وشهد شاهد من اهلها : قوات الدفاع المدني هي من ساهم في زيادة احتراق الطائرة المنكوبة ..!!!

وشهد شاهد من اهلها : قوات الدفاع المدني هي من ساهم في زيادة احتراق الطائرة المنكوبة ..!!!


06-12-2008, 03:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1213280902&rn=3


Post: #1
Title: وشهد شاهد من اهلها : قوات الدفاع المدني هي من ساهم في زيادة احتراق الطائرة المنكوبة ..!!!
Author: awad okasha
Date: 06-12-2008, 03:28 PM
Parent: #0

قبل أن يجف المداد الذي سطرت (السوداني) به صفحاتها قبل أيام عن حوادث الطيران في السودان، من خلال تحقيق شامل إمتدّ لثلاث حلقات، شرحت فيه تفصيلاً كل ما يمكن أن يُقال عن حوادث الطيران، أسبابها، النتائج المترتبة عليها، والآلية التي يمكن أن نتفادى بها هذه المآسي المتكررة بلا انقطاع، والتي حصدت أرواح المئات من ابناء هذا الوطن بلا ذنبٍ إلا لأنهم استغلوا ناقلهم الوطني، في محاولة منهم الوصول لأهاليهم وذويهم، لكن نقلهم كان يتم الى الدار الآخرة مباشرةً.. حقائق كثيرة أوردناها في حلقاتنا تلك لتعيها أُذنٌ صاغية لدى مسؤولينا لكن يبدو اننا ما زلنا (نُأذّن في مالطا) والدليل حادثة طائرة (الايربص) التابعة للخطوط الجوية السودانية والتي احترقت أول من أمس بمطار الخرطوم، لتكون الأفجع والأكثر كارثيةً على الاطلاق.. فهل حان وقت الاستفادة من الدروس التي كان ثمنها أرواح الأبرياء، أم أن كل ما يمكن أن يفعله ولاة الأمر هو تكوين لجنة للتحقيق في الحادث والسلام؟!
الحلقة الاولى
تاريخ كارثي (حافل)..
بالعودة الى حوادث الطيران التي شهدها السودان خلال فترة السنوات العشر الماضية نجد انها بلغت (11) حادثاً راح ضحيتها المئات، لكن يبقى الحادث الأخير الذي وقع أول من أمس هو الاكثر مأساوية من بين كل تلك الحوادث، والتي يمكن تتبعها وسردها منذ فبراير من العام 1998م، حيث سقطت طائرة النائب الأول لرئيس الجمهورية آنذاك الفريق الزبير محمد صالح ومجموعة من كبار المسؤولين بالدولة الذين استشهدوا في حادثة طائرة (الناصر).. ثم عقبها في يونيو من العام 1999م حادث آخر استشهد فيه (50) شخصاً من بينهم (6) ضباط نتيجة لتحطم طائرة عسكرية بعد اصابتها بعطلٍ في ولاية كسلا، وفي أبريل من العام 2002م سقطت طائرة مساعد وزير الدفاع وقتذاك ابراهيم شمس الدين ليروح ضحيتها ومعه (14) ضابطاً إثر تعرّض الطائرة العسكرية التي كانت تقلّهم الى عاصفة رملية ادّت الى تحطمها، تلاها الحادث الذي وقع في يوليو من العام 2003م بسقوط طائرة بورتسودان الشهيرة عقب اقلاعها بوقت قليل من مطار الخرطوم حيث استشهد فيها (115) من ركابها ولم ينجُ من الحادث سوى طفل واحد، وفي نوفمبر من نفس العام فقدت البلاد (13) مواطناً عندما انفجرت بهم في الجو طائرة شحن من طراز (انتونوف) كانت تستعد للهبوط بمطار واو بولاية بحر الغزال..
ويتواصل المسلسل..
أما العام 2005م فيحقُّ لنا أن نطلق عليه عام حوادث الطيران في السودان حيث شهد ثلاث حوادث، كان أولها في فبراير حيث تحطمت طائرة سودانية قرب الخرطوم أدى إلى وفاة جميع طاقمها المكون من (7) اشخاص، ستة من الروس وسابعهم سوداني، اما الحادث الثاني فكان في يوليو من ذات العام عندما تحطمت طائرة قرب مدينة نيالا اسفرت عن استشهاد (19) عسكرياً سودانياً، ليعقبها بعد أيام الحادث الثالث الموصوف (بالأكثر شهرة) لأنه حمل نبأ مقتل النائب الأول لرئيس الجمهورية حينذاك العقيد جون قرنق في تحطم طائرة مروحية رئاسية يوغندية كانت تقله في جنوب السودان، ويتواصل مسلسل (السقوط) ليشهد شهر فبراير من العام 2006م تحطم طائرة عسكرية بمطار أويل بجنوب السودان، مما أدى إلى مقتل جميع أفراد طاقمها الـ(7) بجانب (13) جندياً كانوا على متنها، وفي نوفمبر من العام 2007م ونتيجة لاحتراق طائرة سودانية من طراز (انتونوف) أيضاً بعيد اقلاعها من مطار الخرطوم بدقائق، لتفقد البلاد بذلك عدداً مقدراً من جنود القوات المسلحة، اما في العام الحالي 2008م فقد كانت افتتاحية حوادث الطيران في شهر مايو الماضى، حيث تحطمت طائرة تابعة لشركة النقل الجوي بجنوب السودان، كان على متنها (21) راكباً، لقوا حتفهم جميعاً، كان من بينهم وزير شؤون الجيش لحكومة الجنوب دومينيك ديم، ليختتم المشهد بالحدث الأكبر مأساويةً الذي وقع يوم الأول من أمس (الثلاثاء) العاشر من يونيو باحتراق طائرة الايرباص التابعة للخطوط الجوية السودانية التي أوقعت (30) شهيداً مع عدد مقدر من المفقودين..
إجازة أبدية..
تطايرت الأرواح وتطايرت معها كل الآمال المشرعة عندما قررت العودة إلى وطنها الأم في اجازتها السنوية قادمة من سوريا، ما كانت تدري أن رحلتها هذه وبرفقة ابنتها ستكون الرحلة الأخيرة والأبدية، فقد حلقت بهم الطائرة عبر أكثر من دولة حتى هبطت بمدرج مطار الخرطوم (العاثر) فقضت على كل آمال أهلها وذويها وغيّبت لهفة الشوق لتحمل معها لوعة الحزن والأسى على فقدان غادة عثمان وابنتها التي احترق جثمانها تماما، لكن الاقدار والدموع التي طفت على وجه اخيها زاهر عثمان في حديثه لـ(السوداني) مكتفياً بذلك عند مدخل مشرحة الخرطوم التي تعوّدت احتضان الموتى لتلقي النظرة الاخيرة وحتى حالات التعرف على ملامح الموتى في هذه الحادثة اختفت تماما والكل غير مصدّق ان هذا قريب له..
تضارب..!!
عثمان محمد علي فقيري الذي يطلق عليه أهله وعشيرته لقب (ضُل الصيف) نسبةً لكرمه ودماثة خلقه وطول يده وعطائه، كان قد سافر إلى الأردن للعلاج برفقة ابنه محمد بعد (مُعافرة) مع المرض وملازمة أكثر من مستشفى، وبعد أن اكمل العملية بنجاح فكر في العودة إلى الوطن، وهنا يقول محمد عثمان إنه شعر بنوع من الاضطراب والخوف، لمآلات الحركة التي امتدت ما بين الخرطوم وبورتسودان، للدرجة التي طلب فيها أن يغادر هو ووالده الطائرة بمطار بورتسودان، إلا أن السلطات هناك رفضت، فما كان منه سوى أن اعتبر الأمور عادية عندما طمأنهم طاقم الطائرة مرجعاً الأمر لسوء الأحوال الجوية التي كانت مسيطرة على سماء الخرطوم، ويمضى عبد الهادي محمد ابن اخت المتوفي في روايته نيابة عن محمد الذي ألجمه هول الحادث والفقد، فيقول إنه عندما اصطدمت الطائرة بالمدرج وشبّ الحريق وانشطرت الطائرة إلى نصفين، حينها لم يجد الركاب مخرجاً غير تحطيم زجاج باب الطوارئ، وقد حاول محمد انقاذ والده لكنه فشل في الأمر لِكِبر سنه حيث تعثر في التحرك بالصورة المطلوبة، وعلى إثر التدافع الكبير من الركاب فقد محمد والده، فما كان منه سوى القفز عبر مخرج الطوارئ إلى خارج الطائرة، ليفقد بعدها والده إلى الأبد، وفي تعليق له على الحادث يقول عبد الهادي إن التحوطات بالمطار لم تكن بالكافية حيث لم يتم التأكد على وجه التحديد من هوية المتوفين.
رواية شاهد عيان..
شاهد عيان على الحادث كان موجوداً بالمطار ساعة وقوعه أفاد (السوداني) بأنه كان في انتظار وصول أحد أقاربه القادمين من الأردن، فعايش كل الأخبار عن الطائرة بدايةً بمغادرتها لدمشق في طريقها للخرطوم، وصولاً لما اعتراها من عدم القدرة على الهبوط في مطار الخرطوم، ثم توجهها لبورتسودان، ومن بعد إعطائها الضوء الأخضر للتحرك منها إلى الخرطوم، التي اكملت اكثر من ثماني دورات في سمائها، وبعد الهبوط حدث ارتجاج في المدرج على الجناح والمحرك مما ساعد على اشتعال النيران فيها، لتنشطر بعدها إلى جزئين، وهنا يقول شاهد العيان "إنه من المؤسف أن يكون مدرج الطائرة واحد، وان يخرج كل طاقم الطائرة سليماً دون أن يصاب أي فرد فيه بأذى، في حين أن من خرج من الحادث سليماً من الركاب، لم يجد أحداً في استقباله من سلطات المطار دعك عن اجراءات السلامة (اسعافات اولية وغيرها)".
الوقت من ذهب
لم تكن الصورة التي وصف بها شاهد العيان هذا بالدقة التي يمكن اعتمادها، والتي يمكن ارجاع السبب فيها إلى هول الأمر، فقد أكد بعض الحاضرين للموقف مجاهدات وبسالة بعض منسوبي و(كباتن ) طيران الشرطة المرابطين بالمطار بشكل كبير في محاولة إخماد النيران وإنقاذ الركاب، بعد وصولهم إلى مكان الحادث في وقت وجيز، وكذلك كانت الصورة الأروع التي ضربها بعض منسوبي الدفاع المدني الذين أُصيب بعضهم جراء المحاولات المستميتة التي بذلوها، وإن عاب الكثيرون عليهم تأخر الوصول إلى مكان الحادث والذي تجاوز الدقائق العشرة، والتي تمثل في مثل هذه الحوادث وقتاً كبيراً بحساب العارفين لما قد يترتب عليها من لواحق، خاصة أنه كان من المفترض أن تتابع سيارات الإطفاء هبوط الطائرة من أول المدرج لحين توقفها بسلام، وهو ما لم يحدث، بحسب تصريح المهندس عبد الله عباس محمد أحد كبار المهندسين المُختصين في مجال السَّلامة، والحاصل على زمالة الجمعية الأمريكية لمهندسي السلامة، مدير عمرة وصيانة الطائرات بسودانير سابقاً، والمزارع حالياً، والذي وصف ما جرى بأنه عملية قتل وقعت بحق المتوفين.
زيادة الطين بلة
لم تكن تلك وحدها الملاحظة التي أبداها المهندس عبد الله عباس فيما يخص الحادث، والذي تجنب في حديثه تشريح الكيفية التي وقع بها الحادث، وقال إن الأسباب التي أدت إلى الحادث ستكشف عنها التحقيقات، لكن الأهم من ذلك هو الحديث عن الإجراءات التي جاءت بعد وقوع الحادث، والتي قال إنها كانت أقرب إلى الصبيانية أحياناً، حيث قال إن قوات الدفاع المدني التي تعاملت مع الحريق، وعلى الرغم من تأخر وصولها إلا أنها كانت تستخدم المواد الخطأ لإخماده، إذ من المفترض التعامل مع حرائق الطائرات بمواد رغوية تعمل على محاصرة اللهب، بخلاف الماء الذي يعمل على تأجيجه بذات الكيفية التي يستعمل فيها لإطفاء حريق شب في زيت، بإعتبار أن وقود الطائرات مكون من مواد (هايدرو كاربونية) وهو ما قال إن هيئة الطيران المدني لم توفرها بمطار الخرطوم على الرغم من أنها تصرف مليارات الجنيهات على أشياء أخرى.
الكثير المدهش
هل كانت الإجراءات التي أُتبعت من قبل الجهات ذات الصلة بحادث طائرة الخطوط الجوية السودانية (سودانير) التي وقعت أول من أمس، والآليات المستخدمة كافية لضمان نجاة أكبر عدد من ركابها، وتطابق المطلوبات في أي مطار خاضع لرقابة هيئة الطيران العالمية؟! أم أن هناك هنات وتجاوزات لا بد من الوقوف عندها والإفصاح عنها حتى تكون الحادثة عظة لمن يعتبر، وتكون فعلاً نهايةً لمطاف سلسلة حوادث الطيران التي جعلت البلاد تتراجع إلى خانة الأسوأ على مستوى العالم، وهل يكفي تكوين لجنة تحقيق من هيئة الطيران المدني لإزالة الغموض عن الكثير من الأمور المتعلقة بأسباب تحطم الطائرة واحتراقها؟!.. وهل يستقيم أن تكون اللجنة التابعة للطيرات المدني الخصم والحكم؟! خاصة أنها يمكن أن تكون إحدى الجهات المتهمة بالتقصير؟! وهل استوفت اللجنة فعلاً الإجراءات التي طالبت بها منظمة الطيران العالمية (ايكاوا) مراراً؟!.. وما هو موقف شركات التأمين حيال التصريحات التي قالت إن بعض الركاب غادر أرضية المطار قبل أن يتم حصرهم؟! هذا ما سنقف عليه في الحلقة القادمة، مع الكثير من التفاصيل الأخرى المهمة.


Post: #2
Title: Re: وشهد شاهد من اهلها : قوات الدفاع المدني هي من ساهم في زيادة احتراق الطائرة المنكوبة ..!!!
Author: Yasir Elsharif
Date: 06-12-2008, 03:49 PM
Parent: #1

شكرا لك يا سيدي على نقل هذه المادة.. لقد أكدت لي صحة ما قلته في بوست فتحته البارحة.. وقد قمت بنقل الجزء الذي يشتمل على كلام المهندس عبد الله عباس محمد إلى بوستي..

الأخطاء تسببت في قتل الضحايا بهذه البشاعة.. حادث الطائرة

مع تحياتي

ياسر

Post: #3
Title: Re: وشهد شاهد من اهلها : قوات الدفاع المدني هي من ساهم في زيادة احتراق الطائرة المنكوبة ..!!!
Author: awad okasha
Date: 06-12-2008, 07:39 PM
Parent: #1

والشكر موصول لك اخي ياسر ...
في مسعاك لتمليك حقائق جديدة ...
كان لها كبير الاثر فيما حدث ...