مَنْ يقتل مَنْ؟

مَنْ يقتل مَنْ؟


06-09-2008, 11:02 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1213005772&rn=0


Post: #1
Title: مَنْ يقتل مَنْ؟
Author: شوقي مهدي مصطفي
Date: 06-09-2008, 11:02 AM

مَنْ يقتل مَنْ؟
? كما هي النار تبدأ من مستصغر الشرر.. كذلك كان تاريخ العنف الطلابي المؤدي للقتل، غالباً ما يبدأ من مهاترات صغيرة تكون هنا أو هناك وسرعان ما تكبر لينتهي المشهد بجريمة جنائية يرتكبها الطالب ضد أخيه الطالب. وفي حالات كثيرة يؤدي العنف الى القتل، وما يحز في النفس ان الابرياء دائماً هم الذين يدفعون الثمن ويصبحوا هم الضحايا، فالتاريخ ليس ببعيد، ولعل الرواية الأكثر شيوعاً تلك التي تقول إن بداية العنف الطلابي بالجامعات كان ذلك في العام في العام 1968م بجامعة الخرطوم عندما أقام تنظيم طلاب الجبهة الديمقراطية، احتفالاً تم خلاله عرض رقصة جماعية من التراث الشعبي لغرب السودان تسمى «العجكو» فقام طلاب الاتجاه الاسلامي بالاعتداء على المجموعة المحتفلة بدعوى ان الرقصة تثير الطاقة «الغريزية» لدى الطلاب فتحول الأمر من الاعتداء والمهاترات الى مقتل احد الطلاب.. ومنذ ذلك الحين اصبح العنف بأشكاله المختلفة ابتداءً بالعنف اللفظي والمهاترات وانتهاءً باستخدام اسلوب القتل الذي تطور من (طوق الدراجة) كما حدث في واقعة الطالب الغالي عبدالحكم في السبعينيات الى الاسلحة البيضاء والسيخ في وقتنا الحالي.. ومن يومها أصبح العنف الطلابي احدى الوسائل المتبعة داخل الجامعات. واللافت للنظر ان اصابع الاتهام دائماً ما تتجه نحو اتجاهين محددين «الاسلاميين« و«الشيوعيين».
? وفي تحقيق سابق لي مع الزميلة سلمى فتح الباب تبين لنا من خلاله ان كل من الطرفين (اليمين واليسار) يدفع بالكرة في ملعب الآخر فاليساريون يرون بأن الإسلاميين هم السبب الرئيسي في أشكال العنف الطلابي كافة بتعاونهم الوثيق مع القوات الحكومية، وكذلك يدفع الإسلاميون التهمة عنهم لذات الأسباب في أوقات مشابهة، وفي كلا الحالتين يبقى الاستقرار الأكاديمي وحياة الطالب الجامعي رهينة باتفاق هؤلاء، فالواضح تماماً ان الخلافات التي تكون بين الاحزاب تتم تصفيتها داخل مؤسسات التعليم العالي بين منسوبي هذه الاحزاب سواءً كان ذلك بدعمها او انها تعلم وتغض الطرف عن ذلك.
? نكتب ذلك ونحن نستشعر الخطر والواقع المرير الذي يعيشه الطالب، فالممارسة السياسية أفقدت الطلاب التماسك والترابط الاجتماعي بينهم بحيث اصبح من السهل على الطلاب -خاصة الكوادر السياسية- أن يلجأوا الى اسلوب العنف والضرب في حال ان الاختلاف سياسياً أو فكرياً، مما يغلب نظرية (ان لست معي إذاً أنت ضدي)، وقد يلجأ لقتله كما حدث في حالات سابقة.
والراجح أن اسباب تفشي العنف الطلابي وسط مؤسسات التعليم العالي يرجع للمارسة السياسية (غير الرشيدة) من قبل الطلاب في ظل تقازم الأدوار والأنشطة الثقافية والاجتماعية الأخرى، فكلما قل النشاط الثقافي يكون الناتج مزيداً من المهاترات والعنف بين الطلاب، وبين هذا وذاك يبقى دور الأحزاب السياسية التي تعتبر أن هؤلاء الطلاب هم قادة المستقبل كما تدعي في شعاراتها هو دور مبهم وغامض و(استغلالي) للطلاب في مناحٍ كثيرة منها التصويت والتعبئة الجماهيرية وغيرها.. بينما يبقى الوعي وتقبل الرأي الآخر هو ما يفتقده الطلاب السياسيون قبل ان يصبحوا قادة المستقبل.
لأجلهم:
عقب مقتل كل طالب نرى الطلاب أنفسهم يهتفون بعبارات مثل (مقتل طالب مقتل أمة) وغيرها من العبارات التي بالرغم من عمق معاينها إلا أنها بقيت فقط للاستهلاك السياسي والإعلامي بين الطلاب. نحن نكتب ذلك ونحن نرى ما يحدث اليوم في الجامعات، فمهاترة صغيرة بين طالبين ينتسبان لتيارين مختلفين كفيلة بأن تودي بأحدهم إلى المستشفى إثر طعنة أو ضربة بسيخة.
والمعروف أن أركان النقاش هي منابر حرة يستخدمها الطلاب في التعبير عن آرائهم والدفاع عنها ولا ينبغي ان تستخدم لأي غرض آخر. وأيضاً يبقى العداء بين التنظيمات السياسية كلها مفتوحاً على مصراعيه متى ما تضاربت رؤاها ومطامحها ويبقى الطلاب هم المتضررون جراء ذلك، فهل يكون الحل طبقاً لذلك بمعنى ان يبقى باب التحالفات مفتوحاً متى ما تلاقت هذه الرؤى والمصالح لينعكس ذلك ايجاباً على الواقع داخل الحرم الجامعي.. أم تظل هذه القضية حاضرة تمد لسانها ساخرة بين كل لحظة واخرى، ويسقط المزيد من الطلاب «الأبرياء» قتلى.. لتتسع دائرة القتل وتضيق فرص الحل.


http://www.alsahafa.sd/News_view.aspx?id=49687

ــــــــــــــــــــــــ
shawgimahadi.blogspot.com