شيلو شيلتكم ...أنا شَرَدْت!

خط الاستواء

استدعى القطب الاتحادي فتحي شيلا شجاعة الاتحاديين الكامنة!.. وقدّم استقالته من حزب الحركة الوطنية، وقال إن رجال الماضي لا يشبهون رجال الحاضر! وتاني رجعنا لحكاية إن الرجال تحت التراب!..
إلى منْ قدّم القطب شيلا هذه الاستقالة ؟.. إلى السيد؟ أم (مراعاة لمشاعر الحركة الاتحادية) من خلال الصحف؟ وكلما جاءت سيرة الصحف لابد أن تسأل أي اتحادي ! إنتو جريدتكم وينا مع (......)؟..
ألمح شيلا إلى أسباب الاستقالة, على أنه القنوط
من (توحّد) الاتحاديين .. وأنه لأربعين سنة ظلّ ينتظر (قليلاً من الضوء في النفق المظلم)! وأفصح أكثر عن الأسباب حين أشار إلى أن غزوة خليل الأخيرة هي القشة التي قصمت ظهر البعير!! لكنه لم يُشر, من قريب أو بعيد إلى أثر التراضي! ولم يُشر كذلك إلى الطحين المدروش الذي رآه باعتبار قربه من سيد الطاحونة .. والطحين المدروش عبارة عن اتفاق لم يشأ القطب شيلا انتظاره ..ناهيك عن احتماله !.. فقال للناس : (ش..ش..أ..ش) والإشارات كثيرة في استقالة شيلا ذات الطابع الصحفي .. وهو يعلن مغادرته دنيا السياسة يقول ما يلي: ( إن النظر إلى الأفق لا يرد الغائب) وأن الاستقالة (أشرف من الانتظار الذي لا طائل منه)!..
ومثل هذا العتاب مقدور عليه في جنينة الاتحاديين بحليفة طلاق واحدة!! وبدلاً من النظر إلى الأفق يمكن للقطب شيلا أن ينظر إلى المطار.. بالقدر الذي يشبع لهف الانتظار.. للغائب!..
وما يشير إلى أن الاستقالة ما هي إلا تحفيز وإشارة ..بل علامة من علامات الشوق أن السيد شيلا اختتمها بأبيات لـ(المقنع)!. والمقنع في سيرة بني هلال يستدل بها على حال الزول اللي ما قنع منها ظاهراً وباطناً!!
ونعود إلى السؤال الأول: إلى منْ قدّم القطب شيلا استقالته؟ إلى السيد أم إلى الحزب أم إلى الجماهير؟..
وهل هناك علاقة بين الأب والابن والروح القدس؟.. ولماذا يختتم القطب شيلا حياته السياسية بخطأ جسيم؟ أما كان أجدى أن يودع خطاب الاستقالة داخل المؤسسة الحزبية ـ إن كانت موجودة ـ! وإن لم تكن موجودة فقد كان من البديهي (مراعاة لمشاعر الجماهير الاتحادية) أن يقول القطب شيلا عديل إنه لا يوجد الآن حزب اسمه الاتحادي الديمقراطي!.. وهل الاستقالة هي الطريق؟ وإذا قنط القطب شيلا من إمكانية توحد الاتحاديين وهو الأقرب إلى الطاحونة فماذا يفعل مواطنو ارتقاشا ومشكيلا والبسابير وبارا؟.. هل يركبون سفينة التراضي (الوطني)؟؟