صديقي قل ما عاش من يفرقنا ...

صديقي قل ما عاش من يفرقنا ...


05-17-2008, 11:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1211062243&rn=0


Post: #1
Title: صديقي قل ما عاش من يفرقنا ...
Author: ASHRAF TAHA
Date: 05-17-2008, 11:10 PM

تلك قصيدة درستها في مرحلة ما من مراحل الإدراك القاصر .. لازمها تسميع وضرب و (شدوهو) ... (وليس كما غنى الكابلي علوهو – رغم تشابه السجع والقطع) ... وعليه رسخت كـ (تسميع) فجهابذة الحسابات السودانيين من كانوا يحلون جداول الضرب والنظريات بلوغاريثماتها ومتوالياتها وتفاضلها وتكاملها .. تصيبهم (ترترة) عند السؤال المفاجيء عن كم في كم! بيجيب كم؟ في الواقع العملي الآن! ... والحافظين صم، (هل هي من صم بكم عمي؟) المعلقات في حلٍ من شاكلة تلك الأسئلة فقد دفنوا عنترة العبسي مكفناً بعذرية عشقه يتسرب من بينه (غمز) القبيلة ليملأ بينات جسده رملاً ... يا أصدقائي فذلكم تعليمنا .. وما عرفت سوينكا ولا سنغور و غارثيا و الليندي وحتى وطار و منيف و لاتينيي أمريكا البعيدة تلك والتي رمينا فيها شليلا إلا بعد عُسر و غُسل. والغُسل توغل في زيارات (بحر) بلادي (عمداً) .. وكما غنى المقيم:
هكذا قد خبروني ثم قالوا لي ترجل
وحتى الآن ما عرفت ما هي ترجل؟
هل أنزل؟ أم كن رجلاً؟
فالحالتين شِِدة
في حينه أراني وطني العالم بجغرافيته .. خريطة للكنتور وأهم العوامل المساعدة في الإنتاج، وأهم عيوب الإنتاج ... فُركز عقلي (بتاع) (التسميع) على سببين !! ...
سهولة المواصلات،
ووفرة الأيدي العاملة ...
يقابلهما
ندرة الأيدي العملة
وصعوبة المواصلات ...
سمعنا الجداول ... القصائد... المقالات التاريخية...
الإسبلينق ... المعلقات ...
وحين وقفنا أمامك يا وطني وجدتنا حفاةً (ميطي)
... لا نستطيع معك صبراً ولا قراءة
غابت حروف الهجاء .. وسكن الهجاء والسب ...
بشدة نون النسوة
ووقف واو الجماعة
الفاااااااتحة
وبما أني خبرت وطني ... فقد أنعمني ربي بمسكن أختصر تلك الكنتورات وخريطة السودان التي تبين فقط نهر النهر النيل يتعرج من غير تفاصيل ... ومع زيارات صغيرة بالقطار مرة والباص مرة... شحذت بهما صورة السودان ... وبفضل حييّ... عاشرت فيه من إستكمل لي (خريطة الكنز) ... فالمكوجي بجانب بيتنا ... ولا زلت أذكر يوم أن دس أستاذنا (حلاوة كسلا) في ركنه وتحت المكان اللذي يجمع فيه رماد المكواة (وهنا ما زلت أذكر أول يوم لي في الإمارات وعندما كنت مع أخي في سيارته ونحن نهبط من جسر والعربات مصطفة على مد البصر وأنوارها الخلفية تشتعل إحمرارا فتذكرت شارع بيتنا والمكوجي يهز المكواة من الرماد يتتطاير معها الجمر فتضيء شارع بيتنا كألعاب نارية من زمننا هذا) كما زلت أذكر بعدها ونحن أولاد الديم شرق (1) نضحك على (أولاد الختمية - الديم شرق 2) حينما نرى معلمهم يدس (حلاوتهم) كنزاً... ويأخذنا غرور المعرفة ولا نخبرهم برغم من فيهم أصدقاء ترعة ومقابر وترتر ولبن كافوري وكوشة الخواجات وباسطة العم ميريا والمنافسة في بواقي مرحبا... ونقف في (حيطة الزبالة) في الركن الشمالي الشرقي لمدرستنا (الركن الشمالي الغربي لهم) نتحداهم في (نتجية آخر السنة) ... في أحد أركاننا المتشابهة أكتشفت ذلك المكوجي وبتاع الدكان وأركان و (جخانين كثر) ً... بين ما درسته عموماً عامة ... وما خبرته أهلاً ... تساموا ..

هم أصدقائي وأهلي
فيا منقو
قل...
ما تقل
ولتكن
شديد في المحن
حريص في الخرائط
بحلاوة كسلا ولا حتى حلاوة مطى

فيا منقو .... الله غالب
وليتف في وجهنا من أراد
فهو راد إليهم
وليضحك من أراد فتلك كوميديتهم
وليصفق من شاء
فتلك أيدهم
فهل تخرج بيضاء !!



--------