بعيداً عن عيون السحاحير

بعيداً عن عيون السحاحير


05-10-2008, 12:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1210417558&rn=0


Post: #1
Title: بعيداً عن عيون السحاحير
Author: عبد الله الشيخ
Date: 05-10-2008, 12:05 PM

بعيداً عن عيون السحاحير
لا نريد أن نفسد على التجمّع الوطني الديمقراطي وأحزابنا (الكبيرة) بهجة السفر والسياحة في الجنوب الحبيب.. فالمناخ هناك زِيفة ودُعاش، وقد تستفيد الأحزاب المعارضة للإنقاذ من حضورها التشريفي لمؤتمر الحركة الشعبية الذي يبدأ جلساته اليوم بمدينة جوبا.
الحركة الشعبية التي بدأت نشاطها العسكري والسياسي في العام 1983م صارت رقماً صعباً في الساحة السودانية.. كوادرها تسد عين الشمس وجماهيرها في كل مكان.. وضيوف الشرف الذين اشتهروا بـ(مقاومة النظام) ستحاصرهم هذه الكوادر القوية عن حاضرهم ومستقبلهم.. وربما (يبغر) ضيوف الشرف ويتساءلون ويقولوا (يا ليت لنا مثل ما أوتيت الحركة)..
أحزابنا الكبيرة التي قد تستفيد من الزيارة هي: حزب الأمة بأجنحته التي حلقت في الهواء مع المؤتمر الوطني, وأجنحته التي تم نتف ريشها في (جلسات الاستماع).. وحزب الاتحادي الديمقراطي الذي أشهر ما فيه الآن نظارة جلال يوسف الدقير العاكسة لإرادة الوعاء الجامع.. والحزب الشيوعي الذي ربما اكتسب قدرات تنظيمية في مؤتمر الحركة تساعد على حماية المؤتمر الخامس من الاختراقات.. أما الوعاء الجامع للمعارضة وهو التجمع الوطني الديمقراطي, الذي ليس له دار, فإن نوابغه يعيشون في بروج الإنقاذ المشيدة!..
الاعتقاد الذي ساد بعد رحيل قرنق هو أن الحركة قد انكسرت بموت الزعيم, ولكن الكوادر التي محّصتها التجارب وملأت الأفق.. ولم يكن المؤتمر الوطني هو المرعوب الوحيد, بل أكثر المرعوبين هم الأكابر.. الذين ظلوا في حنوطهم يرعدون ويزبدون ويضربون الطاولة بأوراقها ويرفضون الوضع القائم..
أسماء وألقاب وشعارات تتغذى من كبرياء زائف.. أو كبرياء زائف يغذي الأسماء والألقاب والشعارات.. منذ نصف قرن ولم تتغير الأسماء وألقاب المملكة.. والأكابر بعد مجيء عادية الدهر على عرش السلطان ـ لا قبل ولا بعد ـ يتلقون أخبار الحراك الجمركي من وسائل الإعلام.. لم يدربوا كوادر.. لا للقنص ولا للحراسة.. ويتمنون على الله الأماني..
... إذا ابتعدوا من حظيرة السلطان.. جفف السلطان ضروع أرزاقهم.. وإذا تمسحوا عند عتباته جردهم من أوهام الثقل الجماهيري.. حتى صاروا مثل (النعيم في عشو زوزاي)!
وليس من حق أحد أن يمنع الأكابر قدراتهم على ابتكار الأحلام الوردية والجماهيرية.. وإبليس شديد الغواية.. وسيزيدهم رهقاً.. كلما استأنسوا بمقررات أسمرا للقضايا المصيرية حلب لهم منها زيتاً.. وإذا ناصبوه العداء رماهم في الغياهب.. وإذا تساكنوا تدجنوا.. ومع ذلك لا يفقدون القدرة على حضور الاحتفالات كضيوف شرف..
يمكن لضيوف الشرف أن يسرقوا أضواء الكاميرا في كل احتفال, ويمكنهم أيضاً أن يستفردوا ببعضهم في سفح جبل الرجّاف بعيداً عن عيون السحاحير.. من أجل (شيء لله) في موسم الانتخابات طالما أنها (جات كده) في التعداد!..