لماذا تنأى النخب الكفوءة بنفسها عن السياسة السودانية مفسحة المجال للزعامات القبلية والعشائرية ?

لماذا تنأى النخب الكفوءة بنفسها عن السياسة السودانية مفسحة المجال للزعامات القبلية والعشائرية ?


04-26-2008, 09:39 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1209199188&rn=0


Post: #1
Title: لماذا تنأى النخب الكفوءة بنفسها عن السياسة السودانية مفسحة المجال للزعامات القبلية والعشائرية ?
Author: مؤيد شريف
Date: 04-26-2008, 09:39 AM

لماذا تنأى النخب الكفوءة بنفسها عن السياسة السودانية مفسحة المجال للزعامات القبلية والعشائرية وأصحاب المصالح من محدودي الرؤى والأفق؟؟؟
مؤيد شريف
كنت قد أوردت في مقال سابق أن السياسة السودانية لم تك يوما وليدة لفكر ما ولم يك هو منشأً لها . وزدت أن عملية انتاج الزعامات القبلية السياسية تتم من داخل مجتمعات مضطربة البنى الاجتماعية ومغيبة بقوة استمالات الدين أو التاريخ أو الأسرة "الشريفة" ، ونتيجة لما تقدم ترسخت عملية انتاج النخب القبلية واعادة تدويرها واصطناعها ، ولقد أظهرت القوى السياسية مجتمعة ودون استثناء قدرة عالية واحترافية متناهية في الحفاظ علي هذا الواقع المتكلس والحؤول دون أي تغير أو تبدل يمكن أن يطرأ علي خارطة انتاج النخب في السودان اعتمادا علي وسائل واستمالات شتى ومتجددة تبدأ بتقديس الشخصية ولا تنتهي بالمال السياسي وتوظيفاته .
اذا كان هذا هو الواقع ، فالسؤال الذي يتبادر الي الذهن : أين هي النخب الكفوءة وصاحبة الرؤى من اساتذة جامعات وأصحاب الدرجات العلمية الرفيعة والمتحررين من قيود والتزامات الطائفة أو القبيلة؟ ولماذا تتآكل أدوارهم باستمرار ويضعف تأثيرهم علي واقع السياسة والمجتمع والحياة في السودان؟
الاجابة علي هذا التسآئل غير منفصلة عن ما سبق من تآمر علي طمر وتهميش أدوار النخب الكفوءة والمتحررة ، فالدولة السودانية التاريخية والحاضرة تواطئتا وتتواطئا علي اقصاء أدوارهم من خلال الاصرار علي الحط من قدرهم ومكانتهم المجتمعية ؛ اذ أن المدخول المادي لـ"لحزبي موالي" يافع ومستجد ومحدود القدرات ان لم يك عديمها يساوي أضعاف ما يخصص لاساتذة الجامعات والباحثين من دخول ضعيفة مما يحيلهم لتنظيم الاضرابات المطالبية بالكادر الخاص أو بدلات السفر أو أي مطالب أخرى ومجموع هذه الممارسات لا تساعد هذه الشريحة المهمة علي القيام بادوارها الطبيعية (في واقع طبيعي) والمتمثلة في قيادة ركب التنوير والتطوير والانطلاق نحو غدٍ أفضل . فضلا عن زهد ذاتي وابتعاد اختياري وسلبية مسببة للنخب الكفوءة والمتحررة .
وختاما يبقى الامل في أن تنفض مجتمعاتنا المغيبة عنها طبقة الغبار السميكة وتتوجه لتقديم نخبها الحقيقية والقادرة علي ايجاد الصيغ والحلول المطلوبة والجذرية لأزماتها ؛ فالزعيم القبلي أو العشائري قد يملأ بطوننا بماء "بيارة" أو صهريج مياه بماله السياسي ، أما استاذ الجامعة أو المعلم المستنير فيشتغل علي عقولنا كمدخل لبطوننا وليس العكس..