خــــط الاسـتــــــــــواء

غنم فيثاغورث..!
اليوم يبدأ العد في مثلث فيثاغورث، وفيثاغورث هو مهندس التمكين الذي تمكن وعمم نظريته القائلة إن مربع الوسط يساوي مربعي الضلعين الآخرين طالما أن الزاوية (الحضارية) قائمة وفرعها في السماء!..
ومع حردان الناس للتعداد في الجنوب، وبسبب (اللخبطة) التي يفتعلها الهجين والمتمردون ـ ولا نقول الجنجويد ـ في الغرب.. إلا أنه بالإمكان تقدير أن عددنا كسودانيين (مأصلين) هو حوالي 30، 40 مليون رأس!.. ونصفهم لن يمارس حقه في التصويت، لأن هذا النصف ببساطة لم يستخرج التابعية الحضارية!..
هذا رقم لن يستطيع أن يغالط فيه، رغم كونه شاطر في الحساب.. فعليه إذن أن يربط جيبه على حساب عشرين مليون رأس فقط..
والعشرين مليون أيضاً.. نصفهم لن يمارس حقه (المشروع) في التصويت، لأن هذا النصف فيه من لم يبلغوا سن الرشد!!. أو من المخرفين، أو صاروا من المجانين.. أو ما فاضين للشغلة دي.. أو وقيع ملاريا, أو زايغ في قضية شيكات أو منفلّت من الرقابة اللصيقة التي تقف فوق رأسك وتفلي شعرك!. إذن على فيثاغورس أن يربط جيبه على حساب عشرة ملايين رأس فقط!..
وبما أن المشروع الحضاري هو المسيرة القاصدة، والمسيرة القاصدة هي الوعاء الجامع، والوعاء الجامع قد صار الطريقة المثلى لإنقاذ السودان، فيمكن لفيثاغورث أن ينسى تأثير حفنة من مفصولي الصالح العام على مسيرة الانتخابات، ولا يكترث لبقايا اليسار، ولا حتى الأنصاري القاطع.
وكلها عشرة مليون رأس.. وما عند فيثاغورث تجاوز بعشرات المرات حسابات قارون في بنك البرامكة، وبنك الأماني السندسية، وبنك هارمونيكا وشمس السودان التي لن تغرب أبداً!..
عشرة ملايين وعشرين مليار من الورق الأخضر الأمريكاني، ويمكن لفيثاغورث أن يحوم ومن روائه نزلة (ويَغَمِتْ) لكل رأس مائة، مائتين مليون، تصلح حاله وباله إلى جنا الجنا!..
وهكذا يكتسب مثلث فيثاغورث مشروعيته الديمقراطية، تحت مظلة الرقابة الدولية لصناديق الاقتراع..
.. في بداية عهد المشروع قيل إن أحد قادته ذهب يعاود خاله الذي أصابته الحمى بعد البيان الأول.. وبعد السلام والاطمئنان على الأحوال سأل خاله عن رأيه في النظام الحضاري.. أشاح الخال وجهه ورفض الإجابة قائلاً: (يا ولدي خليني في حالي).. ولكن المتنفذ الحضاري لاحق خاله أن يجيب على السؤال: حكومتنا دي رأيك فيها شنو؟...
قال الخال: والله يا ولدي إنتو بقيتو زي تيس حبوبتي كاكا، جبناهو فحل للغنم، رضع الغنم!..
ولا فرق بين أن ترضع الغنم، أو ترضع الانتخابات لأن الحكاية كلها (لبن × لبن)..!.