خط الاســـــتواء .

براعم التأصيل!!




أحرزت هدفاً في مرمى القوم، فأحرز القوم في مرماي ثلاثة أهداف..، انتشلت أمي من الحياد مع النظام إلى الوقوف في صف الديمقراطيين، فوجدتهم غمسوا بناتي في وهم الجلالات!..
عكفت، منذ البيان الأول على منازلة القوم في عقر داري، منذراً عشيرتي والأقربين من خوازيق القوم.. بذلت وقتاً ومالاً من أجل نقل أمي من الحياد وهززت قناعاتها في إيمان العجائز الذي يسلم معتقديه بأن ليس بالإمكان أفضل مما كان.. وهي الآن ـ ولله الحمد والشكر تقرن رضاها عني دائماً بعبارة: (الله يصرف الجماعة ديل)!.. ثم تقول لي: المحيّرني إنو الدعوة ما بتمشي فيهم!..
وبميكانيزم ذاتي وجدتها في رحاب العتبة الثانية في مناهضة النظام، واسمعها دائماً ـ خاصة مع كباية الجبنة تقول: (الناس ديل.. القاعدين ليها شنو)؟..
وهي الآن تقف تماماً عند العتبة الثالثة من مناهضة الوضع وتقول بالصوت العالي ـ خاصة إذا كان تُمباكها من العماري الجيّد: (الناس ديل ما بيمشوا إلا بالعين الحمرا)!.. انها امرأة (تسف) التمباك فقط!..
وإذا سألتها عن الانتخابات تقول لك: أنا صوتي للديمقراطية.. لكن وين الانتخابات!.. إنت بقيت تصدق كلامهم؟.. يا خسارة تعبي فيك..)!!.
ولكن القوم في هجماتهم المرتدة أفسدوا عليّ بهجة الانتصار، فقد أحرزا في مرماي ثلاثة أهداف غير نظيفة إطلاقاً..
وكيف تكون أهدافاً نظيفة.. وأنا مثلكم أرسل بناتي إلى مدارس ورياض (حضارية) أسماؤها من نوع (براعم التأصيل)!.. وقد تغيرت طلباتهن من الحلوى والباسطة إلى طلبات من نوع الإلحاح على زيارة القصر الجمهوري والتقاط صور تذكارية مع الظاهر بيبرس!..
وتتجرأ إحداهن وتسألني مباشرة: صحيح يا بابا الشيوعيين بيدخلوا النار؟..
- من قال هذا..؟ لا أجد إجابة، إلا ردف السؤال: صحي يا بابا انت شيوعي؟.. أما بنتي الصغرى فهي لا تتورع في تسميع الجلالات لي وتُصر على ذلك.. والجلالات من نوع: (الليلة يا قرن أيامك انتهن)!.. او تترنم لي بجلالة حفظتها في روضة المهد الحنون تقول: (يا بت الناس ليه عاملة فضيحة... ألبسي كوزة مع التسريحة).. وقد تطلق التكبير على طريقة القوم فلا أعرف ما إذا كان قصدها بالقديم أم بالجديد.
أصدقكم القول إنني بدأت، في أيام المسغبة التي سأحدثكم عنها إن شاء الله.. بدأت في نسخ ذاكرة أخرى لابنتي الكبرى، جعلتها تحفظ أناشيد محجوب شريف، وكنت أرفعها فوق الحيطة لتملأ إبطيها بالهتاف وتقول (تكتب انت تقرأ.. تعرف السياسة.. في محل حراسة حجرة الدراسة)!. لكنهم ـ قاتلهم الله ـ أخافوها،!.. بأنو ده كلام شيوعيين!..
ها هم قد مسخوا أمخاخ بناتي!.. وإذا قعدوا إلى اليوم الذي تتأهل بناتي للتصويت.. إذا قعدوا .. يبقى من حقهم كسب ثلاثة أصوات لصالح (الجبهة) اللهم إلا إذا حدثت معجزة!..
ولكني الآن ـ إن جاءت الانتخابات اضمن لكم صوت أمي.. وعلى التجمعيين أن يسألوا أنفسهم: هل استطاعوا إقناع أمهاتهم للمشاركة في هذه الانتفاضة المحمية من التزوير؟..
//////////////////////////
الطوبجي ................

اهداء خاص الى هاشم كرار