الإنقــــــلاب القــــــادم .........

الأوضاع لا تنبئ عن خير،
ولا هى تقود إلى مصلحة واضحة، وصريحة
لأىِ من الأطراف التى تمسك بقرنى البلاد،
كلِ يحاول جرّها إلى (زريبته).
بالنسبة للحكومة، تتباين الاراء كل يومِ
بين عضوية حزبها الحاكم حول الكثير من
القضايا الجوهرية والمصيرية، وما يُفلت
من (غربال) الحزب الحاكم، تلتقطه (مجسات)
الجهات الحقيقية الحاكمة، والقابضة على
عنق البلد، من (أجهزة أمنية) تعد معلوماتها،
ونصائحها ألواح محفوظة فى دين الإستئثار بالحكم،
إلى (رموز) تقبع فى الظلام، لانراها ولا نسمع صوتها
لكنا نرى (آثارها) العنيفة، تماماً كالرياح.

وبالنسبة للحركة الشعبية، فلم يعتقد الإسلاميون فى
أنها ستكون Pain in the a... ، فقد إعتقدوا أن
كل ما هو مطلوبٌ، هو أكداس المال والمناصب تحشر فى
الأفواه التى تنفتح مطالبةً، فبسكت الطامعون، وأن ما
ما يعرف بالـ CPA، ما هى إلآ حبرٌ على ورق السياسة
السودانية، وما جاء بها ليس قراناً، وبالتالى هو غير
مُلزِمٌ لأحد .

ومن ناحية أخرى تأتى دارفور، وضغوط العالم بأسره على
الحكومة، وعلى منسوبى الحكومة من المطلوبين، وحتمية إتساع
قائمة المطلوبين، والحِصن الذى أنشئ فى قلب الخرطومUNMIS،
يموج كعُش الدبابير، بطيرانه الذى لاينقطع عن القيام والهبوط.

أما ثالثة الأثافى، فهى ، أو لنقل فهو (..........) ، والذى
بات غير محتملاً، ولا مقبولاً، ويظن أنه وحده من أتى بهذه
(الثورة)، وما فتئ يهمس فى مجالسه (المرصودة) بأن فلان
هذا لم يجيد طيلة عمره غير طأطأة الراس وهزّها فى
حضورنا، ويأتى اليوم الذى ينفخ فيه صدره، ليقول
"كانى وفرتكانى، وهذا يصير، وهذا ما يصير ... والله كويس"
وأين كان هو وحاشيته حين قنطرنا قناطير الذهب، وحملنا
التشوين للجيش على ظهورنا، أين كان حين خططنا ونفذنا؟!!
"جايين أسى يشيلوها بااااردة، ده عشم إبليس فى الجنة" .

ولأن الجنة ما بتنفات، وأنّ "المال للخنّّاق لا يساوى السلطة للساق"،
ولأن (..........) يقبض على مفاصل، وأجزاء وأجهزة (حساسة)،
ولأن (الراصدين) لايعرفون مدى قوة، ولا حجم (.........)
الحقيقى، إذن فلابد من عملية سريعة خاطفة تقتلعه وبقية
(أسنانه) من فم السلطة، ولأن سابقة (كريت) ماتزال تقبع فى قاع
العقل الغيبى للــ (الراصدين) برغم مساندة، و"مباركة" أمريكا
لخطوتهم التصحيحية، وإتفاقهم معهم بأن (........) became a demanding person
وبأنهم باتوا We're not able to deal with him any more

[ والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر]
والله أكبر ....الله أكبر .... الله أكبر ، هى لله هى لله، لا للسلطة ولا للجاه .

فهل تنجح تمثيلية الإنقلاب القادم، والتى ستقوم بـ "بتر"
أطراف مهمّة فى جسد التنظيم، أطراف إنخرطت منذ حلقات التلاوة، وبنت
هذا التنظيم قشّة قشّة، وسيخة سيخة وصولاً إلى القصر، أطراف لايمكن أن تُقبل بالمصاحف
حكماً ، ولا دلالة للتقاعد والإستغناء عن الخدمات مثلما حدث لرموز سابقة،
وإن تمّ هذا الإنقلاب الذى يراه بعض (خبرائهم) مخرجاً من إتفاقات وإلتزامات
مُنهِكة، وبالتالى تنصّلاً عن إتفاقيات غير مجدية ، فهل سيصلح ما أفسده الدهر
من جسد السياسة السودانية ؟؟!!


الله يكضِب الشينة .

لكن السؤال الحقيقى هو:-

لمن ستسند تلك الجهات إنقلابها،
حتى تنال تأييد ضباط صف وجنود
القوات المسلحة، فالقاصى والدانى
يعلمون ألآ وجود فعلى لما عرف سابقاً
بالقيادة العامة، أو مجموعات الضباط
العسكريين، والغير منضوين تحت أى لافتةِ،
و ولاؤهم مُنصْبٌ بإتجاه المؤسسة العسكرية
فقط، إذ لا وجود فعلى لمثل هؤلاء من بعد
تسريح هذه العينة والنوعية Specimen
من الجيش، ومنذ أمدِ بعيد، فماذا سيسمى
الإنقلاب إن قام وقد باتت مستحيلة صفة إنقلاب
القيادة العامة، التى إنطلت على الجميع، وصدّقها
أغلب العسكريين، حتى بعض أعضاء مجلس قيادة
ثورة الثلاثين من يونيو أنفسهم !!!!.

وبمعرفة إستحالة حدوث أى تحرّك من داخل
القيادة العامة ، فمن أين سينطلق الإنقلاب إذن،
وما الجهة التى ستدّعى أنها من ورائه، والجهة
هنا ليس المقصود بها (السلاح)، بل الجهة التى
ستحاول إيهامنا بأنها عسكرية أولاً، وبأنها إنما
إنطلقت من أجل مصلحتنا ومصلحة البلد؟؟؟!!!!