انفاس الانتفاضة ؛؛؛؛ عمال الانتفاضة

+ جرت مياه كثيرة تحت الجسر بعد قيام الانتفاضة إلا ان هنالك احداث ومشاهد لاتزال عالقة بالذهن ففي ذلك الزمن المعجزه كانت جماهير شعبنا تجوب الشوارع والطرقات تصدح بانغام الانتفاضة وسقوط حكم السفاح ولم تفت هذه الملحمة حتي الاطفال الذين كانت لهم اهازيجهم والحانهم التي تطرب وعلي تلك الظلال كانت هناك النقابات تعمل بجدية لتوحيد الصفوف وتراص العزائم وان تعددت المراكز ففي جبهة العمال كانت هناك اضرابات واعتصامات ومواجهات مع سدنة النظام المايوي هذه المصادمات كانت تمتد وتتجزر الي ان وصلت الي اعلي مراتبها بتنظيم اثني عشر نقابة كانت تنسق فيما بينها وتجتمع تحت ليل في احد منازل المناضلين ضاحية حلة كوكو . والنقابات التي كان بينها ذلك التنسيق هي النقابات العامة الاتية . النقابة العامة لعمال السكة الحديد والنقابة العامة لعمال الري والنقابة العامة لعمال النسيج قطاع خاص . نقابة عمال الحكم الشعبي المحلي . نقابة عمال الزراعة . النقابة العامة لعمال البترول . نقابة عمال وزارة الدفاع . نقابة عمال النقل النهري . نقابة عمال المخازن والمهمات . نقابة عمال الكيماويات والنقابة العامة لعمال النقل الميكانيكي .
+ كانت طريقة حضور الاجتماعات تتم بحرص والتزام وانضباط عالي التأمين وقد كانت مواعيد الاجتماع تبلغ في حينها لمزيد من التأمين وقد ظلت روح هؤلاء القادة من النقابات المذكورة عاليه وعلي مستوي حركة الجماهير في الشارع وفي هذا الزحم من الانفعال بالحدث ورغم ظروف السرية استطعنا ان نوجد الصلة مع قادة التجمع النقابي وبالفعل واصلنا معهم التنسيق عن طريق مناديبنا حسن الطيب وحسن مصطفي الي ان جاءت ساعة الصفر المحددة بان عزم التجمع النقابي باعلان الاضراب السياسي يوم السبت السادس من ابريل الساعة العاشرة صباحاً . ظلت النقابات العامة للعمال في انعقاد متواصل ليلة الجمعة التاسع من ابريل الي الساعة الواحدة صباحاً من صباح السبت في انتظار عودة مناديبهم من اجتماع التجمع وبالفعل جاءوا بالخبر اليقين وعليه أجمعت نقاباتنا علي قرار التجمع وقررت فوراً ارسال مندوب النقابة العامة لعمال وزارة الدفاع والسكرتير العام عبد الكريم محمد الحسن الي مطار الخرطوم ومخاطبة العاملين به بحكم انهم تابعون للنقابة العامة وبالفعل خرج صاحبنا الي المطار ( الواحدة صباحاً) وانجز المهمة بأطفاء المطار الذي تحول الي عتمه كاملة عندها تيقنا ان الخرطوم قد انعزلت عن العالم لم يعد مندوبنا الي مكان الاجتماع تاميناً الا ان النقابات العمالية استمرت في اجتماعها ووزعت الادوار انتظاراً لفلق الصباح وقد كان ان تذهب كل نقابة عامة الي مواقع ثقل عمالها وعند الموعد المحدد يخاطب العمال واعلانهم بالاضراب السياسي وقد نجحت العملية تماماً خاصة علي نطاق المنطقة الصناعية الخرطوم بحري وقد تخلل هذا عدة طرائف فقد عبر مندوبو الكيماويات والمخازن من امدرمان الي بحري بواسطة ( مركب ) وتعلل مندوب نقابة النسيج بعد قفل الكبري بأن زوجته في حالة وضوع ولابد من احضار القابلة فسمح له الجنود وبعد لحظات من تلك ( انبهل العمال في الساحة ) فكانت الثورة وتحرير المعتقلين من سجن كوبر .. وهذه قصة اخري .

* ناشط فى مجال الحقوق النقابية وحقوق الإنشان*