روبرت موجابى من ثائر وطنى إلى ديكتاتور

روبرت موجابى من ثائر وطنى إلى ديكتاتور


04-16-2008, 07:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1208325894&rn=0


Post: #1
Title: روبرت موجابى من ثائر وطنى إلى ديكتاتور
Author: هشام المجمر
Date: 04-16-2008, 07:04 AM

زمبابوي دولة إفريقية. هي المستعمرة البريطانية السابقة روديسيا الجنوبية ، والتي أعلن إيان سميث زعيم الأقلية البيضاء انفصالها واستقلالها عن بريطانيا في سنة 1965 م ، وقد أثارث سياسة الفصل العنصرى التى انتهجها سميث غضب المجتمع الدولي ، فأعلنت دول عديدة مقاطعة روديسيا اقتصادياً ، وفرضت هيئة الأمم المتحدة مقاطعة اقتصادية على حكومة سميت ونتج عن ذلك تأييد عالمي لجبهة تحرير زمبابوي ، بزعامة روبرت موجابي و جوشوا نكومو..

أسس جوشوا نكومو حركة سياسية نضالية أفريقية اتحاد شعب زيمبابوي (زابو) عام 1961 وحظرت السلطات البريطانية الاستعمارية حركة زابو في عام 1962 وتعرضت لانشقاق تمخض عن ولادة حركة زانو بقيادة ( سيشولي و روبرت موجابي).

بعد حصوله على عدة شهادات جامعية عاد موجابي إلى مسقط رأسه عام 1960، والتحق بالحزب الديمقراطي القومي، والتي أصبحت فيما بعد حركة (اتحاد شعب زيمبابوي الإفريقي) وقد حظر الحزب والحركة بمعرفة حكومة إيان سميث، وفي هذا الوقت كان موجابي قد ترك الحركتين للانضمام عام 1963 للاتحاد القومي لزيمبابوي الإفريقية، والتي تم تأسيسها في ذات السنة على يد بعض المثقفين في زيمبابوي الذين كان من بينهم وانشق هذا الاتحاد إلى ثلاثة أجزاء رئيسية تزعم موجابي واحدا منها.

في 1964 اعتقلت السلطات البريطانية الزعماء الأفارقة في روديسيا بمن فيهم روبرت موجابي و جوشوا نكومو وإيدسون زفوبجو عام 1964 و ظلوا في السجن مدة طويلة اقتربت من السنوات العشر،

عام 1974 إطلق سراحه، ترك موجابي روديسيا وتوجه إلى موزمبيق ، وتولى بنفسه قيادة جيش زانو الذي تموله الصين، والمعروف باسم جيش التحرير الزيمبابوي الإفريقي القومي.

في هذه الأثناء كان هنري كيسنجر يمارس ضغوطه على البريطانيين للقبول بمبدأ أن حكم الأقلية البيضاء لا يمكن أن يستمر إلى الأبد في إفريقيا، وهو ما مهد الطريق للحديث عن حكومة يتم فيها اقتسام السلطة تجهز لأول انتخابات في البلاد، وقد تمت مباحثات بين الحكومة والحركات المختلفة فى اعقاب فشل التوصل لإتفاق عقب الاعلان عن نتائج الانتخابات الاولى.

طبقا للمباحثات فإن موجابي كان سيصل آمنا إلى البلاد مع قبوله بأن تكون هناك 20 مقعدا محجوزة للنواب البيض في البرلمان وبعدم تغيير الدستور لمدة عشر سنوات قادمة، وبالفعل وصل موجابي إلى بلاده وسط مظاهرات ترحيب صاخبة عام 1979، وفاز موجابي بالانتخابات و رأس موجابي أول حكومة لبلاده في 4 مارس 1980.

عندما هبطت شعبية حزب زانو نتيجة للانكماش الاقتصادي تكونت حركة التغيير الديمقراطي ومع حلول العد التنازلي لانتخابات مارس 2002 استهدف أعضاء حزب زانو حركة التغيير الديمقراطي ومؤيديها ووصل العنف إلى درجة غير مسبوقة وفى النهاية تلاعب حزب زانو بالانتخابات ومهد الطريق لحكم لانهائي لروبرت موجابي

ويقول منتقدو "موجابي" إنه يقوم بتشديد قبضته على السلطة، بإدخال تعديلات على مؤسسات الدولة، وتزوير الانتخابات البرلمانية التي جرت عام ‏2000,‏ وانتخابات الرياسة عام 2003، وهو ما دعا قوى معارضة إلى مقاطعة انتخابات اختيار أعضاء مجلس الشيوخ التي جرت أواخر نوفمبر 2005، ووصفوها بأنها "مهزلة".

ولم تدَعْ سياسات " موجابي " له أصدقاءً كثيرين، بل أكسبه أعداءً بالجملة، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، اللتان أصبحتا لا تريدانه في الحكم.

ووصفت مجلة "تايم" الأميركية "موجابي" بأنه "أستاذ في فن البقاء في السلطة"؛ حيث استطاع – لأكثر من ربع قرن ـ مواجهة المعارضة الداخلية، والضغوط الخارجية ضده؛ وبخاصة الضغوط التي تمارسها بريطانيا؛ التي كانت قوة احتلال مسيطرة على بلاده. لكنها قالت أيضًا: "إن "موجابي" يمارس سياسة قمعية في مواجهة المعارضة".

ومنذ استقلالها عام 1980، حتى منتصف التسعينيات من القرن العشرين، ظلت زيمبابوي ـ روديسيا سابقًا ـ أحد الاقتصادات القوية في إفريقيا، وسلة الغذاء لمنطقة الجنوب الإفريقي.

لكن مراقبين يقولون: إن سياسات الرئيس "موجابي"ـ منذ فبراير عام 2000 ـ أضرت باقتصاد البلاد، وتسببت في انخفاض المحاصيل بشكل حاد، وقادت زيمبابوي إلى أزمة سياسية واقتصادية حتى الآن.

وحذرت تقارير دولية من أنه ـ بحلول عام 2006 ـ سيكون هناك ما يقرب من 200 ألف شخص معرضين للموت جوعًا في زيمبابوي، إلى الحد الذي دعا مطران الكاثوليك في زيمبابوي لمطالبة المجتمع الدولي بخلع "موجابي" على غرار ما حدث لـ"تشارلز تايلور" الرئيس السابق لليبيريا، مبررًا دعوته تلك ''بأن زيمبابوي تجتاحها أمواج الفقر والبؤس؛ نتيجة سياسات "موجابي" الاقتصادية الفاشلة التي لم تؤد إلى توفير أبسط احتياجات السكان، وأهمها الغذاء".

الضغوط الداخلية الشديدة التي تعرض لها "موجابي" دفعته إلى اتخاذ قانون أثار الكثير من الجدل، أسماه قانون "الإصلاح الزراعي"، ويقضي بأخذ الأراضي الزراعية من ملاكها البيض ـ الذين يشكلون 20% من تعداد سكان زيمبابوي، ويملكون ما يقارب 80% من الأراضي الزراعية ـ وإعادة توزيعها على الأغلبية من المواطنين السود.

ويقول مراقبون: إن "موجابي" استثمر قضية الأراضي أفضل استثمار، لإعادة الثقة في نظام الحزب الوطني الحاكم (زانو بي. إف)، بعد أن تدنت شعبيته بدرجة كبيرة، والحصول على الدعم من جانب القطاع الريفي بالبلاد؛ الذي يمثل سكانه نحو 70% من إجمالي سكان البلاد و وجدت حملة "موجابي" هذه اكتسبت تأييدًا شعبيًّا كبيرًا، خاصة من الفئات الفقيرة في زيمبابوي.

إلا أن منتقديه يقولون: إن الأراضي التي أجبر المزارعون البيض على تركها لم يتم توزيعها على السود، وإن كثيرًا منها آلت إلى المقربين من "موجابي".

لكن "موجابي" يقول: إن الأقلية البيضاء كانت تسيطر على أجود الأراضي الزارعية، وتعد ـ في الوقت نفسه ـ ما يشبه جيبًا استعماريًّا، ويجب تصفيته مهما كان ذلك مكلفًا اقتصاديًّا.

ألمح موجابى ـ في احتفاله بعيد ميلاده الثمانين ـ إلى أنه سيتقاعد بعد انتهاء فترة رئاسته الحالية في عام 2008 ولكنه لم يحدد خليفة له.

صورة موجابى هذه و تشبسه بالسلطة طوال 28 عاما هى عمر استقلال بلاده مسحت عنه صورة المناضل الافريقى واجب الاحترام. نليسون مانديلا الزعيم الافريقى الكبير نأى بنفسه عن هذا المطب و تنازل عن زعامة حزبه طوعا و بالتالى عن رئاسة البلاد بعد فترة رئاسية واحدة فأبقى على صورته الزاهية و فى نفس الوقت لم يفرض نفسه على شعبه وترك له المجال لأختيار من يراه مناسبا لقيادة البلاد.

هل يقرر موجابى التنحى و ترك المجال لغيره و يعترف بسنة الحياة وحق شعب زيمباوبى فى التغيير أم يتسبش بالسلطة و يدخل بلاده فى نفق يصعب عليها الخروج منه؟ فلننتظر لنرى ماذا سوف يفعل المناضل الوطنى الذى حولته السلطة الى ديكاتور بنفس الوطن الذى ثار وعرض نفسه للموت من اجله.


*اجزاء كبيرة من المعلومات التاريخية فى هذا المقال ملخصة عن ويكبيديا و موقع العربية نت

Post: #2
Title: Re: روبرت موجابى من ثائر وطنى إلى ديكتاتور
Author: هشام المجمر
Date: 04-16-2008, 07:50 AM
Parent: #1

فى اواخر السبعينات من القرن الماضى كانت موسيقى الريقى تجتاح العالم

من منا لم يتغنى لزيمبابوى و لتحريرها

لم نكن ان يتحول بطلنا الى هذه الصورة

ولا أن تؤول آمالنا لهذه المآلات