ثُقُوبٌ بيْضَاءٌ على شِفَاهِ قَلْبٍ يَتيـمْ ...!!!.

ثُقُوبٌ بيْضَاءٌ على شِفَاهِ قَلْبٍ يَتيـمْ ...!!!.


04-02-2008, 06:17 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1207113442&rn=0


Post: #1
Title: ثُقُوبٌ بيْضَاءٌ على شِفَاهِ قَلْبٍ يَتيـمْ ...!!!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 04-02-2008, 06:17 AM

ثُقُوبٌ بَيْضَاءٌ على شِفَاهِ قَلْبٍ يتيمْ .. !! .
*
*
*

عانقتُ قَبْرِيَ يَوْماً ، حيثُ كانَ المساءُ جميلاً ، وحينَ كنتُ

أمشي على أناملِ روحيَ وشغافِ قلبيَ وحدي ، لا أحدَ

معي غيرَ أنِّي ..

أنا .. هُنا ..

كثيراً ما أجدُ نفسي أمامَ نفسيَ !! فيَنْتَابني الزَّهوُ

صَوْبَ أنايْ الآخَرْ ،

وأُراني دائماً آتي إلى ذاتي من خلفي لأسبِرَ

أغواري وأرتِّلُ من آيِ الحُزْنِ شيئاً

من فَرَاشْ ..

كانَ لونُ الموتِ جميلاً وأنيقاً وقتَها ،

وأنا أُعاني سَيْرَ ألَمِهِ

الغريبْ ، يُشاطرُني اللَّحظاتِ تَوَّ وُجُودِي على

قارعةِ سريرِ الحياةْ ..

تُعاندُني الطريقُ في الذَّهابِ إليهِ ، وبحقٍّ فقدْ كانَ

وجِلاً منِّي ، رآني ذاتَ مرضٍ أبيضٍ على لحافِ أيَّامي

، عاتَبَنِي جيِّداً وأنا أرتمي بأحضانِهِ ..

هوَ فَارِهُ الدَّورانِ والشُّحُوبْ ..

صدِئَتْ من روحي مفرداتيَ وأبتْ إلا التَّشنُّجَ

واتخاذَ العويلِ مَسْنَدَةً ، تَضَعُ عليها

كَتِفَ خُصْلاتِها الحَامِيَ الطُّولِ

والجَمَالْ ،

وسابقني مَوْتي لِحَتْفِي افتداءً وقال

لي : " رُوَيْدَك ، رُوَيْدَكَ يا فتى .. ما اسمُكْ ؟

رددتُ سؤالَهُ بجوابٍ يصْطَنِعُ الحقيقةَ !!

قائلاً له:

أنَا هُلامُ الرُّوحِ في الزَّمنِ

الارتجال !

قال : لمْ أعِ ما تقول !! .

قلتُ توضيحاً: اسمي بُرتُقالُ العُيُونْ ! .

قالَ : فيكَ غُمُوضٌ !! ما الذي ألَمَّ بكْ ؟ .

قلتُ : هوَ وجَعٌ جميلٌ وقفَ قليلاً وتثاءَبَ ببطءٍ

في ذاكرتي ،

فانعكسَ دوريَّاً على صُعُودِ أيَّامي وبؤرةِ مَنامي .

قالَ : ألا يُمْكِنُكَ عِلاجَهُ بِمَفْهُومِ الطِّب ؟ .

قلتُ : هم يُداوونَ كلَّ الأمراضِ إلا هذا النَّوعَ تحديداً

لمْ يَجِدُوا له دواءً .

قالَ : ولِمَ ذاكْ ؟ .

قلتُ : لأنَّهم يُعانونَ منه مِثْلَما أُعاني !! .

قالَ : ألا يُوجدُ طبيبٌ – البتَّة – لهذا المرضْ ؟ .

قلتُ : بلى .. إنَّهُ موجودٌ ..

قال : ومَنْ ذاك الطبيبُ ؟ !!! .

قلتُ : هِيَ .. هِيَ .. هِيَ ..

هِيَ مَنْ يأتيني بالدَّواءْ !!!..

قالَ : ومَنْ تكونُ هِيَ ؟؟؟ .

قُلتُ : هِيَ .. مَنْ يَخْدِشُها النسيمُ

حَيَاءً !!..

وتقولُ لي – يا رفيقي - مَنْ تكونْ ؟ .

هِيَ مَنْ يُسامرُها الخيالُ بُرْهةً في

خلايا احتمالي !! ..

هِيَ مَنْ بحجمِ الكونِ احتشاماً ..

وهِيَ مَنْ يستغْفِرُ لها ولحرفِها

الجمالُ ..

.. وتقولُ لي – يا صديقي - مَنْ تكونْ ؟؟ .

هيَ قِدِّيسةُ بَوْحِيَ الأليمْ ،

وهِيَ مَنْ ....

قاطعني قائلاً : " الآنَ فقط عَرِفتُ مرضُكْ ..!

فأعراضُكَ مِنْ جنسِ أعراضي ".!! .

قُلتُ : الكرةُ الأرضيَّةُ يقالُ إنَّها مستديرةٌ

لكنَّها جعَلَتْها في فكْريَ مستطيلةً وذاتَ تربيعٍ دائريّ ،

تقرِّبُ البعيدَ من حُبِّي ، وتُقْصِيَ الدَّانِي مِنْ عذاباتِهِ ،

تعبثُ بقلبيَ كيفما اتَّفق وبلا اتِّفاقْ ..

قَبْلَهَا اتَّحدَ الحُزْنُ على ذاكرةِ قلَمي سنيناً ،

واليومَ شوارعُ حَرْفِيَ مَلْئَى بها ،

أسْدَلتْ ستارَ قلبِها على مسرحِ حياتي

فكنتُ البطلَ والمُخْرِجَ وجُمْهُورَ الحاضرينْ ،

سَقَتْنِي المُدَامَةَ حُبَّا ، وخَبَّأتني

تحتَ رموشِها الوارفةِ

الظِّلالْ ،

ونَثَرتِ الجمالَ منْ بؤسِ أتْرَاحِي

وَأرْوَتْني ..

حضرتُ إليْها وأمامَ بابِها المُواربِ

للدُّخُولْ ، لمْ أجدْ نفسيَ هُناك !! ،

بِتُّ أتسكَّعُ تِيهَـاً على جدارِ عاصفتي ،

وثمَّةَ سؤالٌ شرعيُّ الخُرُوجِ فرضَ نفسَهُ

: هلْ أنا هُناكَ أمامَها

أمْ أنِّيَ مع نفسيَ هُنا ؟؟ .

حقَّاً أمامَها أشعرُ بأنِّيَ معكوسُ الجوانبِ والقَامَة ،

فقد كانَ اسميَ عاديَّاً عندما يُنادونني بهِ زماناً ،

فتستجيبُ جوانحي لحظةَ سماعِها

لَهْ ،

لكنَّ معها صِرْتُ لا أعيهِ ، فهو يَخْرُجُ من عندِها

على غيرِ ما ألِفتْهُ أُذُنايْ وعُيُوني ،

وذلك بفعلِ أُكسجينِها الخارجِ في

اعتقادي من قفصِها الصَّدريّ أوْ رئتيْها

، ومِنْ حيثُ لا أدري !..

وكلُّ ما أعلَمُهُ أنَّهُ يأتيني جميلاً

وفريداً وغريباً ،

وكلُّ المفرداتِ تخرُجُ منها بغيرِ علميَ السَّابقِ لها

في كُتُبِ العلومْ وأدْمِغَةِ

الخيالْ ..!! ..

بارزتُ الغِيَابَ يوماً في دواخلي

لألتقيها ذاتَ سَماءٍ غائمة ،

فهزمتُه هزيمة ،

صارَ وديعاً بلْ صديقي ، نمشي معاً كجميليْنِ التقيَا

وجلسا على حافةِ مَوْعِدٍ قديمْ ،

بِتُّ وسيماً جدَّاً ذاتَ مساءٍ غريبْ ،

عيْنايَ كانتا رَتْقَـاً من فضاءِ الأخيِلة ،

مُكْتَحِلَتَيْنِ بِمَرْأى الهمسِ مِنْها .

فقالتْ لي ذاتَ جمالٍ وحيدْ : إنَّ اسمَها كانَ أسماءْ .

قلتُ : كلُّ الأسماءِ لكِ فاختاري منها ما شئتِ ،

فأنتِ تُزَيِّنينَ الأسماءَ ،

فقط أعيدي فيَّ تنضِيدَ الأشياءْ ... ! .

وظللْتُ أُمَجِّدُ حُبَّها زمناً في خيالي ، فنصحني أطِبَّاءُ

العُيُونِ بألا أفعلْ ! ،

وإنَّ ذلكَ منِّي مَحْضُ هُرَاءْ .. !! .

أيا امرأةً تمشي على قدميَّ وتنتعِـلُ حُزني

وتجعلُني دَوْماً أرمُقُها بعينيْها النَّجْلاءْ ..

فاعْذُرِي سِرِّيَ الذي سقطَ منِّي جهراً

وأنا إذْ ألْتَحِف فيكِ المساءْ ..

ولكِ اللهُ يا أنْثى هَذَا الزَّمانِ فقدْ

صاحَ قلبيَ فيكِ زَهْرَا :

بأنِّيَ بِدُونِكِ بلاءٌ .. في بلاءْ ...

فكُوني لي سُقْيَا ..

وإنْ ساءَتْنِي أقدَاري يوْماً

وعلى حُبِّكِ مِتُّ شهيداً ،

فَخُذِي على قلبيَ ورِمْسِ

حُبِّيَ جَمِيلَ العَزَاءْ .


*
*
*
*



مُحمَّد زين الشَّفيع أحمدْ .

الرِّياضْ .

06/ 09/ 2007م .

Post: #2
Title: Re: ثُقُوبٌ بيْضَاءٌ على شِفَاهِ قَلْبٍ يَتيـمْ ...!!!.
Author: salma subhi
Date: 04-02-2008, 06:47 AM
Parent: #1

الأستاذ الفاضل محمد زين....
عمت صباحاً
Quote: ومِنْ حيثُ لا أدري !..

وكلُّ ما أعلَمُهُ أنَّهُ يأتيني جميلاً

وهذا هو بيت القصيد.....

كل التقدير....

Post: #4
Title: Re: ثُقُوبٌ بيْضَاءٌ على شِفَاهِ قَلْبٍ يَتيـمْ ...!!!.
Author: هاشم أحمد خلف الله
Date: 04-02-2008, 06:57 AM
Parent: #2

محمد زين الشاعر الأديب
حديث عذب المذاق وحبيبتك احسبها فتاة خارقة الجمال والصفات
إستمتعت ايما إستمتاع بهذا النص الرائع الجميل .


تخريمة :-

يوم غداً الخميس لدينا ندوة في دار رابطة ابناء الصحافة بالرياض
عن الأمراض المستوطنة ويقدم الندوة نخبة من اطباء المستشفي العسكري
يا ريت لو تشرفنا بزيارتك .

Post: #3
Title: Re: ثُقُوبٌ بيْضَاءٌ على شِفَاهِ قَلْبٍ يَتيـمْ ...!!!.
Author: أبوذر بابكر
Date: 04-02-2008, 06:52 AM
Parent: #1

سلام عليك يا ايها الزين

وسلام على مدادك الزين

فقد تزين هذا الصباح حين نهلنا من فراته السخى

وقد سعدت اللحظة معنا وهى تشاركنا تفتح ورد البوح
وضوع أريج الكلام

أحييك يا صاحبى وأهديك نشوتى بك

Quote: قلتُ : هِيَ .. هِيَ .. هِيَ ..
هِيَ مَنْ يأتيني بالدَّواءْ !!!..


أما أنا يا محمد

وفى حالة سقمى المقيم هذا

فهى لا تأتينى بالدواء

لأنها هى الدواء

هى الدواء

Post: #5
Title: Re: ثُقُوبٌ بيْضَاءٌ على شِفَاهِ قَلْبٍ يَتيـمْ ...!!!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 04-02-2008, 07:45 AM
Parent: #1

الأديبَةُ / سلمى صُبْحي ..

شكراً لكِ ولِحُرُوفِكِ التي تتوهُ

من جمالِها العيونُ وتفيقُ

من وُدِّها إبتهالاتُ المطرِ،

وتسهَرُ من سُهادِها

مسافاتُ التلاقي

وجغرافيةُ الوجوه ،

وأرصفةُ الشُّموس ..


لكِ كُلُّ أُكسجينِ المنازلِ

ورحيقُ الحدائقِ

والنَّشيدْ ..

وشكراً للمجيءِ الذي

حبَّبَ فيَّ لغةَ الجهاتْ ،

وأباحَ عندي رَشْفَ

الوِدادْ ..

بعدَ أنْ تسلَّقَتني الجبالُ زمناً

وغطَّتني مِنْ وجعي موائدُ الغُبارْ ..


احترامي ..




أخوك / محمَّد زين ...

Post: #6
Title: Re: ثُقُوبٌ بيْضَاءٌ على شِفَاهِ قَلْبٍ يَتيـمْ ...!!!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 04-02-2008, 07:54 AM
Parent: #1

صديقيَ الفاضلُ / هاشِمٌ أحمد خلف الله ..

وبعدَ أنْ كانتْ كفوفُ حرفيَ

ممتلئةً بعدمِ الحروفِ وتحنيطِ

المفرداتْ ،

وحدَكَ أحَـلتَ فيَّ

الفراغَ وطناً مليئاً بالأمكنةِ

والورقْ ..

وصِرْتَ لي شمساً

تُشْرِقُ أمامَ أعيني

الغريبةِ الوقارْ ..

وشكراً لكَ بأنْ منحتني

شرفَ الحُضُورِ فأنتَ بذلكَ

تكونُ قدْ لمْلَمْتَ فتاتَ

وجهيَ مِنْ أنقاضِ

الطَّريقْ ..



احترامي ..




أخوك / محمَّد زين ...

____________
* بإذنِ اللهِ أحضُرُ إليكمُ وأنا في كاملِ
هندامي .

Post: #7
Title: Re: ثُقُوبٌ بيْضَاءٌ على شِفَاهِ قَلْبٍ يَتيـمْ ...!!!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 04-02-2008, 08:03 AM
Parent: #1

الأديبُ / أبو ذر با بكر ..

فخورٌ أنا بوجودِكَ اللَّطيفِ والواعي

حدَّ البصرِ هُنا ..

فشكراً لحرفِكَ الذي

أعادَ إليَّ حِبالَ حنجرتي

الصَّوتية ،

وتركَ الشَّمس منِّي تَطْرُقُ

بابَ النَّهارْ ،

وأزاحَ عنْ وجعي غُبارَ

الأرصفة ،

وقدِ إتسعتْ لمجيئكَ فرحتي

يا أبا ذر ..

فشكراً لحرفِكَ الذي أفادني

بأنَّ الدُّنيا لي وأنَّ السَّماءَ

فجرٌ من وجعِ القصيدِ

واللِّحافْ ..


لكَ منِّي أصابعُ مَوَدَّةٍ وجليلُ

احترامْ ..





أخوك / محمَّد زين ...

Post: #8
Title: Re: ثُقُوبٌ بيْضَاءٌ على شِفَاهِ قَلْبٍ يَتيـمْ ...!!!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 04-05-2008, 11:27 AM
Parent: #1

مِنْ أجلِ مِسَاحةٍ قرائيَّةٍ

أكبرْ ..




ولكمُ الوُدُّ ..

Post: #9
Title: Re: ثُقُوبٌ بيْضَاءٌ على شِفَاهِ قَلْبٍ يَتيـمْ ...!!!.
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-07-2008, 01:15 PM
Parent: #1

بينما تبغي الحروف حملنا إلى البعيد
نسقط في شهد المتن
.
.
.




يقتل يا أنا
فداحةَ النص
الشرحُ...

فلم لا تدعنا دون هدأة بالٍ!

فلا تزال (كنت وكان) وإعادة المقطع/الشرح تتبعك...
فلا تقتل يا أنا جمال حرفك بالإيصالِ









أنظر:
عانقتُ قبري بمساءٍ جميلٍ


وأنظر:
دلالات العزلة (المؤكدة) في:
حين كنت أمشي على أنامل روحي وشغاف قلبي وحدى... لا أحد معي غير أنِّي هنا كثيراً ما أجد نفسي أمام نفسي



فهل تُرى يستحق إيصال التأكيد كل هذا التكرار
لا
فيمكنك الإيحاء
والاختزال
وتقدر
ذا رغم يقيني بأن ما أتى لضغطِ الكتابةِ ولعناتها
ورغم جماليات اللغة وأبعادها لكننا نلجأ إليها لنحُملها ما بنا
وفي الكتابة
فإنه يحبذ تحميل ما بنا خطفاً دون تكريس الدفق كله كما جاء



ثم أنه
بلغ تحاياي لك فيّ
وقد أعود

Post: #10
Title: Re: ثُقُوبٌ بيْضَاءٌ على شِفَاهِ قَلْبٍ يَتيـمْ ...!!!.
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-08-2008, 07:59 PM
Parent: #1

والكتابة بكر يا أنا
عُدتُ أحملها وتحملني إلى الثقوب
.
.
.




كيف نعانق قبورنا، ويكون بمقدورنا قول أننا عانقناها؟
المعني هنا -حسب فهمي القاصر- دواخل الكاتب
فدواخلنا تماماً تكمن بها (الوحشة) الملازمة للقبور
أو لنقل هي منبعها...
إذن فإنه يخبرنا بأنه في مساء جميل عانق ذاته
ونستخلص من العناق (الفعل الحميم) بأن صاحبنا كان في حال رضى عن ذاته
فحدث العناق



حسناً
حدث الولوج بعد العناق وبدأ التجوال المختلف في الذات
تجوال الروح
فلها أنامل تمشي بها
وترافقها شغاف القلب
وليدلل لنا على أنه عازماً على استكناه ذاته
يردد بوتيرة عالية وتكرار -لم استسغه بمداخلتي الفائتة-
يدلل لنا بعباراته
"وحدي، لا أحد معي.."
هتافاً حارا يوصل إلينا أنه إنما يريد التجوال دون صحبة أو ترسبات ما ...الخ
فقط وحده...


ثم بما يشبه صيحة الاجترار المحمومة يعيدنا بترجمة أخرى لعناق ذاته
ورغم براعتها كجملة رُكبت بعناية ودهاء
إلا أنها تدلنا على شيئين:
الأول: تأكيد الانفراد التام بالذات مما يتقابل مع العناق آنف الذكر
الثاني: تأكيد الولوج بصفاء مؤكد إلى الذات
ولهذا أميل واستحسن
على أنها النتيجة الحتمية لهتافه واصراره الأكيد
وذلك بمقطعه المرتبط بما قبله على انفصالِهِ
"غير أنِّي.. أنا.. هنا كثيراً ما أجد نفسي أمام نفسي!!"



ونحن الآن -حسب تأويلي- نرتجي أن يجوس بنا كاتبنا في غياهب ذاته
ويبدأ -وقد تقابلا: ذاته الراصدة وذاته الكامنة-...
فيلقى ذاته الراصدة أول ما يلقى قبل الانطلاق في حال زهو أمام ذاته الكامنة (آناي الآخر)
ثم يتبادر إلى ذهنه بأنه لم يكن يقدر على العناق (والعناق حرّياً به أن يكون من الأمام) بل كان كمن يتحين الفرص وينسل بخفة إلى ذاته لإماطة اللثام عنها
فيرتل من آي الحزن (شيئاً) من فراش
وشيئاً/ بعضاً هو ما يقدر على نواله...




ولا زال من الخارج يصف لنا...








ولي عودة...

Post: #11
Title: Re: ثُقُوبٌ بيْضَاءٌ على شِفَاهِ قَلْبٍ يَتيـمْ ...!!!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 04-12-2008, 09:23 AM
Parent: #1

العزيزُ / بلَّه ..

اعذُرني للإنقطاعْ ،

و شكراً لكَ وأنتَ تَعْبُرُني

بزَوْرَقِكَ الجميلْ ..


لي عَوْدةٌ أرسُو فيها

على ضِفافِكَ عندي ..


كُنْ بخيرْ ..





أخوك / محمَّد زين ...

Post: #12
Title: Re: ثُقُوبٌ بيْضَاءٌ على شِفَاهِ قَلْبٍ يَتيـمْ ...!!!.
Author: ابوبكر يوسف إبراهيم
Date: 04-13-2008, 09:35 AM
Parent: #11

سلام على روحك الطيبة
محمد زين الشفيع : وعشقا حين يشدو بصوته و يصدح بقصائده ... وإذا غنى أطرب , يزداد شعره حلاوة ومتعة مع ولادة القصيدة أخالك تقول:أكون في لحظات فرح مزيجة بـلحظات عذاب داخلي أترجمها بالتغني..." وهذا ما نتلمسه في قصـائــده من حـيـث الإيـقـاع المتنوع الذي يخـاطب أذن السامع أو القارئ في تجاوب فني و موسيقي , وكان الشاعر يغـنـي ويـكـتـب .
يرشح شعرك عامة بمعان تمت إلى الذوق الإبداعي والفني بصلة تغري الروح بما هو عميق و أصيل من الشعر ، كما تحـث الموهبة الإبداعية و الفنية للاقتراب من القارئ . محمد زين تحمل عبء المعاني في الأداء بثقة في القريحة التي لا تخون , وبخبرة في الأسلوب الذي لا يعوق ، وباستجابة وجدانـيـة يركب الــبحور كي يخاطب الروح ، و يعزف بأنامل الشعور والإحساس على أوتار الوجدان ، وحين تستهـويك قراءة درره , تولد فيك عشق الـكلمة وسحر الصورة الشعرية

Post: #13
Title: Re: ثُقُوبٌ بيْضَاءٌ على شِفَاهِ قَلْبٍ يَتيـمْ ...!!!.
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 04-27-2008, 04:40 AM
Parent: #1

شُكْرَاً لكَ .. أيَا بلَّه ..

ولقراءاتِكَ الماتِعَة ..

والتي اقتربْتَ فيها كثيراً مِنْ ذاتِ الكاتبْ ..

وبالفعلِ أنَّهُ قدْ يَكونُ الكاتبُ قاصِداً ببَعْضِ مفرداتِهِ

أنَّ الحياةَ باتتْ غيرَ جديرةٍ

بأنْ يحياها من غيرِ هذا الحُبّ ..

أمَّا عنِ التِّكْرَار .. فقدْ أوْضَحْتُ لكَ

بأنَّهُ لا يُوجدُ تكراراً البتَّة هُنا وأعتقدُ أنَّنا قد تحدَّثنا عنْ

دلالةِ هذه النِّقاط ( ... ) ..

وقدْ ذكرتُ لكَ في معرضِ حديثي أنَّ النَّصَّ

وعُمقَـهُ الدَّلالي المحتوي على هذه النِّقاط أوْ

الفراغات ( ... ) غالباً ما تجعلُ القاريءَ

يَدْخُلُ كأداةٍ فاعلةٍ ليَمْلأَ هذه الفراغاتِ

باعتمادهِ الكاملِ على درجاتِ

التَّأويلِ التي يَصِلُ إليْها فكرُهُ وذَوْقُهُ

ومُخَيِّلَتُهُ ..

كما أوْضَحْتُ لكَ أيْضَاً أنَّهُ لا تكرارَ

هُنا للأفعالِ الناقصَة .. ولا تكرارَ لجُمَلٍ بعيْنِها

، معَ أنَّ بعضَهم يرى أنَّ التِّكْرَارَ أُسْلُوبٌ حداثيٌّ جدَّاً

وهوَ تأكيدٌ للجمالِ ولعلَّكَ لوْ رَجَعتَ إلى قراءتي التي وجَّهْتُها ذاتَ يومٍ

إلى الأديبِ الأريبِ / أُسامة الخوَّاض ..في نصِّهِ الرَّائعِ الذي يَحْمِلُ عنوانَ

( قامة الوردة الكوكبيَّة ) لوجدْتَ قَوْلي هُناك يَحْمِلُ ذاتَ الدَّلالةِ

والقولَ الذي أتيْتُكَ بهِ هُنا ..

وكذلكَ لوْ رَجَعْتَ أيْضَاً لِنُصُوصِ الأديب / صلاح عبد الصَّبور

خاصَّةً في قصيدتِهِ ( الطِّفْل ) لرأيتَ ذلكَ أيْضَاً وبِجلاءٍ جدَّاً

حيثُ يَقُول فيها :

Quote: جسِّي جسِّي وجنتيْه ...
هذه أصابعه النَّحيلة ...
هذي جدائله الطَّويلة ...
*
*
فَشُكْرَاً لكَ ولجمالِ حرفِكَ فدَوْمَاً قراءاتُكَ محلَّ تقديرٍ

واحترامٍ عندي ...


ولكَ الوُدُّ كاملٌ لا يعتريهِ فُتُورْ ..





أخوك / محمَّد زين ...