تصفية ابن الجنوب غدرا ( احتلال العراق للكويت )

( 1 )

احداث مؤسفة ومحزنة حدثت لبعض السودانين اثناء فترة الاحتلال العراقي للكويت وبعد الاحتلال لم يتم التطرق لها او توثيقهالموقف الحكومة الداعم للاحتلال
بشارة بغدادي هو احد ابناء الجنوب الحبيب والده من اصل سوري ولذلك كان هذا الاسم والدته من الجنوب
تعرفت عليه في منتصف الثمنيات كان يعمل بتلفزيون الكويت - من الاوائل الذين انتسبوا للحركة الشعبيةكان مهموما بالسودان ومشاكله -- نتبادل الجرائد -- الاتحاد والبيان الامارتية -- الشرق الاوسط والحياة كانت الاخبار والتحاليل عن السودان تملأ الصحف تغطية للحقبة الثالثة للديمقراطيةبل هناك جرائد لديها صفحة اسبوعية عن السودان كان موعدنا دائما نهاية الاسبوع - نلتقي نتناقش وخاصة في منفست الحركة الشعبية-كانت لديه فيديو لمعارك الحركة مع الجيش (الجيكو -الناصر ) لم يكن يتشفى في جنود الجيش بعد هزائمهم بل كان هناك شريط لاحد المعارك يظهر فيه احد جنود الجيش وهو يمسك بالقنبلة اليدوية قبل ان تنفجر ويقفز بها بعيداعن زملاؤة لتنفجر به وينقذ زملاؤة كان بشارة معجب بشجاعة هذا الجندي
اول محادثة سلام تمت بين الحركة بقيادة لام اكول ودينق الور والانقاذ بقيادة محمد الامين تم تسجيلها في شرائط فيديو احضرها بشارة مباشرة بعد انتهائها -- كانت لديه معلومات ثرة ووفيرة عن المحادثات وكواليسها
بشارة شخصية محبوبة ويقدم مساعدتة للجميع وخاصة السودانين وظهر ذلك جليا فترة الاحتلال العراقي للكويت-- اتذكر جيدا الشطة الحارة المشهور بها وهو يحضرها من جوبا لم اتذوق شطة بتلك الحرارة في حياتي كان يقول لي بان هذه الشطة يتم تصديرها لبريطانيا لعمل الغازات المسيلة للدموع

يتبع......

سلام الاخ
الفاتح
مع تحياتي للجميع في الكويت الجابرية وغيرها

مرحبيك الوليد تحياتك وصلت لناس الكويت والجابرية والتي من محاسن الصدف بانني اسكن بيها

( 2)

القوات العراقية احتلت الكويت في الساعات -- بداء الخروج الجماعي وخاصة الاوربين عن طريق السعودية خشية القبض عليهم - معانات السودانين زادت وخاصة بعد القمة العربية الذي اوضح موقف الحكومة الداعم للعراق--رفضت السعودية السماح للسودانيين بالعبور اراضيها الي السودان-كان الزام علي المغادرين قطع الاف الاميال للوصول للعقبةاو عمان للسفر الي السودان--كل الدول اهتمت برعاياها ماعدا حكومتناالفتية-- عاش المغادرون في ظروف غاية الصعوبة انتظار للباخرة السودانية--
اغلبيةالسودانيين غادروا ماعدا قلة --
بشارة استلم محمع ضخم في منطقة سلوى بالقرب من البحر بعد ان سافر المسؤل السوداني -- لم يجد صاحب المجمع امن من السودانيين لتسليمهم المجمع-- المجمع مبني علي طراز اندليسي حديث وبه كل متطلبات الاسر-- حوض سباحة نادي رياضي الخ جميع سكان هذا المجمع كانوا من الاروبيين وتحديدا من امريكا انجلترا فرنسا والمانيا ذو وظائف مرموقة -- اغلبيتهم كان حارج الكويت في اجازتهم الصيفيةوالقلة التي كانت موجودة خرجت مسرعا -- كل الشقق بكامل تجهزيتها القيمة زائدا سيارتهم الفخمة--
سلم صاحب المجمع كل مفاتيح شقق المجمع لبشارة مع توفير سيارة التيما احدث موديل وشقة في المجمع- كان بشارة امينا علي ممتلكات جميع ساكني المجمع-- حينما بداء صدام بتجميع الرهائن الغربيين ووضعهم كدروع بشرية في المناطق العسكرية -- اخفى الكويتيين مع المقاومةبمساعدة كادر سفارة امريكا وبريطانيا بعض الغربيين الذين لم يستطيعوا المغادرة-- كان يتم اختيار المكان الذي يتم فيه الاخفاء بطريقة تضمن بعدم الواشية عنهم -- اتصل الكويتيين عارضيين لبشارة فكرة استعمال سرداب المجمع لاخفاء3بريطانيين واحد امريكيين تقطعت بهم السبل بمنطقة سلوي - وافق بشارة بدون تردد علما بان ا العراقيين هددو باعدام كل مايتستر علي الغربيين -- تم نقلهم لسرداب المجمع في شقة تم توفير كل مستلزمات الحياة بها -- تم اغلاق باب الشقة باغراض امامها حتي يتخيل لك بان هذا المكان مهجور -- كان بشارة حريص جدا عدم اعلام اي شخص حتي القربيين منه-- الصدفة هي التي جعلت بشارة ان يكشف هذا السر لي-- في احد زيارتي له اتصل علية احد علي تلفون الشقة رد بشارة بالانجليزي باغتضاب شديد وطلب مني الحضور معه وفي طريقنا الي السرداب سرد قصة الغربيين باحتصار شديد -- خبط علي شباك شقة في السرداب خبطات معينة

فتح احد البريطانيين الشباك بحذر شديد وابلغ بشارة بوجود حركة غريبة بالقرب من حوض السباحة ذهب بشارة في جولة حول المجمع تاكد من عدم وجود مايدعو للخوف رجعنا لهم مرة اخرى وطمأنهم بشارة علي الوضع-- لمحة التوتر الظاهر عليهم بالرغم من محاولة عدم اظهارها كانوا يلعبون الورق--كانت لدى بشارة علاقة واسعة وممتازة بالكويتيين والمقاومة يساعد الكويتيين العسكرين منهم بتغير البطاقة المدنية ورخصة القيادة لوجود الوظيفة بها -- العراقيون يحجزون العسكرين فورا في نقاط التفتيش ويتم ارسالهم الي المعتقلات-كان يقدم كل المساعدات الممكنة للسودانيين بل سافرت معه شخصيا للبصرة وبغداد حاملا معه سودانية وابنها وفتاة سودانية غادر اهلها الكويت قبل الغزو باسبوع تكبل معهم تلك المشاق سائقا طوال الرحلتيين --لمساعدتهم للاتصال باهلهم لعدم وجود خدمة الاتصال الدولي بالكويت -- قرر صدام فك سراح الرهائن الغربيين والسماح للمختبيين بالخروج من الكويت -- خرج الغربيين من السرداب تم توفير باصات لنقلهم مع اعضاء السفارة البريطانية والامريكية-- تم تقديم شهادة شكر وتقدير من السفارات البريطانية والامريكية لبشارة لموقفة البطولي في حماية الغربيين
حدث في الشهر الثاني للاحتلال بان احد الشباب الكويتيين كان صديق لفتاة بريطانية يسكن اهلها في المجمع حضر للمجمع ومعه مفتاح شقة اهل صديقتة مدعيا بانها طلبت منهم بان يرسل لها بعض الاغراض- استغل هذا الشاب وجود المفتاح معه اخذ كل محتويات الشقة وخاصة الكهربائية التي كان سعرها مبالغ فيها لنهمة العراقيين في شراء الاجهزة الكهربائية الغربية-- بعد اسبوع عاد هذا الشاب ومعه اصدقائة لكسر الشقق المجاورة للاستفادة من بيع الاحهزة الكهربائية الحديثة المتوفرة-- منعه بشارة وطلبه منه عدم الحضور مرة اخرى كرر المحاولة للمرة الثانية حذره بشارة بانه سوف يبلغ السلطات العراقية بمحاولة سرقة ممتلكات لاتخصه

كرر الشاب المحاولة للمرة الثالثة مما جعل بشارة يبلغ السلطات العراقية تم القبض علي الشاب تم وضعه في المخفر لتقديمه لمحاكمة دفع مبلغ من المال ليتم اطلاق سراحه
كما كان دخول القوات العراقية لكويت سريعا جاء انسحابهم من مدينة الكويت سريعا وغير منظم ليلا
الفراق الامني بعد انسحاب القوات العراقية ليلا وعدم دخول قوات التحالف المدينة كانت هي الاخطر تمت الاغتيالات والاعتقالات والتعذيب بطريقة عشوائية-- ترك العراقيين الآف من الاسلحة في متناول الشعب الكويتي-كان كل من لديه مشكلة مع شخص اثناء فترة الاحتلال يلصق عليه تهمة التعاون مع الاحتلال -- اكثرهم ضررا شعوب دول الضد ( السودان فلسطين الاردن اليمن )
في اليوم الثاني للتحرير حضرت مجموعة من الشباب الكويتي مسلحين لشقة بشارة تم اخذه ومن معه في الشقة كان في ذلك معه اتين وهو من الجنوب والآخر بطرس من جبال النوبة--تم تربيطهم وضع اغطية علي عيونهم --علي حسب اقوال الاخوان اتين وبطرس بانهم قطع حوالي نصف ساعة بالسيارة ثم تم انزالهم في منازل مهجوره تم تصعيدهم الي الدور الاول-- ثم تم وضع كل واحد منهم في غرفة لحاله وبداءتعذيبهم لمدة يومين كان كل واحد منهم يسمع صراخ الآخر--تم ضربهم بالاسلاك في كل جزء من اجسامهم -- وفي اليوم الثاني ليلا اخذوا اتين وبطرس وحزروهم بالقتل اذا ما تحدثوا الي احد بخصوص ماحدث لهم ثم رموهم في منطقة نائية -- في الصباح وصل اتين وبطرس لسكنهم وجسمهم كله جروح -- سألناهم عن بشارة قال كان يسمعون صراخه حتي اليوم الثاني ولقد صرخ صرخه عالية جدا ولم يسمعوا صوته مرة اخرى-- بداء الجميع في البحث عن بشارة كانت هناك صعوبة بالغة للسودانيين للتحرك وسط نقاط التفتيش التي دائما ماتوقف السودانيين بالساعات اذا مالم يتم تحويل لمركز تحقيق-- كل الكويتيين الذي ساعدهم بشارة كانوا يبحثون عنه في مركز الاعتقالات بدون فائدة --الغربيين الذين ساعدهم بشارة بمجرد وصولهم الكويت سألوا عن بشارة وبذلوا مجهودات جبارة لمعرفة مكانه-- المجموعة التي اعتقلت بشارة عرفت بانها من طرف الشاب الكويتي الذي حاول سرقة شقق الغربيين-- بعد اخذ بشارة رجعت المجموعة لشقة بشارة اخذت كل الاشياء الثمينة حتي شهادات التقدير من السفارات البريطانية والامريكية تم اخذها--
بعد 7شهور من اختفى بشارة بالتحديد في شهر سبتمبر كنا مجموعة من السودانيين في المشرحة لاستلام حثمان سوداني لدفنه بعد انتهاء الاجراءات ذكر لنا موظف المشرحة بان هناك جثة سوداني من مدة طويلة طلبنا منه ان يسمح لنا بمعاينة الجثة لمعرفة صاحبها لعمل اجراءات الدفن لها فقال هي بقايا جثة هيكل عظمي لكن هويتة موجودة -- كانت الهوية لبشارة -- تم عمل الاجراءات لدفنه في اليوم التالي بعد ان تم ابلاغ معارفه-- رحمة الله بشارة ابن الجنوب الذي كان مثال للشهامة والرجولة

فوق ياتوحه ، دي لزه من ودخالك

مش محسوبيه لكن جد البوست جميل

ويستحق المتابعه.ليتك تستمر في

الكتابه كشاهد عيان عن هذه الفتره

العصيبه من تاريخ الكويت
.
اسلوبك سهل ممتنع وسردك ممتع دون

تكلف.

وبعدين مش حرام الواحد مايشوف

ودعمتو من سنة77؟

في غاية الشوق ..ولك مودتي وتحياتي
للأسره الكريمه.

ود الخال العزيز صلاح
شوق بالمليون-قضيت سنة مع والدكم والخال ابراهيم بالندن عام 80-81 ملىئةبالذكريات -- اتذكر اجتماع الخال مع المناضل الشريف الهندي -- بداء من الساعة 11 مساء حتي الساعة 6 صباحا-- كان باب الصالون مغلقة عليهم -- كنت اقدم للشريف حسين الشاي بدون سكر طوال هذة المدة -- طوال هذة المدة كان الشريف يدخن بشراهة-- بعد انتهاء طلب مني الخال ان ان انزل مع الشريف حتي ركوب التاكسى--كان مع الخال في الشقة الوزير الحالي السماني الوسيلة-- لدى ذكريات بالكوم مع الخال--
لدي الكثير الذي يمكن ان ادونه هنا كشاهد اعيان بس شوية تشجيع-- خاصة انني من المغتربين المخضرمين بالكويت منذ عام 1974
تحياتي لاسرة الكريمة