مقال لكاتب سعودي: سودانيون ناجحون فاشلون

نقلا عن العربية . نت
سعد المطرفي
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=4157&I=IDP

أعجب من السودان، ذلك البلد الذي حظي بقوة ثقافية قل أن يوجد لها مثيل، فهو خليط من الثقافات الدينية والعرقية واللغوية. كيف لا والسودان بلد إفريقي يجمع العرب والزنوج والمسلمين والمسيحيين. فكيف لهذا البلد أن يرضى أن يكون في آخر ركب الثقافات مع أنه يملك ما يخوله ليتصدرها؟ كيف لعاصمة الثقافة "العربية" القادمة أن تنجح في استضافة محفل وهي لم تنجح في إبراز ما يؤهلها لحمل ما يسمى بالثقافة؟


لا تتحاملوا علي أيها السودانيون فأنا لا أنكر الثقافة السودانية، ولا أتجاهلها ولست في موقع أتعرض لها بالتجريح، ولا مديحي لها سيرفع من شأنها، ولكن أنتم تتحملون مسؤولية عدم الترويج لثقافتكم عفواً أقصد ثقافاتكم.


أيها المثقفون السودانيون في شتى أنحاء المعمورة نعرف أن ظروفكم السياسية منعت انتشار الثقافة الأصيلة في بلادكم نعلم أن القائمين على التلفزيون السوداني أنسونا منادي "الشعب بلهب الحرية" وأبدلوه بالصورة الذهنية القاتمة التي لصقت في ذهن الصغير قبل الكبير والمثقف والبليد، الصورة المميتة القاتلة للغناء السوداني صورة نغم واحد لفنانين كثر ما تفرق بينهم إلا بأشكال المصفقين الثلاثة الذين يقفون خلفهم.

أذهبوا رائحة وردي ومرروا طعم مصطفى السيد أحمد. وطمسوا كتب الأدب والروايات حتى أجبروا الطيب صالح وطيوره على الهجرة إلى الشمال.
ولكن لتكونوا صرحاء مع أنفسكم ايها السودانيون، أين أنتم يامن يسكن خارج الوطن المكبل خلف القضبان؟ ماذا قدمتم لثقافتكم؟ كيف روجتم لمبدعيكم؟ ماذا قدمتم لفنانيكم غير حمل رواياتهم في أرفف مكتباتكم وملء سياراتكم بأشرطتهم تدندنون بها في طريقكم لأعمالكم وبيوتكم؟


يكاد لا يخلو أي مركز إعلامي في العالم عامة وفي العالم العربي خاصةمن "جالية" سودانية. تكاد لا توجد جامعة أو مؤسسة علمية إلا وبها سوداني يتنقل بين أروقتها بزيه المميز وعمامته الحاملة لمعاني العزة.

ولكن ما أن يصل الإعلامي السوداني إلى عمله إلا ويطفئ مسجل السيارة وينسى "القلب الأخضر" وينسى "أكتوبر" معها، ويدخل مكتبه لينشغل بعالم الفن الشرقي والغربي ونجوم الفن وتراثه ومثقفي العرب والعجم، وثقافته هو مركونة في رفوفه يغلفها الغبار، وفنه هو يحترق من حرارة شمس النسيان قبل شمس الأصيل.

أنتم تتحملون نسيانكم لثقافتكم قبل نسيان الناس لها. إننا لا نعاتب أحزاب "عرس الشهيد" على طمسهم لمعالم الثقافة السودانية الأصيلة، فلا نلومهم على النكران والذين يتخذون شعار"الغاية تبرر الوسيلة" حتى لو أن الوسيلة هي قطع حنجرة كل مغن لم يصطحب ثلاث مصفقين خلفه، فهذه عندهم هي أصالة التراث السوداني التي يجب أن تبقي في ذهن كل مشاهد في الوطن العربي. لذا لا لوم على من لا يعرف للملامة أصول.

اللوم كل اللوم عليكم انتم الذين تجتمعون فقط في منتدى موحد تناقشون فيه أموركم وامور مثقفيكم وتأبون أن تطرحوا هذه النقاشات خارجها أنتم من ترفضون – ولا أريد أن اتهم بالفظاظة وأقول "تستحون" – أن تروجو لمثقفيكم في منابركم الإعلامية التي تعملون بها وتخدمونها.

بالله من يعرف الأستاذ الشاعر محمد مدني؟ قولوا لي أين سيكون موقع الأستاذ مدني الآن لو كان غير سوداني وكم صفحة من الصفحات الإعلامية ستحتلها صوره واشعاره وآلام وطنيته؟.

أيها المبدعون الصامتون الخجلون في أموركم الجريئون في أمور غيركم قد حان الوقت لتستفيقوا وتنفضوا الغبار عن كتبكم وفنكم وثقافتكم وتبدؤوا في الترويج لها قبل أن تفنوا وتفنى معكم ثقافتكم.

* سعد المطرفي كاتب سعودي وصحفي في العربية. نت

الأخ خالد عويس

شكرا لك وللأستاذ سعد الطريفي على كل هذه المحبة والإيمان بثقافتنا، ومعالجته لهذا الأمر،
وآمل من الجميع ألا تنحصر ردودهم في التأييد أو الشجب شاهرين حساسيتنا المفرضة تجاه كل ما يأتي من أخواننا المثقفين العرب، ولكن فلنتساءل مع الأخ سعد بماذا أسهمنا في تقديم ثقافتنا، والتي أؤمن بأنها لا تحتاج إلى سولفان نلفه بها ولكنها تحتاج إلى روح المبادرة.
أجل إخوتي وأخواتي وإنطلاقا من تجربة شخصية أقول أنني ما حملت أوراقي وجهاز التسجيل وذهبت إلى مرفق أو محفل ذو صلة بالثقافة والإبداع إلى وجدت أن على مفاصله يتحكر مثقفين سوداني، يبدعون في إعداد كثير من الأوراق والمشاركات الخاصة بمؤسساتهم، فتخرج هذه المشاركات رصينة ومبدعة، ولكن إن سألت مبدعها أين مشاركاتك أنت، أين أوراقك وبحوثك....سيجيبك الصمت أو "أبو التي تي" (الصدى)،
هل هي روح الموظف؟؟؟...
وأخوانا المصريين تمرغوا في الميري ردحا ثم تركوه، حين أصبح لا يجيب همه، وإن كان الميري نفسه كان عندهم مبدعاُ

هل هذا بعض منا؟؟؟

شكراً أخي الأستاذ خالد عويس
وأنت تنقل رأي الأستاذ سعد المطرفي الصحفي الرائع بجريدة الجزيرة والذي أتابع مقالاته منذ فترة وقد أصاب كبدالحقيقةفالعيب فينا نقولها بكل صدق فنحن شعب خجول ولا يهتم كثيراً بمبدعيه ونستحي أن نباهي بعلمائنا وأدبائناإلا بعد أن يلتفت إليهم الآخرون، ونشارك الآخرين أفراحهم وزيادة مبياعتهم من الكاسيت والفيديو، وحتى محلات الكاسيت والفيديو لا تهتم بفنانينا على الرغم من القوة الشرائية للسودانين في جميع بقاع الارض.
وشكرا لك ثانية ولي عودة.

آآآآآآآآآآآآآآآآآخٍ يا بن نهري الجوري المتدفق على ضفاف الروعة و الإبهار ، لكم اشتقنا لغنائك الجميل و صوتك عبر الحرف الرصين !!
نحمد الله أنك و أبنوسه ما زلتما على صفحات البورد ..
أعجبني ، و استفزني قول الأخ الصحفي السعودي سعد المطرفي : " ... أيها المبدعون الصامتون الخجولون في أموركم ، الجريئون في أمور غيركم ... " .
فقد أصاب سعد كبد الحقيقة ، و ما لنا سوى التفكر العميق فيما يقوله الأحباب عنا ، ليستوي أمرنا و نكون على قدر ما نحمل من ابداع !!

القضية ان الادب والابداع السوداني هو ابداع سوداني مكتوب باللغة العربية ورغم ذلك فهو لايحمل طابع الثقافة العربية ولا يجري على مقاييس السوق العربية والذوق العربي ورغم كتابته بالعربية فانه يحتاج لترجمته الى اللغة العربية وتفسيره وتشكيلة ليناسب الذهنية العربية مثله ومثل الادب اللاتيني، وحتى ذلك الحين فانه من الخطأ الحديث عن الابداع السوداني حسب مقاييس السوق العربية وتصنيفه في مؤخرة او مقدمة الثقافات؟
و لا مجال لانتشار الفن والغناء السوداني في خارطة الشعوب العربية و لامجال لانتشار الالوان الاخرى مسرح قصة رواية الخ، مع انني استغرب ماهي اهمية انتشار الادب السوداني في تلك الفيافي؟؟؟؟

خطورة السوق والذوق العربي في انه يتعامل بجهة واحدة ومعايير محددة تاريخية وعتيقة لا يعرف التعدد والتنوع و لا يمتلك امكانية استيعاب الثقافات المغايرة لانها مجتمعات احادية تسلطية ومنغلقة لا تستطيع التمييز بين الادب العربي المكتوب باللغة العربية و الاداب الاخرى المكتوبة باللغة العربية فكلها تحاكم بنفس المقاييس وتطالب بنفس المعايير ومن هنا جاءت اوصاف كاتب المقال رغم انه حاول ان يضفي عليها العلمية والنقد المزين بايات الاحترام والتقدير،
الطيب صالح اول ما قدم الى الشعوب الاخرى كان عبر الترجمة الانجليزية لذلك عبر اليهم بسلام فتلك الثقافة تعرف التعدد والتنوع وتمتلك آليات انسانية لسبر اشكال الحياة المختلفة،
مشكلتنا ان اللغة العربية حاجز بيننا وبين العالم،و هي لا تؤهلنا الا ان نعرض بضاعتنا في اسواق عكاظ،وهناك مصيرها البوار!!!!!
والسؤال هل نحن مطالبين بنفض الغبار عن ثقافتنا ؟؟ ام نفض الوهم وازاحة عبء الاستعراب؟؟؟

الصديق العزيز خالد عويس

موضوع انتشار الثقافة السودانية فى المحيط العربى لا يمكن اختزاله و ربطه بكسل السودانيين و لا حتى امكانيات الفضائية السودانية فى المساهمة بنشرها. دعنا نكون موضوعين

اولا عزوف المثقف العربى عن تعاطى الثقافة السودانية محكوم بانطباع اصبح سائدا بان الغناء السودانى مثلا ممل. لى تجربة شخصية فى ذلك فى مرة من المرات بادرت و اعطيت زميل عمل لى شريط غنائى سودانى لفنان معروف لم يكلف هذا الزميل نفسه بان يمهل المغنى نصف ساعة لكيما يحكم عليه و رد لى الشريط مدعيا انه لم يفهم منه شى. اللهجة السودانية صعبة وسريعة. فالانطباع كان موجود مسبقا

ثانيا هناك كتاب و ساسة ومفكرين و شعراء و مثقفين سودانيين تملا كتبهم ارفف المكتبات و معارض الكتاب لا اعتقد باننا يمكن ان نفعل اكثر مما فعلنا لكى نستحث القارئ العربى. فالطيب صالح مثلا يعرفه كل الناس بالسماع و لكن ان اجريت احصاء فى اوساط المثقفين العرب كم منهم قرا موسم الهجرة او المريود او عرس الزين المحصلة ستكون مدهشة

هناك شعراء سودانيون كثر لا يعرف عنهم شى . الهادى ادم لا احد يعرفه و لكن الكل يعرف اغدا القاك

نحن نقرر على طلاب مدارسنا ان يحفظو قصائد البارودى و ابراهيم ناجى و ميخائيل نعيمة و لا احد من الاخوة العرب يقرر تدريس شعر الفيتورى او محمد احمد محجوب او ادريس جماع
نحن درسنا بالمدارس بالعصا تاريخ و جغرافيا الشعوب من سوريا الى الصومال ومن المغرب الى الخليج العربى. و لا احد يدرس تاريخ الثورة المهدية و اهم المدن فى السودان. حتى نهر النيل معظمهم لا يدرى انه ينبع من الجنوب الى الشمال. فى اعتقادهم انه يجرى من الشمال الى الجنوب كما تجرى المسلسلات و الافلام و شرائط الكاسيت

صحيح نحن مقصرين و لكن

لم يعلم احد السودانيين كيف يتعرف على شعر سميح القاسم و ادب غسان كنفانى و ان يقرا للجابرى و محمود امين العالم

انه الدافع الغير محكوم باى انطباع استعلائى للتعرف على ثقافة و ادب الشعوب

يجب ان اختم بهذه الحقيقة حتى وان اتفق كل اعضاء المنبر على عدم صحتها و هى

1/ ان المثقف العربى _بدرجات متفاوتة يتعامل مع ثقافة الشعوب باستعلاء و انتقائية مفرطة
2/ القارئ العربى يتعامل مع الثقافة باستهلاكية كما يتعامل مع علبة البيبسى و السردين يجب ان تاتيه جاهزة و معلبة
3/ لماذا تتم السخرية على الغناء الشعبى السودانى بانه مغنى يمسك بيده ربابة ووراءه 3 اشخاص لا يعلم ماذا يقولون بينما الدبكة الشامية هى فن شعبى راقى



وان عدتم عدنا

خالد عويس الشقيق

هل ساحتاج منك لكثير من الاذن حتى اروج لهذه التظاهرة فى عقر دارك؟


هنالك اقتراح بقيام حملة فى المنتدى ..بتسليط الضوء على ما يقع لاطفال دارفور من جوع وموت..

ارجو ان تمنحوهم قلبا...وموقفا..

الاطفال فى دارفور يموتون من الجوع

مصداقاللكاتب سعد المطرفي
سالت مره احدي المذيعات
بالتلفزيون المصري
لماذا لم تستضيفي
كل من
وردي- محمد الامين- مصطفي سيد احمد- سيف الجامعه
وكلهم كانو موجودين حينها بالقاهرة
فافحمتني قائلة

Quote: (هو حد فيهم جالنا واحنا رفضنا) (ازاي حنعرف انهم وصلوا مصر)

صدقت عزيزي سعد
وشكرا ياخالد