!!! قلبي على وطــــني

!!! قلبي على وطــــني


04-22-2003, 08:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=16&msg=1078722282&rn=3


Post: #1
Title: !!! قلبي على وطــــني
Author: خالد عويس
Date: 04-22-2003, 08:37 PM
Parent: #0

"قلبي على وطني" !



خـــالد عـــــويس *


( )المشهد الآن مختلف تماما !!
وسيكون أكثر اختلافا فى المستقبل المنظور !!
بالنسبة الى البلدان العربية ، سيتعين على الحكومات أن تتعامل مع ملفات لطالما أهملتها ، وسيكون من العسير بعد الآن غض الطرف عن استحقاقات مترتبة على ( اعادة الترسيم ) الجارية بواسطة الأمريكيين ، ومواجهة تحديات كبيرة سيخلّفها وضع عالمي جديد خرجت بمقتضاه الولايات المتحدة أكثر ضراوة ، وأشد عنفا فى مواجهة الخصوم ، بعد أن نحّت جانبا (خدمات) مجلس الأمن التى كانت تمرر بواسطتها خططها العولمية !!
( ) خطط (بيرل) و(وولفويتز) ومشايعيهم من غلاة المحافظين الجدد ، تهدف لخفض المخاطر التى تستهدف الولايات المتحدة أمنيا واقتصاديا وسياسيا ، ويبدو أن التسليم بأن الشرق الاوسط لا زال يشكل (المصدر الأساس) للارهاب فى العالم أصبح قناعة أمريكية عززتها أحداث 11 أيلول سبتمبر ، وسمحت بأن تكون ديناميكة التغيير أكثر سرعة !!
( ) غير أن التحدي الأكبر الذى يهدد الأنظمة العربية بالفعل هو كيفية تصالحها مع شعوب شوّت ظهورها بالجلد ، وتم التعامي عن أبسط حقوقها الانسانية ، ومورس بحقها التسلط والقهر عقود طويلة .
المهمة _ بالتأكيد _ أكثر مشقة من دفع الاستحقاقات الأمريكية ، فالشعوب العربية تبلغت رسالة فى غاية الأهمية فحواها أن تدمير (الأصنام) ممكن بواسطتها أو.....( بواسطة الآخرين ) . فالنتيجة المرجوة فى كلتا الحالتين واحدة : تحطيم الأصنام !!
( ) الفترة القادمة حبلي بكل الاحتمالات ، لكن أقربها الى المنطق ، ازدهار مناخ الديمقراطية انطلاقا من العراق . صحيح ، قد يفرض (الاحتلال) ظلال سالبة ، لكن الصحيح أيضا أن العراق الذى رزح تحت أكثر الانظمة قهرا واستبدادا طيلة 34 سنة سيكون الأكثر قدرة على توضيح الحد الأدني من رياح الحرية لبقية شعوب المنطقة التى سرعان ما ستنسي حواشي الصورة لتركّز فقط على تفاصيل الحرية التى سيتمتع بها العراقيون ، فالعراقيون وبرغم رفضهم للغزو والاحتلال ، الا انهم لم يخفوا غبطتهم العارمة على انهاء (الاحتلال الداخلي) !!

( ) نحن _ فى السودان _ معنيون تماما بالاحداث الجارية فى المنطقة . بلادنا تشكّل نقطة جذب للمصالح الدولية بسبب النفط و(المياه) ، علاوة على (الموقع) الذى ربما سيتيح لقوي دولية فرص ضغط ذهبية على مصر والسعودية فى حال اضطرار تلك القوي لتطويق هذين البلدين بــ(مد ديمقراطي) حدوده العراق ، سوريا ، البحرين ، قطر والسودان !!

( ) فى السودان ، يبدو المشهد مختلفا بعض الشيء ، فبمقدور حكومة البشير أن تستكمل خطواتها _ وبأقصي سرعة _ فى اتجاه الانفتاح و تطبيع المناخ الديمقراطي والتصالح بالكامل مع الشعب السوداني لأن لبنات الوجود الديمقراطي _ بل وادامته _ يبدو مشروعا سودانيا أقرب الى الانجاز عنه فى بقية دول الشرق الأوسط التى يعوز معظمها أبسط آليات المجتمع المدني !!
( ) ما قاله ريتشارد باوتشر _ المتحدث باسم الخارجية الامريكية _ بشأن سقوط قرار ادانة السودان فى ما يتعلق بوضع حقوق الانسان ينبغي أن يفهم فى سياقاته الكلية . باوتشر قال حرفيا ( ان بلاده تري فى الأمر فشلا فاضحا للجنة فى الابقاء على الاضواء مسلطة على الآلام التى يعاني منها الشعب السوداني ) انتهي كلام باوتشر ، لكن تري من سيتكفل من تلقاء نفسه بالابقاء على الاضواء مسلطة ؟؟؟

وبعض المحللين تبرع من تلقاء نفسه للقول بأن (صدام حسين) أو على الأقل كوادر قيادية عراقية لجأت الى السودان (!!!) أو ليبيا أو أفغانستان !! ()
( ) يتعين على الحكومة السودانية ، أن تشرع فى صوغ مبادرة وطنية لطي صفحات الخلاف و الدعوة الى مؤتمر قومي يعالج الخلل الكبير الطاريء عن حصر مفاوضات تهم (الجميع) فى طرفين فقط وعزل أطراف أخري ستجد من العسير التعامل مع واقع جديد يستأصلها بالكامل !!
( ) ويتعين عليها ، الاسراع فى عملية الاصلاح وغذّ الخطي حثيثا باتجاه الديمقراطية غير المنقوصة ، فدروس بغداد تفيد بألّا مناعة ولا تحصين ضد التحديات الا بالتحصين الداخلي من خلال شعب حر ملتف حول قيادته (طوعا) لا (كراهية) و(انتخابا) لا ( قسرا) !!
( ) لا نجزم بأن عملا عسكريا من نوع ما ينتظر بلادنا _ لا قدر الله _ ، لكن المرجح أن الهزّة السياسية فى المنطقة ستطال السودان أيضا ، ولن يكون من الحكمة انتظار النتائج ، فالتحسّب لما يمكن أن يحدث ، ضمانة لعدم التعرض لخسائر كبيرة !!
( ) سأكون مطبلّا فجا اذا زعمت بأن الأمور فى السودان (على ما يرام) فى نواحي حقوق الانسان خاصة السياسية والمدنية ، وفى المقابل ، سأكون متطرفا جدا لو قارنت حكومة السودان بالحكومات العربية ما عدا (لبنان) !!
( ) علينا أن نتقبل واقعا جديدا ، وأن ننسي صفحة الماضي ( ما عدا الجرائم الجنائية ) التى أرتكبها بعض المتنفذين فى السلطة . وبرغم أن حصاد أربعة عشر عاما من حكم الانقاذ خلّف مرارات كبيرة ، وأدي فى بعض النواحي لنتائج كارثية ، غير أن المنطق يحتّم التعامل مع المستجدات الاقليمية بقدر وافر من الوعي والحزم (الوطني) لتوحيد الصف وبناء جدار من (الديمقراطية) و(الحرية) و(حقوق الانسان) فى وجه التحديات الماثلة ، اذ لا يبدو أن هناك مخرجا آخر فى ظل التهتكات التى طالت أنسجة المنظومات الدولية وتراجع فرص الاعتماد على أىّ نوع من التوازن الدولي !!

( ) المسألة السودانية أقلّ تعقيدا من غيرها ، لكن عوامل محددة تجعلّ مضاعفاتها أكثر تعقيدا من كل الأزمات الاقليمية المماثلة ، وما نحتاجه حقا هو القليل من الجهد الوطني الصادق فى اتجاه احتواء هذه المضاعفات وجعل الهمّ الوطني فى مقدمة الأولويات !!
( ) هل يصغي العقلاء فى الحكومة والأحزاب المعارضة للأصوات التى تنادي بتحكيم العقل والمنطق ، والجلوس الى طاولة مفاوضات (سودانية) لحل اشكالات الوطن المتمثلة فى الأوجه السياسية والاقتصادية والثقافية ؟
( ) علينا أن نعترف بأن الفساد الاداري والمالي بلّغ حدا يهدد بشلّ الحياة فى السودان بالكامل ، وأن هذا الداء العضال استحكم فى النسيج السوداني منذ عهد مايو . وأن الدولة فشلت فشلا ذريعا فى النهوض بالخدمات العامة والخدمة المدنية ، وأن مشروعات تنموية حيوية تعاني الضمور على الرغم من نجاح مشروعات أخري ، ويبدو لى أن المشروع التنموي الأهم الذى يعاني الضمور هو : الانسان !!
( ) انسان الداخل يرزح تحت خط الفقر ، وانسان المهجر يعاني أوضاع غاية فى السوء ، وويلات لا يمكن حصرها تؤثر سلبا حتى فى سايكولوجيته هذا غير الاتجاه المحموم و(الخطير) للاستيطان فى خارج السودان ، ومرد هذا كله فى تقديري غياب المشروع الوطني الشامل الذى يزرع فى السودانيين أملا طال انتظاره !!
( ) وعلينا أن نعترف بأن الوطن يقف على حافة الانهيار فى كافة النواحي ، وأخطرها ذلك المتمثل بتآكل القيّم وتراجع الحس الوطني و(المخاطر الخارجية الجدية ) .
بناء المنظومة الأخلاقية لابد أن يمثّل هاجسا حقيقيا لكل الحادبين على السودان من دون مزايدات تافهة على الوطنية أو التفاف حول المشاعر الدينية ، فالحقيقية تقف عارية الآن : الاصلاح الشامل بات مطلبا تحتمه الحيوية المطلوبة لبناء الأمة !!
( ) ان السودان يحتاج الى جهود كلّ أبنائه ، ولعل أكبر كارثة قومية تكمن فى استمرار نزيف العقول السودانية وهجرتها الى جانب استمرار الحرب التى كلفتنا كثيرا : بشريا ، واقتصاديا ، وسياسيا ، ونفسيا !!
( ) المشروع السوداني الذى نتمناه ، لا يمكن انجازه بواسطة قلة من بني الوطن . هو مشروع تلزمه الارادة الوطنية الجبارة و(الوحدة الوطنية) !!
( ) يبدو المشروع السوداني أكثر الحاحا عن ذى قبل ، لأن التحديات الخارجية أضحت تضاهي مثيلاتها الداخلية ان لم نكن مفرطين فى التشاؤم للزعم بأنها قد تمثل منعطفا خطيرا وأشد وقعا من الأولي !!
( ) ايقاف الحرب الأهلية لم يعد مطلبا سياسيا أو اقتصاديا فحسب ، انما هو مطلب (من أجل الحياة) لكل السودانيين ، ومن أجل الحد من المخاطر الخارجية و(فرص التدخل الأجنبي) لوقفها بالقوة ان استدعي الأمر !!
( ) من دون الحرية ، يضحي مجرد الأمل بهكذا مشروع ضربا من الأمنيات الحالمة و(المخدرّة) !!
( ) ومن دونها ، ستكون بلادنا نهبا لكل أنواع التحديات سواء على الصعيد الداخلي الذى تتعملق مشكلاته رويدا رويدا ، أو الخارجي الذى يبدو أن رياحه العاصفة لن تبقي شبرا فى الشرق الأوسط الا وأعملت مبضعها فيه . والنتائج : لا يمكن التكهن بها أبدا !!
( ) يري البعض ، أن السودان بعيد كل البعد عن آثار ما يجري فى العراق . لكن بعض العراقيين كانوا أيضا يطمئنون أنفسهم بذات الشيء حين كانت قوات مشاة البحرية الأمريكية تبحث عن بن لادن فى كهوف تورا بورا وتدك كابل على رؤوس ساكنيها . أعذار الغزو ومبرراته ، وعلى أسوأ تقدير حجج التدخل فى الشؤون الداخلية لا تعوز الامبراطورية الأمريكية المنتشية بكؤوس النصر فى أفغانستان والعراق .... وربما فى سوريا _ فالايقاع الآن يزداد سرعة _ !!

* كاتب وصحفي سوداني مقيم فى الرياض
[email protected]

Post: #2
Title: Re: !!! قلبي على وطــــني
Author: Yassir Mahgoub
Date: 04-23-2003, 00:09 AM
Parent: #1

التحايا يا أستاذنا..
قراءة شفافه لواقع يصم آذاننا و غد نخشى النظر في عينيه..
هناك فرضيه أخرى تحدث بها البعض و هي أن الاداره الأمريكيه تتجاذبها تيارات اليمين المتطرف المحافظ مجازا و تيار الشركات و المتربحين بعمولات العقود النفطيه.. و في ظل التوجه الجديد للسيطره على منابع النفط الجديده يمكن أن تقوم الاداره بعقد صفقات مع بعض الأنظمه الفاسده تحت ضغط تيار البزنيز مقابل اجراء اصلاحات شكليه.. تحت هذه الفرضيه يمكن أن نشكك بأن الاداره الامريكيه لم تمارس أي ضغوط لادانة السودان في حقوق الانسان كجزء من صفقات ظاهرة و مستتره و مكافأه على الموقف من الحرب.. في هذا الاطار قد يفهم تصريح باوتشر بأنه ذر لبعض الرماد في عيون جماعات اليمين الكنسيه الضاغطه باتجاه ادانة السودان.. فما رأيك

Post: #3
Title: Re: !!! قلبي على وطــــني
Author: خالد عويس
Date: 04-23-2003, 01:03 PM
Parent: #2

سمعت من بعض المعارضين يا ياسر فى الخرطوم تحليلا مشابها وأجدني غير قادر على الاقتناع به
ليت المسألة تتوقف عند النفط
المسألة اكثر تعقيدا فى تقديري ، لأن هناك اتجاها قويا فى الادارة الامريكية للسيطرة على منابع النفط و... تأمين الامن القومي الامريكي وهذا هو الاهم
هذا يعني ان كل ما له صلة بالاسلام السياسي لابد من التعامل معه بأقصي درجات الحزم
عموما لست متفائلا ، والايام ستشهد بذلك وسيخطيء المراهنون على تجاوز السودان لهذه الظروف ما لم يتأسس اصلاح حقيقي وديمقراطية تمنع فعلا اية مغامرة قد تقدم عليها امريكا
الا تتفق معي فى ان التصالح الكامل مع الشعوب هو المخرج الوحيد بالنسبة لكل حكومات المنطقة ؟