هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟

هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟


08-24-2009, 06:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=151&msg=1254452793&rn=0


Post: #1
Title: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-24-2009, 06:01 AM

قوى سودانية تطالب البشير بمواجهة هيئة علماء السودان.. وإيقاف مسلسل التكفير
2009-05-03 08:02:27
الشرق الأوسط



دعت جماعة سودانية تطلق على نفسها «الحركة من أجل حرية الضمير» الرئيس السوداني عمر البشير ونائبيه سلفا كير ميارديت وعلي عثمان محمد طه إلى اتخاذ إجراءات في مواجهة «هيئة علماء السودان»، التي اتهمتها بأنها تستنفر المجتمع إلى العنف والعنف المضاد، وإيقاف الفتاوى التي تكفر المواطنين.
وطالبت الحركة، التي تضم شخصيات حقوقية وسياسية مستقلة، وحزبية من قوى سياسية مختلفة معارضة ومشاركة في الحكومة، الرئيس بالعمل على صون وحدة السودان وكفل الحقوق والحريات وفي مقدمتها حرية الضمير داخل البرلمان وخارجه. كما طالبت مؤسسة الرئاسة بالعمل على لجم من وصفتهم «بالجماعات المتفلتة ليكف أذاها عن المجتمع ويدرأ خطرها الفادح يقينا على الدين والدنيا معا»، وناشدت المواطنين السودانيين للتوقيع على المذكرة التي سيتم نشرها على نطاق واسع.
واستندت الحركة من أجل حرية الضمير، في رسالة مفتوحة إلى مؤسسة الرئاسة السودانية، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها، إلى العديد من الأحداث التي أصدرت فيها هيئة علماء السودان فتاوى تكفيرية وتحريضية آخرها تكفير رئيس هيئة كتلة الحركة الشعبية ونائب أمينها العام ياسر عرمان، الذي طالب في البرلمان بمراجعة عقوبات في القانون الجنائي تنفذ على غير المسلمين. وقال البيان إن السلطة لم تتحرك تحركا جادا للتصدي لما سماه البيان «بالخطر الداهم» ولتنهض السلطة بواجبها في صون اتفاقية السلام الشامل الموقعة في نيفاشا (كينيا) بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في يناير (كانون الثاني) عام 2005. وأشار البيان إلى أن الأوساط الشعبية باتت تتهم الحكومة بأنها راضية تماما عما وصفه البيان «الكهنوت» وتسايره. وتابع البيان «بل إن السلطة تحرك هذه الهيئة كذراع لها متى شاءت وكيفما شاءت لتحقيق أغراض حزبية ضيقة ومكاسب سياسية آنية محدودة دون أن تحفل بما يمكن أن يورث لمستقبل أمتنا من آلام عريضة»، مشيرا إلى أن جملة الفتاوى والوقائع المحيطة بها تتغذى من روافد الاستعلاء الديني المتمدد.
وقال إنه لا يمكن إعفاء الحكومة من المسؤولية عنها، وأولها نبرة قهر الرأي المخالف وحتى في نطاق الدين الواحد والجماعة الإثنية الواحدة كما في حالة ياسر عرمان. وأضاف البيان أن هذه الهيئة تعمل على إقصاء الآخر والحط من قدر معتقداته وثقافاته المغايرة، مما يقود إلى حتف اتفاقية السلام والدستور المؤسسين على قيم المواطنة وحقوق المجموعات المختلفة. يذكر أن استشراء مسلسل التكفير بدأ منذ عقد التسعينات المنصرم، مما نتج عنه اغتيالات مشهودة في دور العبادة مثل حادثة «مسجد الجرافة» التي وقعت أوائل التسعينات في منطقة غرب الخرطوم، وراح ضحيتها عدد من المصلين، واغتيال المغني السوداني خوجلي عثمان في دار الفنانين بأم درمان في العام 1994، والتهديدات التي طالت رئيس تحرير صحيفة «الوفاق» محمد طه محمد أحمد، إثر نشره لمقالات اعتبرت مسيئة للدين، وذبح طه على طريقة «القاعدة» في عام 2006 بعد نشره مقالات حول دارفور. وقال بيان القوى السياسية إن الفتاوى تصدرها جماعة تكفيرية معلومة يتولى قيادتها شخصيات متنفذة في السلطة، وقادة تنظيمات سياسية. وأضاف أنها أصدرت في يونيو (حزيران) من العام 2003 فتاوى استهدفوا بها قادة ورموز بعض التنظيمات السياسية والطلابية ووصفتهم بالموالين للنصارى، وفتوى أخرى حرضت بإهدار دم كتاب وصحافيين وسياسيين ومحامين بقتلهم مقابل أجر نقدي محدد لكل رأس

Post: #2
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-24-2009, 06:09 AM
Parent: #1

التاريخ: الأحد 23 أغسطس 2009م، 3 رمضان 1430هـ


الرابطة الشرعية تكفر الحزب الشيوعي السوداني

الخرطوم: ضياء الدين عباس

خرجت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان بفتوى تكفيرية للحزب الشيوعي السوداني. وقالت الرابطة في بيان صحفي أمس: بناءً على مبادئ الحزب الشيوعي التي تقول إن الدين وفكرة الله خرافة وإن المذهب الشيوعي هو الإلحاد بجانب إيمانه بثلاثة (ماركس ولينين وستالين) وكفرهم بالله والدين والملكية الخاصة، فكل شيوعي كافر خارج عن الإسلام وإن كان يصلي. وأشار البيان الى أن الناطق الرسمي باسم الشيوعي دعا لسجن كل من يطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية، واعتبر البيان تصريحات الشيوعي جزءاً من الحرية التي كان يدعو لها ماركس ولينين. وقال إنّ الشيوعي لم يجلب للإنسانية سوى الدماء والموت والخوف واعتبرها مسؤولة عن موت (100) مليون شخص في العالم.من ناحيته أكّد الحزب الشيوعي رفضه ومقاومته للتكفير والعنف، وأوضح أن البيان الذي خرجت به الرابطة استند على احتفالية ترفيهية نظّمها الحزب بمنطقة الجريف. وقال إنّ البرنامج كان يقدم شعراً وغناءً وموسيقى ويحمل محتوىً سياسياً واجتماعياً يحترم العقول.
وأشار الشيوعي الى أنه أثناء الاحتفال بدأ الهجوم من قبل جهات مقتحمة على الحزب بالتكفير والإلحاد. وقال ان هذه الجهات جاءت بتحريضٍ. وأوضح أنّه تمت تهديدات لبعض كوادر الحزب الشيوعي.
وأوضح: تصدى الحضور لهؤلاء الشباب وأخرجوهم من الدار. وأضاف: لولا رفضنا المبدئي للعنف لحدث ما لا يحمد عقباه.


الراى العام

Post: #3
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-24-2009, 06:14 AM
Parent: #2

العدد رقم: 1096 2009-08-23

بلاغات جنائية في مواجهة منسوبين للحزب الشيوعي بالخرطوم



دون ذوو (10) صبية بمنطقة الجريف غرب بالخرطوم بلاغات جنائية بقسم شرطة الرياض أمس الأول في مواجهة منسوبين للحزب الشيوعي السوداني بتهمة الاعتداء بالضرب باستخدام (السيخ) ضد أبنائهم. وأكد الشيخ محمد عبد الكريم، عضو الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان، في تصريح لـ (آخر لحظة) أمس، أن المجموعة تعرضت للضرب من قبل منسوبي الشيوعي بتهمة أنهم كانوا يحملون بيان الرابطة الشرعية المناهض للفكر الشيوعي إبان الاحتفالات بافتتاح دار للحزب الشيوعي بمنطقة الجريف. ووصف عبد الكريم بيان الحزب الشيوعي الذي قال فيه إن المجموعة كانت تحمل أسلحة بيضاء واستهدفت حضور الاحتفال، بالأكاذيب والأباطيل، وقال لقد أُصيب بعض الصبية بعد تعرضهم للضرب بالسيخ ونقلوا إلى المستشفى وفتحت أسرهم بلاغات جنائيّة بقسم الرياض في مواجهة منسوبي الشيوعي. وتساءل لماذا لم يبادر منسوبو الشيوعي إلى فتح بلاغات جنائية إذا ما كانوا المتضررين؟. وأكد عضو الرابطة الشرعية أن الحزب الشيوعي دعا أهالي المنطقة إلى حضور الاحتفال، وعندما جاء الصبية وبأيديهم بيان الرابطة تهجم منسوبوه عليهم، وتساءل لماذا وجهوا الدعوة لكافة الناس للحضور إذا كانوا لا يحتملون الرأي الآخر؟، لكنه قال إنه سلوك ونهج ليس بمستبعد أو غريب على منسوبي الحزب الشيوعي الذين وصفهم بالكفر والإلحاد. وكان الحزب الشيوعي فرع الجريف قد اتهم في بيان له أمس مجموعة من الشباب قال إنها تسلحت بأسلحة بيضاء وتحركت بتحريض من مسجد محمد عبد الكريم لاستهداف عضوية الحزب بالجريف، مؤكداً أن البيان الذي وجد مع المجموعة حمل ختم الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان وردت فيه عبارات تندد بالحزب الشيوعي وتتهم منسوبيه بالكفر والالحاد.


اخر لحظة

Post: #4
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-24-2009, 08:25 AM
Parent: #3

التراخى فى تطبيق القانون والمحاباة وعدم احترامه دائما ما تفكك المجتمعات وتجعلها نهبا للحروب والاقتتال ..
وعندما تسود لغة القانون ويكون فوق الجميع وتكون السلطات القضائية محايدة ومستقلة عن السلطة الحاكمة وذات كفاءة عالية وحس وطنى يسود الامن والاستقرار .. وتنعم البلاد بالطمئنينة لان لا احد يزاود على احد فى معتقداته او سلوكه او ملبسه او ممارساته الحياتية الطبيعية ..
محاولة بعض الشيوخ فى منظمات اسلامية تكفير بعض الناس بفهمهم الضيق المعنى مرفوض لانه يعرض امن وسلامة الوطن لخلخلة وهزة اجتماعية وبلادنا يكفيها ما فيها ..
الاحزاب والكيانات السياسية تمثل مجموعة من المواطنيين اهل هذا الوطن المسمى بالسودان والكل تراضى بان نتاعايش وفق نظام ودستور وفوانين مصاحبة تمثل كل اهل السودان بتراضى واحترام وخروج مجموعة من وسط اهل السودان بفهمها القاصر لتبعد اخرى باسم الدين مرفوض لان الدين لله والوطن للجميع ..

نتواصل

Post: #5
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-24-2009, 09:35 AM
Parent: #4

التاريخ: الإثنين 24 أغسطس 2009م، 4 رمضان 1430هـ

الشيوعي: فتوى الرابطة تناقض الدين الاسلامي
الرابطة الشرعية للعلماء: الشيوعي (سرطان)

الخرطوم: ضياء عباس - أم زين آدم

قَلّل الحزب الشيوعي السوداني من فتوى الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان، التي كفّر فيها الشيوعي، وقال الشيوعي إنّ الرابطة أطلقت فتوى تتناقض مع تعاليم الدين الإسلامي باعتبار أن كل شيوعي خارج عن الإسلام وإن كان (يصلي). وتساءل الشيوعي في بيان صحفي أمس عن موقع الرابطة من أجهزة السلطة الدستورية، ووصف نشاطها بالإرهابي والمريب، وقال إنّها تدعو للفتنة على أُسس دينية.
من جهته دافع الشيخ علاء الدين الزاكي الأمين العام للرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان، بشدة عن فتوى تكفير الحزب الشيوعي. وقال لـ «الرأي العام» أمس، إنّ الحزب الشيوعي نهجه يصادم ويطعن في الشريعة الإسلامية، وأضاف أنهم لا يؤمنون بالغيبيات، وزاد «لذلك نحن ضدهم».
وأكد الزاكي، أن الخلاف بين الرابطة والشيوعيين هو خلاف فكري، لا علاقة له بالسياسة أو افتتاح دار، ووصف الزاكي الحزب الشيوعي بأنه «سرطان» يهدد الشريعة الإسلامية والمجتمع، ودعا الحزب الى الحوار والنقاش والمناظرة بدلاً عن لجوء الحزب الى الاعتداء على الشباب، وقال «نحن مستعدون للمناظرة الآن».
ونفى أن تكون مجموعة من شباب الرابطة استخدمت العنف ضد الشيوعيين في «الجريف غرب»، وروى ما حدث بالقول: «كان هناك نحو 10 من الشباب يوزّعون بياناً من الرابطة فهجم عليهم الشيوعيون الذين كانوا في الدار»، حول اتهام الحزب الشيوعي للمجموعة بأنّها كانت تحمل سكيناً، وقال الزاكي «هذا الاتهام كذبٌ وافتراءٌ»، وقال: (نحن ضد المواجهة، ولو كنّا نعمل من أجل ذلك لدفعنا لهم نحو 1000 شاب بدلاً عن 10، ولكن نحن ننتهج الحوار بالبرهان والحجة، وليس العنف وسيلة لنا في العمل الدعوي)، واعترف الزاكي بأن مجموعته بينهم «مُتفلتون»، ومضى، هذا شئٌ طبيعيٌ في كل كيان تجد من يتصرفون بطريقة فردية، وقال: «هؤلاء المتفلتون موجودون في الحزب الشيوعي وفي أنصار السنة والحركة الإسلامية وغيرها».


الراى العام

Post: #6
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: عبد الرحيم حسب الرسول
Date: 08-24-2009, 12:43 PM
Parent: #5

هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟

؟؟؟!!!!

Post: #7
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: عبد الرحيم حسب الرسول
Date: 08-24-2009, 12:43 PM
Parent: #5

هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟

الكيك أخوي
تتحدث عنهم وكأنهم في غابات الجنوب أو في دارفور
ياحبيبنا الناس دي موجودة داخل المؤتمر الوطني يتمتعون بعضويته
ومخصصاته
ويشغلون مناصب في الدولة أي لهم نصيب من ( كيك )السلطة
ويقومون بالتدريس في أعرق جامعات البلاد حتى يفرخوا لنا
تكفيريون صغار (حلاتهم)

وقاموا بتكفير كل المجتمع عدا رابطتهم الشرعية !!!؟
يالكيك أخوي
الرابطة الما شرعية دي حقت شيوعية ولا شنو عايزين نفهم ؟
وقاموا بتكفير مثقفين وقضاة وصحفيين ومفكرين وأهدروا دمهم
الرأس بي كم ما عارف ؟
وقاموا ياسلالالالالالالالالام بجميع محاولات التفجير التي نجحت والتي فشلت
ولا بد للدولة أن تدعمهم أكثر حتى يحسنوا الأداء في المرات الجاية

Post: #8
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-24-2009, 04:43 PM
Parent: #7

,الاخ عبد الرحيم
تحياتى
والمحيرنى اكثر انه مكفراتية واساتذة فى جامعة الخرطوم الناس ديل بيدرسوا هناك والنتيجة شنو وزى ما قلت ميلاد تكفيريين جدد ..
والسؤال الثانى كيف لوالد يبعث ابنه لدراسة الجامعة ويذهب الابن الى هناك ويكونوا هؤلاء هم اساتذته الا يعنى ذلك خروج ابنه عن طوعه ان هو تاثر بهم ويققده كابن مفيد له وللمجتمع ..؟
كيف يضمن الوالد على ابنه من التطرف والتزمت
ان كان فى جامعة الخرطوم من هؤلاء ؟
ومن سمح لهم ليكونوا اساتذة ؟
كما قلت ان تطرف النظام هو من اتى بهؤلاء وسوف يكون الثمن غاليا عليهم وعلى الوطن وعلى اباء وابناء دفعوا دفعا نحو الفكر التكفيرى .. والدولة هنا تصبح شريكة فى الجرم ..

Post: #9
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: نصار
Date: 08-24-2009, 05:08 PM
Parent: #8

الكيك رمضان كريم
الحكومة هي الخلقت الجو الصالح لنمو عوالق التطرف
و التكفير، و المشكلة انها بتلعب بالنار باستخدامها
للحركات الملتاثة دي لمحاربة خصومها السياسيين

هي موش عاجزة يا قريبي هو غير راغبه في مواجهة التكفيريين
متخيلة انها ما ح تتضرر منها و بذلك لا تتعظ بتجاربها
الخاصة و تجارب حلفاءه ناس حماس و المحاكم الاسلامية

Post: #10
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-24-2009, 05:15 PM
Parent: #9

قريبى نصار
كيفنك
الحكومة مسؤولة عن كل ما يجرى بالداخل وعن كل مواطنيها ...تحكم بينهم بالعدل واذا حادت عن هذا هى من يدفع الثمن ..هكذا يفترض
لكن قبل ما نواصل التعليق وهنا كلام كثير اورد فيما يلى رؤية الطرف المتضرر وهو الحزب الشيوعى ومن ثم نواصل ...


تصريح صحفي من الحزب الشيوعي السوداني
الاثنين, 24 أغسطس 2009 18:49




الحزب الشيوعي السوداني

تصريح صحفي

هل بدأ النشاط العلني لتنظيم القاعدة في السودان ؟!

• أخذت ما أسمت نفسها بالرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان ، القانون بيديها ، وأصدرت بياناً بتاريخ الخميس 20/8/2009 الماضي يتضمن فتوى دينية تدعو لمنع النشاط القانوني للحزب الشيوعي السودان بالعنف . وأردفت الرابطة القول بالعمل فأرسلت مجموعة من الشباب مسلحة بأسلحة بيضاء لتوزيع بيانها في دار الحزب الشيوعي بالجريف غرب ، ولفض الاحتفال المقام بمناسبة افتتاح تلك الدار .

• كما شن إمام مسجد الجريف غرب ، قطب تلك الرابطة ، هجوماً عنيفاً في خطبة الجمعة 21/8/2009 مستنكراً قيام دار للحزب الشيوعي بالمنطقة . وأعتبر تلك الدار وكراً للإلحاد والعصيان والرزيلة ، ودعا المواطنين لعدم السماح بقيامها .

• والسؤال الذي يطرح نفسه هو : ما موقع هذه الرابطة بين أجهزة السلطة الدستورية ؟ ومن أين تجد الدعم والسند؟ أو على الأقل غض الطرف عن نشاطها الإرهابي المريب الذي يدعو جهاراً نهاراً للفتنة على أسس دينية ؟

• وما هي مرجعيات هذه الرابطة الدينية التي تجعلها تطلق فتوى تتناقض تماماً وجذرياً مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف السمحة ، باعتبارها كل شيوعي خارجاً عن الإسلام وإن كان يصلي دائماً أو أحياناً! ألا رحم الله الخليفة الراشدي الأول سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، الذي كان يوجه جيوشه وهي خارجة للقتال :- " إذا سمعتم صوت الآذان ، أو رأيتم من يصلي ، فأمسكوا . ولكن يبدو أن الرابطة الشرعية تريد أن ترتد بنا إلى عصور امتحان الضمير ومحاكم التفتيش وصكوك الغفران التي جرفها التاريخ في تياره الكاسح .

• وهل تستقيم الدعوة لمحاربة الشيوعية لأنها وعدت الإنسان بالعدل والمساواة ؟ ومنذ متى أصبح النضال من أجل المقاصد الكلية للدين الإسلامي الحنيف خروجاً على الإسلام ؟ حقاً أنهم يقومون بتزوير الدين ليكون ترياقاً مضاداً للتقدم ، وأداة طيعة في خدمة المخططات المعادية للشعب والوطن .

• وبعد أن يتضح لمن كتبوا البيان أن الأسطوانة المشروخة التي ظلت ترددها أجهزة المخابرات الاستعمارية ضد الشيوعية على شاكلة :... ماركس يهودي ، والدين أفيون الشعوب الخ . قد استهلكت تماماً ، نبشوا من أضابيرهم بعض بضاعتهم البائرة حول نية مبيته للحزب الشيوعي لمحاربة من يدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية .

وللحقيقة نقول أننا قمنا في حينه بكشف الدس الرخيص والتحوير الفج الذي أقحم إقحاماً في مادة تحقيق صحفي مع الناطق الرسمي للحزب بجريدة الحياة قبل سنوات . وأكدنا أن الشريعة الإسلامية تأتي بأقتناع الناس وليس بالعنف والإرهاب الذي يستوجب المساءلة والعقاب . وكان ما أوردته جريدة الحياة خلاف ذلك، إذ أجتزأت هذه الجملة واختزلتها في : " معاقبة كل من يدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية". حقاً يكاد المريب أن يقول خذوني : فقد تبين خطأ زعم الجريدة بأن هناك تسجيلاً قد تم لمادة التحقيق الصحفي . وتأكدت مرامي الجريدة الحقيقية مما أورده رئيس تحريرها في مقال له على تلك الأيام :- " إن هدف الجريدة هو محاربة الشيوعية ." كما دعم موقفنا التوجيه الصادر من مجلس الصحافة والمطبوعات للجريدة بنشر التصحيح وقد قامت فعلاً بنشر التصحيح في حينه .

• وهكذا تتهاوى حججهم واحدة بعد أخرى . ولكن يبقى السؤال :- ما هي الأسباب الدفينة لهذه الحملة المسعورة ضد الحزب الشيوعي ؟ وفي هذا الوقت بالذات . والبلاد مقبلة على انتخابات رئاسية وبرلمانية وولائية ومحلية ؟

وتتناقل مجالس العاصمة حالياً أن هناك تآمراً يجرى أخراجه على قدم وساق . ويشمل الهجوم على منبر أحزاب المعارضة ومنع الندوات العلنية لهذا المنبر و كذلك التغطية الإعلامية لمؤتمراته الصحفية ، وعلى لقاء جوبا المزمع عقده . بل أنه سيتواصل ليطول خنق هامش الحريات ، والعودة بالإنقاذ لسيرتها الأولي عن طريق نسج مؤامرة ضد الحزب الشيوعي . إن تاريخ الحياة السياسية في السودان حافل بعدة أمثلة لاستخدام التآمر على الحزب الشيوعي مطية لضرب الحريات الديمقراطية في البلاد.

• إن دعوة الجرأة والأقدام التي أطلقها بيان الحزب الشيوعي بالجريف غرب بتاريخ 22/8/2009، تعبر بصدق عن لسان حال كل جماهير شعبنا :... " نرفض ونستنكر بشدة أية دعوة للتكفير ونؤكد التزامنا بالقانون في ممارسة نشاطنا ، ولكنا لن نتهاون في استخدام حقنا المشروع في الدفاع عن الحزب ونشاطه ."

• أن جماهير شعبنا لن تتردد في ارتياد ذات الطريق الذي اختارته الجماهير الغفيرة التي حضرت فعالية افتتاح دار الحزب بالجريف غرب ، وهو طريق محاصرة ونزع سلاح مجموعة الهوس الديني و طردها خارج الدار ، ومواصلة تقديم فقرات البرنامج حتى نهايته .

• أننا نهيب بكافة قوى الاستنارة ، وكل القوى الديمقراطية ، لكشف هذا النشاط ومراميه بهدف خلق وتشكيل رأي عام جماهيري واسع ضده .

• كما نطالب الحكومة بمساءلة ومعاقبة دعاة الفتنة الدينية مهما كانت مواقعهم .



الناطق الرسمي باسم الحزب

يوسف حسين

الأحد 223/8/2009





بيان من الحزب الشيوعي السوداني ---- فرع الجريف غرب



نرفض ونقاوم التكفير والعنف



إلي جماهير الشعب السوداني عامة و مواطني الجريف غرب خاصة .

ماذا حدث في مساء الخميس 20/8/2009م بدار الجريف غرب ؟

كنا نقوم بنشاط سياسي / ترفيهي إحتفاءً بافتتاح دار الحزب بالجريف مقدمين برنامجاً ترفيهيًا شعرًا ، غناءً ،وموسيقي . برنامج يحمل محتوي سياسي و إجتماعي بمضمون راق يحترم عقول وأحاسيس الحضور داخل الدار و القاطنين بالحي .

بدأ الهجوم علي الحزب بالتكفير والالحاد وكل العبارات المغززة بتحريك و تحريض من ( مسجد محمد عبد الكريم ) مستغلاً المسجد المجاور للدار و رغِم ذلك واصلنا برامجنا غيرمستجيبين للاستفزاز .

و في أثناء الاحتفال دخلت مجموعة من الشباب يحملون بيانًا مختوماً و مروساً بـ "الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان " ، مسلحون بسلاح أبيض مستهدفين أعضاء الحزب .

تصدي لهم الحضور دون تردد حيث عطلوا المدي التي كانت موجهة لظهور بعض الزملاء وأخذوا منهم البيان وطردوهم خارج الدار . ثم تواصل تقديم فقرات البرنامج حتي و صل البرنامج لنهايته ، ولولا رفضنا المبدئي للعنف لحدث ما لا يِحمد عقباه .

هاكم بعض المقتطفات من بيانهم:-

1- العنوان الرئيسي(ا لحزب الشيوعي يخرج من قبره) أليس هذا ضيقاً بالديمقراطية ورفضاً للآخر ؟ إن الحزب الشيوعي موجود في المجتمع السوداني منذ 63 عامًا لم يمت و لن يموت و سيبقي رغم إستهداف جماعات الهوس الديني .

2- كما ورد أيضاً ( إن الشيوعية حرب علي كل الاديان وفي مقدمتها الاسلام )

هذا كرت محروق إستخدمه كل المعادين للفكر المستنير علي مدي التاريخ السياسي بالسودان. والشعب السوداني بوعيه وحسه الديني الفطري النقي ، أصبح محصناً ضد هذه العبارات الممجوجة وأمامه كل ما يرتكب باسم الدين من فساد مستشري في المجتمع .

3- في الفقرة الثالثة من بيانهم الهزيل وردت عبارة ( كل شيوعي كافر خارج عن الاسلام وإن كان يِصلي دائماً أو أحياناً ) وقد أفرطوا في هذه الفقرة بكل ما يجافي المنطق والعقل البشري السليم وسلوك المجتمع السوداني المتوازن .

4- في الفقرة الرابعة ورد : ( وعدت الشيوعية الانسان بالعدل ولم تجلب سوي الموت و الدماء و الدموع والخوف .. الخ )

إذا صرفنا النظر عن الدفاع عن الشيوعية وركزنا علي " االدماء والدموع و الموت و الخوف " ألا يعيش المجتمع السوداني هذه المرارات اليوم ؟ ومن المسئول عن ذلك ؟

ولنا الحق أن نتساءل عن "ا لرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان "

هل هذه الرابطة تنظيم سياسي أم ديني ؟ وماهي طبيعة نشاطهم ؟ و ما رأيهم في قضايانا الحياتية اليومية | التعليم والصحة العامة وصحة البيئة والغلاء الفاحش .. الخ ؟ . هل يتم نشر الاسلام بهذه الصورة ؟ و هل الاسلام دين عنف ؟ ألا تصب هذه التصرفات الهوجاء في صرف النظر عن القضايا الأساسية التي تمس حياة المواطن اليومية ؟ و هل تعني الحرية أن تشتم جماعة أو تسئ لجماعة أخري أو تنظيم عبر بيان تنوي توزيعه داخل دار المعني دون إستئذانه ؟ و هل أعمدة الكهرباء المجاورة لمسجد محمد عبد الكريم ملكاً خاصاً له ليمنع تلزيق البوستر عليها ؟ و هل محطة صابرين حكراً لجماعة الهوس الديني ، يمنع الوقوف عليها بمكبر صوت لممارسة عمل دعائي مشروع ؟ .

ما نخلص إليه أننا نرفض ونستنكر بشدة أي دعوة لتكفير أي شخص أو مجموعة و نثبت أن ليس لاي كائن من كان الحق في تكفير الآخرين . ونؤكد إلتزامنا بالقانون و إحترامه في ممارسة نشاطنا و نؤكد أيضاً أننا لن نتهاون في إستخدام حقنا المشروع في الدفاع عن الحزب ونشاطه – كما تؤكد أيضاً أننا نرفض العنف و لكنا نتصدي له بعنف أشرس و مضاد. بلا تهاون و لا جبن و لا تردد و نحذر من التحريض الذي يتم بغرض نسف المناشط السياسية و نطالب بعدم حمايته



الحزب الشيوعي السوداني ---- فرع الجريف غرب ---- 22|8|2009 م



Post: #11
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-24-2009, 05:18 PM
Parent: #10

الإثنين 24 أغسطس 2009م، 4 رمضان 1430هـ العدد 5806

بشفافية
(لا يا شيخ)

حيدر المكاشفي
[email protected]
أذكر قبل نحو ثلاثة أعوام وتحديداً في أعقاب حادثة الاغتيال البشعة لشهيد الصحافة محمد طه، أن إحدى الصحف المحلية سقط اسمها من الذاكرة سألته في معرض مقابلة صحفية أجرتها معه تطلب تعليقه على جريمة الاغتيال البشعة تلك، ربما للعلاقة الحقيقية أو المفترضة التي تجمع هذا الشيخ الشاب المتشدد بالجماعة التي سيرت ضد الشهيد المظاهرات مطالبة برأسه لمجرد نشر صحيفته لمقال عن طريق الخطأ هو شخصياً لم يكن على علم به واعتذر عنه في اليوم التالي، ولكن رغم ذلك لم تهدأ ثائرة هؤلاء الغلاة المتطرفين، وتلك قضية أخرى ندعها الآن جانباً ولنعد إلى اجابة عبد الحي على السؤال، قال الشيخ الذي ينسبه البعض لطائفة الحشوية، والحشوية طائفة يقال أنها لا تعرف من الإسلام إلا القشور ولا تستمسك منه إلا بالمظاهر، بينما يعتبره بعض آخر أفضل من يدعو إلى المحجة البيضاء بكل وضوح وجرأة بلا (لولوة) ودون أن يشق للدين (دريبات) أخرى، المهم أنه لا يهمنا تصنيف هذا الشاب الشيخ هنا بقدر ما يهمنا كلامه الذي قال فيه ما معناه (فأنا أنقل من الذاكرة) وذاكرتي ليست في مستوى آلة الفوتوكوبي ولكنها على أية حال أفضل بكثير من الغربال، قال إن جريمة اغتيال محمد طه لا يقرها الدين كما لا يجوز أخذ القانون باليد وبمثل هذه التصرفات الخرقاء ستتحول البلاد إلى فوضى، فالحادثة بشعة ومستنكرة مافي ذلك شك وفيها خروج أيضاً على القيم السودانية، الله الله، الشيخ يعترف بالقيم السودانية ويستشهد بها فما ألطفك يا رب وأرحمك، أما عندما ووجه الشيخ بسؤال مباغت عن مشاركته في إصدار فتاوى إهدار الدم بما في ذلك هدر دم الشهيد محمد طه، انبرى الشيخ وكأنى به قد (قمز) في تلك اللحظة من وخزة السؤال، إنبرى للتحدي وليس للدفاع فهو لا تغيب عن مثله القاعدة الذهبية (الهجوم خير وسيلة للدفاع)، متحدياً كائناً من كان أن يأتيه بأي ورقة أو قرطاس عليها أو عليه توقيعه على أي كلام يحمل أي معنى يدل على إهدار الدم، وباختصار غير مخل وتفسير غير متهجم فان الشيخ باجاباته تلك يريد أن يقول لنا انه حين يدعو إلى الله إنما يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فانك لا تهدي من أحببت دعك ممن تكره والله يهدي من يشاء وهذا هو بيت قصيدنا الذي (سنقنص) به للداعية الذي يشابه الداعية عبد الحي في الكثير، محمد عبد الكريم والذي لن تكون نتيجة دعوة مثل تلك التي أطلقها بمسجد الجريف غرب إلا مجازر بشعة مثل حادثة اغتيال الشهيد محمد طه التي استنكرها وبرئ منها صنوه ونديده الشيخ عبد الحى...
ولهذا لم أجد أفضل وأبلغ ما أرد به على الشيخ محمد عبد الكريم، من ردود الشيخ عبد الحى التي أتينا عليها فيما سبق، فليس أفضل من يواجه الشيخ إلا شيخ مثله ينادده في السن ويوافقه في الفكر (شيخ لاقى شيخاً)، ولهذا يحدونا أمل في أن نسمع استدراكاً من الشيخ عبد الكريم مثل الاستدراك الذي سمعناه من قبل من الشيخ يوسف رغم ما عليه من مآخذ قد تهبط به إلى مستوى إبراء الذمة من أن يكون له دور ولو في توفير الأجواء والبيئات الحاضنة ومن ثمّ المفرخة لمثل هذه الجرائم، إذ لا يكفي التبرؤ وحده في مثل هذه الحالة بل لا بد كذلك من تبرئة المنهج الذي تقوم عليه دعوة أمثال هذين الشيخين من الخطل والخطر الذي يقود حتماً إلى مثل هذه الفظائع طال الزمن أم قصر...

الصحافة

Post: #12
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: Adam Omer
Date: 08-24-2009, 05:50 PM
Parent: #11

الاخ الكيك رمضان كريم وتصوموتفطر على خير


الحـاصل فى البلد هذا فوضى

وزنديق الجريف هذا هوى نفسة لا دين لة (كيف لذا كان لة دين أن يكفر من يقول لاالاةالا اللة)


هاؤلا كلاب ضالة. يجب التخلص منهم كما فعلت حماس مع جند اللة فى رفح واذا دعى الامر يجب هدم المساجد


عليهم وعلى من والاهم حتى يكونو عبرة الى أى زنديق أخر(حصل فى باكيســـــــتان المســـجد الاحمر)


Post: #13
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-25-2009, 05:43 AM
Parent: #12

الاخ ادم عمر
تحياتى
السودان والى قيام الانقاذ لم نسمع بتكفير ناهيك عن القتل داخل المساجد الذى اصبح له منظمات واشخاص معروفون فى السودان اليوم ..
اعتقد ان تنظيم القاعدة الذى قتل الدبلوماسى الامريكى مفرخ من هنا وكان هذا بمثابة ناقوس الخطر .. او هؤلاء هم اساس للقاعدة بين النهرين كما اشاعت اجهزة اعلام محلية لتخويف الاخرين الذين يتحدثون عن المحكمة فاذا بها تصبح حقيقة تكفر وتتولى الامر بالمساجد وبعد قليل نرى ما رايناه فى المسجد الاحمر وامارة غزة الاسلامية وبوكو حرام فى نيجريا طالما انتهت المرجعية التى تقول كلمة نهائية ملزمة للجميع وفق تدين غالبية مجتمعنا ويرجع اليها الناس فى مثل هذه الحالات ..وتقلصت واصبح لا دور لها الا مسمى سياسى يطلق عليه سم هيئة علماء السودان ..غائب عن الساحة او لا يتحرك الا فى قضايا سياسية تاركا امر الدين لهؤلاء الذين اعتلوا المنابر ..
وما ظهور كيان شيعى وحزب التحرير ببعيد عن هذا الغياب .. واصبحت وزارة الشؤون الدينية لا تعمل الا فى ادارة الحج والعمرة واموال الاوقاف وانتهى امر متابعة انشطتها الدينية وفرض هيمنتها على النشاط الدينى ..

المساجد فى السودان الان فوضى يتحدثون بالمايكرفونات طول اليوم يسببون الازعاج للناس فى اوقات راحاتهم ولا احد يمنع استخدام مكبرات الصوت ...لان الوزارة اصبحت ضعيفة امامهم لا سلطة قوية تفرضها عليهم وكتب زملاء صحفيين عن هذا وويل لمن يكتب مطالبا بايقاف هؤلاء او مكبرات الصوت التى تستخدم طوال الليل والنهار اضافة لعدم توحيد الاذان وهو ما يتفنن فيه هؤلاء ..
من يدخل الخرطوم وهو قادم اليها من الخارج يحس بهذه الفوضى والتى تعكس انطباعا سيئا من اول لحظة وهذا يضر بسمعة الوطن والاستثمار فيه ..

Post: #14
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-25-2009, 09:21 AM
Parent: #13

التاريخ: الثلاثاء 25 أغسطس 2009م، 5 رمضان 1430هـ


الشيوعي.. (التكفير) في السياسة



تقرير: أم زين آدم


مساء الخميس الماضي كان الحزب الشيوعي يحتفل بافتتاح فرع جديد له بضاحية الجريف غرب بمحطة (الجرّافي) وفي ذلك الحفل حدث احتكاك خشن بين عضوية الحزب وشباب ينتمون للرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان. وهناك روايتان لما حدث فأهل الدار ذكروا بأنّه أثناء تقديم فقرات برنامج احتفالهم الترفيهية والسياسية والاجتماعية التي راعوا - حسب منظمي الاحتفالية - أن تكون ذات مضمون راقٍ يحترم عقول وأحاسيس الحضور داخل الدار ومن جاورهم من أهل الحي دخلت عليهم في الأثناء مجموعة من الشباب يحملون بياناً مروّساً ومختوماً باسم الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان وكانوا مسلّحين بالسلاح الأبيض يستهدفون به (ظهور) عضوية الحزب بالدار، إلاّ أنّ المحتفلين حالوا بينهم ومنالهم وقاموا بطردهم خارج الدار وواصلوا برنامجهم الى نهايته، والرواية الأخرى التي رواها لـ «الرأي العام» د. علاء الدين الزاكي الأمين العام للرابطة بأن عشرة من الشباب لا غير ذهبوا ببيان الرابطة الى دار الشيوعي وأنهم لم يكونوا مسلحين بأي نوع من السلاح واعتبر الحديث عن حملهم للسلاح كذباً وافتراءً.
ورغم أن الهجوم على الحزب الشيوعي وتكفيره ليس بالجديد، إذ تم طرد عضوية الحزب من البرلمان في ستينات القرن الماضي بذات التهمة وبموافقة الحزبين الكبيرين حينها (الأمة والاتحادي) بسبب اتهام وُجِّه لأحد أعضائه بأنه أطلق ألفاظاً غير لائقة بحق أم المؤمنين السيدة عائشة - رضي اللّه عنها - غير أنّ الوضع الآن مختلف فالقوى السياسية التي شاركت في طرد الحزب من البرلمان تتخندق معه في دكة المعارضة والجهة التي تقود الهجمة ضده غير رسمية.. ولربما لضيق المسافة الفاصلة بين معقل الرابطة (مسجد محمد عبد الكريم) بذات الطريق قبالة محطة (صابرين) ودار الحزب الشيوعي الجديدة في محطة (الجرافي) أشعل الأحداث بينهما ففي تلك المنطقة ينتشر مُؤيدو الرابطة ومسجد محمد عبد الكريم واحد من أهم منابر الرابطة الدعوية التي تضم عضوية مقدرة من أساتذة الجامعات والناشطين في مجال الدعوة، وكانت الرابطة طالبت باستتابة الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي بسبب مطالبته بتعديل قانون الأحوال الشخصية ليتضمن المساواة بين المرأة والرجل في الميراث إذا تساويا في صلة القرابة ومراجعة أنصبة الزكاة والتزام الحكومة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان دون تحفظ، ومُطالبته المصادقة على اتفاقية سيداو وحديثه عن ما أسماه أحاديث الفقه الذكوري، إلاّ أنّ الصادق المهدي لم يكترث لذلك ولم يرد عليهم.
أما الخلاف بين الرابطة والحزب الشيوعي فقد لخّصه د. علاء الدين بأنه خلاف فكري وليس سياسياً لأن الشيوعيين وبحسب ما قال ينكرون الغيبيات، وبالتالي فهم سرطان يهدد المجتمع والشريعة الإسلامية وأنهم يدعونهم للحوار والنقاش والمناظرة بدلاً عن فتح باب العنف، وقال إنّهم في الرابطة ضد العنف ولو أرادوا عنفاً في دار الشيوعي لأرسلوا ألفاً من الشباب بدلاً عن العشرة، وأشار الى أنّ الأمر ليس أمر مواجهة ولكن دعوة كونهم لا يملكون غير الإسلام والشرع والدين والحوار بالتي هي أحسن، وأشار الى أن نهج الحزب الشيوعي مصادم للشريعة والطعن فيها، وأنّهم ينادون بالديمقراطية - أي الشيوعيين - ويقولون الحكم للشعب لا للّه وهم ضد ذلك، بينما اعتبر الحزب الشيوعي بأن بيان الرابطة (الحزب الشيوعي يخرج من قبره) ضيق بالديمقراطية، وتساءل ما إذا كان هذا البيان بداية النشاط العلني لتنظيم القاعدة في السودان؟ واعتبر ما ساقه البيان من تهم ضد الحزب مجرد أسطوانة مشروخة ظلّت تُردِّدها أجهزة المخابرات الاستعمارية ضد الشيوعية، وتساءل التصريح الصحفي للحزب عن من أين تجد الرابطة الدعم والسند.؟


الراى العام

Post: #15
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-25-2009, 09:46 AM
Parent: #14

التاريخ: الثلاثاء 25 أغسطس 2009م، 5 رمضان 1430هـ

اشارات
تكفير الحزب الشيوعي
راشد عبد الرحيم
الراى العام



إختار الحزب الشيوعي السوداني ومنذ 30 يونيو 1989 العمل تحت الأرض ونزل إليها بكوادره ولم يخرج منها حتى أخرجته الإنقاذ من «باطن الأرض» في عملية مشهورة نفذها جهاز الأمن والمخابرات الوطني الذي يتخفي منه الحزب وقاد العملية المدير العام للجهاز الفريق صلاح قوش.
واليوم والحزب يعمل وفق ما إختارت له الإنقاذ قسرا ورضي من بعد وهو الآن يعمل في إطار أجهزة الدولة وله عضوية في البرلمان ويستقبل كبار المسؤلين قادة الحزب وعلى رأسهم السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير الذي إستقبل الأستاذ محمد إبراهيم نقد من قبل.
ويشهد كثير من الناس على «سجادة» تخص السكرتير العام للحزب الأستاذ محمد إبراهيم نقد يقيم عليها صلواته وأوراده.
اليوم يجد الحزب أنه مواجه بفتوى تكفير جديدة صادرة عن الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة في السودان وتقول الفتوى بكفر الشيوعي وإن صلي.
في السودان جهة رسمية تقوم على الفتوى والمنطق السليم أن يرفع كل طالب فتوى أوصاحب رأي طلبه لهذه الجهة الرسمية حتى تكون الفتوى من جهة مخول لها أن تفتي في الناس ولتحفظ في الحد الأدنى عدم التضارب والتشتت وتحفظ للأمة وحدتها وتصونها وترفع الكثير من دواعي الخلاف والتشرزم وتصون الأحكام وتجودها.
شقيت كثير من الدول الإسلامية بفتاوي مثل هذه.
خلافنا مع الحزب الشيوعي السوداني هو خلاف فكري وسياسي ومنهجي وليس خلافا فقهيا أو شرعيا أو دينيا.
وكثير من الشيوعيين السودانيين أهل خلق وعلاقات حسنة مع الناس ومنهم من يقوم على دينه وفق فهمه ورؤيته.
وكل مسلم شهد لله والرسول وأقام الصلاة ولم ينكر من الدين ركنا فلا مجال لوصفه بهذه الصفة الخطيرة والكبيرة.
تغيرت الدنيا وتغير الحزب الشيوعي في تفكيره ونهجه ويعمل اليوم في الهواء الطلق لم نشهد له ولم نسمع منه إنكارا لعقيدة الإسلام وأسسها ولا سبيل إلا مقارعة الحزب الرأي والفكر والحراك السياسي بالحسنى والمودة لا بالتكفير والتخوين نقبل منهم ما قالوا والله وحده يعلم ما تخفي الصدور.
ادرأوا عنا الفتن فالسودان مقبل على أيام حراك وشد وجذب.
نحن في رمضان ومن تقرب منا شبرا تقربنا إليه ذراعا.

Post: #16
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-25-2009, 10:00 AM
Parent: #15

صحيفة أجراس الحرية
http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=5390
--------------------------------------------------------------------------------
الكاتب : admino || بتاريخ : الثلاثاء 25-08-2009
: الشيوعي: سلوك الارهابيين يقطع الطريق امام التحول الديمقراطي

: كتب: سليمان سري


اعلن الحزب الشيوعي السوداني عن الاحتفاظ بحقه في الدفاع لصد اي هجوم يستهدف الحزب وكوادره وحذر من مغبة التهاون باجهزته، لكنه تمسك بحقه القانوني في اللجوء لساحات التقاضي لمواجهة ما أسماهم بخلايا تنظيم القاعدة في السودان داعيا السلطات بالقيام بدورها في حماية الحريات والدفاع عن حقوق المدنيين.في وقت رفع فيه الحزب مذكرة لوزارة الشئون الاجتماعية والثقافية ومفوضية الانتخابات ومسجل الاحزاب يؤكد فيها ان الحزب مسجل ويمارس نشاطه العلني.
ودعا المتحدث الرسمي باسم الحزب الشيوعي يوسف حسين في مؤتمر صحفي عقده امس بالمركز العام للحزب القوي الوطنية والديمقراطية والمستنيرة للتصدي للهجوم الذي يستهدف القوي السياسية ويقطع الطريق اما التحول الديمقراطي والذي يلقي بظلال سالبة علي قضايا الحريات والبلاد تتهيأ لقيام انتخابات حرة ونزيهة مشيرا الي ان محاولة تكفير الحزب باصدار الفتاوي من قبل تلك الجماعة التي تطلق علي نفسها بالرابطة الشرعية للعلماء والدعاة ماهي الا امتداد لجماعة تنظيم القاعدة في السودان التي تقوم بالعمل الارهابي وتحاول تكفير الحزب وحله وايقاف انشطته.
واستهجن حسين الهجوم غير المبرر الذي تنتهجه جماعة محمد عبد الكريم واستهدافها للحزب الشيوعي وكوادره وقال ان الحزب الشيوعي حزب سياسي قوي ومسجل ولديه برنامج سياسي يسعي للتغيير الديمقراطي ويؤمن بالتعددية السياسية وليس من نهجه الدعوة للالحاد واضاف احيانا قد يلجأ الحزب للعمل السري (ولكن طموحاتنا ليست سرية) وليس من حق اي جهة ان تفرض علي الحزب بماذا يدعو وبماذا يبشر جماهيره لكن الحزب الشيوعي يرسخ لتطبيق فكر العدالة والمساواة بين افراد الشعب السوداني وقال ان الحزب دفع بمذكرة لوزارة الشئون الاجتماعية والثقافية ومفوضية الانتخابات ومسجل الاحزاب السياسية تؤكد انه حزب مسجل يمارس نشاطه السياسي مكفول بالقانون.ودعا السلطات بالقيام بمهامها بحماية الحريات.وشدد بان الحزب سيدافع عن نفسه بكل الوسائل المشروعة مع الاحتفاظ بحقه القانوني في ساحات المحاكم. واتهم حسين جهات في السلطة تساند تلك الجماعات وتحمي مصالحها الاقتصادية. التي جاءت عبر طرق ملتوية واعتبر غض الطرف عن حادثة الهجوم لدار الحزب بفرع الجريف من قبل جماعة ملثمة يمثل حماية لتلك.

Post: #17
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-25-2009, 04:30 PM
Parent: #16

حزب الشيوعي السوداني

تصريح صحفي

هل بدأ النشاط العلني لتنظيم القاعدة في السودان ؟!

• أخذت ما أسمت نفسها بالرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان ، القانون بيديها ، وأصدرت بياناً بتاريخ الخميس 20/8/2009 الماضي يتضمن فتوى دينية تدعو لمنع النشاط القانوني للحزب الشيوعي السودان بالعنف . وأردفت الرابطة القول بالعمل فأرسلت مجموعة من الشباب مسلحة بأسلحة بيضاء لتوزيع بيانها في دار الحزب الشيوعي بالجريف غرب ، ولفض الاحتفال المقام بمناسبة افتتاح تلك الدار .

• كما شن إمام مسجد الجريف غرب ، قطب تلك الرابطة ، هجوماً عنيفاً في خطبة الجمعة 21/8/2009 مستنكراً قيام دار للحزب الشيوعي بالمنطقة . وأعتبر تلك الدار وكراً للإلحاد والعصيان والرزيلة ، ودعا المواطنين لعدم السماح بقيامها .

• والسؤال الذي يطرح نفسه هو : ما موقع هذه الرابطة بين أجهزة السلطة الدستورية ؟ ومن أين تجد الدعم والسند؟ أو على الأقل غض الطرف عن نشاطها الإرهابي المريب الذي يدعو جهاراً نهاراً للفتنة على أسس دينية ؟

• وما هي مرجعيات هذه الرابطة الدينية التي تجعلها تطلق فتوى تتناقض تماماً وجذرياً مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف السمحة ، باعتبارها كل شيوعي خارجاً عن الإسلام وإن كان يصلي دائماً أو أحياناً! ألا رحم الله الخليفة الراشدي الأول سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، الذي كان يوجه جيوشه وهي خارجة للقتال :- " إذا سمعتم صوت الآذان ، أو رأيتم من يصلي ، فأمسكوا . ولكن يبدو أن الرابطة الشرعية تريد أن ترتد بنا إلى عصور امتحان الضمير ومحاكم التفتيش وصكوك الغفران التي جرفها التاريخ في تياره الكاسح .

• وهل تستقيم الدعوة لمحاربة الشيوعية لأنها وعدت الإنسان بالعدل والمساواة ؟ ومنذ متى أصبح النضال من أجل المقاصد الكلية للدين الإسلامي الحنيف خروجاً على الإسلام ؟ حقاً أنهم يقومون بتزوير الدين ليكون ترياقاً مضاداً للتقدم ، وأداة طيعة في خدمة المخططات المعادية للشعب والوطن .

• وبعد أن يتضح لمن كتبوا البيان أن الأسطوانة المشروخة التي ظلت ترددها أجهزة المخابرات الاستعمارية ضد الشيوعية على شاكلة :... ماركس يهودي ، والدين أفيون الشعوب الخ . قد استهلكت تماماً ، نبشوا من أضابيرهم بعض بضاعتهم البائرة حول نية مبيته للحزب الشيوعي لمحاربة من يدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية .

وللحقيقة نقول أننا قمنا في حينه بكشف الدس الرخيص والتحوير الفج الذي أقحم إقحاماً في مادة تحقيق صحفي مع الناطق الرسمي للحزب بجريدة الحياة قبل سنوات . وأكدنا أن الشريعة الإسلامية تأتي بأقتناع الناس وليس بالعنف والإرهاب الذي يستوجب المساءلة والعقاب . وكان ما أوردته جريدة الحياة خلاف ذلك، إذ أجتزأت هذه الجملة واختزلتها في : " معاقبة كل من يدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية". حقاً يكاد المريب أن يقول خذوني : فقد تبين خطأ زعم الجريدة بأن هناك تسجيلاً قد تم لمادة التحقيق الصحفي . وتأكدت مرامي الجريدة الحقيقية مما أورده رئيس تحريرها في مقال له على تلك الأيام :- " إن هدف الجريدة هو محاربة الشيوعية ." كما دعم موقفنا التوجيه الصادر من مجلس الصحافة والمطبوعات للجريدة بنشر التصحيح وقد قامت فعلاً بنشر التصحيح في حينه .

• وهكذا تتهاوى حججهم واحدة بعد أخرى . ولكن يبقى السؤال :- ما هي الأسباب الدفينة لهذه الحملة المسعورة ضد الحزب الشيوعي ؟ وفي هذا الوقت بالذات . والبلاد مقبلة على انتخابات رئاسية وبرلمانية وولائية ومحلية ؟

وتتناقل مجالس العاصمة حالياً أن هناك تآمراً يجرى أخراجه على قدم وساق . ويشمل الهجوم على منبر أحزاب المعارضة ومنع الندوات العلنية لهذا المنبر و كذلك التغطية الإعلامية لمؤتمراته الصحفية ، وعلى لقاء جوبا المزمع عقده . بل أنه سيتواصل ليطول خنق هامش الحريات ، والعودة بالإنقاذ لسيرتها الأولي عن طريق نسج مؤامرة ضد الحزب الشيوعي . إن تاريخ الحياة السياسية في السودان حافل بعدة أمثلة لاستخدام التآمر على الحزب الشيوعي مطية لضرب الحريات الديمقراطية في البلاد.

• إن دعوة الجرأة والأقدام التي أطلقها بيان الحزب الشيوعي بالجريف غرب بتاريخ 22/8/2009، تعبر بصدق عن لسان حال كل جماهير شعبنا :... " نرفض ونستنكر بشدة أية دعوة للتكفير ونؤكد التزامنا بالقانون في ممارسة نشاطنا ، ولكنا لن نتهاون في استخدام حقنا المشروع في الدفاع عن الحزب ونشاطه ."

• أن جماهير شعبنا لن تتردد في ارتياد ذات الطريق الذي اختارته الجماهير الغفيرة التي حضرت فعالية افتتاح دار الحزب بالجريف غرب ، وهو طريق محاصرة ونزع سلاح مجموعة الهوس الديني و طردها خارج الدار ، ومواصلة تقديم فقرات البرنامج حتى نهايته .

• أننا نهيب بكافة قوى الاستنارة ، وكل القوى الديمقراطية ، لكشف هذا النشاط ومراميه بهدف خلق وتشكيل رأي عام جماهيري واسع ضده .

• كما نطالب الحكومة بمساءلة ومعاقبة دعاة الفتنة الدينية مهما كانت مواقعهم .



الناطق الرسمي باسم الحزب

يوسف حسين

الأحد 223/8/2009

Post: #18
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: سعد مدني
Date: 08-25-2009, 08:00 PM
Parent: #17

الاخ الكيك

هؤلاء هم دعاة الفتنة الدينية، و مصاصي الدماء الجدد، باسم الدين و تحت دعاوي الدفاع عن الله

هم ديناصورات انقرضت من زمن بعيد، هم الان يعيشون بجسدهم بيننا، اما عقولهم و افكارهم فتمتلئ بالغبار و امخاخهم محاطة بخيوط العنكبوت.

هؤلاء يتوهمون انهم يدافعون عن دين الله، و لكنهم اعداء الدين و البشرية و الحق و كل شئ، و لكن لا يشعرون

محمد عبد الكريم و من معه، حتما سوف يزرعون في كل بيت خيمة عزاء، و يجعلون من كل شاب قنبلة متحركة، يفجرونها من علي بعد.

هؤلاء فيروسات جديدة، اشد فتكا من الايدز، لانهم يغزون عقول الشباب، بتاويل المقدس، و تلوين الحديث، و تلفيق الملفق، و يدمرون خلايا المنطق و الحكمة السديدة.
لا يوحد مصل واقي الي الان.

اخي الكيك

هؤلاء اذا انتشرت دعواهم و سمومهم، فعلي السودان السلام!!



Post: #19
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-25-2009, 11:14 PM
Parent: #18

شكرا
سعد مدنى
على المشاركة وممكن تقرا معى هذه العبارة التى وردت فى الخبر الاعلى والتى تقول ...



( وتتناقل مجالس العاصمة حالياً أن هناك تآمراً يجرى أخراجه على قدم وساق . ويشمل الهجوم على منبر أحزاب المعارضة ومنع الندوات العلنية لهذا المنبر و كذلك التغطية الإعلامية لمؤتمراته الصحفية ، وعلى لقاء جوبا المزمع عقده . بل أنه سيتواصل ليطول خنق هامش الحريات ، والعودة بالإنقاذ لسيرتها الأولي عن طريق نسج مؤامرة ضد الحزب الشيوعي . إن تاريخ الحياة السياسية في السودان حافل بعدة أمثلة لاستخدام التآمر على الحزب الشيوعي مطية لضرب الحريات الديمقراطية في البلاد. )
)

Post: #20
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: سعد مدني
Date: 08-25-2009, 11:46 PM
Parent: #19

Quote: وتتناقل مجالس العاصمة حالياً أن هناك تآمراً يجرى أخراجه على قدم وساق . ويشمل الهجوم على منبر أحزاب المعارضة ومنع الندوات العلنية لهذا المنبر و كذلك التغطية الإعلامية لمؤتمراته الصحفية ، وعلى لقاء جوبا المزمع عقده . بل أنه سيتواصل ليطول خنق هامش الحريات ، والعودة بالإنقاذ لسيرتها الأولي عن طريق نسج مؤامرة ضد الحزب الشيوعي . إن تاريخ الحياة السياسية في السودان حافل بعدة أمثلة لاستخدام التآمر على الحزب الشيوعي مطية لضرب الحريات الديمقراطية في البلاد.


الكيك

هذا هو منطق العاجز، الذي لا يثق في نفسه، المؤتمر الوطني يعلم جيدا أن ليس هنالك من يؤيده من الشرفاء و اصحاب المبادي الوطنية السامية
فقط من يؤيده المستفدين منه حاليا، من حارقي البخور،و المنافقين و المتسلقين.
هذا السيناريو عن العودة الي المربع الاول في الانقاذ، الجميع يتكهن به، و لقد بدأت خيوطه تنكشف شيئا فشيئا.
و المؤتمر الوطني ليس عاجزا عن مواجهة التكفريين، بل بالاحري انه يستخدمهم في خصوماته السياسية ضد المعارضة،
و يوفر لهؤلاء المهوسين الاجواء الملائمة لذلك .


Post: #21
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-26-2009, 10:43 AM
Parent: #20

شكرا...
سعد مدنى

Post: #22
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-26-2009, 06:32 PM
Parent: #21


مسالة
مرتضى الغالى
بواسطة: admino
بتاريخ : الأربعاء 26-08-2009 12:12 مساء

من أسهل الأشياء في السودان ان تقوم أنت وبعض الأفراد بتكوين رابطة للعلماء...!
ثم ان تلحق بإسمها صفة الشرعية.. ثم ان تقول ان كلامها فرض عين...ومن أسخف الأشياء في السودان في هذه الظروف التي نعيشها ان تُطلق مثل هذه الروابط فتاوى (مشبّعة بالإنحياز السياسي) غاية في النَزَق والخطورة، لتدمغ مواطنين أبرياء في تنظيمات مشروعة وتضعهم في خانة المَرَدَة والشياطين، وتقول بأن مسكنهم حرام وملبسهم حرام وتزويجهم زِنا... وغير ذلك من الكلام الذي لا يمكن ان يعشعش في الأدمغة في هذا القرن، وفي هذا العصر، خاصة وان تكفير الآخرين من الأمور المنهي عنها في أي شرع، والمُغلّظ بشأنها في كل ملّة

..لان من يطلق تهمة الكفر (من عندياته) على الاخرين، يكون قد أعطى نفسه مهمة ليست من شأنه، وكأنه يريد ان يجلس على مقعد ليس له... فالله هو المتصرّف في الكون وهو المطّلع على السرائر وهو عالم الغيب والشهادة... ففي (أي ليق) يا ترى يتم تسجيل الروابط هذه الأيام...!

هذا (طريق وعر) لا نحتاج للسير فيه.. وكنا نظن ان السودان قد تعافى من هذا الضلا ل القديم.. بل كنا نظن ان العالم جميعه قد خرج من أزمنة محاكم تفتيش الضمائر وجهالات القرون الوسطى... (فماذا حدث للسودان وللدنيا يا ترى) حتى أصبح من يحملون الدرجات العلمية يخوضون في تصنيف أفئدة وخبايا قلوب الناس، ثم يصدرون بكل جرأة أحكاماًً قطعية مثل أحكام يوم الدينونة (تكاد ترسل فريقاً للجنّة وفريقا للنار) بدعوى الغيرة على الدين.. ولكنك تلمح في ثنايا هذه الفتاوى والفرمانات الانحيازات السياسية الواضحة التي لا تخطئها العين... خاصة إذا نظرتَ إلى توقيت هذه الفتاوى (التيك أوي) وصِلة هذا التوقيت بالمعركة الإنتخابات الوشيكة.. والناس لا تخفى عليها خافية.. ويعلمون الفرق بين التديّن المستنير وبين (غبار ترابورا) كما يعلمون الفرق بين المجادلة بالحسنى وبين حَمَلة مواسير اللينيا من (طائفة السيخ)..!

لا ينبغي ان تغفل أجهزة الدولة المعنية خطورة تكفيرالأفراد والجماعات السياسية أو الإفتاء بحرمة مساكنتها ومصاهرتها والانتماء اليها... فمن اليسير ان يفهم بعض الأغرار والمغالين وأصحاب التعصّب أو الغفلة أو السذاجة هذه التصريحات والفتاوى بأنها استباحة لدماء أصحاب الرأى الآخر..فهل هذا ما يريده أصحاب (روابط الفتوى)...؟!


اجراس الحرية

Post: #23
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-26-2009, 08:43 PM
Parent: #22

حركة العدل والمساواة السودانية




حركة العدل والمساواة تدين (تكفير) الشيوعيين واثارة الكراهية ضدهم
حركة العدل تحمل المؤتمر الوطنى مسؤولية خلق مناخ الدولة الدينية بدلا من دولة المواطتة


تدين حركة العدل والمساواة– وباغلظ الالفاظ — التحرش الذى يتعرض له الحزب الشيوعى السودانى هذه الايام فى قلب العاصمة السودانية الخرطوم –وقد جرى ذلك عندما كان الحزب الشيوعى يمارس نشاطه السباسى المشروع وفقا للدستور والقانون وذلك عندما قام بافتتاح داره بالجريف غرب — وقد تداعى الامر الى اصدار فتاوى تحرض على تكفير الشيوعيين– وتقول ( الشيوعى كافر وان صلى) –ان حركة العدل والمساواة تشجب وتدين مثل هذه الفتاوى التى تفتت الوحدة الوطنية– وتحمل حركة العدل والمساواة المؤتمر الوطنى المسؤولية كاملة لانه هو الذى خلق مناخ التكفير واثارة الكراهية ضد المواطنين عندما عمد الى تكريس الدولة الدينية والعنف السياسى — وفشل فى بناء دولة المواطنة

ان مناخ التكفير الذى صنعه المؤتمر الوطنى لهو اكبر دليل على ان البلاد غير مهيئة لاجراء الانتخابات — وذلك لان شركاء الانقاذ مهددون بالتكفير واثارة الكراهية — وقد شاهدنا الفتاوى التى تكفر الحركة الشعبية بل تحرم على الماطنين تاجير بيوتهم لتكون دورا للحركة الشعبية — ان المستفيد الاول من مناخ التكفير هو المؤتمر الوطنى– ومناخ التكفير هو جزء من البرنامج الانتخابى– وجزء من اليات المؤتمر الوطنى لتدميرخصومه السياسيين






ابوبكر القاضى
رئيس المؤتمر العام

Post: #24
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-27-2009, 05:31 AM
Parent: #23

الشيخ / محمد عبدالكريم: لا علاقة لي بتنظيم القاعدة وتفأجات بتفجيرات السلمة ومقتل غرانفيل
Aug 26, 2009 - 5:41:29 PM

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com



الشيخ / محمد عبدالكريم: لا علاقة لي بتنظيم القاعدة وتفأجات بتفجيرات السلمة ومقتل غرانفيل

حوار: محمد كشان


يعتبر الشيخ محمد عبدالكريم إمام المجمع الاسلامي بالجريف غرب واحدا من شباب الأئمة والدعاة المجددين، وهو الى ذلك مقرئ وخطيب معروف بمسجد المجمع الذي عرف باسمه، ومسجد محمد عبدالكريم كما يعرف هو احد دور العبادة الكثيرة المنتشرة في العاصمة، لكنه يشتهر بكثرة مرتاديه خاصة في شهر رمضان حيث يؤمه العديد من المصلين القادمين من أحياء الجريف والطائف والمناطق المجاورة، ورغم ذلك يرفض امام المسجد أن يطلق على المسجد أي اسم لجماعة أو طريقة سوى المجمع الإسلامي .

والشيخ محمد عبدالكريم رجل مثير للجدل ويختلف حول آرائه الكثيرين لكنه يجد حظوا وقبولا خاصة في اوساط الشباب لما له من بلاغة وفصاحة وتأثيرا كبيرا، ولا غرو فهو شيخ بدرجة دكتوراة حصل عليها من جامعة الخرطوم بعد أن تخرج قبلها في جامعة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية، ويعمل الآن استاذا مساعدا بجامعة الخرطوم قسم الثقافة الاسلامية، وعضوا بالرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان، من مواليد العام 1968 وأب لسبعة أطفال، منزله يجاور المسجد الواقع بضاحية الجريف غرب بالخرطوم، حيث يقوم بامامة المصلين عند كل صلاة، اما عند وقت العشاء والتراويح في رمضان فتتوافد على المسجد جموع المصلين، للصلاة معه والاستماع لخطبته المشهورة، وبالكاد يستطيع المار ان يعبر طريق الاسفلت الرئيسي المار من أمام المسجد، ويقف رجل مرور او اثنين على هذا الطريق ليلا عقب صلاة التراويح لتنظيم مرور السيارات والمصلين وعامة الناس .

اما منزله المجاور للجامع فهو متواضع وجميل في آن واحد، يستقبل الشيخ محمد عبد الكريم ضيوفه في صالون واسع ومفروش بأحدث أطقم الجلوس وبأزهى الألوان، وعلى الجهة الغربية للصالون عُلقت لوحتان بأحداهما آية قرآنية وبالأخرى اسماء الله الحسنى، اما بجهة الحائط الشمالية فهناك لوحة زيتية زاهية لمياه وشلالات ومناظر طبيعية، وعلى جهة الحائط الشرقية لوحة زيتية أخرى من الحجم الكبير رسمت بها سفن وقوارب ومياه .

اما ضيفنا في هذا الحوار، فكان في استقبالنا مرتديا جلبابا ابيضا ناصع البياض، واضعا على رأسه عمامة صغيرة (عزبة) تتدلى على كتفه ، قد تشير من الوهلة الاولى لانتمائه الى جماعة اسلامية معروفة، الا انه أكد في هذا الحوار انه لا ينتمي لجماعة محددة فهو ليس بانصار سنة، وليس بمسؤول تنظيم “القاعدة” بالسودان كما يشاع، وانه ضد ذهاب الشباب للجهاد في الصومال او العراق، وانه تفاجأ بالاحداث التي حدثت العام الماضي في الخرطوم مثل تفجيرات السلمة واغتيال موظف الاغاثة الامريكي غرانفيل.كذلك في الحوار عن الازمة التي نشبت مع الحزب الشيوعي وتكفيرهم للشيوعيين، وعن الفتاوى الشرعية التي اطلقها بحق د. حسن الترابي ومن ثم تحدث عن نشاط المجمع الاسلامي خاصة خلال شهر رمضان. والى مضابط الحوار الذي أجرته معه (الأحداث :(

* ما اسم هذه المسجد؟

- يسمى المجمع الاسلامي بالجريف غرب وتم انشاؤه عن طريق المتبرعين وجهد أهل الحي وهو عبارة عن مسجد ومكتبة تحت الانشاء وهناك فكرة لاقامة معهد يدرس علوم القرآن، والمقصود من المجمع ان يحيا دور المسجد في المجتمع الاسلامي باعتباره ليس مكانا للصلاة فقط ، بل صرحا جامعا للدعوة والحوار، وليس هناك قضية لا تنناولها في المسجد ونحرص دائما أن تكون طريقتنا في التناول شاملة وليست جزئية، رغم اننا في بعض الأحيان نتناول بعض الظواهر والمواقف بشدة، وذلك لاننا نعتبرها مواقف ليست عفوية ويقصد منها محاولة هدم المجتمع مثل ما حدث من الحزب الشيوعي، حيث قصد الحزب المسجد ووزع اعلانات يدعو فيها المصلين لحضور افتتاح داره بالجريف، اضافة لنداءات متكررة بالميكروفنات حول المسجد وكانت هذه خطوة مستفزة، ورغم ذلك ضبطنا الناس وكانت هناك مطالبات من أهل الحي بأن ندعهم يتحركون الى دار الحزب الشيوعي لكن اكتفينا بالحديث في المسجد يوم الجمعة اضافة الى بيان اصدرناه عن الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة .

* هل انتم أنصار سنة؟

- نحن ليس جماعة بمفهوم الجماعات الاسلامية حيث يكون لها أسمها أو نسبتها لشخص، نحن مجموعات من الدعاة نلتقي على التعاون على البر والتقوى، ونعتقد أن الانتماء للجماعات والإنتساب لها ليست ضروريا بالنسبة للدعوة الاسلامية ولذلك ليس هناك اسما محددا لكن في الاطار العام منهجنا هو منهج اهل السنة والجماعة او المنهج الوسطي الذي يبتعد عن الغلو والقاء الأحكام على عواهنها من غير دراسة وتثبت وندعو في منهجنا هذا الى المحافظة على العقيدة الصحيحة وبقاء المجتمع على المنهج الاسلامي القويم .

* لكن الناس تعودت على ان تطلق اسما على المسجد او الجماعة ؟

- ليس هناك اسما لهذا المسجد، الا انه مسجد من مساجد المسلمين وفي بعض المرات ينسب المسجد الى امامه اذا برز امامه، او ينسب الى اسم الحي اذا كان الحي مشهورا، لكن الاسم الذي ارتضيناه لهذا المسجد هو المجمع الإسلامي .

* أنت عضو في الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة، وسبق أن فقدتم واحدا من أعضاء هذه الرابطة وهو الداعية عبيد عبدالوهاب، ما تأثير هذا الفقد؟

- الشهيد عبيد عبدالوهاب هو أديب وشاعر وعالم كان في اللجنة الدعوية للرابطة وقد أصدرت الرابطة بيانا عددت مناقبه، ونحن نعتبر أن مقتله كان هذا خطأ مقتله كان خطأ أدى لإزهاق روحه، ونحن في انتطار ما تتمخض عنه التحقيقات .

* يقال إنه كان مطاردا لعلاقته بتفجيرات السلمة التي حدثت العام الماضي؟

- لا علم لي بهذا الكلام، هو كان معتقلا في السابق قرابة الثمانية أشهر على خلفية أحداث ثم اطلق سراحه، لكن السبب الحقيقي حينها كان نيته الذهاب الى الصومال وليس أحداث السلمة .

- كيف تنظرون لمثل تفجيرات السلمة وأعمال القتل والتكفير على أساس ديني؟

- التكفير لا ينبغي ان يطلق الا من أهل العلم والمتخصصين ولا يجوز للشباب أن يخوضوا في قضية تكفير الأفراد ولا الجماعات وأهل العلم والدراية فقط هم من لهم الحق في تكفير الأفراد واصدار الفتاوى، اما استخدام العنف كوسيلة ومحاولة التغيير عن طريق القوة فهذا ما لا نقره ولا يجوز شرعا، لأن هذا يؤدي لاراقة الدماء وإزهاق الارواح البريئة، و حتى وإن اتخذ هؤلاء مبررات لقيامهم بهذه الاعمال الا انها ليست مبررة من الناحية الشرعية بما يترتب عليها من مفاسد، فالشريعة لا بد فيها من مراعاة المصالح والمفاسد وانكارنا للمنكر لا ينبغي أن يؤدي الى منكر أعظم وانما إنكار المنكر يؤدي الى جلب المعروف، و موقفنا من هذه الأحداث هو موقفا شرعيا ويجب توجيه كافة الناس لأن يلتزموا بضوابط الشرع لأن التغيير والاصلاح في المجتمعات طريقه معروف واساليبه الشرعية واضحة .

* هل ترون الى القوات الدولية أسهمت في حل الأزمة السودانية؟

- الوجود الأجنبي بهذه التركيبة ليست في مصلحة السودان لا في الوقت القريب ولا البعيد، واذا نحن لم نتستطع حل مشاكلنا فلن يحل لنا الاجنبي، ونرى أن الحل هو في القوات الاسلامية من دول عربية اسلامية أفريقية ليست لها مطامع مثل الدول الغربية التي تسعى تمزيق السودان وعملياتها الاستخباراتية ووجهنا دعوتنا هذه للحكومة .

* لكن الوجود الاجنبي في ازدياد زايد؟

- الوجود الاجنبي في زيادة بسبب ضعف مواقف الحكومة تجاه حسم قضية دارفور فبعد كل هذه السنوات من تدخل القوات الدولية لم تحل الأزمة والتوترات في ازدياد ونرى أن هذا سيفتح الباب للاستعمار الجديد .

* ربما الحكومة لا تملك بديلا لهذه القوات الدولية؟

- البديل يحتاج الى مجموعة اجراءات عديدة جزء منها كسب الثقة الشعبية بالدرجة الأولى واشراك كافة القوى الفاعلة في الساحة السودانية للوصول الى حل نهائي للأزمة، واصطحاب جميع شرائح المجتمع الحادبين على أمن ومستقبل البلاد، وهذه الاجراءات إذا تم انزالها على أرض الواقع فستقي البلاد شر القوات الدولية الحكومة، والا فإن فقد الثقة بين الاطراف المختلفة لا يجعل للحكومة خيار غير القوات الدولية وهو ما يعني تعقيد المشكلة، وحينها تكون الاستعانة بهذه القوات “كالمستجير من الرمضاء بالنار ”.

* يقال إن القوات الدولية تملك الحل لقضايا السودان لكنها تخشى من تهديدات الجماعات الاسلامية وفي مقدمتها تنظيم “القاعدة”؟

الدولة هي المسؤولة عن أمن هذه القوات بالدرجة الاولى، وعلى القوات ان تلتزم بما جاءت من أجله، واذا كانت هذه القوات تريد أن تمضى في البلاد آمنة تفعل ما تشاء فهذا ما لن نرضاه، فاذا تعدت حدودها وتعاملت بروح استعمارية فالشعب السوداني له طرقه المعروفة في النضال ومقاومة المستعمر، وحينها لن تقف ضدها الجماعات فقط وانما كافة القبائل والفعاليات، أما إذا تعرضت هذه القوات لتصرف فردي فهذا ليس من المصلحة الشرعية للسودان فالاعمال العنيفة والعسكرية تزيد من تعقيد القضية .

* هل يمكن لشخص ان يتصرف فرديا ضد هذه القوات؟

- انا لا استبعد خاصة في ظل عدم التحكم في كثير من هذه الجماعات وتوجيهها، وبعضها ليس لها مرجعية مركزية أو توجيه مباشر، لذا فالمطلوب من هذه القوات أن لا تستفز الشعب السوداني بأي تصرف، وان تعمل في حدود الاتفاقات بينها والحكومة اما اذا تعاملت بالروح الاستعمارية وتعدت حدودها فلن يسكت أحد .

* هل بالسودان جماعات متطرفة ؟

- لا اعتقد وحتى بالنسبة لي فقد كانت قضية السلمة مفاجاة وكذلك كان قتل الامريكي غرانفيل مفاجأة بالنسبة لي، وما كنت أصدق ان بالسودان مجموعات تقوم بمثل هذه الاعمال، وانا لا استطيع ان اقدر هذا الوجود بالضبط لأن السودان بلد كبير وبه كثير من المجموعات الشبابية، لهذا لا استطيع أن أجزم بوجود جماعات متطرفة ام لا، ويحتاج هذا الجزم الى موضوعية في البحث .

* يقال إن عددا من الشباب يذهب الى الصومال منطلقا من هذا المسجد؟

- هذا ليس صحيحا، رغم ان التعاطف يحصل من عامة المسلمين، أما وجود برنامج لتفويج الشباب الى الصومال فهذا ليس صحيحا، فنحن ضد تسفير الشباب الى الصومال، ولا يمكن ان نقول ذلك في العلن ونقوم بعكس ذلك في السر.. انا ضد ذهاب الشباب الى الصومال أو العراق أو أي منطقة أخرى ، وعندنا في السودان العديد من القضايا والمشكلات .

* هل انتم “قاعدة”؟

- هذا اتهام باطل، وليس لنا أي علاقة بهذا التنظيم، و اذا كان كل شخص يدعو الى انصاف المظلومين ومقاومة المحتل يتم تصنيفه كقاعدة، فهذا تصنيف سطحي، فانا لا علاقة لى بالقاعدة لا تنظيميا ولا تاريخيا، فانا لم اذهب الى افغانستان ولا الصومال، ولا علاقة لي بالقاعدة من قريب او بعيد .

* هل هناك “قاعدة” بالسودان؟

- استبعد ذلك، وأرى أن هناك تضخيما لموضوع تنظيم “القاعدة” اما اذا كانت موجودة ولها نشاط يتم في الخفاء فهذا يحتاج الى تحقيق .

* اشتهرت بالتكفير وإصدار الفتاوى وأقمت مجموعة دعاوى وفتاوى ضد د. حسن الترابي، وأخيرا الحزب الشيوعي؟

- قضية حسن الترابي كانت بيانا من قبل الرابطة الشرعية وذلك لمواقف الدكتور حسن الترابي حينما كان على سدة الحكم وبعدها، وهذا يدل على أننا لا نراعي في الحق حاكما أو محكوما، وهي أكثر من قضية بدأت في العام 1994 بعد أن أطلق الدكتور الترابي فتاوى تتعلق بجواز المسلم أن يبدل دينه، وإذا ارتد لا يسمى مرتدا، وأن الإنسان أصله قردا (النظرية الداروينية) وغيرها من آراء الترابي المثيرة للجدل .

* هل تكتفون بإصدار الفتاوى فقط؟

- نعم وفي الغالب نعقبها بمحاضرات توعوية مثل تلك التي أُلقيت في جامعة الخرطوم في الرد على محاضرة الترابي بعنوان “الدولة بين النظرية والتطبيق” ونحن لا نزيد على البيان باللسان لأن الرد بغير ذلك والتعدي على الاخرين يؤدي لنوع من الفوضى في المجتمع، وبيننا وبين الجميع الساحة الفكرية .

* هل يحق لأي شخص أن يصدر الفتاوى؟

- لا يحق لأي شخص أن يصدر الفتاوى إلا من له أهلية في العلم، لذلك نحن في الرابطة الشرعية حرصنا ألا يكون كل أعضائها من أصحاب الأهلية والتخصصات الشرعية وممن عرفوا بإنتاجهم العلمي والمواقف المتنزنة في إصدار الفتاوى، ولا نقبل أن يقوم الشباب بإصدار الفتاوى دون الرجوع لأهل العلم، بل لا ينبغي لهم أن ينشغلوا بالفتاوى، بل التحصيل والطلب. ونعتقد أن فتح الباب على مصراعيه أمام إصدار الفتاوى يؤدي الى فوضى فكرية في المجتمع .

* والأزمة مع الحزب الشيوعي؟

- المشكلة ليست معنا نحن وإنما مع عامة المسلمين ونظرتهم للشيوعية، وهي في المقام الأول تعتبر منهجا معاديا للإسلام ولا تحترم الدين ولا توقر الإنبياء، وبدأت الأزمة حينما قام الشيوعيون بدعوة المصلين وعامة المسلمين بالمنطقة بالانضمام للحزب الشيوعي والاحتفال بافتتاح داره بالجريف غرب .

* الدستور كفل للجميع حق ممارسة النشاط السياسي؟

- ما يمارسه الحزب الشيوعي هو نوع من خداع المجتمع المسلم، وأنا لا انطلق من شعارات الحزب وعمومياته، وإنما من منطلق دراسة الفكر الشيوعي، وهذا من صميم تخصصاتنا في الجامعة وتدريس المناهج الفكرية المعاصرة. وواحد من هذه المذاهب المهمة هو الشيوعية وفلسفتها الديالكتية، وبما أن الحزب الحزب الشيوعي السوداني أقر النهج الماركسية كمبدأ له وحسم هذه القضية في مؤتمره الخامس رغم الاختلافات التي ظهرت بين التيارات المختلفة داخل لجنته المركزية حول موضوع الماركسية، فإن الشيوعيين ارتضوا أن يرجعوا مرة أخرى لهذا المنهج الذي نرفضه كمسلمين .

* وكيف كان رد فعلكم؟

- بعد أن فوجئنا بالدعوة التي وجهت للمصلين في الجريف بمناسبة افتتاح دار الحزب بالمنطقة قلت لهم إذا أعلن الشيوعيون الدعوة لهذا الحزب فعلينا بالبيان لأن تأخير البيان عن وقته لا يجوز .

* البيان بماذا؟

- بيان بحقيقة الحزب الشيوعي وتاريخه الدموي، وعدم احترامه للإسلام، وحاليا يتساءل كثير من الشباب هل يجوز الانضمام لهذا الحزب، وقمنا في الرابطة الشرعية بإصدار بيان يوضح حقيقة الشيوعية، وبعد ذلك وحينما حان افتتاح دار الحزب ذهب مجموعة من شباب الجريف ومناطق أخرى مثل الطائف، ذهبوا لينظروا ماذا يحدث، ولما وجد الشيوعيون أن هناك ضيوفا غريبين، وبالرغم من أن الدعوة كانت عامة، إلا أن الشيوعيين تحرشوا بالشباب وضربوهم بالسيخ والأسلحة البيضاء حتى نزف بعضهم .

* من هم هؤلاء الشباب؟

- شباب من أحياء الجريف والطائف

* من شباب المجمع الإسلامي؟

- بعضهم يصلي في المجمع الإسلامي ولكنهم من شباب المنطقة .

* لكن الحزب الشيوعي أصدر بيانا أكد فيه أن مجموعة تنتمي لكم اقتحمت الدار وكانوا يحملون أسلحة بيضاء وبيانا من الرابطة الشرعية التابعة لكم؟

- هذا ليس صحيحا، الشيوعيون هم الذين كانوا يحملون أسلحة وبيننا وبينهم البلاغ المفتوح أمام الشرطة وهذا الكذب يدل على توترهم ورغبتهم في طرح فكرة غريبة على المجتمع السوداني، فالشيوعية سمعة غير محمودة لنا كسودانيين، ونحن على استعداد لعرض هؤلاء الشباب أمام وسائل الإعلام ليحكوا ما حدث بأنفسهم .

وثمة هناك أمر آخر مستفز حيث صرح الناطق الرسمي للحزب الشيوعي منذ عام ونصف وقال “في ظل دولة المواطنة سنسجن ونعاقب كل من يدعو للشريعة الاسلامية” فإذا كان هذا هو كلام الناطق الرسمي للشيوعيين، فإن ذلك يدل على أن هذا الحزب لا يقبل الآخر ويريد أن يفرض آراءه على المجتمع وهنا وجب علينا الدفاع عن مبادئنا وديننا .

* الدفاع بأي وسيلة؟

- بالوسائل الشرعية، وفي البدء نحن ندعو الدولة أن تتخذ موقفا واضحا حيال كل حزب يقوم برنامجه على غير الاسلام، خاصة وأن اتفاقية السلام الشامل كفلت لأهل الشمال أن يطبقوا الشريعة الاسلامية، لذلك نحن نرفض وجود حزب يرفض إقامة تطبيق الشريعة بالشمال .

* لكن الدستور والاتفاقية كفلا ذلك الحق للجميع في التحزب وحرية العقيدة والفكر؟

- وجود أحزاب لا تقر الإسلام وتطبيق الشريعة في الشمال مثل الحزب الشيوعي لا يجوز شرعا .

* أنت دائم النقد للتعاون الأمني بين الحكومة والغرب؟

- ينبغي لأي دولة مسلمة تتعاون مع أجهزة المخابرات العالمية أن ترعى بالدرجة الأولى مصالح المسلمين العليا وأن تكون المعالجة لبعض الظواهر والمشاكل نابعة من عقيدتنا وفهمنا الشرعي، لا بفهم الآخرين، لأن المخابرات الغربية لها مصالحها الخاصة وهي لا ترعى في ذلك ذمة ولا عهدا، وينبغي أن تخضع جميع الاتفاقيات مع هذه القوى الاستخباراتية للنظرة الشرعية وإلا أصبح المسلم عينا للكافر ووظفت الطاقات الاسلامية لحساب القوى الغربية .

* هذا الكلام على المستوى النظري أما على الواقع فالأمر يختلف؟

- المواقف القوية في الغالب تكون مكلفة، وأنا لا أقول بأن الدولة الضعيفة يجب أن تستعدي الدول القوية، لكن الاهم هو أن تراعي الدولة المسلمة مصالحها، وأن تحافظ على خطوطها الحمراء، وأن تثبت على مبادئها حينها سيعرف الخصم ألا مجال للتفاوض ويبدأ بالتنازل والبحث عن مساحات أخرى للتعاون .

* كيف هي علاقتكم مع الجماعات الإسلامية الأخرى؟

- علاقتنا مع الجماعات الإسلامية الأخرى طيبة وممتازة على مستوى الأفراد والمؤسسات، لكن ما يقع أحيانا من اختلاف وجهات النظر وتباينها لا يفسد للود قضية كذلك نحن حريصون على الجمع بين الجماعات الاسلامية المختلفة وشكّلنا في الرابطة لجنة سعت لحل الخلاف الذي نشب بين داخل جماعة أنصار السنة وذلك نابع من اعتقادنا بأن المسلمين إذا اجتمعوا كانوا قوة وإذا افترقوا أصبحوا ضعفاء .

* كيف تنظرون الى أزمات العالم الإسلامي في فلسطين والصومال والعراق؟

- هذه الأحداث يقصد منها إضعاف المسلمين في هذه المناطق، وينبغي ان نتواصل كمسلمين مع هذه الأحداث بالصورة المطلوبة من حيث إغاثة المنكوبين ونصرة المظلومين والإصلاح والتوفيق بين الجماعات المختلفة. وكانت محاولات للتوفيق بين الجماعات المتناحرة في الصومال .

* أخيرا كيف تستقبلون شهر رمضان في المجمع الإسلامي؟

- رمضان شهر حبيب على قلوب المسلمين ونستعد له منذ وقت مبكر بتهيئة المسجد لأنه يؤمه عدد كبير من المصلين ويتضاعف هذا العدد في العشر الأواخر من الشهر حيث يصل عدد المعتكفين فيه الى أكثر من 600 معتكف، وهناك ندوات وإفطارات جماعية يومية تقام لعامة الناس ويؤمها عدد كبير من أهالي المنطقة والأحياء المجاورة، وهناك يوم مفتوح في كل جمعة من الشهر يخصص للفتاوى الشرعية بعد صلاة الجمعة ومواعظ بعد صلاة العصر يتحدث فيها عدد من العلماء من اتجاهات وتيارات مختلفة .

الاحداث

Post: #25
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-27-2009, 06:18 AM
Parent: #24

اذكر عندما بدات حملة تكفير الدكتور الترابى نوهت هنا الى خطورة هذا التكفير لان الخلاف سياسى بينه والمؤتمر الوطنى وان سكوت اهل المؤتمر الوطنى على من يكفر الترابى من جماعة غير معروفة له عواقبه التى سوف يدفعها النظام فى المستقبل ..
وها نحن اليوم والمؤتمر الوطنى الشريك الاكبر فى حكومة الوحدة التى يفترض ان تعدل بين كل السودانيين ليتوافقوا نحو نظام جديد ارتضوه بعد توقيع اتفاقية السلام ..
من خلال ما يحدث الان تجاه حزب له ممثلوه فى البرلمان الانتقالى يتم تكفيره وابلسته من جماعة غير معروفة واشخاص من انصاف المثقفين بالثقافة الاسلامية ومؤهلاتهم الثقافية بالدين محدودة فى غياب تام لسلطة الوزارة السيادية على مثل هؤلاء ..يكاد الامر الامنى ان ينفرط ان لم يتم تحديد ودور امثال هؤلاء فى مجتمع متعدد الثقافات والاعراق والاديان والافكار السياسية يصبحوا مهددين لامن الوطن بلا شك ...
سكتت الحكومة على هذه الفتوى ضد الدكتور الترابى واليوم عليها مواجهة سيل من مثل هذه الفتاوى الى لا رابط لها ولن تنتهى ..

اقرا معى فتواهم ضد الترابى التى نشروها وساهمت اجهزة الاعلام المحلية فى انتشارها ..

4 04 2006, 08:12 ص
الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان
هذا بيان للناس عن حكم الشرع في ردة وكفر الترابي

الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم، ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وبدع المبتدعين.

وصلى الله وسلم وبارك على رسوله الذي حذر من الدجاجلة وأخبر بخروجهم، فقال: "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً دجالاً".1

وبعد..

ما فتئ د. الترابي منذ الستينات يردد ويجتر أقوالاً شاذة، وأفكاراً ضالة، يفتري فيها الكذب على الله، ورسوله، ودينه، يلبس ويدلس بها على الناس، تصب كلها في معين واحد، وهو السعي إلى تبديل الدين وتطويعه حتى يساير ما عليه الكفار اليوم.

عندما نبذه قومه، وعزل من السلطة وهو من هواتها، جن جنونه، ففجر في خصومته، ورفع عقيرته، وأبدى ما كان يخفيه من قبل، تزلفاً للكفار، وخطباً لود الأسياد، فكانت النتيجة هذيانه في ندوة بورسودان، وفي مقابلة قناة العربية، وندوة حزب الأمة الإصلاح، وما تطفح به صحيفة "رأي الشعب" من الضلال المبين والقول المشين.

لهذا وغيره تعين على أهل العلم في هذا البلد خاصة، وفي غيره من دار الإسلام، أن يبينوا حكم الشرع فيما صدر منه، عملاً بالميثاق الذي أخذ عليهم: "وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ"2.

وخشية من الوعيد الصادر من الصادق الحبيب صلى الله عليه وسلم: "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة".3

وحيث لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، فقد صدر هذا البيان، وحرر هذا الحكم، تبرئة للذمة، ونصحاً للأمة، "أن الترابي كافر مرتد"، ما لم يتب عن جميع تلك الأقوال، ويعلن توبته على الملأ مفصلة، يتنصل فيها ويتبرأ عن كل ما صدر منه أمام طائفة من أهل العلم، بحكم قوله تعالى: "إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ"4، فأهل الأهواء لا تقبل لهم توبة إلا إذا أعلنوها وأشهدوا عليها، وإن كان الزنديق لا تقبل له توبة في الدنيا في أرجح قولي العلماء.

إن الأسباب التي أوجبت صدور هذه الفتوى إنكاره للعديد مما هو معلوم من الدين ضرورة، بنفي ما أثبته الله ورسوله وأجمعت عليه الأمة، أوإثبات ما نفاه الله ورسوله وأجمعت عليه الأمة.

ومنكِرُ ما هو معلوم من الدين ضرورة كفره لا يختلف فيه اثنان، إذا توفرت الأسباب وانتفت الموانع، كحال الترابي، فهو بالغ، عاقل، عالم بما يقول، بل مدعٍ للاجتهاد وكاسر لبابه.

ومن أقواله المؤدية إلى ردته، والتي أشرنا إليها في رسالة الرابطة "الرد على أباطيل الترابي"، ما يأتي:

1. إباحته للردة، وزعمه أن سلمان رشدي ليس كافراً، رداً لقوله تعالى: "وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"5، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من بدَّل دينه فاقتلوه"6، ولقوله: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث"، وذكر منها: "التارك لدينه المفارق للجماعة"7، ولإجماع الأمة.

2. رفعه الكفر عن اليهود والنصارى الحاليين، رداً لقوله: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ"8، ولقوله: "لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ"9، ولقوله: "لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ".10

3. انتقاصه للرسل والأنبياء، والنيل منهم، نحو زعمه:

‌أ. أن إبراهيم عليه السلام كان شاكاً، وكان يعبد الكواكب قبل البعثة.

‌ب. يردد كثيراً: (ضلال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم).

‌ج. وأن يونس عليه السلام شرد، وأنه كان مغاضباً لربه.

رداً لكثير من الآيات والأحاديث التي حضت على تعظيم الأنبياء، كقوله تعالى: "وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ"12، "وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ".13

4. زعمه أن حواء أول الخلق وليس آدم عليهما السلام، منافقة للنساء، ورداً لقوله تعالى: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ. وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا".14

5. أن أصل الإنسان قرد، رداً لما عليه أهل الإسلام.

6. إنكاره لنزول عيسى عليه السلام، رداً لقوله تعالى: "وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا"15، وللعديد من الأحاديث التي تواترت تواتراً معنوياً.

7. رده لكثير من الأحاديث التي تلقتها الأمة بالقبول، نحو حديث الذباب، حيث قال: (إنه يأخذ فيه برأي الطبيب الكافر، ولا يأخذ فيه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يسأل عنه عالم الدين)، تكذيباً للرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر.

8. إنكاره لفضل الذكر على الأنثى، رداً لقوله تعالى: "وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى"16، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "كمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع"17، وزعمه أن المرأة مساوية للرجل، بل هي أفضل من الرجل لأنها تحمل.

9. إباحته للمرأة أن تلي الإمامة الكبرى والقضاء، والوزارة، ونحوها، وأن تؤم الرجال في الصلاة، رداً لقوله تعالى: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء"18، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"19.

10. أجاز للكافر أن يتزوج المسلمة، رداً لقوله تعالى: "لا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ"21، ورداً لإجماع الأمة.

11. زعمه أن شهادة المرأة تعدل شهادة الرجل، رداً لقوله تعالى: "فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ"22.

12. وصفه للحجاب بأنه عادة عربية، رداً لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ"23.

13. انتقاصه للعلماء، والإزراء بهم، ووصفهم بأوصاف يندي لها الجبين، والعلماء هم الأولياء، وقد توعد الله من عادى له ولياً: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب"24.

كل هذه الأباطيل، والضلالات، والأكاذيب أدلتها من أقواله، وكتاباته، ومقابلاته موجودة، والشهود عليها أحياء يرزقون، ولها متحملون، ولأدائها جاهزون، والأدلة على كفر قائلها بجانب ما سبق متوفرة، ولله الحمد والمنة، هذا ما ظهر لنا وما خفي أعظم وأدهى.

وعليه ينبغي لولاة الأمر أن يستتيبوه، فإن تاب وإلا نفذوا فيه حد الشرع، حماية لجناب الدين، وأن يحجروا عليه وعلى كتبه، وأن يُمنع من المقابلات، فهذا من أوجب واجبات الحاكم المسلم، ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يواليه، وإلا فقد باء بغضب من الله ورسوله.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الكفرة، والزنادقة، والملحدين، اللهم احفظ علينا ديننا، وجنبنا الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وصلى الله وسلم وبارك على إمام الهدى، وعلى آله، وصحبه، ومن والاهم.



الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة
17 ربيع الأول 1426ﻫ

Post: #26
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-27-2009, 06:54 AM
Parent: #25

التكفير .. غول لا يشبع !! .. بقلم: د. زهير السراج
الأربعاء, 26 أغسطس 2009 18:00


مناظير



zoheir [ [email protected]

* واهم من يظن ان الفكر التكفيرى سيقف على عتبة الحزب الشيوعى السودانى، بل سيتمدد كل يوم ليشمل حزبا آخر وجماعة أخرى وقطاعات اخرى من المجتمع ولن تسلم منه حتى الاحزاب العقائدية الاسلامية والدولة الاسلامية، بل سينقسم التكفيريون السودانيون أنفسهم الى شيع وطوائف فيما بعد تكفر كل واحدة الاخرى.

* التاريخ الاسلامى الحديث والقديم ملئ بالامثلة والعبر، ليس هذا مجال الحديث عنها، ولكن على سبيل المثال لا الحصر .. فرق الخوارج فى عهد الدولة الاسلامية الاولى، وفى العصر الحديث جماعات التكفير والهجرة فى مصر، وما يحدث الان فى العراق وفلسطين من تكفير وتناحر بين الجماعات الاسلامية، والهجمات الارهابية التى تشنها جماعات اسلامية متطرفة من بينها القاعدة على السعودية التى لم يشفع لها المنهج الاسلامى الصارم الذى تطبقه فصارت الهدف المفضل للمتطرفين والتكفيريين!!

* وفى السودان فى بداية عهد الانقاذ كان الهدف الاول لهذا الفكر ليس الحزب الشيوعى، وإنما الغناء والفن، وقد دفع المطرب السودانى خوجلى عثمان ( رحمه الله) حياته ثمنا له عندما قتله متطرف بسلاح ابيض داخل دار اتحاد الفنانين بامدرمان إلتقى به صدفة، وكاد ينال من آخرين لاعتقاده ان الفن كفر والفنانين كفار من افكار متطرفة كان يكررها إمام مسجد شاب فى حى ابوروف بامدرمان فى صلاة الجمعة وبعض الصلوات الاخرى!!

* وظهرت فيما بعد جماعة لم يسمع بها كثيرون، كانت تستهدف الدولة بفكرها التكفيرى فى اول الامر ولكن ما لبثت أن غيرت استراتيجيتها لتجعل خططها تتجه نحو شخصيات مميزة فى المجتمع، قبل ان تتخلى عن أفكارها نهائيا فيما بعد لعوامل كثيرة من بينها حوار فكرى عميق أداره معها بعض الناشطين والمفكرين خاصة من اهل اليسار حول فكرها التكفيرى وجدوى هذا الفكر فى نشر الافكار التى تدعو لها !!

* ثم كان ماكان من أطروحات فكرية تكفيرية أو متطرفة ظهرت فى بداية الألفية ولم يسعفها الحظ لسبب أو لأخر بوضع افكارها موضع التنفيذ حتى كان ما كان من أمر الخلايا التى كشفت عنها السلطات، ثم مقتل الامريكى قرانفل وسائقه السودانى فى ديسمبر عام 2007، واخيرا الهجوم الذى يشن على الحزب الشيوعى الان، والذى سيتمدد حتما ليشمل آخرين، إن لم يسع الجميع وعلى رأسهم العلماء والفقهاء والدولة لمكافحته بالفكر والمنطق السليم وليس بقوة السلاح!!

* ما أريد قوله أن من يظن أنه بمأمن عن الفكر التكفيرى فهو ساذج، بما فى ذلك أصحاب هذا الفكر نفسه ومن يهللون علنا أو سرا للهجوم على الحزب الشيوعى .. وهذا ما يقوله التاريخ وليس أنا !!
[email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته
جريدة السودانى، 25 أغسطس، 2009

Post: #27
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-27-2009, 09:36 AM
Parent: #26

أفق بعيد
الكاتب/ فيصل محمد صالح
Thursday, 27 August 2009

يوم أكل الثور الأبيض

هو بوم قريب لو كان البعض يظنه بعيدا، فيوم تبدأ الساقية لن تتوقف، وسينقلب حال الجرار "القواديس" مع دوران الساقية، ما كان بالأعلى مصيره بالأسفل، وما كان بالأسفل سيصعد للأعلى ثم يهوي.
لكن قد تكون الجرار في الساقية معذورة، لأنها في مبتدأ الأمر ومنتهاه "قواديس" لا تدري من أمرها أو موقعها أو مصيرها شيئا، لكن مال البشر يصيرون حالهم مثلها؟
وساقية محمد عبد الكريم وجماعته لن تتوقف عن الالتهام، تبدأ بفرد أو شخص أو حزب ثم تعم، وقد سلطها يوما على الشيخ حسن الترابي، ثم أعادت دورانها لتصل منسوبي الحركة الشعبية وتكفر منسوبيها، ثم هاهي تطال الحزب الشيوعي...ومن يعلم من ستصل غدا وبعد غد؟
فساد الفكرة في ذاتها، أن يملك شخص، مهما كان ما يدعيه من علم ومعرفة، حق إصدار أحكام على الناس، هي من شان الخالق وحده, فهو يدعي ملكا لعلم الخالق عز وجل، ومعرفة بسريرة الناس، ثم حقا إلهيا في الإنابة بتحديد المؤمن والمسلم من الكافر. والخطورة ليست هنا، فهو قد يدعي براءة من أعمال العنف واستخدام الأيادي والأسلحة التي تعقب فتواه، بينما هو يفتح لها الباب ويرتب لها التسلسل المنطقي لتصل إلى هذه النهايات.
في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية حقبة تاريخية سوداء عرفت باسم محاكم التفتيش، نشطت في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، رغم أنها ظهرت قبل ذلك بثلاث قرون، بدأت بزعم محاكمة الهرطقة والسحر المخالفة لجوهر العقيدة المسيحية، ثم امتدت لمحاربة الفكر والكتب، وبالذات كتب الفلسفة والكتب العلمية. وقد قادت هذه الحركة لظهور حركة الإصلاح الديني على يد مارتن لوثر، واندلعت حروب عمت كل أوروبا، ما يزال المؤرخون يعتبرون منشأها من فكرة محكمة التفتيش الكنسية.
ورغم أن الدين الإسلامي، فكرا وعقيدة وممارسة، لم يعط سلطة مثل سلطة الكنيسة لأي جهة، عدا السلطات الممنوحة للحاكم لإدارة الدولة، إلا أن التاريخ يشهد أيضا بأفراد وجهات حاولوا القيام بهذا الدور. ويقول التاريخ انه وطوال العهود الإسلامية المختلفة كانت تظهر جماعات وأفراد هنا وهناك يكفرون بعضهم البعض ويجعلون من أنفسهم سلطة تمنح شهادات الدين للبعض وتنكرها على البعض الآخر. ولم يرتبط اسم هذه الجماعات والأفراد إلا بالفتن، ولولا التصدي الذي وجدوه من رجال دين صالحين ومن مؤسسات وجماعات عاقلة ومن جهات حكومية تدرك خطورة الفتنة التي ينشرها هؤلاء لما بقي للإسلام والمسلمين ذكر في الدنيا، ولما احتاج أعداؤهم للالتفات إليهم، فقد كانت مثل هذه الفتن كفيلة بالقضاء عليهم.
كم من فئة دينية تعتقد أنها على حق والآخرون على خطأ؟ كم من فئة حاولت احتكار الدين لنفسها والادعاء بخروج الآخرين عنه، وقد يتعاطف معها البعض، حتى وإن لم يتفقوا معها كليا، وذلك لأنها تخلصهم من بعض خصومهم أو تضعفهم، ويرون في ذلك مصلحة لهم، فيشجعونهم، أو يسكتون عنهم. ثم تبدأ الدائرة تضيق شيئا فشيئا، حتى تصل لمرحلة تكفير من يقرا القنوت سرا أو جهرا، ومن يطيل الجلباب أو يقصره، ومن يحف اللحى أو يطيلها.
هذه هي الدائرة الشريرة الحقيقية وليس غيرها، إما إن في البلد دستور وقوانين تضع للناس حدودهم ومساحة تحركهم تجاه الآخرين، وتوقف من يحاول جر البلد للفتنة،وإما أننا سنصير مثل جحا، الحريق في بلد أخرى غير بلدنا فلا يهمنا، ثم أنها في بلدنا ولكن في حي غير حينا، ثم أنها في حينا ولكن في منزل غير منزلنا، ثم يأتي الدور على الثور الأسود والأحمر.

الاخبار

Post: #28
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-27-2009, 04:18 PM
Parent: #27

سئل محمد عبد الكريم هذه الاسئلة فانظروا بماذا اجاب ...


والأزمة مع الحزب الشيوعي؟

- المشكلة ليست معنا نحن وإنما مع عامة المسلمين ونظرتهم للشيوعية، وهي في المقام الأول تعتبر منهجا معاديا للإسلام ولا تحترم الدين ولا توقر الإنبياء، وبدأت الأزمة حينما قام الشيوعيون بدعوة المصلين وعامة المسلمين بالمنطقة بالانضمام للحزب الشيوعي والاحتفال بافتتاح داره بالجريف غرب .

* الدستور كفل للجميع حق ممارسة النشاط السياسي؟

- ما يمارسه الحزب الشيوعي هو نوع من خداع المجتمع المسلم، وأنا لا انطلق من شعارات الحزب وعمومياته، وإنما من منطلق دراسة الفكر الشيوعي، وهذا من صميم تخصصاتنا في الجامعة وتدريس المناهج الفكرية المعاصرة. وواحد من هذه المذاهب المهمة هو الشيوعية وفلسفتها الديالكتية، وبما أن الحزب الحزب الشيوعي السوداني أقر النهج الماركسية كمبدأ له وحسم هذه القضية في مؤتمره الخامس رغم الاختلافات التي ظهرت بين التيارات المختلفة داخل لجنته المركزية حول موضوع الماركسية، فإن الشيوعيين ارتضوا أن يرجعوا مرة أخرى لهذا المنهج الذي نرفضه كمسلمين .

Post: #29
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-27-2009, 04:27 PM
Parent: #28

الخميس 27 أغسطس 2009م، 7 رمضان 1430هـ العدد 5809

وجهات نظر ..الشيخ محمد عبد الكريم عضو الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة:
عليهم التبرؤ من أفكار ماركس والالتزام باحترام الدين !!

الخرطوم: خالد سعد

دخل الحزب الشيوعي السوداني ورابطة العلماء والدعاة في مواجهة على خلفية حادثة وقعت في دار الحزب بمنطقة الجريف غرب، فضلا عن فتوى في بيان للرابطة تكفر الحزب وتدعو الى عدم الانخراط فيه، وتعتبره معاديا للدين، وتطالب اعضاءه بالتخلي عن الماركسية واحترام الاسلام، وتؤكد استعدادها للوقوف أمام القضاء للتحقق من ملابسات حادثة الجريف، بينما لم يستبعد الحزب الشيوعي تورط من وصفهم بـ «المتشددين» و» المهووسين» داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم، في الهجوم الذي تعرضت له دار الحزب، ويرى صلة بين بيان الرابطة ونشاط القوى السياسية التي تصارع لإزاحة المؤتمر الوطني عن الحكم عبر الانتخابات المرتقبة، وينفي بشدة الاتهامات التي وجهتها الرابطة بإلحاد وكفر المنتمين للحزب، ويرفض قبول ما يعتبره (محاكمة الضمير)، ويؤكد أن الحزب بصدد مقاضاة الرابطة.
وقد أجرت (الصحافة) مقابلتين منفصلتين مع عضو بارز في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، ومع عضو الرابطة الشرعية للعماء والدعاة بالسودان، الشيخ محمد عبد الكريم، ومن خلال الحوارين تظهر وجهات نظر متبانية حول القضية المثارة حاليا على الساحة الاعلامية.


* ما هي المرجعية التي استندتم عليها لتكفير حزب قديم ومعروف في الساحة السياسية؟
الحديث عن الحزب الشيوعي ومروقه من الاسلام والحكم على كفر هذا الحزب بمبادئه وايدلوجيته ليس امرا جديدا. هم يحاولون إثارة النقع حول بيان (الرابطة الشرعية) وكأنه بيان جديد لأول مرة يتحدث عن شرعية هذا الحزب وفي عقيدته وفي علاقته بالاسلام، فالفتاوي كثيرة جدا صدرت في الشيوعية والاحزاب الشيوعية، هنالك فتوى مجمع الفقه في رابطة العالم الاسلامي بتكفير الشيوعية، وفتاوي علماء الازهر - الشيخ محمد نجيب المطيعي- وغيرهم مثل اللجنة الدائمة للبحوث بحرمة انتخاب اي شيوعي نظرا لعدم علاقته بالاسلام، وفتاوى الشيخ الباز رحمه الله .. ليس هنالك اي خلاف اصلا بين اهل العلم في العصر الحاضر حول حكم الحزب الشيوعي، فهو حزب قائم على الماركسية التي تقول إن (الدين افيون الشعوب)، ( لا اله والحياة مادة).
* الشيوعيون هنا لم يعلنوا أنهم حزب ملحد أو ضد الاسلام؟
نحن استندنا في علاقة الحزب الشيوعي (السوداني)، الى مقررات المؤتمر الاخير (الخامس) في يناير عام 2009م، فهو لم يفلح في مؤتمره الا أن يقر أمرين مهمين جدا، الاول: هو حسم الجدل حول المرجعية الفكرية وهي المرجعية الماركسية- من غير تفاصيل- الامر الثاني: ثبتوا اسم الحزب الشيوعي رغم المعارضة الكبيرة التي وقعت من قبل شخصيات في الحزب بضرورة تغيير الاسم، ونعلم المؤتمر الذي عقد في لندن وغير لندن حول هذا الامر، ورغم احتجاج البعض وتقديم استقالاتهم، الا أن الحزب اصر على المضي في هذه الايدلوجيا، وهو حين يدعو الناس الى هذا الحزب وبرنامج هذا الحزب.. هو في الحقيقة يدعوهم الى هذه الايدلوجيا، وحين يفتح دوره فإن الصور التي يرفعها فهي لأكابر المجرمين (لينين وانجلز وماركس) وأيديهم ملطخة بالدماء، لذلك نحن عندما استندنا في البيان الى الحيثية الايدلوجية الفكرية للحزب وحكم علماء الاسلام في من ينتسب الى هذه المبادئ واضح، اما القضية الثانية: فهي أن هذا الحزب مدان في مختلف دول العالم ، والاحصائيات الروسية وحدها (تشير) الى أن ستالين قتل 11 مليون مسلم، والاتحاد السوفيتي في اجتياحه لافغانستان قتل اكثر من مليون ونصف المليون نسمة، هذا غير تركستان الشرقية وألبانيا والجحيم الذي عاشته دول شرق اوروبا والاتحاد السوفيتي.
غير ذلك؛ فقد استندنا على تصريح الناطق الرسمي للحزب يوسف حسين، وحيث قال ( في ظل دولة المواطنة سوف نعاقب ونسجن كل كل من يدعو الى تطبيق الشريعة الاسلامية) وضمنا هذا الحديث في البيان، فإذا كانت هذه لهجة الحزب ..
* يوسف حسين نفى أن يكون قد ادلى بمثل هذا التصريح، وقال إن التصحيح نشر قبل سنوات بذات الصحيفة بموجب توجيه من مجلس الصحافة والمطبوعات؟
* نحن مستعدون الى اللجوء الى ساحة القضاء او أن نتقابل على الساحة الاعلامية الصحفية، وأن نثبت هذا الحديث عليهم، نحن بيننا وبينهم القانون، وليس من نهجنا التعدي على احد، نقارع الحجة بالحجة، هم الذين تضيق صدورهم بالحجة، بدليل ما حدث لهؤلاء الشباب من ضرب بالسكاكين في (دار الحزب بالجريف).
* إذا كانت فتوى تكفير الشيوعية قديمة وسبقتها العديد من الفتاوي .. لماذا هذا التوقيت لإعلان فتواكم الاخيرة؟
لأنهم هم الذين جاؤوا الى مساجدنا ووزعوا اعلانتهم في المساجد وحولها، هم الذين جاؤوا الينا ولم نذهب اليهم، هؤلاء لو أنهم انكفأوا على أنفسهم في دورهم وامكانهم من دون أن يعلم الناس بهم، اما وقد حصلت الدعوة لاهل المساجد، لماذا تضيق صدورهم بالاحتجاج الفكري وبهذا الرد؟، هل يريدون لنا أن نصمت؟ هل يصمت أئمة المساجد والدعاة وهم يدعون الى الماركسية وماركس؟ هذا منطق غريب جدا، إنهم يحتجون الان على بيان الرابطة، في حين هم يدعون الناس للانضمام اليهم.. الرابطة بينت الحكم الشرعي حتى لا يأتي إليهم مسلم.. وهذا هو موقف العلماء .. والقاعدة الشرعية تقول إن (تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.. وهنا اصبح هناك حاجة وتساؤلات من قبل الناس (على شاكلة) هل نذهب اليه هل ننضم الى الحزب.. فكان لابد من هذا الكلام الواضح (بيان الرابطة) حتى لا يتورط انسان بالانخراط في هذا الحزب.
* ما صحة أن هنالك دوافع وجهات سياسية وراء بيانكم الأخير؟
أبدا .. نحن لسنا حزبا سياسيا.. ونحن - كما أننا- نتحدث عن إلحاد الحزب الشيوعي ، كذلك نحن نتحدث عن أية جهة ولو حكومية ولو لها انتماءات للدولة في التجاوز الشرعي، نحن اخرجنا بيانات عديدة في انتقاد مواقف صدرت من قبل الحكومة.. ولو كانت المسألة لها دوافع سياسية فإن الحزب بدأ نشاطه منذ اشهر وعقد مؤتمره وأعلن مقرراته.. في كل تلك المدة نحن لم نعبأ بهذا الحزب .. ليقيننا ان الحزب لفظ من زمان وأنه أصبح في مزبلة التاريخ .. لكن اذا جدد الحزب مرة أخرى دعوته للناس للانخراط فيه وحاول أن يحشد الجماهير مرة أخرى فإن الواجب الشرعي أن نأتيهم بالبيان الشرعي وهو الذي حرصنا عليه في بيان (الرابطة).
* الحزب لم يقل في كل برامجه ودستوره إنه يعارض الاسلام .. وانتم تحاكمونه الان دون سند .. بل هو حزب يدعو للعدالة والمساواة؟
أي حزب أو جماعة أو واجهة تحاكم الى مرجعيتها وأدبياتها، فلا يمكن لحزب أن يعلن مرجعيات ويحشد الكتب عن اللينينية والماركسية في دوره .. ويصر على هذا النهج ويدعي انه لا علاقة له بالالحاد .. هو (الحزب) رضي الماركسية منهجا .. إذا كل ما قاله ماركس ويدين به ماركس .. نحن ندين به الحزب الشيوعي السوداني، الا في حالة واحدة؛ أن يقول الحزب الشيوعي إن لديه موقفا من ماركس ولديه موقفا من أفكار ماركس .. وليخرجوا مقرر فيه تبرؤ من إلحاد ماركس ومقولات لينين وستالين وإنهم لا علاقة لهم بهذه الاقوال وأنهم يحترمون الدين وملتزمون بالاسلام، عند ذلك يكون لنا كلام اخر .. ليس كل اشتراكي أو داع للاقتصاد الاشتراكي هو ينتسب للشيوعية لكن هؤلاء يصرون على الانتساب الى الماركسية مما يدل على أن الناحية الايدلوجية العقدية مقصودة عندهم في برنامج الحزب .. اذا كان القصد فقط هو الدعوة الى مسألة التحول الديموقراطي وقضية الحريات، كان يمكن ذلك بغير الانتساب الى الشيوعية لكن اصرارهم على الشيوعية واعلانهم لإيدلوجية الحزب الشيوعي القديم .. هذا يدل على انهم ما يزالون على ذات النهج.. لذلك لا يمكن لإنسان ما أن يقرر ايدلوجيا او مرجعية ثم يأتي في حادثة من الاحداث للتنصل منها .. وهذا نوع من الاضطراب ويدل على عدم الاستقرار في هذا الحزب.. (بالمناسبة) هنالك كثير من الوثائق التي تشير الى تورط جيوب هذا التنظيم وواجهاته في الطعن في الانبياء والرسل.. والرابطة اخرجت قبل ثلاث او اربع سنوات بيانا في الجبهة الديموقراطية الواجهة الطلابية الشيوعية في الجامعات حينما سبوا الانبياء والرسل .. يتهكمون بنوح عليه السلام وبالنبي صلى الله عليه وسلم .. وبالله جلّ وعلا.. فأخرج العلماء فتوى وعليها توقيعات العلماء انذاك في مروغ هذه الجبهة واصلها الشيوعي عن الاسلام.
* ولماذا لجأتم الى وسيلة العنف الان ؟
هذا غير صحيح اطلاقا .. الرابطة مرجعية فكرية تدعو للاسلام وتنافح عن معتقداته بالحجة والبيان بعيدا عن العنف.. ونحن نستنكر كل ممارسة للعنف في هذا المضمار؛ فالعنف يضعف الحجة لا يقويها ... نحن لسنا دعاة الى هذه المسألة بأية حال من الاحوال.
* هل خاطبت المصلين وقلت (إن المجاهدين مثلما دحروا الشيوعيين في أفغانستان هم قادرون على فعل ذلك في السودان؟)
أبدا .. انا ذكرت جرائم الحزب الشيوعي في افغانستان وإنبرى لها الشعب الافغاني .. وهو جهاد مشروع لأنه جهاد مقاومة .. وفعلا أتى هذا الجهاد أكله في سحق الاتحاد السوفيتي وتفكيكه .. وهذه المسألة لا يختلف عليها أحد.. لكن ما ذكرته جاء في معرض حديثي عن جرائم الشيوعية في العالم.
* ما هو تعليقك على أن تحركاتكم الأخيرة.. هي نشاط علني لتنظيم القاعدة في السودان؟
الرابطة لا علاقة لها بأية تنظيمات سياسية ولا عسكرية.. وإنما هي رابطة مستقلة تتألف من علماء السودان ودعاته، وهم قادة فكريون معروفون في المجتمع واستاذة في الجامعات وائمة مساجد .. عدد اعضاء الرابطة يربو عن الخمسين عالما وداعية.. بعضهم من المؤسسين معروفين مثل الشيخ الشريف التقلاوي رحمة الله عليه، والبروفسير أحمد الازرق.. (كذلك) رئيسها شخص معروف بهدوئه وبيانه وكتاباته، وهو من أكثر اهل السودان تأليفا للكتب: (الشيخ الامين الحاج) وهو استاذ مشارك بجامعة افريقيا العالمية .. لايمكن لمثل هؤلاء بهذه التخصصات وبهذا العمق في الدراسات الشرعية أن يكونوا بحاجة الى من يستندون اليه من تنظيم مسلح أوغيره.
هذا نوع من التهريج السياسي الاعلامي القصد منه صرف الناس عن القضية الاساسية وهي قضية محاكمة الحزب الشيوعي الى ايدلوجيته وتاريخه.
* هل ستستمر حملتكم بشأن الحزب الشيوعي؟
نعم؛ نحن ادركنا أن هذا الحزب يريد مرة اخرى دعوة الناس للالحاد .. سيصل البيان الى الغاية التي نظن انها وصلت للناس عموما .. البيان على قدر الحاجة .. فمتى ما حصل المقصود من وصول الصوت الشرعي بخطورة هذا الحزب والانخراط فيه وما يترتب على ذلك من احكام شرعية .. فهذا يكفينا ان شاء الله.
* ما الهدف من هذا التصعيد ضد حزب سياسي قبل موعد معلن لقيام الانتخابات؟
كما ذكرت هو موقف عقدي شرعي وليس موقفا انتخابيا او مناورة سياسية .. نحن حذرنا الناس من الدخول في هذا (الحزب) .. بغض النظر عن (التوقيت) نحن بينا أنه لا يجوز الانخراط فيه بحيثيات واضحة .. لذلك نحن لا يمكن أن نقوم بمثل هذا لحزب الامة على سبيل المثال .. أو اي حزب اخر نحن نفهم انه يحترم الدين .. الحزب الشيوعي ذو خصوصية في هذا الجانب والانخراط اليه يعني معاداة الدين. .. هذا ما نفهمه.
* هل انتم مستعدون لمواجهة التداعيات القانونية لحادثة الجريف ؟
أين البلاغات التي فتحوها؟ .. بالعكس الذين تضرروا وضربوا من قبل افراد الحزب بالدار هم الذين فتحوا البلاغات.. نقول بيننا وبينهم القانون .. المسألة ليست دعاية اعلامية .. هذا واقع .. نحن على الرحب وعلى أتم الاستعداد للمقاضاة.

hgwphtm

Post: #30
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-27-2009, 04:36 PM
Parent: #29

سليمان حامد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني :


لسنا ملاحدة ولن نقبل إمتحان الضمير .. وسنقاضيهم !!



* من وجهة نظرك .. ما هي ملابسات حادثة الجريف غرب؟


هذه المجموعة التي تقود الهوس الديني في هذه المنطقة اعتبرت فتح دار جديد للحزب الشيوعي بالجريف غرب، وكرا للالحاد وأنها ستبرز الفساد والفجور وغيرها مما تضمنها بيانهم الملئ بالبذاءات والقول القبيح، ولكن الحقيقة الاساسية تطرح لماذا هذا التوقيت؟ أعتقد ان هنالك مخططا كاملا للهجوم على الديموقراطية، وبتجربتنا الخاصة تبدأ الحرب على الديموقراطية بالحزب الشيوعي، لذلك منذ ما بعد الاستقلال وحادثة معهد المعلمين العالي «التي تم بموجبها طرد الحزب الشيوعي من البرلمان في الستينات»، فإن الهجوم على الديموقراطية يبدأ بالهجوم على الحزب الشيوعي، وماحدث في الجريف غرب مقدم للهجوم على الديموقراطية في السودان.. هنالك ادلة مباشرة على الهجوم على دار الحزب في الجريف، وحديث مسجل لمحمد عبد الكريم، هو نفسه لا يعلم عن الدين عندما يقوم بتكفير الاخرين وهذه جريمة لا تغتفر .. سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» قال: من يقل لا اله الا الله لا يقتل، وكما بينا في التصريح الصحفي للحزب «فإن الخليفة الراشدي الاول ابوبكر الصديق «رضي الله عنه» الذي كان يوجه جيوشه وهي خارجة للقتال: إذا سمعتم صوت الاذان، أو رأيتم من يصلي، فأمسكوا، ولكن يبدو ان الرابطة الشرعية تريد أن ترتد بنا الى عصور امتحان الضمير ومحاكم التفتيش وصكوك الغفران التي جرفها التاريخ بتياره الكاسح» ..اذا هؤلاء يسيئون للإسلام نفسه عندما يطلقون الفتاوى التكفيرية.
* هل تتهم جهات سياسية بأنها وراء هذه الحادثة؟
نعم، ولا أستبعد المهووسين والمتشددين داخل المؤتمر الوطني نفسه « في البرلمان عندما كنت اتحدث أنا او فاروق ابو عيسى او نائب عن التجمع نقاطع بنقاط نظام أو عن طريق حشو المسدس كما حصل في حادثة البرلمان المشهورة».
* هل ترى أية صلة بين هذه الحادثة وموضوع الانتخابات؟
أعتقد أن القضية مرتبطة بالانتخابات لذلك انا تحدثت عن التوقيت في بداية حديثي، وأن «هنالك» نوايا مبيتة لمحاولة تحجيم أي قوى تصارع « من أجل» اسقاط المؤتمر الوطني أو على الاقل ان لا يعود بحجمه الحالي، لذلك يستعملون كل الوسائل، بمن فيهم ائمة المساجد. فال المسألة مرتبطة ارتباطا وثيقا بقضية الانتخابات.
* هل تتوقف تداعيات الحادثة على البيانات ؟
القضية ليست بهذه السهولة، صحيح ان الحزب الشيوعي قادر أن يدافع عن نفسه وقادر ان يدافع عن دوره وعضويته، وهو مستعد لحماية نفسه، ولكن القضية تحتاج الى تضامن كل القوى الديموقراطية في البلد، والقوى الحادبة على استئصال الهوس الديني، جميعها مطالبة بتوحيد صفوفها وأن تناضل بشجاعة وجسارة لمواجهة هذا المخطط.
يتناقل الناس حديثا أن هذا الهجوم يشمل منبر احزاب المعارضة ومنع الندوات العلنية لهذا المنبر وكذلك التغطية الصحفية لمؤتمراته الصحفية وعلى لقاء جوبا المزمع عقده .. بل سيتواصل ليطول هامش الحريات والعودة بالانقاذ لسيرتها الاولى عن طريق نسج مؤامرة ضد الحزب الشيوعي.
* الرابطة استندت على مرجعيات دينية لاطلاق فتوى بشأن حزبكم، كيف ترد بذات المنطق؟
هؤلاء يحاولون استغلال عدم الوعي العميق للناس بالإسلام، وهذه المجموعة تستغل الناس غير المبحرين في الدين و«يقومون» بعملية «غسيل مخ» للشباب الذين لم تساعد ظروف الحريات في استنارتهم، و«يتم» استغلالهم بكل ما هو غث لتسويق افكارهم، الشق الثاني وفيه حساسية شديدة لأنه متعلق بالدين، إذ أنهم يعتقدون أنه لا يوجد أحد سيقف امامهم ويقول لهم ان ما تقولوه ليس فيه شئ من الدين، لكن انا قلت ذلك.. فقد حدث في صلاة العيد بمسجد الدروشاب عندما وقف الامام ونسب حديثا للرسول «صلى الله عليه وسلم»، ان كل امرأة تلبس حليه في هذا اليوم وتتعطر وتتعاطى الحناء وتخرج بها من المنزل فهي كمن زنت، فوقفت وقلت له بالحرف ان من يقف في هذه المنبر عليه ان يقول كلاما صادقا ومقنعا للاخرين ، وان لا يعتقد ان كل هؤلاء الجالسين لا يعلمون شيئا وعليه ان لا يقول كلاما بذيئا امام النساء، والسؤال الذي دفعني للوقوف في هذه المنبر هو من اين اتيت بهذا الحديث الذي قاله النبي «صلى الله عليه وسلم»؟، لكنه رد بأنه لم يتذكر النص ، وسمحت له بفرصة للعودة بعد اسبوع ليثبت أن ماقاله حديث قاله الرسول «صلى الله عليه وسلم» فلم يأت ... هؤلاء يستغلون خوف الناس من مواجهتهم حول موضوع الدين.
* تعتقدون أن الرابطة تعيد «اسطوانة مشروخة» ظلت ترددها أجهزة المخابرات الاستعمارية ..هل ترى ثمة وجه للمقاربة بين الطرفين؟
الموقفان متشابهان ومتطابقان .. زمان كان هنالك شئ اسمه قلم المخابرات، قسم مسؤول عن محاربة الشيوعية وضمن مخططاته أن يخلق تيارا اسلاميا لمواجهة الشيوعية، لأن الحزب الشيوعي اصبح حزبا مثل بقية الاحزاب، فروجوا بأن اعضاءه ملحدون وكفرة ومثل هذه «المزاعم» كانت تجد بعض السذج مثل الذي يقول «ان الشيوعيين يتزوجون اخواتهم»، وهو نفس المنهج الذي يستهدف اي هجوم على الحزب الشيوعي.
* لماذا دائما تربط صفات الرذيلة وسوء الأخلاق بأعضاء حزبكم؟
أقول لك حديثا جاء على لسان الشيخ حسن الترابي.. فعندما قتل الاستاذ أمين وهو معلم في الدروشاب، حصل تحقيق في هذه القضية .. وسأل الشيخ الترابي المحققين عن الجريمة التي ارتكبها .. فأبلغوه أن هذا الشخص كان يرتكب الرذيلة مع الأطفال، فقال لهم يمكن أن تصفوا الشيوعي بكل شئ ولكن الشيوعيين لا يرتكبون رذيلة مثلما تحدثتم وغير فاسدين في المال ويحترمون الدول وقيمها .. هؤلاء « أعضاء الرابطة الشرعية» يريدون أن يقولوا ان الشيوعيين من أحط الناس ويرتكبون كل المعاصي،.. يجب أن نكون جريئين في مواجهة هؤلاء.
* بيان الرابطة اتهم حزبكم بأن لديكم نية مبيتة لمحاربة من يدعو الى تطبيق الشريعة الاسلامية؟
الحزب الشيوعي السوداني في كل تاريخه لم يسيئ للاسلام .. ولا أحد لديه الجرأة في أن يقول انه استخرج عبارة واحدة من برنامجه السياسي أو دستوره أو صحيفته أو حتى حديث ممثليه في البرلمان .. أتحدى من يأتي بفقرة واحدة «تثبت» أن الحزب الشيوعي يهاجم الاسلام.
* ماذا عن حادثة المعلمين العالي في ستينات القرن الماضي والتي تم بموجبها حل الحزب؟
هم الذين هاجموا الاسلام واعترف بها علي عبد الله يعقوب .. كانت حادثة مفبركة، وبشهود أعضاء في البرلمان .. علي يعقوب نفسه اعترف بذلك.. الحزب الشيوعي برنامجه يقول: نحن لسنا ملحدين نحن مع الاسلام المستنير الذي يخدم شعب السودان، ولكن ما يتحدث به محمد عبد الكريم ليس فيه اسلام، يقول حديثا مبتزلا، هو إهانة للسلام لذلك ندعو لمحاكمته.
* هل تتهم الرابطة الشرعية بأن لها علاقة بتنظيم القاعدة؟
لا أستطيع أن اقول ذلك، ولكن افعالها تتطابق تطابقا كاملا مع ما تقوم به التنظيمات الإرهابية، وهو «محمد عبد الكريم» قال في خطبته «إن المجاهدين مثلما دحروا الشيوعيين في أفغانستان هم قادرون على فعل ذلك في السودان» اذن هو من ربط نفسه بتنظيم القاعدة بافغانستان وتنظيم طالبان، واعتبرهم مجاهدين وساوى بين الذين هاجموا دار الحزب مجاهدين مثل مجاهدي طالبان.
* يفهم من هذا الحديث وكأنما هو تحريض للمخابرات الأجنبية على اعضاء هذه الرابطة؟
انا لم أربطه بتنظيم القاعدة وإنما «عضو» الرابطة هو من قال بالحرف ما ذكرته سابقا وربط نفسه بتنظيم القاعدة، انا لا استطيع أن اقول انهم قاعدة، ولكن افعالهم هي التي تقول ذلك. هم يريدون العودة بالسودان الى عهود قديمة كان الحكم الاساسي فيها محاكم التفتيش وامتحان الضمير، القضية ليست الحزب الشيوعي وانما هي « محاولة» اعادة البلاد الى الوراء وهم لن يستطيعوا ذلك، والا لما حدث تغيير في هذا النظام الذي جاء بذات الطريقة، «عندما كان الناس لا يستطيعون الخروج مع زوجاتهم او امهاتهم أو اخواتهم دون حمل دفتر لاثبات الشخصية»، ولكن هذه الطريقة فشلت امام الموقف الصلب للقوى المناضلة.
إذن فإن القضية ليست الحزب الشيوعي- فقد تم حل الحزب ودخل تحت الارض وخرج أقوى - لكن القضية هي هجوم كاسح على قوى التقدم والاستنارة والديمقراطية.
* ما هي وسائل حزبكم للرد على هذه الاتهامات؟
نحن بصدد تكوين لجنة قانونية لمقاضاة هذه الرابطة وتكوين جبهة عريضة من كافة القوى الحادبة على الديموقراطية والتي ليس لديها مصلحة للعودة الى عصور سحيقة والتي لا تريد ان يعود هذه النظام للمربع الاول، من أجل مواجهة مثل هؤلا الذين هم ضد تيار التاريخ الحديث العصري.

الصحافة

Post: #31
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: Al-Mansour Jaafar
Date: 08-27-2009, 05:33 PM
Parent: #30

دولةالتكفيريين ومنظماتهم

Post: #32
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-27-2009, 10:35 PM
Parent: #31

وينك يا المنصور دوما
ليك غيبة
واصل معاى فى هذا المشوار الى ان نجد حد لهؤلاء

ودا كمان مقال عن الراى العام اليوم




التاريخ: الخميس 27 أغسطس 2009م، 7 رمضان 1430هـ

هنـــاك فــرق
“كافر وإن كان يصلي” ؟! ..

مني ابوزيد
[email protected]
فتوى الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان القائلة بتكفير الحزب الشيوعي السوداني الصادرة قبل عدة أيام، أوقعتنا وإياكم ـ من جديد ـ يا مسلمين في لجة من الحيرة .. وهي ردة فعل باتت تعقب صدور بعض الفتاوى الأخيرة ! ..
الأمر الذي يعيدنا إلى حديثنا السابق عن ملامح (خطاب) إصدار (الفتوى الشرعية) وعن الإقناع كضرورة تتحقق بالإبانة (تفنيد الأدلة وتسبيب الأحكام) حتى لا يقع مسلمي السودان في لجة الحيرة إياها، عندما يتعارض مضمون الفتوى مع ثوابتهم الدينية ! ..
(كل شيوعي كافر خارج عن الإسلام وإن كان يصلي) .. جديد هذه الفتوى ـ في تقديري ـ ليس تكفير الشيوعي (من طرف) .. فالشيوعي الملحد غير المؤمن بالأديان هو كافر بحسب فتاوى شرعية سابقة متفق عليها .. إنما الجديد الخطير في هذه الفتوى هو مضمون الاستثناء (وإن كان يصلي) ! ..
هذا الاستثناء مربك جداً للمسلم الذي يعلم أن التكفير هو الحكم على شخص بالخروج عن الإسلام .. كما يعلم أن هنالك مزاجر شرعية، أولها وأولاها أن الحكم بتكفير شخص بناء على صفته السياسية وليس الشخصية أمر مخالف لضوابط الشارع نفسه!..
المسلم يعلم أن المحققين من فقهاء الدين قالوا بوجوب التفرقة بين (الشخص) و(النوع) في قضية التكفير .. فالشيوعي الكافر هو الذي يصر على الإلحاد كفلسفة ونظام حياة، رغم مناقضته الصريحة لعقيدة الإسلام وشريعته ! ..
ويعلم أيضاً أن (الشخص) الذي ينتمي إلى الحزب الشيوعي الكيان السياسي ويصلي لا يعقل أن يرمى بالكفر .. يعلم المسلم عن هذا أدلة كثيرة منها ما تواتر عن رسولنا الكريم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله تعالى) .. وقوله : (إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة) ؟! ..
ثم أن القول بأن (كل شيوعي كافر وإن كان يصلي) هو عند العلماء المحققين من باب الحكم على النوع، أما الحكم بتكفير شخص بعينه ينتسب إلى الشيوعيين، فيستوجب التوقف للتحقق والتثبت، ومناقشته حتى تقوم عليه الحجة، وتنتفي الشبهة، وتنقطع المعاذير ! ..
عند الحنفية: «إذا كان في المسألة وجوه توجب التكفير ووجه واحد يمنعه فعلى المفتي أن يميل إلى الوجه الذي يمنع التكفير تحسينا للظن بالمسلم” ! ..
وعند الإمام الغزالي “استباحة دماء المسلمين المقرين بالتوحيد خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم مسلمٍ واحد” ! ..
فهل المطلوب من الشعب السوداني هو أن يبتلع ـ ببساطة ـ هذه الفتوى التي لا تفرق بين إطلاق لفظ الكفر على الفعل (النهج الفكري/ السياسي) وإطلاقه على الأشخاص المنتمين إليه ؟! .. إن تكفير أحدهم يعني أنه مهدر الدم .. و يعني أنه يحق لأي مسلم قتله .. تكفير أحدهم أمر يترتب عليه أحكام خطيرة مثل التفريق بين المرء وزوجه .. فهل هذا هو إحقاق الحق بحسب تلك الفتوى ؟! ..
هم مسلمون .. وأنتم مسلمون .. ونحن مسلمون : نعلم أن الخطأ في الفتوى أمر قد يحصل .. ومن قبل علماء وفقهاء مشهود لهم .. ونعلم أن المجتهد يمكن أن يصيب ويمكن أن يخطئ ..
يا رابطة علماء ودعاة السودان (رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره) .. نذكركم وأنفسنا بقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً) !

Post: #33
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-28-2009, 10:38 AM
Parent: #32

“كافر وإن كان يصلي” ؟!

Post: #34
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-28-2009, 03:01 PM
Parent: #33

الحركة: (الوطني) يتحمل مسؤولية انتشار ثقافة التطرّف بالبلاد (نزعته الرقابة الامنية)
بواسطة: admino
بتاريخ : الجمعة 28-08-2009 11:07 صباحا

اعتبرته خطراً على البلاد ويهدمها
الحركة: (الوطني) يتحمل مسؤولية انتشار ثقافة التطرّف بالبلاد

كتب: حسين سعد

وصفت الحركة الشعبية المجموعات المتطرفة دينياً وعنصرياً بأنّها خطر على البلاد، واتّهمت المؤتمر الوطني بتشجيع التطرّف وحملته مسؤولية ظهور وانتشار هذه الثقافة طيلة العشرين سنة الماضية، وقال الأمين العام للحركة باقان أموم أنّ مشروع الحركة الشعبية مشروع
يعارض أي تطرف ديني أو عنصري لأن ذلك يهدم السودان وخطر حقيقي، وقال إنّ المؤتمر الوطني يتحمل مسوؤلية ظهور ظاهرة التطرف، وهذه المجموعات تابعة للمؤتمر الوطني، وهو الذي يحركها ويستخدمها لعرقلة عمل خصومهم في السياسة السودانية.

وصفت الحركة الشعبية المجموعات المتطرفة دينياً وعنصرياً بأنّها خطر على البلاد، واتّهمت المؤتمر الوطني بتشجيع التطرّف وحملته مسؤولية ظهور وانتشار هذه الثقافة طيلة العشرين سنة الماضية، وقال الأمين العام للحركة باقان أموم أنّ مشروع الحركة الشعبية مشروع يعارض أي تطرف ديني أو عنصري لأن ذلك يهدم السودان وخطر حقيقي، وقال إنّ المؤتمر الوطني يتحمل مسوؤلية ظهور ظاهرة التطرف، وهذه المجموعات تابعة للمؤتمر الوطني، وهو الذي يحركها ويستخدمها لعرقلة عمل خصومهم في السياسة السودانية.

اجراس الحرية

Post: #35
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-28-2009, 10:44 PM
Parent: #34

قال الاستاذ مرتضى الغالى فى عموده مسالة

لان من يطلق تهمة الكفر (من عندياته) على الاخرين، يكون قد أعطى نفسه مهمة ليست من شأنه، وكأنه يريد ان يجلس على مقعد ليس له... فالله هو المتصرّف في الكون وهو المطّلع على السرائر وهو عالم الغيب والشهادة... ففي (أي ليق) يا ترى يتم تسجيل الروابط هذه الأيام...!

Post: #36
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-29-2009, 09:28 AM
Parent: #35

قال الاخ فيصل محمد صالح فى عموده فى الاعلى


كم من فئة دينية تعتقد أنها على حق والآخرون على خطأ؟ كم من فئة حاولت احتكار الدين لنفسها والادعاء بخروج الآخرين عنه، وقد يتعاطف معها البعض، حتى وإن لم يتفقوا معها كليا، وذلك لأنها تخلصهم من بعض خصومهم أو تضعفهم، ويرون في ذلك مصلحة لهم، فيشجعونهم، أو يسكتون عنهم. ثم تبدأ الدائرة تضيق شيئا فشيئا، حتى تصل لمرحلة تكفير من يقرا القنوت سرا أو جهرا، ومن يطيل الجلباب أو يقصره، ومن يحف اللحى أو يطيلها.
هذه هي الدائرة الشريرة الحقيقية وليس غيرها، إما إن في البلد دستور وقوانين تضع للناس حدودهم ومساحة تحركهم تجاه الآخرين، وتوقف من يحاول جر البلد للفتنة،وإما أننا سنصير مثل جحا، الحريق في بلد أخرى غير بلدنا فلا يهمنا، ثم أنها في بلدنا ولكن في حي غير حينا، ثم أنها في حينا ولكن في منزل غير منزلنا، ثم يأتي الدور على الثور الأسود والأحمر.

الاخبار

Post: #37
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-30-2009, 07:01 AM
Parent: #36

الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان

الحزب الشيوعي ..يخرج من قبره !

الحمد الله أبداً سرمداً , ولا نشرك به أحداً ، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي كبت الله به الأعداء , فزلزل بدعائه قلاع المارقين , ونسف بجهاده معاقل المنافقين حتى هدمت سراياه جيوش الخائنين على كر الدهور ومر السنين.
لقد بادت الشيوعية في مهدها، وولت إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليها، ولكن الحزب الشيوعي السوداني ، خرج من قبره ، ليقول للناس هلموا إلى الماركسية مرشداً ومنهجاً، من جديد .. إلى (ماركس) حفيد الحاخام (مردخاي ماركس) اليهودي، يقول (أوتورهل) الماركسي: " (ماركس) كان على الدوام متقلبا مبتئساً حقوداً ، لا يزال في تصرفه عرضة لتأثير سوء الهضم وهياج الصفراء، وكان موسوساً يغلو كجميع الموسوسين في متاعه الجسدي". ماركس ..الذي جلب الشقاء لأبيه وأمه، وحتى ابنتاه ماتتا منتحرتين.
لقد أشرف اليهود على تنظيم وتكوين الأحزاب الشيوعية في العالم العربي فهم قادتها ومخططوها ، فالحزب الشيوعي في مصر تأسس على يد روسي يهودي اسمه (جوزيف روزنبرغ) والحزب الشيوعي السوري اللبناني اعتبر حرب 1948 ضد إسرائيل: مؤامرة رجعية دنيئة استعمارية، هدفها بذر الخصومة والعداء بـيـن الشـعـبـيـن العربي واليهودي، وكان يرأسه في لبنان (جاكوب تايبر) اليهودي الروسي، يقول الأستاذ سعد جمعة (وقد ثبت بما يقطع كل شبهة قيام تنظيم موحد، وترابط عقائدي، وتخطيط، وتكامل في التخطيط والهدف، بين كل من الحزب الشيوعي الإسرائيلي والأحزاب الشيوعية العربية).
إن الشيوعية حرب على كل الأديان، وفي مقدمتها الإسلام.
1- يقول ماركس : (الدين أفيون الشعوب) ، (إن الله لم يخلق الجنس البشري بل الإنسان هو الذي خلق الله).
2- يقول لينين: (الدين خرافة وجهل)، وفي المؤتمر الثالث للشباب يقول لينين : (إننا لا نؤمن بإله، ونحن نعرف كل المعرفة أن أرباب الكنيسة والإقطاعيين والبرجوازيين لا يخاطبوننا باسم الإله الا استغلالا ) .
3- يقول ستالين سنة (1937م) : ( يجب أن يكون مفهوما أن الدين خرافة، وأن فكرة الله خرافة وأن الإلحاد مذهبنا) .
4- تقول برافدا الشيوعية: (نحن نؤمن بثلاثة: ماركس ولينين وستالين، ونكفر بثلاثة: الله، الدين، الملكية الخاصة).
بناء على ما تقدم من مبادىء الشيوعية; فكل شيوعي كافر خارج من الإسلام وإن كان يصلي دائما أو أحيانا ، فلا يزوج من بنات المسلمين، واذا تزوج مسلمة فالزواج زنى، والأولاد أولاد زنى، ولا تؤكل ذبيحة الشيوعي، ولا يغسل إذا مات، ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يقبر في مقابر المسلمين، ولا يجوز لأبنائه المسلمين أن يرثوا منه لأنه لا يتوارث أهل ملتين. وكذلك لا يجوز زواج البنت الشيوعية من المسلم، والعقد باطل، وقربها زنى، هذه فتوى جميع العلماء في العصر الحديث، وهي فتاوى علماء الحرمين وشيوخ الأزهر كذلك، ومنها: فتاوى الشيوخ: حسنين مخلوف، محمد البخيت، عبد الحليم محمود، وغيرهم. قال تعالى: ) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ( النساء:140. لقد سقطت الشيوعية لأنها منهاج بشري وهذه عاقبة كل منهاج بشري يصطدم مع منهاج الله، لأنه يتحطم على فطرة الانسان. (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار) (إبراهيم: 61) .
"الشيوعية " ، وعدت الإنسان بالعدل والمساواة،( وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا )(سورة النساء). بيد أنها لم تجلب للإنسانية سوى الدماء والدموع والموت والخوف. إن "الشيوعية" مسؤولة عن مقتل حوالي: 100 مليون إنسان 20 مليون في الاتحاد السوفيتي المنهار- 65 مليون في الصين- مليون في فيتنام- مليونان في كوريا الشمالية- مليونان في كومبوديا- مليون في الدول الشيوعية في شرق اوروبا- 150 الف في امريكا اللاتينية- 1.7 مليون في افريقيا- 1.5 مليون في افغانستان- 10 الاف بسبب الحركة الشيوعية الدولية والاحزاب الشيوعية التي لم تصل الى السلطة.
ولم يشهد التاريخ في أحقابه مثيلا للمجازر التي أقامها الشيوعيون للمسلمين، وقد ثبت بالإحصائيات الروسية: أن "ستالين" وحده قد قتل11مليونا من المسلمين.وقتل الشيوعيون أكثر من 1.5 مليون في أفغانستان.
أيها المسلمون ..
ها قد صار أمر الطائفة الشيوعية جلياً ،لكل ذي عينين ، فرغـم دعواهم الحريـة يتبجح النـاطق باسم حزب الشيوعية في لقاء مع جريدة الحياة السودانية في العدد (109) ) حيـث عـرى الحزب الشيوعي السوداني ببـاقعة رزيـة، قائلاً بـكل صلـف و عنجهيـة : (( في ظـل دولـة المـواطنة سوف نعاقب ونسجن كل مـن يدعو إلي تطبيق الشريعة الإسلامية )) هذه هي الحرية التي تتغنى بـها الماركسيـة اللينينية اللعينة ، ،وإنما الطيش في الكلام يترجم عن خفة الأحلام ( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صـدورهم أكبر ) ولكـن خابوا وخسروا فـلا والله لـن يُسقطوا الإسـلام بعقائـده وشرائعه مهشماً مقطع الأوصـال ما دام فينا فـرد يتنسم نسيم الحياة . قال الله تعالى :(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) ) (المجادلة).

23/8/2009

Post: #38
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-30-2009, 10:43 AM
Parent: #37

الرابطة الشرعية تطالب بشطب الحزب الشيوعي

الخرطوم: أم زين آدم

دَعَت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان الحكومة إلى مراجعة قرارها القاضي بتسجيل الحزب الشيوعي السوداني والعمل على شطبه والقضاء على الواجهات التي يمارس عبرها نشاطه.
وطالب د. علاء الدين الزاكي الناطق باسم الرابطة في مؤتمر صحفي بقاعة الشارقة أمس، الحزب الشيوعي بنبذ الشيوعية الملتزمة بمبادئ ماركس والاستعاضة عنها بمبادئ جديدة لتشكيل حزب جديد.ومن جانبه قال الشيخ الأمين الحاج رئيس الرابطة، إنّ الرابطة ليست حزباً سياسيّاً ولا جماعة، وإنّما هيئة علمية تأصيلية، وانّ باب الانضمام إليها مفتوح لكل أهل السنة والجماعة، وانّها تعمل على نصح الأمة وإرشادها عبر تبني نهج وسطي، وانّها تصدر الفتاوى.وفي السياق أشار الشيخ محمد عبد الكريم إمام المجمع الإسلامي بالجريف غرب، عضو الرابطة إلى أن تكفير الشيوعية ليس أمراً جديداً أو مستجداً، وإنما هو أمر اجمعت عليه كل الجماعات الإسلامية وأصدرت الفتاوى في ذلك. ونفى أن تكون الرابطة هيئة تكفيرية لأن إطلاق التكفير على الإطلاق لا يجوز، وقال إنّ الرابطة تكفر من كفره اللّه ورسوله، وأضاف أن فتوى تكفير الحزب الشيوعي ليست ذات صبغة سياسية، وإنما تصدر الرابطة الفتوى حسب (النازلة)، وهو أمر يبت فيه العلماء ولا يحتاج لتوقيت، وزاد بأن الفتوى جاءت على خلفية تدشين الحزب الشيوعي لنشاطه في منطقة الجريف والعمل على استقطاب الشباب عبر بوابة الرقص والطرب وليس الأفكار.
وقالت الرابطة إنّ باب الحوار والنقاش مفتوح، غير ان ذلك لا يعني الرجوع عن تكفير الحزب الشيوعي، فالكفر في الشريعة حكم، ويكون على الأفكار والمبادئ، وأن الحكم على المعين لا بد من توافر شروط له، وشدّدت على أنّ قضايا التكفير علمية وليست سياسيّة، ولم تستبعد الرابطة اتخاذ مسالك لمنع الحزب الشيوعي من ممارسة نشاطه.


الراى العام

30/8/2009

Post: #39
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-30-2009, 03:16 PM
Parent: #38

وقال إنّ الرابطة تكفر من كفره اللّه ورسوله، وأضاف أن فتوى تكفير الحزب الشيوعي ليست ذات صبغة سياسية، وإنما تصدر الرابطة الفتوى حسب (النازلة)، وهو أمر يبت فيه العلماء ولا يحتاج لتوقيت، وزاد بأن الفتوى جاءت على خلفية تدشين الحزب الشيوعي لنشاطه في منطقة الجريف والعمل على استقطاب الشباب عبر بوابة الرقص والطرب وليس الأفكار.
وقالت الرابطة إنّ باب الحوار والنقاش مفتوح، غير ان ذلك لا يعني الرجوع عن تكفير الحزب الشيوعي، فالكفر في الشريعة حكم، ويكون على الأفكار والمبادئ، وأن الحكم على المعين لا بد من توافر شروط له، وشدّدت على أنّ قضايا التكفير علمية وليست سياسيّة، ولم تستبعد الرابطة اتخاذ مسالك لمنع الحزب الشيوعي من ممارسة نشاطه.

Post: #40
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-30-2009, 09:04 PM
Parent: #39

الأحد 30 أغسطس 2009م، 10 رمضان 1430هـ العدد 5812


ظاهرة التكفير ومسئولية الدولة

الطيب زين العابدين

الصحافة

05052008055111User44.gif
http://www.alsahafa.sd/admin_visitors.aspx


أصدرت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة التابعة للمجمع الإسلامي بالجريف غرب أول الأسبوع الماضي فتوى بتكفير الحزب الشيوعي السوداني (الأحداث: 25/8) بمناسبة افتتاح دار للحزب بالجريف قرب مسجد المجمع. وبتأثير هذه الفتوى ذهبت مجموعة من شباب المجمع الإسلامي إلى دار الحزب ليوزعوا تلك الفتوى على الحاضرين في احتفال الحزب قياماً منهم بواجب البيان الذي لا يجوز تأخيره عن وقته حسب قولهم. وكما هو متوقع حدث ما لا بد أن يحدث وهو اشتباك بالأيدي والعصي والسيخ بين أعضاء الحزب الذين يدافعون عن حقهم الديمقراطي في النشاط السياسي والفكري الذي يسمح به الدستور والقانون وبين أولئك الشباب الذين يظنون أن واجبهم الديني يحتم عليهم التصدي لكل من «يعادي الإسلام ويرفض تحكيم الشريعة الإسلامية ولا يوقر الأنبياء ولا يؤمن بالغيبيات ويخدع المجتمع المسلم بالشعارات»، وقد سمعوا من شيوخهم بالمسجد أن الماركسية التي يدين بها الحزب فلسفة مادية إلحادية وأن الشيوعية ملطخة أيديها بدماء المسلمين في أفغانستان وألبانيا وتركستان الشرقية. والسؤال هو: من المسئول عن هذا الصدام الذي وقع والذي كان من المحتمل أن يؤدي إلى قتل العديد من المشتركين فيه لو لا لطف الله وشيء من طبيعة سودانية تكره التمادي في العنف؟
أحسب أن الدولة مسئولة عن نتائج هذا الصدام الدموي لأنها لم تتدخل في منع ظاهرة التكفير التي بدأت تنتشر منذ أكثر من عقدين بين بعض المجموعات السلفية التي تأثرت بأفكار وفدت علينا من خارج الحدود الشرقية والشمالية. هناك مدارس متعددة في مسألة التكفير: الذين يكفرون المجتمع بأسره لأنه لا يحتكم إلى الشريعة الإسلامية ويستحلون دماءه مثل ما فعل الخليفي بقتل المصلين في مسجد الثورة وجماعة التكفير والهجرة التي قتلت الشيخ الذهبي في مصر، ومنهم من يكفر الحكومة ويستحل دماء أجهزتها الشرطية والأمنية والمسئولين فيها، ومنهم من يكفر أهل الكتاب ويستحل دماءهم وأموالهم مثل الجماعة الإسلامية في مصر قبل مراجعاتها الفقهية التي أدت إلى وقف العنف، ومنهم من يكفر بإنكار شيء من الدين، ومنهم من يكفر بفعل الكبيرة مثل الزنا أوالسرقة الخ .. فهل يجوز للدولة أن تسمح لكل هذه الجماعات بالخوض في قضية التكفير كما تشاء؟ لقد سبق لبعض الجماعات أن كفرت الأستاذ محمد طه محمد أحمد لأنه نقل مقالاً بصحيفته (الوفاق) يسئ إلى الرسول (ص) دون أن يطلع عليه، وأفتى مجمع الفقه الإسلامي بتكفير أهل الكتاب قاطبة وتكفير من لا يكفرهم من أمثال الدكتور الترابي، واعتدى بعض طلاب جامعة الخرطوم على معرض للطلبة المسيحيين بحجة كفر أهل الكتاب، وقتل بعض الشباب في ليلة عيد الميلاد الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل وسائقه بذات الحجة، وتعرض الدكتور الترابي للتكفير بسبب بعض آرائه الفقهية الجريئة.
لا أريد أن أخوض في جدل فقهي حول أدلة المكفرين لهذا العمل أو ذاك الفكر، ولكني أدعو إلى الإقتداء بسنة الرسول (ص) في معاملة من وصمهم القرآن صراحة بالكفر «ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون» (المنافقون:3)، واتهمهم القرآن بالكذب والبخل وإخلاف الوعد، واللمز والطعن في المؤمنين، والاتفاق مع الأعداء وإثارة النعرة القبلية لتفتيت وحدة المسلمين «لأن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل» (المنافقون:8). ومع ذلك عندما طلب ابن عبد الله بن أبى من الرسول أن يأذن له في قتل أبيه الذي قال تلك القولة الشائنة، أجابه المصطفى عليه السلام: كلا حتى لا تحدث العرب بأن محمداً يقتل أصحابه. أنظر كيف جعل الرسول شيخ المنافقين من زمرة أصحابه بحكم أنه انحاز إلى أمة المسلمين في المدينة ولو تظاهراً ونفاقا! وكانت حجة الرسول لمنع القتل حجة سياسية محضة، لا يريد أن يعطي العرب صورة مشوهة للمسلمين أنهم يقتلون بعضهمم! وعندما نزل القرآن في حق هؤلاء يغلظ لهم الوعيد «استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين» (التوبة:8)، قال الرسول: والله لو علمت أنه يغفر لهم لو زدت فوق السبعين لفعلت! ذلك نفس النبوة في أعلى تجلياتها الروحانية والتي هي رحمة للعالمين. مثل ذلك السلوك النبوي الرفيع هو الذي يناسب أهل السودان بتعدديتهم الدينية والعرقية والثقافية، كما يناسب طبيعتهم السمحة المتصوفة.
إن الفتوى بالتكفير في بلد كشمال السودان تعني ضمناً التحريض على العنف، وهذا ما فعله شباب الجريف غرب حين اقتحموا دار الحزب الشيوعي وحاولوا نشر فتواهم التكفيرية دون إذن من أصحاب الدار. هل هناك استفزاز وتحرش أكثر من ذلك؟ إن القانون الجنائي السوداني يجرم التحريض على العنف، والاتفاق الجنائي، وإشانة السمعة، والقذف، وإثارة الكراهية ضد الطوائف، والكذب الضار، وإثارة الشغب، والإخلال بالسلام العام والطمأنينة العامة، والإساءة والسباب الذي يعد إهانة للشخص. كيف يجرم القانون الجنائي كل هذه الأفعال ولا يجرم تهمة التكفير التي تعد أخطر من كل تلك الأفعال لأنها تعرض حياة الأفراد المتهمين للخطر كما تهدد أمن المجتمع وسلامته؟ ويصبح الأمر شاذاً وغريباً إذا تعرض المرء لتهمة التكفير حين يمارس حقاً سياسياً وفكرياً يكفله له القانون والدستور! وإذا ما تهاونت الدولة في هذا الأمر فلن يقف عند هذا الحد. فقد قال الدكتور محمد عبد الكريم وهو إمام مسجد الجريف غرب وأحد قيادات الرابطة الشرعية: نحن نرفض وجود حزب يرفض إقامة الشريعة الإسلامية بالشمال وأن وجود مثل هذا الحزب لا يجوز شرعاً. (الأحداث: 26/8)، والتحفظ على تطبيق الشريعة في الشمال لا يقتصر على الحزب الشيوعي وحده. وقد تكفر الدولة غداً لأنها تتعامل بالربا مع البنوك الأجنبية، أو لأنها تسمح لغير المسلم أن يترشح لرئاسة الجمهورية، أو لأن جهاز أمنها يتعامل مع مخابرات أجنبية كافرة، أو لأنها تسمح للمرأة بالترشح لمقاعد البرلمان وأن تصبح وزيرة في الدولة، وقد يكفر الشيعة والصوفية لأن عقيدتهما فاسدة، وهكذا لا حد لما يمكن أن تصل إليه فوضى إصدار فتاوى التكفير من الأفراد والجماعات.
فلماذا تسكت الدولة على أمر يهدد السلامة العامة في المجتمع؟ يبدو أن الدولة تشعر بالذنب لأنها لم تقدم النموذج الإسلامي الطاهر الذي وعدت به في إدارة الحكم لذلك تريد أن تستأنس الجماعات الإسلامية وأئمة مساجدها بأن تعطيهم قدراً من الحرية لا تعطيه لغيرهم حتى لا ينقلبوا عليها هجوماً وتجريحا، والهجوم من هؤلاء أشد إيذاءً لأنه يخاطب ويخلخل ذات القاعدة التي يستند عليها الحكم. وربما لأنها تستفيد من وجود هؤلاء المتشددين لأنهم يجعلونها تتسم بالوسطية والاعتدال، أو لتسلطهم على بعض خصومها السياسيين! وتستفيد تلك الجماعات بدورها من الهامش المتاح لها لأنه يعطيها فرصة سانحة، بعد خروج الحركة الإسلامية المستنيرة في عهد الإنقاذ من مجال الدعوة والتربية والتثقيف إلى مستنقع السياسة ومأكلة الاقتصاد، فتستغل المنابر الدينية وعلى رأسها المساجد لنشر أفكارها السلفية بين الناس وتنظيم نفسها وزيادة عضويتها وترتيب علاقاتها الخارجية التي تدعم مؤسساتها المختلفة. ولا أدعو إلى حظر هذه الجماعات السلفية أو التضييق عليها في الدعوة والتعليم فالحرية قيمة دينية وإنسانية متكاملة ينبغي أن تسع الجميع، بل إني معجب بنشاطهم وطلبهم للعلم وحماستهم لأفكارهم رغم اختلافي معها. ولكن الحرية لا تعني نشر تهمة التكفير شمالاً ويميناً على من يختلف معك في هذا الحكم أو ذاك الرأي فذاك أمر خطير يهدد أمن المجتمع وسلامته، والأمثلة شاهدة على ذلك في عدد من البلاد مثل الصومال والعراق وأفغانستان واندونيسيا واليمن. فيجب على الدولة أن تحظر وتجرم إطلاق تهم التكفير على أي فرد أو جماعة مهما كانت الدواعي والأسباب، وإن كان لا بد من النظر في بعض الحالات الاستثنائية لأسباب عملية فينبغي أن يوكل النظر فيها إلى دائرة بالمحكمة العليا بعد أن يرفع الدعوى إليها شخص أو أشخاص متضررون أو النائب العام الذي يمثل الدولة، وهذا ما لجأت إليه الحكومة في حالة إثارة التهمة ضد المرحوم محمد طه محمد أحمد. إن استشراء ظاهرة التكفير أمر جد خطير وينبغي على الدولة أن تأخذه بمحمل الجد، ولا تنسى أن النار تشتعل من مستصغر الشرر، وإن استفادت سياسياً من مثل هذه الدعاوى اليوم فستندم عليها غداً عندما يشتد عود هذه الجماعات وتطمح في الخلافة الكبرى!

Post: #41
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-30-2009, 10:40 PM
Parent: #40


الأحد 30 أغسطس 2009م، 10 رمضان 1430هـ العدد 5812

أصدرت فتوى بتكفير أعضائه ودعتهم إلى التوبة
الرابطة الشرعية تعلنهـا حرباً علـى الحزب الشيوعـي

الخرطوم: علاءالدين محمود

في تطور جديد وبلهجة تصعيدية دعت الجماعة المسماة بالرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان الى حل الحزب الشيوعي السوداني وإلغاء تسجيله كحزب سياسي، ونصحت الحكومة بايقاف نشاط من وصفتهم بـ»الفئة الضالة» والتصدي لنشر الافكار الشيوعية في المجتمع، وذلك بعد يومين من إصدار الرابطة لبيان يعلن تكفير الحزب وردته عن الاسلام على خلفية حادثة وقعت بين الطرفين في افتتاح دار للحزب في منطقة الجريف غرب التي تقع شرق الخرطوم .وحاولت الجماعة التي توصف بالمتشددة في مؤتمر صحافي عقدته امس في قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم حشد نصوص دينية عديدة لاجل دمغ الحزب الشيوعي بصفة الكفر، المؤتمر الصحافي حضره عدد كبير من قادة الجماعة تقدمتهم قيادات تاريخية مؤسسة للجماعة ومنها الامين الحاج محمد أما بقية القيادات فهي في سن الشباب لاتكاد قد بلغت الاربعين من العمر وهو السن الذي يوصف بسن النضوج ويتقدمهم د0 علاء الدين الزاكي والشيخ محمد عبدالكريم فيما عدا ذلك فان الذين حضروا المؤتمر الصحافي من غير الحضور جلهم من شباب لم يبلغ العشرين من العمر بدأ عليهم الاعجاب الشديد بما يتلاه قادتهم من قول خصص للهجوم على الحزب الشيوعي ورميه بالكفر والفسوق والعصيان . الشيخ الامين الحاج محمد الذي قدمته المنصة على انه رئيسا لما يسمى بالرابطة قدم هو بدوره تعريفا للرابطة نافيا عنها صفة الحزب السياسي معرفا اياها بأنها رابطة تضم نفراً ومشائخ من دعاة اهل السنة وانها هيئة علمية تأصيلية تعمل على نصح الامة وإرشادها وتصدر فتاوي بما يصلح المؤمنين وتحدث الشيخ الامين عن اسباب المؤتمر الصحافي الذي دعت اليه الجماعة تحت لافتة ( مؤتمر صحافي حول الحزب الشيوعي ) وقال إنهم في المؤتمر الصحافي هذا سيتحدثون حول ما اطلقوا عليه ظهور الشيوعية مرة ثانية بوجهها الكالح وقال انهم يريدون ان يبينوا للناس حكم الشرع في الحزب الشيوعي وفي الانضمام اليه . ويبدو ان الرابطة قد خلصت في امر الحزب الشيوعي الى فتوى تكفر الحزب الشيوعي السوداني وتدعو الى عدم الانخراط فيه، وتعتبره معاديا للدين، وتطالب اعضاءه بالتوبة والتخلي عن النظرية الماركسية اللينينية واحترام الاسلام، وتؤكد استعدادها للاشتراك في مناظرة مع اعضاء الحزب حول أي من القضايا التي اثارتها.
وهاجم الشيخ محمد عبد الكريم وهو استاذ بجامعة الخرطوم وامام وخطيب مسجد منطقة الجريف غرب بالخرطوم، الحزب الشيوعي ووصف أعضاءه بالمروق من الاسلام، قبل ان يتلو بيان اطلق عليه بيان حكم العلماء في السودان على الحزب الشيوعي بالكفر والردة وقال إن فتوى تكفير هؤلاء ليست جديدة وتستند على كثير من الفتاوي التي صدرت بشأن الشيوعية مثل فتوى مجمع الفقه في رابطة العالم الاسلامي، وفتاوي علماء الازهر، وفتوى اللجنة الدائمة للبحوث للافتاء بالمملكة العربية السعودية بأنه لا يجوز انتخاب من علم بانه شيوعي أو يسخر من الدين الاسلامي أو اعتنق القومية او اعتبرها دينا للمجالس البلدية أو الدوائر الاخرى.
ونفى الشيخ عبد الكريم في المؤتمر الصحفي أمس أي علاقة سياسية لفتوى الرابطة حول حكم الحزب الشيوعي، مشددا على أن الرابطة ليست جهة سياسية وإنما رابطة علمية مستقلة تتألف من علماء ودعاة وهم قادة فكريون معروفون في المجتمع واساتذة في الجامعات وائمة مساجد، ورأى أن الفتوى التي صدرت ليست موقفا مؤقتا ولا تكتيكا سياسيا يمكن التراجع عنه في المستقبل دون اعلان التوبة من قبل المعنيين بها.
من جهته، دعا الامين العام للرابطة الدكتور علاء الدين الزاكي، الحكومة الى حل الحزب الشيوعي (مثلما حصل في ستينيات القرن الماضي عندما طرد اعضاء الحزب عن البرلمان بسبب حادثة مثيرة للجدل تتحدث عن سب احد اعضاء الحزب للسيدة عائشة رضي الله عنها)، وبالرغم من تبرء الحزب الشيوعي من تلك الواقعة وبالرغم من ان المحكمة الدستورية آنذاك اعادت الحزب مرة اخرى الى البرلمان فان الزاكي يستشهد بتلك الواقعة ويقدمها دليلا على كفر الحزب الشيوعي اضافة الى كتابات طلاب الجبهة الديمقراطية في صحفهم الحائطية وبناء على تلك الشواهد التي قدمها الزاكي فانه ينصح الحكومة بايقاف نشاط من وصفها بـ»الفئة الضالة» في المجتمع، كما دعا الى الغاء تسجيل الحزب الشيوعي من قائمة الاحزاب السياسية المسموح لها بممارسة النشاط السياسي، واعتبر نشاطه يهدم للمجتمع.
الحادثة التي وقعت بالجريف غرب عند افتتاح دار الحزب الشيوعي يعيد الشيخ محمدعبدالكريم صياغتها واعادة حكايتها بتفاصيل جديدة وبينما الرواية السائدة هي اعتداء تم من قبل مجموعة من الشباب المتشدد على دار الحزب بالاسلحة البيضاء الا ان يد فيما يبدو تمتد لتغير الكلم عندما يقول
عضو الرابطة الشيخ محمد عبد الكريم فى واقعة الهجوم إن الاتهام (كذب بلا حياء)، وقال إن ذوي 10 صبية دونوا بلاغات جنائية بقسم للشرطة في مواجهة منسوبين للحزب الشيوعي بتهمة الاعتداء بالضرب باستخدام السيخ ضد أبنائهم وهي بالطبع غير الرواية التي يرويها اعضاء الحزب الشيوعي بالمنطقة عندما قالوا ان الاعتداء قد تم عليهم وان تدخل العقلاء من اهل الحي حال دون ان تتطور الواقعة الى بلاغات جنائية . وبالرغم من لغة الهجوم القاسية جدا على الحزب الشيوعي التي اعاد فيها شيوخ مايسمى بالرابطة كل الاتهامات التي ذكروها وكذلك ما اسموه حكم الشرع مثل عدم جواز تزويج الشيوعيين من مسلمات أو ان يتم التفريق بينهم عبر الطلاق في حالة وقوع الزواج يمضي الكلام من اعضاء الرابطة ومنسوبيها متشدداً تجاه الحزب الشيوعي إلا أنه يتحول إلى رقيق ناعمٍ تجاه السلطة والمؤتمر الشعبي ويتضح ذلك من خلال الاجابة على تساؤلات الحضور من الصحافيين خاصة حول شرعية عمل الحزب الشيوعي الذي يجيء وفق الدستور وقانون الاحزاب الجديد واكتفى الشيخ الزاكي بالقول ان الدستور الاسلامي الصحيح لا يقر مثل هذه الافكار دون ان يضع نفسه في مواجهة المؤتمر الوطني والسلطة التي اقرت عمل الحزب الشيوعي العلني عبر الدستور واتفاقية نيفاشا وقانون الاحزاب ، وكذا الحال في سؤال متعلق بتحالف الحزب الشيوعي مع المؤتمر الشعبي في منظومة احزاب المعارضة وموقف الرابطة من هذا الحلف ومن المؤتمر الشعبي واكتفى كذلك شيخ الزاكي بالقول بامكانية التحالفات السياسية كتكتيك دون التحالف الآيديولوجي ومرة اخرى يبدو ان الرابطة لاتريد ان تضع نفسها في مواجهة مع المؤتمر الشعبي أو اي تنظيم آخر باعتبار ان المعركة الاساسية مع الحزب الشيوعي السوداني بالتالي يشتط الخطاب في مواجهته وهذا ما يؤكده مرة اخرى حديث الزاكي إذ يقول ان كل من اعتنق الشيوعية هو كافر لاشك في كفره ومرتد لاشك في ردته. قبل ان يدعو الزاكي المجتمع ومنظماته الى نبذ الحزب الشيوعي مرفقا ذلك بنصح الى الدولة بمراجعة قرارها الصادر بتسجيل الحزب وممارسة نشاطه . يبرز التكفير مرة اخرى في وجه الحزب الشيوعي من جماعات اسلامية ويتملك العجب الحضور من الصحافيين للمؤتمر الصحافي كون ان تكفير الحزب الشيوعي والسعي الى تعطيل نشاطه يتم على مسمع حكومة الوحدة الوطنية وبرغم انف قانون الاحزاب واتفاقية نيفاشا والدستور الانتقالي الذي يقر حرية النشاط الفكري والسياسي.

الصحافة

Post: #42
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-30-2009, 10:55 PM
Parent: #41

دعت الحكومة إلى مراجعة تسجيله كحزب سياسي
جماعة دينية تلوح بإيقاف نشاط «الشيوعـي» بالقـوة

الخرطوم: اسماعيل حسابو

دعت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان، الحكومة لمراجعة تسجيل الحزب الشيوعي السوداني ومنعه من ممارسة نشاطه ، كما طالبت المجتمع بنبذه، وهددت بالعمل على منع الحزب من ممارسة نشاطه في السودان، علي نسق ما تم في العام 1965م عندما تم حل الحزب وطرد ممثليه من البرلمان، كما دعت الشيوعي للتخلي عن فكره وتشكيل حزب سياسي بتوجه جديد.
وجددت الرابطة في مؤتمر صحفي عقدته بقاعة الشارقة بالخرطوم أمس، فتواها بتكفير الشيوعي واعتبار كل معتنق لأفكاره كافرا ومرتدا وزنديقا وضالا وذا أفكار هدامة، وتلا عضو الربطة، محمد عبد الكريم، فتوي بتكفير الشيوعي ومعتنق الفكر الشيوعي صادرة عن الرابطة وعدد من الفتاوي المماثلة صادرة عن مجمعات فقهية، وحذر من اتهام الرابطة بالجنوح الي التكفير من غير ضوابط، وقال ان الشيوعية تدعو لأفكار إلحادية أشد من القتل والخراب،
وأوضح رئيس الرابطة، الامين الحاج محمد احمد، ان الرابطة ليست حزبا سياسيا أو جماعة، وانما هي هيئة علمية تأصيلية تعمل علي نصح الأمة وارشادها وتستصدر الفتاوي في النوازل التي تلم بالمسلمين، ونفي الناطق الرسمي للرابطة، علاء الدين الزاكي، أية علاقة للفتوي بالعمل السياسي أو الانتخابات أو المجموعات التكفيرية.
وقال ان بعض السياسيين ودعاة الفتنة استغلوا «مصطلح التكفيريين» لتشويه صورة الناس، وقال نحن لسنا حزبا سياسيا أو شركاء في الانتخابات لنعني بها، معتبرا ما أثير في هذا الصدد مجرد مزايدات سياسية، وأبدي استعداده للمقارعة الشرعية والمناظرة.
وقال علي الشيوعي اما ترك الشيوعية بمبادئها القديمة وتشكيل حزب سياسي بتوجه جديد، والا ستكون الفتوي ماضية، مؤكدا أن الحريات التي تكون علي حساب الدين والشرع لا يمكن ان تكون مقبولة.
وعزا الزاكي، توقيت الفتوي الي اعتداء منسوبي الحزب الشيوعي علي بعض الشباب بدار الحزب بالجريف، مما أدي الي اصابة اثنين منهم اصابات بالغة تم علي اثرها نقلهما للمستشفي وتدوين بلاغ بمركز الشرطة، وقال نحن نملك أدلة وبراهين ويمكننا أن نفضح الشيوعي في المجتمعات والدفاع عن أنفسنا، وأضاف «لكن مجالنا مفتوح للحوار وعلي السلطات أن تضع هؤلاء في جحورهم»، ووصفهم بأعداء الحدود، ودعا الزاكي الدولة لمراجعة قرارها بتسجيل الحزب الشيوعي كحزب سياسي، ومنعه من ممارسة نشاطه والقضاء علي الواجهات التي يعمل من خلالها.
وقال «ليس ببعيد أن تسلك الرابطة نفس المسلك لذي تم في عام 1965م لمنع الحزب من ممارسة نشاطه بالسودان»، وأضاف «ندعو المجتمع ومنظماته لنبذ الشيوعي وصيانة أبنائها من الأفكار الهدامة»، معتبرا نقل الحزب لنشاطة لداخل الأحياء خطورة تهدد المجتمع وخصما علي مسيرة البلاد.

الصحافة

Post: #43
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: عبد الرحيم حسب الرسول
Date: 08-31-2009, 00:36 AM
Parent: #32

Quote: ويعلم أيضاً أن (الشخص) الذي ينتمي إلى الحزب الشيوعي الكيان السياسي ويصلي لا يعقل أن يرمى بالكفر .. يعلم المسلم عن هذا أدلة كثيرة منها ما تواتر عن رسولنا الكريم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله تعالى) .. وقوله : (إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة) ؟! ..
ثم أن القول بأن (كل شيوعي كافر وإن كان يصلي) هو عند العلماء المحققين من باب الحكم على النوع، أما الحكم بتكفير شخص بعينه ينتسب إلى الشيوعيين، فيستوجب التوقف للتحقق والتثبت، ومناقشته حتى تقوم عليه الحجة، وتنتفي الشبهة، وتنقطع المعاذير ! ..
عند الحنفية: «إذا كان في المسألة وجوه توجب التكفير ووجه واحد يمنعه فعلى المفتي أن يميل إلى الوجه الذي يمنع التكفير تحسينا للظن بالمسلم” ! ..



الكيك أخوي
هذا ما ورد في بعض مداخلاتك
وأود أن أوضح الآتي هناك في الأثر الاسلامي الكثير من الإسرائليات والموضوعات التي ألفت في حقها كتب ومراجع .
وأورد منها مثل هذه الأحاديث التي جرت على ألسن الناس دون تدبر مثل هذا الحديث الذي يستشهدون به بل ويجعلونه سنداً لأفعالهم الإجرامية . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله جعل رزقي تحت رمحي " حديث لا صله له بالنبوة ولا الرسالة ولا القرآن الكريم ولا الأخلاق حديث يصلح أن يكون قول أحد منهم بأفعالهم هذه أو قول لأميرهم . لكن أن ينسب إلى سيد الأخلاق المبعوث رحمة للعالمين... لا نقمة لهم!!! حيث أنهم بأحاديثهم هذه يجعلون منه المبعوث سيافاً للعالمين!!! أو قاطع طريق!! حاشاه حبيبنا صلى الله وبارك عليه وآله فلا وألف لا لكل حديث لم يقدره حق قدره صلى الله وبارك عليه وآله . ولو حملته جميع الصحاح وفي غنى عن أن نبحث عن ضعفه أو سنده أو نخضعه إلى الجرح والتعديل فلا جرح أعمق في جسد الرسالة الخاتمة مما يحدثه مثل هذا الحديث والأحاديث التي علي شاكلته التي تتعارض مع القران نصا ومعنى مثل الحديث الذي يقول (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) ولم يثبت أنه أكره أحداً من الناس على قول لا إله إلا الله أو أن يشهد أنه رسول الله والشواهد على ذلك كثيرة لا حصر لها وآخرها الفتح العظيم فتح مكة حيث يقول لهم بعد تمكنه من رقابهم (ماذا ترون أني فاعل بكم ؟؟قالوا أخ كريم وبن أخ كريم .قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء!!!) هذا هو فعله مع من هم آذوه !!! وطردوه وضيقوا عليه فهم كانوا أحق بهذا السيف من غيرهم !!! وهم مشركون !!! وذهبوا وهم مشركون إلا من رحم ربي حيث لم يؤمر أحداً منهم بقول لا إله إلا الله ؟!!! كما أن جميع الحروب التي خاضها كانت دفاعاً عن النفس ولم يكن غازياً كما يدعي البعض وحتى وهو في هذه الحال حال الدفاع عن النفس كان دائم التكرار لأصحابه بالوصايا الآتية. (لا تقتلن صبيا ولا أمرأة ولا كبيرا هرما ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا الماكلة ولا تغرقن نخلا ولا تحرقنه.)
وكم من مرة تبرأ من أفعال بعض أصحابه المخالفة لهذا النهج النبوي الرحماني كقوله في أكثر من موضع اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد؟!! ياسيدي يارسول الله الرؤوف الرحيم الحريص على المؤمنين .المبعوث رحمة للعالمين مؤمنهم وكافرهم دوابهم وشجرهم وحجرهم وآداب طريقهم وتجارتهم وحربهم وسلمهم !!!سأله أحد الأصحاب يوماً أن يدعوا على المشركين فقال : المبعوث رحمة للعالمين اني لم أبعث لعاناً !!! نفسي لك الفداء ياسيدي ولنا أن نسأل هذه الجماعات بأي مرجعية هم يرتكبون هذه الأفعال وكيف استحلوا قتل النفس؟!!ومرجعيتنا صلى الله وبارك عليه وآله يخبرنا بأنه (من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً)]وأي دين هذا الذي يجيز إختطاف النساء الممرضات والعاملات في الحقل الإنساني من الكوريات في أفغانستان !!! وهل من شروط (الاختطاف الشرعي) إختطاف محرم معها ؟!!!! والمسجد الأحمر في الباكستان الذي خرجت منه أشكال من الأسلحة والعتاد الحربي !!! بدلاً من الذي بني لأجله؟!! ومن يضع المتفجرات على قبور المسلمين؟!! مثلما حدث في تفجير مرقد الأمام الهادي والعسكري في سامراء العراق أليس من حق الغرب أن يبتدع مصطلح (الإسلام فوبيا)؟!!

Post: #44
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: كمال عباس
Date: 08-31-2009, 01:22 AM
Parent: #43

ظاهرة التكفير ومسئولية الدولة

د. الطيب زين العابدين

أصدرت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة التابعة للمجمع الإسلامي بالجريف غرب أول الأسبوع الماضي فتوى بتكفير الحزب الشيوعي السوداني (الأحداث: 25/8) بمناسبة افتتاح دار للحزب بالجريف قرب مسجد المجمع. وبتأثير هذه الفتوى ذهبت مجموعة من شباب المجمع الإسلامي إلى دار الحزب ليوزعوا تلك الفتوى على الحاضرين في احتفال الحزب قياماً منهم بواجب البيان الذي لا يجوز تأخيره عن وقته حسب قولهم. وكما هو متوقع حدث ما لا بد أن يحدث وهو اشتباك بالأيدي والعصي والسيخ بين أعضاء الحزب الذين يدافعون عن حقهم الديمقراطي في النشاط السياسي والفكري الذي يسمح به الدستور والقانون وبين أولئك الشباب الذين يظنون أن واجبهم الديني يحتم عليهم التصدي لكل من «يعادي الإسلام ويرفض تحكيم الشريعة الإسلامية ولا يوقر الأنبياء ولا يؤمن بالغيبيات ويخدع المجتمع المسلم بالشعارات»، وقد سمعوا من شيوخهم بالمسجد أن الماركسية التي يدين بها الحزب فلسفة مادية إلحادية وأن الشيوعية ملطخة أيديها بدماء المسلمين في أفغانستان وألبانيا وتركستان الشرقية. والسؤال هو: من المسئول عن هذا الصدام الذي وقع والذي كان من المحتمل أن يؤدي إلى قتل العديد من المشتركين فيه لو لا لطف الله وشيء من طبيعة سودانية تكره التمادي في العنف؟

أحسب أن الدولة مسئولة عن نتائج هذا الصدام الدموي لأنها لم تتدخل في منع ظاهرة التكفير التي بدأت تنتشر منذ أكثر من عقدين بين بعض المجموعات السلفية التي تأثرت بأفكار وفدت علينا من خارج الحدود الشرقية والشمالية. هناك مدارس متعددة في مسألة التكفير: الذين يكفرون المجتمع بأسره لأنه لا يحتكم إلى الشريعة الإسلامية ويستحلون دماءه مثل ما فعل الخليفي بقتل المصلين في مسجد الثورة وجماعة التكفير والهجرة التي قتلت الشيخ الذهبي في مصر، ومنهم من يكفر الحكومة ويستحل دماء أجهزتها الشرطية والأمنية والمسئولين فيها، ومنهم من يكفر أهل الكتاب ويستحل دماءهم وأموالهم مثل الجماعة الإسلامية في مصر قبل مراجعاتها الفقهية التي أدت إلى وقف العنف، ومنهم من يكفر بإنكار شيء من الدين، ومنهم من يكفر بفعل الكبيرة مثل الزنا أوالسرقة الخ .. فهل يجوز للدولة أن تسمح لكل هذه الجماعات بالخوض في قضية التكفير كما تشاء؟ لقد سبق لبعض الجماعات أن كفرت الأستاذ محمد طه محمد أحمد لأنه نقل مقالاً بصحيفته (الوفاق) يسئ إلى الرسول (ص) دون أن يطلع عليه، وأفتى مجمع الفقه الإسلامي بتكفير أهل الكتاب قاطبة وتكفير من لا يكفرهم من أمثال الدكتور الترابي، واعتدى بعض طلاب جامعة الخرطوم على معرض للطلبة المسيحيين بحجة كفر أهل الكتاب، وقتل بعض الشباب في ليلة عيد الميلاد الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل وسائقه بذات الحجة، وتعرض الدكتور الترابي للتكفير بسبب بعض آرائه الفقهية الجريئة.

لا أريد أن أخوض في جدل فقهي حول أدلة المكفرين لهذا العمل أو ذاك الفكر، ولكني أدعو إلى الإقتداء بسنة الرسول (ص) في معاملة من وصمهم القرآن صراحة بالكفر «ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون» (المنافقون:3)، واتهمهم القرآن بالكذب والبخل وإخلاف الوعد، واللمز والطعن في المؤمنين، والاتفاق مع الأعداء وإثارة النعرة القبلية لتفتيت وحدة المسلمين «لأن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل» (المنافقون:8). ومع ذلك عندما طلب ابن عبد الله بن أبى من الرسول أن يأذن له في قتل أبيه الذي قال تلك القولة الشائنة، أجابه المصطفى عليه السلام: كلا حتى لا تحدث العرب بأن محمداً يقتل أصحابه. أنظر كيف جعل الرسول شيخ المنافقين من زمرة أصحابه بحكم أنه انحاز إلى أمة المسلمين في المدينة ولو تظاهراً ونفاقا! وكانت حجة الرسول لمنع القتل حجة سياسية محضة، لا يريد أن يعطي العرب صورة مشوهة للمسلمين أنهم يقتلون بعضهمم! وعندما نزل القرآن في حق هؤلاء يغلظ لهم الوعيد «استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين» (التوبة:8)، قال الرسول: والله لو علمت أنه يغفر لهم لو زدت فوق السبعين لفعلت! ذلك نفس النبوة في أعلى تجلياتها الروحانية والتي هي رحمة للعالمين. مثل ذلك السلوك النبوي الرفيع هو الذي يناسب أهل السودان بتعدديتهم الدينية والعرقية والثقافية، كما يناسب طبيعتهم السمحة المتصوفة.

إن الفتوى بالتكفير في بلد كشمال السودان تعني ضمناً التحريض على العنف، وهذا ما فعله شباب الجريف غرب حين اقتحموا دار الحزب الشيوعي وحاولوا نشر فتواهم التكفيرية دون إذن من أصحاب الدار. هل هناك استفزاز وتحرش أكثر من ذلك؟ إن القانون الجنائي السوداني يجرم التحريض على العنف، والاتفاق الجنائي، وإشانة السمعة، والقذف، وإثارة الكراهية ضد الطوائف، والكذب الضار، وإثارة الشغب، والإخلال بالسلام العام والطمأنينة العامة، والإساءة والسباب الذي يعد إهانة للشخص. كيف يجرم القانون الجنائي كل هذه الأفعال ولا يجرم تهمة التكفير التي تعد أخطر من كل تلك الأفعال لأنها تعرض حياة الأفراد المتهمين للخطر كما تهدد أمن المجتمع وسلامته؟ ويصبح الأمر شاذاً وغريباً إذا تعرض المرء لتهمة التكفير حين يمارس حقاً سياسياً وفكرياً يكفله له القانون والدستور! وإذا ما تهاونت الدولة في هذا الأمر فلن يقف عند هذا الحد. فقد قال الدكتور محمد عبد الكريم وهو إمام مسجد الجريف غرب وأحد قيادات الرابطة الشرعية: نحن نرفض وجود حزب يرفض إقامة الشريعة الإسلامية بالشمال وأن وجود مثل هذا الحزب لا يجوز شرعاً. (الأحداث: 26/8)، والتحفظ على تطبيق الشريعة في الشمال لا يقتصر على الحزب الشيوعي وحده. وقد تكفر الدولة غداً لأنها تتعامل بالربا مع البنوك الأجنبية، أو لأنها تسمح لغير المسلم أن يترشح لرئاسة الجمهورية، أو لأن جهاز أمنها يتعامل مع مخابرات أجنبية كافرة، أو لأنها تسمح للمرأة بالترشح لمقاعد البرلمان وأن تصبح وزيرة في الدولة، وقد يكفر الشيعة والصوفية لأن عقيدتهما فاسدة، وهكذا لا حد لما يمكن أن تصل إليه فوضى إصدار فتاوى التكفير من الأفراد والجماعات.

فلماذا تسكت الدولة على أمر يهدد السلامة العامة في المجتمع؟ يبدو أن الدولة تشعر بالذنب لأنها لم تقدم النموذج الإسلامي الطاهر الذي وعدت به في إدارة الحكم لذلك تريد أن تستأنس الجماعات الإسلامية وأئمة مساجدها بأن تعطيهم قدراً من الحرية لا تعطيه لغيرهم حتى لا ينقلبوا عليها هجوماً وتجريحا، والهجوم من هؤلاء أشد إيذاءً لأنه يخاطب ويخلخل ذات القاعدة التي يستند عليها الحكم. وربما لأنها تستفيد من وجود هؤلاء المتشددين لأنهم يجعلونها تتسم بالوسطية والاعتدال، أو لتسلطهم على بعض خصومها السياسيين! وتستفيد تلك الجماعات بدورها من الهامش المتاح لها لأنه يعطيها فرصة سانحة، بعد خروج الحركة الإسلامية المستنيرة في عهد الإنقاذ من مجال الدعوة والتربية والتثقيف إلى مستنقع السياسة ومأكلة الاقتصاد، فتستغل المنابر الدينية وعلى رأسها المساجد لنشر أفكارها السلفية بين الناس وتنظيم نفسها وزيادة عضويتها وترتيب علاقاتها الخارجية التي تدعم مؤسساتها المختلفة. ولا أدعو إلى حظر هذه الجماعات السلفية أو التضييق عليها في الدعوة والتعليم فالحرية قيمة دينية وإنسانية متكاملة ينبغي أن تسع الجميع، بل إني معجب بنشاطهم وطلبهم للعلم وحماستهم لأفكارهم رغم اختلافي معها. ولكن الحرية لا تعني نشر تهمة التكفير شمالاً ويميناً على من يختلف معك في هذا الحكم أو ذاك الرأي فذاك أمر خطير يهدد أمن المجتمع وسلامته، والأمثلة شاهدة على ذلك في عدد من البلاد مثل الصومال والعراق وأفغانستان واندونيسيا واليمن. فيجب على الدولة أن تحظر وتجرم إطلاق تهم التكفير على أي فرد أو جماعة مهما كانت الدواعي والأسباب، وإن كان لا بد من النظر في بعض الحالات الاستثنائية لأسباب عملية فينبغي أن يوكل النظر فيها إلى دائرة بالمحكمة العليا بعد أن يرفع الدعوى إليها شخص أو أشخاص متضررون أو النائب العام الذي يمثل الدولة، وهذا ما لجأت إليه الحكومة في حالة إثارة التهمة ضد المرحوم محمد طه محمد أحمد. إن استشراء ظاهرة التكفير أمر جد خطير وينبغي على الدولة أن تأخذه بمحمل الجد، ولا تنسى أن النار تشتعل من مستصغر الشرر، وإن استفادت سياسياً من مثل هذه الدعاوى اليوم فستندم عليها غداً عندما يشتد عود هذه الجماعات وتطمح في الخلافة الكبرى
!

الطيب زين العابدين يكتب حول ظاهرة التكفير ومسئولية الدولة

Post: #45
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-31-2009, 10:39 AM
Parent: #44

الاعزاء
عبد الرحيم
كمال عباس
لكما منى التحيات الطيبات
واضيفلكما هنا راى القوى السياسية عن ما يحدث فى بلادنا الان من تكفير ...هن الاخبار
اقرا




حذرت من مغبة إعادة التاريخ
الكاتب/ متابعة : ليمياء - عادل - غلامابي
Monday, 31 August 2009
القوى السياسية ترفض تكفير الشيوعي وتحذر
في الوقت الذي كان القراء يطالعون فيه مقالاً للدكتور الطيب زين العابدين، المفكر الإسلامي وأستاذ العلوم معلقاً على فتوى الرابطة الشرعية للعلماء بتكفير الحزب الشيوعي واصفاً الفتوى بالتكفير في بلد كشمال السودان تعني ضمناً التحريض على العنف ,
عمدت رابطة العلماء الشرعية إلى تصعيد هجومها على الحزب الشيوعي وماضية في المطالبة بشطب الحزب واستتابة عضويته, وبالأمس أجمعت قوى سياسية على رفض قاطع لفتوى تكفير الحزب الشيوعي التي أصدرتها الرابطة الشرعية للعلماء بالسودان , وحذر الأستاذ عثمان عمر الشريف القيادي بالاتحادي الديمقراطي من مغبة تكفير الأفراد أو الأحزاب والمطالبة بوقف نشاطها من قبل جهات ما أو أفراد في المجتمع مهما كانت مكانتهم، وقال لـ(الأخبار): (الذين لديهم ملاحظات أو طعون على الحزب الشيوعي كان يجب تقديمها في فترة الطعون التي أعقبت تسجيل الحزب، أما وأن تفعل ذلك الآن فإنني أشتم رائحة سياسية في الأمر) وبسؤاله عن دعوة الرابطة الشرعية للعلماء بالسودان بسحب ترخيص الشيوعي قال:( هذه أول مرة أسمع فيها بهذا الاسم، أعرف أن هناك هيئة لعلماء السودان، ومجمع للفقه، أووزارة للإرشاد، أما رابطة شرعية فلم أسمع بها، وأضاف الشريف بأن الهدف من هذه الجلبة الآن إضعاف أثر الحزب الشيوعي السوداني في الحياة السياسية، ووضعه في خانة المدافع، واستغرب الشريف، وأكمل: ( كيف يتحدث هؤلاء عن تكفير أو منع من ممارسة سياسية؟، وأتساءل من أين يستمد هؤلاء مشروعيتهم في هذه الدعوة؟ ، هم ليسوا ظلاً لله في الأرض، ولا يحملون تفويضاً ربانياً بالحكم على العباد؟ ) ، وتخوف الشريف من أن الحملة التي يتعرض لها الشيوعي الآن قد تقود إلى حالة من الإرباك غير المتوقع في الحياة السياسية يصعب معه لاحقاً تلافيه، وعاد الشريف مستدركاً (يجب على الصحافة ألا تمنح مثل هذه الدعاوى مساحة تشغل بها القوى السياسية عما هو أهم).ومن ناحيته رفض الأستاذ عبد الجليل الباشا الأمين العام لحزب الأمة الإصلاح والتجديد الدعوة التي أطلقتها ما أطلقت على نفسها الرابطة الشرعية، وقال: ( نحن نقف بقوة مع الحزب الشيوعي السوداني، فهو حزب مسجل وفق القانون والدستور، ولاتملك أية جهة الحق في إطلاق الدعاوى والفتاوى، أو فرض رؤيتها علي الآخرين) وأضاف بأن حزبه مع الحريات العامة، ومع كل حزب يعبر عن أرائه وأفكاره وفقاً للدستور والقانون، وحذر الباشا من مغبة إعادة التاريخ مرة أخرى مستدعياً حادثة طرد الحزب الشيوعي من البرلمان في العام 1967م، وزاد: (مثل هذه التصرفات تزيد من تعقيد الواقع السياسي أكثر)، وأكد الباشا على موقف حزبه الثابت في دعم الشيوعي ضمن تحالف قوى المعارضة.
ومن جهته أبدى يوسف حسين الناطق الرسمي للحزب الشيوعي السوداني لـ( الأخبار ) أمس بشكوك كثيفة تجاه توقيت فتوى تكفير الحزب وقال يوسف إن حزبه يرى أن ثمة حملة تستهدفه وأن الحملة لن تنتهي بالحزب الشيوعي , وقال يوسف إن المؤتمر الوطني لديه أذرع ومنظمات، تحت عباءته، وأن هذه الحملة المستفيد منها هو المؤتمر الوطني.
وأضاف يوسف: ( إذا قرآنا المشهد السياسي نجد في الفترة الأخيرة عدداً من التطورات الجارية لغير مصلحة المؤتمر الوطني على رأسها قيام منبر مشترك لأحزاب المعارضة بهدف التنسيق والعمل المشترك فيما بينها من أجل إنزال الاتفاقات المبرمة مع السلطة في نيفاشا ، القاهرة ، اتفاق الشرق وأبوجا على أرض الواقع بحيث أن التلكؤ والتباطؤ الذى فرضته الإنقاذ على التنفيذ يشارف على الانتهاء ليصلوا الى آلية مشتركة وإلى برنامج للتنفيذ . ومنبر أحزاب المعارضة طرح على وجه التحديد بالنسبة للتحول الديمقراطي حملات من أجل إلغاء القوانين المقيدة للحريات , وقال يوسف حسين إن قراءة الحزب الشيوعي ووفقاً للأحداث الأخيرة تبين أن الحملة لم تقف عند جامع الجريف غرب بل انتقلت لمساجد أخرى ، حيث انضم مسجد أركويت مربع 48 للحملة المعادية حيث هاجم إمام المسجد الحزب الشيوعي السوداني . مما يؤكد أنها حملة منظمة وفقا ليوسف حسين , والذي أشار الى أن حزبه أرسل نداءً لكل القوى السياسية المعارضة لكى تتنبه لهذا المخطط الذي بدأ بالحزب الشيوعى ولن ينتهي به وأضاف: ( دعونا كل القوى الديمقراطية وكل قوى الاستنارة وفى هذا الإطار ثمنا التضامن الإيجابي لأحزاب المعارضة مع الحزب الشيوعي وإعلانها عن ندوة بدار الحزب بالجريف غرب ) وأبدى يوسف حسين استغراب حزبه من أن الجهات الحكومية الرسمية لم تقم بمساءلة الواقفين أمام دعوة التكفير والإلحاد والهجوم على دار الحزب بواسطة شباب ملثمين وتوزيع بيان هجومي في داره برغم ما في ذلك من مخالفة للقانون وأضاف:( من جانبنا رفعنا مذكرات للجهات المسئولة ولم نستلم أى رد من تلك الجهات).
ويشار ألى أن الرابطة الشرعية للعلماء بالسودان كانت قد نظمت امس الاول مؤتمراً صحافياً حول الحزب الشيوعي، طالبت خلاله بمراجعة تسجيل الحزب الشيوعي بوصفه تنظيم سياسي، ودعت لحله وحظر نشاطه السياسي، فيما طالبت أعضاء الحزب التخلي عن الماركسية اللينينية وتشكيل حزب جديد بمبادئ جديدة. ووصمت الشيوعي بحزب النشاط الهدام، فيما وصمت كل من ينتمي للحزب أو يعتنق أفكاره، كافراً ومرتداً وزنديقاً وضالاً وذا أفكار هدامة. وجددت المطالبة بعدم تزويج الشيوعي من المسلمة وتطليق (التفريق) بين الزوج الشيوعي و زوجته., و يشار الى أن المفكر الإسلامي الطيب زين العابدين كتب مؤخر منبها الى القانون الجنائي يجرم العديد من الجرائم بينما لا يجرم الجنائي تهمة التكفير التي تعد أخطر من كل تلك الأفعال لأنها تعرض حياة الأفراد والمتهمين كما تهدد أمن المجتمع وسلامته؟ ويصبح الأمر شاذاً وغريباً إذا تعرض المرء لتهمة التكفير حين يمارس حقاً سياسياً وفكرياً يكفله له القانون والدستور ! وإذا ما تهاونت الدولة في هذا الأمر فلن يقف عند هذا الحد.
و يذكر أن الحزب الشيوعي السوداني يحمل الرقم (47) في قائمة الأحزاب المسجلة لدى مجلس شؤون الأحزاب السياسية التابع لرئاسة الجمهورية. وطبقا لمصادر(الأخبار) لدى المجلس فإن الحزب الشيوعي استوفى الشروط العشرة التي تطلبته المادة (14) من قانون الأحزاب السياسية لسنة 2007م فيما أودع الحزب كافة الوثائق المطلوبة لإعلان الحزب طبقاً لأحكام المادة (15) من القانون. وعلى ذلك اكتسب الحزب الشرعية وفقاً للمادة (16) البنود (1/2/3) فصدر قرار تسجيل الحزب خلال خمسة عشر يوماً من تاريخ استلام وثائق الحزب، واكتسب الحزب الشخصية الاعتبارية، وصدر من المجلس ما يفيد بذينك القرارين ونشر في الجريدة الرسمية للدولة وفي صحيفتين يوميتين.

Post: #46
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-31-2009, 10:43 AM
Parent: #45

ظاهرة التكفير
الكاتب/ بقلم: أنور عوض
Monday, 31 August 2009

فتاوى ملغومة في سكة وطن محزون

أخطر ما في بيانات التكفير وما يتبعها من سفك لدماء الأبرياء, كما جرى في أحداث موبي الثورة بود مدني أو حادثة الجرافة بأم درمان وغيرها, أن الفرجة السلبية منحت دافعا إضافيا للتكفيريين لممارسة فعل التكفير بيانا أو قتلا إذ لا فرق لديهم بين الاثنين,
وما بين سنة وأخرى تقفز إلى سطح الأحداث هذه البيانات لتؤكد أن ثمة ضرورة للتوقف ومراجعة سيرة التكفير هذه.. وبالطبع فإن بيان تكفير الحزب الشيوعي الأخير بالجريف غرب ليس الأول ولن يكون الأخير سواء صدر من هذه الرابطة المسماة الرابطة الشرعية لعلماء المسلمين بالسودان أو غيرها من المسميات التي تخرج أوراقها للوجود في أوقات بعينها.
وإن ذهبت التفسيرات الراهنة وجهة أن تكفير الشيوعيين, وهم يحتفلون بافتتاح دارهم بالجريف غرب قبل أيام, هو بداية هجمة ضد الديمقراطيين وأنه بدأ بالشيوعيين ولن ينتهي بهم, ولعل هذا ما انتبهت له أحزاب المعارضة فاستهجنت البيان ورفضت المسلك وأبدت استعدادها للمشاركة في نشاط سياسي بدار الشيوعي بالجريف غرب في أقرب فرصة.. ومخطئ من يظن أن التكفيريين مهتمون فقط بالتكفير في ساحات السياسة فحسب, فالشواهد التاريخية تقول غير ذلك, ولا بأس من العودة للوراء خمس سنوات فقط , فيوم الأربعاء الخامس من مايو 2004 كان موعدا لعرض فيلم الأم المسيح بكلية الطب جامعة الخرطوم, كمنشط ثقافي ينظمه نادي السينما تحت رعاية الأمانة الثقافية لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم في دورة التحالف المعارض الأولى, ويومها وعندما كانت خطى الطلاب والطالبات تسرع نحو الكلية لمشاهدة هذا العمل الفني الذي ضجت به وسائل الإعلام العالمية حينها, كانت ثلة من المتطرفين من طلاب كلية الطب وبجانبهم بعض الوجوه التي لا علاقة لها بالجامعة تبحث عن طريقة لفرض واقع كئيب بمنع عرض الفيلم بدعوى أن الفيلم منشط تكفيري يجب الجهاد في سبيل منعه من التنفيذ.. فتسربت الفتوى من رأس أحد الأساتذة كما ذكر اتحاد الطلاب إلى عقول بعض المتطرفين ثم سرت فيهم الحمى المعهودة, فارتفعت صيحاتهم من داخل مسجد الكلية تعلن حربها أو جهادها كما تسميه على نشاط ثقافي لتحول القضية برمتها إلى قضية دينية وسياسية.. لتخرج جموع الخائفين من أية كوة ضوء, يضربون بأرجلهم ويلوحون بالعقاب وهم يهتفون (ضربنا ضربٌ شديد.. بأسنا بأس شديد) وكأنهم جيش على أعتاب المسجد الأقصى الأسير متناسين أو جاهلين بأن الفئة الوحيدة التي عارضت هذا الفيلم هي اليهود وفي كل العالم.. وفي الاتجاه المقابل احتشد الطلاب الذين ينتظرون عرض الفيلم وفي ملامحهم بان الاستياء من هذه الخطرفات الفكرية, ولم يخف البعض رغبته في أن يمضي النشاط وليكن ما يكون.. وبحكمة عمد بعض أعضاء الاتحاد
إلى تأجيل عرض الفيلم صونا للاستقرار بالجامعة ومنعا لوقوع أية مصادمات بين الطلاب.. وانفض الجميع وبعضهم يرى في الأمر غرابة ودهشة!!
ويومها نشرت صحيفة الشرق الأوسط خبر هذه الحادثة وورد فيها:
(آلام المسيح) يثير أزمة في جامعة الخرطوم
الخرطوم ـ إسماعيل آدم:
أثار فيلم (آلام المسيح) أزمة في جامعة الخرطوم كبرى الجامعات السودانية عندما رفض الإسلاميون من الطلاب بإلحاح وتهديدات عرض الفيلم في إحدى قاعات كلية الطب بالجامعة, مما دفع اتحاد الطلاب إلى تأجيل عرض الفيلم (منعا لحدوث صدامات) بين الطلاب. وكان نادي السينما التابع لاتحاد الطلاب أعد الفيلم للعرض مساء الأربعاء 5 مايو 2004 الماضي في إطار النشاط الثقافي إلا أن طلابا إسلاميين تجمعوا بمسجد الكلية وسيروا مظاهرة رافضة لعرض الفيلم، وهددوا بالضرب في حال إصرار الاتحاد على عرض الفيلم..)
واندهش الكثيرون للخبر ومآلاته داخل الجامعة وخارجها, مما دعاني للتساؤل يومها: مما يندهش هؤلاء؟ ومما يستغربون وبذرة هذا التطرف كانت تنمو أمام أعين الجميع.. وتمتد أذرعها الأخطبوطية تلطخ الجدران بعبارات سوداء تنبئ عن أفعال أكثر سوادا قادمة.. ويوما إثر يوم طالت الأذرع.. وها هو أخطبوط التطرف يبرز بوجهة الكالح.. ولذلك لم ير المتتبعون أية غرابة البتة في أن تعلو أصوات المتشددين والمتطرفين مجددا في باحات كلية الطب جامعة الخرطوم مهددة بعواقب وخيمة إذا أقام نادي السينما عرضه لفيلم (الأم المسيح).. وليس غريبا أيضا أن يحتمي أصحاب الفكر المتطرف من الظلاميين المسنودين من بعض التكفيريين المعروفين بالفتاوى التكفيرية والتي, كما يبدو, قد أعدوا كميات تجارية منها في مكاتب جمعية الدعوة والإرشاد إحدى البؤر المتطرفة في جامعة الخرطوم في ذلك الوقت , ليستلوا منها حزمة من الفتاوى كلما شعروا بأن تيار الاستنارة والوعي يمضي نحو المجمع الطبي, فيهرع أصحاب الفكر القاصر المنتفخ إلى دكانتهم ليأتوا برطل من فتاوى التكفير ينشرونها في وجه التيارات التي تنافسهم النشاط في جامعة الخرطوم..
وليس غريبا كذلك أن تتجه جماعات التطرف ممثلة في ما يسمى باتحاد قوى المسلمين (اقم) أو جمعية الدعوة والإرشاد, وجمعية الشباب المسلم وغيرها من واجهات الفكر المتطرف أن تتجه نحو إثبات وجودها وسيطرتها على المجمع الطبي بجامعة الخرطوم بعد أن كانت في الماضي تزعم سيطرتها عليه بالزعيق والنواح والملصقات الخواء.. وكأنهم يؤكدون أن منهج حركتهم هو (أنا اكفر الآخرين.. إذاً أنا موجود).. فما أبأسه من وجود كالعدم..
أخطأ الجميع وهم يظنون أن بذرة التطرف يمكن أن تثمر وعيا واستنارة.. أخطأت إدارة الجامعة طوال الحقبتين الأخيرتين وهي تتفرج على المنحة الاستثنائية لجمعية الدعوة والإرشاد المقدمة أيامها من أحد القياديين بكلية الطب دون غيرها من الجمعيات, فمنحتها شرعية النمو والغلو.. أخطأ الطلاب وهم يستمعون إلى صرخات الفتاوى صباح مساء في صمت يستحق الرثاء.
أخطأ اتحاد طلاب جامعة الخرطوم في دورته الأولى وما بعدها وهو يغض الطرف عن إنفاذ برامجه الثقافية بكلية الطب بالرؤية التي يريد.. أخطأ الإعلام وهو يرى المشهد دون أن يشرحه ويتنبأ بمآلاته.. ورغم كل هذه الأخطاء فإن الكل مطالب الآن بإصلاح الخطا..
وإن كان اتحاد طلاب جامعة الخرطوم في بيانه الصادر يوم السبت الثامن من مايو 2004 قد حدد موقفه بإقامة عرض الفيلم في كل مجمعات الجامعة, وتحذيره لهذه الجماعات المتطرفة باحترام التعدد والتنوع والقبول بالآخر في المؤسسة الديمقراطية الوحيدة المنتخبة في المليون ميل مربع, كما قال يومها علاء الدين السر رئيس الاتحاد في مخاطبة طلابية حاشدة بمجمع الوسط, فإن على الآخرين الذين ذكرت الاستعداد لإصلاح الخطأ.. وهذه ليست دعوة لإبراز العضلات أو تصفية الحسابات بالضرب, بل دعوة لحوار فكري وزخم ثقافي وإثراء فني ونشاط متمدد في المجمع الطبي حتى تختنق الأفكار المتطرفة القابعة في بعض الحجور.. وهي في ذات الوقت دعوة لإعادة قراءة نشأة هذه البؤر الظلامية واستعراض تاريخها المملوء بالصياح الفكري ولوثات التكفير..
وبما أن هذه الجماعات قد أصابتها الحمى مجددا سأعمد إلى عرض الحالة المرضية لهذه الفئة, وأعراض المرض لديها, والعدوى التي يخشى أن تنتقل منها إلى الشارع
السوداني الذي يعاني في الأصل من حمى إسلاميين آخرين.. وساتعرض في حلقات متصلة إلى تاريخ هذه الجماعات ومن يقف وراءها من أئمة التطرف بالسودان, وسأسرد كذلك الأحداث المؤسفة التي نفذتها هذه المجموعة داخل جامعة الخرطوم, وسبب اختياري لجامعة الخرطوم ليس لكونها مصدر الاستنارة والحراك السياسي والثقافي والاجتماعي فحسب, بل لكون أن جامعة الخرطوم نفسها احتضنت بذرة الجماعات المتطرفة تلك وكانت الجامعة والتنظيمات السياسية بها هي ساحة نشاط التطرف.

الوجه الكالح للتطرف
التطرف أطل بوجه الكالح بشكل سافر في جامعة الخرطوم في منتصف تسعينيات القرن الماضي بكلية الطب, ففي العام 1995م نظم المتطرفون حملة شعواء على الجبهة الديمقراطية بالجامعة واتهموا كوادرها بالفسوق.. بل وعمد المتطرفون إلى تحطيم المقاعد الأسمنتية و(البينشات) بكلية الطب بزعم أنها مدعاة للفسوق.. ولم تهدأ الأنفس قليلا بقيام انتخابات الاتحاد في 96-97 والتي ألغيت.. وفي العام الذي تلا الانتخابات وقبيل حادثة اغتيال الطالب محمد عبد السلام لجأ المتطرفون إلى التكفير النوعي بدلا عن تكفير تنظيم الجبهة الديمقراطية ككل, فأعلنوا تكفير الطلاب عبد الوهاب علي يوسف- محمد الأشرف- محاسن يوسف وثلاثتهم من الجبهة الديمقراطية... وحتى ذلك التاريخ لم ينظم المتطرفون برامجهم كعمل إستراتيجي واضح الملامح.. وتبدل الحال في العام 1995م, وفي ظل غياب الاتحاد وتجميده من قبل إدارة الجامعة نجح المتطرفون في تسجيل جمعية باسم الدعوة والإرشاد في كلية الطب.. كما نجحوا في نيل امتيازات استثنائية في الكلية منحوا عبرها مقرا للجمعية, في الوقت الذي رفضت إدارة الكلية إيجاد أي مقر للجمعيات العلمية، وهنا بدأت نقطة التحول في برامج المتطرفين, سيما وأن القيادي الأكاديمي بكلية الطب لم يوارِ دعمه ومساندته للجمعية وفتح القاعات الدراسية لمناشط الجمعية حتى تحولت قاعة بروفيسور داوود مصطفى إلى قاعة عرض لمحاضرات عمرو خالد وكل الدعاة الجدد الذين زحموا الفضائيات.. وفي صمت ووفقا لتكتيكاتها لجأت الجمعية إلى التمدد في الجامعة لبذر بذور التطرف في المجمعات الأخرى.. وتقديرا للواجهات ظهرت في مجمع شمبات جمعية تسمى الشباب المسلم, وهي لا تنفصل رغم النفي عن كونها فرعا لجمعية الدعوة.. وفي كلية الهندسة وبذات الرؤية كونت جمعية علمية تسنى لها أن تحتكر النشاط في كلية الهندسة, وعندما شعر المتطرفون بأن كلية الطب هي معقلهم بدأوا يسفرون عن تطرفهم عبر عدة فعاليات أبرزها تنظيم الجمعية لندوة بعنوان (الجامعات المختلطة حتمية المواجهة) في العام 2002م, ومن خلال العنوان فقط بان تعجل هؤلاء وحثهم على معركة مفتعلة لإبراز موقفين متطرفين, أولهما تركيز الخطاب العنيف تجاه المرأة وتجريمها, والثاني إبراز عضلاتهم بالدعوة إلى حتمية المواجهة.؟. ولم يكونوا يقصدون المواجهة في جامعة الخرطوم فقط بل في كل الجامعات السودانية, التي بالرغم من أنها تنوء بالمشاكل وندرة المعامل وندرة الأستاذ المؤهل.. نظر المتطرفون فقط للاختلاط لتدق جمعية الدعوة والإرشاد طبولها لتنذر المجتمع من خطر الاختلاط..
ويومها نظمت الندوة بقاعة بروفيسور داوود مصطفى, وعلى شرف الندوة جلس في الصفوف الأولى عدد من الشيوخ.. ومن بينهم د. عبد الحي يوسف, ومحمد عبد الكريم, والاثنان لا يحتاج ذكرهما إلى تعليق. وحفلت الندوة بتداعيات فضحت حجم الغلو والتطرف الذي يملأ صدر الجمعية.. فقبيل بداية الندوة والقاعة ممتلئة عن آخرها بالطلاب أدار منظمو الندوة وعبر أجهزة الـMultimedia المتطورة فيلما عن تجربة فنانات مصريات تائبات.. وعلى خلفية الفيلم الصوتية كانت ثمة موسيقى هادئة كجزء من العمل الفني للفيلم, فأمتعض بعض الشيوخ وفي مقدمتهم عبد الحي يوسف مما حدا بأحد المتحدثين إلى تقديم اعتذار للشيوخ على الموسيقى المحرمة كما ذكر.. والأدهى والأمر من ذلك أن القائمين على أمرها كانوا قد قاموا بتصوير الطلاب سرا وهم يجلسون في الكافيتريات, وسرب المتشددون أن هذه المشاهد ستعرض خلال الندوة للتدليل على الفسوق الذي ينتج عن الاختلاط.. ونتيجة لهذا الفعل غير الرشيد تجمع طلاب الكلية وقرروا اتخاذ مواقف واضحة حيال الجماعة في حالة عرضها للصور وما كان من هؤلاء إلا أن لغوا فكرة عرض الصور خشية ردود الفعل الغاضبة من الطلاب والطالبات على وجه الخصوص.. وعلى مر الأيام لم تنقطع فتاوى المتطرفين.. والتي نتج عن إحداها وقوع أحداث حرق معرض الكتاب المقدس في العام 1998م بمجمع الوسط بجامعة الخرطوم والتي لولا بعض الحكماء لتحولت إلى فتنه دينية لا تبقي ولا تذر... وعندما هبت رياح التنافس الحر لانتخاب اتحاد طلاب جامعة الخرطوم عمد المتطرفون كعادتهم إلى (بقحة) الفتاوى.. فخرجت البيانات تكفر تحالف القوى الديمقراطية ومن يدعمه من الطلاب... وعقب كسب التحالف لمقاعد كوسو لجأ المتطرفون إلى تعكير التجربة النقابية الأولى للاتحاد في دورته التي جاءت بعد انقطاع لسنوات فأعلنوا محاربتهم لفعاليات يوم الإبداع الذي درجت العادة على إقامته بكلية الطب وهددوا في العام 2003م بقيادة معركة ضد يوم المجون كما أسموه, ولكن الاتحاد يومها تمسك بإقامة المنشط مهما كانت النتائج, فدلف المتطرفون إلى جحورهم يتدارسون الخطط الجديدة.. ولأنهم لا يتعلمون من تجاربهم لجأوا في انتخابات 2004م إلى ذات المنهج التكفيري, وجاءت نتيجة الانتخابات لصالح تحالف القوى الديمقراطية للمرة الثانية..

الاخبار

Post: #47
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-31-2009, 10:52 AM
Parent: #46

العدد رقم: 1104 2009-08-31


خارج النص
معارك المترفين

يوسف عبد المنان
كُتب في:



المعركة التي يدور رحاها بين جماعة الرابطة الإسلامية أو مجموعة الداعية محمد عبد الكريم من جهة، والحزب الشيوعي فرع الجريف، تمثل نوعاً من الترف وارستقراطية أهل المدن في رمضان، فالحزب الشيوعي انتقد مجموعة محمد عبد الكريم التي تقيم في ذات الحي ودعاها لحضور احتفالات افتتاح داره، الشيء الذي اعتبره فريق محمد عبد الكريم تلاعبا واستفزازا لمشاعرهم - جماعة الرابطة - فهاجموا الشيوعيين وأصدروا فتواهم بتكفير كل شيوعي.. ذكرتني المعركة الهوائية بين جماعة محمد عبد الكريم وجماعة نقد أن أحد أساتذة الجامعات ممن يعملون في مناطق جنوب المملكة العربية السعودية ويجعلون من أنفسهم ناطقين باسم الحق الأعلى في الأرض، جاء لمنطقتنا التي تُعرف أحياناً بالمناطق الثلاث وأحياناً بجبال النوبة وثالثاً بجنوب كردفان ورابعاً بمناطق التماس وخامساً بالمناطق المهمّشة، تتعدد أسماء منطقتنا ونحن (يانا نحن) نوبة «تبقروا» أي أصبحوا بقّارة، وبقّارة «تنوّبوا» أي أصبحوا نوبة.. المهم جاء الداعية الاسلامي الذي انتظرناه بالصبر أياماً معدودات، وفي أول ندوة أقامها قال الرجل «إن المسلم الذي ينتمي للحركة الشعبية كافر لا يجوز دفنه في مقابر المسلمين ولا يجوز الزواج للمسلم من المرأة التي انضمت للحركة الشعبية» فضحك الناس على الداعية سراً وجهراً، وشعر الرجل بأن شيئاً ما يضحك الناس.. في الطريق إلي قريته سأل الداعية أحد المقربين إليه: لماذا يضحك الناس في الندوة؟ فقال له مرافقه «خالتك» .. خالتي مالها!! قال له: خالتك هي رئيسة التنظيم النسوي في الحركة الشعبية.. وقال آخر «خالتك خليها الكلام في نسيبك والد زوجتك البقى لينا سكرتير الحركة الشعبية»!! معارك التكفير في أوساط المسلمين هي معارك ترف ديني في ظل وجود مناطق في هذا البلد لا تزال على «الأرواحانيات» يعبدون الحجر وهناك من يعبد (الكدروك) أو الخنزير البري.. متى يغادر الدعاة الخرطوم إلى هيبان وجنوب الاماتونج وأدغال السودان لنشر الاسلام وسط مجموعات وثنية لم تبلغها حتى اليوم قوافل الدعاة الذين استمرأوا الدعوة في أوساط المسلمين واختاروا المركب السهل بدلاً عن المصاعب والمتاعب.. من يقرأ «مذكرات صياد» في «آخر لحظة» من الدعاة في الخرطوم وفي قلبه حمية حقيقية لهذا الدين سيتوجه اليوم التالي للجنوب، وهناك إذا نطق الشهادة عشرة من الأفراد بفضل دعوته فذلك أثقل في ميدان حسنات الرابطة الإسلامية وإن قضت على الحزب الشيوعي.. قضاء الجوعى على صحن لحم الضأن.. كان محمد الأمين القرشي يمتطي حماره ويجوب جبال النوبة قريةً قرية يأكل مع الناس العصيدة ويشرب الماء من الخيران، لكنه كان يدعو الناس للدخول في دين الله أفواجاً.. بفضل محمد الأمين القرشي دخل الاسلام الآلاف ولا تزال سيرته العطرة تفوح من جبال سلارا وتلودي وتلشي، لكن هل الدعاة الذين تخصصوا في الدعوة وسط المسلمين يستطيعون مغادرة الخرطوم والنزول من السيارات الفارهة وركوب اللواري والتجوال في الأرياف البعيدة وسط الوثنيين و«الأرواحانيين»!! أم الحرص على المضاربات في العملات الأجنبية وتجارة الاسبيرات هي ما جعلت الدعاة المترفين يعتبرون نشر الاسلام وسط الشيوعيين في الجريف أولى من الدعوة للاسلام في التخوم والأحراش لأن الله أمر بأن لا يعرض الانسان نفسه للتهلكة!!.

اخر لحظة




Post: #48
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-31-2009, 03:34 PM
Parent: #47

الإثنين 31 أغسطس 2009م، 11 رمضان 1430هـ العدد 5813

اليكم
الشد والجذب .. و.. القانون ..!!
الطاهر ساتى

2065
True
** وكأن البلد لم يشبع بعد من الفتن ، تطل في الأفق ملامح فتنة أخرى لابارك الله من أيقظها..وللأسف ما يحدث بين الرابطة الشرعية للعلماء والحزب الشيوعي يحدث تحت سمع وبصر أجهزة الدولة الرسمية المناط بها حفظ الأمن وتأمين أرواح الناس وممتلكاتهم من نار الفتن باتباع وسائل الوقاية .. لسنا بحاجة إلي المزيد من الحرب ، علما بأن الحرب أولها كلام ..ودائما ما يكون كلام ما قبل أي حرب شبيها بالكلام المتبادل منذ أسبوع ونيف بين رابطة العلماء والحزب الشيوعي ..!!
** للدولة محاكم ذات قوانين ، وهى المناط بها مهام فض أي خلاف و حل أية قضية ..وما حدث بدار الحزب الشيوعي من تراشق بين بعض شباب الحزب بالجريف غرب وبعض شباب مسجد الجريف غرب ، ليس مكانه صحف الإثارة ولا قاعات الاستقطاب ، بل ماحدث من تجاوز عكر صفو أمن المجتمع هناك يجب أن يعالج بعدالة في مكاتب النيابات وقاعات المحاكم وفق ما تنص عليه مواد دستور البلد والقوانين المنبثقة عنها ، بحيث الرأي العام من الجاني ومن المجنى عليه ..!!
** نعم للعلماء والشيوخ أدوار معلومة ومهمة يجب أن يؤدوها في مجتمعهم ، ولكن تلك الأدوار مهما بلغت عظمتها فان لها حدودا يخططها وينظمها دستور البلد والقوانين المتفق عليها رسميا وشعبيا ، إذ لايحق لعالم أو شيخ أن يكفر بعضا من الخلق ويأمر بحد الردة عليهم بلا إحم أو دستور..وكذلك لمناشط الأحزاب السياسية وخطاباتها حدود يخططها وينظمها ذات الدستور والقوانين المعمول بها ، ولايحق لأي حزب أن يتهم بعضا من الناس بالتطرف والإرهاب وينسبهم للقاعدة ليؤلب عليهم غضب العالم والرأي العام ..!!
** وبذرة الحدث هناك غرسها البعض الشيوعي ، بحيث ماكان عليهم أن يقصدوا المسجد بمنشوراتهم ودعواتهم ، وهم أكثر الناس علما بأن المساجد ليست مكانا للسياسة ، وأن الحزب وبرنامجه وكوادره غير مرحبين فى ذاك المسجد تحديدا ، بل : مكروهين عدييييل ..فلماذا مارس الحزب نهج الاستفزاز الذي لايولد فى النفوس الكارهة له ولفكره غير الغضب والبحث عن رد الاعتبار بأية وسيلة ..؟..لقد أخطأ الحزب بوضع تلك البذرة ..ثم ما كان على شباب المسجد أن يقصدوا دار الحزب لرد الاعتبار بوسيلة مخالفة لدستور البلد والقوانين المتفق عليها ..كان عليهم الاكتفاء برفض دعوة الحزب ومقاطعة داره ، وهذا حق مشروع ..ولكن ما ليس مشروعا هو تواجدهم بدار الحزب ، ولو لم يتواجدوا بها لما حدث ماحدث ..هكذا ..الحزب الشيوعي بادر بالخطأ ، ولكن شباب المسجد عالجوا الخطأ بخطأ آخر ...!!
** على كل حال ..القضية في مخافر الشرطة ، وكل طرف فيها يؤكد احترامه لمسار القضية واستعداده لتقديم المرافعات والدفوعات التي تبرئ موقفه وتكشف زيف موقف الآخر ..أي وضعا الكرة في ملعب الدولة وأجهزتها النيابية والقضائية ..وعلى أجهزة الدولة أن تتحلى بالمسؤولية وتذهب بهذه القضية إلي آخر المطاف بلا أية مؤثرات سياسية أوغيرها، علما بأن فى بسط هيبة القانون تتجلى قدرة الدولة على سد الثغور التى تتسرب منها الفتن ..هكذا يجب أن نرسم المسار الصحيح للناس في بلدي ، بحيث يسير في مسار به سياج محكم من القوانين المنظمة للحياة ..فأخرجونا ، بالله عليكم ، من الاحساس بالضيق في دولة الغابة إلي رحاب حكم دولة القانون ..والديمقراطية المرتقبة ما لم تجد دولة القانون هذه ، فانها ستتبرج بحيث تصبح فوضى فاجرة .. ويومها سوف يتمنى شعبنا العودة الي عهد الدولة الشمولية ، أو كما يتمنى حال أهل العراق اليوم ...!!

الصحافة

Post: #49
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 08-31-2009, 09:11 PM
Parent: #48

تكفير التكفير !! .. بقلم: زهير السراج
الاثنين, 31 أغسطس 2009 22:57


مناظير



zoheir [ [email protected]


* لم يكن رجما بالغيب أو( شطارة ) ما قلته هنا قبل بضعة ايام ان الفكر التكفيرى (غول لا يشبع) ولن يتوقف على فئة معينة بل سيتمدد ليشمل قطاعات عديدة فى المجتمع، وانما على خلفية التجارب المريرة الكثيرة التى شهدتها البشرية بسبب الفكر التكفيرى منذ قرون بعيدة، وهاهو الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير داخلية المملكة العربية السعودية ــ الدولة التى تطبق منهجاً دينيا صارماً ويتهمها الكثيرون بأنها سبب رئيسى فى ظهور الفكر المتطرف فى العصر الحديث وعانت منه ما عانت ــ يتعرض لمحاولة إغتيال فاشلة من أحد (التكفيريين)، فهل سمو الامير محمد بن نايف .. ( شيوعى مصلى) حسب معايير التكفير الجديدة، أم ملحد؟!



* وفى السودان دعت (رابطة العلماء الشرعيين) الموقرة التى لم يمر على تكفيرها للحزب الشيوعى اكثر من اسبوع، دعت فى ندوة عقدتها أول أمس بجامعة الخرطوم الى ضرورة التصدى لما أسمته بـ(الواجهات) التى (يمارس من خلالها الحزب نشاطه السياسى الهدام)!! أى أن (شهية) الفكر التكفيرى سرعان ما تخطت ( اسم) الحزب الشيوعى وعضويته المعروفة لتلتهم ( أسماء) و(جهات) اخرى لم تسمها الرابطة، بدعوى انها (واجهات) للحزب الشوعى، حتى لو لم تكن هذه الجهات كذلك ( والجملة الاخيرة من عندى)!!



* ولا تكتفى الرابطة بتهمة التكفير، ولكنها تحرض جهة رسمية على التصدى لهذه الواجهات و(إدخالها فى الجحور)، بل إن عضو الرابطة الشيخ الجليل محمد عبدالكريم يقول ان فتواهم بتكفير الحزب جاءت على خلفية تدشين دار الحزب بالجريف والعمل على استقطاب الشباب عبر بوابة (الرقص والطرب) وليس الأفكار(جريدة الرأى العام 30 أغسطس)، أى أن (الرقص والغناء ) فى رأى الشيخ الجليل مما يستوجب التكفير، وهكذا تتسع الدائرة شيئاً فشيئاً !!



* تلك الجهات أو (الواجهات) كما أسمتها الرابطة الموقرة، قد تكون أى ( أفراد) أوتنظيمات سياسية أو جماعات حقوقية أو نسوية أو غنائية أو مسرحية أو حتى (جماعة من المصلين) حسبما أفتت الرابطة بأن (الشيوعيين كفارحتى لو كانوا مصلين)، الأمر الذى يعنى نظريا وعمليا إمكانية دمغ أى شخص أو جهة بالشيوعية وتكفيرهما حتى لو لم يكونا شيوعيين، على خلفية الاختلاف فى الرأى أو (الكراهية) التى نهى الله سبحانه وتعالى ان تكون سبباً لظلم الناس (ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا) صدق الله العظيم .



* يتضح جلياً أن الفكر التكفيرى ليس له سقف، ولن يسلم منه حتى (الفكر التكفيرى) نفسه، الذى سيجد نفسه ــ مع كثيرين جدا ــ مواجهاً ذات يوم بذات الفكر فتشيع الفوضى والخراب فى المجتمع السودانى مثلما حدث فى مجتمعات كثيرة جدا، ولا اعتقد ان اى سودانى عاقل بمن فى ذلك الشيوخ الأجلاء اعضاء الرابطة الموقرة نفسها، يريد ذلك، خاصة وقد لمسنا من أقوالهم إستعدادهم للحوار والمراجعة، ولنا عودة باذن الله !!

[email protected]
جريدة السودانى، 31 أغسطس، 2009



Post: #50
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: البحيراوي
Date: 08-31-2009, 09:16 PM
Parent: #49

العزيز الكيك

رمضان كريم . للإجابة علي سؤالك أعلاه أقول أن الدولة السودانية غير عاجزة . لكنها غير راغبه حيث لم تكن بعيده من الذي يحدث بالذات حزب المؤتمرالوطني الممسك بزمام الأمور لعشرون عاماً وتجربته تؤهله لإختيار كيف ومتي يُثير مثل هذه الأشياء !!!!!!!!!

بحيراوي

Post: #51
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-01-2009, 05:49 AM
Parent: #50

شكرا
البحيراوى


التراخى فى تطبيق القانون والمحاباة وعدم احترامه دائما ما تفكك المجتمعات وتجعلها نهبا للحروب والاقتتال ..
وعندما تسود لغة القانون ويكون فوق الجميع وتكون السلطات القضائية محايدة ومستقلة عن السلطة الحاكمة وذات كفاءة عالية وحس وطنى يسود الامن والاستقرار .. وتنعم البلاد بالطمئنينة لان لا احد يزاود على احد فى معتقداته او سلوكه او ملبسه او ممارساته الحياتية الطبيعية ..
محاولة بعض الشيوخ فى منظمات اسلامية تكفير بعض الناس بفهمهم الضيق المعنى مرفوض لانه يعرض امن وسلامة الوطن لخلخلة وهزة اجتماعية وبلادنا يكفيها ما فيها ..
الاحزاب والكيانات السياسية تمثل مجموعة من المواطنيين اهل هذا الوطن المسمى بالسودان والكل تراضى بان نتاعايش وفق نظام ودستور وفوانين مصاحبة تمثل كل اهل السودان بتراضى واحترام وخروج مجموعة من وسط اهل السودان بفهمها القاصر لتبعد اخرى باسم الدين مرفوض لان الدين لله والوطن للجميع ..

Post: #52
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-01-2009, 10:23 AM
Parent: #51

صحيفة أجراس الحرية
http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=5530
--------------------------------------------------------------------------------
admino || بتاريخ : الثلاثاء 01-09-2009
: المهدي يستنكر حملات تكفير الحزب الشيوعي

: كتبت: رشا عوض

استنكر رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي تكفير الحزب الشيوعي والدعوة إلى حظر نشاطه من قبل الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة التابعة للمجمع الإسلامي بالجريف غرب، وعاب المهدي علي القانون الجنائي السوداني خلوه من مواد رادعة تجرم إصدار فتاوى التكفير وإهدار الدماء، وقال في بيان تلقت "أجراس الحرية" نسخة منه (إن ذهنية إصدار أحكام التكفير والتخوين في مجتمع متعدد الأديان، والمذاهب، والاجتهادات، كالسودان يناقض المساواة في المواطنةويشحن النفوس للتنافر والتباغض والتعصب والاستعداد لتصفية الحسابات بالاقتتال. هذا في بلد مثخنة بجراح الحروب وحبلى بالمرارات ورائجة بالأسلحة النارية)، وفي ذات السياق قال المهدي إن هيئة شؤون الأنصار سوف تدعو لمؤتمر يهدف لمواجهة ظاهرة التكفير بكل الوسائل

Post: #53
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-01-2009, 10:26 AM
Parent: #52

صحيفة أجراس الحرية
http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=5536
--------------------------------------------------------------------------------
الكاتب : admino || بتاريخ : الثلاثاء 01-09-2009


نص بيان الصادق المهدي حول ظاهرة التكفير


:
في يوم 20 أغسطس 2009م ولدى افتتاح دار للحزب الشيوعي السوداني في منطقة الجريف غرب اقتحم الدار عدد من الشباب يوزعون بياناً من الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة التابعة للمجمع الإسلامي بالجريف غرب فيه فتوى بتكفير الحزب الشيوعي ووقع بينهم وبين أصحاب الدار صدام عنيف.
بلادنا اليوم تموج فيها تيارات التكفير هذه مصحوبة بإهدار الدماء:
• تكفير المجتمع كله مادام لا يحكم بما أنزل الله واستباحة دماء أهله كما حدث في مسجد الحارة الأولي المهدية في عام 1994م ومسجد الجرافة في عام 2000م.
تكفير المغنين والموسيقيين واستباحة دمهم كما حدث في دار نقابة الفنانيين في نوفمبر 1994م.
• تكفير أهل الكتاب واستباحة دمهم كما حدث في قتل الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل في الخرطوم في ديسمبر 2008م.
• تكفير الذين لا يكفرون أهل الكتاب وإلحاقهم بهم واعتبارهم مرتدين.
• تكفير من يقول رأياً مخالفاً لاعتقاداتهم بشأن المرأة فإنكار النقاب كفر وردة.
وهنالك عدد من أئمة المساجد والدعاة يشهرون أقلامهم وألسنتهم بأحكام التكفير والردة وإهدار الدماء في مناطق كثيرة من البلاد ويواصلون ذلك دون مساءلة.
هذه الظاهرة سرطانية تبدأ بالكلام عن الكفر والردة وإصدار الفتاوى ثم يأتي شباب متحمسون ينفذون ما اعتقدوه سفكاً لدماء الكفار وتقرباً لله سبحانه وتعالى.
المسئول عن هذه الحالة هما:
أولاً: الدعاة الذين بنوا هذا الفهم الخارجي للدين ونشروه بوسائل مرتبطة بشبكات تكفير خارجية تدعمهم فكراً ومالاً.
ثانياً: الدولة التي تشمل قوانينها الجنائية تجريماً للتحريض على العنف، وإشانة السمعة، وإثارة الكراهية بين الطوائف، والكذب الضار، والاتفاق الجنائي، وإثارة الشغب، والإخلال بالسلام العام، والطمأنينة العامة، والإساءة والسباب الذي يعد إهانة للشخص. يجرم كل هذه الموبقات ويسكت عن جريمة أخطر وهي التكفير والتخوين وإهدار الدماء.
هذا الموضوع ينبغي تداركه بسرعة، وتجريم التكفير والتخوين سداح مداح الذي نعانى منه الآن على أن يكون القرار في هذه الأمور لمحاكم مؤهلة وعبر اتهامات محددة وإلا فمن يخوض في هذه الأمور يعاقب عقاباً رادعاً.
ولكن لندخل في جوهر موضوع الشيوعية والكفر. أقول:
1. صحيح أن النظرية الشيوعية تقوم على المادية التاريخية، والمادية الجدلية، أى أنها تقوم على تفسير مادي للطبيعة ولحركة الإنسان بل ولصورة الإنسان نفسه. وهو تفسير لا مكان فيه للبعد الروحي في الإنسان ولا للوجود الإلهي في الكون.
2. والتجربة السوفيتية في روسيا كانت معادية للدين عامة وللإسلام خاصة.
3. الحزب الشيوعى السوداني مع اشتراكه في التسمية مع تلك المراجع، كان مجانباً للجوانب الفلسفية للماركسية مركزاً عليها في إطار التحرر من الاستعمار، والتحرر من الاستغلال الاجتماعي.
نعم للحزب الشيوعي السوداني أخطاء كثيرة ولكن محاسبته عليها في الإطار الفكري والسياسي، وهي قطعاً لا تسمح لخصومه إصدار أحكام بالتكفير وإهدار الدماء.
لقد حدث في فترة الستينيات أن تهجم طالب على السيدة عائشة رضى الله عنها إساءة كان الأولى أن يحاسب صاحبها بها، ولكن الأغراض السياسية جعلتها سبباً لمحاكمة الحزب كله ومحاسبته عليها فكان ما كان من تداعيات دفع السودان ثمنها غالياً.
4. ومنذ انهيار الاتحاد السوفياتي (1989م) اتجه الحزب بوضوح نحو القيم الوطنية، والديمقراطية، والملكية الفردية، واحترام القيم الدينية وصار قادته يبدأون خطاباتهم بالبسملة وبتحية الإسلام.
والنهج الصحيح لدى الدعاة هو الاعتراف بهذه المراجعات وتشجيعها سائلين الله لهم الهداية لا اللعنة.
ولكن ما هي مشروعية التكفير في شرع الإسلام؟
الدين الإسلامي دين تسامح يمنح صفة الإسلام لكل من ينطق بالشهادة ولا يجيز لأحد أن يسارع بالتكفير. قال النبي (ص) "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ ، دَمُهُ ، وَمَالُهُ ، وَعِرْضُهُ" ، ويقول النبي (ص): "لئنَّ يُخْطِئَ الإمام فِي العَفْوِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي العُقُوبَة" ويقول (ص): " أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا" وتعايش النبي (ص) مع أهل المدينة على اختلاف أديانهم بموجب صحيفة المدينة. ومهما تأكد وجود كفرة ومنافقين حوله مثلما ورد في الآية "اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" ومع ذلك قال النبي (ص): "لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي لَوْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ غُفِرَ لَهُ لَزِدْتُ" .
وفي شريعة الإسلام نحن نعترف بأهل الكتاب ونوجب التعامل السلمي معهم فاختلاف الدين ليس علة للقتال بل علة القتال هي العدوان "فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) وقال تعالى "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" ثم إنه يتنافى مع تعاليم الإسلام التي تدعو إلى درء الفتنة قال تعالى "وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" .
إن ذهنية إصدار أحكام التكفير والتخوين في مجتمع متعدد الأديان، والمذاهب، والاجتهادات، كالسودان يناقض المساواة في المواطنة ويشحن النفوس للتنافر والتباغض والتعصب والاستعداد لتصفية الحسابات بالاقتتال. هذا في بلد مثخنة بجراح الحروب وحبلى بالمرارات ورائجة بالأسلحة النارية.
إن الأمر من الزوايا الدينية والسياسية والأمنية في منعطف حرج للغاية، وإن تركه كما هو الحال الآن دون علاج حاسم إهدار لسلامة الوطن ولأمنه القومي.
والخطر الذي يلوح في الأفق أنه حيثما رفعت قوى سياسية الشعار الإسلامي وصعدت به نحو السلطة دون ضوابط الشرعية الديمقراطية فإنها وهي تمارس السلطة يضطرها الواقع لمراجعات يراها آخرون خيانة للعهد فيندفعون في خط غلو تكفيري دموي كما حدث في أفغانستان، وفي الصومال، وفي غزة على أيدي جماعة أنصار الله بغزة، وسيوف الحق وغيرهما.
هذا السيناريو يمكن مشاهدة بذور نظائر له في السودان.
لخطورة هذا الأمر وتفشي ظاهرة التكفير وأثرها على حقوق المواطنة وحقوق الإنسان وخطرها على أمن الوطن والمواطن ولحماية الوطن من سيناريوهات أفغانستان والصومال فإن هيئة شئون الأنصار سوف تدعو لمؤتمر يخاطب هذه المشكلة ويستنهض الجسم السياسي السوداني كله لمواجهته بكل الوسائل.
الاثنين: 10 رمضان 1430
الموافق 31 أغسطس 2009م

Post: #54
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-01-2009, 03:43 PM
Parent: #53

الثلاثاء 1 سبتمبر 2009م، 12 رمضان 1430هـ العدد 5814

بشفافية
اللا منطق حتى في اللا منطقية

حيدر المكاشفي
[email protected]
إذا إفترضنا جدلاً أن الشيخ محمد عبد الكريم وجماعته في الرابطة الشرعية لم يكونوا يعلمون بوجود حزب شيوعي سوداني إلا مساء تلك الليلة التي أقدم فيها هذا الحزب على إفتتاح دار له بضاحية الجريف غرب ،فأثار ذلك حفيظتهم ونبههم لأول مرة بوجود هذا «الشيطان المريد» بين ظهرانيهم، أو لنفترض أن الجماعة «عملوا فيها رايحين» زهاء نصف قرن هو عمر هذا الحزب ولم تقع أسماعهم ولا أبصارهم طوال هذه المدة الطويلة على ما يدلهم أن بهذه البلدة الظالم أهلها حزب شيوعي وأن الصدفة وحدها هي التي دلتهم عليه في تلك الامسية التعيسة، فلماذا لم يسل الشيخ وجماعته أنفسهم إبتداء من أين أتي هذا النبت الشيطاني ومن الذي أتي به إلى هذه الارض الطيبة الطاهرة المباركة ومن الذي سمح لهذا «المارد العربيد» أن يعربد ويبرطع في ديار المسلمين باقامة الدور وعقد المؤتمرات والندوات وتأسيس صحيفة ناطقة بلسانه، ثم حين لا يجدوا إجابة على ذلك ويرجح عندهم أنه بلوى هبطت عليهم من السماء وابتلاء يمتحنهم به الله، فلينبروا ساعتها لحشد المنابر ما شاء لهم «الانبراء» ليشبعوا هذا الحزب ومنسوبيه ما وسع قاموسهم من شتائم وافتراءات وصلت حد إصدار فتاوي التكفير على الشيوع لكل من هو شيوعي، ولكن الحقيقة غير ذلك، فالحقيقة التي يعلمها الشيخ عبد الكريم ورهط المشايخ الآخرين هي أن الحكومة تعلم عن أمر هذا الحزب كل كبيرة وصغيرة إن كانوا هم لا يعلمون، أليست هي التي ذهبت إلى زعيمه في مخبئه وقالت له «إظهر وبان عليك الأمان» أي أنها ساعدته بل واغرته وحفزته للظهور إلى العلن، ثم أنها إستوعبته ضمن ما استوعبت من معارضين كأعضاء في البرلمان الذي ينطق باسم الشعب كافة بمن فيهم جماعة الرابطة الشرعية، وهي أيضاً تدعوهم لحضور مناسباتها الرسمية وكذلك هم يفعلون، ثم غير الحكومة هناك حزبها الحاكم الذي لحمته وسداته من إسلاميين لم ولن يستطع الشيخ محمد عبد الكريم ولا أي من مشايخ الرابطة أن يقول في احدهم «بِغم» دعك من أن يقول شيئاً في الحزب بكامل هيئته، رغم أنه يفاوض هؤلاء الشيوعيون، يسعون إليه في داره، ويسعى اليهم في دارهم، وكذلك يفعل الصادق المهدي وحسن الترابي وهما من هما معرفة بالشرع والفقه، ثم بعد ذلك كله هو حزب مسجل ومرخص له قانوناً ممارسة نشاطه السياسي من نمولي إلى حلفا ومن كسلا إلى الجنينة وليس فقط الجريف غرب التي تقع على مرمى حجر من نُزل سكرتيره العام ....
كل ما ذكرناه عن هذا الحزب وعلاقته بالآخرين وعلاقة الآخرين به بل واكثر منه يعلمه هؤلاء المشايخ، ولكن رغم علمهم الغزير هذا إلا أنهم «إستفردوا» بالحزب الشيوعي وحده وعزلوه تماماً من البيئة القانونية والسياسية التي تجعله صنواً لإنصار السنة كتفاً بكتف في الحقوق والواجبات وحق المواطنة، فأوسعوه دون غيره ليس شتماً وسباً وقذفاً فحسب بل وصل الامر حد المطالبة بطرده ونفيه وتغريبه، مع أنهم لو كانوا منطقيين مع لا منطقيتهم التي جعلت بضاعة التكفير مزجاة على قارعة الطريق لكفرّوا الآخرين أيضاً الذين يوادون الشيوعيين ويداعبونهم كذلك، ولنسفوا نيفاشا والدستور وكل القوانين المستصحبة لنيفاشا قبل أن يطالبوا بنسف الحزب الشيوعي .. ولكنه اللا منطق واللا عدل واللا مساواة حتى في لا منطقيتهم ... مع الاحتفاظ للعزيزة رشا عوض بحق الملكية الفكرية في صك هذا المصطلح ...

الصجافة

Post: #55
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-01-2009, 08:17 PM
Parent: #54


جبهة واحدة ضد الهوس الديني

نعلن تضامننا المطلق مع الحزب الشيوعي السوداني

تعرض الحزب الشيوعي السوداني في الأيام القليلة الماضية إلى هجمة تكفيرية جديدة شنعاء يقودها بالفتاوي الباطلة من أسموا أنفسهم "الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة" ونصبوها وكيلة للسماء في الأرض، وينفذها بالسلاح صبيتهم المغسولة أدمغتهم في احتفال الحزب الشيوعي بافتتاح داره بالجريف غرب. إننا في حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) نعلن تضامننا المطلق ووقوفنا بكل إمكاناتنا مع الحزب الشيوعي السوداني في هذه المعركة، إذ هي ليست معركته وحده، وإنما معركة كل قوى الديمقراطية والتقدم والاستنارة والوحدة الوطنية في بلادنا، وقد تعرض لها من قبل طلاب (حق) في الجامعات، كما تعرضت لها أيضا الحركة الشعبية لتحرير السودان وقياداتها في قطاع الشمال، وكذلك تنظيمات وجماعات وأعداد لا حصر لها من الوطنيين والديمقراطيين وناشطي حقوق الانسان والمدافعين عن الحريات.
إن جماعات الهوس والتطرف الديني وأفكارها الظلامية والفاشية ما كان لها أن تنتشر، ليس فقط في كل أرجاء الوطن، وإنما وبالأخص في أعلى مؤسساته التعليمية حيث ينبغي أن تسود قيم العقلانية وروح حرية الفكر والبحث العلمي، لولا البيئة الخصبة والمساعدات غير المحدودة التي وفرها لها نظام الإنقاذ، الذي يشاركها الآيديولوجية الإقصائية ويستفيد من خدماتها الإرهابية. ولكننا نقول لهذا النظام وهو المسئول عن أنشطة وجرائم هذه المجموعات، أن نيران الهوس والتطرف تلتهم مشعليها أنفسهم في نهاية الأمر، فالذي أودى بحياة السادات على حدودنا الشمالية ليس إلا أولئك الذين منحهم المنابر والأموال والحرية لمحاربة اليسار. وتشهد الأحداث الجارية حولنا بأن أكثر المجموعات تطرفا وعنفا إنما هي تلك تنشأ في كنف الدول والدويلات الدينية الإسلامية، مثل طالبان في باكستان، وجماعة الشباب والحزب الإسلامي في الصومال، و"بوكوحرام" في ولايات نيجيريا الشمالية، وأخيراً جماعة جند أنصار الله في غزة التي تحكمها حماس. إننا نتساءل كيف يمكن للسلطة أن تزعم بإمكانية إجراء انتخابات حرة ومتكافئة الفرص في ظل سيوف التكفير والإرهاب هذه؟ كما نستغرب كيف لها أن تصمت عن فتاوى إجرامية مثل هذه تهدد حياة المواطنين وحقوقهم الدستورية والوحدة الوطنية في الوقت الذي تطارد فيه النساء بسبب ارتداء بنطلون؟
إننا إذ نطالب السلطة بالتحقيق في الأمر وتقديم الجناة للمحاكمة، ندعو جميع القوى الحية والخيرة في بلادنا وكل قوى الديمقراطية والتقدم والاستنارة وكل الكتاب والأدباء والمفكرين إلى رفع الصوت عالياً بالاحتجاج، وإلى التكاتف والتحالف للعمل سويا بمختلف الوسائل وعلى كل الأصعدة في جبهة واسعة واحدة ضد الهوس والتطرف الديني في كافة أشكاله ومظاهره، وللوقوف سداً منيعاً في وجه هذه الحملة الشعواء ولحماية حقوقنا المشروعة في الدفاع عن حقوقنا في الفكر والعقيدة والتعبير والتنظيم. الحزب الشيوعي السوداني ليس وحده المستهدف في هذه المعركة، فلنقل جميعاً أنه لن يكون وحده فيها.

حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)
المكتب القيادي
26/8/2009

Post: #56
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-03-2009, 07:06 AM
Parent: #55

بسم الله الرحمن الرحيم

الحزب الاتحادي الديمقراطي بالولايات المتحدة
بيان تضامني مع الحزب الشيوعي السوداني

ظهر الى السطح مؤخرا بيان تكفيري اصدرته ما يسمى "الرابطة الشرعية للعلماء" تدعو فيه الى تكفير الحزب الشيوعي السوداني، وتفصل ما يلي ذلك من تبعات دينية واجتماعية. هـذا البيان ليس الاول من نوعه اذ سبقته بيانات وفتاوى تكفيرية بدأت في الظهور منذ بداية التسعينات، تدعو الى تكفير شخصيات دينية وسياسية وثقافية واجتماعية معروفة برصيدها الوطني. مثل هذه البيانات والفتاوى المزعومة لن تؤدي الا لمزيد من الفوضى السياسية والاجتماعية، ويظل القاسم المشترك بينها دائما هو دعوتها لاراقة دماء الخصوم السياسيين.

إن خطورة "الفتوى" لا تكمن فقط في محاربة او الغاء وجود الحزب الشيوعي فحسب، وانما تكمن في هدفها الواضح في احداث الفتنة بين فئات المجتمع الواحد، والهاء الناس عن الوضع السياسي والاقتصادي الذي الت اليه البلاد بفضل سياسات الانقاذ ومشروعها الحضاري، الذي مضى غير مأسوف عليه.

في مقابل هذا اتخذت الحكومة موقفاً سلبياً ووقفت في خانة المتفرج، ليس هذا فحسب بل سمحت للرايطة بتنظيم المؤتمرات الصحفية لتقديم افكارهم المتطرفة ودعواهم العلنية للتكفير والقتل، وزراعة الفتنة بين الناس بصورة تهدد امن المجتمع كله، في الوقت الذي ترفض فيه الحكومة لجميع الاحزاب السياسية تنظيم المؤتمرات الصحفية او الندوات السلمية او الاعداد للانتخابات القادمة.

لا نعتبر واقعة الجريف "مجرد حادثة معزولة" كما يحاول ان يروج البعض، أو كما تصورها السلطات الرسمية، ولكننا ننظر اليها كخطر داهم لن ينتهي اثره عند الحزب الشيوعي السوداني فحسب، وانما سيمتد خطره لجميع الاحزاب السياسية وكافة المفكرين والمثقفين والناشطين الديمقراطيين.

اننا اذ نصدر هذا البيان، نعبر عن تضامننا مع الحزب الشيوعي والوقوف بصلابة ضد قوى الهوس الديني والتطرف، لفضح المؤامرات المرسمومة ضد القوى الديمقراطية، ونعلن عن استعدادنا لتقديم كل الدعم والعون لمحاربة الارهاب والتطرف الذي بدأ يفرخ في بيئة الانقاذ الوطني، وكل من يستهدف تعطيل التحول الديمقراطي و اشاعة الحريات، التي آمن بها الشعب السوداني.

دام نضال الشعب السوداني ضد الانظمة الدكتاتورية
وعاش نضال الحزب الاتحادي الديمقراطي من اجل الديمقراطية والحرية

وشكرا

الامانة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي
واشنطن / الولايات المتحدة

Post: #57
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-03-2009, 10:27 AM
Parent: #56

الخميس 3 سبتمبر 2009م، 14 رمضان 1430هـ العدد 5816

وجهة نظر : التكفير ومسؤولية الدولة

الطيب زين العابدين



? المجتمع السوداني يمر بأخطر مراحل الحراك السياسي والثقافي والاجتماعي.. يشهد في جميع جوانب الحياة ظاهرات توقف الانسان وتدعوه لاعمال الفكر حول هذه الظاهرات لا سيما التي تقدم في السلام الاجتماعي.. ودواعي القلق والخوف متأتية من طبيعة المجتمع نفسه.. فهو مجتمع نسيج وحده.. مجتمع متمايز متعدد الاعراق والثقافات والمعتقدات.. وهذا التعدد والتمايز ان احسنت ادارته قادتنا الى وحدة فريدة ونسيج وحدها ايضاً.
? من الظاهرات المزعجة والمخيفة في نفس الوقت ما حدث بالجريف ابان افتتاح الحزب الشيوعي لداره هناك.. ويا ليت الامر وقف عند الاعتداء ومحاولة فض الاحتفال.. لكنها امتدت الى عقد المؤتمرات الصحفية والتهديد بإيقاف نشاط الحزب الشيوعي بالقوة.. وهذا يقودنا الى التساؤل القائم على الحيرة.. في ظل دستور يكفل حرية العمل.. والتنظيم حسب ما اعطيت الاحزاب شهادات لممارسة عملها السياسي تسمح الدولة لجماعات بإصدار فتاوى تكفير.. وإقامة مؤتمرات صحفية يخترق فيها الدستور علانية ولا حتى الرقابة على الصحف ننزع تغطية أخبار المؤتمر الصحفي.
? ابدأ الانزعاج والخوف لا تكفي فالذي يدور في المجتمع يقود الى كوارث.. وليس بعيداً منا ما يحدث في مجتمعات تمددت فيها هذه الظاهرات.. واعني ظاهرة تكفير الآخرين حتى وان ادوا شعائر الدين الإسلامي.. الصلاة والصوم..
? تساءل ذات السؤال الدكتور الطيب زين العابدين .. المسلم المستنير والوطني الغيور في صحيفة الصحافة يوم الاحد الثلاثين من اغسطس قائلاً:( ان الفتوى بالتكفير في بلد كشمال السودان تعني ضمنا التحريض على العنف وهذا ما فعله شباب الجريف غرب حين اقتحموا دار الحزب الشيوعي وحاولوا نشر فتواهم التكفيرية دون اذن من اصحاب الدار. هل هناك استفزاز وتحرش اكثر من ذلك؟ ان القانون الجنائي السوداني يجرم التحريض على العنف.. والاتفاق الجنائي.. وإشانة السمعة والقذف وإثارة الكراهية ضد الطوائف والكذب الضار وإثارة الشغب والإخلال بالسلام العام والطمأنينة العامة والإساة والسباب الذي يعد إهانة للشخص.. كيف يجرم القانون الجنائي كل هذه الافعال ولا يجرم تهمة التكفير التي تعد اخطر من كل تلك الافعال لأنها تعرض حياة الافراد المتهمين للخطر كما تهدد أمن المجتمع وسلامته ويصبح الامر شاذاً وغريباً اذا تعرض المرء لتهمة التكفير حين يمارس حقاً سياسياً وفكرياً يكفله له القانون والدستور واذا ما تهاونت الدولة في هذا الامر فلن يقف عند هذا الحد، فقد قال الدكتور محمد عبد الكريم وهو إمام مسجد الجريف غرب وأحد قيادات الرابطة الشرعية.. نحن نرفض وجود حزب يرفض إقامة الشريعة الإسلامية بالشمال وان وجود مثل هذا الحزب لا يجوز شرعاً (الاحداث 62/8) والتحفظ على تطبيق الشريعة في الشمال لا يقتصر على الحزب الشيوعي وحده.. وقد تكفر الدولة غداً لأنها تتعامل بالربا مع البنوك الاجنبية أو لأنها تسمح لغير المسلم ان يترشح لرئاسة الجمهورية.. أو لأن جهاز امنها يتعامل مع مخابرات اجنبية كافرة او لأنها تسمح للمرأة بالترشيح لمقاعد البرلمان وان تصبح وزيرة في الدولة، وقد يكفر الشيعة والصوفية لأن عقيدتها فاسدة.. وهكذا لا حد لما يمكن ان تصل اليه فوضى إصدار فتاوى التكفير من الافراد والجماعات.
? فلماذا تسكت الدولة على امر يهدد السلامة العامة في المجتمع؟.. يبدو ان الدولة تشعر بالذنب لأنها لم تقدم النموذج الإسلامي الطاهرالذي وعدت به في إدارة الحكم لذلك تريد ان تستأنس الجماعات الإسلامية وائمة مساجدها بأن تعطيهم قدراً من الحرية لا تعطيه لغيرهم حتى لا ينقلبوا عليها هجوماً وتجريحاً. والهجوم من هؤلاء اشد إيذاء لأنه يخاطب ويخلخل ذات القاعدة التي يستند عليها الحكم وربما لأنها تستفيد من وجود هؤلاء المتشددين لأنهم يجعلوها تتسم بالوسطية والاعتدال او لتسلطهم على بعض خصومها السياسيين).
? على حكومة الانقاذ ان ترينا كيف تتعامل مع هذه الظاهرة في ظل اتفاقية نيفاشا وفي ظل دستور 5002 لأن المسألة في غاية الخطورة.

الصحافة

Post: #58
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-04-2009, 12:14 PM
Parent: #57

ان الفتوى بالتكفير في بلد كشمال السودان تعني ضمنا التحريض على العنف وهذا ما فعله شباب الجريف غرب حين اقتحموا دار الحزب الشيوعي وحاولوا نشر فتواهم التكفيرية دون اذن من اصحاب الدار. هل هناك استفزاز وتحرش اكثر من ذلك؟ ان القانون الجنائي السوداني يجرم التحريض على العنف.. والاتفاق الجنائي.. وإشانة السمعة والقذف وإثارة الكراهية ضد الطوائف والكذب الضار وإثارة الشغب والإخلال بالسلام العام والطمأنينة العامة والإساة والسباب الذي يعد إهانة للشخص.. كيف يجرم القانون الجنائي كل هذه الافعال ولا يجرم تهمة التكفير التي تعد اخطر من كل تلك الافعال لأنها تعرض حياة الافراد المتهمين للخطر كما تهدد أمن المجتمع وسلامته ويصبح الامر شاذاً وغريباً اذا تعرض المرء لتهمة التكفير حين يمارس حقاً سياسياً وفكرياً يكفله له القانون والدستور واذا ما تهاونت الدولة في هذا الامر فلن يقف عند هذا الحد، فقد قال الدكتور محمد عبد الكريم وهو إمام مسجد الجريف غرب وأحد قيادات الرابطة الشرعية.. نحن نرفض وجود حزب يرفض إقامة الشريعة الإسلامية بالشمال وان وجود مثل هذا الحزب لا يجوز شرعاً (الاحداث 62/8) والتحفظ على تطبيق الشريعة في الشمال لا يقتصر على الحزب الشيوعي وحده.. وقد تكفر الدولة غداً لأنها تتعامل بالربا مع البنوك الاجنبية أو لأنها تسمح لغير المسلم ان يترشح لرئاسة الجمهورية.. أو لأن جهاز امنها يتعامل مع مخابرات اجنبية كافرة او لأنها تسمح للمرأة بالترشيح لمقاعد البرلمان وان تصبح وزيرة في الدولة، وقد يكفر الشيعة والصوفية لأن عقيدتها فاسدة.. وهكذا لا حد لما يمكن ان تصل اليه فوضى إصدار فتاوى التكفير من الافراد والجماعات.

Post: #59
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-05-2009, 09:02 AM
Parent: #58

السودان والى قيام الانقاذ لم نسمع بتكفير ناهيك عن القتل داخل المساجد الذى اصبح له منظمات واشخاص معروفون فى السودان اليوم ..
اعتقد ان تنظيم القاعدة الذى قتل الدبلوماسى الامريكى مفرخ من هنا وكان هذا بمثابة ناقوس الخطر .. او هؤلاء هم اساس للقاعدة بين النهرين كما اشاعت اجهزة اعلام محلية لتخويف الاخرين الذين يتحدثون عن المحكمة فاذا بها تصبح حقيقة تكفر وتتولى الامر بالمساجد وبعد قليل نرى ما رايناه فى المسجد الاحمر وامارة غزة الاسلامية وبوكو حرام فى نيجريا طالما انتهت المرجعية التى تقول كلمة نهائية ملزمة للجميع وفق تدين غالبية مجتمعنا ويرجع اليها الناس فى مثل هذه الحالات ..وتقلصت واصبح لا دور لها الا مسمى سياسى يطلق عليه سم هيئة علماء السودان ..غائب عن الساحة او لا يتحرك الا فى قضايا سياسية تاركا امر الدين لهؤلاء الذين اعتلوا المنابر ..
وما ظهور كيان شيعى وحزب التحرير ببعيد عن هذا الغياب .. واصبحت وزارة الشؤون الدينية لا تعمل الا فى ادارة الحج والعمرة واموال الاوقاف وانتهى امر متابعة انشطتها الدينية وفرض هيمنتها على النشاط الدينى ..
المساجد فى السودان الان فوضى يتحدثون بالمايكرفونات طول اليوم يسببون الازعاج للناس فى اوقات راحاتهم ولا احد يمنع استخدام مكبرات الصوت ...لان الوزارة اصبحت ضعيفة امامهم لا سلطة قوية تفرضها عليهم وكتب زملاء صحفيين عن هذا وويل لمن يكتب مطالبا بايقاف هؤلاء او مكبرات الصوت التى تستخدم طوال الليل والنهار اضافة لعدم توحيد الاذان وهو ما يتفنن فيه هؤلاء ..
من يدخل الخرطوم وهو قادم اليها من الخارج يحس بهذه الفوضى والتى تعكس انطباعا سيئا من اول لحظة وهذا يضر بسمعة الوطن والاستثمار فيه ..

Post: #60
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: زياد جعفر عبدالله
Date: 09-05-2009, 02:18 PM
Parent: #59

Quote: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟

ليست عاجزة و انما..غير راغبة.
و في رواية اخرى مشجعة..
و في رواية ثالثة..محرضة.

Post: #61
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-05-2009, 09:39 PM
Parent: #60

الاخ زياد بن جعفر
اشكرك ياخى وانت لخصت الموضوع فى ثلاث نقاط وانا سالت السؤال دا علشان اعطى الناس فسحة من الكلام فى هذه الظاهرة التى اتت الينا مع حكم الانقاذ .... الدين مقابل القتل او القتل مقابل الدين وقبلهما التكفير كمرحلة اولى
اشكرك لانك حسمت الامر بقول من الكورنر فى الدقائق الاخيرة ..
لكن رغم ذلك نتواصل لنعطى الكتاب والقراء فرصة ليقولوا ما عندهم ويشخصوها دفعا لتحمل الحكومة مسؤوليتها ان كانت هى فعلا مسؤولة ..

Post: #62
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: حسن الجزولي
Date: 09-06-2009, 02:47 AM
Parent: #61

العزيز الكيك وزوار البوست
رمضان كريم

الموضوع متشعب، والتعليق على ما ورد في كثير من طروحات الرابطة المعنية وإضاءات الشيخ محمد عبد الكريم أحد قادتها يحتاج لأكثر من بوست ومداخلة، ولكن دعني أركز على الحوار الصحفي الذي أجراه الأستاذ محمد كشان معه بصحيفة الأحداث، لأعلق على بعض من إجاباته. كمساهمة متواضعة في التصدي لمثل هذه الأفكار لما تمثله من خطورة حقيقية على واقع أصلاً معقد كواقع السودان حالياً وعلى مجتمع تتشابك فيه المشاكل الشائكة كتشابك الغابات الكثيفة في مناطق السافنا!.والتي تحتاج لمعالجات موضوعية رصينة بمسئولية وطنية ووعي رشيد يشحذ الهمم و(يجأر) بالنصح في (الساعة الخامسة والعشرين) من بين أخاديد ومنعرجات اللوى.. لو نستبين النصح جميعاً قبل ضحى الغد! .



* في معرض الأسباب التي دعت الرابطة المعنية لاصدار الفتوى أجاب الشيخ محمد عبد الكريم قائلاً :-

Quote: حيث قصد الحزب المسجد ووزع اعلانات يدعو فيها المصلين لحضور افتتاح داره بالجريف، اضافة لنداءات متكررة بالميكروفنات حول المسجد وكانت هذه خطوة مستفزة .


ما هو (المستفز) هنا؟!.. من الطبيعي جداً أن يتوسل فرع الحزب الشيوعي السوداني بمنطقة الجريف غرب الدعاية المكثفة للاعلان عن تدشين داره الجديدة بوسط الحي ودعوة جماهير الحي لمشاركته فرحته بافتتاح الدار، ومن الطبيعي جداً أن تستهدف مثل هكذا دعاية أماكن تجمعات مواطني الحي وكثافة تواجدهم، وبمثل ما ركزوا في دعايتهم عن طريق المايكرفون وتوزيع رقاع الدعوة على منطقةالمسجد ومحيطه فمن المؤكد أنهم ركزوا أيضاً على أماكن أخرى بها كثافة أخرى لمواطني الحي، كالساحات الرياضية وأندية الحي الاجتماعية والثقافية، ومناطق طابونة وطاحونة الحي ومتاحر وأسواق الحي الصغيرة. وأماكن تجمعات شباب الحي في أركان الحوانيت الصغيرة أو عواميد الكهرباء، فمن أين لشباب أحياء العاصمة من أماكن مريحة لتجمعاتهم ياحسرة! فما الشاذ في إذن أن تغشى الدعاية أهل الحي في المسجد ومحيطه؟!، وما هو الأمر (المستفز) في هذا التصرف الطبيعي والشرعي؟!، إلا إذا كان (سماحة) الشيخ محمد عبد الكريم، يتعامل مع المسجد ومساحته بأنه ( ملك حكر) علي رابطته ولا يخول لأي نشاط آخر التعدي على حدوده ( الشرعية) سوى نشاط رابطته وحدها، وبهذا الاحتمال وحده يمكننا فهم معنى (الاستفزاز) الذي عناه سماحته!.

ثم قال في الاقتباس أعلاه:-


Quote: * ورغم ذلك ضبطنا الناس وكانت هناك مطالبات من أهل الحي بأن ندعهم يتحركون الى دار الحزب الشيوعي لكن اكتفينا بالحديث في المسجد يوم الجمعة اضافة الى بيان اصدرناه عن الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة .


وعندما يتحدث هنا لضبطهم الناس، يريد تصوير أنهم في الرابطة وبحكم إدارتهم للمسجد فقد هدأهو من غضب ( الناس) الذين أبدوا امتعاضهم من تصرف منسوبي فرع الحزب بالجريف غرب لمجرد أنهم وزعزا رقاع دعوة لجماهير الحي بالمسجد ورفعوا نداء الدعوة بالميكرفون لحضور حفل افتتاح دار الحزب، فضبطوا انفعال( الناس) وصدوا رغبتهم في التحرك (للفتك) بالشيوعيين داخل دارهم!، وهذا هو المعنى الواضح الذي أراد أن يصور به شيخ محمد الحالة وما تركه أثر الدعوة في (أهل الحي)!.. ونلاحظ هنا أنه تحدث عن ضبطهم لـ(الناس) ثم الحق بهم(مطالبات أهل الحي)، أي بمعنى أنه يريد تصوير أن كافة (الناس وأهل الحي) هم ضد فرع الحزب الشيوعي بالجريف غرب، وأن أهل الحي في واقع الأمر يدينون بالولاء والطاعة للرابطة وقياداتها، بدليل أنهم - أي جماعة الرابطة - نجحوا في (نزع) فتيل غضب أهل الحي وذلك عن طريق الحديث إليهم في المسجد يوم الجمعة، إضافة للبيان الذي أصدروه، ولكن الأدهى أنهم عندما أصدروه لم يصدروه باسم هولاء (الناس) و( أهل الحي) الذين رغبوا في التحرك لدار الحزب الشيوعي، لا .. بل باسم الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة!.. فيا ترى إن لم يكن الادعاء بالتحدث إنابة وباسم جميع المسلمين وبصوتهم قاطبة، فكيف يكون الادعاء ياربناالذي خلقناوجعل لنا أمخاخاً لنتفكر بها؟!.
سأواصل

Post: #63
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-06-2009, 11:04 AM
Parent: #62

شكرا
حسن يا ممتاز
افدت كثيرا وعبرت بصدق عن ما يحصل
واصل معانا

Post: #64
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-06-2009, 04:08 PM
Parent: #63

الأحد 6 سبتمبر 2009م، 17 رمضان 1430هـ العدد 5819


ظاهرة التكفير ومسئولية الدولة

د. الطيب زين العابدين

تعقيب من الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة


*وصلني من الصديق الأستاذ الدكتور الأمين الحاج رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة التعقيب التالي رداً على مقالي الذي نشر بجريدة (الصحافة) في يوم 30 أغسطس 2009م، وهأنذا أورد تعقيبه كاملاً ثم أعلق عليه فيما يلي.



من الأمور التي عمت بها البلوى في هذا العصر بسبب التسيب الفكري والانفلات في نظم التعليم ووسائل الإعلام المختلفة، توهم البعض هدانا الله وإياهم أنَّ المرء إذا نطق بالشهادتين، أو وُلِدَ لأبوين مسلمين فقد عُصم من الكفر، والشرك، والردة بل خَدعوا، وغرروا، وغشوا الكفار الكتابيين بأنهم مؤمنون رداً لقوله تعالى: «لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ « (المائدة 73)، «لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ « (المائدة 17)، «وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا* وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا* قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً* لَّكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا» (الكهف 35-38)، «قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ* لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ» (الكافرون 1-2)، «يَحْلِفُونَ باللهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ « (التوبة 74).
ورداً لقوله صلى الله عليه وسلم: «يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي كافراً ويصبح مؤمناً»، الحديث (صحيح).
ولو كان اليهود والنصارى مؤمنين لما أمرنا في سورة الفاتحة بالتعوذ من طريقتهم وملتهم.
ومن ثمَّ فليس عند هؤلاء ثمة كفر، أوشرك، أوبدعة، أوردة، فهؤلاء هم أهل الفوضى، فهم شر خلف لشر سلف المرجئة التعساء من غير انتساب إليهم، فالأول صالحاً كان أم طالحاً لم يترك للآخر شيئاً كما يقولون.
لهذا وجب إلقاء الضوء على هذا الأمر العقدي الخطر، وبيان حكم الشرع فيه، وتوضيحاً لما جاء في مقال أستاذ الطيب فأقول:
أولاً: الإكفار (الراجح الإكفار وليس التكفير) ملك لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فمن أكفراه فهو كافر بإثبات ما نفياه، أو نفي ما اثبتاه، أو بعبارة أخرى: بانكار ما هو معلوم من الدين ضرورة، وإنَّما العلماء هم موقعون عن الله ورسوله.
ثانياً: الإكفار منه ما هو يدعى محرم منكر، وهو الإكفار بالمعاصي لمن لم يستحلها، أو نتيجة هوى، وتعصب، وتقليد، وهذا هو الذي ورد الوعيد فيه.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيَّما امرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إنْ كان كما قال، وإلاَّ رجعت إليه» (صحيح مسلم).
فمن شرب الخمر وهو يعتقد حرمتها فهو مسلم عاصٍ، ومن لم يشربها وقال بحلها فهو كافر.
ومنه ما هو شرعي سني وهو الإكفار بإنكار ما هو معلوم من الدين ضرورة.
وكل البلاء واللغط في هذا الباب ناتج عن الجهل والخلط بين الإكفار البدعي والإكفار الشرعي السني.
ثالثاً: الإكفار منه ما هو مطلق بأن نقول من قال، أوعمل أواعتقد كذا، فهو كافر.
ومنه ما هو معين يُنَزَّل على شخص بعينه، ولهذا أكفر الصحابة جاحدي الزكاة وقاتلوهم هذا مع اقرارهم بالشهادتين، ومع صلاتهم وصومهم، لكن المعين لا يكفر إلاَّ بتوفر الشروط وهي: البلوغ، والعقل، والاختيار، وانتفاء الموانع وهي: الجهل لحديثي الإسلام، والتأويل المستساغ، والإكراه.
فمن توفرت فيه الشروط وانتفت عنه الموانع لابد من إكفاره، وإعلان ذلك ليعلم الناس فكما نقول للزاني زانٍ، وللمرابي مرابٍ، كذلك نقول للكافر كافر ولا نتحرج من ذلك أبداً. ورحم الله الإمام أحمد عندما قال: (إذا سكت العالم تقية والجاهل لجهله، فمن للحق؟). أمَّا الإستتابة وتنفيذ حد الردة فيتولاها الحاكم.
رابعاً: الإكفار حكم شرعي، فقد زلت فيه أقدام وضلت بسببه أفهام، ولهذا لا يحل لكل أحد أنْ يخوض فيه، بل ينبغي أنْ يتولى ذلك العلماء الحكماء الأثبات، وتأخير العلماء وتوانيهم في هذا الأمر وتأخيرهم للبيان عن وقت الحاجة هو الذي يدفع البعض لتعاطيه.
خامساً: من الذنوب العظيمة، والجرائم الكبيرة التي يقع فيها كثير من السياسيين، والاعلاميين، وغيرهم التنابز بألقاب السَّوء: هذا تكفيري، وهذا خارجي، وهذه الرابطة أوالنفر تكفيريون وما شابه ذلك، ولهذا حذر الله عز وجل من هذا السلوك المشين، والخلق اللئيم، والبهتان العظيم فقال: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ « (الحجرات 11).
يقول العلامة ابن عاشور في تفسير (تفسير التحرير والتنوير، للعلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور ج26/ 249-250) قوله تعالى «بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ»: (تذييل للمنهيات إذ لا مناسبة بين مدلول هذه الجملة وبين الجمل التي قبلها لولا معنى التعريض بأنَّ ذلك فسوق، وذلك مذموم ومعاقب عليه، فدلَّ قوله: «بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ» على أنَّ ما نهوا عنه مذموم لأنَّه فسوق يعاقب عليه ولا تزيله إلاَّ التوبة، فوقع إيجاز يحذف جملتين في الكلام إكتفاء بما دلَّ عليه التذييل، وهذا دال على أنَّ اللمز والتنابز معصيتان لأنهما فسوق، وفي الحديث: «سباب المسلم فسوق».
إلى أنْ قال: وإذ كان كل من السخرية، واللمز، والتنابز معاصي فقد وَجَبَتْ التوبة منها فمن لم يتب فهو ظالم، لأنه ظلم الناس بالاعتداء عليهم، وظلم نفسه بأن رضي لها عقاب الآخرة مع التمكن من الإقلاع عن ذلك، فكان ظلمه شديداً جداً. فلذلك جيء له بصيغة قصر الظالمين عليهم كأنه لا ظالم غيرهم، لعدم الاعتداد بالظالمين الآخرين في مقابلة هؤلاء على سبيل المبالغة ليزدجروا.
والتوبة واجبة من كل ذنب).
فاعتبروا يا أولي الألباب، ولا تتمادوا في هذا المسلك الوعر، ولا تأخذنَّكم العزة بالإثم.
إنكم تحسبون وصف العلماء الأخيار بألقاب السَّوء هيناً وهو عند الله عظيم جد عظيم، وتذكروا قوله تعالى: «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا « (الأحزاب 58).
وقوله في الحديث القدسي: «من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب» (البخاري) ، فالعلماء هم الاولياء كما قال الإمامان أبو حنيفة والشافعي: (إنْ لم يكن العلماء هم الأولياء فليس لله ولي)، ومن حاربه الله قصمه.
سادساً: لا ينقضي عجب الإنسان من دفاع ومحاماة بعض الأخيار عن الشيوعيين، والمغضوب عليهم، والضالين من الكفار الكتابيين (كان أهل الكتابين كفار لعدم إيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فمن كفر بنبي واحد فهو كافر، فماذا بعد الحق إلا الضلال؟)، ومنكري ما هو معلوم من الدين ضرورة، ومحاولة رفع الكفر عن جميعهم، الذين لو سئل عنهم عجائز أهل الإسلام لما ترددوا أنْ يحكموا عليهم بحكم الله ورسوله، هذا من ناحية.
ومحادة، ومعاداة، وتحريض المسؤولين على نفر من المشايخ الفضلاء، والعلماء الأجلاء، وهم يعرفونهم كما يعرفون أبناءهم أنهم على الصراط المستقيم، والنهج القويم، ومع ذلك يصفونهم بأوصاف السَّوء، فأي الفريقين أحق بالموالاة، والمحاماة، والدفاع، فأنا أو إياهم لعلى هدى أو في ضلال مبين.
سابعاً: لقد بلغ التدليس، والتضليل، والخلط، والجهل مداه في هذا العصر مما حدا بالشيوعيين، الملحدين، الكافرين، المشركين، الضالين، العملاء الخائنين أنْ يستنكفوا ويستكبروا أنْ يُرموا بالكفر بل ورفع راية محاربة من يكفرهم، ولقد شهدوا على أنفسهم بالكفر بدخولهم في الشيوعية، وارتدادهم عن الإسلام إنْ صلوا وصاموا طالما أنهم يعتقدونها، مما يدل على عودة غربة الإسلام كما أخبر الصادق الأمين.
ثامناً: إذا أكفر من لم يكفره الله ورسوله فإنَّ هذا لا يضره بل ينفعه، وأمَّا من أكفره الله ورسوله فلن يفيده دفاع أهل الأرض جميعاً عنه، فلماذا هذا التباكي؟!
وكذلك إذا رُميَ برئ بأنه تكفيري لا يضره ذلك، بل يرفع شأنه ودرجته.
تاسعاً: من أكفره الله ورسوله أكفرناه ولا كرامة ولا نعمة، وأعلنا ذلك على الملأ ما استطعنا إلى ذلك سبيلاَ، ومن أشرك بالله بيَّنا شركه وضلاله، ومن ابتدع بدعة كفرية وجهر بها ودعا لها بدَّعناه ولا يضرنا من خذلنا، ولا من عادانا، ولا من حرَّض وألَّب علينا، أو لقبنا بألقاب السَّوء.
عاشراً: ما تقوم به الرابطة من إكفار من أكفرهم الله ورسوله سبقهم إلى ذلك سلفهم الصالح رضوان الله عليهم، فها هو الإمام الشافعي رحمه الله يقول لحفص الفرد المعتزلي عندما قال القرآن مخلوق: كفرتَ ورب الكعبة.
وعندما نُقِلَ للإمام أحمد قول ابن قتيلة: (أصحاب الحديث قوم سوء)، قال لتوه: زنديق، زنديق، ونفض ثوبه متبرئاً منه، هذا على سبيل المثال لا الحصر، ولو كان المجال يتسع لنقلنا الكثير من حكمهم بالكفر والردة على أعمال وأقوال لا تدانيها أعمال وأقوال كفار، ومشركي، وزنادقة هذا العصر، فهل يتجرأ أحد أنْ يصف هؤلاء بأنهم تكفيريون؟!.
الحادي عشر: يقول الأستاذ الطيب: (أصدرت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة التابعة للمجمع الإسلامي بالجريف غرب).
فالرابطة ليست تابعة للمجمع الإسلامي بالجريف غرب، وإنَّما إمام وخطيب هذا المجمع هو أحد أعضائها فقط كغيره من الأعضاء.
فما أدري ما السبب الذي أوقع الأستاذ في هذا الخلط؟!
الثاني عشر: الإكفار حكم شرعي باقٍ إلى يوم القيامة لمن تعاطاه لا يلغيه غلو الغالين، ولا تسيب وتفلت المتسيبين والمتفلتين إذ ما فتئت ظاهرتا الغلو -الخروج- والإرجاء من أوائل البدع التي ظهرت في الإسلام، فلم يتعطل هذا الحكم الشرعي من أجل ذلك، فما الذي جد الآن يا ترى؟!
الثالث عشر: زعم الأستاذ الطيب: أنَّ شباب الجريف غرب اقتحموا دار الحزب الشيوعي وحاولوا نشر فتواهم.
غير صحيح، إذ الدعوة كانت عامة، واجتهد نفر من الصبية وكانوا عزلاً، ودخلوا وجلسوا كغيرهم من الجالسين، وكانوا يحملون في جيوبهم بعض البيان الذي أصدرته الرابطة، ولم يقوموا بتوزيعه إلاَّ عندما تحرش أحد الشيوعيين بأحد أولئك الشباب، وأخرج البيان من جيبه وضرب بعضهم بالحديد والسيخ الذي كان قد خبأه الشيوعيون، ساعتئذ انتهز بعض الصبية الفرصة و وزعوا البيان، وبعدها حمل بعض الشباب المعوقين إلى المستشفى وفتحت بلاغات ضد المعتدين ويشهد على ذلك مضابط شرطة الرياض في تلك الليلة.
الرابع عشر: واجب الحاكم الرئيس في الإسلام حماية حوزة الدين، ورعاية حقوق العباد والبلاد، وهذا ينبغي أنْ يترجم في القانون والدستور.
فالإسلام هو الحاكم لا الدستور والقانون إنْ كانا مخالفين لحكم الله ورسوله، فمن أوجب واجبات الدستور حماية العقيدة، ومحاربة الكفر، والإلحاد، والرذيلة، ولهذا يعجب المرء مما قاله أستاذ الطيب: (ويصبح الأمر شاذاً وغريباً إذا تعرض المرء لتهمة التكفير حين يمارس حقاً سياسياً وفكريا يكفله له القانون والدستور)، هل وظيفة القانون والدستور حماية الإلحاد، والكفر، وإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا؟!.
وأسأل أستاذ الطيب: هل التكفير تهمة للشيوعي؟!!.
بل ينبغي للأمة الإسلامية أنْ تشكر وتقدر فتوى الرابطة الشرعية، وتجل مشايخها لأنهم رفعوا عنها بعض الإثم، إذ لو تواطأوا معها لأثم الجميع، ولحلت لعنة الله وغضبه على العباد والبلاد.
فجزى الله الرابطة الشرعية خير الجزاء، وجزى الله الإسلام الذي أتى بهم.
الخامس عشر: وأخيراً اختم بهذا السؤال هل ما تقوم به الرابطة الشرعية من بيان حكم الشرع في بعض النوازل، ومن ممارسة وظيفة الاحتساب بضوابطها الشرعية، ومن نصح الأمة وتذكيرها بما يحيط بها من أخطار ومؤامرات أشد ضرراً على العباد والبلاد وأَمْنِها، أم التسيب الفكري الذي عمَّ وطمَّ، والفساد العقدي والأخلاقي والنشاط الكنسي، وتشييع بعض المسلمين، وسب الصحابة، وشتم أمهات المؤمنين، وتغلغل الشيوعيين في الأحياء بفتح الأندية والروابط لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا والغافلين؟.
وهل ما تلقاه الرابطة ومشايخها من الغمز، واللمز، والتنابز بالألقاب، وسوء الظن، من فئة من المسلمين يلقى عشر معشاره أعداء الملة، والدين، والعباد، والبلاد الحقيقيين؟!!
وكتبه
الأمين الحاج محمد
رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان
لتسع ليال خلت من شهر رمضان 1430هـ
التعليق
أولاً: لقد تفادى الأستاذ الأمين الرد على النقطة الرئيسة في مقالي وهي أن الدولة مسئولة عن أي صدام دموي يقع بسبب إثارة تهمة التكفير لأنها لم تتدخل لمنع هذه الظاهرة التي بدأت تنتشر في بلادنا منذ عقدين أو أكثر وتهدد أمن المجتمع، ولقد وقعت حوادث قتل في مسجد الثورة وفي الجرافة وأخيراً مقتل الدبلوماسي الأمريكي وسائقه في أركويت نهاية العام الماضي. وكان يمكن أن يؤدي الصدام الذي وقع في احتفال الحزب الشيوعي في الجريف نتيجة فتوى الرابطة الشرعية والذي استعملت فيه أسلحة بيضاء إلى سفك دماء عدد من الناس، وبالطبع فإن حفظ الأمن هو مسئولية الدولة الأولى. كيف يجوز للدولة أن تجرم (التحريض على العنف، وإشانة السمعة، وإثارة الكراهية بين الطوائف، والكذب الضار، وإثارة الشغب، والإخلال بالسلام العام) وتترك أمر التكفير وهو أكثر خطورة من كل تلك الجرائم؟ فأنا معني بأمن المجتمع وسلامته والتعايش السلمي بين أهله لا بصحة فتوى التكفير أم عدم صحتها، وأحسب أن هذا مقصد من مقاصد الشريعة الكبرى. وقد ذكر الأستاذ الأمين أن حكم الإكفار قد زلت فيه أقدام وضلت بسببه أفهام، ولهذا لا يحل لكل أحد أن يخوض فيه، بل ينبغي أن يتولى ذلك العلماء الحكماء الأثبات. والسؤال هو: من الذي يحدد هؤلاء العلماء الحكماء الأثبات؟ وهل يتفق العلماء الحكماء الأثبات على حكم واحد في هذه المسألة الشائكة؟ الشيخ الأمين أدرى مني باختلافات العلماء في كثير من القضايا ومنها مسألة التكفير. لقد وصف الشيخ القرضاوي كتاب الشهيد سيد قطب «في ظلال القرآن» بأنه ينضح بفكرة تكفير المجتمع. أليس كليهما من العلماء الحكماء الأثبات؟ واقتراحي الذي لم يتعرض له الأستاذ الأمين هو أن تتولى الدولة عبر محاكمها المختصة النظر في دعوى التكفير إذا رفعت لها من جهة متضررة ولأسباب ذات طبيعة عملية. أما فتح الباب للأفراد والجماعات (مهما كانت مؤهلاتهم العلمية) أن يكفروا هذا الفرد أو تلك الجماعة فأمر خطير يؤذن بشر مستطير.
ثانياً: لم يجب الأستاذ الأمين على دعوتي لهم بالإقتداء برسول الله (ص) في معاملة من وصمهم القرآن صراحة بالكفر وبالكذب والبخل وإخلاف الوعد والاتفاق مع الأعداء والسعي لتفتيت وحدة المسلمين، ومع ذلك قبل منهم الرسول (ص) ظاهرهم ولم يطلق عليهم لفظة الكفر أو يطبق عليهم حد الردة، بل منع من أراد أن يقتل شيخهم عبد الله بن أبى بن سلول حتى لا تحدث العرب أن محمداً يقتل أصحابه. وهي حجة سياسية محضة لكنها تستند على فقه الأولويات والمقاصد. لماذا لا يقتدي العلماء الحكماء الأثبات بسنة رسول الله في هذا المقام؟ أليس في هذا درءاً للفتنة في مجتمع متعدد الأديان والثقافات واللغات والأعراق والآيديولوجيات؟
ثالثاً: لم أطلق في مقالي على أحد ألفاظ «تكفيري» أو «خارجي» ولم أحرض المسئولين على «نفر من المشائخ الفضلاء والعلماء الأجلاء»، وبالتالي لا أحتاج أن يذكرني الشيخ الأمين بأن التنابذ بألقاب السوء من الذنوب والسلوك المشين الذي حذر الله منه. وعلى عكس ما يقول فقد استعمل الأمين ألفاظاً جارحة هي أقرب للتنابذ بالألقاب من اللغة التي استعملتها في مقالي مثل: بلغ التدليس والتضليل والخلط والجهل مداه في هذا العصر (يعني به فيما يبدو كثيراً من السياسيين والإعلاميين ولا أدري إن كنت أحد هؤلاء أم لا! )، ووصف الشيوعيين بالملحدين الكافرين المشركين الضالين العملاء الخائنين. ماذا أبقيت لهم يا شيخ الأمين؟ وهل لديك دليل موثق على كل هذه الصفات المسيئة؟
رابعاً: يعترف شيخ الأمين أن بعض الصبية العزل دخلوا دار الحزب الشيوعي في الجريف وهم يحملون في جيوبهم كمية من البيان الذي أصدرته الرابطة الشرعية تكفر فيه الحزب الشيوعي والذي قاموا بتوزيعه بعد أن تحرش بهم أحد الشيوعيين. ماذا يعني حمل كمية من البيان إلى دار الحزب الشيوعي في يوم احتفاله إن لم تكن هناك نية لتوزيعه، والذي تحرش بهم طلب أولاً منهم إخراج ما في جيوبهم من أوراق فرفضوا. يتضح من هذه الرواية أن هؤلاء الصبية وإن كانوا عزلاً فهم الذين بدأوا بالاستفزاز والتحرش بمجرد دخولهم لدار الحزب الشيوعي وهم يحملون فتوى تكفيره، وما كان لشيوخهم أن يسمحوا لهم بالذهاب. ولقد أزال إمام مسجد الجريف ملصقات الحزب الشيوعي من حول المسجد (وما كان ينبغي للحزب أن يضع ملصقاته هناك مراعاة لحساسية المكان الدينية)، فلماذا لم يراعي شيوخ الرابطة الشرعية درجة الاستفزاز التي يشكلها دخول شباب إلى دار الحزب وهم يحملون فتوى تكفيره بقصد توزيعها على المحتفلين؟ أما ما نتج عن ذلك من طعن بالسكين لبعض أولئك الشباب، كما يقول بعض أعضاء الرابطة، فأمر مؤسف وينبغي أن يبت فيه القضاء طالما سجلت فيه بلاغات رسمية. ولكن أي شخص عاقل كان يجب أن يتوقع مثل هذا الصدام وكان ينبغي أن يعمل على تفاديه. أوضح الأمين أن الرابطة الشرعية ليست تابعة للمجمع الإسلامي بالجريف غرب كما ذكرت في مقالي وإنما إمام وخطيب المجمع هو أحد أعضائها. لقد عرفت هذا فيما بعد، والتبس علىّ الأمر من التحقيقات الصحفية التي أجراها الدكتور محمد عبد الكريم إمام المسجد وتحدث فيها عن المسجد والرابطة الشرعية وكأن هناك صلة بين الاثنين، وأعلن عن فتوى التكفير التي أصدرتها الرابطة في خطبة الجمعة بالمسجد، والشباب الذين ذهبوا لدار الحزب هم من المصلين بالمسجد. وعلى كل لا يقدح في الرابطة إن كانت مرتبطة بالمسجد أم لا، فقد كان محور المقال هو الفتوى لا مكان إصدارها.
خامساً: يقول الأستاذ الأمين إن واجب الحاكم الرئيسي في الإسلام هو حماية حوزة الدين ورعاية حقوق العباد والبلاد، وهذا ينبغي أن يترجم في القانون والدستور، فالإسلام هو الحاكم لا الدستور والقانون إن كانا مخالفين لحكم الله ورسوله. والشيخ الأمين يعلم جيداً أن معظم البلاد الإسلامية إن لم تكن كلها لا تقوم بهذا الواجب الإسلامي «حماية حوزة الدين ورعاية حقوق البلاد والعباد، وهي تعني عنده ضمن ما تعني منع اعتناق الشيوعية وحظر حزبها. ولكن حكومة السودان «الأصولية» اختارت أن لا تقوم بهذا الواجب وأعطت الحزب الشيوعي السوداني ترخيصاً للعمل السياسي المعلن، بل وعرضت أن تمول مؤتمره الأخير بحوالي 600 مليون جنيه (قديم) إلا أن الحزب رفض العرض، وفي ذات الوقت امتنعت الحكومة أن تسجل الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة في وزارة الإرشاد والأوقاف! ولا أجد عذراً للحكومة في ذلك. فهل يجوز للشيخ الأمين وزملائه في الرابطة الشرعية أن يأخذوا القانون بأيديهم لأنه مخالف لأحكام الإسلام، ويدخلوا في مواجهة مع الدولة وتحدٍ لدستورها وقوانينها؟ ألا يفتح ذلك أبواب فتنة شعواء تهدد أمن المجتمع واستقراره؟ ولماذا لا يكون نقد الرابطة وهجومها موجهاً للدستور والقانون وذلك حق مكفول للجميع بدلاً من الهجوم على الحزب الشيوعي في عقر داره بالرغم من أنه يعمل وفقاً للدستور والقانون السائد في البلاد؟
والله ولي التوفيق.

الصحافة

Post: #65
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: حسن الجزولي
Date: 09-06-2009, 04:38 PM
Parent: #63

يقول فضيلة الشيخ محمد عبد الكريم في صدر الحوار:-

Quote: *التكفير لا ينبغي ان يطلق الا من أهل العلم والمتخصصين ولا يجوز للشباب أن يخوضوا في قضية تكفير الأفراد ولا الجماعات وأهل العلم والدراية فقط هم من لهم الحق في تكفير الأفراد واصدار الفتاوى،


وهذا حديث عمومي ساكت وليس به أي دقة أو إجابة عن تساؤلات تصاعدت وتائر طرحها في الفترة الآخيرة، بتصاعد وتائر فتاوى التكفير، وهي من له حق إصدار فتاوى الكفير؟!، من هم أهل العلم والمتخصصين الذين يعنيهم الشيخ؟!، ماهي المعايير الدقيقة التي نقيس بها أن هذا من أهل العلم والمتخصصين وذاك لا؟!، وهل المجتمع لا يحتوي إلا على فئتين هم فقط أهل العلم والمتخصصين من ناحية، ثم الشباب من الناحية الأخرى، حتى يقارب الشيخ محمد بينهم؟!، ماذا عن الفئات الأخرى؟!، هب أن أحدهم ليس من فئة الشباب ويمتلك إمكانيات أهل العلم والتخصص، أين موقعه من الاعراب؟!، والعكس صحيح، هب أن شخصاً ومع أنه يملك دراية أهل العلم والمتخصصين الذين عناهم الشيخ ولكنه من فئة الشباب.. ألا يجوز له الانضمام ( لجوقة التكفيريين الأجلاء)؟!، وسؤال جانبي بهذا الخصوص، ترى لأئ الفئات ينتمي الشيخ عبد الحي يوسف، إضافة لسماحة الشيخ محمد عبد الكريم ذات نفسه؟!.. ومع ذلك لانمل تكرار السؤال (الأساسي في الفلسفة) في هذا المضمار. ماهي المعايير العلمية والدينية الدقيقة التي يتم بهاتتويج هذا النفر من كافة المسلمين شيخاً وقوراً إمتلك مفاتيح الحكمة الكهنوتية التي تبيح له تكفير عباد الله، من ذاك الوالغ في (حلم الصبا) ولم يبلغ بعد مراتب (التكفيريين)؟!.بمعنى أدق يافضيلة الشيخ الوقور .. من هم أهل العلم والدراية الذين يحل لهم التكفير؟! وبذا نروم إجابة دون مواربة أو أي هلامية وتقعير لفظي وبلاغي؟!.

وفي مكان آخر من الحوار الصحفي نقرأ له أيضاً:-
Quote: *اما استخدام العنف كوسيلة ومحاولة التغيير عن طريق القوة فهذا ما لا نقره ولا يجوز شرعا، لأن هذا يؤدي لاراقة الدماء وإزهاق الارواح البريئة، و حتى وإن اتخذ هؤلاء مبررات لقيامهم بهذه الاعمال الا انها ليست مبررة من الناحية الشرعية بما يترتب عليها من مفاسد،


ماهو تعريف العنف ككلمة ومعنى لدى الشيخ الشاب ورهطه من عضوية الرابطة المعنية؟!.. أشكال العنف متعددة يدخل فيها العنف البدني بالطبع ، وكذا ( العنف اللفظي).. أوليس كذلك؟! .. أوليست الشتيمة عنفاً بشكل أو آخر ، تمهد أو توفر مسببات تصعيد التوتر بين الناس وفي أوساط المجتمعات؟! ألا يوافقنا فضيلته بأن تعابيراً مثل ( فلا يزوج من بنات المسلمين) و ( إذا تزوج مسلمة فالزواج زنى) و( الأولاد أولاد زنى) و ( وكذلك لا يجوز زواج البنت الشيوعية من المسلم والعقد باطل وقربها زنى)!.. أوليس هذا يا فضيلتكم هو القذف بعينه، الشتيمة بعينها، الاساءة بعينها، ببذاءة لا تُسمع حتى في أحط أوساط المجتمعات المتدنية؟!، .. وإذا ما وُجه لكم سؤالاً بسيطاً وهو من أي أحكام شرعية وقطعية إستبينتم كل هذ الاساءات فما هو جوابكم؟!.. وهل الاسلام نفسه وتعاليمة السمحاء تبيح ذلك؟!.. خاصة وأنتم تشيرون إلى أن (استخدام العنف كوسيلة ومحاولة التغيير عن طريق العنف فهذا ما لا تقره ولا يجوز شرعاً)!.

ثم يضيف في الحوار:-
Quote: *منهجنا هو منهج اهل السنة والجماعة او المنهج الوسطي الذي يبتعد عن الغلو والقاء الأحكام على عواهنها من غير دراسة وتثبت وندعو في منهجنا هذا الى المحافظة على العقيدة الصحيحة وبقاء المجتمع على المنهج الاسلامي القويم .


هل المنهج الوسطي الذي يبتعد عن الغلو والقاء الأحكام على عواهنها من غير دراسة وتثبت يمكنه بإطمئنان أن يصدر فتوى تكفيرية لفئة وسط المسلمين يقول عنها ( كل شيوعي كافر خارج عن الاسلام وإن كان يصلي دائماً وأحياناً) و( لا تؤكل ذبيحة الشيوعي) و ( لا يُغسل إذا مات ولا يُكفن ولا يُصلى عليه) و ( لا يُقبر في مقابر المسلمين ) و ( لا يجوز لأبنائه المسلمين أن يرثوا منه لأنه لا يتوارث أهل ملتين)؟!.. ماذا نسمي هذا الذي تقولون أنه ( المنهج الوسطي) إن لم يكن ( منهج التطرف المبرمج ) وإن لم يكن الغلو والقاء الأحكام جزافاً وعلى عواهنها من غير دراسة وتثبت؟! .. ألا بئس الوسطية ، وبئس ( الدراسة ) التي تنشد الموضوعية والتفكر.. بئس إسلام أهل السودان إن ولوا أمرهم لعتاة (السياسيين المتأسلمين تطرفاً وتبجحاً)!.
أواصل

Post: #66
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-07-2009, 10:44 AM
Parent: #65

شكرا
يا حسن ما قصرت

وهاك دا كمان مقال اضافى




الشيوعيون السودانيون والتكفيريون
محمد عيسى عليو


تناقلت اجهزة الإعلام أخيراً الاعتداء على اعضاء الحزب الشيوعي بالجريف شرق، من بعض الشباب الذين رفضوا جيرة الحزب لحيّهم، فقد افتتح الحزب الشيوعي دارا له في الجريف، الامر الذي اعتبره الشباب توسعا للإلحاد في حيّهم، حسنا فعلت الاقلام التي رفضت هذا النهج، نهج التطرف والاسراع في اطلاق الفتاوى.
ان اعظم ميزة يمتاز بها هذا الشعب هي ميزة التسامح، ورفض الغلو، ولولا هاتان الميزتان وبحسب المشاكل التي تعشيها هذه البلاد لما استطاع السودانيون ان يصمدوا امام (عواتي) الرياح، وآفات الحروب وعدم الاستقرار السياسي، فالسودانيون المسلمون منذ ان تشربوا الاسلام فهموا سماحته، ووسطيته، دخلت عقولهم آيات التعايش وآيات التعارف، قبل آيات الحرب، ومنذ ذلك التاريخ وهم يعشقون محبة الآخر والتواضع له ولين الجانب للضعفاء والمساكين، ولكن في الآونة الاخيرة وفي اعقاب ظهور الانقاذ وفتح الباب للحريات الاسلامية السنية منها والشيعية، الايجابية منها والسلبية، دون تأشيرة دخول ولا فحص للسفارات في الخارج لجوازات الزائرين للسودان وتقييم وتقويم اوضاعهم قبل دخولهم البلاد، جعل من بلادنا تصفية حسابات دينية لا علاقة للسودانيين بها، رغم ان بلادهم اصبحت ميدانا لاقتتال الاعداء، فذاكرة الشعب السوداني لن تنسى اعتداءات الخليفي الاجنبي على مسجد انصار السنة بالحارة الثانية بأمدرمان، واعتداءات عباس على مسجد الجرافة، لقد ازهقت عشرات الارواح من الموحدين، وخلفت ما خلفت من الارامل واليتامى والثكالى.. كل ذلك بسبب تساهل الدولة في التعامل مع مثل هؤلاء.
واليوم يرفض بعض شبابنا مجرد افتتاح مكتب لحزب سياسي سوداني بحجة انه حزب ملحد، فهؤلاء الشباب هم اداة فقط لا بد لهم من كبار دفعوهم لهذا العمل، اذن المشكلة ليست هي التي امامنا، فلا بد من البحث عن العقول المدبرة لمناقشتهم على العلن، ولا بد لهم ان يظهروا ليحاورونا حتى نصل لنتيجة مقبولة للجميع. ولا بد لهم من الإجابة على اسئلتنا هل الحزب الشيوعي هو الحزب الملحد الوحيد في السودان؟ وهل العداء مع الأحزاب الملحدة أم العداء مع الاحزاب العلمانية...؟! وهل الحزب الشيوعي حزب ملحد فعلا...؟! هذه الاسئلة يجب ان تطرح ومن ثم الاجابة عليها.
ولعهد قريب كنت اظن أن خلاف بعض المتدينين هو مع العلمانيين الذين يرون ألا يتدخل الدين في السياسة وفن الحكم، وفي هذا يتفق الحزب الشيوعي مع الناصري والبعثي والاشتركي واللجان الثورية والحركة الشعبية، وحتى الاحزاب الكبيرة اصبحت تتناول تطبيق شرع الله باستحياء، فهي لا ترغب ان تعلن علمانيتها خوفا من جماهيرها... ولا ترغب ان تطبق قناعتها الدينية خوفا من المجتمع الدولي، تماما كما قال أهل مكة في بداية الدعوة نخشى ان تبعنا دين محمد يتخطفنا الناس، واذا كان الامر كذلك فمعركة هؤلاء الشباب مع الاحزاب آنفة الذكر كلها وليس مع الحزب الشيوعي.
واذا كانت النظرة للحزب الشيوعي بانه ملحد، فهنا لنا وجهة نظر نرجو ان يسمعها منا الابناء الشباب والذين وقفوا من خلفهم، وهي اننا منذ ان وفقنا في ان نضطلع على برامج الحزب الشيوعي وحتى الاخيرة التي اطلقها في مؤتمره العام في العام الماضي، لم نجد فيها ما يشير الى ذلك، فكل الامر طرح اقتصادي وفكر سياسي واشتراكية ترنو الى المساواة بين الجميع. ولا اعتقد ان في ذلك مدعاة الى التحرش والتنابز، والقاء المنشورات واحراج الموقف العام. واعتقد ان الحزب الشيوعي احسن صنعا في ان بقي على اسمه دون مواربة، رغم ان غيرهم لا تختلف برامجهم عنه شيئا، ولكنهم يطلقون اسماءً تروق لنفسية الشعب السوداني تملقا وتزلفا، ولنفترض ان «نقد» غير اسم حزبه الى الحزب الاشتراكي الاسلامي وبقي على برامجه التي اعتدى عليه بسببها الشباب، هل ترى انهم سيعتدون عليه؟! الاجابة قطعا لا... لذلك لا بد من مناقشة هذه الافكار في الجو الطلق بدون تكلف وبدون غضب ولا نية مبيتة للخلاف وعدم الوصول لاتفاق، وهنا يقع على الاستاذ محمد ابراهيم نقد امر المجادلة بالحسنى، وهذا لا يزيده وحزبه الا فائدة وتمددا، واذا ما استمع هؤلاء المعتدون للمجادلة بالحسنى، فلا يزيدهم ذلك الا عزا وفائدة.. ومن يدري ربما كسبوا بالحوار رجالا من الحزب الشيوعي بدلاً عن الاعتداء والطرد من الجيرة، ولنا جميعا اسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في الصبر على الشدائد والمصابرة في تنفيس المكائد والامثلة كثيرة، واقول لإخوتي وابنائي حديثه صلى الله عليه وسلم القائل لا زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه، سيدنا جبريل وصى بالجار ولم يقل الجار المسلم وانما الجار على اطلاقه، فالإحسان الى الجار هو جواز السفر والإذن للدخول الى قلبه وعقله.
إن رجالنا الاوائل كالسيدين وثالثهم الشريف، ورابعهم ارباب الطرق الصوفية وخامسهم زعماء العشائر والقبائل في السودان، وسادسهم المثقفون والسياسيون السودانيون، لم نكن نحن اقرب منهم الى الله، ولم تكن همتنا الى الدين بأفضل منهم ، لقد قاموا بنشر تعاليم الدين في احسن صورة في الوسطية والاعتدال والتقرب الى الآخر، ومع ذلك كانوا يتعاملون مع الشيوعيين السودانيين تعاملا وطنيا اخلاقيا، واستفادوا منهم كثيرا في مقارعة الاستعمار، وكان اسمهم فعلا الجبهة المعادية للاستعمار، بما انه فكريا كان الاستعار اقرب إليهم من شيخ الهدية وعبد الرحمن المهدي والهندي والميرغني وعلى طالب الله، ولكن من اجل اخوة الوطن، فقد وقفوا مع بني جلدتهم مبتعدين عن بني فكرتهم. فقد كان الخواجات بشقيهم السوفيتي الشرقي والغربي الامريكي الاوروبي يرفضون مجرد ادخال كلمة دينية في قاموس السياسة، وهذا هو طرح الاحزاب العلمانية بما في ذلك الحزب الشيوعي، ومع هذا فقد وقف ضدهم الحزب الشيوعي من اجل استقلال السودان، من هنا كان عطف الشيوخ والسادة وتقاربهم السابق مع الحزب الشيوعي، حتى ان السيد عبد الرحمن المهدي كان يكرم وفادة الحزب الشيوعي والذين يزورونه من الخارج، ولا يرى في ذلك نكوصا عن الدين، وكان الهندي والمحجوب لا يريان غضاضة في الوقوف مع عبد الخالق محجوب في منصة واحدة،
لقد تابعت لقاءات وكتابات الاستاذ نقد فوجدته رجلا عاقلا راشدا مؤدبا لا يحب ابدا ان يستفز مشاعر اخوته السودانيين بأي شيء يخدش انتماءاتهم كلها، وهنا يسعدني ان انقل للجميع ما سمعته منه في يوم من الايام عندما كنا في هيئة جمع الصف الوطني، حيث دعونا قيادات العمل السياسي في منزل المشير سوار الذهب، وكان من بينهم الرئيس البشير والصادق المهدي والميرغني والترابي والمرحوم شيخ الهدية ونقد، فبعد انتهاء الاجتماع كنت من الذين خرجوا مع الاستاذ نقد لوداعه وكان معه د. خضر الشفيع، وجاءت سيرة سيدنا علي بن ابي طالب فقال نقد والله الحصل لسيدنا علي لو جاء الفزع لنا له في السودان لنجدته لنجدناه نحن السودانيين والشيوعيين المعانا حتى ولو نركب البحر بالطرور، والله هذا من سمعته من نقد شخصيا، وهذا ينم عن دواخل هذا الرجل، فلما نستعدي امثال هؤلاء ونقرب آخرين اشد مقتا لنا، لماذا لا يعتدي هؤلاء على الذين يؤذون الوطن جهارا نهارا..؟!!
اقول لإخوتي الشباب أيكفي ان نرخي اللحى ونخطب عن حرمة سفك الدماء، ونحن «نمص» في دم هذا الشعب بأكل اموال الناس بالباطل سرا، ونساهم ايضا في الفتن حتى تسفك بين القبائل الدماء، هل يكفي أن نتحدث عن تطبيق الشريعة علنا، ونقتلها سرا برفضنا للآخر الضعيف لمجرد انه يختلف معنا قليلا عقائديا، ونقبل الآخر القوي لمجرد انه الاقوى خشية ان يتخطفنا! الامر يحتاج الى نظر.
ويجب أن نرى السماحة تمشي بيننا برجلين، فهذا هو ديدن رعيلنا الاول، كما يجب ان تسن القوانين الرادعة للذين يستعجلون لإصدار الفتاوى دون علم، كما انه يجب ان يسود الحوار بين الناس، وهو السبيل الوحيد لغزو قلوب الآخرين دون ادنى ترسانة من سلاح.
والذي حدث في الجريف يجب ان نعتبره كبوة حصان جامح، واطلب من الخيرين التوسط بين شباب الجريف والشيخ نقد، حتى ولو يعبر إليهم من الديوم عبر النيل الازرق، والامر لا يحتاج حتى الى طرور، فالانقاذ قربت المسافة من خلال كبري المنشية.

الصحافة

Post: #67
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-07-2009, 04:24 PM
Parent: #66

ماذا وراء التكفير؟ .. بقلم: رباح الصادق
الاثنين, 07 سبتمبر 2009 09:25


بسم الله الرحمن الرحيم



[email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته

حينما نزل ديننا الحنيف على محمد الحبيب وفي أيامه الأولى جاء بمكة: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ). وفي السورة حوار هين لين ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) ، وبالمدينة حينما أقيمت الدولة جاء (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ)، وظل الحديث عن الكفر حيثما كان كحالة جزاؤها أخروي إلا للذين يحاربون الله ورسوله ردا على العدوان أو سعيا لتحقيق حرية الدعوة، وفي زمان ما من أزمنة المسلمين جاء الحديث عن كفر المرتد، بينما القرآن يذكر الذين يكفرون ويبدلون دينهم ولا يذكر لهم عقوبة دنيوية، والسيرة تذخر بالحديث عمن بدلوا دينهم ولم يقتلوا حتى ممن هاجر إلى الحبشة.. فالكافر صراحا بواحا نفسه من حقه الكفر إن أراد في هذه الدنيا ويجد حسابه العسير في الآخرة وقد قالها القرآن واضحة (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ)؟ هذا عن الكفر البواح ومن قالها بوضوح أنه لا يؤمن بالله، فماذا فيمن لم يبح بكلمة الكفر ولم ينكر الديانة، وهذا السؤال ليس ترفا فكريا على نحو: إلى أين يتجه من يصلي فوق الكعبة؟ بل لأن التكفير صار سنة البعض في بلادنا: بضاعة مزدهرة فلماذا؟ من أي سوق شريناها؟ وإلى أين تقودنا.. أسئلة تمسك بعضها برقاب بعض!

أسهم التكفير تشير اليوم إلى الحزب الشيوعي، وهي أسهم لم تفارقه البتة منذ ندوة كلية التربية في ستينيات القرن الماضي والتي كان من مآلاتها حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان والأزمة التي تفاقمت حتى جاءت بانقلاب مايو بتنظيم يسمى "الضباط الأحرار" محمول على أكتاف شيوعية. حلقات شريرة كالتهميش الذي يؤدي للحرب، والتكميم الذي يؤدي للانقلاب، والجوع الذي يؤدي للكفر، والحرمان الذي يؤدي للجريمة، حلقات كلها تمسك بتلابيب بلادنا وتتهددها بالويل والثبور وعظائم الأمور. ولو أردت ألا تشغل بالك بها، فلا تسر في الشارع لكيلا تحس فقدان الأمان، ولا تذهب للمناسبات الاجتماعية تتجاذب أطراف الحديث وتسمع بوقع ما يدور، وحتى لو قبعت في دارك فربما صرت مقتولا كقتلى أغسطس المنصرم في أسباب تافهة: خلافات مالية أو سياسية أو لمجرد السرقة لقاء دنانير كنت لتعطيها عن طيب خاطر لتنقذ عنقك!

لقد وثق الأستاذ كمال الجزولي في كتابه (الشيوعيون والديمقراطية: من أجل الشراكة أم لذود الطير عن مر الثمر) لحادثة السيتنيات وأثبت كيف تبرأ الشيوعيون من قول القائل اللعين، ولكن كل ذلك لم يجد فقد كان الهياج العاطفي قد بلغ قمته ولم تعد الجماهير تفرق بين الحق والباطل. والحقيقة التي أثبتها الدكتور عبد الله علي إبراهيم في كتابه (الشريعة والحداثة) كانت تظهر بوضوح أن تلك الهجمة كانت مدفوعة بالسياسة فالأخوان المسلمون كانوا المنافسين التقليديين للشيوعيين في المدارس والجامعات، والوطني الاتحادي كان منافسهم في نيل أصوات الطبقة الوسطى في المدن، والبقية كانوا يسيرون خلف ركب التكفير ذلك مدفوعين بعاطفة دينية أججتها الشائعات المنقولة والنار التي أشعلتها شرارة قول مأفون لم يكن للشيوعيين أن يحملوا وزره وقد نبذوه، وليس ذلك كله إلا نوعا من الغرر، والتدليس، وليس من الدين في شيء.

لقد قالها البروفسور الطيب زين العابدين في لقاء أجريناه معه حول التعايش الديني في السودان أيام كنا نحرر صفحة الجمعة الجامعة بصحيفة "أجراس الحرية" قال إننا شعب متسامح والتكفير الذي يبرز بين الحين والآخر كان دائما بأسباب سياسية. ولمصالح سياسية، وهي حقيقة حق لنا أن نستصحب معها مصطلح الإمام المهدي عليه السلام: علماء السوء. آلة للسلطة تتخذها للتهويش والتهميش والتخريش حينما تريد. حينما يقوم حزب أو زعيم سياسي بما لا تهوى يهوي على رأسه فأسهم الباطش فتتخلل سمومه جسد المجتمع وتملأه حقدا وكراهية.

في ربع القرن الأخير وجهوا سهامهم يمنة ويسرة. في 1993م عقب إعلان نيروبي بين حزب الأمة والحركة الشعبية رموا الحزب وقيادته بالكفر للاتفاق على المواطنة أساسا للواجبات والحقوق في الوطن، ودارت الدائرة فإذا هم يتخذونها كذلك. وفي2003م من جديد عقب اتفاق نفس الحزبين بالإضافة للاتحادي الديمقراطي على "إعلان القاهرة"تم التكفير من جديد. وفي نفس الوقت صدر بيان من مجموعة من "العلماء" منهم بطل التكفير الجديد (محمد عبد الكريم) بعنوان: فتوى العلماء في حكم الانتماء إلى الجبهة الديمقراطية وأفعالها الكفرية وواجب المسلمين نحوها.


وفي 2006م كفروا الدكتور حسن الترابي الذي كانوا يتسابقون لمدحه يوم أمسك بزمام السلطة وقبل أن يتنكر له تلامذته الذين وإن خرجوا عليه فلم يخرجوا منه أو لم يخرج منهم فلا زلت ترى في كل صاحب ذرة من فكر لديهم لفتة أو لمحة منه. وفي 2009م من جديد هجموا على الإمام الصادق المهدي ووجهوا عليه منابر المساجد الناعقة بالفتنة، ووزعوا شرائط الكاسيت وكانت هجمة مرتبطة بنشاط سياسي كبير قام به الحزب الذي يرأسه بعقد المؤتمر العام السابع. وأخيرا وأيضا بارتباط بنشاط سياسي: هو افتتاح دار الحزب الشيوعي بالجريف غرب تم إصدار بيان بتكفير الشيوعيين وكان الصدام الدامي في دار الحزب بين منسوبيه ومهووسي التكفير في الثلث الأخير من أغسطس المنصرم.

هذه الحالة لا نود معها أن نخوض في نصوص الدين لنثبت أنه براء ولا نحاورها فكريا فهي لا تقف على قدمين أمام أدنى درجة من الورع أو اتقاء الله. إنها نوع من التدافع الكريه بين الناس حينما يوصلون الخلافات الحياتية العادية أو يخلطون فيها المنافسات الانتخابية المرجوة بمواقف حدية تهرق فيها الدماء البريئة. اختلف معي، أكفّرك الليلة وأدق عنقك غدا! لو كان الخلاف سياسيا! اختلف معي، أتوعدك الليلة، وأدق عنقك غدا! لو كان الخلاف ماليا! (حادثة المرحوم فضل الله تبيدي خير مثال)

يسير ركب الدولة في السودان غير آبه بالدوامة التي تحت أقدامنا والتي تجرنا لأغوار سحيقة. هل يمكن السير باتجاه انتخابات أي انتخابات لها أدنى نوع من الجدوى وهذا التكفير يسد مسام التنافس السليم؟ هل يمكن حقا السير باتجاه انتخابات والناس في هذا الحال المزري من الفقر والجوع وانعدام الأمن وقلة الصبر ونفاذ البصيرة؟

قال الدكتور عمر عجيمي الأستاذ بجامعة الخرطوم في ورشة (الأحزاب والحملات الانتخابية) الأسبوع الماضي إن نظرة سريعة للواقع الاجتماعي والسياسي نجده واقعا ينتظم فيه الفقر إلى حد كبيرا جدا وبمعدلات تصل إلى 80%، يتميز بعدم التوازن بين المركز والهوامش المختلفة به فقر متسع وزيادة في عدم التوازن التنموي الإقليمي، في بيئة اجتماعية هشة للغاية صارت قابلة لكل أشكال العنف وتتميز بالاستقطاب الجهوي والعرقي والإثني والديني، ويتم فيها استنفار الهويات والإثنيات وبعث القبلية حتى أصبحت إشكاليات الهوية من الواقع الحياتي اليومي للسكان، كذلك الخوف الدفين فكلنا يمشي لبيته وهو خائف على أطفاله وبيته خوفا قد لا تكون له المبررات ولكنها مخاوف نفسية أصبحت جزءا من بيئتنا الاجتماعية وهي قابلة للاشتعال بأسباب قد تكون متخيلة غير حقيقية، وهذا كله ناتج لانهيار نظم الحكم الراشد وفشل مؤسسات الدولة أن تقوم بمهامها تجاه المواطنين، وانهار العقد الاجتماعي بين الدولة والمجتمع.

إنه خوف له المبررات يا دكتور. اقرأ الدار، أو الأسطورة، أو حكايات، لا تقف كثيرا لدى أخبار الجرائم لأن الخوف قد يتحول ذعرا. بل اقرأ الصحف السياسية ذاتها ستسمع عن باد بويز (أولاد سيئين) وآوت لوز (خارجون على القانون) وغيرها من أسماء العصابات ليس في الخرطوم بل مدني البريئة أو هكذا نظن.

هذه المظاهر: أن تشهر في وجهي سكينا سواء باسم الدين أو باسم الدينار، باسم الله أو باسم اللهو، باسم الحق أو باسم الحقد، أسماء أو دوافع تتخذها أنفس مريضة في مجتمع مريض لتهرق الدماء التي حرمها الله، الدين، الحق إلا بالحق!

إنها مظاهر مرض، أعراض لمصيبة أدركتنا وخلطت الحابل بالنابل.. فلتدركنا رحمة الله.. فلتدركنا.. إنها بلاد تستحق رحمتك ولو لم تكن تستحق فرحمتك وسعت كل شيء يا رب: ألا تسعنا؟

Post: #68
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: حسن الجزولي
Date: 09-07-2009, 06:52 PM
Parent: #67

شكراً يا كيك على مقال رباح الصادق السديد القوي العميق..
أظنها ضمن من تم إعتقالهن صباح اليوم في محاكمة الأستاذة لبنى .. أليس كذلك؟!!

أواصل التعليق حول إفادات الشيخ محمد عبد الكريم الذي حكى قائلاً:-


Quote: * فالشريعة لا بد فيها من مراعاة المصالح والمفاسد وانكارنا للمنكر لا ينبغي أن يؤدي الى منكر أعظم وانما إنكار المنكر يؤدي الى جلب المعروف، و موقفنا من هذه الأحداث هو موقفا شرعيا ويجب توجيه كافة الناس لأن يلتزموا بضوابط الشرع لأن التغيير والاصلاح في المجتمعات طريقه معروف واساليبه الشرعية واضحة .


من المعلوم أن لكل فعل رد فعل، ولقد أصدرت الرابطة بياناً هو أقرب إلى شحن و( تحريش ) عديل لفئات من الشباب (الغض) الذين ينفعلون بكل قول يستهدف رفع وتائر الحمية الدينية لديهم نفسياً، تماماً كما كانت تفعل الآلة الاعلامية للدولة النازية حينما كانت تحرك أمزجة الجماهير بخطب الفوهرر هتلر النارية، وهنا بيت القيد..لأن إنكاركم للمنكر قد تم بخطاب غير منضبط وما كان ينشد ( جلب المعرورف) بأي حال، بقدر ما كان يهدف إلى زرع الفتنة التي نهى عنها الاسلام باعتبارها أشد فتكاً من القتل، ونتيجة لفتواكم تلك (باعتبارها إنكاراً للمنكر) فقدأدى رد فعل (شبابكم) إلى ( منكر أعظم) وهو حمل البيان في جيب و(النصال الحادة ) في الجيب الآخر ثم التوكل على الذي يهب الفردوس والتوجه لدار (الشرك)!، فكيف بالله عليكم تتحدثون الأن عن أن فعلكم هذا لا ينبغي له أن يؤدي إلى ( منكر أعظم) .. في كل الأحوال فإن مثل هذا القول هو من باب ( الكلام الساكت) في محاولة لذر الرماد على الأعين.. لا أكثر ولا أقل!.

يقول شيخنا في موضع آخر من الحوار:-


Quote: ولا نقبل أن يقوم الشباب بإصدار الفتاوى دون الرجوع لأهل العلم، بل لا ينبغي لهم أن ينشغلوا بالفتاوى، بل التحصيل والطلب. ونعتقد أن فتح الباب على مصراعيه أمام إصدار الفتاوى يؤدي الى فوضى فكرية في المجتمع .


Quote: وأنا لا انطلق من شعارات الحزب وعمومياته، وإنما من منطلق دراسة الفكر الشيوعي، وهذا من صميم تخصصاتنا في الجامعة وتدريس المناهج الفكرية المعاصرة. وواحد من هذه المذاهب المهمة هو الشيوعية وفلسفتها الديالكتية، وبما أن الحزب الحزب الشيوعي السوداني أقر النهج الماركسية كمبدأ له وحسم هذه القضية في مؤتمره الخامس رغم الاختلافات التي ظهرت بين التيارات المختلفة داخل لجنته المركزية حول موضوع الماركسية، فإن الشيوعيين ارتضوا أن يرجعوا مرة أخرى لهذا المنهج الذي نرفضه كمسلمين .


قصدي من إبراز المقتبسين أعلاه لارتباطهما ببعضهما البعض!

يتحدث عن عدم قبولهم أن يقوم (الشباب)،أو ينشغلوا باصدار الفتاوى ( دون الرجوع لأهل العلم) وعن أهمية إنتباههم للـ( التحصيل والطلب )، وبالطبع فإن التحصيل والطلب الذي يعنيه بالنسبة للشباب ليس في مجال الرياضيات أو الفلك أو أحدث علوم التقنية، بل بالضرورة يعني التحصيل في مجال الفقه والعلوم الدينية و(الثقافة الاسلامية)، علماً بأن فضيلته أشار إلى أن هجومه على الحزب الشيوعي ينطلق من دراسته هو .. أو قل من (صميم تخصصه) في المناهج الفكرية المعاصرة، ومنها الشيوعية وفلسفتها الدياليكتيكية، ودون إطالة أو شرح فان المراد واضح وبين .. يا أيها الشباب ، يا من تطلبون العلم والمعرفة، لا تشغلوا أنفسكم بالفتاوى دون الرجوع ( لنا) باعتبارنا أهل علم ودراية بهذه الأمور ، فنحن وحدنا القيمون بهذا وأكثر من هذا وهو تبيان أين الحلال وأين الحرام حتى فيما يخص المناهج الفكرية المعاصرة.. ومن بينها الشيوعية ومذهبها الدياليكتيكي،فنحن الذين تخصصنا في ذلك ونقوم بتدريسه لكم!.

وهذا هو يا شيخنا أس المشاكل في كل هذا الذي يجري.. أن يقوم بتدريس مواد تتعلق بالمناهج الفكرية المعاصرة في واحدة من أعرق الجامعات السودانية أساتذة تخرجوا من أقسام الشريعة الدينية من الجامعات الاسلامية المنتشرة في السودان والوطن العربي.. وينطلقون في تقديم مادتهم لطلابهم من مواقف (فكرية ) مناوئة جملة وتفصيلاً لهذه المذاهب ..بالطبع لا يقومون بتدريس هذه المناهج من مواقف حيادية، ثم يتركون الطلاب لاعمال عقولهم! والأنكى أنهم فرضوا أنفسهم و( جهدهم الأكاديمي ) بواسطة نظام يعادي العلم والعلماء، أقصى أعظمهم من سوح المدارس والمعاهد والجامعات وفرض مواداً دينية لا علاقة لها ولا يربطها رابط بكثير من التخصصات الأكاديمية، فضلاً عن فرضه واقعاً للطلب الأكاديمي لا تتوفر فيه أبسط مقومات الاستقلالية في حريةالبحث والتحصيل العلمي السليم.. ولله ما أعطى ولله ما أخذ في نهاية أعوام (التخرج)!.

أواصل

Post: #69
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-07-2009, 10:24 PM
Parent: #68

العدد رقم: 1111 2009-09-07

عادل عبده


ماركسية كمال الجزولي نموذج للشيوعي المسلم




الهوس الديني في الإسلام والمسيحية واليهودية ينهل من ينبوع واحد قائم على رائحة البارود والدم، وفلسفة إحتكارية الصواب وهدم الرأي المخالف، فالعمامة والقلنسوة والصليب الموغلين في التطرف والشطط والمعادين للإعتدال والحوار يتساوون جميعاً في الأهداف والمرامي!. ونجد الحاخامات الصهاينة الموتورون يسعون على الدوام إلى مسح الوجود الفلسطيني من الخريطة والفكر الكنسي المتعصب يحاول إجتثاث الديانات الأخرى, بينما يسعى الإسلام الدوغمائي من خلال القراءة الخاطئة للنص الديني إلى تحويل الشريعة الإسلامية إلى دعاية ظلامية..! وقد تكون واحدة من فضائل الله سبحانه وتعالى على السودان هو إرتكاز الإسلام لدى الغالبية العظمى على الطابع السني القويم، والنهج الصوفي السمح والتعاليم الفقهية الوضاءة المتجانسة مع المزاج السوداني، وبالتالي ضاقت مساحة الإسلام العجائزي المتعصب، والسودانيون هم دعاة الوسطية والقيم الفاضلة وأصحاب الهيام في أتون الشعاع الديني، وأحباب رسول الله عليه الصلاة والسلام على الدوام، ومن هنا لا يمكن تفخيم منظار طالبان والحوش الذي صور الإسلام كأنه مؤسسة إنتقامية على عقولهم ومشاعرهم الدينية. والآن تدور في الساحة السودانية طوال هذه الأيام معركة طاحنة مليئة بالصخب والفوران والتحركات المضادة، بين الحزب الشيوعي السوداني والرابطة الشرعية للعلماء والدعاة، في مشهد مثير للإنتباه يجسد صورة الإستخدام السياسي المبتذل للإسلام، حيث أصدرت الرابطة فتوة فقهية في بيان جاء فيه تكفير الحزب الشيوعي السوداني، وإعلان بأن كل شيوعي كافر خارج عن الإسلام وإن كان يصلي! علاوة على ذلك فقد كشف بيان الرابطة عن قيام اليهود بالإشراف على تنظيم وتكوين الأحزاب الشيوعية في العالم العربي والإسلامي، في ترابط مشترك بهدف تدمير كل الأديان وفي مقدمتهم الإسلام.. ومن جهته رد الحزب الشيوعي بغضب قائلاً: ليس من حق شخص أو مجموعة أن تكفر الآخرين بل طالب من السلطات محاسبة الرابطة لخطوتها المتناقضة لتعاليم الإسلام والنظم المعمولة، ونادى الحزب الشيوعي بتشكيل رأي عام واسع مناهض لدعاوي التكفير. بالنظر إلى مدلولات البيان فهو يعبر تاويلات مخالفة لروح العقيدة الإسلامية، بل هي أقرب إلى مناخات تحكم الكنيسة أيام محاكم التفتيش، فضلاً عن تجعل الواحد من هؤلاء كأنه عين قيماً على أبواب الجنة والنار، ثم يندهش المرء بأن تكون حسب دعاوي البيان اليهودية في خدمة الشيوعية !! فالشاهد أن هذه الرؤية عند إرجاعها لعناصرها الأساسية في الإطار السياسي والتاريخي وسياق المصالح تجد أن العقل لا يمكن أن يقبلها إطلاقاً لأنها لم تصنع على إحترافية قابلة للتصديق!!. وها هو الإمام الصادق المهدي يحذر من خطورة دعاوي التفكير وتهم الردة قائلاً: إن التكفير ظاهرة سرطانية تبدأ بالكلام ثم يأتي الشباب المتحمسون لتنفيذ ما إعتقدوه سفكاً لدماء الكفار وتقرباً لله تعالى، بل الإمام دافع عن الحزب الشيوعي مبيناً بأنه كان بعيداً عن الجوانب الفلسفية للماركسية، مركزاً على التحرر من الإستعمار والإستغلال الإجتماعي، وذكر بأن الإسلام دين تسامح يمنح صفة الإسلام لكل من ينطق الشهادتين، ولا يجوز لأحد تكفيره!! (آخر لحظة) بتاريخ 1/9/2009م. وعلى ذات السياق ذكر الدكتور عبد الوهاب الأفندي بأن ظاهرة التكفير تمثل نوعاً لطفولة بعض الذين يحملون شعارات الحركة الإسلامية، فقد كانت تنتهج أيام الصراع عند ما كان الحزب الشيوعي عدوها الأول! الأحداث بتاريخ 30/8/2009م. والنتيجة المنطقية تتمثل في وجود رؤية جوهرية لملامسة الصورة الحقيقية حول تكفير الشيوعيين ومعرفتهم بالإيمان، ودحض تلك الدعاوي من جانب الأستاذ كمال الجزولي المحامي، الذي ينظر اليه كأحد دهاقنة الحزب الشيوعي المثقفين، فهو يعبر عن طرح عميق في قضية الإيمان والإلحاد من خلال إشارات تنضح بالشجاعة والقناعة والمنطق وقد تصلح انموذجاً حياً يجسد التعاطي الحقيقي للماركسيين السودانيين مع الإسلام. يقول مولانا كمال الجزولي في حوار مع مجلة أوراق بتاريخ أغسطس 2005م الإلحاد أكسل ممارسة ذهنية يمكن أن يمارسها أي عقل بشري.. وتزداد الصورة إتضاحا عندما يذكر بأن الماركسية ليست دنياً بالنسبة لي لكي أعتقد فيها.. أنا لا أعتقد في الماركسية، أنا أثق فيها كعلم وإذا وجدت بديلاً أقوى منها سوف أثق فيه واستخدمه، ويضيف.. إذا كانت الماركسية في رأي قد اصطدمت في لحظة ما بعدم قدرتها على تقديم تفسير معقول فلماذا أتمسك بها؟!. وفي تقديري بأن رؤية الأستاذ كمال الجزولي تعكس نموذجاً شفافاً لمحاربة غوغائية الفرمانات وهستيريا التكفير التي بدأت تتدافع كالأمواج وهي بذات القدر تمثل مقياساً ينطبق على غالبية الشيوعيين السودانيين، الذين يشاهدهم المراقب العادي وهم يؤدون الصلوات ويتعاملون وفق التقاليد السودانية التي لا تتصادم مع الإسلام، ورسالة الأستاذ كمال الجزولي لهؤلاء بأن قوالب التكفير أضيق من أن تحتوي الشيوعيين الذين يرفضون الماركسية ديناً.


احر لحظة

Post: #70
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-08-2009, 04:53 PM
Parent: #69

المسألة أكبر من الاعتداء على الحزب الشيوعي


مريم عبد الرحمن تكس



في مقدمة دستور 5002م الانتقالي تمَّ التأكيد على أن الله وهبنا الحكمة والارادة لانجاز اتفاقية السلام الشامل التي وضعت حداً قاطعاً لاطول نزاع في القارة الافريقية، هذه الحكمة التي وهبها الله للمتصارعين هي التي قادت الى دستور 5002م التي استهدت بدستور السودان العام 8991م و«تقديرا» لمؤتمر الحوار ومبادرة الحوار الشعبي الشامل واتفاقيات السلام والمصالحة الوطنية خاصة اتفاقية القاهرة الموقعة في يونيو 5002م- بهذا أُعلن اعتماد الدستور قانوناً أعلى تُحكم به جمهورية السودان خلال الفترة الانتقالية ونتعهد بحمايته واحترامه وقد أدى المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية القسم الآتي نصه: «أنا... أقسم بالله العظيم بوصفي رئيساً لجمهورية السودان أن أكون مخلصاً وصادقاً في ولائي لجمهورية السودان وأن أودي واجباتي ومسؤولياتي بجد وامانة وبطريقة شورية لترقية ورفاهية وتقدم الأمة وأن التزم بالدستور وأحميه وأحافظ عليه وأن اراعي قوانين جمهورية السودان وأن أدافع عن سيادة البلاد وأن أعمل لوحدتها وأوطد دعائم نظام الحكم الديمقراطي اللا مركزي وأن أصون كرامة شعب السودان وعزته والله على ما أقول شهيد».
الحزب الشيوعي أتى ضمن اتفاق القاهرة المضمن في الدستور وادى نوابه القسم في البرلمان على ذات كتاب الله الكريم القرآن المجيد الذي ادى عليه الأخ رئيس الجمهورية القسم وصاروا جزءاً من سيادة البلاد الملتزمة بالدستور هذا الدستور الانتقالي لم يكن فقط مزاوجة بين اتفاق السلام الشامل ودستور 8991م بل لأول مرة في تاريخ السودان تُضمن وثيقة الحقوق في دستور سوداني وقد ورد في الباب الثاني -ماهية وثيقة الحقوق.
72-«1» تكون وثيقة الحقوق عهداً بين كافة أهل السودان وبينهم وبين حكوماتهم على كل مستوى والتزاماً من جانبهم بان يحترموا حقوق الانسان والحريات الاساسية المضمنة في هذا الدستور وأن يعملوا على ترقيتها وتعتبر حجر الاساس للعدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية في السودان.
2- تحمي الدولة هذه الوثيقة وتعززها وتضمنها وتنفذها.
3- تعتبر كل الحقوق والحريات المضمنة في الاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الانسان والمصادقة عليها من قبل جمهورية السودان جزءاً لا يتجزأ من هذه الوثيقة.
4- تنظم التشريعات الحقوق والحريات المضمنة في هذه الوثيقة ولا تصادرها او تنتقص منها.
إذاً الحزب الشيوعي له كافل وضامن وهذا ما أدهشني من تصرف قامت به جماعة الجريف غرب بشأن افتتاح دار الحزب الشيوعي ودهشتي نابعة من فطرة الانسان القروي البسيط ذلك ان اهلنا في القرية التي لا تعرف الحكومة عنها شيئاً يقومون بحماية ما يعتقدون انه حماهم وعرفهم وتقاليدهم بطريقة اكثر منطقية من جماعة الجريف غرب ذلك عندما يفد شخص «غريب» للقرية يراقبه الناس وتزداد حساسية مراقبتهم اذا اتى هذا القريب للدعوة لامر ما او ادعى قدرة على العلاج أو حتى لو كان معجباً بوسامته وارد ان يستغلها في هذه الحالات يُركز أهل القرية على من استضافه منهم لان ليس في القرية استراحات ولا نُزل عامة ولا بيوت للايجار «فالغريب» قطعاً ضيفاً على أحد اهل القرية وضيافة «القريب» الذي يأتي لدعوة او ممارسة اي شيء خارج عن المألوف تجعل المضيف يتحمل عبء حمايته والمسؤولية الاخلاقية عن كل ما يصدر منه واذا تجرأ هذا الضيف على أعراف وتقاليد أهل القرية فانهم يحذرون مضيفه ويلقون عليه اللوم ويأمرونه بمعالجة الامر وتصحيح الوضع ولا يتجاوزنه ابداً الى ضيفه والحزب الشيوعي قطعاً ليس ضيفاً على الجريف بل هم مواطنون لهم مطلق الحرية في اي شبر في السودان لكن وجه الشبه لو ان جماعة الجريف غرب التي استنكرت وجود الحزب الشيوعي نظرت الى من ورائه لما اصطدمت به بل لجأت للدستور وللقانون الذي يحمي الحزب الشيوعي وساعتها سيأخذ الجدل طابعاً آخر لكن كونهم يبسطوا سيادتهم على حيز جغرافي ضيق في الجريف غرب الذي هو تحت طائلة الدستور وسيادة رئيس الجمهورية فهذا امر لا يعقل. الحزب الشيوعي موجود في الموردة حيث مقر البرلمان الذي يجعل الاستاذ سليمان حامد يتمتع بالحصانة ويقرر ويقول بسيادة كاملة ما يشاء في الشأن الوطني وخرطوم «2» ايضا تحت مظلة الدستور وسيادة رئيس الجمهورية حيث توجد الدار الرئيسية للحزب الشيوعي فلماذا لا يمارس الحزب الشيوعي نشاطه في الجريف ويمارسه في الموردة او خرطوم «2» أو مدني أو عديلة.. الخ إن دستور البلاد كفل الحق للحزب الشيوعي كما للجماعات الاخرى بما فيها الاسلامية كفل لهم حرية التنظيم والرأي والضمير، والسيد رئيس الجمهورية ادى القسم حامياً لهذا الدستور لهذا يصبح ما تعرضت له دار الحزب الشيوعي في الجريف غرب قضية لا تمس الحزب الشيوعي بل تمس اختصاصات رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان وكل القوى التنفيذية والتشريعية التي تعمل من أجل صيانة وحماية الدستور ووثيقة الحقوق التي لأول مرة في تاريخنا تصبح جزءاً من الدستور.
إن العالم اليوم يعيش «قيمة» الانسانية العالمية و«قيمة» حقوق الانسان، المطلقة قيل عن الاولى إنها تعني ان المساواة الانسانية لا تحدها ولا تقيد من المزايا المترتبة عليها الحدود السياسية ولا الاختلافات الدينية ولا العنصرية ولا التنوعات ولون البشرة وما اليها، وقيل عن الثانية إنها تعني لا يجوز حرمان انسان أياً كان من الحقوق الثابتة له بمقتضى «الانسانية العالمية» وأن العالم الجديد سيجعل قوة نظامه الدولي الصاعد متوجهة الى حماية الانسان بهذا الاطلاق.
إذا أحسنت الجماعات الاسلامية التي تدعي الحرص على الاسلام قراءة وثائق الحقوق الانسانية والتي هي في الاصل من جوهر وصميم روح الاسلام لكن العالم زاد عليها الهيكلة والحماية المقننة اذا أحسنت هذه الجماعات قراءتها فهي قطعاً في مصلحة المسلمين اينما وجدوا اذ بهذه الحقوق وحدها يمكن الدفاع عن الشعب المسلم في غزة وحماية المسلمين المضطهدين في الصين وبها وحدها كان يمكن لجماعة «يوكو حرام» تحقيق ما يريدونه من ثقافة خاصة وتعليم وبها وحدها يستطيع الحوثيون الاندماج في دولتهم لفعل ما يشاءون بفضل قيمة الحرية والنضال من أجلها، فالحرية قيمتها في أنها لك ولغيرك والعاجز عن تطوير عقيدته والدعوة لها بالحسنى يلجأ للعنف.
ليس من مصلحة انسان يعتنق الاسلام حقاً ويرجو له مستقبلاً كما اراده الله «سيظهره على الدين كله» ان يقف متعمداً ضد حقوق الانسان المطلقة وقيمة الانسان العالمية لان هذه الحقوق هي السلاح الوحيد والقوي الذي يمكن ان يهزم به المسلمون مَنْ يضيق على المسلمين في انحاء العالم ويحول بينهم وبين ما يريدون.
ولأُدلل على ما أقول ها هو رئيس جمهورية فرنسا يهب لنجدة الاستاذة لبنى عَيْرةً على حريتها بينما المواطن الالماني يقتل مروة الشربيني ضائقاً بحجابها متحدياً دستور المانيا الاتحادية الذي يعطي الحرية للمواطنين واغتيال حرية مروة الشربيني قيل قتلها سبب ازمة ضمير حادة في الاوساط الاوربية والعربية الثقافية والقانونية لن تنتهي الا بالاتفاق على مؤشرات لفهم منطقي لمعنى قيمة حقوق الانسان المطلقة او قيمة الانسان العالمية وهكذا بالحوار والتواصل الفكري الذي يتطلب شجاعة وثبات وعمل وجهد اكبر من التهديد والقتل ولا يثبت في ميدانه الا الراسخون في العلم -بهذا التواصل الفكري وحده يمكن للانسانية أن تصل الى قيمة الحرية التي تفضي إلى الحق والخير لكل الانسانية.
من جهة أخرى الحديث عن تكفير الشيوعيين السودانيين يقودنا لسؤال مهم من أين أتى الشيوعيون السودانيون؟ إنهم رجال ونساء أنجبتهم أمهات وآباء سودانيون في القرى والمدن والبادية فقد ينجب الرجل السوداني ثلاثة أبناء ذكور يربيهم على الكرم والفضيلة والحياء العام حتى اذا شبوا وصاروا رجالا تفرقت بهم السبل الى الجامعات او العواصم الخارجية فيصادف أحدهم كتاباً أحمر في مكتبة ما أو عند صديق فيقرأه وتعجبه العدالة الاجتماعية فيعتنق الشيوعية مذهباً سياسياً فقط من أجل تغيير الواقع الاجتماعي، أما الثاني فقد يصادف شخصاً درس في الازهر أو صادف في مكتبة ما كتاباً للإمام حسن البنا أو الشهيد سيد قطب أو غيرهم فيتخذ المذهب الاسلامي السياسي وسيلة لتغيير الأمة واصلاح شأنها. أما الثالث فقد لا يصادف شيئاً وقد يصادف ولا يكترس ويكرس وقته اما للهلال او للمريخ وثلاثتهم ابناء رجل سوداني واحد رباهم على حب الخير ولا يوجد سوداني واحد مسلم أو غير مسلم اعتنق مذهباً آيديولوجياً أبعد من اطاره السياسي بما فيهم رجال الحركة الاسلامية والدليل واضح لم يستطع الشيوعيون تغيير ثقافة ونمط المجتمع السوداني وكذلك لم تنجح الحركة الاسلامية في السودان في ضبط المجتمع على النهج الاسلامي والناظر بعين متفحصة للمجتمع السوداني اليوم يجده سائراً في طريق الصرف تؤثر فيه الاحوال الاقتصادية ويطوف عليه طائف من القنوات الفضائية فيصبح مقلداً هنا وهناك.
من بُعد آخر اذا جاز محاكمة نوايا الشيوعيين فهل مهاجمتهم بهذا الاسلوب هي السبيل الامثل لتخويفهم وصرفهم عن اهدافهم أم ان تصرف جماعة الجريف غرب كان هدية غالية للحزب الشيوعي، لأن التاريخ لمن يقرأه جيدا يخبرنا ان الافكار لا تبقى وتنتشر بقوة الا بعد اضطهاد اصحابها ولو تركت كل جماعة تعبر بحرية وصراحة دون خوف او ترقب عن افكارها لماتت كل الافكار السطحية ولتبقى في الارض ما ينفع الناس ولا اصدق قولاً من الحق عز وجل «فاما الزبد فيذهب جُفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض».
وجماعة الجريف غرب اذا ارادت ان تقدم نفسها كجماعة حامية للاسلام تحمي عنه وتزود فانها اساءت للاسلام من حيث تدري او لا تدري لانه اولاً الاسلام علمنا ان «نجادلهم بالتي هي أحسن» وأن نقول «للناس حسنا» وحتى لفرعون امر ربنا موسى واخاه ان يقولا لفرعون «قولاً ليناً لعله يتذكر او يخشى» لم تتق الله تلك الجماعة في الدعوة الاسلامية في بلاد نصف سكانها شباب منفتح على العالم عبر العولمة والانترنت والفضائيات يؤمن بالحريات كافة كيف نقدم لهم نموذجاً للزود عن الاسلام بهذا الاسلوب اذا كنا نريد ان نبدد المخاوف عن الاسلام ودعاته وسوء الظن بمستقبل يكون للاسلام فيه نصيب؟! يجب ان ينتبه المفكرون المسلمون ويستنكروا الغلو والعنف وان يؤكدوا لعامة الشعب ان سبيلهم للاصلاح هو سبيل الدعوة بمساحة تامة وحكمة بالغة.
يجب على من يتصدى للزود عن الاسلام ان يتحلى باخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي كان يحرص على الجغرافيا والمستقبل مهما كان الموقف حرجاً ومؤلماً بالنسبة له صلى الله عليه وسلم فها هو يوم الطائف يخرج من الطائف وهو العزيز الكريم يخرج مطروداً ويقول لجبريل وهو في تلك الحالة «عسى ان يخرج من اصلابهم من يعبد الله». ولم يهن عليه ان يطبق الاخشبيين على الطائف لتبقى الطائف من أجمل مدن الحجاز وليبقَ السيل الكبير الذي يفصل بين الاخشبيين مكاناً آمناً يحرم منه حجاج الجنوب ليدخلوا مكة آمنين.
وليس ادل على حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على المستقبل من قصة الحديبية سنة «6» هـ، حينما ردته قريش عن العمرة في ذاك العام وشق على الصحابة الرجوع حينما أمرهم بعد كتابة العهد مع مشركي مكة قائلاً قوموا فانحروا فما قام منهم أحد حتى قال ثلاث مرات ولولا نصيحة السيدة أم سلمى رضي الله عنها التي انقذت الصحابة من اقسى واخطر لحظة كادت تعرضهم لغضب الله وهم الكرام الذين يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم اكثر من أنفسهم وما كان الرسول الكريم الامين الرؤوف الرحيم ان يضعهم في ذلك الموقف لولا حرصه على الجغرافيا وعلى المستقبل لقد صبر ليدخل مكة عزيزاً كريماً لا فاتحاً مختالاً يجبر الخواطر لا يبحث عن تشفي «من دخل دار ابي سفيان فهو آمن».
يجب أن يتصدى رئيس الجمهورية شخصياً لحماية الحقوق وأن يصدر اذا شاء مرسوماً يقضي بانشاء مفوضية لحماية الدستور حتى لو بقى شهر واحد من عمر الدستور هي الاخطر اذ فيها يختار الناس ويستفتون في أمور بالغة الاهمية والخطورة تتقطع الانفاس حين التفكير فيها فكيف اذا تم إنزالها الى قوانين وجداول عمل وواقع معاش يجب حمايتها من الجماعات التي تتطاول على القانون

الصحافة

Post: #71
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-08-2009, 10:46 PM
Parent: #70

واقعة الجريف: نحو كلمة سواء ...
بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم
الثلاثاء, 08 سبتمبر 2009 12:26


واضح أن تكفير الدكتور محمد عبد الكريم للشيوعيين لم يجد في الوسائط أو في المجتمع المدني عشر معشار الحظ الذي وجده تكفيرهم قبل 45 عاماً في حادثة معهد المعلمين المشهورة. وسيكرهني محمد بالطبع متى قلت له إن محاولته لتكرار التاريخ انطبق عليها قول ماركس رأس الكفر في نظره. قال ماركس إن التاريخ يتكرر. فيأتي في المرة الأولى كمأساة. أما في المرة الثانية فيأتي كمسخرة. وبدا لي أن نسخة محمد الثانية من مأساة معهد المعلمين داخلة في عداد المسخرة. فقد تبرأ من تكفيره إسلاميون أقدم كعباً. وكان على رأسهم رفيق العمر على الضفة الأخرى، الدكتور الطيب زين العابدين. فقد طلب في كلمة شجاعة بما يمكن وصفه (بتساهل كبير من جانبي) ب "تكفير المكفر". فقد دعا الدولة أن تحظر إطلاق تهم التكفير وتجريمها.

ومع ذلك فأنا آخذ غيرة محمد وصحبه على الإسلام بقوة. وأبدأ بنفي الطالبانية عنهم طالما نفوها هم أنفسهم. وأرجو أن نكف عن التنابذ بمصطلح الغرب. من الجهة الأخرى لم اقتنع بطالبانية محمد وصحبه في زعم الأستاذ سليمان حامد الشيوعي البارز. فقد ألصق بهم الصفة لأن محمد عبد الكريم خطب في الناس قائلاً إنهم سيعيدون في السودان مأثرة مجاهدي أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي. فلم يكن نضال الأفغان ضد الاستعمار الروسي طالبانبة. كان حركة تحرر وطني عادية. وقول محمد إنه سينهض ضد الشيوعيين بما نهض به المجاهدون الأفغان ضد الروس مقارنة فاسدة فحسب. فالشيوعيون السودانيون قوة وطنية ربما كانت أطول كسباً من الكثيرين.

من جهة ثانية فمحمد وصحبه، ممن كفروا الحزب الشيوعي، ضحايا. فهم أبناء وبنات خيبة الحركة الإسلامية الحديثة. ولا أعرف من شرح هذا المعنى مؤخراً مثل الدكتور عبد الوهاب الأفندي (الصحافة 18 أغسطس 2009). فمن رأيه أن المتشددين الإسلاميين الذين احتلوا واجهات الوسائط أخيراً (الحوثيون وبوكو حرام وحركة الشباب الصومالي وجند أنصار الله في غزة) هم تعبير عن الفشل المتزايد من قبل الحركات الإسلامية الحديثة "في استيعاب والهام هذه الطاقات الشبابية الطامحة إلى التمسك بمباديء الإسلام وقيمه". وعليه ضلت هذه الجماعات طريقها إلى الكهوف (حقيقة ومجازاً) في غياب فكر وعمل إسلامي يمتلك الوضوح والفاعلية.

ومتى اتفقنا أن محمد عبد الكريم وصحبه ضحايا بالمعني المذكور أعلاه وجب أن نأخذ دعوتهم إلى نقاش خصومهم مأخذ الجد. فقد قالوا إنهم لم يقصدوا أن يعنفوا ضد الشيوعيين. وسآخذهم على النية. فالروايات عن واقعة الجريف متناقضة. ولم تعجبني في رواية الشيوعيين أنهم وقفوا دون فتح بلاغ في المعتدين إكراماً لخاطر الحضور. فكان بإمكانهم دائماً سحب مثل هذا البلاغ بعد إثباته منعاً للقيل والقال. وأنا مصدق لقول محمد إن "بيننا وبين الجميع الساحة الفكرية". ولا أتفق مع ذلك مع أسلوبهم المقترح للجدل وهو المناظرة. فهي سرعان ما تتحول إلى نوع أركان نقاش الجامعات المعروفة. وبدلاً عن ذلك أتمنى على مراكز البحث العديدة المخصصة لدراسة الإسلام والمستقبل والسودان وغيرها أن تتواضع على خطة تربوبة طويل المدى تتجادل أطراف الخصومة فيها بوسائط تترقى بنا من "الدفاس" إلى نهضة للفكر وزمالة في الخلاف الرحمة. فلا داع لليالي السياسية في دار الحزب بالجريف تضامناً مع الحزب الشيوعي. ولنتهم أنفسنا حين يكون كل ما بوسعنا هو إصدار بيان يؤيد أو يشجب. تلك حيل خلت.

ولعل أبلغ ما سمعت في خصوص واقعة الجريف هو من مدير الشرطة. فقد طمأن الشيوعيين على أن الشرطة ساهرة لمنع الفوضى. ولكنه طلب منهم "عدم المبالغة في الاحتفالات خاصة في رمضان". هذا رجل "سحار" أو ماكر.

عن سودانايل

Post: #78
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-11-2009, 03:07 PM
Parent: #71

من مقال عبد الله على ابراهيم


واضح أن تكفير الدكتور محمد عبد الكريم للشيوعيين لم يجد في الوسائط أو في المجتمع المدني عشر معشار الحظ الذي وجده تكفيرهم قبل 45 عاماً في حادثة معهد المعلمين المشهورة. وسيكرهني محمد بالطبع متى قلت له إن محاولته لتكرار التاريخ انطبق عليها قول ماركس رأس الكفر في نظره. قال ماركس إن التاريخ يتكرر. فيأتي في المرة الأولى كمأساة. أما في المرة الثانية فيأتي كمسخرة. وبدا لي أن نسخة محمد الثانية من مأساة معهد المعلمين داخلة في عداد المسخرة. فقد تبرأ من تكفيره إسلاميون أقدم كعباً. وكان على رأسهم رفيق العمر على الضفة الأخرى، الدكتور الطيب زين العابدين. فقد طلب في كلمة شجاعة بما يمكن وصفه (بتساهل كبير من جانبي) ب "تكفير المكفر". فقد دعا الدولة أن تحظر إطلاق تهم التكفير وتجريمها.

Post: #72
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: حسن الجزولي
Date: 09-08-2009, 11:08 PM
Parent: #70

ثم يواصل فضيلته موضحاً في الحوار الصحفي:-

Quote: *المشكلة ليست معنا نحن وإنما مع عامة المسلمين ونظرتهم للشيوعية، وهي في المقام الأول تعتبر منهجا معاديا للإسلام ولا تحترم الدين ولا توقر الإنبياء، وبدأت الأزمة حينما قام الشيوعيون بدعوة المصلين وعامة المسلمين بالمنطقة بالانضمام للحزب الشيوعي والاحتفال بافتتاح داره بالجريف غرب .


هاهو شيخنا يصر مرة أخرى على التحدث باسم جميع مسلمي السودان!
يقول أن المشكلة ليست معهم هم ( الرايطة)، إنما مع (عامة المسلمين) ونظرتهم للشيوعية،ثم وعلى لسان عامة المسلمين في السودان يقوًلهم مالم يقولوه ويضع في أفواههم ما لم ينطقوا به وهو أن الشيوعية ( منهج معادي للاسلام ولا تحترم الدين ولا توقر الأنبياء)! .. لأ ننا إذا ما طرحنا سؤالاً لفضيلته عن من يقصد (بعامة المسلمين) الذين ينعتون الحزب الشيوعي بهذه التهم لما وجد إجابة شافية، أكثر من هذا إذا ما سألنهاه عن السبب الذي جعل (عامة المسلمين) في السودان يجمعون على أن يضعوا ثقتهم في (رابطته الشرعية) ليختاروها وحدها كمتحدثة عنهم دون كافة ملل ونحل وجعيات وروابط وتنظيمات وكيانات المسلمين السودانيين في طول البلاد وعرضها، لما وجد إجابة تشفي الغليل، وما زال فضيلته يصر على التحدث باسم (عامة المسلمين)!.

ويواصل في الحوار:-


Quote: * وحاليا يتساءل كثير من الشباب هل يجوز الانضمام لهذا الحزب، وقمنا في الرابطة الشرعية بإصدار بيان يوضح حقيقة الشيوعية،


وهنا لانود مغالطة الشيخ محمد عبد الكريم، حيث أن الأسئلة في عقول الجيل الحالي أصبحت كثيرة ومتشعبة ومتشابكة بحكم تشابك قضايا البلاد الشائكة وغربة هذا الجيل الذي يحس بالتيه والضياع كنتيجة طبيعية لافرازات سياسات النظام في كثير من القضايا، ومن الطبيعي جداً أن يتسائل شباب اليوم عما يجوز ومالا يجوز! ولكن أليس غريباً أن يحصر شيخ محمد تساؤلات الشباب فقط في الجزئية المتعلقة بجواز الانضمام للحزب الشيوعي تحديداً، أهذا هو السؤال الذي يقض مضاجعهم ويؤرقهم من بين بقية الأسئلة الكبرى الأخرى العالقة بأذهانهم؟!، أولا تؤرقهم ياترى أسئلة متعلقة بمستقبلهم، فيما يخص أزمة البطالة المستفحلة والمقرر الأكاديمي الفقير والفاقد التعليمي وارتفاع تكاليفه ضمن ارتفاع تكاليف المعيشة نفسها، والفقر النفسي والفكري الذي يحيط بمجتمعاتهم التي أصبحت محاصرة بالنواهي والزواجر،لا أندية اجتماعية،لا أماكن للترفيه وتزجية الأوقات البريئة، داخل عاصمة ووسط مدن تنام باكراً منذ السابعة مساء، ليواصلوا في صباحهم الباكر طاحونة الحياة الكئيبة والمثقلة بالكدح والضنك في المواصلات وفي سبل كسب العيش، في المياه الشحيحة وندرة الطاقة والكهرباء، وغياب البنيات الأساسية لحياة جديرة بأن يذوقوا فيها طعم الدنيا وحلاوتها؟!َ، أوليست هذه ضمن الأسئلة الكبرى التي تؤرقهم ووجب على أهل ( الدين والعلم والفقه) أن يدلوا بأراءهم التفصيلية في كل هذا ، ليرشدوهم ماذا هم فاعلون، وما يجوز لهم وما لايجوز في مواجهة كل هذه المعضلات؟!، أم هل تمت الاجابة على كافة الأسئلة المتعلقة بكل هذه القضايا، ولم يتبق لهولاء الشباب سوى طرح (السؤال الأخير) المتعلق بما إذا كان يجوز لهم الانضمام للحزب الشيوعي من عدمه.. مالكم ، كيف تحكمون يافضيلة شيخنا محمد؟!.

ثم يقول دفعاً لتهمة التحرش بالشيوعيين داخل دارهم وأثناء إحتفالهم:-


Quote: * وحينما حان افتتاح دار الحزب ذهب مجموعة من شباب الجريف ومناطق أخرى مثل الطائف، ذهبوا لينظروا ماذا يحدث، ولما وجد الشيوعيون أن هناك ضيوفا غريبين، وبالرغم من أن الدعوة كانت عامة، إلا أن الشيوعيين تحرشوا بالشباب وضربوهم بالسيخ والأسلحة البيضاء حتى نزف بعضهم .


وهذا الانكار الذي يصور أولئك الشباب ( المغرر) بهم كملائكة، ويبدون للناظر إليهم وكأن براءة الأطفال في عيونهم، وما جاءوا إلى (لينظروا ماذا يحدث) على الرغم من أنهم دخلوا دار الشيوعيين وفي جيوبهم بيان الرابطة والنصال الحادة معاً! ، يذكرناكل ذلك بالطرفة التي يحكيها دوماً في مثل هذه المواقف صديقنا الكاتب شوقي بدري، والتي تقول في منتصف الخمسينات شهدت مدينة أمدرمان جريمة قتل في حفل زفاف، حيث وجه القاتل ماسورة خرطوشه، نحو ( كبس الجبة) أكبر وأشهر فتوات المدينة وقتها، وأرداه قتيلاً، فانعقدت محكمة كبرى للنظر في القضية، وعندما قدم ممثل الاتهام شاهده - وكان أحد أصدقاء القتيل - بدأ شهادته قائلاً:- أنحنالمن جينا الحفلة ما كنا (قاصدين مشاكل)، فسأله ممثل الدفاع:- إنتو منو؟!، فرد الشاهد:- أنا والمرحوم كبس وحبس وعفص، وراس الميت ولفعا وقدوم زعلان!فقال محامي الدفاع:- ياحضرة القاضي.. حسع دي أسماء ناس ما عاوزين مشاكل؟!.

وفي نهاية تعليقينا على طروحات شيخ محمد عبد الكريم نود ألا نكون لحوحين في إصرارناعلى تكرار مجموعة أسئلة ظللنا نطرحها دون تلقي إجابات شافية وهي:-

* ماهي الأسس والضوايط التي تم ويتم بها تأسيس وإنشاء روابط وهيئات دينية كالرابطة الشرعية للعلماء وهيئةعلماء المسلمين وهلم؟!
* ماهي شروط الانضمام لقيادتها، بمعنى كيف يتم تحديد علمية فقه هذا الشخص عن الأخر غير المؤهل لحمل هذه الألقاب؟!
* التأهيل للانتساب ومنح العضوية كيف يتم.. بالتعيين أم الانتخاب، فأن كان بالتعيين ، من هي الجهة المنوط بها ذلك، وإن كان بالانتخاب فما هي الكليات الانتخابية التي ترشح؟!
* هل لأي جماعة مسلمة حق تكوين مثل هذه الجمعيات والهيئات والروابط التي تطلق ما شاء لها من فتاوى تكفيرية وغيرها هكذا دونما ضوابط أو أسس منظمة؟!.
* وبذلك ماذا سيكون الأمر عندها ياترى لو أن جماعة دينية كهيئة شئون الأنصار قد كونت مجلساً للافتاء تابعاً لها وقامت بتكفير الجماعة الدينية الأخرى التي طعنت في الأهلية الدينية للأمام الصادق المهدي وشككت في إسلامه؟!، والأمر ينسحب كذلك على حزب المؤتمر الشعبي رداً على تكفير زعيمه الدكتور حسن الترابي، وبالمثل مجلس مسلمي الجنوب التابع للحركة الشعبية في مواجهة من يكفرون الحركة؟!! .. وقس على ذلك!.
* السؤال الآخير، نعلم تمام العلم أن النظام رفض تسجيل الرابطة الشرعية للعلماء كهيئة دينية لدى وزارة الشئوون الدينية، إذن من أين تستمد هذه الرابطة ( شرعيتها) حتى تحمل مشرطها لتطهر المجتمع من ( النشاط الهدام)؟!.
وشكراً لك عزيزي الكيك

Post: #73
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-09-2009, 06:03 AM
Parent: #72

شكرا لك
الاستاذ حسن الجزولى...
على هذا الجهد والكلام الرصين ..
وبالطبع الكل يتساءل معك عن مدى احترام القانون واين تلك الجهات التى تحرسه ولماذا لا تحترمه وهل اصبح القانون فى يد الجميع ..؟ كلها اسئلة تبحث عن اجابات ..
لكن باحثة كتبت عن هذه الجماعات اليوم 09/9/2009 فى صحبفة القدس العربى التى تصدر فى لندن ..
اقراه معى ونتواصل


فقه جماعات العنف الإسلاموية وتكفير المجتمع والغرب
د.ريتا فرج

09/09/2009



تعتمد الحركات الإسلاموية المعاصرة في تكفيرها للأنظمة والمجتمعات العربية والإسلامية، على مسوغات فقهية يمكن إدراجها في إطار فقه جماعات العنف، الذي هو نتيجة لنهج معين ولفقه خاص له وجهته ومفاهيمه. وعلى الرغم من ان هذه الجماعات تتمسك بحرفية النصوص التأسيسية، وتغفل المقاصد، وتخرج بأدلة بعيدة عن سياقها وإطارها، إلاّ أنها استطاعت توظيفها بشكل سمح لها بممارسة عنفها وتكفيرها للداخل والخارج.
بدأت هذه الجماعات العنف في داخل أوطانها، أي العنف ضد الأنظمة الحاكمة واعتبرت أن الحكومات المعاصرة حكومات غير شرعية وكافرة، لأنها لم تحكم بما أنزل الله، واستبدلت الشريعة بالقوانين الوضعية، ولذلك وجب الحكم عليها بالكفر والردة والخروج من المِلّة؛ لهذا يجب قتالها حتى تتخلى عن السلطة. ويؤكد فقه هذه الجماعات كما يشير الشيخ يوسف القرضاوي عدم شرعية الحكومات العربية والإسلامية أو كفر الأنظمة الحاكمة بأمر آخر وهو 'أنها توالي أعداء الله من الكفار، الذين يكيدون للمسلمين، وتعادي أولياء الله من دعاة الإسلام، الذين ينادون بتحكيم شرع الله وتضطهدهم وتؤذيهم (ومن يتولَّهم منكم فإنه منهم) ومن دلائل ذلك أن هذه الأنظمة فرطت في الدفاع عن المسجد الأقصى، وأرض الإسراء والمعراج بل بعضه وضع يده في يد الدولة الصهيونية، والبعض سار في ركاب الأمريكيين.
الى ذلك شكلت فتوى الإمام ابن تيمية في قتال كل فئة تمتنع عن أداء الشريعة ، سنداً فقهياً شرعياً، وأساساً نظرياً، لجأت إليه الحركات الاسلاموية لشرعنة عنفها، وهم يستدلون بقتال أبي بكر ومن معه من الصحابة لمانعي الزكاة.
أما بالنسبة للانظمة العربية فيستند فقه جماعات العنف كما خلص القرضاوي الى 'أن هذه الأنظمة غير شرعية لأنها لم تقم على أساس شرعي في اختيار جماهير الناس، أو اختيار أهل الحل والعقد، وبيعة عموم الناس. فهي تفتقد الرضا العام، الذي هو أساس الشريعة وإنما قامت على أسنة الرماح بالتغلب والسيف والعنف، وما قام بقوة السيف يجب أن يقاوم بسيف القوة ولا يمكن أن يقاوم بسيف القلم. وترى الحركات الإسلاموية أن الحكومات تقر المُنْكَر وتبيح المحرمات من الخمر والزنا والميسر والربا والخلاعة والمجون وسائر المحظورات الشرعية 'لذا وجب محاربتها بالقوة وتكفيرها والقاعدة التي يعتمدون عليها: أن من لم يكفِّر الكافر فهو كافر. وبالنظر إلى الأقليات غير المسلمة يُقر فقه العنف بوجوب حل دمهم ومالهم لأنهم نقضوا العهد بعد أدائهم الجزية، وبتأييدهم للأنظمة المرتدة لم يعد لهم في أعناق المسلمين عهد ولا ذمة. لهذا دماؤهم حلال، وأموالهم حلال للمسلمين، ولتبرير ذلك يذكرون آيات وأحاديث يفسرّونها بأسلوب يخدم أهدافهم التي هي في الأساس ذات منحى'سياسي'.
يستخدم الفقه الكلاسيكي الإسلامي مصطلح الدار للتعبير عن مفهوم المجتمع وتنقسم الدار فقهياً إلى دار الإسلام ودار الحرب أو دار الكفر، فكيف وظفت الحركات الاسلاموية هذه المصطلحات لتكفير الأنظمة والمجتمعات؟
خلص أحمد البغدادي الى أن انتقال المجتمعات الإسلامية الراهنة من دار الإسلام إلى دار الحرب شكل مظهراً بارزاً من مظاهر تكفيرها، لذلك عمدت الاسلاموية إلى اعتبار ديار الإسلام دار كفر، وإن لم يكن جميع أفرادها كفاراً، باستثناء من اعتقد منهم بفصل الدين عن الدولة، فهذا مرتد قطعاً ويجب أن يُستتاب أو يقتل، والواجب هو قتل كل من ارتد ولو بلغ عدد المرتدين الملايين. هذا الموقف الذي اعتمده حزب التحرير الذي أسسه تقي الدين النبهاني عام 1957، لا يختلف كثيراً عن مواقف تنظيم الجهاد الذي اغتال الرئيس المصري أنور السادات عام 1981، فيرون في ضوء فتاوى ابن تيمية وإسقاطها المعاصر أن المجتمعات الإسلامية الراهنة مركبة من دار الإسلام ودار الحرب، فالدولة تحكم بأحكام الكفر بالرغم من أن أغلب أهلها مسملون. بينما يتجه صالح سرية إلى التأكيد على أن البلاد الإسلامية الراهنة هي بلاد جاهلية، والجاهلي يترادف لديه فعلياً مع الكافر، وتبعاً لمفهوم الأحكام التي تعلو الدار، يرى سرية أن الدار الراهنة في المجتمعات الإسلامية هي دار حرب، ومن خصائص فكره تصنيفه للإنسانية إلى ثلاث مجموعات فقط: المسلمون، والكفار، والمنافقون.
تنطلق جماعة التكفير والهجرة التي أسسها شكري مصطفى من تكفير المجتمعات الإسلامية كهيئة أو كمجتمعات، أما الفرد الذي ينطق بالشهادتين فيبقى حكمه معلقاً، لا هو مسلم ولا هو غير مسلم حتى يهاجر إلى جماعة المسلمين متى بلغته الدعوة. (راجع:الأحزاب والحركات والجماعات الإسلامية، مجموعة من الباحثين، المركز العربي للدراسات الاستراتيجية) وقد صاغ مصطفى قواعد تكفيرية أخرى، منها قاعدة من قلد فقد كفر أي تكفير من يتبع أحداً من أصحاب المذاهب الفقهية كالشافعي أو المالكي أو أبي حنيفة إلخ وقاعدة من أصر على المعصية فهو كافر والمعصية شرك، وقاعدة من فسق فقد كفر (راجع النبهاني، تقي الدين: نظام الحكم في الإسلام). يمكن اعتبار 'جماعة التكفير والهجرة' على أنها الجماعة الأساسية التي تمثل الوجه المتطرف لأيديولوجية تكفير المجتمعات الإسلامية سواء اكتسبت مضموناً ثورياً انقلابياً، أم مضموناً انعزالياً لا يجيز المواجهة مع السلطة أو مع غيرها في مرحلة الهجرة أو الاستضعاف بلغة الجماعة.
تشكل نظرية الحاكمية التي تعود أسسها إلى أبي الأعلى المودودي مؤسس الجماعة الإسلامية في الهند عام 1941، والتي اكتسبت مضموناً جهادياً إنقلابياً مع سيد قطب في كتابه الشهير 'معالم في الطريق'، منطلقاً تأسيسياً لتكفير الدولة، فكافة التيارات التي تعتنق نظرية الحاكمية تجمع على تكفير الديمقراطية ووصف المجالس النيابية بالمجالس الكفرية أو الشركية، وترى أن المشاركة في هذه المجالس تصويتاً أو ترشيحاً هو معصية.
لقد قادت الفتاوى التكفيرية والايديولوجيات الراديكالية التي أسس لها سيد قطب ، حركات إسلاموية عديدة، منذ سبعينيات القرن الماضي، في دول مختلفة، إلى ممارسة العنف ضد السلطات القائمة، وأقحمت بلدانها بذلك في دوامة من العنف والعنف المضاد، أي عنف الإسلامويين وعنف أجهزة الدولة. وإذا كان الاسلاميون يبررون عنفهم ضد الدولة بتبريرات دينية، فإن السلطة السياسية تلجأ إلى حملات القمع ضد العمل الإسلامي العنيف بالقانون أحياناً وبالدين أحياناً أخرى. هكذا كان الدين والعنف طرفين في معركة متواصلة بين السلطة السياسية والخارج عنها الذي يسعى إلى إسقاطها بشتى الأساليب. هذا على مستوى العنف الداخلي التبادلي، فكيف تنظر الحركات الإسلاموية إلى الغرب؟
لا شك أن العلاقة الصراعية بين الإسلام والغرب تتداخل فيها عوامل ومعطيات مختلفة، وما الموقف الذي تتخذه الحركات الاسلاموية المتنوعة إلا إمتداداً للفكرة القائلة باستعمارية الغرب واحتقاره للإسلام. من هنا لم تتأسس القراءات المتعلقة بهذا الشأن إلا من منظور العداء والصدام، هذا الصراع التاريخي بين الغرب والإسلام، المنطلق من أسباب استعمارية ومادية، لا علاقة له بالعوامل الوجودية التي تحفظ كيانية هذا الدين أو ذاك على الرغم من التبريرات القائلة بالتهديد الإسلامي وصليبية الغرب في آن.
إن الطابع الجهادي للحركات الإسلامية بشقيها الراديكالي والوسطي لا يخرج عن النمط النضالي ضد الحركة الاستعمارية الغربية القديمة والجديدة، ولذلك فالاتجاه السائد حالياً في أوساط تيارات المقاومة الشرعية والاسلاموية العنفية يعتبر أن الغرب معاد له بشكل منتظم ودائم ولا يهدف من سياساته الدولية إلا السيطرة على موارد ديار الإسلام، لذا وجب محاربته باشكال مختلفة تندرج معظمها تحت إسم الجهاد الذي وفقاً لرؤية محمد أركون يحتل أهمية اليوم في ساحة الإسلام المعاصر الذي يرى نفسه وكأنه قد غلب على أمره، واعتدي عليه، وشوه من قبل القوى الباغية في الغرب.
والحال ما بين الايديولوجية التكفيرية الإلغائية والسياسة القمعية للسلطة الحاكمة المتكافلة مع الاستراتيجيات الدولية، دخلت المجتمعات العربية والإسلامية في حلقة من الأزمات المتتالية، بدأت بفشل التجارب الوحدوية والتنموية وبتفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، والحروب الخاسرة في مواجهة إسرائيل، وبهذا اكتمل تشكل الحركات الإسلاموية، وأصبحت التيار الرئيسي للمعارضة، وخاضت حروبها في إطار العمل السياسي والمسلح في آن، الأمر الذي مكنَّها من التسلل التدريجي في النسيج الاجتماعي عبر خلو الساحة السياسية من الأحزاب الليبرالية والقومية، وبنائها لشبكة من المؤسسات الاجتماعية والصحية مما ساعدها على بناء امبراطوريتها الاجتماعية الرعائية. ومع توسع قاعدتها الجماهيرية بدأت المواجهة الفعلية بين الاسلامويين والدولة من جهة وبينهم وبين الغرب الذي حمل شعار التصدي للأصولية الإسلامية وإرهابها من جهة ثانية. وجاءت أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 لتوصل حالة التأزم إلى ذروتها.
ولكن رغم ثقل الاطار الايديولوجي المعتمد منذ زمن من قبل الحركات الإسلامية، ودخولها في حلقة من الصدام مع الداخل والخارج، إلاَّ أن الكثير منها أجرى مراجعات نوعية ومفصلية حول الكثير من المفاهيم، ولعل المراجعة التي قامت بها جماعة الجهاد في مصر، وإسقاطها للمفاهيم المتعلقة بجاهلية المجتمع وتكفير الدولة، يبرهن على تحول مهم لديها، مما قد يمهد الى انتقالها من جبهة العمل المسلح، الى المشاركة في الحياة السياسية على قاعدة الديمقراطية إنما بنكهة إسلامية، وهذا ما أسماه يوسف شلحد بالشوراقراطية.


باحثة وكاتبة لبنانية

Post: #74
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-09-2009, 04:05 PM
Parent: #73

نتواصل

Post: #75
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-09-2009, 07:46 PM
Parent: #74

تهم السب.. القذف.. التجريح والحريض
الكاتب/ تقرير إخباري: عادل حسون
Wednesday, 09 September 2009

الشيوعي السوداني يقاضي الرابطة الشرعية أمام محكمة الخرطوم شرق




أودعت اللجنة القانونية بالحزب الشيوعي السوداني صباح اليوم الثلاثاء ثلاثة عرائض قانونية في مواجهة رابطة العلماء والدعاة الشرعية وإمام مسجد الحارة الثانية بالجريف غرب محمد عبد الكريم على خلفية تهجم أنصار الأخير على حفل الحزب بإفتتاح داره بالمنطقة قبل أسبوعين.


وصُّرحت عرائض الإتهام بمحكمة الخرطوم شرق الدائرة الجنائية، وفيما إدعت العريضة الأولى ضد المدعو محمد عبد الكريم إمام مسجد المجمع الإسلامي بالجريف غرب بتهم التحريض والسب والقذف، دعت الثانية في مواجهة المدعو محمد عبد الرحمن فضل وآخرين من الذين هاجموا دار الحزب الشيوعي بالجريف بالأسلحة البيضاء والمدي إستجابة لتحريض الإمام عبد الكريم بالتعدي والإتلاف الجنائي والشروع في القتل، فيما دعت العريضة الثالثة في مواجهة ما يسمى الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة التي أصدرت البيان التحريضي بتهم السب والقذف والإساءة والتجريح. وقال المحامي نصر الدين يوسف عن اللجنة القانونية للحزب الشيوعي في تصريح لـ(الأخبار) من أمام المحكمة، أن "الخطوة القانونية التي أتخذت تتمتع بدعم وتضامن من عدد أربعين محامياً قاموا بالتوقيع على العرائض لتمثيل الإتهام وفوجئنا بأن هناك توقيعات وردت من مدن الأبيض، بورتسودان، كوستي ونيالا من المحامين الشيوعيين وأصدقاء الحزب". وفيما مثُل الشاكي عن الحزب الشيوعي السوداني المواطن عبد العظيم البدوي أبشر أمام المحكمة، تم فتح بلاغات جنائية بموجب عريضة الإتهام بقسم شرطة الرياض المجاور للجريف غرب (دائرة الإختصاص)، في مواجهة الرابطة الشرعية للدعاة، تحت المواد (143، 144، 159، 160- إستعمال القوة الجنائية، الإرهاب، إشانة السمعة، والسب) ومحمد عبد الكريم، المواد (157، 159- القذف، إشانة السمعة) ومحمد فضل وآخرون المواد (143، 182، 183 - التهديد بإستعمال القوة، الإتلاف الجنائي، التعدي). ويكفل القانون الجنائي السوداني لسنة 1991م تجريم ومعاقبة أقوال وأفعال التحريض والقذف والإساءة، وكذا التعدي الجنائي والإتلاف العمدي والإرهاب وإستعمال القوة الجنائية، وقال نصر الدين يوسف المحامي أن "هذه القواعد موضوعية وتطبق عملياً على الأشخاص والمؤسسات من حيث الممارسة لسيادة حكم القانون في هذه الدولة وهي قواعد قانونية عامة ومجردة تطبق على الكافة" بينما أعرب عن قناعته بـ" معاقبة عبد الكريم وهؤلاء الناس المعتدين لأن البينات دامغة وشهود الإثبات حاضرين". وتجمع بفناء المحكمة عدداً من أعضاء رابطة المحامين الديمقراطيين منهم الأساتذة فريد الخالص، عفاف عثمان، محمود الشاذلي، فتح الرحمن محمد، آماني عثمان، سيد أحمد مضوي، جلال السعيد، الفاتح حسين، خنساء أحمد علي، ونصر الدين يوسف. وتحدثت (الأخبار) إلى السيدة فائزة نقد المسئول السياسي لفرع الحزب الشيوعي بالجريف غرب التي حضرت إجراء فتح الدعوى الجنائية، وقالت للصحيفة " هذه معركة لم تأت بالصدفة لإستهداف الحزب وهي ليست أول مرة فالهجوم على الحزب قديم ومعروف والقضية ليست إفتتاح دار الحزب فالحكم للجماهير لأنه لدينا برنامج وخط سياسي ودستور نستند على كل ذلك أمام جماهير الشعب السوداني في مسيرنا لإكمال المسار الديمقراطي وإكمال الانتخابات" وأضافت " التاريخ علمنا أن الهجوم على الديمقراطية يبدأ بإستهداف الحزب الشيوعي". ويتوقع إستدعاء المحكمة لممثلي الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة وإمام مسجد الحارة الثانية بالجريف محمد عبد الكريم وبقية أطراف البلاغ من المشكو ضدهم للإستماع إلى أقوالهم. يذكر أن العقوبات المنصوص عليها لجرائم الإتهام ومواده في هذه القضية تتضمن السجن بما لا يتجاوز سنة والجلد ثمانين جلدة والغرامة التي يحددها القاضي المختص


الالخبار

Post: #76
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-10-2009, 05:43 AM
Parent: #75

فريضة التفكير فى ماكينة التكفير ...

بقلم: مصطفى عبد العزيز البطل
الأربعاء, 09 سبتمبر 2009 10:28


غربا باتجاه الشرق


[email protected]
(1)
ضمن الثروة العلمية والفكرية الهائلة التى خلفها الكاتب والسياسى والمفكر المصرى عباس محمود العقاد، كتاب حمل اسم (التفكير فريضة اسلامية)، يتطرق فيه باسهاب الى مدارس التفكير ورموزه فى التراث الاسلامى من فقهاء ومناطقة وفلاسفة وأهل حديث. ويشيّد العقاد اطروحته على معطى أساسى وهو ان ممارسة التفكير واحد من أهم الواجبات التى خُلق من اجلها الانسان. وقد انصرف جل هم العقاد فى كتابه هذا الى تبيان اهمية العقل وتوضيح ان القرآن الكريم يخاطب العقل الانسانى بكل وظائفه ليستحثه على الفهم والادراك لبلوغ وسعه من الحكمة والرشاد. ولا اعرف فى يومنا هذا الكثير ممن يجادل حول رأى العقاد. ليس هناك كبير خلاف اذن عند جماعة المسلمين فى عالمنا المعاصرعلى حقيقة ان ممارسة التفكير واجب على كل مسلم ومسلمة. لكن المعضلة تكمن فى ما بعد الممارسة، وما عسى أن تنتهى اليه من محصلات وخلاصات. ذلك ان شجرة التفكير لا تطرح بالضرورة وفى كل الاحوال غراساً تقر به الاعين وتطيب له النفوس. من مثل ذلك ما تطرحه الشجرة التفكيرية بين الفينة والاخرى من ثمارٍ ( تكفيرية) مُرّة كالعلقم والصبّار، تبلغ من مرارتها انها تخرج العباد من الملة، وتفسخ زيجاتهم، وتحيل عيالهم الى ابناء زنا، بل وتضع رؤوسهم احيانا فوق نطع السياف، وترسلهم بعد ذلك الى جهنم وساءت مصيرا.

واحد من الذين آنسوا الى مقولة العقاد ومارسوا فريضة التفكير هو فضيلة الشيخ محمد عبد الكريم، إمام مسجد المجمع الاسلامى بالجريف غرب وعضو الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة، الذى ( فكر) دهراً ثم نطق فى منتصف الشهر الماضى فأذاع على الناس بياناً ( كفّر) بمقتضى حيثياته الشيوعيين السودانيين، ودعا المسلمين الى الامتناع عن تزويجهم تحت طائلة الحرمة ومعصية الله. ولم يكتف "العالم الجليل" بتكفير الشيوعيين كأفراد، بل مضى قدما فدمغ الكيان السياسى الذى يضم هؤلاء، وهو الحزب الشيوعى السودانى، قولا واحدا بالكفر البواح. والكفر البواح، بحسب الامام ابن حجر، هو الكفر الظاهر (من قولهم باح الشئ اذ أذاعه وأظهره).
(2)
لفت انتباهى ملخص السيرة الذاتية للشيخ محمد عبد الكريم ، كما ورد فى الحوار الصحفى الذى أجراه مع فضيلته المحرر بصحيفة "الاحداث" الاستاذ محمد كشان (الاربعاء ٢٦ اغسطس)، والذى كشف لنا ان الشيخ، صاحب بيان التكفير، حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة الخرطوم وانه عضو فى سلك التدريس بهيئتها العلمية. لفتت انتباهى ايضا العبارة المنسوبة للدكتور الشيخ والتى اختارها المحرر عنوانا رئيسيا للحلقة الثانية من الحوار وتُقرأ:(لا يجوز تكفير الناس الا بواسطة اهل العلم). بين السيرة الذاتية والعنوان تستبين معالم كثيرة أولها أن فضيلة الشيخ من "أهل العلم"، وهل هناك علم اكثر من درجة دكتوراه تمنحها أكبر واعرق جامعة فى البلاد؟ وبما أن أهل العلم يجوز لهم، بحسب فضيلة الشيخ، تكفير الناس فإن بيانه بتكفير الحزب الشيوعى، والحال كذلك، يجئ متسقاً مع الأصول والقواعد والشروط الواجبة المراعاة.

من آيات انتماء الشيخ الدكتور الى طائفة (أهل العلم) صاحبة الترخيص المشار اليه، انه لا يكفر على الهوية، ولا يؤسس فتاواه على بيانات سماعية يتخطفها تخطفا من شاكلة "ماركس قال" و"لينين قال" و"طالب ب (معهد المعلمين العالى) قال". الشيخ الدكتور تابع التطورات السياسية والفكرية فى الحزب الشيوعى السودانى متابعة لصيقة ودقيقة وبنى موقفه وبيانه على تفكير عميق وتحليل متكامل لمواقف الحزب. اقرأ كلام الشيخ الدكتور فى حواره مع الاستاذ محمد كشان: (أنا لا انطلق من شعارت الحزب وعمومياته، وانما من منطلق دراسة الفكر الشيوعى، وهذا من صميم تخصصاتنا فى الجامعة وهو تدريس المذاهب الفكرية المعاصرة. وواحد من هذه المذاهب هو الشيوعية وفلسفتها الديالكتيكية. وبما ان الحزب الشيوعى أقر النهج الماركسى كمبدأ له وحسم هذه القضية فى مؤتمره الخامس، رغم الاختلافات التى ظهرت بين التيارات المختلفة، داخل لجنته المركزية حول موضوع الماركسية، فان الشيوعيين ارتضوا ان يرجعوا مرة اخرى لهذا المنهج الذى نرفضه كمسلمين). شوف بالله! ما كان ضر الشيوعيين السودانيين لو انهم أجازوا فى مؤتمرهم الخامس الذى عقد فى يناير من هذا العام الرؤى التى طرحتها بعض كادراته بالتخلى عن الماركسية وتغيير اسم الحزب، كما فعلت احزاب اخرى فى اطراف اخرى من المعمورة؟ ولو فعل لكان قد وجد لنفسه فرجاً قريباً، ولكان الشيخ الدكتور قد وجد للحزب بدوره مخرجاً كريماً، بل لانزله المقام المحمود الذى يليق به وسط الاحزاب المؤمنة، ويا دار ما دخلك شر. ولكن ماذا نقول عن " قوة رأس" الشيوعيين السودانيين؟!
(3)
هناك ملاحظة هامة بشأن بيانات الشيخ الدكتور التكفيرية، وهى ان الرجل لا يتخذ من الحزب الشيوعى "حائطاً قصيراً" يقفز عليه كدأب بعض رصفائه من الشيوخ. حاشاه. والدليل هو ان بياناته التى لا تخشى فى التكفير لومة لائم كفرت الخارجين على الاسلام يمينا ويسارا بدون فرز. من بين الذين وقعوا تحت طائلة بيانات الشيخ الدكتور التكفيرية الزعيم الاسلامى حسن الترابى شخصياً. فقد كان الشيخ الدكتور قد اصدر سلسلة بيانات مشابهة فى التنديد بالترابى وفضح مزاعمه الكفرية ابتداء من عام ١٩٩٤، فى وقت كان فيه الترابى لا يزال مرابطا فى مواقع السلطة. كان ذلك عندما جاهر الترابى بآرائه الجريئة حول أصل الانسان، وجواز تبديل المسلم لدينه والا يسمى مرتدا فى حالة اختياره تغيير الدين، وجواز زواج المسلمة من الكتابى، وجواز امامه المرأة للصلاة، وغير ذلك من آراء الترابى التجديدية او التجديفية (حسب موقفك من الفتاوى). الشيخ الدكتور محمد عبدالكريم اذن مكفر شمولى، يكفر يمينا ويسارا ولوجه الله، ولكن بعد دراسة متأنية، ولا يقتصر على منطقة واحدة من الملعب كما يفعل غيره من المكفرين الذين يكفرون دون تبصر ولوجه الهوس والشهرة والدعاية.

لا جناح على الشيخ الدكتور اذن. بارك الله فيه وابقاه ذخرا للاسلام، فهو انما يقوم بواجبه التكفيرى على احسن وجه. الذى لا يعلمه الكثيرون من عامة المسلمين هو انه منذ افول نجم الخلافة الاسلامية بسقوط الدولة العثمانية على يد مصطفى كمال اتاتورك عام ١٩٢٤، أصبح النصح للمسلمين وبيان الحق والتصدى لاعداء الاسلام واجبا وفرضا على جميع العلماء من أبناء الملة فى مشارق الارض الاسلامية ومغاربها. والشيخ الدكتور واحد من هؤلاء العلماء. غير ان هناك شئ واحد لم يعجبنى ولم يقع عندى موقعا حسنا فى سيرة الشيخ الدكتور واجتهاداته لخدمة الاسلام والمسلمين. هذا الشئ هو ان الرجل، وهو العالم الحاصل على درجة الدكتوراه، والذى يقوم بمهمة التدريس فى واحدة من اعرق المؤسسات الاكاديمية فى البلاد، والمطلع لزوما والملم حتما بالقواعد والاخلاقيات الراسخة فى مجال عمله الاساسى، يفتقر افتقاراً مثيراً للدهشة، الى تلك الصفة التى يطلق عليها فى الدوائر الاكاديمية، حيث دائرة اختصاصه الاولى ( الأمانة العلمية ). لم اكن انا من اكتشف هذه البلية فى مسلك الدكتور، بل ولم يخطر على بالى ان ابحث عن مثل هذه النقيصة فى عمل عالم كبير ناهض لمهام قيادة المجتمع وتوجيهه كشيخنا الجليل. الذى اكتشف البلية قاص وصحافى سودانى يرأس القسم الثقافى بصحيفة سودانية. وقع البيان الذى كتبه الشيخ الجليل ووزعه باسم رابطة العلماء فى يد هذا الشخص فأخذ يطالع سطوره ، ثم خطر له انه قرأ هذه السطور من قبل فى مادة اخرى وسياق آخر، فأخذ يراجع مكتبته حتى وقع على كتاب لمؤلف اردنى، ثم اكتشف بعد ذلك – ويا لهول ما اكتشف – ان الدكتور الشيخ كاتب البيان قد نقل بعض فقراته كما هى " بذبابتها" فقرةً فقرة، دون تحريف او تصريف، ونسبها كاملة الى نفسه. انتزع شيخنا الفقرات المنقولة من مصدرها الاصلى انتزاعا، ثم بسطها بسطاً فى بطن بيانه وكأنها من إنشائه هو، دون ان يشير من قريب او بعيد الى ان هذه الفقرات منقولة نقلا حرفيا مسطريا من مصدر آخر!
(4)
تحت عنوان (الرابطة الشرعية للعلماء تسرق بيانها) كتب الاستاذ حمور زيادة مقالا فى الموقع الالكترونى سودانيزاونلاين ابتدره بالاشارة الى ان أمر البيان كان قد أهمه على مستوى شخصي يتجاوز الاهتمام العام، كون ان احد والديه من منسوبى الحزب الشيوعى، وان البيان دمغ أجيالا من الشباب بصفة "أبناء زنا". ثم اضاف: ( اتهامى بأنى ابن زنا بحسب البيان كان حافزا لى للنظر فى أمر من ظنوا بى الظنون). ثم بعد ان نظر صاحبنا فى البيان وراجع كلماته وفقراته اكتشف ( ان هذا البيان هو نفسه لقيط اذ لم ينسب الى ابيه الشرعى)! والاب الشرعى المنشئ لهذا البيان كما تبين ليس هو الدكتور الشيخ محمد عبد الكريم ومنظمته العلمية الشرعية. الاب الشرعى للبيان فى الواقع هو مؤلف اردنى اسمه عبدالله عزام. جاء فى مقال المنبر الالكترونى:( بادئ ذى بدء فان البيان مسروق بكلياته عن كتاب الشيخ عبدالله عزام رحمه الله " السرطان الاحمر " الذى يهاجم فيه الشيوعية). والشيخ عبدالله عزام، كما هو معروف للكثيرين، هو الاب الروحى لمؤسس تنظيم القاعدة اسامة بن لادن وواحد من اوائل الشيوخ الذين عرفوا فى المصطلح الصحافى بالعرب الافغان. ومضى الكاتب ليدعم اتهامه الغليظ للشيخ الدكتور فنشر نص البيان ثم ابرز فقرات كاملة منه، وعرج بعد ذلك على كتاب الشيخ الاردنى عبدالله عزام فعرض فقراته المطابقة بنصها وفصها مدعومة بمواقعها من فصول الكتاب، كما اورد الرابط الالكترونى للكتاب نفسه، الصادر عن مكتبة الاقصى بعمان، والمنشور بكامله على موقع فورشيرد (4shared) الشهير. ويتضح من مراجعة ومضاهاة النصين أن أجزاء اخرى، غير التى جرى نقلها بحذافيرها، تم انتحالها هى ايضا مع بعض التصرف الطفيف هنا وهناك.

لم يعجبنى أيضاً ولم يقع منى موقعا حسنا ما استبان لنا من نية الدكتور الشيخ المضمرة وسعيه الاكيد لاخفاء المصدر الذى نقل، حتى لا نقول سرق، منه نصوص بيانه. ففى الحوار الذى اجرته معه جريدة (الصحافة) الاسبوع الماضى سأله المحرر: ( ما هى المرجعية التى استندتم اليها لتكفير حزب قديم ومعروف فى الساحة السياسية). ولا اعرف سانحة أنسب ولا أطيب من هذه ليذكر الشيخ الدكتور حقيقة ان المرجع الاساسى لبيانه هو كتاب الشيخ عبدالله عزام ( السرطان الاحمر). ولكن ولدهشتى، ودهشة الاستاذ حمور زيادة قبلى، فان الشيخ (لم يجد فى نفسه الشجاعة ليعترف بهذا النقل حين سُئل عن مراجعه). بل بالعكس، فى محاولة ظاهرة لتشتيت النظر عن المصدر الاصل اغفل الشيخ الدكتور الكتاب كليا، فى معرض اجابته على السؤال، ولم يأت على سيرته لا من قريب ولا من بعيد. بل اشار الى مصادر ومراجع اخرى متعددة، منها حسب كلماته (الفتاوى الكثيرة من الازهر) و (فتاوى مجمع الفقه فى رابطة العالم الاسلامى) وكتب (الشيخ نجيب المطيعى) و كتب (الشيخ بن باز)..الخ. الكتاب الوحيد الذى لم يذكره هو كتاب الشيخ عبدالله عزام مع انه فى الواقع هو المرجع والمصدر الوحيد الذى نقل منه نقلا حرفيا ولا مرجع ولا مصدر للبيان غيره! ولا ريب فى ان مثل هذا السلوك من قبل الشيخ الدكتور ورابطة علمائه يقع تحت طائلة ما يعرف فى المصطلحين العلمى والصحفى بالانتحال (Plagiarism). والانتحال فى اللغة والمصطلح هو السطو الكلى او الجزئى على اعمال الغير وثمار جهودهم العلمية والثقافية والفنية ونسبتها الى ذات المنتحل وكأنها من انشائه هو مع تعمية الاصل وتجاهله. وفى دول العالم المحترمة، ونحسب ان بلادنا تدخل فى زمرتها، يعتبر الانتحال جريمة اخلاقية وقانونية تعاقب عليها التشريعات والاعراف. قبل عدة سنوات اهتزت الولايات المتحدة من اقصاها الى اقصاها عندما كشفت صحيفة ويكلى ستاندارد ان الاستاذة الجامعية الشهيرة والكاتبة الحاصلة على جائزة بوليتزر والمحللة السياسية اللامعة لدى عدد من كبرى الشبكات التلفازية، دوريس غودوين قامت بنقل بعض الجمل والعبارات فى كتاب اصدرته عام ٢٠٠٢ بعنوان (فيتزجيرالد وآل كينيدى)، من كتابين آخرين لمؤلفين مختلفين هما هانك سيرل ولين مكداغارت، دون الالتزام بالتقاليد العلمية التى تقتضى الاشارة الى الجمل والعبارات المنقولة ونسبتها الى اصحابها. وكان من مؤدى هذه الفضيحة المجلجلة ان فقدت دوريس غودوين وظيفتها كاستاذة جامعية، كما قامت شبكات التلفاز بانهاء عقوداتها معها، واصبحت الاستاذة اللامعة والكاتبة الذائعة بعد ذلك نسيا منسياً. كل هذا العواقب الكارثية المدمرة توالت على رأس الدكتورة دوريس غودوين بالرغم من ان الخطأ الاساسى كما اتضح لاحقا ارتكبه مساعد اكاديمى (Research Assistant) كان يعمل فى مكتبها بالجامعة ويعينها فى اعداد الكتاب!
(5)
صديقنا، وابن الانقاذ العاق، الدكتور عبدالوهاب الافندى لا يكل ولا يمل من تزويد نظام الانقاذ بنصائحه الغالية عسى ان يقيل من عثراته ويهيئ له من امره صلاحا. ولكنه عندما لا يرى بشارات الصلاح ومؤشرات الانتصاح يعود لينقلب على عقبيه فى كل مرة فيجلد النظام ورموزه بسياط من كلماته القاسيات اللواذع، حتى تكلس جلد النظام ورموزه فصار كجلد التمساح، وتهتك الكرباج نفسه فى يد الافندى فلم يعد فى طرفه مزعةٌ تصلح للايجاع او الاقناع. ما علينا. كتب الدكتور عبد الوهاب مؤخرا، ينصح اخوة أمسه الاسلاموى، مقالا مطولا مستفيضا بعنوان ( الحركات الجهادية المتجددة ومحنة الحركة الاسلامية الحديثة)، نبه فيه الى مخاطر انتشار الافكار والحركات السلفية فى السودان وفى المنطقة الاقليمية اجمالا، وهى الافكار والحركات ضيقة الافق التى ترفض الحداثة جملة وتفصيلا ( وتصر على العيش خارجها على مذهب أهل الكهف. ولكنها مع ذلك تتعامل مع تقنيات الحداثة خاصة فى مجالات التسلح والاتصالات والتخطيط العسكرى). نبه الافندى فى مقاله الى ان هذه الافكار والحركات اصبحت لها جاذبية خاصة لدى قطاعات الشباب، حتى المتعلم منها، وذلك لبساطة اطروحاتها فى مقابل الاطروحات المعقدة للحركات الاسلامية الحديثة. ودعا الى التأمل فى الظروف التى أدت الى تكاثر هذه الحركات والتيارات عدداً واتباعا.ً

ومن أهل النهى ممن ظلوا يبذلون النصيحة لقومهم خالصة مصفاة، من الذين نبهوا الى هذه الظاهرة وحذروا من وميض النار تحت رمادها، الدكتور الطيب زين العابدين. وذلك فى مقال نشرته (الصحافة) الاسبوع الماضى. وقد حمّل الدكتور الطيب النظام القائم، بغير مداورة وفى وضوح تام، المسئولية الكاملة عن انتشار ظاهرة التكفير التى بدأت فى الانتشار قبل اكثر من عقدين بين بعض المجموعات السلفية المتأثرة بالافكار التكفيرية المستوردة من خارج الحدود، والحوادث الدموية التى شهدتها البلاد نتاجا لهذه الظاهرة. كتب الدكتور: ( احسب ان الدولة مسئولة عن نتائج هذا الصدام الدموى لأنها لم تتدخل فى منع ظاهرة التكفير). و( ان الفتوى بالتكفير فى بلد كشمال السودان تعنى ضمنا التحريض على العنف، وهذا ما فعله شباب الجريف غرب حين اقتحموا دار الحزب الشيوعى وحاولوا نشر فتاواهم التكفيرية دون اذن من اصحاب الدار). ومثل ذلك فعل الامام السيد الصادق المهدى عندما حذر فى بيان منشور من تنامى تيارات التكفير المصحوبة باهدار الدماء، وحمّل الحكومة جانبا كبيرا من المسئولية عن انتشار مثل هذه الافكار الخطيرة الهدامة ونتائجها الكارثية.

ثم ماذا نقول بعد هذا؟

يا أهل الانقاذ، هذا كلام العقل ونداء الحادبين على الوطن وأمنه وسلامه واستقراره. فان وجدتم فى انفسكم الارادة والوعى والعزم على التصدى لهذ البلاء ومناهضته ورده قبل ان يستحيل الى اخطبوط يأخذ بخناق الكل، بلا استثناء، فافعلوا، يؤتكم الله اجركم مضاعفاً. و الا فعليكم – على الاقل – بايلاء شئٍ من الاهتمام للجامعات والمعاهد ومؤسسات التعليم العالى. نريد من هذه المؤسسات ان تقدم لنا علماء مقتدرين مؤهلين ذوى كفاءة علمية و أمانة خلقية، حتى اذا وجدوا لزاما عليهم ان يكفروا الناس التمسوا فى انفسهم القدرة على انتاج حيثيات التكفير وصياغتها صياغة علمية رصينة، دون حاجة الى الانتحال والسرقة من كراسات الاخرين، كما التلميذ الخائب!

عن صحيفة ( الأحداث

Post: #77
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-10-2009, 07:40 PM
Parent: #76

هل الحزب الشيوعي السوداني كافر ؟ ...
بقلم: ثروت قاسم
الخميس, 10 سبتمبر 2009 14:47


[email protected]

مقدمة



تعددت وتشعبت الحوادث والأحداث التكفيرية في السودان حتى أصبحت ظاهرة وليست حوادث معذولة ومنفردة . أزدادت خطورة هذه الظاهرة السرطانية مؤخرأ ، خصوصاً بعد حادثة 11 سبتمبر 2001 في امريكا، والتي نحتفل بمرور ثمانية سنوات عليها هذه الأيام . بعد هذه الحادثة , شنت امريكا الحرب العالمية على الإرهاب ( الإسلاموي ) , وأستمر وضع السودان في لائحة الدول الداعمة للإرهاب . وأطل الشيطان التكفيري برأسه مؤخراً في الإعتداء الغاشم على دار الحزب الشيوعي السوداني في الجريف غرب .



هذه هي الحلقة الأولى في سلسلة ثلاثة حلقات تحاول استعراض ودراسة هذه الظاهرة السرطانية وتداعياتها على بلاد السودان وأهل بلاد السودان.







تخريمة:



وقبل أن نبدأ في موضوع المقالة نسمح لأنفسنا بتخريمة قصيرة , نعلق فيها على جهود ومكابدات الحركة الشعبية الحثيثة لتفعيل توصيات المستشار الأمريكي روجر ونتر بخصوص استفتاء عام 2011 . فقد أوصى ونتر بأن تركز الحركة الشعبية من الآن , وحتى موعد الاستفتاء في يناير 2011 , على عقد صفقات مع الذي ( يسوى والذي لا يسوى ) في الساحة السودانية الشمالية , حتى يتم الاستفتاء في سهولة ويسر , وبمشاركة من يصوت من الجنوبيين المتواجدين في الجنوب دون غيرهم من جنوبي الشمال وجنوبي الشتات . وبأن تكون الأغلبية البسيطة هي المعيار الحصري لتحديد خيار الوحدة أو الإنفصال .



ونرصد ثلاثة شواهد وآيات تؤكد تفعيل الحركة الشعبية لتوصيات روجر كمال يلي:



أولاً: غيرت الحركة الشعبية , وفجأة , من نبرة عدائها لحزب الأمة . ودعت السيد الامام إلى جوبا حيث وقعت معه على مذكرة تفاهم وأعلان مبادئ عامة في يوم السبت الموافق 5 سبتمبر. احتوى الإعلان على كلمتين مفتاحيتين هما المبتدأ والخبر , ولخصتا زيطة وزمبريطة الحركة الشعبية وتدللها وتقربها من السيد الإمام . الكلمتان هما :



( تسهيل وتبسيط )



نعم ... نص الإعلان على الوفاء بحق تقرير المصير ( في ميقاته في يناير 2011 عبر تسهيل وتبسيط إجراء استفتاء عام لشعب الجنوب والالتزام بنتيجته ).



كلمتا ( تسهيل وتبسيط ) تعنيان أن يكون الاستفتاء محصوراً في الجنوبيين الموجودين في الجنوب وقت الإستفتاء . وان يتم حسم النتيجة بالأغلبية البسيطة , وليس بأغلبية 75% كما يدعو لذلك نظام الإنقاذ , أو أغلبية الثلثين كما تدعو بذلك كل دساتير العالم المتحضر منه والمتخلف.



نتمنى أن يتغلب السيد الإمام الوطني الغيور على السيد الامام الذي يسعى لإرضاء اخوانه الجنوبيين على حساب مصلحة الوطن الواحد. نتمنى أن يتغلب السيد الامام الذي يسعى بـ ( أدينه وكرعينه ) لخيار الوحدة على السيد الامام الذي يتهاون في ( تكريب ) قواعد وآليات الاستفتاء بما يسهل عملية الانفصال. نتمنى أن يتغلب السيد الإمام الاستراتيجي على السيد الإمام التكتيكي . نتمنى أن يتغلب السيد الإمام رجل الدولة الذي يترفع عن المكاسب السياسية الآنية على السيد الإمام السياسي . كل ذلك , حتي لا يترك الجنوب ينفصل , ويقع الشمال في قبضة الأنقاذيين الأبدية .



ثانياً: تفاوض الحركة الشعبية حاليأ في عقد صفقة مع نظام الانقاذ . تدعم الحركة بموجبها ترشيح الرئيس البشير في انتخابات الرئاسة لعام 2010 ويكون مرشحها الوحيد . مقابل أن يتنازل نظام الإنقاذ عن شروطه الغليظة التي تجعل خيار الانفصال صعب المنال في استفتاء عام 2011.



ولم يصل الطرفان بعد إلى اتفاق . فقط لأن الحركة لا تثق في نظام الإنقاذ , وتشك في مصداقيته وحفظه لبنود الصفقة المتفق عليها . الضمانات التي قدمها نظام الأنقاذ كلها فالصو !

تخشى الحركة أن تقدم ( السبت ) وتدعم ترشيح الرئيس البشير في عام 2010 ثم ( يخرخر ) نظام الإنقاذ بخصوص الاستفتاء في عام 2011 , فلا تلقى الحركة ( الأحد ) كما وعدها نظام الإنقاذ . وبعد أن تكون قد سكبت لبنها على سراب الإنقاذ.



ثالثا ً: دعت الحركة لعقد مؤتمر في جوبا من 11 إلى 15سبتمبر للقوى السياسية الفاعلة . الغرض المظهري والمكشوف للمؤتمر هو التشاور في القضايا المحورية للأزمات التي يمر بها السودان . والغرض الحقيقي والمخفي للمؤتمر استئناس و( قسقسة ) القوى السياسية السودانية المهمة ( خصوصاً أحزاب الأمة والاتحادي والشيوعي والشعبي ) لكي يبصموا بالعشرة على الأتي :

أولاً : عقد الاستفتاء في ميعاده في يناير 2011 , وتحت كل الظروف وحتى في حالة عدم إجراء انتخابات عام 2010.



ثانياً: ( تسهيل وتبسيط ) اجراءت الاستفتاء وعدم تعقيدها بما يضمن ويرجح فرص انتصار خيار الانفصال على خيار الوحدة .



ثالثاً : الالتزام بنتيجة الاستفتاء .



أعلاه هي توصيات المستشار الأمريكي روجر , والتي تقوم الحركة بتنفيذها لتضمن ميلاد دولة جنوب السودان الجديدة على أنقاض سودان المهدي عليه السلام .



( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ).



والآن دعنا نرجع لموضوع هذه المقالة ونبداها من الآخر بدلاً من أول القصة .



خياران



الرئيس ابومازن اختار خيار المفاوضات السلمية بدلاً عن المقاومة في تعامله مع العدو الاسرائيلي . واختارت حماس خيار المقاومة بكل اشكالها في التصدي للاحتلال الاسرائيلي . اسرائيل لم تدعم حليفها الرئيس ابو مازن . بل وضعت الخوازيق في طريقه . فكان نتيجة ذلك ان اكتسحت حماس الانتخابات التشريعية الاخيرة .



نفس الفيلم يتكرر بين الجنرال غرايشون ونظام الانقاذ . الجنرال غرايشون يبيض في وجه نظام الانقاذ ( القبيح في امريكا ) بشتي المساحيق والمكياجات . واللوبيات الصهيونية تضغط علي الراي العام الامريكي , وبالتالي علي الرئيس اوباما وادارته واعضاء الكونغرس , لكي يقلبوا ظهر المجن لنظام الانقاذ . الجنرال غرايشون يحتاج لمساعدة نظام الانقاذ , حتي يستطيع ان يمرر وجه الأنقاذ الممكيج علي الامريكان . خصوصاً والدكتورة سمانتا باورز قد انتهت من اعداد ( الاستراتيجية الامريكية لادارة اوباما في السودان للسنوات الاربعة القادمة ) . وبمجرد ان توقع عليها السكرتيرة هيلري كلينتون والرئيس اوباما سوف تصبح هذه الاستراتيجية هي السياسة الرسمية لادارة اوباما في السودان . ولن تسمع بعدها اي اصوات نشاز داخل ادارة اوباما ، خصوصاً بين الجنرال غرايشون والسفيرة سوزان رايس .



كيف يساعد نظام الانقاذ الجنرال غرايشون حتي يستطيع الجنرال ارجاع الاسانسير , ومساعدة نظام الانقاذ ؟ ويضمن نظام الانقاذ بذلك عدم اعادة فيلم الرئيس ابو مازن في السودان؟



بسيطة .... وبسيطة جداً !



قبل ثمانية سنوات شمسية , اعلنت امريكا الحرب علي الارهاب . وتحارب حالياً في افغانستان مع قوات الناتو فلول القاعدة والطالبان في حرب تقول عنها انها استباقية , حتي لا تصل الحركات التكفيرية والارهابية شواطئ امريكا واوروبا كما حدث في 11 سبتمبر الشهيرة .



المجتمع الدولي , وبالاخص امريكا والاتحاد الاوروبي , لا يفرق البتة بين الحركة التكفيرية السودانية ( الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة التابعة للمجمع الاسلامي ) التي كفرت في 20 اغسطس الماضي الحزب الشيوعي السوداني , واهدرت دم اعضائه . لا يفرق المجتمع الدولي بين هذه الحركة التكفيرية السودانية من جهة , ومن الجهة الأخري القاعدة والطالبان والحركات الارهابية الاخري التي يشن عليها المجتمع الدولي حرباً ضروساً في افغانستان والعراق والصومال . سوف تشن ادارة اوباما حرباً شعواء علي هذه الحركات التكفيرية السودانية حتي لا ينتقل اثرها الضار خارج السودان , كما فعلت وبنجاح مع الحركات التكفيرية المماثلة في مصر والسعودية . ومؤخرأ مع حركة بوكو حرام التكفيرية في نيجريا .

امام نظام الانقاذ خياران لا ثالث لهما :

الخيار الاول :

اذا اراد نظام الانقاذ ان يطبع علاقاته وصلاته مع ادارة اوباما والمجتمع الدولي , ويتم حذفه من قائمة الدول الداعمة للارهاب , فعليه ان يحتوي بل يبيد , بالتي هي احسن وبالتي هي اخبث , الحركات التكفيرية السودانية , وخصوصاً الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة التابعة للمجمع الاسلامي. لا يمكن لنظام الانقاذ ان ينجح في تصفير المشكلات ( جعل المشكلات صفراً ) مع ادارة اوباما مع وجود جماعات تدعو للارهاب داخل السودان .

الفكر التكفيري يمثل البنية التحتية للممارسة الارهابية , والقتل العشوائي . فيفور تنور الفتنة وينقلب سحر الحركات التكفيرية علي الساحر( نظام الانقاذ ) وعلي بلاد السودان واهل بلاد السودان.



الخيار الثاني :

اذا اراد نظام الانقاذ الاستمرار في مواجهة المجتمع الدولي ، فعليه ان يستمر في نهجه الحالي , وان يصبر علي الحركات التكفيرية , ويترك لها الحبل علي الغارب , ويعمل اضان الحامل طرشة لكل ما تقوم به هذه الحركات من اعمال ارهابية . في هذا الخيار سوف يكسر نظام الانقاذ ركب الجنرال غرايشون كما كسرت اسرائيل ركب الرئيس ابو مازن .



لا يستطيع نظام الانقاذ ان يلعب بالبيضة والحجر . كما لا يستطيع ان يحتفظ بالكعكة ويأكلها كلها في نفس الوقت . عليه ان يختار بين الجنة والنار ؟ وللاسف لا توجد منطقة وسطي بينهما .

ليس امام نظام الانقاذ خيار ثالث . فاما الحق واما الباطل ؟ وليس بينهما منطقة وسطي.



اسمع ، يا هذا ، الحق يحذر رسوله الكريم من اختيار طريق الباطل ويامره بالثبات علي خيار الحق .



( وان كادوا ليفتنوك عن الذي اوحينا اليك لتفتري علينا غيره . واذا لاتخذوك خليلا . ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئاً قليلا ، اذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ، ثم لا تجد لك علينا نصيراً ) .



وسوف نري في مقبل الايام اي الخيارين سوف يختار نظام الانقاذ :

الاستمرار في مواجهة المجتمع الدولي ام درء الفتنة والاحتقان الداخلي والخارجي .

يتبع

Post: #79
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-12-2009, 08:33 AM
Parent: #77

التكفيريون.. دعوة للحوار

تقرير:مقداد خالد

من جديد برزت قضية التكفير الى سطح الحياة السياسية السودانية - الملتهب أصلاً - وذلك في أعقاب الفتوى التي أصْدرتها الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بتكفير الحزب الشيوعي، مما خلق حالة من القلق إزاء خطورة الفتوى التي قد تترتّب عليها آثار وخيمة، ربما تصل حد التصفية والقتل.
ومع كثرة الأخذ والرد في القضية برزت تساؤلات أساسية حول مَن الذي يملك الحق في التكفير، وما هي شروطه، وهل يجوز تكفير جماعة بأكملها، وكيف نتعامل مع مَن يثبت كفره؟.... الى آخر تلك التساؤلات.
وقد حاول مركز دراسات الإسلام والعالم المعاصر إيجاد إجابات لكل تلك الأسئلة من خلال تنظيم ندوة عن ظاهرة التكفير في السودان بداره في الرياض، أمّها عدد كبير من المهتمين.
أغراض إرهابية
وباعتبار أنّ التكفير يُلامس جوانب مُتعدّدة في المجتمع، فقد حاول كل من شارك أن يضع وجهة نظر تَسْهم في تجنيب ما قد تنتجه الظاهرة حال تناميها، وحذّر د. عيسى آدم أبكر العميد بإدارة المخابرات المضادة من تفشي ظاهرة التكفير والغلو في المجتمع بإعتبارها مدخلاً للعنف والعمليّات الإرهابية، وقال إنّ المشكلة الرئيسية تكمن في أن الفكر التكفيري استطاع تكوين جماعات بالداخل الغرض منها تنفيذ أعمال إرهابية واغتيالات، وأضاف: هذه المجموعات - للأسف - بدأت بالتغلغل في أوساط طلاب الجامعات ومُرتادي المساجد استناداً على دعم من بعض الشيوخ. وأكّد عيسى بحكم موقعه الذي يمكنه من الإحاطة بالمعلومات أن الأجهزة الأمنية ترصد تحركات تلك الجماعات، غير انّه أبدى قلقه من الطرق الجديدة التي تبث بها أفكارها، وقال إنّ بعض الشباب من منسوبي الجماعة التكفيرية يتذرّعون الآن بجملة من المسوغات لتكفير النظام والمجتمع وفي مقدمتها إتفاقية السلام الشامل.
حقٌ قضائي
أما د. يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي، فقد اعتبر أن التجاسر على استصدار الفتاوى التكفيرية تعدل القتل، وقال: خطورة التكفير العقائدية تكمن في انه استحلال لدماء الناس وأموالهم وأعراضهم، وشدد بأن المرجع الوحيد لاستصدار فتاوى بذلك هم القُضاة وليس الدعاة، وأضاف: لا يجوز التنقيب داخل قلوب الناس للكشف عن اعتقاداتهم.
وأكّد الكودة أنّ الصحابة رضوان اللّه عليهم كانوا أبعد الناس عن التكفير لما سمعوه من الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه: (أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما)، واستدل الكودة في عرضه بسؤال الصحابة لعلي بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه عن الخوارج: أكفار هم؟ قال: لا، من الكفر فروا، قيل: أمنافقون هم؟ قال: لا، إنّ المنافقين لا يذكرون اللّه إلاّ قليلاً، وهؤلاء يذكرون اللّه كثيراً، قيل: فمن هم إذاً؟ قال: إخواننا بغوا علينا.
وأورد الكودة جملة من الأسباب التي تدرأ شبهة الكفر ذكر منها: الإكراه، الجهل، الاجتهاد في طلب العلم تأولاً، والخطأ كالذي يتربى في بيئة تنادي بالأباء والأولياء لا من باب التعظيم ولكن من باب الأسر بعادة، وساق الكودة لذلك أدلة منها أنّ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال واللات بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكفره، وقال له: يا عمر قل لا إله إلاّ اللّه، زلات اللسان كالذي أخطأ من شدة الفرح عندما وجد بعيره فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك. بالاضافة الى ضرورة إقامة الحجة والبينة وإثبات التصرف على أساس من العلم.
بذور التكفير
وابتدر د. عثمان علي حسن بأن بذرة التكفير بدأت في عهد النبي صلى اللّه عليه وسلم في حادثة ذي الخويصرة التميمي، الذي قال للنبي صلى اللّه عليه وسلم وهو يوزع أموالاً: يا محمد إعدل فواللّه ما عدلت.. واللّه أن هذه قسمة لم يرد بها وجه اللّه فقال له النبي: «ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟! لقد خبت وخسرت إن لم أعدل»، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ألا أقوم فأقتل هذا المنافق؟ قال: «معاذ اللّه أن تتسامع الأمم أن محمداً يقتل أصحابه»، ثم قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: «إن هذا وأصحابا له يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».
وأوضح د. عثمان أنّ معظم التكفيريين ينقصهم العلم والفهم، في حين لا تنقصهم الحماسة والاجتهاد في العبادة، ودعا لمحاصرة الظاهرة باعتبار أن التكفيري ينطلق من أساس ديني ويرى أنه يتقرّب بذلك الى اللّه تعالى.
وشَدّد د. عثمان على أن من أظهر الكفر الذي لا يحتمل الإّ الكفر فهو كافر، وقال: الشيوعية كفر الاّ أن تكون هناك شيوعية مطورة، وأضاف إن كانت هناك شيوعية جديدة بعيدة عن اللينينية والماركسية الملحدتين فليعلن عنها، وتابع: من يصفون أنفسهم بالشيوعية والإسلام في آنٍ واحدٍ إما أنهم لم يفهموا الشيوعية أو أنهم لم يفهموا الإسلام، لكنه عاد واستطرد أنّه من المهم التفريق بين تكفير الفعل والممارسة، وتكفير صاحبها الذي قد يكون معذوراً.
ضرورة الدعوة
وشَدّد مولانا سيف الدين أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية على سماحة الدين الإسلامي، وقال إنّ اللّه سبحانه وتعالى مدح الرسول صلى اللّه عليه وسلم بقرآن يتلى: (وإنك لعلى خلق عظيم)، (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)، وطالب بالتأسي به صلى اللّه عليه وسلم نبي الرحمة (وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين).
وأشار مولانا الى من يصل حد تكفير ووصم الناس بالكفر فإنه يندرج تحت: لا يفهم شيئاً عن دعوته، أو أن له غرضاً من ذلك، ودعا الى ضرورة دعوة الملتزمين بالشيوعية الذين وصفهم بـ (أبنائنا) الى اللّه، وطالب بعدم تكفيرهم مباشرة على الرغم من أنه قال إنّه لا يؤيدهم على ذلك المبدأ.
من جانبه شدّد الشيخ ميرغني عثمان الأمين العام لهيئة تزكية المجتمع على ضرورة الفصل بين المقال وقائله وكاتبه، وقال: لا يقاتل الناس على كفرهم بل على ظلمهم.
وفي الختام أشار اللواء حسب اللّه عمر نائب مدير جهاز الأمن والمخابرات الأسبق الى ان الجذر الأكبر للمشكلة في السودان أنه مجتمع متعدد الأديان وذلك إستناداً على الدستور، ودعا الى مجابهة القضية بالشجاعة اللازمة ومن دون حساسية وعدم دفن الرؤوس في الرمال كأساس للعلاج.

الراى العام

Post: #80
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-14-2009, 04:40 PM
Parent: #79

صحيفة أجراس الحرية
http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=5784
--------------------------------------------------------------------------------
الكاتب : admino || بتاريخ : الإثنين 14-09-2009
: نزعة التكفير لا تعرف الحدود!

: د. النور حمد

إحْدى دلالات حادثة الإعتداء على دار الحزب الشيوعي السوداني بالجريف غرب، مؤخرا، تتمثل في أن أئمة المساجد، وطرفا من جمهور المساجد لدينا، لم يبرحوا، ولا قيد أنملة، حالة "رهاب الشيوعية"، التي أطلقها من عقالها في منتصف ستينات القرن الماضي، تنظيم الإخوان المسلمين، بقيادة الدكتور حسن الترابي.
تزعم الدكتور الترابي وقبيله الحملة الشهيرة لحل الحزب الشيوعي السوداني، عقب حادثة معهد المعلمين الشهيرة، ودعا إلى تعديل مادة الحريات الأساسية في الدستور الديمقراطي، ليتسنى طرد النواب الشيوعيين من البرلمان. وليس السبب هو "كفر الشيوعيين" كما كانوا يروجون، وإنما لأن الشيوعيين كانوا المنافس الأقوى.
فهم قد أتوا من دوائر الخريجين، وكانوا الأكثر ثقافة، والأفصح لسانا، والأجرأ، والأعرف بكشف ألاعيب حكومات الأحزاب آنذاك، ومن ثم الأكثر قدرة على كسب الجمهور.


في أتون تلك الحملة الشرسة، أخرج الدكتور الترابي كتابه المسمى، "أضواء على المشكلة الدستورية". في ذلك الكتاب، حاول الدكتور الترابي أن يشرعن لحل الحزب الشيوعي، وطرد نوابه المنتخبين، من البرلمان! عج ذلك الكتاب بالميكافيلية، وبالالتواءات. فقد بلغ أن وضع فيه الدكتور الترابي، الجمعية التأسيسية فوق الدستور، معطيا إياها صلاحيات مطلقة، لا يقيدها قيد، ولا تحدها حدود!. كتب الدكتور الترابي في ذلك الكتاب: ((فهذه السلطة مودعة في الجمعية التأسيسية وبحكم هذه الحاكمية غير المقيدة تشكل الجمعية الفاعل المطلق، لا تضاهيها هيئة أخرى، ولا يراجعها رقيب، ولا يحدها ضابط قانوني)). وقد رد عليه الأستاذ محمود محمد طه، بكتاب أسماه، "زعيم جبهة الميثاق في ميزان: (1) الثقافة الغربية (2) الإسلام"، مبينا التواء الدكتور الترابي، وزيف ثقافته القانونية، وانسياقه الأعمى وراء الغرض، فاضحا محاولته إعطاء الجمعية التأسيسية (البرلمان)، حق تعديل مادة الحريات في الدستور، وحل حزب بأكمله، بل وطرد نوابه المتخبين من البرلمان!!. فليراجع الكتابين من يشاء من أجل تجديد الذاكرة، فلا مستقبل لأمة من غير ذاكرة.


بلغت الحملة الماكرة، الجائرة، التي قادها الدكتور الترابي لحل الحزب الشيوعي مقصدها، فتم تعديل الدستور، بانتزاع المادة التي تمثل جوهر الدستور وأساسه، وتم بالفعل طرد نواب الحزب الشيوعي، وتم تحويل النظام الديمقراطي البرلماني، في غمرة التهييج الديني تلك، إلى ديكتاتورية مدنية.

ولم يكن الدكتور الترابي، ذو النفر القليل وقتها، ليحقق ما حقق من أغراض، لولا مشايعة كل من السيد، الصادق المهدي، والسيد، إسماعيل الأزهري له، وركوبهما معه، هما وحزبيهما، ظهر تلك الموجة النابية. وقد كان لذلك الركوب الغوغائي للحزبين التقليديين الكبيرين لمركب الدكتور الترابي دلالته، التي ما ينبغي أن نمر عليها مرور الكرام. فالمؤدلجون من أصحاب التيار الديني، وأصحاب الأحزاب الطائفية، هم في غالب الحال، سواء. فالجمود الديني العقدي يسيطر على كليهما. أما الإيمان بالمبادئ الديمقراطية والوقوف معها، فليست سوى طلاء خارجي شديد الرقة. وهذا أمر سنتتبع شواهده في مقالات قادمات إن شاء الله. والسلفية المختبئة، تُظهرها وتفضحها المحكات. وقد كانت قضية طالب معهد المعلمين العالي التي بسببها تم حل الحزب الشيوعي السوداني، في منتصف ستينات القرن الماضي واحدة من تلك المحكات. تمثلت تلك الحادثة، فيما رُوي، أن طالبا مضطربا نفسيا أساء إلى البيت النبوي المطهر. فقامت جبهة الميثاق الإسلامي بقيادة الدكتور حسن الترابي بإذكاء موجة عارمة من الغضب الشعبي، وتوجيه ذلك الغضب نحو الحزب الشيوعي، دون ذنب اقترفه. ولقد اعترف لاحقا، بعض قادة التيار لإسلامي بالاستغلال السياسي الذي قامت به جبهة الميثاق الإسلامي لتلك الحادثة المعزولة. ولا يفيدنا ذلك الإعتراف اليوم شيئا، سوى العبرة. فقد تغير مجرى التاريخ السوداني، ووضع الإسلاميون السلطة في جيبهم في نهاية المطاف.

ما أشبه الليلة بالبارحة!


تكفير الشيوعيين الذي أطل برأسه هذه الأيام، ليس سوى محاولة لإعادة ما تم قبل أكثر من أربعة عقود من الزمان، من مهاجمة لدور الحزب الشيوعي السوداني. والفرق بين ما تم في منتصف ستينات القرن الماضي، وبين ما تم قبل أيام في الجريف غرب، هو أن الإخوان المسلمين كانوا آنذاك في واجهة المؤججين، متصدرين الصفوف الأولى، في هستيريا أخذ القانون في اليد. ولكن الإخوان المسلمين، تعلموا من التجارب. فقد أصبحوا أكثر دربة وأكثر حنكة. فتنظيمهم الذي تقلب في مختلف الصور، وأصبح يمثله اليوم، المؤتمر الوطني، لم تعد قياداته تتصدر مثل هذه القضايا. لقد أحيل ذلك الدور إلى أئمة المساجد، وللطلاب، وللصبية المندفعين. يدفع التنظيم بأذرعه المختلفة تلك، التابعة له، لخلق الفوضى، والإضطراب، وسائر أنواع "الدربكات" الدينية، التي تخدم أغراضه، بينما يقف هو بعيدا يرقب المشهد وعلى فمه ابتسامة ماكرة.



تعددت أذرع تنظيم الإسلاميين السودانيين، وتنوعت. وقد شهد العقدان الأخيران في السودان، حوادث مأساوية، سببها الرئيس هذا التنظيم الحاكم، ومناهجه الدراسية، وإعلامه، ولغته، وخطابه السياسي المؤجج للعاطفة الدينية الفجة، العامد إلى طمس نور العقل، وإخراس الصوت المخالف. قبل فترة قصيرة قامت ما تسمى بـ "هيئة علماء السودان"، بإعلان كفر الأستاذ ياسر عرمان، القيادي في الحركة الشعبية. وقبلها علت نفس تلك الأصوات بتكفير الصحفي، محمد طه محمد أحمد، الذي تم قتله في جريمة اقشعرت لها الأبدان. وقد أشار كثير من الكتاب إلى أن نظام الإنقاذ، هو الذي خلق هذا المناخ من حمى التعصب، ومن ضيق الصدر بالآخر المختلف. هذا فضلا عن أن عهد الإنقاذ، قد شهد فتح أبواب البلاد على مصاريعها للمتعصبين من الأجانب. ونتيجة لذلك الانفتاح "الأممي الإسلامي"، شهد السودان، ولأول مرة في تاريخه، قتل المصلين في المساجد، في مجازر جماعية بالغة الشناعة.




الإمام الذي حرض على الإعتداء على دار الحزب الشيوعي السوداني في الجريف، قيل أنه يُدَرِّس في جامعة الخرطوم. والدكتور الذي قاد حملة تكفير محمد طه محمد أحمد، قيل أنه يُدَرِّس، هو الآخر، في جامعة الخرطوم. فأي نوع من الجامعات أصبحت جامعة الخرطوم يا ترى؟! وأي نوع من التعليم أصبحت تقدمه لناشئتنا؟! وأي نموذج للأستاذ الجامعي، العالم، أضحت تلك الجامعة تقدم؟! تصوروا معي هذه الهبطة: من عيار ثقيل في سعة العلم، وفي رجحان العقل، وفي الحكمة، والحلم، والرزانة، كعيار الدكتور، عبد الله الطيب، إلى هؤلاء المهووسين، من مدبجي فرمانات التكفير!!

نزعة التكفير لا تعرف الحدود


يظن كثير من المسلمين، خطأ، أن هناك فهما واحدا صحيحا للإسلام، وأن هناك تيارا عاما رئيسا، يمثل ذلك الفهم الصحيح للإسلام. وبناء عليه، فإن هناك قلة قليلة من التيارات المنحرفة، التي يجب إعلان كفرها، ومن ثم القضاء عليها. غير أن ما أريد تثبيته هنا، في هذه الجزئية من هذه المقالة، أن هذا الظن ظن باطل، بل وينطوي على جهل كبير بالواقع الإسلامي، وبشواهد التاريخ الإسلامي. فالفرق الإسلامية لا حصر لها، وكل واحدة من تلك الفرق تزعم أنها الفرقة الناجية. والقول بأن ما عليه أهل السنة والجماعة هو الحق الذي لا مراء فيه، قول غير صحيح. فما يسمى بإجماع علماء الأمة، لا يمثله اليوم، سوى قبيل واحد متجانس من العلماء، يقع في جملته تحت مسمى "فقهاء السلطان". العصر الذي نمر فيه اليوم، فيما أرى، هو عهد تحقق النذارة النبوية القائلة: ((يوشك أن تداعي عليكم الأمم كتداعي الأكلة على قصعتها. قيل: أومن قلِّةٍ نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاءٌ كغُثاءِ السيل، لا يبالي الله بكم)). فيومنا هذا هو اليوم الذي تكالبت فيه الأمم على المسلمين، كما يتكالب الأكلة الجياع على صحن فيه طعام. هذا هو اليوم الذي أصبح فيه المسلمون غثاءً كغثاء السيل، أي أصبحوا مثل "العويش والدفيس" الذي يحمله السيل في مقدمته. في مثل هذه الحالة يصبح الحديث عن أهل السنة والجماعة، وعن إجماع الأمة التي لا تجمع على باطل، حديثا في غير محله. بل يصبح غشا، وتدليسا، هدفهما الأساس، خدمة أهل الثروة، وأهل السلطان.




لم تعرف نزعة التكفير الحدود في يوم من الأيام. فهي نزعة عشوائية واعتباطية. فلقد طال التكفير في التاريخ الإسلامي أئمة المذاهب أنفسهم! وقد لا يعرف أكثرية المسلمين، أن الإمام أبا حنيفة النعمان، قد تم تكفيره من قبل خصومه في الرأي! ولقد تمت استتابته مرات، بسبب آرائه! وقد رُوي عن سفيات الثوري، أنه قال حين بلغه نبأ وفاة أبي حنيفة: ((الحمد لله الذي أراح المسلمين منه، لقد كان ينقض عرى الإسلام عروة عروة. ما وُلد في الإسلام مولود أشأم على الإسلام منه))!! وما قاله سفيان الثوري ردده أيضا عدد من مخالفي أبي حنيفة، من كبار أهل الرأي. منهم على سبيل المثال لا الحصر، أيوب السختياني، ومالك، والأوزاعي، ووكيع، وجرير بن حازم، وإبن المبارك. كما ورد أيضا، أن الإمام عبد الله، قد روى بإسناده إلى حماد بن أبي سليمان، أنه قال لسفيان: ((اذهب إلى الكافر أبي حنيفة، فقل له: إن كنت تقول: إن القرآن مخلوق فلا تقربنا)). ونتيجة لوشاية بالإمام مالك بن أنس، وشى بها بعضهم إلى جعفر بن سليمان، والي المدينة الذي أقامه عليها الخليفة العباسي، أبو جعفر المنصور عليها، قام ذلك الوالي باستدعاء الإمام مالك وتجريده، وضربه سبعين سوطًا، انخلعت فيها كتفه. الشاهد أن أئمة المذاهب أنفسهم قد تم تكفير بعضم، وتم جلد بعضهم الآخر بالسياط. فنزعة التكفير والإرهاب السلطوي تطال الجميع، بلا استثناء. فليس هناك قواعد اسلامية ثابتة يتم تكفير من ينحرف عنها، كما استقر في أخلاد كثيرين، بقدر ما أن هناك انتقائية، بها يتم استخدام النص الديني، والرأي الديني، حسب مقتضى الحال. ومقتضى الحال في التاريخ الإسلامي ظل في أغلب الأحوال، أمرا تحكمه السياسة، وأهواء الحكام، بأكثر مما تحكمه مقاصد الدين وحكمته.



أما في العصر الحديث، فقد مثلت حادثة تكفير وإعدام الأستاذ محمود محمد أصرخ نموذج لقتل المفكرين بواسطة جهاز الدولة. كما مثلت حادثتا إغتيال الكاتب المصري فرج فودة، والمفكر البارز حسين مروة في لبنان، نموذجين آخرين صارخين لقتل المفكرين بواسطة أفراد مضللين يستمعون إلى فتاوى التكفير التي يصدرها بعض ممن يسمون بـ "رجال الدين"، فيأخذون القانون في أيديهم، وينفذون أحكام القتل في المفكرين، ودعاة الإصلاح. ولقد تم مؤخرا تكفير الدكتور الترابي، حين عدل عن آرائه القديمة فيما يتعلق بزواج المسلمة من الكتابي، وما يتعلق بإمامة المرأة، وما إلى ذلك. الشاهد، أنه ليست هناك قاعدة ثابتة للتكفير، فهو سلاح جرى استخدامه بأشكال مختلفة للتخلص من الخصوم الفكريين في أزمنة مختلفة. وهو بتلك ألأوصاف سلاح يمكن أن يطال أي أحد، وبلا استثناء. وليحذر مطلقو هذا السلاح، فإنه سلاح كثيرا ما ارتد إلى صدر مطلقه!

Post: #81
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-15-2009, 10:59 AM
Parent: #80

د. الطيب زين العابدين ولا تتعجَّل الشيوعي ومقصلة التكفير.. هو من عند أنفسكم..!


حسام عبدالقادر

كشفت الازمة الاخيرة التي نشبت بين الحزب الشيوعي وعلماء الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة حول (تكفير الماركسيين) عن جبل جليد مهول من افتقاد (المعلومة والثقة والنزاهة) لدى العديد من السياسيين والإعلاميين على حد سواء، وانساق الكل إلا من رحم الله مع التيار الذي يعتقد بتطرف كل من تفوه بكلمة (كفر) وخلط البعض خلطا شائنا بين الاوراق وتعمد آخرون الاصطياد في الماء العكر والايقاع بين الحكومة والجماعات الاسلامية، وما مقال د. الطيب زين العابدين الذي خطه بجريدة الصحافة بتاريخ الاحد 9 رمضان 1430هـ ببعيد عن كل هذا الجو الملبد بغيوم (التكذيب) و (التكهنات).
فمن اول سطر كتبه د. الطيب نجده قد وقع في فخ الاستسهال وهو المرض الذي ابتلى الله به العديد من كاتبي زماننا، فلم لا يكلف د. الطيب نفسه لمعرفة المزيد عن الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة..؟! ولأنه لم يفعل ولا يريد ان يفعل قال بأن الرابطة الشرعية (تابعة) للمجمع الاسلامي بالجريف غرب، وهو خطأ بيّن او على أخف تقدير معلومة غائمة يمكن التأكد منها بسهولة، لكن لأننا دائما ولكسل مقيم في شخصيتنا السودانية نلجأ الى اسلوب (الكتابة من على البعد) فهي لا تكلف رهقا ولا زمنا، فقد علم د. الطيب - كما قال في مقاله - من خلال اطلاعه على صحيفة الاحداث ان للحزب الشيوعي داراً افتتحت في الجريف غرب بالقرب من المجمع الاسلامي الذي يخطب فيه فضيلة الشيخ د. محمد عبدالكريم، ولأن الشيخ بادر الى الاشارة الى (الاستفزاز) الذي ارتكبته كوادر الحزب الشيوعي مع سبق الاصرار والترصد بإثارتهم لحمية المصلين وطلاب العلم في المجمع بقصدهم للمسجد وتوزيعهم لإعلانات افتتاح دار الحزب الشيوعي على مصليي المسجد، كل هذا الذي اشار اليه الشيخ محمد واتبعه بتبيان حكم الدين فيمن يرفض الدين من الشيوعيين، وبما ان الرابطة الشرعية للعلماء اصدرت بيانا في حق الحزب الشيوعي فلهذا لا بد في نظر د. الطيب ان تكون الرابطة الشرعية تابعة للمجمع الاسلامي بالجريف غرب..!
هذا مجرد نموذج للتسرع الذي يمس بعض الكتاب والصحفيين حين يتعلق الحدث بجماعة اسلامية لم تجد حظها من الضوء في الاعلام بسبب جور الاحكام المسبقة.
اما كان الاحرى بالاعلاميين الذين تحدثوا عن القضية التقرب اكثر لمعرفة ماهية الرابطة الشرعية ومن هم قادتها بدل الانزلاق الى (التقريرية) الممجوجة في العرف الصحافي...؟!
انا اعتب بصورة كبيرة على بعض الكتاب والصحفيين واتهمهم بالمشاركة في تلطيخ اقلامهم بصنع (الحدث) دون فضيلة متابعته وكشفه للقراء، فقد ارتهن الكثير من الصحفيين الى الكل الذي اشرنا اليه آنفا ولم يكلفوا انفسهم عناء (التحقيق) عن القضية،، فللأسف نحن نميل كما قلت للتقرير مقابل التحقيق، فكثير من الصحفيين الذين غطوا الحدث مالوا الى وصف ا لرابطة الشرعية بأنها (جماعة تكفيرية، جماعة متطرفة متشددة) ومن هؤلاء للأسف د. الطيب زين العابدين وهو الرجل الذي جال طويلا في الوسط الاسلامي لكنه لم يستطع ان يعاكس التيار الذي يشهر (جبة التكفير) ويلبسها مباشرة لكل جماعة تتخذ اصل الدين منهجها وشرعها، وللعلم فقد كانت ابرز التوصيات التي خرج بها مؤتمر وينغسبريد الإعلامي الذي انعقد في امريكا واصدر توصياته المركز الدولي للصحفيين في كتاب (حرب الكلمات) ان تعين المؤسسات الاعلامية (محررين متدينين) في مؤسساتها لتحقيق هدفين اولا اضافة تنوع للتغطيات وللتعبير عن كل المجتمعات وثانيا لتجنب الاحكام الخاطئة التي تصدر عن المحررين عند الحديث عن الدين والجماعات الدينية.
ان الذي يتبع منهجا متساهلا في التحقيق سيقع لا محالة في مطبات الخطأ الفادح، وهذا عين ما وقع فيه د. الطيب زين العابدين، فقد بنى هرم مقاله الذي ألب فيه الحكومة على الجماعات الاسلامية على اساس واهن مال فيه الى الرواية الخاطئة لما حدث بدار الحزب الشيوعي بالجريف غرب ، يقول د. الطيب : (الفتوى بالتكفير في بلد كشمال السودان اعني ضمنا التحريض على العنف وهذا ما فعله شباب الجريف غرب حين اقتحموا دار الحزب الشيوعي وحاولوا نشر فتواهم التكفيرية دون إذن من اصحاب الدار، هل هناك استفزاز وتحرش اكثر من ذلك ؟) واقول للدكتور الطيب هاك ما يقلب طاولتك رأسا على عقب، كيف بك لو علمت ان من بدأ (الاستفزاز) و(التحرش) هو الحزب الشيوعي بكوادره التي قصدت المسجد وعامريه من المصلين؟! أليس الباديء هو الاظلم يا دكتور...؟!
وبمنتهى (الديمقراطية) للذين تحلو الديمقراطية دائما في ألسنتهم، قام عدد من شباب المسجد والمنطقة بعد ان بلعوا (الاستفزاز) وقالوا كونوا خيرا منهم لعلها فرصة اتاحوها لنا لدعوتهم الى جادة الصواب، هذا هو لسان الحال الذي دفع اولئك الشباب لتلبية دعوة الحزب الشيوعي بافتتاح داره، وقد لبى الشباب الدعوة وتفاجأوا بالسكاكين التي كانت تنتظرهم وابحثوا في مضابط الشرطة عما حدث فعلا لئلا يخوض البعض في وحل (الجهل المتعمد) وهم يلبسون (جوارب النزاهة والبراءة) ظانين انهم سيخرجون دونما تلطيخ، ما دمتم كذلك لا بد ان تتلخطوا يا هؤلاء...!
على هذا يكون د. الطيب مجبرا امام نفسه الامارة بالخير وتاريخه الاسلامي وحاضره الديمقراطي ان يخط مقالا موازيا في حق الحزب الشيوعي وكوادره بعد ان يتأكد تماما من صحة الواقعة حتى لا يبني كتاباته على شفا جرف هار فتنهار به وبمكانته ككاتب.
اما ما يتعلق بالحساسية التي يكتب بها د. الطيب حيال قضايا التكفير فهي حساسية غير مبررة بالمرة من كاتب مثله، فقد ساق د. الطيب في مقاله العديد من النصوص القرآنية والنبوية في غير سياقها الصحيح، واكد بجرة قلم ان اليهود والنصارى ليسوا بكفار في قوله: (وأفتى مجمع الفقه الإسلامي بتكفير اهل الكتاب قاطبة) فهل يعتقد د. الطيب ان اليهود والنصارى مسلمون إذن...؟! أم هم كفار في نظر المسلم الى ان يشهروا اسلامهم؟! يا ليتك تعود يا بروفيسور جعفر شيخ ادريس من غربتك وانت استاذ الفلسفة لتقول للناس مرة اخرى قولتك الشهيرة: (دين لا تكفير فيه ليس بدين) وانت تقصد ان لكل دين حدود من يتعداها يكون قد خرج منه وبالتالي فقد صفة التدين به.
واذا كان د. الطيب لا يعبأ بمثل علماء الرابطة الشرعية ويصمهم مع زمرة التكفيريين فما بال علماء الرابطة يلتقون مع العديد من الحركات الاسلامية والرموز الاسلامية العالمية التي لها موقف واضح تجاه الشيوعية والاحزاب الماركسية، وأقرب مثال العلامة القرضاوي الذي يفتي بعدم جواز زواج المسلمة من شيوعي، فهل ستصف القرضاوي ايضا بأنه (تكفيري) ام ان الشيوعيين السودانيين انزل عليهم كارل ماركس ماركسية تليق بسودانيتهم..؟!
دعني يا د. الطيب اختم بخاتمة (ديمقراطية) محببة الى الديمقراطيين، أفلا يكفل القانون ان يعبر الإنسان عما يجول بخاطره، ألا يجوز لأي مواطن سوداني ان يرفع عقيرته مناديا بإلغاء الحزب الشيوعي، أليس هذا حقا ديمقراطيا قحا فلم المصادرة إذن...؟!
لكن الاعجب يا دكتور ان تتنكر لاتجاهك الديمقراطي وتنسف مقالك كله بما كتبته في الخاتمة، إذ قلت (ستندم - الحكومة - غدا عندما يشتد عود هذه الجماعات وتطمح في الخلافة الكبرى) .. فكيف تستكثر يا دكتور ان تطمح جماعة أيا كانت - في ظل نظام ديمقراطي - أن تصل الى الحكم ما دام لأي مواطن سوداني الحق في الترشح لرئاسة الجمهورية...؟!!

الصحافة

Post: #82
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-16-2009, 06:05 AM
Parent: #81

سر خاتم الأستاذ محمد ابراهيم نقد ...
بقلم: ثروت قاسم
الأربعاء, 16 سبتمبر 2009 00:11


[email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته

مقدمة

فى حلقة سابقة طرحنا سؤالا" لم نجد اجابه عليه بعد وهو :-
هل يساعد نظام الانقاذ الجنرال قرايشن فى مساعيه لتبييض وجه نظام الانقاذ فى امريكا والمجتمع الدولى ؟ ام سوف يكسر نظام الانقاذ ركب الجنرال قرايشن بأن يواصل دعمه للحركات التكفيرية الارهابية فى السودان ؟
وفى هذه الحلقة نحاول أجلاء سر خاتم الأستاذ محمد ابراهيم نقد ونواصل استعراض تداعيات تكفير الحزب الشيوعى السودانى . ونجيب على السؤال :
هل اتخذ الحزب الشيوعى السودانى الالحاد سياسة رسمية للحزب ؟ أم على العكس دعى الى حرية المعتقد الدينى ؟ .

الواقعة

فى يوم الخميس الموافق 20/ أغسطس 2009 ، ولدى افتتاح دار للحزب الشيوعى السودانى ضاحية الجريف غرب ، هاجمت جماعة ملثمة وهى تحمل السيخ والمطاوى والعكاكيز دار الحزب . وبدات فى توزيع بيان من الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة التابعة للجماعة الاسلامية بالجريف غرب . احتوى البيان على فتوى بتكفير الحزب الشيوعى السودانى ، واستباحة دماء اعضائه ، واعتبارهم مرتدين عن الدين الاسلامى . وفى يوم الجمعة الموافق 21/ أغسطس هاجم أمام مسجد اركويت مربع 48 الحزب الشيوعى السودانى ، ودعى الى تكفيره وهدر دم اعضائه . وربما امتدت هذه الحملة الى مساجد اخرى فى مقبل الايام . مما يؤكد انها حملة منظمة بل ظاهرة . وليست اعتداْ" عشوائيا" وليد لحظة افتتاح دار الحزب .

وتذكرنا هذه الحملة التكفيرية بما حدث فى معهد المعلمين العالى فى عام 1965 من تكفير للحزب الشيوعى السودانى ، وطرد نوابه من البرلمان . فقط لان احد المتعاطفين مع الحزب ( شوقى ) ، قد تطاول علي الصحابة الكرام . وقد ادت واقعة معهد المعلمين العالى التكفيرية الى استيلاء الجيش على السلطة فى مايو 1969 ، وبدأت فترة النظام المايوى البغيض .

وفى عام 1994 برزت الى السطح مرة اخرى هذه الجماعات التكفيرية : كما حدث فى مسجد الحارة الاولى بالمهدية وفى دار نقابة الفنانين فى ام درمان .

وفى عام 2000 شهد مسجد الجرافة واقعة تكفيرية مماثلة . وفى عام 2007، أهدر نائب والى الولاية الشمالية دم الامام الصادق المهدى لانه دعى الى قبول نشر قوات هجين فى دارفور . وفى ديسمبر 2008 تم تكفير الفرنجة بصورة عامة , وكان الامريكى المسيحى غرانفيل الضحية . وتمت استباحة دمه , واغتياله بدم بارد .

والمسلسل مستمر . ولم يتم كتابة آخر فصوله . مما يشي بأن نظام الانقاذ يبارك هذه الجماعات التكفيرية لأمر فى نفس يعقوب .

هؤلاء واولئك متخلفون دينيا" وأنسانيا" ويريدون العودة ببلاد السودان الى عصور الظلام . وبأفعالهم تلك سوف يوقفون عجلة التطبيع ( بين نظام الانقاذ والمجتمع الدولى وعلي رأسه الولايات المتحدة ، الشيطان الأكبر كما وصمه الامام الخميني ) التى بدات فى الدوران .

والنتيجة أن هذا المسار سوف يؤلب المجتمع الدولى ضد بلاد السودان . فلا نصل الى حل لمشكلة أمر قبض الرئيس البشير . بل سوف يفترض المجتمع الدولى ، حقا وبرهانا , أن الرئيس البشير وراء هذه الجماعات التكفيرية .... إن لم يكن بالدعم المادي المباشر ، فعلي الأقل بالفاتحة . وسوف يصل رأس سوط هذه الجماعات التكفيرية الى أهلنا من الجنوب ، وغالبيتهم غير مسلمين ، فيفرون بجلودهم من السودان الشمالى التكفيرى ويصوتون للاستقلال فى استفتاء عام 2011 .

هذه ظاهرة سرطانية سوف تستشرى ، اذا لم يعمل نظام الانقاذ على ايقافها وقتلها وفورا" . سوف تستشرى الى باقى جسم الامة السودانية فتصير افغانستان أخرى ، لا بل صومال ثانى .

وتذكر ، يا هذا ، ان معظم النار من مستصغر الشرر .

والعياذ بالله .

المانفستو

في عام 1954م كتب الاستاذ عبد الخالق محجوب وثيقة :

( الشيوعية فى السودان لا تحارب الدين الاسلامى ، الرجل الشريف يحارب الفكرة بالفكرة ) .

وضح الاستاذ وأكد ، في هذه الوثيقة ، وبما لايدع مجالاً لأي شك ، بان الشيوعي السوداني المسلم يحب الاسلام ويعمل بتعاليمه . وذكر ان بيان الحزب الشيوعي السوداني ، (المانفستو) لا يحرم علي الشيوعي السوداني اعتناق الأديان . فهذا عندهم مسألة شخصية بين الانسان وربه .

ثم ان المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني قد شرح رؤية الحزب حول الدين الاسلامي فيما يلي :

(" تتاسس هذه الرؤية علي احترام حزبنا لمقدسات شعبنا واديانه : الاسلام والمسيحية والاديان الافريقية . باعتبارها ، مكونا اساسيا ، من مكونات وعيه ووجدانه وهويته . وبالتالي نرفض كل دعوة تتلبس موقف حزبنا لتستخف او تستهين بدور الدين في حياة الفرد والاسرة وفي تماسك بنيان المجتمع . )

فى وثيقة حول برنامج الحزب الشيوعى السودانى (1971) ...... شدد الاستاذ عبد الخالق محجوب على :
( حرية العقيدة الدينية وممارستها لكل سكان بلادنا ) .

كما شدد الاستاذ عبدالخالق فى هذه الوثيقة على :

( جعل الدين عاملا" يخدم المصالح الاساسية لجماهير الشعب ، لأ اداة فى ايدى المستغلين ) ؟

لقد كانت رؤية الأستاذ عبد الخالق وكأنه يقرأ في الغيب , ويستشف المستقبل في كرة بلورية . فما قال به في عام 1971 حدث لاحقا ! ونتيجته كانت وبالا علي الأمة السودانية , التي باتت مهددة بالتفتت في عام 2009 !
والنمط أصبح واضحا . وهو واقع الآن !

الالحاد
من المهم ان نؤكد حقيقة تاريخية وهى أن الحزب الشيوعى السودانى قد عارض سياسة الحزب الشيوعى السوفيتى الرسمية التى جعلت الالحاد سياسة رسمية للدولة السوفيتية . انتقد الحزب الشيوعى السودانى هذه السياسة . وأكد على حرية العقيدة الدينية ، التى هى موضوع خاص بين الانسان وخالقه ، ولا تخضع تحت آى ظرف من الظروف للقرارات الادارية او الحزبية التى لا مكان لها من الاعراب فى هذه الموضوع الشخصى .

ولكن الذى شوش على موقف الحزب الشيوعى السودانى من الدين الاسلامى فى مجتمع متدين كالمجتمع السودانى ، أن ستالين جعل الالحاد سياسة رسمية لدولة الاتحاد السوفيتى ودول شرق اوروبا . كما كانت تهمة الالحاد جزأ من الحرب الدعائية للآلة الاعلامية الامريكية الجبارة ( أبان الحرب الباردة ) التي ركزت علي الحادية النظم الشيوعية . سياسة ستالين الادارية الحزبية ( والتي ليست لها مرجعية في النظرية الشيوعية ) ، والدعاية الأمريكية السالبة .... أضرتا كثيرا" بسمعة الحزب الشيوعى السودانى , في المجتمع السوداني المحافظ . وتم وصمه ، جورأ وبهتانأ ، بالإلحاد . رغم أدبياته وبرامجه التي ، تؤمن وتؤكد علي اهمية ومركزية الدين وقدسيته . ورغم ذلك أصبح الحزب ملطشة للتكفيريين والارهابيين والسوقة والغوغاء ، الذين يطلقون ثم يصدقون احاديث الأفك . ويوقظون الفتنة ، التى هى اشد من القتل .

خلاصة القول ، وحسب وثائق وأدبيات الحزب الشيوعى السودانى فأن الحزب الشيوعى السودانى يدعو الي حرية العقيدة الدينية الأسلامية وحرية ممارستها . ويدعو الي احترام الدين الأسلامي ويحرم محاربته . كما يدعو في نفس الوقت للعلمانية او ( المدنية ) ، التى تعنى فصل الدين عن السياسة . مع الاحترام الكامل للدين الاسلامي وقدسيته .

الجاهلية الثانية

في محكم التنزيل ، ورد توصيف ( الجاهلية الاولي ) ، مما يعني ، وجود جاهلية ثانية وثالثة ، تلف المسلمين بظلامها كلما حادوا عن الصراط المستقيم ، وابتدعوا البدع . وبدعة تكفير الحزب الشيوعي السوداني يمكن اعتبارها جاهلية ثانية ، لانها ابعد ما تكون عن تعاليم الدين الاسلامي الحنيف كما سوف نشرح ادناه .

في الحديث الصحيح ان جاء جبريل الي الرسول فقال له :

يا محمد اخبرني عن الاسلام . فقال ان تشهد الا اله الإ الله ، وان محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلاً . فقال اخبرني عن الايمان . قال ان تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ورسله ، واليوم الاخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره .

، وبعد . فهذا تعريف الرسول محمد صلي الله عليه وسلم للاسلام والايمان .

فاذا اقام الشيوعي السوداني اركان الاسلام الخمسة فهو مسلم بشهادة الرسول صلي الله عليه وسلم .

واذا اقام الشيوعي السوداني،متطلبات الايمان الستة المذكورة اعلاه فهو مؤمن بشهادة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم .
وهل بعد شهادة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم شهادة ؟ وهل بعد قول الرسول محمد صلي الله عليه وسلم قول ؟

انه قول فصل افلا يتدبرون ؟

ام أنهم قوم تكفيريون ؟


بيان بالعمل

كتب قادة الحزب الشيوعي السوداني يؤكدون احترامهم ، وحبهم ،
وعملهم بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف . ثم اتبعوا القول بالفعل .

أنظر حولك وقيم الشيوعي السوداني الذي يأكل الطعام ويمشي بين الناس في الاسواق . دعنا ناخذ امثلة من كراسي اللوج الي كنبات الشعب .

في كراسي اللوج ، ( الفكري ) ، تجد الاستاذ محمد ابراهيم نقد ، وهو يجسد الاصالة الاسلامية،السودانية . فهو شيخ عرب اسلامي بحق وحقيق . وكفاه ذلك توصيفأ . ثم الاخلاق السودانية الاسلامية السمحة تجدها تمشي علي قدمين في شخص الاستاذ التجاني الطيب . اما الدكتور الشفيع خضر فهو كشكول من الابداعات الأسلامية الانسانية ، والخلق الاسلامي القويم مما يجعلك تحب بني الانسان .
وانزل درجات وتعال لكنبات الشعب ( العنقالة فكريأ ) . تجد الاستاذ محمد احمد مثال متحرك للمسلم الملتزم المستقيم . الشيوعيون السودانيون يخجلونك باخلاقهم الاسلامية السمحة واستقامتهم :

ألا تنطبق هذه الاية في محكم التنزيل عليهم ؟

(ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ، ولاهم يحزنون ) .

حقاً الاستاذ محمد احمد ومعظم رفاقه ، من شعوب الحزب الشيوعي السوداني ، من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا .

وتجد في محكم التنزيل المعني اعلاه مكرراً :

( ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة) .

صدقاً وحقاً ان معظم جماهير الحزب الشيوعي السوداني ،، من الذين عناهم الحق بكلماته المذكورة اعلاه . فهم الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا .

الشيوعي السوداني الوسطي


الفرق الاساسي بين الشيوعي السوداني الوسطي ، والانقاذي السوداني الوسطي ( او الجبهجي او الاخ المسلم الوسطي ) ، ان الشيوعي السوداني الوسطي يركز علي المعاملات ( السلوكيات او الاخلاق ) . فهو يسعي لكي يكون مواطناً صالحاً ، مستقيماً و شريفأ . الشيوعي السوداني الوسطي منضبط أخلاقيأ . باختصار الشيوعي السوداني الوسطي معاملاتي ( سلوكياتي او اخلاقي ) . مرجعيته الاخلاق السمحة والاستقامة .

اما الانقاذي السوداني الوسطي فهو يركز علي العبادات . يحرص علي الصلاة وعلي الحج ( غالبأ علي حساب الدولة ) وعلي الصيام . كما يحرص علي الذقن ، وعلي البقعة السوداء في الجبين ،، وعلي المسبحة ، وعلي الملفحة ، والهمهمة باسماء الحق امام الناس ...، وبس . الأنقاذي الوسطي صفر كبير علي الشمال في المعاملات . ولكنه منضبط في عباداته . باختصار الأنقاذي الوسطي عباداتي .

ولكن الاسلام الصحيح مبني علي العبادات ، وعلي المعاملات . والحق يغفر لمن قصر نحوه في العبادات من صلاة او زكاة، او حتي الشهادة . ولكنه لايغفر لمن قصُر في المعاملات . واعتدي علي حقوق غيره من البشر . اذن في صحيح الدين الاسلامي ، المعاملات تاتي خطوة قبل العبادات . بل قل ان العبادات ، وتجويدها ، الغرض منها ، غير التقرب للحق ، ان تساعد المسلم علي تجويد معاملاته . التي هي الاصل والمحك . ما فائدة العبادات مع أنعدام الأخلاق ؟ مافائدة العبادات مع أنعدام الأستقامة ؟ حقأ وصدقأ ان الدين المعاملة ! وليس العبادة ؟

ولا مانع في هذا السياق من التكرار فربما نفع المحتار . ونكرر ونقول ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الاستقامة هي المعيار . وفي هذا الامتحان نجح الشيوعي السوداني بأمتياز . ودونك كامثلة مستقيمة ، تمشي علي الأرض : محمد ابراهيم نقد،والتجاني الطيب،والشفيع خضر ، وحتي محمد احمد ورفاقه ( ناقص السلبيبن ) ، من شعوب وعنقالة الحزب الشيوعي السوداني .

هؤلاء شيوعي بلاد السودان الوسطيون فجئني بمثلهم اذا جمعتنا يا أدروب المجامع ؟

سر الخاتم

دعني اذكرك ايها التكفيري ان شعار الشيوعي السوداني الوسطي تجده في الاية 30 من سورة الكهف .

ايمان ( الايمان مرحلة فوق الاسلام ) الشيوعي السوداني الوسطي مبني علي الرايات الستة للايمان التي رفعها الرسول الكريم , كما هو مذكور اعلاه . هو ايمان القلب واليقين . وفي نفس الوقت , ومع ايمانه اليقيني , يعمل الشيوعي العمل الصالح . ويتقن ويحسن عمله الصالح , خصوصا في معاملاته مع الاخر. اقرا معي شعار الشيوعي السوداني الوسطي غير المعلن :

( ان الذين أمنوا وعملوا الصالحات . انا لا نضيع اجر من احسن عملا ) .

اذا قدر لك ان تري بطن الخاتم الذي يلبسه الاستاذ محمد ابراهيم نقد في خنصره ... لرايت الاية اعلاه محفورة عليه ..

كفي ايها التكفيريون ... لا تمنوا علينا باسلامكم المضروب ..

مالكم ايها التكفيريون لا تعقلون ...

بل انتم قوم مسحورون .

يتبع

Post: #83
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-17-2009, 07:05 AM
Parent: #82

بيان حول تكفير الحزب الشيوعي
من مكتب الدراسات والبحوث
بالحزب الديمقراطي الليبرالي الموحد
By
Sep 8, 2009, 11:38




حرية الاعتقاد واللا اعتقاد حق من حقوق الإنسان ولا تقبل النزع ولا المساومة

بيان حول تكفير الحزب الشيوعي من مكتب الدراسات والبحوث بالحزب الديمقراطي الليبرالي الموحد



مدخل :

أثارت الفتوى " المسروقة" التي أصدرها تنظيم القاعدة في السودان المتخفي تحت اسم "الجماعة الشرعية للعلماء والدعاة في السودان " بتكفير الحزب الشيوعي السوداني، والتصريحات اللاحقة لتلك الفتوى من طرف تلك الجماعة، وردود الفعل السياسية والفكرية حولها من قبل مختلف التيارات، جدلا واسعا في الحياة السياسية والاجتماعية السودانية، مما يستدعى من كل حزب سياسي جاد إن يواجهها بما يليق بها من اهتمام، وبما يليق باحترام عقول أهل السودان.



فوق الشجب والتضامن:

نسجل في بداية هذا البيان شجبنا المطلق ليس فقط لبيان تنظيم القاعدة في السودان حول الحزب الشيوعي، بل مجمل نشاط هذا التنظيم ونهجه التكفيري، والذي يجب حله وتجريمه لو كانت هناك دولة دستورية زدولة للقانون في في السودان. كما نسجل تضامننا التام مع أعضاء وعضوات أعضاء الحزب الشيوعي تجاه محاولة إرهابهم بهذا النهج التكفيري الغاشم، وحرمانهم من حقوقهم السياسية التي يكفلها لهم حق المواطنة ومنطوق الدستور الانتقالي لعام 2005. كما نسجل تضامننا المطلق مع أبناء وبنات الشيوعيين والشيوعيات تجاه الإساءات الشخصية التي وجهها بيان تنظيم القاعدة لهم، أنهم " أبناء وبنات زنى" ، ونعتبر أن هذه الإساءات يجب أن تجد حسمها القانوني في ردهات المحاكم تجاه قادة هذا التنظيم الإرهابي.

إلا إن موقفنا لا يقتصر فقط على الشجب والإدانة، وإنما يحاول أن يذهب أعمق لمعالجة ظاهرة التكفير بصورة فكرية ونظرية، وتحديد المسؤولية عن قيامها وانتشارها، وكيفية مواجهته، وتحديد موقف القوى الليبرالية والديمقراطية تجاه قضايا حقوق الإنسان بما فيها حقوق الاعتقاد واللا اعتقاد، وفصل موقفنا عن المواقف الانتهازية سواء لقيادة الحزب الشيوعي في هذا المجال، أو غيره من الأحزاب التي تحتفظ بسلاح التكفير مستترا لتستخدمه ضد خصومها في الوقت المناسب.



جذور منهج التكفير في السودان:

إن انتشار منهج التكفير في المجتمع السوداني والجرائم العدة التي تمت تحته، إنما هو الثمرة المرة لإدخال الدين في السياسة، ولممارسة التجارة بالدين والهوس الديني والدجل الطائفي الذي طالما حذر منه المتنورون من أبناء وبنات بلادنا. إن الأحزاب الطائفية وتنظيم الأخوان المسلمون والوهابيون إنما يتحملون المسؤولية الأساسية في قيام هذا النبت الضار، ولا يغير من هذا انتشار التكفير كظاهرة عالمية، إذ أن أولى محاولات التكفير قد بدأت في السودان في الخمسينات ببيان وزعته القوى الرجعية في المساجد وغيرها ودسته باسم الشيوعيين في عام 1954، يهاجم الدين الإسلامي، وينادى بحياة الشيوعية، وكان الغرض منه الفتنة السياسية وهزيمة الشيوعيين بتحريض البسطاء عليهم دينيا . وان كان كل ذلك قد تم في صورة مؤامرة ولم يجد القائمون عليه شجاعة أن يمارسوه تحت اسمهم، الا انه كان يحمل بذرة تجارة الدين القادمة.

ثم تحالفت القوى الطائفية والأخوان المسلمين في الستينات لحل الحزب الشيوعي تحت ستار التكفير ، بل وشنت الهجومات المسلحة على داره؛ والتي دفع ثمنها البسطاء من أهلنا الأنصار. ووافقت نفس تلك القوى على مهزلة محكمة الردة للأستاذ محمود محمد طه في 1968 ، وعملت على تقنين كل ذلك بمؤامرة الدستور الإسلامي . أن تنظيم القاعدة اليوم إنما يغترف من ذلك المستنقع الذي ولغت فيه تلك الأحزاب والقيادات منذ فجر الاستقلال وحتى اليوم.

إن الانتصار الأكبر لهذا المنهج المدمر قد كان في اغتيال شهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه في يناير 1985 بتهمة الكفر والردة، وهي تهم لم يكن يحتوى عليها القانون الجنائي آنذاك. إن الأستاذ محمود إذ فدى الشعب السوداني بدمه، فان قيادات تلك الأحزاب – بما فيها قيادة الحزب الشيوعي نفسه- قد كانت سلبية تماما إن لم تكن متواطئة على قتله، ذلك أن الرجل كان خصما عنيدا للتجارة بالدين وللطائفية وللشمولية الشيوعية على حد سواء.

إلا إن نظام الإنقاذ قد جعل من التكفير ممارسة منهجية، وادخله في القانون السوداني باستحداث مادة الردة في القانون الجنائي لعام 1991 ، وهي مادة استحدثت أساسا لقهر المعارضين. وكلنا نعلم إن التعذيب البشع الذي تم في بيوت الأشباح قد تم تحت الغطاء الأيدلوجي أن المعارضين وخصوصا الشيوعيين واليساريين إنما هم كفرة يحل تعذيبهم، وقد قال رئيس الجهاز من بعد نافع على نافع انه كان يريد التقرب الى الله بممارساته تلك!. ولا يزال حسن الترابي يوزع اتهامات التكفير معلنة ومضمرة في كتبه على غيره من الأحزاب، والتي يرغب أن يقودها في مستقبل الأيام للذبح كالشياه، بعد أن يقضي منها وطره في تحالفاته الانتهازية من اجل الرجوع للسلطة.

إن كل من يستنجد بأهل الإنقاذ لإيقاف موجة التكفير إنما يعاقر الوهم وسيحصد العدم. فالإنقاذ هي أم منهج التكفير الرؤوم ، وكل التنظيمات المتطرفة والإرهابية إنما هي فلذات كبدها، ترمي بها المعارضين وتحاول أن ترهب بها العالم. وكلنا نذكر تصريحات رأس النظام انه سيفتح دارفور للقاعدة في حالة التدخل الدولي. أن من يلجأ للإنقاذ للجم الحيات التي رعتها في حجرها أنما يكون كالمستجير من الرمضاء بالنار.

إن العمل السافر لتنظيم القاعدة في السودان ونشاطه التحريضي – المسمي بالدعوي – وانخراطه في السياسة حاليا، ما كان له أن يتم بهذا الشكل المعلن لولا انه يحظي بدعم من قوى متنفذة في النظام، ولولا انه يغترف من تراث التكفير البغيض الذي تركته كل القوى الطائفية والاسلاموية وفي قلبها الأخوان المسلمين على اختلاف تياراتهم والوهابيون على اختلاف تنظيماتهم ومن سار على نهجهم دون رشد ولا إحسان الى يومنا هذا.



المعركة فكرية في المقام الأول:

أن المعركة مع تيارات التكفير لا يجب أذن أن تستند على جهاز الدولة الإنقاذي الذي رعي هذا المنهج التكفيري بالذات، والذي يتعايش معه ويتعيش عليه. كما أن المعركة لا يمكن إن تقتصر على مجرد الشجب السياسي، أو تصوير الأمر وكأنه مكايدة سياسية لا غير، وتجاهل إن قوى التكفير تكسب قلوب وعقول الشباب الغر في المقام الأول، قبل إن تدفع بهم للمحرقة كإرهابيين وانتحاريين.

إن القوى الديمقراطية والليبرالية في السودان قد تراجعت بشدة أمام تيارات التكفير، وقبلها إمام كل تيارات الإسلام السياسي، وقدمت تنازلات لا تغتفر في هذا المجال، ولم تعد عدتها أو تبذل جهدها لهزيمة هذه القوى فكريا واجتماعيا، وتقديم البديل الديمقراطي والعلماني الآسر الذي يمكن أن يكسب قلوب الشباب، ولا تزال هذه المعركة تحتاج إلى الخوض والى كسبها.

إن بعضا من هذا التراجع تتحمل مسؤوليته قوى اليسار في المقام الأول. وفي قلبها الحزب الشيوعي السوداني . إن هذه القوى بتبنيها وإصرارها على تعاطي أيدلوجيات شمولية مغلقة عفي عليها الدهر ورفضتها الشعوب، فإنها لا تستطيع أن تخوض حوارا فكريا قويا تجاه هذه التيارات التكفيرية، كما لا تستطيع ان تقدم بضاعة فكرية مقنعة للشباب. لا غرو الآن أن هذه القوى ترفض اليوم فتح أي نقاش فكري معها، حول تناقضاتها المتعددة، وتبتز الناس بضرورة التضامن المطلق معها، على علاتها الكثيرة. كما أنها فشلت تماما في مصارعة التكفيريين فكريا، وليس غريبا أن من حلل ودحض وكشف بؤس البيان التكفيري وانه مسروق ليس من عضوية الحزب الشيوعي، وان الشيوعيين في ردودهم قد اكتفوا بنفي تهمة الإلحاد عنهم، والتي لم ينفعهم أن قالها زعيمهم من قبل، انه " ليس هناك ملحد واحد في الحزب الشيوعي" . فوفقا للإرهابيين فان الشيوعي كافر " وان صام أو صلى".

إن الاستهزاء بالحوار الفكري وقصر الأمر على انه مكايدة سياسية، والتهرب من نقاش القضايا الفكرية المتعلقة بالنظريات والمناهج والمفاهيم، إنما تشكل هروبا من ساحة المعركة الرئيسية، وهي الساحة الفكرية. كما أنها تعكس حجم الإفلاس الفكري وضيق الأفق السياسي للأحزاب اليسارية وفي قلبها الحزب الشيوعي، والذي يعجز عن معالجة أزماته وتناقضاته ويريد تحميل مسؤولياتها لشعب السودان، ويريد منا الاستمرار في النهج الانصرافي الذي أدى بوصول الاسلامويين إلى السلطة، وانتشار التكفيريين والإرهابيين في بلادنا انتشار الفطر بعد المطر.

كما إن التراجع عن دعوة العلمانية وفصل الدين عن الدولة، والانتهازية الفائقة التي تمارسها الأحزاب التي يصنفها الناس كديمقراطية أو علمانية وتراجعها حتى عن استخدام تعبير العلمانية، وعدم مناهضة البرامج والرؤى الثيوقراطية، واقتصارها على الموقف السلبي والدفاعي لنفي الإلحاد عن نفسها، بل وتبني بعض ملامح الخطاب الاسلاموي والتكفيري ذاته، إنما يوضح حجم الانهيار في هذه الجبهة، والمهام الثقال التي تنتظرنا فيها.

إن الحزب الديمقراطي الليبرالي الموحد يعد صادقا، بأن يولي قضية النضال الفكري ضد المناهج التكفيرية والإرهابية مكانا متقدما في نشاطاته، وأن يعمل على نشر الفكر المتنور والعلمي، وان يرفع راية العلمانية السياسية والاجتماعية عالية، وألا يالؤا في ذلك جهدا حتى تحقيق النصر الكامل على كل قوى الرجعية ولظلام، وبناء السودان الديمقراطي العلماني الموحد.



شمولية الشيوعية وأزمة الماركسية والموقف من الحزب الشيوعي:

لقد فتح بيان تنظيم القاعدة في السودان الباب واسعا لمناقشة الشيوعيين السودانيين في تناقضاتهم الفكرية والسياسية، وفي تقلباتهم وانتهازيتهم السياسية، التي دفع ثمنها السودان غاليا، ويمكن أن يدفع ثمنا اغلي إذ إن معاداة الشيوعية ستكون هي الذخيرة التي سيتسلح بها الإرهابيون في حربهم على شعب السودان، والذريعة التي سيصفوا بها الصفوف ويجيشوا بها الجيوش.

إن الماركسية بلا شك هي فلسفة الحادية مادية، إذ تقوم على مبدأ أساسي هو أولوية المادة على الوعي، وتعتبر كل الوجود والوعي الإنساني حالة من حالات المادة. وهي مبنية على كامل الفلسفة المادية السابقة لها من ابيقور وحتى فيورباخ، وان كانت تعتبر نفسها متفوقة عليها وحازمة ومتماسكة في ماديتها. إن الاقتباسات البائسة التي أتى بها بيان تنظيم القاعدة عن علاقة الشيوعية بالدين هي في اغلبها كاذبة أو منزوعة من سياقها أو غير ذات صلة. ولكن من المؤكد ومن المعروف إن الماركسية فلسفة الحادية وإنها في كل مكان حكمت فيه الأحزاب الشيوعية فقد حاربت الدين والتدين من منطلق أيدلوجي وانتهكت حقوق الناس في هذا الجانب.

إن الشيوعيون عندما ينكرون الحاد الماركسية فهم يمارسون التزوير الفكري والتاريخي، وعندما يعلنون عدم إلحادهم في نفس الوقت الذي يتبنون فيه الماركسية كمنهج فإنما يمارسون التناقض . أما عندما يقول محمد إبراهيم نقد انه " ليس هناك ملحد واحد في الحزب الشيوعي " فهو إنما يمارس الكذب الصراح. إن قضية عقيدة عضو أي حزب يجب أن تصبح قضية شخصية تخضع لضمير المرء نفسه، ولكن هذا لا يمكن أن يتم حينما يتبنى الشيوعيون الماركسية بكل شموليتها العقائدية كمنهج لهم يحكم حزبهم وعضويتهم ويمكن أن يحكمنا – رغم انفنا- إذا قُدر لهم الوصول للسلطة في بلادنا.

إننا نحترم حق كل إنسان في الاعتقاد أو عدم الاعتقاد، وذلك لأن هذا يندرج في حرية الضمير وهي احدي حقوق الإنسان الطبيعية. ولو أعلن أيا من الشيوعيين أو غيره إلحادهم وتعرض للاضطهاد لهذا السبب لوجد كامل التضامن معه من طرفنا. ولكننا نرفض تبني الماركسية وإخفاء طابعها الإلحادي إلى حين كما يفعل الشيوعيون. جهلا او مكرا. ذلك أن الشيوعيون لو ظفروا بالسلطة فسوف يمارسون إرهابهم القديم وسيعتدون على حقوق المتدينين كما فعلوا في كل البلاد التي وقعت تحت حكمهم وكما يفعلون اليوم في كوبا وفيتنام والصين. إن رفضنا للماركسية لا ينبع من أنها ملحدة فهذا شأنها، ولكن من جهة أنها تجعل من الإلحاد عقيدة تفرضها بالقوة في حالة انتصارها، وفي هذه الحالة فهي لا تختلف البتة عن منهج التكفيريين والشموليين العاملين باسم الدين .

كما أن رفضنا لشمولية الماركسية والشيوعية يمتد لقمعها للديمقراطية والحقوق الطبيعية للبشر. إن الشيوعية في النظرية تعتبر نظاما شموليا مغلقا لا يعترف بالآخر ويعمل لإنشاء ديكتاتورية البروليتاريا تحت نظام الحزب الطليعي. وفي الممارسة فقد كانت جحيما للبشر وسجنا كبيرا للشعوب ومسلخة ضخمة قتل تحتها الملايين. إن الشيوعية قد وصلت للسلطة دائما بالقوة والعنف والتآمر. أن شعب السودان لا يستحق أن تحكمه مثل هذه الشمولية الكاسحة ولا أن يركبه حزب لا يقطع مع هذا التاريخ الشمولي الإجرامي البغيض. أن انتهازية الشيوعيين وزعمهم أنهم يتعاملون مع الماركسية نقديا يكذبه احتفاظهم باسمهم الشيوعي وتبنيهم للماركسية كمنهج وتمجيدهم لا يزالون للشيوعية العالمية وعدم قطعهم مع تاريخها الدموي ولا تاريخهم الانقلابي الخاص .

لقد دعونا الحزب الشيوعي مرارا وتكرارا إلى نقض ها التاريخ الدموي والى التخلص من هذه الأيدلوجية الشمولية ، حرصا عليه وعلى عدم إهدار نضالات عضويته وحرصا على شعب السودان في المقام الأول. ولكنه فضل طريق الانتهازية والاستهبال السياسي والمكابرة بالإثم. اليوم وتحت تأثير الإرهاب فأن قادة الشيوعيين يمكن أن يخضعوا ويغيروا اسم حزبهم وأيدلوجيتهم. ولكنهم سيفعلون ذلك لا عن اقتناع وإنما تقيةً ونفاقاً. وسيكون هذا انتصارا للإرهابيين من جهة، واستمرارا للشمولية الشيوعية المستترة في صفوفهم من جهة أخرى. إننا لا يمكن أن نقبل هذا السيناريو البغيض ونحمل مسؤولية الوضع الحالي كاملة لقيادة الحزب الشيوعي التي نطالبها بتحمل مسؤوليتها التاريخية والاستقالة مفسحة المجال لشباب غبر مثقل بإسقاطاتها لكيما يجترح آفاق التغيير المنشود.

في هذا الصدد نعلن أننا لن تكون طرفا في أي جبهة للاستنارة يكون عضوا فيها الحزب الشيوعي بقيادته الحالية الانتهازية، ناهيك عن أن يقودها كما ترتفع بعض الأصوات. إن الشيوعية في نظرنا لا علاقة لها بالاستنارة وإنما هي نظرية ظلامية من نوع آخر. إننا سنعمل مع كل قوى الاستنارة الحقيقية وكذلك مع التقدميين والإصلاحيين والديمقراطيين من الشيوعيين لمواجهة نهج وتنظيمات التكفيريين . ولكننا لسنا على استعداد إطلاقا لجعل قضية النضال من اجل العلمانية وضد التكفيريين مطية للانتهازيين من قيادة الحزب الشيوعي لتحقيق كسب سياسي عاجل أو الحصول على دعم مجاني لقيادتهم الأبدية والشمولية.



الصادق المهدي مع تقنين التكفير:

في البيان الذي أصدره الصادق المهدي بمناسبة هذا الحدث، دعا الصادق المهدي إلى تقنين التكفير، أي أن يتم وفق محاكم وبناءا على اتهامات محددة، وقال تحديدا : ((هذا الموضوع ينبغي تداركه بسرعة، وتجريم التكفير والتخوين سداح مداح الذي نعانى منه الآن على أن يكون القرار في هذه الأمور لمحاكم مؤهلة وعبر اتهامات محددة )). - صحيفة أجراس الحرية 1/9/2009

أن هذا الموقف للصادق المهدي الذي يرى أن تخضع قضايا الضمير وحرية العقيدة لسلطة المحاكم، ويرى إن تقدم منها الاتهامات لمحاسبة الناس على أفكارهم وعقيدتهم، إنما هو استمرار لموقفه القديم الذي جعله يساهم في حل الشيوعي في الستينات تحت تهمة التكفير. والذي جعله يرفض قرار المحكمة الدستورية في هذا الصدد، والذي جعله يقول لصحيفة اتحاد جامعة الخرطوم التي كان يسيطر عليها الإخوان المسلمين في الثمانينات إن حل الحزب الشيوعي يمكن أن يتكرر.

إن التكفير لا يرجع للصادق المهدي نفسه فحسب. فقبل قرن وربع كتب جده الأكبر الإمام محمد احمد "المهدي" إن " من شك في مهديته فقد كفر" . ولقد كان تاريخ حزب الأمة بقيادة الطائفيين في اغلبه مرتبطا بتكفير الخصوم واستخدام التحريض الديني لممارسة العمل السياسي. ولا يزال الكثيرون يذكرون كيف دفع الصادق وأسرته بأهلنا الأنصار في معارك دامية مختلفة بعضها انتحارية بدعوى الدفاع عن الدين تجاه الكفرة الملحدين، وما كانت إلا معارك للكسب السياسي وبناء مجد الأسرة والقائد الطائفي.

إن موقف الصادق المهدي الحالي، وقبلها موقفه الهزيل وغير الواضح من جرائم مثل اغتيال الشهيد محمود محمد طه والشهيد محمد طه محمد احمد وغيرها، إنما توضح إن الصادق المهدي يظل احتياطيا استراتيجيا لقوى التكفير في السودان. وانه مستعد لإشهار سلاح التكفير في أي لحظة يشعر فيها أن الأمر مناسب له أو إن مواقعه في خطر. في الحقيقة يتأكد لنا بموقف الصادق المهدي الحالي الرابط الخفي الذي يجمع بين قوى التكفير القديمة والجديدة، وأنها في المحصلة تقف في معسكر واحد – وان اختلفت الأدوات – في مقابل قوى الاستنارة والتغيير وعموم أهل السودان.



هجوم التكفيريين على الديمقراطيين والليبراليين:

تعرض التكفيريون بمنهجهم الأخرق لقضايا الديمقراطية والليبرالية ، كما شمل تكفيرهم الليبراليون والديمقراطيون في السودان، حيث ورد عنهم في الصحف أن جماعتهم تصنف ((على أنها جماعة تكفيرية، تعمل في مواجهة أنصار الديمقراطية لليبرالية والشيوعيين والاشتراكيين)) . وقال أمينهم العام علاء الدين الزاكي: ((وقال إن الحزب الشيوعي السوداني نهجه يصادم ويطعن في الشريعة الإسلامية، كما أن الديمقراطيين الليبراليين يقولون إن الحكم للشعب وليس لله، كما أنهم لا يؤمنون بالغيبيات، وأضاف "لذلك نحن ضدهم". )) – الشرق الأوسط 24/8/2009.

إن الخلط بين الشيوعيين والديمقراطيين الليبراليين لا يدل إلا على جهل عظيم لهذا الأمين العام التكفيري. كما إن تكفير الديمقراطية والديمقراطيين على أساس أنهم يدعون لحكم الشعب وليس لحاكمية الله إنما هو لغو وتخليط تجاوزه الزمن ولم يبق إلا في العقول المتحجرة الخارجة من كهوف التاريخ. فالديمقراطية الليبرالية أصبحت خيارا لكل الشعوب الحرة المتنورة، ومبدأ الحاكمية "الإلهي" المزعوم قد افتضح منذ أن كان يحكم به بابوات الكنيسة وامبراطوريي اوروبا في القرون الوسطى وحتى تفسخه وظهوره كغطاء رقيق للشمولية الفظة والحكم الفردي المطلق والجهالة الكاملة كما تجلي في ولاية الفقيه وفي حكم الجهلة والظلمة من أهل طالبان وغير طالبان.

إننا كجزء من الديمقراطيين الليبراليين السودانيين نقول أننا مع حكم المواطنين لا حكم الطغاة، ولو كان مستترا باسم الدين أو اسم الطبقة. وأننا نطرح برنامجنا للناس وهم من يحكمون عليه، وان مرجعيتنا هم المواطنين لا مجموعة من الجهلة والإرهابيين تريد إن تمارس التسلط باسم الله والدين. ولو كنا نخضع لهؤلاء لخضعنا لاخوانهم الحاكمين حاليا، والذين بعد عشرين عاما من حكمهم رضوا من الغنيمة بالإفلاس الأخلاقي التام والخسران الفكري المبين.

ونقول إننا لسنا مثل الشيوعيين ولا نقبل الابتزاز ولا التنقيب في ضمائرنا، ففينا من يؤمن بالغيبيات ومن لا يؤمن بها، وهذا خيار حر للإنسان ولا نتدخل فيه وقد اقره الدين نفسه، كما أقرته الفطرة السليمة وكل تراث البشرية وهي تخرج من حياة الغاب لحياة العمران والتعايش الاجتماعي حيث لكل دينه ومذهبه وحقه في الاختيار. ونحن لا نفتش في قلوب وضمائر الناس ونرفض أن يفتش احد في قلوبنا وضمائرنا . ونحذر التكفيريين للمرة الأخيرة أن من يلعب بالنار يحترق بها، ومن يقاتل بالسيف يموت بحده، وان أي يد لهم سترتفع لتحويل أفكارهم البغيضة إلى فعل ستجد الرد الحاسم عليها من قبل أهل السودان وقواه الديمقراطية.



حرية الاعتقاد واللاعتقاد في أطروحات الديمقراطيين الليبراليين:

إننا حرصا على الشفافية وردا على أطروحات الإرهابيين وإبرازا لموقف حزبنا وتمسكه بالقيم الكلية لحقوق الإنسان والمواطن، نعلن أننا نقف مع ضمان حرية الاعتقاد واللا اعتقاد كحقوق طبيعية للبشر ولأهل السودان. ذلك أننا نرى إن (( حرية اللا إعتقاد والتبشير به تعادل حرية الإيمان والدعوة له، كلتا الحريتان متساويتان في المكانة متعادلتان في الثقل في ميزان حقوق الإنسان. الإيمان واللا إعتقاد كلاهما خيار و مذهب في الحياة، وليس في مقدور أيّ منهما القضاء على الآخر، كلاهما باق على ظهر الحياة لأنه يعتاش ويتطفل على"الغذاء" الذي تقدمه له مائدة الآخر: ليس أمامهما حل للنزاع الأبدّي غير التعايش السلمي واقتسام"فضاء الضمائر")).كما كتب بحق الأستاذ عثمان محمد صالح .

كما إننا ندعو لدولة علمانية على النمط الليبرالي، وهي دولة لا تقوم على أساس الدين، بل على أساس المواطنة وفصل الفضائيين الديني والسياسي رمن بعضهما البعض. وفي نفس الوقت ليست هي دولة الحادية، أي دولة تفرض عقيدة رسمية لها كما في النموذج الشيوعي. كل من النموذجين الثيوقراطي والشيوعي مرفوضان بالنسبة لنا، لأنهما يتعارضان مع حرية الضمير وحرية الفرد في اختيار ما يعتنقه . هذه الدولة هي دولة محايـدة دينـياً تعـنى بتنظيم شـؤون مواطنيـها الدنيوية وفي حدود التفويض الممنوح لها ديمقراطيا وتساوي بين المواطنين ولا تتدخل في عقيدتهم وعلاقتهم بالغيب أن كانت إيمانية أو رفضية.

إننا نرى إن هذه الدولة ستكون الأقرب لمواطنيها، من أطروحات الإخوة الأعداء، الثيوقراطيين والشيوعيين. كما نرى أنها الأضمن لحرياتهم بما فيها الحريات الدينية والحريات الفلسفية والحريات العلمية. إن هذه الدول لا تتدخل لتدعم رأيا فلسفيا أو دينيا أو علميا ضد آخر، وإنما تتيح حرية الضمير والتفكير والبحث والتعبير للجميع، و (( لا تقمع التنافس بين الأديان المختلفـة و بين الإيديولوجيات المتصارعة ، بل تقتصّر مهمتها على المحافظة على الطابع السلمي للتنافس و الصراع)) .

إن هذا الموقف يدفعنا إذن للتضامن مع فرادى الشيوعيين وأسرهم وأبنائهم وبناتهم تجاه أي محاولات للإرهاب تجاههم، وتجاه إساءتهم، باعتبارهم مواطنين لهم حقوقهم الإنسانية والدستورية . كما نعلن التزامنا هنا بدعم حق كل إنسان في الاعتقاد أو اللا اعتقاد، باعتبارها من القيم الأساسية لحزبنا والتي لا نقبل التراجع عنها تحت تأثير الإرهاب ولا نساوم فيها من اجل مكسب عابر .



مكتب الدراسات والبحوث

الحزب الديمقراطي الليبرالي الموحد

8-9-2009




Post: #84
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-18-2009, 10:34 AM
Parent: #83

التراخى فى تطبيق القانون والمحاباة وعدم احترامه دائما ما تفكك المجتمعات وتجعلها نهبا للحروب والاقتتال ..
وعندما تسود لغة القانون ويكون فوق الجميع وتكون السلطات القضائية محايدة ومستقلة عن السلطة الحاكمة وذات كفاءة عالية وحس وطنى يسود الامن والاستقرار .. وتنعم البلاد بالطمئنينة لان لا احد يزاود على احد فى معتقداته او سلوكه او ملبسه او ممارساته الحياتية الطبيعية ..
محاولة بعض الشيوخ فى منظمات اسلامية تكفير بعض الناس بفهمهم الضيق المعنى مرفوض لانه يعرض امن وسلامة الوطن لخلخلة وهزة اجتماعية وبلادنا يكفيها ما فيها ..
الاحزاب والكيانات السياسية تمثل مجموعة من المواطنيين اهل هذا الوطن المسمى بالسودان والكل تراضى بان نتاعايش وفق نظام ودستور وفوانين مصاحبة تمثل كل اهل السودان بتراضى واحترام وخروج مجموعة من وسط اهل السودان بفهمها القاصر لتبعد اخرى باسم الدين مرفوض لان الدين لله والوطن للجميع ..

نتواصل

Post: #85
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-18-2009, 10:14 PM
Parent: #84

الجمعة 18 سبتمبر 2009م، 29 رمضان 1430هـ العدد 5831


جدلية الإسلام السياسي ... وخيارات التفكير أم التكفير (2-2)

م/محمد موسى إبراهيم

[email protected]

ما حدث في القرن التاسع عشرهو تحويل الحل الوسط إلى نظام بالمعنى الحديث للكلمة وعكست ثنائية الحقيقة والمعيارمفهومي المجتمعات القائمة على الشريعة والمجتمعات الشرعية الإسلامية واعتبرقابلاً للتحقيق عبرالعمل»النموذج»والنظام التاريخي ممكن بين المسلمين في وقت واجهتهم الأفكار الحديثة. لقد بينت المواقف النموذجية المسلمين ما قبل الحداثة على التمييز بين معيارالخلفاء الراشدين والظروف الفعلية بضمنها تنفيذ الشريعة التي عاشوا فيها وفي وجه هذه الثنائية تبنى الناس موقفاً إتسم بالإستسلام وقبول حقيقة أن المعيارعلى الأقل مؤقتاً كان بعيد المنال فقام بعض المسلمين في العصر الحديث برفع الظروف الفعلية والقواعد التي عاش بها اباؤهم في العصورالوسطى إلى مستوى المعيار وقرروا العيش بهذه القواعد حتى يكونوا مسلمين.
كان هذا وراء التناقضات الحاصلة في يومنا هذا حيث تتخذ العلمنة لعقود مكاناً في المجتمعات الإسلامية على الرغم من معارضة الرأي السائد للعلمانية وكل ما يأتي معها كالحداثة والديمقراطية كعملية تاريخية، لقد كان التحويل الذي حققته العلمنة في حياة المجتمعات الإسلامية من القوة بحيث أن الدين أو التقاليد القائمة على الدين لم تعد تقدم المعاييروالقواعد التي تحكم النظام الإجتماعي السياسي فحل القانون الوضعي محل الشريعة في معظم البلدان التي توجد فيها مجتمعات مسلمة بإستثناء ما يخص الحالة الشخصية وبالأخص وضع المرأة حيث ما زالت القواعد التقليدية قائمة بصورة عامة.إن التطورمن الموقف القديم ومن الإستسلام للإستبداد إلى الدمج المعاصر بين التعميم السياسي والرغبة للقديم الدنيوي هو نتيجة واضحة لتلك التغييرات إلى العلمنة المستمرة في المجتمعات المسلمة. مع هذا ما زالت العلمانية تواجه بالرفض كونها عقيدة غريبة فرضها الأعداء التقليديون للمسلمين والمتواطئون من أبناء الإسلام معهم حيث يعتبرالإسلام نظاماً خالداًغيرقابل للتغييرمحيطاً بكل جوانب التنظيم الإجتماعي والفضيلة الشخصية ومعارضاً راسخا لكل المفاهيم والنظم المتعلقة بالحداثة, وهذا ما يخلق جدالاً زائفاً ووضعاً فوق واقعي ويتم رفض التغييرات الواضحة في الحياة الواقعية للأفراد والجماعات بينما يحافظ على المواقف الايديولوجية بتصميم عال فيضطر العلمانيون وعلماء الاجتماع إلى تبني مواقف دفاعية أوالإنسحاب من النقاشات العلنية وعلى نحو متكرر يشعرهؤلاء بأنهم مجبورون على إثبات براءتهم من العداء للعقائد الدينية والفضيلة ومنجزات الحضارة الإسلامية.
لقدأصبح تنفيذ الشريعة إشعاراً لأولئك الذين ينشدون العودة إلى الإسلام بصيغته (الأصلية)والنقية والتي يعتقد أنها تجسد الحقيقة الخالدة والنموذج النهائي للمسلمين. إذن ستكون حالة الديمقراطية في المجتمعات التي تطورت على هذا النحو: أولاً ينبغي فهم التباين بين سؤال كهذا يحاول تفسيرالنمو والتطورالفعلي لمجتمعات معينة مفاهيمها السائدة والأسئلة التي يطرحها المتشددون بإستمرار تلك التي يطرحها بعض العلماء مثل, ما وضع الديمقراطية بالنسبة للإسلام؟ تضع هذه الصياغة الأخيرة الإسلام بصفته نظاما يمكن إستخدامه لتقييم كل شيء قد يرى المرء إجابتين محتملتين للسؤال المتعلق بالديمقراطية فالإجابة الأولى تقبل الإندماج بين الإسلام والأنظمة المحكومة بالشريعة وبهذا يستبعد أي مستقبل محتمل للديمقراطية في هذه البيئة. أما الإجابة الثانية فهي تماثل الديمقراطية مع نوع من العقيدة الدينية أوالمثل الأعلى الصوفي, يعكس هذا الفهم للديمقراطية في بعض الحالات إعترافا حقيقياً بأنها تلبي حاجات المجتمعات المعاصرة وإنها فعلاً الخيارالوحيد الناجح في سبيل تحقيق الإدارة السلمية العقلانية للشؤون العامة في الكثيرمن الحالات, وقد يشجع هذا أيضاً المواقف المضرة بمستقبل العملية الديمقراطية على المدى البعيد فقد تؤدي إلى أن تصبح الديمقراطية مثالاً متعالياً غريباً أو لايمكن تحقيقه وهذا يقوي فكرة أن الخيارالإسلامي هوأكثرعملية وتكيّفاً مع ظروف المجتمعات الإسلامية بمعنى آخر قد تعامل الديمقراطية كما تعامل الأيديولوجيات الحديثة الأخرى كالقومية الإشتراكية التي تمتعت بهيمنة قصيرة الأمد في البلدان الإسلامية. وقد يعمق هذا التوجه سوء فهم المسلمين لكل من العلمنة والديمقراطية والنتيجة تقوية وجهة النظرالقائلة بأن الإسلام والديمقراطية تمثلان مستقبلين منفصلين ومتضادين وحتى وإن تم التنفيذ الجزئي لمزيج من الإسلام والديمقراطية.
إن الخطاب الدينى الإسلامى أتى واضحا ومثاليا ونجح فى وقته (كمشروع دولة)لأن الأرضية كانت ممهدة له من جميع النواحى وقد لعب الأسلوب الذى طرح به دورا فاعلا, قال تعالى{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } (159) سورة آل عمران. لذلك أصبح لزاما إستحداث آليات ومناهج جديدة ومتطورة لفهم لغة القرآن(دستورالأمة)بدلا من التمسك بالظاهر وترك الباطن. ولذلك سنعرض نقطتين مهمتين:
1- تحديث أوعصرنة المفاهيم الدينية 2- حكم القانون
فلتحديث المفاهيم الدينية ينبغي أولا أن لا يفهم على أنه الإصلاح الذي حدث في القرن السادس عشر في أوروبا المسيحية ولكن على أنه التطورالعام للمواقف الدينية الذي أثرعلى المسيحيين واليهود منذ القرنين السابع والثامن عشر وتحقق كاملا فقط في العقود الأخيرة لهذا القرن لذا فإن إتفاق عدد من المفكرين المسلمين المعاصرين حول حاجة التفسيرالشكوكي للمصادرالمقدسة والظروف الحديثة إلى مواقف جديدة نحوالدين يعد مهما وتشيرأقلامهم ضمنيا إلى الفصل بين الرسالة المقدسة للإسلام ومحاولات المسلمين لتحقيقها عبرالتاريخ, كما أن إعتبارالخلافة الأولى التي أوجدها النبي(ص) مؤسسة سياسية وليس دينية يجعلها عرضة للنقد كما هو الحال لأي مؤسسة إنسانية أخرى.
أما حكم القانون فهو مفهوم يعبرعن شيء طالما رغب به المسلمون في المراحل المبكرة لتاريخهم واعتبروه جزءا من رسالة الإسلام فقد إنبهرالرحالة المسلمون إلى أوروبا في القرن التاسع عشر بتمسك الأوروبيين بالقواعد والسلوك المحكوم بالقوانين مما دعا بعضهم إلى الإعتقاد بأن تلك المجتمعات كانت مسلمة دون أن تعي ذلك فالإسلام معروف بمواقفه الملتزمة بالقانون, من جانب آخريدّعي المتشددون بأن السبيل الوحيدة لتحقيق هذا الطموح نحو سيادة القانون هو وضع الشريعة موضع التنفيذ كعلاج وحيد للتعسف وسوء إستخدام السلطة الشائعة في الدول الإسلامية ويمكن الرد على هذه الحجة من خلال بيان أن المفهوم الحديث لحكم القانون أوضح وأكثر جاهزية للعمل وسهل المراقبة وعليه فإن ثنائية الإسلام والحكم المطلق المستبد التي يعلنها المتشددون لا تمثل القصة كاملة فقد كشفت التجربة بأن الإلتزام بالقانون هي صفة من صفات المجتمعات الحديثة حقا حيث يشعرالأفراد بأن لهم صوتا في صنع القرارات العامة.
إن القيم المعنوية السائدة في تلك المجتمعات لن تسود في علاقتها مع المجتمعات الأخرى وستعمل حالة اللا إتساق هذه على تعميق العداء بين الشعوب، لقد حان الوقت للدعوة الى سيادة القانون, وليس الدعوة إلى العنف وتبنى الأحكام المسبقة (بتكفيرالآخر)قال تعالى{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ}(99)سورة يونس, كما قال عزمن قائل{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}(125)سورة النحل صدق الله العظيم.

الصحافة

[email protected]

Post: #86
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-19-2009, 08:12 AM
Parent: #85

وقال بيان القوى السياسية إن الفتاوى تصدرها جماعة تكفيرية معلومة يتولى قيادتها شخصيات متنفذة في السلطة، وقادة تنظيمات سياسية. وأضاف أنها أصدرت في يونيو (حزيران) من العام 2003 فتاوى استهدفوا بها قادة ورموز بعض التنظيمات السياسية والطلابية ووصفتهم بالموالين للنصارى، وفتوى أخرى حرضت بإهدار دم كتاب وصحافيين وسياسيين ومحامين بقتلهم مقابل أجر نقدي محدد لكل رأس

Post: #87
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-21-2009, 06:05 PM
Parent: #86

تعرض التكفيريون بمنهجهم الأخرق لقضايا الديمقراطية والليبرالية ، كما شمل تكفيرهم الليبراليون والديمقراطيون في السودان، حيث ورد عنهم في الصحف أن جماعتهم تصنف ((على أنها جماعة تكفيرية، تعمل في مواجهة أنصار الديمقراطية لليبرالية والشيوعيين والاشتراكيين)) . وقال أمينهم العام علاء الدين الزاكي: ((وقال إن الحزب الشيوعي السوداني نهجه يصادم ويطعن في الشريعة الإسلامية، كما أن الديمقراطيين الليبراليين يقولون إن الحكم للشعب وليس لله، كما أنهم لا يؤمنون بالغيبيات، وأضاف "لذلك نحن ضدهم". )) – الشرق الأوسط 24/8/2009.

Post: #88
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-21-2009, 06:07 PM
Parent: #86

تعرض التكفيريون بمنهجهم الأخرق لقضايا الديمقراطية والليبرالية ، كما شمل تكفيرهم الليبراليون والديمقراطيون في السودان، حيث ورد عنهم في الصحف أن جماعتهم تصنف ((على أنها جماعة تكفيرية، تعمل في مواجهة أنصار الديمقراطية لليبرالية والشيوعيين والاشتراكيين)) . وقال أمينهم العام علاء الدين الزاكي: ((وقال إن الحزب الشيوعي السوداني نهجه يصادم ويطعن في الشريعة الإسلامية، كما أن الديمقراطيين الليبراليين يقولون إن الحكم للشعب وليس لله، كما أنهم لا يؤمنون بالغيبيات، وأضاف "لذلك نحن ضدهم". )) – الشرق الأوسط 24/8/2009.

Post: #89
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-22-2009, 09:00 AM
Parent: #88

أما حكم القانون فهو مفهوم يعبرعن شيء طالما رغب به المسلمون في المراحل المبكرة لتاريخهم واعتبروه جزءا من رسالة الإسلام فقد إنبهرالرحالة المسلمون إلى أوروبا في القرن التاسع عشر بتمسك الأوروبيين بالقواعد والسلوك المحكوم بالقوانين مما دعا بعضهم إلى الإعتقاد بأن تلك المجتمعات كانت مسلمة دون أن تعي ذلك فالإسلام معروف بمواقفه الملتزمة بالقانون, من جانب آخريدّعي المتشددون بأن السبيل الوحيدة لتحقيق هذا الطموح نحو سيادة القانون هو وضع الشريعة موضع التنفيذ كعلاج وحيد للتعسف وسوء إستخدام السلطة الشائعة في الدول الإسلامية ويمكن الرد على هذه الحجة من خلال بيان أن المفهوم الحديث لحكم القانون أوضح وأكثر جاهزية للعمل وسهل المراقبة وعليه فإن ثنائية الإسلام والحكم المطلق المستبد التي يعلنها المتشددون لا تمثل القصة كاملة فقد كشفت التجربة بأن الإلتزام بالقانون هي صفة من صفات المجتمعات الحديثة حقا حيث يشعرالأفراد بأن لهم صوتا في صنع القرارات العامة.

Post: #90
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-22-2009, 01:36 PM
Parent: #89

أثارت الدعوة التي ضمنها الدكتور إبراهيم أحمد عمر، نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، الحزب الحاكم في السودان، وزير التقانة والعلوم لكلمته التي ألقاها أمام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي انعقد بمقرها بالعاصمة النمساوية فيينا، والتي دعا فيها لمحاربة نهج الوضعيين الذين يجيزون المعرفة بإبعاد العلم عن الدين والأخلاق، الكثير من ردود الفعل مع استرجاع لمحاولات كانت تهدف إلى أسلمة العالم من قبل بعض القيادات الإسلامية السودانية. سألت «الشرق الأوسط» د.عمر عما طالب به وعن مواضيع سياسية أخرى دارت حول آخر قضايا الساعة في السودان، حيث تواجه الحكومة صعوبات لا ينقطع سيلها هذا إذا لم تتشابك وتتداخل بسبب كثرة المشاكل خاصة أن الانتخابات البرلمانية المتوقعة حسب اتفاقية السلام المبرمة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان قد حدد لها أبريل (نيسان) المقبل. مرة أخرى أكد الدكتور إبراهيم مطالبته للمؤتمرين من أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتخلي عن النهج الوضعي الذي يجيز إبعاد العلم من مجالي الدين والأخلاق. مبينا أنه قصد أن يطلق دعوته من فيينا حيث ظهرت المدرسة الوضعية بصورة قوية وأخذت نتائجها تظهر في العاملين في مجال العلوم ومنها الوكالة ومن العاملين فيها من قد يدعو للفطام بين العلم والدين والأخلاق.
* في سياق مواز سألت «الشرق الأوسط» نائب رئيس الحزب الحاكم في السودان عما تشهده الساحة السودانية مؤخرا من دعوة لتكفير الشيوعيين السودانيين، لدرجة أن أحدهم صرح بأن الشيوعي كافر وإن صلى وإن صام! ـ هناك أصول للماركسية اللينينية لا تؤمن قطعا بالدين وبالتالي فإن كل من يقول إنه ماركسي لينيني لا يمكن أن يقول إنه يؤمن بالدين (هناك تناقض) الواضح أن كثيرا من الشيوعيين خاصة في السودان يقولون بأنهم شيوعيون لكنهم يصلون ويصومون. وهذه إشكالية حلها الأساسي عند الشيوعيين أنفسهم. فإما أن يقولوا إننا نلتزم بالشيوعية الماركسية اللينينية المكتوبة في الكتب، أو يأخذوا بنهج اشتراكي لا يناقض الدين. وفي كل الحالات عليهم أن يوضحوا هذا الأمر لكل من قرأ ودرس، وإلا فسيظل هذا السيف مسلطا على رؤوسهم من قبل كل من درس الماركسية اللينينية. والدعوة لهم خاصة أن هذه المشكلة ستثار وستتكرر إثارتها ما لم يخط الشيوعيون هذه الخطوة.
* ألا تعتقد أننا بهذه الطريقة سنفتح الباب أمام دعوات تكفير وقصاص؟ ولهذا نسأل عن دوركم كحكومة هل أخذتم العدة لحماية المواطن في ظل مثل هذه الأجواء؟
ـ الحكومة مسؤولة عن الأمن وتطبيق القانون ولذلك فإنها لن تسمح لأي فئة بأخذ القانون في يدها لكنها في ذات الوقت لا يمكن أن تمنع أحدا من القول بأن الماركسية اللينينية منهج ملحد.
* هل قيمت الحكومة الآثار السيئة التي ترتبت على تعاملها مع القضية التي أصبحت معروفة بقضية «بنطلون لبنى» وأثرت تلك القضية على مسيرة المرأة السودانية التي ناضلت لنيل كامل حقوقها سابقة كثيرات من الغربيات دع عنك مثيلاتها في المنطقة؟
ـ الآثار تتفاوت من دول ومجتمعات وفضائيات مثل بعض المحطات التي أرادت أن تظهر هذا العمل بأنه سلبي 100 في المائة فقدمت برامج خاصة في حين تغاضت عن مقتل مواطنة مسلمة داخل محكمة في دولة مثل ألمانيا. فيما تعتبره المجتمعات المتدينة والحريصة على نظافة المجتمعات الإسلامية عملا جيدا ومطلوبا. إن التقييم سلبا أو إيجابا يعتمد على المجتمع الذي ينظر للقضية. أما بالنسبة لقولك إن القضية تتعارض وتاريخ المرأة السودانية أؤكد حرص النظام الحاكم على مشاركة المرأة في العمل العام، وحقها الكامل وحريتها الكاملة كأخيها الرجل، وقد خصصنا أن يكون للمرأة 25% من المقاعد في المجلس الوطني (البرلمان) والجهاز التشريعي وقد طبقنا هذا في حزبنا. ولذلك لا تقوم دعوة ضدنا من حيث إيماننا والتزامنا بحرية المرأة وقضيتها ومشاركتها. أما قضية الالتزام الأخلاقي فإننا لا ننادي به وسط النساء فقط بل بين الرجال، فالمجتمع الذي يظن أن الأخلاق واجب على المرأة وأن الرجل لا ضوابط عليه لا يمثل مواقفنا في شيء.
* السؤال الذي ما زال مطروحا يدور حول هؤلاء الذين يقررون ماذا يلبس الناس وكيف يتصرفون.. وما الذي يضمن أنهم جديرون بهذه المسؤولية وأنهم لا يستغلونها لأغراض في أنفسهم؟
ـ إن الجهات التي تقوم بهذه الأعمال لا تنطلق من فهم شخصي أو جهاز إداري بل وفق قانون وضعته مؤسسات تشريعية منطلقة من أصول وقواعد يعرفها ليس فقط أهل السودان وإنما كل أمة الإسلام. الأمر ليس الضابط أو العسكري وإنما تشريع، فإذا تجاوز الضابط أو العسكري حدود هذه التشريعات يحاسب هو أيضا.
* شهدت بعض أنحاء العاصمة في الأيام القليلة الماضية حوادث لم تعهدها من قبل مما أثار قلقا حول أمن الخرطوم ومدى انفراطه ومن وراء ذلك؟
ـ هي أشياء ليس وراءها عمل منظم، وإنما لكل حادثة أسبابها الخاصة بها، بعضها محاولات سرقة، والآخر اختلافات تجارية على مال. وثالثة يقال بسبب مخدرات، فهي أسباب متفرقة ولذلك لا نستطيع الاتهام بأنها عمل موظف من جهة ما لإحداث فوضى.
* إلى متى تظل الحكومة تعمل في ظل شد وجذب ما بين شريكيها، أي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان؟
ـ حتى تلتزم عصبة من أعضاء الحركة الشعبية بالموضوعية والانضباط السياسي ويتذكرون أنهم ما عادوا حركة معارضة مسلحة وأنهم جزء أساسي في الحكومة القائمة. فلا يعقل أن يذهب أحدهم إلى الولايات المتحدة ويدعو واشنطن إلى عدم رفع العقوبات عن السودان.. هذا مجرد مثال من أمثلة كثيرة.
* كما يبدو فإنك حصرت حالات المشاكسة في أعضاء الحركة، ماذا عن رجال النظام ممن يدعون بل يخصصون صحفا للدعوة لفصل الجنوب، وفي مقدمة هؤلاء الطيب مصطفى خال الرئيس؟
ـ خال الرئيس ليس عضوا في الحزب الحاكم وله حزبه وله رأيه، أما الرئيس والحزب الحاكم فلا يدعوان قطعا للانفصال (وكل شاة معلقة من رقبتها).
* هل تعتقد أن خال الرئيس كان له أن يقول ما يقول لو لم يكن مدعوما ويحس بالأمان؟
ـ إننا نتعامل مع هذه القضايا مؤسسيا ولا نتركها للأفراد مهما كانت مواقفهم أو مواقعهم من التنظيم أو صلة الدم. لذلك فإننا نقول إن المؤتمر الوطني يسعى بكل ما أوتي من جهد لوحدة السودان. وأؤكد شخصيا أن هذا هو الموقف الحقيقي للمؤتمر الوطني.
* وماذا فعل المؤتمر الوطني لتحقيق الوحدة الجاذبة بين الشمال والجنوب؟
ـ أولا، أبرمنا اتفاقية السلام. واتفاقية السلام بشهادة أهل السودان حتى المعارضة أعطت الحركة الشعبية والجنوب أكثر من استحقاقاتها الحقيقية، سواء في مجلس الوزراء الاتحادي أو قسمة السلطة عموما. وهذا أكبر دليل على أن المؤتمر الوطني راغب ويسعى لترغيب أهل الجنوب وشعبه في الوحدة. وكذلك في ضبط النفس حيال كثير من التصريحات بل المواقف التي تقوم بها الحركة الشعبية. ثانيا، المؤتمر الوطني ما زال يحتفظ بأعضائه في الجنوب بمكانتهم السياسية والتنفيذية. ثالثا، في المجال الاقتصادي كان طرحه أن تكون ميزانية الجنوب بنسبة من الميزانية الكلية للسودان لكنه خضع لرأي الحركة أن تكون ميزانية الجنوب محسوبة من النفط. وهكذا يستمر الالتزام بتنفيذ بنود اتفاقية السلام بندا بندا.
* وماذا عن التقارير التي تشير لوجود أرقام إيرادات بعض حقول البترول أقل بنحو 10% من الأرقام التي نشرت في التقارير السنوية لذات الحقول؟
ـ عندما ادعى بعض أعضاء الحركة أن الحكومة لا تعطي الجنوب نصيبه من عائدات البترول قامت وزارة المالية وتقوم شهريا بنشر المبالغ التي تسلم لحكومة الجنوب ولم يقل وزير الدولة الجنوبي ولا وزير المالية في حكومة الجنوب إن الحكومة الاتحادية لم تعطهم النصيب الكامل لمخصصات الجنوب بل أكدوا أن الأمر يسير بسلاسة وشفافية وإنما كانت التصريحات تصدر بغير ذلك من بعض أعضاء الحركة الذين طلبنا منهم أن يفيئوا للمسؤولية.
* من أشار بهذه التقارير هذه المرة ليس أعضاء من الحركة بل جماعات نشطة أجنبية؟
ـ لقد نشرنا أرقامنا وذلك ليس بسر ومن يدعي بغير ذلك فليأت بأرقامه وقد جربنا مثل هذه المنظمات العالمية وادعاءاتها.
* كيف تقيمون الموقف الحالي في دارفور؟
ـ لقد أكد قادة القوات الدولية أن الوضع بالتأكيد يختلف عما كان عليه. مؤكدين العودة الطوعية للنازحين لقراهم مما أسكت كل الأصوات التي كانت تقول إن كارثة ستحدث بطرد المنظمات الطوعية. من جهة أخرى أقنعت جدية الحكومة في المفاوضات الجميع ثم جاءت التصريحات الأخيرة لبعض الذين كانت قد استقطبتهم جماعة «أنقذوا دارفور» فحدثوا المجتمع الدولي عن الطرق التي استحدثت معهم لإغرائهم بتشويه صورة السودان والحمد لله فقد عاد لهم ضميرهم السوداني للتخلي عن هذا الطريق إذن الوضع في دارفور الآن يختلف عما كان عليه من قبل.
* هل دفعتم لهم ليغيروا مواقفهم ويقولوا ما قالوا؟
ـ القضية كانت وراءها حملة عالمية صهيونية ضد السودان فمن أقدر على الدفع نحن أم أولئك؟
* هل سيشارك المؤتمر الوطني في مؤتمر جوبا الذي من المقرر أن تشارك فيه كل الأحزاب السودانية للتشاور في مستقبل البلاد واستقراره السياسي؟
ـ لا، عندما عرضت علينا الحركة المشاركة في مؤتمر جوبا طلبنا أن نعرف الأجندة لأن الدعوة لم توجه لنا فقط وإنما للمعارضة كذلك ولذلك تساءلنا هل هي أجندة معارضة تريد أن تتشكل من جديد أم هي لمناقشة القضايا المصيرية التي يجب أن يتفق عليها أهل السودان. ومما جاء في الإجابات وأحيانا تفادي الإجابة ومن تحركات بعض أفراد المعارضة خاصة أن فيهم من يشارك بفعالية في اللجنة التحضيرية. رأينا أن هذا المؤتمر أقرب أن يكون مؤتمر معارضة من أن يكون مؤتمرا قوميا ولذلك اعتذرنا وقد اتضح الآن أن هذه الرؤية شاركنا فيها بعض أحزاب المعارضة نفسها.
* إن كنتم تقصدون اعتراض محمد عثمان الميرغني ومقاطعته وحزبه لمؤتمر جوبا فذلك لا يعني أنكم تقاطعون لذات الأسباب دون شك؟
ـ لا أدخل في أسباب رفض الميرغني لكن واضح مما صرح به أنه لن يشارك في عمل يمزق ويفرق ولا يجمع.
* هل ستقوم الانتخابات؟
ـ نعم، وقد حدد لها أبريل (نيسان) القادم. وسيبدأ السجل الانتخابي في نوفمبر (تشرين الثاني). واستعداداتنا لها على قدم وساق.
* ألا ترون أن ادعاءاتكم بالفوز بها توحي بأنها لن تكون نزيهة؟ ـ نعلن فوزنا لنبث الثقة في أعضائنا. نحن قيادة ولا بد أن نبعث الثقة في أعضائنا. ولن نكسبها فقط بل سنكتسح.
* هل ستفوزون لو تمت بنزاهة؟
ـ نعم، تقديراتنا وعملنا يؤكدان فوزنا فوزا كاسحا لأن حزبنا جمع ما بين الجماهير والمثقفين محققا بذلك وحدة بين هاتين الفئتين تمكننا من الخروج من ثنائية إما حزب جماهيري أو حزب مثقفين.
* من هم أقوى منافسيكم؟
ـ الأحزاب التقليدية (الأمة والاتحادي) والحركة لها جماهير لكنها لا تضاهي جماهير المؤتمر الوطني.
* كيف سنتحقق من نزاهة وديمقراطية الانتخابات؟
ـ كما يتم في أي دولة وذلك بمشاركة جميع الأحزاب المتنافسة وبحضور كل الجهات الإقليمية والعالمية التي تحضر لتراقب وبأجهزة داخلية مستقلة عن الحكومة وعن كل الأحزاب.
* وهل يتوفر في السودان جهاز بهذه المواصفات؟
ـ نعم، ومفوضية الانتخابات جهاز مستقل يعمل برئاسة السيد ابيل الير (قانوني ضليع من جنوب السودان يحظى باحترام واسع).
* السيد نائب رئيس الحزب الحاكم، بعد كل هذا الكلام الزاهي نجد الحكومة وقد غرقت في «شبر موية» بدليل عجزها عن تدارك مياه الأمطار الأخيرة فمات من مات وطفحت الشوارع وعطلت المدارس! ـ على أي حال لا أنكر أن هناك بعض شوارع كانت بحالة لا ترضي مواطنا كما لا ترضي الحكومة. وأعتقد أن من واجبنا أن نسعى لتحسين الشوارع. ولا شك أن ولاية الخرطوم قد نظرت لكل هذه المسائل، لكننا لا بد أن نقول إن الصرف على شوارع الخرطوم كان بصورة كبيرة حتى أن البعض كان يعتقد أن نتوجه لخدمات أخرى وأقول إن العافية درجات.


الشرق الاوسط

Post: #91
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-23-2009, 11:08 AM
Parent: #90

الأربعاء 23 سبتمبر 2009م، 4 شوال 1430هـ العدد 5836


تعقيب على تعليق د. الطيب زين العابدين
بين الحزب الشيوعي والرابطة الشرعية

كتاب مشاركون
الامين محمد احمد

الأمين محمد أحمد:
من علامات الساعة التي فشت واستفحلت قبض العلم، وفشو الجهل، والمراد بالعلم السنة، وبالجهل البدعة.
لقد بيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم كيفية قبض العلم فقال: «إنَّ الله لا يقبض العلم ينتزعه انتزاعاً من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، فإذا مات العلماء اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا» «صحيح».
فإذا مات كثير من العلماء وتقاعس بعض الأحياء عن القيام بالواجب وآثروا السلامة، اتخذ الناس الرؤوس الجهال، وأدعياء العلم الجرآء فهم المسؤولون عن هذا التسيب الفكري بإثارة بعض الشبه التي يتلقفها منهم الشيوعيون، والعلمانيون، وبعض المخدوعين، وما علم هؤلاء أنَّ فتاوى هؤلاء وأحكامهم ليست حجة في الدين، ورحم الله الإمام ابن حزم عندما قال لبعض من كان يناظرهم من النصارى: إنَّ كتابكم مُحرَّف ومُبدَّل، فاحتج عليه هؤلاء بدعوى الشيعة الإمامية: أن القرآن مبدل زِيدَ فيه ما ليس منه، ونقص منه كثير، وبدل منه كثير، القول بأنَّ بين اللوحين تبديلاً كفر صريح، وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لهم: الشيعة ليسوا بمسلمين.
لقد تحققت في الأمة الإسلامية في هذا العصر نبوءة رسولنا صلى الله عليه وسلم القائل: «سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدَّق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصَّادِق، ويُؤتَمَن فيها الخائن، ويُخَوَّن فيها الأمين، ويَنطِق فيها الروييضة، قيل: وما الروييضة؟، قال: الرجل التافه في أمر العامة» «سنن ابن ماجة، كتاب الفتن» فكل من أفتى وتكلم في أمر الدين وهو ليس من ذوي العلم والاختصاص فهو الروييضة الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذر منه.
ما كان لهذا الروييضة أنْ يتصدر الكلام في الدين لو أنَّ أهل العلم في هيئاتهم المختلفة قاموا بواجب النصيحة لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم، ولكن صمتهم وتأخيرهم للبيان عن وقت الحاجة، وخذلانهم لاخوانهم العلماء في الرابطة الشرعية، هو الذي فسح المجال لهؤلاء المتطفلين من الاعلاميين وغيرهم، وجعلهم يتطاولون على العلماء، وينالون منهم، وينابزونهم بألقاب السوَّء، وإلاَّ فما الجرم الذي ارتكبه مشائخ الرابطة سواء أنهم انزلوا حكم الله ورسوله على حزب كافر، وجماعة ملحدة مرتدة عن الإسلام نصحاً للأمة وتبرئة للذمة؟!.
شهد الله ما كنت اتخيل أنَّ أحداً من المنتسبين إلى الإسلام أو الكفار يشك في كفر الشيوعيين، بعد أنْ شهدوا على أنفسهم بذلك.
إذ لا يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
كل الذين ذرفوا دموع التماسيح، ونافقوا، أو جاملوا، ووالوا الشيوعيين واعترضوا على حكم الله ورسوله بإنزال الكفر على من هم أهله وأحق الناس به، وغضبوا غضبة مضرية على مشايخ الرابطة -إلاَّ من رحم الله-، دلَّ صنعهم هذا على أمرين هما:
1/ جهلهم الفاضح بالإسلام.
2/ تلبسهم الكامل بالفكر العلماني اللا ديني.
شعروا بذلك أم لم يشعروا، فقد جمعوا بين السوءتين وحازوا الضلالتين حيث جعلوا إسلام الوجه، واليد، واللسان مثل الأديان المحرفة المبدلة التي لا يقبلها الله ولا يرضاها، فانطلقوا من منطلقات لا دينية، بل كفرية.
ومن مكرهم الكبار دعواهم أنَّ فتوى الرابطة هذه ستحدث فتنة -«أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ» «التوبة:49»، فاحتجوا بكلمة حق يريدون بها باطلاً: «وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ» «البقرة: 191»، عكس مراد الله عز وجل بالفتنة، إذ الفتنة هي الكفر، والشرك، والإلحاد، وإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا.
قال القرطبي رحمه الله في تفسيرها: «أي الفتنة حملوكم عليها، وراموا رجوعكم بها إلى الكفر أشد من القتل. قال مجاهد: أي بأن يقتل المؤمن، والقتل أخف عليه من الفتنة. وقال غيره: أي شركهم بالله وكفرهم به أعظم جرماً، وأشد» «الجامع لأحكام القرآن».
وكما قيل: رمتني بدائها وانسلت.
فدعاة الفتنة هم الشيوعيون، والعلمانيون ومن شايعهم، وأولئك الصحافيون، والاعلاميون الذين غض مضاجعهم وصف الشيوعيين بما وصفوا به أنفسهم حسب معتقدهم.
وهناك فريق من الاعلاميين حريص على بقاء تلك النبتة الشيطانية، ولذلك ينصحهم أنْ يغيروا هذا الاسم ليضللوا السُذَّج والمغفلين، ونقول لهؤلاء: العبرة ليست في الأسماء والواجهات، وإنَّما في الأفكار والعقائد، ففي حكم الشرع ليس هناك فرق بين الأحزاب والجماعات الشيوعية والعلمانية، حيث لم نكن نفرق منذ عهد الطلب بين الجبهة الديمقراطية -الواجهة السياسية للشيوعيين في الجامعات وبين الجبهة الاشتراكية، والمؤتمر الديمقراطي لأنَّ الكل من صنيع الشيوعيين، ولهذا كانوا إمَّعَاتٍ لهم ولم يزالوا، فهم واجهات لعملة واحدة.
إذاً: ليس للشيوعيين، والعلمانيين من مخرج سوى التوبة النصوح، والرجوع إلى دين الله الذي لا يقبل سواه: «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» «آل عمران:85»، فباب التوبة مفتوح ما لم تبلغ الروح الحلقوم، أو تخرج الشمس من مغربها، وكل ذلك آتٍ، وكل آتٍ قريب، وليعلموا: «إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء»«النساء:48». لكن التوبة من البدع الكفرية كالشيوعية، لا تقبل إلاَّ إذا أعلنت على الملأ، في وسائل الاعلام، بأنْ يقول: كنت اعتقد كذا وكذا، والآن أنا كافر بذلك، متبرئ منه، والدليل قوله تعالى: «إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ» «البقرة:160»، أمَّا التوبة من المعصية فلا تحتاج إلى إعلان.
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، فإنا والله لهم ناصحون، وعلى هدايتهم حريصون.
بعد هذا التمهيد والتوضيح آتي إلى التعقيب على ما علقه البرفيسور الطيب زين العابدين على تعقيبي، وعلى ما أثاره غيره من شبه تعميماً للفائدة، وقد وعدني جزاه الله خيراً بقبول أي تعقيب على ما قال وذلك من فضله.
جاء في تعليق الأخ الطيب ما يأتي:
أولاً: قوله: «لقد تفادى الأستاذ الأمين الرد على النقطة الرئيسة في مقالي وهي: أنَّ الدولة مسؤولة عن أي صدام دموي يقع بسبب إثارة تهمة التكفير».
ردي على ذلك أنَّ ما قامت به الرابطة في إنزال حكم الشرع في الشيوعية لا صلة له البتة بما يعرف بالتكفير، إذ إكفار من أكفرهم الله ورسوله وإعلان ذلك واجب شرعي على العلماء، وما هم إلاَّ موقعون عن الله ورسوله فزج الفتاوى الشرعية في النوازل الصادرة من علماء الشرع في دائرة التكفير، هذا من باب الخلط المتعمد وغير المتعمد، وفيه ظلم وتعدٍ على الرابطة، وكون مثل هذه الفتاوى قد يثير حفيظة البعض فيقوم ببعض الأعمال الإرهابية كما فعل الشيوعيون مع أولئك الصبية لا يمكن أنْ يحول بين العلماء وبين إصدار حكم الشرع.
ولا شك إذاً توقع حدوث ذلك، فينبغي للدولة أنْ تحطاط له، وتوقع العقوبة الرادعة لمنع هذا التعدي، مع التذكير بأنَّ وظيفة الدولة الرئيسة هي حماية العقيدة والدين وليس فسح المجال للكفار والملحدين، والمرتدين.
ثانياً: زعم الأخ الطيب: «لم يجب الأستاذ الأمين على دعوتي لهم بالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في معاملة من وصفهم القرآن صراحة بالكفر، وبالكذب، والبخل..».
أشكر الأخ الطيب على تذكيره لنا بالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسأله أنْ يوفقنا الله على ذلك.
ولكننا ندين لله عز وجل، أنَّ إصدارنا لهذه الفتوى هو عين وحقيقة الاقتداء بالرسول الكريم، أمَّا كون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتل المنافقين لأنهم كانوا متظاهرين بالإسلام، ولم يكونوا ينتسبون إلى عقيدة كفرية، أمَّا الشيوعيون فهم مرتدون عن الإسلام معلنين لذلك داعون له.
هذا كان في أول الإسلام حتى لا يقول الناس: إنَّ محمداً يقتل أصحابه، لكن بعد ذلك فقد أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم كفر وردة بعض المرتدين، وأمر بقتل بعضهم في فتح مكة، ولو وجدوا متعلقين بأستار الكعبة.
ثالثاً: يقول الأخ الطيب: «لم أطلق على أحد ألفاظ تكفيري أو خارجي، ولم أحرض المسؤولين على أحد....... إلخ».
أقول للأخ الكريم: قولك في تعليقك الأخير: «أي صدام دموي يقع بسبب إثارة تهمة التكفير»، أليس إتهام ضمني لمشايخ الرابطة بأنهم تكفيريون؟
وكذلك ظاهر كلامك فيه تحريض للمسؤولين على مشايخ الرابطة، وإنْ كنت متيقناً جداً أنك لا تريد ذلك ولا تتمناه.
رابعاً: قول الأخ الطيب وفقه الله عن الصبية الذين دخلوا الدار لأنَّ الدعوة كانت مفتوحة: «وإنْ كانوا عزلاً فهم الذين بدأوا بالاستفزاز والتحرش بمجرد دخولهم لدار الحزب الشيوعي وهم يحملون فتوى تكفيره».
لا أوافقه عليه، فلو قدَّر الله أنَّ الشيوعيين لم يتحرشوا بأحدهم بإدخال أحدهم يده في جيب أحد أولئك لمرَّ الأمر بسلام، ولما وزعوا تلك الفتوى المباركة، لكنهم كما قيل: أرادوا عمراً، وأراد الله خارجة.
خامساً: كون الحكومات الإسلامية عموماً لا تقوم بواجب حماية حوزة الدين، فهذا قصور في أهم واجب من واجباتها، وهم محاسبون عليه حساباً عسيراً، وكذلك الأمر في عدم تسجيل الرابطة، والله أسأل أنْ يردنا وجميع اخواننا المسلمين حكاماً، وعلماء، وعامة إليه رداً جميلاً.
أمَّا تعقيبي على ما ورد في كلام بعض الصحافيين وغيرهم دفاعاً عن الشيوعيين فعلى شبهتين، هما:
الأولى: ثناء البعض على سلوك بعض الشيوعيين، ففتوانا متعلقة بالفكر الشيوعي الإلحادي، أمَّا السلوك فلم نشر إليه سيما ونحن لا نعرف شيئاً عنهم، أمَّا أنهم يعملون على إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا عن طريق الاختلاط، والخلوة، وإقامة الحفلات الغنائية، والنيل من الأنبياء، والرسل، والصحابة، والسلف، والعلماء فهذه هي بضاعتهم ووسيلتهم الوحيدة لجذب وإغراء الآخرين.
الثانية: الزعم بأنَّ بعض الشيوعيين يخلطون بين الكفر والإيمان، فمنهم من يصلي ويصوم مع اعتقاده التام أنَّ الإسلام لا يصلح لهذا العصر، أو مع اعتقادهم بالجانب الاقتصادي الفاشل في الشيوعية، وتوهمهم أنَّ الشيوعية هي التي ترفع المعاناة عن الفقراء، والمساكين، ونحو ذلك من الهراء.
أقول بالنسبة للشيوعيين خاصة، والعلمانيين عامة وغيرهم أنَّ الإسلام كلٌ لا يتجزأ، فأمَّا أنْ يُقبَل كله أو يُرَد كله، فالله أغنى الشركاء، فمن أشرك معه غيره في أي جانب من جوانب الحياة المختلفة تركه وشركه.
ولهذا قاتل الصحابة، وكَفَّروا جاحدي الزكاة مع نطقهم بالشهادتين، وصلاتهم، وصيامهم في حروب الردة، فماذا بعد الحق إلاَّ الضلال؟
وأخيراً أتقدم بوافر الشكر، والتقدير، والامتنان للأخ الكريم، والصديق القديم برفيسور الطيب على نشره لهذين التعقيبين مع علمي أنَّه لا يوافقني في كثير مما أقول، ومع ذلك وسع صدره، ومكننا من نشره في صفحته فجزاه الله خير الجزاء.
وأختم ذلك بدعاء صادر عن إمام عظيم، وقلب رحيم، الإمام أحمد رحمه الله: اللهم من كان من هذه الأمة يظن أنَّه على الحق وهو ليس عليه، اللهم فرده إلى الحق حتى يكون من أهله.
اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.
الأمين الحاج محمد أحمد
رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان.
? أرجو أن أتمكن في وقت لاحق من الرد على الشيخ الأمين الحاج معتمداً على الوثائق الأخيرة التي صدرت عن مؤتمر الحزب الشيوعي الخامس التي حصلت عليها أخيراً، وأظن أنها تختلف كثيراً عن المقولات الماركسية التقليدية في الحديث عن الدين.
الطيب زين العابدين

Post: #92
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-26-2009, 09:06 AM
Parent: #91

تكفيريو السودان.. الوجه الآخر لـ«القاعدة»

لهم أذرع في مجالات الحياة المختلفة.. ومعاهد.. وقناة فضائية.. وإذاعة FM.. وبعضهم أساتذة جامعات


مصلون في المسجد الكبير بالخرطوم.. ولم يسلم المصلون في أكثر من مسجد في العاصمة السودانية من هجمات شنتها جماعات متطرفة في السابق (أ.ف.ب)

الخرطوم: إسماعيل آدم

الشرق الاوسط



يحتدم الجدل في العاصمة الخرطوم حول ما يسمى بتنامي النشاط التكفيري العلني في البلاد، على خلفية إصدار رابطة دينية موصوفة بالتشدد فتوى بتكفير الحزب الشيوعي السوداني المعارض في السودان، ووصفه بأنه «سرطان» في المجتمع السوداني، فيما رفض الأخير بشدة بأنه كيان «كافر وملحد»، وبدوره وصف خطوة الرابطة بأنها «هوس ديني». وحرصت الحكومة على التزام جانب الصمت حيال المعركة بين الطرفين. وأعادت الواقعة إلى منابر الخرطوم سجل النشاط التكفيري في السودان، وما ارتبط في جوانبه بالعنف والأحداث الدامية. واندلعت الشرارة الأولى للمعركة القائمة حتى الآن بين الحزب الشيوعي والرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان، أثناء احتفال للحزب في ضاحية «الجريف غرب» شرق العاصمة السودانية بمناسبة افتتاح دار للحزب فيها، حيث وقع اشتباك بالأيدي بين عناصر من الطرفين، تباينت الروايات حول ملابساتها. ففيما تقول الرابطة إن عناصرها ذهبت إلى مكان الاحتفال لتوزيع بيان للرابطة حول نشاط الحزب الشيوعي، يقول الأخير إن ما حدث بمثابة اقتحام من قبل عناصر الرابطة على المحتفلين، وكان أحدهم يحمل «سلاحا أبيض».
وتقول الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة في السودان، وهي تضم أسماء دينية لامعة في البلاد بينهم أساتذة جامعات إن تكفير الحزب الشيوعي ليس بالأمر الجديد، وإنما جرى تكفيره من قبل الأزهر الشريف في السبعينات من القرن الماضي. وقال الدكتور علاء الدين الزاكي، الناطق باسم الرابطة لـ«الشرق الأوسط»، إن الحزب الشيوعي خرج من جحره وصار يتمدد مثل السرطان في المجتمع. وينظر الحزب الشيوعي إلى الفتوى بعين سياسية، وليست دينية، ويرى أن توقيته يدل على ذلك، وقال يوسف حسين الناطق باسم الحزب الشيوعي لـ«الشرق الأوسط» إن حزبه ربط الأمر بالموقف السياسي السائد في البلاد، لأن هناك جهات توجست خيفة من انتظام أحزاب المعارضة في التنسيق مع بعضها في القضايا الأساسية مثل التحول الديمقراطي وتنفيذ اتفاقيات السلام والانتخابات، وقال حسين «منذ شهرين تقريبا قرأنا بأن المؤتمر الوطني لديه مصلحة في نسج مؤامرة للقضاء على التنسيق بين المعارضة ونسف لقاء جوبا بين القوى السياسية السودانية وهناك منهم من يتحدث عن عودة الإنقاذ إلى سيرتها الأولى. وحسب تجربتنا فإن الحزب الشيوعي دائما هو الحائط القصير». واعتبر الخطوة هوسا دينيا، وقال إن الهوس الديني خارج من تحت عباءة حكم الإنقاذ، أي نظام حكم الإسلاميين، وليس من خارجه، حسب تعبيره. ويرى حسين أن نشاط الرابطة نشاط سياسي في المقام الأول، واعتبر أن الفتوى بتكفير الحزب هي «تكفير سياسي»، وليس «تكفيرا دينيا».

وتنفي الرابطة بشدة، وعبر عدة منابر، بأنها عندما لجأت إلى الخطوة كانت تفكر في أي أمر سياسي، وإنما ما دفعها إلى الخطة «هو خروج الحزب الشيوعي من جحره وسعيه للتبشير بالإلحاد وسط الناس»، طبقا لمسؤولين في الرابطة. وقال الداعية الدكتور علاء الدين الزاكي في هذا الخصوص «نحن لسنا رابطة سياسية»، فيما قال الشيخ محمد عبد الكريم، وهو قيادي في الرابطة وأستاذ في جامعة الخرطوم وخطيب مسجد في ضاحية الجريف غرب، إن الرابطة لا علاقة لها بالسياسة، ولا علاقة لفتوى تكفير الحزب الشيوعي بالسياسة، وشدد على أن الرابطة ليست جهة سياسية وإنما رابطة علمية مستقلة تتألف من علماء ودعاة وهم قادة فكريون معروفون في المجتمع وأساتذة في الجامعات وأئمة مساجد، وأضاف أن «الفتوى التي صدرت ليست موقفا مؤقتا ولا تكتيكا سياسيا يمكن التراجع عنه في المستقبل دون إعلان التوبة من قبل المعنيين بها». وتتحاشى المؤسسات الدينية الرسمية الخوض في المعركة، التي تدور بين الحزب الشيوعي ورافضي النشاط التكفيري من ناحية، والرابطة الشرعية والتكفيريين من الناحية الأخرى، وفي اتصال هاتفي بأحد النافذين في المؤسسات الدينية حول نظرته حيال ما يدور، اكتفى بالقول «أفضل الصوم عن الكلام في هذا الموضوع».

وترى تيارات إسلامية أخرى، بعدم جواز تكفير الأشخاص «المعينين»، لصعوبة إثبات الأمر لأنه يتعلق بضمائر الناس، وقال الداعية مبارك الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي السوداني لـ«الشرق الأوسط»، إن ما وصفه بالغلو في تكفير الآخرين من الأمور الخطيرة، وأضاف أن تكفير المسلم كقتله، ومضى «عليه انظر من يكفر طائفة من الناس كم من الأنفس يقتل»، وحسب الكودة «إننا مأمورون بحماية الأنفس فلماذا نقتلها بتكفيرها». وشدد الكودة على أنه «لا يجوز لأي داعية أو مسلم أن يكفر مجموعة من الناس لأن التكفير مكانه المحاكم، لما يترتب على مثل هذه الأمور من إجراءات مثل تطليق زوجة الكافر وألا يدفن في مقابر المسلمين، وغيرها من الإجراءات». ويقول الكودة «قد يكون هناك شخص منغمس في أفعال كفرية إلى أخمص قدميه ولا يلزم تكفيره وإقامة الكفر عليه لأن الحجة لم تقم»، وعليه يرى بأنه لا يجوز تكفير المعين، فردا أو جماعة، وشدد «من هنا لا يمكن الحكم على أفراد الحزب الشيوعي بأنهم كفار». ويشدد الكوة على أنه فقط علينا أن نكتفي بأن نقول «هذا الفعل كفر خوفا من أن الكلمة لا تنزل في مكانها فترتد إلى المكفر».

ويرى الكودة أن النشاط التكفيري في البلاد في زيادة، ويفضل أن يطلق عليه «ظاهرة الغلو في التكفير». ويعزو الداعية الكودة ذلك إلى «أننا نسلك الطريق الخاطئ لمداواته»، وقال «يجب ألا نستخدم العنف مع التكفيريين ولكن يلزم نشر ثقافة الاعتدال بينهم بالحوار والمناقشة بدلا عن السجون».

ويقول رئيس حزب الوسط الإسلامي إن من يكفر الآخرين يعتبر وفقا للمصطلحات الحديثة «تكفيري»، ووفقا للمصطلحات القديمة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم «خارج» نسبة إلى الخوارج الذين كفّروا أشخاصا وصحابة في دولة المدينة.

ويغضب التكفيريون في السودان من إطلاق هذا الصفة عليهم من قبل خصومهم ومخالفيهم في الرأي. أما الرابطة الشرعية فترى أن من يتهمها بذلك فهو يهدف إلى إشانة سمعتها، وقال علاء الدين الزاكي لـ«الشرق الأوسط» إن الرابطة تضم مجموعة من الدعاة والعلماء، وإنها «لا تكفر إلا إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع». بينما يذهب الحزب الشيوعي في هجومه على الرابطة الشرعية إلى أبعد من اتهامها بالهوس الديني، حيث إن الرابطة تحمل أفكار تنظيم القاعدة، وقال سليمان حامد العضو البارز في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي إن أفعال الرابطة تتطابق تطابقا كاملا مع ما تقوم به التنظيمات الإرهابية، واستدل بأقوال للشيخ محمد عبد الكريم بأن «المجاهدين مثلما دحروا الشيوعيين في أفغانستان هم قادرون على فعل ذلك في السودان».

ويقدم منتقدو الرابطة قائمة من الفتاوى التكفيرية أصدرتها الرابطة في حق أشخاص وجهات، للتدليل على أنها رابطة تمارس تكفير الآخرين، ويذكرون في هذا الخصوص أن الرابطة كفّرت من قبل الصادق المهدي رئيس حزب الأمة المعارض وإمام طائفة الأنصار الدينية في السودان وطالبته بالاستتابة، لأنه طالب بمساواة الرجل مع المرأة حتى في الميراث، كما كفرت مجموعة منسوبة للرابطة عبر شريط مسجل للدكتور حسن عبد الله الترابي زعيم الإسلاميين في السودان، بعد قيام الأخير بسلسلة من الفتاوى تتعلق بالمرأة وحور العين، وشاركت عناصر من الرابطة في بيان شهير أصدرته مجموعة من العلماء في السودان في عام 2000 يكفرون فيه الحزب الشيوعي وعددا من الكتاب في الصحافة السودانية، وإصدار الرابطة لفتوى تكفر الحركة الشعبية ومن ينتمي إلى الحركة الشعبية، كما كفّروا الصحافي السوداني الراحل محمد طه محمد أحمد، عندما نشرت صحيفته «الوفاق» قبل خمسة أعوام مقالا لكاتب اسمه «المقريزي»، يقلل فيه من شأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ويقول خبراء في شؤون الحركات الدينية تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» إن الرابطة الشرعية تكونت بعد أن رأى مجموعة من عناصرها وهم أعضاء في «هيئة علماء السودان» وهي هيئة ينظر إليها على أنها موالية للحكومة في قراراتها، بعد أن رأت المجموعة أن الهيئة «تتساهل في بعض الأمور التي تتطلب فتاوى واضحة» فخرجوا وكونوا الرابطة فيما ظلت عضويتهم في الهيئة باقية، ومن أبرز قادتها الشيخ الأمين الحاج محمد أحمد وهو رئيس الرابطة، والدكتور علاء الدين الزاكي الناطق باسم الرابطة، والدكتور محمد عبد الكريم قيادي ناشط في الرابطة، والدكتور محمد عبد الحي، ويقولون إن أغلب قياداتهم أساتذة في الجامعات، وتخرجوا في الجامعات السعودية مثل جامعتي أم القرى والمدينة المنورة، حيث تخرج محمد عبد الكريم في جامعة أم القرى وهو أستاذ في جماعة الخرطوم، كما درس الدكتور عبد الحي يوسف في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

ويعتقد أن الدكتور العبيد عبد الوهاب أستاذ اللغة في جامعة الخرطوم الذي قتل قبل شهرين في مطاردة مع رجال الأمن لإلقاء القبض عليه، يعتقد بأن له علاقات قوية مع عناصر في الرابطة، وكانت سلطات الأمن اتهمت عبد الوهاب بأنه يروج لأفكار متشددة، وأنه كان ينوي السفر للجهاد في الصومال ويحرض الآخرين على الخطوة ذاتها، فأرادت التحقيق معه إلا أنه اختفى، وعندما عثر عليه بعد أيام، دخل معه فريق من الأمن في مطاردة حيث كان يستقل دراجة بخارية، قذفه أحد السكان بحجر أصابه في مقتل فسقط من دراجته صريعا فارق الحياة في الحال، غير أن ذوي القتيل وأصدقاءه وزملاءه يتشككون في الرواية التي ترددها الأجهزة الأمنية، كسبب في مقتل عبد الوهاب. ويقول الخبراء إن هناك منظمات كثيرة في الخرطوم ينظر إليها على أنها أذرع للرابطة في مجالات الحياة المختلفة، ومنها منظمة دعوية باسم «مشكاة» وأخرى باسم «ذو النورين»، وقناة فضائية دينية أطلقت أخيرا باسم «طيبة»، وإذاعة تعمل على موجة الـ «FM»، ومعهد «الإمام مسلم للدراسات الإسلامية»، وهي مؤسسات يرى الخبراء أنها تقوم بأعمال دعوية. ويرى كثيرون أن تنظيم «قوى المسلمين» الطلابي، الذي ينشط في عدد من الجامعات السودانية، خاصة جامعة الخرطوم، متأثر بصورة واضحة بأفكار قيادات نافذة في الرابطة. وتتباين الروايات حول ظهور الجماعات التكفيرية في السودان، فهناك من يرى بأنهم ظهروا في السودان في الثمانينات من القرن الماضي، أي بعد أعوام من ظهور جماعة «التكفير والهجرة» في مصر، بزعامة «شكري مصطفى» وهي جماعة تكونت في معتقلات الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، حيث كفّروا من داخل المعتقلات حكومة ناصر، ثم كفّروا المجتمع الذي يقبل بحكومة عبد الناصر التي تمارس التعذيب على الناس بالصورة التي تعرضوا لها هم في المعتقلات، ويقول خبراء في الخرطوم تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» إن سودانيا «اعتنق الفكرة من المصريين في أواخر السبعينات، وبدأ نشرها في السودان، ولكنه تركها وألف كتابا أدان فيه الفكر التكفيري بشدة. ويقسم الخبراء التكفيريين في السودان إلى نوعين: الأول «تكفير وهجرة» وهؤلاء حسب الخبراء عددهم قليل جدا، والثاني جماعات تكفّر الأشخاص أو كيانات مثل الحزب الشيوعي وغيرها من الكيانات، وهؤلاء موجودون تحت سقف لافتات عديدة في السودان، وتظهر و«تختفي عند اللزوم»، حسب الخبراء، ويرجح بأن السياسيين في كثير من الأوقات يستعينون بهم لتمرير أجنداتهم السياسية. ويقول إن أغلب التكفيريين في السودان هم من يسمون من قبل الباحثين في مجال الحركات الدينية بـ«القطبيين» نسبة إلى سيد قطب، وهؤلاء تفكيرهم يزاوج بين تفكير الإخوان المسلمين وجماعة التكفير والهجرة، كما يطلق عليهم أيضا بـ«السروريين» نسبة إلى مؤسس جماعة تنزع إلى التكفير في السودان يتزعمهم شخص اسمه «سرور».

ويعتقد الخبراء أن النشاط التكفيري ظهر بصورة واضحة في التسعينات من القرن الماضي، وأن أول من تصدى لهم هم جماعة أنصار السنة المحمدية، بعد أن شعروا بانتشار الفكر التكفيري بصورة متصاعدة، ودخلوا في صراعات متعددة بلغت ذروتها عندما قامت مجموعة تعرف بأنها تفكيرية ولها صلة بعرب أفغانستان الذين دخلوا السودان مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، قامت هذه المجموعة بزعامة «محمد الخليفي» بشن هجوم على مسجد في حي الثورة الحارة الأولى في مدينة أم درمان يعتبر أحد معاقل جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان، أثناء صلاة الجمعة حيث يؤم فيها المصلين الشيخ أبو زيد محمد حمزة أحد أشهر قيادات أنصار السنة في السودان، وأسفر الهجوم عن مقتل 20 شخصا وجرح العشرات، وطوي الملف فيما بعد، بمحاكمة الخليفي في الخرطوم، وصدر الحكم في حقه بالإعدام شنقا حتى الموت، ونفذ عليه الحكم. وواصل التكفيريون حملتهم على أنصار السنة، فيما عرف بحرب المساجد في العاصمة والولايات. وفي عام 2001 هاجم أحد المنسوبين إليهم ويدعى «عباس الباقر» أحد مساجد جماعة أنصار السنة المحمدية السلفية في ضاحية «الجرافة» شمال مدينة أم درمان أثناء صلاة التراويح، وحصد ببندقية كلاشينكوف أرواح 20 من المصلين وأصيب في الحادثة 33 مصليا، وقتل منفذ الهجوم في مكان الحادثة.

وفي النصف الأول من التسعينات من القرن الماضي حمل «تكفيري» سكينه ودخل دار الفنانين السودانيين، وبحث عن مطربين سودانيين بأسماء محددة، وعندما أشاروا إليه بأن الذي يجلس هناك هو الفنان «خوجلي عثمان» انقض عليه وسدد له طعنات أودت بحياته في الحال، كما تعرض في الحادثة ذاتها الفنان السوداني «عبد القادر سالم» إلى إصابة بسكين «التكفيري».

في النصف الأخير من التسعينات تحركت مجموعة من التكفيريين من مسجد شهير في ضاحية الكلاكلة بجنوب الخرطوم وتوجهوا، راجلين إلى قرية مجاورة لمدينة «ود مدني» ثاني أكبر مدينة سودانية، نحو 400 كيلومتر جنوب الخرطوم، ودخلوا هناك مع جماعة تكفيرية أخرى مناوئة، في اشتباك بالأيدي والأسلحة البيضاء، لم تخلف قتلى، ولكنها خلفت جرحى من الطرفين.

ويضع الخبراء في العاصمة السودانية واقعة اغتيال الدبلوماسي الأميركي مايكل غرانفيل وسائقه في شوارع الخرطوم في مطلع عام 2008 «ليلة رأس السنة»، ضمن النشاط التكفيري في السودان، ويستدلون بأقوال المتهمين، ومن بينهم عبد الرءوف محمد أبو زيد زعيم جماعة أنصار السنة الذي درس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، حيث قالوا إنهم خرجوا في تلك الليلة فقط يبحثون عن الكفار في شوارع الخرطوم، وعندما عثروا على الدبلوماسي وسائقه أطلقوا عليهما النار من بنادقهم دون أن يدروا من هم الذين بداخل السيارة، ولكنهم عرفوا فقط أنهم «خواجات كفار».

ولا يتردد الخبراء في القول بأن من قاموا العام الماضي بتفجير أسلحة في منزل في ضاحية «سوبا» جنوب الخرطوم، بانفجار هائل هز العاصمة السودانية، أثناء قيامهم بتجريب نوع من السلاح، بأنهم مجموعة من المتأثرين بالأفكار التكفيرية، وأشارت التحقيقات معهم، حسب مصادر مطلعة، إلى تأثرهم بقيادات دعوية سودانية لها نزوع تكفيري، وبعضهم تتلمذ على أيدي دعاة وعلماء دين مشهورين في الخرطوم. وقال ناشط في جماعة أنصار السنة المحمدية في الخرطوم طلب عدم ذكر اسمه لـ «الشرق الأوسط» إن التكفيريين في السودان، ليسوا في حالة تنظيم دائم، ومن الصعب أن تجد لهم كيانا معروفا، ولكنهم جماعات تتحرك، وفقا لتواتر الأحداث؛ تجدها تتحرك في الغالب من داخل مساجد منتشرة في العاصمة والولايات، خاصة ولاية الجزيرة، وأوضح «لهم وجود واضح في مناطق أبو قوته» جنوب الخرطوم، ويعتقد الناشط أن التكفيريين في السودان «يسهل اختراقهم لأنهم ليسوا في تنظيم ويكمن أن توجههم أية جهة منظمة أخرى بالطريقة التي تراها». ويرجح الناشط في أنصار السنة بأن الحكومة في التسعينات من القرن الماضي عندما كانت في حالة صدام مع معارضيها استعانت بهم لتوجيه ضربة لأنصار السنة. فيما قال مصدر حكومي مطلع إن الحكومة تتحاشى الدخول مع التكفيريين في مواجهة، وأشار إلى أنها اعتقلت قيادات منهم بعد وقوع أحداث عنف يكون للتكفيريين ضلع فيها، ودخلت معهم في حوارات داخل السجن، قبل أن تفرج عنهم، وقال «بعضهم تخلى عن النهج التكفيري والبعض الآخر بدأ يتحاشى الدخول في أية فتاوى تكفيرية ضد الحكومة، ولا يستبعد خبراء من أن قطاعات حكومية تستفيد من وقت لآخر من الجماعات التي تحمل الأفكار التكفيرية «لإثارة الرأي العام» لتمرير بعض إجراءات أو قرارات أو توجهات. ولكن هناك من يرى أن الفكر التفكيري في السودان يعود إلى عهد مملكة سنار في عام 1504، وكانت تعرف أيضا بمملكة الفونج والسلطنة الزرقاء وكان لقب «السنانير» يطلق على رعاياها، والتي تعتبر أول دولة عربية إسلامية قامت بالسودان بعد انتشار الإسلام واللغة العربية، وقال باحث سوداني في شؤون الحركات الإسلامية لـ«الشرق الأوسط» إن التكفيريين ظهروا في هذا العهد ووجدوا الرعاية من قبل السلطة وكانت تستعين بهم لردع المعارضين في أوقات محددة، ويقول «كما استعان بهم حكام الدولة العثمانية التركية خاصة محمد علي باشا أثناء حكمه للسودان، لوضع حد لنشاط معارضي دولته في السودان، ولكن البحث قال إن الثورة المهدية في السودان التي فجرها محمد أحمد المهدي في عام 1881، ضربت التكفيريين، وكادت تنهي وجودهم، وكان المهدي يسميهم «علماء السوء»، ويرى أن الاستعمار الإنجليزي الذي بدأ في السودان عام 1885 استعان بهم عبر ما سمي بـ «مجلس علماء أم درمان» في تمرير الكثير من القضايا المحلية، دون أن يتعرض المستعمرون لضغوط محلية، ويواصل الباحث السوداني الذي طلب عدم ذكر اسمه القول إن التكفيريين انتعشوا في عام 1903 في مسجد أم درمان الكبير، يصدرون الفتوى التكفيرية ضد جهات عديدة، ويقول إن وجودهم يعلو ويهبط، فيما بدا عاليا عندما نشط الجمهوريون في السودان، ودخل معهم نميري في مواجهات، جعلت نميري يستعين في نهاية المطاف بأفكار تكفيرية لمحاكمة زعيم الجمهوريين محمود محمد طه بتهمة الردة وشنقه حتى الموت. ويعتقد أن الحرب الكلامية التي دارت بين الإسلاميين السودانيين بعد خلافهم الشهير بين الرئيس عمر البشير وزعيم الإسلاميين حسن الترابي، المعرف بـ«صراع البشير ـ الترابي» أدت إلى استدعاء كل طرف من الطرفين أفكارا تكفيرية للنيل من خصمه، فيما عرف بـ «حرب الآيات»، في عام 1999. ويعلق على واقعة تكفير الحزب الشيوعي المفكر الإسلامي الطيب زين العابدين، بالقول إن القانون الجنائي يجرم العديد من الجرائم بينما لا يجرم الجنائي تهمة التكفير التي تعد أخطر من كل تلك الأفعال لأنها تهدد حياة الأفراد والمتهمين كما تهدد أمن المجتمع وسلامته، وحسب زين العابدين فإنه «يصبح الأمر شاذا وغريبا إذا تعرض المرء لتهمة التكفير حين يمارس حقا سياسيا وفكريا يكفله له القانون والدستور! وإذا ما تهاونت الدولة في هذا الأمر فلن يقف عند هذا الحد». فيما حذر عثمان عمر الشريف، القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني، في تصريحات في الخرطوم من مغبة تكفير الأفراد أو الأحزاب والمطالبة بوقف نشاطها من قبل جهات ما أو أفراد في المجتمع مهما كانت مكانتهم، وقال شريف «الذين لديهم ملاحظات أو طعون على الحزب الشيوعي كان يجب تقديمها في فترة الطعون التي أعقبت تسجيل الحزب، أما وأن تفعل ذلك الآن فإنني أشتم رائحة سياسية في الأمر». ومنذ عام 2003 أنشأت مجموعة من الكتاب والمحامين والصحافيين كيانا باسم «حركة من أجل الضمير» هدفها التصدي للنشاط التكفيري في البلاد، ورفعت في العام ذاته مذكرة للرئيس عمر البشير تدعوه فيها إلى العمل على وقف النشاط التكفيري في البلاد، خاصة باعتبار أنه توجه يقود البلاد إلى دائرة العنف، ولكن الحركة، لا يعرف لها نشاط منتظم.


Post: #93
Title: Re: هل الدولة السودانية عاجزة ...عن مواجهة التكفيريين ومنظماتهم ...؟
Author: الكيك
Date: 09-28-2009, 05:40 PM
Parent: #92

لاستاذ الزميل حسن الجزولى الذى يشارك فى هذا البوست بالراى الرصين كتب هذا المقال الرائع بصحيفة الاحداث ...
اورده للقارىء لتعم الفائدة ..
اقرا المقال


الشيخ محمد عبد الكريم وفتوى تكفير الحزب الشيوعي ...

بقلم: حسن الجزولي

الاثنين, 28 سبتمبر 2009 18:15




أجرى الصحفي محمد كشان، حواراً صحفياً، مع فضيلة الشيخ محمد عبد الكريم، أحد قيادات الرابطة الشرعية، للعلماء والدعاة، نشرته صحيفة (الأحداث)، على خلفية (الفتوى الشرعية) لها، حول تكفير الحزب الشيوعي السوداني، وقد دعى فضيلته، في صدر الحوار الصحفي، إلى (المحاورة الفكرية)، لتأكيد أن الرابطة تدعو، إلى سبيل ربها بالتي هي أحسن، نافياً عنها صفة الإكراه والعنف، في الخلافات الفكرية!، ورغم أن الموضوع متشعب، وأن الكثير مما ورد، في أطروحات الرابطة المعنية، وإفادات الشيخ محمد عبد الكريم، أحد قادتها، يحتاج لأكثر من تعليق ومداخلة، ولكنا نركز على أبرز ما ورد من فضيلته، من إجابات، تلبية لدعوته المتحضرة، من جانب، ولتعضيد أواصر الاحتكام للحوارات الموضوعية، دونما شطط، أو استباق لحسم الجدل، في الخلافات الفكرية، ولأهمية التصدي لفتاوى التكفير وأفكارها، التي تستبق كل الدعوات، للجدل الرصين من الجانب الآخر، ولما تمثله أفكار التكفير، التي أصبحت تترى في الفترة الأخيرة، لما تمثله من خطورة حقيقية،ترفع من وتائر، التوتر الاجتماعي والسياسي، وتحاصر به واقعاً، هو في الأصل معقد، كواقع السودان حالياً، وعلى مجتمع تتشابك فيه المشاكل الشائكة، كتشابك الغابات الكثيفة، في مناطق السافنا!، والتي تحتاج لمعالجات موضوعية رصينة، بمسئولية وطنية، ووعي رشيد، يشحذ الهمم، و(يجأر ) بالنصح ( في الساعة الخامسة والعشرين ) من بين أخاديد ومنعرجات اللوى .. لو نستطيع النصح جميعاً قبل ضحى غده!.

في معرض الأسباب، التي جعلت الرابطة المعنية، لإصدار الفتوى، أجاب الشيخ محمد عبد الكريم قائلاً:

:- حيث قصد الحزب المسجد، ووزع إعلانات، يدعو فيها المصلين، لحضور افتتاح داره بالجريف، إضافة لنداءات متكررة بالميكرفونات، حول المسجد، وكانت هذه خطوة مستفزة.

ماهو (المستفز) هنا؟! .. من الطبيعي جداً، أن يتوسل فرع الحزب الشيوعي السوداني، بمنطقة الجريف غرب، الدعاية المكثفة، للإعلان عن تدشين داره الجديدة، بوسط الحي،ودعوة جماهير الحي، لمشاركته فرحته، بافتتاح الدار، ومن الطبيعي جداً أن تستهدف مثل هكذا دعاية، أماكن تجمعات مواطني الحي وكثافة تواجدهم، وبمثل ما ركزوا في دعايتهم، عن طريق الميكرفون، وتوزيع رقاع الدعوة، على منطقة المسجد ومحيطه، فمن المؤكد، أنهم ركزوا أيضاً، على مناطق أخرى، بها كثافة أخرى لجماهير الحي،كالساحات الرياضية، وأندية الحي الاجتماعية والثقافية، ومناطق طابونة وطاحونة الحي، ومتاجر وأسواق الحي الصغيرة، وأماكن تجمعات شباب الحي، في أركان الحوانيت الصغيرة، أو عواميد الكهرباء، فمن أين لشباب العاصمة، من أماكن مريحة لتجمعاتهم يا حسرة؟!، فما الشاذ إذن في أن تغشى الدعاية، أهل الحي في المسجد ومحيطه؟! وماهو الأمر ( المستفز)، في هذا التصرف الطبيعي والشرعي؟!، إلا إذا كان (سماحة) الشيخ محمد عبد الكريم، يتعامل مع المسجد ومساحته، بأنه (ملك حكر) على رابطته، ولا يُخول لأي نشاط آخر، التعدي على حدوده (الشرعية)، سوى نشاط رابطته وحدها، وبهذا الاحتمال وحده يمكننا فهم معنى (الاستفزاز)، الذي عناه سماحته!.

ثم قال في الاقتباس أدناه:-

ورغم ذلك ضبطنا الناس،وكانت هناك مطالبات من أهل الحي، بأن ندعهم يتحركون إلى دار الحزب الشيوعي، لكن اكتفينا بالحديث في المسجد يوم الجمعة، إضافة لبيان أصدرناه، عن الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة.

وعندما يتحدث هنا لضبطهم الناس، يريد تصوير أنهم في الرابطة،وبحكم إدارتهم للمسجد، فقد هدأوا من غضب (الناس)، الذين أبدوا امتعاضهم من تصرف، منسوبي فرع الحزب بالجريف غرب، لمجرد أنهم وزعوا رقاع دعوة، لجماهير الحي بالمسجد، ورفعوا نداء الدعوة بالميكرفون، لحضور حفل افتتاح دار الحزب، فضبطوا انفعال (الناس) وصدوا رغبتهم في التحرك، (للفتك) بالشيوعيين داخل دارهم! وهذا هو المعنى الواضح، الذي أراد أن يصور به شيخ محمد الحالة، وما تركه أثر الدعوة في (أهل الحي)! .. ونلاحظ هنا، أنه تحدث عن ضبطهم لـ (الناس)، ثم ألحق بهم مطالبات (أهل الحي)، أي بمعنى أنه يريد تصوير، أن (كافة الناس وأهل الحي)، هم ضد فرع الحزب الشيوعي، بالجريف غرب، وأن أهل الحي في واقع الأمر، يدينون بالولاء والطاعة، للرابطة وقياداتها، بدليل أنهم - أي جماعة الرابطة - نجحوا في (نزع) فتيل غضب، أهل الحي،وذلك عن طريق، الحديث إليهم، في المسجد يوم الجمعة،إضافة للبيان الذي أصدروه، ولكن الأدهى، أنهم عندما أصدروه، لم يصدروه باسم هؤلاء (الناس) و(أهل الحي)، الذين رغبوا في التحرك، لدار الحزب الشيوعي، لا .. بل باسم الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة، فيا ترى إن لم يكن التحدث، إنابة وباسم جميع المسلمين، وبصوتهم قاطبة، فكيف يكون الادعاء، يا ربنا الذي خلقنا، وجعل لنا أمخاخاً لنتفكر بها؟!.

يقول فضيلة الشيخ محمد عبد الكريم في صدر المقال:

:- التكفير لا ينبغي أن يُطلق، إلا من أهل العلم والمتخصصين،ولا يجوز للشباب، أن يخوضوا، في قضية تكفير الأفراد، ولا الجماعات، وأهل العلم والدراية فقط، هم من لهم الحق، في تكفير الأفراد، وإصدار الفتاوى.

وهذا حديث عمومي ساكت، وليس به أي دقة، أو إجابة عن تساؤلات، تصاعدت وتائر طرحها، في الفترة الأخيرة، بتصاعد وتائر فتاوى التكفير، وهي من له حق، إصدار فتاوى التكفير؟! من هم أهل العلم والمتخصصين، الذين يعنيهم الشيخ؟! ماهي المعايير الدقيقة، التي نقيس بها، أن هذا من أهل العلم والمتخصصين، وذاك لا؟! وهل المجتمع لا يحتوي، إلا على فئتين، هم فقط أهل العلم والمتخصصين، من ناحية، ثم الشباب من الناحية الأخرى، حتى يقارب الشيخ محمد بينهم؟!، ماذا عن الفئات الأخرى؟!، هب أن أحدهم ليس من فئة الشباب.. ألا يجوز له الانضمام (لجوقة التكفيريين الأجلاء)؟!، وسؤال جانبي بهذا الخصوص، تُرى لأي الفئات، ينتمي الشيخ عبد الحي يوسف، إضافة لسماحة الشيخ، محمد عبد الكريم ذات نفسه؟!.. ومع ذلك لا نمل تكرار السؤال ( الأساسي في الفلسفة)، في هذا المضمار، ما هي المعايير العلمية والدينية الدقيقة، التي يتم بها، تتويج هذا النفر من كافة المسلمين، شيخاً وقوراً امتلك مفاتيح الحكمة الكهنوتية، التي تبيح له تكفير عباد الله، من ذاك الوالغ في (حلم الصبا) ولم يبلغ بعد مراتب ( التكفيريين)؟!، بمعنى أدق يا فضيلة الشيخ الوقور .. من هم أهل العلم والدراية، الذين يحل لهم التكفير؟!، وبذا نروم إجابة دونما مواربة، أو أي هلامية، وتقعير لفظي وبلاغي؟!.

وفي مكان آخر من الحوار الصحفي نقرأ له أيضاً:

:- أما استخدام العنف كوسيلة، ومحاولة التغيير عن طريق القوة، فهذا ما لا نقره، ولا يجوز شرعاً، لأن هذا يؤدي لإراقة الدماء، وإزهاق الأرواح البريئة، وحتى وإن اتخذ هؤلاء، مبررات لقيامهم بهذه الأعمال، إلا أنها ليست مبررة، من الناحية الشرعية،بما يترتب عليها من مفاسد.

ماهو تعريف العنف، ككلمة ومعنى، لدى الشيخ الشاب ورهطه، من عضوية الرابطة المعنية؟! .. أشكال العنف متعددة، يدخل فيها العنف البدني بالطبع،وكذا (العنف اللفظي) .. أوليس كذلك؟! .. أوليست الشتيمة عنفاً بشكل أو آخر؟! ..تمهد أو توفر مسببات تصعيد التوتر بين الناس، وفي أوساط المجتمعات؟! ..ألا يوافقنا فضيلته، بأن تعابيراً مثل (فلا يُزوج من بنات المسلمين) و (إذا تزوج مسلمة فالزواج زنى) و(الأولاد أولاد زنى) و ( كذلك لا يجوز زواج البنت الشيوعية من المسلم والعقد باطل وقربها زنى) .. أوليس هذا يا فضيلتكم، هو القذف بعينه، الشتيمة بعينها، الإساءة بعينها، ببذاءة لا تُسمع حتى في أحط أوساط المجتمعات المتدنية؟! ..وإذا ما وُجه لكم سؤالاً بسيطاً، وهو من أي أحكام شرعية وقطعية، إستبينتم كل هذه الإساءات، فما هو جوابكم؟! .. وهل الإسلام نفسه وتعاليمه السمحاء، تبيح ذلك؟! .. خاصة وأنتم تشيرون، إلى أن (استخدام العنف كوسيلة ومحاولة التغيير عن طريق العنف فهذا ما لا نقره ولا يجوز شرعاً)!.

ثم يضيف في الحوار:

:- منهجنا هو منهج أهل السنة والجماعة، أو المنهج الوسطي، الذي يبتعد عن الغلو،وإلقاء الأحكام على عواهنها، من غير دراسة وتثبت، وندعو في منهجنا هذا، إلى المحافظة، على العقيدة الصحيحة، وبقاء المجتمع، على المنهج الإسلامي القويم.

هل المنهج الوسطي، الذي يبتعد عن الغلو، وإلقاء الأحكام، على عواهنها، من غير دراسة وتثبت، يمكنه باطمئنان، أن يصدر فتوى تكفيرية، لفئة وسط المسلمين، يقول عنها (كل شيوعي كافر خارج عن الإسلام، وإن كان يصلي دائماً وأحياناً) و (لاتؤكل ذبيحة الشيوعي) و(لا يُغسل إذا مات ولا يُكفن ولا يُصلى عليه) و ( لا يُقبر في مقابر المسلمين) و (لا يجوز لأبنائه المسلمين أن يرثوا منه لأنه لا يتوارث أهل ملتين)؟! .. ماذا نسمي هذا الذي تقولون أنه ( المنهج الوسطي)، إن لم يكن منهج ( التطرف المبرمج)، وإن لم يكن الغلو، وإطلاق الأحكام جزافاً، وعلى عواهنها، من غير دراسة وتثبت؟! .. ألا بئس الوسطية .. وبئس الدراسة التي تنشد الموضوعية والتفكر ..بئس إسلام أهل السودان، إن ولوا أمرهم، لعتاة ( الإسلاميين المتأسلمين تطرفاً وتبجحاً)!.

أواصل التعليق حول إفادات الشيخ محمد عبد الكريم الذي حكى قائلاً:

:- فالشريعة لا بد فيها، من مراعاة المصالح والمفاسد، وإنكارنا للمنكر، لا ينبغي أن يؤدي إلى منكر أعظم،،وإنما إنكار المنكر، يؤدي إلى جلب المعروف، وموقفنا من هذه الأحداث،هو موقف شرعي،ويجب توجيه كافة الناس، لأن يلتزموا بضوابط الشرع، لأن التغيير والإصلاح، في المجتمعات، طريقه معروف، وأساليبه الشرعية واضحة.

من المعلوم، أن لكل فعل، رد فعل،ولقد أصدرت الرابطة، بياناً هو أقرب إلى شحن وتحريش عديل .. لفئات من الشباب (الغض)، الذين ينفعلون بكل قول، يستهدف رفع وتائر الحمية الدينية، لديهم نفسياً، تماماً كما كانت تفعل، الآلة الإعلامية للدولة النازية، عندما كانت تحرك، أمزجة الجماهير، بخطب الفوهرر هتلر النارية، وهنا بيت القصيد .. لأن إنكاركم للمنكر، قد تم بخطاب غير منضبط، وما كان ينشد (جلب المعروف)، بأي حال من الأحوال، بقدر ما كان يهدف لزرع الفتنة، التي نهى عنها الإسلام، باعتبارها أشد فتكاً من القتل، ونتيجة لفتواكم تلك (باعتبارها إنكاراً للمنكر)، فلقد أدى رد فعل (شبابكم)، إلى ( منكر أعظم )، وهو حمل البيان في جيب، و(النصال الحادة) في الجيب الآخر، ثم التوكل على الذي يهب الفردوس، والتوجه لدار (الشرك)؟! .. فكيف بالله عليكم، تتحدثون الآن، عن أن فعلكم هذا، لا ينبغي له أن يؤدي، إلى (منكر أعظم) .. في كل الأحوال، فإن مثل هذا القول، هو من باب (الكلام الساكت)، في محاولة لذر الرماد، على الأعين .. لا أكثر ولا أقل!.

يقول شيخنا في موضع آخر من الحوار:

:- ولا نقبل أن يقوم الشباب، بإصدار الفتاوى، دون الرجوع، لأهل العلم، بل لا ينبغي لهم ، أن ينشغلوا بالفتاوى، بل التحصيل والطلب، ونعتقد أن فتح الباب، على مصراعيه، أمام إصدار الفتاوى، يؤدي إلى فوضى فكرية في المجتمع.

:- وأنا لا أنطلق، من شعارات الحزب وعمومياته،وإنما من منطلق، دراسة الفكر الشيوعي،وهذا من صميم تخصصاتنا، في الجامعة، وتدريس المناهج الفكرية المعاصرة، وواحد من هذه المذاهب المهمة، هو الشيوعية وفلسفتها الديالكتيكية، وبما أن الحزب الشيوعي السوداني، أقر المنهج الماركسي، كمبدأ له وحسم هذه القضية، في مؤتمره الخامس، رغم الاختلافات التي ظهرت، بين التيارات المختلفة، داخل لجنته المركزية، حول موضوع الماركسية، فإن الشيوعيين، ارتضوا أن يرجعوا، مرة أخرى، لهذا المنهج الذي نرفضه كمسلمين.

قصدي من إبراز المقتبسين، لارتباطهما بعضهما البعض!.

يتحدث عن عدم قبولهم، أن يقوم (الشباب)، أو ينشغلوا بإصدار الفتاوى، (دون الرجوع لأهل العلم)، وعن أهمية انتباههم، لـ (التحصيل والطلب)، وبالطبع فإن التحصيل والطلب، الذي يعنيه بالنسبة للشباب، ليس في مجال الرياضيات أو الفلك، أو أحدث علوم التقنية، بل بالضرورة يعني التحصيل، في مجال الفقه والعلوم الدينية، و(الثقافة الإسلامية)، علماً بأن فضيلته، أشار إلى أن هجومه، على الحزب الشيوعي ينطلق من دراسته هو .. أو قل من (صميم تخصصه) في المناهج الفكرية المعاصرة، ومنها الشيوعية وفلسفتها الديالكتيكية ، ودون إطالة أو شرح، فإن المراد واضح وبيًن .. يا أيها الشباب، يا من تطلبون العلم والمعرفة، لا تشغلوا أنفسكم بالفتاوى، دون الرجوع (لنا)، باعتبارنا أهل علم ودراية، بهذه الأمور، فنحن وحدنا القيمون،بهذا وأكثر من هذا، وهو تبيان أين الحلال وأين الحرام، حتى فيما يخص المناهج الفكرية المعاصرة، ومن بينها الشيوعية، ومذهبها الديالكتيكية، فنحن الذين تخصصنا، في ذلك ونقوم بتدريسه لكم!

وهذا هو يا شيخنا، أس المشاكل، في كل هذا الذي يجري .. أن يقوم بتدريس مواداً، تتعلق بالمناهج الفكرية المعاصرة، في واحدة، من أعرق الجامعات السودانية، أساتذة تخرجوا، من أقسام الشريعة الدينية، من الجامعات الإسلامية، المنتشرة في السودان، والوطن العربي، وينطلقون في تقديم مادتهم لطلابهم، من مواقف (فكرية)، مناوئة جملة وتفصيلاً، لهذه المذاهب .. بالطبع لا يقومون بتدريس هذه المناهج من مواقف حيادية، ثم يتركون الطلاب لإعمال عقولهم!، والأنكى، أنهم فرضوا أنفسهم، و (جهدهم الأكاديمي)، بواسطة نظام يعادي العلم والعلماء، أقصى معظمهم، من سوح المدارس والمعاهد والجامعات، وفرض مواداً دينية لا علاقة لها، ولا يربطها رابط، بكثير من التخصصات الأكاديمية،فضلاً عن فرضه، واقعاً للطلب الأكاديمي، لا تتوفر فيه، أبسط مقومات الاستقلالية، في حرية البحث، والتحصيل العلمي السليم، ولله ما أعطى ولله ما أخذ في نهاية أعوام (التخرج)!.

ثم يواصل فضيلته موضحاً في الحوار الصحفي:

:- المشكلة ليست معنا نحن، وإنما مع عامة المسلمين، ونظرتهم للشيوعية، وهي في المقام الأول، تُعتبر منهجاً معادياً للإسلام، ولا تحترم الدين، ولا توقر الأنبياء، وبدأت الأزمة، حينما قام الشيوعيون، بدعوة المصلين، وعامة المسلمين بالمنطقة، للانضمام للحزب الشيوعي،والاحتفال بافتتاح، داره بالجريف غرب.

هاهو شيخنا يصر مرة أخرى على التحدث باسم جميع مسلمي السودان!.

يقول أن المشكلة، ليست معهم هم ( الرابطة)، إنما مع (عامة المسلمين)، ونظرتهم للشيوعية، ثم وعلى لسان، عامة المسلمين، في السودان، يقولًهم ما لم يقولوه، ويضع في أفواههم، ما لم ينطقوا به، وهو أن الشيوعية، (منهج معادي للإسلام ولا تحترم الدين ولا توقر الأنبياء)!.


إلا أننا، إذا ما طرحنا سؤالاً لفضيلته، عن من يقصد( بعامة المسلمين)، الذين ينعتون الحزب الشيوعي، بهذه التهم، لما وجدنا إجابة شافية، أكثر من هذا، إذا ما سألناه عن السبب، الذي جعل (عامة المسلمين)، في السودان يجمعون، على أن يضعوا ثقتهم، في (رابطته الشرعية)، ليختاروها وحدها، كمتحدثة عنهم، دون كافة ملل، ونحل، وجمعيات، وروابط، وتنظيمات، وكيانات المسلمين السودانيين، في طول البلاد وعرضها، لما وجدنا إجابة تشفي الغليل، وما زال فضيلته يتحدث باسم (عامة المسلمين)!.

ويواصل في الحوار:

:- وحالياً يتساءل، كثير من الشباب، هل يجوز الانضمام، للحزب الشيوعي، وقمنا في الرابطة الشرعية، بإصدار بيان، يوضح حقيقة الشيوعية.

وهنا لا نود، مغالطة الشيخ محمد عبد الكريم،حيث أن الأسئلة في عقول، الجيل الحالي،أصبحت كثيرة ومتشعبة ومتشابكة، بحكم تشابك، قضايا البلاد الشائكة،وغربة هذا الجيل، الذي يحس بالتيه والضياع، كنتيجة طبيعية، لإفرازات سياسات النظام، في كثير من القضايا، ومن الطبيعي جداً، أن يتساءل، شباب اليوم، عما يجوز وما لا يجوز!، ولكن أليس غريباً، أن يحصر شيخ محمد، تساؤلات الشباب، فقط في الجزئية المتعلقة، بجواز الانضمام، للحزب الشيوعي تحديداً، أهذا هو السؤال الذي يقض مضاجعهم، ويؤرقهم، من بين جميع الأسئلة الكبرى الأخرى، العالقة بأذهانهم؟! .. أولا تؤرقهم يا ترى، أسئلة متعلقة بمستقبلهم القاتم، فيما يخص، أزمة البطالة المستفحلة، والمقرر الأكاديمي الفقير، والفاقد التعليمي، وارتفاع تكاليف المعيشة نفسها، في المأكل والملبس، والعلاج والسفر، وأزمات كالمخدرات، المتفشية في أوساطهم و( أوساطهن)، الإيدز، الجدب الاجتماعي المدقع، والفقر النفسي والفكري، الذي يحيط بمجتمعاتهم، التي تمت عسكرتها، وأصبحت محاصرة، بالنواهي والزواجر، لا أندية اجتماعية، لا أماكن للترفيه، وتزجية الأوقات البريئة، داخل عاصمة، ووسط مدن، تنام باكراً منذ السابعة مساءاً، ليواصلوا في صباحهم الباكر، طاحونة الحياة الكئيبة، والمثقلة بالكدح والضنك، في المواصلات، وفي سبل كسب العيش، في المياه الشحيحة، وندرة الطاقة والكهرباء، وغياب البنيات الأساسية، لحياة جديرة، بأن يذوقوا فيها طعم الدنيا وحلاوتها؟! .. أوليست هذه ضمن الأسئلة الكبرى، التي تؤرقهم، ووجب على أهل (الدين والعلم والفقه)، أن يدلوا بآرائهم التفصيلية، في كل هذا، ليرشدوهم ماذا هم فاعلون، وما يجوز لهم، وما لا يجوز، في مواجهة كل هذه المعضلات؟! .. أم تمت الإجابة ،على كافة الأسئلة، المتعلقة بكل هذه القضايا، ولم يتبق لهؤلاء الشباب، سوى طرح السؤال الأخير، المتعلق بما إذا كان يجوز لهم، الانضمام للحزب الشيوعي، من عدمه.. ما لكم، كيف تحكمون يا فضيلة شيخنا محمد؟!.

ثم يقول دفعاً، لتهمة التحرش، بالشيوعيين داخل دارهم، وأثناء احتفالهم:

:- وحينما حان موعد، افتتاح دار الحزب، ذهبت مجموعة، من شباب الجريف، ومناطق أخرى، مثل الطائف، ذهبوا لينظروا ماذا يحدث، ولما وجد الشيوعيون، أن هناك ضيوفاً غريبين، وبالرغم من أن الدعوة، كانت عامة، إلا أن الشيوعيين، تحرشوا بالشباب، وضربوهم بالسيخ، والأسلحة البيضاء، حتى نزف بعضهم.

وهذا الإنكار، الذي يصور، أولئك الشباب، (المغرر) بهم، كملائكة، ويبدون للناظر إليهم، وكأن براءة الأطفال، في عيونهم، وما جاءوا إلا (لينظروا ماذا يحدث)، على الرغم ،من أنهم دخلوا، دار الشيوعيين ، وفي جيوبهم، بيان الرابطة، والنصال الحادة معاً!، يذكرنا كل ذلك، بالطرفة التي يحكيها دوماً، في مثل هذه المواقف، صديقنا الكاتب شوقي بدري، والتي تقول، في منتصف الخمسينات، شهدت مدينة أم درمان، جريمة قتل، في حفل زفاف، حيث وجه القاتل، ماسورة خرطوشه، نحو (كبس الجبة)، أكبر وأشهر فتوات المدينة وقتها، وأرداه قتيلاً، فانعقدت محكمة كبرى، للنظر في القضية، وعندما قدم، ممثل الاتهام شاهده - وكان أحد أصدقاء القتيل – بدأ شهادته قائلاً:- أنحنا لمن جينا الحفلة، ما كنا (قاصدين مشاكل)، فسأله ممثل الدفاع:- إنتو منو؟!، فرد الشاهد:- أنا والمرحوم كبس، وحبس وعفص، وراس الميت ولفعا، وقدوم زعلان!، فقال محامي الدفاع:- يا حضرة القاضي .. حسي دي، أسماء ناس ما عاوزين مشاكل؟!.

الجدير بالذكر، أن فضيلته، قد أكد في الحوار، بأنهم في الرابطة، ليسوا دعاة عنف وإكراه،( ونحن نستنكر، كل ممارسة للعنف، في هذا المضمار، فالعنف يضعف الحجة، ولا يقويها، نحن لسنا دعاة إلى هذه المسألة، بأي حال من الأحوال)، إلا أن (أخيه في الله)، الشيخ علاء الدين الزاكي، الناطق الرسمي للرابطة، لم يشأ إلا أن يعاجله، بتصريح صحفي، ناسخ لتصريحه - حسب الصحفي، إسماعيل أبو بصحيفة الصحافة – حينما ذكر (ليس ببعيد أن تسلك الرابطة نفس المسلك الذي تم في عام 1965 لمنع الحزب من ممارسة نشاطه بالسودان)! .. فهل يعلم فضيلته، ما هو المسلك الذي حاولت ب،ه القوى السياسية، عام 1965، منع الحزب الشيوعي، من ممارسة نشاطه بالسودان؟! .. هل تعلم الرابطة وشيوخها الأجلاء، تداعيات ذلك المسلك، الذي يحاولون إعادة إنتاجه، كرة أخرى، في واقع الحياة الفكرية والسياسية السودانية، وما جلبته التداعيات، من تعاسة، وما خلفته من نتائج، ساهمت في فرملة عجلة تقدم البلاد، نحو المستقبل المزهر، للوطن والجماهير؟! .. أوهل يعلمون كل ذلك؟! .. نرجو ذلك!.

وفي نهاية تعليقنا، على أطروحات، الشيخ محمد عبد الكريم، نود ألا نكون لحوحين، في إصرارنا، على تكرار مجموعة أسئلة، ظللنا نطرحها، دون تلقي إجابات شافية وهي:

+ ماهي الأسس والضوابط، التي تم ويتم بها، تأسيس وإنشاء روابط، وهيئات دينية، كالرابطة الشرعية للعلماء، وهيئة علماء المسلمين، وهلم؟!.



+ ما هي شروط الانضمام، لقيادتها، بمعنى، كيف يتم، تحديد علمية فقه هذا الشخص، عن الآخر غير المؤهل، لحمل هذه الألقاب؟!.



+ التأهيل للانتساب، ومنح العضوية كيف يتم .. بالتعيين أم بالانتخاب، فإن كان بالتعيين، من هي الجهة، المنوط بها ذلك، وإن كان بالانتخاب، فما هي الكليات الانتخابية، التي ترشح؟!.



+ هل لأي جماعة مسلمة، حق تكوين، مثل هذه الجمعيات، والهيئات والروابط، التي تطلق ما شاء لها، من فتاوى تكفيرية، وغيرها، هكذا، دونما ضوابط، أو أسس منظمة؟!.



+ وبذلك، ماذا سيكون الأمر، عندها يا ترى، لو أن جماعة دينية، كهيئة شئون الأنصار، قد كونت مجلساً للإفتاء، تابعاً لها، وقامت بتكفير، الجماعة الدينية الأخرى، التي طعنت، في الأهلية الدينية، للإمام الصادق المهدي، وشككت في إسلامه؟! ، والأمر ينسحب على حزب المؤتمر الشعبي، رداً على تكفير زعيمه، الدكتور حسن الترابي، وبالمثل مجلس مسلمي الجنوب، التابع للحركة الشعبية، في مواجهة، من يكفرون الحركة؟! .. وقس على ذلك!.



+ السؤال الأخير، نعلم تمام العلم، أن النظام، رفض تسجيل الرابطة الشرعية للعلماء، كهيئة دينية، لدى وزارة الشئون الدينية، إذن من أين تستمد، هذه الرابطة (شرعيتها)، حتى تحمل مشرطها، لتطهر المجتمع، من (النشاط الهدام)؟.



عن صحيفة (الأحداث)