بولتون فضحنا ...نسوى شنو غير الكذب

بولتون فضحنا ...نسوى شنو غير الكذب


10-07-2006, 03:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=151&msg=1254450630&rn=0


Post: #1
Title: بولتون فضحنا ...نسوى شنو غير الكذب
Author: الكيك
Date: 10-07-2006, 03:50 PM

موضوع الرسالة التى ارسلتها الحكومة السودانية عبر السفير السودانى فى وشنطن هى حديث العالم الان والتى تراجعت فيها الحكومة عن موقفها من القرار 1706
الا ان اهل الحكم عندنا لا يريدون كشف هذا السر الخطير الذى اوضحه بولتون بكل صراحة ووضوح وهذا هو سبب الضجة التى تثيرها حكومتنا الان لاخفاء هذا التصريح القنبلة ..
اولا يبدو هناك تضارب فى الاقوال والاختصاصات ..
لابد اولا من معرفة الجهة التى كتبت او اوحت بتلك الرسالة الفضيحة ..وموقف وزير الخارجية منها وهل كان على علم بها ام تصرف شخصى من اخونا عبد المحمود مبعوث السودان الدائم بايحاء من اخرين لا يعلم عنهم الوزير ..
حتى الان الوزير صامت لا يدلى باى راى فى هذه الهلمة دى كلها ..
من سكوته تبدو لنا عدة اشياء سوف نقولها فى حينها ..
هو الان اى لام اكول امام خيارين اما الاستمرار وتحمل كل هذه المسؤولية او الاستقالةبشرف التى جاءته تجرجر اذيالها لا تصلح الاله ولا يصلح الا لها ...
بولتون قال كلام واضح وهو مسؤول عنه لان فى امريكا هناك جهات تحاسبه على كل كلمة يقولها وناس الانقاذ الذين بنوا اساس حكمهم على الكذب لن يجدوا من يصدقهم
الكذب واللف والدوران فى اجهزة الاعلام السودانية حول هذا الامر ناتج من انهم فضحوا من قبل بولتون الذى قال ان السفير السودانى جاء الى وزارة الخارجية الامريكية وقال ان الرسالة التى تم توزيعها للدول وتهديدهم كان لم تكن ..وهذا كلام واضح يعنى فيما يعنى ان الحكومة موافقة على مجيىء اى دولة ضمن قوات الامم المتحدة لتنفيذ القرار 1706 ولكن الحكومة السودانية التى فوجئت بكلام بولتون ما كان امامها الا تركيز اعلامها حول موضوع اخر لا علاقة له بالرسالة والقرار 1706 وهو جلسة مجلس الامن التى عقدها امس الاول لمناقشة تجديد امر القوات الدولية فى السودان وفى تلك الجلسة ارسل المجلس تحذيره للحكومة وهنا التقط الاخوان الامر لتغطية الموضوع الاساسى المتعلق بالرسالة الفضيحة والسر الذى فضحه بولتون الله ينعلك يا بولتون كا فضحتنا نسوى معاك شنو غير الكذب وهذا هو لسان الحال ....

Post: #2
Title: Re: بولتون فضحنا ...نسوى شنو غير الكذب
Author: فتحي البحيري
Date: 10-07-2006, 04:37 PM
Parent: #1

هل لهذا الخبر العاجل الذي بثته بي بي سي اليوم أي أهمية أو دلالة ؟؟

Post: #3
Title: Re: بولتون فضحنا ...نسوى شنو غير الكذب
Author: الكيك
Date: 10-08-2006, 01:12 AM
Parent: #2

شكرا البحيراوى على المشاركة القيمة
ارجع لموضوع الرسالة الفضيحة واخونا لام اكول وموقفه منها ..
امس ظهر السفير عبد المحمود عبد الحليم وتبنى تلك الرسالة وقال انه من ارسلها للدول وانه لم يحذفها ..
طيب يا عبد الحليم ...ما نعرفه فى العرف الدبلوماسي ان مندوب اى دولة لا يتصرف من تلقاء نفسه انما بايعاز من دولته ممثلة فى وزارة الخارجية ووزير الخارجية عادة هو حلقة الوصل بينهما لا وزراء الدولة او الوكلاء لهم دخل فى ذلك وانما هم مساعدون للوزير ليس الا .
ولكن عندنا فى السودان النظام مزدوج تعطى السلطات لمن هو ادنى فى السلم الوظيفى طبقا لنظام الاخوان المسلمين الذى طبقوه بعد انقلابهم الفاشل الان فى اخراج الوطن مما ادخلوه فيه من مشاكل لا حصر لها كل يوم ازمة كما قال عبد الرحمن الراشد ..
يبقى السؤال اذن من اعطى عبد المحمود الضوء الاخضر ليرسل تلك الرسالة للدول ويهددها بعدم التدخل فى السودان والا الحرب يا لا م اكول وانت رجل ذكى كما اعلم ويعلم الكثيرون فى السودان ..
هل اصبح عبد المحمود هو الوزير ام ياتمر بامر الوزير ومن هى تلك الجهة التى لا تفهم الدبلوماسية واوحت له بما يقول ويفعل دون مشورة سيادتكم ؟
...استقيل يرحمك الله ..
والشعب السودانى الذى يتفرج الان وكلنا حكومة ومعارضة نشاهد فى الفيلم الهندى الانقاذ فى نهاياتها و فى هذا الاضطراب الدبلوماسى والسياسيى للاخوان المسلمين الذين فشلوا فى كل شىء واخرها قضية دارفور الواضحة التى لا تحتاج لكل هذا العنت والكوراك واهتزاز المواقف بهذا الشكل المحزن لدولة المتعلمين والمثقفين الاوائل فى الوطن العربى...
يصل به الحال الى هذا الدرك المتدنى والمتخلف فى ادارة شؤونه الدبلوماسية ..
استقيل يرحمك الله ... وفى الاستقالة شرف لك فى هذا الوقت ..

Post: #4
Title: Re: بولتون فضحنا ...نسوى شنو غير الكذب
Author: الكيك
Date: 10-08-2006, 03:11 AM
Parent: #3

و لكن بعثة السودان في الامم المتحدة نفت ما تردد عن ارسالها لخطابات تحذيرية الى الدول الاعضاء حول مساهمات محتملة بجنود في قوة للامم المتحدة في دارفور في المستقبل. وقال مندوب السودان الدائم في الامم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم، لـ « الصحافة» عبر الهاتف امس ، انه لم يقم بارسال هذه الرسالة ، لكنه اشار الى وجود موقف معلن للسودان بالفعل يعتبر اية مشاركة في القوات عبارة عن نوع من العدوان ..انتهى خبر الصحافة..
يوم 6/10//2006/B]

Post: #5
Title: Re: بولتون فضحنا ...نسوى شنو غير الكذب
Author: عواطف ادريس اسماعيل
Date: 10-08-2006, 06:08 AM
Parent: #1



الكيك

صباح الخير

بولتون الشين دا عنده شنو غير الفضايح الله يكون في عونا من الشماتة البقينا فيها !

Post: #6
Title: Re: بولتون فضحنا ...نسوى شنو غير الكذب
Author: الكيك
Date: 10-08-2006, 02:40 PM
Parent: #5

انا فى القصة دى كلها مركز على اخونا لام اكول يا اخت عواطف .
بولتون لقاها مملحة لازم يبلعها ... لكن الملحها ليه منو ؟ ما السفير السودانى ودا سبب ظهور عبد المحمود الليلنا كل مرة براى جديد ..
وباقى هو يا دوب حيعرف سياسة الاخوان الازدواجية واحد يصلح والثانى يشوت او زى ما قال الصادق المهدى يؤشروا يمين ويلفوا شمال
..
امانى يا عبد المحمود مابتتعب مع الجماعة ديل ...

Post: #7
Title: Re: بولتون فضحنا ...نسوى شنو غير الكذب
Author: الكيك
Date: 10-09-2006, 00:34 AM
Parent: #6


عن الرأي العام
الاحد8أكتوبر2006م


تحت الضوء

من أرسل التحذير:

إزدواج دبلوماسي .. أم ''شطارة'' موظف؟!

بقلم: احمد يونس


ما زالت الرسالة التحذيرية الصادرة من بعثة السودان في الأمم المتحدة، التي تعتبر الإسهام في القوات الأممية المقترح نشرها في اقليم دارفور عملاً عدائياً، تثير جدلاً وعلامات استفهام كبيرة، ومع إن وزير الخارجية لام أكول نفاها بقوله (إنها لا تمثل وجهة نظر الحكومة)، لأنها تناقض فحوى خطاب الرئيس البشير إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، فإن مكتب السفير في الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم جدد التزامه بمضمون الرسالة التي وجهها مكتبه إلى الدول التي تزمع ارسال قوات إلى السودان، فهل يأتي نفي وزير الخارجية للرسالة ضمن سياق تصحيح خطأ دبلوماسي، على الطريقة السودانية (الشينة منكورة)، أم أن الرسالة أرسلت نتاجاً لصراع تيارات الدبلوماسية المتعددة، أم أن السفير الجديد في الأمم المتحدة يريد إثبات ذاته بأسرع وقت ممكن؟

فضمن الواقع الدبلوماسي المعقد الذي لا يكفي فيه مجرد التطبيق الجيّد لمبادئ الدبلوماسية المعروفة بل يحتاج إلى مهارات دبلوماسية تقارب لعبة البيضة والحجر ولا تقترب منها، ما قد يوقع السفير عبد المحمود عبد الحليم في (خطأ الشاطر)، أم أنه كدبلوماسي مخضرم لا يمكن أن يقع في خطأ سهل هكذا، وبالتالي يكون السيناريو ان الرسالة متفق عليها داخل كواليس صناعة الدبلوماسية السودانية، ونفي وزير الخارجية لها هو جزء من اللعبة على طريقة (يفلق ويداوي)، لتدعّي أنها كسبت الرهان، فهل كسبت الدبلوماسية السودانية، أم أنها خسرت المعركة؟

تقول الحكومة ـ سيما بعد صدور القرار 1714 من مجلس الأمن الدولي ـ انها كسبت معركة دبلوماسية على حساب الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب فشل الولايات المتحدة في استصدار مشروع بيان رئاسي شديد اللهجة يدين الخرطوم بشأن الرسالة التحذيرية التي وجهتها الى الدول التي تشارك بقوات بدارفور، لكن مجلس الأمن تبنى بالإجماع قراراً جديداً حول الأوضاع في السودان رحب بتمديد فترة نشر قوات من الاتحاد الأفريقي في دارفور حتى 31 ديسمبر القادم.

وأعرب القرار عن (القلق الخطير) إزاء ما وصفه باستمرار تدهور الوضع الإنساني في الإقليم، وكرر التأكيد على ضرورة أن تنهي جميع أطراف النزاع أعمال العنف والفظائع في المنطقة، لكن المراقبين يرون إن صياغة النص الجديد (هادئة) ولا ضغوط فيها، على عكس التصريحات في الأيام القليلة الماضية، ولا يتحدث صراحة عن إرسال قوات إلى دارفور، وإنما يقضي بتمديد بعثة الامم المتحدة في السودان حتى 30 أبريل القادم مع اعتزام تجديد التفويض لفترات إضافية.

لكن مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة جون بولتون أوضح أن السفير السوداني في واشنطون خضر هرون زار بشكل مفاجئ مقر الخارجية الأميركية وأبلغ الولايات المتحدة بتراجع حكومته عن تهديدات وجهتها في الثالث من أكتوبر الحالى لدول عربية وأفريقية، كان يتوقع أن تسهم بقوات ضمن قوات الأمم المتحدة مستقبلاً، وأن السودانيين يرفضون سياسة ترهيب الدول المساهمة بقواتها في دارفور وتهديدها برد عدائي، ووصف بولتون ما سماه التحول في موقف السودان بأنه مهم جدا، تسبب فيه الموقف القوي لأعضاء مجلس الأمن ما أدى إلى تراجع حكومة السودان عن فحوى الرسالة.

ودون التوقف في مقولات المسؤولين في البلدين فإن كليهما يعتبر ويفرح بنصره من الجهة التي يريد!

من جهة أخرى برز إعلامياً خلال الأزمة الحالية بين الحكومة والمجتمع الدولي وزير الدولة بالخارجية علي كرتي بعد أن كان صوته قد إختفى طويلاً إثر الأزمة التي نشبت إبان زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، بقوله إن اسقاط مشروع البيان الرئاسي الأمريكي يعد نصراً للسودان ضد امريكا التي ظلت في حالة مواجهة مع السودان، وهو موقف تجاوزته الامم المتحدة بالتعاون المباشر مع الاتحاد الافريقي، وقال ان واشنطن سعت الى استثمار ثغرة في رسالة السودان التحذيرية لتضييع زخم رسالة الرئيس البشير لكوفي عنان، وقال مصححاً: ان المقصود من الرسالة الدول التي ترسل قوات دون موافقة السودان.

ففيما نفي وزير الخارجية الدكتور لام أكول قطعاً كون رسالة التحذير تمثل وجهة نظر حكومة السودان لمناقضتها لخطاب الرئيس البشير لكوفي عنان، وإصرار السفير عبدالحليم على تحمل مكتبه مسؤوليته عن إرسال الرسالة، وقول كرتي إن أمريكا حاولت إستغلال ثغرة في الرسالة قام بإيضاحها، فإن الدبلوماسية السودانية ربما بفعل موقفها الرافض بقوة للقوات الأممية وربما بفعل مساومة (الطريق الثالث) استطاعت أن تحقق مكاسب تكتيكية ربما تجعلها تكسب زمناً، وربما تصل لحلول وسطى، لكن الداء الرئيس ظل يحكم حلقات إصدار القرار الدبلوماسي، فقد أقر السفير أن مكتبه أرسل الرسالة، ونفي الوزير ذلك، وقال وزير الدولة إن الرسالة بها ثغرة حاولت الولايات المتحدة إستغلالها، فما هي حقيقة الأمر يا ترى؟ هل أرسل مكتب المندوب الدائم الرسالة إجتهاداً، أم جهة ما غير وزير الخارجية هي من أمرته بكتابتها لحساب صراعات الشريكين، والمواقف المتباعدة بينهما في الموقف من القوات الدولية، أم خطأ دبلوماسي قد وقعت فيه مطابخ صناعة الدبلوماسية ولا تريد أن تصححه علانية، بل تريد أن تكابر عليه كما اعتادت مطابخ السياسة السودانية على عهد الإنقاذ، أم أن الإزدواج نفسه صار سياسة تنتهجها الحكومة للخروج من مآزق تجد نفسها فيها، (مجموعة تفعل، وأخرى تبرر، والثالثة تنكر). أم أن مقولة وزير الخارجية الأسبق سليمان أبوصالح ما زالت صادقة (لمصلحة من يعمل هؤلاء، فيفسدون ما تكون الدبلوماسية قد بذلت لأجله سنين عدداً في ساعات قليلة)، وكان يقصد الخطاب الإعلامي للإنقاذ، أما الآن فعلى ما يبدو فهنالك قوة تفعل ما تريد ليبلغ التشتت في المواقف وزارة الخارجية فيصبح لها أكثر من صوت وأكثر من لسان، فمن ياترى ينطق بلسان الدبلوماسية السودانية، السفير، أم وزير الدولة، أم الوزير، ثلاثة مواقف لثلاثة مستويات في الوزارة موجهة لجهة واحدة عن قضية واحدة وكلها تضارب بعضها؟!

الراى العام
الاحد 8/10/2006




Post: #8
Title: Re: بولتون فضحنا ...نسوى شنو غير الكذب
Author: الكيك
Date: 10-09-2006, 01:17 AM
Parent: #7


2006-10-09
الخليج

السودان بين سياسة الانفعالات والدبلوماسية الهادئة ... محمد الحسن أحمد


محمد الحسن أحمد

يبعث السودان في كثير من الأحوال رسائل سياسية للعالم تبدو وكأنها رسائل مرسلة إلى الاستهلاك الداخلي، مما يحدث ربكة وتصادماً مع المجتمع الدولي، في نهاية الاسبوع الماضي بعث برسالتين في وقت واحد للأمم المتحدة تحملان مضامين مختلفة واحدة للأمين العام ترحب باسم الرئيس السوداني ب “الدعم الذي ستقدمه الأمم المتحدة إلى بعثة الاتحاد الافريقي في السودان” وجاء في الرسالة ان الحكومة السودانية توالي حشد الطاقات من أجل عقد مؤتمر الحوار الدارفوري وفق ما نص عليه اتفاق سلام دارفور، وأنها “تبذل الجهود الحثيثة من أجل انضمام الفصائل الأخرى التي لم توقع بعد اتفاق سلام دارفور”.

وأكد الرئيس البشير في رسالته للأمين العام تطلعه إلى مزيد من الفهم المتبادل بيننا وبين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي حول أطر وهياكل التعاون المشترك ومعالجة السلبيات السابقة المتعلقة بطرق تناول الأوضاع في دارفور.

وفي ذات الوقت ابلغت الحكومة السودانية الدول الاعضاء في الأمم المتحدة عبر مندوبها الدائم في المنظمة: إنها في ظل عدم موافقتها على نشر قوة تابعة للأمم المتحدة في دارفور ستعتبر أي تطوع من أي بلد بالمشاركة في قوة سلام أممية في الإقليم عملاً عدائياً ومقدمة لاجتياح دولة عضو في الأمم المتحدة”، وأثارت الرسالة احتجاج الولايات المتحدة واعتبر مندوبها الرسالة “محاولة لتخويف دول مستعدة لإرسال قوات في اطار بعثة انسانية، وقال: إن موقف الخرطوم سيشكل تحدياً مباشراً لسلطة مجلس الأمن في جهوده لتخفيف المأساة في دارفور ويتطلب رداً قويا من مجلس الأمن”.

من جهة أخرى قال رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر سفير اليابان كنزو أوشيما: “إن الرسالة السودانية في رأي بعض الأعضاء مهينة، وغير ملائمة لغة ومضموناً” وانه كلِّف من المجلس للاجتماع مع سفير السودان لاطلاعه على اجواء الاستياء في مجلس الأمن من رسالة بلاده.

لا شك أن السياسة السودانية تبدو محيرة، فرسالة تتطلع إلى التعاون مع الأمم المتحدة، وأخرى في نفس اللحظة تحمل تهديداً وتحذيراً لكل الدول الأعضاء إن اقدمت على التطوع في اية قوة أممية يزمع المجلس ارسالها لدارفور! والسؤال لماذا تستعجل الحكومة كسب عداء الدول؟ أو لا تعلم ان مجلس الأمن هو أعلى سلطة عالمية مسؤولة عن السلم؟ وان قراراته واجبة النفاذ على كل الاعضاء فيه؟! أوما كان الاجدر ان تنشط الدبلوماسية السودانية لكسب رد الدول عوضاً عن التهديد والوعيد؟ وان تتمهل الحكومة فعسى أن تجد لها مخرجاً من الورطة الراهنة بوساطة المحاولات الجارية للوصول إلى توافق لا يتجاوز ارادة المجلس ويحفظ للحكومة كرامتها.

لقد كررنا الحديث عن ضرورة التهدئة والتعامل بمنطق التفاهم، والتفهم، ولكن الحكومة ما تلبث هنيهة حتى تفاجئ العالم بما يباعد بينها وبين المجتمع الدولي، وها هو بالأمس الاتحاد الأوروبي يتحرك ويدعو عبر خافيير سولانا مسؤول العلاقات الخارجية إلى فرض حظر الطيران الحكومي على منطقة دارفور ما يعني تحركاً ينم عن تصعيد في المواقف، فهل يا ترى ستقابله الحكومة بتحد من عيار التحدي الذي واجهت به مجلس الأمن فتعلن ان الدول الأوروبية عدوة للسودان وانها ستتعامل معها بهذا المعيار؟.. ترى ماذا تملك الحكومة السودانية من أدوات للضغط على الدول الأوروبية حتى تتحسب تلك الدول لتهديدات السودان؟

دعونا ننظر في المردود الذي يمكن ان تحصده الحكومة من وراء التحذير والتهديد الذي بعثت به إلى كل دول العالم، فماذا نجد غير أنها قدمت سبباً قوياً للولايات المتحدة الأمريكية لكي تطلب اجتماعاً عاجلاً لمجلس الأمن للنظر في الموقف غير المسبوق من الحكومة السودانية في مواجهة مجلس الأمن مما حدا بسفيرها في المنظمة إلى الكشف عن عزم بلاده مطالبة المجلس باتخاذ قرارات فورية إزاء التحدي السوداني معتبراً أن عدم رد المجلس على التحدي سيؤدي إلى فشل قرار التمديد للقوات الافريقية في دارفور، وحذر من أنه إذا تبين أن مجلس الأمن أو منظمة الأمم المتحدة عاجزان عن أداء عملهما بفاعلية سيحين الوقت ليسأل المهتمون بمأساة دارفور هل يمكن اعتماد احتمالات اخرى لمعالجة الأزمة؟

وبعيد سويعات من هذا التهديد الأمريكي والتوتر المتصاعد داخل أروقة المنظمة أطل المندوب الأمريكي من جديد على الاعلام ليعلن ان السفير السوداني اتصل بالخارجية الأمريكية معلنا التراجع عن فحوى رسالة التهديد والوعيد للدول الاعضاء، ما يعني أن السياسة الخارجية السودانية لا تخضع لدراسة معمقة وانما تمليها في كثير من الأحيان ردود فعل متعجلة وغير محسوبة وتتجاذبها بالخوض والقرار فيها جهات لا صلة لها بالدبلوماسية ونظمها وحتى فهم مواثيق الأمم المتحدة وموازين القوى التي تسود العالم!

إن أكثر ما نخشاه، أن تتواصل سياسة العنتريات التي تضر ولا تنفع ولا بد أن يتحد خطاب الداخل والخارج في تناغم وان يكون الهدف هو انهاء ازمة دارفور لا الانصراف عنها في عراك يجعل البلاد تجد أن التمديد الذي منح لثلاثة اشهر قد انقضى والحكومة في حالة اضطراب بين سياسة البحث عن مصالحة مع رافضي اتفاق ابوجا والمطالبة بعقابهم ومبارزتهم، فضلاً عن الاستمرار في المبارزة مع المجتمع الدولي.