المقتول ما بيسمع الصائح....حالة المؤتمر الوطنى

حديث المدينة
والله العظيم أنتم مخدرون ..!!¸

عثمان ميرغني





د. نافع على نافع أهال مزيداً من التراب على رأس الأحزاب السودانية.. في حديثه أمس الأول أمام طلاب المناقل.. ولسان حال الأحزاب التي يشتمها ( ما لجرح بميت ..إيلام) ..فهي وبكل أسف .. أسوأ كثيرا مما وصفها به د. نافع ..!!
لكن مع ذلك في تقديري أن د. نافع وحزبه المتحكم .. المؤتمر الوطني .. هم في مأزق أكبر من الأحزاب نفسها ..لأنه وبحجم حزبهم الكبير .. أكبر قدرة على الضرر والتدمير.. ما تحطمه الأحزاب في عام يدمره المؤتمر الوطني في يوم.. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم..
ومأزق المؤتمر الوطني ناتج من أنه معتقل في إسار قيادة صارت هي نفسها تاريخية .. و(مَتْحَفِية!!) تماما بذات الصفة التي أطلقها د. نافع على قيادات الأحزاب الأخرى .. ليس بعمر القادة الذين يتحكمون في حزب المؤتمر والحكومة فحسب ..بل في كونهم وإن كانوا أبناء جيل خلف ..إلا أنهم ورثوا نهج سلفهم وأمسكوا به بأسنانهم فهم يعيدون انتاج الأخطاء بكوارثها..
أقرأوا أقوال نافع أمام الطلاب أمس الأول .. وأحجبوا التاريخ عنها .. تجدونها تصلح تماما لتكون خبرا في صحيفة في الخمسينيات .. أو الستينيات .. ذات التجربة السياسية القائمة على التنابز والمكايدة السياسية وألهاكم التكاثر حتى زرتم المنابر.. ذات التجربة التي تقبر المؤسسات وتطيل اعناق الأفراد .. فيصبح الحزب على قامة قياداته .. وإن هم انحنوا أو سقطوا .. انحنى أو سقط الحزب بهم..
لنترك الأحزب الأخرى .. ولنسأل نافع .. ماهو الفرق بين نهج القيادات (المتحفية) (على حد وصفه) للأحزاب الأخرى .. وبين القيادات غير المتحفية في حزب المؤتمر الوطني ؟؟ الفرق فقط في حجم المال والسلطة ..!!
حزب المؤتمر الوطني بيده القلم .. وكان في وسعه أن يقيم الحجة على الأحزاب الأخرى بأرشد ممارسة ديمقراطية .. تتسع فيها قامة الحزب على قدر العقول التي يزخر بها .. ويكبر الرجال فيه على قدر سعيهم في صناعة مؤسسات مرجعية وحاكمة لا يخشى تحت سقفها رجل على نفسه من ضميره ..مؤسسات محكومة بالقانون والعدل..
لكن الواقع الآن أن المؤتمر الوطني وهو أكبر الأحزاب مالا وسلطة وقبضة.. فيه بضع رجال حاكمون.. وأرتال يرددون الكورال وراءهم .. وجميعهم يدرك جيداً انه على قدر طاعته وصمت ضميره وعقله يرتفع ..وإذا استيقظ ضميره لحظة ونطق كفراً .. سيحال الى سكة المهمشين ..
حتى الحركة الاسلامية التي كانت صاحبة العلامة التجارية لكل الذي حدث بعد 30 يونيو 1989 .. تحولت الى نقابة لموظفين يعلمون جيدا ان تبسمك في وجه (رئيسك!!) صدقة .. وأن لسانك حصانك .. إن صنته صانك ..فهم يصونون ألسنتهم في أفضل الورش ..
الذي ينقص د. نافع وصحبه الميامين .. مرآة .. يضعونها أمامهم ليروا أنفسهم بغير أعين الحاشية التي تصفق لهم .. سيرون منظرا آخر غير الذي يقال لهم .. لكن - وبكل أسى - حتى عندما يقرأون مثل كلماتنا هذه لا يخامرهم أدنى شك .. في أنها مجرد كلمات (طابور) و (مخذلين ) .. وعملاء.. وصف طويل من الكلمات المتشابهة .. ترفع عن ضميرهم حرج الاحساس بأنهم كأي بشر خطاؤون ..
سيدي د. نافع .. استيقظوا قبل فوات الأوان .. والله العظيم أنتم مخدرون .. أو منومون مغناطيسياً ..(17) عاما من السلطة المنفردة تخدر الفيل نفسه .. لا مجرد بشر ضعيف..استيقظوا قبل فوات الأوان .!! ے

هذا العنوان اخترته لمقال عثمان ميرغنى القوى والذى كان بعنوان والله انتم مخدرون وهو موجه للاساذ نافع الزعيم الاخوانى النافذ فى حزب المؤتمر الوطنى ردا على معاركه الانصرافية مع الاحزاب الاخرى والتى ينسى فيه نفسه ..
والاخ عثمان هنا يطالبه بالا ينساها وعليه النظر فى المراة ..
وللجيل الجديد الذى لم يسمع بهذا المثل السودانى الاصيل المكتولة ما بتسمع الصائح اشرح بعض المعانى من هذا المثل المتاصل فينا اجتماعيا .. عندنا فى السودان وقبل اختراع الراديو واجهزة الاتصال الحديث وعندما يموت احد الافراد ولكى يعلم كل الناس بفراقه لهذه الدنيا يتم اختيار احد الاشخاص بان يركب على جمل او حمار ويذهب للقرى والفرقان المجاورة ويصيح.... وووررك ووورروك الحى الله والدايم الله فلان الفلانى راح فى حق الله .... ويطلق عليه اسم الصائح وبالدارجى السودانى الصايح ..
وعندنا فى شمال السودان الصايح يركب على الحمار ويطوف القرى المجاورة لاعلام الغير بان فلان راح فى حق الله وهو الحق الدائم ..
وكانما ارى عثمان ميرغنى يصيح وووررك ووورررك الحى الله والدايم الله المؤتمر الوطنى راح فى حق الله ..
ولكن الميت او المقتول لا يسمع الصائح

الاخ الكيك
سلام
والمختصر المفيد
السودان بين وعيين
السودان القديم واخر وجوهه القبيحة المؤتمر الحاكم
السودان الجديد والقوى الديموقراطية الحقيقية التي تعبر عن الغالبية الصامتةفي السودان(قوى الهامش) واقرب لها مشروع الحركة الشعبية الذى تراجع كثيرا بعد موت قرنق وتقاعس احزاب الشمال المتحالفة معهم في التجمع ..

ولازال الحزب الذى يمثل السودانيين حقيقة في رحم الغيب

سمكرة
في انتظار كاديما السوداني .....واعني حزب الاكاديمين الحقيقيين... الذى يفصل العلم عن السياسة اصلو امر الدين مفروغ منو..اضحى تجارة بايرة لا توجد الا في وعي من يروجها ذى ناس منبر السلام العادل الفاسدين.. وفعلا االضرب علي الميت حرام .والحديث ذو شجون

الاخ عادل
اشكرك على التعليق وانت والفاهمين عارفين النتيجة سلفا ونهاية اى نظام شمولى وكيف تكون ..لكن فى السودان الان فقر وافقار لكل الناس وكنز وجمع ثروات هائلة لقلة من الناس دون حسيب او رقيب جعلت معظم الناس تعيش فى محنة وتفكير محبط يتراكم كل يوم مثلما حدث فى الاتحاد السوفيتى ودول شرق اوربا والتى عندما تراكم العوز والشدة تساوى عند هذه الشعوب الموت والحياة فخرجت للشارع وسقط النظام نحن الان وصلنا الى الدرجة القصوى من هذا التراكم ..وطريقة نافع فى الردود على الاخرين فى الايام الاخيرة تدل على فرفرة خراج الروح وربنا يعصم السودان ويعيد لاهله الجلسة الحلوة والابتسامة من جديد قوول امين