هوى ليلي....وهوى المؤتمر الشعبي...مرتضى الغالي

مسألة / الإثنين
مرتضى غالي

الحرج الذى يواجهه من يغتاظ من (الاقوال الجديدة) لقادة المؤتمر الشعبى وامينهم العام قياساً على (الافعال القديمة) هو ان يقال فى وجه كل من يريد ان يتعجب او يعترض : من اعطاك الحق فى قفل (باب التوبة) امام المؤمنين العصاة وحتى (اصحاب السوابق) والمرتدين والناكصين والمؤلفة قلوبهم والمؤتفكة والصابئين ؟!
وحقيقة فانه لا احد فى الدنيا يمتلك الحق فى صفع الباب على اوجه التائبين فى ما يتصل بالسرائر و(نجوى القلوب) ولكن من اول شروط التوبة حتى فى عزائم الدين الاقرار بالذنب ورد الحقوق الى اهلها والندم على ما فات واشهار عدم العودة الى مقارفة الجرائر وكل هذه الشروط والمستحقات موجهة للمجتمع حيث ان اضرار الافعال المنكرة تقع على الناس وهم الذين يدفعون ثمنها من حقوقهم ومن ممتلكاتهم وارواحهم ومن اموالهم ومن مستقبلهم ولا شك ان قيادة هذه الفرقة كانت على رأس كثير من الجوائح والبوائق التى لازال المواطنون يدفعون اثمانها الباهظة والمطلوب هو الوقوف عند هذا الاعتراف والاستعداد للمساءلة عليه قبل ان نسمع عنهم ما نسمع من المطالبات بالحرية والحديث عن (المظالم الناعمة) التى يشكون منها الان وترديد مطلب الحرية وطلب الالتفاف على برنامج وطنى وتجديد شباب الحركة ووصف الاحزاب السياسية بالضعف والاختلال فى (جهازها العصبى) وغياب الروباط التى انشأتها والحديث عن فتنة السياسة لاهل الدين و(دخولهم الاسواق) وقول الامين العام بان الحضارات لا تبنيها الدول ولا السلطة بل تبنيها القوى السياسية الاجتماعية وحديثه عن خطأ قسمة القبائل وتكوين المليشيات والخوف على السودان من التمزيق والاغرب حديثه بان الحكومة تحاول تشتيت معارضيها بالاغراءات والترضيات ثم دمغه للجنوب بانه ليس فيه فكرة والحركة الشعبية بغياب المنهج الاقتصادى والاحزاب بالهوان ومن قبل كان يشير الى انعدام أي خير فى مجتمع السودان المدنى والى غياب تاريخ السودان عن الوجهة واعتماد رموزه على مسايرة (جهل الجماهير) ... ثم الدعوة الان الى الديمقراطية فى الحياة السياسية والديمقرطية الاقتصادية والحرية فى العالم و(الرفق بالقوارير) وهلمجرا ... !!!
... ماذا كان الموقف طوال البقاء فى سدة الحكم من الحريات السياسية والاقتصادية والعلمية ومن دعم واحترام الاحزاب وتوقير المجتمع المدنى والقسمة العادلة فى الثروات والحظوظ وفرص الحياة ... ؟؟!
(تهوى ليلى) وتنام الليل ؟! وحقك ذا طلبُ سمج ... !!

هلا يا الكيك

قيل أن شر البلية ما يضحك، وبعد ما رأينا وعشنا في عهد هؤلاء نقول أشر من ذلك ما يجعلك في نصف المسافة بين الضحك والبكاء