العمالة الإجنبية وعز الوطن

* عديد من الشركات تعمل في سوق استجلاب العمالة الاجنبيبة. ومكاتب العمل التي من المفترض ان تكون هذه مهمتها نجدها فارغة وعمالتنا المحلية تشكو الفاقة ومكدسة في عديد من المناطق ووسط الاسواق ومجمعات الحرفيين في انتظار اي عمل يومي او عقد عمل دائم. عشرون شركة او يزيد تعمل في سوق العمل السوداني في الوقت الذي يتم فيه تشريد عمالنا المهرة (بالكوم) ان كان من مؤسسات القطاع العام او الخاص ليذهب هؤلاء اضافة الى جيش فاقدي حق العمل المنتظرين على رصيف مستودعات العطالة والمفصولين وبقية شهادات الاقصاء المختلفة التي سنتها مخططات السياسة الاقتصادية الحالية ومنفذيها.
* عندما تحدثنا عن نزيف التشريد والذي صار ظاهرة بائنة للعيان كان مقصدنا التنبيه الى عملية الاحلال التي تتم في سوق العمل واستبدال العمالة المحلية بما يسمى عرفا بالعمالة الرخيصة والتي تعمل تحت اي ظرف وبأي اجر قادمة من بلاد الركود الاقتصادي والدول التي اكثر فقرا من حالنا الذي نعيشه الان ويتم استجلابها (العمالة) دون خبرة ولا تأهيل ودون اي سلامة صحية شخصية (اشارة للمخاطر التي تدخل البلاد في مثل هذه الحالات) كاستجلاب الايدز وعلى ذلك هنالك دلائل عديدة فما بالك وسط قوى بشرية عاملة في المصانع والقطاع الخدمي المرتبط بصحة الانسان السوداني خاصة في المرافق الصحية كالمستشفيات والمستوصفات الخاصة او معامل الادوية .. الخ، هذا اذا اضفنا شيئا اساسيا وبلادنا تستقبل مثل هذه العمالة وهي الخبرة والمهارة المهنية التي ليس عليها رقابة انو منهج تثبيت من الجهات الادارية الرسمية فتلك العمالة المنتشرة الان قد عمت قطاع الانشاءات والطرق وقطاعات كانت محتكرة لعمالنا المهرة كقطاع الكهرباء والزراعة والري.
* عمالنا يشكون من الفاقة والتعطل ويسمح بعد كل ذلك باستجلاب عمال النظافة وبالمقابل تقوم السلطات بمطاردة صبيان البضائع الهامشية الذين ليس لهم بدائل و (الكشة) لستات الشاي دون بديل. ونحن نرى الاجانب يعملون في تلك المهن التي لا تحتاج مهارة ومع ذلك يدفع لها بالدولار، والجهات التي تستجلب هذه العمالة الاجنبية البعض منها نشأ (بروس) وهناك جهات تستجلب (الانفار) دون اي مكون ولا حوجة للسوق بل (تفكهم) حسب الطلب دون اختصاص على ما في ذلك من مخاطر اجتماعية، تعكس الفوضى التي عمت سوق العمل واستغلال قانون الاستثمار والقوانين الاخرى التي نفذ من خلالها البعض ليلعب بهذه الممارسات على حساب عمالنا المحليين ممتلكي المهارة والتجربة والحس الوطني، ارحموا العز القومي يا هؤلاء!!.

* ناشط فى مجال الحقوق النقابية وحقوق الإنسان *