وهج الدهشة بمعرض الزهور والجوع يسحق المهمشين

وهج الدهشة بمعرض الزهور والجوع يسحق المهمشين


03-14-2008, 12:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1205494231&rn=0


Post: #1
Title: وهج الدهشة بمعرض الزهور والجوع يسحق المهمشين
Author: من الله عبد الوهاب
Date: 03-14-2008, 12:30 PM

درجت جمعية فلاحة البساتين السودانية ان تقيم معارض سنوية للزهور يحس الزائر عند زيارة هذه المعارض الانيقة يحس ان الجمال فينا لن ينضب وبتجواله وسط هذا الكم من الازاهر النباتية والمعرض الذي يزدان جمالا بحضورهن المميز يصير الزائر جزءا من هذا المكان ذو الرائحة الفواحة بعبيرها تجعل الانسان ينسى همومه اليومية والواقع الحياتي الذي اصبح كالقرين لا يفارق اهل هذا البلد صباحا ومساء فالتحية لهذه الجمعية التي دائما ما تبعث الجمال فينا كل عام ولكن يبقى هذا النشاط محدودا من حيث اختيار المكان فالموقع الذي اختارته الجمعية لهذا المعرض (الحديقة النباتية) يصعب على العامة والبسطاء الوصول اليه وارتياده وفي ظني ان المقصود بهذه المعارض ليس هو المظهر ولا الترف الذهني والمقدرة الاقتصادية بل مقصد هذه الجمعية هو تعميم ثقافة فن زراعة الجمال في النفوس وفي الارض اذن وكي تنداح هذه الثقافة بمعناها العام على المبادرين والمشاركين من هواة فن تنسيق الحدائق وفن ديكور نباتات الزينة وبقيادة الجمعية ان ينحوا منحا اخر يمكن عامة المواطنين من ارتياد مثل هذه المعارض ويشركوهم في لحظات فن المشاهدة وذلك بالذهاب حيث مواقع سكنهم ليصنعوا لحظات الدهشة فيهم وليحولوا تلك الممارسة المميزة الى هواية شعبية وليت الامر يشمل كل قطاعات المبدعين فيأخذ الفنانين من تشكيليين وفنون جميلة عامة يقيمون معارضهم في الساحات العامة وسط جماهير الشعب للتواصل مع الاحساس الجماعي وليمتلئ العارضون بالاحساس الشعبي التلقائي بدلا من العروض في تلك الغرف الباردة التي تقتل الاحساس بالمكان بالاضافة الى ما سوف تخلفه تلك اللوحات والنحوت الجمالية من خلق ضمير حي بما تتضمنه من مكنونات للخير ليصبح ذلك التقليد مبعثا جديدا لكل الفنون بعرض ابداعاتها في الميادين العامة ليشاهدها ذلك الكم الهائل من الاطفال المحرومين من رؤية ما يقدم في مسارح المدن المحظوظة ولتخرج النساء (بارتياح) من محاجرهن وينكسر ذلك الحصار الجبري المضروب على الاسر نتيجة ضيق ذات اليد حيث اصبح الترفيه لاغلب الاسر ذات الدخل المحدود ضربا من الترف بعيد المنال وقد سبق ان قامت فرق مسرحية مثل مجموعة ابادماك بعرض اعمالها في الشوارع والميادين وامها جمع غفير وعلى ذلك المنوال نرى انه من الممكن ان تقوم الروابط الجامعية عبر رحلاتها العلمية والاجازات الصيفية بعمل ثقافي كبير مهما كانت بساطة تنظيمه واخراجه المهم ان تصل الفكرة وتدخل الفرح في تلك النفوس التي سأمت حياة الضنك والعذاب جريا وراء لقمة عيش هنيئة وكاد ان يصبح داخل كل نفس بشرية خواء لا حدود له نتيجة لحياة رتيبة قصد منها افراغ كل ما هو جميل وقتل كل ما غرس من اشراقات ونما من ابداعات من ضمير هذا الشعب النبيل فالشكر لجمعية فلاحة البساتين التي دائما ما تصنع فينا هذا الجمال وتطلق فينا وهج الاشواق الحبيسة في بساتين الروعة.
*ناشط في مجال الحقوق النقابية وحقوق الأنسان *