سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...

سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...


03-07-2008, 10:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1204925418&rn=19


Post: #1
Title: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:30 PM
Parent: #0

حرت وأنا أبحث لأيام كيف أشبه ما جري في مدينتي salem أيام محاكم التفتيش وما حدث في بلدي أيام التمكين في الإنقاذ,وكدت أطير من الفرحة وأنا أقلب صفحات أرشيف سارة عيسي..وجدتها..وجدتها وكأنها تقرأ أفكارنا..
وهنا أورد بعض مقالات سارة لكي يستمتع بها من فاته ذلك..
مودتي
سيف

Post: #2
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:32 PM
Parent: #1

منظر بثته قناة العربية ، ظهر فيه مواطن سوداني ملطخ بالطين ، وهو يتكئ علي ظهر مركب ، بعد أن أغرقت السيول فناء بيته ، يخاطب الجهات المسؤولة قائلاً :
(( نحن لا نريد منها غير جوالات فارغة لنضع فيها الحصى والرمل لمجابهة الفيضانات ))
هذا هو الشعب الذي تقوده الإنقاذ ، وتدعي أنها تقود معركة الكرامة والسيادة باسمه ، لا يريد منها شيئاً سوي أكياس فارغة ، لا يريد منها حرباً في دارفور أو الجنوب ، لا يريد منها جعجعةً أو طحناً ، بل يريد أكياس غير مملوءة بالطحين و الأرز ، يريدونها فقط فارغة ، حتى يستخدموها كسلاح من أجل مقارعة فارس الطبيعة الذي يكترث لحاكمٍ أو محكوم ، أنه شعب كريم الذي يغالب الجوع ويربط بطنه بالحجر ولا يطلب من حكومته سوي جوال فارغ من المحتوي ، ومستوى الدناءة يزيد ويضئ لنا باللون الأحمر إن عرفنا أن هذا المطلب البسيط لم يجد الرد اللائق ، وقد حدث ذلك ، فكارثة ارتفاع مناسيب النيل يتصدى لها الجنرالات في الفضائيات ، ويقولون للشعب : لا تقلق فنحن نسيطر علي الوضع !! أو بالأحرى يحملونه المسؤولية عندما يذكرونه : ألم نقل لكم ارحلوا عن هذه المنطقة ؟؟ وحذرناكم أكثر من مرة ؟؟
قبل أن نرسل الجيوش المحاربة إلي دارفور ، وقبل أن نفتح المعسكرات للمتطوعين ، أليس من حقنا أن نعرف وضعية مدن مهمة مثل الخرطوم وسنار وسنار ود مدني ودنقلا وعطبرة علي خارطة السودان ؟؟ فهل نتركها تذهب سدي تحت رحمة السيول والفيضانات ؟؟ أم أن مجابهتنا للعدو الوهمي في دارفور تجعلنا نأمن غدر الطبيعة ؟؟ ، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، ولا عدو لنا إلا في دارفور .
فإن كانت بلادنا تواجه خطر المحو من الوجود بسبب ارتفاع مناسيب النيل ، والبقية منها سوف تذهب لمنازلة الأمم المتحدة في دارفور ، فهل يا تري أرتقي إعلام الإنقاذ و عاش مع الشعب محنته العصيبة ؟؟ ، بالتأكيد لا ، فهناك شئ لم تنساه ذاكرة الذين حكموا السودان منذ ليلة الثلاثين من يونيو 89 ، حكوا لنا كل شئ عن حياتهم وبالتفاصيل ، ومن خلال الإعلام المقروء والمكتوب والمتلفز والمسموع ، عرفنا عدد زوجاتهم ، وكم أنجبوا من الذكور وكم رُزقوا من الإناث ، عرفنا ماذا يأكلون ويشربون ، لونهم وفريقهم المفضل ، أغانيهم وموسيقاهم ومستوي تعليمهم ورقي ثقافتهم ، فإن الهرم يدفع الإنسان أن يسرد للسامعين كل ما مضي ، وأخبث الهرم أن ينال منك وأنت تسوس الناس ، فنقل اللهم أعوذ بك من أرذل العمر .
عندما يطالعنا إنسان مثقف مثل الأستاذ/ربيع عبد العاطي ويقول لنا في الفضائيات إن الإنقاذ ترفض نشر القوات الدولية في دارفور بسبب معارضة الشعب السوداني لهذا القرار فإنه يستهزئ بعقولنا ، ويظن أننا قد خرجنا للتو من جلسة غسيل مخ في أحد معسكرات الحزب الشيوعي في أيام خروتشوف وبرجنيف ، هناك مواطن سوداني يريد من حكومته جوال فارغ حتى يصرف المياه عن باب بيته ولكنه لم يجده ، وهناك آخر مات في المستشفي لأنه لم يجد الطبيب الذي يسعفه ، وطالب انتحر في مدينة الدويم لأنه لا يملك مصاريف الدراسة .
إذا أردت أن تعرف أين هو الشعب السوداني فعليك بقراءة صفحة الحوادث في الصحف اليومية ، وأحصي عدد من ماتوا و قُتلوا ، وتفحص أسماء الذين ينشرون نداءات الاستغاثة في الصحف تحت اسم ..عاجل لأهل الخير والإحسان وذوي القلوب الرحيمة ..مواطن يعيل أسرة من عشرة أفراد يحتاج إلي إجراء عملية عاجلة تكلف خمسة مليون جنيه .
هذا هو الشعب السوداني الذي نتكلم باسمه ، ونجبي منه الزكاة والضريبة ، ونقوده إلي أذيال الموت تحت مسميات الجهاد والفداء .
الإعلام السوداني لم يتغير بسبب الكوارث المختلفة التي ألمت بالشعب السوداني ، فالحفلة التي أُقيمت يوم أمس علي شرف الإعلاميين القادمين إلينا من الخارج دلالة علي عدم الجدية والاكتراث بما يدور في أرضنا من نكبات ، يجب أن لا يفهم من كلامي أنني ضد الغناء والرقص والتمايل فوق قامة الفنان ، ولسنا ضد أن نري صاحب عمامة وهو يسدل لحيته الطويلة ويرقص حتى نري ما خفي وراء ثيابه من بطن يحسده عليه الجوعي أو عجز هو حسنة بالنسبة للنساء ، ولكن كما قال الشاعر للفرح وقت وللحزن أوقات . فعيب علينا أن نرقص ونغني وهناك حي كامل في مدينة سنجا احتواه السيل وتحاصره الثعابين السامة ،و أنا هنا لن أتحدث عن ما يجري في دارفور حتى لا أتهم بالعنصرية والجهوية .
إن من يريد الشعب لمعركة عظيمة عليه أن يعرف ماذا يريد هذا الشعب وكيف يعيش ؟؟ وكيف يتدبر قوت يومه ، قبل أن نعجزه بالمستحيلات ، ولا أظن أن سياسة (( جوع كلبك يتبعك )) التي تنتهجها الإنقاذ مع الشعب السوداني سوف تُعطي ثمارها ، هذا الكلب سوف ينهش جسد سيده يوماً إذا لم يجد ما يأكله .
سارة عيسي

Post: #4
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:33 PM
Parent: #2

لم تكن الحاجة ( بتول ) تعلم أن ذلك التاريخ سوف يوافق آخر يوم في حياتها ، لقد كانت تشكو من ألم شديد تحت الإبط ، سببه كيس دهني ملتهب ، زارت الطبيب الجديد في المستشفي ، وعندما عاين مكان الالتهاب بسّط لها الأمر ، وتعهد لها باقتلاع هذا الورم في أقل من ربع الساعة .لقد فعلت حاجة ( بتول ) خيراً عندما اصطحبت حفيدتها الصغيرة ، علي الأقل استطاعت أن تودع آخر فرد من عائلتها .
نامت علي الأريكة وأغمضت عينيها ، بعد أن تشهدت ، طلب منها الطبيب الاسترخاء وعدم القلق ، حتى لا يرتفع ضغط الدم ، حقنها بجرعة مخدر كامل ، وبعد سريان الجرعة بثوان شُحب وجهها ، فأمسكت بعنقها وشعرت بالاختناق ، تحرك جسدها يميناً شمالاً وكأنها تصارع شبحاً غير مرئياً ، شَخُصَ بصرها إلي السماء ، وصدرت منها حشرجة قوية وأومأت برأسها ، كأنها تريد أن تقول شيئاً فخانتها الكلمات وانعقدت ربطة لسانها فماتت وسط ذهول الطبيب المبتدئ ، الذي كان لا يعرف أنها مصابة بالتهاب رئوي حاد ( أزمة ) يُحظر معه استخدام مخدر كامل ، قفز الطبيب من النافذة بعد أن أخبر أحدهم بأن هناك امرأة ميتة في عيادته ، هرب وتواري عن الأنظار لئلا يفتك به أهل الفقيدة .وصُدمت أسرتها بالخبر المفاجئ ، فقد ذهبت الفقيدة إلي الموت برجليها كما قالوا في بيت العزاء .
هذه قصة بسيطة جرت وقائعها في إحدى المدن ، وبسبب الإهمال وتردي جامعات الطب في بلادنا تحّول الأطباء إلي فرق للموت ، ينفذون أحكام الإعدام السريعة من غير رحمة وبلا شفقة ، من غير شهود أو جلسة استماع بحضور المحامي ، لن ألوم الأطباء في عهد الإنقاذ ، فالدمار والخراب في السودان طال كل المؤسسات ، بما فيها الطبية والتعليمية .
عندما يجري التلفزيون السوداني لقاءً مع مثقف سوداني ، ويعرض لنا جزء من سيرته العطرة ، بعضهم درس القانون في جامعة هارفارد ، والبعض الآخر يعمل في وكالة ناسا للفضاء ، ذلك غير الطابور الطويل من الجراحين وأصحاب الاختصاصات النادرة ، يظهرون ببزات جميلة وربطات غالية الثمن ويحكون لنا قصة حياتهم ، و هم لا يتحدثون إلا عن مجهدهم الشخصي وتجربتهم مع الحياة .
عندما ماتت الحاجة ( بتول ) في عيادة الطبيب لم يكن هناك علماء ، لم نري هؤلاء الجهابذة والبروفيسورات الذين لهم باع طويل في تخصصاتهم ، إذاً ما هي الفائدة من العلم إن كنا نجهل مقدار المخدر الذي يُحقن به مريض الالتهاب الرئوي ، وماذا نفعل بشهادة ورقية من هارفارد أو حتى أكسفورد إن كنا نقف عاجزين أمام حالة مرضية في يوم ما كان يعالجها ممرض مبتدئ لا يحمل من التعليم سوي شهادة الثانوية العامة ، أن النخب المتعلمة في السودان مصابة بمرض التباهي (showing up) ، لأنها لا تحمل الإحساس الإنساني الذي يجعلها تستخدم هذا العلم لمصلحة المواطن السوداني ، رحِم الله حاجة ( بتول ) وتولاها برحمته ومغفرته . مضت إلي لقاء ربها الواحد القهار ، من غير وداع ووصية .
عندما نتحدث باسم الشعب السوداني ، ونزعم بأننا ندافع عن كرامته وسمعته ، وتحرره وعزته ، علينا أن نسأل أين هو الشعب السوداني ؟؟ هل يا تري في زعمنا نشير إلي أولئك الذين يعيشون في الكهوف في جبال النوبة ؟؟ وهل نعني أهل الليري ونمولي والأنقسنا و ( الله كريم ) والكلاقي وأم طلوح ؟؟ أم أن مصطلح الشعب السوداني نقصد به الذين يعيشون في المنشية والرياض وحي كافوري والثورات ويثرب ؟؟ والذين يتظاهرون كل يوم بين شارعي الجمهورية والبرلمان ؟؟
لن تدخلوها بسلام أبداً ، هكذا قالت متظاهرة حزب المؤتمر الوطني لمراسل قناة الجزيرة ، وهي تذرف الدموع وتبكي من الحرقة ، الذاتية مرض عضال ، فإن خرجنا إلي الشارع وكتبنا اللوحات الجميلة وقلنا : فريزر أرجعي إلي بلدك فلماذا لا نسمي الأشياء بأسمائها ، ونعترف بأن خروجنا للتظاهر تم بإرادة ذاتية ، محصلتها هي الاحتفاظ بالمصلحة الحزبية الخاصة ، من منصب مرموق ، وسيارة فخمة ، وبيت مملوء بالخدم والحشم ، أما المواطن المعني بهذا التدخل في دارفور لا يعلم شيئاً عن ما يجري في مجلس الأمن ، بل لا يعلم أن هناك شئ اسمه جينداي فريزر زار الخرطوم ، لأنه محروم من كل شئ يربطه بالحياة ، لا توجد شبكة كهرباء أو طرق ، ولا يملكون هواتف نقالة حتى يأتيهم اتصال من شخص غامض يطلب منهم الخروج للتظاهر في وجه الزائرة الأمريكية .
الفاصل بين الذين خرجوا للتظاهر وبين الذين لم يخرجوا أشبه بجدار برلين ، في القوة والمتانة والصيت ، لأنه فاصل حقيقي بين الذين يملكون كل شئ وبين الذين لا يملكون شيئاً ، هناك فرق كبير بين مواطن يعيش في بيت كبير وهو يقلب المحطات الفضائية في ساعات متأخرة من الليل ، يذهب أولاده إلي المدرسة في كل صباح ، ويذهب هو إلي عمله مزهواً ويقبض الراتب والعلاوة والبدلات ، فيوسع علي أهل بيته في آخر الشهر بالفاكهة والتمر والحلويات ، وبين مواطن يعيش تحت خرقة خيش قديمة ، من غير ماء أو طعام ، والخروج من المعسكر مخاطرة كبيرة ربما تكلفه حياته ، لا يستطيع جمع الحطب لتدفئة أبنائه الصغار ، فالذين خرجوا في شارع علي عبد اللطيف هم غير الذين ماتوا من البرد والجوع في دارفور ، وغير الذين ماتوا في المستشفيات لأنهم لا يملكون ثمن الدواء أو بسبب الإهمال كما حدث للحاجة ( بتول ) .
إن الشعب السوداني ليس في حاجةٍ للكرامة ، إنها ليست خبزاً أو دقيقاً ، وكلمة معنوية قرأناها في الأدب العربي وكرهناها في دنيا السياسة ، مصطلح فضفاض يجعلك تجري وراء ماء بقيعة يحسبه الظمآن ماء وليس هو بماء ، قُتلت كرامة الشعب السوداني في ليلة الثلاثين من يونيو 89 ، فعشنا تحت الذل والإهانة ، اُغتيلت طالبة بجامعة الخرطوم فلم نحرك ساكناً ، قتلوا بعدها كل من سليم وطارق فطأطأنا رؤوسنا وأثرنا سلامتنا الشخصية ، وسكتنا بعد أن ملأنا الخوف ، مات آلاف الناس في حرب الجنوب ، ذبحوا عشرين مواطناً في بورتسودان ، واستمر ياجوج وماجوج يعيثون في الأرض فساداً . فها هم الآن قد تذكروا كلمة ( الكرامة ) ، فهم يقايضون حياة الذل التي أذاقونا لها بميتةٍ من أجل الكرامة ،لا يريدون أن يخسروا شيئاً ويستخدمون الشعب السوداني كدرع بشري في سبيل بقائهم في السلطة ، لماذا لا يكون الحل هو ذهاب حكومة المؤتمر الوطني من سدة الحكم ؟؟ عوضاً أن يرزح كل الشعب السوداني تحت الحصار ؟؟
قصة قرأتها في أحد الكتب ، أن ملكاً من إسرائيل أزعجه صياح الديك ، فاصدر أمراً بقتل كل ديك في المدينة ، و قبل أن يخلد للنوم أمر خادمه وقال له : عليك أن توقظني من النوم عند وقت صياح الديك في الفجر ؟؟

Post: #5
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:34 PM
Parent: #4

احترمت الرئيس البشير عندما رفض مقابلة المسؤولة الأمريكية جينداي فريزر ، فهو كما وصفته الأقلام الحكومية في الخرطوم ، أول رئيس في العالم يقول لا في وجه الخارجية الأمريكية ، في عالم تعوّد الناس فيه أن يقولوا لها : نعم ، ويعطونها التحية والتعظيم ، هذا الموقف الصلب انهار بعد 48 ساعة ، رضخ الرئيس البشير لمشيئة الله ، وقابل السيدة/فريزر ، ولقد قرأنا رسالة الرئيس البشير التي أرسلها إلي نظيره الأمريكي ، والتي تضمنت نقطة تعتبر هي منعطف التحوّل في هذا الطريق الملتوي بين صخور الرفض والقبول ، وهي أن السودان ليس ضد قوات الأمم المتحدة من حيث المبدأ ، ولكنه ضد صلاحياتها وطبيعة مهامها .
أما الأمر المهم فهو رسالة الرئيس بوش والتي خاطب فيها نظيره السوداني ، يا تُري ماذا كُتب فيها ؟؟ وهل صحيح أنها تحتوي علي مغريات كبيرة ، تصل إلي حد إعفاء الرموز الحكومية في السودان من عقوبات جرائم الحرب التي ارتكبوها في دارفور ، ومن المغريات أيضاً ، رفع الحظر المفروض علي السودان نتائج علاقاته السابقة بالمجموعات الإرهابية ، وقمة مرتقبة بين الرئيسين في البيت الأبيض وصفتها صحيفة الواشنطن بوست بالرفيعة المستوي (a high profile summit) ، إذا ً تغيرت قواعد اللعبة ، كما يحدث في لعبة الشطرنج ، لا حاجة لصغار الجنود ، واللعب أصبح حكراً علي الكبار ، هذه الحوافز والتي أثارت غضب مجموعات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة ، والتي تساءلت عن إيمان الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس بوش بأخلاقية قضية دارفور وعدالتها ، وأمريكا هي الدولة الوحيدة في العالم التي وصفت ما يجري في دارفور بأنه إبادة عرقية ، هذه الحوافز جعلت نظام حزب المؤتمر الوطني يغير خطته ، عدم الممانعة بدلاً من المواجهة ، والاستماع والبحث عن الضمانات عوضاً عن التصعيد الإعلامي ، نحن قرأنا رسالة الرئيس البشير ولكن في المقابل لم نقرأ كل حرف كتبه الرئيس بوش في رسالته ، وربما لا تعلم حاملة الرسالة نفسها السيدة/جينداي فريزر بمضمونها ، ولكن بكل الأحوال ، أن هذه الرسالة تحمل وعوداً لا ترغب الإدارة الأمريكية في الكشف عنها ، علي الأقل في الوقت الحالي .
غيرت حكومة الإنقاذ خطتها ، وقابل الرئيس البشير السيدة/فريزر بعد ممانعة استمرت ليومين ، ثم أضاءت الإشارات الخضراء ، هناك مثل إنجليزي يقول : لا تثق في اليونان حتى لو و جاءوك بالهدايا .
هذا المثل ينطبق علي الولايات المتحدة ، فهي تعطي لتأخذ ، وتعِد لتخلف ، فكان حرياً بالرئيس البشير أن يظل عند موقفه ويبر قسمه ، لكنه لم يفعل ، فالتهمة التي وُجهت لمراسل الناشوينال غرافيك في محكمة بمدينة الفاشر ، وهي تهمة التجسس والتخابر ، تم النظر فيها من قبل الرئيس البشير ، ولأسبابٍ قالت الإنقاذ أنها إنسانية تم تخفيف التهمة إلي دخول البلاد بصورةٍ غير شرعية ، ومخالفة قوانين الهجرة والإقامة ، فلقد وجدت السيدة/فريزر ما ترجع به إلي وطنها ، ولكن ليس بول سالبونيك هو الوحيد الذي تأبطته وهي خارجة من السودان ، من حديثها المقتضب مع الصحفيين ، ذكرت السيدة/فريزر نقطة هامة ، أن مباحثاتها مع الرئيس البشير تناولت ملف مكافحة الإرهاب ، وهذه هي النقطة الحساسة بالنسبة للولايات المتحدة ، والتي تريد أن تضغط علي نظام الإنقاذ ليس لسواد عيون أهل دارفور كما قال بعض الاخوة ، ولكن من أجل أن تحقق عن طريق الإنقاذ أجندة داخلية تهم الولايات المتحدة والتي يأتي من بينها مكافحة الإرهاب . فقد قبلت الإنقاذ الدعوة ، وهناك مندوب خاص للرئيس البشير (personal emissary) ، سوف يتوجه من الخرطوم إلي واشنطن وهو حاملاً معه رسالة من الرئيس البشير .
والرئيس الأمريكي روّج شيئاً جديداً في عالم الدبلوماسية ، قبلها كان يلجأ لأسلوب المكالمات الهاتفية ، من أجل تنفيذ تصورات الولايات المتحدة حول مختلف بؤر النزاع في العالم ، و يضغط علي الرؤساء والحركات المسلحة ، فإن أثمرت هذه السياسة في السودان وحققت للسودانيين مشروع السلام في الجنوب ، فهل تنجح دبلوماسية الرسائل في تعطيل انفجار القنبلة الموقوتة في دارفور ؟؟
فمعارضة الرئيس البشير للمسعى الأمريكي كانت واضحة ، وقبل أن يلتقي السيدة فريزر خطب لمدة ساعة في تجمع نقابات العمال ، وقال أنه لا مجال لتغيير قبعات قوات الاتحاد الأفريقي ، إذاً لماذا يرسل الرئيس البشير مندوباً إلي الرئيس بوش بغرض التفاوض ؟؟ ، في العاصمة الخرطوم تدور الخطب وأغاني الحماسة ، يكثر الضجيج والانفعال ، وفي واشنطن يكثر الهمز واللمز ، والدخان المتصاعد ينذر بقرب عقد الصفقة ودفن صفحة العداء .أما أهل دارفور فلا بواكى لهم ، فقد أصبحوا سلعةً تُباع وتُشتري في سوق النخاسة الدولية .
مثل شائع في أمريكا ، إذا أردت قبضت الفأر من ذيله ..ضع له المزيد من الجبن في الشرك .
سارة عيسي

Post: #6
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:36 PM
Parent: #5

المغامرة العسكرية بين خيلاء حسن نصر الله وعنجهية الإنقاذ


مخطئ من يظن أن الحروب تبدأ لتنتهي بمعاهدة سلام ، تضع الحالة في صورتها الصحيحة ، وكثيراً ما تنتهي الحروب بكارثة يدفع ثمنها المواطن البسيط ، ففي العالم العربي والإسلامي فالحرب تعتبر نزوة داخلية ، ووهج يجذب الحكام الذين يفشلون في حلحلة أزمات شعوبهم الاقتصادية والاجتماعية ، فإلي أين أوصلتنا حرب العراق وإيران ؟؟ والتي تبّرع فيها صدام بحماية البوابة الشرقية للعرب من الانتشار الفارسي ، وهناك مثال آخر يلح علينا بأن نتناوله في إطار هذا السياق وهو المثال الأفغاني الأليم ، فالحرب في هذا البلد المنكوب تجلت في كل صورها ، من حرب بالوكالة بين أمريكا وروسيا إلي حرب أهلية ضروس أوصلت طالبان إلي سدة الحكم ، ولكن الصورة لم تكتمل بعد ، فعادت الحرب من جديد وهذه المرة بين طالبان والولايات المتحدة ، وقد كتب الله علي الشعب الأفغاني أن يشقي في هذه الحياة ، وأن يُحرم من نعمة السلام والاستقرار .
ونحن في السودان لسنا بعيدين عن هذا النسيج ، فحرب الجنوب في تصور أبناء الشمال الحاكمين كانت عبارة عن حملة عسكرية هدفها حماية البوابة الجنوبية للعالم العربي من الخطر الإسرائيلي والأفريقي ، وقد مات في هذه الحرب خلق كثير ، لأن الدخول إلي الجنان أرتبط بالمضي في طريقها ، ولكن إلي أين انتهت بنا حرب الجنوب ؟؟ هذا السؤال من المفترض أن يجاوب عليه علماء السلطان الذين برروا لهذه الحرب واعتبروها جهاداً يقرب إلي الحور العين ، والذين ماتوا في حرب الجنوب غابت عن سماءهم شمس النهاية الطاغية ، وفي يناير 2005 رقص رموز الحزب الحاكم في المجلس الوطني علي أنغام وردي ، وصفقوا لنيفاشا وكأنها معجزة تمت علي يد السيد المسيح ، ونسوا أنهم في يوم ما دفعوا طلاب المدارس وأساتذة الجامعات إلي المصير المجهول .
تكرر السيناريو في حرب دارفور ، فالقيادة السياسية في الخرطوم عندما اعتبرت أن المعركة في دارفور وفلسطين ولبنان معركة واحدة فهي لم تخطئ في التصور ، فكل حروب الداخل في العالم العربي يُنسب سببها إلي إسرائيل ، فمن المحتمل أن تكون إسرائيل قد قامت بتوزيع بعض سكان مستعمراتها في أبو شوك وطويلة وكتم وبرام ونحن لا نعلم بذلك ، وربما أظهرت رادارات طائرات الإنقاذ ( الحمير ) في دارفور وكأنها دبابات ميركافا ، ولذلك قصفتها من الجو بكل قوة حتى يشعر الأخوة في حماس وحزب الله أنهم ليسوا وحيدين في ميدان المعركة ، في حرب دارفور قُتل نصف مليون إنسان ، وهُجّر 3.50 ملايين من ديارهم ، وأُحرقت ألفي قرية ، فهذه الخسائر الإنسانية ربما تكون أكثر من كل الخسائر التي تكبدها العرب في طوال حروبهم ضد إسرائيل منذ عام 1948 .
وحرب نصر الله الأخيرة تعتبر أيضاً مثالاً حياً لحروب العرب الفاشلة ، خطف نصر الله جنديين فقط ولكن إسرائيل خطفت شعباً كاملاً ووضعته تحت نير الحصار ، وأصبحت تطلب من المواطنين اللبنانيين في الجنوب إخلاء مساكنهم وعدم التجول ليلاً وحذرتهم من ركوب المركبات ، وشعب الجنوب الذي وقف مع المقاومة في السابق اصبح الآن مهجراً ويعيش علي المساعدات ، فالمدارس والحدائق العامة قد اكتظت به ، ونسي الجميع في غمرة الماسآه الفرحة التي كست وجوههم وهم يشاهدون السيد/حسن نصر الله وهو يلقي خطابه بنبرة واثقة : أن رجوع الجنديين الأسيرين لن يتم إلا عبر التفاوض الغير مباشر والسلام .
بعد هذه الحرب الكارثية والمدمرة التي دفع ثمنها المواطن اللبناني فإلي ماذا انتهت حرب حسن نصر الله ؟؟ هذا السؤال أيضاً يجب أن يجاوب عليه الهتيفة وحارقي البخور الذين يهللون للحرب في طلعتها وينسحبون منها عندما تنبلج الحقائق .القرار 1701 نص علي تسليم الجنديين الإسرائيليين من غير شروط ، وبدلاً من انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا أصبح علي اللبنانيين الآن مفاوضتها الآن علي الانسحاب من جنوب الليطاني ، وهناك قوات أممية قادمة لفرض الأمن والنظام ، أما سلاح السيد/حسن نصر الله الذي كان يباهي به ويخوّف به خصوم الداخل أصبح معرضاً للنزع والمصادرة ، وذلك غير قرار فرض حظر توريد السلاح إلي الداخل مع استثناء الدولة اللبنانية ، هذه هي نهاية حرب السيد/حسن نصر الله ، انتهت إلي غير ما يريده ، فحتى نحصل علي نظرية ثابتة ، يمكنك إعلان الحرب علي الجميع ولكن لا يمكنك التحكم في مساراتها أو اختيار نهايتها .
سارة عيسي

Post: #7
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:37 PM
Parent: #6

وقف أبو طاقية أمام الرئيس البشير وحيا صموده وقسمه ، وتحدث عن هجمة شرسة يتعرض لها السودان في الخارج ، مما جعله يكوّن منظمة تدافع عن السودان ثم قال :
والله العظيم ... والله العظيم ... والله العظيم ..هذا البلد أفضل بلد في العالم مع العلم أنني لم أزره منذ خمسة عشر عاماً ؟؟؟
ويا ليته أعترف بأنه لم يكن يملك ثمن التذكرة حتى يعود للوطن ويشاهد هذه اللوحة الجمالية التي رسمتها الإنقاذ وهو تستخدم دماء الشعب السوداني كحبر وطلاء وألوان زيتية .
آخر وعد البشير بأنه سوف يستخدم الجهة الإعلامية التي يعمل فيها من أجل الإنقاذ ولكنه لا يملك المعلومات الكافية !
رد عليه البشير : يمكنك مطالعة الأنترنت ؟؟
التحية للقائد العظيم والذي كشف زيف الذين حضروا للخرطوم وهم متنكرين في زي الصحافة والإعلام .
رئيس الصحافيين في العاصمة السعودية الرياض قد حضر ، وأعتلي المنصة ، وقد شاهد بنفسه أنه لا يوجد تفتيش في القاعة ؟؟
ولماذا يكون هناك تفتيش إن كان المدعوين والداعين من طينة واحدة !! وقد طلب من الرئيس البشير أن يعقد هذه المناسبة كل عام ، لكي يقال :
عوداً حميداً
وعيداً سعيداً
وكل عام وأموال الشعب السوداني في جيوبنا
والمثل المصري يقول : الحلو ما يكملش
ممن حضروا سيدة سمراء تتكلم باللهجة المصرية ، تخيلت من الوهلة الأولي أنها ملكة النوبة المزورة التي غنى لها وردي ، وقد زعمت ضيفتنا الصحفية أنها من أب سوداني وأم مصرية أو العكس إذا خانني السمع ، أي شبكة اصطادت هذه السمكة العنيدة ؟؟ وكيف علمت بها الإنقاذ وأتت بهاإلي الخرطوم ؟؟
وأخشى أن تجلب التذاكر المجانية والخدمات الفندقية كل الأدعياء في العالم ، والذين سوف يهرعون إلي السودان ، ويثبتوا أنهم سودانيين بالميلاد أو بالمواطنة أو بالمؤانسة ، طالما هناك مقابل مغرى يجعل اللعاب يسيل أنهاراً
عرفت أن جوقة الإعلاميين المستضافة نزلت في القصور الرئاسية ، وباركت للإنقاذ المنزل الجديد ، وبعضها صعد إلي اليخت الرئاسي وتجول حول توتي ، يا له من منظر ممتع ، لأول مرة يفيض النيل ويزيد من مناسيبه حتى تبخر سفينة القصر وهي تحمل وجوهاً طيبة ، أتتنا من بعيد وهمها الدفاع عن السودان وبر قسم الرئيس البشير .
مثل يقول : إذا خُربت دار أبيك ..خذ ما يكفيك .
لم يعترف أي أحد منهم بأنه جاء علي حساب نفقته الخاصة ، ولم يزوروا المنكوبين في دار السلام وأمبدة والمرخيات ، أنهم صنف جديد من صائدي الجوائز والفرص ، إن كانوا يعملون في وكالات إعلام عالمية لها وزنها وسؤددها ، فلماذا تكفل الشعب السوداني بمصاريف تذاكرهم وإعاشتهم ؟؟
السيدة فريزر :
دخلت من مطار الخرطوم وهي تتأبط شنطة يد صغيرة ، فأعد لها المؤتمر الوطني حفلة شواء علي الطريقة الأمريكية ، بعض السيدات يصحن فيها بصوت عالي : لن تدخلوها بسلام إنشاء الله
ارتفعت عقيرتهن بالبكاء وتملكهن الغضب الشديد ، هؤلاء النسوة بدأن كالحات الوجه وكأن فوهة الجحيم قد انفتحت وتسلل منها نفر من الذين استحقوا العذاب من بقية ثمود وعاد .
رجال أمن يحملون شعارات المظاهرة ويهتفون بحرقة شديدة ، سألت فريزر من هؤلاء ؟؟
قيل لها أن جهاز الأمن في هذه البلاد يحمل هموم المواطن السوداني ، وهم من الشعب والشعب منهم ، والدستور يكفل لهم حق التظاهر .
قالت : لماذا لم يخرج الشعب للتظاهر ضد زيادة أسعار المحروقات والسكر ؟؟ ولماذا يخرج للتظاهر ضد قضية دارفور فقط ؟؟
ردوا عليها : أن ارتفاع سعر سلعتي السكر والمحروقات ليست من اختصاص هؤلاء السادة الكرام الذين خرجوا اليوم ، وهؤلاء نفسهم سوف يقمعون من يخرج للتظاهر ضد سياسة الحكومة .
سألت فريزر بخبث :just rumors , I heard some people using boats in going from homes to
Schools.
ردوا عليها : هذه ليست إشاعات والتي عادةً ما تكون مغرضة ، إنها حقائق دامغة ، نحن نريد أن نصبح مثل الجزر الإيطالية كجنوة وصقلية والبندقية ، نتجول بالمراكب من حي لأخر ، من أمبدة الردمية لحارة كرور ، ومن سوق أبو زيد إلي مرزوق ، وسوف يأتي يوم ننقلك بالمركب من المطار إلي مقر السفارة الأمريكية ، وما نريده هو الدعاء من أجل زيادة السقيا .
تعجبت السيدة فريزر من قولهم فقالت :
Just now , I realize why Omer Al Bashir bought a boat for him self ??
(عدل بواسطة SARA ISSA on 27-08-2006, 01:20 ص)

Post: #8
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:39 PM
Parent: #7

سيدة عجوز خرجت في المظاهرة ، سألها المذيع السوداني : يا حاجة ليه طلعتي اليوم ؟؟
ردت عليه : أنا طلعت عشان أهدم أمريكا !!!
رجل تساقط شعر راسه ، بقيت منه جزيرتين تحيطان باذنيه ، عليه علامات النعمة والراحة ، يلبس زيا حكومياً ، لعله يعمل في وزارة المالية أو الطاقة
سأله المذيع : لماذا خرجت اليوم ؟؟
أجابه لقد سقط معظم شعر رأسي ، اما البقية فأريد أن أفقدها مع الأمريكان
اللوحات :
هناك لوحة كُتب عليها : (( أفضل أن أكون قائداًً للمقاومة علي أن أكون رئيساً لبلد محتل ))
وهناك من يرفع شعار حزب الله ، وقد وضع صورة الرئيس البشير بين حسن نصر الله والمرجع الإيراني علي خامنيئ
أغرب الشعارات ..لوحة من القماش كُتب عليها : شكراً يا الصين
الإيجابيات :
عودة العناصر المنشقة عن حزب المؤتمر الوطني ، لم يبقي للشيخ الترابي الآن سوي ( الغرابة ) ، عاد بدر الدين طه وياسين عمر الإمام إلي حضن الحزب الأم ، رب ضارة نافعة ، ورب حب يأتي من غير لقيا، ورب صدفة خير من ألف ميعاد .
أحد الظرفاء قال أن الشيخين العائدين أوشكا علي الإفلاس ، بعد أن حاصرتهم الديون ، ونضب الرصيد السابق .
من الملاحظ في أمر هذه المسيرة العجيبة ، عدم وجود مشاركين من دارفور أو الجنوب ؟؟
وهناك تلاميذ مدارس لا تزيد أعمارهم عن عشرة أعوام
قريب لي يسكن في أحدي الداخليات صحا مذكوراً من النوم بعد أن داهم المشرفين الداخلية
وقالوا لهم : أمريكا عاوزا تدخل السودان وانتوا لسه نايمين !!!
أغلق المشرفين الداخليات في وجه الطلاب وآمروهم بركوب الباصات ..الما بطلع معانا الليلة ..بكرا حا ينام في الرصيف .
خطب إبراهيم الطاهر في الجموع ، وأعطي الشعب محاضرة عن التاريخ والجغرافيا
ذكّر الناس بالفداء ..
ونادي الدبابين
ذكّر الناس بالكلاش
لسنا مهيضي الجناح
لن نذل أو نباح
فوائد عظيمة :
عاد الزخم لمستأجري الساوند ، والذين وجدوا في الغزو الأمريكي فرصة العمر لتحقيق الأرباح السريعة ، وعادت الاضواء لمطربي السيرة والطمبور والهجيج ، رقص الجميع ورفعوا العصي ، تمايلت الأبدان السمينة ، ففي هذه المظاهرة فرصة للتخلص من الوزن الزائد .
غاب عن المظاهرة والي الخرطوم الدكتور عبد المتعافي ، يقال أنه يتعلم في قيادة السيارة الجديدة التي اشنراها بمبلغ 300 ألف دولار .
أما سبدرات فيُقال انه مريض ويتعالج في مستشفي الشرطة .
ومجذوب الخليفة يعد نفسه لرحلة واشنطن ..عمرة مبروكة وإنشاء الله الحج كمان
لا أدري أين ذهب الزهاوي إبراهيم مالك وحسين أبو صالح ومحمد وردي وعبد الله مسار
لكن إبراهيم الطاهر قال كلمة في غاية الحكمة : هذه هي البداية فقط
واحد طابور خامس ، مدسوس في نص الجماعة قال :
والله الجماعة ديل لو حلقت فوق راسهن أباتشي واحدة ..ما تلقي واحد منهم
رد عليه واحد حارقاهوا القضية : انتا ما شفتا حزب الله عمل في إسرائيل شنو
هذا سوف ارد عليه بنفسي :
هل حزب الله حارب من أجل السلطة والمال ؟؟
هل حزب الله توّرط في جرائم الإغتصاب والنهب المسلح والإبادة الجماعية وحرق القرى ؟؟
بل العكس حزب الله دفع تعويضات للمتضررين من أهالي الجنوب ، 11 ألف دولار للأسرة الواحدة ، يا تري م دفعت الإنقاذ للمتضررين من حربي دارفور والجنوب ، والمتضررين من خزان مروي ؟؟
نداء إستغاثة :
من هو المسؤول الذي ليست له لحية أو شارب ، خطب في الناس بعد إبراهيم الطاهر وطلب من الجموع حمل السلاح ، شعره خفيف ، سمين ، يستخدم نظارة طبية ، يشبه الفنان صلاح مصطفي ، يرتدي بدلة سفاري موديل المؤتمر الوطني ..من هو ؟؟

Post: #9
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:40 PM
Parent: #8

ربما أخالف الكثيرين إذا قلت أن السودان أصبح من الدول المشهورة في العالم ، ليس لأنه طوّر نظام الأنسجة البشرية ، أو ابتكر نوعاً جديداً من العقار الطبي ، بحيث يجعل مرض الملاريا يهرب من بلادنا ويقول أغيثوني ..أغيثوني ، ليس هذا ولا ذاك ، شهرة السودان انبعثت من نظام الإنقاذ ، والتي جعلته طبقاً دسماً يتناوله الكبار في مجلس الأمن ، كل الكوارث الطبيعية والإنسانية فرّخت في العش السوداني ، حروب مدمرة ، فيضانات تقضي علي آلاف المنازل ، أمراض وأوبئة ، مجاعات وجفاف وتصحر ، أضف عليه فساد حكومي كبير حوّل الشعب السوداني إلي قارعة التسول .
هذه هي صورة السودان في نظر العالم الخارجي ، بلد تآخي مع الأزمات ، يحمل حكامه تصورات كبيرة لحكم العالم ، ولكنهم لا يعرفون متي ترتفع مناسيب النيل ، وما هو الفرق بين الكوليرا والإسهال المائي ،ربما يعرف المحللون لماذا ارتفعت أسعار البترول في العالم ، لكنهم لن يدركوا أين ذهبت أموال البترول السودانية ؟؟؟ ولماذا هناك لاجئين سودانيين في تشاد وكينيا ويوغندا ، عددهم يصل إلي الملايين ، يتكاثرون في تلك البلدان ،ويعيشون علي المساعدات الإنسانية .
صديق لي سألني بخبث عن التالي :
لماذا وافقت الإنقاذ علي نشر قوات أممية في الجنوب ورفضت ذلك في دارفور ؟؟
لماذا كان تعامل الإنقاذ مع الجنوب المسيحي والوثني أفضل من تعاملها مع أهل دارفور ، إذا وضعنا في الاعتبار أن دارفور يدين أهلها بالدين الإسلامي بنسبة مائة في المائة ؟؟
لماذا كانت هناك جرائم في دارفور موجهة ضد الكرامة مثل الاغتصاب ، فهذه الممارسة ليست شائعة في الحروب بين الدول ، فكيف بها تصبح أمراً عادياً في حربٍ أطرافها أبناء الوطن الواحد ؟؟
نعم وافقت الإنقاذ علي نشر قوات أممية في الجنوب ، وهذه القوات ليست قوات مراقبة فقط كما تروّج صحافة الإنقاذ ، ولكن سطوة قوات الحركة الشعبية في الجنوب ، وسيطرتها الشبه الكاملة علي الوضع الأمني في هذه المنطقة ، كل ذلك ، جعل مهمة القوات الدولية في غاية السهولة ، لذلك لم تحتاج إلي زيادة الصلاحيات ، عامل آخر لعب دوراً كبيراً في تلطيف الأجواء ، هو حرص شريكي السلام الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني علي انسياب البترول ، مما جعل التوقف عند نقطة نشر القوات الدولية أمر لا يرغب فيه الطرفان ، طالما هناك مصلحة اقتصادية جمعت الشريكان علي طاولة واحدة ، من الملاحظ أيضاً ، أن وسائل الإعلام الحكومية في الخرطوم لم تكن تغطي الانتشار السلس للقوات الأممية في الجنوب ، ولنقل أنها تغاضت النظر عنه لحاجة في نفس يعقوب .
النقطة الثانية ، لماذا كان تعاملها مع المسلمين في دارفور أكثر وحشية من تعاملها مع الجنوبيين المسيحيين في الجنوب ؟؟ هذا المحك نجد له إجابة واحدة ، أن الحروب في السودان جرت لأسباب إثنية واجتماعية واقتصادية ولكن ليس لأسباب دينية ، صحيح أن الإنقاذ استخدمت الدين كمحفز لتوفير مزيد من الوقود للحرب ، ولكن إذا نظرنا إلي بؤر الصراع في الجنوب ، فسوف نجده منحصراً في المناطق التي ترقد فوق بحيرات البترول ، فقد كانت الحرب من أجل الذهب الأسود ، بالتأكيد هناك فظائع وقعت في حرب الجنوب ، وجرائم حرب علي مستوي عال أحاطت بالمدنيين ، ولكن الطبيعة الجغرافية القاسية لم تمكن وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان من توثيق هذه الجرائم ، كما أن الموقعين علي اتفاق نيفاشا حرصوا علي تقاسم السلطة والثروة وأهملوا الجوانب الإنسانية في الاتفاق ، لذلك تم طمر هذا الملف في حفرة عميقة ، علي عكس ما حدث في دارفور والتي كانت منطقة مكشوفة لوسائل الإعلام العالمية ، وبها حضور مكثف لمنظمات حقوق الإنسان منذ اندلاع الصراع .
ولذلك أصبح من المستحيل أن نحكم أن الإنقاذ كانت أكثر رأفة بالجنوبيين ، وما حدث في دارفور من تجاوزات حدث أيضاً في الجنوب وبنسبة كبيرة ، ولكن كما أسلفنا أن الإعلام العالمي لم يغطي تلك المأساة ، والحركة الشعبية تعاملت مع الإنقاذ بمبدأ عفا الله عما سلف ، وقدمت المصلحة الاقتصادية قبل المصلحة الإنسانية ، مما جعل الإنقاذ تعيد الكرة في دارفور ، وتمارس هذه المرة جريمتها في العلن .
والباحث المتفحص لحكومة الوحدة الوطنية يُلاحظ أمراً واحداً ، أن هذه الحكومة لا تمثل كل فئات الشعب السوداني ، هي حكومة حزب واحد تتحكم فيه الجهويات ، والتي يكون فيها الولاء للقبيلة والعرق أكثر من الولاء للوطن ، وهذا ما جعل مهمة قوات الحكومة في دارفور تتخذ طابعاً عرقياً محدداً ، فالحرب لم تكن بين دولة وثلة من المتمردين ، بل هي بين نظامين اجتماعيين متناقضين في الجذور والتاريخ ، هي نتاج لحقد نشأ في المجتمع السوداني بعد قيام الثورة المهدية ، واستمر في أيام الخليفة عبد الله ، إلي أن وصل المخلص الإنجليزي ووضع الأمور في هذا النصاب ، الخليفة عبد الله هًزم في الداخل قبل أن يلاقي الإنجليز في كرري ، قوات الفتح دخلت إلي العمق السوداني بسهولة ، لأن هناك من سهّل مهمتها من أبناء الشمال ، ومعركة كرري الحقيقية كانت في الداخل ، وهي كانت بين من ينظر للفاتح الإنجليزي بأنه مُحرر ، وبين من رأي في الإنجليز خطراً وشيكاً ، محصلته الثأر لمقتل غردون ووضع السودان تحت الاحتلال ، والذين تصدوا لكتشنر بالحراب والسكاكين في كرري لم يكونوا يمثلون كل أهل السودان ، حمدان أبو عنجة ومحمود ود أحمد ويونس الدكيم والزاكي طمل و شيخ الدين وعثمان دقنة والخليفة عبد الله ، هذه هي المهدية ، وهؤلاء النجوم هم قوادها ، ولكن هل شفع هذا التاريخ الطيب لأهل غرب السودان ؟؟
لم يشفع لهم ذلك ، لأن هناك من قرأ التاريخ بصوت كتشنر ، وواصل حملة الغزو والانتقام ، فهناك من يري أن كتشنر لم يقم بالواجب فتكفّل هو بالباقي بعد نصف قرن .
قصف القرى الآمنة بالطائرات ، وطمر آبار المياه وحرق المدارس والمساجد ، أمور لا يفعلها حتى المستعمر الخارجي ، ولم نقرأ في التاريخ أن الإنجليز قاموا بتدمير شندي ودنقلا والمتمة والدامر وكريمة وأبو حمد ، ولكن الإنقاذ دمرت العديد من القرى في دارفور .
ومطلوب من إنسان دارفور أن يختار من الأتي :
الفناء من الوجود ومعيشة الذل تحت جناح الإنقاذ ، وإما محاربة الإنقاذ بالشكل الذي تراه ، وفي هذه الحالة سوف نخسر كثيراً ، لأن الحرب ليست في القرير أو شندي أو حوش بانقا ، بل هي في الجنينة والفاشر وكتم وبرام ونيالا ، سوف يدفع المواطن المسكين تقلبات الحرب ونكباتها .
فلم يتبقى أمامنا خيار سوي اللجوء لحماية القوات الدولية ، لأننا شعب تحكمه إرادة المليشيا ويتحكم فيه هوى القبيلة وغرورها وصلفها وكبريائها ، فرفض القوات الدولية من قبل سكان الخرطوم الحاكمين أمر فيه الكثير من الترف والمزايدة ، لأنها بالنسبة لإنسان دارفور هي طوق النجاة الذي ينتشله من غضب المدافع وأزيز الطائرات وبطش الجنجويد .
سارة عيسي

Post: #10
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:42 PM
Parent: #9

معسكر الشهيد عيسي بشارة ، يقع بالقرب من النيل الأبيض ، وفي حضن مدينة القطينة ، من هذا المعسكر بدأت عملية عسكرة قطاع الطلاب ، وكان جهابذة الحركة الإسلامية ومنظريها يحضرون إلي هذا المعسكر ، ويقومون بإلقاء الخطب الطويلة علي مسامع الطلاب ، يحدثونهم عن اقتراب موعد الفتح ونهاية أمريكا علي يد الثلة الأخيرة من أبناء السودان ، انتهت عمليات غسيل المخ في أوروبا الشرقية ، ولكنها وجدت من يعيدها إلي الحياة في السودان .
مدير المعسكر سأل أول الشهادة السودانية لعام 90 ..هل أنت أول الشهادة السودانية ؟؟
فرد عليه : نعم أنا أول الشهادة السودانية
فطلب منه مدير المعسكر أن يجري بين الطلاب ويهتف : أنا الطيرة أو الطيور
اشتهرت مدينة القطينة بالعلم والتسامح ، وبحب أهلها للحرية والديمقراطية ، قبل أن يحل عليها معسكر الشهيد عيسي بشارة ، بمدينة القطينة مستشفي تفتقر للكادر الطبي والدواء ، ومدرسة ثانوية كبيرة بها سكن للطلاب ، المستشفي أصبحت تحول معظم حالاتها المرضية للخرطوم ، أما المدرسة فأصبحت مأوي لقوات شرطة المرور والتي تفرض جبايتها علي السيارات المارة وهي تتعلل بأتفه الأسباب .أما الحياة في المعسكر فتجري علي ما يرام ، هناك مطبخ وصالة طعام ومغسلة لخدمة المسؤولين .
ليست مصادفة أن تنشأ في مناطق الهامش معسكرات الدفاع الشعبي ، والتي قامت علي هيكل المؤسسات التعليمية ، فما حدث في مدينة القطينة تكرر أيضاً في مدرستي خور طقت وحنتوب ، هذه ليست مصادفة ، بل عملية مدروسة ، قُصد منها محو الأثر الثقافي القديم ، وحرمان الطلاب من التلاقي والتلاقح الثقافي ، ما ميز هذه المدارس هو نظام الداخليات ، والذي كان يجمع طلاباً من مختلف أنحاء السودان ، وهي كانت البوابة التي تُدخل المهمشين إلي المراكز الرفيعة ، وسياسة التعليم السياحي في عهد الإنقاذ هي التي اقتضت إغلاق هذه المدارس ، وتحويلها من مؤسسات تعليمية إلي ميادين للتدريب العسكري ، ولكن لماذا ؟؟ لأن السودان كان ينوي محاربة أمريكا ؟؟؟
في هذه المعسكرات كان المجندين يهتفون :
أمريكا روسيا قد دنا عذابها
و يا الأمريكان ليكم تدربنا
وقال شاعر القوم : أمريكا لمي جدادك !! ولكن أمريكا لا تعطي دجاجاً مجانياً كما زعم شاعرنا ، ولكنها تبيعه كوجبات سريعة في هارديز وكنتاكي وماكدونالد ، والشعب السوداني لم يسمع بمثل هذه المسميات ، وما تمنحه أمريكا هو القمح وليس الدجاج ، ولكن علي ما يبدو أن من يصممون ترانيم الإنقاذ يختارون الأناشيد كما تقتضي القافية وليس كما يقتضي واقع الحال .
فحرب الإنقاذ لأمريكا هي حرب نوايا ، وليست حرب أكيدة تُستخدم فيها الطائرة والدبابة ، هي حرب وهمية مكانها الصحيح في أفلام الخيال العلمي وليس أرض المعركة الحقيقية ، ولكن من يدفع ثمن هذه الحرب هو المواطن السوداني ، الذي يدفع الأموال ويقتطع من وقت راحته مساحة يخرج فيها للشارع ويقول : فريزر أغربي عن وجهنا ، فالمواطن السوداني يخرج مكرهاً للتظاهر ضد أمريكا ، وليس أمامه مفر من ذلك .
وأنا أؤمن بنظرية ثابتة ، كلما كانت الحرب بعيدة المنال بين الولايات المتحدة والسودان ، زاد عدد أبطال الفضائيات والعنتريات ، والذين يتحرقون إلي لقاء الأمريكان ومنازلتهم في أرض الوغى ، يكثر عدد الذين يرتدون الزي العسكري ويقرضون الشعر ويلقون الخطب الحماسية ، كوالي النيل الأبيض مكرم نور الله ، وهو من الداخلين إلي نظام الإنقاذ عن طريق مركب التوالي ، ولكنه يريد معركة حقيقية يكون الخيار فيها بين حياة تسر الصديق وبين موت يغيظ العدا ، ربما لم يسمع والي النيل الأبيض أن هناك منطقة في ولايته عندما تصلها اللوارى يقول السائقون : الكلاقي والحي بلاقي ، ذلك من شدة وعورة الطريق وخطورته .
وولاية النيل الأبيض تكثر فيها حالات الموت بسبب الولادة المتعسرة والأمراض السرطانية ، وفي الطريق الغربي المحاذي للنيل الأبيض تُوجد ثلاثة مستشفيات هي العلقة والصوفي وشبشة ، ولكن هل يعلم الوالي أن هذه المستشفيات تحولت إلي مزارات أثرية ، بعد أن هجرها الأطباء ونفذ من مخازنها الدواء ، والي النيل الأبيض والذي دخل في الثلث الأخير من عمر الإنقاذ كان جاهزاً لمحاربة أمريكا ، ولكنه ليس مستعداً لمحاربة الفقر في ولايته ، من السهل جداً إطلاق الهتاف ، والصياح بصوت عال الله أكبر .. الله أكبر ، من السهل جداً دخول معركة كبيرة من وراء الحدود ، ولكن من الصعب بناء قطية من القش ، تأوي الصغار من الزواحف والحر وبرد الشتاء .
والآن قد صمت الكل ، والجميع في انتظار ساعة الصفر ، هل ستكون الحرب في دارفور ؟؟ كما تخطط الإنقاذ والتي فتحت هناك ثلاثة معسكرات للتدريب العسكري ، وعاد خيالة الجنجويد وهم يلوون عمائمهم ويتبخترون بخليهم أمام الكاميرات ، والولاة قد طلقوا الزي المدني ولبسوا الزي العسكري ، بمنتهى السرعة تم حشد الجيوش وفتح المعسكرات ، هناك جاهزية لخوض الحروب ولكن ليست هناك جاهزية لصنع السلام ، وهذا هو قدر أهل السودان ، عندما استلمت الإنقاذ السلطة في يونيو 89 لم تكن علي أراضينا قوات أفريقية أو أممية ، لم يكن هناك مندوبون دوليون ولا جلسات خاصة لمجلس الأمن تتناول الشأن السوداني ، لماذا ندفن رؤوسنا في الرمال ؟؟ ونتغاضى عن فرضية مهمة ، أن الإنقاذ كانت أشبه بالحمار الذي دخل سفينة نوح متأخراً وكان في معيته الشيطان ، حل أزمات السودان يكمن في رحيل نظام الإنقاذ ، لقد منحهم الشعب فرصة كافية ، فأوصلونا إلي ما نري ، ولم يعد في وسعنا تحمل الحصار إرضاءً لنزواتهم .
سارة عيسي

Post: #11
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:43 PM
Parent: #10

مظاهرة غلاء المعيشة


بعد أن نقل التلفزيون السوداني مشاهد الغضب الجماهيري ، وحديث المسؤولين عن الجهاد والاستشهاد ولبس الأكفان ، قرأت لنا المذيعة والتي بالكاد استبنت وجهها من كثرة المساحيق و الثياب ، قرأت لنا في ذيل النشرة خبراً مفاده ما يلي : مائتي شخص يتظاهرون للمطالبة بإلغاء زيادة أسعار السكر والمحروقات !!!
تذكرت مقولة للرئيس الراحل أنور السادات عندما أبلغه وزير الداخلية النبوي إسماعيل بفوزه في الاستفتاء للبقاء في الرئاسة بنسبة 99.99 في المائة .
غضب السادات وصاح فيه قائلاً : وأين ذهبت الواحد في المائة من الشعب ؟؟ أكيد أنهم ثلة من الخونة والمارقين وأعداء الشعب !!
الصحف المايوية قبل يوم واحد من الانتفاضة في صفحاتها الأولي كانت تكتب : الشماسة يرمون المارة بالحجارة
كان من الطبيعي أن يخرج الشارع السوداني للتظاهر ضد غلاء الأسعار ، ونحن لنا إرث طويل في رفض كل ما يمس حياتنا العامة بسوء ، خلال السنين الماضية نجحت الإنقاذ في وأد حق حرية التعبير والتظاهر ، واحتكرت هذا الحق لحزبها ، ووظفت أجهزة الدولة في الترويج له ، فشهدنا خلال سنوات حكم الإنقاذ مظاهرات متنوعة ، عدد المشاركين فيها يتراوح من الألف إلي المليون ، توزعت فيها القضايا ، بعضها ضد تعذيب جماعة حركة النهضة في تونس ، والغالبية العظمي ضد سياسات الولايات المتحدة في البلقان وأسيا وأفريقية ، يجب أن نعترف بأن التظاهر في الدول الديمقراطية يعتبر نوعاً من وسائل التعبير ، وحق تكفله الدولة للجميع ، وغالباً ما تقوم به جماعات حقوق الإنسان والجمعيات المناهضة للحروب .
أما ما يحدث في السودان لا يمت بصلة إلي كل ذلك ، حق التظاهر مكفولٌ فقط للدولة وحزبها ، والتي من حقها إجبار التلاميذ علي ترك مدارسهم ، ومنح العاملين في الدولة رخصة تغيب عن العمل ، مقابل الركوب في البصات والتوجه نحو الساحة الخضراء ، علي أن يهتفوا عند كل كلمة يقولها الخطيب الناعم الجسم والملبس .
يوم الأربعاء الماضي اعترفت الإنقاذ بخروج مائتي مواطن سوداني ، وهم يطالبون بتخفيض سعر السكر والمحروقات ، ونحن مقبلون علي شهر الصيام والقيام ، رأت الإنقاذ في هذه المظاهرة نوعاً من الترف ، وكأنها تريد أن تقول : الشعب السوداني الآن يقدم نفسه كقرابين للإنقاذ ويأتي نفر ويقولون أين الخبز والسكر والجازولين ؟؟ هل هذا هو الوقت المناسب للقيام بمثل هذا النوع من الأعمال ؟؟
نعم من حق الشعب السوداني أين يسأل أين السكر والخبز والدواء ، حتى ولو كان شخصاً واحداً ، ونحن نعرف في علم السياسة والاجتماع أن مطالب الجماهير للحكومة تسود فيها النسبية ، هناك من يريد منها إغاثة الملهوفين في غزة ورام الله وجنوب لبنان ، وهناك من يريد منها الوقوف مع أهل دارفور ، بتوفير الأمن وبناء المخيمات ، الكل يحمل تصوراً مختلفاً في النظرة للأمور ، لكن ، من لم يدركه وعي الحاجة الذاتية فلن يدركه وعي القضايا القومية الجماعية ، والمواطن الذي لا يأبه لارتفاع سعر سلعة السكر لن يرتقي وعيه إلي فهم ما يجري في كواليس مجلس الأمن ، ويُصعب عليه فهم ما يجري في دارفور ، ولماذا تحوّلت هذه الأزمة إلي كارثة تعد فريدة من نوعها لأنها من صنع البشر .
في يوم الأربعاء الماضي طوّقت قوات الشرطة والأمن المداخل التي تقود إلي وسط الخرطوم ، حُوصرت جامعة الخرطوم والنيلين والسودان والأهلية في وقت واحد ، المروحيات كانت تحلق في السماء وعلي علو منخفض وهو ترصد حركة الناس ، أُعتقل بعض الشرفاء ، وتعرّضت الدكتورة /مريم الصادق المهدي للضرب والاعتداء ، فالأمر لم يكن قاصراً علي مائتي متظاهر ، لكن الإنقاذ كانت تخاف من شيوع الفكرة وانتشارها بين الناس ، هؤلاء الشجعان من أبناء السودان والذين خرجوا وهم يحملون إحساس المواطن المتضرر في أصقاع السودان المترامية هم قناديل ينيرون الطريق إلي باب الحرية ، في عتمة ليل بهيم وظلام دامس ، إنهم الذين قالوا ( لا ) في وجه الذين قالوا ( نعم ) .
الإنقاذ بجيشها وأمنها وشرطتها لم تتصدى لمائتي متظاهر فقط ، بل كانت تتصدى لرغبات كامنة وتطلعات جريئة ، تملكها الفزع والخوف وهي تهاجم الجموع علي الرغم من قلتها ، تساؤل ملح ...إن كانت الإنقاذ وهي تتصدى لمظاهرة لا يزيد عدد أفرادها عن مائتي شخص كما تزعم بالجيش والأمن الشرطة ، فيكيف يمكنها مواجهة قوات الناتو والتي تملك الطائرات والصواريخ الذكية ؟؟
سارة عيسي

Post: #12
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:44 PM
Parent: #11

خضر هارون أحمد ، هذا الاسم أوردته صحيفة شيكاغو تربيون في صفحتها الأولي ، نعم ، نحن نعرف خضر هارون ، أليس هو أحد المحافظين في قصر الإنقاذ الذين يكرهون أهل دارفور ، ويحملون الضغينة علي كل من يمد لهم يد المساعدة ؟؟
أفهم أن تتحدي الإنقاذ الولايات المتحدة ، وتعد لها جهاز الحرب ، شئ بالقصائد ، وشئ بالمديح ، وشئ بالرقص والغناء .. ولكن أليس من المفترض أن يكون باطن الأرض مثل ظاهرها ؟؟ أما أن تقلبات المناخ ومرور السنين جعلاهما مختلفان ..
السفير السوداني في واشنطن أعد مأدبة عشاء فخمة لمحافظ نيو مكسيكو، والرواية تصدرت صفحة شيكاغو تربيون الأمريكية ، فهل يا تري قدم له ( الشربوت ) كبديل للبراندي والمارتيني ، وهل احتوت المائدة علي كسرة أم رقيقة ( أكل الملوك ) ؟؟ وسلطة المصقع ؟؟ وقطعة الضلع بالأرز والمكرونة والجبنة ؟؟
لا أظن أن السفير خضر هارون أطعم ضيفه من هذه الطيبات ، وحسب ما أعرف أن سفيرنا السابق في مجلس الأمن ، رجل المخابرات الفاتح عروة كان يعرف كل أسماء المطاعم الراقية في مدينة نيويورك ، ويعرف الفارق بين الطعام الصيني والإيطالي ، ويعرف طريقة السداد عن طريق بطاقات الائتمان ، ربما تكون القائمة قد تسربت إلي سفيرنا خضر هارون ، وربما تكون المائدة قد عجت بالروبيان وجراد البحر واليخنة الإيطالية ، ليس هناك شئ نقلق عليه ، فالمال موجود والمطاعم مفتوحة علي مدار الساعة ، هناك خدمة توصيل المنازل ، برنة جرس واحدة تستطيع أن تملأ مائدة كبيرة بالطيبات .فالمال يجري من جيب الشعب السوداني ، فيهطل كالأمطار الغزيرة في خزائن سفاراتنا الخارجية .
صحيح أن أهل دارفور ليس حظ في هذا المال ، وكما أن حاكم ولاية نيو مكسيكو السيد/ريتشارسون ليس جائعاً كما نظن ، ولكنه زار سفيرنا في واشنطن لحاجة صغيرة ، وهي إطلاق سراح الصحفي بول سالوبيك .
كان من الممكن أن يكتفي سعادة الحاكم بتناول فنجان قهوة ، خفيف السكر ، لا يحتوي علي مواد تزيد السمنة ، لكنه خرج بوجبة كبيرة لم يكن يحلم بها ، لم أسمع يوماً أن الأمريكان قد اشتهروا بالكرم ، هم لا يريدون أن يُعرفوا بذلك . كما قال بخيل البصرة :
((أتمني أن ينشر بخلي في الأمصار عشرة من الشعراء وعشرة من الكتاب وعشرة من الخطباء ، لئلا يطمع في مالي أحد ))
ولكن سفيرنا في واشنطن السيد خضر هارون والناطق باسمه خالد موسى ، قد قتلهم الكرم الفياض ، ربما لم يسمعوا في الخرطوم أن الواليين يوسف كبر وعطا المنان خلعا الجلاليب جانباً ، ولبسا لبوس الحرب ، الكاكي المبرقع ، ويتأبطان كيس صغير فيه أكفانهما ، كل ذلك في سبيل محاربة أمريكا ، فلماذا جاءت هذه الدعوة في هذا الوقت ، فالإنقاذيين في الخرطوم دمائهم تغلي من شدة الحر ، وألسنتهم ترغي وتزبد وتطلق الرذاذ كنافورة حديقة القصر الجمهوري .
يقول الناطق باسم السفارة/خالد موسى ، أن اللقاء بين الجانبين كان مثمراً وإيجابياً ، وعد فيه هارون بتخفيف عقوبة الصحفي المختطف ، دائماً ما يفوز الأمريكان في نيل حاجتهم، فحاكم نيو مكسيكو جاء من أجل إطلاق سراح صحفي مختطف ولكنه خرج بوجبة دسمة ، لا نعرف بالتحديد كم بلغت قيمة الفاتورة المرفقة ، لكنها دُفعت من جيب محمد أحمد وأبكر وجون وأوشيك .
قلت لأحد الظرفاء : سفيرنا في واشنطن دعا حاكم ولاية غنية بالنفط لمأدبة عشاء فاخرة !!
فرد علي ممازحاً : ألسنا في حالة حرب مع أمريكا فلماذا نطعم أهلها وهم في بلدهم ؟؟
قلت له : هل صدقت بأن هناك حرباً بين أمريكا والسودان ، فمستشاري الرئيس يتقاتلون الآن من أجل الفوز بمهمة المندوب الذي سوف يذهب إلي البيت الأبيض وهو حاملاً رسالة الرئيس البشير .

Post: #13
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:45 PM
Parent: #12

ارتداء المسؤولين المدنيين للزي العسكري ظاهرة ليست جديدة ، فنظام صدام حسين كان يفرض علي كل المسؤولين في الدولة التدرب علي حمل السلاح ، ووضع الشارات العسكرية علي أكتافهم ، وقبل أن يرحل صدام عن السلطة بشهرين أقام احتفالاً عسكرياً شارك فيه مائة ألف استشهادي ، إن كان عمر الجيش السوداني لم يتجاوز نصف قرن فإن الجيش العراقي عمره كان أكثر من ثمانين عاماً ، وله تجربة في الحروب الإقليمية والدولية ، وله خبرة طويلة في حروب الداخل الحزينة ، من ثورة الشيعة في جنوب العراق عام 91 إلي حرب الأنفال الكئيبة في نهاية الثمانينات .
لكن ، ورغماً عن كل ذلك أنهار الجيش العراقي أمام القوات الغازية في أقل من شهر ، ليس لأن الجندي العراقي كانت تنقصه الشجاعة والخبرة ، بل لأن هناك أخطاء في الداخل مزقت الروح المعنوية للجيش العراقي ، هي أخطاء ساسة وحكام قبل أن تكون خطايا شعوب وجيوش ، فحب الوطن فضيلة لا تنجبها السياسة ، والزعماء والرؤساء هم من أفشل الناس في تعليم شعوبهم قيم الوطنية ، فهناك فرق كبير بين أن يدافع الإنسان عن وطنه ، وبين أن يحمي حاكماً فساداً لا يريد غير الاحتفاظ بمنصبه ، وحتى ولو كان الثمن هو هدر الأرواح البريئة وضياع المقدرات والممتلكات .
ولنعد للتجربة السودانية ، ولنقرأها بعين العقل وليس بعين العاطفة الجياشة التي تختصر الأشياء ، وكما يقول المثل :السعيد من يري الحكمة في تجارب غيره والجاهل هو من يتعظ من تجارب نفسه ، فلسنا ببعيدين عن المثال العراقي ، يحكمنا حزب واحد وبأيدلوجية واحدة ، هناك فساد كبير يحيط بأجهزة الدولة ، ومحسوبية زادت من الاحتقان ، مع إطلاق سراح يد المؤسسات الأمنية لتفعل ما تشاء من غير حسيب أو رقيب ، الفارق الوحيد بيننا وبين العراقيين أنهم دخلوا في حروب مع قوى إقليمية تُعتبر معادية للعراق مثل إيران والولايات المتحدة .
أما الجيش السوداني فليس له حظ في هذه التجارب ، وما نملكه من خبرة عسكرية لم يتجاوز حرب الجنوب ودارفور ، وهذه حروب كانت داخل التراب السوداني ، وقد كلفتنا من القتلى والجرحى أكثر من العدد الذي فقده العراق في حروبه الثلاثة ، وعندما أحتل الجيش المصري مثلث حلايب رفضت القيادة السياسية الدخول في حرب مع مصر ، علي الرغم من امتلاكها للمسوغ القانوني والشرعي ، واعتبرت أن ما جري ليس إلا محاولة رخيصة خططت لها قوى دولية لجر المنطقة لحرب طويلة بين الأخوة العرب ، تنازلت حكومة الإنقاذ عن حلايب وسحبت شكواها من مجلس الأمن ، فعلت ذلك ليس حرصاً علي صون الدماء العربية أو الحفاظ علي الوشائج الطيبة مع مصر الشقيقة ، بل لأنها كانت تصب كل جهدها علي حرب الجنوب ، ولم تكن في حاجةٍ إلي من يليها عن هذا المسعى النبيل .
والآن قد لاحت نذر المواجهة في دارفور بين حكومة الإنقاذ والأمم المتحدة ، ولا قدر الله ، إذا وقعت المجابهة العسكرية بين الجانبين ، يكون الجيش السوداني قد دخل أول معترك للحياة الحربية يكون الخصم فيها طرف غير سوداني ويقع في إطار الإقليمية ، لكنني لا أرجح وقوع الحرب بين الجانبين ، صحيح أن الإعلام السوداني تحوّل إلي بوق للحرب ، وهناك مسؤولين وولاة لبسوا الأكفان واستعدوا لملاقاة الموت علي يد القوات الدولية ، وإن لم تخونني الثقافة الإسلامية كنت أحسب أن الشهيد يموت في ثيابه ويُدفن بها ولا أدري من أين استقت الإنقاذ بدعة الأكفان ، علي النقيض مما نشاهده ونسمعه إلا أنني متفائلة أن الحرب لن تقع ولن تكون هناك مواجهة علي الرغم من حدة الخطاب الإعلامي للإنقاذ ، أنا لا أقرأ الغيب من خلال حركة النجوم ولا أجيد رسم ( الربل ) علي الرمال ، لكن ما يدفعني إلي ذلك الاعتقاد هو الظن الحسن للسيد/جون بولتون ، ممثل الولايات المتحدة في مجلس الأمن ، والسيد بولتون والذي يُعتبر من المحافظين المقربين للرئيس بوش ينظر إلي المسألة بعين أخري ، وهو بالتأكيد يعلم أن الإنقاذ تبحث عن ضمانات تبقيها في السلطة ولا تبحث عن حرب ضروس ربما تقضي علي صروحها الاقتصادية في العاصمة الخرطوم ، ما يهم الإنقاذ هو السلطة والمال وليس المبادئ والقيم الوطنية . لذلك كان متفائلاً بموافقة حكومة الإنقاذ علي القرار الأممي .
عندما ترغب الولايات المتحدة في شن حرب علي بلد ما تكون هناك نذر للمواجهة ، مثل سحب البعثات الدبلوماسية والطلب من الأجانب الغربيين مغادرة البلاد ، ذلك غير تحريك حاملات الطائرات ونشر الجنود في الدول المجاورة للبلد المستهدف ، بالإضافة إلي محاولات الربط بين النظام المعنى وجماعات إرهابية إسلامية ذات صلة بتنظيم القاعدة ، إذا نظرنا لنظام صدام حسين ، وهو نظام أشتهر بمعاداته للحركات الإسلامية ، إلا أن الولايات المتحدة لفقت له صلة بتنظيم القاعدة مما مهد الطريق لشن الحرب ، ونظام الخرطوم يحمل صفات وراثية من تنظيم القاعدة أكثر من نظام صدام حسين ، ففي الخرطوم عاش الظواهري وأبو حفص المصري والشيخ أسامة بن لادن ، ولكن مع ذلك بقي نظام الخرطوم خارج الاهتمام الأمريكي من ناحية علاقته بالقاعدة ، وتفسير ذلك مرده إلي التعاون الاستخباراتي الفائق بين الولايات المتحدة والسودان ، ولذلك تنظر الولايات المتحدة إلي السودان في عهد الإنقاذ كحليف مستقبلي وليس كعدو يجب إزاحته عن السلطة ، وهي بذلك تستبصر بالتجربة الليبية ، عن طريق استئناس النظام وتوظيفه لخدمة حربها علي الإرهاب ، والذي يزيد من قناعتي بهذا الخصوص ، أن وزير الخارجية الدكتور لام أكول وبصحبته رئيس المخابرات الآن في طريقهما إلي واشنطن ، وهما يحملان رسالة الرئيس البشير ، كما فعلت في العراق ، تسعي الولايات المتحدة إلي لعب دور أكبر في السودان يتعدى حدود تعاونه مع الأمم المتحدة ، فلماذا ترسل الولايات المتحدة السيدة/فريزر لحث السودان علي قبول القوات الدولية ، بينما كان في الإمكان إرسال مندوب أممي علي شاكلة لاري لارسن أو يان برونك !!!، فقد جرت المفاوضات بين فريزر والرئيس البشير في جو بغاية السرية وبعيداً عن وسائل الإعلام .
إذاً ، أن الإنقاذ لم تحرق كل المراكب ، شعرة معاوية لم تنقطع بين الخصمين ، هناك خصام وتحدى في وسائل الإعلام ، أما وراء الكواليس فهناك متسع لتبادل للغزل وحديث عذبٌ في الحب والهيام .
نعود للمسرح الإعلامي ، لنري كيف تدير الإنقاذ معركتها الإعلامية ، ومن هم الأبطال الجدد والقدامى ؟؟
والي النيل الأبيض الدكتور /مكرم نور الله يُعتبر بلا منازع من أكثر الناس حماسة لخوض الحرب ضد القوات الأممية ، وأصبح يتصدر تغطيات نشرة الساعة العاشرة في التلفزيون السوداني ، يمارس عمله بنفس الأسلوب ، زي عسكري وخطاب حماسي ومكبرات صوت تبث الأغاني الحماسية .
غاب هذه المرة كل من السيد/عبد الباسط سبدرات وعبد الله مسار والدكتور عصام أحمد البشير
يقول الأستاذ/علي عثمان طه : أن الكفر قد رماكم بقوسه ، ذلك في إطار فهمه للقرار 1706 ، بأنه معركة بين الكفر والإيمان ، نظرية النائب الثاني لهذا القرار أصبحت مطابقة لمفهوم القاعدة ، والتي تري أن الصراع في العالم هو بين المسلمين والكفار .
أما رئيس الجمهورية فيري أن القرار 1706 هو مشروع استعماري يهدف إلي تمزيق وحدة السودان ، وهو بذلك يضع نظرية مغايرة لتحليلات النائب الثاني .
البيان العسكري لم يصدر من القيادة العامة ، ولكنه صدر علي لسان الدكتور/مصطفي عثمان إسماعيل حيث قال : نحن طلبنا من قوات الأفريقية المغادرة ، لأن المواجهة سوف تكون بيننا وبين القوات الأممية ، لذلك لا نريد أن تقف القوات الأفريقية كحاجز بيننا وبينهم .
سارة عيسي

Post: #14
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:47 PM
Parent: #13

محمد القرشي ، أحد خطباء تنظيم مؤتمر الطلاب المستقلين في جامعة الخرطوم عندما وصلت الإنقاذ للسلطة ، كان محمد القرشي يحظى بإعجاب الكثيرين ، وله مواقف مشهودة ضد تصفية السكن والإعاشة ، تخرج من كلية طب الأسنان وانقطعت أخباره بعد ذلك ، وأحياناً يعاونه في الأركان زميل آخر ولكنه من خارج الجامعة وهو الدكتور/محمد الشيخ ، والذي وقتها كان يدرس الطب بجامعة الجزيرة .
أشتهر الدكتور محمد قرشي بشرح تفاصيل تكلفة ( حلة الملاح ) السودانية ، وكيف أن تكلفتها لا تتماشى مع الراتب الضئيل الذي يتقاضاه رب العائلة ، فمثلاً كان يقول :
إذا كانت البصلة ب 500 جنيه أديها 3 بصلات = 1500
ربع كيلو ( خليهوا لحم بقر ) = 3000 جنيه
قول نص رطل زيت = 1000 جنيه
خضار =3000 جنيه
شطة وشمار وتوم = 1500 جنيه
الفحم أو الغاز =3000 جنيه
الخبز = 5000 جنيه
ويستمر الدكتور محمد القرشي في رصد تكاليف (الحلة) ، وبالتأكيد أنني لم أسردها بنفس طريقته الشيقة ، وقد وصلت التكلفة إلي 19500 جنيه ، فهذه هي وجبة الغداء فقط ، أما وجبتي العشاء والإفطار قد إنعدمتا بسبب شح الموارد ، وهناك مصاريف أخري مثل العلاج والمواصلات والمجاملات الاجتماعية ، وأقساط الدراسة والايجار وفاتورة الكهرباء والهاتف .
أنه الدكتور محمد القرشي ، عرفناه في وقت الشدة والإرهاب ، خطيباً مفوهاً ، ومتحدثاً بارعاً ، ولا أدري إلي أين أخذته ظروف الحياة ؟؟ فهل هو في السودان ؟؟ أم أن أوضاع الحياة الصعبة في بلادنا جعلته يفر كالعصفور إلي الدنيا الجديدة ؟؟ ليكون خارج القفص الذي صممته الإنقاذ لحبس حملة الرأي والفكر الحر .
أينما كنت فلك مني ألف سلام مع دوام الصحة والعافية ، وكنت أمل أن تكون بيننا وترصد ميزانية الأسر السودانية بعد توقف عجلة الحرب وتفجر البترول ..فهل يا تري تم سد العجز بين دخل الفرد وتعاظم احتياجات الحياة .. من كهرباء وجوال وفاتورة أنترنت ومشروبات غازية ؟؟أم أن الحال بقي علي ما كان عليه ، وفضول الأموال ذهبت إلي أصحاب الشالات والعباءات الفضفاضة
(عدل بواسطة SARA ISSA on 23-07

Post: #15
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:48 PM
Parent: #14

الشهيدة/أميرة الحكيم ومحمد طه محمد أحمد في سجل الجرائم البشعة


ما حدث للأستاذ/محمد طه ذكرني بجريمة قديمة ، جرت فصولها في أيام الديمقراطية الثالثة ، إنها جريمة اختطاف وقتل الشهيدة/أميرة الحكيم ، ليس علينا أن نغالط الواقع وننكر لون ثوبنا الحقيقي ، بأن نقول أن جرائم الخطف والاغتيال غريبة علي مجتمعنا السوداني ، وأننا مجتمع ملائكي طاهر لا يحمل في كيانه سوي قيم المحبة والجمال ، بعد يونيو 89 أصبح كل مستحيل ممكن ، وكل صعب ذلول ، وكل طيب معرض للانقراض ، شغلت قصة أميرة الحكيم أذهان الناس ، وجعلتنا من المتابعين لقراءة الصحف في تلك الفترة ، وقد استخدمت الجبهة الإسلامية تلك القضية علي أكمل وجه ، ووظفتها في إطار سعيها الدائم للتشكيك في الحكم الديمقراطي ووصفه بالحكم الضعيف والساقط ، كان محمد طه أحد الساعين في قضية أميرة الحكيم ، لم يكن الاستهجان مصوباً نحو الجريمة ، لمعرفة أن قيمنا في التسامح قد اضمحلت ، بل النقد اللاذع وجدته حكومة الصادق المهدي ، فكيف تطيب نفسها بالبقاء في الحكم بينما هناك أميرة في عمر الزهور قد اُختطفت والشمس في كبد السماء ، لم تطالب الجبهة الإسلامية بإقالة وزير الداخلية وكفي بل طالبت بتغيير كافة الحكومة .علي الرغم أن الدافع السياسي والمذهبي كان غائباً عن تلك الجريمة .فهي علي الأقل كانت قضية جنائية بالدرجة الأولي يمكن أن تحدث في كل بلاد العالم .وإن كان هناك وطن بلا جريمة فليدلونا عليه .
لا أعلم علي وجه التحديد كيف تعاملت السلطات أنذاك مع قضية أميرة الحكيم ، وحسب ما أذكر أن هناك علاقة كانت تربط الجناة بمؤسسات الدولة الأمنية ، هذا يقودنا إلي أمر محير ، أن معظم الجرائم الغامضة التي تقع في السودان تقف من ورائها الأجهزة الأمنية ، فهي الوحيدة التي تقدر علي ضبط ساعة التنفيذ ، والشروع في التحقيقات والتلاعب في الأدلة ، حتى المذبحة التي نفذها الخليفي بمسجد الثورة الحارة الأولي تم التلاعب في تحقيقاتها من قبل الأجهزة الأمنية ، فقد تم التعامل مع الخليفي كشخص وليس كتنظيم وفكر ، ولذلك تكررت نفس الجريمة في مسجدي الجرافة وود البخيت ، المنفذين هذه المرة كانوا يحملون الجنسية السودانية ، أحدهم شارك في حرب الجنوب ، فنقل خبرته العسكرية التي أكتسبها من معسكرات الدفاع الشعبي إلي صدور المصلين الأبرياء وهم يؤدون الصلاة ، والحصيلة سقوط نفر من المصلين قتلي ، في مكان من المفترض أن يكون واحدةً من الأمان .
ليس كافياً أن نقول أن هذه الجرائم جديدة ومستحدثة ، فالجريمة سلوك إنساني ، وطبيعة بشرية تنتقل من عالم إلي آخر ، ومن بقعة إلي أخري ، مثل حلاقة مايكل جاكسون وتقليد مادونا والرقص علي أنغام موسيقي الراب ، قد قرأت قصة مراهق أمريكي قام بقيادة طائرة مروحية وصدم بها مبني بنك أمريكا ، فعل ذلك بعد أن كتب وصية يصف فيها الرئيس بوش بأقذع النعوت ، يأتي كل ذلك في مسعى تقليده لتنظيم القاعدة حتى ينال الشهرة ويطير اسمه في الأفاق .
أما في السودان فهناك من ساهم بصورةٍ واضحة في تأصيل ثقافة العنف والكراهية ، منذ أيام ساحات الفداء والحديث المكرر عن الدماء والجماجم والقتل وإحسان الذبحة ودنو العذاب ، من يزرع الرياح يحصد الأعاصير ، وهذه الثقافة البغيضة رمتنا أمام أبواب الهلاك والفناء ، وجعلت قيم التسامح تنزوي بعيداً وتحل مكانها ثقافة التشفي والاستئصال ، حتى الخلاف داخل الحركة الإسلامية أصبح مقلقاً للجميع ، وربما يحمل في حالة تصاعده المزيد من العنف وإراقة الدماء لأهل السودان ، وكلنا نذكر الصراع الذي نشأ بين حزبي المؤتمر الوطني والشعبي حول مخابئ السلاح السرية في أمدرمان ، وكيف أن الناجي عبد الله الشهير بناجي ( الزيت ) وهو من أنصار الترابي قد تعرض لطلق ناري بسبب رفضه تسليم ذلك السلاح ، هناك من يري أن الأخطار تحدق بالسودان من دارفور ولكنني أري شجراً يسير في الخرطوم ، قبلها قامت قوات الأمن السودانية باغتيال شخص اسمه عصام البشير علي خلفية ممانعته لأمر الاعتقال ، ورفضه تسليم سيارة خاصة بجهة حكومية ، ظاهر الأمر يقول أن هذا المواطن تحدي القانون ، وباطن الأمر يقول أن هذا المواطن تعرض لعملية اغتيال بدم بارد ، لأن المعركة لم تكن بين فريق الشرطة وعصابة اللصوص ، بل كانت بين الحزبين الغارقين في اقتسام الغنائم .وأن عملية القتل في الشوارع تحت خلفيات سياسية قد بدأت في السودان .وقد يتكرر هذا الأمر عدة مرات إذا رجعنا لتصريحات الفريق صلاح قوش بأن قواته سوف تبدأ حرب دارفور من الداخل ، عن طريق القضاء علي الخونة والمأجورين وعملاء الاستعمار ، وهو بذلك التهديد يقصد القوى التي أيدت السماح بنشر القوات الأممية في دارفور ، فنحن لا زلنا في أول الباب ، والإنقاذ لن يرتاح لها بال حتى تنقل إلي السودان كامل التجربة العراقية ، من تدخل أجنبي وتنازع مذهبي وقتل علي الهوية ، انهم يحرقون الهيكل حتى لا يستفيد منه أحد ، وعملية اغتيال محمد طه ليس إلا رقم صغير من قائمة من الأسماء تنتظر دورها أمام سيف الجلاد .
حتى الرئيس البشير يخاطب خصومه بلغة العنف ، في خلافه مع الترابي قال أمام الأشهاد في المجلس الوطني : (( يمكنني أن أقطع عنق الترابي وأذهب إلي الله مطمئن بأنه لن يصيبني عقاب ))
ليست المشكلة أن تقع الجريمة ، ولكن كل خوفي أن يتمثل الجاني بالآيات القرآنية ، ويعتقد بأنه يفعل الصواب ويخدم قضية إسلامية يكسب من ورائها الأجر والثواب ، أن لا يظن أن هناك رب يحاسبه في يوم ما علي هذه الجريمة .عندها ينتفي المعني الحقيقي لكلمة الجريمة ، لأنها سوف تصبح أمراً حسناً لا يعترض عليه أحد .
سارة عيسي

Post: #16
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:49 PM
Parent: #15

قبل أن تنام قل : اللهم أعوذ بك من طارق الليل وغضب السلطان
قبل كل ذلك عليك تعلم الأتي :
إطلاق الرصاص من بندقية آلية طراز AK47، متوفرة في سوق ليبيا بسعر 1.250 مليون ( سعر بعد الخصم ) ، مع العرض هدية مجانية ، صندوقين من الذخيرة سعة الواحد 12 طلقة .
زرع الألغام الأرضية أمام البوابة
قنابل يدوية الصنع ، يحكم التحكم في الصاعق عن طريق الريموت كنترول .
أنك في حاجة أيضاً إلي 50 قنبلة قرنيت .
بعد مغيب الشمس يجب أن بتناوب أفراد الأسرة في حراسة المنزل ، ولا بد من موجود مراقب يرصد الحركة من سطح المنزل ، علي أن يكون مزوداً بنظارة لها خاصية الرؤية الليلة .
يجب تفخيخ باب الشارع بواسطة توصيله بسلك كهربائي علي التيار ( 1000 فولت وما فوق )
للطوارئ يجب كسر الحائط الملاصق للجيران .
تزويد الجيران والأصدقاء وكل الزوار بكلمات مرور سرية تغير كل أربع وعشرين ساعة
تركيب جهاز انتركوم في البوابة ، مع كاميرة مراقبة تستطيع من خلالها مراقبة الوضع وأنت في الصالون .
الاستعانة بصاحب البقالة والغسال والمكوجي في رصد المتجولين الغرباء .
الطلب من الزوجة والبنات غلي الماء بدرجة حرارة عالية لسلق المهاجمين .
ضع لوحة أمام الباب عليها جمجمة وعظمتين
عندما ينقر أحدهم الباب خاطبه عن طريق الأنتركوم وأسأله عن رمز المرور ..إذا تلعثم وأخفق في ذلك أطلب منه المجيء في الصباح ، في حالة رفضه لذلك العرض قُم بتوصيل البوابة بالتيار الكهربائي ، أما إذا قفز فوق الحائط فليس عليك سوي نوع فتيل القنبلة اليدوية والشروع في إطلاق الرصاص .. وإن تُقتل وأنت تدافع عن مالك ونفسك وعرضك أفضل من أن يجدوك مقطوع الرأس في الحزام الأخضر .

Post: #17
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:50 PM
Parent: #16

قرأت إعلاناً مدفوع الأجر في جريدة ألوان ، كتب فيه الدكتور الصادق الهادي المهدي بياناً خاطب فيه الأمة السودانية ، وقد وضع صورته الفوتغرافية في مكان التوقيع ، بدأ في الصورة ضاحكاً وقد استولت العمامة الكبيرة علي معظم رأسه .
قال في البيان أنه مع حرية التعبير المنضبطة التي تراعي ظروف البلاد الحالية ، وقد طالب أيضاً بضرورة إطلاق سراح السجناء الذين اُعتقلوا خلال المظاهرات الأخيرة ، ولكني ما رعي انتباهي ليس تصدر الإعلان لصفحة كاملة مع إدراج صورة رئيس الحزب وليس صورة الجماعة ، بل الذي جذب انتباهي هو السطر الأخير من البيان ، حيث ذُيل باسم حزب الأمة –القيادة الجماعية ؟؟؟


يا تري ماذا يعنون بالقيادة الجماعية ؟؟
وكم عدد أفراد هذا الحزب ؟؟؟ وكم عدد أعضائه الذين يشغلون مناصب في الدولة ؟؟
وما الفرق بينه وبين جناح حزب الأمة الإصلاح والتجديد ؟؟
(عدل بواسطة SARA ISSA

Post: #18
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:51 PM
Parent: #17

من قتل محمد طه محمد أحمد ؟؟ القلم أم السياسة ؟؟



بعد وقوع جريمة إغتيال الأستاذ/محمد طه محمد أحمد ، كنت أتوقع من حكومة الإنقاذ شيئاً واحداً ، وهو أن تقوم بتوعية المواطنين عن طريق وسائل الإعلام عن الذي يقوم باعتقالهم والسلطات المخولة له ، وحدودها ، وما هي حقوق المواطن الذي يستيقظ مذعوراً من نومه علي صوت طرقات الباب في منتصف الليل ، مع شرح وافي وبالصور لنوعية البطاقات التي يبرزها رجال الأمن في حالات الاعتقال ، فالأمن الموازي هو الذي تسبب في مقتل الأستاذ/طه ، لأن الاعتقال الاعتباطي أصبح شائعاً ولا يقف في وجهه أحد ، فجرت العادة قبل مجيء الإنقاذ أن يتم الاعتقال عن طريق قوات الشرطة ، ومذكرة الاعتقال يجب أن تكون صادرة من مكتب وكيل النيابة ، والاحتجاز يجب أن يكون في الحراسات المعلنة وليس في مخابئ سرية كما يحدث الآن ، وشخصية كبيرة مثل محمد طه محمد ليس مطلوباً منها أن تركب في سيارة مظللة بعد منتصف الليل ، فشخص في مثل مركزه لن يفر من البلاد بسبب جنحة يستطيع أن يسقطها عن طريق القضاء ، من الممكن أن ينتظر القاضي حتى الصباح ليصدر أمر الاعتقال ، و الذي يمكن تنفيذه في وضح النهار وأثناء ساعات الدوام الرسمي ، ومن حق المتهم أن يطلع علي المذكرة ومناقشتها مع مستشار قانوني ، قبل أن يركب وهو مطأطئ الرأس في سيارة مجهولة تأخذه من مخدعه وسط عويل زوجته وأبنائه .
كل هذه المحاذير لا تُراعي في بلدنا السودان ، فأمر الاعتقال أصبح شائعاً من غير أن تحده ضوابط ، ينفذه كل من هب ودب ، فنحن نحكم من خلال دولة بوليسية ، الفضيلة فيها هي أمن الحزب وليست أمن المجتمع ، والأولوية القصوى لأمن الدولة وليس لأمن المواطن المغلوب علي أمره ، معظم منتسبي حزب المؤتمر الوطني هم رجال أمن قبل أن يكونوا رجال سياسة ، ومع ذلك طارت روح محمد طه محمد أحمد من بين أيديهم .
وتعدد الأذرع العسكرية والأمنية في عهد الإنقاذ وتنوعها لم يفضي بنا إلي بر الأمان ، بل قادنا إلي الفوضى البديلة ، هذا الترهل في الأجهزة الأمنية أدي إلي خلق مناخ من الخوف والإرهاب وسط المجتمع ، و قد أعتاد الناس علي أوامر الاعتقال التي يصدرها بعض االمحسوبين علي هذه الأجهزة ، والتي عادةً ما تحمل دوافع شخصية أكثر مما هي أمنية ، في كثيرٍ من الأحيان يقوم جهاز الأمن باعتقال مواطن لسبب بسيط لا يزيد عن مستوي الشبهة ، وعند التحقيق يتبين أن القضية ملفقة ولا تمت للواقع بصلة ، فعادةً ما يتم حجب اسم صاحب البلاغ الكيدي من الشكوى المقدمة .ويُطلق سراح المواطن من غير أن تُعرض قضيته علي الجهاز القضائي .
محمد طه يسكن في حي راق وهو حي كوبر بالخرطوم بحري ، وهذا الحي أشبه بمجمع السكن الوزاري الخاص بكبار المسؤولين في الدولة ، ذلك من كثرة الرسميين الحكوميين الذين يسكنون فيه ، فمن بينهم وزير الدفاع السابق بكري حسن صالح ، مثل هذه الأحياء لا يرتادها الغرباء وتقل فيها حركة النشاط التجاري ومرور المركبات ، الساعة العاشرة مساءً بتوقيت السودان تعني بداية حظر التجول في العاصمة الخرطوم ، صحيح أن الدولة خففت منه بعض الشيء بفضل اتفاقية نيفاشا ولكن أهل السودان اعتادوا علي سريانه ، لذلك ظل الحال كما هو عليه ، الخرطوم بعد الساعة التاسعة مساء من غير حركة أو ضوضاء ، وكان هناك عشرة آلاف شرطي يرابطون في وسط الخرطوم ، يحرسونها من الغاضبين علي زيادة أسعار السكر والمحروقات ، في هذه اللحظة بالتحديد أغار جنجويد الظلام علي منزل المرحوم طه ،واقتادوه وهو بملابس النوم إلي مكان مجهول ، والرسالة وصلت في اليوم الثاني ولكن ليس عن طريق صندوق البريد ، في مكان نائي عُثر علي جثة المرحوم طه وهي مفصولة الرأس ، بكينا وخطبنا وقلنا الشعر ونظمنا القوافي في بيت العزاء ، نحن لا نجيد الحديث إلا بعد وقوع الفاجعة ، محمد طه لم يمت في ذلك اليوم ، لكنه مات قبل ذلك التاريخ بوقت طويل ، فالأنظمة المستبدة عندما تصل إلي السلطة تخيّر الناس بين الخبز والحرية ، لنكتشف بعد فوات الأوان أننا بلا خبز أو حرية أو أمن .والأستاذ/محمد طه عليه رحمة الله كان من المراهنين علي نظام الإنقاذ منذ أول يوم ، وهو كان يعتقد أن الأمن الذي يوفره الحزب الواحد أكثر من الأمن الذي توفره الدولة ، فانهارت هذه النظرية بعد موت محمد طه ، الرجل القريب للإنقاذ والمؤيد لها في محافل الطلاب وأروقة الصحافة .
خلافي مع المرحوم طه يعود إلي أيام الديمقراطية الثالثة ، وأنا أؤمن بمبدأ تزداد قناعتي به في كل يوم ، إن الديمقراطية ثوبٌ يمكن ترقيعه ، ولكن الدكتاتورية جسدٌ بلا ثوب ، صحافة الجبهة الإسلامية هي التي أدت إلي تقويض النظام الديمقراطي الثالث في السودان ، لكنها ، في المقابل فشلت في حماية حياة القلم الذي كتب كثيراً عن الثورة وضرورات التحول السياسي في السودان ، لم يمت محمد طه في دارفور وجنوب كردفان ، في تلك البؤر لا يعني موت الإنسان شيئاً وحياته في الأصل بلا معنى أو هدف .
لم تهتز الحكومة ، ودورة الحياة لا تتوقف بموت أحد ، الكل يسعى نحو هدفه الخاص ، والمفارقة عدم مطالبة أحد بتغيير الحكومة ، علي الأقل تهيأت الفرصة لتغيير وزير الداخلية ، لكن الأصوات التي تعالت وهاجت من البكاء طلبت من الوزير أن يبقي في منصبه ، فقط عليه أن ينشر أمام مقر كل صحيفة مفرزة من الجنود ، وأمام بيت كل صحفي شرطي ، أما رجل الشارع العادي فليُترك تحت رحمة جماعات العنف والتكفير واللصوص ، نحرس الدولة ورجل الدولة والصحفي الذي يكتب باسم الدولة ، ولنترك المواطن البسيط للفوضى والذعر ، مثل فلم حديقة الديناصورات ، يُحفظ الإنسان في أقفاص حديدية ، بينما الوحوش تمرح بحرية في الغابة .رغم بشاعة هذه الحادثة ، إلا أننا لا زلنا نفكر بعقلية الأمن الذاتي ، المنُكفئ علي الحزب والرموز ، ما نحتاجه في السودان ليس تجنيد المزيد من الناس في دوائر الشرطة والبوليس والمخابرات ، فطوال سبعة عشرة عاماً كانت الإنقاذ تُنفق الصفراء والبيضاء علي شعيرة الأمن ، ولكنها أخفقت في إنقاذ حياة محمد طه محمد أحمد ، الذي لا يبعد منزله كثيراً عن منزل الرئيس ، نحن في أمس الحاجة إلي إنشاء دولة المؤسسات والقانون ، وأن نُحارب مصطلح ( كوز كبير ) الذي يتناقله الناس في مجالسهم ، هذه المفردة تعني المحسوبية والخروج وعن القانون .
سارة عيسي

Post: #19
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:53 PM
Parent: #18

كثر في الأونة الأخيرة الحديث عن الدبابين ، وشدة بأسهم وتحملهم للقتال في اصعب الظروف ، وهناك من يزعم بأنهم اشد بأساً من الجيش السوداني ، لأنهم يقاتلون بناءً علي عقيدة راسخة وليس من أجل الراتب ، وهم فصيل من الدفاع الشعبي ، ولقد شارك هذا الفصيل في حرب الجنوب ، وهم خليط من المدنيين والطلاب ، وأكثر ما يميزهم هو انتمائهم للاقليم الشمالي من ناحية ، ومن الناحية الثانية هم أعضاء في الحزب الحاكم ، اي انهم يقاتلون من أجل الدولة والسلطة والمال .
طفا هذا المصطلح إلي السطح في عام 97 ، ويُقال أن صمود الدبابين جعل الحركة الشعبية تتأخر في بسط سيطرتها علي كامل منطقة النيل الأزرق ، ولكن شهود عيان من القوات المسلحة ، شاركوا في تلك العمليات ، ذكروا أن الدبابين تسببوا في نكبة القوات المسلحة والأهالي عندما أمروا سكان الكرنك وقيسان من عدم مغادرة المدن ، والبقاء فيها للدفاع عنها ، وهذا العمل يُعتبر مخالفاً للإجراءات العسكرية والتي تتطلب إخلاء المنطقة من المدنيين عندما يزداد القصف المدفعي ، ويجوز للقادة العسكريين إعطاء أوامر الانسحاب من أجل إعادة تكوين الصفوف ، فالحرب لا تحتاج لعاطفة بقدر ما تحتاج لمقدرة وذكاء في قراءة الوضع الميداني ، وإتباع تكتيكات عسكرية محددة تحيل الهزيمة إلي نصر ، وتقلل وقوع الخسائر في صفوف الجيش.
معظم المتابعين لظاهرة الدبابين يجمعون أن هذه الكلمة اسم بلا مسمي ، وهي كلمة أعلامية تُقال من أجل الإستهلاك المحلي ، وكنوع من رفع المعنويات الخائرة ، فالإنقاذ لم تنتصر في حرب الجنوب ، علي الرغم من الهالة الإعلامية التي رددها إعلام ساحات الفداء حول إسطورة الدبابين وشدة بأسهم في القتال ، وهناك من يقول أن الدبابون تعرضوا لخيانة كبيرة من قبل الزعامات في الخرطوم ، بعد فتوى الترابي الشهيرة والتي أكد فيها أن كل من مات في حرب الجنوب ليس بشهيد بل فطيسة ، لأنه يُقاتل تحت راية سلطان جائر همه السلطة وليس تطبيق الشريعة ، وبعد توقيع اتفاق نيفاشا وتعيين نائب للرئيس مسيحي الديانة أصبح الوضع معقدٌ أكثر من السابق ، ذلك إذا أشرنا إلي التقارب الروحي بين القاعدة والتنظيمات الإسلامية في السودان ، فالحرب وفقاً للمقاييس الجديدة هي بين الكفر ( اليهود والصليبيين ) والمسلمين ، والبشير كما تري هذه الجماعات مخالف للشريعة الإسلامية عندما ولي علي المسلمين نائبٌ مسيحي .
والآن نفضت الإنقاذ الغبار عن هذا الثوب القديم ، وعادت اسطورة الدبابين مجدداً ، وظهر بعض الولاة وهم يضعون اشرطة حمراء علي رؤوسهم ، كإشارة إلي عودة شبح الدبابين ، وأرتبطت هذه الصورة في الإذهان بمجرد تسيير الحزب الحاكم للمظاهرات الأخيرة الرافضة للقرار 1706 ، وقد كانت هناك جمعيات توّزع أعلام حزب الله والأشرطة الحمراء علي المتظاهرين .

Post: #20
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:54 PM

سابقاً كنت أقول ، أن قبيلة الصحفيين في كل العالم تتعرض للضرب والاعتقال والقتل ما عدا السودان ، في هذا الوطن الذي أشبهه بالقارة ، أقصي ما يتعرض له الصحفي هو مصادرة مقاله قبل الطبع ، أو أن تقوم السلطات الأمنية باعتقاله لمدة لا تزيد عن بضع ساعات ، يخرج بعدها حراً طليقاً ، بعد أن يوقع عهداً بعدم مقارفة الجرم للمرة الثانية ، صحافتنا في السودان هي صحافة مستأنسة ، وغير مصادمة ، ودائماً تتخلّف عن رغبات الشارع الراهنة ، ليس لأننا لا نعرف الكتابة ، أو أن هناك شح في ورق الطباعة ، بل السبب يعود إلي أن معظم أصحاب الأقلام في السودان يكتبون بحبر سياسي ، بعضهم دخل إلي هذه المهنة كما يقول المصريين ( بالعافية ) ، ففيها بعض الفوائد التي تجعلها جاذبة ، التعرّف علي المسؤولين الكبار واكتساب الشهرة وغيرها من المحفزات الاجتماعية ، جعلت بعض المهنيين مثل الموظفين والأطباء والمهندسين يهرعون إلي مهنة الصحافة ، فيكتبون عن كل شيء ، عن العولمة والاحتباس الحراري ولماذا دخلت أمريكا العراق ؟؟ ويا تري من الذي نفذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر ؟؟ لذلك انهارت الصحافة في السودان ، لأنها أصبحت مطية كل راكب ، وعدد الصحفيين في السودان أصبح أكثر من باعة المياه المثلجة وماسحي الورنيش ، ومعظمهم يحرصون علي وضع صورهم في أعمدة الصحف ، وأحياناً يكون حجم الصورة أكبر من المقال المكتوب ، لا أريد الخوض في شأن المواضيع التي تُكتب ، أو مستوي لغة الكتابة ، إذا أردت أن تتأكد أن هوية السودان غير عربية فأقرأ الصحف الصادرة في الخرطوم ، فسوف تجد بعض كتابها يحملون رسالات أستاذية ولكنهم يجهلون أبسط قواعد اللغة العربية ، وتجد مقالاتهم تعجُ بالأخطاء الإملائية ، وكأن السودان يدرّس اللغة العربية لغير الناطقين بها .
كان المرحوم محمد طه يختلف عن غيره في الكتابة ، فروحه المتمردة جعلته يطرق أبواباً غير مألوفة ، ويتخاصم مع الكل ، وليس بوسعنا الإنكار ، أن خصوم محمد طه هم من أكثر الناس قراءة له ، وهم أكثر الذين يردون عليه ويستشهدون بكتاباته للنيل من نظام الإنقاذ ، يُعتبر المرحوم محمد طه حالة استثنائية في الصحافة السودانية ، فقد أعطي أكثر مما أخذ ، ويكفيه أنه مات شهيداً من أجل أفكاره ، فهو أول صحفي سوداني يتعرّض للقتل بسبب القلم والفكر ، لقد مات محمد طه بسبب تعقيدات السياسة السودانية ، وعلي الأقل ، إن الذين قتلوه كانوا من قرائه .
حاول بعضنا تجيير الحادث لصرف الانتباه عن الجناة الحقيقيين ، بعضهم قال أن الجناة من دارفور ، مستشهدين بأقوال زوجة محمد طه عندما ذكرت بأن وجوه الجناة كانت سمراء ، أن السمار صفة لازمت السودانيين وتغنوا بها في الأفراح :
الليلة يا سمرا
يا سماري الليلة ..يا سمرا
، صحيح أن صحيفة محمد طه خاضت في بعض القضايا الحساسة والخاصة بشأن المجتمع في دارفور، لكن هذا النوع من الانتقام والتشفي ليس من شيم أهل دارفور وهم الذين أطلقوا سراح قائد الدفاع الجوي السوداني بعد أن أسروه ، ولم ينتقموا منه لأجل آلاف القرى التي أحرقتها طائراته بالقصف ، فقد سلبتنا الإنقاذ من الأمن والاستقرار والحياة ولكنها لم تسلبنا من الإنسانية والرأفة والشفقة .
وقد اعتمدت جريدة الوفاق علي دراسة علمية مصدرها معتمد الخرطوم في عهد النميري أكّد فيها أن معظم الداعرات اللائى قُبض عليهن في حملات المداهمة هن من نساء دارفور !! هذا المقال كان أشبه برمي عود الثقاب المشتعل في صفيحة البنزين ، لكن غضب أهل دارفور لن يصل إلي مستوي قتل محمد طه والتمثيل بجثته ، الإحصائيات العنصرية ربما تكون قد كشفت عورة من عورات أهل السودان في الصحافة ، ولكن هناك إجماع بين الناس الآن يفيد أن كامل المجتمع السوداني قد انحرف عن الجادة ، وبسبب الفقر والكبت والإرهاب انتشرت شبكات الدعارة في الخرطوم ، ليس دعارة بين طرفين ، مبنية علي دفع الثمن مقابل إرضاء النزوة كما كان يحدث بين في أيام الرئيس النميري ، بل هي دعارة مؤسسة ، تتوفر لها التقنية الرقمية وكاميرات الفيديو ،و يقف من ورائها أجانب تحبهم الحكومة ويحبونها ، المستور منها أكثر من المكشوف ، كل ذلك يأتي علي حساب قيم المجتمع السوداني وكرامته .
أن من قتلوا محمد طه محمد أحمد ليسوا بغرباء ، ويحملون فكراً لا يخفونه عن الجمهور ، ربما تكون هذه الجريمة هي الأولي من نوعها في السودان ، الضحية فيها رجل مرموق ومعروف بين الناس ، ولكن هذا الفكر الظلامي الرجعي هناك من وفّر له المناخ المناسب ، ورعاه حتى قام من بين الأكمة ، فأصبحت له جذور وعروق وأغصان ، إعلان السودان كبلد هجرة للمطاردين العرب كان هو بداية الشر ، واستخدام الشعارات الدينية في الخلاف السياسي جعلت القتل والذبح هما الحل المناسب لتسوية الأزمات ، دفع أهلنا في الثورة الحارة الأولي والجرافة وود البخيت ثمن مغامرة استقدام الثقافة العنيفة التي لا تعرف التسامح .
إذا أردنا أن نعرف من الذي قتل محمد طه فلننظر شمالاً ، ليس شمال السودان بل ابعد من ذلك بكثير ، أعني مصر التي نسميها مهد الثقافة والحضارة ، وهي العش الذي طارت منه جماعات الإسلام السياسي إلي السودان ، فقد طُعن نجيب محفوظ بسبب رواية كتبها قبل أربعين عاماً ، قتلٌ بلا رحمة ، لا يستثني أحداً ، طال حتى شيوخ الأزهر ، قبل عامين هناك صحفي مصري اسمه القمني أعلن توبته في الصحف وطلّق الكتابة بلا رجعة ، رضا هلال مساعد رئيس تحرير جريدة الأهرام ، أختفي قبل ثلاثة سنوات ومصيره ظل مجهولاً وغامضاً حتى كتابة هذه السطور ، وبيان منسوب للجماعة الإسلامية تبني إقامة الحد عليه ، لم يكتب رضا هلال مثل مقالات محمد طه ، التي تُعتبر مثالاً للاستفزاز وجذب الخصوم ، ولم يكن له العديد من الأعداء والخصوم السياسيين ولكن العدالة الناجزة خلقت له ذنباً وعقاباً علي الطريقة الزرقاوية ، الفارق الوحيد أن الأمن المصري لم يعثر علي جثته ، والتي ربما تكون قد نهشتها الكلاب أو أخفتها نفايات مدينة كبيرة مثل القاهرة ، ولا زال اختفاء رض هلال لغز يحير الكثيرين ، أن من أقام الحد علي الأستاذ/رضا هلال هو نفس المجرم الذي قام بقطع رأس الأستاذ طه ، إنها جرائم يقف من ورائها فكر ومنهج ، ولكن هناك من يري غير ذلك .
سارة عيسي








13-09-2006, 04:23 ص

عبده عبدا لحميد جاد الله


.

تاريخ التسجيل: 19-08-2006
مجموع المشاركات: 1935
Re: ما بين حادثة اختفاء الصحفي /رضا هلال ومقتل الأستاذ/محمد طه (Re: SARA ISSA)

العزيزة/سارة سلامات

أويد ما ذهبت اليه،وخلاصة القول الهوس الديني هو الذي قتل الشهيد محمد طه
.
ونضيف على ذلك اهلنا في دارفور مها انتشرت ثقافة القتل لايمكن ان ينزلقوا الى درك التمثيل بالجثث .

لا لترهيب وخطف الصحفيين







[اضف رد] صفحة 1 من 1: << 1 >>




· · · أبحث · ملفك ·


الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها

© Copyright 2001-02 Sudanese Online All rights reserved.

http://www.sudaneseonline.com
Software Version 1.3.0 © 2N-com.de


Post: #21
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:56 PM
Parent: #20

من الذي قتل الأستاذ /طه ؟؟ الفكر أم السياسة ؟؟
الجزء الثاني


يُعد فكر الأخوان المسلمين دخيلاً علي البيئة السودانية والتي عُرفت بالتسامح ، هذا الفكر طارت عصافيره من مصر لأنها لم تجد العش المناسب هناك ، فهاجرت إلي السودان ، وعشعشت وفرّخت وتكاثرت حتى أنجبت الإنقاذ ، كان غريباً أن يخفق الأخوان في الوصول إلي السلطة في مصر ولكنهم ينجحون في السودان ، ربما يكون السبب هو وقوف آلة الأمن المصرية حائلاً بينهم وبين السلطة ، أو أن الشعب المصري يملك ثقافة واعية ، مكنته من تجاوز المد الأصولي المتطرف الذي يقضي علي الأخضر واليابس ، طبيعة الحياة الثقافية والفكرية في مصر تتطلب التآخي والتآلف ، تجربة الإنقاذ في السودان والتي يقف من ورائها الأخوان المسلمين ، أعطت المبرر الكافي للوقوف ضد مشروع الدولة الأصولية التي لا تعرف معني التسامح ، وفكر الأخوان عندما دخل السودان كان يحمل ثأرهم علي الدولة المصرية ، وكان يحمل حقدهم وشعورهم بالإحباط نتيجة لما وقع عليهم من جور في أيام الحقبة الناصرية .
لذلك كان الأخوان قساة مع الشعب السوداني ، حوّلوا البلاد إلي سجن كبير ، وافتتحوا مقرات التعذيب وبيوت الأشباح ، وعاشوا مرفهين في القصور وتركوا الشعب تحت رحمة الفقر والمعاناة والمرض ، وآخر دعواهم كانت تقسيم السودان إلي كيانات جهوية صغيرة ، تحارب بعضها بعضاً ، مما فتح الطريق أمام التدخلات الأجنبية ، سقطت أسطورة الأخوان المسلمين في بناء دولة العدل والإحسان يلاعب فيها الذئب رأس الحملان الصغيرة من غير أن يمسه بسوء ، ففشلت في حماية رأس محمد طه من غيلة البطش وهو الرجل الذي سخّر قلمه للكتابة عن المشروع الإسلامي ، إن ما أوصلونا إليه كان عبارة عن نموذج مستنسخ من دكتاتوريات أوروبا الشرقية في عز أيام الحقبة الشيوعية ، ولم يكونوا في حاجةٍ إلي تأليف كتب فكرية تشرح لنا ما هو الفرق بين شريعة الإنسان وشريعة رب السموات .
وأكبر خطر يشكله فكر الأخوان المسلمين علي المجتمع هو اعتماده علي الدين الإسلامي في تسويق أفكاره السياسية ، ومخاطبته للمثقفين من منابر ديمقراطية مثل النقابات المهنية واتحادات الطلاب ، أما العامة فهو يخاطبهم من منابر المساجد ، في حالة تقوقع الأخوان في خندق المعارضة ،يكون خطابهم للجمهور منصباً علي فكرة ترسيخ العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر والفساد الحكومي ، عن طريق تطبيق شرع الله ( وربط مشروع الأرض بمشروع السماء ) ، أما بعد وصولهم للسلطة يتغير الخطاب وتختلف الحاجة ، فيطلبون من الناس أن يصبروا علي الجوع ، والإقبال علي الآخرة والزهد في الدنيا ، وطاعة ولي الأمر والسلطان .
لا يجب أن نفرق بين نظام الإنقاذ وفكر الأخوان المسلمين ، وكل جريمة ارتكبتها الإنقاذ يقف من ورائها هذا الفكر الظلامي ، وبعد مرور سبعة عشر عاماً من حكم الإنقاذ يمكننا أن نجزم بأن الشعب السوداني قد ولج إلي قعر الهاوية السحيقة ، حتى في زمن الاستعمار لم يمر الشعب السوداني بهذه التجربة السيئة ، نحن الآن فقدنا الكرامة والحرية والخبز والأمان ، تفاوت واسع بين طبقات المجتمع ، فقر مدقع وثراء فاحش ، وحرب ومجاعة وأمراض ، هذا ليس ربط بين برامج أهل الأرض وأهل السماء ، بل هو ربط لثروات السودان في يد قلة من الناس ، لو توقفت الكارثة عند هذا الحد لكان هنالك أمل في إصلاح الوضع ، ولكن الكارثة ممتدة الجذور ، فعادةً ما تخرج التنظيمات التكفيرية من رحم الأخوان المسلمين ، الناجون من النار والتكفير والهجرة والجماعة السلفية والجهاد كلها كيانات خرجت من عباءة الأخوان ، خطورة هذه التنظيمات أنها تبدأ معركتها من العش ، فتقضي علي رفاق الأمس وصحابة الدرب . ثم تمضي في بطشها لتطال رموز المجتمع والمثقفين والفنانين .
لكن ، لا يعني ذلك أن الجرائم التي ترتكبها هذه الجماعات ، يكون المحرك الأساسي فيها هو الدين ، فهي في بعض الأحيان تخدم توجهات إقليمية ودولية ، لأن جرائمها تضرب في وتر حساس فتهدد السلام وأمن المجتمع ، تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء هو الذي أدي إلي اشتعال الفتنة الطائفية في العراق ، فشاعت جرائم القتل علي الهوية والتمثيل بالجثث وقطع الرؤوس ، ولكن من الذي استفاد من هذه الأزمة ؟؟ ، بالتأكيد المستفيد هو الولايات المتحدة والتي وجدت في النزيف العراقي ما يبقيها بعيداً عن أعين الخطر .
في السودان أيضاً كان هناك من يراهن علي نزع فتيل الفتنة الطائفية ، ولكن حتى كتابة هذه السطور بقي المجتمع السوداني محصناً من هذا الداء ، قالها الحكيم سلفاكير :
(( بعد مقتل قرنق ، روّج بعض الناس أن الحكومة السودانية كانت تقف وراء تحطم طائرة قرنق ، مما جعل الجنوبيين يستشيطون غضباً ويقومون بأعمال عنف في الشوارع ، وفي نفس الوقت يذهب هؤلاء الشياطين إلي الشماليين ويقولوا لهم أن الجنوبيين قادمون لقتلكم انتقاماً لموت قرنق )) ، فشل الرهان علي الفتنة العنصرية في ذلك الوقت ، ولكن تعبئة الشارع بالشعارات الدينية جعل الباب مفتوحاً لتكرار هذه التجربة ، هناك من يقول بأنه سوف يقطع رأس ( زيد ) من الناس ويذهب إلي الله وهو مطمئن بأنه لن يصيبه شيء من عاقبة هذا العمل ، وهناك نائب والي في الشمالية قام بإهدار دم الصادق المهدي لأنه أيّد القرار الأممي رقم 1593 ، تجمع هلامي لأناس يسمون أنفسهم هيئة علماء السودان يكفّرون كل من ينضم للحركة الشعبية ، ثم جاءت أزمة الوفاق وملف المقريزي ، فخرجت هذه الجماعات من الجحور وبدأت تنفس سمومها في الشارع ، مقتل الأستاذ/محمد طه يحمل لنا أكثر من قراءة ، وهي تزايد نفوذ هذه الجماعات في الحياة العامة في السودان ، وعمل رموزها في مؤسسات تعليمية مرموقة وسيطرتها علي بعض المساجد في الخرطوم ، من خلال هذه المنابر استطاعوا تمرير السكين حول عنق الأستاذ/طه ، عن طريق التكفير والاتهام بالردة ، انهم ينكرون الجريمة الآن ويقولون إن تطبيق الحدود بيد الحاكم المسلم ولكن من الذي كان يتظاهر في الشارع ويرفع شعارات مثل : الحد الحد لمن يرتد !!! فهل الذي كفّر الأستاذ/طه هو مجموعة من الناس أم هيئة قضائية ذات صلة بالمحاكم الشرعية ؟؟؟ .
يجب أن لا نتوقف عند جريمة اغتيال الأستاذ/طه علي أساس أنها جريمة عابرة لأنها فتّكت برمز من رموز الإنقاذ الأوفياء ، إنها جريمة نحو العامة بلا فرز ، وجريمة موجهة نحو الحياة الثقافية بشكل خاص ، وسط التكتم الحكومي علي وقائع الجريمة وفرض الرقابة علي الصحف انتشر سلاح الإشاعة بشكل مكثف ، لا أنصح الناس بقراءة بيان أبو حفص السوداني ، لأنه هاوي علي الانترنت استطاع أن يشغل فراغ الإجابة لمن يسأل : من هو قاتل الأستاذ طه ؟؟ ، هو نوع من التلاعب الإعلامي القصد منه تحريك الساكن وخلق روح البلبلة والذعر بين الناس ، ولكن أنصح الناس بقراءة قائمة الأهداف المحتملة ، فتجد من بينها هذه المرة أسماء لفنانات مشهورات ، أي أن الساسة والنخب الليبرالية المتحررة ليس هم الوحيدين أمام منظار القناص ، هذا يعيدنا لتصريح أدلي به مسؤول أمني رفيع المستوي في نظام الإنقاذ عندما قال أن معركة المواجهة سوف تبدأ من الخرطوم بقتل المؤيدين للقرارات الدولية وسدنة الطابور الخامس ، لكن هذا لا يعني أن الفنانات بأمان من حد السيف .
سارة عيسي








[اضف رد] صفحة 1 من 1: << 1 >>




· · · أبحث · ملفك ·


الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها

© Copyright 2001-02 Sudanese Online All rights reserved.

http://www.sudaneseonline.com
Software Version 1.3.0 © 2N-com.de


Post: #22
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:58 PM
Parent: #21

أقوي جنيه مر علي تاريخ السودان ، كانت الفئات بين جنيه وخمسة وعشرة ، قبل أن تتدرج الفئات بين ألف إلي خمسين ألف ، قبل أن تصبح عملتنا لوحة ترسم فيها التنظيمات السياسية ما يعبر عن أفكارها وشعاراتها ، نحن الآن نملك مصنعاً لسك العملة الوطنية ، فهل ياتري هذه حسنة نعتز بها؟؟ أم أن هذا المصنع يعمل ليل نهار في تغذية السوق بعملة ورقية لا تساوي قيمة حبر الطباعة ؟؟

Post: #23
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 10:59 PM
Parent: #22

المتابع للإعلام السوداني يلحظ شيئين في هذه الأيام ، أولهم وصف الأستاذ/علي عثمان محمد طه بنائب رئيس الجمهورية ، من غير تحدد درجة المنصب بنائب ثاني ، والشيء الثاني هو عودة الأضواء إلي الدكتور/مصطفي عثمان إسماعيل ، في ظل انحسار دور الدكتور لام أكول ، بعد تعالي الأصوات داخل الحركة الشعبية بضرورة تنحيته عن منصبه ، لأنه أصبح لا يمثل رؤية الحركة الشعبية ، وبالذات فيما يتعلق بأزمة دارفور ، فلقد ركب الدكتور لام أكول نفس موجة التصلب التي يبديها حزب المؤتمر الوطني ، فهو أول من قال : أن دخول القوات الأممية في دارفور أمر عفا عليه الزمن ، مما جعل موقفه يتناقض مع موقف القيادة الشعبية في جوبا والذي يقول أن دخول القوات الأممية أمر تسمح به الدواعي الإنسانية ، ربما لا يأبه الفريق سلفاكير للتغير الطفيف الذي طرأ في وسائل الإعلام ، ولن يكترث لتقدم النائب الثاني في الوصف الدستوري ، لأن عمق الخلافات تجاوز مرحلة الألقاب ، فقبل أيام أفضي السيد/كوفئ عنان بما في صدره ، وتحدّث عن خطر محدق يحيط باتفاقية نيفاشا ، فقد استغلت الإنقاذ انشغال المجتمع الدولي بأزمة دارفور فأهالت الحصى علي اتفاقية نيفاشا ، مما فقام أزمة الثقة المعدومة وتباطؤ التنفيذ .
في سرادق عزاء الأستاذ الراحل/محمد طه محمد أحمد أطلق الفريق سلفاكير رسالة تحذيرية ، وهي : ربما يكون الرأس التالي هو رأس سلفاكير ، هذه الرسالة وإن بدأت متداخلة إلا أنها تحمل الكثير من المعاني ، جو الإرهاب والتعبئة الذي تبثه حكومة الإنقاذ في الخرطوم جعل جميع الناس يحسون بالخطر قبل مجيئه ، ذلك يأتي متزامناً مع حملات الغضب والتشنج والدعوة إلي الحرب ، ولكن ضد من ؟؟؟ ضد الأمم المتحدة والأوصياء الدوليون الذين أسهموا في استجلاب اتفاق نيفاشا ، الحركة الشعبية والتي تحكم شعباً خرج للتو من أتون معركة طويلة ليست في حاجة للتصادم مع الأمم المتحدة ، فهذه الحرب الجديدة هي من شأن حزب المؤتمر الوطني ، وهو الذي يجهز لها الجيوش ويدبر لها الشعارات ويتبناها في خطه الإعلامي مستغلاً سيطرته الأحادية علي وسائل الإعلام .
وهناك أيضاً أزمة سببها رسالة البشير لنظيره الأمريكي جورج بوش ، تقول الإنقاذ أن الولايات المتحدة لم تتسلم الرسالة ، لأنها كانت موجهة للرئيس بوش شخصياً ، لذلك رفض لام أكول تسليمها إلي أي موظف في الإدارة الأمريكية ، فالإنقاذ بذلك تتعامل بالمثل والندية ، وردت علي تصرفات السيدة/فريزر والتي رفضت تسليم الرسالة الموجهة للرئيس البشير إلي أي أحد من مستشاريه ، وأصرّت علي تسليمها للرئيس البشير شخصياً ، ولكن الرئيس الأمريكي اعتبر أن رد الرئيس البشير علي رسالته لم يكن مقنعاً وليس بكاف ، مما يدل أن الرسالة قد فلتت من المظروف وتسربت لقراء البيت الأبيض إلي ما دون درجة الرئيس ، لكن الدكتور لام أكول طمّأن الإنقاذ بأن الرسالة قد عادت معه إلي الخرطوم ، وأنه نقل للرئيس الأمريكي صورة شفوية من الرسالة ، إذاً لم يتغير شيء ، فالمعني واحد ، فلا فرق بين أن تقرأ الرسالة بنفسك أو أن يقرأها عليك أحد ، ولام أكول بهذا التصرف قد خالف قواعد اللعبة ، وفشي بالسر المكنون وهو يعتقد بأنه يخدم حكومة الإنقاذ .و الحركة الشعبية لا تفضل أسلوب الفظاظة والرعونة مع سكان البيت الأبيض ، ليس للإنقاذ ما تخسره جراء هذا العمل ، ولكن ربما تخسر الحركة الشعبية الكثير ، فالولايات المتحدة تُعتبر أهم حليف للحركة الشعبية في هذا الوقت ، فهناك سعاة بريد أفضل من الدكتور لام أكول ، فما المانع أن ينقل رسالة البشير الدكتور مصطفي عثمان أو الدكتور /علي أحمد كرتي ؟؟ فعلي الأقل هم من قبيلة الإنقاذ ، فلماذا تُنقل الرسائل المفخخة في حقيبة الحركة الشعبية ؟؟ فهل الباعث علي ذلك هو الثقة المطلقة ؟؟ أم المقصود هو إفساد علاقات الحركة الشعبية مع الولايات المتحدة ؟؟
سارة عيسي

Post: #25
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:01 PM
Parent: #23

كلنا تابعنا الضجة والزخم اللتين رافقتا عودة الأستاذ/حسن ساتي إلي السودان ، فقد عاد الفارس النجيب من لندن وأحتل منصب مدير تحرير في جريدة آخر لحظة .
فداعبتنا الأحلام الوردية ، السودان بخير ، فها هو رجل يترك المعيشة في عاصمة الضباب في لندن ويعود للخرطوم ، ليشارك أهل السودان أفراحهم وأحزانهم ، بعد سبعة عشر عاماً من الزمن ، قضاها وهو يتسكع في بلاد العم بلير .
بالأمس شاهدت الأستاذ /حسن ساتي علي قناة الجزيرة ، كُتب في الشريط الإخباري محلل سياسي من لندن ، وليس مدير تحرير صحيفة آخر لحظة التي تصدر من الخرطوم .
و لهذه العودة ما يسفرها وهي أن :
أن الأستاذ /حسن ساتي عاد إلي لندن من أجل بيع الأثاث و جمع الحاجيات ليعود إلي السودان بصورةٍ نهائية ، فتوفر الحريات في السودان أستقطب العديد من الأقلام ، فهناك نهضة اقتصادية في السودان ، جعلت مستوي الحياة يرتفع ، يمكن لكل مواطن سوداني امتلاك جوال حديث ، والحرّ الشديد يمكن محاربته بمكيفات سعة 24 حصان . هذا هو التفسير الرومانسي للوضع في السودان .
أما التفسير العقلاني فيأتي كما يلي :
بعد سياسة قطع الرؤوس وجو الخوف والرعب الذي يسود في الخرطوم ، أصبحت مهمة الصحفيين عسيرة في السودان ، في كل يوم وفي كل نهار يعتقد أرباب الأقلام أنهم سوف يصبحون جثة بلا رأس ، أو رأس بلا جثة ، ومما زاد الطين بلة ، الهجوم الشرس الذي تشنه الأجهزة الأمنية علي مقرات الصحف ، ومصادرة الأعداد المطبوعة قبل أن توّزع علي المكتبات ، ورسائل التهديد التي يتناقلها الناس بالجوال ، وعدم إقبال الناس علي شراء الصحف بسبب الضائقة الاقتصادية وغلاء الأسعار ، الأمر الذي أفضي إلي تكدس الصحف في أرفف المكتبات ، أي أن عوائد الصحيفة أصبحت لا تكفي دفع ثمن الفول ( المصلح ) في كايرو جلابية ،

Post: #26
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:03 PM
Parent: #25

نسوة المؤتمر الوطني ، من كل صوب وحدب ، عليهن علامات الدعة والنعيم ، مع لياقة بدنية عالية ومقدرة قوية علي الصياح والضجيج ، انها مظاهرة من يستطيع توفير السيارة وكتب الشعار وإفساح الطريق للهتيفة

صورة لامرأة يائسة من معسكر طويلة ..تعيش تحت كومة من القش ، يسميه بعض الناس بيتاً..هذه الفلة الفاخرة مبنية فوق كومة من الرمال ..لا تقدر صاحبتها علي جمع الحطب خوفاً من غارات الجنجويد ..وهناك جوالات فارغة من الطحين ..وجركانة لحفظ الماء المعدوم ..هذا هو السودان الواسع ..ليس السودان المرسوم في الصورة الأولي ..من أجل هؤلاء نريد قوات الأمم المتحدة

Post: #27
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:04 PM
Parent: #26

رغم النية الحسنة التي يبديها أستاذنا الكبير محمد الحسن أحمد عندما يمسك بالقلم ، ليكتب لنا ما يجري خلال هذه الفترة العصيبة ، والتي يطبق علينا فيها أمير ظلام الرقابة الصحفية ، فقد جاء مقال أستاذنا الأخير متحدياً للوضع الراهن ، رافضاً لثقافة الصمت المطبق ، فمن الخطورة أن يبقي مصير السودان بيد رجل واحد ، يحمله إلي المكاره ويمضي به بلا وعي إلي دنيا الخطوب ، ربما لا يعرف الرئيس البشير تبعات الحرب ، بحكم أنه تحوّل إلي رجل مدني يسوس الناس من قلعة غردون الرئاسية ، أو أن العهد بينه وبينها قد طال ، حتى صارت الحرب بالنسبة إليه لعبة يتلهى بها في أوقات الفراغ ، بينما هي في واقع الحال بؤس وشقاء ومعاناة وحرمان يعرفه المواطن السوداني العادي .
لقد وضعنا الأستاذ/محمد الحسن أحمد أمام نقطة هامة ، وهي تآكل الحركة الإسلامية من الداخل ، ونفور البنين وعزوف المشايخ عن عبادة الصنم الذي تهاوي تحت ضربات الأعاصير الدولية ، قد بدأ السيناريو بفراق الترابي ، ثم بإيداعه في سجن كوبر ، وهو الرجل الذي حقق حلم الإسلاميين البعيد المنال ، عندما مكنهم من الوصول إلي السلطة ، وبقي عشرة سنين وهو يمد نظامها بالفكر والمناهج ، إقصاء الترابي عن المشاركة خطيئة لا يتحمل وزرها العسكر لوحدهم ، نعم ، قرأ البشير خطاب المفاصلة وهو يرتدي نفس البزة العسكرية التي كان يرتديها في ليلة الثلاثين من يونيو 89 ، ولكن خلف هذا الخطاب كانت تقف مجموعة العشرة بقيادة الشيخ إبراهيم أحمد عمر ،والتي حرصت منذ أول اليوم علي وجوب البيعة لشخص واحد وهو الرئيس البشير ، هذه المجموعة هي التي روّجت لمصطلح الرأسين في الحكم ، فقضت علي رأس الترابي ليبقي رأس البشير وحيداً في الساحة ، فباع التلاميذ شيخهم العلامة للعسكر ، وربح رهان المصالح ، وخسر رهان المبادئ والمثل .
التآكل الثاني للحركة الإسلامية ، كما ذكر الأستاذ/الحسن ، هو تغوّل العسكر وتزايد نفوذهم في اتخاذ القرارات الهامة ، لّمح إليها برد مقتضب ساقه الأستاذ/علي عثمان في وجه الرئيس البشير : من الآن فلا كلام إلا كلام العسكر ، هذا القول ليس المقصود منه بقاء العسكر لوحدهم في قارب حكومة الإنقاذ ، بل المقصود منه ، أن النائب الثاني يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من متاع ، فالأستاذ/علي عثمان يسعى إلي النجاة بنفسه حتى لا يتحمل مسؤولية الحرب والحصار ، فهو بحدسه الأمني وتحوّطه الحذر ، يعلم أكثر من غيره أن المصادمة مع المجتمع الدولي سوف توصل الإنقاذ إلي طريق شائك ، طريق شائك ووعر لم تسلكه الإنقاذ من قبل ، فالشارع في أوروبا وأمريكا ، علي عكس ما حدث في العراق ، يؤيد دخول القوات الأممية إلي دارفور .
فالمدنيون في الإنقاذ يحاولون النأي بأنفسهم عن أي خطر تحمله لهم أمواج العسكر المتلاطمة ،ومن الصعب الآن الجزم بأن السودان يحكمه عسكر أو مدنيين ، هناك خليط من الجنسين مع بعض الإضافات ، مثل أن تجد في الإنقاذ بعض المدنيين بثياب عسكرية ، والعكس تماماً لذلك ، عسكريين بثياب مدنية ، لكن ما يجمع هؤلاء ليس الفكر ، بل تجمعهم المصالح الشخصية والمراكز المرموقة التي يشغلونها ، في تاريخ السودان ، وقبل مجيء الإنقاذ كان السباق علي السلطة يجري بين فرسي العسكر والمدنيين ، أما الآن فقد تغير الوضع ، لم يعد هناك عسكر بالمعني الاحترافي الذي ألفناه سابقاً ، بل في صحبتنا ساسة في ثياب عسكرية ، كما لم تعد الأدوار العسكرية ملكاً للعسكريين فقط ، فهناك مدنيون نفوذهم في الجيش كان أقوي من رئيس الانقلاب نفسه ، ومن بين هؤلاء المدنيين المتعسكرين الأستاذ /علي عثمان طه ، وهو الذي أسس الدفاع الشعبي والأذرع الأمنية لنظام الإنقاذ ، كما أنه أشرف بيده علي إدخال العناصر الحزبية إلي كل المرافق العسكرية في الدولة ، الدخول إلي الكلية الحربية كان لا يتأتى إلا من خلال تزكية مكتوبة بخط اليد ، تُثبت أن المتقدم من حزب الجبهة الإسلامية القومية ، والذين يكتبون هذه الصكوك هم من أنصار النائب الثاني ، لذلك يملك الأستاذ/طه جيشاً موازياً لجيش الرئيس البشير والذي أحال معظم الضباط الحرفيين من زملائه للصالح العام ، مما فتح المجال لصعود المنصورين من قائمة جيش الأستاذ/طه ، الضباط في الجيش الحالي من رتبة مقدم وما دونها يكنون احتراماً وطاعة عمياء للأستاذ/طه ، أما الضباط من رتبة عقيد وما فوق ، هم بالفعل موالون للرئيس البشير ، بحكم أنه ينتمي لمؤسستهم ، ولكنهم ضباط ذو رتب كبيرة ولكن بلا صلاحيات نافذة تبقي نفوذهم ذو معني في صفوف الجيش ، فمعظمهم يشغلون مناصب إدارية ، ويعمل تحتهم إمرتهم ضباط معفيين من التسلسل الهرمي للقيادة كما يتطلب نظام الجيوش في العالم .
إذاً هناك قائدان للجيش في السودان وليس قائد واحد كما تصوّر أستاذنا محمد الحسن أحمد ، أما المقصود بإيماءة أن القرار من الآن للعسكر ، والتي وردت علي لسان الأستاذ طه ، لا تعني أن الطرفين في حالة خلاف حول اتخاذ القرار ، فالخلاف المستتر هو حول مواعيده ، و لا يريد الأستاذ/علي عثمان أن يزج بعساكره في حرب غير مضمونة النتائج ، فهو يريدهم استخدامهم في حماية الدولة من الداخل ، عملاً بالمثل المشهور : أحفظ القرش الأبيض لليوم الأسود ، فهو يخشى استغلال المعارضة لأي وضع يطرأ علي الساحة بسبب قضية دارفور ، بموجبه تقوم بالالتفاف حول حكومة الإنقاذ في الخرطوم ، الأستاذ/علي عثمان أحرص من الرئيس البشير في بقاء دولة الإنقاذ ، حتى لو تطلب ذلك تقديم تنازلات في دارفور والجنوب .
سارة عيسي

Post: #28
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:06 PM
Parent: #27

أجمل مداخلة كانت للأستاذ/حسين خوجلي ، هناك مساحة بين النظري والعملي ، فلماذا تكون الإنقاذ علي حق وكل الناس مخطئون ؟؟
ولماذا تم استغلال حادثة مقتل الأستاذ طه لتكميم أفواه الصحف ؟؟ هذه ردة عن بعض المكتسبات ، إذا مضت الإنقاذ في الرقابة فلماذا لا تُغلق الصحف بالمرة ؟؟
هذه هي الأسئلة الوحيدة التي أثارت غضب النائب الثاني وجعلته يتحدث في مؤتمر صحفي مده المحددة ساعة ولكنه استمر في قراءة خطاب مطوّل لمدة ساعتين ونصف ، علي طريقة أركان النقاش في الجامعة ، بدأ عليه بعض التوتر ، وجلّ الخطاب كان موجهاً نحو الأستاذ/حسين خوجلي ، راهن الأستاذ علي عثمان علي موقف الحزب الاتحادي في الخارج والداخل ، وحزب الأمة جناح النجوم الخمسة أو القيادة الجماعية كما يسمون أنفسهم ، تغاضي الأستاذ /علي عثمان عن موقف الحركة الشعبية المؤيد لنشر القوات الدولية في دارفور ، وأغلق الباب في وجه الأعين الحائرة حيال موقف الأستاذ مناوي ، فعلي الرغم من كونه مستشاراً للرئيس ، إلا أنه يؤيد نشر القوات الدولية ، فكيف يراهن الأستاذ/علي عثمان علي موقف أحزاب غائبة عن الساحة الداخلية أو أحزاب هلامية كوّنت علي مبدأ الرشا والإغواء بالمناصب ، بينما يتجاهل موقف أحزاب مشاركة في حكومة الوحدة الوطنية مثل الحركة الشعبية ، فالسؤال الذي طرحه الأستاذ/حسين خوجلي لم يكن بخصوص موقف حزب الأمة المتوالي ، بل كان بخصوص موقف شركاء الحكومة الرئيسيين ، من الحركة الشعبية وحركة تحرير السودان ، فالنائب الثاني أجاب عن ( كيمان ) غائبة ، فهو يشير إلي موقف حزب الأمة جناح المجموعة ويتجاهل موقف حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي ، ويهيب بموقف الحزب الاتحادي الديمقراطي جناح الميرغني الغائب ويتجاهل موقف الأستاذ سيد أحمد الحسين وعلي محمود حسنين ، ويبني قصور الرمال علي موقف المنشقين عن حزب المؤتمر الشعبي ، وينسي موقف الشيخ الترابي ، الذي رفع سقف المطالب إلي الدعوة بضرورة محاكمة المتورطين في جرائم المذابح العرقية في دارفور .
شكا النائب الثاني من عدم وفاء الوسطاء الدوليين بالتزاماتهم المالية نحو السودان ، ورفع حاجبه من الدهشة لأنه لا يعرف السبب ؟؟
السبب هو عدم توفر الشفافية في أنظمة الحكومة ، الفساد والصرف البذخي وغياب الرقابة وعدم المساءلة ، كلها عوامل تدخل في منع المانحين من الوفاء بتعهداتهم ، أضف إلي ذلك ، التخوف من استخدام المعونات في الحرب والتحريض العرقي ، هناك آلاف الأسباب تجعل الوسطاء يحذرون من إلقاء أي أموال في يد رجال الإنقاذ الفاسدة ، ضجة اليخت الرئاسي تناولتها صحيفة عريقة مثل النيويورك تايمز ، تحت هذه الظروف يصبح من المخاطرة وضع أي أموال تحت تصرف الإنقاذ .
تحدث النائب الثاني عن قلة الحوافز في اتفاق نيفاشا ، وكأنه يتحدث عن سلعة تُشري وتُباع ، ونسي أن آلة الموت قد توقفت ، وهذا مكسبٌ في حد ذاته ، وما يذهب في خسائر الحرب يمكن استخدامه في بناء المدارس والمستشفيات والجسور .
يقول النائب الثاني أن رفضه لانتشار القوات الدولية في دارفور ، وموافقته علي ذلك في الجنوب يأتي من قناعة واحدة ، وهي أن لا تصبح القوات الدولية مطلباً شعبياً عاماً ، مخافة أن يمتد نفوذها ويتعاظم حتى يشمل كل أنحاء السودان فيتراجع نفوذ الدولة ، ولو مضت الإنقاذ في حكم السودان بهذا الشكل ، سوف يأتي يوم يُطالب فيه كل أهل السودان بحماية دولية من بطشها وقتلها لهم .لكن ، أهل الجنوب لم يكونوا في حاجةٍ إلي القوات الدولية بقدر حاجة أهل دارفور ، فعلي الأقل هناك حكومة قوية في الجنوب ، لها جيش قوي وتسيطر علي الوضع الأمني بصورة كافية ، والسؤال المطروح هو لماذا وافقت حكومة الإنقاذ علي نشر قوات أممية في الجنوب إن كان السكان ليسوا في حاجةٍ لها ، بينما ترفض ذلك في اقليم دارفور علي الرغم من اتساع مساحته وحاجة الناس فيه إلي الأمن والمساعدة ؟؟

Post: #29
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:08 PM
Parent: #28

كنت آخر شخص يتوقع أن يذهب الرئيس البشير لنيويورك ، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، المراقب لحملات التعبئة والشحن العاطفي في الخرطوم ، يصل لقناعة واحدة ، أن الأمم المتحدة ليست إلا شراً مستطير ، ووكراً شيطانياً تطير منه عصافير القرارات الدولية لتهبط في السودان ، بناءً علي الثقافة السائدة الآن تُعتبر الأمم المتحدة كيانٌ معادي للسودان ، فهناك شبابٌ متحمسون يتحرقون لقتل جنودها في دارفور ، ولا ننسي قصة القبور الجاهزة ، والتي صُممت لاستيعاب رفات القوات الدولية التي تجرؤ علي الدخول لهذا الإقليم المضطرب ، وسط هذا الخطاب الإعلامي الهائج سافر الرئيس البشير إلي نيويورك ، أحياناً تحتاج للجلوس مع العدو لسماع حجته وأباطيله ، هذه المرة ، مضي الرئيس البشير إلي عاصمة الشيطان لُيسمع حجته وليس من أجل تسجيل موقف جديد ، ليس هناك متسعاً للتفوه بالقسم الثلاثي كما كان يفعل في الساحة الخضراء بالخرطوم ، أو أثناء تجواله في ولايات السودان المختلفة وهو مصحوباً بالدفوف والمعازف ، بين جدران الأمم المتحدة الصوت القوى هو للعاقل الذي يملك الأسباب ، وليس للجاهل الذي لا يملك حجة سوي الصياح والضجيج ، الحضور في نيويورك لا يعرفون عبارة ( عليّ الطلاق والحرام ) ، فهم يجهلون السبب الذي يجعل أحدنا يطلّق زوجته بسبب قضية سياسية يمكن حلها بالحوار .
لذلك كان خطاب الرئيس البشير في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة هادئاً ورزيناً ، وخالياً من عبارات الوعد والوعيد ، وفارغاً من التهديدات الكلامية مثل تحويل دارفور إلي مقبرة للغزاة ، والتساؤل المطروح..لماذا يكون خطاب الإنقاذ الموجه نحو الداخل انفعالياً ومبطن بالثأر والوعيد بينما يكون صوتها في المحافل الدولية خافتاً ورقيقاً تكاد تسمعه ؟؟
كنت أتوقع أن يكرر الرئيس البشير قسمه أمام هؤلاء الشهود ، قرار محاربة القوات الدولية كان من المفترض أن يسمعه الأمين العام المتحدة مباشرةً ، أو بالتحديد من فوه الرئيس البشير إلي آذان كوفئ عنان ، حتى تصل الرسالة بالشكل المطلوب ، إن كان الشعب السوداني قد سمع قسم البشير الثلاثي أكثر من عشرين مرة ، من حق الحضور في نيويورك سماع ذلك وحتى ولو مرة واحدة و قد فاتهم الجزء الكبير من الحفل ، من حقهم أن يعرفوا ولو جزءاً صغيراً من الخطاب الطائش الذي تحركه ماكينة إعلام الإنقاذ في الخرطوم ، لكن للأسف الشديد ، بدأ الرئيس البشير متمالكاً لأعصابه ، وفقد في لحظات مقدرة تسجيل المواقف الجريئة والمتحدية ، هذا هو حال الطغاة ، في كل الحقب والعصور ، يذيقون شعوبهم الذل والهوان ويخاطبونها بتعالي ، ولكنهم في المقابل يخفضون جناح الذل والمسكنة لأعدائهم ، شجعان في الساحة الخضراء بالخرطوم وهم محاطون بالحشود وجبناء في المحافل الدولية وهم ينتقون عبارات في غاية التهذيب .








20-09-2006, 05:48 ص




Post: #30
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:09 PM
Parent: #29

قصة رجلين جمعهما العمل في جهاز الأمن



دخل محمد محي الدين والشهير بمحمد كريمة جهاز الأمن بعد تخرجه من جامعة الخرطوم مباشرةً ، لقد كان شخصية مثيرة للجدل في صفوف زملائه ، أقل ما يعرف عنه أنه شخصية شرسة ومتمردة ، تحقد عليك لسبب بسيط ، وتضمر الشر لسنوات طويلة ولا تنسي أبداً تفويت الإساءة ، من الممكن أن تكون هذه الأسباب ساعدت أخونا محمد كريمة لدخول جهاز الأمن ، الشخصية الكتومة والنفس التواقة لارتكاب الشر من الشروط الأساسية التي يجب توفرها في المتقدمين ، ليس ذلك فحسب ، الانتهازية معيار لا يقل كثيراً عن رسم الكفاءة ، الكثير من الروايات تواردت إليّ من محمد كريمة ، عنه وعن شخصيته ودوره الكبير في تعذيب أبناء دفعته ، حتى الذين سكنوا معه في داخلية أربعات والنشر والنيل الأبيض وبحر الجبل لم يسلموا من شره ، فظائعه شاعت بين أبناء جيله أكثر من فظائع سلفه عبد الغفار الشريف ، هذا الأخير ، يُعتبر المؤسس الحقيقي لجهاز أمن الطلاب ، هذا الجهاز ، لعب دوراً حاسماً في ترويع الطلاب خلال الفترة الممتدة من 89 إلي عام 2000م ، أحد عشر عاماً قضاها عبد الغفار الشريف وهو يعذّب كل من عرفه بجامعة الخرطوم ، وبالذات الذين اشتهروا بمعاداة الاتجاه الإسلامي ، كان هناك تنسيق بينه وبين لجنة الاختيار المختصة باستيعاب الخريجين في الخدمة المدنية ، قائمة خريجي جامعة الخرطوم كان يطالعها عبد الغفار الشريف واحداً تلو الآخر ويعلق عليها بواحدة من ثلاثة عبارات ..نشط ..قاعدي ..خامل ، كل شفرة تحمل مفهوماً محدداً يشير إلي الصفة التنظيمية للمتقدم ، عبد الغفار الشريف ينتسب لمدينة شندي ، في الجامعة كان مشهوراً بارتداء بناطلين ( الجنز ) في كل الأوقات ، ومن النادر أن تجده يتحدث إلي أحد ، خلافاً لما جرت عليه العادة أنذاك ، حيث كان الاتجاه الإسلامي في نهاية الثمانينات لا يحفل كثيراً بمنتديات التنظيمات السياسية المعادية له ، كان بالإمكان رؤية عبد الغفار الشريف وهو مندساً بين الحضور ، مثل شخصية (فضولي ) التي كنا نبحث عنها في مجلة ماجد ، حاضراً بدمه ولحمه ، ومميزاً ببنطاله الأزرق ، لمثل هذا اليوم كانوا يعدونه ، وبرز دور العميد عبد الغفار الشريف لاحقاً ، وكان هو الجلاد الذي يختار فريسته بمهارة ، شريطةً أن تكون من زملاء الدفعة ، ومن الذين يعرفهم والذين يعرفوه ، كانوا يطلقون عليه في جهاز الأمن اسم ( مولانا) ، ويحضر جلسات التعذيب وهو ملثم الوجه ، ويستمتع بسماع الصراخ ونداءات الاستغاثة .
محمد كريمة لم يكن يختلف عن سلفه كثيراً ، كلاهما كان يحمل نفس الروح السادية التي تتلذذ بالتعذيب ، وكلاهما يحركه نفس الحقد الدفين والذي مبعثه رؤيتهما للحياة في بيئة فقيرة ومدمنة للحرمان ، الشعور بالظلم والغبن هي التي تدفع بعضنا لزوايا التطرف ، فتصبح الشخصية المعنية مثل القنبلة الموقوته ، تنتظر من ينزع عنها الفتيل حتى تنفجر لتقتل الجميع .
بعد التخرج التحق محمد كريمة بجهاز الأمن كما أشرنا ، وعمل في أحد بيوت الأشباح في مدينة بورتسودان ، وصادف مرةً أن التقي بأحد زملائه ، من أبناء دفعته بكلية الاقتصاد ، و الأستاذ/خالد والذي كان يعمل في شركة الإطارات الدولية ببورتسودان ، كان هناك خلافاً في وجهات النظر بين الأخ خالد ومحمد كريمة ، سببه الاستقطاب الحاد حول كسب أصوات الطلاب في انتخابات الاتحاد ، كان الأخ/خالد نشطاً في حركة الطلاب المحايدين والتي كانت تستأثر بمقاعد رابطة طلاب الاقتصاد ، في وقت كان فيه الاتجاه الإسلامي في ذروة سنام قوته ، هذه الهيمنة لم ترق لرجل الأمن الشرير محمد كريمة ، وكثيراً ما كان يصف زميلات الدفعة بالسفور والعهر ، وحلف بالله لو أنه كان يملك سلطة في البلد لجلد كل بنت يعرفها في جامعة الخرطوم ، هذه السلطة جاءت لمحمد كريمة بعد تخرجه ، فأستخدمها كما يريد ، التقي الزميلان المتنافران في أحد المطاعم ، بخبث ماكر ، سأل محمد كريمة زميله في الدراسة الأخ /خالد عن مكان سكنه ، فأجابه خالد ببراءة ودلاه علي المسكن الذي يقيم فيه ، افترق الرفيقان علي أمل اللقاء مجدداً ، لتذكر أيام العم محمد والصفرة الجديدة ، وهاشم وحراسة الصفرة من ( المجيتين ) ، والسماني ، الصفرجي الرياضي الذي يحابي المشجعين لفريق المريخ ، فيزيد لهم كمية اللبن .
عاد خالد إلي المسكن ، وهو سعيد لأنه ألتقي أحد أبناء دفعته ، فذكره أيام تسلق سطح داخلية النشر ، لمشاهدة أفلام سينما النيل الأزرق كما يقول المصريون ( ببلاش ) ، والصياح في أذن المشغل ( أبو صلعة ) في لحظة انقطاع الفلم ، فيهتف فيهم المشاهدون الدافعون لثمن التذكرة ..أسكت يا ملح .
فرحة الأخ خالد بهذا اللقاء لم تكتمل ، فقد أعد النقيب/محمد كريمة خطة جهنمية ، عشرة من الملثمين تسلقوا جدار المسكن الذي يسكن فيه خالد ، قلعوه من السرير واقتادوه لمكان مجهول ، وهناك ، أوسعوه ضرباً ولكماً حتى سال الدم من فمه ووجهه ، ثم عادوا به وهو ينزف دماً ورموه أمام المسكن وهو لا يحرك عضواً ، تعرّف الجيران علي نوع السيارة التي حملته ، عربة ذات دفع رباعي كان يقودها محمد كريمة بنفسه ، يتجول بها في أنحاء المدينة وهو يذيق الناس صنوف الذل والهوان ، نصحه أهل الحي بضرورة مغادرة المدينة حفاظاً علي حياته ، وحكوا له الكثير عن الأشياء المروعة التي يقوم بها محمد كريمة ، لكنهم بهتوا وتملكهم العجب عندما عرفوا أنه أحد أبناء دفعته ، أعتقد خالد أن ما حدث في جامعة الخرطوم من خلاف بينه وبين محمد كريمة كان شيئاً من الماضي ، لكن ذاكرة محمد كريمة لا تعرف النسيان ، وقلبه الأسود لا يعرف التسامح ، فأنتقم لنفسه بعد أن أصبحت في يده السلطة التي طالما كان يحلم بها وهو في عمق اليقظة .
مضت حياة محمد كريمة علي هذا الشكل ، وهو يمشي علي طريق وعر ، محفوف بالجثث وآهات الذين يصرخون من ألم التعذيب ، وهو الآن برتبة عقيد ويتولى قيادة فرقة أمنية متخصصة في حراسة البترول ، ويعود إلي الديار وهو علي متن مروحية مملوءة بالنفائس من ثروات الجنوب ، أغرب قصة سمعتها عن محمد كريمة ، هي زواجه من طليقة أحد ولاة الشمالية ، فهي كانت تكبره بعقدين من الزمن وتعمل محاضرة في جامعة السودان وتحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة ، هناك من يقول أنها تزوجته نكاية في زوجها الذي شغله عمله الحزبي عن شئون بيته الخاصة ، فهذا الوالي إسلامي قديم وكان نقابياً في اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، وهناك من يقول غير ذلك ، أن محمد كريمة تزوجها حتى يحمي نفسه ، فهي تمت بصلة القرابة لمسؤول رفيع في نظام الإنقاذ .. والله أعلم .
سارة عيسي

Post: #31
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:11 PM
Parent: #30

في هذه الفترة بالذات ، وبعد انتشار ظاهرة الاستقطاب القبلي الحاد ، سعياً لتحقيق المصالح السياسية ، أصبحنا نقف أمام كل اسم يرد علي ذاكرتنا لنعرف إلي أي بقاع السودان ينتمي صاحب الاسم ، فعادةً ما يستخدم الشوايقة أسماء مثل الكوارتي وأبرسي وميرغني وسوركتي وخضر ، أهل النيل الأبيض يستخدمون محمد الزين ومحمد الراجل ، أما أهلنا في الشرق فيستخدمون أوشيك وأوهاج ، فكل أهل منطقة يشتهرون بأسماء محددة ، كما يسود في غرب السودان نوع من الأسماء مأخوذ من مفردات القرآن الكريم ، إسحاق وهارون وإسماعيل وذي الكفل وعيسي ومريم ، عليهم السلام .
معاذ خيال ، اسم لا تستطيع تصنيفه كما تريد ، لن تقول أنه اسم لشخص في شرق السودان أو غربه ، شماله أو جنوبه ، غير أنه اسم ثنائي فريد التركيب إلا أنه اسم لشخص شجاع استطاع أن يصمد في وقتٍ غلب علينا فيه الوهن
قالها نجيب محفوظ عندما سأله شخص متي يتطور الشعب ؟؟
فرد عليه : عندما يعلم أن عاقبة الجبن أوخم من عاقبة الشجاعة

أنه اسمٌ لشخص كان يقود النضال في وقتٍ كانت الإنقاذ فيه في قمة جبروتها وبطشها وشدتها ، وزارة الداخلية كان يتعاقب عليها جنرالات مجلس قيادة الثورة ، والبقاء كان خاصية للثلث الباقي ، أما الثلثين المفقودين فكان منهم الأستاذ/معاذ خيال ، هناك حلقة مفزعة في تاريخ السودان ، أشبه بدودة الزمن التي تنفذ من خلالها إلي فترات مختلفة من التاريخ ، كما نشاهد في أفلام الخيال العلمي ، هي الفترة ما بين 89 إلي 95 ، في هذه الفترة ارتكبت الإنقاذ كل ما يحلو لها من جرائم ، ومن هذه الفترة بدأت النكبات تتوالى علي الشعب السوداني ، ثلاثة صحف كانت تصدر في هذه الفترة ، القوات المسلحة والإنقاذ الوطني والسودان الحديث ، وقد تعثرت صحيفة السوداني بقيادة الأستاذ/محجوب عروة ، وهناك مجلة سيئة الذكر اسمها (الملتقي) كان يشرف عليها المرحوم محمد طه محمد أحمد ، وقد كانت متخصصة في شتم السيدين الصادق والميرغني ، هذه هي الحياة الثقافية في بلد أسس أول معهد للتربية والتعليم في عام 1934 م .
المناضل معاذ خيال عاش تجربته النضالية بين عامي 89 إلي 92 ، قضي معظمها وهو في السجن ، مطارداً من قبل جهاز أمن الطلاب ، يطرقون باب غرفته في سكن الطلاب بكلية التربية جامعة الخرطوم ، وأحياناً يبعثون بسيارة خاصة إلي مدينة الأبيض ، فيأتي الأخ معاذ خيال وهو مكبلاً بالقيود ، فيجلس لساعات طويلة في مراكز الأمن وهو يتعرض لأبشع أنواع التعذيب ، الأخ خيال كان مسجل تحت وصفة الخطر ، وكل من يعرفه يتعرض للمساءلة والمضايقات ، وعند مطالعتك للنشاط الطلابي في تلك الفترة هناك خبر واحد تجده يزين صحيفة ( مساء الخير ) صباح كل سبت : اعتقال المناضل معاذ خيال
شاب في مقتبل العمر ، أبيض اللون ، يضع نظارة طبية فوق عينيه ، يستخدم يديه في الخطابة ، مرتب التفكير ، ينتقل من نقطة إلي أخري بمهارة وهو يستخدم ذاكرة قوية تستحضر كل ما يُطلب منها في الوقت المناسب ، برق نجم المناضل معاذ خيال بعد إعلان إبراهيم أحمد عمر تصفية السكن والإعاشة ، وتأييد الاتجاه الإسلامي لتلك السياسة ، كان الأخ معاذ يقيم أركانه بالقرب من كلية الآداب ، وكان ينظر إلي ساعته باستمرار حتى ينهي الركن ولكن الطلاب كانوا يستحثونه علي المواصلة فيستمر الركن لفترة طويلة حتى يبح صوت الأستاذ/خيال ويفوّت الطلاب وجبة الغداء ، وفي بوابة الجامعة كان ينتظره رجال الأمن ، فيأخذوه إلي المعتقل و لكنه يعود بعد أيام وهو أقوى من السابق ، فيتواصل مع الطلاب .
من كلماته :
(( الدين لا يمكن أن يكون أيدلوجيا سياسية ، فالأيدلوجيا يُمكن تغييرها أما الدين فلا ))

Post: #32
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:12 PM
Parent: #31

هناك تفسيرات عديدة روجت لها منظومة الإنقاذ وهي تبرر تداعيات ما حدث في دارفور ، فمثلاً الرئيس البشير يري أن سبب الأزمة هو بعير ضال فرّ من صاحبه العربي ولجأ لديار بعض الأفارقة ، فأكل زرعهم مما توجب مطالبة الأعراب بثمن العشب الذي هضمه البعير بلا إذن، رفض الأعراب دفع الثمن وطالبوا بإطلاق سراح البعير ومن غير شروط ، وسط تعنت الطرفين دارت الحرب في الإقليم علي طريقة العرب في أيام الجاهلية ، كحروب البسوس وداحس والغبراء ، ولا أعلم لماذا علّق العرب القدماء أسباب نشوء تلك الحروب علي دوابهم وعيرهم وخيولهم ، فمن المؤكد أن تلك الحروب نشأت لأسباب اقتصادية واجتماعية تغاضي عنها الناس وقتذاك ، بحكم أن الدابة تمثل أعلي شيء ذو قيمة يعتز به إنسان الجاهلية .
لكن البشير بسبب توفر المصادر المعلوماتية غيّر نهجه من نظرية ( البعير ) إلي نظرية أكثر منطقية من سابقتها ، فهو الآن يري سبب أزمة دارفور يعود لطمع القوى الإستعمارية في العودة مجدداً إلي السودان من بوابة الغرب ، حتى تضم هذا الجزء من الوطن العزيز إليها، مما يجعلها قريبة وأكثر جهوزية لمحاربة المشروع الحضاري للأمة في الخرطوم .
أما النائب الثاني علي عثمان فله تصور يختلف عن سابقيه ، هو يري أن اليهود هم السبب في هذه الأزمة ، وقرارات الأمم المتحدة تعبر عن إجماع للكفر والصليبيين علي ضرورة محاربة السودان .
البروفيسور والمفكر الإستراتيجي الدكتور حسن مكي له رأي مخالف لجمهورالإنقاذ ، فهو يري أن تكالب الأمم علي السودان مرده إلي وجود حفرة كبيرة في دارفور ، من خلالها يُمكن سحب النفط الليبي إلي هذه الحفرة العميقة ، وعندما تسيطر تلك القوى الدولية علي دارفور عن طريق إستغلال تداعيات هذه الأزمة ، يُمكن بسهولة إستخراج هذا النفط المخبأ وإعادة تصديره للخارج ، ينتج عن ذلك إفقار الدولة الليبية من مواردها العظيمة .وفي نفس الوقت يثري الصليبيين علي حساب الشعبين الليبي والسوداني .
أما البروفيسور الزبير طه ، عالم النفس ومهندس تخطيط المجتمع الرسالي فله نظرة مختلفة للأمور ، فهو يري أن من قام بالثورة ضد الإنقاذ ليسوا بسودانيين ، هم مرتزقة قادمون من تشاد ويدورون في فلكها ، وبروفيسور الزبير في إطار نظرته القاصرة لاهلنا هناك هو الذي سرّب النظرية التي تقول أن قتلة محمد طه ينتمون لإقليم دارفور ، مستنداً إلي قضية خلاف نشأت بين مواطنين من غرب السودان حول وقف يخص الطريقة التيجانية في الخرطوم مما أدي لوقوع جريمة قتل ، وهي الجريمة المشابهة التي اشار إليها البروفيسور في مؤتمره الصحفي ، الآن بروفيسور الزبير في دارفور ، وهو وزير داخلية يطلب من مجرم الحرب موسى هلال ضبط الأوضاع الأمنية في دارفور ، وطلب منه المساهمة في إعادة النازحين إلي قراهم ، فوعده موسى هلال خيراُ ، فهو الرجل الضليع في إرتكاب المجازر العرقية ، لكن لماذا يتجاوز بروفيسور الزبير القائد أركوي مناوي ويعقد صفقة خفية مع قائد الجنجويد ؟؟ مع العلم أن الأستاذ /مناوي يشغل منصباً دستورياً بفضل اتفاق نيفاشا ، كما هو شريك وجزءٌ أصيل من المجتمع الذي يتعرض للقتل والإبادة ، بالفعل كانت مصادر مجلس الأمن صحيحة عندما وضعت اسم بروفيسور الزبير علي قائمة المطلوبين الذين يهددون السلام الإجتماعي في دارفور ، فهذا الرجل يحمل في دواخله حقداً دفيناً لأهلنا هناك ، وهو يخلط بين المنصب القومي والعواطف الشخصيةالداعية إلي إستثارة النعرات القبلية والجهوية ، واجتماعه الشهير بموسى هلال وبث ذلك في التغطيات الأخبارية يحمل رسالة واحدة ..أننا ماضون نحن وشركائنا في سفك المزيد من الدماء
فليعد للإنقاذ مجدها
أو ترق منا الدماء
أو تُرق كل الدماء
(عدل بواسطة SARA ISSA on 24-09-2006, 02:26 م)

Post: #33
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:13 PM
Parent: #32

الحاكم أرنولد شوازنيغر وقع قانوناً يوم الاثنين لإنهاء استثمارات ولايته في السودان ، ذلك كنوع من الضغط لإيقاف العنف العرقي في منطقة دارفور .
(( نشأت في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وأتذكر الظلام والظلال الكثيفة التي خلفها الهولوكوست ..أصبح من الواضح لي بأنه ليس في استطاعتنا إغماض أعيننا عن أي مجازر عرقية أخري ))
رافق الحاكم أثناء التوقيع كل من الممثل جورج كلوني و جون شيدل واللذين تحدثا عن دارفور
العنف العرقي ، علي الأقل ، تسبب في مقتل 200ألف إنسان ونزوح 2.50 مليون إلي معسكرات النازحين منذ عام 2003.
(( لا جمهوريين أو ديمقراطيين علي الحياد في هذا ، بل هناك خطأ وصواب )) جورج كلوني
القانون الجديد الذي أصدره حاكم كاليفورنيا يحرّم علي شركات الولاية توظيف أموالها في شركة لها نشاط تجاري في السودان

Post: #34
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:14 PM
Parent: #33

شيخ صوفي يستولي علي ميدان لكرة القدم وهو مستقوياً بالنائب علي عثمان طه

هذه القصة حقيقية ، وقد جرت فصولها في احدي مدن السودان العريقة ، وقد رواها لي أحد الأصدقاء ، لم أصدقه في بادئ الأمر ، لكنني أتفقت معه علي رواية القصة بلسانه ، وعرضها علي جمهور قراء الصحافة الإلكترونية ، لأترك لهم حرية اختيار المنطقة ، لنعرف هل هذه القصة حقيقية أم لا ؟؟؟
الشيخ بهاء الدين ، شاب ناعم تربي علي البحبوحة ورغد العيش ، عاش بين الناس وهو لا يعرف همومهم ، فما الحاجة إليهم إن كانت الأموال تتدفق إليه من كل مكان ، وبالذات من أهله الذين يقيمون في احدي امارات الخليج ، بداية إنطلاقة الشيخ بهاء الدين إلي الحياة العامة بدأت عندما اعتنق بعض الأفكار الصوفية ، طلّق الباطلين والقمصان وأصبح يرتدي جلباباً فضفاضاً ، ويلف حول رقبته شال مزركش ، فيه مختلف الالوان ، يمشي في الطريق فتفوح منه رائحة عطر قوية ، تحوّ ل الشيخ بهاء الدين من شخصية كانت ملقاة في ارض الهامش إلي شخصية كارزمية كبيرة ، يسير من ورائها الأتباع ، ويتناولها الناس في مجالسهم بحذر ، بعد أن نما إلي علمهم ان الشيخ بهاء الدين قد كسب ورقة اليانصيب ، وشارك في مؤتمر الذكر والذاكرين الذي دعت إليه الإنقاذ ، عاد من ذلك المؤتمر وهو يحمل سطوة الدولة ونفوذها ، وهناك ، اسّر للنائب الثاني بطلبه ، يريد قطعة أرض كبيرة ، ليبني فوقها مقر للجماعة ، وليؤسس فيها واحة يرفد إليها الذين يحبون الذكر وأولياء الله الصالحين ، مقابل هذه الأرض ، سوف يكيلون الدعوات الصالحات لرجال الإنقاذ ، طلب منه النائب الثاني الإسراع في ذلك ، بحثاً عن الأجر والثواب ، الشيخ بهاء الدين كان يحمل تصوراً محدداً عن قطعة الأرض الموعودة ، ليس اليهود وحدهم الذين حلموا بوراثة أرض الآخرين ، هناك مسلمون يشاطرونهم فكرة إغتصاب الأرض من أجل اقامة دولة الميعاد .
هناك نادي رياضي في الحي الذي يسكن فيه الشيخ بهاء الين ، ولهذا النادي ميدان واسع محاط بعدد من المدارس والمراكز الهامة ، نسبة لتوسع العمران أكتسب هذا الميدان أهمية خاصة ، أرتفعت كل اسعار البؤر الإستيطانية المجاورة له ، هذا الإرتفاع أنعكس أيضاً علي أرض النادي ،بدأ الهمس يدور في أرجاء المدينة ، وتعالي الحديث عن ضرورة الإستفادة من أرض هذا النادي عن طريق الإستيلاء عليها ، ولكن كان لا بد من اللجوء إلي حيلة مقنعة ، لكن الشيخ بهاء الدين سبق الجميع إلي تلك الارض ، عاد من الخرطوم وهو يحمل إذناً من نائب رئيس الجمهورية يسمح له بحيازة الأرض وتحويلها إلي مقر لجماعته الصوفية .
صحا أبناء الحي علي صوت الجرافات وهي تهدم مقر النادي القديم ، وفي الأنتظار ، كانت هناك شاحنات تحمل الطوب والسيخ والحديد ، يرافقها فريق من المهندسين ، يخططون لرسم خارطة جديدة تُمكن الشيخ بهاء الدين من الإستفادة القصوي من قطعة الأرض ، مكتب فخم في الداخل وسور عالي يحجب الرؤية ، مع تشييد متاجر ومراكز خدمات حول السور ، من ريعها يستطيع الشيخ بهاء الدين تمويل طريقته ، حاول أبناء الحي يائسين الوقوف ضد ذلك المخطط ، لكن الشرطة كانت جاهزة بالعصي والهراوات ، لا بد من تنفيذ قرار نائب رئيس الجمهورية مهما كان الثمن ، مصادرة للأراضي في وضح النهار وبقرار خاص دون الرجوع لجهاز اسمه القضاء السوداني .
أقام الشيخ بهاء الدين مقر طائفته الدينية علي أرض مغصوبة ، وبما أن الشيخ بهاء الدين كان يختار مريديه من الشابات الثريات ، أصبح أهل الحي يسخرون منه فيقولون "
الشيخ بهاء الدين
حيرانوا جكسي
ومحايتو بيبسي

Post: #35
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:16 PM
Parent: #34

الشعب السوداني بين خيارات السيدة/رايز وخيارات الإنقاذ




السيدة رايز تختلف عن كل المسؤولين المحيطين بالرئيس الأمريكي جورج بوش ، و غير أنها تُعتبر رمزاً لنجاح السود في الولايات المتحدة في تبوء المناصب الهامة ، فهي أيضاً تحمل إرثاً من الخبرة المتراكمة ، منذ أيام القطبين قبل عقد ونيف من الزمان ، من مستشارة الأمن القومي إلي وزيرة الخارجية هذا ما نسميه قفزٌ بالزانة في الثقافة الشرق الأوسطية ، وإذا افترضنا أن السودان هو مهد السود الحقيقيين في القارة الأفريقية ، فكم تطلب منا الوقت وإلي كم احتجنا من الدماء ليصل الدكتور لام أكول إلي وزارة الخارجية السودانية ؟؟ وهو منصب محاط بعدد كبير من فائض عمالة المستشارين الرئاسيين الذين أقصتهم اتفاقية ، فبقوا في المقاعد الخلفية وهم مغلوبين علي أمرهم ، وهو لا يشبه منصب السيدة/رايز والتي تتمتع باستقلالية كبيرة في اتخاذ القرار ، بفضل خبرتها وتعليمها العالي وطموحها الكبير الذي أوصلها إلي هذا المطاف ، ولم يثني عزمها أنها امرأة سوداء في مجتمع كانت تهيمن عليه ثقافة العرق الأبيض ، وأقل حجة يُمكن أن تُرفع في وجهها أن يُقال لها : أرجعي من حيث أتيت في غابات أفريقيا ، وقد جلبناكم قي يوم ما من أجل زراعة القطن ، ولقد استغنينا عن خدماتكم الآن بسبب تطور التكنولوجيا الزراعية !!!
هذا الرد العنصري يمكن أن تجده في السودان ، ولا يمكن أن تجده بهذه الصورة الفاحشة في الولايات المتحدة ، لكن إصرار السود وتعلمهم ونضالهم هو الذي حقق لهم ما يرجوه ، فالسيدة/رايز كانت تحلم بوظيفة معلمة موسيقي في الكنيسة ، لكن هناك نظام اجتماعي عادل أخذ بيدها بعيداً عن هذا الحلم المتواضع ، إلي حلمٍ كبير وهو منصب وزيرة الخارجية لأقوى دولة في العالم ، ومع ذلك لا أنظر إلي نجاح السيدة رايز علي أن السبب فيه هو عدالة الفرص في أمريكا ، ولكنني أنظر إليه كحصاد أصيل زرعه مالكوم أكس ومارتن لوثر كنج ومحمد كلاى وإبراهام لنكولن وغيرهم من محبي الإنسانية ، الرئيس بوش يعجبه نشاط السيدة /رايز وحركتها الكثيفة لنقل وجهة نظر الولايات المتحدة ، في عالم يكسوه جوه الإرهاب وتضاءلت فيه الفرص بميلاد قطب جديد ، يريح الولايات المتحدة ولو قليلاً من عنت تسيد العالم .
(( علي دول العالم أن تختار بين أمريكا أو الإرهاب )) ، مقولةٌ تفوه بها الرئيس الأمريكي في خطاب عام ، وهو مملوء بغضب شديد وحنق زائد بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ، هذه المقولة كتبتها السيدة/رايز ، وجاء الحصاد الأمريكي في ميعاده ، فاستطاعت الولايات المتحدة أن توّظف كل دول العالم لمحاربة الإرهاب ، ومن بين هذه الدول ، كانت هناك دولة تستحق الدراسة والتأمل ، دولة تجعل النشء الصغار في المدارس ينشدون
أمريكا روسيا قد دنا عذابها
دولة يتشدق رموزها في الميادين العامة فيستحثون الشباب علي الموت والاستشهاد ومحاربة الشيطان الأكبر ، ولكنها سقطت في قنة البيض الأمريكي وهو خائرة ذليلة ، ومستعدة للتعاون إلي أبعد الحدود ، حتى لو تطلب ذلك أن تصبح عيوناً وآذاناً للمخابرات الأمريكية في منطقة القرن الأفريقي .
الآن ، عادت ( حليمة إلي قديمة ) ، وكررت السيدة/رايز من لهجتها المتحدية ، وتذّكر نظام الخرطوم بأمر تناساه دائماً ، أن سلام نيفاشا كان إرادة أمريكية في المقام الأول ، وبفضل الضغوط ، وتوقيع قانون سلام السودان من الكونغرس جلس الشريكان فوق طاولة الحوار ، ووافقا علي تقاسم السلطة والثروة بالشكل الذي أشارت إليه اتفاقية نيفاشا ، وهذا الاتفاق كما قال الصادق المهدي فارغ من المحتوى الشعبي لأنه ثنائي عرض القسمة بين طرفين فقط من الأمة السودانية ، هما المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ، لذلك كان هذا الاتفاق هشاً وعرضة للتهدم من قبل الطرفين ، وقد قالها الدكتور إبراهيم أحمد عمر ، أن حكومته سوف تعتبر اتفاق نيفاشا لاغياً إذا أيّدت الحركة الشعبية نشر قوات دولية في دارفور ، إذاً ، ليست الولايات المتحدة وحدها هي الدولة المعنية بفرض خياراتها علي دول العالم ، حتى حزب المؤتمر الوطني يستمرئ هذه السياسة ، فهو من أجل أن يدخل حرب دارفور ضد القوات الأممية عليه أن يفتح جبهتين للقتال ، جبهة في داخل الخرطوم عن طريق تكوين فرق للموت تقوم بقتل كل الذين يؤيدون المساعي الإنسانية للأمم المتحدة في دارفور ، وهناك تصريح موثق لشخصية أمنية حكومية رفيعة المستوي بهذا الخصوص ، أما الجبهة الثانية فهي أرض الجنوب ، ويتم ذلك عبر التراجع عن اتفاق نيفاشا ، والقارئ الجيد للسيناريوهات التي ترسمها الإنقاذ للسودان يلحظ أمراً واحداً ، إن الإنقاذ تريد إغراق البلاد في حالةٍ من الفوضى والسباحة فوق شلالات الدم ، فهي الآن تخيّر الحركة الشعبية بين الانحياز لها بالكامل وبين التراجع عن اتفاق نيفاشا ، وفي نفس الوقت ، تخيّر كافة أطياف الشعب السوداني بين الفوضى العارمة وبين القبول بها كممثل وحيد في هذا المأزق ، وسط هذين الخيارين يبرز خيار ثالث ، وهو خيار السيدة رايز ، وهو خيار معززٌ بالوعد والوعيد ، ولأول مرة تستخدم السيدة/رايز عبارة النظام (regime) بدلاً من الحكومة السودانية ، مما يولد انطباعاً أن الوعد ربما يصبح حقيقة ، خاصةً وأنها تحدثت عن نتائج تمس النظام وحده ، وطلبت رايز من المجتمع الدولي إبلاغ نظام الخرطوم بهذه العواقب ، ومن بين الإشارات الغامضة التي أطلقتها رايز هو القبول الغير مشروط للقوات الأممية في دارفور وإلا سوف يُفرض حظراً دولياً علي السودان ، خرج الكلام من ( الحوش ) كما يقول المثل السوداني ، هناك خيارات متصارعة في الساحة السودانية ، ولكن ليس من بينها خيار الأغلبية الصامتة من أبناء الشعب السوداني ، الذين يشاهدون الآن مسلسلاً مكسيكياً طويل الحلقات ، و قد فاجأت السيدة/رايز الجميع ببثها للحلقة الختامية في فاصل الإعلانات ، فهل يدفع الحصار الدولي الإنقاذ لإشراك كافة فصائل الشعب السوداني من أجل الوصول إلي بر الأمان ؟؟؟ أم أنها سوف تتصلب في المواقف وتصر علي المواجهة فتُحرق كافة أشجار البستان من غير أن يستفيد منها أحد ؟؟
سارة عيسي

Post: #36
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:17 PM
Parent: #35

أزمتنا في السودان أننا نُحمل نفوسنا فوق استطاعتها ، ولا يردعنا أن بلادنا ممزقة ، ويحيط بها الخطر من كل جانب ، التركيز الملح هو لقضايا الداخل السوداني ، فإن كانت الديمقراطية تجربة وليدة في مملكة البحرين ، فهي في السودان إرث أختطفه العسكر بليل ، فهل فارس شجاع يأتينا بخبر الديمقراطية المخطوفة ؟؟أم نبحث عن العزاء والسلوى في أزمات الآخرين .
قصة الدكتور البندر وما شابها من لغط هي دليل علي إفلاس النخب السودانية المتعلمة في معالجة الوضع السوداني ، ولا زال الانغماس في شئون الدول الأخرى هو الشغل الشاغل لبعض السودانيين ، وكما حلم الترابي يوماً بحكم كل العالم الإسلامي عن طريق حزب المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي ، فإن الدكتور صلاح البندر يسير علي نفس النهج مع فارق بسيط وهو أن الدكتور البندر لا يريد أن يحكم البحرين بنفسه ، بل هو يحبذ وصول فئة معينة إلي الحكم ، وهو لا يتحدث عن الديمقراطية التي يصل فيها الحزب إلي السلطة عن طريق الاقتراع ، فمن الممكن عن طريق هذه الآلية أن يصوّت الشيعي لسني ، والعكس تماماً السني لشيعي بعد قبول الناخب للبرنامج الوطني السياسي الجامع لمرشح الحزب ، لكن الدكتور البندر يتحدث عن الطوائف مما يجعل هدفه يتعارض مع مشروع الديمقراطية الإنساني في معناه الكبير ، والذي يجمع ولا يفرق ، ويقرب ولا يباعد بين أطياف المجتمع ، فهو الآن في لندن وقد جمعه مع أطراف البحرينية في الخارج أكثر من لقاء بعد أن وعد رموزها بوضع دولتهم تحت الوصايا الدولية ؟؟؟
نحن لا يخصنا ما جري ويجري في البحرين من قريب أو بعيد ، هذا شأن يخص أهل البحرين وحدهم ، ويكفينا نحن السودانيين ما نعانيه من مشاكل ، لكن كما يقول المثل باب النجار ( مخلع ) .ووظيفة الدكتور البندر كمستشار لا تتيح له الدخول في خصوصيات أمنية بالغة التعقيد ، والبندر لم يقول أنه صاحب التقرير من الألف إلي الياء ، فتقريره الذي أثار هذه الضجة مصدره 13 شخصاً من مواطني البحرين ، هم الذين زودوه بهذه المعلومات ، أي أن الدكتور البندر لعب دور الكاتب الأجير بدون أن يكون له تأثير مباشر علي التفاصيل ، وقد قرأت مقتطفات من تقرير الدكتور البندر ، فهو لم يأتي بجديد ، وكل ذكره منقولٌ عن بعض مواقع المعارضة البحرينية ، وبما أن المعارضة البحرينية في الخارج فشلت في مخاطبة شارعها بلسانها الخاص ، فكان الأمل معقود علي دكتور البندر ، فربما يصدق الناس في البحرين مزاعم المعارضة الطائفية في الخارج إن كان الشاهد هو من أهل السودان ويحمل الجنسية البريطانية .

Post: #37
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:18 PM
Parent: #36

عدد القتلى في حرب دارفور




المتابع للإعلام الحكومي في الآونة الأخيرة لا يخفي عليه حرص الدولة علي تسويق لغة الأرقام للمواطن السوداني ، وهي لغة محببة وناعمة لدي البعض ، لأنها تعكس التطلعات والطموحات لأهل الإنقاذ ، فهم يريدون أن يثبتوا أنهم أفضل من غيرهم ، ومن منحي آخر يريدون إثبات حسناتهم علي الشعب السوداني ، سابقاً ، كانت مقارنة الأرقام تتم بين حقبتين ، حقبة ما قبل الإنقاذ ، وحقبة ما بعدها والتي راجت فيها المقولة الشهيرة للعميد صلاح كرار : لولا الإنقاذ لوصل سعر الدولار إلي عشرين جنيهاً ، هذه المقولة تحوّلت لنكته بعد أن أصبحت قيمة جنيهنا في مهب الريح ، كل يوم في تراجع وتقهقر حتى أنجبت لنا المخيلة الإنقاذية ابتكاراً يسد أفق السماء ، فإن تعثر الجنيه في مشيته فلنجرّب حظنا مع ( الدينار ) ، فربما تسير الأحوال نحن الأفضل ، خاصة إذا علمنا إن كل أمة تتنكر لماضيها يغيب نجمها في سماء الحضارة ، لكن الدينار المتبوع بسياسة العودة إلي الجذور لم يكن أسعد حظاً من الجنيه ، تقهقر هو أيضاً إلي الوراء .
تنوعت الإحصائيات في عهد الإنقاذ وشملت كل مناحي الحياة ، فهناك إحصائية خاصة للذين دخلوا الجنة من بوابة حرب الجنوب ، إذاً لم يقتصر الأمر علي مقاييس دنيوية تتغير كل يوم ، فطرقنا حتى أبواب الغيب وخضنا في متاهات طويلة ، من أجل ماذا ؟؟ من أجل أن نثبت أن الإنقاذ أفضل من غيرها !! وهناك من قال أن السودان لم يحقق استقلاله عن العرش البريطاني في عام 56 ، ذلك الحدث اسماه البعض نوعاً من الاستقلال السياسي وليس السيادي ، أما الاستقلال الحقيقي لأهل السودان قد بدأ في عام 1989م ، بعد تفجّر ثورة الإنقاذ وغارة ضباط الإنقاذ علي مؤسسات الحكم المدني وإزاحتهم للديمقراطية ، هذا هو الاستقلال الحقيقي لأنه ربط برامج الأرض مع برامج السماء ، فهو استقلال العزة والكرامة الذي ملّك القرار لأهل السودان ونسف نظرية الارتهان للأجنبي ، هذه هي نظريات الإنقاذ والتي سقطت الواحدة تلو الأخرى ، وما فعلته الإنقاذ في أهل السودان أخفقت فيه دول كبري حكت السودان كنا نحسبها عدوة ومستعمرة ، فالمستعمر الإنجليزي عندما رحل لم يكلفنا 300 ألف قتيل كما فعلت الإنقاذ في دارفور ، ولم يشرِّد 3.50 مليون من ديارهم ، والسودان أصبح مائدةً للمدعوين في مجلس الأمن ، والشغل الشاغل للمندوبين الدوليين والذين يروحون ويجيئون إلي السودان ويناقشون مع رجال الإنقاذ أزماتنا الداخلية المعلقة ويساعدوننا في الوصول إلي الحل ، هذا هو السودان بعد يونيو 89 ، فساد مستشر يأكل في أوصال الدولة ، وظلمُ كبير وقع علي البعيد والقريب ، وحادثة الموردة الأخيرة وعملية تبادل الأسري بين حركة تحرير السودان وحكومة الإنقاذ كشفت أن السودان ينتظر فصلاً كبيراً من الفوضى ، لن يكون قاصراً هذه المرة علي أهل البقاع النائية ، فالعاصمة الخرطوم طوال السنين الماضية عاشت آمنة من كل سوء ، ويكفينا من سوء أحوال الخرطوم أن الصحفي محمد طه محمد أحمد أُخذ من بين عياله واُقتيد إلي مكان مجهول وقُتل ببشاعة ولا زال قاتله طليق السراح وسط تردد النظام في كشف وجه الجناة ، فالنظام الذي عجز عن حماية عنق محمد طه وهو الرجل الذي وقف مع الإنقاذ منذ أول نشأتها فكيف يمكنه حماية الأسر المرعوبة في دار السلام والحاج يوسف وأمبدة ؟؟؟
بالفعل ، يحرص الإعلام السوداني علي تدبيج نشرات الأخبار بالحقائق والأرقام ، عن حجم الاستثمارات الأجنبية وعن مستوي تدفق النفط السوداني علي موانئ التصدير ، صورة وردية وجميلة ونحن نشاهد السيد/رئيس الجمهورية وهو يفتح صنبور النفط المتدفق ، لكن هذه الصورة الوردية تهتز وتخرج من إطارها عندما نسمعه يتناول في تصريحاته عدد الضحايا الذين سقطوا في دارفور من جراء حملة الأنفال الثانية بقيادة الجنجويد ، الإحصائيات الرسمية تحدد صيغة الأموال وحجمها وسرعة تداولها في أيادي الناس وقيمة سهم سوداتيل في البورصة ، أما حياة الناس ودمائهم فهي أمور متروكة للقضاء والقدر ، المنظمات الإنسانية قدّرت عدد القتلى في دارفور ما بين 200 ألف إلي 300 ألف قتيل ، ووفقاً لنظرية الإنقاذ أن عدد القتلى يراوح ما بين 10% إلي 20% من قيمة الأرقام التي تتداولها المنظمات الإنسانية ، رغم أن هذه النظرية ارتجالية وغير مبنية علي أساس علمي إلا أنها ترسم لنا تصوّر الجاني لمشهد الجريمة ، عدد القتلى وفقاً لتقديرات الإنقاذ هو ما بين 30 ألف إلي 45 ألف قتيل وهو عدد قليل كما تتصوّر الإنقاذ ولا يحتاج لكل هذه الضجة ، أنه تبخيس لحياة الناس واستهانة بدمائهم ، فموت إنسان واحد من المفترض أن يثير فزع الجميع ، وعلي الرغم من كثرة المراكز البحثية في الخرطوم وتعدد أشكالها من محلية ودولية وقارية وإيمانية إلا أن عدد ضحايانا في دارفور ظل مجهولاً ومستصعباً ، لا أحد يريد دراسة هذه الكارثة بوجه مستقل وعندما تعرض المنظمات الإنسانية إحصائياتها التي تصل إليها عن طريق معايشتها لحال الناس هناك يكثر خبراء التكذيب والتفنيد ، من المكاتب الفاخرة المملوءة ( بفريون ) أجهزة التكييف ينكرون وقوع جرائم وقعت علي بعد آلاف الأميال من مكاتبهم ، ينكرون ذلك ليس لأنهم خائفين من المساءلة القانونية ، بل هم يرون إن إنسان دارفور لا يستحق الحياة التي منحها له الله رب العالمين ، فإن كانوا يستكثرون عليه حياته ، وهي حياة مملوءة بشظف العيش والبؤس ، فليس غريباً أن يحركهم الغضب وهم يرون المجتمع الدولي وهو يهب لمساعدتهم وحمايتهم من بطش المليشيات ، فمتي يشعر بالبعض بقيمة حياة الآخرين وأن الإنسان الذي خلقه الله وُلد حراً قبل أن يستعبده الآخرون ؟؟

Post: #38
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:19 PM
Parent: #37

عندما زار الأستاذ/خالد مشعل الخرطوم قام بتحديد جدول زمني لمشروع دولة حماس في فلسطين ، وأعطي الأمة الإسلامية مهلة وقدرها عشر سنوات حتى يكتمل جنين حماس وينزل إلي دنيا الوجود ، فقاطعته الدكتورة سعاد الفاتح محتجة وطلبت منه تحقيق ذلك في أقل من خمس سنوات ، فوافقها في الرأي ونزل علي رغبتها قائلاً : ابشروا واطمئنوا
لا أحد في فلسطين الآن مشغول بقضية تحرير الأرض ، و لا أحد تهمه قضية الاستعمار الاستيطاني والذي أصبح يتمدد فوق أراضي فلسطينية بعضها احتلته إسرائيل بعد عام 2000 ، وهُزمت حماس في ممارستها للحياة النيابية كما أخفقت أيضاً في توفير الخبز للجائعين ، وحتى برنامجها الذي كانت تسميه ( المقاومة لأجل التحرير ) انهار ولم يتبقى من رصيدها سوي حرس مكوّن من 3500 عنصر أمني يأتمرون بأوامرها ، الغرض منهم رأيناه يوم أمس وهو تكسير أيدي المحتجين والمعارضين لسياسة حماس الحالية ، إذاً هناك انقلاباً علي المبادئ ، وليس شارون وحده المسؤول عن إراقة الدم الفلسطيني ، ولو وصلت حركة حماس إلي السلطة قبل ثمانية عشر عاماً لكانت حصيلة القتلى من الفلسطينيين لا تقل عن حصيلة القتلى في دارفور ، لا فرق بين الجبهة الإسلامية القومية وبين حركة حماس والتي أصبحت الآن جزءاً من المشروع الإيراني في المنطقة العربية ، وقادتها من أمثال خالد مشعل وموسى أبو مرزوق ومحمد نزال يحجّون في كل شهر إلي طهران ويراهنون علي استخدام إيران للنووي من أجل تحرير الأرض المغتصبة ، ليس ذلك فحسب بل مسح إسرائيل من الخارطة ، وغيرها من البالونات الفارغة إلي يطلقها أحمد نجاد أمام الحشود العامة ، وكما توجبَ علي الشعب الفلسطيني أن يضحي بقوت عيشه من أجل بقاء حماس في السلطة ، فحركة حماس في المقابل أكدّّت علي لسان خالد مشعل وقوفها مع إيران في حالة تعرّضها لأي اعتداء من الخارج ، وكان خالد مشعل محقاً عندما وصف نظام الإنقاذ بأنه يصلح كنموذج تحتذي به حماس في تجربتها ، لذلك كانت مذبحة يوم الأحد مروعة إلي حدٍ بعيد ، وقد رأينا كيف قام مغاوير الداخلية التابعين لحماس بضرب المتظاهرين بالهراوات وإطلاق الرصاص عليهم مباشرةً ، مما تسبب في استشهاد تسعة أشخاص وإصابة أكثر من مائة بجراح .
فحماس لم تحافظ علي مكتسبات الشعب الفلسطيني ، وبسبب تشددها وتعنتها أدخلت كافة أبناء الشعب الفلسطيني تحت الحصار لماذا ؟؟ لأن المقاومة والصمود أصبحتا بديلاً عن الخبز والمرتبات ، ولكن أين هي المقاومة ؟؟ وقد توقفت عمليات حماس ضد إسرائيل منذ ليلة وصولها إلي الحكم ، وهاهي الآن تمارس دور الجلاد وتنتهج سياسة شارون في تكسير العظام ، وكما فعلت الإنقاذ في السودان عندما أحالت كل من لا يواليها في الجيش للصالح العام ، قامت حماس بتمثيل نفس الدور ، استغنت عن الأجهزة الأمنية القديمة بسبب عدم الولاء ، واستعانت بمليشياتها الخاصة والتي تتلقى رواتبها من الحركة ، تجربة الإنقاذ في السودان وحماس في فلسطين وضعتانا أمام المثل المشهور : ما أشبه الليلة بالبارحة ، وكشفت عجز الحركات الإسلامية في تعاملها مع رغبات الجماهير ، فهي لا تحمل مشروعاً وطنياً جامعاً لكل الناس ، كما أنها لا تتورع في سفك الدماء والاستخدام المفرط للقوة من أجل البقاء في كراسي الحكم .

Post: #39
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:21 PM
Parent: #38

الأمين الحالي لجامعة الدول العربية يختلف عن الأمناء الذين سبقوه إلي هذا المنصب ، ليس هادئاً مستمعاً مثل الدكتور عصمت عبد المجيد ، وليس متحفظاً وشديد الحرص في إظهار المواقف مثل السيد/الشاذلي القليبي ، فالسيد عمرو موسى وصل إلي هذا المنصب وتلحق به أقاويل كثيرة ، بعضها رجّح تسميته لهذا المنصب أن المؤسسة الحاكمة في مصر لا تريد خسارة هذا المنبر ، والذي من خلاله استطاعت مصر أن تحقق المزيد من المكاسب الاقتصادية ، أقلها انهمار الاستثمارات الخليجية في مصر ، لذلك دفعت مصر بفلذات أكبادها وبرمزها الدبلوماسي الأول حتى تقطع الطريق علي أي منافس محتمل ، وهناك من يقول أن المؤسسة الحاكمة في مصر أرادت أن تتخلص من شخص عمرو موسى بسبب تنامي شعبيته في الشارع العام ، مما جعل الشعب المصري يفكر جدياً ولو من باب الافتراض في تنصيبه نائباً للرئيس ، وكلنا نعلم حجم الفراغ الذي تركه عدم اختيار الرئيس مبارك لأي نائب له يخلفه في حكم دولة سكانها يمثلون 40% من سكان العالم العربي ، بين هذا وذاك هناك من يقول أن سبب نفي السيد/عمرو موسى إلي ترؤس الجامعة العربية هو تصريحاته المعادية لإسرائيل ، من خلال هذا الزعم توّلدت لدينا نظرية المؤامرة ، هناك دولة عظمى لا نريد أن نسميها ربما كتبت في مذكرة خاصة : إن السيد/عمرو موسى شخص غير مرغوب فيه لأنه يهدد السلام بين مصر وإسرائيل ، وهذا يعني أن هناك اثنين مليار من المساعدات تدفعها دولة عظمى لمصر معرضة للقطع ، بذلك يكون منصب الأمين العام قد فُرض علي السيد/عمرو موسى بناءً علي ترتيبات داخلية وعالمية ، لذا نزح السيد عمرو موسى إلي كرسي الجامعة العربية وهو يحمل في جوانحه أمجاد أمتنا العربية العظيمة وأغاني شعبان عبد الرحيم وهو يهزج ...بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل ، لا يهمنا كيف وصل السيد/عمرو موسى إلي منصبه ، فهو ببساطة يمثل أنظمة ولا يمثل شعوب مكتوية بنار المظالم ، لكن ما يهمنا ماذا فعل السيد لأهل الرافدين وبلادهم ترزح تحت الاحتلال وشعبهم بين حجري رحى الحرب الطائفية ؟؟ وما هو دور جامعة عمرو موسى في إطفاء نار الفتنة المشتعلة الآن في فلسطين ؟؟ لا أحد يتحدث عن دوره هناك ولكن هناك أكثر من أحد يتحدثون عن دوره في تعميق أزمة السودان ، عن طريق طرح رؤى تدفع السوداني بعيداً عن شاطئ الحلول وتقوي نظام الإنقاذ علي الشعب المطحون .
الجامعة العربية غير موجودة حيث يُطلب ذلك ، لكنها موجودة في السودان طوال السنة ، والسيد/عمرو موسى زار السودان أكثر من مرة ، وفي زياراته المتكررة عادةً ما يحرص علي لقاء الرئيس البشير منفرداً ثم يسجل خلاصة ذلك في مؤتمر صحفي يجمعه مع وزير الخارجية السوداني الدكتور لام أكول ، فيه يتم ترديد نفس الكلام السابق حتى صرنا نحفظه عن ظهر قلب ، حتى ضحكات الدكتور لام أكول أصبحت باهتة ومصطنعة ومألوفة ، ليس هناك جديد ما عدا تكرار التصريحات السابقة والحديث المعسول عن وحدة السودان وضمان أمنه ، أما علي الأرض فقد بقي الحال كما كان عليه ، حربُ ونزوح وفقدان للأمن ، ويبدو أن الأمين العام للجامعة العربية يعاني من عقدة تضارب المصالح (interest disputes) ، فهل هو يمثل الجامعة العربية التي أيّدت التدخل الأممي في لبنان ؟؟ أم أنه يمثل الحكومة المصرية والتي يجعلها الحرص علي المصالح الإستراتيجية تتحفظ علي أي وجود أممي في السودان ، حتى ولو كانت النتيجة مسح كل أهل دارفور من الخارطة .
فالسيد/عمرو موسى تسبب في تعقيد أزمة دارفور ، لأنه يفضل التعامل مع طرف واحد وهو الحكومة السودانية ، وبعد كل زيارة يقوم بها عمرو موسى للسودان تتصلب حكومة الإنقاذ في المواقف وكأنه ينقل إليها رسائل الدعم والمساندة من الحكومة المصرية ، هو بذلك لا يعين الحكومة السودانية علي تخطي الصعاب لكنه يدفعها نحو المجهول ، مصر كدولة لها دراية دبلوماسية كافية تعلم أكثر من غيرها عاقبة تحدي المجتمع الدولي ومعارضة قراراته ، بعد صدور القرار الأممي 1593 زار السيد/عمرو موسى ، بعدها بأيام بدأ التصلب والتعنت واضحاً علي نظام الإنقاذ ، والآن يزور السيد/موسى السودان بعد صدور القرار الأممي 1706 ، وهاهي حليمة تعود إلي قديمة ، رجعت الإنقاذ لمعسكر التعنت بصورةٍ أوسع من السابق ، فالحديث الآن لا يتناول مسألة قبول أو رفض القوات الأممية ، فالحديث الآن يدور حول الجدول الزمني لبقاء قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور !!! فهناك قلق لا معني له من بقاء هذه القوات لمدة غير محددة ، ومن نافلة القول : أن بقاء قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور ليس مرتبطاً بجدول زمني ، بل هو مرتبطٌ في الأساس بحاجات السكان هناك ، وهذا أيضاً ينطبق علي أي قوات أخري تدخل السودان ، لكن أليس حرياً بنا أن نسأل .. ألم تطلب الإنقاذ بنفسها من قوات الاتحاد الأفريقي البقاء في دارفور..فلماذا لم تحدد لها سقفاً زمنياً ؟؟ ألم تطلب من العرب المجتمعين في قمة الخرطوم تمويل هذه القوات ؟؟ أم أن هناك مستجدات طارئة جعلت الإنقاذ تعدل عن رأيها الآن بعد تلقيها رسالة طمأنة من السيد/عمرو موسى فقررت السير في طريق الممانعة والرفض إلي آخر نقطة ؟؟
سارة عيسي

Post: #40
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:22 PM
Parent: #39

استغربت جداً لعودة الأستاذ/حسن ساتي إلي لندن ، وربطتها في مخيلتي بجو الإرهاب السائد الآن في العاصمة الخرطوم ، فالعصافير لا يمكن أن تجنح إلي أعشاشها في ظل الأعاصير ، والطريقة التي قُتل بها الأستاذ/محمد طه مع عجز السلطات في تقديم الجناة للعدالة أوضحت بجلاء أن عهد التسامح في السودان قد أنتهي ، وسحابة الأمن والأمان قد انقشعت ، فعلي الصحفي أن يختار بين حرية قلمه وبين الحفاظ علي حياته ، والجبن ليس من صفات السودانيين ، لذلك رجحت أن تكون سبب عودة الأستاذ/حسن ساتي إلي لندن هو اكتشافه السريع لعدد من الحقائق التي ظلت خافية عليه وهو في عاصمة الضباب ، أولها كذبة توفر الحريات الصحفية في السودان ، ثم تدهور صناعة الصحافة في هذا البلد بسبب قلة المال في جيوب القراء ، والصحافة الإلكترونية سحبت البساط من تحت صحافة الورق المكتوبة ، ذلك لتنوع مواضيعها ولتمردها عن مقص الرقيب الأمني ، لكن هذا الخيار أيضاً متروكٌ لمن يملكون جهاز كمبيوتر وفاكس مودم وخط اتصال هاتفي مباشر .
لكن هذه العوائق لم تمنع أستاذنا حسن ساتي من الإطلال علي شاشة الفضائيات ، وهو الوحيد الذي يطرح وجهة نظر متوازنة خالية من النكهة الأيدلوجية التي حرمتنا من عطاء الكثيرين من الكتاب السودانيين ، عندما استضافت قناة الحرة الأستاذ/حسن ساتي في ساعتها الحرة بدأ ثابتاً وجازماً في تحليلاته ، مما يعكس إطلاعه الواسع بالأزمة السودانية من كل جوانبها ، فهو يري أن مسألة الخطابة السياسية رائجة في العالم الشرقي ، أما في أمريكا فلا معنى للخطابة ، وما تقوله أمريكا هو ما تعنيه تماماً ، وأستدل بما جري في غزو العراق والذي بدأ الحديث عنه في الدوائر الأمريكية منذ عام 99 ، بخصوص السودان فهو يري أن بداية التحرك الأمريكي ضد السودان سوف تكون بعد صبيحة 31 ديسمبر من عام 2006م ، وهو نهاية تاريخ المهمة المُسندة لقوات الاتحاد الأفريقي ، ونوّه إلي نقطة هامة استشفاها من تصريحات السيدة/فريزر ، أن القوات القادمة إلي دارفور لن تكون أمريكية ، والدول التي تم ترشيحها للمساهمة في هذه القوات من بينها بنغلاديش والأردن ، لذلك لن ينطلق عليها حكم الإنقاذ بأنها قادمة من أجل ضم السودان إلي عهد الاستعمار ، فالإنقاذ لم تعمل حساباً هل ستقاتل هذه القوات إن كانت عربية أو إسلامية ؟؟
تطرق الأستاذ /ساتي لما عاشه في العاصمة الخرطوم ، وأشار إلي وجود معسكر في الحزب الحاكم يُحرِّض الرئيس البشير علي المواجهة ، هذا المعسكر أقنع الرئيس البشير بأن للقرار 1706 له علاقة بقائمة الواحد وخمسين مطلوباً ، مما استدعي أن يقوم الرئيس البشير بمعارضة هذا القرار بصورةٍ مطلقة ، لكنه ( الأستاذ ساتي ) يراهن علي موقف الحمائم داخل الحزب الحاكم والتي من الممكن أن تنجح في كبح جماح الثورة المتصاعدة ضد القرار الأممي ، وبالنسبة لاتفاق أبوجا فهو في نظر الأستاذ ساتي قد أنتهي ، لأن المجموعات المعارضة له قد نجحت في تجميع صفوفها وخاضت معارك ضارية ضد الحكومة ، هذا التطور والتغير في موازين القوى يستلزم قيام الحكومة بجولة أبوجا ثانية من أجل استيعاب حركة الخلاص الوطني في العملية السلمية .
متّع الله أستاذنا حسن ساتي بالصحة والعافية ، وهو يحلل قضايا السودان بمقاس العلم والدراسة ، ويطلق عدداً من التنبؤات والتي من الممكن أن تصبح واقعاً بعد شهور .

Post: #41
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:23 PM
Parent: #40

أعرف معنى محدداً لمصلح ( لم الشمل الوطني ) ولكنه مصلحٌ تلوكه ألسنة الإعلام الحكومية في هذه الأيام ، والمقصود به العملية التي يرتب لها جنرالات العهد الانتقالي في عام 85 كما يقولون من أجل توحيد الجبهة الداخلية لمواجهة الأخطار القادمة ، قمة ما تسعي إليه هذه المجموعة هو تخليص نظام الإنقاذ من هذا المأزق الصعب ، وفتح كوة خلفية في الجدار الأيل للسقوط لينفذ منها رجال الإنقاذ المحاصرين إلي الخارج ، إذاً الهدف ليس إنقاذ الشعب السوداني من ورطة سياسات الإنقاذ المتعنتة و التي ربطت مصير شعب كامل بمصير بقائها في السلطة ، فالهدف هو التوّحد من أجل حماية رأس الإنقاذ ، لذلك هلل الإعلام الحكومي لهذه اللجنة ودق لها الطبول وحرق لها البخور منذ ساعة تكوينها ، ووفر مساحةً لتحرك رموزها في وسائل الأعلام ، يقودها المشير عبد الرحمن سوار الدهب ويتكلم باسمها الفريق عثمان عبد الله ، يقولون أن الهدف من مسعاهم هو توحيد الجبهة الداخلية لكن للوقوف ضد من ؟؟ بالتأكيد ضد الخطر المحدق بالسودان من كل جانب ، لكن هل هذا الخطر المرصود يتهدد السودان وحده أم الإنقاذ التي تتشبث بالسلطة إلي آخر نفس ؟؟ فالأخطار التي تواجه السودان ليست وليدة الصدفة ، بل هي ناتجة عن كومة من الأخطاء وقعت فيها الإنقاذ خلال سيرتها الممتدة إلي ما يقارب العقدين من الزمان ، فريق الإنقاذ الذي يقوده المشير سوار الدهب فكرته مستوحاة من كواليس حزب المؤتمر الوطني ، والدليل علي ذلك الترحيب الرسمي الحار الذي وجدته لجنة سوار الدهب من قبل الحكومة ، فلقد استقبلهم الرئيس البشير في قصره الرئاسي ، لكن السؤال الحقيقي هو لماذا ظل قيادات الفترة الانتقالية صامتة طوال كل هذه السنين وكأنها كانت نائمة مع أهل الكهف ، ولماذا سكتت علي مذبحة 28 رمضان ؟؟ ولماذا لم تعترض أو علي الأقل تنتقد سياسة التطهير في صفوف القوات المسلحة ؟؟ ولماذا لم تعترض علي تحويل القوات المسلحة من أداة تحرس الشعب وتحقق الوحدة الوطنية إلي آلة للقتل والدمار موجهة في الأساس لحماية السلطة والنظام من السقوط ؟؟ كل هذه الأسئلة لن يجيب عليها قادة المجلس العسكري الانتقالي السابق ، ولا يخفي علي أحد منا أن بعضهم كان متورطاً مع الإنقاذ قبل ليلة استيلائها علي السلطة ، ومجالس المدينة تعرف أين تم تصوير البيان الأول للإنقاذ ومتى ، كل ذلك لا يخفي علي الشعب السوداني ، والجميع يعلمون ماذا قال الدكتور حسن الترابي عن رئيس لجنة لم الشمل أثناء زيارته لباكستان في بداية عهد الإنقاذ .
كنت أتوقع أن يخرج المجلس العسكري الانتقالي عن صمته ويرفض ( أدلجة ) حرب الجنوب ، ويا ليته ندد بالحملة العسكرية علي دارفور ، فهناك عسكريون إسرائيليون رفضوا قصف المناطق الآمنة في غزة ورام الله ، تحدوا شارون ودخلوا السجون بسبب ذلك ، لأن الإنسانية صفة عظيمة لا ينقصها الجنس ولا تزيد منها المواطنة ، الأزمة في السودان ليست هي نزاع بين قادة الأحزاب القديمة والناشئة كما يتصور قادة المجلس الانتقالي ، والصراع لم يعد قائماً حول كرسي الحكم أو مجالس النقابة في الخرطوم ، انه صراع مطالب وحقوق ، بين من يعيشون في القصور الفاخرة في حي ( يثرب ) و ( كافوري ) وبين الذين يفترشون التراب ويلتحفون السماء في كلما وطويلة وأبو شوك ، أنتهي عهد أن تكون أزمات السودان بين جارين في حي صغير بود نوباوي في أمدرمان ، أو ما نسميه مجازاً ( بالمركز ) الذي حاز علي كل شيء وترك أقاليم السودان النائية تحت رحمة المرض والفقر والبلاء ، حتى لو تغير النظام في الخرطوم علي طريقة ثورة رجب عام 85 لن يفيد ذلك السودان في شيء ، دارفور شكت من المجاعة في عهد النميري ، وبكت من النهب المسلح والفوضى في فترة الحكم الانتقالي ، وهاهي الآن تعاني من التصفية العرقية والإبادة الجماعية والعنف الجنسي الموجه ضد المرأة في عهد الإنقاذ ، فهل آثّر تعاقب الساكنين في القصر الجمهوري علي أحوالنا في دارفور ؟؟ لم يتغير شيئاً ، بل الحال انقلب من سيئ إلي أسوأ ، حتى أهل الجنوب لم تتغير أحوالهم بناءً علي تغير الأنظمة الحاكمة في الخرطوم ، فمبادرة المؤتمر الوطني بقيادة المشير سوار الدهب وُلدت ميتة منذ أول وهلة ، والذين صفقوا لها وهللوا غير ملمين بتفاصيل الأزمة السودانية والتي أصبحت تقف علي ثلاثة ة أرجل فقط هي الإنقاذ وأمريكا والأمم المتحدة ، و لا يوجد خلاف كبير بين الأحزاب القديمة وحزب المؤتمر الوطني ، فلا زال الجميع يتناولون طعامهم في إناء واحد ويجمعهم السراء والضراء ويهنئون بعضهم بعضاً في الأعياد والمناسبات ، أزمة السودان هي في الأطراف ، حيث تعلن الحركات المسلحة عن نشأتها وحيث تندلع ثورة المهمشين ضد النظام الجائر في الخرطوم ، ويا ليت المشير سوار الدهب سمي لجنته لجنة استرداد المظالم ، عندئذ سوف يعلم سعادة المشير بحجم المظالم التي أرتكبها الإنقاذ في حق هذا الشعب .
سارة عيسي

Post: #42
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:25 PM
Parent: #41

ثلاثة أزمات شغلت العالم ، البرنامج النووي الإيراني ومساعي كوريا الشمالية لإجراء تفجير نووي يساعد في بسط قدراتها الدفاعية ، أما الثالثة فهي أزمة السودان مع المجتمع الدول والمتعلقة بالأوضاع الإنسانية المتردية في دارفور ، صحيح أن ما يجمع هذه الأنظمة الثلاثة هو الروح الشمولية المقترنة ببقائها في جسد هذه الشعوب لمدة طويلة من الزمن ، إلا أن هناك فوارق ، فالإيرانيون ينقلون إلي العالم وجهة نظرهم والتي تُحظى بدعم شعبي ملحوظ ، فما المانع أن يمتلكوا برنامجا نووياً مثل غيرهم ، يستخدمونه كمصدر من مصادر الطاقة ، أما كوريا الشمالية فهي دولة مهددة بحكم قربها الجغرافي من الولايات المتحدة ، إذاً هاتين الدولتين تملكان مبرراً أخلاقياً يجعلهما تقفان في وجه مجلس الأمن ، لأنهما بالأحرى تطالبان بحقها الشرعي في إنتاج بدائل للطاقة ، والعالم لم يوفر لهما ضمانات تجعلهما آمنتين من خطر الاعتداء .
أما السودان كدولة ونظام فهو حالة شاذةٌ بين الأمم والشعوب ، الخلاف بين المجتمع الدولي والسودان محله المدنيون في دارفور ، فتصدر القرارات الدولية الواحد تلو الآخر من أجل حماية المدنيين هناك ، فتواجه هذه القرارات بمعارضة شرسة من نظام آيل للسقوط وهو يتخفى في صفوف المدنيين من أجل حماية ثلة من المجرمين ، فإن كان اليهود قد حققوا حلم دولتهم في فلسطين وهم مستفيدين من التنكيل الذي تعرضوا له في أوروبا علي أيادي النازيين ، فالإنقاذ في المقابل تبني نموذجها في الحكم معتمدة علي الإقصاء والاستئصال ، في حربها الضروس ولا فرق بين الأفراد والجماعات ، أو القرى والحضر ، فالكل يقع تحت نيران المدفعية ، وحرب دارفور الحالية أعلنها الرئيس البشير في شهر رمضان ، ومن منبر الكنيسة القبطية ، وربما تكون هذه أول سابقة في التاريخ ، أن يعلن حاكم مسلم الحرب علي مجموعة مسلمة ، خلال شهر رمضان الكريم وفي احتفال للسلام كان من باب أولي أن يجمع بين المسلمين والمسيحيين ، هذا الإفطار الرمضاني الذي أقامه لنا اخوتنا الأقباط تحوّل إلي مناسبة لإعلان الحروب والمضي قدماً نحو مصير الحرب المجهول ، كنت أتوقع أن يعترض البابا شنودة علي هذا الخطاب الحربي ، وهو الرجل الضليع في الحكمة والصبر ، وفي غمرة أيام حرب الجنوب كان يصف الحركة الشعبية : باخوتنا الذين اختلفوا معنا في الرأي ، و في وسائل الإعلام كان يدعو الناس إلي ترسيخ ثقافة السلام ونبذ العنف وإحياء قيم التسامح ، فقد رفضنا في السابق تحويل المساجد إلي منابر لزرع الكراهية وتباديل التكفير ، ومن حقنا أن نرفض تحويل المناسبات العامة التي تجمع السودانيين بمختلف أديانهم إلي منابر تدعو إلي الكراهية أو تحرِّض علي العنف .
لكن كما قلت الأزمة السودانية فريدةٌ من نوعها ، ربما يشعر قادة الإنقاذ أن الأمر بسيط ، أو كما قال أحدهم أن عدد القتلى لم يصل إلي خمسة آلاف وتعجب من حدوث كل هذه الضجة !! عليه أن يقول ذلك ، وعليهم أن يقولوا أن عدد الضحايا هو 10% من العدد الذي قدّرته المنظمات ، فقد أصبحنا بالنسبة إليهم مجرد أرقام بيانية ليست ذات معنى ، لا أحد يقول أن قتل نفس واحدة من غير نفس أو فساد في الأرض تُعتبر كقتل الناس جميعاً ، أو أن حرمة نفس المؤمن عند الله اشد من حرمة الكعبة التي يحج إليها الناس ، لا أحد يقول من دخل في بيته وأغلق عليه الباب فهو آمن ، ولكن هناك ألف من يقول ..اقتلوا كل من تجدونه حتى ولو دخل بيته وأغلق عليه الباب ، واستغرب للضجة التي أثرناها كمسلمين حول تصريحات البابا الأخيرة حول زعمه أن الإسلام قد انتشر بحد السيف ، ربما يكون الحبر الأعظم قد وقع تحت تأثير التجربة العثمانية في أوروبا ، فهي تجربة مقيتة وشديدة المرارة ، استلزمت أن نثور ضدها في السودان تحت قيادة الإمام المهدي ، واستلزمت من الشريف حسين أن يثور في وجهها ويعلن الثورة العربية الكبرى من أرض الحجاز ، الأتراك حكموا العالم الإسلامي بالحديد والنار وأرهقوا شعوبه بالضرائب ، لكن هل يصح أن نقول أن الأتراك كانوا يمثلون الإسلام عندما ارتكبوا كل هذه الفظائع ؟؟ لا يصح ذلك لأن ما قاموا به يدخل في باب الطمع والجشع ومصادرة أراضي الغير ، و في ظلمهم للناس لم يفرقوا بين مسلم ومسيحي ، بل أن بعض المسلمين وقع عليهم ظلمٌ أكثر من المسيحيين ، فالغيرة علي الإسلام جعلت البعض منا لا يقبلون اعتذار البابا عندما عزي انتشار الإسلام إلي حد السيف ، لكن أين الغيرة الإسلامية إذا ما نظرنا إلي ما يجري في دارفور فالإنقاذ في نظر البعض دولة إسلامية و تطبق الشريعة الإسلامية ، فيا تري كم من المسلمين وقفوا في وجهها عندما قتلت 500 ألف إنسان وأحرقت ألفي قرية وهجّرت 3.50 من ديارهم ؟؟ فإن كان البابا نال من المسلمين بلسانه فهناك من نال منهم بسيفه وهو مسلم

Post: #43
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:26 PM
Parent: #42

الحلقة المفقودة في اغتيال محمد طه محمد أحمد


عدة قتلة محتملين ربما شاركوا في هذه العملية فمن بينهم ربما يكون أحد من هؤلاء :
قادة الأحزاب السياسية والذين كان يصفهم محمد طه بقادة الطائفية الذين يركبون علي حصان الاستعمار الأعرج كما جاء أجدادهم مع جيش كتشنر من أجل غزو السودان لإنهاء دولة الإسلام الفتية .
أسر ضباط 28 رمضان والذين أتهمهم محمد طه بمعاقرة الخمر ليمتلئوا شجاعةً تمكنهم من تنفيذ الانقلاب
طلاب جامعة الخرطوم الذين اعترضوا علي سياسة تصفية السكن والإعاشة في عام 90 والذين وصفهم محمد طه بالأنانية وحب الذات وقتذاك .
الدكتور الترابي وعائلته ، ومرد العداوة أمور شخصية بحتة جرت بين المرحوم والأستاذ/عصام الترابي ، يشفع لهذه النظرية محاولة الأستاذ عصام الترابي تصفية محمد طه داخل مقر صحيفة الإنقاذ الوطني ، بناءً علي مقال كتبه محمد طه غمز فيه إلي أن أبن شيخ من أحد الأكابر يتاجر بالعملة الأجنبية في السوق السوداء مستغلاً اسم والده .
هناك جنرال اسمه الحسيني عبد الكريم كان يحكم مدينة الأبيض ، وصفه محمد طه بأنه الرجل الذي يسرق ثم يهتف أمام الملأ.....الله أكبر ...الله أكبر
عبد الرحيم حسين وأسامة عبد الله أيضا نال منهم قلم محمد طه ..
أهل الشرق أيضاً لهم نصيب في تلقي الشتائم ..فمحمد طه برّر لمذبحة بورتسودان بقيادة الفريق حاتم الوسيلة والتي سقط علي أثرها 20 مواطناً ، فقلم محمد طه يقول : أن هذه الدماء ضرورية ، فالحكومة تدافع عن مدينة بورتسودان حتى لا تزول من الخارطة ، ومن أجل المحافظة علي تدفق النفط كان لا بد من تقديم بعض القرابين البشرية .
الحركة الشعبية أيضاً متهمة ، فقد وصفها محمد طه بالنعامة التي ذهبت إلي الغابة بغرض شراء جناحين فعادت من غير أذنين
أما جماعة أنصار السنة فقد كان الشيخ أبو زيد يقنت علي محمد طه في صلاة الفجر ، في عام 93 أنكر محمد طه قيام الخليفي بتنفيذ مذبحة مسجد الثورة الحارة الأولي ، وطلب من الداخلية السودانية كشف دور أنصار السنة في هذه العملية والتي عزاها إلي خلاف نشأ بين الجماعة حول اقتسام الإكراميات التي تُغدق عليهم من قبل السلطات السعودية .
لا ننسي دور التكفيريين وجماعة عبد الحي يوسف والذي أصدر الفتوى بجواز القتل ، في القانون يُمكن أن يمثل عبد الحي أمام القضاء بتهمة التحريض علي القتل ، لكن السلطات تعد سيناريو مختلف يبقي كل هؤلاء المتهمين بعيداً عن قفص العدالة ، فالإنقاذ تبحث عن الحلقة الأضعف في صفوف المتهمين حتى توّظف هذه الجريمة سياسياً ، فيمكن من خلالها إثارة العداوة بين أهل الشمال وأهل دارفور ، الإنقاذ تريد أن يكون الجاني من دارفور ، ذلك يصب في مصلحتها ، فمن خلال إلقاء التهمة علي بعض النشطاء المحسوبين علي دارفور تضع الإنقاذ نفسها في خانة الحامية والمدافعة الوحيدة عن أهل الشمال ، وفي نفس الوقت تستطيع وبنفس الحجر رمي معارضيها من الدارفوريين ، ونحن نعلم أن قضائها وقف عاجزاً أمام قضايا اغتصاب النساء في دارفور ، لكنه الآن يحضر الآن بخيله ورجله في قضية الأستاذ طه ، لسبب واحد لأن الضحية من الشمال ولأن التهمة يُمكن أن تلفق ضد ابن غرب السودان ، من يُقتل في دارفور لا تُقام محاكمة لقاتله حتى ولو كان عدد القتلى أضعاف أضعاف من قًتلوا من أبناء الشمال .. ومن يُقتل من أبناء الشمال فروحه عزيزة ونادرة ويستحق أن تُوظف لقاتله كافة إمكانيات الدولة !!!

الحلقة المفقودة في مقتل الأستاذ طه هو الدور الإيراني الذي أصبح نشطاً وفاعلاً في الحياة السياسية السودانية ، محمد طه كان يخفي تشيعه بأن يقول : أنني لست شيعيا ولا سنياً وعندما يُسأل عن رأيه في الخلفاء الثلاثة يتحفظ في إبداء رأيه وعندما يُسأل عن معاوية يقول فيه رأيه بصراحة ، ولا ننسي أن مهدي الحكيم شقيق عبد العزيز الحكيم رئيس قائمة الائتلاف الشيعي الحاكمة في العراق قد قُتل في الخرطوم ، وهي كانت جريمة سياسية وتصفية حسابات داخل الأرض السودانية ، وقعت هذه الجريمة في عهد الديمقراطية الثالثة ، وعجزت السلطات أنذاك عن تقديم الجناة للعدالة ، أليس من الممكن أن تكون هناك حرب بين طائفة شيعية ناشئة في السودان وبين تيار غاضب من السنة أفزعه قطع رؤوس أهل السنة في العراق والتمثيل بجثثهم ؟؟ ومن الممكن أن تكون الخلية التي ألقت بمهدي الحكيم من الدور الثامن في فندق هيلتون ونجت من العقوبة بكل يسر هي نفس الخلية التي عبرت الخرطوم من أقصي الشمال إلي أقصي الجنوب متجاوزةً نقاط التفتيش لُتلقي برأس محمد طه في القفار ؟؟ لكن نظام الإنقاذ قام بخطف مواطن سوداني من دارفور يعيش في المملكة السعودية وجئ به إلي الخرطوم وهو مكبل بالأصفاد ، والهمس داخل المدينة يتعالى ليصبح صوتاً عالياً ، صوت واحد يقول أن قتلة محمد طه من دارفور ، إذاً انتهي التحقيق وأُغلقت القضية وسط تضارب في تصريحات الداخلية السودانية والتي فرضت رقابة علي الصحافة ومنعتها من التطرق لهذه القضية وفتحت من الخلف باباً من الأقاويل والإشاعات والظنون .

Post: #44
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:41 PM
Parent: #43

شيكاغو :يعتقد الصحفي الأمريكي بول سالوبيك أن عملية اعتقاله في السودان المقصود منها توصيل رسالة للصحفيين الأجانب ، يُطلب منهم فيها التقليل من حدة الانتقادات للأوضاع في هذا البلد الأفريقي ، سالوبيك دخل السودان وفي رفقته رجلين عندما تم توقيف سيارته من قبل مراهق مسلح ببندقية AK-47 ، تم ذلك في شهر أغسطس وبقي في الاعتقال ومعه مترجمه والسائق لمدة 34 يوماً .
وصف سالوبيك محنته والكارثة الإنسانية في السودان ، كافتتاحية ، والتي تم نشرها في طبعات الأحد بصحيفة شيكاغو تربيون .
يقول : أعتقد أن اعتقالنا في السودان هو رسالة تحذيرية لكل المراسلين الأجانب ، فالخرطوم فقدت صبرها من كثرة الأخبار السلبية التي تتناول قضية دارفور ، هذا ما كتبه قلم سالوبيك ، المواطن الأمريكي من نيو مكسيكيو والمراسل لصحيفة تربيون .
ويقول أنه تم اعتقاله من قبل رجال مني مناوي ، المتمرد السابق الذي وقّع اتفاق سلام مع الحكومة والذي ظهر هو يصافح الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض قبيل ساعات من اعتقاله ( سالوبيك ) ، وقد قام المتمردون بضرب سالوبيك ومرافقيه كما قاموا بسرقة سياراته ومقتنياته الشخصية ، وبعدها وضعوهم في أكواخ مملوءة بالقمل ،ويقول سالوبيك أن أحد رجال المليشيا هددهم بالقتل ولكن بقية رجال المجموعة تجاهلت أوامره .
بعد أيام ، تمت مقايضة المعتقلين الثلاثة مقابل صندوق من البزات الجديدة فسُلم ثلاثتهم للجيش السوداني ، في سلسلة من الأكواخ الموبوءة جيئاً وذهاباً تم وضع المعتقلين الثلاثة ، وهذه الأكواخ عبارة عن زنازين في سجن مبني من الطين والطوب ، وفيه غرف للتحقيق ، وخلال مدة الاعتقال كان سالوبيك يسجل ملاحظاته عن كل ما يحيط به .
من الجو ، فقد رأي القرى المحروقة وهي أشبه ( بالسجائر التي يُحرق بها جلد المعتقلين ) ، ولقد لاحظ تزايد الأعمال العسكرية ، وهو يري أن اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة وبين أهم فصيل متمرد في دارفور قد انهارت وأفضت إلي العنف .
نال سالوبيك جائزة ( البوليترز ) في عامي 2001 و 1998 ، وقت اعتقاله في السودان كان يعمل علي إعداد تقرير مستقل لصالح مجلة النايشونال جيوغرافيك ، وقد أُتهم من قبل السلطات السودانية بتمرير معلومات بصورة غير قانونية وكتابة أخبار كاذبة بالإضافة إلي دخول البلاد من غير الحصول علي تأشيرة دخول .
سالوبيك في بداية الأمر كان ينوي السفر للمنطقة الحدودية بين تشاد والسودان ، لكنه أتخذ قراراً في اللحظة الأخيرة بدخول دارفور ، فالمسؤولين في حكومة الخرطوم- كما يري- شحيحين في منح تأشيرات الدخول للصحفيين الأجانب ، في مقاله ذكر أيضاً أن الصحفيين الأجانب لسنوات كانوا يدخلون السودان من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون .
تم إطلاق سراح سالوبيك وسائقه ومترجمه بناءً علي عفو رئاسي شملهم به الرئيس البشير في 9 سبتمبر بعد أن التقي حاكم نيو مكسيكو بيل ريتشارسون ، والذي شغل سابقاً منصب سفير في الأمم المتحدة وأمين للطاقة .

Post: #45
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:42 PM
Parent: #44

من أراد أن تثكله أمه وتترمل زوجته و فتيتم ولده...فليغلق متجره "
هذه المقولة ليست لعمر بن الخطاب عندما قرر الهجرة من مكة إلي مدينة ، فالكلمات مقتبسة من تصريح للرائد يوسف عبد الفتاح ، في أول ظهور علني له بعد قيام مجموعة ضباط الجبهة الإسلامية بالاستيلاء علي الحكم ، رفض تجار السوق الشعبي بالخرطوم الانصياع لقرارات البيع بالتسعيرة وقاموا بإغلاق متاجرهم ، المستهدفين كانوا طينة محددة من التجار جمع بينهم الانتماء لبيوت الختمية ، قررت الجبهة الإسلامية التخلص من هذه الفئة بأي شكل ، حتى يخلو لها الجو ويصفو لها الماء فتعيد رسم السودان من جديد ، سودان كما قال يونس محمود بقرةُ حلوب تدر الحليب للعطشى من تجار الجبهة الإسلامية ، يوسف الفتاح الشهير ( برامبو ) لم يكن إلا مجرد أداه ، أو أزميل ذو أسنان يحفر في أرض السودان ليثبت دعائم حكم الجبهة الإسلامية ، بالفعل قامت قوات الجبهة الإسلامية بكسر أبواب المتاجر المغلقة بالقوة ، وعرضت البضائع الموجودة للبيع في المزاد العلني ، بيعت بسعر بخس ، وعُقدت المحاكمات المستعجلة لكبار التجار ، والذين أفلس بعضهم والبعض الآخر دخل السجن ، بعدها عادت شركات الجبهة الإسلامية بعد أن أفسح لها يوسف عبد الفتاح الطريق ، وأخلي لها الساحة من التجار الوطنيين الذين جعلهم يقبعون في السجون .
هذا هو يوسف عبد الفتاح الشهير برامبو أو بالمغفل النافع في أدبيات الجبهة الإسلامية ، وقد تخلصت الجبهة الإسلامية من هذه الفئة لاحقاً ، إبراهيم نايل ايدام ..التيجاني أدم الطاهر ..سليمان محمد سليمان ..دومنيك كاسيانو .. بيو أكوان ..عثمان أحمد حسن .. فيصل أبو صالح ، كل هؤلاء تخلت منهم الجبهة الإسلامية بعد أن قويت يد رموزها داخل الجيش والأمن .
افتقر الذين تركتهم الإنقاذ للمال ، المائدة لم تعد تسع الجميع من كثرة المدعوين ، بعضهم عاد من وراء النوافذ وهو يستجدي لقمة العيش ، وحري بضابط مثل يوسف عبد الفتاح شارك في الإعداد لهذا الانقلاب أن يعود راجعاً وهو يستجدي زملاؤه بأن يعيدوه إلي الخدمة بأي شكل وتحت أي مسمي ، فيعود إلي العمل بوظيفة ضابط في الجمارك مثله في الحياة : أطعم الفم تستحي العين ، يخرج ملوثاً ومتبوعاً بتهم الفساد ويعود شحاذاً يستجدي لقمة العيش .
لم يقف الأمر عند هذا الحد ، لجنة سوار الدهب في سعيها الدؤوب لجمع المتردية و النطيحة من أجل إنقاذ الإنقاذ لم تجد من عقلاء السودان سوي يوسف عبد الفتاح ، هذه المرة يوسف عبد الفتاح ليس غازياً أو فاتحاً كما فعل مع تجار السوق الشعبي في عام 89 ، هذه المرة عاد مصلحاً ويريد رأب الصدع بين الفرقاء ..قبل المصالحة هل سوف يعيد يوسف عبد الفتاح للتجار الذين تضرروا من بيع ممتلكاتهم وإغلاق متاجرهم في عهده أموالهم وممتلكاتهم أم أن توحيد الصف الوطني لا يشمل رد المظالم وإعادة الحقوق إلي أهلها .

Post: #46
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:43 PM
Parent: #45

ليس علينا الرد علي نزار عثمان بل علينا تعليمه أدب الكتابة

في قصة الزير سالم وقفت اليمامة بنت كليب أمام حكماء العرب الذين أتوا من أجل عقد المصالحة بين بكر وتغلب فخاطبتهم قائلة : أريد أبي حياً
هذه الكلمات البسيطة أعتبرها أصدق رد يقوله صاحب حق في وجه مغتصب وظالم ، فهي ردٌ أيضاً علي الذين يعتقدون أن المصالحة تعني السكوت عن المطالبة بالحقوق ، أو في أوعية فكرهم الضيقة يظنون أن كلمة مصالحة تعني التغاضي عن الدماء التي أُريقت والأرواح التي أُزهقت ، الأستاذ جهاد الخازن الكاتب الصحفي جريدة الحياة يقول : ربما تكون أرقام عدد الضحايا في دارفور مبالغ فيها ..لكن إن كان الرقم الحقيقي للقتلى نصف العدد المتداول فإن ذلك يُعتبر أيضاً رقماً مقلقاً يجب التوقف عنده ، وعملية المصالحة لا يندب لها من يكون طرفاً في الأزمة ، وما يقوم به المشير سوار الدهب الآن هو أشبه بترميم العلاقات المتهدمة بين حزبي المؤتمر الوطني والشعبي ، وهناك تساؤلات عديدة حول موقف المشير سوار الدهب من الإنقاذ ، وهل هو موافقٌ علي ما كانت تفعله في الجنوب عندما وظّفت الجيش السوداني في حرب تُعتبر ملكاً للجبهة الإسلامية ؟؟ لن أخوض كثيراً في تفاصيل حرب دارفور ، فهي حرب القرن التي جل ضحاياها من المسلمين ، هيكل يقول أن كافة حروب مصر مع إسرائيل كلفتها 45 ألف جندياً علي امتداد السنوات الطويلة منذ عام 48 ..فيا تري كم كلفتنا حرب دارفور من الأرواح والممتلكات ؟؟ هناك إحصائية تقول أن عدد السودانيين الذي لقوا حتفهم منذ وصول البشير إلي السلطة وصل إلي 2.50 مليون ، غير مشمول مع أولئك الذين ماتوا من تفشي مرض الملاريا والإسهال المائي والطاعون ، تحت هذه المحنة التي يمر بها السودان علينا أن نتشكك في كل من يدعونا إلي مائدة المصالحة بينما يده غارقة في اسفل إناء نعمة الإنقاذ ، لست بحريصة علي بقاء نظام الإنقاذ في الحكم بقدر حرصي علي بقاء الشعب السوداني موحداً ومتعافياً ، ومن يُخيّر بين الإنقاذ والوطن عليه أن يختار الوطن ، ولكن.. ما تقوم به لجنة جمع الصف الوطني هو المحافظة علي نظام الإنقاذ ، حتى ولو أدي ذلك إلي فناء الشعب السوداني بكامل أعراقه وقبائله ، من يريد المصالحة عليه أن يعيد الحقوق إلي أهلها ، وعليه أن يعترف بأن ما جري في السابق كان خطأً غير مقصود ، ليس عليهم أن يعيدوا 500 ألف قتيل إلي دنيا الحياة كما طلبت ( اليمامة ) بنت كليب التغلبي من البكريين ، بل عليهم أن يعتذروا إلي ذوي القتلى ويمدوا لهم يد المساعدة ، ومنظمة الدعوة الإسلامية برئاسة المشير سوار الدهب لها خمسين فرعاً في مختلف أنحاء العالم ما عدا دارفور ..نريد حلاً لمشاكل الشعب السوداني وليس حلاً لمشاكل الإنقاذ .
وحربنا مع النظام في دارفور هي من أجل حماية أهلنا وأعراضنا وممتلكاتنا ، فهي حرب شرعية لأنها ملتفة حول جذع التحرير والخروج من وهدة الهامش ، هي ليست من أجل المناصب ، فالدكتور إبراهيم خليل كان وزيراً في حكومة الإنقاذ قبل أن يحارب الإنقاذ بالسلاح ، ورفض المناضل عبد الواحد محمد نور أن يكون موظفاً في نظام الإنقاذ علي حساب الشرف والدماء ، وقد وصلته رسائل التهديد بالحصار والعقوبات إن لم يفعلها مع الإنقاذ ، بل وصلته رسائل من بوش وبلير وكوفئ عنان تطلب منه أن يتقاسم السلطة مع الإنقاذ فأبي .. ولا يوجد في دارفور هوليداي إن أو مريديان أو هلتون ، ولا حتى فلل رئاسية حتى نتهم المناضلين في دارفور بأنهم ثوار فنادق ، هذه سبةٌ كانت الإنقاذ تُعير بها فاروق أبو عيسي والميرغني وعبد الرحمن محمد سعيد والذين يقاسمونها الكعكة الآن في قبة البرلمان ..أما أبناء دارفور والجنوب وجبال النوبة والشرق فهم كما قال الشاعر :
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها * وإن شمرت يوما به الحرب شمرا
والكلام الركيك الذي كتبه نزار عثمان يكشف عن قلة حيلته وضحالة تفكيره ، فهو يتحدث عن أهل دارفور كفاسقين ليس عليه التحاور معهم من أجل الوصول إلي الحل ، ويصفهم –كما كانت تفعل جريدة الوفاق- بأنهم قوادين يرتادون الفنادق ، وهناك فرقٌ واسع بين ما أكتبه وبين هذه اللغة البذيئة التي تقول لنا بجلاء :إن كل إناء بما فيه ينضح ، والقنوات الفضائية في هذه الأيام لا تستضيف في هذه الأيام سوي الدكتور علي أحمد كرتي ومحجوب فضل البدري والسماني الوسيلة ...فلماذا من حقهم وليس من حقنا !!!
ويقول نزار عثمان .. بأننا لن نسمح بدخول قوات أممية إلي السودان ، من صيغة الجمع استدل بأنه مؤتمر وطني قليل الحيلة كما أسلفت وتغلب علي طبعه صفة العاطفة الجياشة والتي هي من شيم النساء ، فالقوات الدولية دخولها وخروجها من السودان لا يُبحث عن طريق الكتابة للمواقع الإلكترونية ، أما قصة المناصب والبحث عنها فهي سهلة المنال من يد الإنقاذ ، ولكننا لسنا لصوصاً وقاطعي طريق حتى يدفعنا حب المناصب إلي تجاوز واقع أزمتنا الحالية ، وهذه التهمة موجهة للإنقاذ في الأساس ، فحرصها علي المناصب جعلها تضع كافة أبناء الشعب السوداني تحت قبة الحصار والحرب ..
سارة عيسي

Post: #47
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:45 PM
Parent: #46

تري من الذي كتب رسائل التهديد لأعضاء مجلس الأمن

رسالة مكتوبة تم توزيعها بخفاء في أضابير مجلس الأمن ، تحتوي علي نوع مبطن من التهديد ، كل من يذهب إلي دارفور بجيشه وشرطته يعتبر عدواً للسودان وغازياً لبلد إسلامي في عقر داره ، الغريب ليس محتوي الرسالة الباهت الذي يدلل علي تصدع دبلوماسية الإنقاذ ، بل المثير للعجب تماماً أن هذه الرسائل كانت بلا توقيع يشير إلي شخصية الكاتب ، وكأن كاتبها يعمل حساباً للعواقب ، وقد أثارت هذه الرسائل ردة فعل غير متوقعة داخل مجلس الأمن ، وقد كان السيد/بولتون محقاً عندما وصفها بأنها عمل غير مسبوق ، السفير اليوناني في الأمم المتحدة قرأ الرسالة التي وُجهت لبلاده فقال : ليس فيها جديد ..إنهم يكررون ما يقولونه سابقاً ، أما سفير اليابان فقد أكد للمندوب السوداني بأن لغة الرسالة غير لائقة وعدائية .أما السفير جون بولتون فقد تملكه الغضب الشديد وأعتبر أن هذه الرسالة تنطوي علي تهديد واضح لأعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر ودعا لعقد جلسة مغلقة لأعضاء مجلس الأمن لمناقشة هذا التهديد ، هذا التصعيد وانتقال لغة الوعد والوعيد من الساحة الخضراء بالخرطوم إلي مقر المنظمة الدولية في نيويورك خففت منه حكومة الخرطوم بطريقة فيها الكثير من فقدان ماء الوجه ، ذهب السفير السوداني إلي مقر الإدارة الأمريكية لشرح وجهة نظر حكومة الخرطوم :هذا الرسائل لا تعكس عن حقيقة موقفنا ، نفس الرد تلقاه السفير جون بلتون من سفير السودان في واشنطن ، لذلك تسّرع السفير الأمريكي وأعتبر أن حكومة الخرطوم قد تنازلت عن ما ورد في الرسائل ، لم تنتهي الأزمة بعد ، سفير السودان في الأمم المتحدة السيد/عبد المحمود عبد الحليم أصر علي ما تمسكه بالرسائل ، وأعتبر بأن ما ورد فيها ليس تهديداً لأحد ...فكيف تسكت علي من يدخل بيتك من غير إذن ويهاجمك في فراشك ؟؟!! هذا هو التبرير صاغه السفير عبد المحمود عبد الحليم في وجه الذين فسّروا رسائله بأنها رسائل تهديد ، وبما أن هذه الرسائل وجدت رواجاً وخلقت ضجةً غير مسبوقة إلا أن بقاء اسم كاتبها مجهولاً ظل لغزاً يحيّر الجميع ، مثله ومثل لغز قتلة الأستاذ/محمد طه محمد ، فهناك من يقول أن هذه الرسائل كُتبت في الخرطوم و في خارج فضاء القنوات الرسمية وطُلب من السفير السوداني في الأمم المتحدة توزيعها علي بعض ممثلي الدول الإسلامية والأفريقية والتي كان من المفترض أن تسهم في تشكيل قوات الأمم المتحدة المعنية بحفظ الأمن في دارفور ، ومن كتبها حرص علي أن يجعلها من غير تذييل حتى لا يقع في الحرج ويتعرض للمساءلة ، وحتى السفير السوداني في واشنطن وقع في نفس خطأ جون بولتون عندما تسّرع وأعلن بأنها لا تعكس موقف حكومة الخرطوم الرسمي ، هذه الأزمة كشفت حجم الهوة الكبيرة بين من يتخذون القرار في الخرطوم وبين من يقرؤونه في نيويورك ، وتكشف أيضاً أن الإنقاذ تمارس الدبلوماسية بمنهاج (trial & error) ، لذلك تتبنى الحكومة موقفاً متصلباً في بادئ الأمر ثم تلجأ للرجوع عنه لاحقاً ولكن علي لسان مسؤول آخر ، الدكتور الزهاوي إبراهيم مالك بصفته وزيراً للإعلام رفض القرار الأممي رقم 1590 ، لكن النائب الثاني /علي عثمان طه عاد ووافق عليه وأعتبر أنه فيه الكثير من الإيجابيات ، قام الدكتور علي أحمد كرتي بكتابة رسالة شديدة اللهجة موجهة لبعثة الاتحاد الأفريقي في الخرطوم ويطلب منها الخروج من السودان ، هذه الرسالة نُشرت في الصحف اليومية ..لكنها كانت موقعة باسمه كوزير دولة بوزارة الخارجية ..، ومع أن هذه الرسالة كان مصيرها الرمي في سلة المهملات بعد تمسك الإنقاذ بحبل قوات الاتحاد الأفريقي ..إلا أن رسائل نيويورك كانت بلا اسم أو توقيع !!

سارة عيسي








[اضف رد] صفحة 1 من 1: << 1 >>




· · · أبحث · ملفك ·


الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها

© Copyright 2001-02 Sudanese Online All rights reserved.

http://www.sudaneseonline.com
Software Version 1.3.0 © 2N-com.de


Post: #48
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:46 PM
Parent: #47

ليس رأس بيل غيتس هو الأغلي في العالم علي الرغم من امتلاكه للثروة والشهرة ، ولا رأس اسامة بن لادن الذي يرتفع سعره كل يوم حتى وصل إلي خمسين مليون دولار.. ولو أعطاني أحدهم واحد في المائة من هذا المبلغ لسلمته رأسي بيدي هو علي صحن من ( الطلس ) ، الرأس الغالي لعام 2006 ليس رأس انشتاين أو اسحاق نيوتن أو هيجل ، أنه رأس صحفي وضيع لا يعرف متى تُكسر أو تُفتح همزة ( إن ) ، ليس مثل أياد أبو شقرا أو سمير عطا الله ، إنه صحفي من نوع نادر ، فرأسه كما كتب الاستاذ فتح الرحمن الشبارقة مطلوبٌ من أربعة جهات ، ثلاثة منها دول بينها دولة عربية وهي الجماهيرية الليبية ، وهناك دولتين افريقيتين هما تشاد ويوغندا ، أما الجهة الرابعة التي تطلب رأس الهندي عزالدين هي المخابرات اليهودية ، كل هذه الأجهزة المخابراتية تبحث عن الهندي عز الدين وأعلنت جائزة لمن يدل علي مكانه ..ومطلوب حياً وميتاً بلغة الرئيس جورج بوش ، ليس هؤلاء هم أعداء الهندي عزالدين فقط ، بالتأكيد هناك آخرون يتحرقون إلي قتله ونبش قبره كما فعل الصليبيين مع قبر صلاح الدين الأيوبي ، الحركات المسلحة التي وقعت اتفاقيات مع حكومة الخرطوم ، والتي ارتحلت إلي الخرطوم بسلاحها وأمنها ، كلها تتحرق لقتل الهندي عز الدين ، هذا الرجل المناضل والذي رأسه يُعتبر أغلي من رأس الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وحسن نصر الله ، هؤلاء كانت رؤوسهم مطلوبة لدي جهاز المخابرات الإسرائيلية فقط ، أما الهندي عز الدين تطلب رأسه أربع دول وأربعة حركات مسلحة ، هؤلاء هم الذين نعلمهم ولا ندري شيئاً عن عدد اعدائه المتخفين في ثوب الاصدقاء .
عمل الهندي عز الدين بالنصيحة فأقتني مسدساً ، هذا خبر طيب ، لكن هل هذا المسدس مزود بكاتم للصوت أم لا ؟؟ وما هو عيار الرصاصة ؟؟ وهل يعبأ بمشط أم بخزنة دائرية ؟؟ ومن هو المصنع لهذا المسدس العجيب الذي يحمله رجلُ مطلوب لأربع دول ؟؟
هناك نقطة مهمة ، معاوية بن أبي سفيان كان يقول : إن لله جنوداً من العسل ، فمن الممكن أن يلجأ أعداء الهندي عزالدين إلي تسميمه عن طريق صحن فول معزز بزيت السمسم والجبنة والبيض ، هذا هو طبقي المفضل ، ولو حقق قاتلي رغبتي الأخيرة فلن أختار غير هذا الطلب وأشكره في المقابل علي حسن صنيعه ، ومن الممكن أن تنال منه هذه الأجهزة المخابراتية وهو مخنوق بزحمة السير في تمام الساعة الواحدة في كبري النيل الأبيض ، إذاً الهندي عز الدين في حاجة إلي مروحية ، مع إفتراض أن المجموعات المسلحة في الخرطوم لا تملك صاروخ سام سبعة ، إن اراد أحد إغتيالي فما اسهل أن يجدني في بيت عرس ..وأخشي أن يخطئ الرامي فيصيب العروس فينقلب الفرح إلي مأتم ، علي الهندي عز الدين أن يُعين مخبراً خاصاً ، من خلاله يستطيع أن يعرف أن بطاقة الدعوة غير مزورة ، وعليه أن يصطحب طبيباً ومعه فني تحاليل حتى يعرف إن كان الطعام مسموماً أم لا ؟؟ ويحتاج إلي عربة إسعاف مجهزة بكامل الفريق الطبي حتى تسعفه – لا قدر الله – إذا عمي القضاء علي الحذر والسلامة ..
المسدس وحده لن يحمي الهندي عز الدين ، فهناك جنرالات ماتوا بالاغتيالات ولم تسعفهم الخبرة الحربية ولم تستنقذهم من الموت ..فإن لم يكن من الموت بدٌ ..فمن العجز أن تموت جبانا

Post: #49
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:48 PM
Parent: #48

تقرير لمكتب الأمم المتحدة لشئون حقوق الإنسان يؤكد قيام مجموعات قبلية مسلحة ومدعومة بقتل المئات من القرويين في منطقة غرب دارفور خلال أواخر شهر أغسطس الماضي، مجموعة مليشيات من قبائل الهبانية تقوم بتنفيذ حملة بشعة في جنوب دارفور تشمل حرق بالجملة للقرى ، النهب والتهجير القسري ، هذا ما أكدته مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تقريرها الذي نُشر يوم أمس .
هذه الحملة كما يقول التقرير أدت إلي مقتل المئات من المدنيين ، وتمت بعلم ودعم مادي من السلطات المختصة ، وطالبت المفوضية بإجراء تحقيق مستقل ، " فالحكومة كانت علي علم بذلك إذا لم تكن متآمرة بأن الهجوم قد اصبح وشيكاً " هكذا يقول التقرير .
التقرير الذي أُعد بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة في السودان ومفوضية الأمم المتحدة لشئون حقوق الإنسان يقول أن زهاء ما يقارب الألف رجل مسلح من قبيلة الهبانية قاموا بمهاجمة 47 قرية بالقرب من برام ، مما أدي إلي نزوح عشرة آلاف من السكان من منازلهم.
ويقول التقرير أن رجال المليشيا كانوا يرتدون ( كاكي ) مشابه للذي تستخدمه قوات الحكومة ومسلحين بقاذفات الصواريخ من طراز (RPG) ومدافع آلية محمولة علي مركبات ، وهناك مقابلات تم إجرائها مع الناجين من الهجمات .
ولقد أستطلع التقرير رأي بعض المسؤولين الحكوميين والذين أكدوا أن هذه الهجمات هي رد فعل علي نشاط التمرد السابق في هذه المنطقة

Post: #50
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:49 PM
Parent: #49

السودان وبداية عهد الفوضي الخلاقة

بعد ستة أيام اعترفت الإنقاذ بأن هناك معركة حامية الوطيس وقعت بالفرب من الحدود السودانية التشادية ، كانت الخسارة سبعين عربة مصفحة ، تم تدميرها بالكامل ، بالاضافة إلي سقوط ما بين 200 إلي 300 من صفوف القوات الحكومية بين أسير وجريح من بينهم ستة ضباط ذو رتب رفيعة ، هذا التطور النوعي في عمليات جبهة الخلاص الوطني يكشف بجلاء أن الإنفاذ أصبحت نمراً من ورق ، وان الحمية للقتال التي يحس بها خطباء المسيرات في الخرطوم هي غير الرغبة الحقيقية للفتال في أرض المعارك ، وهناك اتساع كبير بين الخطاب الحماسي المؤدلج وبين وقائع الأحوال التي تقول أن جبهة الخلاص الوطني أصبحت ما بين قوسين أو أدني من السيطرة علي كامل التراب الدارفوري ، وإذا مضت جبهة الخلاص الوطني في عملياتها العسكرية علي هذا المنوال فسوف تريح قريباً المجتمع الدولي من عناء إقناع الإنقاذ بضرورة السماح للقوات الدولية بالعبور إلي دارفور ، البيان العسكري الحكومي جاء متأخراً ، وعلي غير العادة جاء يحمل صفة التخوين للضباط المنضوين تحت جناح الجيش الحكومي ، فقد اتهمهم وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين بالفرار إلي تشاد ، هذا الإتهام لضباط لهم سجل طويل في الخدمة العسكرية السودانية جاء علي رياح بين الشك والتكذيب ، فقد نفت القيادة العامة في الخرطوم علمها بأي عمليات عسكرية تجري في دارفور ساعة المعركة ، ولم تؤكد أو تنفي أسر العميد عبد الرحمن محمد عبد الرحمن ، لكنها بعد ستة أيام صوّرت المعركة من جديد ورسمت خارطة حديثة للميدان ، فأتهمت تشاد بأنها ضالعة في هذه المعارك !! كيف يستقيم الظل والعود أعوج ولو كان الأمر كذلك فلماذا يلجأ العميد عبد الرحمن بكتيبته إلي تشاد ؟؟
التطور الخطير الثاني هو قيام القوات المسلحة بنهب المتاجر والاسواق في مدينة الفاشر ، وسط تكتم حكومي شديد علي هذه الحادثة ، مع أن القاصى والداني كان يعلمان أن مدينة الفاشر قد أُستبيحت ليومين وكانت مقطوعة عن العالم خلال هذه المدة ، التوسلات نجحت الآن في كبح جماح الفوضى العارمة في مدينة الفاشر ، لكن من المحتمل أن تعود من جديد وتحمل في تداعياتها نذراً في غاية السوء ، تعيد إلي الأذهان صورةً غير مسبوقة من الانفلات الأمني لم يعهدها السودان من قبل ، عندها سوف يحتار المواطن السوداني كيف يحمي نفسه من الجيش والشرطة والأمن ، أحداث الفاشر تكشف بجلاء أن الإنقاذ لم تعد تمسك بخيوط اللعبة ، وأن التفكير بلغة المليشيا أصبح ذا صيت أكثر من لغة الجيش النظامي ، وان المواطن السوداني أصبح أكثر خوفاً من الأجهزة الأمنية القومية .

Post: #51
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:50 PM
Parent: #50

إن كانت نيفاشا تعني المجد والخلود لعلي عثمان طه ،فإن أبوجا تعني فرصة تاريخية للدكتور مجذوب الخليفة ، لينال حظه أيضاً في مجال الشهرة الإعلامية ، أصنع الأزمة ثم فكر في الحل ، هذه هي العقيدة السياسية لحزب المؤتمر الوطني ، عليه أن يُؤجج الفتن ويخلق الأزمات في كافة أرجاء الوطن ثم يفكر لاحقاً في حلها بعد ضياع الحرث والنسل ، لذلك نُدب علي عثمان للجنوب ومجذوب الخليفة للغرب ، ثم مصطفي عثمان لأهلنا في الشرق ، والمدن المعنية هي نيفاشا وأبوجا وأسمرا ، بسبب الإنقاذ خرجت قضية السودان إلي تلك العواصم ، وأرتريا التي نالت استقلالها قبل عشرة أعوام تمكنت من حل قضية الشرق المعقدة ، نظرية المؤامرة تقول أن ارتريا تريد أن تتخلص من الثقل العربي في الشمال فرمت به ناحية الجنوب ، وبالمقابل تريد الإنقاذ أن تتخلص من عبء ملف الشرق حتى تتفرغ لحرب دارفور في الغرب ، والإنقاذ لا زالت مصرة علي نهجها في مفاوضة من يحملون السلاح فقط ، ولا زالت القوى الوطنية في الداخل تتباغت من توقيع اتفاقيات السلام المتعددة شرقاً وغرباً وجنوباً من غير أن يكون لها دور في خلق هذا السلام ، الإنقاذ لا زالت متمسكة بقرارات الحرب والسلام .
بدأ الدكتور مصطفي عثمان وهو يقرأ مقدمة الاتفاقية وكأنه تلميذ في طور تعلم مبادئ المطالعة المسموعة ، يحشر الكثير من أيات القرآن الكريم في خطابه وكأنه يريد أن يقول أن آيات الذكر المحكمات تنزلن عليه في ساعات التوحدو يحثنه علي المضي في طريق السلام ، مصطفي عثمان يعتقد بأن جده سيدنا أبو بكر الصديق ، لكن ..أليس هو الذي وضع قبعة الجنرال فوق رأسه وتوعد بغزو ارتريا عن طريق جيش قوامه 10 آلاف مقاتل جلهم من النازحين من أبناء ارتريا في السودان ؟؟ الرئيس البشير لا زال يتحدث عن الأجندة الخفية !! سعادة الرئيس بعد سبتمبر 2001 لا توجد أجندة خفية ، فالأمر أصبح واضحاً كوضوح الشمس ولا توجد هناك حاجة لإخفاء ما في الضمائر، وأمريكا أصبح جهرها اعلي نت سرها .الاحتفال بدأ رتيباً ومكرراً ولا زال الرئيس البشير يصطحب معه جوقة الهتيفة التي حرضته علي عصيان المجتمع الدولي وزينت له غزو أهل دارفور في عقر دارهم ، كانوا يرددون الهتاف عند كل كلمة يقولها الرئيس البشير ، فهم معه في الحل والترحال أينما ذهب .
حاول أهلنا في الشرق إبراز وجه ولو جزء ضئيل من ثقافتهم التي طمرتها الإنقاذ ، فلم يتحمل تلفزيون الإنقاذ صوت الكورال ، فعمد الرقيب إلي قطع الصوت وبث فقرة تعليق سمجة ، عندما لم يرق له الحال ذهب إلي أبعد من ذلك فعرض دعاية لموبايل سوداني ، الحي أولي من الميت ، وصوت المال والنقود أحلي من موسيقي السلام لهذا السبب بدأ اتفاق الشرق كئيباً ، وقربياً سوف يدفن في حفرة النسيان والغدر ، فاتفاقية أبوجا لم تخلع الحاج عطا المنان من منصبه ، واتفاقية الشرق أبقت علي قائد جنجويد الشرق إبراهيم حامد في مكانه ، والي من المؤتمر الوطني ونائب والي من جبهة الشرق ما أشبه الليلة بالبارحة ، ذكرنا ذلك الإنقاذ في عهدها الأول عندما تقاسمت مناصب الولاة مع العسكر ، الشأن أنذاك لم يكن بيد الحسيني عبد الكريم وحاتم الوسيلة ومحمود سليمان ومحمد عثمان محمد سعيد ، فنواب الولاة كانت بأيديهم مفاتيح الخزائن والثروات ، أما العسكر فكان دورهم لا يزيد عن الرقص والاستعراض .
والآن فلنتظر هذا الفصل الجديد من المناكفات بين الولاة ونواب الولاة .. هذه هي السياسة في السودان ، مسلسل مكسيكي طويل الحلقات من غير حلقة أخيرة .

Post: #52
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:52 PM
Parent: #51

أهلنا البطاحين : وصلت رسالتكم

النظام الاجتماعي القديم في السودان أتاح لنا فرصة التعرف علي مكونات الشخصية السودانية ، في داخلية الطالبات تعرفت علي زميلات من كردفان وعطبرة والنيل الأزرق والبطانة ، الحياة الجامعية الهادئة وتلاقح الأفكار في المنتديات الأدبية والسياسية جعلت أبناء هذا الوطن يعرفون بعضهم بعضاً ، ما نعرفه عن أهلنا البطاحين أنهم قوم يحبون الشرف ، والكرم عندهم فضيلة يسعى إليها أدناهم حتى ولو كان معدماً وفقيراً ، يحسون بمشاكل بعضهم وتربطهم وشائج رحمية طيبة ، في العام الماضي عندما كتبت مقالاً عن زيارة وزير المالية الزبير أحمد لمنطقة البطاحين ، ووعدهم في تجمع حاشد بأنهم في عام 2006 سوف يستقلون الطائرات بدلاً من الدواب ، في ذلك المقال قمت بالسخرية من الزبير أحمد وكتبت أن الذين يمتطون صهوات الدواب لا يعنيهم ما يقوله الزبير أحمد لأنه يضحك علي عقولهم ، ومن حقهم أن يحتفظوا بخيلهم وجمالهم لأن جرادة في الكف أفضل من ألف جرادة طائرة تعدهم بها الإنقاذ ، راسلني بعض أبناء البطاحين وطالبوني بسحب بعض الكلمات التي تُعد جارحة في حقهم ، فهم ـ كما قالوا ـ ليسوا بخفة العقل التي تجعلهم يصدقون وعود وزير المالية ، اذكر في وقتها بأنني اعتذرت لهم وطيبت خاطرهم ، فالغرض كانت الإنقاذ وليس أهلنا البطاحين ، مع العلم أن الحديث عن القبائل والأنساب بدأ في عهد الإنقاذ ، وبيعة القبائل كانت أكبر بدعة لم تجلب لهذه البلاد سوي التفكك والضياع ، ليس من اللائق أن اسمي العميد/عبد الرحمن محمد عبد الرحمن بالأسير ، فالرجل حارب بحدود إمكانياته في معركة لم يُكتب له فيها النصر ، وهو ضيفاُ علي ثوار دارفور شيئنا أم أبينا ، والذين أجزم بحلمهم وكرمهم في معاملة العميد بصورة لائقة تناسب شرفه العسكري ، وتناسب موقف أهلنا البطاحين الرافض لسياسة الظلم والتهميش ، عكسها بيانهم الذي نزل علينا برداً وسلاماً ، ونزل علي أعدائنا حنظلاً مراً يحرق حناجرهم التي طالما هتفت بفناء دارفور وأهلها .
بمناسبة شهر رمضان الكريم وبمناسبة تهيؤنا لاستقبال عيد الفطر المبارك علينا أن نضرب مثلاً في التسامح ، ويكفينا من أهلنا البطاحين موقفهم المشرف الذي يدل علي طيب الأصل و الطبيعة الرافضة للظلم والطغيان ، وأن لا ننجر وراء سياسات الإنقاذ العدائية والتي تعد الآن قوائمها لتسلم كافة أبناء دارفور الذين يعادونها في الخارج ، بالتأكيد أننا نشعر بالظلم والاضطهاد ونحن نري أخوة لنا مثل الأستاذ أبو القاسم علي أبو القاسم يعودون إلي الوطن وهو يئنون من الأصفاد ، يقبعون في بيوت الأشباح ، و يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب ، حُرموا من استخدام الهاتف ومكالمة ذويهم ولا يزروهم الطبيب إلا من أجل إصدار شهادة الوفاة ، لا يعرفون ما هي التهمة المنسوبة إليهم سوي أنهم رفضوا تحريق وقتل أهلهم وذويهم في دارفور ، هذه المظالم المريرة عليها أن لا تدفعنا بعيداً من بر الإنسانية ، لا أعني بذلك أن يُسلّم العميد عبد الرحمن إلي ذويه عن طريق الإنقاذ ، فقد باعته هذه الشرذمة بثمن بخس وكانت فيه من الزاهدين ، فخطباء المسيرات الحماسية والذين لا يرون الوغى إلا في الساحة الخضراء وميدان عقرب أنكروا وقوع المعركة ، وبعد تيقنهم منها عادوا لأسلوب بعثرة الاتهامات هنا وهناك ، لكن بيان المعركة لم يُقرأ في الخرطوم ، بل قرأته أسر الجرحى والمفقودين و ( الضيوف ) الذين حلوا كراماً في دار الثوار ، فالمبني المظلل في وسط الخرطوم والمحاط بالأزهار الجميلة لم يفك طلاسم الواقعة ، وحديث ( الضيوف ) مع أهلهم انطلق كالنسيم عبر هاتف الثريا .. فترد عليه طفلة صغيرة بصوت تعلوه الدهشة ...أمي أنه أبي ؟؟
فيرد عليها الجنرال : نعم أنا أبوك ..أمك كيف .. أنا بخير ..فقط طمأنوني عن حالكم .
فتسأل الطفلة الصغيرة : متى تأتي لحضور العيد ؟؟
فيرد عليها : إنشاء الله قريباً .. أنا في الطريق
يستمر الحديث الأبوي والأسري مع كل أفراد العائلة ، لا يوجد مقص للرقيب ، ولا توجد مقاطعة للمتحدث ، الإنقاذ الملوثة يدها بدماء الشهداء لن تتسلم العميد عبد الرحمن ، ويكفينا في مقابله موقف الشرفاء من أعيان البطاحين ، العميد/عبد الرحمن لم يهرب بجيشه إلي تشاد ومن رماه بهذه التهمة لا يعرف عن الحرب شيئاً سوي أنها أسطوانة مشروخة يتم فيها ترديد القسم ورنات مكذوبة من الوعد والوعيد ، ولماذا يهرب العميد عبد الرحمن بجيشه إلي تشاد ؟؟ فأين الدبابين الذي كانوا يحملون معهم أكفان الموت ؟؟ وأين الذين ربطوا علي رؤوسهم الأشرطة الحمراء وهم يقلدون جيش حسن نصر الله ؟؟ لماذا لم يهرع هؤلاء الأشاوس إلي نجدة كتيبة العميد عبد الرحمن ؟؟ عوضاً عن اتهامه بأنه فرّ إلي تشاد ؟؟ وأين الجيش المكون من عشرة آلاف مقاتل شرس جلهم من الجزيرة والولاية الشمالية ؟؟ الكثير من الجنود الدونكيشوتيين رأيناهم علي شاشة الفضائيات يرغون ويزبدون وعندما وقعت الواقعة لم يجدوا سوي العميد عبد الرحمن ليعلقوا عليه شماعة فشلهم وخيبتهم .
سارة عيسي

Post: #53
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:53 PM
Parent: #52

حذر الرئيس النيجيري من إحتمال وقوع إبادة عرقية في دارفور وطلب من السودان والمجتمع الدولي التحرك للحيلولة دون ذلك ، وهناك تجهد قوات حفظ السلام الأفريقية نفسها من أجل وضع حد للعنف في الافليم .
في خطاب تلاه أمام دبلوماسيين أفارقة وغربيين في مقر الاتحاد الأفريقي بأديس أببا في يوم الثلاثاء ، أوضح الرئيس أوباسنجو الذي يرأس أكبر دولة مساهمة في قوات الحماية في دارفور ، أوضح عن الحاجة لنقل مهام الاتحاد الأفريقي للأمم المتحدة ، مع بقاء تركبية القوات الأفريقية كما هي عليه .
" ليس من مصلحة السودان ولا من مصلحة الاتحاد الافريقي ولا مصلحة العالم ولا من مصلحتنا جميعاً أن نكون مستعدين ونحن مكتوفي الأيدي ونشاهد الإبادة الجماعية في دارفور " هذا ما قاله الرئيس أوباسنجو
الولايات المتحدة وبعض منظمات الإغاثة وصفت النزاع الدائر في دار فور منذ ثلاثة سنوات بأنه إبادة جماعية ، لكن الكيان الأفريقي دائماَ ما كان يتحاشي إطلاق هذه التسمية ، كما أن المصطلح يجد استنكاراَ من الحكومة السودانية .. يقول ابوباسنجو :
"كنا نشاهد ما يشبه الإبادة الجماعية قبل دخول قواتنا هناك ، يجب أن لا نسمح بتطور الأمر إلي إبادة شاملة " ، هذا ما ردده الرئيس أبوسانجو في مؤتمر صحفي مشترك جمعه مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زناوي ، وقد أردف قائلاً :
" إذا لم نفعل شيئاً وتوجب علي قوات الاتحاد الأفريقي الانسحاب من هناك لا يمكن أن نعلم كيف يمكن أن تتطور الأوضاع في دارفور .. يجب أن لا نسمح بذلك "
لنيجيريا 2300 جندي من عديد 7200 ينحدرون من رواندا ، غامبيا ، جنوب أفريقية والسنغال .
علي الأقل ما يقارب المائتي ألف قُتلوا جراء الحرب والجفاف والأمراض ، وترك 2.5 مليون منازلهم منذ بدء القتال بين المتمردين والحكومة السودانية والمليشيا التي تتبع لها والمعروفة باسم الجنجويد.
ويقول أوبا سانجو :
" التحدي الذي يواجهنا الآن هو تقوية بعثة الاتحاد الأفريقي حتى تتسلم الأمم المتحدة هذه المهام ، بدعم وتعاون من حكومة السودان ، ذلك مع احتفاظها بالشكل الأفريقي "
في الشهر الماضي قرر الاتحاد الأفريقي رفع عدد قواته إلي 11 ألف ، لكن خططه لم تمضي كما يجب بسبب نقص التمويل والنقل ، إزاء ذلك يقول الرئيس أبوسانجو :
" إن كانت هناك حاجة ..ولو كان علي الأتحاد الأفريقي توفير المزيد من القوات .. وتوفرت الموارد .. فإن نيجيريا سوف ترفع عدد قواتها هناك "

Post: #54
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:55 PM
Parent: #53

الإنقاذ في تقسيمها للمناصب تعمل بحكمة الثعلب مع الأسد : الدجاجة لفطورك والأرنب لغدائك والديك لعشائك ، لذلك لم تتغير الوجوه المتعاقبة علي المناصب الحكومية منذ ليلة الثلاثين من يونيو 89 ، بعضهم ناهز الخمس وسبعين عاماً مثل الأستاذ/أحمد عبد الرحمن وإبراهيم أحمد عمر وعبد الرحيم علي لكنه بقي يعمل حتى هذه الساعة ، حتى الرئيس البشير نال منه الزمن وأصبح يمشي بصعوبة وبانت عليه ( عرجة ) خفيفة ، تبدو واضحة عندما يستقبل الضيوف ، هناك من يقول أن السبب فيها هو الوزن الزائد ، وأن سعادة الرئيس مثله ومثل أهل السودان يري أن اليوم واحد والحياة واحدة ، فلذلك لم يتقيد بنظام الحمية الغذائية التي تحرمه من الطيبات ، هناك آخرون مثل الدكتور مصطفي عثمان ومجذوب الخليفة لا يستطيعون الصيام عن ترك المنصب ..أتدرون لماذا يصر المهنيون علي التعلق بأستار السياسة ؟؟ لأن السياسة تقبل أن توّظف المخدومين حتى بعد سن الستين ، لا يوجد سقف زمني يحدد مدة ترك العمل .
هناك من يقول أن المشير سوار الدهب خرج من الحياة كما ولدته أمه ، نظيفاً لامعاً لا تشوبه شائبة ، بل أن الرجل يغالب الجوع لأنه يعمل لوجه الله ولا يريد جزاءً ولا شكوراً ، تقتله الغيرة علي الدين فيعمل من غير أن يتقاضى جنيهاً واحداً من منظمةٍ ترقد فوق خزنة محشوة بملايين الدينارات ، مصدرها الإعفاءات الجمركية التي تمنحها الإنقاذ لمنظمة المشير المتقاعد ، من يرسمون هذه الصورة الزاهية للمشير سوار الدهب ويصورونه كالعابد الزاهد كأنهم يريدون أن يقولوا لنا : إن سعادة المشير لا يأكل ولا يشرب إلا من مائدة الشيخ فرح ود تكتوك .
يُحكي أن أحدهم نزل ضيفاً علي الشيخ فرح ود تكتوك ، فأعدت زوجته العشاء ، وقبل أن يسم الضيف اسم الله ويبدأ في تناول العشاء سأل الشيخ فرح هل طعامك مصدره حلال ؟؟
فأجاب الشيخ فرح ، العصيدة من ذرة هذا الحقل ، واللبن من هذه العنزة المربوطة ، و ( الويكاب ) من قصب الحواشة ، فأكلي حرام إذا لم أترك لصغير العنزة ما يسد جوعه ..فأنا لا أعرف إن كان ما تركته له كافياً أم لا !!
بالتأكيد أن المشير سوار الدهب ليس من هذا الصنف ، صنفٌ يقسو علي نفسه إيثاراً للآخرين ، صنفٌ يخاف أن يسأله الله عن صغير الماعز الصغير هل ترك له حليباً كافياً أم لا ؟؟ بينما يموت ملايين الناس أمامنا من الجوع والبرد والعطش ولا نحرك ساكناً ، بل أحياناً نكيل فوقهم التراب ونجرّمهم لأنهم ليسوا من لون جلدتنا !!ونقول أن ما جري هناك هو مؤامرة صهيونية!! أي مؤامرة في الدنيا تستهدف الحكومة و لا تستهدف الشعب .
أما المشير سوار الدهب فهو يتجول بين الأقطار ، شرقاً وغرباً ، يغيث المحتاجين في موزمبيق وبوركينافسو وجزر القمر .. ومن مال من ؟؟ من مال الشعب السوداني ومن مدخراته ، ومن قوت الغلابة وتعب الأشقياء ، رئيساً لمنظمة الدعوة الإسلامية لما يقارب العشرين عاماً ويزعم أنه لم ينل من أموالها شيئاً ، ونحن نري الثراء الفاحش يحيط بمن يعملون تحت إمرته ، ونري تسفارهم بطائرات الدولة إلي الكويت والقطر والسعودية ، تعود هذه الطائرات وهي محملة من النفائس المعفية من الرسوم الجمركية والوزن الزائد .
سؤال مهم .. هل للمشير سوار الدهب ابن يعمل في إحدى سفارات النظام في الخارج ؟؟ وبالتحديد في إحدى الدول العربية ؟؟ وحسب ما بلغني أن اسم ابنه أحمد !! والسؤال هو ؟؟
متي تخرج ابن المشير من الجامعة وما هي خبراته العملية ومن الذي كتب له خطاب التزكية ومنذ متى يعمل في هذا المنصب ؟؟ ودخل لهذا المنصب عن طريق لجنة الاختيار أم عن طريق القفز بالزانة ؟؟، أم أن بعضنا تشابه عليه البقر من كثرة تشابه الأسماء في السودان ، فيكون هذا القنصل المعني اسم علي مسمي ، ولا شيء يربطه بالمشير سوي سوار الدهب
(عدل بواسطة SARA ISSA on 11-10-2006, 02:27 ص)

Post: #55
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:56 PM
Parent: #54

يقول رجال الإنقاذ أن المفاوضات مع أهل الشرق سوف تكون آخر مفاوضات بين الحكومة وبين من يناهضونها بحمل السلاح ، بعد توقيع اتفاقيات السلام الثنائية مع الحركة الشعبية وحركة تحرير السودان وجبهة الشرق أخيراً يكون الباب قد أُغلق في وجه من تأخروا في حمل السلاح ، وبالمقابل علي هؤلاء المتأخرين أن يرضخوا للأمر الواقع ويقروا للإنقاذ بالسمع والطاعة ، من المناطق المهمشة التي بقيت بعيداً عن الأنظار وتدفع في كل يوم ضريبة التخلف والمرض والجهل منطقتي كردفان والنيل الأبيض ، هذه المناطق المهمشة هي التي أشار إليها عبد الرحيم حمدي في ورقته الشهيرة : عليهم أن يصوتوا لحزب المؤتمر الوطني وسوف نقوم باقتطاع جزء من أموال الخليج المنهمرة علي الشمال لصالحهم ، نعطيهم إياها كصدقة يستخدمونها في بناء المدارس والمستشفيات ، الإنقاذ عرّفت الجنوب بأنه المنطقة التي تخضع لنفوذ الحركة الشعبية ، وعرّفت باقي أقاليم السودان بالشمال !! كيف راق لهم تجاوز منطق الجغرافيا ؟؟ والسودان لا تحكمه نخبة واعية ، بل تحكمه كما قال أحد الحكماء ( شلة غرفة في البركس ) عام 65 ، فهل يمثل البشير ونائبه علي عثمان ومجذوب الخليفة ودكتور نافع وإبراهيم أحمد عمر كل أهل السودان ؟؟ بالطبع لا ، ويقول حُساد الإنقاذ أن عدد سكان قرية الحوش التي ينحدر منها المشير البشير يشغلون في الحكومة مناصب أكبر حُرمت منها أقاليم كاملة مثل كردفان والنيل الأبيض !!!
النيل الأبيض منطقة شاسعة ، تمتد من جبل أولياء وتتجه جنوباً حتى الرنك ، وعلي ضفاف النيل الأبيض تتناثر قرى صغيرة ، تعيش فيها قبائل وأعراق مختلفة ، أكثر ما يميزها هو التسامح الحضاري ، في أيام حرب الجنوب الضارية كان أهل النيل الأبيض علي الحياد ، وهي المنطقة الوحيدة في السودان التي يشعر فيها المواطن الجنوبي بالأمان وبأنه يعيش وسط أهله ، رغماً ذلك لم تهنأ هذه المنطقة بالتنمية ، وتكثر فيها الأمراض السرطانية والأوبئة ، ما بين ( الغرزة ) في غرب أمدرمان إلي ( ود شمام ) جنوب كوستي لا توجد سوي ثلاثة مستشفيات ، وتوجد بين المنطقتين ما يقارب التسعين مركز ( جباية ) ، هذه المستشفيات الآن يسكنها العرب الرحل بعد أن هجرها الأطباء ونضب منها الدواء ، العقرب هناك تُسمي في هذه المناطق ( الله يصبركم ) ، سألتهم لما هذا الاسم الغريب ؟؟ قالوا لي أنه لا يوجد مصل يداوي سم العقرب في هذه الديار ، لذلك يلجئون إلي المشايخ الذين يوفرون لهم علاجاً غير تقليدي عن طريق ( العزيمة ) ، من شدة لسعة العقرب أحياناً لا يفلح هذا العلاج في استنقاذ الأرواح ، ويطلقون أيضاً علي مثل هذا النوع من العقارب بعقرب ( القوز ) ، عكس ما كنت أتوقع هذه العقرب صغيرة الحجم ولكنها تختزن كمية كافية من السم كفيلة بإعدام شخص في أقل من ساعة .
النيل الأبيض مثلها اثنان من المنطقة طوال خمسين عاماً تلت الاستقلال ، أحدهم السيد/محمد أحمد محجوب ، والثاني هو الدكتور عمر نور الدائم ، عليهم رحمة الله ، في عهد الإنقاذ كانت منطقة النيل الأبيض إقطاعية مثمرة ، تهبها الإنقاذ للأحباء والمقربين ، وتستخدمها كطعم ترُضي به الداخلين الجدد إلي جنة الإنقاذ ، السماني الوسيلة وعبد الحليم المتعافي ومحمد نور الله ليسوا من أهالي النيل الأبيض ، هؤلاء هاجروا إلي هذا الأقليم ونهلوا من معينه ، ولكنهم في سباحتهم في حوض الإنقاذ لا يمثلون إلا أنفسهم ، ولا يحرصون إلا علي مصالحهم الذاتية .
الدمار لحق بكافة مناحى الحياة في النيل الأبيض ، كانت هناك أسطورة اسمها مشاريع الإعاشة ، الغرض منها دعم المزارع البسيط في منطقة النيل الأبيض ، هذه المشاريع قد انهارت وجفت قنواتها من الماء ، لأن الدولة غيّرت بنية هذه المشاريع ، فبدلاً من أن تنتج القطن ذو العائد المجزي أصبحت تزرع القمح ، وفي يوم حصاده يتحلق حوله موظفي الزكاة والجباة والضرائب ، زهد المزارع في الزراعة وبالتالي انهار كل من مصنعي النسيج وحلج الأقطان بالدويم .
الانهيار شمل كافة المرافق في النيل الأبيض ، حتى مصنع كنانة الذي يقبع علي مساحة من الأرض توازي مساحة لبنان خيره ليس للمنطقة ، 99% من الذين يعملون في مصنع كنانة ليسوا من النيل الأبيض ، يعملون في هذا المصنع ولسنوات طويلة وحظ أبناء المنطقة لا يزيد عن حصولهم علي عمل يومي بالأجرة الزهيدة في الحقول ، نهايته الإصابة المبكرة بمرض البلهارسيا ، حتى مصنع النيل الأبيض للسكر تعامل مع أهالي المنطقة بالقول المأثور : رُفعت الأقلام وجفت الصحف ، نفس الذين غزوا مصنع سكر كنانة واستوطنوا فيه أعادوا الكرة في مصنع النيل الأبيض ، حمى المحاباة وتفضيل إثنيات محددة جعل مصنع سكر النيل الأبيض يبدو وكأنه تملكه قبيلة واحدة .
والآن تقول الإنقاذ أن عهد التفاوض قد انتهي وأن الباب قد أُغلق في وجه من يطالبون متأخرين ، لكنها لماذا لا تراعي أهالي النيل الأبيض بالذوق والإحسان فتولي عليهم ولاة لا يمثلون المنطقة ، أو ترميهم بأناس بلا تجربة أو خبرة يزيدون الطين بلة ..

Post: #56
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:58 PM
Parent: #55

الشاهد ( علي ) ويوميات شاهد اثبات

في الاتحاد السوفيتي أيام الحقبة الشيوعية كانت الدولة تحرص علي التدقيق في كل ما يُنشر في وسائل الإعلام ، والمسموح به كانت ثقافة الحزب الشيوعي ، النظرة الأحادية في وسائل الإعلام انهارت في دول المنظومة الشرقية ، ليس لأن تلك الدول كانت ضعيفة وفقيرة في وسائل الدعاية والترويج ، بل لأن العالم بفضل العولمة أصبح مثل قرية صغيرة ، لا أحد له الحق في مصادرة الحقيقة ، ولا أحد يحق له وضع الأسلاك الشائكة أمام تدفق المعلومات ، عن طريق المسنجر يمكنك في وقت واحد أن تلتقي بأصدقائك في جميع أنحاء العالم ، لم تعد هناك حقيقة واحدة تمر إلينا عبر أنبوب ضيق يأتي إلينا من مجاري الأنظمة المستبدة ، لم يعد التلفزيون الحكومي يملك حق التأثير في مجريات الأحداث ، عندما يقع حدث ما في السودان أولاً نطالعه في المواقع الإلكترونية ، ثم ندلف إلي قناتي الجزيرة والعربية ، ومن يريد معرفة تفاصيل الخبر بصورة أدق وأشمل عليه أن يغوص في مشاهدة القنوات الإخبارية الغربية ، هروب السودانيين من تلقي الحقائق من الإعلام الرسمي سببه أن هذا الإعلام لا زال يتعامل مع جمهور المتلقين بعقلية الأنظمة البائدة في أوروبا الشرقية ، يطرح نوعاً محدداً من الحقائق بعد أن يغلفها بمظروف السياسة ، لذلك تحوّلت آلة الإعلام في عهد الإنقاذ إلي مستشفي للطوارئ يبرر سقم النظام ، وأصبح لا يوفر المعلومة الخبرية في وقت الحاجة ولكنه يتبنى في أغلب الأحيان موقف الدفاع .
كل العالم الآن مشدوه بمتابعة تقرير أعدته (bbc) حول فظائع الجنجويد في دارفور ، هذا التوثيق علي الرغم من أهميته لن تجده منشوراً في ما يسمونها بصحافة الداخل ، والتي أصبحت ملتزمة بسياسة التوعية التي يقوم بها جهاز الأمن ، التقرير شمل فصلاً مهماً عن هذه الأزمة ، لقاء أجرته القناة مع رجل اسمه ( علي ) عرّف نفسه بأنه كان عضواً في مليشيا الجنجويد ، صحوة الضمير المباغتة جعلت هذا الرجل يعترف بقيامه بقتل العديد من القرويين ، مرحلة القتل كما أكدها الشاهد تأتي بعد قيام الطيران الحربي بقصف القرى .
الشاهد (علي ) خدم لمدة عامين في هذه المليشيا وهو الآن يبحث عن اللجوء السياسي في بريطانيا ، وقد استطلعت البي .بي .سي رأي بعض أبناء دارفور في المنفي ، وعُرضت المقابلة علي طبيب نفساني للتيقن من المصداقية ، كل الذين شاهدوها حكموا بصدق أقوال الشاهد .
يقول الشاهد :
(الناس الذين اشرفوا علي تدريبنا كانوا من الشمال ومن الحكومة ، كانوا يصدرون إلينا الأوامر ، بعد التدريب وعدوا بإعطائنا الأسلحة والذخائر ، تم تقسيمنا إلي مجموعتين ، مجموعة علي صهوات الخيول ومجموعة علي أسنمة الجمال ))
سأله مقدم البرنامج : كيف عرفت أن هؤلاء المدربين كانوا من الحكومة ؟؟
فأجاب : كانوا يلبسون الزي الرسمي للجيش
وعندما سُئل هل في إمكانه تسمية أفراد الحكومة الذين كانوا يعطون لقواته الأوامر
أجاب : أحدهم معروف بشكل كامل و هو زائر منتظم لدارفور وهو وزير الداخلية عبد الرحيم محمد حسين
ويمضي الشاهد في سرد اعترافاته المثيرة حول هذه المليشيا المرعبة :
(( سوف أطلعكم علي حقيقة واحدة ..إن الجنجويد لا يتخذون القرارات ..فهم دائماً ينفذون تعليمات الحكومة
وقد أعترف بتورطه في شن 50 هجوماً علي عدة قرى ، بالتحديد منها قرية ( جنقا) ، مراحل الهجوم ـ كما وردت في أقواله ـ تبدأ بهجوم جوي عنيف علي القرية المستهدفة ، في هذه الأثناء يرقب الجنجويد المشهد ، وعندما يرون النيران المشتعلة والدخان المتصاعد يشرعون في الهجوم .
بالنسبة للاغتصاب يعترف بأن بعض أفراد وحدته قد قاموا فعلاً باغتصاب بعض النساء أثناء الهجوم ، لكنه نفي حدوث ذلك في العلن ، لأن الجناة كان يأخذون الضحية بعيداً ثم يقومون باغتصابها بعد ذلك .
السيد/هيلاري بين ، سكرتير بريطانيا للتنمية الدولية وهو عائدُ للتو من السودان قال للببي سي :
((أنه دليل واضح وسوف أحرص علي تمرير تلك المعلومات للمحققين الدوليين الخاصين بالمحكمة الدولية ))
يُقال أن أول الغيث قطرة ، ومن سار علي الدرب وصل ، هذه بداية انهيار الحلف الشيطاني بين الإنقاذ والجنجويد ، قريباً سوف تتداعى كافة أوراق لعبة الدومينو ، لتكشف بجلاء أن الجنجويد سوف يتناولون أوصال الإنقاذ في وجبة الغداء قبل أن تتعشى بهم ، هذا اللقاء يؤكد أن الضمير الحي لم يموت ، وأن روح القتيل عبثت بعقل العاقل فقادته قدميه إلي لندن ، اليوم ( علي ) وغداً نستبين غيرهم .
سارة عيسي

Post: #57
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-07-2008, 11:59 PM
Parent: #56

مناضل مرموق من احدي المناطق المهمشة ، في بداية حياته أنضم لجماعة أنصار السنة المحمدية ، قّصر البنطلون وأسدل اللحية وحرّم علي نفسه مصافحة النساء ، كسّر صور تمثال كانت موجودة في بيته علي أساس أنها صنم ، دخل في جدال مع والده عندما رآه يذهب إلي ( المسيد ) ويطلب الخلاص علي يد أولياء الله الصالحين ، بالنسبة لأبيه كان ابناً عاقاً ، وبالنسبة إليه، فإن أبيه رجل ضال ومشرك لا تُرجي هدايته.
دخل الابن الهمام جامعة الخرطوم في أيام عنفوانها ، أبناء الأقاليم كانوا يتهيبون المشي في شارع ( المين رود ) ، لذلك كان يشقون طريقهم عبر كلية القانون ، ليس لأن ( المين رود ) كان ضيقاً ولا يحتمل خطاهم البسيطة ، بل أن هذا الطريق كان محتل بالكامل من قبل ( الحناكيش )
دخل أخينا جامعة الخرطوم ، فبُهت من غرابة الحال بهذه الجامعة ، فلأول مرة في حياته عليه أن يتعوّد علي وجود المرأة بالقرب منه ، في قاعة المحاضرات ، في المعمل ، في المكتبة ، وعند تشجيع فريق الكلية ، أسرته الحياة الجديدة بخروجها عن المألوف في حياة الأرياف ، صار يتودد إلي زميلاته ونجح في الفوز بقلب إحداهن ، لكن هذه العلاقة لم تصمد طويلاً ، كغيرها من الأشياء الحلوة التي لم يُكتب لها النجاح في السودان ، بينهم كانت تقف جبال ومحيطات وبحور ، خلقتها الظروف الاجتماعية التي حلّت علي أهل السودان ، هي من عالم مختلف ومن أسرة عريقة لديها اعتقاد راسخ ..أن كل من يتودد لبناتها ( داخلٌ علي طمع ) .
طارت العصفورة من القفص وتركت صاحبنا في حيرة من أمره ، وخلفت له فراغاً عجز أن يسده في حينه ، دارت الدنيا بين عينيه فلم يري سوي البركس والصفرة وأركان النقاش ، فولج إلي عالم السياسة لعله يجد فيها السلوى وحسن العزاء ، فأنضم إلي حزب كبير فأصبح المتحدث الأول والخطيب المفوه ، يصدر بيانات الشجب والإدانة ، يحرّض الطلاب علي الصمود والتظاهر في وجه الظلمة والطغاه، أصبح مستهدفاً من قبل جهاز الأمن وذاع اسمه في الأفاق وأشتهر بين أقرانه ، لكن الشؤم طارده للمرة الثانية ، صادف في تلك السنة مديراً للجامعة أصبح الآن مديراً للشرطة ، يلبس زيها ولكنه يهتف باسم التنظيم .. هي لله .. هي لله .
فُصل عن الجامعة لأسباب سياسية ، مما جعله يشد الرحال إلي عاصمة الروس موسكو ، ليكمل تعليمه هناك ، هناك أيضاً بقي مناضلاً وثائراً وناقماً علي السلطة ، لكنه توّرط في عملية غسل أموال فأصبح مطارداً من قبل المافيا الروسية ، عاد إلي السودان في الخفاء وهو يترقب كل من هم حوله حذراً ، أكمل دراسته في السودان ، فقد هدأت العاصفة وصفا الجو فلم يعد يتذكره أحد من أبناء الجيل الثوري القديم ، إذاً سقط الحرج ، هذه الحياة لم ترق له ، من المستحيل أن يعيش علي الهامش وقد أصابته لوثة في العقل بأنه أفضل من الجميع لو وجد الفرصة المناسبة ، أيقن بعدم جدوى الانتماء للحزب القديم لأنه كما يقول يورّث الزعامة ، فلماذا لا ينضم للحزب الحاكم ؟؟ ولماذا يعيش شقياً ومطارداً إلي أبد الآبدين بينما يمكنه تحقيق كل أحلامه مرة واحدة ؟؟ العيش السعيد ، المكانة الاجتماعية ، الوظيفة المرموقة ، له كل ذلك ، فقط عليه أن يثبت صدق ولائه وتقديم بيعة بسيطة لأوليائه الجدد ، بدأ ينتظم في أداء الصلوات ، ويحضر ندوات الحزب ، يصفق مبتهجاً للخطبة وكأنه نسي شتمه للخطيب في حياته الماضية ، بخجل كان يخرج في المسيرات التي يسمونها هادرة ، هذا الجهد أنجب ثماره ، ( المحروس ) تم تعيينه في وظيفة متواضعة في بلدته ، سدنة الطقوس ذكّروه بأن المراسم الأخيرة من أجل القبول لم تُعقد بعد ، من أجل أن ينال ( العظمة ) الكبيرة عليه أن يعقد بيعته للحزب الحاكم أمام العيون والأشهاد .. قلق صاحبنا من هذا الإجراء ..لأن أهل قريته يمقتون الشخص الذي يبدل مبادئه كما يبدل ثيابه ، كما أن ولائهم للزعيم لم يتزحزح قيد أنملة ، ومن يذم ( السيد ) ربما يتعرض للضرب والقذف بالحجارة ، فالولاء بالنسبة إليهم عقيدة يتوارثونها قبل أن يكون ميل في السياسة ..
فُوجئ بسدنة الحزب الحاكم يطالبونه بالبيعة في عقر دار أهله ، ولا يرضون بأقل من ذلك ، لأنهم سوف يأتون ومعهم كاهن كبير يريد أن يثبت للناس أن الحق مع حزبه ، يريد أن يثبت من خلال هذه البيعة أن حزبه سيطر حتى علي ضمائر الناس و اشتري مشاعرهم وعقائدهم ..
أُقيمت البيعة ولكن في مكان آخر ، في مكان لا ترمقه تلك العيون التي تنظر شذراُ لمن يبدل دينه ، صعد إلي المنصة وأعلن البيعة ، وكان يري وقع ذلك علي بقية السدنة والكاهن الكبير ،فشجعوه علي المضي في تلاوة القسم .. هتفوا له
الله أكبر
الله أكبر
هي لله
هي لله
شعر صاحبنا بالغبطة والسعادة ، أحس بفرحة عارمة ورغبة لا تقاوم في شتم الزعيم الكبير ، نالت كلماته الاستحسان والتصفيق ، فشتم أهله وأسرته ووصفهم بالتخلف والرجعية ..
أحدهم همس في أذن الكاهن الكبير ( د.نافع ) : هذا الرجل كان ( أنصارياً )
ضحك الكاهن وعلق قائلاً : يعني كان ( أنصاري ) حا يبقي( أنصاري ) ..فقط دعوه يشتم أهله !!
(عدل بواسطة SARA ISSA on 17-10-2006, 04:44 م)

Post: #58
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:00 AM
Parent: #57

في الصميم
سودانية تعتذر... عيارة وجمبزة

- سلمان بن صقر آل خليفة
بالأمس نشرت إحدى الصحف البحرينية كلاماً غريباً على العين ولا تصدقه الأذن ولا يمكن أن يدخل المخ.


.. وشكله من الإعلانات المدفوعة الأجر... يقول الكلام إن سيدة سودانية (اسمها سارة عيسى) كانت قد نشرت رسالة اعتذار (على أهم موقع دولي للسودانيين) ومقدم إلى الشعب البحريني، عبرت فيها عن أسف واعتذار الأخوة والأخوات السودانيين والسودانيات الشرفاء والنبلاء لشعب البحرين لما قام به صلاح البندر (الأمين العام لمركز الخليج لتنمية الديمقراطية).
وتقول الأخت سارة أيضاً في رسالتها (التي لا نعرف إن كانت صحيحة وإلا عيارة) إن مملكة البحرين وضعت ثقتها في شخص غريب الأطوار (حتى في هيئته) ويبدو التصوف الشديد في لباسه وشكله... فهو يرتدي جلابية من الدمور الثقيل ، ويصفف شعره بطريقة الضفائر التي اشتهرت بها نساء السودان ويحيط رقبته بأحجية وتعاويذ غريبة (هذي كأنه وصف أبا الحصانية) وتقول إنه تمكن من اختراق المؤسسة الحاكمة في البحرين ونقل بعض أسرارها إلى الخارج... وآخر كلام الأخت (سارة) تقول إنه ليس من المستبعد أن يكون جاسوساً أجنبياً.
أولاً: نحن نقول إنه ليس من الواجب على أي مواطن سوداني أن يقدم الاعتذار للشعب البحريني لأنهم لم يخطئوا في حقنا أبداً ونحن لا نكن لهم إلا الحب والمودة، أما الذي من المفروض أن يقدم اعتذاراً لعموم الشعب البحريني فهو الشخص (الكبير) الذي جاء بهذا الساحر القدير (صاحب الكراكيش) وأعطاه وظيفة مستشار (إسترا... تيجي) وبراتب قدره ستة آلاف من الدنانير البحرينية وسلمه في يده (الخيط والمخيط) حتى يعيث فساداً في الأرض ويهدد العباد الآمنين.
ثانياً: موضوع أن (البندر) هو جاسوس لدولة أجنبية وقد تمكن من اختراق المؤسسة الحاكمة ونقل أسرارها للخارج... هذا موضوع فيه الكثير من الكلام والأسئلة التي لا يوجد لها إلا أجوبة مضحكة، فما الذي يوجد لدينا من أسرار عظيمة وتكون خافية على دولة عظمى مثل بريطانيا؟ الأسرار الوحيدة (الموجودة) هي عملية التربيط والتفتيت وزرع الفتن وتوزيع الرشاوي (على اليمين وعلى اليسار) وإذا كنا نحن نعرفها ونعرف متلقيها بالاسم فكيف بدولة عظمى إذن؟... واختراق المؤسسة الحاكمة هذا شيء نحن نعرفه أكثر من غيرنا وهو مستحيل ومستحيل ومستحيل.
هذه كلمة صريحة أحب أن يعرفها الجميع... وهي أن مملكة البحرين لم تضع ثقتها في صلاح البندر، وكل من يقول هذا الكلام هو لا يعرف أي شيء عن مملكة البحرين والنظام الحكومي فيها... والواقع أن الذي وضع ثقته في المدعو (البندر) هو شخص واحد لاغير وهذا الإنسان هو الذي من المفروض أن يتحمل جميع النتائج المترتبة على وضع الثقة فيمن لا يستاهلها (سواء كان جاسوساً أو جاموساً).
الذي جعل (الفار يلعب في عبي) ويقنعني بأن المكتوب في جريدة الأمس هو إعلان مدفوع عنه الأجر سلفاً وليس خبراً صحافياً هو أن هناك جمعية (تقول بأنها) تعنى بحقوق الإنسان البحريني، وهذه الجمعية (التي هي خاضعة للشخص نفسه الذي وظف البندر) هي التي أرسلت الإعلان وتكلمت في المكان نفسه وعبرت عن شكرها الجزيل للأخت (الوهمية) التي اسمها سارة عيسى... وإذا كنا جميعاً نعرف بأن رئيس الجمعية كان له تقرير (بخط يده) من ضمن التقارير الملحقة مع تقرير البندر... فأين الصدقية؟. هؤلاء هم المساكين الذين يريدون استغفال البحرينيين.
نحن وكأننا نؤذن في خرابة، وهم لا يسمعون أبداً عندما نقول: لا يعنينا إن كان صلاح البندر جاسوساً أو لا، فالذي يعنينا أن هناك شخصاً (أو أشخاص) اقتنعوا به وأعطوه وظيفة يسيل لها اللعاب، وإذا استمر هؤلاء الأشخاص في مناصبهم من الممكن أن يأتوا لنا بالعشرات من البنادر (هذا إن لم يكونوا موجودين حالياً) يعني نحن فقدنا ثقتنا فيهم... يعني ما نبيهم... عوع... عوع منهم... والإخوان كأنهم يتعلقون بالشبا، كل يوم وطالعين لنه بأعذار وهمية... ما شبعتوا؟.

Post: #59
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:02 AM
Parent: #58

أكثر من اعتذار لشعب البحرين



قسم الدم (Blood oath) تعبير شائع بين أوساط المافيا في أوروبا ، يُقصد به احترام الكلمة والعهد ، فالمافيا ليست مؤسسة تهتم بالأخلاق أو كيان يدعو للمُثل العليا ، لكنها اقتبست من الأخلاق ما يفيدها في عملها الإجرامي مثل الشرف واحترام الكلمة ، تابعت قصة الدكتور صلاح البندر عبر المنتديات ، وكيف أنه تمكن من اختراق المؤسسة الحاكمة في البحرين ، ونقل بعض أسرارها الهامة إلي الخارج ، ليس ذاك فحسب ، بل أنه تمكن أيضاً من توزيع تقارير في غاية الحساسية إلي بعض السفارات الغربية في العاصمة المنامة ، هذا العمل كان بمثابة ضربة قاضية للأسرة الحاكمة في البحرين ، لأنها وضعت الثقة في شخص غريب الأطوار حتى في هيئته ، ليس بمستبعدٍ أن تكون إيران وراء زرع العميل البندر داخل دولة البحرين ، فالعمل الذي قام به البندر لا يؤكد أنه قام بهذه الفعلة لوجه الله الكريم ، ولكن ربما كان يسعى وراء الشهرة والمال ، مستفيداً من الحصانة التي يتمتع بها لأنه بريطاني بالتجنس ، مما يجعله آمناً من تبعات العمل الذي قام به ، لذلك أقدمت السلطات البحرينية علي ترحيله فقط ولم تعاقبه كما تتطلب القواعد العامة عندما تضبط جاسوساً ملتبساً بالتهمة ، أما إذا اقتنعنا بأنه كان يحمل الجنسية البحرينية فإنه في نظر القانون البحريني يُعتبر خائناً للوطن ومتآمراً عليه في نفس الوقت ، مما يؤدي إلي معاقبته بأقسى الأحكام ، لكن علي ما يبدو أن الدكتور صلاح البندر تمسك بجنسيته البريطانية حتى ينفذ من العقوبة ، فالجنسية بالنسبة إليه لا تعبّر عن انتمائه الوطني بقدر ما تعبر عن آلية للوصول إلي المصلحة الخاصة .
يبدو علي الدكتور البندر التصوف الشديد ، فهو يرتدي جلابية من الدمور الثقيل ، ويصفف شعره بطريقة ( الضفائر ) التي اشتهرت بها نساء السودان ويحيط رقبته باحجبة وتعاويذ غريبة ، من خلال هذه الصورة الغريبة يُحاول الدكتور صلاح البندر لفت الانتباه ، وهو يختلف عن الدكتور سعد الدين إبراهيم صاحب مركز ابن خلدون في القاهرة ، ذاك الرجل فضّل السجن علي أن تنقذه أمريكا من الورطة التي وقع فيها وتمسك بجنسيته المصرية ، أما الشيخ البندر فلو تمسك بالجنسية البحرينية لوجدت له العذر ولقلت أن الرجل يسعى لرفع راية الديمقراطية في جزيرة سكانها أقل من مواطني محلية دار السلام بأمبدة ، وحديثه عن تهميش الشيعة في البحرين مردود عليه لأن الشيعة بعد وصولهم علي متن الدبابات الأمريكية في العراق ، أول عمل قاموا به هو ذبح السنة والتنكيل بهم ، وهل يقارن عدد شيعة البحرين بعدد سنة العراق والذين يلاقون كل يوم الويل علي يد مليشيات بدر وجيش المهدي الشيعية ؟؟ وحتى السنة في إيران محرومين من العبادة وأداء الشعائر ، علي عكس اليهود ، والذين لهم ستة معابد في العاصمة طهران ، لذلك ، ما يجده الشيعة في البحرين من عنت ، هو أقل بكثير مما يجده مواطني الأنبار والفلوجة وصلاح الدين في العراق ، وأزمة مشاركة كافة أطياف المجتمع في السلطة ليست أزمة بحرينية فقط ، هي أزمة متوارثة في كافة بقاع الشرق الأوسط ، أحياناً تواجهها بعض الدول بأفظع الوسائل ، ووسائل من ناحية الكيف والنوع ، أفظع مما تقوم به حكومة البحرين ضد مواطنيها الشيعة ، من بينها استخدام الطائرات والمدافع لدك القرى الآمنة ، كما حدث في دارفور وكردستان العراق .
دول الخليج تُعتبر جاذبة بالنسبة للسودانيين ، وغير أن تلك الدول تدفع بسخاء مقابل ما تناله من خبرات سودانية ، إلا أن الشخصية السودانية هنالك كانت موضع ثقة واحترام كبير ، ثقة ٌ مفرطة ، جعلت تلك الدول الثرية تستعين بالخبرات العسكرية السودانية ، وهذا أمر نادر الحدوث ، لأن المواطنة هي شرط يجب توفره في شخصية كل متقدم للعمل العسكري ، كل دول العالم تشترط ذلك ، والاستثناء الوحيد كان دول الخليج ، والمستفيد هو الجالية السودانية والتي شغلت مراكز حساسة في تلك الدول ، نحن مضينا إلي هناك من أجل كسب لقمة العيش وليس من أجل تشييد صروح الديمقراطية ، فهذا الصرح قد انهار في السودان والذي لم يعد فيه كلام غير كلام العساكر ، كان هناك قضاة سودانيون يعملون في السلك القضائي في دولة الإمارات العربية المتحدة ، والمروحية الرئاسية التي كانت تقل الشيخ زايد عليه رحمة الله كان يتناوب علي قيادتها طيارين سودانيين ، هم فيصل علي أبو صالح وعثمان أحمد حسن والشهيد محمد أحمد كرار ، ليس مطلوب منا أن نصنع الأنظمة السياسية التي تلائم سكان الخليج ، لكن مطلوب منا ذلك لأجل السودان ، هذا البلد علي الرغم من عشق أهله للحرية والديمقراطية أصبحت تحكمه أقلية مست كافة ربوعه بالضر ، السودان لم يكن أول من نال استقلاله في شمال الصحراء وكفي ، بل كان أول دولة كرّست للممارسة الديمقراطية الحقيقية في الحكم ، لكن هذا البلد يتقهقر إلي الوراء في مجال الحريات العامة ، وهو مثار قلق لنا أكثر من قلقنا علي أهل البحرين ، ولا يهمنا إن وصل زيد أو عبيد للحكم في مملكة البحرين ، هذا شأن يخص البحرينيون وحدهم ، ولكن ما قام به الدكتور /صلاح البندر يطرح عدة تساؤلات حول وضع الجاليات السودانية في دول الخليج ، ونحن نعلم أن الظروف الاقتصادية السيئة في السودان هي التي دفعت بالعديد منا إلي النزوح فوجد بعضنا هناك نوعاً من الرعاية والاهتمام افتقدهما حتى في وطنه الذي جاء منه ، لكن ما قام به البندر أساء إلي صورتنا التي عُرفنا بها ، الآن ، المواطن السوداني بالنسبة للدول المضيفة هو مجرد طابور خامس يحركه المال من أجل قطع اليد التي أطعمته وهو إنسان إنسان رخيص أكثر ما يميزه هو الغدر ، كل هذا الثمن الباهظ بسبب نزوة إنسان واحد .
سارة عيسي

(عدل بواسطة SARA ISSA on 25-09-2006, 05:51 ص)

Post: #60
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:03 AM
Parent: #59

علي الحدود السودانية التشادية تدور الآن معارك طاحنة بين الحكومة السودانية وفصيل حركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور خليل إبراهيم ، وفقاً لتقارير المنظمات الإنسانية يوجد ما يقارب 77 جريحاً في صفوف حركة العدل والمساواة ، يتعالجون الآن في مستشفي مدني في منطقة أبشي شرق تشاد، لا يوجد مصدر مستقل يؤكد العدد الفعلي للخسائر في صفوف الطرفين لكن الدكتور خليل إبراهيم هاتف وكالة رويتر من باريس وأكد لها قيام الحكومة السودانية بالهجوم غلي بعض مواقع الحركة في منطقة خزان كاري ياري الواقعة بالقرب من الحدود التشادية ، وأكد لرويتر هزيمة الجيش المهاجم وأفاد بوقوع جنرال في الجيش الحكومي في الأسر واسمه عبد الرحمن محمد عبد الرحمن.
متحدث باسم الجيش الحكومي القي باللائمة علي المتمردين وذكر بأنهم هاجموا معسكراً للجيش السوداني لكنه أعترف بعدموجود معلومات تؤكد اسر اللواء عبد الرحمن محمد أم لا .
جار النبي ، قائد ميداني للمتمردين في شمال دارفور صرح لرويتر عن طريق الهاتف بأن قواته استولت علي 40 مركبة ، كما قامت بأسر ما يقارب المائة من قوات الجيش الحكومي

Post: #61
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:05 AM
Parent: #60

سيد شباب البنوك ، من الذي لا يعرف هذا الاسم الساحر الرنان ، أداره الراحل الزبير في بداية عهد الإنقاذ ، ثم الزبير أحمد قبل أن يمتطي صهوة وزارة المالية ، هذا (السيد) علي وشك أن أن ينهار الآن ، قد أنهار بالفعل بعد أن طُرد من غرفة المقاصة ، كاد أن أن يُغلق أبوابه لولا توصية من الرئيس البشير أمرت بفتح الأبواب وعدم السماح للمراجعيين القانونيين بالدخول ، سقف السحب النقدي من الصرافي الآلي لا يسمح بسحب أكثر من 400 ألف جنيه ، مديونية البنك علي عملائه بلغت 150 مليار دينار ، هذه النهاية ذكرتنا قصة القرض الحسن مع بنك فيصل الإسلامي وكيف نجح الإسلاميون في نهب تلك المؤسسة المالية مستغلين ثقة الأمير عبد الله الفيصل في صيارفة السودان ، هذه الكارثة بفصولها وأبعادها وبالأرقام سوف تكون عنوان بدايتي في التواصل مع جمهور القراء من الآن .
إلي أن ألقاكم

Post: #62
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:07 AM
Parent: #61

الشرطة في خدمة الشعب ) شعار جميل وجذاب ، مراكز الشرطة كانت تكتب هذه العبارات في وجه أبوابها ، لكن لكل شيء في السودان بداية ونهاية ، الإنقاذ لم تحرمنا فقط من الحرية ونعمة الرخاء والدواء ، بل أن ذيلها الأخطبوطي المتعمق في جذور الدولة والمؤسسات ضرب كل ما هو حميد وفاضل في السودان ، وأنا الآن أشعر بالذهول ، وأحس بالأسي وأنا أري رجال الشرطة يتحولون إلي عمال جباية ، يطوقون العاصمة الخرطوم من كل الجوانب ، ينشرون نقاط التفتيش ويعترضون أصحاب المركبات ، في هذه المهمات يستعينون بسيارات الشرطة التي كان من باب أولي أن تهرع إلي إغاثة المواطن الملهوف الذي تقلقه نُذر تدهور الأحوال الأمنية ، ضباط ذو رتب رفيعة عربات نجدة بيضاء اللون ، مواتر وأجهزة اتصالات متطورة ، ذلك كله من أجل تحصيل أكبر عدد من المخالفات ، الضحايا يقولون أنه من سابع المستحيلات النجاة من تحرير المخالفة ، وما عليك في حالة اعتراضهم لك غير دفع المبلغ من غير ضجة ، فاغضابهم ربما يجلب عليك المزيد من البلاوي والإحن ، من الممكن أن تتضاعف الغرامة ، ومن المحتمل أن تقضي الليل وانت حبيس في زنزانة صغيرة ، بالتأكيد لن تخرج منها إلا بعد أن تقوم بالواجب ، عندها عليك أن تدفع مقابلاً من أجل حريتك ، دفتر المخالفات يضم مائة ورقة ، قيمة كل ورقة 30ألف جنيه ، مطلوبٌ من كل شرطي أن يحرر هذا الدفتر في شكل مخالفات ، أو ما يسمونه ( بقطع التذاكر ) وهو المصطلح المتعارف عليه بين سائقي المركبات ، فعلي كل شرطي المرور أن يقطع كل يوم إيصالات بقيمة 3 مليون جنيه ، ومقابل هذه المهمة العسيرة ينال بدل وجبة لا تزيد قيمتها عن خمسة آلاف جنيه ، وأخطر شيء في هذا النوع من التحصيل هو استغلال التقسيمات الإدارية للعاصمة الخرطوم لقطع أكبر عدد من الإيصالات ، شرطة المرور في الشهداء بأمدرمان لا تعترف بإلايصالات الصادرة من رصيفتها في محلية كرري ، وصائدي المخالفات في الخرطوم لا يعترفون بإلايصالات الصادرة من شرطة أمدرمان وبحري ، هذا التنوع جعل سائق أمجاد فقير يدفع 90 ألفاً في يوم واحد ، وقد اقترضها من أحد الأصدقاء وسدد المبلغ المطلوب وعاد إلي أهله هو غضباناً اسفاً ، خاوي اليدين من قوت اليوم ، يتجرع الحسرة تلو الحسرة في بلد شاعت فيه المظالم وأنحسرت عن شواطئه الفضيلة .
لا أعرف من هو المفكر الاستراتيجي الي أشعل هذه الفكرة الجهنمية ، ومهما خفي علينا اسمه إلا أنه نجح في جر جهاز الشرطة إلي مستنقع الضريبة اليومية التي يدفعها البسطاء من أبناء هذا الوطن ، سائقي البصات والتاكسي التعاوني والأمجاد والركشات ، وهناك محاذير من أن يتطور هذا الأمر فيصبح حتى المارة الذي يمشون بأرجلهم عرضةً لمخالفات السير والطريق ، أما الواجب الوطني وحماية المواطن من الأخطار فهي أمور نسيتها الشرطة السودانية .فهي لا ترحم المتعثرين في السداد لأن الدفع قاعدته فورية والآن وإلا ... ، من القصص الطريفة أن شرطي تحصيل قام بتحرير مخالفة لسيارة ملاكي تحمل جنازة لرجل ميت ، ومبرره في ذلك أن الميت أخذ حيزاً في حوض السيارة الخلفي والمسموح به هو فقط راكبين في المقاعد الأمامية .
سارة عيسي








26-11-2006, 07:23 ص

ناذر محمد الخليفة


.

تاريخ التسجيل: 28-01-2005
مجموع المشاركات: 13344
Re: رجلٌ ميت يخالف قواعد المرور في السودان (Re: SARA ISSA)

!!!!!!!!


Quote: من القصص الطريفة أن شرطي تحصيل قام بتحرير مخالفة لسيارة ملاكي تحمل جنازة لرجل ميت ، ومبرره في ذلك أن الميت أخذ حيزاً في حوض السيارة الخلفي والمسموح به هو فقط راكبين في المقاعد الأمامية .



يا زولة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
رغم رايي الواضح في رجال المرور في السودان ...
لكن اقول ليك واقعة زي دي يستحيل تحصل !!

صنفرة :

السودان لسة بخير يا سارة عيسى ...







26-11-2006, 07:32 ص

nile1


.

تاريخ التسجيل: 11-05-2002
مجموع المشاركات: 2567
Re: رجلٌ ميت يخالف قواعد المرور في السودان (Re: ناذر محمد الخليفة)


Quote: وصائدي المخالفات في الخرطوم لا يعترفون بإلايصالات الصادرة من شرطة أمدرمان وبحري



ودي إتعلموها من صائدي ضرائب المغتربين في الخرطوم إذ لا يعترفون بما بما يرد في إيصالات صائدوا الضرائب بالسفارات







[اضف رد] صفحة 1 من 1: << 1 >>




· · · أبحث · ملفك ·


الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها

© Copyright 2001-02 Sudanese Online All rights reserved.

http://www.sudaneseonline.com
Software Version 1.3.0 © 2N-com.de


Post: #63
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:08 AM
Parent: #62

السيد/جون بولتون في صحبة الدبابين


في أيام عز الإتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم كان قادته يقولون : والله وتالله لن تجدوننا في خانة المؤمن ضعيف الإيمان ، يعنون بذلك استخدام العنف لتصفية الحسابات السياسية ، مضت الأيام والسنون ، ومن سره زمن ساءته أزمانٌ ، لكن كل قيادات الحركة الإسلامية بعد أن غيرت ريشها أصبحت ملتزمة بحكمة المؤمن ضعيف الإيمان ، لا أعرف الكثير عن السيد جون بولتون ، مع علمي التام أنه ينتمي إلي قبيلة أهل القانون ، وهو أحد المنظرين لحرب العراق ، بالإضافة لتوليه تمثيل الولايات المتحدة في مجلس الأمن ، الرجلُ الصارم القويُ التصريحات ، الواسع النفوذ في عالم لا يُحترم فيه إلا الأقوياء ، أمثال بولتون ورتشارد بيرل يستحقون أن نطلق عليهم لقب مفكرين إستراتيجيين حتى ولو أختلفنا معهم في الرؤية والفكر ، لأنهم أستطاعوا أن يتركوا بصماتهم الواضحة بعد عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م .
وطننا السودان بعد أن أمتلأ بمرض الملاريا وحمي اليتفويد والحمي المالطية أيضاً يُضاف إلي ذلك كثرة المفكرين الإستراتيجيين من أمثال البروفيسور حسن مكي وغازي صلاح الدين والتيجاني عبد القادر ، يستجلون لنا ما سيحدث في المستقبل ، ويدلونا علي موارد الرشد والنجاة ، لكن هؤلاء العرافين إذا صح التعبير لا يعرفون السبب الذي جعلهم يقسمون السودان علي الوجه الذي نشاهده اليوم ، جنوب علي وشك الإنفصال ، وغربٌ أنهكته فظائع الحرب الضروس ، وشرقٌ يتوجس أهله خيفة أن تتخطفهم الإنقاذ وهم نيام .
نعود مرة أخري لقصة المؤمن الضعيف ، وهي المناسبة التي دعتني لكتابة هذا المقال ، في حي هادئ من أحياء الخرطوم ، و تحت جنح الظلام تقاطرت مجموعات من الأشخاص الذين حاربوا في الجنوب ، منهم من كان في الدفاع الشعبي ، ومنهم بعض منسوبي الأجهزة الأمنية ، الغرض هو بحث سبل التصدي للقرار 1706 ، طُرحت علي المائدة عدة خيارات ، بالتأكيد لم يكن من بينها المواجهة العسكرية ، لأن هذا ما تريده الولايات المتحدة تماماً ، أن تنزلق الإنقاذ في حرب غير متكافئة ، فتستغل الولايات المتحدة هذه الحرب لتقضي علي الدولة ، إذاً لا بد من تحرك سليم وواعي ، بعد فحص متأني ودراسة مستفيضة توصل المجتمعون إلي إلي حل وسط ، أن يقوم المجتمعون بطبع ورق دعاية عليه صورة الرئيس الأمريكي جورج بوش وعليها علامة (X) ، ومكتوب تحتها بخط أحمر مطلوب حياً أو ميتاً ، بالفعل طُبعت الدعاية علي هذه الشاكلة ، وتم وضع خطط عريضة لنشر هذا الملصق في كل أنحاء السودان وإلزام البصات السفرية وسيارات الأجرة والمدارس بوضع هذا الملصق في الواجهة ، تسربت صورة من هذا الملصق لشخصية شغلت منصباً مهماً في الدولة الإنقاذية ، وكانت في يوم ما تترأس مجلس الصداقة الشعبية والعالمية ، أعترضت هذه الشخصية علي الملصق ،ورأت أن هذا الأمر سوف يستفز الولايات المتحدة ، فرضيت الأطراف بحل وسط وهو أن توضع صورة المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة السيد /بولتون في خانة ( X) التي كانت تحتلها صورة الرئيس بوش ، صفق الحاضرون وهللوا وكبروا ، إذاً بولتون الصهيوني هو العدو ، فهو الذي يشاكس الإنقاذ في مجلس الأمن ويجر عليها لعنة الأصدقاء والأعداء ، وهو لا يخفي كراهيته للإنقاذ ، ووصل به الأمر أن طالب بطرد السودان من الأمم المتحدة ، رضي الجميع بهذه التسوية ، قبل أن ينفض السامر وصلت شخصية أمنية رفيعة مستوي وهي محاطة بالحراس ، جاءت خصيصاً لمعاينة الملصق ، ذُهل هذا المسئول وشعر بالصدمة ، كيف وصلت بهؤلاء الجرأة أن يضعوا صورة السيد بولتون وعليها علامة صليب ، فقام بإجراء أكثر من اتصال مع شخصيات تفوقه في المركز والأهمية وأطلعها علي أمر هذا الملصق ، كان يهمس في أذن السماعة ويرد بكلمة حاضر ..حاضر . طاف الهدوء علي وجوه الحاضرين ، وهم ينتظرون بفارغ الصبر نهاية المحادثة ، خاطبهم قائلاً : الريس بقول نشطب الصليب من حول وجه بولتون ، ثار الحاضرون وهتفوا ..المنية ولا الدنية ..مليون شهيد من أجل التوحيد .. العار للأمريكان ، تفرق الحاضرون وهم يهتفون ، ونُشر البوستر في اليوم التالي وعليه صورة السفير الأمريكي جون بولتون ، تحتها كُتب الرقم 1706 وعليه علامة (X) .
سارة عيسي

Post: #64
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:09 AM
Parent: #63

لا موت ..لا مجاعة .. لا قتل.. في دارفور

كيف يعدمُ الشعب أمه ؟؟ !!
بهذه الكلمات التي يفوح منها العجب والاستغراب خاطبت السيدة / إلينا شاوسيسكو زوجة ديكتاتور رومانيا السابق القضاة الذين حكموا عليها بالإعدام ، ولها الحق أن تسأل وتستغرب وهي تستقبل هذا الحكم الذي لم ينصفها كما يجب ، فقضاة محكمتها لو طالعوا الصحف قبل شهرين من حدوث الانتفاضة لأيقنوا بحقٍ وحقيقة أن السيدة/الينا كانت أماً لكل الرومانيين بشهادة الصحف والتلفزيون والإذاعة ، غير ذلك ، فهي تحمل شهادات أستاذية عليا في الطب والهندسة والكيمياء والأحياء ، فكيف يعدمونها وهي تملك كل هذه المقومات ؟؟ فالمقصلة مخصصة للخونة وسدنة الطابور الخامس وأعداء الوطن ولكنها ليست المكان المناسب لزوجة الحاكم الطاغية الذي خاطب أهله بلسان فرعون : لا أريكم إلا ما أري ولا أريكم إلا سبيل الرشاد .
غريبٌ أمر هذا الإنسان ، يتعلق بالكذبة إلي أبعد الحدود ويصد عن أذنيه كل ما لا يروق له ، فالسيدة ألينا ذنبها الوحيد أنها تمسكت بالدعاية التي كانت تصوّرها بها وسائل الإعلام قبل وقوع الانتفاضة ، فهي علي سبيل المثال السيدة الأولي وأم المحاربين ورائدة من رائدات الثورة ، فالإعلام في دول المعسكر الشرقي هو الممول الوحيد للحقيقية ، وزعماء الأحزاب الشمولية في هذه الدول هم ملاك الخطأ والصواب ومن يخالفهم فهو خائن وعميل يستحق الموت ، لكن المعضلة الكبيرة تبدأ عندما يتعلق هؤلاء القادة بالكذبة ويعتبرونها حقيقة ، هم يعلمون مسبقاً أنهم حاكوا الكذبة لتضليل الشعب ، فعندما يرون الشعب صامت وهو مضطر يسارعون إلي تصديق كذبتهم ، كقصة أشعب الأكول الذي أوهم أبناء الحي بأن هناك عرساً في الحي ، وعندما رأي الصبية يصدقون كذبته ويهرعون إلي مكان العرس المزعوم ركض من ورائهم حتى لا تفوته الوليمة ، من وقع الكذبة شعر بأن ما قاله ربما أصبح حقيقة .
لا توجد مجاعة في دارفور .. لا توجد أوبئة ..القتلي الجماعي مجرد خرافة لأن من ماتوا لا يزيد عددهم عن تسعة آلاف فرد ، فهذه أول إحصائية تقدّر عدد القتلى بعد ثلاثة سنوات من الحرب ، الأرقام المذكورة ليس مصدرها وزارة الصحة أو دوائر الشرطة ، لكنها صحيحة لأنها جاءت علي لسان أعلي مسئول في الدولة ، فهو الرائد الذي لا يكذب أهله وحق علي زياد ابن أبيه أن يقول : كذبة الأمير بلغاء مشهورة .
أحد الظرفاء هاتفي قائلاً : مع رأيك في رقم القتلى الذي أعترفت به الإنقاذ ؟؟
فعلي الأقل خرج هذا الرقم من خانة التقريب ، فهو أفضل من أن يكون 9999 كما كانت تسوق شركة ( باتا ) منتجاتها في السودان ، فأعداء الحرية والديمقراطية يعشقون الرقم 9 ويباعدون بينه وبين تكراره بالفواصل العشرية في رحلة البقاء في السلطة والحكم بدون إذن الشعب ، ولكن لا زال عدد الضحايا الذين قُتلوا في حرب البلقان أقل من الرقم الذي أعترفت به الإنقاذ وهي تمضي في قتل شعبنا في دارفور وتسترخص دماء أهله ، لكن حتى ولو قبلنا بهذا الرقم المتواضع أليس من حقنا أن نعرف من الذي قتل هؤلاء وبأي ذنب ؟؟ وكيف ماتوا ؟؟
في لبنان قامت محكمة دولية من أجل القصاص لمقتل شخص واحد ..أليس من حق أهل دارفور أن يطالبوا بمثول كل المجرمين الذين نشروا الفزع في هذا الاقليم أمام المحاكم الدولية ؟؟

Post: #65
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:11 AM
Parent: #64

في فلم ( عصابة بوني وكلايد ) سأل أحدهم اللص (الممثل ماك هافمان ) لماذا تسرقون البنوك ؟؟ فرد عليه : لأن النقود هناك ، من هنا ولدت العلاقة الحميمة بين المال والإنسان ، البنوك هي محطة الثروة والغنى السريع ، هي مربط الأحلام والطريق الوحيد إلي عالم الشهرة والسعادة ، فقد ظلمنا قطاع الطرق وعصابات النهب المسلح ، وجعلناهم يتحملون وزر كل مال يُسرق في العالم ، ليسوا وحدهم المتخصصين في هذا المجال ، صحيح أنهم يسرقون البنوك وهم يضغطون علي الزناد ، لكن هناك من يفوقهم ذكاءً ويصرعهم بالخبرة ، قصة بنك فيصل الإسلامي تُعتبر مثالاً حياُ في سرقة المال العام عن طريق المكر والخديعة ، قروض حسنة من غير ضمانات ، تمويل المشاريع السياسية الحزبيةالتي تُؤتي أُكلها سريعاً ، وغيرها من المشاريع الحضارية ، مما أدي إلي هلاك بنك فيصل الذي لم تبقي منه إلا الأطلال ، وقول مأثور يقول بأنه كان شيخ البنوك الإسلامية في زمن غابر ، بنك فيصل الإسلامي لم ينهبه العملاء المتعثرين في السداد كما يقول شهداء ذلك العصر ، بل نهبته تلك الأيدي التي أؤتمنت علي مفاتيحه ، شعر الأمير عبد الله الفيصل بالإحباط والأسف وخيبة الأمل ، وحقت عليه كلمة الخواجي الشهيرة التي قال فيها : كيف يسرق الإنسان نفسه !!
بنك أمدرمان الوطني أو بنك الجيش كما يسميه أصحابه قصته تختلف عن قصة بنك فيصل الإسلامي ، بنك فيصل تم إنشاؤه في عهد الرئيس النميري بمبادرة من الإسلاميين ولكن ليس وفق هواهم ومخططهم ، الحسنة الوحيدة لهذا البنك المتوفى أنه وفّر الموارد حتى جاء اليوم الموعود ، وهو يوم الثلاثين من يونيو 89 ، لذلك تبين الفرق ، فبنك أمدرمان الوطني نشأ في عهد الإنقاذ وترعرع في حضنها ، وكان يعج بمنتسبي الأجهزة الأمنية من جيش وشرطة وأمن ، هؤلاء كانوا يشغلون مناصب مهمة في هذا البنك ويتولون إدارة العمليات المالية ، ومن المعتاد أن تري رئيس الحسابات الجارية وهو يتجول في صالة البنك ، متبختراً وهو يضع علي كتفيه عدة نجوم عسكرية ، و يُقال أن بنك أمدرمان الوطني بدأ عمله بأموال التنظيم العالمي للأخوان المسلمين والتي انهالت علي السودان في عز أيام الترابي ، لكن الشواهد تقول عكس ذلك ، أن هذا البنك الذي يستخدم رسم ( المدفع ) كشعار له هو بنك الحرب الذي موّل الصراع الدامي في جنوب السودان ، منه يتم دفع قيمة الأسلحة والذخائر وشراء المحاربين ، كما يوفر غطاء من السرية منقطع النظير لكافة عمليات الحكومة المالية ، فعن طريقه كان يتم فتح الاعتمادات الخاصة بمؤونة الجيش من زي وعتاد وقطع غيار ، وهذا السبب هو الذي يفسر وجود العناصر الأمنية في هذا البنك وشغلها لمناصب مهمة في يوم ما كانت حكراً علي أرباب الخبرة المصرفية .
وسط تكتم شديد وشائعات تملأ الشارع السوداني أنهار هذا الصرح الاقتصادي ، ويُقال أن وجوده الحالي أشبه بوجود الأهرامات في الجيزة ، حيث أصبح وجوده في دنيا الاقتصاد رمزاً معنوياً بلا أموال ، طُرد من قبل آمر المقاصة بسبب عدم كفاية الرصيد في بنك السودان لمجابهة أوامر السحب الضخمة ، شاع خبر الإفلاس بين الناس فسارعوا إلي سحب ودائعهم كما قالت العرب أنج سعد فقد هُلك سعيد ، وقصة لا تقل طرافة عن ما جري حول قيام صاحب شركة تعمل في مجال تعليم الكمبيوتر باقتراض 7 مليارات جنيه من غير أن يوفر الضمانات اللازمة ليشتري بهذا المبلغ الضخم سيارتين إحداها له والثانية لزوجته ، إجمالي المديونية وصل إلي 150 مليار دينار و برأي الخبراء كلها ديون هالكة ، سرت بلبلة بين المودعين تجلّت بعد اتخاذ البنك قراراً لا يسمح بسحب أكثر من 400 ألف جنيه من خزانات الصراف الآلي ، قامت إدارة البنك بمنع المراجعين القانونيين من الولوج إلي الداخل ، وكان هناك مسعى يهدف إلي إغلاق أبواب البنك لولا الخطوة التي أقدم عليها الرئيس البشير والذي طلب من الإدارة مواصلة العمل وأن الدولة سوف تتولى البقية .
لكن يا تري من الذي جعل الإفلاس يضرب دفوف هذا البنك والذي كان يصفه زراعه بأنه ( سيد شباب بنوك السودان ؟؟ لي عدة تفسيرات لهذا الأمر :
ربما تكون ملاحقة الولايات المتحدة لشبكات غسيل الأموال هي التي جعلت أموال البنك تتضاءل ، ولا ننسي أن عمليات هذا البنك تتم في الظلام وخارج إطار الشفافية لأنه مؤسسة أمنية في المقام الأول قبل أن يكون مؤسسة مالية تعني بتنظيم أموال الجمهور.
صهر لشخصية سيادية تشغل المنصب الثالث في هرم الدولة ، مع أنه تخرّج للتو من جامعة الجزيرة إلا أنه نجح في اقتراض مبلغ مليار دولار من هذا البنك مستغلاً علاقة المصاهرة التي تجمعه مع المسئول الكبير ، وقد قام باستثماره بشراء أسهم مالية من سوق دبي للأوراق المالية ، ويلاحظ في هذه الأيام انهيار البورصات في كافة دول الخليج مما يجعل قيمة هذه الأسهم لا تساوي الآن 10% من قيمة الشراء ، مثل هذه الحالة وغيرهامن الحالات الشاذة تعطي سبباً وجيهاً لانهيار هذه المؤسسة المالية خاصة إذا علمنا أن القروض تُمنح وفق المعادلة الجهوية التي تحكم السودان في وضعه الحالي .
النظرية الثالثة تأتي بشكل آخر ، فهي تستبعد الإفلاس الناتج عن التعثر في سداد المطالبات ، أصحاب هذه النظرية يقولون أن أصحاب حزب المؤتمر الوطني فروا بأموالهم إلي الخارج ، وهم يبحثون عن استثمار آمن في ماليزيا والصين وقطر ، لذلك سحبوا ودائعهم من بنك أمدرمان الوطني مما أدي إلي نضوب السيولة من جيوبه، والسبب في هذه الهجرة هو التوتر الأمني الذي تشهده العاصمة الخرطوم الآن ، وهناك من يقول أن بعض قوى النظام تستشعر وجود خطر محدق بالدولة ربما يصل إلي مرحلة الإطباق علي النظام عن طريق الحظر الاقتصادي ، والباب مفتوحٌ علي مصراعيه أيضاُ لإعلان تجميد نشاط بعض المؤسسات المالية المحسوبة علي النظام ، نتيجة لهذه القراءة ، واستجابة لهذه المخاوف ربما فضّل حزب المؤتمر الوطني إطلاق رصاصة الرحمة علي هذا البنك عوضاً أن تقطعه أنياب المجتمع الدولي بالحظر والمصادرة .
سارة عيسي
(عدل بواسطة SARA ISSA on 25-11-2006, 11:52 ص)

Post: #66
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:12 AM
Parent: #65

الإنقاذ : درسٌ في التعالي وإنكار حق الآخرين

من خلال الرجوع للحقب التاريخية لن نجد هناك صراعاً إجتماعياً تم بين من يسمون أنفسهم ( بالعرب ) وبين الذين يعتزون بكونهم أفارقة ، في عهد الإسلام الأول لاحظنا أن الصراع كان بين العرب والأعاجم ، وزاد هذا الصراع حدةً وأشتعالاً بعد تأسيس الدولة الأموية والتي تعصبت لمضر ، كما أنها تعاملت مع الأعاجم كمواطنين من الدرجة الثانية ، لذلك أستطاع العباسيون اللعب علي هذا الوتر الحساس ، وتر التهميش والشعور بالغبن الذي خالج أفئدة الأعاجم ، لذلك كانت بداية الثورة العباسية من بلاد فارس ، وقاد أبو مسلم الخراساني الجيوش وهو يتوجه نحو عاصمة الخلافة بغداد ، هذا القائد الذي لم يفرحه نصر ولم تقلقه هزيمة ، لكن هذا القائد الفذ وجد جزاء سمنار علي يد العباسيين ، مات مقتولاً لأنه في نظر الدولة تمرد بفلتات لسانه ، وقد نقل المنافسون مقولته إلي السفاح ، خائن علي الأموال أمينٌ علي الأرواح ، وقد أستغرب أبو مسلم الخراساني لماذا يأتمنه العباسيون علي أرواح الأسري بينما يحتفظون لأنفسهم بالأموال ، هذه المقولة أغضبت عليه زعيم الثورة الجديد والذي أذاع بيان الحكم في الملأ :
أيها الناس أياكم وغش الأئمة ، والله ما أسرّ أحدكم منكرة إلا بانت في صفحات وجهه وفلتات لسانه ..إلي أن قال من نازعنا عروة هذا القميص أذقناه خبئ هذا الغمد .
كان هذا هو شكل الصراع الدائر في أرض العرب بين العرب الأعاجم ، وفي فترة متأخرة نشبت ثورة الزنج في بغداد بسبب المعاملة السيئة التي كانوا يلاقونها من العباسيين ، أما في أفريقيا فقد كان الصراع يأخذ بعداً أخلاقياً عميقاً أبعد بكثير عن ما جري بين العرب والأعاجم ، بالفعل أنه كان صراعاً بين البيض والأفارقة ، مات فيه الكثير من الشهداء الأفارقة ، في جنوب أفريقيا وروديسيا وزمبابوي والكنغو زائير ، وهو لم يكن صراعاً من أجل المكاسب بقدر كونه بالنسبة للأفارقة دفاعاً عن الوطن وبحثاً عن الحرية ، لقد أنطوت تلك الصفحة المريرة من التاريخ البشري ، حرّمت أوروبا تجارة الرقيق ، ونجح المناضل مانديلا في أن يضع اللبنة الأولي لدولة التسامح الإجتماعي ، فقد سمح بمشاركة كل الأطياف العرقية في الدولة الوليدة بما فيهم البيض ، تضحية بالذات من أجل سمو الهدف ، فقد أثبت مانديلا أنه رجل مبادئ قبل أن يكون رجل دولة ، معاناته في السجن والنعذيب لم تدفعاه للإنتقام والتشفي ، تخلي عن السلطة وهي في أوج عظمتها وهو الرجل الذي مكث ربع قرن في سجن روبن الرهيب ، ثورة مانديلا في الحكم جعلت الإنسان الغربي ينظر لنظيره الأفريقي بإحترام بالغ ، فقد أثبت الرجل بأنه ليس بربرياً ومتوحشاً كما صورته دعاية الابارهيد .
نعود لموضوع الصراع الإجتماعي في السودان ، فهذا البلد لم يفتحه العرب كما فعلوا في الأندلس وفارس والهند ، حتى اتفاقية البقط التي يتمسك بها البعض لترويج فكرة أن السودان بلدٌ فُتح بحد السيف ، لم تكن إلا نقاط مبتسرة بين مجاميع صغيرة في ثغر نائي يقع في أحد أصقاع السودان البعيدة ، وحتى هذه الاتفاقية لا يُمكن توظيفها كدليل علي التباين الإجتماعي في السودان ، لأنها علي أسوأ الفروض كانت بين مسلمين ومسيحيين ، وليست بين العرب ومن أختلف معهم في اللون والعرق .
لكن السودان بعد عام ألفين علي وجه التحديد دخل للتو في متاهة التباين الاجتماعي ، دخلنا في عهد المحاصصة العرقية والتي كلها تفضي إلي نتيجة واحدة ، كل أمر السودان في يد قلة من الناس محسوبة إلي كيان إجتماعي واحد ، هي تمسك بأمر السودان الآن ولا تري إلا ما يقع تحت قدميها ، عندما تقع كارثة إنسانية في دارفور في نظر هؤلاء ليست بالأمر المهم ، لكن إن تاهت عربة بين أبو حمد وشندي تقوم الدنيا ولا تقعد ، إن مات الناس في الجنوب بالكوليرا أو الإسهال المائي كما يسمونه اليوم فلا أحد يهرع إلي نجدتهم ، لكن عندما تحاصر الفيضانات عطبرة والدامر يهبون هبة رجل واحد ، يستغيثون ويملأون الدنيا صراخاً وضجيجاً ، يستنجدون حتى باعدائهم مثل الأمم المتحدة ، يطلبون منها التدخل وتقديم المعونات العاجلة ، يوزعون الخيام علي المتضررين ، كل هذا الحرص لأن هؤلاء النفر هم جزء من السودان الذي وصفه الدكتور منصور خالد بنموذج السودان الشمالي المصغر .
يرفضون أن تنجد الأمم المتحدة المتضررين في دارفور ولكنهم لم يرفضوا المعونة المالية التي قدمتها لهم منظمة الصحة العالمية لمكافحة الملاريا في الشمال ، هم لا يرون في موت أهلنا وتشردهم في الأفاق كارثة تستحق النظر ، فهم لا يرون فينا إلا أناس يحتضرون والموت لهم أفضل من الحياة ، يضطربون حتى في الإعتراف بعدد الضحايا ، فأحياناً هم خمسة ألاف أو تسعة أو عشرة ألاف لا يهم الرقم طالما أن القتلى ينتمون لشريحة اجتماعية غير مرغوب في حياتها .
قصة الدكتور علي الحاج محمد مع الإنقاذ لا تختلف عن قصة أبو مسلم الخراساني مع العباسيين ، كلاهما لعب دوراً هاماً في تأسيس الدولة ، وكلاهما كان ينتمي لشريحة إجتماعية تُعتبر مُهمشة ، في خاتمة المطاف تعرضا للغدر والتخوين ، بسبب خلاف الدكتور علي الحاج مع الإنقاذ أُهمل طريق الإنقاذ الغربي ، مع أن حصة الدولة في هذا المشروع لا تزيد عن 5% ، وخلاف الإنقاذ مع السيد/محمد عثمان الميرغني لم يمنعها من مد طريق الشمال الذي ربط كافة أنحاء السودان بمدينة دنقلا ، حتى المحنة التي ساقوها إلي أهل دار فور لم تشفي غليلهم أو تقلل من شدة كراهيتهم ، لا يرون أن هناك أزمة في دارفور ، وقبلها وصفت الإنقاذ معسكرات النزوح بالغرف المفروشة التي لا يدفع ساكنوها فاتورة الكهرباء والمياه ، فإلي متي تنتهي سياسة التعالي وإنكار حق الآخرين في السودان ؟؟
سارة عيسي

Post: #67
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:15 AM
Parent: #66

الدكتور عبد الحليم إسماعيل المتعافي ، رأس حربة الفساد في ملعب الإنقاذ ، قصة الرجل الذي تحوّل إلي أسطورة تتداولها ألسنة الناس في المجالس وهم يتحدثون عن الفساد، أرتبط المتعافي في مسيرته المديدة بالعداء السافر للمهمشين ، فهو مسؤول بصورة مباشرة عن ما جري من مذبحة في منطقة سوبا ، فقد طلب من قوات الشرطة أن تقوم بترحيل 20 ألف نازح إلي منطقة نائية ، رفض النازحون تنفيذ أمر الإخلاء فوقعت مصادمات بينهم وبين الشرطة أنتهت بمقتل عشرين شرطياً ، بعد وقوع الكارثة أختفي المتعافي وأغلق هاتفه الجوال ، لكنه خرج في ساعة متأخرة وهو يكثر من التبسم أمام عدسات التصوير ، وفي اليوم الثاني تحرك سبعة ألاف شرطي تحت إمرة 400 ضابط صوب منطقة التمرد وهم مدعومين بالمركبات العسكرية والكلاب البوليسية، فقاموا بإخلاء المنطقة بقوة السلاح ، عدد القوات المشاركة في هذه الغزوة كان أكبر من عدد قوات صدام حسين التي قامت بغزو الكويت ، ففقد النازحون وطنهم مرتين ، مرةً بسبب الحرب ومرةً بسبب الوالي المبتسم المتعافي ، والأرض المحررة الآن معروضة للبيع وبالعملة الصعبة ، أما المهجرين وشهداء الشرطة فقد تجاوزهم الزمن ولا أحد يطيق تذكرهم .
شمال الثورات نالت أيضاً حظها من الغزو والمصادرة ، وقصة مواطني حزام ( الجخيص ) لم تجد حظها من الإعلام ، وهي قصة تحكي عن فقدان ما يقارب مائة ألف شخص لمساكنهم بعد أن تم ترحيلهم إلي منطقة نائية ، العذر هذه المرة أن أراضي ( الجخيص ) تم توزيعها علي ضباط القوات المسلحة ، هذا هو الجندي الذي من المفترض أن يُحرر الأرض من الغزاه ويعيدها للمواطن فإذ نراه الآن يبادر إلي مصادرتها بعد معركة غير متكافئة أنتهت بفقدان أهلنا لقراهم ومطرح صباهم .
غيرَ أن المتعافي يحيط نفسه بمساعدين من أقربائه إلا أنه يقوم أيضاً بترسية عطاءات ولاية الخرطوم علي أخيه محمد المتعافي ، وهو نفس المقاول الذي نفذ مشروع الردمية في كبري النيل الأبيض ، الحاسدون يقولون أنه هذا المشروع لم يكلفه سوي اثنين مليار جنيه ، لكن سجلات الولاية تثبت أنه لهف أكثر من ستة مليارات جنيه ، وهو الآن يقوم بتشجير ولاية الخرطوم بشتلات النخل ، ليس غريباً أن يكون سعر الشتلة الواحدة خمسة مليون جنيه ، فنحن في بلد كما قال أحد أبناء الإنقاذ تخالطت فيه المحسوبية مع الأجهزة الأمنية والفساد ، يقول الرئيس البشير أنه غير مستعد لتقاسم السلطة مع بريمر آخر كما حدث العراق ، لكن عمليات النهب للمال العام التي قامت بها بعض رموز النظام جعلتنا نصدق أن ما نالته شركة ( هالبريتون ) في العراق لا يعدو الفتات إذا ما قارناه مع فساد المتعافي .
طلب المدير الطبي لمستشفي أمبدة الجديد 180 سريراً ، علي أن لا يزيد سعر السرير الواحد عن 600 ألف جنيه ، لكنه تفاجأ بوصول 800 سرير بسعر الواحد 6 مليون الجنيه وبمواصفات أقل، أعتقد المدير الطبي المغلوب علي أمره أن هناك خطأ رقمي في الطلبية مما دفعه ذلك بالإتصال علي المورد ، فأخبره المورد بأن جهة رسمية رفض أن يسميها أتصلت عليه و طلبت منه الابتعاد ، رفض المدير الطبي إستلام الطلبية حتى يستوثق من الأرقام المكتوبة ، وهو في هذه الحيرة الشديدة وصله مندوب من مكتب الوالي ليرد علي استفساراته عن الطلبية ، فأستغرب الطبيب لِما مكتب الوالي وليس وزارة الصحة كما جرت العادة ؟؟
أخبره المندوب أن السعر المكتوب صحيح وهو ستة مليون جنيه ، وأن الوالي رأي أن 180 سرير لا تكفي المرضي ومن الممكن تخزين الباقي إذا لم يجدوا لها مكاناً !! تبينت خطوط السرقة للمدير الطبي بعد أن أكتشف أن شقيق الوالي هو الذي قام بعملية توريد الأسرة فقدم استقالته من ساعتها ..
(عدل بواسطة SARA ISSA on 30-11-2006, 07:52 ص)

Post: #68
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:16 AM
Parent: #67

إمكانية الصداقة بين شعبي السودان وإسرائيل في فكر المناضلة /تراجي مصطفي


لقد فجّرت الأخت المناضلة تراجي مصطفي مفاجأة كبيرة عندما دعت إلي إنشاء علاقة صداقة بين الشعبين السوداني والإسرائيلي ، حسب رؤية الأخت/ تراجي أن لهذا الإلتقاء أكثر من ضرورة ، أوله أننا لسنا جزء من الصراع العربي الإسرائيلي ، وثانيه أن الشعب الفلسطيني صاحب القضية قد أرتأي الحوار مع إسرائيل فما بالنا نحن في السودان نكبل أنفسنا بقضايا غيرنا ، ولماذا يتحمل السودان وهو البلد الأبعد كُلفة النزاع العربي الإسرائيلي ، وبالذات نحن نري دول تتبني خط العروبة القومي مثل قطر تُسارع إلي إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية نفسها ، متجاوزةً الظرف الراهن الذي يمر به الفلسطينيين ، دعوة الأخت تراجي تأتي في سياق مختلف عن ذلك ، هي تريد علاقة طبيعية مع المربع الموجب من الشعب الإسرائيلي ، وهي تعني بالتأكيد أولئك النفر الذين خرجوا من بيوتهم وتظاهروا من أجل قضية شعب دارفور ، يأتي ذلك في إطار تجاهل الدول العربية لهذه الأزمة وتأييدها الضمني لحكومة الإنقاذ في سعيها لاستئصال هذا الشعب من الوجود ، وبالفعل إن الإعلام العربي لا يركز في اهتماماته إلا علي قضية فلسطين علماً أن ضحايا النزاع في دارفور فاقَ شهداء فلسطين ، ولا أعتقد أن الشعب الفلسطيني فقدَ أكثر من 500 ألف شهيد في ظرف ثلاثة أعوام ، ولا حتى المهجرين وصل عددهم إلي 3.5 مليون إنسان ، وإن وقع ذلك فإن الدور العربية سوف تستضيفهم في أراضيها و تسهم في مساعدتهم عن طريق تكوين الصناديق المالية ، فأين شعب دارفور من كل ذلك ؟؟ الشعب الفلسطيني يملك الحسنيين علي عكس أهل دارفور الذين لا تغيثهم سوي المنظمات الغربية ، وحتى هذه المنظمات تتعرض للطرد والمضايقة من قبل نظام الإنقاذ .
أنا لست ضد اليهودية كديانة لأن الإختلاف في المعتقدات أمر رعاه الإسلام وأحترمه ، لكنني ضد الصهيونية كمشروع سياسي يغتصب الأرض ويطرد ساكنيها ، وأنا مع كل خطوة توقف المذابح العرقية في دارفور وتضع حداً لإغتصاب النساء هناك ، وعلينا أن لا نعارض فكرة المقارنة بين قضية دارفور و قضية فلسطين ، فكل الشعبين نال حظه من التهجير والطرد والقتل ، الفارق الوحيد أن قتلة أهلنا في دارفور من المفترض أن يكونوا شركائنا في العقيدة والتاريخ والوطن .
وتساؤلاتي بخصوص دعوة الأستاذة /تراجي مصطفي كما يلي :
هل تعيد الصداقة بين الشعبين السوداني والإسرائيلي الأمن المفقود في دارفور ؟؟ أم أن هذه الخطوة تأتي كرد فعل للتجاهل العربي لقضية دارفور ؟؟
كيف يكون شكل التواصل بين الشعبين من دون تدخل الحكومة الإسرائيلية ؟؟
لكن مهما بدأت الإجابة علي هذه التساؤلات إلا أن السودان في يوم ما أرتبط بعلاقة سرية مع إسرائيل ، في ما عُرف وقتها بفضيحة الفلاشا إبان فترة حكم الرئيس النميري ، عشرون ألفاً من يهود الفلاشا نفذوا من السودان إلي إسرائيل ، لم تتم محاسبة الرئيس النميري علي هذه الفعلة ، وضباط المخابرات السودانية الذين أشرفوا علي هذا العمل برّأتهم الإنقاذ بعفو رئاسي وعينتهم في ممثليات السودان في الخارج ، وكأنها تستعطف الشارع الإسرائيلي بهذه الخطوة ، لأن هذا الترتيب كان أشبه بالمكافأة علي قيامهم بهذا العمل .
تقول الأخت تراجي أن يوم وقوع مجزرة حانون في فلسطين صادف وقوع مجزرة دامية في دارفور راح ضحيتها 37 طفلاً من غير أن يعرف بها أحد ، فقد تجاهل الإعلام العربي هذا الحدث وركّز علي مجزرة بيت حانون ، لكن ماذا يفعل الإعلام العربي إن كان الإعلام السوداني نفسه يستضيف الإنقاذي عثمان خالد مضوي في واجهته لمدة ثلاثة أشهر ، وهو يحدثنا عن الماضي والحاضر والمستقبل في حلقات طويلة ومملة ، وفي نفس الوقت يردد هذا الإعلام في ركن آخر أن أزمة دارفور سببها ( جمل ) سائب !!، أو في سياق آخر يزعم بعدم وقوع كارثة في دارفور ويعتبر ما يجري فبركة إعلامية صنعها الإعلام الغربي !!
سارة عيسي

Post: #69
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:17 AM
Parent: #68

يُقال أن الكثير من العظماء فارقوا الحياة ولم يكتبوا عن أنفسهم ، لكنهم تركوا الآخرين ليكتبوا عنهم ، أو أن أعمالهم كتبت عنهم في صحائف التاريخ ، مثلاً نابليون بونابرت مات قبل أن يكتب مذكراته الشخصية ، ولكن كل العالم يعلم ما جري في معركة ( واترلو ) ، كل كتب التاريخ كتبت عن هزيمة الفرنسيين في مصر ، وكيف تمكنت البحرية الإنجليزية من تدمير الأسطول الفرنسي علي شواطئ مدينة الأسكندرية . نوابغ عظام مثل أسحاق نيوتن والبرت انشتاين لم يجدوا الوقت الكافئ ليحدثوننا عن أنفسهم ، متي يأكلون ومتي يشربون ؟؟ وكيف يحبون ويكرهون ؟؟ لكنهم في المقابل تركوا للإنسانية ما يأخذها للأمام ، ويمضي بها إلي طريق العلم والنماء ، ولا أظننا في حاجةٍ لمعرفة كل دقيق في حياتهم ، ولكننا في حاجة شديدة لمعرفة كيف كانوا يثابرون علي طلب العلم ، وطموحاتهم للسير في طريق الخلود مجتازين كل النقاط الصعبة .
في عالمنا العربي نقوم بتقديس الشخصية حتى لو كانت وضيعة ولا تستحق الإيماءة ، لصدام حسين ثلاثمائة صنم في العراق ، فرض علي الناس أن ينظروا إليها ، مرةً يظهر فيها وهو يركب حصاناً ، ومرةً بالزي العسكري وهو يطلق الرصاص ، وجود صدام حسين في الحياة كان أشبه بوجود أصنامه والتي تهدمت بسواعد الغزاة ، كان يكفي صدام حسين من الخلود أنه كان أكبر طاغية حكم شعبه بالحديد والنار ، في هذا أفضل من صدام المفكر والأديب والشاعر والمهيب ، حتى الفظائع تُخلد أهلها .
ثلاثة أشهر مرت والتلفزيون السوداني يستضيف الأستاذ/عثمان خالد مضوي ، عرفنا كل شيء عنه ، المأكل والمشرب ، وقبل كل ذلك شهادته علي التاريخ ونظرته للحياة هل هي قاتمة أم وردية ، وفي مرات أخر رأيناه وهو ممسك بخرطوم المياه ، يسقي حديقته بيديه حفاظاً علي أوراقها من الذبول والإصفرار ، ماذا نريد أن نعرف عنه أكثر من ذلك ؟؟ والمتفذلك عمر الجزولي بقهقهته لم يترك مجالاً لفاصل الإعلانات ، يضحك بسبب ومن غير سبب ، يتداخل أكثر من الضيف .
لو سألني أحد ماذا تعرفين عن عثمان خالد مضوي ؟؟
لقلت من غير تردد رجل أعمال أغتنى بفضل السياسة ، ولا أظنه اسم مهم في حياتنا يستحق أن نشاهده في التلفاز لمدة ثلاثة أشهر ، لكنه بالتأكيد رقم مهم لاؤلئك الذين يظنون أن تاريخ البشرية بدأ بهم وأنتهي ، وهو شاهد حي علي الذين تسلقوا الأسوار تحت جُنح الظلام للقضاء علي الديمقراطية ، وهو صاحب المال الذي يتصدق به علي ترف السياسة ولكنه يستخسره علي أصحاب الحاجات ، فلماذا لا نبنى فضائية خاصة تكون متخصصة في تاريخ رموز رجالات الإنقاذ ، ليطل علينا منها مولانا محمد يوسف وعثمان خالد مضوي ومهدي إبراهيم وعلي عثمان وغيرهم من يشغلهم حالهم عن مشاغل العباد ، فضائية مثلها ومثل الفضائيات المتخصصة في بث برامج عالم الحيوان والمنجمين وقراء الكف ..لكن هل سيأتي الإنقاذيون بشيء جديد خلاف أنهم أستولوا علي السلطة عن طريق الإنقلاب ؟؟

Post: #70
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:19 AM
Parent: #69

أمين سر المؤتمر الوطني ورئيس مجلس الشوري ، المفكر الإستراتيجي والعالم الفذ، لم يُشاهد وهو يُطعم الأطفال الصغار خلسةً كما فعل سيدنا عمر بن الخطاب ، ولم يُشاهد وهو يتبرع بالدم العزيز لمريض يقف علي شفة الموت ..لكن ما شاهدناه كان أفظع .. في معية دجال كبير في أمبدة ،نهاراً جهاراً ومن غير ( مدسة ) وبعربات المجلس الوطني ، بحشمه وحراسه ..يقضي الساعات الطويلة منهمكاً مع ( الفكي ) ..يا تري من أجل ماذا ..فهل لهذا الفكي و ( كنجسه ) علاقة بما جري في أمريكا ؟؟ فها يا تري هو الذي تسبب في هزيمة الجمهوريين في الانتخابات النصفية ..ورحيل رامسفيلد رجل الحرب الهاديء وإستقالة بولتون رجل أمريكا القوي في مجلس الأمن ؟؟
من الممكن أن يكون كل ذلك ، لأن الشيخ البروفيسور يمضي الساعات الطويلة مع هذا ( الفكي ) ، ويرسم له رؤية الإنقاذ ، ثم يقوم هذا الفكي بإنزال هذه التصورات علي أرض الواقع ، فائدة للقراء هذا ( الفكي ) مشهود له بالكفاءة والصدق ، وقد بدأ حياته بالتحكم في مباريات كرة القدم قبل أن تكتشفه الإنقاذ وتستفيد من (خدامه ) ، أهمية هذا ( الفكي )أصبحت واضحة ومهددة للجمهوريين في أمريكا بصورة خاصة ، واصبح رجال الإنقاذ يتوافدون عليه في السر والعلانية ، لهم مختلف الحاجات ، يستشفعون بأهل الكرامة .. يا تري هل لهذا الفكي علاقة بتطبيق القرارات 1593 و 1706 ؟؟؟

Post: #71
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:20 AM
Parent: #70

أزمة دبلوماسية بين جنوب أفريقيا والسودان

لجنوب أفريقيا خمسمائة جندي السودان ، ينتشرون تحت مظلة قوات الاتحاد الأفريقي من أجل توفير السلام والحماية لأهل دارفور ، وجنوب أفريقيا إلي وقت قريب كانت تراهن علي دور قوات الأتحاد الأفريقي وتري أنها تقوم بعمل مُرضٍ في منطقة أشتهرت بالتوتر الشديد ، لا يمنع ذلك أن نقول أن حكومة الإنقاذ أيضاً تتشبث بقوات الإتحاد الأفريقي مُعتقدةً أنها طوق النجاة الذي ينجيها من الغرق في مستنقع القوات الأممية .
لكن هذه العلاقة بين الإنقاذ ودولة جنوب أفريقيا تمر الآن بمنحدر يرمي بها إلي الأسفل ، قامت حكومة جنوب أفريقيا بإلغاء زيارة كان مقرراً أن يقوم بها جنرالات كبار وضباط رفيعي المستوي لتفقد قواتها المنتشرة في دارفور ، هذه الزيارة واجهتها بعض العراقيل ، السلطات في الفاشر تقول أن المطار غير مهيأ لزيارة هذا الوفد ، حيث أتت الزيارة متزامنة مع عملة تبديل القوات الغانية ، لكن الوفد عرف لاحقاً أن السلطات في الخرطوم لا تعطي تأشيرات دخول إلا لعدد قليل من الزوار ، وبالفعل طالبت حكومة الإنقاذ الوفد الزائر بالحصول علي تأشيرة الدخول من أديس أببا ، لذلك لم يجد الوفد الجنوبي الأفريقي مفراً غير إلغاء الزيارة ، وعوضاً عنها توجه إلي بورندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية لتفقد القوات المنتشرة هناك .

Post: #72
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:22 AM
Parent: #71

قناة العربية تبث لقاءً مطولاً مع الطفل المعجزة الدكتور /مصطفي عثمان إسماعيل ، يتحدث فيه عن إمكانية حل الأزمة بين الفرقاء اللبنانيين ، فالرجل يعشق الإعلام ويتحرق شوقاً إلي الضوء الذي تسلطه عليه كاميرات التصوير ، وزيرٌ في الإنقاذ لمدة ثمانية عشر عاماً ، وهو الآن فاعل خير يمد خبرته الغزيرة إلي إخوتنا في لبنان ، يعرض مبادرة من سبعة بنود ، يقول أن الطرفين قد وافقا عليها ، وهو يراوح بين الضاحية الجنوبية وقريطم والمختارة والسراي وقصر بعبدا ليلتقي الفرقاء اللبنانيين ويرأب الصدع ويصلح ذات بينهم ، يدعو حسن نصر إلي سحب جمهوره من الشارع ويتراجع عن المطالبة بالثلث ( المُعطِل )، ويطلب من ( العونيين ) و ( المردة) الكف عن تدخين الشيشة في وسط بيروت وتطليق النوم في الخيام علي أمل أن يحظو بمنصب رئاسة الجمهورية ، وعلي ( الحريري ) أن يتخلي عن المطالبة بدم والده .
بين رقصة ( الدبكة ) وتمايل الصبايا في ميدان رياض الصالح ، حجٌ لكن بالطريقة اللبنانية ، ودخان النارجيلة يعانق السماء ، مشهد مؤثر يعمل فيه سعادة المستشار الرئاسي ، لا أظن أن هناك أزمة في لبنان بمعني كلمة أزمة في السودان ، عرفت أن السلطات في مدينة ملكال منعت المواطنين من شرب المياه الجارية في النهر لأنها تلوّثت بالجثث المتعفنة بعد نشوب حرب غذتها الأطراف التي تعادي السلام ولا تعيش إلا في ظل الحروب ، الآن عرفتم الفارق بين المشهدين ، بين مواطن يهجر منزله في الجنوب ويعيش في خيمة قرب ( السراي ) في مسعى لتغيير الحكومة ، وبالتأكيد أنه فعل ذلك بعد أن أرتوي من الظمأ وشبع من الجوع ، وبين مواطن لا يأمن الأقدار في مدينة الفاشر ، الجنجويد يجتاحون مدينة الفاشر ويفرضون سلطتهم بقوة السلاح وليس بقوة ( البكيني ) كما فعل الفرقاء في لبنان ، حكومة شمال دارفور تستقيل وجزء من قواد جيش ( مناوى ) ينضمون للثوار ، قافلة طبية تتعرض لكمين يؤدي لمقتل ثلاثين شخصاً وهناك روايات تتحدث عن قتل بإستخدام الحرق ، قناة العربية التي أستضافت المستشار إسماعيل عادت وألتقت ( حليمة ) ، تلك الصبية البائسة التي تعرّضت للإغتصاب لأن لونها العرقي غير مرغوب فيه ، التحية للأخت تراجي مصطفي التي جعلت الإعلام العربي يصحو من غيبوبته وينظر بعين الحياد إلي ما يجري في دارفور ، قصة حليمة بثتها القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني قبل أكثر من سنتين ، لكن من يعيد للإنقاذ وعيها ورشدها ، ومن يقول للمستشار إسماعيل أن باب النجّار ليس بالضرورة أن يكون مخلعاً ، ومحنة أهل السودان أعظم لمن يعرفون ذلك ، ونحن في السودان في أمس الحاجة لحكومة الوحدة الوطنية من أهل لبنان ، علي الأقل نريد حقنا المعنوي في التظاهر والمطالبة بتغيير رئيس الجمهورية والحكومة ، نريدكم أن تسمحوا لنا بالوقوف في ميدان الأمم المتحدة سلمياً من غير أن تطلقوا الرصاص علي صدورنا ، السودان كان بلداً سباقاً في الديمقراطية ولكنكم حولتموه إلي سجن كبير يرعي الإستعباد ويحارب الحرية ، لن يقرب أحد القصر الرئاسي الخاص بكم اللهم إلا إذا كان مجنوناً أو دفعته خنقة السير للمرور من هناك .

Post: #73
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:24 AM
Parent: #71

وسط التفاقم السريع للأحداث في السودان ، وعيون العالم تنظر بحرقة إلي ما يجري في دارفور من فوضى وقتل ، وكلنا قلقنا ونحن نري الحكومة ترسل جيوشها إلي كردفان للرد علي مطالب المهمشين هناك ، ولا أحد يخفي عليه حالة الإحتقان التي تسود في الجنوب ، فجيش الثورة خرج إلي الشارع وأحتمي بقبر قرنق في إشارة تقول أن الذين فوق الثري يختلفون كثيراً عن الذين تحت الثري ، وسط هذه التداعيات وعجلة الأحداث تدور وهي مسرعة من غير أن تمنحنا الفرصة للتأمل والكتابة طغت علي سطحنا قضية في غاية التعقيد ، قضية الشيعة في السودان وكيف أن هذا المذهب تسلل إلي مجتمعنا السوداني مستغلاً حالة الفوضى والفراغ الروحي في البلاد ، وهناك حديثٌ عن قري كاملة تشيعت في الجزيرة وغيّرت مآذن المساجد إلي حسينيات تُلطم فيها الخدود وتشق فيها الجيوب بكاءً علي آل البيت ، قضية التشيع في السودان مربوطة بنظام الإنقاذ الذي يقُدس المادة وتعميه الغاية عن النظر إلي الوسائل هل هي مشروعة أم لا ؟ طغت هذه القضية وغطت علي أحداث الساعة والحديث الآن يدور عن مراكز ثقافية جديدة تود حكومة إيران أن تفتتحها في بقية أنحاء السودان ، وهناك أموالٌ تُدفع بسخاء من أجل شراء الأتباع والمريدين ، وإذا كتب الله لهذا المشروع الروحي أن يتطور- لا قدر الله – سوف يتحول السودان إلي بؤرة جديدة من بؤر التوتر في العالم الإسلامي ، وسوف تكون للمرجع الأعلي في قم ومشهد الكلمة الأولي في السودان ، تماماً كما حدث في لبنان ، فقد طلب السيد/علي خامنئي من شيعة لبنان إسقاط حكومة السنيورة ففعلوا ذلك وهم الآن يشلون الحركة الإقتصادية في البلاد ويعطلون دولاب الدولة ، وقالها الجنرال علي شمخاني قائد الحرس الجمهوري الإيراني : أن الجنود الأمريكيين أسري لدينا في العراق ، وإيران تريد هزيمة أمريكا في العراق ولبنان ولا يهمها الثمن الذي تدفعه شعوب هذه المنطقة ، وقد قالها خصوم صدام حسين بعد أن وصلوا إلي السلطة : كنا نعاني من صدام واحد ونحن الآن نعاني من ألف صدام ، وصل ضحايا القتل علي الهوية في العراق إلي مائة جثة يومياً ، مقيدة وعليها آثار التعذيب ، هذه العبارة حفظتها وسائل الإعلام العالمية .
نعم ، في كل بلاد أرتبط الشيعة بالفوضى والتوترات الطائفية ، وهو مذهب لا يسمح بالتعدد ويحمل تصوراً سياسياً مثله ومثل الأحزاب التي تسعي للسلطة ، إذاً فهو ليس مذهباً عقائدياً خالصاً حتى نحترم رغبته في التمدد والانتشار ، فمثلاً في إيران الدستور يُحدد مذهب الدولة بالاثني عشرية ، ومع أن هناك ستة معابد لليهود في طهران إلا أن السنة غير مسموحٌ لهم بتأدية صلاة الجمعة في جماعة ويتعرضون لحملة واسعة من الإضطهاد والتمييز ، فالشيعة لا ينظرون إلي الوطن ببعده الشاسع بل ينظرون إليه كما تقول صحائفهم وكتبهم – تماماً كما يفعل اليهود ، فحتى المهدي المنتظر كما تقول كتب الشيعة سوف يظهر في آخر الزمان ليقتص لآل البيت ويقيم الحدود الشرعية علي ( النواصب ) ومن بينهم أم المؤمنين السيدة /عائشة بنت أبي بكر عليها رضوان الله ، وكلمة ( النواصب ) في الثقافة الشيعية يُقصد بها مذهب أهل السنة والجماعة .
لكن يا تري متى بدأ هذا المد الشيعي في السودان ؟؟
بدأ بالضبط في عهد الديمقراطية الثالثة ، لكن ذلك لا يمنع أن نقول أن بعض قيادات الحركة الإسلامية تأثرت بالحركة الثورية التي قادها أية الله الخميني وأدت إلي نزع آل بهلوي من عرش الحكم في إيران ، الدكتور حسن الترابي وحسن مكي وأحمد عبد الرحمن والدكتور قطبي المهدي ومحمد طه محمد أحمد ، كل هؤلاء يُعتبرون رجال إيران في السودان ، أما التعاون الرسمي فقد بدأ في عهد الإنقاذ ، فجهاز الأمن الإيراني ( السافاك ) هو الذي درّب قيادات أمن الإنقاذ علي سبل مواجهة الإحتجاجات المدنية مثل التظاهرات ، ذلك غير وسائل التعذيب وطرق التحقيق القاسية مع الأفراد ، وأكبر دور لعبته إيران في السودان هو تزويد قوات الجبهة الإسلامية بالعتاد والسلاح لمحاربة الحركة الشعبية في الجنوب ، وهناك مزاعم غير أكيدة أن إيران زودت نظام الخرطوم في تلك الفترة بنوع خاص من الأسلحة الكيماوية ، وقد أُستخدم هذا السلاح بشكل واسع في منطقة جبال النوبة ، في ذلك الوقت زار علي أكبر هاشمي رفسنجاني السودان وألتقي بكل قيادات الإنقاذ وتم حشد التأييد لزيارته ، هذه الزيارة تُعتبر فاتحة الطريق في ملف العلاقات السودانية الإيرانية ، وبسببها فقد السودان علاقاته مع دول الخليج ومصر ، وفي تلك الفترة تم توزيع مليون نسخة من كتاب ( ثم أهتديت ) ، وهو كتاب ألفه شيخ أزهري تونسي متصوف يقيم الآن في الولايات المتحدة و هو الشيخ محمد مصطفي السماوي ، وفي هذا الكتاب حكي الشيخ قصة تحوله من مذهب السنة إلي مذهب الشيعة ، لكن بعض رموز الإنقاذ المتأثرة بالتيار السلفي عمدت إلي سحب هذا الكتاب من السوق عن طريق شرائه .
إذاً فهناك مد شيعي في السودان بحق وحقيقة ، صحيح أنه في بداية الدعوة ليس يحس الناس بسوي أناس يضعون عمائم سود علي رؤوسهم ، ويضعون جباههم أثناء السجود فوق حجر صغير ، وفي أيام عاشوراء سوف يخرجون علينا وهم يضربون أنفسهم بالمقامع والسياط ، لكن لا تكمن خطورة هذا المذهب في هذه الطقوس الدامية ، بل خطورته تتضح عندما يخرج هذا المذهب من طوره التعبده إلي طوره السياسي ، سوف تكون عندنا حالة مشابهه إلي ما يجري في لبنان والعراق ، ومن المفارقات أن نظام الخرطوم والذي يتباهي قادته بخط العروبة القومي ، وأحرقوا بسببه منطقة دارفور ولكن نجدهم في هذه الحالة سدنة للنظام ( الشعوبي ) في إيران ، هناك تمازج واضح بين المذهب الشيعي والقومية الفارسية في إيران ، واللغة الفارسية هي اللغة الأم ، هي لغة الدراسة وأداء العبادات ووسيلة التخاطب في الدولة ، ولهذا السبب لا تريد إيران أن يتحقق الأمن والإستقرار في العراق ، علي الرغم أن قائمة الائتلاف التي تحكم العراق هي قائمة شيعية ، لكن حقيقة الإختلاف تكمن في كونهم عرباًً الأمر الذي سوف يؤدي إلي تقليل أهمية مدينتي ( قُم ) و ( مشهد ) الإيرانيتين كعواصم للشيعة علي مستوي العالم .
ولا أعتقد أن السودان يمثل البيئة الصالحة للبذرة الشيعية ، أغلب الأسماء في هذا البلد هي أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة ، وهناك من السودانيين من يسمي ( معاوية ) و ( أبو سفيان ) و ( يزيد ) و ( مروان ) ، وكلنا نعلم إلي مدى وصل الخلاف بين المرحوم محمد طه محمد أحمد وبين الإسلاميين السلفيين فيما عُرف وقتها بأزمة ( المقريزي ) ، التيار الإسلامي السلفي أكثر تنظيماً ويملك تأثيراً واسعاً بين الشباب من خلال المساجد الكثيرة المنتشرة في مختلف بقاع السودان ، بالتأكيد سوف يستخدمون هذه المنابر لتحريض الناس علي الشيعة ، فمثلاً ماذا تقول إذا قال لك أحدهم أن سيدنا أبو هريرة كذاب وكل حديث رُوي عنه أخذ عليه أجرة من الأمويين ؟؟ وماذا تقول لشخص إذا قال لك أن السيدة فاطمة ماتت مقتولة ؟؟ لأن سيدنا أبي بكر ضربها حتى تكسرت اضلاعها وماتت وهي تكابد الظلم ؟؟ أو أن السيدة عائشة تستحق إقامة الحد الشرعي عليها ؟؟ كل هذا البلاء مكتوب في مؤلفات الشيعة ، ولن أستفيض في التطرق لزواج ( المتعة ) عند الشيعة والذي لا يفصله عن الزنا سوي أن لهذا الزواج شهود ، لكن هل يجرأ شيعة السودان علي إحياء هذه الشعيرة ؟؟ وهل سيكذبون تحت بند ( التقية ) ؟؟
سارة عيسي








25-12-2006, 10:41 ص

محمد عثمان الحاج


.

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 784
Re: تساؤلات حول شيعة السودان (Re: SARA ISSA)

أولا أسجل خيبة أملي الكبيرة في هذه الكاتبة سارة عيسى التي استبشرت بمقالاتها الصحفية الأولى وظننت أنها ستكون خليفة الدكتور منصور خالد في روعة الكتابة الصحفية الابداعية ولكن ابداعها سرعان ما قتلته شحنات الكراهية العرقية والدينية التي تمتلئ بها وحقا فإن الكراهية والابداع لا يجتمعان في نفس واحدة.

تظن هذه الكاتبة ومعها بعض من يدعي الدفاع عن المهمشين في هذا البورد أن قضية الدفاع عن حقوق الأقليات يمكن تجزئتها في حين أن هذه القضية لا تتجزأ. من يدافع عن حقوق أي أقلية عليه أن يدافع عن حقوق جميع الأقليات بغض النظر عمن تكون وإلا فهو على شعبة من النفاق لأن الدفاع عن حقوق الأقليات مبني على أساسيات حقوق الإنسان والتي تشمل جميع البشر بلا استثناء وهو من أساسيات الانسان المتحضر. كيف يمكن لإنسان أن يصرخ مدعيا الدفاع عن حقوق أهل دارفور في وجه الظلم الواقع عليهم من جانب الاغلبية الجلابية وفي نفس الوقت يتحول لمروج لاضطهاد أقلية أخرى مثل شيعة السودان ؟ كيف ينتقد انسان الارهاب الذي تمارسه حكومة الاسلامويون ضد أهله وفي نفس الوقت يدعو لقمع مذهب ديني؟

أنا هنا لا لأدافع عن عقائد شيعة السودان فهم أقدر مني على ذلك ولكن لكي أعبر عن دهشتي الشديدة لهذه الظاهرة الغريبة حقا. والأغرب منها جهل الكاتبة فيما تكتبه عن الشيعة: هي تجهل أبجديات عن المذهب الشيعي. في بوست آخر اتهمت أحد زعماء الشيعة بالزواج من ابنته فهي تعتقد أن زواج المتعة عند الشيعة هو زواج سري عرفي متكتم عليه في حين أنه زواج معلن دون خجل وحياء ونسب من يولدون عنه وحقوقهم ثابته. وتذكرني عنصريتها الدينية هنا بعنصرية الرواية التي وردت في بعض تراثنا التي تدعي أن ملك احدى القبائل المهمشة حاليا والتي كانت حينها حديثة عهد بالاسلام أرسل لذلك الفقيه يستشيره في الزواج من ابنته الكبرى ذات الجمال الفائق حيث تزعم الرواية أن زواج الأب من ابنته كان محللا في شريعة تلك القبيلة قبل اسلامها فرد عليه الفقيه فيما تزعم الرواية بهذه الأبيات:
قل للملك ثيرا
ود الخادم العويرة
زوجنا ليك بنتك الكبيرة
بشريعة البغال والحميرا







26-12-2006, 01:39 ص

hamid brgo


.

تاريخ التسجيل: 21-05-2006
مجموع المشاركات: 2128
Re: تساؤلات حول شيعة السودان (Re: محمد عثمان الحاج)

الحبيبة سارة
سلام الله عليك ايتها الجسورة
اعجب جدا لان كلما تكتب سارة عيسي او تراجي مصطفى حتى يظهر من يقول في اشياء لا علاقة لها بالمطروح لكننا نتفهم دوافع الناس

اختي ان ما يتعرض له اخوتنا السنة في العراق و الاهواز من قتل وتشريد وهدم للمساجد من قبل شيعة العراق المدعومين من قبل ايران والحكومة العراقية امر يهز كيان الفرد و يجعله في حزن مستمر كلما سمع اخبار العراق(رغم اننا لدينا مايكفينا من لحزن و المعاناة بدارفور-لكن هذا لا يمنعنا الاحساس باخوتنا -فهم اخوتنا)

معظم الشيعة لا يؤمنون بان السنة مسلمون- بل هم اكثر عداوة للسنة من اي ديانة اخرى سماوية كانت او ارضية- و يتلذذ البعض بقطع راس السني- وهذا ما يفعلونه اليوم بالعراق

قبل حوالي 6 سنوات تجد باستمارة دخول ايران و بفقرة الديانة كالاتي:
الديانة: مسلم شيعي او ديانات اخرى:
1- يهودي 2- بوذي 3- سني 4- هندوس 5- نصراني

لكن رغم هذا كله يجب ان نعترف بحق اي انسان او اكثر تحديدا اي سوداني في ان يعتنق ما يراه مناسبا من العقائد والديانات- لان الله اعطانا الحرية في ذلك

ان يدخل بعض السودانيين المذهب الشيعي هذا من حقهم و يجب ان نحترم خيارات الاحرار-لان سبحانه وتعالى اذا شاء ان يجعل الناس ملة واحدة لاصبحوا كذلك

في تقديري المتواضع ان ينقسم السودانيون الي الهلال والمريخ- شيعة وسنة افضل بكثير من الاستقطاب القبلي والجهوي الذي ينتظم البلاد في هذه الايام(لقيتني كيف في ينتظم دي)

ثم اننا ضحايا الظلم والتنكيل والاقصاء و دعاة العدل والحرية والمساواة على اساس المواطنة بصرف النظر عن العرق والدين علينا ان نكون منصفين مع اخوتنا السودانيين من الشيعة لان الفضيلة لا تتجزا و نحن ندعو الي الفضيلة

من يصوبني


معزتي







[اضف رد] صفحة 1 من 1: << 1 >>




· · · أبحث · ملفك ·


الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها

© Copyright 2001-02 Sudanese Online All rights reserved.

http://www.sudaneseonline.com
Software Version 1.3.0 © 2N-com.de


Post: #74
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:25 AM
Parent: #73

لم أكن أتوقع أن تنتهي صورة المحاكم الشرعية في الصومال بهذا الشكل ، أراها الآن تتراجع وهي مهزومة وتركض نحو مقديشو بعد أن تخلت عن العديد من المواقع الإستراتيجية ، يبرر قادة المحاكم هذا التراجع بالإنسحاب التكتيكي لكن القرائن تقول خلاف ذلك ، أن مليشيات المحاكم الإسلامية المتأثّرة بالنموذج السوداني في ساحات الفداء فرّت من ميدان المعركة وهي لا تلوي علي شيء ، وهي الآن تنتظر نهايتها في مقديشو ، كنا نسمع لزعمائها وهم يتحدثون عن فتح قريب يطال الأراضي الأثيوبية ، كانوا يتحدثون عن الجهاد وينشدون الشعر ويشعرون بدنوهم من الجنة والتي لا سبيل للدخول إليها بسوي ضرب الأعناق وسفك الدماء .
كانوا حريصين علي محاربة أخونهم في بيدوا ، وهذه هي معضلة الحركات الإسلامية المتشحة برداء الدين ، تجيد فن الإقتتال الداخلي ولكنها في وجه الأعداء الحقيقيين تفر مهزومة مدحورة ، بدأوا بتكميم المرأة ومنع الصوماليين من مشاهدة مباريات كأس العالم ، أقاموا حد الجلد علي أربعمائة مواطن لأنهم شاهدوا فلماً ( لشاروخ خان ) ، تمت مصادرة أشرطة الفيديو والكاسيت في محلات بدعوى حرمة الموسيقي ، طالبان الصومالية لم تراعي خصوصية التعدد في المجتمعات الأفريقية ، وإذا نظرنا إلي نموذج الدولة الطالبانية نجده بعيد المنال في منطقة الشرق الأوسط ، مهبط الوحي والديانات ، أما هذا النموذج فقد وجد طريقه في أكثر البلاد الإسلامية تخلفاً مثل السودان والصومال وأفغانستان ، المحاكم الشرعية كما تحب أن تسمي نفسها قادت البلاد من حرب إلي حرب ، وتجربتها القصيرة أنتهت بغزو خارجي وتعريض بلادهم للإحتلال ، لكن ماذا فعلت المحاكم تجاه ما يحسه هذا الشعب المنهوك من مشكلات ؟؟ فها ياتري عالجت أزمة اللاجئين في كينيا وجيبوتي ؟؟ وماذا فعلت تجاه التعليم والصحة ومكافحة الأوبئة والقضاء علي الفقر والتفكك الإجتماعي ؟؟
أعتمدت المحاكم الإسلامية علي أسلوب الإرهاب النفسي وتخويف الأعداء بالدين ، وهم يعتقدون بأن ما تعرضت له قوات المارينز في مقديشو في بداية التسعينات يُمكن أن يكون إرثاً يخيف الطامعين والغزاة ، الولايات المتحدة لم تحارب في الصومال كما أن أديس أببا ليست واشنطن ، الجيش الأثيوبي من أقوي الجيوش في أفريقيا بشهادة كل الخبراء والمتابعين ، وله طيران ضارب وخبرة عميقة في الحرب علي طريقة الأمواج البشرية ، وهي طريقة نظامية أستلهمها الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ، غير ذلك فإن أثيوبيا تحظي في حربها الآن بمباركة الإتحاد الأفريقي ، والولايات لم تخفي ترحيبها بتقدم القوات الأثيوبية المُوغل في أرض الصومال ، والمحاكم الإسلامية وقعت في خطأ آخر عندما أعلنت أن الصومال أرض جهاد مفتوحة أمام كافة المجاهدين العرب ، هذه الخطوة أفقدتها المساندة المصرية كما أعطت أثيوبيا المبرر الشرعي لإقصاء المحاكم عن الحكم ، هذه هي تجربة المحاكم القصيرة ، بدأت بمحنة وأنتهت بكارثة .

Post: #75
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:28 AM
Parent: #74

هل هذه هي المرجلة ؟؟ هكذا خاطب الرئيس صدام حسين جلاديه من الطائفيين ، والذين هتفوا عندما ألتف حبل المشنقة السميك بعنقه النحيل : مقتده ... مقتده ..مقتده ، وبعد مقتل الحلاج وإستشهاد محمود محمد طه وإغتيال المفكر فرج فودة لأول مرة في تاريخنا الإسلامي يُعرض رئيس دولة أمام محكمة طائفية ، وهو الرئيس الذي حكم شعبه لفترة تزيد عن ثلاثة عقود بعقيدة البعث ، أمة عربية واحدة ذات تاريخ مشترك من المحيط إلي الخليج ، صدام حسين كما وصفه الرفيق صلاح عمر العلي : صدام لم يكن سنياً أو شيعياً بل كان صدامياً ، لذلك لم يكن لضحايا صدام حسين لون مميز ، وكما قتلت مخابراته ( الصدرين ) فهي أيضاً قد قتلت صهريه حسين كامل وصدام كامل المجيد ، وقتلت أيضاً الدبلوماسي الدكتور عبد الخالق السامرائي والصحفي عبد العزيز البركات ، والتاريخ العراقي يقول أن أول مؤتمر لحزب البعث عُقد في بلدة الناصرية إحدى مدن الجنوب الشيعي ، لم يكن في الفلوجة أو الرمادي أو حتى تكريت مسقط رأس السيد الرئيس ، فقد أخطأ صدام حسين في حق الجميع ، وشعبه الذي خرج للتو من منازلة العدو الفارسي في الشرق وجد نفسه للمرة الثانية في حرب دخلها تحت جناح الإدعاء التاريخي ، وأن الجزء عاد للكل وأن العراق الواسع أستعاد محافظته التاسعة عشر ، نهاية صدام حسين لم تكن يوم السبت الماضي الموافق لشروق شمس عيد الأضحي المبارك ، لكن نهايته بدأت منذ أن أعتمد علي رؤاه الخاصة في قراءة التاريخ ومعطيات السياسة فوقع في فخ غزو الكويت ، من يبكون صدام ليسوا بأصحاب رجاحة في العقل ، وهم لم يستمعوا يوماً إلي صيحات ضحاياه من الرفاق والبعثيين الذين ماتوا في غياهب سجونه من غير محاكمات ، ولا يعلمون أن الدكتور عبد الخالق السامرائي بانت أضلاعه قبل أن يموت ، وأن عبد العزيز البركات مراسل صحيفة الرياض السعودية في بغداد مات وهو ذائب في حقل من ( الأسيد ) السائل ، ومهما فعل صدام كنا نتمني له محاكمة عادلة وليس محاكمة طائفية بغيضة بالشكل الذي رأيناه طوال الشهور الماضية ، كنت أتمني أن يحاسبوه علي الظلم والتعذيب والحروب التي أشعلها في الداخل والخارج لكنهم حاسبوه علي جريمة قتل من الدرجة الثالثة وقعت في عهد سحيق ، مقتده الصدر العائد من إيران علي متن دبابة أمريكية يملك ثلاثين صوتاً في البرلمان ، وهي التي رجحت فوز المالكي برئاسة الوزراء أمام مرشح المجلس الأعلي للثورة الإسلامية عادل عبد المهدي ، قبيل عملية الإعدام هددت كتلة الصدر بالإنسحاب من البرلمان ولكنها تراجعت عن ذلك بعد أن أخذت وعداً بقطع عنق الرئيس صدام حسين ، وقد تحقق ذلك في صباح يوم عيد يوم ( السنة ) ، ولأول مرة في تاريخ الدول أن يعترف رئيس دولة بيوم عيد طائفته فقط كعيد للدولة ويتجاوز المفهوم القومي الواسع لمعنى أن تكون ممثلاً لكافة أطياف الشعب .
إعدام صدام حسين لم يحقق المصلحة المرجوة للذين شنقوه ، وكما هزمهم وهم علي قيد الحياة هزمهم وهو علي حبل المشنقة ، كان في كامل كبريائه ولم يخف أو يرتاع وكان متماسكاً إلي آخر لحظة ، حتى خصومه تمنوا أن يموتوا مثله فهو علي الأقل شهيد الطائفية البغيضة والمحتل الأجنبي ، سيبقي صدام أثراً خالداً في ذاكرة الذين هتفوا له إلي آخر لحظة : بالدم والروح ..نفديك يا صدام .
لكن المفارقة الغربية هو موقف الأكراد من هذه المحاكمة ، هناك من يري أن الأكراد كانوا رحيمين بالرئيس العراقي صدام حسين أكثر من فرق الموت التي يقودها مقتده الصدر وعبد العزيز الحكيم ، ويستدلون بعدم توقيع الرئيس العراقي جلال الطالباني علي صيغة الحكم ، والحقيقة الجلية تقول عكس ذلك ، لأن الأكراد ينظرون إلي مدى بعيد يتجاوز مسألة إعدام صدام حسين ، هم يستغلون حالة التشرذم بين النسيج العربي العراقي ، المُنقسم بين سنة وشيعة لتحقيق أكبر عدد من المكاسب السياسية ، وبنفس المستوي فهم ينظرون إلي ما يجري في تركيا ، خاصةً وأن هناك حكماً بالإعدام ينتظر عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردي في تركيا ، فإن وافق أكراد العراق علي إعدام صدام حسين فسوف تُعتبر هذه الموافقة تصريحاً أخضر للحكومة التركية يعطيها الحق بإعدام عبد الله أوجلان ، وكلنا نعلم أن الحكومة التركية تتعرض لضغوطٍ هائلة من قبل الغرب بعدم تنفيذ هذا الحكم ، لذلك أرتأي أكراد العراق كبح جماح غضبهم ولو مؤقتاً لمصلحة المشروع الكردي الكبير .
ومما أتعجب له موقف نظامنا الحاكم في الخرطوم من عملية إعدام الرئيس صدام حسين ، وإستغرابه التام أن هذا التنفيذ تم في صبيحة يوم العيد ، لكن ..أليس من حقنا أن نعرف من الذين أعدموا الفريق خالد الزين واللواء عوض السيد بلول واللواء الكدروا في آخر ليلة من رمضان من سنة 1990 م ؟؟ ألم يعدموا ثمانية وعشرين ضابطاً في ليلة يوم العيد ؟؟ ودفنوا جثامينهم الطاهرة في مكان مجهول ؟؟

Post: #76
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:30 AM
Parent: #75

من المفترض أن نسمي عام 2006 عام الإغتصاب الجماعي في السودان ، ليس لأن هذه الظاهرة أصبحت عادية وتحوّلت إلي جزء أصيل من عاداتنا الإجتماعية بل لأن هذه الحمي الخبيثة تفشت في كافة أرجاء السودان ، فهي السلاح الوحيد القادر علي تحطيم معنويات الخصم ، وجعله يعيش في ظلمات فوقها ظلمات إلي أبد الآبدين ، فرح الناس باستقلال السودان ، ولا شيء في الوجود يوازي فرحتنا برؤية علم السودان وهو يرفرف فوق سرايا غردون ، لكن هذ الفرحة تلاشت وذهبت بعيداً من قلوبنا ، لأن المستعمر علي الرغم من كراهيتنا له لم تُسجل عليه حالة إغتصاب واحدة ، مع كونه مستعمر إلا أنه وضع حول نفسه بعض الخطوط الحمراء ، وحواجز أسمنتية سميكة قفزت عليها الإنقاذ لاحقاً متجاوزة حدود الضمير والقوانين ، المفارقة المهمة ونحن نغوص في نفاصيل هذه القضية ، وهي لماذا لم يختار الإغتصاب أرضاً سوي دارفور والجنوب ؟؟ ولماذا الفاعل دائماً هو طرف مسلم ؟؟ إذا أخذنا في الإعتبار أن حكومة الإنقاذ لا تُعتبر مسلمة وكفي بل هي أيضاً صاحبة مشروع رسالي ربط أهل الأرض بأهل السماء ، أيضاً في الجنوب أستغلت القوات البنغالية المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية الوضع ، وتوّرط جنودها وهم من دولة إسلامية في قضايا إغتصاب ضد القصر ، وتسجيل اللوم هنا لا يقع علي الأمم المتحدة والتي تستهجن هذا النوع من العمل الإنسان رخيص ، ولكن اللوم موجه في الغالب إلي من يسيئون وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً ، و إلي من يدين بالدين الإسلامي ويخالف أبسط قواعده .
ما حدث في الجنوب لا يدخل في باب السياسة الممنهجة أو الخطة المدروسة للإغتصاب (systemic Pattern) ، هي جريمة المحرك الأساسي فيها الغريزة والشهوة وخالية من أي بعد سياسي ، هي جريمة لا تُقارن بما جري في دارفور ، لأن الفاعل فيها طرف أجنبي والمتضرر الثاني فتيات قاصرات ربما جعلتهن ظروف الحرب يعانين الأمرين ، والطرف الفاعل كان عليه أن يتمثل بالقيم الإسلامية قبل أن يتقيد بقوانين الأمم المتحدة ، وكان عليه أن يعرف أنه جاء علي رأس مهمة نبيلة وهي حراسة سلام صعب المخاض ، جاء بعد تضحيات عظيمة وخسائر فادحة .
لكن الأمر الذي شد إنتباهي وجذبني إليكتباة هذا المقال هو موقف الإنقاذ من هذه الجريمة ، سُرعان ما خرجت الحشود من جحورها وهي تُندد وتردد علي المسامع الخطب البلاغية ، وسمعنا عقيرتهم ترتفع بالبكاء وتشجب وتدين ، هذه المرة ليس بكاءً علي صدام حسين أو حزناً علي أفول نجم المحاكم الإسلامية في الصومال بل بكاءً علي عرض الفتيات الجنوبيات الذي أُنتهك ، وسبب الخروج ليس كما اشاروا – رفضاً لحدث الإغتصاب أو التغرير كما زعموا – فالخروج كان ضد الأمم المتحدة من حيث المبدأ ، ولا يعلم هؤلاء الغوغاء أن مصدر الخبر هو صحيفة بريطانية أقل ما يُقال في حقها أنها صحيفة غربية وصهيونية لا تُؤتمن الأخبار التي تنشرها ، وجمهور الإنقاذ يتشكك في كل ما تنشره وسائل الإعلام الغربية ، فهو يراها متحيزة وصاحبة غرض ، لكننا نراه الآن يخرج ثائراً ويقلب الدنيا رأساً علي عقب ، فالإنقاذ لا يهمها عرض الفتيات الجنوبيات ، فقد قالها كتابها قبل أن يحين عهدهم ، في مقال صحفي طلبوا فيه من الصادق المهدي في إبان ترؤسه للوزارة : نريد منك جيشاً يحمي أعراض نساء المسيرية !!!
إذاً لا مكان لأعراض نساء دارفور وهن مسلمات في حرم الإنقاذ ، كما أنه في المقابل ، لا تهتم الإنقاذ بما يجري لنساء الجنوب من إغتصاب أو سبي ، وطوال خمسة عشر عاماً لم تًقدم الإنقاذ للجنوب سوي الحروب والكوارث ، وهي الآن تُندد بفيديو إعدام صدام حسين ولكنها في يوم ما كانت تبث حلقات طوال متلفزة عن قيام مجاميعها بإعدام الحياة كاملة في جنوب السودان ، في برنامج ( ساحات الفداء ) شاهدنا آلاف حالات الإعدام بدم بارد ، إن الإنقاذ آخر من يدين جرائم الإغتصاب ، وإن كان لا بد من محاسبة ومساءلة فلنبدأ بمحاسبة رموزها في البداية ، وهؤلاء ( البنغالة ) لم يلغوا في أعراضنا إلا بعد أن رأوؤا الإنقاذ تفعل نفس الشيء في دارفور.
سارة عيسي

Post: #77
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:32 AM
Parent: #76

الخبير ( شعبولا ) يحلل أسباب أزمة دارفور

قال الرسول ( ص) إن من علامات الساعة أن يفتي الجهلاء في شئون العامة ، وهؤلاء الجهلاء يزدادون كل يوم وتُفتح لهم وسائل الإعلام ، يفتون في كل كبيرة وصغيرة ، يدلوننا علي أوجه الخير ويحثوننا إليه ، ينبهوننا إلي الخطر القادم من وراء الأكمة ، أزمة دارفور جلبت إلي مطرحها كل مفكري العالم ، بكافة أطيافهم وتوجهاتهم من عرب قوميين إلي إسلاميين بشقيهم المتطرفيين منهم مثل أيمن الظواهري ومعتدلين مثل الدكتور محمد سليم العوا والدكتور يوسف القرضاوي ، لكن لم أكن أتوقع أن يكون ( شعبولا ) أو الفنان شعبان عبد الرحيم أحد هؤلاء الخبراء الكثر ، ولم يطرق ذهني في يوم من الأيام أن يكون لدارفور ألبوم خاص يُباع في حي ( الدقي ) أو ميدان ( العتبة ) ، أو غيرها من حواري قاهرة المعز التي تعج بالسودانيين ، كنت أعتقد أننا عقدنا طلاقاً بائناً مع أخوتنا المصريين بعد ما جري لبعض أهالينا في ميدان مصطفي محمود ، وقد أعترف وقتها الممثل عادل إمام أن المحتجين كانوا يستخدمون الأطفال كدروع بشرية .. وأن قوات الأمن المصرية كانت في حالة دفاع عن النفس !!!
فإذا خسرنا قضية اللاجئين السودانيين في قلب قاهرة المعز فكيف نثق بمساعدة المصريين لنا في حل أزمة مستعصية مثل أزمة دارفور سببها القتل والحرق والإغتصاب ، أمام أعين وسائل الإعلام العالمية تمكن جيش 6 أكتوبر من قتل ثلاثين مواطناً سودانياً كان ذنبهم الوحيد أنهم أستجاروا بالشخص الخطأ وفي المكان الخطأ وفي الزمن الخطأ ، وقتها لم يُسارع السيد ( شعبولا ) إلي قيثارته لينشد كما عودنا :
أنا بحب دارفور
وبكره الجنجويد
وفي ميدان المهندسين قتلوا
خمسة أطفال صغار
وثلاثة نسوة ما عملوا حاجة
وعشرين راجل كبير
هههيهههههه
وقد نقل التلفزيون السوداني اللقاء المطول مع الخبير ( شعبولا ) ، وعلي الرغم من أميته التي يتباهي بها حذر السيد ( شعبولا ) من تفاقم الوضع في السودان ليصبح مثل العراق ، وأضاف بعداً جديداً للأزمة بعد أن أعترف بأن سببها ( جاموسة ) ، إذاً فهو يخالف الرواية الرسمية في الخرطوم التي تقول أن سبب الأزمة بعير هائج ، وسوف يأتي يوم شخص من جبال ( التبت ) في مجاهيل أسيا ليقول لنا أن سبب أزمة دارفور هو ( وعل ) جبلي ، والأمريكي القادم من (wild west) سوف يقول أن السبب فيها حصان أو ذئب ، كل يري السبب في حيوانه المفضل .

Post: #78
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:34 AM
Parent: #77

يعتبر الشنق أحد أكثر وسائل الإعدام انتشارا في العالم، كما أنه وسيلة الإعدام المعتمدة في مصر، كما أنه يصلح كوسيلة للانتحار أحيانا!

قد ينتج عن عملية الشنق كسر في فقرات الرقبة يؤدي إلى فقدان وعي المشنوق واختناقه، أو إلى إغلاق منفذ الهواء. وإذا لم يحدث الكسر فإنه يؤدي إلى إغلاق الأوعية الدموية الأساسية في الرقبة ومن ثمّ موت خلايا المخ التي تتأثر بسرعة بنقص الأكسجين، وقد ينتج الموت نتيجة لما يسمى بالـcarotid reflex الذي ينتج عن الضغط على موضع في أحد الأوعية الدموية بالرقبة يشبه كرة صغيرة (يعرف موضعها جيدا ممارسو الرياضات الآسيوية) تقوم بتقدير قياس الضغط في الجسم، وبالتالي فإن الضغط عليها يؤدي إلى إشارة خاطئة بأن ضغط الدم مرتفع جدا ومن ثم يصدر المخ أمرا بتقليل ضربات القلب، أو إيقافه في حالة الضغط بشدة كما يحدث في عملية الشنق، فتحدث الوفاة.

التاريخ
استخدمت المشنقة منذ فترة طويلة جدا عبر التاريخ، منذ مصر القديمة، وقد كانت الإمبراطورية الفارسية هي الدولة الأولى التي تقوم باستخدام الشنق كوسيلة لإعدام المجرمين. وفي إنجلترا كانت المشنقة هي وسيلة إعدام المجرمين من القرويين والفلاحين، أما طبقة النبلاء فكان إعدامهم يتم بقطع الرأس! ذلك أن تعليق المتهم لشنقه كان فيه أيضا نوع من الإهانة والتحقير الاجتماعي. وهكذا نرى أنه حتى عملية الإعدام ليس بها عدالة اجتماعية!
في محاكمات ما بعد الحرب العالمية الثانية في ألمانيا، المعروفة بمحاكمات نورمبرج، وفي اليابان، تم الحكم على مجرمي الحرب بالإعدام شنقا نظرا لارتباط الشنق بالتحقير.
بدأ استخدام الشنق في إنجلترا كوسيلة للإعدام في الفترة الساكسونية عام 400 الميلادي. كانت آخر عملية إعدام تتم في بريطانيا عام 1964 لشخصين هما "روبرت ليزلي ستيورت" و"هاري ألين". بعدها تم إلغاء استخدام المشنقة في بريطانيا.

تقنيات الشنق
بدأت عمليات الإعدام بطريقة بدائية، هي ربط حبل في فرع شجرة قوي، وعمل أنشوطة بطرف الحبل الآخر توضع حول رقبة المحكوم عليه. يقوم بعدها الجلاد بشد الحبل ببطء ليرتفع المحكوم عليه من رقبته ويعاني عذابا بطيئا. كانت هذه هي الصورة الأولى لعمليات الإعدام بالشنق، بعدها تم تطوير العملية بحيث يصعد المحكوم عليه على سلم قبل الشنق، أو أن يقف على جزء خشبي يقوم الجلاد بسحبه من تحته.
في القرن الثامن عشر تم تطوير آلة للإعدام في انجلترا تحتوي على أثقال يؤدي تحريكها إلى رفع الضحية عاليا ومن ثم شنقه. بعدها تم تطوير الآلة لتحتوي على جزء معدني يؤدي إلى بدء رفع الثقل عندما يقف عليه الضحية. وإذ ازداد عدد المحكوم عليهم بالإعدام، تم بناء مشانق عبارة عن عمودين تصل بينهما خشبة عرضية، بدلا من موضوع الأشجار هذا، وهكذا يمكن شنق أكثر من شخص في نفس الوقت حسب طول هذه الخشبة العرضية. بعد فترة قصيرة من ظهور هذه المشانق لم تكن هناك مدينة بريطانية تخلو منها.
فيما بعد استبدلت بهذه المشانق طريقة إسقاط الضحية فجأة بعد ربط العنق بالحبل، وهذا يؤدي إلى كسر الفقرة العنقية والموت الفوري.
حتى عام 1808 كان القانون في بريطانيا يحكم بالإعدام بالمشنقة كعقوبة على أكثر من 200 جريمة، من ضمنها هروب المجندين من الجندية، والبقاء مع الغجر لأكثر من شهر، ومحاولة الانتحار(!!). من الواضح أن القانون كان قاسيا ويعاقب بالشنق على كثير من الجرائم الصغيرة التي لا تستحق. تم تحسين الوضع بعد هذا التاريخ وإلغاء عقوبة الشنق على 90 بالمائة من تلك الجرائم الصغيرة، واستبدالها بعقوبات أخف.
عام 1861 قام البرلمان البريطاني بقصر عقوبة الشنق على 4 جرائم فقط: القتل، وحرق المباني عمدا، والخيانة العظمى، والقرصنة. وفي 1868 ألغت بريطانيا الشنق في الميادين العامة.
بمرور الوقت، وبحلول منتصف القرن العشرين، كان العلم قد تدخل في عملية الشنق التي أصبحت تتم على أسس طبية، فأصبحت المشنقة تؤدي غرضها في 15 ثانية فحسب.
أما في الولايات المتحدة فلم تكن المشنقة من وسائل الإعدام الشائعة، في وجود كل من الكرسي الكهربي والحقنة المميتة، أما آخر عملية شنق تمت في الولايات المتحدة فقد كانت في 25 يناير 1996، وتم فيها إعدام شخص يدعى "بيلي بالي". واليوم لا تستعمل أية ولاية أمريكية المشنقة سوى ولاية واشنطن فقط.
في اليابان تم الحكم على مدبر العمل الإرهابي بنشر غاز السارين السام في مترو أنفاق طوكيو بالإعدام شنقا، وكان هذا في 27 فبراير 2004، رغم أن عقوبة الإعدام نادرا جدا ما تنفذ في اليابان.





وفي مصر..
يعتبر الإعدام بالمشنقة هو وسيلة الإعدام المعتمدة والوحيدة في القانون المصري، وقد بدأ الشنق من عصر مصر القديمة، وكان ينفذ في حالات ممارسة السحر وانتهاك الحرمات المقدسة وعدم الإبلاغ عن المؤامرات ضد الفرعون، والقتل والحنث باليمين، واستمر الشنق عبر العصور جنبا إلى جنب مع وسائل الإعدام الأخرى، وفي عصر "محمد علي" تم تقنين الشنق جنبا إلى جنب مع التغريق والصلب ووسائل أخرى. إلا أن الشنق كان الوسيلة الأساسية، إلا لو كان المحكوم عليه ينتمي إلى إحدى الطبقات الراقية في المجتمع.
وتشير تقارير حقوق الإنسان إلى تزايد معدلات إصدار أحكام الإعدام في مصر، بعكس الحاصل في العالم كله، ففي الفترة من 1981 إلى عام 1990 صدر 179 حكماً بالإعدام. وفي الفترة من 1991 إلى عام 2000 صدر أكثر من 530 حكما بالإعدام.
ويعاقب القانون المصري بالإعدام شنقا في جرائم القتل مع سبق الإصرار والترصد، والاغتصاب، وبعض الجرائم المتعلقة بالمخدرات، وإحراق الممتلكات عمداً إذا ما تسبب ذلك في وقوع وفيات، والتجسس في أوقات الحرب، بالإضافة إلى الجرائم المنصوص عليها في قانون مكافحة الإرهاب. ويعاقب القانون العسكري الذي يحكم أفراد القوات المسلحة بالإعدام في حالات أخرى.

كيف ينفذ حكم الإعدام؟
لتنفيذ حكم بالإعدام يجب أن يصدر حكم حضوري من محكمة الجنايات بإجماع الآراء، وتحول أوراق المتهم إلى مفتي الجمهورية لإبداء رأيه الذي يعتبر رأيا استشاريا، ومن لحظة صدور حكم محكمة الجنايات يلبس المحكوم عليه البذلة الحمراء.
تقوم النيابة بنقض الحكم، وعند الفصل في النقض يصبح الحكم باتا ونهائيا وقابلا للتنفيذ. يقوم رئيس الجمهورية شخصيا بتحديد وقت وتاريخ تنفيذ الحكم، على ألا يكون ميعاد التنفيذ عطلة رسمية أو عيدا دينيا. لا يعرف المتهم بميعاد التنفيذ، وفي وقت التنفيذ الذي عادة ما يكون في السادسة صباحا يتم إيقاظ المتهم ليقف في ساحة السجن بحضور مأمور السجن ووكيل النيابة. يتلو مأمور السجن على المتهم قرار الاتهام والحكم الصادر عليه وتاريخه، وفي ذلك اليوم يتم تعليق راية سوداء في السجن. بعدها ينتقل الجميع إلى غرفة تنفيذ الحكم حيث يسأله وكيل النيابة عن رغبته الأخيرة، ثم يقف المحكوم عليه على جزء خشبي يسمى الطبلية يتكون من ضلفتين خشبيتين يمكن فتحهما إلى أسفل. يقوم "عشماوي" بتغطية رأس المحكوم عليه، ثم يلف حبل المشنقة حول رقبته، ويكون هذا الحبل قد صنع خصيصا من أجل المحكوم عليه ويتوافق مع خصائصه البدنية، حيث تُصنع هذه الحبال خصيصا لمصلحة السجون المصرية في لندن.
يشير وكيل النيابة إلى "عشماوي" بتنفيذ الحكم فيقوم بجذب ذراع يؤدي إلى فتح الضلفتين الخشبيتين إلى أسفل وبالتالي يتعلق المحكوم عليه في الحبل من رقبته. يكون طبيب السجن والطبيب الشرعي حاضرين كي يتأكدا من الوفاة.
إذا حدث ولم يمت المحكوم عليه فإنه يعتبر –وفقا للقانون المصري– قد نفذ الحكم ولا يعاد تنفيذه مرة أخرى، وبالتالي يتم الإفراج عنه. إلا أن هذا لو حدث فإنه يعرّض المشاركين في تنفيذ الحكم لمحاكمة عسكرية بتهمة الإهمال.


الكاتب : الدكتور ميشيل حنا

Post: #79
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:35 AM
Parent: #78

الأستاذة سارة عيسى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما قرأت في (سودانايل) عنوان مقالك (شرف السودانيات في سلة البنغالة) خطر ببالي أنك تكتبين عن موضوع قفز الي ذهني فجأة وهو موضوع غير الذي تطرقت اليه في مقالك وهو ما حدث من جنود الأمم المتحدة ضد أطفالنا في جنوب الوطن.

هذا الجنس الآسيوي - المسلم للأسف الشديد - نوع خطير جدا من البشر وهو فيروس بشري ينشرمرضا لا نرى أعراضه الا بعد فوات الأوان وذلك في المجتمعات التي يدخولونها تحت غطاء الحاجة وبالتظاهر بأنهم جنس (مسكين) ومضطهد والقيام بالاعمال التي تعتبر من المهن الدونية التي لا يقوم بها غيرهم كنظافة البيوت وكي الملابس بأسعار زهيدة ثم الايقاع بضعاف النفوس من النساء والمتاجرة بشرفهن. وقد درج الناس في هذه البلاد التي أعمل فيها على النظر الى هؤلاء بعيون عابرة غير فاحصة باعتبارهم – كما أسلفت – جنس مسكين لا يأتي من سوءا وهم السوء كله.

هذا الكلام ليس للنشر بصورته الراهنة ولكن يمكن ايصاله الى الناس بصورة أكثر لياقة لكشف حقيقة هذا الجنس الخطير بكل ما تحمل الكلمة من معني. فقد تسلل هؤلاء الى بيوت السودانيين في الغربة (معظم بيوت السودانيين) تحت غطاء تنظيف البيوت وكي الملابس وعملوا فسادا فيها بل وخرجوا منها يحملون في سلالهم شرف السودانيات من ذوي النفوس الضعيفة لعرضها في الأسواق. فقد سمعت يوما أحدهم يقول لي أن بنغاليا عرض عليه في سوق معروفة بشعبيتها في هذه البلاد شرف السودانيات مثلما يعرضون المكالمات الهاتفية المسروقة بأسعار مخفضة وحز ذلك كثيرا في نفسي وقررت على اثره التوغل قليلا فى مجتمعهم باستخدام وسيلة حسن المعاملة وابداء المودة ، فهم يثقون في السودانيين مثل كثيرين غيرهم لطيبتهم وربما لغفلتهم أيضا. وقد سمعت عجبا من القصص التي بدأوا يروونها لي ومنها أن أحدهم يعمل مكوجيا في منزل بأحد الأحياء المعروفة وهذا البيت يسكنه سوداني وكيف أنه يفعل الفاحشة مع ربة البيت وبنتها وكيف أن هذا الأمر يحدث في أكثر من بيت سوداني – تخيلي هذه المصيبة التي ثمنها توفير ما لا يزيد عن ثلاث دولارات في الأسبوع وبمجموع اثنا عشرة دولارا في الشهر.

وفي زمن قريب شنت سلطات هذه البلاد علي جانب من السوق التي ذكرتها آنفا يكتظ بهذا الجنس ومشهور هذا الجانب بسوق البنغالة – شنت حملات مداهمات وكانت النتيجة أن وجدوا في هذه السوق والشقق التي فوقها كل أنواع الفساد من تزوير وخمور وحشيش وفاحشة ... نعم والله فاحشة وتم نشر صور السيدات ... فكانت زوبعة كبرى.

ما دعاني الى التعليق على موضوعك هو ما رأيته من اقبال أصحاب الأعمال في السودان على هذا الجنس وما ينتظر بلادنا من تكاثر لهؤلاء في القريب ان من الله علينا باستقرارسياسي ننشده ، مع عدم استفادتنا من مما حدث مع من سبقونا مع هذا الجنس السيء والتحذير من مغبة التورط في استقدامهم بصورة غير منضبة نندم عليها يوم لن ينفع ندم.

وتحية طيبة لك وسلام على بنات وبني وطني ودعوات من الله أن يحفظنا من شرور أنفسنا وسيئات ما قد نقدم عليه من عمل دونما ترو وتمحيص.
Mohammed S. Satti

Post: #80
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:37 AM
Parent: #79

كثرة المراكز البحثية في الخرطوم


تنتشر في السودان في هذه الأيام ظاهرة المراكز البحثية ، وحسب معلوماتي المتواضعة هناك مركز للدراسات الافريقية ، ومركز يشرف عليه البروفيسور حسن مكي اسمه مركز دراسات القرن الأفريقي ، ومركز الدراسات الإستراتيجية ومركز أبحاث الإيمان ، وربما يجد القراء المزيد من هذه المراكز التي أصبحت منافسه لمحلات خلط العطور وبيع المساحيق ( بالملعقة ) في الأحياء ، التساؤل ليس مطروحاً هل نحن في حاجةٍ إلي هذه المراكز المنتشرة والتي تزاحم المستشفيات وأماكن رياض الأطفال ولهوهم.. لكن السؤال الحقيقي هو من أين تموّل هذه المراكز ؟؟؟؟ وكيف يتم اختيار مسميات لها ونحن نري أنه ليس هناك فرق كبير بين مركز يهتم بالدراسات الإفريقية ومركز ضرار آخر يهتم بدراسات القرن الإفريقي ، وربما تم تأسيس هذه المراكز بناءً علي رغبات النخب المتنفذة في الإنقاذ والتي يطلق عليها في البيت الإنقاذي بالنخب ذات الأفق الإسترتيجي والتي تخطط لأمد بعيد يتجاوز وقتنا الحاضر ، بذلك تكون حكومة الإنقاذ هي الممول الرئيس لهذه المراكز ، فتصرف عليها من مال الضرائب الذي تقتطعه حتى من بائعة ( الكسرة والشاي ) وتصرفه بسخاء علي تنقلات هؤلاء السادة الذين يسمون أنفسهم مفكرين لم يأتي الزمان بمثلهم ، يتنقلون بين لندن وباريس ويستجمون في القاهرة ويناقشون أفكارهم في ساحة الفضائيات .
ليس غريباً إذا قلت أن هذه المراكز علي الرغم من اسمها ذو المدلول العلمي الكبير إلا أنها في العمل شبيه لما يُعرف ( بزوايا الصوفية ) مثل القادرية والتجانية ، كل مركز تشرف عليها شخصية هرمية واحدة تتحكم في انتاجه الإنساني ، ومن المستحيل أن تضم هذه المراكز خيطاً خارج نسيج الإنقاذ ، معظم مديري هذه المراكز من المعمرين في الحركة الإسلامية ،وبعضهم بقي في منصبه إلي أن فارق الدنيا ، وعلي ما يبدو أن الغرض من هذه المراكز ليس تقديم اطروحات وتحليلات عن كل ما يمر بنا من أحداث بقدر ما هي إحدي وسائل كسب العيش ، هي حيلة تعوض بها الإنقاذ الذين فاتتهم فرصة اقتسام الكيكة في مناصب الدولة .
لكن السؤال لا زال قائماً هل نحن في حاجة إلي هذه المراكز ؟؟
فما الفائدة من هذه المراكز إذا أعلمتنا بكل كبيرة وصغيرة تجري في أرض الصومال ولكنها تتجاهل عن عمد ما يجري في دارفور !!!
وما الفائدة أن نعرف أن الحبشة كانت سلطنة إسلامية وعربية اللسان إن كان من حولنا يوجد نظام يُسمي نفسه إسلامي أدخل بلادنا في مستنقع من الدماء وقسم البلاد علي أُسس جهوية وطائفية !!
قبل التقارب مع فلسطين والصومال ..أليس من حقنا أن نتقارب مع مواطن دارفور ونتحسس قضاياه !! أليس من حقنا أن نحقن الدماء بالتعايش الإجتماعي عوضاً عن تقسيم المجتمع إلي عرب وأفارقة ؟؟
سارة عيسي

Post: #81
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:38 AM
Parent: #80

حرب السفارات بين الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني


قبل أن توقع الحركة الشعبية علي اتفاق سلام نيفاشا مع حكومة الإنقاذ كنت أعلم أن الحركة الشعبية تتمتع بعلاقات دبلوماسية ممتازة مع مصر والجزائر وتونس ، بسبب هذه العلاقات القوية أتهمت حكومة الإنقاذ في يومٍ المملكة العربية السعودية بتقديم الدعم العسكري للحركة الشعبية ، وعرض برنامج ( ساحات الفداء ) أدلة قوية تؤكد هذه المزاعم ، ورأينا بعض ضباط الجبهة الإسلامية في الجيش السوداني وهم يعرضون صناديق ذخيرة عليها ديباجة المملكة العربية السعودية والمكونة من سيفين ونخلة ، وقد مضت الإنقاذ بعيداً وهي محبوكة بحبل الهواجس فأتهمت أيضاً دولة الإمارات العربية بدعم الحركة الشعبية ، فكان المقدم يونس محمود يردد هذه الأكذوبة صباحاً ومساءً ويكيل الإتهامات لكل دولة وقفت محايدة في تلك الحرب ، بشهادة الإنقاذ أن الرفيق جون قرنق كان يحظي بمعاملة خاصة من رفيق دربه الرئيس اليوغندي يوري موسفيني ، ليس هذا فحسب ، الحركة الشعبية تملك ثقل دبلوماسي كبير في زمبابوي ونيجيريا وجنوب أفريقيا وأثيوبيا وأرتريا وكينيا في وقت كانت فيه حكومة الإنقاذ تعاني من عزلة دولية تامة السبب فيها تعهد الإنقاذ بتصدير الثورة إلي دول الجوار ، بالتأكيد لن أتطرق إلي الدعم المعنوي والسياسي الذي لقته الحركة الشعبية في دول الغرب وبالتحديد في الولايات المتحدة وبريطانيا ،و إن قسنا المصالح التي جناها الطرفان الموقعان من اتفاق نيفاشا لقلنا بدون أي تردد أن الإنقاذ كسبت معركتها الدبلوماسية علي ظهر الحركة الشعبية .
إذاً حديث السيد/الدرديري مردود عليه عندما يتهم الحركة الشعبية بأنها أصبحت تملك أكثر من 18 سفارة في الخارج ممثلة فقط لحكومة الجنوب ، الحركة الشعبية قبل توقيعها علي اتفاقية نيفاشا كانت تملك تمثيلاً دبلوماسياً أكبر من الذي رصدته حكومة الإنقاذ ، هذا القبول الواسع للحركة الشعبية في الخارج والذي أثار عليها حنق الإنقاذ لم تنله الحركة في غضون يوم أو يومين ، أو علاقة عابرة تمت في الخفاء وفقاً لمرئيات المصلحة المتبادلة ، بل علاقات الحركة الشعبية مع المجتمع الدولي هي إرث طويل خلفه الراحل قرنق ، وأكاد أجزم بأن علاقة الحركة الشعبية قد أهتزت مع المجتمع الدولي بعد تكوين ما يُسمي بحكومة الوحدة الوطنية ، فالوهن الذي أصاب الإنقاذ في تعاملها مع العالم أنعكس سلبياً علي الحركة الشعبية ، فمغامرات المؤتمر الوطني مع الأمم المتحدة سدد فاتورتها الطرفان ، وطرد المبعوث الإنساني يان برونك بقرار حزبي من المؤتمر الوطني ومن دون الرجوع إلي قواعد الشريكين يُعطي الحركة الشعبية مبرراً أن لا تبني تصورها في العلاقات الدبلوماسية مع الدول والحكومات وفقاً لمنظار حزب المؤتمر الوطني ، أصلاً أن حزب المؤتمر الوطني قد خرج للتو من عزلته الدبلوماسية ولا يمكن أن تعود الحركة الشعبية إلي نفس القمقم الكئيب ، الإنقاذ تعد عدتها لمحاربة أمريكا وبريطانيا في أرض دارفور ، لكن هذين البلدين بالنسبة للحركة الشعبية هما حليفين وشريكين في عملية السلام التي أوقفت سيل الدماء المسكوبة في أرض الجنوب ، ليس لحزب المؤتمر الوطني ما يخسره إذا قرر محاربة المجتمع الدولي ، فهو قبل هذا العهد أعتاد علي حياة الظلام والعزلة ، أما الحركة الشعبية فسوف تخسر الكثير إذا قررت مجاراة حزب المؤتمر الوطني في خبط عشوائه ، أهل الجنوب في حاجةٍ إلي المساعدات الإنسانية ويهمنا في المقام الأول أن تكون الأمم المتحدة حاضرة في الجنوب ،فالجنوب كان مسرحاً للحرب ولذلك ألم الخطب بالإنسان والحيوان والبيئة علي حد سواء فليس من المعقول أن تربط الحركة الشعبية علاقاتها كما يريد حزب المؤتمر الوطني !!!
لكن أليس من حقنا أن نتساءل عن معنى مصطلح سفارات السودان في الخارج ، أجمع كل الذين عايشوا العمل الدبلوماسي طوال حقب حكومات السودان المتعاقبة أن هذه السفارات المتوزعة علي دول العالم ليست إلا بؤر إجتماعية يسيطر عليها طيف إثني واحد جاء علي قطار المحسوبية السريع ، في سفارة واحدة يُمكن أن تجد الزوج والزوجة والإبن وعريس الإبنة المرتقب ، وهناك سفارات تحولت إلي ( جمعيات ) أسرية وبعضها تحول إلي سوق تُباع فيه الشهادات الجامعية كما يمارس فيها دعاة النصب والإحتيال هواياتهم عن طريق عرض مخططات سكنية كاملة في العاصمة الخرطوم ، وأتمني أن لا تكون الحركة الشعبية قد تلطخت سمعتها بنزوات حزب المؤتمر الوطني أو سارت علي هذا الوحل ، ليس لدينا سفارات في الخارج حتى نتباكي عليها أو نوجه الإتهام للحركة الشعبية بأنها خطفت منا الأضواء : ولم تبقي لنا شيئ نعرضه في الإستفتاء المزمع كما يقول السيدالدرديري ، إن الحركة الشعبية مدرسة للأجيال في العمل الدبلوماسي كما هي أيضاً رأس رمح المهمشين ضد الفقر والمحسوبية والتمييز علي أساس العرق والدين ، وهي أيضاً شمس السودان الجديد الذي ينير بالحرية والديمقراطية فتعلموا منها يا أحبائنا في المؤتمر الوطني .
سارة عيسي

Post: #82
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:40 AM
Parent: #81

هل تعتقد أن السودان يتعرض لمؤامرة الغرض منها تمزيق هويته العربية والإسلامية ؟؟
الإجابة : 95% من المشاركين أجابوا بنعم !!
هكذا يحشد الدكتور فيصل القاسم المؤيدين لوجهة نظره ، وأجزم بأن جل المصوتين علي شبكته يقيمون في دولة قطر ، ولا يمكن أن نعوّل علي هذا النوع من الاستفتاء العبيط ، لأن مخادع واحد يستطيع التصويت أكثر من مرة ، كما أن خيار التصويت الإلكتروني متاح فقط لمن يملكون أجهزة كمبيوتر وخط هاتفي وفاكس موديوم ، ولا أظن أن أهالينا في دارفور والمعنيين بحلقة فيصل القاسم قد سمعوا بهذه الأشياء ، لذا فقدوا حقهم في التصويت ، فتكفل بذلك جمهور الأخوان الذي يعيش في قطر وهم بالتأكيد لا يعرفون أين تقع مدينة كبكبية وكتم وبرام ، ولا أظنهم سمعوا بمعسكرات مثل طويلة وأبو شوك ،حتى فيصل القاسم لا يعرف عن دارفور سوي أنها أرض معركة بين العرب والأفارقة ، وواجباً عليه – بحكم خلفيته القومية المرجحة لكفة البعث العربي – أن يقف مع اخوته العرب في دارفور ، قدّر الدكتور فيصل القاسم عدد الضحايا في دارفور بعشرة آلاف فقط ، هذا الرقم وإن بدأ متواضعاً إلا أنه يفصله ألف واحد عن الرقم الذي أعترفت به الإنقاذ ، ويري أستاذنا فيصل القاسم أن هذا العدد الضئيل لا يستحق كل هذه الضجة ، ربما لا يعلم أن الرئيس العراقي صدام حسين أُعدم في صباح يوم العيد لأنه قتل أناساً أقل من هذا الرقم بكثير ، والنار كما تقول الحكمة العربية من مستصغر الشرر ، والقرآن الكريم يقول : من قتل نفساً واحدة فكأنما قتل الناس جميعاً ، إذاً ليس المطلوب أن نتستهين بعدد الضحايا مهما قل في نظرنا ، فإن لم يكونوا إخواننا في العروبة فهم إخواننا في الإنسانية ، وهذا هو الفرق بين الإنسان العربي والأوربي ، الإنسان الأوربي وصل إلي حقيقة التعايش الإجتماعي والتسامح منذ وقت مبكر ، فمن المستحيل الآن أن تنشأ حروب يحركها العرق والدين في أوروبا ، أما الإنسان العربي فكأنه خرج للتو للوجود ، وما يحدث في العراق الآن يعطينا أصدق الدلالات ، فالعربي الشيعي يقتل العربي السني وبالعكس ، وعندما أقتحم صدام حسين الكويت مارس كل ما عرفته العرب في تاريخها الجاهلي من قتل وإغتصاب وتحريق .
المشاركين في حلقة الإتجاه المعاكس الأخيرة شخصين عرفهما الأستاذ /عمار محمد آدم منذ أول وهلة ، كلاهما من مدرسة الدكتور الترابي ، ليأتي المشهد منسجماً مع أيدلوجية قناة الجزيرة ، مراسلي قناة الجزيرة في الخرطوم يتم انتقائهم بناءً علي هذه الخلفية ، لذلك كان الأخ عمار محمد آدم محقاً في تصنيف هذه القناة بأنها بوق للأخوان المسلمين .
المشارك علي يمين فيصل القاسم وهو الأستاذ/سيف الدين بشير ، وهو رئيس تحرير لصحيفة سودانية مغمورة تُسمي (Sudan Vision) ، وهو إحدي الصحف التي أنشأتها الإنقاذ في إطار حملة العلاقات العامة والساعية إلي تلميع صورتها أمام من يستخدمون اللغة الإنجليزية كوسيلة للتخاطب ، يقول سيف الدين بشير أن الأمريكان شكوا له من إنقسام الحركات المسلحة في دارفور ، وكأنهم نسوا-الأمريكان- أن هناك شييء اسمه لجان الكونغرس التي من المفترض أن يطرحوا عليها هذه الإشكاليات ، ونسوا معهد أنتربرايز وجامعة هبوكنز وهارفارد ، والخبراء من أمثال جيمس بيكر واللورد هاملتون ، ولا أظن أن أخونا سيف الدين البشير هو المصدر الموثوق الذي يأتمنه الأمريكان علي هواجسهم ومخاوفهم ، وقد حاول تملق فيصل القاسم ( الشامي ) عندما نسب مقولة سودانية تعود إلي ما قبل 300 عام ليؤكد فيها أن أهلنا في الشام واليمن كانوا حاضرين في ذاكرتنا منذ ذلك التاريخ ، كادت هذه اللفتة أن تمر لولا يقظة أخونا عمار محمد آدم : في ذلك الوقت لم تكن هناك دولة سودانية بنفس المفهوم الذي يتناوله الناس الآن ، وذكرّهم الأستاذ/عمار بموقف اللبنانيين المتحفظ من عروبة أهل السودان ، نكتة يتناولها الناس في الشارع اللبناني أن سلطات الأمن أعتقلت مواطناً سودانياً وسألته عن جنسيته ؟؟ فقال لها : لبناني محروق !!!
النقطة المفصلية في الحلقة يا تري لماذا أصطف يهود أوروبا في صف المساندين لضحايا أزمة دارفور ؟؟ وهل صحيح أن إسرائيل أخذت علي نفسها عهداً بتمزيق السودان إلي دويلات ؟؟
للرد علي هذه الترهات علينا أن ننظر بعين العقل إلي التعاون السوداني في عهد الإنقاذ مع حكومة الرئيس بوش التي يحركها اليمين الصهيوني كيف يشاء ، فالسودان في نظر الولايات المتحدة هو مجرد حليف قوى ساعدها في الحرب علي الإرهاب والقضاء علي القاعدة ، والتعاون بين إسرائيل وحكومة السودان بدأ في عهد الرئيس العربي الشمالي المشير جعفر نميري ، ولقد ساعد النظام الحاكم في تمديد الرقعة الديمغرافية في فلسطين لصالح اليهود ، فيا تري كم بلغ الآن عدد يهود الفلاشا الذين أرسلهم النميري إلي هذه البقعة المباركة ؟؟ وهل تمت محاكمة النميري علي هذه الفعلة ؟؟ بل ما رأيناه كان أعجب من ذلك ، بعض الضباط الذين اشرفوا علي هذه العملية تم وضعهم في مراكز دبلوماسية رفيعة ، وكأن الإنقاذ تقول لإسرائيل : أن ترحيل الفلاشا ليس عيباً ننكره وليس شرفاً ندعيه .
نعم ، نحن نحترم اليهود الذين وقفوا معنا بضمائرهم ومشاعرهم وأهلنا يتعرضون لآلة الموت علي يد الإنقاذ كما قال الأخ أبو بكر القاضي ، لكن المحك الحقيقي هو كيف وقفت 160 منظمة يهودية مع ضحايا العنف في دارفور ولم تقف منظمة إسلامية واحدة ضد هذه الأعمال الوحشية ؟؟
والعرب من شعبان عبد الرحيم ونهاية بالسيد/عمرو موسي يؤكدون موقف واحد وهو أن الدولة قامت بواجبها تجاه من حمل في وجهها السلاح ، ومن يغيث الضحايا في دارفور ليس الجامعة العربية بل المنظمات الغربية والتي تصنفها الإنقاذ بالكفر والزندقة ، أليس من حقنا أن لا نرفض مسانداً لقضيتنا بسبب لونه العرقي أو ديانته ؟؟
سارة عيسي

Post: #83
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:41 AM
Parent: #82

الاخت الفاضلة سارة
لك التحية والاجلال
انا من المطلعات علي معظم كتابتك واعتقد انك صحفية كون لك الالمام الكثيربالمعلومات وانا اتفق معك في بعض النقاط واختلف في بعض اخر .
اولا ان ماحدث في دارفور هو ابادة جماعية والحكومة لها اليد في هذه الابادة وهذا امر نرفضه جميعا
ولقد وقف العالم ولم يقعد لماذا هل ذلك فعلا بأسم الانسانية ؟ ام لشئ في نفس يعقوب ؟
طيب لماذا لم يقف العالم في مشكلة (( رواندا وبورندي ))؟ برغم اختلاف التشبه لكن المفترض ان يقف
العالم لقف هذه الحرب باسم الانسانية فقط برغم العدد الذي راح ضحية هذه الحرب الاهلية فاق ما حصل في
دارفور بأضعاف اليس كذلك ؟؟
ثانيا إن الانسانية في اى مكان يجب ان يدافع عنها وانت ذكرتي بان الشعوب الاوربية وصلت الى التعايش السلمي والاجتماعي والديني والعرقي ولكن ما الذي حصل في البوسنة والهرسك اليست حرب دينية ؟قضت على الاخضر واليابس حتى اخيرا تحرك ضمير العالم
ثالثا اتفق معك ان العرب والجامعة العربية لم يدعموا ولم يقفوا في قضية دارفور ونحن لانريدهم ان يقفوا معنا لان مواقفهم معروفة لدينا وهم سبب مشاكلنا بسبب الانتماء اليهم
رابعا انك قلت إن السودان كان حليفا لامريكا في مكافحة الارهاب اوافقك علي هذا ولكنه كان تعاون محدود
وبرغم هذا التعاون هل حذف اسم السودان من قائمة الارهاب ؟؟ يعني انك تقصدين بعد تعاون السودان مع امريكا
حاليا وفي عهد النميري يمكن استبعاد مؤامرة امريكا واليهود عليه فهذا تفكير ساذج اليس هم الذين نهبوا اليورانيم في عهد النميري وهم الذين اغلقوا ابار النفط عندما كان تعمل شركة شفرون الامريكية باتفاق مع الدول العربيةالنفطية مثل السعودية والعراق والكويت في عهد النميري , ايضا اليس هم الذين قتلوا قرنق الوحدوي وبذلك يفوتوا فرصة وحدة السودان.
لماذا لم يتحرك العالم لوفاة فرنق مثلما حدث في مقتل الحريري؟؟ اليس هم الذين تحالفوا مع الافغان والافغان العرب ودعموا بن لادن للقضاء على الروس والشيوعية ثم انقلبوا عليهم . وقضوا على الديموقراطية في مهدها لانها جاءت بالاسلاميين في الجزائر والان يقضون عيها في فلسطين وادخلوا العراق في بحر من الدماء وهم الذين ضربوا اليابان بالقنبلة الذرية وابادوا الهنود الحمر اصحاب الوطن الاصليين في امريكا ؟؟؟
وتاريخهم الاسود مسجله التاريخ وهذ ا النظام في السودان شبيه لهم
ارجو ان تتحري الدقة في تناول بعض القضايا ولاتعميك الكراهية لهذا النظام من قول الحقيقة لاننا كلنا نكرهه
لكن الحق يقال وان القلم الكاذب قد يؤدي الى اشعال فتنه والفتنة اشد من القتل .
عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساوي
صحيح ان هناك مؤامرة على السودان !! لكن السبب مين هى الحكومة بكل تأكيد والمفترض ان تضيع
هذه الفرصة على المتآمرين . انا في انظار ردودك على هذة التساؤلات ولك التحية
ونلتقي
اختك
أميرة احمد علي

رغماً أن الأخت أميرة راسلتني علي الايميل ، ومن المفترض أن أرد عليها بنفس الطريقة ، إلا أنني آثرت كسر حاجز الخصوصية ونشر رسالتها بالكامل ، ذلك لعدة أسباب من بينها تعميم الفائدة ، ثانياً لتشجيع النقد وبث روح المشاركة ، فهناك من يكتب أفضل بكثير من الذين نسميهم اليوم ( بالصحفيين ) ، لكن عدة ظروف ربما حالت بين هؤلاء الكتاب والقراء ، ومن حسنات النسيج الأثيري أنه أعطي فرصة المشاركة للجميع ، وسمح بتدوال الأفكار عبر القارات والدول ، نفس المقال الذي أشارت إليه الأخت أميرة وصلتني تعليقات عليه من استراليا وأمريكا وكندا ولندن والإمارات العربية المتحدة والسعودية ، بعضها قادح وبعضها مادح ، ليس ذلك مهماً لأن الإختلاف من شيم البشر ، بل المهم أن ترتقي سمة الحوار والنقد البناء ، هناك نقاط إيجابية اشارت إليها الأخت / أميرة ، من بينها أن ما جري في دارفور هو إبادة جماعية السبب فيها حكومة الإنقاذ ، مع أنني لا أري أي علاقة بين ما حصل في رواندا من مجآزر وبين ما جري في دارفور ، بالذات في نقطة تقاعس المجتمع الدولي في رواندا وهمته في إغاثة الدارفوريين ، مع إن الثمن في رواندا أنتهي بزوال حكم الهوتو ، والإنقاذ كما نعرف لا زالت تحكم ، ولا زالت تحظي بإعتراف المجتمع الدولي وتقابل قراراته بمزيد من التعنت والمكابرة ، إن تآخر المجتمع الدولي عن إغاثة الروانديين هو الذي جعله يهرع إلي نجدة أهل دارفور ، مع العلم التام أن خصوصية الأزمة الرواندية تختلف عن مثيلتها في دارفور ، فالتوتسي والهوتو لهم سجل حافل من المناكفات والحروب على عكس دارفور والتي بدأ الصراع فيها بين الإثنيات بعد وصول نظام الإنقاذ إلي الحكم .
بالنسبة لما جري في البوسنة ، هناك من صنّفه بأنه صراع قومي داخل الامبراطورية اليوغسلافية المفككة ، لأن الكروات شكلوا محوراً في النزاع وهم ليسوا بمسلمين ، لكن هناك من يري بأنها حرب بين الكاثوليك والأرذوكس ، هذا يعيد كرة الحرب إلي سلة الأسباب الدينية للمرة الثانية ، لكن إذا نظرنا إلي ما أنتهت إليه هذه الحرب فسوف نجد أنها قامت علي أسباب سياسية وإقتصادية وإجتماعية أكثر مما منها دينية ، لأن الأرذوكس لم ينتصروا علي الكاثوليك ، كما أنهم لم ينتصروا علي المسلمين ، والولايات المتحدة لم تدخل هذه الحرب لأجل نصرة المسلمين كما يتخيل الكثير من الناس ، بل لأن مواطني البوسنة والهرسك هم أوربيين في نظرها قبل أن يكونوا مسلمين ، ووقفة المجتمع الدولي ضد هذه الحرب بالذات حرّمت علي الأوربيين الإنزلاق في جرف الحروب الدينية والعرقية من جديد ، فهؤلاء الناس يستفيدون من التاريخ ويتعلمون من أخطائهم .
بالنسبة لسرقة اليورانيوم في عهد النميري من قبل الأمريكان ، أو أنهم – بإيعاز - من دول الخليج أوقفوا تدفق البترول السوداني إلي الأسواق العالمية ، هذه كلها تكهنات ولا تستند إلي واقع من الحقيقة ، فالنميري كان عميل للولايات المتحدة ويحسب لها ألف حساب ، وبالمناسبة هو آخر رئيس سوداني زار الولايات المتحدة ، وبالنسبة لحادثة مقتل قرنق وهل كانت هناك سببية تربطها بنظرية المؤامرة كما حدث للرئيس اللبناني الراحل رفيق الحريري فأنا أري في هذا الربط نوعاً من الخلط ، كان في لبنان وجود أمني وإستخباراتي واسع لسوريا ، وكان رجال المخابرات مثل غازي كنعان يسيرون أمور الحكم في لبنان ، فالحريري رحل عن الوزارة بعد تعرضه لضغط هائل من قبل الرئيس السوري بشار الأسد والذي هدده بالقتل والتصفية ، إذاً هناك بون بين حادثة مقتل الحريري والذي ينتمي للطائفة السنية مع توفر مؤشرات تؤكد ضلوع السوريين في المؤامرة وما بين حادثة تحطم طائرة قرنق والتي أراها ناتجة عن ظروف الطقس والمناخ .
وفي الختام أرحب برسالة الأخت الأميرة وأتمني أن أري لها مساهمة في الصحافة الإلكترونية ، هذه المنابر في حاجةٍ إلي قلم المرأة ، ليس بالضرورة أن نتفق أو نختلف ، ما يهمنا أن يبقي الحوار مفتوحاً ، وأن نفتح كوة في جدار العتمة والظلمة تسمح بدخول أشعة الحرية للقطر السوداني .
مع تحياتي
سارة عيسي

Post: #84
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:43 AM
Parent: #83

الحركة الشعبية لتحرير السودان من غير ياسر عرمان


تابعت في الأيام الماضية ما يتعرض له الرفيق والقائد ياسر عرمان من هجوم وتآمر ، هالتني كثرة القيل والقال والهمز واللمز ، وأقاويل يروّجها إعلام الإنقاذ كلها تصب في خانة الإساءة لهذا البطل العظيم ، هم يعلمون الدور الحساس الذي لعبه الأخ ياسر عرمان في تاريخ صناعة الحركة الشعبية ، هم يعلمون أيضاً ، أن الأخ ياسر عرمان أشتهر بالوضوح وعدم المواربة ، وعندما أعلن إنضمامه للحركة الشعبية لم يفعل ذلك في الخفاء ، أو أنتظر لعدة سنوات في الخرطوم حتى تأتيه الحركة الشعبية وهي مكللة بزهور النصر ليقول : أنا كنت معكم بقلبي ومشاعري !!
الأخ ياسر عرمان كما يقول عنه تاريخه الذي يعرفه المقربين إليه ، أعلن إنضمامه للحركة الشعبية أمام الشهود والأعيان بعد أن قدّم طلبه بالإستقالة عن الجبهة الديمقراطية للطلاب ، وقتها راجت الكثير من الأقاويل ، هناك من أدعي أن الأخ ياسر قد توّرط في جريمة قتل ، وهروباً من تنفيذ الحكم لجأ إلي الحركة الشعبية بحثاً عن الحمي والحماية ، وما أعرفه عن الأخ ياسر أنه لم يكن مطلوب في أي قضية جنائية ساعة إنضمامه للحركة الشعبية ، والذين روّجوا لهذه الأكذوبة نسوا أن يكتبوا لنا إسم الشهيد الذي أغتاله الأخ/ياسر عرمان وأين تم ذلك وكيف ومتى ؟؟
الأخ ياسر عرمان محسود على مبادئه ومحسود علي مواقفه منذ أبد بعيد ، ونظر خصومه إلي صفحته البيضاء فوجدوها خالية من عيوب الساسة فساءهم ذلك ، لذلك عمدوا إلي تشويه صورته بهذا الشكل الرخيص ، من يهرب من عقوبة الموت فلن يختار الحياة في أحراش الجنوب والتي نسبة أن تعيش فيها أقل من الصفر ، وقد قاتل في صفوف الحركة الشعبية ، في وقتٍ كرست فيه الإنقاذ كل موارد السودان لإستئصالها من الوجود ، لن يتخلي الأخ ياسر عرمان عن الحركة الشعبية في وقت السلم وهو الذي قاتل في صفوفها في أيام الخريف والشتاء ، وقد أكبرت في ياسر عرمان قراره عندما زهد في صينية المناصب ، فهو لم يحارب من أجل الجاه أو المنصب ، هذا هو ياسر عرمان عرمان الذين نعرفه ، عاش وهو نصير للمهمشين ، وحارب من أجل السودان الواحد الموحد ، رجل لا يسيل لعابه من أجل المناصب ، وقد رأينا كيف يبدل أقوام جلودهم بين يوم وليلة من أجل منصب صغير ، هناك من تنكر للسيد الكبير وباعه بثمن بخس وكان فيه من الزاهدين ، طينة الأخ ياسر عرمان ليست من هؤلاء ، إنه رجل حارب لغيره ويحمل بين أضلاعه هماً قومياً أصبح عملة نادرة في هذه الأيام .
في عام 92 كنت أسير بشارع الموردة ، وصادف أن وجدت الشارع مغلقاً لأن المتخندقين داخل المجلس الوطني قرروا الخروج إلي الشارع لمخاطبة مسيرة مليونية ، تذكرت مقولة لصديقي مدوت دينق عندما سألته مرةً : لماذا يصف أهل الإنقاذ المسيرة بأنها مسيرة مليونية؟؟ أو أن يقولوا في منحى آخر ندوة كبري؟؟ قال لي ساخراً : هؤلاء عندهم مشكلة في (Figures & calculation) ، المهم ، خرج علي الجموع كل من محمد الأمين خليفة وكان وقتها يشغل منصب رئيس المجلس الوطني فقال لهم : إن أرادوا السلام فأهلاً به وإن رفضوه فرضنا السلام ، تجاوبت الجموع المنفعلة مع خطاب الأمين خليفة بالتكبير والتهليل ، ما عدا السيد عبد الباسط سبدرات ، فهو الوحيد الذي خرج من طوره وهتف بملء الفم :
الليلة مبيت في توريت
عرفت عندئذً سبب هذه الضجة ، مدينة توريت قد سقطت في يد مليشيات الجبهة الإسلامية ، شعرت بالحزن والأسي لأننا فقدنا آخر أمل نعتمد عليه للخلاص من الإنقاذ ، حزن لم يعدله إلا حزني علي رحيل الشهيد قرنق ، تحدثت صحافة الإنقاذ عن نجاعة الحل العسكري ، وكتبت الأقلام عن عدم جدوي التفاوض مع الحركة الشعبية في أبوجا ، متمثلين بقول المتنبيء :
من وجد البحر استقل السواقيا
بالفعل ، ما هي ضرورة أن تتفاوض الإنقاذ مع الحركة الشعبية إن كان هناك يُسر في تحقيق الإنتصارات عليها في الميدان ؟؟
بعد عام من هذه الواقعة ، تابعت تداعيات زيارة الدكتور الترابي للولايات المتحدة ، هناك أفضي الدكتور الترابي بسر خطير لم يكن من المطلوب أن يبوح به ، أعترف الدكتور الترابي أن الجيش السوداني تمكن من تحرير توريت بعد أن تسلل داخل الأراضي الأثيوبية فقام بضرب الحركة الشعبية من الخلف ، والعهدة علي لسان الدكتور الترابي ، إن هذا التنسيق قد أُعد مسبقاً بين الجيش السوداني وفصائل التيغراي ، وهو أن يتعاون الطرفان وفق ما تتطلبه المصلحة الظرفية ، فتقوم الحكومة السودانية بمساعدة هذه الفصائل عسكرياً ولوجستياً من أجل إسقاط مانقستو ، على أن تسمح هذه الفصائل بعد وصولها للحكم للجيش السوداني بغزو الحركة الشعبية في معاقلها من قبل الجنوب ، رفضت الحكومة الأثيوبية تصريحات الدكتور الترابي بشدة ونفت أن يكون الأمر قد تم علي هذا النحو ، وفي نفس الوقت نفي الرئيس البشير تصريحات الدكتور الترابي بشدة وأعتبر ما قاله لا يخرج عن حدود الرأي والرأي الآخر وأن للجيش متحدثٌ ينوب عنه في تلاوة البيانات العسكرية ، وأظنه في ذلك الوقت كان اللواء عبد الله عويضة .
هذه الحادثة وإن بدت بسيطة إلا أنها كانت شرارة البداية لحريق النزاع بين القصر والمنشية ، أو كما يحلو للبعض أن يسميها بداية النزاع بين عسكر الجبهة ومدنييها الذين لم يعملوا بالمثل الصيني : إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب .لكن هذه الحادثة دلّت أن مدينة توريت لم تسقط في يد جيش الجبهة الإسلامية إلا بعد أن عقدت الإنقاذ صفقة مع حليف خارج الحدود وهو جبهة التيغراي ، لكن هل أستمر الوضع علي هذا الشكل ؟؟ وكيف خرجت الحركة الشعبية من هذا الحصار المباغت ؟؟ وكيف نجحت عبقرية الراحل قرنق في إستعادة ذمام المبادرة من جديد كما تجلى ذلك في أيام غرٍ طوال بدأت بتحرير الكرمك وقيسان في عام 97 وإستعادة كبويتا وتوريت في عام 2001م ؟؟
سارة عيسي








[اضف رد] صفحة 1 من 1: << 1 >>




· · · أبحث · ملفك ·


الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها

© Copyright 2001-02 Sudanese Online All rights reserved.

http://www.sudaneseonline.com
Software Version 1.3.0 © 2N-com.de


Post: #85
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:44 AM
Parent: #84

نعم ، أصبت بالدهشة عندما علمت أن كل من الإذاعة السودانية ، وقناتي النيل الأزرق والفضائية السودانية ، توقفت جميعها عن البث بحجة تضامنها مع مراسل الجزيرة سامي الحاج ، تمنيت من الله أن يستمر هذا الإضراب لأن فيه خلاصاً للشعب السوداني من هذه الوجوه التي تتعامل مع هذه المؤسسات القومية على أساس أنها ملكٌ حر لا يقربه أحد ، وفي هذا الإضراب ، على الرغم أننا لم نشعر به لأن كهرباء السودان قد عودتنا علي مثل هذا النوع من الإضرابات التلقائية ، فلهذا الإضراب أكثر من فائدة ، فطوال سبعة عشر عاماً لم تتغير الوجوه ، بعض مقدمي البرامج صاروا عجزى ومسنين ، لكنهم بقوا في مراكزهم ، ليس لأنهم مبدعين ، بل لأنهم عرفوا فن السياسة وكيف أنها تُبقي السقيم معافياً وكيف تبقي المُسن صحيحاً .
نعم قضية سامي الحاج أخذت حيزاً من إعلامنا الحكومي ، بدأت بإستجواب وزير الخارجية في البرلمان ، ثم خرجت الجموع بشكل مسرحي بعد أن أردت الزي البرتقالي وتظاهرت أمام السفارة الأمريكية في الخرطوم ، لكن يا تري هل هناك من استجوب وزير الداخلية عن غرق عدد من الطلاب في نهر النيل الأزرق بعد أن فروا من جحيم معسكر العيلفون للدفاع الشعبي ؟؟
وهل هناك من عجزة المجلس الوطني من سأل وزير الصحة عن تفشي وباء السحائي في الجنوب والحمى النزفية في كسلا والإسهال المائي في جنوب كردفان ؟؟
وهل هناك من أستجوب وزير الدفاع السوداني عن سبب موت 9 آلاف مواطن في حرب دارفور ، وللغيورين علي لغة الأرقام فأنا اخترت الرقم الذي أعترفت به الإنقاذ ؟؟

Post: #86
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:46 AM
Parent: #85

هواجس الوحدة ومخاوف الإنفصال


لو خُيّر أبناء الشعب السوداني بين الذهاب إلي الجحيم أوالعودة إلي مقتبل تسعينات القرن الماضي ، لأختار الجميع وبلا إستثناء عدم العودة إلي تلك الحقبة من تاريخنا السوداني ، حيث ساد القهر والظلم في كل بقاع البلاد ، وطاحونة الحرب داست بكلكلها على ظهر الشعب السوداني ، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، ومن يقف ضد تيار الحرب فهو خائن وعميل ومرتزق ، قليلٌ من الناس كبلتهم القناعات ، وصنف نادر من أبناء السودان وقف ضد بطش النظام وظلمه ، تحدث أستاذنا الحبر يوسف نور الدايم عن التعذيب ، في ندوةٍ أقيمت بالقرب من (ظهر الثور ) شمال كلية الآداب بجامعة الخرطوم .
قال إن الإسلام ينهي عن التعذيب حتى ولو كانت الضحية مجرد هرة صغيرة لها مواء ، دخلت راعيتها النار لأنها لم تطعمها ثم حبستها مما منعها من الإقتئات علي خشاش الأرض .
على ما أذكر قامت ثورة في وجه بروفيسور الحبر والذي يعتبر مثالاً في الإتزان السياسي ، وهو أحد أعمدة الثقافة والفكر في السودان ، وخلافنا السياسي معه لا يمنعنا أن نعطيه حقه ، أصدر الإتجاه الإسلامي في جامعة الخرطوم فتوى أذكر منها ، أن الفرق بين القطة والإنسان هو أن القطة لا تتعاطى طعام السياسة والذي يُعتبر محرماً بالنسبة لبني البشر ، ولذلك أستوجبت العذر والعفو من العقوبة ، أما الشيوعيين وسدنة الطابور الخامس ، وهذا اسم كان النظام يطلقه على كل من عارضه في ذلك الوقت ، هؤلاء إنشاء الله لن يجدوننا في موقف أضعف الإيمان ، ثم ما الضير في التعذيب ، فسيدنا علي ، عليه رضوان الله قد أستنطق جارية اسمها (بريرة ) ...بغرض معرفة الحقيقة . وهذه الفتوى – حسب معرفتي المتواضعة بالفقه – فيها رخصة لرجال الأمن لممارسة التعذيب بغرض الإستنطاق كما اسموه ، فحماية الدولة الإسلامية تتطلب أن يقوم رجال الأمن بإلباس الرجل تنورة مملوءة بالقطط الجائعة ، فعوضاً عن عدم إطعام القطط ، مما يستوجب الولوج في جهنم أنقلبت الصورة ، صامت القطط وفطرت على لحم بشري من موقع حساس لا تدركه حتى الضواري في البرية .
عُرفت هذه الفترة في تقويم الإنقاذ بفترة ( التمكين ) ، وهي فترة أحتقن فيها الوضع الداخلي فمهد لكل هذه الحروب التي نشهدها اليوم ، قد حلم الإسلاميون بدولة ونموذج يُحتذى به في الحكم ، لكنهم وللأسف الشديد قدموا للإنسانية مسخاً مشوهاً وتجربة سياسية شديدة الشبه بنظام محاكم التفتيش في أوروبا في أيام سطوة الكنيسة علي كافة مناحى الحياة ، القادة الجدد أعجزهم تشذيب الأغصان الباسقة ، ففلم يجدوا بداً من إقتلاع النخل من جذوره ، وكما قضت القومية التورانية على خلافة العثمانيين في تركيا ، فإن لجوء الإسلاميين إلي معين الجهويات يكشف بجلاء عن خوى مشروعهم الفكري من أي مشروع ينمي الإنسان ويساعد في تمديد رفاعيته .
هذا هو النموذج الذي يروجون إليه ، وهذا هو البديل المتاح لأهل الشمال إن وقفوا مع مشروع الإنقاذ الداعي إلي تقسيم السودان ، سوف يكونوا محشورين في كيان صغير أشبه بقطاع غزة في فلسطين ، قطعة أرض صغيرة من غير ميزة جغرافية ،يتقاتل أهلها فيما بينهم من غير أن يكون هناك هدف للحرب .
قالها اليوم الرفيق ياسر عرمان : إن إنفصال الجنوب سوف يجر إلي إنفصال بقية أقاليم السودان ، فلذا علينا أن نحافظ علي الوحدة حتى نحفظ الهرم المائل من التداعي والسقوط ، فكما قال أمرؤ القيس :
يا ليتها نفس تموت سويةً
ولكنها نفس تساقط أنفساً
إذاً ، لن تهنأ الإنقاذ بحكم الشمال إذا مضى الجنوبيين نحو بوابة الإنفصال ، مكانة السودان بين دول العالم أكتسبها بتاريخه الذي أحتوته الوحدة الوطنية خلال كل العهود التي مضت ، هو وطن كالقارة والتنوع فيه يثري الثقافة ولا يحط من قدرها ، الدولة الذكية هي تلك الدولة التي تحكم شعباً يتكون من أعراق مختلفة ، ومذاهب مختلفة ، من غير أن يشعر أي مواطن بأنه مُهمش ، أو أن هناك أقلية قد حُرمت من حقوقها لأنها من غير طينة الرئيس أو نائبه .
هذه هي أزمتنا في السودان ، وهي أزمة نخب قبل أن تكون أزمة بلد ، فهناك من يقدم الأيدلوجيا أمام ضرورة أن يبقى الوطن متحداً ومتماسكاً ، هم يظنون أن تقليص الرقعة الجغرافيه سوف يساعدهم في إدارة ما تبقى من أمصار ، مثل الأرنب التى والتي تحفر لنفسها مكاناً لتسكن فيه ولكنها تفاجأ بأنها أهالت التراب على مدخل الجحر فتعجز عن الوصول إليه .

Post: #87
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 00:48 AM
Parent: #86

الحركة الشعبية أحداث وحقائق



في شارع الموردة بأمدرمان هتف السيد/عبد الباسط سبدرات في الجموع المحتشدة :
جناح توريت أصبح بلا توريت
وصدح المغنى في المذياع :
الليلة يا قرنق ... أيامك أنتهن
كذب المنجمون ولو صدقوا ، ففي عام 2005 أطل قرنق الثائر على نافذة الشعب السوداني ، وأستقبلته الجماهير التي حلمت بالعدل والحرية في الساحة الخضراء ، من النفس البقعة التي كانت مجمعاً للمتحركات العسكرية لجيش الجبهة الإسلامية ، وقد خاطب الجموع :
عندي كلام كتير عاوز أقولو ليكم .. لكنني الآن أقول سلام عليكم .
غصة أعترضت حلق الذين توعدوا حركته بالويل والثبور والفناء ، ناموا في منازلهم وقد حرقهم الغيظ ، وصحوا مفزوعين وقد قتلهم الفزع وهم يشاهدون شاشات التلفزة العالمية تنقل حفاوة الإستقبال ، من قالوا : اليوم مبيت في توريت وهم يرفعون رأيات العنصرية والمذهبية ، عليهم أن يتحسسوا فراشهم الوثير الذي تشاركهم فيه الحركة الشعبية في العاصمة الخرطوم ، والقصر الجمهوري الأبيض الذي كان دولة بين غردون ونخب الشمال الحاكمة أصبح ضيقاً ، فلا يتسع الآن لكل المناضلين من الجنوب ودارفور والأنقسنا وجبال النوبة .
لا عودة للسودان القديم ، لن يكون هناك مهراجات وخدم ، فنحن سواسية منذ أن خلقنا الله ، لكن الفضل في الإعتراف بحقوق الآخرين ، وهامش الحريات علي الرغم من محدوديته ، الفضل يعود لبندقية قرنق في وقت الحرب ، ولحكمته في التفاوض عندما قرر خوض تجربة السلام ، فقد أنهزم المشروع الحضاري وأندثر ، كتجربة فاشية مقيتة لا يذكرها أحد بخير ، حتى الشيخ ( العرّاب ) سأل الله أن يغفر له من كل ذنب أقترفته الإنقاذ .
ليس موت قرنق وحده هو الذي جعلني أشعر بالحزن والأسى ، كما حزنت لسقوط مدينة توريت في يد مليشيات الجبهة الإسلامية ، وقد كذب من قال أنها سقطت في يد الجيش السوداني الذي ذُبح من أبنائه 28 ضابطاً في ليلة العيد ، وحتى كتابة هذه السطور لا نعلم أين دُفنوا ؟؟ وهل أُقيمت عليهم صلاة الجنازة كما تتطلب الشعائر الإسلامية ؟؟ أم أن محكمة التفتيش قد قضت بكفرهم فحرمتهم من حظ المعاملة الحسنة حتى بعد الموت ؟؟ الفريق خالد الزين رتبته الرفيعه تحجبه من المثول أمام المحاكم العسكرية ، أما اللواء الكدرو فقد أعطوه الأمان ثم فتكوا به بعد ذلك ، والطيار البارع الشهيد محمد أحمد كرار مات صبراً ، وميتة ( الصبر ) عند العرب هي أن يُترك الرجل ينزف حتى الموت .
هؤلاء الشهداء لم تقتلهم الحركة الشعبية في أدغال الجنوب ، ومن المحتمل أن يكونوا قد ناصبوها العداء في يوم ما ، لكن الحركة الشعبية ، في طوال عشرين عاماً من الحرب ، لم يحدث أن قتلت ضباطاً في الجيش السوداني بهذه الرتب الرفيعة ، لكن حكومة الإنقاذ فعلت ذلك وبدمٍ بارد ، بعد إستيلائهم على مدينة توريت في عام 92 لم يقيموا فيها ناطحة سحاب ، أو اصلحوا فيها جدار مدرسة يريد أن ينقض ، بل تركوا الأمر علي حاله ، ومدن الجنوب الآن ،كأنها خارجة للتو من العصر الحجري ، كنا نرى في الخرطوم نسوة النظام يتبرعن بمصاغهن لأجل الحرب ، لكنني لم أراهن وهن يجمهعن الثياب المستعملة لأطفال الجنوب المشردين ، كانوا يخافون أن يغزوهم قرنق في المتمة ، قرنق ليس بغازي أو قائد مليشيا ، وعندما أطلقت حركته سراح 176 من جنود الجيش السوداني والذين كانوا أسرى لديها ، لم نجد في سجون الإنقاذ أسير واحد من الحركة الشعبية ، ليس لأن جنود الحركة الشعبية يتهيبون الوقوع في الأسر ، بل لأن مليشيات النظام قد أوصت بإحسان القتلة .
لذلك ، فرحت بعض رموز الإنقاذ عندما لقي قرنق حتفه وهو في متن طائرة الموت ، يعتقدون واهمين – أن الموت الذي هو من سنن الحياة – قد خلصهم من عدو الأمس ، فالحركة الشعبية قامت علي مبادئ ومثل وليس على زعامات إن لم تمت اليوم ماتت غداً، فلذلك كان تحول المراكز سريعاً بين قائد راحل وقائد نصبوه لإكمال المسيرة ، وقد تم ذلك في سلاسة حسدتهم عليها حكومة الإنقاذ ، فرجال المؤتمر الوطني كانوا يعتقدون أن قتالاً قد ينشب بين الفرقاء ، خاب الرهان ومات الأمل المكذوب في مهده ، وما عجزت عنه الإرادة لن يحييه القضاء والقدر .
شخصية قرنق شديدة الشبه بالإمام محمد أحمد المهدي ، ذلك من مقياس الإجماع والبعد الشعبي العميق ، غير أن كلاهما لم يهنأ بالحكم لفترة طويلة ، فالإمام المهدي مات بعد ستة أشهر من دخول الخرطوم ، أما قرنق فقد مات بعد ثلاثة أسابيع من تولى المنصب ، وكلا الرجلين حمل للشعب السوداني رسالة الحرية والإنعتاق من إرادة الآخر ، والتساؤل الملح هو لماذا أعلن الإمام المهدي ثورته من كردفان ولم يعلنها في شمال السودان مكان الأهل والعشيرة ؟؟ هذا التساؤل أجاب عليه سلاطين باشا عندما سمع بأمر ثورة المهدي فقال لمحدثيه من أين القبائل هو ؟؟ قيل له من قبيلة الدناقلة ..فسخر قائلاً : من المستحيل أن يكون هناك دنقلاوي نبي !!
فسلاطين باشا نظر إلي الثورة المهدية كما تنظر الإنقاذ الآن إلي بقية أهل السودان ، معيار الجنس والقبيلة ليس آفة اليوم بل هو أمر موروث ، فأهلنا في كردفان لم يبايعوا الإمام المهدي بسبب لونه العرقي أو الجهوي ، بل لأنه طرح قضية ملحة في ذلك الوقت ، فالناس في ذلك الوقت قد أرهقتهم ضرائب التركية ، كما أن شخصية الإمام المهدي جمّعت الهم القومي في بوتقة واحدة ، والنتيجة كانت الثورة المهدية .
أما قرنق ، فهو ليس على النقيض ، هو أيضاً من أهل الهامش وقد بدأ حركته من الصفر ، ثم طوّر برنامج الحركة السياسي ليكون معبراً عن كل المناطق المهمشة ، وللحركة الشعبية جمهور واسع في شرق السودان وغربه ، وحتى في مناطق كانت مملوكة تقليدياً لبعض الأحزاب الوطنية مثل النيل الأبيض والجزيرة .فهذا هو الذي أفزع جموع حزب المؤتمر الوطني ، فحزبهم قائم على مبدأ تغييب الآخر ونزع حقوقه ، فهم يخافون على مراكزهم من الضياع وعلى نفوذهم من الإضمحلال .
سارة عيسي

Post: #88
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 01:39 AM
Parent: #87

الصين والإنقاذ إجتماع على المصلحة ، وفراقٌ عند جادة المبادئ


يقول نابليون : لا تيقظوا الصين ، إن فعلتم ذلك سوف يرتجف العالم
هذه هي الصين ، بلد المليار ونصف نسمة ، وهي البلد الوحيد الذي نسج حبائل النظرية الماركسية مع الإرث القومي الوطني ، فنتج عن ذلك ما يُعرف الآن بالصين ، رياح التغيير ضد الفكر الماركسي لم تقلع شجرة الحزب الشيوعي في بكين ، بقي الحزب متمسكاً بالسلطة حتى هذا التاريخ لأنه آثر المهادنة بدلاً من المواجهة ، وشغلته الثورة الإقتصادية عن السير نحو طريق تصدير الثورة المُهلك ، سياسة تقديم المنتج الرخيص وبأقل الأسعار هي التي أدت إلي هذه الطفرة ، بالإضافة إلي الحذر من الوقوع في مغبة سياسات العداء المستبق ضد أعداء ليسوا بالأعداء في معيار المصلحة الإقتصادية ، ولا بأس من بيع المنتج الصيني الرخيص إلي الخصم الرأسمالي الشره ، هذه هي الصين ، بقيت قومياتها متماسكة إلي هذه اللحظة لأن حزب الدولة ما زال قوياً ، وآلة البطش القمعية لم تقزمها التغيرات البرتقالية التي أجتاحت قارة أسيا ، بقيت الصين كما نعرفها قبل نصف قرن ، جزيرة معزولة وصامدة أمام المد الديمقراطي ، وسياسة تحين الفرص وإستغلال الظروف جعلتها تبقي على حفنة من طغاة العالم الثالث في سدة الحكم ، هذه المرة لا تبيع الصين الأيدلوجيا لمجتمعات العالم الثالث العالم ، لكنها تشتري من حكوماتها الفاسدة النفط بسعر زهيد ، مقابل صوت خافض في مجلس الأمن ، فرفقائنا في الصين الشعبية لا يلتزمون بمعيار حقوق الإنسان وهم يقيسون ثوب علاقاتهم الدبلوماسية مع الآخرين ، فالديمقراطية وحقوق الإنسان نعمتان يفتقدهما حتى المواطن الصيني الذي حولته أيدلوجية الحزب إلي آلة عمل تعمل حتى في خارج أوقات الدوام .
ثورة ( ألغوا القرآن ) بدأت في عام 1949م ، قصة الصين الوطنية مع إقليم تركستان الشرقية التي يغلب على سكانها المسلمون ، من لهم علاقات مع جمهورية الصين ويقاسمونها ثروات شعوبهم يتناسون عن قصد إبادة مليون مواطن صيني مسلم من عرقية الإيجور على يد سلالة المانشو في القرن السادس عشر ، السودان في عهد الإنقاذ أمتلك خبراء من الوزن الثقيل يعرفون بدقة أن قارتنا الأفريقية قارة عربية بالميلاد وليس بالتجنس قبل بدء الخليقة ، ولكنهم ياترى لماذا نراهم يتملقون حاكم بكين الذي عمل حزبه على تطهير أقليم كامل من سكانه المسلمون ؟؟
سنكيانج ، أرض الصين أو المستعمرة الجديدة كما تعني بالصينية هي محط الخلاف بين الصين والحركات الإسلامية في العالم ، وهي ولاية زاخرة بالفحم واليورانيوم مما جلب لها نقمة كافة الحكومات المتعاقبة ، من عهد الإمبراطورية إلي عهد الثورة والزعيم الأوحد ، الحزب الشيوعي وفي إطار قمعه لسكان هذا الأقليم ، حوّل المساجد إلي أندية للجيش وحارب تدريس اللغة العربية بحجة المحافظة على الثقافة الصينية ، وأستبدل تدريس القرآن الكريم بسيرة ماو توسي تونج ، كما فرض على المسلمات الزواج من غير المسلمين .
هذه هي الصين التي تعتمد عليها الإنقاذ في البقاء على قيد الحياة ، نظامان يتشاطران قمع الشعوب بلا رحمة ، فرقتهما المبادئ والمثل وجمعهما الطمع والمصالح ، ولا أعلم لماذا لم يُسارع نشامة الإنقاذ إلي مد يد المساعدة إلي إخوتهم المسلمين في إقليم تركستان الشرقية ؟؟ .أليس من لم يهتم لأمر المسلمين فهو ليس منهم ؟؟

سارة عيسي

Post: #89
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 01:40 AM
Parent: #88

الخارجية السودانية وتهافت الثعالب على (قن) الدجاج

غير الدكتور لام أكول ، هناك أكثر من لسان للخارجية السودانية ، الدكتور علي أحمد كرتي والسماني الوزير وجمال إبراهيم ، وأخيراً وليس آخراً الأستاذ/علي الصادق ، وربما نرى غيرهم في الأيام القادمة ، أقوامٌ صنعتهم الأحداث ولم تصنعهم ، لايملون الحديث المكرر ولا يثبطهم الإنتظار ، ولا أدري ما هو السبب الذي جعل نخب الإنقاذ تتهافت على وزارة الخارجية فقط ، مع أنهم فشلوا في هذا المجال ، بينما هناك حاجات ملحة للشعب السوداني ، تستحق منهم ( الإنتباهة ) والإهتمام ، قضايا مثل مكافحة الفقر وإعادة روح العدالة الغائبة ومكافحة التهميش في كل بقاع السودان ، صمام الأمان في السودان ومفتاح الحل لكل المشاكل هو الإنصات لصوت المواطن السوداني قبل أن نجزع لضمور المكاسب الحزبية ، والإستماع لهمومه والعمل على تخفيف أزماته ، عندما يخرج المتقاعدين للشارع لأن معاشاتهم تأخرت عند حينونة وقت الصرف ، لم يكن عليهم مقابلة مطالب هؤلاء الكهول الذين أفنوا زهرة شبابهم في خدمة هذا الوطن بالشرطة وقوات الإحتياطي المركزي كما نواجه رجال العصابات واللصوص ، ثم يأتي التبرير بعد أيام بأن ولاية الخرطوم قد أستدانت هذا المبلغ !!!لكن الحس الأمني الزائد يسبق كل خطوات الإنقاذ ، وبدأنا نعتاد رويداً رويداً على رؤية سقوط الضحايا الأبرياء بلا سبب ، والذين غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ ، طعام أهل الإنقاذ المفضل .
الإنقاذ تتحدث عن طفرة إقتصادية تحل على بلادنا الآن ، ويسعدهم الحديث عن تدني سعر الصرف وترقية سعر الجنيه ، لكن لماذا لم تمنع هذه الطفرة الإقتصادية أهلنا المعاشيين من الظهور بمنظر المتسول الذي يلح بمسألته على اللئيم الذي يصد بابه في وجه الجميع ؟؟ فالمبلغ الذي تم به شراء اليخت الرئاسي – الذي لا نعلم أي مقام قد طاب له الآن – كان كافياً لحل أزمة المعاشيين ، لكن الحديث عن أزمات المواطن السوداني يُعتبر ترفاً بالنسبة لأهل الإنقاذ ، هم يتهافتون على وزارة الخارجية لأن بئرها لم تنضب من الأموال والمخصصات ، بالإضافة إلي سهولة العثور على فرصة ثانية في بلاد الغرب إذا جار الزمان وحطمت أعاصير الرياح الدولية سفينتهم المتهالكة ، إذاً الخطة ( ب ) سياسة متبعة من عند الجميع ، الإنقاذيين يعتبرون أن العمل في المجال الدبلوماسي هو البداية لتحقيق المطامح الشخصية ، ذلك قبل أن يكون مسعاهم هو عكس صورة السودان في الدول التي تستضيفنا ، فليس غريباً أن يتظاهر بعضهم بالإنشقاق عن النظام من أجل إكمال الدراسة وإعداد رسائل البحث العلمي وتحضير شهادة الدكتوراه ، وأحياناً يطبعون مؤلفات كُتبت تحت رغبة هوى الدول التي يعيشون فيها ، أملاً في الكسب والقبول ، هذا ليس كما يقولون هي لله .. هي لله ..كما يردد بعض المخدوعين في حواري الخرطوم . فالخارجية السودانية الآن أشبه بفريق المحاماة الفاشل الذي يريد إنتشال رقبة المجرم من فوق منصة عشماوي ، لا يطل رموزها على الفضائيات العالمية إلا إذا مُس رأس النظام بسوء ، وهي معرقل للعدالة وتعمل ليل نهار على إسكات صوت الإنسانية في ضمير أمم العالم الحي الذي تفاعل مع أزمة دارفور ، فمن المستفيد من طرد رسول الإنسانية يان برونك ؟؟ وهو الرجل الذي جعل سلام السودان نصب أعينه .. ومن الذي يضع الحواجز الأسمنتية في طريق لجنة تقصي الحقائق الدولية في دارفور ؟؟ إن كان المستفيد من هذا العمل هو رموز السلطة الذين يعيشون في أحياء البذخ في ( يثرب ) و ( كافور ) و ( المنشية ) ، فعلى نفس المستوى خسر أهلنا في قريضة وكتم وطويلة والجنينة والفاشر حقهم الإنساني في البقاء في عالم مستقر تظله العدالة ولا تحيط به الحروب .
نعم الهم السوداني دائماً يأتي في المؤخرة ، وقد قالها داهية العرب عمرو بن العاص في حرب صفين وهو يخاطب مولاه ( ورداً ) : أتدري ما مثلك ومثلي ومثل الأشتر في هذه الحرب ؟؟ كالبعير الأعرج إذا تقدم نُحر وإذا تأخر عُقر .إذاً لا توجد خيارات في معركتنا مع الإنقاذ ، وفي كل الأحوال لن يأتينا هذا النظام بخير ، وسوف يعمل كل يوم على إحاطة السودان بالجديد من الأزمات ، فالخطة ( ب ) التي أعلنتها الإدارة الأمريكية والتي بموجبها فرضت حظراً على تحويلات السودان بالدولار إلي الخارج هي قرار ضد المال الحزبي في المقام الأول ، الذي في كل الأحوال لن يذهب إلي جيب الفقراء ، وبالتأكيد ليس مقصود بتلك الخطة ، المال الذي يذهب إلي شراء أطنان الدقيق لأهلنا الذين يتضورون جوعاً في دارفور ، أو المال الذي يذهب لإستيراد مصل السحائي ، الإدارة الأمريكية لا تقصد المال الذي يذهب للغرض الإنساني ، وحاشا لله أن تكون أموال عائداتنا من النفط مخصصة لهذا الغرض ، الله وحده هو الذي يعلم أين تذهب عائدات بترولنا ، لكن هذا القرار أيضاً نزل عليهم برداً وسلاماً عندما قرروا الإرتهان للعملة الأسيوية المتذبذبة ، ولو طاردهم الأمريكان هناك فسوف يلجأون للمقايضة من أجل تنفيذ عملياتهم المالية ، النفط مقابل النفط وهدية مجانية لمن يقبل العرض المفتوح ، فإنهم يغرفون من نهرٍ ولا ينبشون في صخر ، لأن هذه النعمة هبطت عليهم من السماء ، ولا يعلمون حجم التكلفة الإجتماعية لعملية إستخراج النفط ، هُجّر البعض من قراهم ومزارعهم ، ومظاهر الثراء والنعمة ظهرت في الخرطوم لكنها غابت في بانتيو وأبيي وهجيليج ، المؤتمر الوطني ليس بحزب سياسي بل مؤسسة إقتصادية لها أذرع وأرجل ، وخيط رفيع يفصل ما بينها وبين الدولة السودانية . ولن تعجزهم الحيلة من تحقيق مآربهم الخاصة .كالضب ، إذا حصرته في جحر ، خرج لك من جحر آخر .
سارة عيسي
________________________________________
(عدل بواسطة SARA ISSA on 14-02-2007, 09:19 ص)

Post: #90
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 01:42 AM
Parent: #89

سُئل مرةً وزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدي عن سبب زيادة أسعار السكر والدقيق والمحروقات ؟؟
الإجابة لم تكن متوقعة ، لم يقل لأن السبب هو الحصار الجائر المفروض على السودان بسبب مشروعه الحضاري ، هذه الحجة الواهية التي كانت تتمسك بها الإنقاذ وهي تبرر التدهور المريع الذي جري لإقتصادنا السوداني ، أيضاً ، لم يقل أن هذه الأزمة هي إمتحان خص به الله أهل السودان الأصفياء ، فمعروف أن الفرج يأتي بعد الكرب ، والصبر عند البلاء ، هكذا كان يخاطبنا شيوخ الإنقاذ وهم يطلبون منا شد الأحزمة على البطون لمقاومة الجوع ، لكن إجابة السيد الوزير أنذاك خرجت عن حقل المألوف حيث قال : أن ثمن زيادة هذه السلع هو تحرير الكرمك وقيسان وتوريت والجكو !!!
وأظنني أقسمت قبل سنتين أن السيد/حمدي لم يزر هذه المدن في حياته ، ولم يسمع بها إلا من التوثيق الذي كان يبثه برنامج ( ساحات الفداء ) ، إذاً حرب الجنوب لم تكن لأجل قولهم المأثور : هي لله ...هي لله
هذه الحرب كانت ضرورية بالنسبة إليهم حتى يجعلوا منها ( شماعة ) يُعلقوا عليها كل أسباب فشلهم في الخرطوم ، وكم من المرات سألت إخوتي في الحركة الشعبية ، عن هذه المدن التي تم تحريرهها من قبل جيش الجبهة فهل يا تري أقاموا عليها حضارة مثل ما فعل الإنجليز في السودان عندما شيدوا كلية غردون وأسسوا مشروع الجزيرة ؟؟؟
لا هذا ولا ذاك ، حتى جامعة جوبا نُقلت إلي الخرطوم ، ومصطلح ( مدن الجنوب ) المُحررة هو مصطلح مجازي لا يمت إلي الواقع بصلة ، فقد ثبتَ بالدليل القاطع أن كلمة ( حضارة ) لم تدخل أي بيت في الجنوب ، بقي الناس مع أمراضهم وفقرهم وسوء حالهم ، ولو أنفقت الإنقاذ المبالغ التي صرفتها على شراء الدانات والمدافع على مشاريع إحياء عملية الوحدة عن طريق التنمية لأستغنينا بكل بساطة عن مشاريع التجزئة والتقسيم ، ولكانت الوحدة الوطنية خياراً مقدساً عند الجنوبيين أكثر من الشماليين ، لكن أزمات السودان دائماً ما تكمن في المشاريع المستعجلة ، هي مشاريع حزبية ضيقة لا تستوعب الكل ، وتجافى قطري الزمان والمكان ، فتلك الحرب على الرغم من شدتها وقسوتها إلا أنها كانت تعطي التبرير الكافي لكل نكبات الفشل التي لحقت بالنظام في الخرطوم ، إذا أنتشرت الكوليرا فالسبب لأننا مشغولين بحرب الجنوب ، وإذا ماتت الحرائر في المشفيات عند الولادة بالتتنس فالسبب هو الحركة الشعبية التي جعلتنا نستخدم ( المطهر ) في تضميد جراح المجاهدين ، ليس السيد/حمدي هو المستخدم الوحيد لفزاعة حرب الجنوب ، ولو سألت الآن خريج جامعة سودانية عن موقع مدينة ( الجكو ) و ( الليري ) و ( البيبور ) لتعلثم ولظن أنها قرى في رواندا أو بورندي .
حمدنا الله أن الحرب قد أنتهت ، واتفاق نيفاشا بين نظام الإنقاذ والحركة الشعبية قال شيئاً مهماً : لن تكون هناك حرب بين الجنوب والشمال ، لأن الاتفاق وافق عليه طرف عنيد ما كان ليرضي به في أيام الديمقراطية الأخيرة ، وكلنا نعلم أن سبب إنقلاب البشير في عام 89 هو قطع الطريق على المصالحة بين الجنوب والشمال ، لذلك أرتأت القوى الدولية أن يكون الاتفاق بين من كان يرفض التفاوض سابقاً وبين الحركة الشعبية ، لكن قلائل من الناس يظنون أن في وسعهم العودة إلي ما قبل نيفاشا ، أعلم أن الحرب عادة سيئة لكنها لا زالت خيار المهزومين ، لم تكن الحرب نبيلة في أي يومٍ من الأيام ومن التصعب التنبوء بمكاسبها .
تأسيس منبر أهل الشمال هو ردة فعل طبيعية للحراك السياسي الذي يحدث في الجنوب ، هم لم يستفيدوا من الحركة الشعبية التي سمت نفسها في يوم ما :الحركة الشعبية لتحرير السودان ، ذلك في زمن الحرب ، أما في زمن السلام ، فرهاننا على بقاء السودان موحداً يعتمد على دور إخوتنا في قطاع الشمال بالحركة الشعبية ، أما منبر الشمال بالشمال فليسوا من المناضلين ، أو من الذين تستهويهم رائحة الدماء الزكية لتحقيق الأهداف النبيلة ، هم لا يزيدوا عن كونهم أرباب معاشات ووزراء من العهد الماضي الذي لا يحن إليه أحد ولا يذكره سوداني أصيل بخير .
وقد وقعوا في خطأ فادح عندما سموا أنفسهم بمنبر الشمال ، لأن للسودان شرق وغرب ، الإتجاهات عملية معقدة في عالم الجغرافية ، فهناك شمال شرق وشمال غرب ، وغيرها من الإتجاهات الفرعية التي سوف تجعل من أصحابنا لا يملكون من السودان الواسع سوى قرية صغيرة سماها الدكتور منصور خالد ( بالسودان الوطن المصغر )
فإذا أفترضنا أن شمال السودان ملكٌ للعرب والمسلمين وفقاً للتصور القاصر الذي يروّج له هؤلاء اليافعين ، فمن لأهلنا النوبة والمحس والسكوت ، هؤلاء يشاطروننا اللسان الأعجمي من غير الشعور بالذلة ، عندها سوف نكتشف أن الوطن الجديد الذي تبنيه سواعد منبر أهل الشمال هو شريط مثل قطاع غزة في فلسطين يربط الجيلي بأبو حمد ، وحتى فكرة الإعتماد على مصر من أجل تأسيس هذا الوطن المتواضع هي فكرة غبية ، لأن المصريين تعاملوا مع الحركة الشعبية قبل الإنقاذ ، ومصالحهم لا تبدأ من ( حوش بانقا ) أو ( الجيلي ) ، مصالح مصر مع السودان الموحد ، وهم ليسوا في حاجةٍ إلي محافظة مثل اسيوط مملوءة بالأصوليين والمتطرفين حتى ولو كانت هذه المحافظة تجاورهم في القطر السوداني من ناحية الجنوب .
سارة عيسي

Post: #91
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 01:44 AM
Parent: #90

المغيظ في حشف الإنترنت !

جمال محمد إبراهيم *

إن أكثر ما يغيظ هو الهجوم عن جهل ، و النقد بلا مبرر، و أخذ الناس بالشدة بلا مسوغ !

يسؤني أن أتناول قلمي لأدفع عن نفسي أذىً ،جاءني ممن قذف نحوي حجارة وهو لا يعرف لمه يرمي ،ولا أي حجر ٍ قذف ، ولا أيّ أذى ً سبب. أحمد للإنترنت أنها أعطتنا مساحة من الحرية المطلقة ، و لكن حتى الصحافة الإلكترونية ( وأعرف الأستاذ بكري أبوبكر و أعرف موقعه سودانيزأونلاين ، وأقدره كثيراً) تراعي - لصون مصداقيتها و رصانة بضاعتها - أن تضبط إيقاع ما تنشر بأقل ما يسيء لهذه الحرية ، وأن لا يكون في الذي ينشر سفهاً مؤذياً لأناس يشار إليهم بالإسم كاملا ، دون ترو ٍ يتيح الإستبانة ، أو تمهل ٍ يفضي إلى موضوعية في التناول .

لا أعرف شخصياً ولا تعرفني ،هذه الأستاذة التي تناولت قلمها و شرعت في هجوم عنيف على من سمتهم "نخب الإنقاذ" ، ثم أشارت إلى أسماء بعينها في وزارة الخارجية ، بينهم وزير الدولة على أحمد كرتي ، ووزير الدولة السماني الوسيلة ، و السفير جمال محمد إبراهيم الناطق الرسمي السابق بإسم وزارة الخارجية (2005-2006) و سفير السودان الحالي في لبنان ، و السفير علي الصادق الناطق الرسمي الحالي بإسم وزارة الخارجية . و للعلم فإني أورد هذه الأسماء كاملة مع وصف للمهام ، وهو وصف من عندي ، و ليس من عند الكاتبة الحصيفة التي منحت في مقالها الأستاذ علي كرتي درجة الدكتوراة ، وألحقت بالسماني لقب الوزير كاملاً وهو وزير دولة بالخارجية ، ولم تشأ أن تلحق بإسمي أنا أو إسم علي الصادق لقبنا المهني ،ونحن سفيران بوزارة الخارجية منذ زمن . إذ أنا سفير مهني منذ عام 1998 بخبرة تزيد عن ثلاثين عاما في العمل الدبلوماسي ، وعلي الصادق سفير مقتدر ترقى لهذه الدرجة الوظيفية منذ أكثر من أربعة أعوام .

ولا تعجب عزيزي القاريء ، فجهل الكاتبة ، وإغفالها ذكر وصف الوظائف لمن شاءت أن تشن هجومها عليهم ، يعكس أيضاً جهلا ً بأمور عدة :

أولها : أن الحكومة الحالية في السودان إسمها ووصفها هو "حكومة الوحدة الوطنية "، ومعروف أنها تشكلت وفق دستور انتقالي ، صيغ إثر توقيع إتفاقية السلام الشاملفي يناير 2005 ، وهي الإتفاقية التي أنهت الإقتتال الذي امتد لأكثر من عقدين في جنوب السودان . فالدقة تقتضي أن نسمي الأشياء أسماءها . نحن نتحدث عن حكومة وحدة وطنية ، رئيسها من شمال السودان و نائبه الأول من الحركة الشعبية التي وقعت اتفاقية السلام الشامل ، و مساعد رئيسها قائد أكبر الفصائل التي كانت قد تمردت على الحكومة المركزية في دارفور . الحديث عن حكومة " الإنقاذ " إذن ، لا يعكس دقة في التناول ولا موضوعية في الصياغة والطرح .

ثانيها : أن الكاتبة ذكرت أن هؤلاء الذين سمتهم في مقالها لا يصنعون الأحداث ولا يحلون مشاكل السودان ! ومن قال لهذه السيدة أن ناطقاً بإسم وزارة أي وزارة ، منوط به حل المشاكل و المعضلات في بلاد السودان ؟ وزارة الخارجية بحكم اختصاصها هي صوت البلاد الخارجي و تتحدث بلسان الحكومة وسياساتها في الساحات الإقليمية والدولية ، و مع كامل تفاعل العاملين فيها مع كل معضلات الوطن ، لكن ليس من اختصاص وزارة الخارجية أن تحل مشاكل المعاشيين وذلك اختصاص لهيئة حكومية معروفة ، أو المرضى في المستشفيات وتلك مهمة وزارة الصحة ، أو أوجه الصرف العام وذلك من اختصاص وزارة المالية ، أو إحقاق العدل وتلك مهمة وزارة العدل . الناطق بإسم وزارة الخارجية ينطق بمواقف السياسة الخارجية للسودان فما علاقته بأي "إخفاقات داخلية " حسب رصد الكاتبة الهميمة ، سواءا تتعلق بالمعاشيين أو بمستوى المعيشة في البلاد أو باليخت الرئاسي؟

ثالثها : هو اتهام من أسمتهم "الإنقاذيين" ، بأنهم يتهافتون على وزارة الخارجية لنيل مغانم ، أو الهروب خارج البلاد بحجة التحضير لدراسات عليا ! لا أحكي عن الآخرين ، و لكن لمعلوماتك أيتها الأستاذة الصحفية - والتي لا أعرف أين تقيم ، في السودان أو خارجه - أنني وطيلة عملي الدبلوماسي في وزارة الخارجية لم أنجح حتى الآن في أن أكمل تشييد منزل يأوي أسرتي الصغيرة في مدينة العودة وأنا موظف في الوزارة لما يفوق الثلاثين عاما . وحين توليت مهمة النطق الرسمي كان جل عملي في إطلاق التصريحات وإنجاز المقابلات الإذاعية و التلفزيونية ، يتم عبر جهاز موبايل أهدانيه صديق . و لعلمك أن صوتي الذي كان يخرج للبي بي سي و راديو فرانس و إذاعة الجزائر الوطنية وإذاعة البحرين وكل فضائيات دبي ولندن ، كان يخرج من موبايلي الشخصي وببطاقة مدفوعة القيمة مسبقاً ومن جيبي أنا لا من جيب وزارة الخارجية !، أما سيارة جياد الصغيرة برقم ةحكومي فقد كنت أتولى نصف تكلفة وقودها شهريا من ميزانيتي الشخصية . نحن لا نتكالب لمنفعة شخصية ، إنما ندافع عن انتماء لهذا البلد ، وكوننا ننتمي إليه فهذا دين الأوطان في أعناقنا ، لا ننتظر منفعة مادية من جهة أو شخص ..أو " إنقاذ " ! يؤسفني أن أحكي في أمور شخصية ، بل يؤلمني أن لا أجد سبيلا لدفع الظلم غيره !

لك أيتها الأستاذة الصحفية أن تتخذ ي ما تشائين من المواقف ، و تنتقدين ما ترينه معوجاً قصد التقويم ، و لكن هل كل المشاكل التي أسميتها مشاكل و جئت على ذكرها ، تسبب فيها أناس مثل جمال و علي الصادق !؟

نصيحتي لك أن تأخذي بعض الوقت لتعرفي شيئاً عن وزارة الخارجية السودانية ، أو أي وزارة خارجية لأيّ بلد آخر، وتطلعي على مهامها ، وعلى شيء ٍ من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية و القنصلية ، وعن الدبلوماسية عموماً ، تعريفها ، دورها ، مهامها آلياتها ، والناطقين بإسمها. لو بذلت جهدا بسيطا وبحثت في ماكينة بحث قوقل الإلكترونية ، فإنك تفيدين نفسك بمثل هذه المعلومات، وتفيدين غيرك أيضاً ، وذلك قبل أن ينبري قلمك في الإنترنت قدحاً وذماً ، فإن في ذلك تضليل ما بعده تضليل . أقصاه هو أن يشعر القاريء البريء أنه مستغفل ، يُظن به هبل أو خبال ! أما عنوان مقال الأستاذة في سودانيز أونلاين ، فالأفضل أن نغضّ الطرف عن رداءة الذوق و الإختيار، فإن في شعر أبي الطيب المتنبي ما يمكن أن يُرد به عليها !



*سفير السودان في بيروت

Post: #92
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 01:45 AM
Parent: #91

البكاء عند معبد أمة الإسلام



من نعم هذا العصر التواصل عبر شبكات الإتصال المرئي ، هذه التقنية جعلت عملية التواصل بين أمم العالم أسرع من السابق ، وبالذات إن كانت هناك عوائق تحول دون عملية التواصل ، جراح القلب البريطاني الجنسية والمصري الأصل ، السير مجدي يعقوب كان من الذين وظفوا هذا التقنية لخدمة الإنسانية ، في أي مكان في العالم كان الجراح الشهير يتواصل مع مرضاه ، ويشرف على أكثر العمليات تعقيداً في عالم الجراحة .
لكن هل من الممكن أن تتحول هذه التقنية المفيدة إلي نقمة ؟؟ وهل من الممكن أن تتحول إلي أداة للكذب وطمس الحقائق ؟؟ في كل بلاد الدنيا لن يحدث ذلك ما عدا السودان ، فالكذب عندنا أصبح شعيرة عليها يتنافس المتنافسون ، وتذكرت قول الرسول الكريم : ما زال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً ، الإنقاذ بدأت بكذبة أنطلت على الجميع ، نحن لسنا جبهة ومن يقول ذلك سوف نعاقبه ، ودخل الشيخ سجن كوبر وهو متشح بثوب السجناء وطلب من القائد أن يذهب إلي القصر رئيساً ، كتب الله أن لا تستمر هذه المسرحية إلي الأبد ، دب الخلاف فأنكشف المستور ، وسأل الشيخ الله أن يغفر له كل ذنب أقترفته الإنقاذ .
ليس غريباً أن تتواصل الإنقاذ مع السود في الولايات المتحدة ، فهي لا تريد أن تتواصل مع الأفارقة في جنوب السودان وغربه ، لكن عليها أن تُلقي خطبة جمعة بالعربية الفصحى وهي تُخاطب طيف السواد في الولايات المتحدة ، يقول المثل السوداني : سيد الرايحة يفتح خشم البقرة ، فلا مستحيل تحت الشمس ، فيمكن للسيد/لويس فرخان أن يتصدى للمؤامرات التي تُحاك ضد السودان في الولايات المتحدة ، كما كان ينبري جورج كالاوي وهو يدافع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين ، ولماذا نذهب بعيداً إذا أردنا الإستفادة من التناقضات السياسية داخل المجتمعات الغربية ، فمثلاً ، رمزي كلارك ، وزير العدل الأمريكي السابق كان من فريق الدفاع الذي ترافع عن صدام حسين ، والسؤال الذي يطرح نفسه .. ما الذي يجمع بين صدام حسين وجورج كالاوي ورامزي كلارك ؟؟ ، فالأخيرين من بيئة مختلفة ، أقل ما يُقال عنها ، أنها بيئة ديمقراطية ، يُحترم فيها الإنسان وحقوقه ، والحاكم هناك ليس مخلداً في الحكم ، كل ينتظر فرصته في الحكم مع توفر قدر من الشفافية حال بين هذه المجتمعات والفوضى الخلاقة التي تنجم عن رحيل الحاكم المُخلد .هذه الصلة بين طاغية العراق ورموز الديمقراطية في المجتمعات الغربية هي نفس العلاقة التي ربطت بين الإنقاذ وجماعة أمة الإسلام في مدينة ديترويت ، ربما تكون الصلة عبارة عن شيكات مصدقة ومخصومة من حساب العميل ، أو كوبونات نفطية مثل ما حدث في العراق ، ولا أستبعد عامل البحث عن الشهرة ، وراقني منظر أحد جماعة أمة الإسلام وهو يهتف عند سماعه لخطاب الرئيس البشير :
الله أكبر السودان .. الله أكبر السودان
ربما يكون رجال المؤتمر قد فرحوا بهذا النصر الأتي من السماء ، وربما يكونوا قد شعروا بأنهم – مثل الفيروسات – قد أخترقوا الحاجز الإعلامي داخل الولايات المتحدة ، فهنيئاً لهم ، لأن حملتهم في العلاقات العامة قد أثمرت وحان قطافها ، لكنهم أختاروا أضعف الحلقات في المجتمع الأمريكي ، جماعة أمة الإسلام تجمع بين الدين والعنصرية ، فهي لا زالت حكراً على السود ، ويصفون الشيطان بالرجل القوقازي ذو العيون الزرقاء ، في إشارة إلي الرجل الأبيض ، وهم لا يعتبرون الرسول ( ص ) خاتماً للرسل ، فوفقاً لتعاليم الجماعة فأن هناك رسول أسود في طريقه إليهم وهو يحمل لهم كتاباً خاصاً ،لا يسعني الوقت لسرد كل ما كُتب عن هذه الجماعة المثيرة للجدل ، لكنها بالتأكيد لن تكون الطوق الذي سوف ينقذ الإنقاذ من ورطتها مع المجتمع الدولي .
عدد الضحايا في دارفور لا يزيد عن تسعة آلاف قتيل ؟؟ والقوى الإستعمارية تريد أن تعود للسودان ، تخرصات أشبه بالكوابيس التي تعتري النائم ، ومن يقتل أبناء شعبه بدم باردٍ لن ينفعه إستعطاف السود في الولايات المتحدة من أجل تبرير الجريمة .فالإستعمار عندما رحل عن أرض السودان لم يقتل هذا العدد من الناس ، ذلك إذا سلمنا أن عدد القتلى هو فقط تسعة آلاف ، حتى ولو قُتل شخص واحد في السودان فمن حقنا أن نعرف لماذا قُتل ؟؟ ومن الذي قتله ؟؟ ولماذا بقي الجناة بلا محاكمة ؟؟

Post: #93
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 01:47 AM
Parent: #92

الإنقاذ والتكيف مع ليلة الثلاثاء المُرعبة

الناس في الخرطوم تحبس أنفاسها وهي تترقب قائمة الإدعاء التي سوف يعلنها المحقق الدولي العام بحق المجرمين الذين أنتهكوا إنسانية مواطن دارفور ، في ثلاثة أعوام فقط قتلت الإنقاذ ما يزيد عن ثلاثمائة ألف مواطن ، وقامت أيضاً ، بتهجير أربعة ملايين من الأهالي الأبرياء من مساكنهم وقراهم ، تستحق الإنقاذ أن تنال جائزة ( الأوسكار ) في الإبادة الجماعية وتهيئة المجتمعات لأجل الحروب ، هذا الرقم المرتفع في عدد الضحايا والمهجرين لم تصل إليه إسرائيل وهي تحارب العرب لمدة خمسين عاماً ، إذاً ليس علينا فقط تكريم الإنقاذ على جرائمها وفظائعها بل علينا أن ندخلها موسوعة الأرقام القياسية .
أطلّ خطر المحكمة الدولية من جديد ، قريباً سوف يتناول الإعلام العالمي قائمة المطلوبين ودرجاتهم حسب تسلسلهم في اداء هذه الجريمة المنظمة ، أنها لعبة ( الجلاد ) و ( القاضي ) و( اللص ) ، الرعب ينتشر بسرعة في تلك القلوب الواجفة ، والخوف يغطي على الدور الحكومية ، بين الأمل والخوف يتصاعد دخان خطاب ردة الفعل المتشنج ، سوف نسترجع ذلك الشريط من أضابير الماضي ، تطليق النسوة وترديد القسم الغليظ ، لعل هذا يجعلهم يشعرون بدفء الشجاعة التي فقدوها وهم يمطرون قرى آمنه بحميم الطائرات ، ليس عليهم إنتظار معجزة تحول بينهم وبين الملاحقة ، حتى الرفيق جنتناو سوف يقف مكتوف اليدين ، و عاجزاً عن تقديم النصح والمشورة .
لكن مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد ، سوف يزدهر سوق المستشارين القانونيين الدوليين ، ولن يقل عن هؤلاء سعادة ، خبراء التنجيم وقراء الغيب ، كدت أن أنسى أمراً مهماً ، وهو أصحاب البصات السفرية وحافلات النقل ، فكيف ننسي المسيرات المليونية التي سوف تخرج وتبايع الإنقاذ على الموت ، فهل يا تري أعدت هيئة علماء السودان بيانها ؟؟ وكذلك اتحاد النسوة والإتحاد العام للطلاب السودانيين ؟؟ الدبابين ..الدفاع الشعبي ..كتائب الغضب الإلهي ..وغيرها من المسميات الكرتونية التي صُنعت بيد الإنقاذ ، لا تضر ولا تنفع مثل صنم قوم سيدنا إبراهيم .
القائمة التي سوف تشمل أسماء كبيرة في دولة الإنقاذ ، فقد عزّ الطالب والمطلوب ، مما يجعل الساحة السودانية مقبلة على ( تسونامي ) من الأحداث المباغتة ، الفعل وردة الفعل ، من يرد اسمه في هذه القائمة سوف يظل مطارداً إلي الأبد ، حتى وإن خرج من البلاد تحت بند الإستشفاء من المرض فهو مطلوب حتى ولو يمهله السقم حيناً من ومضات العمر ، مثل بينوشيه وكرادتيش وميلوذفتش ، ما يجمع بين مجرمي الحرب هو حبهم للحياة وجبنهم وكراهيتهم للموت .فعلى كتاب الفضاء الإسفيري الإستعداد لهذا اليوم .

Post: #94
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 01:48 AM
Parent: #93

بدأت أجواء الخرطوم هادئة قبل أن يثير المحقق الدولي العواصف ، قائمة المطلوبين بدأت من أسفل إلي أعلى ، الوزير السابق أحمد هارون وقائد مليشيا غامض اسمه علي كشيب ، ومن المفارقات أن التُهمة لم توجه إلي الآن إلي قائد آخر لا يقل عنه عنفاً ولا ضرارةً ، فأين تري موقع القائد الميداني موسى هلال في هذه القائمة ؟؟ فهل يا تري نجح في عقد صفقة بالخفاء مع محققي المحكمة الدولية ، بموجبها يكون قد باع بعض الأسرار التي تورط قيادات عليا في حكومة الإنقاذ ؟؟ من المحتمل أن يحدث ذلك ، فالمياه قد سدت جحر الجرذان التي ترتجف من الخوف ، في الحب والحرب لن يقف الناس أمام كلمتي الحلال والحرام .
فريق الدفاع ، مكون من وزير عدل ضعيف وهو أحمد المرضي ، وهو شخصية حزبية منشقة لا تغالب رغبة تطليق المنصب ، ودفاعه عن نظام الإنقاذ ضعيف إذا تحجج أن محاكمة مجرمي الحرب ليست من صلاحية المحكمة الدولية ، أو أن يقول أن السودان غير معني بإتفاقية روما التي وقعت عليها معظم دول العالم في عام 2002م ، إن كانت إحالة القضية صادرة من مجلس الأمن الدولي فإن كل شيء جائز وممكن ، لأن أزمة دارفور أصبحت تهدد الوضع الأمني في غرب أفريقيا ، من تشاد إلي أفريقية الوسطى والنيجر .
جذبت هذه القضية الدكتور إسماعيل الحاج موسى ، مشرع القوانين في المجلس الوطني ، هذا البروفيسور له وجة نظر سياسية ..فلماذا لا تحاكم هذه المحكمة جنود الولايات المتحدة في العراق أو جنود الجيش الإسرائيلي ؟؟ أي أنه يريد حصانة للإنقاذ مثل حصانة جيش الولايات المتحدة ، وهو كرجل قانون يعتمد على سوابق لا تمت للأزمة السودانية بصلة ، وربما لو تابع قليلاً محاكمة الرئيس العراقي في قضية الدجيل والأنفال لعرف من غير شك أن القضاء الأوربي ليس مثله شيء في العدالة والنزاهة والمحافظة على حقوق المتهمين ، فعلى الأقل لا يُقطع رأس المتهم بالشكل الذي قُطع به رأس برزان التكريتي ، فالقضاء الوطني في العالم العربي مشكوك في نزاهته وحياديته .
أما الثائر الغير متوقع ورجل الدفاع الجديد هو رجل عرفناه في رحلة البحث عن الحقوق المدنية ، الباقر عبد الله رئيس تحرير جريدة الخرطوم ، ثار في قناة العربية حتى أستوقفته المذيعة وطلبت منه التوقف عن سرد حقب التاريخ ، بدأ عليه الغضب الشديد وأعتبر أن الأمر كله تحريف في تحريف ، وكذب في كذب ، صحيفة الخرطوم تغطي ارتفاع أسعار الأسمنت والبطيخ لكنها لا تأبه لما يحدث في دارفور ، هؤلاء صنف من المثقفين عاش على النرجسية وحب الذات ولا يكترث لأمر الآخرين ، أنجبتهم المكيفات ورعتهم الرفاهية فعاشوا على دماء السودانيين لأنهم يتصدرون قضايا غير مؤمنين بجوهرها ، لا يذكرون الديمقراطية بخير إلا إذا تقاطعت مع مصالحهم الخاصة .

Post: #95
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 01:49 AM
Parent: #94

الجريمة والعقاب بقانون الحارث بن عباد التغلبي


تابعت بقلبٍ مملوءٍ بالحزن والأسى قضية صابرين الجنابي ، بنت الرافدين التي لم يغتصبها المحتل الأجنبي ، بل أغتصبها أبناء جلدتها من العراقيين ، وشعرت بالخزي والعار عندما أقدمت حكومة المالكي علي تبرئة الجناة ، ليس هذا فحسب ، فقد كرّمتهم أيضاً وقلّدتهم الأوسمة والنياشين ، وهي حكومة جاءت في قطار الديمقراطية الذي يُبشر بالحرية والعدل ، وسألت نفسي لماذا ظلت جريمة إغتصاب المرأة قاصرة على العراقيين والسودانيين ، أعني بذلك الإغتصاب المربوط بدوافع سياسية مثل ما حدث في دارفور .ولماذا تتحمل المرأة تكلفة الثمن السياسي للمواقف الحزبية في العالم العربي ؟؟
ما فعلته حكومة المالكي في قضية صابرين الجنابي أعادته الإنقاذ في أزمة دارفور ، إن كان أحمد هارون متهماً في جرائم ضد الإنسانية ، كما عرفنا لاحقاً أن تحقيقاً معه قد جرى .. فلماذا تم ترفيعه وتعيينه وزيراً للشئون الإنسانية ؟؟ والإنقاذ الآن في ورطة ، فهي بسبب العناد لا تستطيع تسليمه للقضاء الدولي ، وفي نفس الوقت لا تستطيع محاكمته داخلياً ، لأن الرجل عبارة عن مستودع من الأسرار القاتلة ، فكلمة واحدة تصدر منه يُمكن أن تجر كل فريق الإنقاذ إلي لاهاي ، ذلك إذا عملت الإنقاذ بمبدأ التضحية بالسمكات الصغار لإنقاذ الحوت الكبير ، أحمد هارون الذي ترعرع في قن الإنقاذ لن يسكت إذا شعر بأنه عُومل ككبش فداء (escape goat) ، فعلى الإنقاذ في الوقت الراهن حمايته وعدم خلعه عن منصبه ، حتى لا تزيد سحابة الشكوك التي سوف تتحول إلي يقين بين عشية وضحاها ، لأول مرة يتابع الشعب السوداني بإهتمام بالغ المؤتمر الصحفي للمحقق الدولي السيد/أوكمبو ، أصابت الناس دهشة شديدة وهم يشاهدون الفظائع تُروي على لسانه ، جريمة أحمد هارون ليس هي إرتدائه للزي المرقط للقوات المسلحة والرقص في الساحة الخضراء وهو يحمل السلاح ، لا هذا ولا ذاك ، لكن هذا الرجل خلع ثوب القاضي وحمل سيف الجلاد ، فكيف به يمنع المواطنين المتضررين من البلاغ وبث الشكوى ؟؟ وكيف يجرؤ على وصف قبيلة الفور بأنها غنيمة حرب (spoil of war) ؟؟ فهل أستلزم ولاءه الحزبي للإنقاذ أن يموت كل هذا العدد من الناس ؟؟ وفي حقيقة الأمر صُدمت من هول الفظائع وكيف سكت المجتمع المدني في السودان على هذه الجرائم ؟؟ ونحن دولة كما قال الرئيس البشير أو من نال استقلاله في شمال القارة السمراء!! ، والسؤال الثاني كيف أنجبت البيئة السياسية في السودان أناس مثل شخص أحمد هارون ، وجعلت منهم قواداً وزراء يعيثون الفساد في الأرض بيد طليقة من غير أن يحاسبهم أحد ؟؟ فهل هذا هو مشروع السودان الوطن الذي يدعوننا إليه ؟؟ أما أن نكون غنائم حرب أو سبايا يسلبنا الجنجويد الشرف والعفة .
كثير من الذين تلطخت أيديهم بدماء الدارفوريين حازوا على وسام نجمة الإنجاز ، عودة الفريق عبد الرحيم محمد حسين إلي سدة وزارة الدفاع تعني الكثير لأهل دارفور ، أن الإنقاذ كما أكدّ الرئيس البشير لم تتبدل ولم تتغير ، فالرجل كان متهماً بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية عندما كان وزيراً للداخلية ، لكن الإنقاذ رقّته فوصل إلي رتبة فريق بالقفز كما أنه أصبح وزيراً للدفاع !! هذا يُعتبر رسالة لأهل دارفور مثل رسالة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عندما أدخل قضية صابرين الجنابي في مربع النزاع بين السُُنة والشيعة فعفى عن المجرمين بتكريمهم .
كنت أول من أدان عملية إغتيال المرحوم/محمد طه محمد أحمد الذي قُتل غيلةً وغدراً ، وتفاءلت بسرعة عمل الأجهزة الأمنية وتوصلها في وقت سريع إلي خيوط قادتها بدقة إلي مكان الجناة ، هم لا زالوا متهمين ولم تثبت عليهم التُهمة في رواق المحكمة ، فنحن كقانونيين يجب أن لا تدفعنا بشاعة الجريمة إلي التنكر لحقوق المتهمين ، وقد هالني الحشد الإعلامي للمحاكمة المقبلة ، والإستعانة بالعدد الكبير من المستشارين ورجال السلك القانوني الذين كانوا خلف الكواليس لفترة طويلة حتى أنتزعتهم قضية محمد طه محمد أحمد من حالة العزلة والإنكفاء ، لن أقول قد سبق السيف العذل ، لا زال هناك وقت إذا قامت الإنقاذ بحشد نفس العدد الذي توفر لقضية محمد طه محمد ، وكوّنت محكمة وطنية من شخصيات غير مرتهنة للفضاء الحزبي ، محكمة محايدة ملتزمة بالمعايير المهنية والأخلاقية ، تشرف عليها المحكمة الدولية في لاهاي وتمدها بالخبراء والمستشارين ، فليكن نصب أعيننا تحقيق العدالة ولنبدأ بمحاكمة أحمد هارون وعلي كشيب ، المحكمة الأساسية تكون في الخرطوم، أما الفروع ، يجب أن تكون في كل مدن السودان ، حتى لا يبقى هناك ظالم أو مظلوم ونحن في ذلك متمثلين بمقولة الحارث بن عباد في حرب البسوس : لن يبقى لأحد ثأرٌ معلقٌ بعد اليوم ))
سارة عيسي

Post: #96
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 01:51 AM
Parent: #95

علي سعيد المجمر ، رئيس منظمة مدنية اسمها منظمة العون المدني العالمي ، كبادرة من الأستاذ /حسين خوجلي ، راعي صحيفة الوان قامت هذه المنظمة عن طريق رئيسها السيد/علي سعيد المجمر ، وعبر قناة الجزيرة بطرح قضية في غاية الأهمية ، قضية إنسانية بالغة التعقيد ، مواطن فلسطيني في معيته أسرة مكوّنة من عشرة أفراد رفضت العربية السعودية دخوله إلي أراضيها ، السبب غير معروف ، والعهدة على أمين منظمة العون المدني العالمي أن هذا الشخص يملك اسطول شاحنات نقل في العربية السعودية ، ذلك غير الودائع النقدية والذمم الغير متحصلة .
كما جاء في بيان المنظمة أن كل من سفارة فلسطين في الخرطوم والحكومة اليمنية رفضتا مساعدة هذا الشخص ، فحكومة اليمن رفضت أن تعطيه تأشيرة دخول ، مما حدا بخطوطنا الجوية السودانية الكريمة أن تدخله فندق خمسة نجوم يقع في سوط الخرطوم ، وهو وعائلته المكوّنة من عشرة أفراد ، للأسف لم تستحضر ذاكرتي اسم الفندق لكن أظنه قال شيئاً مثل سنترال .
المواطن الفلسطيني من مواليد العربية السعودية ، وله أخ مقيم في السودان لكنه رفض الإقامة معه ولا نعلم الأسباب .

Post: #97
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 01:51 AM
Parent: #95

علي سعيد المجمر ، رئيس منظمة مدنية اسمها منظمة العون المدني العالمي ، كبادرة من الأستاذ /حسين خوجلي ، راعي صحيفة الوان قامت هذه المنظمة عن طريق رئيسها السيد/علي سعيد المجمر ، وعبر قناة الجزيرة بطرح قضية في غاية الأهمية ، قضية إنسانية بالغة التعقيد ، مواطن فلسطيني في معيته أسرة مكوّنة من عشرة أفراد رفضت العربية السعودية دخوله إلي أراضيها ، السبب غير معروف ، والعهدة على أمين منظمة العون المدني العالمي أن هذا الشخص يملك اسطول شاحنات نقل في العربية السعودية ، ذلك غير الودائع النقدية والذمم الغير متحصلة .
كما جاء في بيان المنظمة أن كل من سفارة فلسطين في الخرطوم والحكومة اليمنية رفضتا مساعدة هذا الشخص ، فحكومة اليمن رفضت أن تعطيه تأشيرة دخول ، مما حدا بخطوطنا الجوية السودانية الكريمة أن تدخله فندق خمسة نجوم يقع في سوط الخرطوم ، وهو وعائلته المكوّنة من عشرة أفراد ، للأسف لم تستحضر ذاكرتي اسم الفندق لكن أظنه قال شيئاً مثل سنترال .
المواطن الفلسطيني من مواليد العربية السعودية ، وله أخ مقيم في السودان لكنه رفض الإقامة معه ولا نعلم الأسباب .

Post: #98
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 01:53 AM
Parent: #97

المشروع الحضاري الثاني لإنقاذ


صُعق الجمهور العربي بهزيمة الرئيس العراقي صدام حسين في التاسع من أبريل عام 2003م ، النظام العراقي السابق كان من أقوى الأنظمة التي حكمت منطقة الشرق الأوسط ، وليست مبالغة إذا أدعى النظام وقتها بأنه يملك خامس جيش في العالم ، غير السلاح المتوفر والتدريب والقوة الجوية الضاربة كان الجيش العراقي يملك تجربتين في الحرب الحديثة ، التجربة الأولى كانت حربه ضد إيران ، وهي خصم لا يُستهان به ، أما التجربة الثانية فكانت المواجهة بينه وبين قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عندما غزا العراق الكويت ، ليس في وسعنا أن ننكر أن الجيش العراقي قد أنهزم في هذه المعركة الغير متكافئة ، لكن على الأقل أطلعت هذه التجربة المريرة القادة العراقيين على سر تفوق قوات التحالف ، في هاتين الحربين كان النظام العراقي يملك زمام المبادرة ، مبادرة إعلان الحرب ومبادرة إعلان نهايتها ، وفي كلتا الحربين أعلن النظام نصره البائن على القوى الشريرة التي تضمر الحقد على منجزات الأمة العربية ، لكن السؤال الذي غاب عن ذهن المراقبين ... لماذا سقطت مدينة بغداد في يد قوات المارينز في وقت وجيز ؟؟ ونحن نعلم جميعاً أن صدام حسين لم يكن يبخل على جيشه بشيء ؟؟
عدة مدارس سياسية في العالم العربي حاولت جاهدة الإجابة على هذا السؤال ، هناك من يقول أن الرئيس العراقي صدام حسين تعرّض لخيانة كبيرة من قبل كبار ضباط جيشه ، وهناك أيضاً من يقول أن الجيش العراقي لم يكن موجوداً ساعة المعركة ، فقد ملّ الجنود وقادتهم حروب صدام العبثية فآثروا السلامة بانسحابهم من ميدان القتال ، منظري القاعدة يقولون أن هزيمة الرئيس العراقي صدام حسين سببها بعده عن الدين الإسلامي وتمسكه بالشعار القومي العربي ، تفسيرات عديدة ومختلفة مردها تنوع المدارس الفكرية في العالم العربي ، للإجابة على هذا السؤال الخطير وهو لماذا سقطت مدينة بغداد ليس علينا التقيد بمدارسنا الفكرية ، لأن الظلال الفكرية عادةً ما تسبق النظرة الموضوعية لقراءة الحدث ، السقوط السريع لنظام صدام حسين ليس سببه ضعف الجيش العراقي ، أو لأن آلته الأمنية قد لانت ، إلي آخر لحظة من تاريخه في الحكم كان الرئيس العراقي صدام حسين يخاطب الحشود الُملتهبة ، يصافحهم على الهواء وهو يرتدي الزي العسكري .ليس من حقنا أن نوسم نظام صدام حسين بالخط القومي العربي الساخن ، صحيح أنه كان يرفع هذا الشعار لمداعبة عقول السذج والبلهاء في العالم العربي ، لكن في حقيقة الأمر كان النظام العراقي يُمثل دولة ( تكريت ) من العراق المتعدد الأعراق والمذاهب ، ليس أكثر ولا أقل ، دولة يحكمها جيش من الأقارب والأهل ..فلماذا يموت الجندي العراقي من أجل عشيرة في قرية بالعوجة ؟؟ أو من أجل قلة من الناس تحظى بكل شيء ؟؟فالتعصب للقومية العربية لا يحمي النظام من خطر السقوط ، وشاهدي على ذلك تجربة النظام العراقي ، كما أن الأديان السماوية لا تمد في آجال الأنظمة القمعية التي لا تحترم حقوق مواطنيها ، وهنا أملك أكثر من شاهد ، طالبان في أفغانستان ، المحاكم الإسلامية في الصومال ، ونظام الإنقاذ برئاسة المشير البشير .
بيت القصيد هو تجربة الإنقاذ في السودان ، بدأت الإنقاذ عهدها وهي ترفع رايات الدين وضرورة العودة للجذور ، أخذت الإنقاذ على عاتقها صياغة الإنسان السوداني من جديد وضعه في قوالب جديدة تجعله يخرج إلي الوجود وهو إنسان رسالي كما كانوا يسمونه وقتذاك ، إنسان يركب دراجة نارية ويحمل شنطة سوداء صغيرة سماها الناس ( تمكنا ) ، في حشايا هذه الشنطة تجد القوائم السوداء لضحايا محتملين من كل الأصناف ، طلاب ، ضباط في الجيش ، منتسبين للخدمة المدنية ، يُساق هؤلاء إلي رحاب الصالح العام أو إلي المعتقل في أسوأ الظروف ، الرياح الدولية أجهضت هذا المشروع الأناني ، وخلاف اللصين على المسروق أنجب المفاصلة الشهيرة بين جماعة القصر وجماعة المنشية .
بعد خيبة الإسلاميين في رهانهم على المشروع الحضاري الأول كان لا بد من التفكير في بديل ، بديل لا يكلف شيئاً بعيد عن الأضواء والصخب الفكري القاتل ، فالعالم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أصبح لا يطيق فكرة الدولة الأصولية ، بالذات في مجتمعات يغلب عليها التعدد الديني كحالة السودان ، كخطوة أولى قررت الإنقاذ تحييد الجنوب عن طريق وضع الحركة الشعبية في إطار خامل يجعلها بعيدة عن الإحساس اليومي لرجل الشارع العام ، وقد حاول حزب المؤتمر الوطني إغواء الحركة الشعبية بعسل المناصب والجاه والثروة ، ذلك حتى تتنازل عن شعاراتها الجذابة مثل ضرورة تحقيق العدل والتقاسم النسبي للسلطة والثروة ، تصريحات القائد سلفاكير حول تدخل القوات الأممية قطعت حبل الأماني القصير ، وأثبتت أن نفوس رجال الحركة الشعبية فوق منطق البيع والشراء .
الخطوة الأخيرة بالنسبة لرجال الإنقاذ ، وهم في رحلة البحث عن قميص شفاف ، موسمي ، ومؤقت كقميص الثعبان ، كان خيارهم هو اللجوء للجهوية العنصرية المتمسكة بذيل الشمال ، جهوية تعتمد على إرث مهيرة بنت عبود و ( حريق ابن الباشا ) والطمبور ، وثنية قومية مركزها الشمال تتنكر للثورة المهدية ولا تخفي تأييدها للغازي البريطاني ، هذه الحركة القومية الوليدة تشمت لما جرى لشهداء كرري ، وتري أن جيش المهدية يستحق كل ذلك لأن جله كما يقولون من ( الغرابة ) ، لكن الحمق ودعة الأحلام جعلتهم ينسون اصل القائد عبد الرحمن النجومي ، ولعلهم قد نسوا في غمرة أحلامهم أسد الشرق القائد عثمان دقنة ، جيش المهدية لم يكن عماده ( الغرابة ) إذا قرأنا التاريخ بعيون محايدة ، هؤلاء النكرات لن ينالوا نفس المصير المشرف الذي وجده قادة المهدية من قبل المحتل البريطاني ، بل نهايتهم لا تزيد عن حبسهم مدى الحياة في سجن من سجون أوروبا ، لن يتذكرهم التاريخ إلا عند المرور على صفحة الفظائع مثل الإبادة الجماعية والاغتصاب والحرق ، سوف يسقطون الواحد تلو الآخر ، وسوف يتدافعون أمام بوابة النجاة والخلاص حتى لو تطلب ذلك أن يخونوا بعضهم بعضاً .
بدأ المشروع الحضاري الجديد بعملية ( بيعة ) القبائل ، يُعتبر الدكتور نافع علي نافع هو ( لينين ) هذا المشروع ، يُدق السرادق في وسط الحي ثم يحضر شيخ القبيلة فيؤدي الطقوس بأدب واحترام : باسمي وباسم قبيلتي ..باسم زوجتي وأبنائي ..لقد بايعت حزب المؤتمر الوطني في المغنم والمكره .. في السراء والضراء ..وغير ذلك من الهراء الذي يدل على رخص الأصل والتهافت على قصعة المصالح ، نهاية المشروع اتضحت في تصنيف اللون الإثني في السودان بين عربي يستحق الدعم والمساندة ، وأفريقي بينها وبينه حد السيف ، أنجب هذا المشروع مأساة دارفور ، تدعي الإنقاذ أن هذا النزاع يأخذ توجهاً قبلياً سببه نقص الموارد المائية وندرة الكلأ ، إن كان هذا الأمر كذلك فمن أين أتت الطائرات التي أحرقت القرى وشرّدت ساكنيها ؟؟ وكيف تسنى لمجموعات قبلية محدودة الوجود تطهير مناطق كاملة من السكان ؟؟ ما حدث في دارفور من قتل وتخريب سببه المشروع الحضاري ( الثاني ) المبني على الجهويات والعنصرية .سببه الرغبة الشديدة في القتل ، والتشفي والانتقام ، فهل قادت الإنقاذ تلك الحروب في الجنوب والغرب والشرق تحت هوى سيطرة الشمال ؟؟ أم لهذه الحروب أجندة اقتصادية وسياسية غير التفسير الجهوي الذي يلوكه الناس بألسنتهم ؟؟ معرفة هذا السبب تجعلنا نُعيد النظر في كل ما كُتب عن أسباب سقوط مدينة بغداد ، ليس هناك إجماع أو نظرية موحدة تزيح ولو قليلاً حمى الشك القاتلة التي تعترينا من وقتٍُ لآخر .لكن في خاتمة المطاف يبدو أن أرض أهل الهامش يناسب مناخها نبتة الحروب المستقبلية .
سارة عيسي

Post: #99
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 01:54 AM
Parent: #98

الحجاج بن يوسف الثقفي في دارفور


( لست نادماً على ما فعلت ، وأنا في أشد التصالح مع نفسي ، قمت بما رأيته واجباً )
هذه المقدمة تصلح كبداية للترافع في أي قضية قانونية ، عندما يشعر المجرم بأنه قام بواجبه على أكمل وجه ، حتى لو تطلب ذلك إبادة القرى وحرق أهلها وهم أحياء ، ليس العيب أن نرتكب الخطأ ونحن في قمة هوجاء القرارات الإدارية ، لكن الكارثة تبدأ عندما نؤمن بأن الخطأ هو الصواب ، وأن عمليات القتل والإبادة تدخل في باب حماية القانون والسلام ، وهنا لا نكاد نستبين الفرق بين الجريمة وأداء الواجب ، خاصةً إذا كان الواجب يتعلق بحماية أمن المواطنين ، فكلمة التسامح مع النفس غير مناسبة إذا تعلق الأمر بإيذاء الناس ، التسامح هو مع الآخرين الذين نظلمهم ، فنحن نستجدي السماح من الله رب العالمين أولاً ، ثم من الناس ثانياً ، أما مقولة أنا متسامح مع نفس ، أو بشكل آخر متصالح معها ، فهذا هو الهوى بعينه ، هذا هو الكبر والغرور وتملق الذات .
أزمة دارفور هي أزمة بين حكومة في المركز يسيطر عليها لون جهوي واحد ، وبين أناس بسطاء لا حول لهم ولا قوة في أقاصي البلاد ، إن كانت حماية الأمن تتطلب قتل 250 ألف مواطن ، وحرق ألفي قرية ، وتشريد أثنين مليون ونصف ، بشهادة وزير الشئون الإنسانية ، تم ارتكاب كل هذه الفظائع باسم حماية الأمن والوطن ، عندئذٍ أليس من حقنا أن نعرّف الحدود التي تفصل بين حماية الأمن والجريمة ؟؟ أليس بهذا العمل تكون نظرية حماية الأمن قد تهاوت لأنها فضيلة قامت على فناء الإنسان اولاً ثم إرساء الأمن ثانياً ، فنحن الآن نعيش في أمن تام ، لكن في المقابل خسرنا شعب كامل من أجل بناء هذا الصنم ، أصبحت كلمة الأمن هي التضاد لكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني

فدليل نجاح الخطة الأمنية – كما تقول الإنقاذ - موثق ومثبت ، لأن هناك مليونين من المواطنين يعيشون حول المدن الكبيرة ، يعيشون في بحبوحة تامة ، وترف شديد كما قال أحد قادة الإنقاذ : أنهم معفيين من دفع فاتورة الهاتف والكهرباء ، وبالفعل كيف يصدق العالم أن الحكومة السودانية قتلت هذا العدد الهائل من الناس ، بينما هناك عدد كبير من أهل دارفور يتمركزون حول هذه المدن ؟؟ أليس من المفروض أن يبدأ حصاد الأرواح من الفاشر والجنينة ونيالا ؟؟ فيا تري لماذا أبقينا اثنين مليون أحياء وقتلنا فقط تسعة آلاف في البراري والصحاري والقفار ؟؟؟
أسلوب جيد في الترافع ودفع التهم ، عندما يستخدم القاتل مسرح الجريمة كنوع من التمويه ، فيضيف عليه بعض الديكور حتى يبعد الشبهة ، حتى يجعلنا نقتنع أن بقاء هؤلاء الناس على قيد الحياة هو دليل يثبت براءته من ارتكاب الجريمة النكراء ، ربما لا يعرف هؤلاء الناس أن عملية تهجير الإنسان من أرضه هي أيضاً جريمة ضد الإنسانية لا تقل فظاعةً عن جريمة القتل ، حتى ولو كانت المنطقة التي هُجر إليها هؤلاء الناس هي مدينة ساحرة مثل باريس ، أو مدينة يكسوها الضباب مثل لندن ، هؤلاء الناس لم يرحلوا إلي المدن الكبيرة لأنها آمنة كما أعتقد وزير الشئون الإنسانية الذي يحمل تصوراً مختلفاً لمصطلحي أمن وقانون ، وكلنا رأينا ماذا فعلت قوات الإنقاذ مع المهجرين في معسكر سوبا في شرق الخرطوم قبل عامين ، سبعة آلاف جندي تحت إمرة أربعمائة ضابط ، مدعومين بالعربات الآلية المصفحة والكلاب البوليسية ، هذا الجيش العرمرم لم يتحرك أجل تحرير القدس وبغداد ، بل لأن سماسرة العقار اكتشفوا فجأةً كم يساوي المتر المربع في هذه البقعة ، حدث كل ذلك في قلب الخرطوم ، تحت سمع وبصر الجميع بما فيهم منظمة الأمم المتحدة ، هذه الحملة قادها الوزير أحمد هارون ، وهو بهذا العمل يعطينا فكرة بسيطة عن حقيقة ما فعله في دارفور ، هذه البروفة المصغرة في معسكر سوبا ليست إلا مثالاً واحداً لسلسلة من الجرائم التي وقعت باسم حماية القانون وتطبيق النظام ، هذا النوع من الجرائم المدفوع بأكذوبة حماية الأمن والقانون .هذه المدرسة ليست جديدة ، فحكومة الإنقاذ استلهمتها من الأمويين ، الذين كانوا يقولون : نحن نخوض الباطل من أجل إقامة الحق ، حتى لو تطلب ذلك قطع غصن الرسول ، سيدنا الحسين عليه رضوان الله ، أو قتل علماء أفذاذ شهد لهم الناس بالورع والاستقامة مثل عدي بن حجر وسعيد بن جبير ، نعم ، نحن نعيش تجربة الحجاج بن يوسف الثانية في ثوب جديد ، لا يأخذون من العهد الماضي سوى أرذل التجارب ، ويتجاوزون عن كل مدرسة تدعو إلي التسامح والمحبة : ماذا ترون أني فاعل بكم ؟؟
أخٌ كريم وابن أخ كريم
فقال : أذهبوا فأنتم الطلقاء
لم يمت سيدنا أبو سفيان في فتح مكة ، على الرغم من تحريضه على حرب المسلمين ، على الرغم من كل الأذى الذي سببه للرسول ( ص) ، لكن الرسول ( ص) أراد بهذا العمل أن يرسي قيم التسامح والمحبة ، ليس فقط بين مجتمع المسلمين ، بل أيضاً بين من كنا نكن لهم الضغينة ونبادلهم العداوة .
طبعاً شتان بين ما قامت به الإنقاذ في دارفور ، وبين ردة فعل الرسول ( ص) المتسامحة ، لا ننسي وهو منتصر على أهل مكة ، في دارفور تم القتل لإرضاء الشهوة وإظهار التسلط ، قتلُ يحركه الحقد الاجتماعي الدفين ، قتلُ من أجل إرضاء الذات وتحقيق الطموح ، لأن هناك وزير يريد أن يدخل التاريخ من بوابة الجماجم والأشلاء المتناثرة وقطع الرؤوس ، تماماً كما كان يفعل الحجاج بن يوسف ، لذلك ليس غريباً أن يقول أنه متصالح مع نفسه ، لأن الضمير المستيقظ قد مات منذ أمد بعيد ، فلم يعد يفرق بين القتل الحلال والحرام .
سارة عيسي

Post: #100
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 01:56 AM
Parent: #99

مجزرة المهندسين الثانية في أمدرمان


لا شيء يعدل الثقة ، سواء في العلاقات العامة أو في السياسة ، قلنا عن اتفاق أبوجا الأخير بين حركة تحرير السودان وحكومة الإنقاذ بأنه مراوغة في الزمن الضائع ، إلي وقتٍ قريب كان الدكتور مجذوب الخليفة يؤكد أن معظم الفصائل وقعت على هذا الاتفاق ما عدا فئة قليلة سوف تنضم قريباً إلي الركب ، اتفاق أبوجا هو اتفاق بين المتحاربين ، لكن ، ليس بالضرورة أن يكون هو الحل ، وقد أثبت مرور الأيام ما كنا نحذر منه في السابق ، فأزمة دارفور لن تُحل عن طريق الاستيعاب في أجهزة الدولة السودانية المترهلة ، كما أن الحل لا يكمن في أزقة العاصمة الخرطوم ، وربما يكون اتفاق أبوجا قد ساهم في تعقيد قضية دارفور أكثر من إيجاد سبل لحلها ، لأنه تم بناءً على ضغط شديد فرضته الولايات المتحدة في عهد مساعد وزيرة الخارجية السابق ، السيد/روبرت زوليك ، بالإضافة إلي كل ذلك ، أن هذا الاتفاق أهمل الجانب الإنساني وحصر القضية في كعكة المناصب ، فالوضع في دارفور أصبح أسوأ من السابق ، فقد قامت الحكومة السودانية بطرد 52 منظمة طوعية ، وبلغت بها الجراءة أن تمنع أسمى مسؤول إنساني أممي من الدخول إلي معسكرات النازحين ، في كل ذلك لا نجد أثراً للأخ /مناوي ، فعليه الآن تحمل مسؤولية كبيرة تزيد في كل يوم ولا تنقص ، وأرجو أن يكون قد وعى الدرس الآن ، وعرف كيف غُرر بحركته عن طريق جرّها إلي اتفاق هش لا يحمي حتى قياداتها داخل الخرطوم ، ناهيك أن يحمي حياة سبعة ملايين في دارفور ، فهو رسمياً يشغل منصب مساعد الرئيس ، أما في الواقع فهو ليس إلا مجرد مساعد مزيف مصنوع من الشمع لا يقدّم ولا يؤخر ، فعليه عندئذٍ أن يتابع مثلنا عبر الفضائيات كيف يُذبح رجال حركته داخل الخرطوم لمجرد مشاجرة بسيطة في غالب ظني أنها مدبرة بفعل فاعل .
هذه القضية ليست وليدة اللحظة كما نعتقد ، فقد أسهبت صحافة الخرطوم في الداخل في تحليل تعاظم ظاهرة الحزام الأفريقي الذي يطبق الخناق حول العاصمة الخرطوم ، كانت مخاوف ثم تحوّلت إلي هواجس من أن يشكل هذا الحزام تحدياً يطيح بالخارطة الديمغرافية للعاصمة الخرطوم ، بعد توقيع اتفاقيتي نيفاشا وأبوجا عادت هذه القضية إلي الظهور مجدداً لكن تحت مسمى جديد ، هذه المرة الخوف من خطر المليشيات المسلحة القادمة في قطار السلام ، هذه المخاوف لم تُراعي نقطة هامة ، أن هؤلاء النفر العائدين هم سودانيين في المقام الأول ، تحق لهم الإقامة في مكان يريدونه ، فنحن لا نعيش تحت سماء بيروت في أيام الحرب الأهلية ، عندما قسمها اللبنانيون إلي شطرين مسلم ومسيحي ، فربما يكون إهمال الطرفين المتحاربين لأمر نزع السلاح هو الذي سبب هذه المشكلة ، لكن ليس بالضرورة أن يكون هذا هو السبب الرئيسي الذي يفسّر ظاهرة التسلح في المدن ، فنقض المواثيق والتراجع عن العقود من قبل كل الأنظمة التي تعاقبت على حكم السودان في الخرطوم هي التي جعلت هذه الفصائل لا تتخلى عن سلاحها حتى وهي داخل ظل السلام ، عملية تجييش المجتمع وتغذيته بالسلاح بدأت مع حكومة الإنقاذ ، الكل قد حمل السلاح في يومٍ ما ، بما في ذلك الأطباء ، موظفي البنوك ، القضاة ،أئمة المساجد ، وغيرهم من رجال الخدمة المدنية ، إذاً ، الفصائل الموقعة على اتفاقيات السلام لا تتحمل وزر حمل السلاح لوحدها ، علينا أن نحاسب الكل في هذا الأمر ،فلنبدأ على سبيل المثال بمحاسبة منظمة الشهيد ، الدفاع الشعبي ، ونداء الجهاد والدبابين والاتحاد العام للطلاب السودانيين .
فظاهرة تنامي السلاح الموازي لسلاح الدولة ظاهرة رعتها الإنقاذ عندما كانت تتشكك في ولاء الأجهزة القومية مثل الجيش والشرطة والأمن ، وقد قلّت هذه الظاهرة قليلاً بعد حملات الطرد والتطهير التي قام بها النظام في طوال سنوات حكمه ، لكن هذا لا يعني أن ظاهرة تغذية المجتمع بالسلاح قد انتهت ، بل ما يزيد في خطورة الوضع هو تسرّب السلاح النوعي الحكومي إلي مجموعات حزبية موالية وعشائر قبلية كما حدث في دارفور .
في مدينة المهندسين بأمدرمان بدأ الأمر بمشاجرة بسيطة كتبت عنها الصحف الحكومية بلغة التحريض ، قليلاً سمعنا عن تحرش حركة تحرير السودان بالمواطنين المقيمين بالحي ، التحرك الثاني والذي تم بصورة مستفزة هو أمر الاعتقال ، بعدها لم نسمع شيئاً سوي صرير المجنزرات وهدير المصفحات وصوت قذائف (ألاربجي ) وهو يصم الآذان ، قامت قوات المغاوير الخاصة باستلهام النموذج الروسي في الشيشان عندما فجّرت المنزل فوق رؤوس ساكنيه ، حتى الجيش الإسرائيلي الذي يُضرب به المثل في البشاعة كان يقدم على إخلاء منازل الناشطين الذي يقاومونه قبل أن يشرع في هدمها ، لكن الحرب في السودان من المستحيل أن تضع لها حدوداً أو لوائح حمراء ، مات بعض المرضى ، من بينهم كانت هناك سيدة تشرف على تطبيب ابنها ، عملية صيد الرجال (Men Hunt) قد بدأت بالفعل ، جعلتني هذه العملية أتذكر النفير الذي قامت به المباحث الفدرالية الأمريكية في عام 2001 لتعقب مدبري هجمات الحادي عشر من سبتمبر .الرقم المتداول أن عدد المعتقلين وصل إلي مائة فرد ، هذه هي البداية (لصوملة ) الأزمة السودانية ، وشهود أبوجا لم ينبسوا ببنت شفة ، رد فعل النظام جاء قاسياً ومنظماً وكأنه ( يبل ورق اتفاقية أبوجا في الماء ليشربه ) ، ولم يعد أمام الأخ مناوي غير خيار واحد هو يعلمه ، وكلما تأخر في اتخاذ هذا القرار ضاقت الحلقة حول عنقه ، فهو غير مرحب به في الخرطوم طال الزمان أم قصر .
سارة عيسي

Post: #101
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 01:58 AM
Parent: #100

الأخ مناوي بين خيار البقاء في القصر أو العودة للبندقية


نحن الآن نعاني من عقدة تُسمى بالأمن المركزي ، وهو نوع من الأمن قائمٌ في مدن بعينها ، ينتشر حسب نوع المدينة كماً وكيفاً ، وهو أيضاً معدوم في مدن أخرى ، لاحظت في الأيام الماضية ، ومن خلال متابعتي لما يُكتب في الصحف عن حملة حي المهندسين ، أن الخوف من ظاهرة التسلح اقتصرت على مدينة الخرطوم فقط ، أما وجود هذه الظاهرة في مدن مثل الجنينة والفاشر ونيالا وحتى في جوبا فهي أمر تم تجاهله تماماً من قبل وسائل الدولة الإعلامية ، أو حتى من قبل الذين يروجون لثقافة الأمن المركزي المنكفئ على العاصمة الخرطوم ، والسر في ذلك ليس مخفياً ، فهم لا يحمون الوطن أو المواطن كما يزعمون ، بل يحمون مصالحهم ، شركاتهم ، وجودهم الاجتماعي ، وكل ذلك موجود في الخرطوم .
غياب دولة المركز التي تتعامل بتوازن واحد مع كافة مكونات الأمة المختلفة هي السبب الأساسي لنشوب الحرب الأهلية ، القانون لم يُخلق لمصلحة ( أ ) من الناس ، الذين هم الأقوياء والنخب ، فيأتي ذلك على حساب الضعفاء والمظلومين ، وعندما يشعر المواطن بأن طريق العدالة الذي توفره أجهزة الدولة مغلق في وجهه ، فلا خيار لديه سوي أخذ القانون بيده وتطبيقه كيف يشاء ، حادثة المهندسين الأخيرة ، غير أنها قضت على اتفاقية نيفاشا ، إلا أنها وضعت جدل كان يدور في السر ثم أنتقل إلي العلن ، هناك عدم توازن في أجهزة الدولة الأمنية ، بالذات في القضايا التي يكون فيها طرف من الجنوب أو من غرب السودان في أغلب الأحيان ، لا يعني ذلك أن أهلنا في الشرق تعاملهم الإنقاذ بمحبة ولطف ، فهم قبل عامين دفعوا مزيداً من أرواح الشهداء على خلفية مطالبتهم بلقمة عيش شريفة في الميناء ، هذه الحساسية الزائدة هي التي أدت إلي وقوع مجزرة المهندسين الثانية ، ليست في القاهرة كما حدث في السابق ، لكن هذه المرة في قلب أمدرمان ، عاصمة الخلافة المهدية ، فقد كتب الله على المهمشين أن يعيشوا العذاب بصوره المختلفة ، أينما رحلوا وكيف ارتحلوا .
عندما نشب النزاع في دارفور لم تتقاعس الحكومة عن نصرة المظلومين وكفى ، بل أصبحت طرفاً فيه وغذته بالأموال والسلاح ، فوقع الضرر على طائفة كبيرة من الناس ، لجأ هؤلاء المغبونين إلي أجهزة الدولة ، مثل الشرطة والنيابة والقضاء ، وقد شكوا مظلمتهم ، فهم قد تعرضوا للأذى بشكل يزيد عن الذي تعرض له ابن الموسيقار الرئاسي الذي خاضت الإنقاذ من أجله حرب حي المهندسين بأمدرمان ، أتعلمون ماذا كان نوع الرد الذي أعدته تلك الأجهزة لمواجهة مثل النوع من الشكاوي ؟؟ اعتقلت كل من بث شكواه بتهم ملفقة و قد أغلقت في وجههم سبل العدالة ، أصبح المجني عليه هو الجاني ، والقتيل في القبر بينما يمشي قاتله حراً طليقاً وقد عدَ كل ذلك نصراً أتاه من السماء .
نعم تنفست صحف الخرطوم الصعداء ، وبدت تباشير الفرحة على كتاب الأعمدة الرطبة كما يقول المبدع الأستاذ:هاشم صديق عندما وصفهم في أحد المرات ، ما حدث في المهندسين أيضاً يُعتبر نصراً من السماء ، يُضاف إلي انتصاراتهم السابقة ،فمنذ 1989 لم يتعرضوا لهزيمة واحدة ، لم يقل هؤلاء الأوصياء أن مغاوير الشرطة قد هاجموا – في نظر العرف الحربي – مستشفي يعجُ بالمعوقين ، مائة عربة مصفحة وثمانية دبابات ومدافع هاون لمواجهة من ؟؟ ، وكيف تسنى لجهاز الشرطة وهي جهاز مدني أن يمتلك كل هذه الأسلحة الفتاكة ؟؟ كل هذا السلاح قد اُستخدم في غزوة المهندسين ، وكثرة هذا السلاح وتنوعه عزاها البعض إلي خوف هؤلاء الجنود الأشاوس من خسارة المعركة ، والتي الطرف المقابل فيها أما مقعد أو جريح .
زاد الطين بلة المؤتمر الصحفي الذي عقده الأخ /مناوي ، قائد الفصيل المُوقع على الاتفاقية المؤودة ، الأخ مناوي لا يريد الكثير ، فقط تسلم جرحاه عن طريق طرف ثالث ، ووقف حملات الدهم والمطاردة والاعتقال التي نالت من معظم أعضاء حركته ، ضعف الطالب والمطلوب ، التوسلات لن تعيد الدم المسكوب ، ورائحة اتفاقية أبوجا المنهارة لن تعيد دفء الحياة للذين قُتلوا وطُمرت جثثهم بين الأنقاض ، وأهل الإنقاذ عندما قاموا بمثل هذه الفعلة لم يتوقفوا كثيراً أمام الشارات الحمراء لهذه الاتفاقية ، الحرص يجب أن يقابله حرصٌ في المقابل ، ونحن علينا بما نراه في الأرض وليس بما هو مكتوب بالحبر الجاف ، لم يحدث في تاريخ الإنقاذ وهي تحارب كافة أبناء المجتمع السوداني أن أوصلت رسالة بهذا المستوى من البلاغة والشفافية ، قصة ابن الموسيقار الرئاسي الذي يُقال أن حراس منزل المهندسين قد تحرشوا به ليست إلا كذبة الغرض منها ذر الرماد في العيون ، حادثة التحرش المزعومة لن ترتقي إلي أهمية بقاء اتفاقية أبوجا على قيد الحياة .كنت أتوقع أن يقدم الأخ مناوي استقالته من هذه الحكومة ، أو على الأقل الاعتكاف لمدة من الزمن ليعرف مصير حركته بعد هذا الحادث ، فاتفاقية أبوجا من وجهة نظري هي حصان طروادة ، فإن عجزت حكومة الخرطوم في قتل قيادات الحركة واعتقالهم على هذا النحو المشين وهم في لبوس الحرب في صحاري دارفور وقفارها ، فكيف يرضى الأخ مناوي أن يُذبح هؤلاء النفر كالخراف أمام نظره وسمعه ؟؟ ، قد أتضح جلياً أن الأخ مناوي لم يعمل حساباً لمثل هذه الظروف الطارئة وعلق كثيراً من الآمال على اتفاقية أبوجا ، فالتفاؤل مطلوب ولكن ليس على هذا النحو الذي يفرط في الحقوق ، ويبدو أن الأخ مناوي دخل في هذه التجربة وفقاً لوعود كاذبة ومن غير أن يستعين بمستشارين مخلصين ، فالإنسان عندما ينغمس في السلطة لا يرى الكثير من الحقائق ، لكن رب ضارة نافعة ، وأتمنى أن يكون الأخ مناوي آخر من يؤمن باتفاقية أبوجا ، هذه الاتفاقية قسّمت الرأي العام في دارفور إلي قسمين ، وجعلت أهل الإنقاذ يتحدثون عن أكثرية موقعة على الاتفاق وأقلية تنبذه ، الآن الكل سواسية ،لا يملك الأخ مناوي خياراً سوى خيار البندقية ، أفضل أن تموت في ميدان الوغى بكرامة من أن تُقتل غيلةً وغدراً في أزقة الخرطوم .
سارة عيسي

Post: #24
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: هشام مدنى
Date: 03-07-2008, 10:59 PM
Parent: #18

Quote: خلافي مع المرحوم طه يعود إلي أيام الديمقراطية الثالثة ، وأنا أؤمن بمبدأ تزداد قناعتي به في كل يوم ، إن الديمقراطية ثوبٌ يمكن ترقيعه ، ولكن الدكتاتورية جسدٌ بلا ثوب ،


من بين ما ادهشنى!!!!!

Post: #215
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 08:53 PM
Parent: #24

وذلك أدهشني أنا ايضا يا هشام..

سيف..

Post: #3
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: هشام مدنى
Date: 03-07-2008, 10:32 PM
Parent: #1

اتابع لها ...............

واتفق معك

وتحياتى لك

Post: #102
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:00 AM
Parent: #3

المختصر المفيد في ما كُتب عن غزوة المهندسين بأمدرمان


(( فلتذهب أتفاقية أبوجا نحو الجحيم )) ، عبارات صدرت عند الغضب من فم أحد المناضلين القدامى ، وهو أحد العائدين الجدد إلي دنيا الإنقاذ بعد أن طلّق الحزب الحاكم الأيدلوجيا ، الخيار الجهوي والعنصرية سببين جعلا فرقاء الأمس يتفقون مع الإنقاذ ، وينبذون ذلك النوع من الخلاف الثقيل الذي ميز فترة الماضي ، لذلك نجد أن الذين دخلوا قفص الإنقاذ بعد عام ألفين على وجه التحديد ، نجدهم أكثر تشدداً وتطرفاً من الإنقاذ فيما يخص أزمة دارفور ، إنقاذيون أكثر من الإنقاذ نفسها ، الباقر عبد الله راعي صحيفة الخرطوم ، الأستاذ سيد أحمد خليفة راعي صحيفة الوطن ، يا ترى ما الذي يجمع هؤلاء بطغمة الإنقاذ ؟؟ فقبل عقد من الزمان كان يشتطون في عدائهم السافر للإنقاذ ، يسكبون الحبر الغالي في الصحافة الخليجية ، يتباكون على الديمقراطية المنزوعة لا ذنب في السودان ، كل واحد منهم روى قصته في حلقات متسلسلة ، عن التعذيب وبيوت الأشباح ، قطع الأرزاق ومصادرة الممتلكات ، لكن الإنقاذ لم تتغير البتة عما كانت عليه عام 89 ، على الرغم من العملية الجراحية المعقدة التي قام بها الدكتور جون قرنق ، فهو الذي وفر لأهل السودان هذا الهامش المتواضع من الحرية الصحفية ، وهو الذي أثبت بالتجربة العملية أن العنف وسيلة فاشلة في الحوار ، وهو الذي أعاد صياغة المفهوم الذي كانت تباهى به الإنقاذ : بأنها معجزة في الأرض وبعيدة كل البعد عن رياح التغيير .أما سياسة البطش والقتل والاستعلاء فقد مات الطبيب الجراح قبل أن يعد لها الترياق .لم يكن الدكتور جون قرنق مجرد رجل عادي دخل إلي التاريخ السوداني لأنه قاد الجيش الشعبي لتحرير السودان ، هذا المُسمى الذي يجعلني أشعر بالفخر والزهو لمجرد سماعه ، قرنق أول من حاول ترتيب فيسفاء السياسة السودانية لتكون جسراً ناقلاً للحضارات ، لا يتضاد ، مع المكونات المختلفة للشعب السوداني .
بفضل الدكتور جون قرنق وصلنا إلي مرحلة من الحل لكننا لم نصل إلي كل الحل ، ثقافة العنف لم تنتهي ، في السابق كانت تحركه المشاعر الدينية كما حدث في حرب الجنوب ، أما الآن فتحركه العواطف القبلية والجهوية كما رأينا في حرب دارفور ، هذا يقودنا إلي السبب الذي جعل بعض مناضلي الأمس ، المحسوبين على الشمال النيلي ، يتكسبون على واقع مأساة دارفور ، لذلك نجد كل من الدكتور الباقر عبد الله وسيد أحمد خليفة لا يختلفان كثيراً عما يروّج له الطيب مصطفى وعبد الرحمن الزومة وإسحاق أحمد فضل الله ،كلهم في سرج واحد ، يطعنون في حصان الوحدة الوطنية الهزيل ، لم يلتقي جيل البطولات بجيل التضحيات كما غنى لنا الموسيقار محمد وردي ، بل نكاد نرى جيلين لا يفصل بينهم إلا خيط رفيع لا تستبينه الأعين .
سمعنا العجب العجاب عن معركة المهندسين المباركة ، من حيث الإعداد والتخطيط وتحديد ساعة الصفر ، كأنهم بصدد اجتياز خط بارليف ، قصص طريفة وبعضها أغرب من الخيال ، عن الفرحة التي عمت السكان ليلة الفجيعة ، وعن ليالي الأنس والطرب التي أُقيمت بمناسبة هزيمة (Darfuchadian ) في حي المهندسين ، وأقاويل كثيرة عن نثر الصبايا الأرز والورود في وجوه الفاتحين من قوات الشرطة ، لن أجازف بالقول إذا زعمت أن نساء الحي قد خبزن كعك الانتصار وقدمنه مع شاي المساء للقوة المرابطة في هذا الثغر المضطرب من أرض الوطن ، رجل من الأعيان الموسرين قام بأكثر من الواجب ، تعهد بإطعام القوة المرابطة من مطعم ( الكوخ الفرنسي ) ، إطعام حتى الإشباع حتى لو جعله ذلك يفتقر من ماله العزيز ، هذا هو سودان اليوم ، لن نفرح بعد اليوم بانتصارنا علي الإنجليز في شيكان وقدير والأبيض وفشودة ، فنصرنا على الدارفوشاديان في قلب الخرطوم لن ينافسه نصر آخر في تاريخ السودان ، لذلك ترانا نحتفل بنصرنا عليهم في الموردة والمهندسين وسوبا ، فنصِفُ قتلى قوات الشرطة المعتدية بالشهداء كما كنا نفعل سابقاً في ( ساحات الفداء ) ، أما العجزة والمعوقين والجرحى الذين لقوا حتفهم تحت الأنقاض ليس علينا أن نترحم عليهم ، يكفي انهم ماتوا هذه الميتة التي يستحقونها ، لا نعي يخفف المصيبة عن الأهل والأصدقاء ولا اعتذار عن الخطأ ، ولا نعلم هل سينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن ؟؟أم أن مسلسل تلقي التعازي سوف يطول في حياتنا مثل طول ليل الإنقاذ المظلم ، هذا هو سودان الإنقاذ الذي يحمي القبيلة والعشيرة فقط على حساب التنوع والتعدد والتسامح ، في معركة المهندسين كما أسموها فقد انتصروا لذاتهم فقط من غير أن يحسوا أن هذه الفعلة هي البداية المفصلية لعهدهم الجائر ، هم الآن لا يمثلون الدولة السودانية المتعددة الأعراق والأديان ، بل يمثلون ثقافة محلية على وشك الانقراض ، ثقافة خجولة ومنزوية لا تراها إلا في الفضائية السودانية .
سارة عيسي

Post: #103
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:01 AM
Parent: #102

مجزرة المهندسين (الثانية ) والغياب المُريب للقضاء السوداني


مائة عربة مصفحة ، سبعة دبابات ، لا نعلم العدد الحقيقي لقوام الجنود ، لكنه بالتأكيد رقم مهول ومنقطع النظير ، هذا من غير أن نشير إلي عدد رجال المخابرات الذين شاركوا في العملية ، بالإضافة إلي قوة الإسناد التي كانت تتمركز في كبري الفتيحاب وهي تنتظر شارة البدء ، سيارات الإسعاف والإخلاء الطبي تقلب الأرض وهي مسرعة ، تطلب من أصحاب المركبات إفساح الطريق ، القلق يساور مراسلي الصحف ، بعضهم ارتدى سترات واقية من الرصاص كُتب عليها بالخط العريض (Media) ، إجابات القادة العسكريين كانت مقتضبة لكنها توضح لنا بجلاء بأنهم على وشك خوض معركة كبيرة ، ظن بعض المواطنين ، بسبب العديد العسكري الهائل ، أن ثمة انقلاباً ضد النظام ، لكن هذا الشك ذهب بلا رجعة لأن هذه القوات كانت ترتدي زي الشرطة الموحدة ، يقول بعض العارفين ببواطن الأمور أن الدولة بصدد اعتقال شخصية سودانية رفضت الانصياع لأوامر الشرطة !!! هل كل هذا الجيش العرمرم من أجل اعتقال شخص واحد ؟؟؟ فكيف بهم إذا أرادوا اعتقال مجموعة من الناس ؟؟ظني بأنهم سوف ينشطون اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر ، أو على أسوأ الفروض يطلبون المساعدة من تنظيم القاعدة .
بعض المفكرين والمحليين الاجتماعيين توصلوا إلي نظرية هامة ، فسّرت هذا الكم الهائل من القوات ، أن الدولة تسلمت بلاغات من بعض المواطنين في الحي ، الذين تضايقوا من الوجود المسلح لحركة تحرير السودان في حي المهندسين في أمدرمان ، هذا الوجود الذي لا يزيد عن حارسين فقط يقابله وجود يصل إلي عشرات الآلاف من الجنود المدججين بمختلف أنواع السلاح ، هذه الفرية تتراجع أمام المنطق عندما ننظر إلي السلاح الذي بحوزة الدولة على أساس أنه سلاح شرعي ومقنن ، من هنا يكمن الخطأ في القياس ، ومن المسلم به أن يكون سلاح الدولي شرعي ومقنن لكن ماذا نعني بمصلح الدولة ؟؟ فهل هي الدولة الحزبية التي حسمت توجهها نحو الإسلام والعروبة بقرار عسكري ؟؟ أم هي الدولة القومية التي يتساوى فيها الناس كأسنان المشط ؟؟ ،غير ذلك أن حكومة الإنقاذ هي أول من اعترف بالسلاح المحارب الذي يقف في وجه الدولة ، وقد أكدت ذلك أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة بالقول القاطع :
نحن لا نفاوض إلا من يحمل في وجهنا السلاح !!
أو بالقول أحياناً : نحن وصلنا للسلطة بقوة السلاح ومن أراد انتزاعنا منها ..عليه اللجوء للسلاح !!
هذا التحريض والتصريحات الغير مسؤولة هي التي قادت السودان إلي هذا المنعطف الخطير ، نيفاشا وأبوجا والمحكمة الدولية هي إفرازات لهذا الواقع الكئيب الذي رسخوه بأيديهم ، وضربة حي المهندسين تثبت بالدليل القاطع بأننا لا زلنا في المربع الأول ، ولا زلنا على النهج القديم ، ونحن نعلم كيف تتعامل الدولة مع شكاوي المواطنين ، فقد رأينا صورتها الحضارية في مجزرتي بورتسودان وسوبا ، رأيناها كيف تقوم المعوج في أحداث خزان الحماداب ، قبل عامين أقدم بعض رعاع حزب المؤتمر الوطني على حرق مكتبة الجامعة الأهلية ، الخسارة قدّرها بعض الغيورين على ثروات الوطن بثلاثة مليارات جنيه ، لكن شرطتنا وقوات أمننا الرقيبة على ممتلكاتنا أين كانت ؟؟ ببساطة شديدة كانت قابعة بهدوء وتتفرج من خلال مكان بعيد كيف يحرق هؤلاء المجرمون ما يُعتبر في نظر القانون ثروة قومية هي ملك للجميع ، ثروة قيمتها تزيد كثيراً عن شرف ابن الموسيقار الرئاسي الذي روّعه – كما يقول إعلام الحكومة – منظر حارسين يحملان الأسلحة الخفيفة إذا صدقت الرواية الرسمية ، ثم إذا افترضنا أن السلاح الذي الآن في حوزة الإنقاذ هو سلاح شرعي ومبرر .. فما الذي يضمن لنا أن هذا السلاح يتم استخدامه وفقاً للقانون وعند الحاجة الضرورية ؟؟
تضرر الشعب السوداني كثيراً من السلاح الذي وقع في أيدي رجال الإنقاذ ، بهذا السلاح قُتل الطلاب في حرم الجامعات ، بهذا السلاح هُدمت قري بأكملها وأُحرقت على بكرة أبيها ، لن يحمي السلاح أحداً في السودان ، وهو خطر على الجميع سواء أكان في حوزة الحركات المسلحة أو في حوزة أجهزة الدولة السودانية ، القانون الذي يعامل الناس بمعيار واحد هو الذي يحمي الجميع من الظلم والبغي ، هذا القانون يجب علينا كلنا أن نشارك في صياغته وإعداده ، من خلال المؤسسات النيابية الحرة ، وعن طريق منظمات المجتمع المدني من كافة أرجاء السودان ، دستور السودان الحالي يزعم الدكتور الترابي أنه كتبه منفرداً من غير أن يستشير أحداً ، كل ما فعله أنه اختلى بنفسه لفترة تقل عن الشهر ، إذاً كما يقول الدكتور منصور خالد : أنه دستور رجل واحد ينم عن أسلوبه ، أما القوانين المطبقة فهي أشبه بجلباب الدراويش من كثرة التعديل والتغيير الذي يتم حسب المزاج ووفقاً للهوى ، رقعٌ كثيرة متناثرة على الجلباب الفضفاض تكشف عن حجم الفجوة الهائلة بين الأجهزة الأمنية ، وبين ما يُسمى بالقضاء السوداني ، وهو غائب دائماً في أحلك الظروف ، في مجزرة المهندسين الثانية قامت قوات الإنقاذ بتنفيذ أوامر الاعتقال والدهم والإعدام بالهدم في آن واحد من غير أن يكون هناك دور للقضاء السوداني ، حتى بعد تنفيذ اتفاقية نيفاشا ، وتوقيع اتفاقية أبوجا ، لازال مزاج الإنقاذ هو الذي يتحكم في قانون البلاد والعباد .
سارة عيسي

Post: #104
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:02 AM
Parent: #103

نحن والشرطة ودفع ( الديات )


لن أتوقف لمناقشة لجنة التحقيق التي كوّنها السيد/رئيس الجمهورية لبحث الأسباب التي أدت لنشوب معركة المهندسين الأخيرة في أمدرمان ، فنحن نعلم مسبقاً ماذا يعني تكوين مثل هذا النوع من اللجان ، بالتأكيد ليس من أجل الوصول إلي الحل ، لكن يأتي ذلك لجعل الناس ينسون هذه الكارثة عن طريق إطالة الزمن ، لا أعلم على وجه التحديد ماذا جرى للجنة الرئاسية التي كُوّنت سابقاً للتحقيق في أحداث الاثنين المؤسفة التي وقعت بعد رحيل قرنق ، نسي الناس تلك الأحداث الأليمة كما نسيت اللجنة المختصة الحدث الذي كُونت لأجله ، النقطة المهمة في أحداث حي المهندسين هي بروز مسألة التعويضات المادية ، تعهدت محافظة أمدرمان بدفع الأضرار المادية والمعنوية ، هُناك ديات سوف تُدفع لكن لا نعلم كم يساوي الإنسان السوداني في بورصة الإنقاذ ، والسؤال هو من أي حساب سوف يدفعون هذه المبالغ ؟؟ ، فمن المحتمل أن يدفعوه من مال الزكاة بعد توطئة الفتوى المناسبة ، أو القيام بمسرحية هزلية مثل الزعم أن أحد المُحسنين- على طريقة حاتم الطائي - قد تكفّل بدفع جميع الأضرار بما فيها الأرواح البشرية ، هذا سوف يعيدنا من جديد إلي بحث مسألة سعر المواطن السوداني في سوق القتل ، فسعره ، في أحسن الظروف ، أقلّ بكثير من سعر نظيره الأمريكي ، أقارب ضحايا طائرة لوكربي حصل الواحد منهم على تعويض وصل إلي 65 مليون دولار مقابل كل حبيب لهم فقدوه في ذلك الحادث ، فمن أين تأتي حكومة السودان بهذا المبلغ لو افترضنا أن الحركة الشعبية رفضت دفعه من عائدات البترول ؟؟ ثم تدفعه لمن ؟؟ لأناس تطعن حتى في انتمائهم للسودان !!
خمسة وستون مليون دولار والتي دفعها العقيد معمر القذافي من مال البترول الليبي ، مقابل نفس أمريكية واحدة ، هذه المقايضة لن تقدر عليها الحكومة السودانية ، فالمواطن الأمريكي ارتفعت قيمته كما يرتفع ثمن الدولار أمام العملات الأخرى ، حكومته جعلته يحس بأن ثمنه باهظ ومُكلف ، على عكس حكومة الإنقاذ التي قتلت الملايين من أبناء شعب الجنوب ولم تسأل نفسها يوماً كم تساوي قيمة هؤلاء الناس ؟؟ وتتلعثم في قراءة عدد الضحايا الذين قتلتهم في دارفور ..فهل هم تسعة آلاف ؟؟ أم خمسة آلاف ؟؟ وفي كل الأحوال هؤلاء ماتوا بالمجان وبلا ثمن .
هدم مقر حركة تحرير السودان في حي الموردة قُوبل بالتصفيق والتكبير ، أما في حي المهندسين فقد أضفت الروعة الفنية على الحدث بعض الأشياء الجديدة ، لم يكن هناك تكبير أو تهليل ، فالزغاريد المنطلقة من ثغر الصبايا جعلتنا نشعر بأن ما نراه هو ليلة عرس وليس ليلة قتل ودماء ، هذه هي ثقافتهم التي يعلمونها للناس ، وقد أحزنني مرة أنهم زفوا لأم مريضة وطاعنة في السن خبر مقتل ابنها في حرب الجنوب بمقولة : أفرحي وزغردي يا أم العريس !!! فماتت المرأة من وقع الخبر بعد أن سقطت على الأرض جثة هامدة وبلا حراك ، من هذا البيت حُمل البروفيسور ( العريس ) وأمه على النعوش فتم اللحد لهما في يوم واحد ، هؤلاء الناس غير سويين ومجردين من المشاعر الإنسانية ، أنانيين لأبعد الحدود وجبنهم بلا نهاية ، يعيشون الحياة ولا ينظرون إلي الغد ولا يتورعون من ارتكاب أكبر عدد من الجرائم طالما ذلك يبقيهم في السلطة .
يقول بعض السذج والبسطاء : أن الثمانية الذين قتلتهم الشرطة في حي المهندسين يستحقون ذلك لأنهم قاوموا أمر الاعتقال (Arrest Resistance ) الصادر من الشرطة ، ومعلوم لنا أن الشرطة لا تصدر أوامر الاعتقال التي تُعتبر من اختصاص النيابة ، ثانياً هناك وسائل تُقلل من وقوع الأخطار مثل استخدام الغاز والقنابل الصوتية ، أو على أسوا الفروض الاستفادة من تجربة الجيش الإسرائيلي في فلسطين ، أن يطلبوا عن طريق مكبرات الصوت من المتحصنين إخلاء المبنى ريثما يتم هدمه بعد ذلك ، من الملاحظ أيضاً ، من يقوم بهذا العمل في إسرائيل هو الجيش وليس قوات الشرطة .
نحن ليس في بلاد ديمقراطية حتى يُطلب منا احترام الشرطة وتقدير مجهوداتها ، فالشرطة في بلادنا هي أداة قمع تستخدمها السلطة ضد من يعارضونها ، الشرطة في السودان لا تغيث الناس من خطر الفيضانات عند ثورة النيل في كل عام ، حتى شرطة المطافئ والدفاع المدني اختفت وتبخرت وصدئت مركباتها ، صرنا لا نرى من وجه الشرطي سوى خوذة فولاذية في الرأس لا ترى منها إلا أعينه ، ودرع زجاجي وعصا غليظة يضرب بها كل يقف في طريقه ، فهؤلاء هم من يسمون بالشرطة الرسالية .
عندما تمرّد الراحل قرنق واحتمى بالغابة صدرت في حقه مذكرة قضائية تتهمه بسرقة رواتب الجيش ، أما في عهد الإنقاذ فقد صدرت العديد من المذكرات القضائية وأوامر الاعتقال ضد منتسبي حركة العدل والمساواة ، تم اتهامهم من قبل الأجهزة العدلية المُسيسة باختلاس مبالغ من جهات العمل التي كانوا يعملون لديها ، عرائض الاتهام والملاحقة لم تنسى الدكتور علي الحاج محمد ، هذا الرجل كان يتصرّف في ملايين الدولارات بحكم منصبه كوزير للحكم الاتحادي ، لكن الإنقاذ لم تجد له تُهمة أنسب من نهب أموال طريق الإنقاذ الغربي مُعظم البلاغات وأوامر الاعتقال التي تصدرها حكومة الإنقاذ هي بلاغات ( كيدية ) وحسب الطلب والظروف .
سارة عيسي

Post: #105
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:04 AM
Parent: #104

أين كان سلاح الجو السوداني في ليلة معركة ( المهندسين ) ؟؟


عادت الشهرة من الجديد للقذائف الآر.بي .جي ، أو كما يسمونها أحياناً بالقذائف الذاتية الدفع (ٌRocket Propelled grenade )) ، أول شهرة لهذا السلاح نالها في حرب أكتوبر 73 بين مصر وإسرائيل ، فهذا السلاح خُصص لاختراق الدروع ، وكلما كان الهدف قريباً ازدادت دقة الإصابة ، أما الاستخدام الثاني لهذا السلاح وبفعالية تامة هو ما نراه اليوم في حرب العراق ، تمكنت المجموعات المسلحة في العراق من إلحاق الأذى بمركبات الهمر والهمفي المصفحتين .
علينا أن نحبس أنفاسنا لأننا بصدد مناقشة التجربة الثالثة لهذا السلاح ، هذه المرة ليس الصراع بين الطرف المحتل والطرف المُقاوم كما تعودنا أن نشاهد ذلك في قناة ( الجزيرة ) ، هذه الصواريخ الفتاكة الآن في عهدة الشرطة وليست في مستودعات الجيش السوداني ، طوّرت الشرطة السودانية نفسها كثيراً في السنوات الأخيرة مستغلةً الأموال المتدفقة عليها من التحصيل والجبايات ومخالفات المرور ، وقد ورثت الجيش وأسلحته المتنوعة ، لم يعد الشرطي هو ذلك الإنسان الذي يتأبط عصا ويحمي نفسه بدرع مقاوم للرصاص ، الشرطي في عهد التمكين الرسالي يحمل مدفعاً رباعياً ويحتمي داخل مصفحة حصينة ، يطلق النار بكثافة من البعد فيقتل من يشاء ويحي من يشاء على طريقة النمرود بن كنعان ، حتى ولو قُتل الناس بالخطأ فهناك من يملك المال ويقوم بدفع التعويضات ، في غزوة المهندسين الأخيرة تمكنت الشرطة السودانية من استخدام قذائف الآر.بي .جي بمهارة ، فهم لم يعطبوا دبابات العدو بهذا السلاح كما حدث في العراق ، لكنهم تمكنوا من هدم منزل فوق رؤوس ساكنيه ، وعندما هرعت العربة التي أرسلها مساعد الرئيس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه تمكنت المدفعية الثقيلة من إصابة هذه العربة في مقتل ، احترقت العربة الرئاسية بالكامل وبمن كانوا في داخلها ، المشهد أثناء المعركة كما يلي :
منزل مُهدم بسبب القصف المدفعي وقد خر على الأرض ساقطاً وفي داخلة ثمانية أرواح بريئة قُتلت بلا ذنب
عربة تلتهمها النيران وفي داخل هيكلها المحترق يُمكنك رؤية خيال لشخصين تحولا إلي رماد بسبب الحريق
في الخارج يقف المئات من الجنود ، يطوقون المكان ، بعضهم قابع داخل المصفحات ، وبعضهم منتشرون في الشوارع وهم على أهبة الاستعداد ، هذا الموقف ذكرني بالمشاهد التي كنا نراها في حرب البوسنة ، رادوفان كراديتش لم يكن رجلاً عادياً ، فهو أيضاً بروفيسور في الطب النفسي ، لكن تمسكه بعقيدة الذات الجماعية وتشبثه بالقومية الصربية هي التي خلقت منه بطل حرب دخل التاريخ من بوابة الإبادة الجماعية ، الطغاة في كل العالم يتشابهون حتى وإن بعدت بينهم المسافات وتقطعت بهم السبل .
السلاح الوحيد الذي وقف محايداً في غزوة ( المهندسين ) الأخيرة هو سلاح الطيران ، المقاتلات لم تتحرك من قواعدها لمهاجمة العدو الغاشم ، ربما تكون هناك أسباب لوجستية منعت هذا التدخل ، مثل أن منزل ( الغزاة ) يقع في منطقة حساسة تُجاور بعض الأبنية الحكومية مثل السلاح الطبي وكلية القادة والأركان ، بناءً على تجربتنا مع السلاح الجوي السوداني في حرب دارفور أن نسبة الإصابة الدقيقة ، من مركز الهدف ، تحتاج إلي دائرة قطرها ثلاثة كيلومترات مما يجعل مبنى المجلس الوطني يدخل في مستوى الهدف ، هناك أيضاً تخوف من عدو متربص يتحين الفرص ، وهو مكتب الأمم المتحدة (UNMIS) الواقع في قلب الخرطوم ، فالحماقة في الخرطوم تختلف عن مثيلاتها في دارفور ، الخوف الكبير أن يرصد خبراء الأمم المتحدة طلعات سلاح الجوي السوداني ، فبعد معاينة الأضرار وحجم الخسائر ربما يجنح هؤلاء الخبراء إلي إعداد ما يُعرف بلغة المال (ِAdverse Report) عن الدور الخطير الذي يلعبه هذا السلاح في حرب المدن ، لذلك توّلت قوات الشرطة قيادة هذه المعركة ، لكن القادة الذين أصدروا أوامر القتل والهدم يجمعون في ثيابهم مختلف التخصصات العسكرية ، فمن بينهم كان رجل الجيش السابق وقائد المليشيا والمُتحزّب والمجاهد ، هؤلاء كلهم ارتدوا زي الشرطة ومارسوا القتل والسحل في موقعة المهندسين ، فرحين الآن بانتصارهم ويعدوننا بليالٍ سوداء أخرى قادمة في الطريق .
سوف نواصل
سارة عيسى

Post: #106
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:05 AM
Parent: #105

أين كان سلاح الجو السوداني في ليلة معركة ( المهندسين ) ؟؟


عادت الشهرة من الجديد للقذائف الآر.بي .جي ، أو كما يسمونها أحياناً بالقذائف الذاتية الدفع (ٌRocket Propelled grenade )) ، أول شهرة لهذا السلاح نالها في حرب أكتوبر 73 بين مصر وإسرائيل ، فهذا السلاح خُصص لاختراق الدروع ، وكلما كان الهدف قريباً ازدادت دقة الإصابة ، أما الاستخدام الثاني لهذا السلاح وبفعالية تامة هو ما نراه اليوم في حرب العراق ، تمكنت المجموعات المسلحة في العراق من إلحاق الأذى بمركبات الهمر والهمفي المصفحتين .
علينا أن نحبس أنفاسنا لأننا بصدد مناقشة التجربة الثالثة لهذا السلاح ، هذه المرة ليس الصراع بين الطرف المحتل والطرف المُقاوم كما تعودنا أن نشاهد ذلك في قناة ( الجزيرة ) ، هذه الصواريخ الفتاكة الآن في عهدة الشرطة وليست في مستودعات الجيش السوداني ، طوّرت الشرطة السودانية نفسها كثيراً في السنوات الأخيرة مستغلةً الأموال المتدفقة عليها من التحصيل والجبايات ومخالفات المرور ، وقد ورثت الجيش وأسلحته المتنوعة ، لم يعد الشرطي هو ذلك الإنسان الذي يتأبط عصا ويحمي نفسه بدرع مقاوم للرصاص ، الشرطي في عهد التمكين الرسالي يحمل مدفعاً رباعياً ويحتمي داخل مصفحة حصينة ، يطلق النار بكثافة من البعد فيقتل من يشاء ويحي من يشاء على طريقة النمرود بن كنعان ، حتى ولو قُتل الناس بالخطأ فهناك من يملك المال ويقوم بدفع التعويضات ، في غزوة المهندسين الأخيرة تمكنت الشرطة السودانية من استخدام قذائف الآر.بي .جي بمهارة ، فهم لم يعطبوا دبابات العدو بهذا السلاح كما حدث في العراق ، لكنهم تمكنوا من هدم منزل فوق رؤوس ساكنيه ، وعندما هرعت العربة التي أرسلها مساعد الرئيس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه تمكنت المدفعية الثقيلة من إصابة هذه العربة في مقتل ، احترقت العربة الرئاسية بالكامل وبمن كانوا في داخلها ، المشهد أثناء المعركة كما يلي :
منزل مُهدم بسبب القصف المدفعي وقد خر على الأرض ساقطاً وفي داخلة ثمانية أرواح بريئة قُتلت بلا ذنب
عربة تلتهمها النيران وفي داخل هيكلها المحترق يُمكنك رؤية خيال لشخصين تحولا إلي رماد بسبب الحريق
في الخارج يقف المئات من الجنود ، يطوقون المكان ، بعضهم قابع داخل المصفحات ، وبعضهم منتشرون في الشوارع وهم على أهبة الاستعداد ، هذا الموقف ذكرني بالمشاهد التي كنا نراها في حرب البوسنة ، رادوفان كراديتش لم يكن رجلاً عادياً ، فهو أيضاً بروفيسور في الطب النفسي ، لكن تمسكه بعقيدة الذات الجماعية وتشبثه بالقومية الصربية هي التي خلقت منه بطل حرب دخل التاريخ من بوابة الإبادة الجماعية ، الطغاة في كل العالم يتشابهون حتى وإن بعدت بينهم المسافات وتقطعت بهم السبل .
السلاح الوحيد الذي وقف محايداً في غزوة ( المهندسين ) الأخيرة هو سلاح الطيران ، المقاتلات لم تتحرك من قواعدها لمهاجمة العدو الغاشم ، ربما تكون هناك أسباب لوجستية منعت هذا التدخل ، مثل أن منزل ( الغزاة ) يقع في منطقة حساسة تُجاور بعض الأبنية الحكومية مثل السلاح الطبي وكلية القادة والأركان ، بناءً على تجربتنا مع السلاح الجوي السوداني في حرب دارفور أن نسبة الإصابة الدقيقة ، من مركز الهدف ، تحتاج إلي دائرة قطرها ثلاثة كيلومترات مما يجعل مبنى المجلس الوطني يدخل في مستوى الهدف ، هناك أيضاً تخوف من عدو متربص يتحين الفرص ، وهو مكتب الأمم المتحدة (UNMIS) الواقع في قلب الخرطوم ، فالحماقة في الخرطوم تختلف عن مثيلاتها في دارفور ، الخوف الكبير أن يرصد خبراء الأمم المتحدة طلعات سلاح الجوي السوداني ، فبعد معاينة الأضرار وحجم الخسائر ربما يجنح هؤلاء الخبراء إلي إعداد ما يُعرف بلغة المال (ِAdverse Report) عن الدور الخطير الذي يلعبه هذا السلاح في حرب المدن ، لذلك توّلت قوات الشرطة قيادة هذه المعركة ، لكن القادة الذين أصدروا أوامر القتل والهدم يجمعون في ثيابهم مختلف التخصصات العسكرية ، فمن بينهم كان رجل الجيش السابق وقائد المليشيا والمُتحزّب والمجاهد ، هؤلاء كلهم ارتدوا زي الشرطة ومارسوا القتل والسحل في موقعة المهندسين ، فرحين الآن بانتصارهم ويعدوننا بليالٍ سوداء أخرى قادمة في الطريق .
سوف نواصل
سارة عيسى

Post: #107
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:06 AM
Parent: #106

يقول أدم الطاهر حمدون ، القيادي في المؤتمر الشعبي بقيادة دكتور الترابي ، أنه لا يملك شيئاً أنذاك يحول بين القتلة والقتيل ، ويقول أنه لم يسمع بحركة بولاد ونهايتها إلا بعد فوات الآوان .
أما الدكتور علي الحاج فقد راوغ كثيراً ، فهو لا يريد الخوض في تفاصيل هذه الحادثة ، وهو بالتأكيد يعلم الكثير ، فداوود يحي بولاد كان معروفاً في أوساط الحركة الإسلامية .
أما الشاهد الأكبر فهو الطيب إبراهيم محمد خير ( السيخة ) ، فمعظم المعلومات التي خرجت للإعلام مصدرها مكتب الطيب سيخة .
جريدة ( آخر لحظة ) التي كان يصدرها الإتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم كان أول من نشر الخبر :
(( داوود بولاد أرتد عن الدين بعد ما وضع الصليب حول عنقه ..مزّق المصحف الشريف وعاقر الخمر ..أمر بتهديم المساجد ..أعتدى على الحرث والنسل بعد أن رفع السلاح في وجه الدولة ..لقد لقي الجزاء الذي يستحقه ))
عُقدت محاكمة سريعة غير معلنة ، ولا نعرف على وجه التحديد كيف قُتل داوود بولاد ، لكنه بالتأكيد قُتل بطريقة بشعة بعد أن تعرّض لتعذيب مروع ، طريقة قتله كان فيها الكثير من التشفي والانتقام .
وسؤالي هو :
من هو داوود يحي بولاد ؟؟ ومتى بدأ خلافه مع الجبهة الإسلامية القومية ؟؟
وكيف نشأت حركته ؟؟ وما العلاقة التي كانت تربطها بالحركة الشعبية ؟؟
وهل صحيح أنه أرتد عن الإسلام ومزق المصحف وقلّد عنقه بالصليب ؟؟ أم أن الإنقاذ أرادت بهذه المزاعم إثارة نقمة الناس على أول قائد حركة تحرر عسكرية في دارفور لا يعرف الناس عنه الكثير ؟؟
الكثير من الأسئلة ظلت بلا إجابة لمدة ستة عشر عاماً من غير أن تصدر دراسة مستقلة عن اسباب قيام هذه الحركة ونهايتها بهذا الشكل الماسأوي .

Post: #108
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:11 AM
Parent: #107

العميد بحري صلاح الدين كرار وجهوية الزمن الضائع


في فترة التسعينات ومن عمر الإنقاذ الباكر ، كان الشعب السوداني يستيقظ من النوم كل يوم ، قبل موعد شرب شاي الصباح ، ليسمع حديث الثورة للمقدم يونس محمود ، حديث حماسي عن الإنقاذ مع كثرة الوعد والوعيد لكل من يقف في طريقها ، كانت اضحك من وصفه لرموز العهد الديمقراطي الثالث بأنهم تعاملوا مع موارد السودان كالبقر الحلوب التي تدر لبنها لفئة معينة من الناس ، ويا ليت الأخ المقدم يشجينا بخطبه الآن ، فقد نفقت البقرة ومات العجل الرضيع من الجوع ، الإنقاذ تعاملت مع موارد السودان مثلما تعامل قوم صالح مع الناقة الوفية التي كانت تسقيهم لبناً ليومٍ كامل بلا من أو أذى ، بسبب الطمع قتلوها هي وفصيلها ، فاستحقوا العذاب المهين إلي أبد الآبدين ، كما كنت أعجب أيضاً ، من وصفه لقادة التجمع الوطني الديمقراطي في القاهرة بأنهم رفقاء ( الراح ) التي تذهب العقل وتخدش الحياء ، وحديثهم هزل من غير جد ، فكلام الليل يمحوه النهار ، اعتدنا أن نسمع من يونس مصطلحات مثل ( الطابور الخامس ) و ( الخونة ) و ( المارقين عن العقيدة والوطن ) ، وكثرة وصفه للتجمع الديمقراطي ( بالحمار الأعرج ) الذي يمتطيه قرنق وهو ممنياً نفسه بدخول الخرطوم ، ألفنا هذا الحديث الصباحي ، الممزوج بالآيات القرآنية والنثر العباسي حتى خال البعض أن يونس محمود مدرسة متفردة في الأدب العربي ،لكل شيء نهاية ، انتهت أسطورة يونس محمود سريعاً كما بدأت سريعاً ، فحديثه جرّ الوبال لكل أهل السودان حتى أُفردنا بين الأمم كإفراد البعير الأجرب ، ليس من اللائق وصفه لأحد الملوك بأنه ( فهد مرّوض ) أو شتم شيخ عربي أشتهر بالكرم والعفة بأنه ( الناقص ) الذي تقل قيمته عند وزن الأشياء ، حصدت الإنقاذ سريعاً ثمار هذا الحديث الأهوج الذي يباعد الشقة ولا يقرب المسافات ، فقد تجنى الرجل على الكل بدون فرز حتى حانت لحظة إخراس صوته إلي الأبد ، أفل نجمه وحاول أن يطرق الباب مرة ثانية عن طريق نظم الشعر ، لكن لم يعد الصوت جذاباً كما كان في السابق ، فالراقصة لا تجيد الرقص من غير وجود الطبال ، وجمهور الإنقاذ في التسعينات يختلف عن جمهورها اليوم ، الذي فيه الآن بعض المناضلين القدامى ، فبالتأكيد نال منهم بلسانه كما نال أيضاً من شركاء الإنقاذ الحاليين ، فالحركة الشعبية في نظر المقدم الغائب ليست إلا مخلب يهودي يطعن في الجسد العربي والمسلم في السودان ، لم يفتقد الناس حديث المقدم يونس محمود كما افتقدوا صوت ( الجابري ) وأحمد المصطفى وإبراهيم عوض ، فالميت في السودان أفضل من الحي ، فيونس محمود ليس إلا سحابة صيف عابرة تذكر الناس بعهد الإرهاب والتخويف .
لم يتربع يونس محمود على عرش مائدة الصباح السودانية لوحده ، فمن منا الذي لا يعرف العميد بحري /صلاح الدين محمد أحمد كرار ؟؟ عضو مجلس قيادة الثورة وأحد منفذي انقلاب يونيو 89 ، فقد كان للرجل صوتاً داوياً في الحياة الاقتصادية في السودان ، ذلك قبل أن يُحال إلي المنفى الاختياري عندما تولى شئون سفارة السودان في دولة البحرين ، كخطوة فسّرها المراقبون بأنها المرحلة الأخيرة من (أكل الثورة للبنين ) فكما قال فقهاء التاريخ : أن الثورة تأكل بنيها إذا لم تجد ما تأكله ، معظم قادة ثورة الإنقاذ لم يتقاعدوا بالذهاب إلي بيوتهم وإفساح المجال للآخرين ، بعضهم عاد إلي العمل بثوب شرطة الجمارك ، والبعض الآخر أصبحوا سفراء للسودان في الخارج من غير أن يكون لهم مؤهل دبلوماسي سابق أو مستوى تعليمي يناطح أهل الفكر والقانون والسياسة ، لكنهم كانوا يحملون شهادة واحدة مكنتهم من تخطي الرقاب وعبور جسر الكفاءة من غير أن تزل أقدامهم ، أن دورهم في انقلاب يونيو 89 هو الذي أعطاهم لمدى الحياة حق التقلب في مختلف مناصب الدولة ، تأسيس الشركات الخاصة ، كما ضمن لهم حق العودة المشرفة للخدمة تحت أي ظرف طارئ تفرضه عليهم نوائب الزمان القاسية ، لهم الحق وكل الحق ، في تحديد ساعة العودة ونوع الوظيفة .
نعم ، عاد العميد بحري صلاح الدين كرار إلي الأضواء من جديد ، لكن ليس من بين حاشيته محمد عباس سعد كما تعودنا في السابق ، تقول طرفة الزمان أن محمد عباس سعد تخلى عن مهنة التحليل الرياضي بعد أن زهد الناس في قراءة نتائج كرة القدم ، فتخصص – في عهد الإنقاذ – في تحليل مأساتنا الاقتصادية وهو يستخدم نفس المعايير التي كان يطبقها في الرياضة ، أصبح في عهد الهوان والغيبة محلل اقتصادي من الدرجة الأولي ، مفتوحة أمامه أبواب الإعلام بشقيها المقروء والمسموع ، نادراً ما كان محمد عباس سعد يغيب عن ساحة أحداثنا اليومية ، إن غاب في الإذاعة وجدته في الصحف يعبر عن وجهة نظره وهو مستخدماً القلم ، وإن غاب قلمه عن القرطاس وصوته من المذياع أطلّ علينا من شاشة التلفاز وهو يتحفنا بالجديد المفيد في عالم الاقتصاد ، لذلك بقي في ذاكرتي على الرغم من مرور كل هذه السنين ، كثيراً ما كان محمد عباس سعد يستضيف العميد بحري صلاح الدين كرار في الإذاعة السودانية ، فيتحدثان بإسهاب كثيف عن الطفرة الاقتصادية المقبلة على السودان ، وحديث آخر تحوّل إلي نكتة عندما أدعى العميد كرار قائلاً : لولا انقلاب الإنقاذ لبلغ سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي إلي واحد عشرين جنيهاً !!
كان العميد كرار نجماً في دنيا الاقتصاد والسياسة قبل أن يحوّله شركاء الأمس إلي مجرد موظف مراسم في دولة خليجية لا يزيد عدد سكانها عن نصف مليون شخص ، فالقيادات الثورية لا تقبل بمبدأ الوظيفة الوضيعة على حساب المركز الأصيل ، لكن ثوار الإنقاذ رضوا من الغنيمة بالإياب وكذلك يفعلون ، وليس كل الرجال على مقاس أرنستو تشي جيفارا الذي تخلى عن منصبه الحكومي كوزير للصحة وهو من المؤسسين للثورة الكوبية ، ترك المنصب وحمله الحلم الثوري إلي أدغال أفريقيا ، وعندما يئس من لوران ديرزيه قابيلا في الكنغو زائير رحل إلي أمريكا الجنوبية فمات هناك ميتة الأبطال ، لم يعد إلي المنصب الرنان كما فعل أصحابنا الإنقاذيين ، لكن رجلنا أختار الخلود في صفائح التاريخ ، مات وهو يحمل في جوانحه أوراق ما يؤمن به من مبادئ وقال لأصحابه : لا أعدكم بشيء غير المرض والجوع وفقد الرفاق ، لا مقارنة بينه و بين عميد البحرية المتقاعد الذي تخصص في الاقتصاد غصباً عن رجال الاقتصاد ، ونهى حياته بوظيفة متواضعة حبسته بين الجدران ،فأضاعت صوته الذي كان علا في زمن الصمت المطبق ، فالفرق بين الثوار والمرتزقة يتضح في النهايات والخواتيم ، فصلاح كرار وغيره من أعضاء المجلس الثوري السابق كانوا مجرد عمالة رخيصة انتهى دورها بنهاية المهمة ، كانوا أشبه بالعفش الزائد في طائرات السفر ، فإما أن تدفع في نظيره أجرة الحمولة وإما أن تلقي به في الشارع حتى تتمكن الطائرة من الإقلاع والهبوط في هدوء ، رمتهم الإنقاذ بعد أن تمكنت وسيطرت على الأوضاع وكافأتهم رمزياً بهذه المناصب ، وهي تعلم تماماً حقيقة قدرهم ومكانتهم بين الناس ، لا أحد سوف يحن إلي عهدهم ولن يتطلع أحداً إلي عودتهم من جديد .بالأحرى لا أحد يريد تذكرهم على الرغم من ملئهم للحياة العامة السودانية في ذلك الوقت .
المذيع محمد عبد الكريم عبد الله معروفٌ للجميع ، لن أجازف بهذه النظرية ، لكن من الواضح أن ثمة علاقة تربطه بعميد البحرية المتقاعد ، عندما ينتهي المستشار الاقتصادي محمد عباس سعد من قراءة الوضع في السودان تنفتح نافذة أخرى ، فنري أيضاً عميد البحرية الذي كان نجماً ساطعاً في سماء المال والأعمال ، في باكورة الصباح يلتقي المذيع النابغة بالاقتصادي العبقري العميد كرار ، يكررون على مسامعنا نفس الأرقام القديمة ، وعودٌ مخملية وكذبٌ على الهواء ، عهد كرار يذكرني بالمجازر التي وقعت في حق بعض المواطنين السودانيين ، بعض الأبرياء تم اقتيادهم إلي سجن كوبر فحوكموا وشنقوا وصلبوا ، ميتة بلا رحمة أصدر حكمها قاضي مغمض العينين وقلبه منزوعُ من الشفقة ، من غير محامي دفاع وبلا استرحام أُعدم هؤلاء الناس ..لماذا تم إعدامهم .. بأي جُنحة ؟؟ وبأي جريمة ؟؟ الإجابة : لأن هؤلاء النُجع تعاملوا في النقد الأجنبي من غير توفر الرخصة الشرعية !! يا تري كم سنعدم اليوم من أهل السودان إذا أعدنا العمل بهذا القانون الجائر ؟؟ وماذا نفعل بشركات البترول التي حددت رواتب منسوبيها بالدولار حفاظاً على حقوقهم من غدر تقلب سعر صرف الجنيه السوداني ؟؟ و أكاد أجزم بأن الدولار اليوم يحظى بمكانة أكثر من الجنيه الآن في سوق التعاملات العقارية ، في شراء العطور والذهب ، تذاكر السفر ،حتى البنوك لها محافظ استثمارية بالدولار ، لا حرج ولا ضرر ولا ضرار وقبل سبعة عشر عاماً من هذا التاريخ أعدمنا عدداً من المواطنين لأنهم فعلوا في ذلك الوقت ما يُعتبر اليوم مباحاً ومسموحاً به .
العميد كرار ليس عليه الثورة لأهله المهمشين من المناصير في وسط محافظة نهر النيل ، وتهديده بأنه سوف ينحاز لأهله ضد الحكومة يذكرني بالطائر ، ذو الأربعة أرجل ، المُحنط والمحفوظ في معهد التاريخ الطبيعي بالقرب من جامعة الخرطوم ، هذا إن كان هذا المعهد على قيد الحياة ولم يتحول إلي مركز دراسات إستراتيجية أو مفرزة دفاع شعبي كما حدث للكثير من دور علمنا ومؤسساتنا الثقافية ، أزمة هذا الطائر بأنه لن يتمكن من الطيران بسبب هذا العيب الخلقي ، وفي نفس الوقت يجد صعوبة في المشي لأنه ليس في حاجةٍ إلي هذه الأرجل الإضافية ، أهلنا المناصير وأنا أحترم قضيتهم ليسوا في حاجةٍ إلي أرجل جديدة لا يحتاجونها وتقعدهم في نفس الوقت عن المطالبة بحقوقهم .من تلوثت يده بدماء هذا الشعب من المستحيل أن يكون نصيراً للمهمشين ، ولو كانت هناك محاسبة في السودان لسألنا العميد كرار لماذا تم إعدام أولئك الناس بسبب الاتجار في العملة ، فالوقوف مع الحق لا يوقظه لون عرقي أو جهوية ، فليبحث العميد كرار عن دور آخر في حياتنا السياسية ، فالفرص متوفرة وبكثرة ، أدناها جماعة توحيد جمع الصف الوطني بقيادة المشير سوار الدهب .
سارة عيسي

Post: #109
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:13 AM
Parent: #108

أبو الغيط وعمر سليمان ..رمتكم مصر بفلذات أكبادها



عبارة تطرق تفكيري بقوة كلما رأيت المشير البشير ، وهو ضيفاً على احدى الفضائيات العربية يتحدث عن أزمة دارفور ، المقولة لزياد بن أبيه عندما تولى حكم العراق ، حيث قال : أن كذبة الأمير بغاء مشهورة
الكذب في قاموس الإنقاذ الآن هو فضيلة من أجل النجاة ، وفي السابق كان فضيلة من أجل الوصول إلي الحكم ، ولعلنا نذكر المقولة الشهيرة للشيخ الترابي عندما خاطب سعادة العميد في عام 89 : اذهب إلي القصر رئيساً وسأمضي أنا إلي كوبر سجيناً ومعتقلاً .
الكذب هو علاقة العقد الاجتماعي التي تربط رجال الإنقاذ مع بعضهم بعضاً ، في الأثر الإسلامي الشريف ، أن المسلم يزني ويسرق ويتعاطى الخمر ولكنه لا يكذب ، حكمة أهل العراق في تعاطي شئون الدين والسياسة لم تنقطع ، رغم تغير الزمان والمكان ، تذكرت مقولة للرئيس العراقي السابق صدام حسين عندما رأي الرئيس المصري حسني مبارك يرغي ويزبد في حرب الخليج الثانية ، فقال أن الرئيس المصري أشبه بهاتف العملة ، فكلما وضعت فيه قرشاً سمح لك بالتحدث لفترة أطول ، فمصر الآن رمتنا بفلذات أكبادها ، أبو الغيط ورئيس المخابرات عمر سليمان ، كلاهما في العاصمة الخرطوم ، توعدا بالشر كل من تسول له نفسه مس الإنقاذ ، مفردة غائبة في قاموس النضال المصري لعدد من السنين ، بأنها هذه المرة سوف ( تتصدى ) لمن يناور في السودان ، مثل هذا النوع من التصريحات يزيد الأوضاع سوءاً في السودان ، سوف تجعل النظام يكابر ويقف ضد إرادة المجتمع الدولي ، ومن يدفع الثمن هم أهل السودان سواء أكانوا في دارفور أم في الخرطوم ، فمصر التي نعرفها والتي تعيش على فتات القمح الذي تهبه له الولايات المتحدة لن تضع المبادئ في طريق المصالح ، ولن تغلق بوابة قناة السويس من أجل مناصرة نظام الإنقاذ عندما يحين وقت الحصار ، فقادتها يطلقون مثل هذا النوع من التصريحات من أجل إشعارنا بأنهم لا زالوا على قيد الحياة ويتنفسون هواء المصالح الإقليمية في إسفير السودان المترامي ، وما لا يطيقه العقل كيف تؤيد مصر الاحتلال الأمريكي للعراق علناً بينما ترى أن تدخل الأمم المتحدة في دارفور هو مشروع احتلال يجب الوقوف ضده ؟؟، فقديماً راهن الرئيس النميري على مصر من أجل بقائه في الحكم ، استمد من مصر كل شيء ، الأمن والمخابرات ، فمصر لا تستطيع حكم السودان منفردة ، فقد جربت حظها أربعة مرات في حكم السودان ، مرةً مع الأتراك ، ومرةً مع الإنجليز ، ومرةً مع النميري ، وها هي الآن تجرب حظها مع أبناء الشمالي النيلي لتكرير تلك التجربة البغيضة من الحكم الثنائي ، فقد الرئيس النميري عرشه ومصر لم تكافئه كما أعتقد ، فعاد إلي السودان وهو يجر أذيال الشيخوخة بعد أن سئم المصريون من بقائه بينهم .
فكلما ضعف النظام في الخرطوم تزداد شوكة المصريون قوة ، مثلما يحدث بين إيران والعراق ، مثلما يحدث بين اثيوبيا والصومال ، فمصر الآن تحاول الاستثمار في جراحات السودان النادبة ، وقد علمت أن النظام قد ابدأ بعض الليونة في التعامل مع أزمة دارفور ، وقد بقيت الإنقاذ على قاب قوسين أو أدنى من قبول القوات الدولية ، لذلك جاء الآن اللواء عمر سليمان في معية أبو الغيط لاحتواء هذا التجاوب ، فالمصريون مع السودان أشبه بالشيطان الذي يحضر نزع الموت الأخير فيقول للإنسان أكفر ، وعندما يكفر يقول له أني برئ مما فعلت ..إني اخاف الله رب العالمين ، أعتقد الرئيس النميري أن اتفاقية الدفاع المشترك التي عقدها مع النظام المصري كفيلة بحماية عرشه من السقوط ، وهو مدفوعاً نحو هذا المسعى دخل في حرب الجنوب الثانية على ظن أن المصريون سوف يحاربون معه جيش الحركة الشعبية في الجنوب ، بقي المصريون كعادتهم – وهذا من حسن تدبيرهم – على الحياد ، فمضى الرئيس النميري وهو أعزل من الحلفاء نحو ميدان الحرب ، فباغتته الانتفاضة الشعبية قبل أن يقرأ النتيجة ، قبل أن نستفيض في دراسة التصريحات المصرية ..أليس من حقنا أن نعرف ماذا قدمت مصر لأهل دارفور ؟؟فحتى نسخ المصحف الشريف التي وزعها الأزهر بالمجان على الناس هناك أتضح أن بها الكثير من الأخطاء وسوء الترتيب للسور القرآنية ، هذه الهدية المجانية من الأزهر الشريف ذكرتني قصة : أن أحدهم بعد أن عاد من رحلة الحج أهدى لأحد معارفه مصحفاً ، وكان هذا الصديق يتوقع هدية غير المصحف ، ففاجئه الأمر فعلق قائلاً : كتاب الله بقبلوا ...لكن الفيك عرفتها .
سارة عيسي

Post: #110
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:14 AM
Parent: #109

زيارة قناة الجزيرة الخاصة للمستشار مصطفى عثمان إسماعيل


الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل ، غير أنه بدأ حياته السياسية مع الإنقاذ وهو يستعير سرج الدكتور الترابي ليصل إلي مربط السلطة ، إلا أنه عرقياً يقع خارج المربع العرقي الذي يتحكم في شئون السودان ، هو لا ينتمي للقبائل النيلية الرئيسية التي تتقاسم صيغة الحكم الحالي ، صحيح أنه من أحد الأرياف المغمورة في عمق الإقليم الشمالي بالتحديد من منطقة ( الغدار ) ، لكن المتعارف عليه في تلك البقاع النائية ، أن يُطلق على كل قبيلة وافدة لفظة ( العرب ) ، ليس المقصود بكلمة ( العرب ) في هذا الصدد العرب العباسيون أو الأمويون ، الذين لهم تاريخ عريق في الحضارة والسؤدد ، بل المراد بها ذلك النوع البسيط من الناس الذين دفعتهم ظروف حرجة ، و في لحظة حرجة ٍ ، جعلتهم ينزحون و يستوطنون بين القبائل النيلية ، حيث يستبين الناس الفرق بين ( العرب ) و( الأعراب ) ، حاول الدكتور مصطفى عثمان أن يستعيض الثقل الاجتماعي بمزاعم من المستحيل التحقق من صحتها : أنه ينتمي لآل سيدنا أبو بكر الصديق ، بالفعل الناس مأمونة على أنسابها ، لكن النسب الكريم لا يعطي الفرد في الأمة حق التملك والتصرف على حساب العامة .
الآن يشهد السودان تطوراً مهماً ، صفة القبيلة ، الشرف ، والسمعة والصيت ، هي المعايير الجديدة لشغل المناصب ، بالذات السيادية منها ، المستشار الرئاسي مصطفى عثمان إسماعيل غير معنى بهذه المعادلة الوليدة ، على الرغم أنه لا يحمل الإرث القبلي الذي تحدثنا عنه ، مثل الرئيس البشير ، أو نائبه علي عثمان محمد طه . إلا أنه وجد نفسه وزيراً ومستشاراً في عهد الإنقاذ بعقدٍ غير محدد المدة .
أذكر في بداية التسعينات ، خلال شهر رمضان ، أن أقام راديو أمدرمان مسابقة على الهواء على شاكلة : من هو رئيس مجلس الصداقة الشعبية العالمية ؟؟
الردود المطبوخة والمداخلات المُعدة سلفاً بدأت ترد تباعاً على مقدم البرنامج : أنه الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل !! ، فتهلل وجه المذيع وهو يبشر المذيعين بصحة الإجابة ، الإجابة صحيحة والجائزة قدرها خمسة آلاف جنيه !! وهو مبلغ ليس بالزهيد في ذلك الوقت ، إذاً الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل يجيد فن التعامل مع هذا النوع من الإعلام الذي نصفه بأنه مدفوع الأجر ، هو حالة خاصة في فن الوصول إلي السلطة في ليل الانقلابات العسكرية ، كان من الممكن أن يعود الدكتور المعجزة من لندن إلي السودان وهو يحمل عدة تركيب الأسنان ،فتنهش من دخله المحدود غارات الضرائب ورسوم الجباية ، تنازعه كثرة الدمغات وتشكلها ما بين جريح وسلام ، لكن السياسة تفعل المستحيل في السودان ، مداومة الدكتور مصطفى عثمان على حضور الجلسات الإيمانية التي كان يقيمها الشيخ الترابي مكنته من تبوء هذه المكانة ، عقد الشعور بالذنب كما حللها عالم النفس سيجوند فرويد تطارد الإنسان إلي أرذل العمر ، كذلك أيضاً الشعور بالدونية وفقدان المركز الاجتماعي الناتج من نقص أحد متغيرات المعادلة العرقية ، هي التي جعلته يتخيل أن أزمة دارفور سببها قبيلة الزغاوة ، هذه المرة سبب النزاع ليس حول عين ماء على وشك أن تنضب ولم تطفئ ظمأ العطشى الذين يحيطون بها ، ولا النظرية الطريفة التي تقول أن النزاع سببه بعير هائج ، هرب من مربط صاحبه العربي ليحتمي بالقبائل الأفريقية ، والتي ردت المعروف بأن عقرته وقدمته مع الأرز في مائدة العشاء ، لذلك قامت الحرب ، فشوت القبائل العربية من القبائل الأفريقية المتوحشة ما يربو عن 200 ألف قتيل ، و2.50 مليون من المشردين ، كدفة أولى من ثأر هذا البعير ، هذا هو التحليل النرجسي للأحداث والقراءة العكسية للحقائق .

برنامج ( زيارة خاصة ) الذي بثته قناة الجزيرة واستضافت فيه الوزير الهمام هو برنامج يمكن وصفه بحملة العلاقات العامة ، الغرض منه التجميل والتبييض بإرادة من الحكومة القطرية ، فالمذيع الفطن لم يسال معالي السيد المستشار عن تشبثه بالمنصب الحكومي حتى كاد يذهب ريح حكومة الوحدة الوطنية ، قاتل المستشار إسماعيل حتى الرمق الأخير من أجل الاحتفاظ بمنصب وزير الخارجية حتى وصفه الشيخ الترابي : بأن عينيه ( يقصد المستشار إسماعيل ) لم تفارقان المنصب حتى وهو خارج الوزارة ، من المبكر جداً أن يتحدث الإنقاذيين عن إنجازاتهم وطموحاتهم ، فهم لا زالوا يتعثرون في أول الطريق ، نعم لقد شرعوا يتعاملون بصورة حضارية مع مختلف دول العالم ، فقد تخلوا عن لغة الوعد والوعيد والطلاق ، فقبلوا ما كنوا يرونه حراماً في يوم ما ، فأجسادهم لن تلقى الموت تحت مجنزرات القوات الدولية ، فقد اشتعل فقه الضرورة وتقديم المفاسد بغرض المصالح ، ( الحزمة الخفيفة ) ، ( الحزمة الثقيلة ) ، ( قوات الهجين ) ، هذه المصطلحات والتي تزيد في كل يوم ، هي الجرعة الأولى من قبول قرار دخول القوات الأممية ، ما يواجهه السودان الآن هو أخطر بكثير من لقيه سابقاً من حصار وضيق بسبب موقف النظام الداعم للغزو العراقي للكويت ، ولعل معالي السيد الوزير نسي وهو مفتونُ بالرئيس حسني مبارك ووزير خارجيته السابق عمرو موسى ، فقد نسي في غمرة النشوة المظاهرات التي كان يخرجها مجلس الصداقة الشعبية ، كان المتظاهرون يصرخون بصوت واحد :
بالكيماوي يا صدام
السد العالي يا صدام
يهود ..يهود ...آل سعود
من صاح بهذه الهتافات ليس جنود فرقة المدينة المنورة بقيادة الفريق ركن سيف الدين الراوي ، ولا جنود الفرقة السودانية المزعومة في جيش صدام حسين ، من صاح بهذه الهتافات هم جمهور الجبهة الإسلامية قبل تغيير الاسم إلي مؤتمر وطني ، كانت هذه الهتافات تجد الاستحسان ، وإعلام الإنقاذ كان يصف دولة الكويت بالمحافظة التاسعة عشر للعراق ، السودان كان طرف أصيل في أزمة الكويت ، وكلنا نذكر مؤتمر المساندة الذي أقامه الدكتور الترابي لصالح صدام حسين في العاصمة الأردنية عمان ، وهو مؤتمر ضرار لما قامت به العربية السعودية من الدعوة لمؤتمر مكة ، والأخير كان هدفه توحيد الصوت الإسلامي للتنديد بالغزو ، في ذلك اليوم رفض مندوب الحكومة السودانية المشير سوار الدهب التنديد بالغزو على الرغم أنه كان حاضراً للمؤتمر .هذا من غير أن أشير إلي مصادرة نشاط بعض المراكز الثقافية العاملة تحت الرعاية السعودية في السودان ، مثل المركز الإسلامي الأفريقي ، والذي سُمح لإيران بالاستيلاء عليه قبل أن يتم تحويله إلي جامعة ، حتى قرارات مصادرة أملاك جامعة القاهرة فرع الخرطوم ومباني الري المصري هي في الأساس قرارات جاءت ملبية كرد فعل لحرب الخليج الثانية .
نعم ، الدكتور مصطفى عثمان يجلس في كرسي أثير ويمسك بالصولجان ، يعطي هذا حق السيد ختم الوطنية ، ثم ينكس ويقول أنه متردد وغير حاسم أو أنه وفاقي ، هذه من الصفات الايجابية في السيد/الصادق المهدي ، وكلنا رأينا إلي ماذا قادنا ( الحسم ) في حرب الجنوب ، ورأينا ماذا فعل ( الحسم ) العسكري لقضية دارفور ، رجال الإنقاذ يدفعون ثمن حسمهم للأمور خلال سبعة عشر عاماً ، وقد رأيت كيف تلعثم معالي السيد/المستشار عندما سأله المضيف عن عبارة قالها قبل عامين لصحيفة (la.times) ا: أن السودان عيون وآذان للمخابرات الأمريكية في شرق القارة الأفريقية ، يخلص المستشار إسماعيل أن هذا العمل الإستخباراتي هو الذي أنقذ أموال البنوك السودانية من المصادرة ، ويفتخر بأنهم بسرعة شديدة كانوا يعطون كل الأجوبة بمجرد سؤال أمريكا لهم !!
يرى سعادة المستشار أن الرئيس المصري رجل طيب مع السودان ، فلا شك في ذلك فقد سمعنا الرئيس حسني مبارك يصف نظيره البشير بأنه ( طيب وعلى قدر نياتو ) لكن الخوف هو من الترابي ، هكذا يتندر المصريون على النخب الحاكمة في السودان ، فمصر هي التي استغلت انشغال النظام في حرب الجنوب لتستقطع من السودان مثلث حلايب ، ودخول السودان في قائمة الإرهاب وقرارات مجلس الأمن التي صدرت ضد السودان في فترة التسعينات هي بإيعاز من المصريين ، لكن المثل السوداني يقول : الكلب بريد خانقو ، فنظرة المستشار إسماعيل للمصريين فاقت حد الإعجاب العادي ، بل هو مفتون بهم لدرجة لا يحتملها التصور ، لدرجة أنه ألتمس من عمرو موسى عدم التعليق على اللقاء الذي جمع بين الترابي والصادق المهدي .
سارة عيسي

Post: #111
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:16 AM
Parent: #110

الإنقاذ..التطويق الدولي وانعدام فرص النجاة


لا شك أن أزمة دارفور هي أزمة العالم في بدايات الألفية الثالثة ، وقف الكثير من حكماء أهل السودان أمام هذه المعضلةالعويصة ..كيف بدأت وكيف ستنتهي ، أكاد أجزم بأن العالم المتحضر ما كان في وسعه معرفة حكومة الإنقاذ عن قرب لولا أزمة دارفور ، خلال شهر وأنا أتابع الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب ، عبر مختلف الوسائل المختلفة ، فأمامي بصورة شبه قاطعة مشهد واحد ، وجه حكومي مألوف أمام كل أزمة ، فعلى سبيل المثال :
بروفيسور الزبير طه ، وزير الداخلية الحالي ، يأتي اسمه في وسائل الإعلام مقروناً مع القضايا الأمنية التي تتعلق بالتوتر الاجتماعي ، وله صنف مفضل من الخصوم يطبق عليهم فقط تشريعات العدالة ، فقوات وزارته دائماً ما تصطدم بمجاميع الحركة الشعبية في الخرطوم ، ذلك قبل أن يأتي الأخ مناوي ويخفف من ذلك الضغط ، فتصبح مقراته ، وقواته ، هي الهدف التالي لغارات الداخلية السودانية ، والقضايا تختلف ، فضد الحركة الشعبية يستخدمون قضايا ثمن شرب الخمر والميسر ، أما بالنسبة لقوات أركوي مناوي فهم يستخدمون حجج مختلفة مثل محاربة التسلح وحفظ الأمن والمبادرة إلي التجاوب مع رغبات المواطنين في طرد الغرباء من أحيائهم .
فلن نلوم بروفيسور الزبير طه ، فهو رجل من أهل البيت الحاكم ، ومن أجل الإنقاذ ، تدفعه قناعات آمن بها قبل أربعين عاماً ، ولن يتخلى عنها اليوم وهو وزير في الحكم ، لكن الطامة الكبرى تأتي من وزراء ( التوالي ) ، هذا الجيل من الوزراء الذي أستنسخه الدكتور الترابي قبل فراقه للإنقاذ ، ليثبت كذبة لم تعد سائغة ، وهي أن السودان يرفل في حلة حقوق الإنسان ، ويرقص طرباً على أنغام الديمقراطية ، تيار الصقور الذي يقف الآن في خندق مواجهة أهل دارفور معظمهم من تيار التوالي ، وزير الدولة بوزارة الخارجية السماني الوسيلة ، ومحمد المرضي والذي يشغل منصب وزير العدل ، هؤلاء مع تبنيهم الأطروحات المتشددة التي لا تضع فجوة للتسامح ، إلا أنهم دخلوا لعبة السلطة في الزمن الضائع ، وينقصهم الرصيد النضالي ، لذلك يحاولون الآن تعويضه عن طريق خطف قضية دارفور ، هذه الكارثة الإنسانية المؤلمة فتحت لهم الطريق لمخاطبة جمهور واسع من العالم كان لا يعرف عنهم شيئاً قبل وقوع هذه النكبة ، وهم يعتقدون أن اللغة المفذلكة والجدل في الفضائيات ، يُمكن أو يكونا وسيلة مقنعة لطمس هذه القضية ، وليس غريباً أن يتحدث رئيس الجمهورية عن اختصاص الأجهزة القضائية والعدلية ، قاطعاً قول كل خطيب عندما أشار إلي قضية الوزير أحمد هارون : لن نقيله ولن نحاكمه ولن نجرّده من منصبه !! فقد فغرت فمي من الدهشة حتى بانت نواجذي وأنا أري معالي وزير العدل يتحدث عن إمكانية محاكمة المتهمين السودانيين داخل القطر ، وقد مضى على قرار توجيه قائمة الاتهامات للمطلوبين أكثر من شهرين .. ويا ترى كم عدد الذين قُدموا للمحاكمة ؟؟؟ ..لا أحد ، لأن الأجهزة العدلية في السودان هي أجهزة مُسيسة تعمل بنصيحة الجهاز الحزبي ، ولا أمل في إصلاح الظل والعود أعوج ، هذا من غير أن نشير إلي مسألة الحصانة (Impunity )التي تُكبل الجهاز القضائي في السودان ، وهذا هو جوهر الخلاف بين المحكمة الدولية وحكومة الإنقاذ ، هذه الحصانة المُكتسبة هي التي أعطت الجناة حق إبادة المدنيين في دارفور .فحكومة الإنقاذ غير قادرة على تجريد وزير مُتهم من منصبه ..فكيف يُمكن أن تحاكمه ؟؟.
المذكرة الأخيرة التي أصدرتها محاكمة الجنايات الدولية من أجل اعتقال الوزير أحمد هارون وقائد المليشيا علي كوشيب ، لن تكون هي نهاية المواجهة بين المجتمع الدولي وحكومة الإنقاذ والتي تأتيها المصائب الآن زرافات ووحدانا ، ففي وقت قياسي ودقيق عليهم أن يستجيبوا لاتفاق نيفاشا الذي يربطهم مع الحركة الشعبية ، ثم يأتي دور اتفاق أبوجا والشرق قبل أن تطل عليهم أزمة القوات الدولية مع الأمم المتحدة ، وها هي المحكمة الدولية تعودإليهم مجدداً ومعها مذكرة واضحة المعالم كوضوح الشمس في كبد السماء : نعتقد أن هذين الشخصين قد ارتكبا جرائم ضد الإنسانية من بينها القتل والاغتصاب والإبادة الجماعية ، إذاً الأوضاع تزداد سوءاً ، المستقبل قاتم ومظلم وحيل الخروج ضئيلة إذا لم نقل منعدمة ، في غمرة تحليلنا لهذه الأزمة علينا أن لا ننسى أن حكومة الإنقاذ تجنح إلي التفاؤل الغير مطلوب وحظ المبتدئين في حل قضايا محسومةمن قبل المجتمع الدولي ، وقد تملكني الضحك ، وهو نعمة نادرة في هذه الأيام ، عندما سمعت وزير العدل السوداني يرد على المحقق الدولي في إحدى الصحف : عليهم أن يبلوا قرارات المحكمة الدولية ويشربوا مويتها !!! أزمتنا في السودان أننا نخاطب الإنسان الغربي ، الذي يصل إلي الوظيفة بالاحتراف ، بنفس اللغة التي نخاطب بها المواطن السوداني البسيط الغير متوسع المدارك ، هؤلاء الناس لن يتركوا نظام الإنقاذ في حاله حتى ينتزعوا منه ما يريدون ، فكما رأينا كيف رفضت الإنقاذ مبدأ دخول القوات الدولية إلي دارفور واعتبرت حدوث ذلك أشبه (بلحسة كوع ) من الاستحالة ، ثم عادت فوافقت عليها لكن تحت مسمى جديد وهو القوات الهجين أو المشتركة ، هذا من غير أن يتحرك ذلك الشارع العريض الذي توّعد بإحالة دارفور إلي مقبرة للغزاة جماعية ، فمن المتوقع أيضاً أن تبادر الإنقاذ إلي الخنوع للمحكمة الدولية وترضى بتسليم هذين المتهمين إذا وافق المحقق الدولي على عدم استدعاء الرؤوس الكبيرة .

Post: #112
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:18 AM
Parent: #111

السودان والبنوك

فرحة طاغية عمت في القلوب ، وسرور لا يقطعه صوت البؤس والشقاء ، قرر القطريون دخول النادي الاقتصادي السوداني ، مليار دولار هي رأس مال البنك الجديد ، بنوك ناعمة الملمس تجاور ضفاف النيلين ، زجاج ملون وبراق يجعل عيون القطط تضئ في وضح النهار ، غير بعيد عن هذه البنوك المخملية لن تحتاج إلي عناء لقياس بؤس المواطن السوداني ، مصانع معطلة ، والزراعة تحولت إلي حرفة منبوذة ، والفقر قد دهس الناس بكلكله ، فيا ترى في أي مجال سوف تعمل هذه البنوك الوافدة ؟؟ لن يحتاج الأمر إلي عناء في البحث ، سوف تتاجر هذه البنوك في قوت الشعب السوداني ، لأنها سوف تعمل في تمويل المضاربات على شراء الدقيق والسكر والكساء والدواء ، ومن يغتني من هذه البنوك ليس شيخ أحمد أو حاج أبكر ، بل سوف يستفيد من خيرها أصحاب الجاه والسلطان ، والذين هتفوا أمام القطريين بالتهليل والتكبير ، فالبنوك في السودان ليست قومية ، فهي ترتبط بالسياسة كما يرتبط العشب بالماء ، وهي متورطة في معاناة الشعب السوداني ، وقد أفسدت من خلال عملها الكثير من الأنشطة الحيوية في السودان مثل الزراعة والصناعة والثروة الحيوانية، وفي حرب الجنوب الأخيرة ساهمت البنوك في إعداد الجيش وتسليم قوائم المتطوعين ، ( فسيد شباب البنوك ) إذا صحت التسمية استخدم البندقية شعاراً له ، فانسحاب كتلة البنوك المسماة إسلامية من أرض الجنوب هو انسحاب سياسي قبل أن تتذرع إدارات هذه البنوك بحجة أن التمويل الإسلامي غير مسموح به في الجنوب !! ليس هذا هو السبب الحقيقي ، فهذه البنوك في السابق كانت تعتمد في عائداتها على النشاط الحربي لجيش الإنقاذ ، وكانت تجني أرباح طائلة بسبب غياب الشفافية ، هذا الوضع قد تغير الآن ، فحكومة الجنوب على الرغم من حداثة تجربتها إلا أنها حكومة مؤسسات ، وكلنا رأينا الموقف الحاسم للقائد سلفاكير فيما يخص الفساد ، والحمد لله أن هذه البنوك السرطانية انسحبت من أرض الجنوب ، فهي لم تبني المستشفيات ، أو كانت تقدم الخبز والدواء وتوفر المساكن للذين شرّدتهم الحرب وكواهم الترحال والهجير ، وأتمنى أن يأتي يوم وتنسحب فيه هذه البنوك من حياة المواطن الشمالي ، لتدعه يعيش حراً من شرورها ونزواتها .
قبل أيام سرت فضيحة في أرض الكنانة كشفها وزير السياحة المصري ، سماسرة قطريين قاموا بشراء أراضي في سيناء لصالح رجال أعمال إسرائيليين !! إذاً هذا النوع من الرساميل ليس مطلوباً منا أن نفرح به ونعقد عليه الآمال العريضة ، هو رأسمال مبني على الغدر والخيانة ، وفي نفس الوقت أن هذا النوع من الاستثمار الوافد ينعكس خيراً وبركةً على حزب المؤتمر الوطني ، فالسودان ، هذا الوطن الشاسع ، في نظر هذا الحزب الانتهازي لا يزيد عن كونه مجرد مزرعة صغيرة ، مُكرسة بالكامل ، لتوريد الغلة للقطط السمان في حي ( كافوري ) و ( يثرب )، نعم ، السودان الآن أشبه بالوضع في أمريكا في عهد الكشوفات الجغرافية ، الكثير من هؤلاء المغامرين سوف يفدون إلي السودان تحت مسمى تدفق الاستثمار الأجنبي ، وسوف ينتعش سوق غسيل الأموال والصفقات المشبوهة .
غير هذا المليار دولار والذي أتى متخفياً في عباءة القطريين ، هنالك إحصائيات واقعية في السودان لا يريد أحداً حتى فكرة التطرق إليها ، مثل اجتياح مرض السحائي لولاية الجزيرة ، أو هاجس آخر لا يقل خطورة عن ما سبق ، ازدياد حالات الإصابة بمرض نقص المناعة في ولاية كسلا ، وقبل أيام عرفت أن بعض منسوبي القوات المسلحة قد أغلقوا الحركة في كبري كوستي ، كوسيلة ضغط مبتكرة من أجل المطالبة بحقوقهم ، هذه الصور من الصراع ، بين الدولة والهامش ، وبين الهامش والأوبئة والأمراض ، هذه الصور لن تجدها في تلفزيون الفضائية السودانية الناعم .السودان الآن يقف على برميل بارود ، يريد فقط من يشعل الشرارة الأولى حتى يحطم السودان الرقم القياسي في قتلى الحروب الأهلية .
ونحن صغار في السن ، عندما نرى الغراب ينعق ، كنا نقول :
الغراب .. سف التراب
حليمة ماتت
( سجم ) بناتك
كنا نتشاءم من نعيق الغراب ونعتبره نذير شؤم ، كنا نتمنى أن يحل الخراب على الغراب بموت زوجته وبناته ، ويا خوفي على أهل السودان من هذا المال الخبيث القادم من الخارج ، مال مثل نعيق الغراب ، لن تجده ساعة الحاجة ، فهو مال ثمين وعزيز ، لا يطعم جائعاً في دارفور ، ولا يفرج كربة مواطن في قلب الخرطوم لا يملك أجرة الجرّاح ، سوف يظل هذا المال يلمع في شكل عمارات وأبراج في قلب الخرطوم ، أما علاقته بالمواطن السوداني فهي صفر ، السودان الآن ضيعة يتهافت عليها الانتهازيون من كل مكان ، يأتي كل ذلك وسط صيحات التفاؤل ، رجال المؤتمر الوطني يعيشون حياتهم بشجاعة من لا يخاف الموت ، أو يرجى بعثاً أو عقاباً .
كنت من الذين كتبوا كثيراً عن أزمة دارفور ، تاريخها تداعياتها مأساة الناس هناك ، أزمة دارفور هي معاناة إنسانية قبل أن تكون قضية سياسية لها أبعاد وظلال عالمية ، وعندما كنت أرى رجال المؤتمر الوطني وهم يتعاهدون في الميادين العامة ، يتلفظون ( بالقسم ) المؤكد ، يقررون مفارقة زوجاتهم ، حتى لا تدخل القوات الأممية إلي أرض دارفور ، لكن التمنع والصدود ثم الرضوخ ليس من شيم النساء كما ينبغي ، بل هو صفة لاحقت رجال الإنقاذ منذ صدور القرار الأممي رقم 1590، يهيجون الشارع ، يدعون إلي الجهاد ، يملون شوارع الخرطوم ضجيجاً وصخباً ، وفي آخر المطاف يرضخون لسياسة الأمر الواقع ، ويفتحون الثغرات في جدار الرفض الذي بنوه .
السودان ليس في حاجةٍ إلي بنوك جديدة ، فنحن بلاد على الرغم من فقرها لها عدد من البنوك يكاد يفوق بنوك الخليج كافة ، فبلد بها أكثر من أربعة ملايين مشرد ، وألفين قرية مدمرة ، وأكثر من نصف مليون قتيل ، فيا ترى من الذكي الذي يفتتح بنكاً وهو لا يرى كل هذه الكوارث ؟؟
سارة عيسي

Post: #113
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:19 AM
Parent: #112

ما بين معركة القادسية والميل أربعين

أقل ما يُقال عن حرب الجنوب الماضية أنها كرّست ثقافة العنف والكراهية ، ومهّدت بشكل مباشر لتقسيم السودان وتوزيع أراضيه وفقاً للمكونات الجهوية ، وما فشل فيه المستعمر البريطاني خلال عقود من الزمن ، نجحت فيه الإنقاذ ببراعة خلال عقد واحد ، فالقول الشائع بيننا أن السودان ورث أزمة الجنوب من المستعمر البغيض ، لكن أزمتي دارفور والشرق وما سيأتي من أزمات قادمة هو صناعة سودانية خالصة ، وعندما جمع الغريب أغراضه ورحل عن بلادنا فإنه لم يترك لنا خمسمائة ألف قتيل ، ولم يشرّد مليونين ونيف ، ولم يحرق ألفي قرية ، ولم تسجل في شباكه حالات اغتصاب جماعي أو تصفية عرقية ، هذه الفظائع اُرتكبت في العهد المُسمى بالعهد الوطني ، أو كما يصفه البعض بعهد التحرر والاستقلال ، فقضية التحرر هي قضية مشروعة ، والحرب من أجل الوحدة والحفاظ على تماسك التراب الوطني هي أيضاً حرب مشروعة إن تحقق شرطي العدالة وتقاسم السلطة والثروة بين أبناء الشعب الواحد ، لكن الإنقاذ في حربها الأخيرة على الجنوبيين صنفت المجتمع السوداني بين مسلم حريص على نشر قيم دينه وبين كافر يجب قتله وسحله ، هذا ما كنا نسمعه في خطب الجمعة ، ومن خلال متابعتنا لبرنامج ( في ساحات الفداء ) ، لن نحتاج لعناء كبير لنعرف أن الإنقاذ عرّفت حرب الجنوب بأنها حرب بين الكفار والمسلمين ، تماماً كما حدث في حرب القادسية بين العرب والفرس ، كان المجاهدون يرفعون شعار الله أكبر في وجه الكفار ويحسنون قتلهم ، فهذا العمل يزيد من قربتهم لله ويكسبهم رضاه ، فهم يجدون في هذه الحرب ريح الجنة ويتطيبون المقامات الحسنة في جنات الخلد ، وهناك ظلال غامضة يستحي الناس من ذكرها عندما يستوجب علينا الحديث عن حرب الجنوب ، فإذا قرأنا قوائم الشهداء التي ترد من ميادين القتال ، من خلال أسمائهم نستطيع أن نعرف أن يمثلون طينةً واحدة من المجتمع السوداني لا تزيد عن واحد في المائة ، ففي حرب الجنوب الأخيرة استنفذت الإنقاذ كافة حيل الحرب من دين وعرق ومال ، وهناك من القادة العسكريين من أعطتهم الإنقاذ شيكاً على بياض من أجل الفتك بالجنوبيين وكسر شوكتهم ، وكان هؤلاء القادة يمثلون السودان الوطن المصغّر ، وهو قرية صغيرة يحتضنها النيل في الشمال ، قرية صغيرة آمنة ومطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان ، تحفها أشجار النخيل ، و تطل منها قبة الشيخ المدفون منذ عقود طويلة من الزمن ، لذلك كان الدبابين في حربهم الأخيرة يهزجون بالمديح النبوي ويصبرون نفسهم بلقاء الموت بصورة تليق بشرف المهمة ، في الحرب الأهلية الأمريكية ، وهي حرب من أجل الوحدة والاستقلال ، قام الرئيس الأمريكي ابراهام لنكولن ببناء مصالحة مع المجتمع الأفريقي في الشمال قبل أن يقود الحرب ضد الجنوبيين وحلفائهم من الإنجليز ، فالنتيجة كانت هي أمريكا التي نراها اليوم ، لم ينتصر ابراهام لنكولن على الجنوبيين وكفى ، بل نصره الحقيقي الذي تضمنته صحائف التاريخ هو اعترافه بحقوق السود ومساواتهم مع البيض ، ومهما تحدّثنا عن قصور التجربة الأمريكية من ناحية المشاركة السياسية ، إلا أنها تأتي في مقدمة الدول في مضمار الحريات والتسامح والديمقراطية ، حرب الجنوب الأخيرة في السودان ليست من الحروب التي تقود الناس للوحدة كما حدث في بلاد العام ( سام ) ، فهي حربُ قامت من أجل إرضاء الشعارات الذاتية ، وقامت أيضاً على أسس غير واقعية مجافية للحقائق ، فهي لا تُقارن بمعركة القادسية التي وقعت بين الفرس والمسلمين ، فحرب القادسية كانت بين جمع من المسلين وإمبراطورية لها جذور ممتدة في عمق التاريخ ، فقرنق ليس بكسرى بن يزدجرد ، والفريق سلفاكير لا يُمكن تشبيهه بالهرمزان ، وهم لم يقولوا أن الجنوب هو إمبراطورية يتوارث حكمها الأبناء عن الأباء ، فالحروب في عقيدة التاريخ تتشابه في النتائج لكنها تختلف في الأسباب ، فالحركة الشعبية هي كيان شعبي ، متواضع في ناحية الإمكانيات إذا قسناه بمدى كثرة الجيش السوداني وتنوع مصادره العسكرية واللوجستية ، رغماً عن ذلك صمدت الحركة الشعبية ، وقبلت بالتحدي لأنها كحركة شعبية استطاعت أن تخلق توازناً مع الجيش السوداني الذي يفوقها عدداً وعدةً ، ومن ثمرات هذا الصمود هو اتفاق نيفاشا الذي أعترف بحقوق الجميع وعدالة قضاياهم ، وهي نتائج تختلف كثيراً عن نتائج حرب القادسية التي انتهت بقطع رأس ( رستم ) واسر ( الهرمزان ) وغياب شمس تلك الإمبراطورية والتي قال المؤرخين عنها أن المسلمين أطلقوا عليها رصاصة الرحمة الأخيرة، فقد كانت منهارة قبل أن يصل إليها المسلمون بسبب الفساد والظلم والطغيان ، عملاً بالقول المأثور: ((إن الله يقيم الدولة الكافرة إن كانت عادلة ..ويزيل الدولة المؤمنة إن كانت ظالمة ))
بيت القصيد من هذا المقال هو الاحتفال الذي أقامه التلفزيون السوداني قبل أيام عن معركة الميل أربعين ، تعداد مآثرها والإشادة ببطولة شهدائها ، فكأن عقارب الزمان عادت بنا إلي ما قبل ستة عشر عاماً ، بالتحديد إلي حقبة الكراهية والقتل والدمار ، فيا ترى من الذي يحقد على أهل السودان ويريد أن يعيدهم مرةً أخرى إلي ميدان الحرب عن طريق استرجاع الخطاب الخشبي القديم الممزوج بلغة العنف والكراهية ، صحيح أن اتفاق نيفاشا لم يفي بكل ما وعد به لكنه في أقل الظروف سمح بإيقاف الدماء وأعطى الأجيال القادمة بصيصاً من الضوء بأن المستقبل واعد ، وأن السلام يُمكن أن يحقق نتائج إيجابية أفضل من الحرب إذا صدقت النوايا .
لأول مرة اسمع بجامعة الرباط الوطني لأن المسمى يشبه مسميات الأحزاب السياسية ، طلاب كلية الدراسات البيئية ودرء الكوارث بهذه الجامعة ،كادوا أن يجلبوا لنا كارثة بيئية مثل فيضان النيل و ثورة أمواج تاسونامي ، في برامج ( نبع المعارف ) عرضت المذيعة المبتدئة على طلاب هذه الجامعة مسابقة على النحو التالي :
المذيعة : متى وأين وقعت معركة ( الميل أربعين ) ؟؟.. وما هو وجه الشبه بينها وبين معركة القادسية ؟؟
يقف طالب ، ومن تصرفاته بدأ أن هناك من لقنه الإجابة الصحيحة فقال ؟؟
في 16 مارس 97 ، في منطقة ( ياي ) ، ووجه الشبه هو كثرة ( الكفار ) وقلة ( المسلمين )!!!
هنا تدخلت المذيعة وقالت : في معركة القادسية كان عدد الكفار كبيراً وعدد المسلمين ضئيلاً ..أما في معركة الميل أربعين فقد كان عدد المسلمين ضئيلاً وعدد ( جنود الطرف الآخر ) كبيراً !!!!
سارة عيسي

Post: #114
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:21 AM
Parent: #113

إعجابي بالحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل قرنق يعود إلي ما قبل عقدين من الزمان ، وكنت من المداومين على سماع البرنامج المحبب ( القائد مع الثوار ) والذي كان يبث من الاراضي الاثيوبية قبل سقوط العقيد مانغستو هايلي ماريام ، هناك نجوم برزت في عالم النضال ، القائد الحالي الفريق سلفاكير ، والقادة ياسر عمان وباقان أموم ودينق ألور ، لم يكن بين هؤلاء القادة العظام سفيرنا في واشنطن السيد/جون أكيج ، والذي أصبح أضحوكة في الصحافة الأمريكية بعد أن شبهته بوزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف ، أنا أجد فرقاً في الوصف ، فمحمد سعيد الصحاف بعثي بالميلاد ، وتربطه علاقة إخلاص مع الرئيس العراقي صدام حسين ، فسعيد الصحاف من الأوائل الذين هاجروا مع صدام حسين إلي القاهرة ، وقد عاد معه على نفس الطائرة بعد إنقلاب أحمد حسن البكر ، فسعيد الصحاف لم يكن يدافع عن نظام صدام لأنه أجير أو مرتزق ، بل يدافع عن نظام هو جزء منه ، فقد آمن الصحاف بدولة البعث فكراً وتطبيقاً ، أما سفيرنا الحالي في واشنطن فهو لا تربطه مع حكومة الإنقاذ سوى مسمى حكومة الوحدة الوطنية ، والتي بموجبها أصبح سفيراً هناك ، صحيح أن عتاولة حزب المؤتمر الوطني لم يقولوا أنه يحاربون الإرهابيين في دارفور ، ففي معظم التصريحات الحكومية نجد أن حركات المقاومة في دارفور تُوصف بالمتمردة ، وهو وصف شائع في الأدب العسكري الإنقاذي ، وقد كانت في السابق تطلقه على الحركة الشعبية فتصف قائدها بالمتمرد قرنق ، لكن سفيرنا في واشنطن أبتكر مصطلحاً جديداً لهذه الحرب ، فربطها بالحرب التي تشنها الولايات المتحدة على الإرهاب في كل أنحاء العالم ، أي أن سفيرنا في واشنطن قام بعمل لم يكن مطلوب منه ، وحتى هذا المؤتمر الهزيل الذي أقامه في واشنطن تجاهلته وسائل إعلام الإنقاذ في الداخل ، فالرجل تحدث على أنه صانع قرار سياسي وعسكري ونسى أنه ممثل فقط للسياسة السودانية ، فقرار حظر تصدير الصمغ العربي إلي الولايات المتحدة لا يصدره سفير ، بل تصدره الدولة وبعد الرجوع إلي الشركاء في حكومة الوحدة الوطنية أولاً ثم إلي البرلمان ثانياً إذا صح التعبير ،فسعادة سفيرنا في واشنطن السيد جون أكيج جاهل بالحروب التي خاضتها الإنقاذ ضد الجنوبيين ، وجاهلٌ أيضاً بطبيعة نشأة حركات المقاومة في دارفور وعلاقتها الوطيدة بالراحل الدكتور جون قرنق ، وقد تسآل البعض ما هو سر الوقفة التي هز فيها سعادة السفير يديه وصاح حتى علا ضجيجه في تناول قضية ليست من إختصاصه ؟؟ فالحركة الشعبية ليست طرفاً في هذه الحرب ، وهي إن لم تساند حركات المقاومة معنوياً فهي تتخذ دائماً موقف الحياد ، لكن ما سر خروج هذا السفير عن طوره ؟؟ وتناوله لحرب العراق جعله شبيهاً لعبدالباري عطوان ومصطفي بكري والذين ينسجون نظرية المؤامرة في كل نزاعات أمريكا في المنطقة العربية ، وهناك من تحفظ على حرب أمريكا ضد الإرهاب ، وهناك من يبرر وقوف المقاومة العراقية ضد الإحتلال الأمريكي ، وليس هناك إرهابيون تحاربهم الولايات المتحدة في الفلوجة كما تخيل سعادة السفير ، لكن الرأي العربي يؤكد وجود مقاومة ضد الإحتلال ، إذاً ليس هناك وجه شبه بين ما يحصل في العراق ودارفور إلا من زاوية واحدة ، إن الذي يقتل في السودان هو الحكومة السودانية ، وأن القتيل هو الشعب السوداني في دارفور ، وموقف السفير جون أكيج ذكرنا بمجموعة سلام الداخل التي وقعت بقيادة الدكتور لام أكول اتفاق سلام مع الجبهة الإسلامية القومية بقيادة الدكتور الترابي ، وقد رأيتهم يهللون ويكبرون أمام الشيخ الترابي ، فمجموعة سلام الداخل لا زالت موجودة داخل الحركة ، وهي تريد أن تجد لها موضع قدم بعد نهاية حكومية الوحدة الوطنية ، وهي سوف تصرخ ..وتهلل ..وتكبر ..لمن يدفع أكثر ..وربما يفسر هذا سر التحول وإنبعاث صوت الضجيج والصراخ

سارة عيسي

Post: #115
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:24 AM
Parent: #114

هكذا قالها الدكتور الترابي من دون خجل أو مواربة ..أكد أنه لم يلتقي الرئيس البشير في حياته غير ليلة الأربعاء التي سبقت الإنقلاب ، وأردف قائلاً أن الرئيس البشير كان بعيداً عن الساحة الإسلامية وغير معروف ، لكنه كان بعثياً قبل أن يتم استدراجه إلينا .. والدليل كما قال الترابي أن قائد الإنقلاب تم إعلانه باسم عمر حسن أحمد ..لكن البعثيين في إحدي مجلاتهم تعرفوا عليه وذكروا اسمه كاملاً ( بعمرحسن أحمد البشير ) ، ويقول الترابي أنهم تعرفوا عليه لأنه كان منهم قبل أن يتخلى عنهم بالإنضمام للإسلاميين ..
وأكبر سر أذاعه الترابي أن الإنقلاب نفذه أمن التنظيم والذين أرتدوا زي القوات المسلحة ليسطروا على الكباري ويقيموا الحواجز ...كما أنهم قاموا بتنفيذ الإعتقالات السياسية ، ومن الجيش لم يشارك إلا عدد محدود من سلاح المدرعات .
ويقول الترابي أن البشير لم يكن متديناً ، ومن الممكن أنه لم يمارس العبادات الدينية إلا بعد تنفيذ الإنقلاب ، كما قال أن برنامج ساحات الفداء كان مرفوضاً من قبل الجيش لكن الموافقة عليه جاءت من القائد العام ...بسخريته المعهودة قال أن العساكر أعتادوا على قبول الأشياء إذا جاءتهم في شكل أوامر .
بالنسبة للإعدامات التي جرت في حق بعض السودانيين الذين تعاملوا في النقد الأجنبي نسب الترابي هذا العمل لأجهزة الجيش التي كانت تريد إقناع الناس بأنها ثورة ذات قرار متفرد
بالنسبة للصالح العام فقد أجل المضيف هذا الموضوع إلي الحلقة القادمة

Post: #116
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:26 AM
Parent: #115

فُجعنا مرتين في حكومة الوحدة ، الفجيعة الأولى كانت مولانا محمد المرضي وزير العدل ، هذا الرجل الذي دخل إلي حكومة الوحدة الوطنية ، فمن المفترض أن يمضي السودان قدماً إلي الأمام في مجال الحريات وحقوق الإنسان ، ولكن هذا الرجل أعادنا إلي التسعينات من عهد الإنقاذ ، إلي عهد القهر والكبت ومحاربة الكلمة الحرة ، فبدلاً من أن تقوم وزارة المرضي بمطاردة المجرمين الذين أعتدوا على أعراض النساء في دارفور ، نراه اليوم يخصص وزارة العدل إلي واجهة للإنتقام الشخصي ، تقاعست وزارة العدل عن تطبيق العدالة في دارفور لكنها هرعت وهي مسرعة من أجل الثأر للسيد الوزير ، قرار إيقاف صحيفة السوداني الدولية ومصادرة أعدادها كان قبل قرار محاكمة مجرمي الحرب الذين أذاقوا أهلنا الذل والهوان وشردوهم في الآفاق ، ولا ننسى أن القضاء السوداني متهم بالتواطوء في تغطية هذه الجرائم البشعة .
لكن خسارتنا في الرهان على وزارة العدل لا تُقارن بخسارتنا للحركة الشعبية لتحرير السودان ونحن على أعتاب مرحلة مهمة في تاريخ السودان ، المهمشين على وشك تسلم زمام أمور السودان ، والطوق يطيق كل يوم حول عنق رجال الإنقاذ ، وقد شهدنا ردة فعلهم الخائبة على قرارات الحظر الأمريكي ، لم يجدوا شيئاً سوى البكاء قرب مقر السفارة الأمريكية في الخرطوم ، وقرار تعيس بفتح طريق علي عبد اللطيف وكأن السيادة السودانية كامنة في شارع لا يتجاوز الكيلومترين ، وحتى هذا القرار لم يتحملوا تبعاته فعادوا لإغلاق الشارع مرة أخرى ، لكن رد الفعل القوي جاء من الحركة الشعبية ، الشريك في حكومة الوحدة الوطنية ، ثورة السفير السوداني السيد /جون أكيج في واشنطن سبقت المتقدمين والمتأخرين ، وقد سماها البعض بثورة الكوكولا ، ومن يتشبث بنظرية المؤامرة يظن أن شركة الكولا كولا كانت من وراء هذا المؤتمر الصحفي ، وقد هدد السيد الوزير بقطع هذا المنتوج الهام عن الولايات المتحدة إذا أقدمت على فرض حظر على السودان ، ولا أظن أن الكوكا كولا ، وهي مشروب من الدرجة الثانية بهذا القدر من الأهمية ، مثل النفط مثلاً ، حتى نرى الشعب الأمريكي يهرول وهو يقبل يد السفير ذات الساعة الذهبية ويطلب منه بتضرع أن لا ينفذ وعيده في هذا الوقت الحرج ، لكن كان أمام السيد السفير خيار آخر ، فلماذا لا يدعو إلي إغلاق فرع شركة الكوكا كولا في السودان ؟؟؟ لن يفعلوا ذلك ولو جاءتهم حمر النعم ، لأن وكيلها في السودان من الطينة الرئاسية ، وقرار حظر مشروب الكوكا كولا في السودان سوف يرفضه المؤتمر الوطني قبل الحركة الشعبية ، هذا لا يعني أن خيارات سعادة السفير أكيج قد نفذت ، فطالما أن مهمته أصبحت صعبة ومستحيلة .. وطالما أن أمريكا قد أعتدت عل بلاده التي تعاملت بكل رقة وإنسانية مع مواطنيها في دارفور .. فلماذا يبقي سعادة السفير في واشنطن ؟؟ لماذا لا يجمع حاجياته ويرحل ؟؟ بدلاً من هذه المسرحيات التي جلبت عليه النقمة والسخرية ؟؟ وهو الآن في واشنطن يًنظر إليه كمهرج مسرحي وشخص بلا مصداقية ، وسوف يتم التعامل معه على هذا الأساس حتى ولو قدم اعتذاراً ، لكن سعادة السفير لن يفعل مهما تكاثرت عليه الضغوط ، وقد ثبت بالتجربة والدليل أنه شخص بلا خبرة ويجهل أبسط أعراف اللياقة الدبلوماسية ، ليست الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي قالت أن هناك قتل وخراب في دارفور ، فقد أشار الأمين السابق لأمم المتحدة السيد كوفئ عنان أن دارفور تُعتبر كارثة القرن ، وهناك إجماع في أوروبا حول هذه المسألة ، وحتى رجال الإنقاذ في ساعات صحوة الضمير أعترفوا بأن هناك كارثة ، لكن سعادة سفيرنا هناك لا يرى ذلك !!! يقول أن عدد الضحايا ناتج عن قتال أبناء العمومة فيما بينهم !! ويا ليته قال أن سبب الأزمة بعير هارب حتى نتمسك بالرواية الرسمية الحكومية .
لا أدري من اين تأتي الحركة الشعبية لتحرير السودان بهؤلاء الناس المتسلقين وتصعدهم في مناصب حساسة ، مع علمي أن الحركة الشعبية تنظيم مفتوح يعج بالمتعلمين والمثقفين ، لكن مسرحية السفير الذي يمثلها في حكومة الوحدة الوطنية سوف تسبب لها حرجاً في الولايات المنحدة هي في غنيً عنه ،والصحافة الأمريكية الآن تسميه بالصحاف فهل يا ترى سوف يسنعين بوزارة العدل السودانية من أجل المطالبة بنعويض شخصي عن الضرر الذي لحق به ..أم سوف يسكت ويتوارى عن الأنظار أياماً حتى يأتينا بمسرحية جديدة
سارة عيسي

Post: #117
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:27 AM
Parent: #116

حماس والإنقاذ ولعبة السلم والثعبان في رقعة الديمقراطية



المشهد في إمارة غزستان بقيادة إسماعيل هنية لا يختلف كثيراً عن ما جرى في السودان قبل سبعة عشر عاماً ، الجبهة الإسلامية القومية كانت شريكاً في الحكم لكنها استغلت التسامح الديمقراطي فانقلبت عليه وهي تستخدم السلاح ، نظام الإنقاذ حمل معه رياح التغيير والثورة ، دفع السودانيون ثمن هذا التغيير ، حرب مدمرة في الجنوب ، وحروب مشتعلة في الغرب والشرق والشمال ، وأخطر من كل ذلك التقسيم الذي يهدد الوحدة الوطنية في البلاد ، ولا زالت حكومة الإنقاذ – كما يقول السيد الصادق المهدي – تسمع لمن يذيقها الألم وهو يستخدم العصا ، فلا تكترث لكل ما يقال في الداخل وتغض الطرف عن المبادرات الوطنية التي كان من الممكن أن توفر حلاً يغنينا عن التسول في العواصم ونحن نطرح القضية السودانية أمام كل من هب ودب ، رفضت الإنقاذ التدخل الأممي في دارفور من غير أن تستشير أحداً ، ثم عادت ورضت به من غير قيود أو شروط من غير أن نعرف لماذا رفضت ولماذا وافقت ؟؟ أما السيد إسماعيل هنية مهندس انقلاب غزة قد صعد في نفس الدرج ، وسار على نفس الدرب ، صعد إلي الحياة النيابية وهو يستخدم السلم الديمقراطي لكنه وقع في مربع ثعبان الانقلابات العسكرية ، فعادت حماس إلي حيث توجس الناس منها وخافوها منذ نشأتها ، ليس على المواطن الفلسطيني أن يدفع ثمن الحصار وانعدام الخبز والدواء وكفى ، عليه أن يتعامل الآن مع مليشيا تمارس التكفير والترهيب ، الكثيرون توقفوا كثيراً ، وانعقد لسانهم ولم يجدوا تفسيراً لما جرى في غزة ، ما جرى هو ردة فعل طبيعية تقوم بها الحركات الإسلامية عندما تفشل في تلبية حاجات المواطن الضعيف ، هذا النموذج أصبح يتكرر كثيراً في الساحة الإسلامية ، وعادةً ما ينتهي أمره بكارثة أقلاها التقسيم ، والمؤمنين بنظرية المؤامرة أسهبوا في تحليل نظرية الفوضى الخلاقة ، وقالوا أنها فيروس تحقن به الولايات المتحدة الجسد الحي في مجتمع الشرق الأوسط النظيف والمبرأ من العيوب ، هذا من الناحية النظرية ، أما من الناحية العملية فقد أعطتنا حركة حماس درساً لا يُستهان به في العمل السياسي ، فقد تسلق الملثمون أسطح المباني وشرعوا في تصويب بنادقهم على صدور رفقاء النضال من أبناء حركة فتح ، نهب للدور الحكومية وعمليات إعدام مباشرة في الهواء الطلق ، فلنتمعن إلي أين تريد أن تقودنا حركة حماس ، فهل نحو القدس ؟؟ أم نحو شلالات الدم الوفيرة ؟؟ فقد كانت تتعلل بالحصار وشح الموارد وهي ترى المواطن الفلسطيني لا يجد ما يسد به رمقه من الجوع ، والسؤال البديهي هو من أين جاءت بكل هذا السلاح ؟؟ وكيف كانت تتقاعس عن صرف مرتبات موظفي الدولة وتنفق في نفس الوقت بسخاء على جيشها المُسمى بالقوة التنفيذية ؟؟ نحن نعرف من أين جاءت هذه الأموال ، فقد كان رجال حماس يتجولون في عواصم البلدان الإسلامية ، يستجدون الشعوب العربية والإسلامية باسم القضية الفلسطينية ، ويحدثوننا بنصر قريب كما فعل خالد مشعل عندما زار العاصمة الخرطوم ، فقد بشرنا بالنصر ونهاية عهد الاحتلال ، فصفق له الدكتور غازي صلاح الدين ، وخرجت الدكتورة سعاد الفاتح عن طورها فطلبت من خالد مشعل أن يختصر الثورة في خمس سنين ، وها هو الآن يفعلها في أقل من سنة ، رئيس الإتحاد العام للطلاب السودانيين ، وهو منظمة منبثقة من مجلس الوزراء ، هذا الرئيس المصغر لحكومة الطلاب أصدر أمراً بموجبه يتم دفع مبلغ وقدره دولار شهرياً لحكومة حماس ، هذا المبلغ ليس من جيبه الخاص ولا من جيب الدولة ، لكن من جيب الطالب السوداني الذي لا يملك أجرة المواصلات ، ذلك الطالب الذي لا يتذكره أحد إلا في لحظة جمع الجبايا لكن هناك من يطلب منه أن يتبرع بطلقة تزهق نفساً في فلسطين وكأنّ الموت ينقصنا في السودان .
من هذا المال موّلنا حركة حماس ، ومن هذا المال انطلقت نار الفتنة وشرارة الحرب ، فحماس التي تعدم الفلسطينيين تحت جنح التكفير والتخوين ، هي رحيمة اليوم بالجندي جلعاد شاليت ، وهي تساوم المجتمع الدولي بحياة صحفي مغلوب على أمره وهو السيد آلان جونسون الذي ليست له ناقة أو جمل في هذه الحرب ، فعلها رجال حماس فحرروا بيت كل من محمود عباس وأبو نضال وعرفات من ربق الاحتلال ، رقصوا وصلوا شكراً لله في ساحات الدور المحررة وهم ينقبون وجوههم بالثياب السوداء يخافون أن تتصيدهم إسرائيل ولا يخافون الله وهم يقتلون الأبرياء في الشوارع ...لكن يا ترى متى سوف يحررون القدس وقد رحلت حركة فتح والتي كان يرونها تقف في طريق نضالهم ، لن يمضي وقت طويل حتى تتفاوض حركة حماس مع إسرائيل ، وها هم قادتها يطرحون للشريك الإسرائيلي فكرة الأمن مقابل الغذاء والوقود ، فقد طعنوا القضية الفلسطينية في مقتل ، وهناك نزوح وتهجير قسري لكل من يخالفهم ، فآلاف الأسر تنتظر عند المعابر الإسرائيلية وهي متوجهة صوب الضفة الغربية وهي خائفة من بطش محاكم التفتيش التي أقامتها حماس ، نحن لسنا بصدد مناقشة لماذا انهارت قوات حركة فتح في القطاع بهذه السرعة ، فقد رد على هذا التساؤل الأستاذ محمد دحلان : أن القوة الأمنية المتواجدة في القطاع لم تُؤسس من أجل محاربة حماس ، كما أن هذه القوة فقدت 40% من الشهداء في انتفاضة الأقصى ، وهذه القوة كانت متهمة من قبل إسرائيل بالتواطؤ مع حركة حماس ، لذلك حاصرت إسرائيل الرئيس ياسر عرفات في بيته حتى مات .
سارة عيسي

Post: #118
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:29 AM
Parent: #117

هزيمة الإسلام السياسي في فلسطين



ناقشت في المقال السابق الانقلاب الذي قامت به حركة حماس في غزة ، وربطت هذه الخطوة بتجربة الإنقاذ في السودان ، فكل النموذجين قد فشل في أرض الواقع ، فقد قسمت الإنقاذ السودان إلي أربعة دويلات ، وفتحت الطريق من أوسع أبوابه للتدخل الدولي ، وفي المقابل عاش الشعب السوداني تحت الحصار ، ورزح لفترة من الزمن تحت جناح العقوبات ، وها هي حركة حماس تفعلها اليوم للمرة الثانية ، فقد قسّمت الشعب الفلسطيني إلي ( غزيين ) و ( ضفيين ) ، ولم يعد تحرير القدس هو الشغل الشاغل لأبناء الشعب الفلسطيني ، فيكفي أبناء حماس تحرير بيت أبو مازن من الخونة والعملاء ، وعوضاً عن يافا وصمد والجليل والناصرة ، أصبح الصراع يحتدم حول خان يونس ورفح ، بدأت القضية الفلسطينية في أواخر عنفوانها ، ولم تجد ذلك الاستحسان الذي كانت تلقاه في السابق عندما رأي الجمهور العربي ( حزم وحسم ) هنية ، ليس عليهم إقامة المحاكم وتثبيت الدعوى بحق الذين جرى عليهم القصاص أمام الملأ ، فهم لا يقتلون الأسير برصاصة واحدة ، بل يزخون عليه 46 رصاصة حتى يتأكدوا من مفارقته للحياة ، أنهم يتهمون رجال فتح بالتعاون مع إسرائيل ، وربما لا يعلمون أن ثمرة هذا التعاون هي الغاز والكهرباء والمياه والتي من دونها لن يتحمل الشعب الفلسطيني نشوة الانتصار ، واستمرار هذه النعم في التدفق على القطاع يعني أن هذا التعاون – وإن كانت حماس تسميه خيانة – قائمُ على قدم وساق وضرورةُ تقضي على كل سبب يمنع ذلك .
ضحكت حماس على الجمهور العربي المأخوذ بتجربة الصمود والمقاومة ، هذا الجمهور المخدوع بأوهام التحرير والجهاد ، وأخشى أن يأتي يوم بسبب ظلم حماس وبطشها أن يحن أهالي القطاع إلي أيام الإدارة المدنية التي كانت تعني بشئون القطاع قبل اتفاق أوسلو ، فعلى الأقل كانت هناك وحدة وطنية ، والفلسطينيون لم يكونوا يقتلون بعضهم بعضاً كما نرى اليوم ، ولم يتأذوا وهم تحت نير الاحتلال بمشاهد السطو والنهب والسرقة ، صُعق الإسرائيليون وهم يرون مقصلة حماس تقطع أوصال كل من خالفوها في الرأي والمذهب ، حتى الدور المسيحية التي رفض سيدنا عمر بن الخطاب أن يصلي فيها مخافة أن يقتدي الناس به ، تعرّضت في عهد هنية إلي السرقة والتخريب ، زعماء حماس المشاركين في الانقلاب يعتقدون أن ما قاموا به هو فتح إسلامي كفتح مكة ، وقد نسوا وهم في وهج الثورة أن الرسول ( ص) قد خاطب أهل مكة : ماذا ترون أني فاعلٌ بكم ؟؟
فردوا عليه : أخٌ كريم وابن أخ كريم
فقال لهم : أذهبوا فأنتم الطلقاء
فلنقارن بين النقيضين ، بين نبي عُذب وهُجر من أرضه ، وتعرّض الذين أوه للغزو مرتين في ديارهم من قبل أهل مكة والذين حاربوه حتى في أرض المهجر ، فقد أعرض الرسول ( ص ) عن كل المظالم التي اقترفتها قريش بما فيها الخيانة والتآمر لقتله وحصار بني هاشم ، أعرض عن كل ذلك فأمن أهل مكة على أنفسهم وأموالهم بما فيهم السيدة هند بنت ربيعة التي استأجرت من يقتل عمه حمزة ويأتيها بكبدته لتمضغها إيغالاً في الحقد والتشفي ، امنّ على حياة الجميع ، من بينهم الذي يدخل بيته ويغلق على نفسه الباب بالمفتاح ، ولنعد إلي ما فعلته حماس بأبناء فتح بعد أن تمكنت بهم ، قتلهم كالعير في الميادين العامة ، وحرمتهم من حق التكريم بعد الموت مثل إقامة الصلاة والدعوى لحضور العزاء ، فقد أقامت حركة حماس يوم ( الدين ) قبل أن يحين أجله ، وتوسعت في العقوبة إلي أبعد الحدود ، ولا أدرى من أين تستقي حركات الإسلام السياسي قيمها ومبادئها وهي تتعامل مع مجتمع المحكومين .
ويُعتبر على هذا الأساس أن السودان في عهد الإنقاذ كان يُشكل النموذج رقم ( 1 ) من تجربة حماس في فلسطين ، عشنا هذه التجربة قبل سبعة عشر عاماً ودفعنا ثمنها بالأقساط المميتة طوال كل هذه السنوات ، فتهم جزافية مثل عملاء وخونة ومعاول استعمار وطابور خامس كانت جاهزة ضد كل الذين وقفوا في وجه الإنقاذ ، حتى غير المحاربين تعرّضت أملاكهم للمصادرة ، وأذكر في هذا الخصوص كيف قامت أجهزة الأمن وقتذاك بطرد أسرة المرحوم الدكتور عمر نورالدايم من مسكنها بسبب موقفه السياسي ، وقد حوّلته إلي وكر يُمارس فيه التعذيب والتنكيل ، ليس علينا رؤية المذابح والجرائم التي ترتكبها حماس في فلسطين لأن الإعلام المفتوح في زمننا الحال قد فضح جرائمها التي لن ينساها الناس ، بل علينا قراءة تاريخ الإنقاذ في القتل وسفك الدماء ، هم – وأعني الحماسيين والإنقاذيين يريدون أن يكونوا في كوكب لا يسع الاختلاف في العرق والمذهب ، ففي حرب حماس الأخيرة بدت إسرائيل وهي أكثر رحمةً بالفلسطينيين من حماس ، فتحت المستشفيات لاستيعاب الجرحى ، وقد حرصت منذ أول يوم على تدفق الغاز والكهرباء والمياه ، وهي قد حرصت أيضاً على تدفق السلاح لحركة حماس ، وهم تعلم يقيناً أن رصاصه سوف ينهمر يوماً على الصدور الفلسطينية ، وقد صدقت التوقعات الإسرائيلية ، وقد أستغل الإسرائيليون هذه الحرب أفضل استغلال ، فكاتب ( مدونات ) في منتدى إسرائيلي يرى أن غضب الرب هو الذي حاق بالفلسطينيين ، فلأنهم قتلوا أبناء يهوذا فها هو الرب ينتقم منهم اليوم ، فقد عاقبهم فيما بينهم ، يقتلون بعضهم بروح فيها الكثير من التشفي والحقد ، حقدٌ أكثر من الذي كانوا يكنونه للإسرائيليين ، ومعظم الذين ماتوا في حرب هنية الأخيرة هم من المطلوبين أمنياً لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية ، وحتى سميح المدهون قائد شهداء الأقصى في حماس والذي أعدمته حركة حماس أمام الملأ فشلت إسرائيل أربعة مرات في اغتياله . لكن في المقابل قد خسرت حماس كثيراً بسبب هذه التجربة ، هي تقول أن الأمن مستتب في غزة بعد هذه المحاولة ، لكنني أرى أن الشعب الفلسطيني قد رضخ لحماس بسبب الخوف والإرهاب ، فمن الذي سوف يجازف بحياته فيقف ضد هنية ليجد الناس جثته في اليوم التالي وهي ملقاة في مكب النفايات ، شرعية حماس الآن ليست من الناخب الفلسطيني ، لكنها من البندقية كما قال أهل الإنقاذ :
قد وصلنا إلي السلطة بقوة السلاح ومن يريد انتزاعها منا عليه اللجوء للسلاح ...فما أشبه اليوم بالبارحة .
سارة عيسي

Post: #119
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:31 AM
Parent: #118

الزواج في زمن الكارثة


تحدتث مجالس الخرطوم كثيراً عن الزيجة الجديدة ، ليس الحديث هنا بصدد كراهة تعدد الزوجات لاستحالة تحقق العدل في الفراش والنفقة ، لكن لأن هناك تبايناً واضحاً في خط الزوجين ، كما قال الشاعر العربي :
أيها المنكح الثريا سهيلاً ... عمرك الله كيف يلتقيان
فهذه المعضلة التي صعبت في ذهن ذلك الشاعر وجدنا لها حلاً في السودان ، فالعريس رجل عوان بين ذلك ، فلا هو بالعجوز الهرم الذي لا تنكحه النساء إلا لماله ، وليس هو بالشاب الذي يفتن النساء بوسامته كما فعل الممثل الخجول براد بيت في أوساط المراهقات في الولايات المتحدة ، لكن مهما بدا لنا الأمر فهناك بون شاسع بين العروسين ، فعلى الأقل أحدهم تخطى الخمسين من العمر ، وهو على قاب قوسين أو أدنى من الستين ، والستين كما يقول الدكتور الترابي هي من عمر المنايا ، لأن الإنسان في هذه المرحلة يجب عليه أن يدرك بأن ما مضى من العمر لن يعود ، وعنفوان الشباب هو مرحلة مؤقتة كما يقول الله تعالى : لكل أجل كتاب ، وبهذا الصدد لا أتفق مع الذين يقولون أن الشباب يبقى في القلب طالما بقي هذا القلب ينبض بدم الحياة ، من مسعى آخر ، فإن عمر العروسة يقع في الثلث الأول من عمر العريس المزواج ، والذي تُرجح الروايات بفوزه بأربعة نساء بما فيهن هذه التحفة الجديدة ، وما أستغربه في هذا الزواج أنه جاء في غير توقيته ، خاصةً إذا علمنا أن سعيد الحظ هو رجل له باع كبير ومكانة مرموقة في صفوف حزب المؤتمر الوطني ، وهو أحد قادة الجهاد في الحرب التي شنها هذا الحزب على الحركة الشعبية في جنوب السودان ، ليس هذا فحسب ، يكفي الرجل فخراً بأنه تعهد بمنازلة القوات الأممية في دارفور ، على طريقة قول شاعرهم .:
فليعد للدين مجده
أو لترق منا كل الدماء
وهو أيضاً من القائلين : أن القوات الأممية لن تدخل دارفور إلا على أجسادنا ، وأن دارفور سوف تتحول إلي مقابر جماعية تضم رفات جنود المارينز ، ولكن فارسنا وعريس الغفلة نجده الآن يستقبل القوات الأممية وفي ذمته عروس شابه ربما تذكره بما فاته من لهو الشباب ، لكنها لن تذكره بالوعد الذي قطعه أمام الحشود في الساحة الخضراء ، رحم الله أبو الطيب المتنبيء الذي قتلته الكلمات قبل السهام عندما خاطبه غلامه : ألست أنت القائل :
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والرمح والسيف والقرطاس والقلم
فقفل راجعاً وهو يقول : قتلتني يا غلام ، فقاتل حتى مات .
في ليلة دخول القوات الأممية إلي دارفور لم ينسى رجال المؤتمر الوطني حظهم من الحياة الدنيا والذي جاء على حساب الآخرين ، هناك من غرق بسبب الفيضان ، ولقد أفجعني منظر ذلك المواطن ( الأصم ) الذي لم تمنعه عقدة اللسان من الشكوى لقناة الجزيرة ، هذا هو الشعب السوداني الذي تحكمه الإنقاذ ، نصفه يسبح في بحيرة الفيضانات ، ونصفه الآخر يعيش في معسكرات النزوح ، بينما يتلذذ القادة الكبار بالأنعم ، يرتدون البدلات الباريسية وهم يخاطبون العالم : إن قراركم في دارفور (Ugly & awful) ، يقتبسون لغة الممثل جون وين في أفلام (wild west) ، لكن سرعان ما بهتنا ..لأن ما كان ( بشعاً وقبيحاً ) أصبح مستحسناً وجميلاً .
سارة عيسي

Post: #120
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:32 AM
Parent: #119

سياسة التعريب في ( تُلس ) كما وصفتها صحيفة اللوس انجلز تايمز
ترجمة وتعليق
سارة عيسي

مزارع خضراء ، تنتج الذرة والسمسم ، دخان الطبخ يتصاعد من الأكواخ ، هذه الصورة البهية رسمها أدموند ساندر ، مراسل صحيفة اللوس انجلز تايمز من (تُلس ) ، ما يزيد الأمر الغرابة أن هؤلاء السعداء هم ليسوا من أهل دارفور ، بل هم من عرب تشاد الذين فروا من القتال الدائر في التخوم الشرقية لبلادهم ، لكن هذا الحال لا يعني أنهم لاجئين ، فهم الآن يعيشون في أطلال مدينة ( تُلس ) ، بالتحديد في قرى السودانيين الذين شرّدتهم مليشيا الجنجويد المدعومة من نظام الإنقاذ ، السودانيين النازحين من قراهم ، في المقابل ، يعيشون في معسكر ( هبيلة ) الذي لا يبعد أكثر من عشرين ميلاً عن مدينة ( تُلس ) ، يقول أحد هؤلاء اللاجئين التشاديين وهو شيخ مجموعة مكونة من مائة وخمسين فرداً ، يعيشون في هذه القرى المهجورة يقول : أن لأوضاع هنا مريحة ا أشعر وكأني في بلدي !!.
بينما تقول السيدة/مريم يحي ، وهي أرملة سودانية تبلغ الستين من العمر وتعول أسرة مكوّنة من أربعة أفراد : على هولاء الناس أن يرحلوا ، تقول التقارير أن ما يربو على 30ألف لاجئ تشادي ، ينحدرون من القبائل العربية ، دخلوا دارفور في خلال الستة أشهر الأخيرة ، وتقارير أخرى تفيد أن ما يربو على 50 ألف دخلوا إلي دارفور خلال سنة ، بقدر ما تنامت هذه الظاهرة والتي عزاها المحللون إلي ترحيب القبائل العربية بنظيراتها الأخرى الفارة من النزاع الدائر في تشاد تشاد ، ودعمها لها بالغذاء والمؤن ، وتوجيهها نحو هذه القرى المهجورة بالتحديد ، لكن المخيف في الأمر أن تتحول هذه الهجرة إلي عائق يُصعب حل كل القضايا العالقة في دارفور ، والتي يأتي من بينها إعادة النازحين إلي قراهم ، هذا القلق أبداه ممثلو الحركة الشعبية لتحرير السودان في البرلمان ، مخافة أن تقوم السلطات السودانية بإضافة هؤلاء اللاجئين في السجل الإنتخابي ، مما يقوي مركز الحزب الحاكم ، بالذات إذا علمنا أن هناك تقارير تفيد أن السلطات السودانية طلبت من وزارة الصحة إصدار مائة شهادة ميلاد مزورة تخص هؤلاء النازحين ، إذاً نحن أمام واقع جديد من مشاريع التعريب (schemes of Arabicization) في دارفور ، وهذا ما أكده أبو القاسم إمام ، أحد قادة الفصائل التي وقعت اتفاقية سلام مع نظام الخرطوم ، يعترف أبو القاسم بأن هناك أسباب فعلية أدت إلي لجوء هؤلاء الناس إلي السودان ، لكن – كما يرى – لا يمنع ذلك ان تكون لبعضهم مآرب أخرى ، وهو يرى أن إستضافة هؤلاء اللاجئين التشاديين كان يجب أن تتم في مخيمات بدلاً عن توطينهم في قرى هجرها أهلها تحت ظل نفس الأسباب .

Post: #121
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:34 AM
Parent: #120

كلمات في حق مولانا علي محمود حسنين :فك الله اسره


تقرير صحي نشره موقع رويتر للأنباء ، هذه المرة الحديث لا يدور عن عدد المشاركين في حبكة الإنقلاب التي حاكتها الإنقاذ في وجه رموز بعض القوى الوطنية ، والذين يأتي من بينهم الأستاذ الكبير ، ومعلم الأجيال ، مولانا علي محمود حسنين ، هو الرجل الوحيد الذي قبل المرافعة في قضية الشهيد البشير الطيب البشير ، طالب السنة الخامسة بكلية الآداب جامعة الخرطوم ، كان ذلك في عام 1989م ، النظام الثوري كان في قمة مجده وعنفوانه ، والمحاكم الشعبية قد نصبت المحاكم والمقاصل لقطع رأس كل من يقف في وجه قطار الثورة ، الحديث كان يدور عن التخلص من ثلثي الشعب السوداني ليحيا ثلث واحد هو الجبهة الإسلامية القومية ، قضية الشهيد البشير الطيب البشير كانت إمتحاناً للقضاء السوداني في عهد الأسياد الجدد ، والامتحان كان هو : من الذي سيربط الجرس في عنق القط ؟؟ فالقاتل ينتمي لهؤلاء الأسياد الجدد ، الذين أدعوا زوراً وبهتاناً أنهم ربطوا برنامج أهل الأرض ببرنامج أهل السماء ، لا أحد يعرف خطورة جريمة القتل مثل مشرع القوانين الدكتور حسن عبد الله الترابي ، رجال القانون من أمثال الاستاذ/علي عثمان محمد طه ، حافظ الشيخ الزاكي ، عبد الباسط سبدرات ، محمد الحسن الأمين ، كل هؤلاء كانوا من بين الفرسان الجدد ، رغماً عن كل ذلك ، قالت السياسة كلمتها الفصل في المسألة ، ضاع دم الشهيد البشير الطيب البشير بين القبائل ، وخرج القاتل مزهواً بفعلته ، يعتقد بأنها سوف تُقربه لله زلفى ، لكن من رجال القانون هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا ، رجالٌ كرسوا أنفسهم للغير ورضيت عنهم مهنة القانون التي مزقها الساسة إلي أشلاء متناثرة ، قبل مولانا علي محمود حسنين أن يكون مرافعاً للشهيد البشير الطيب البشير ، وهو يعلم بأنها مهمة محفوفة بالمخاطر ، رفض أن يخرج من السودان وكانت عواصم الدولة مفتوحة لكل من يرفع السيف في وجه الإنقاذ ، عاش بين قومه وهو يراهم يتساقطون بسبب الملاريا والتيفيويد ، ومن نجا منهم عاث فيه ظلم الإنقاذ فأثبطه عن المسير في طريق الحرية . شجاعة الأستاذ علي محمود حسنين في ذلك الوقت تجعلني أطمئن عليه الآن وهو في الأسر ، وهو الشيخ المسن ، لكن قلبه ما زال شاباً بوهج الحرية ، وإيمانه لا يهزه سوط السجان ، نعم هؤلاء رجال وُلدوا ليكونوا سبباً ، يخيفون الأقزام الذين ينصرون أنفسهم بالسجون والحيطان .
نشرت رويتر تقريرها اليوم عن أزمة الكوليرا في شرق السودان ، إحصائيات الإنقاذ تتحدث عن عدد المشاركين في الإنقلاب المزعوم ، فهل هم أربعين ؟؟ أم ينقصون قليلاً؟؟ ولكنها لا تتحدث عن موت أربعين سودانياً في كسلا والقضارف بسبب هذا الداء المنُقرض والذي نسميه ( الكوليرا) ، أنهم لا يكترثون لحياة المواطن بقدر ما يهتمون لحماية عرشهم وسؤددهم وقصورهم ، ومن هنا آقول لآل حسنين صبراً فإن موعدنا هو الحرية ، وأن الجلادين قد ضعف سوطهم ودنا أجلهم ، فالسجون وحياكة القصص لم تعد تجلب لهم العطف والسقيا ، فعدونا الذي رفعنا في وجه السلاح في دارفور فقير من بضاعة الفكر ، يخاف أن يتخطفه الشعب بين عشية وضحاها ، قلبي مع الاستاذة /ندى محمود حسنين ، أبنة الأسير الذي نذر نفسه للعدالة ، فأستاذنا الجليل هو أب لكل السودانيين ، لا أدري من أين حفظت هذا الشعر ؟؟ ولا أدري لمن هذه الكلمات ؟؟ لكنها تأتي في سياق المناسبة :
أبداً على هذا الطريق
أبداً على هذا الطريق
راياتنا بصر الضرير
وصوتنا أمل الفريق
بضلوع موتانا نخصب الأرض اليباب
وبدمائنا نسقي جنيناً في التراب
ونرد حقلاً شاخ فيه الجذع الشباب
وختمها الشاعر وأحسبه أحد طلاب جامعة الخرطوم الذين عاصروا معنا تلك المحنة :
شرف السواقي أنها تفنى فدى النهر العميق

Post: #122
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:36 AM
Parent: #121

الدكتور منصور خالد كما قرأت له


كثيراً ما كنت أقول أن عائلة الزعيم إسماعيل الأزهري تشبه عائلة الرئيس الأمريكي جون كيندي ، من حيث ما وجدته العائلتان من حظر عاثر ونقص في الأنفس ، وحزن سرمدي يمزج بين الحقيقة والخيال ، وظنون جعلت الكثيرين ، من غير قطع أكيد ، يتناولون حادثة رحيل الرئيسين في ظروف غامضة ، مما فتح مجالاً للجدل لم يُغلق حتى اللحظة ، نعم مات الزعيم الأزهري في السجن ، فهو شهيد الحرية والديمقراطية ، وقد فطنت ذاكرة المؤرخين الجدد ، وهم لهم سوابق ، كما أشربوا من معين الفكري اليساري ، عرفوا الآن ، وهم في قيد الصدفة ، أن الدكتور منصور خالد كان يشغل الخانة رقم (9) في قائمة عملاء المخابرات الأمريكية ، يزودها بالمعلومات ، يستقصى لها زوراً وبهتاناً عن ما يجري في بيوت الزعامات الكبيرة ، لن أحتاج إلي القول أن رواية الدكتور عبد الله علي إبراهيم ، عن علاقة الدكتور منصور خالد بالمخابرات الأمريكية ، لن أحتاج إلي القول أن هذه الرواية ضعيفة متناً وكيفاً ، حتى ولو كان الشاهد هو مكتبة الكونغرس ، ومنذ متى كان المثقف العربي يفرح بما تقوله المخابرات الأمريكية ؟؟ فيفرح لذلك ويعتبر ما قالته حقيقة لا يوهنها شك ولا يخالطها ريب ؟؟ ، ومن هذا المنطلق علينا أن نؤمن أيضاً ، بأن أمريكا دخلت العراق من أجل تنظيفه من أسلحة الدمار الشامل؟؟ أليس الشاهد هو المخابرات الأمريكية ؟؟ الرائد الذي لا يكذب أهله !! ، ولماذا لا يحدثنا هؤلاء المؤرخين الجدد ، الذين يضعون علامات البغضاء والكيد الشخصي نصب أعينهم ، قبل أن يضعوا للمطلعين كيفية وقوع الحوادث التاريخية ، ويا ليت لو أن الذاكرة أسعفت هولاء ، ليقولوا لنا من الذي قتل الزعيم الأزهري ؟؟ ومن الذي وضعه في السجن ؟؟ وحرمه من الرعاية الطبية حتى مات ؟؟
فالمُؤرخ الذي يتجاهل حقيقة مهمة مثل إغتيال الزعيم الأزهري ، يكون غير مؤهل للحكم على قضية تاريخية أخرى ، وهؤلاء المؤرخين ، وما أكثرهم اليوم ، وقد نبعوا بفضل تطور وسائل الإتصال وتقنية المعلومات ، حين ينكبون على دراسة كل ما كُتب في مكتبة الكونغرس ، فهم بهذا الحال ، أشبه بمطاعم الوجبات السريعة ، فهم يعتمدون على الوصفة الجاهزة ، من غير أن يُكلوا أنفسهم بعناء البحث والتدقيق .
الدكتور منصور خالد رقم صعب في الحياة السياسية في السودان ، وهو صانع سياسة قبل أن يكون مفكراً تشهد بجودة صنعته المكتبة السودانية ، وأدلّ على ذلك تحقيقه وإشرافه على ملف السلام مع الجنوبيين ، في عهدين ، وفي لحظات حرجة من تاريخ السودان ، في سيرة حياته الزاهرة بالعمل والعطاء حصد الدكتور منصور خالد العديد من الأعداء ، فهو غير مقتنع بحكم البيوتات الكبيرة ، وأنضم للنميري بعد خروج الشيوعيين ، قناعاته بفكرة السودان المُوحد جعلته يخرج عن طوع النميري ، عندما شعر بأن اتفاقية أديس أببا مهددة بالزوال بسبب ( النهج الإسلامي لماذا ؟؟ ، الشيوعيين كانوا يعتبرون الحركة الشعبية رافداً من روافد النضال ، ذلك قبل أن يتحصنوا في خندق الجهويات كما يفعلون الآن ، فيتقاسمون مع عدو الأمس اللدود ، الذي عمل فيهم تعذيباً وتشريداً ،لكنهم اليوم يتقاسمون معه اللقمة في المجلس الوطني ، نسي هؤلاء أن الدكتور منصور خالد هو أحد الأعمدة الفكرية في الحركة الشعبية ، أما خلاف الجبهة الإسلامية القومية مع الدكتور منصور خالد ، من الممكن أن نختصره في عبارة ( مهزوم بائد ) التي كان المقدم يونس محمود يبدأ بها حديثه الصباحي ، نعم حصد الدكتور منصور خالد ، بفضل تفوقه ونبوغه الكثير من الأعداء ، والذين دفعهم سوء الحال إلي الإستعانة بمكتبة الكونغرس وقراءة يوميات المخبرين ليجدوا وصمة تسود حياة الرجل الشريف الذي رفض أن يترجل ويهوي بنفسه معهم في جرف السفهاء .
تهمة الإنتماء للمخابرات الأمريكية طالت الجميع ، بما فيهم الأخوان المسلمين ، والذين أعتبرهم الشيوعيين في يومٍ ما حصان طروادة الذين أرسلته الإمبريالية العالمية للوقوف في وجه المد الثوري الشعبي ، والحرب الروسية الأفغانية في نظر الشيوعيين هي حرب قام بها عملاء الإمبريالية ، الذين أستخدموا الدين الإسلامي كسلاح في هذه الحرب ، حتى أسامة بن لادن لم يسلم من هذه التهمة ، إذاً ثقافة النسب للمخابرات الأمريكية هي ثقافة رائجة بين المواطنين البسطاء في الشرق الأوسط ، لكن هذه ليست ثقافة النخب وكتاب التاريخ ، حفظ الله الدكتور منصب خالد من كل شر ومكر ، فهو صاحب مدرسة متفردة ، فهو المحاور في ( حوار مع الصفوة ) ، وهو الناقد للنظام في ( لا خير فينا إن لم نقلها ) ، وهو المُستبصر والقارئ للمستقبل في ( السودان في النفق المظلم ) ، وهو الفقيه في ( الفجر الكاذب ) ، وهو الدارس للتقلبات السياسية في ( النخبة السودانية وإدمان الفشل ) ، وهو المتشائم في (قصة بلدين ) ، وقد قرأت حزنه بين السطور في مقاله (عامان من حصاد السلام ) . أنه الدكتور منصور خالد الذي عرف قدر نفسه ، وإذا خاطبه الجاهلون قال سلاماً .
سارة عيسي

Post: #123
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:37 AM
Parent: #122

الدكتور منصور خالد وقصة القنبرة والفيل


نجد في عالم الحيوان قصصاً وعبر تفيدنا عندما تمر بنا حادثة معينة ، يُقال أن ( القنبرة ) صعدت على ظهر الفيل ، وعندما أرادت أن تطير خاطبته وهي محذرة له : تماسك أنني أريد أن أطير
فتعجب الفيل من قولها وسخر منها : كيف اتماسك وأنا لم اشعر حتى بوجودك على ظهري !!
الكتابة عن المشاهير تجلب الإنتباه ، وبالذات إن كانت عن مفكر وعبقري بمثل في مكانة الدكتور منصور خالد ، العرب الأوائل عندما تحيّروا في القرآن نسبوه إلي أساطير الأولين ، والإنسان على مر التاريخ لم يتغير ، فإن كان موقف أهل قريش من بلاغة القرآن بهذا الشكل ، فلماذا لا يرى بعضنا أن م اسطره الدكتور منصور خالد في كتبه ، من حيث غزارة البلاغة وتعدد المصادر ، أن يكون وحياً ألهمته له المخابرات الأمريكية ، نعم حار هؤلاء الجهال في مقالات الدكتور منصور خالد ، فلم يجدوا ليها عيباً أو إعوجاجاً ، فكان لا بد من قتل الرجل معنوياً ، وهزيمته عن طريق التخوين والعمالة للأجنبي ، هذا هو ديدن الحركات الإسلامية في العالم العربي ، لكنه ليس منهج أهل الفكر الإشتراكي ، وبنفس المستوى يُمكننا أن نستخدم هذه الاسلوب في تخوين كل من أنتمى للحزب الشيوعي ، ونستخدم ثقافة الإسلاميين في التخوين ، بالقول أن هؤلاء ليس عملاء وكفى ، بل لا دينيين يقولون أن الدين هو أفيون للشعوب .
ورد في مقال الدكتور عبد الله علي إبراهيم ، أن الدكتور منصور خالد قدم معلومات قيمة للمخابرات الأمريكية ، عن المرحوم عبد الخالق محجوب وعن رغبته في الترشح للإنتخابات ، أو عن قرار فصل السيد/محمد إبراهيم نقد من كلية الخرطوم ،و إبتعاثه إلي براغ لتكملة تعليمه ، فهل هذه تُسمى معلومات إستخبارية ؟؟؟ ، وهل كان من الصعب الحصول على هذه المعلومات من صحف اليومية ؟؟ حتى تجد المخابرات الأمريكية ضالتها في شخص منصور خالد ليقول لها : ان السيد/نقد كان عضواً في إتحاد الطلبة وفُصل بسبب مظاهرة ؟؟ ، وبالمناسبة ، كل الأسماء التي وردت في محيط التجسس المزعوم ، من أمثال عبد الخالق محجوب وطه بعشر والدكتور عزالدين علي عامر ، هم من النخب المعروفة بإنتمائها للحزب الشيوعي ، ولم يكونوا في حاجةٍ إلي جهاز بشري لرصد حقيقة إنتمائهم ، وبعضهم كان متزوجاً من أجنبيات ، هذا إذا لم نقل أن معظم حملة الجنسية الأمريكية من السودانيين هم من رموز اليسار ، ومن هنا يُمكن أن نعرف لماذا نشر الباحث اسماً واحداً من قائمة مخبرين تضم كما قال أحد عشر اسماً ، لكن ما ذكره الدكتور عبد الله علي إبراهيم كان أقرب إلي الثرثرة (Gossiping) منه إلي المعلومة التاريخية الصحيحة ، كما أن تلك الشخصيات لم تتعرض للإغتيال أو الخطف .
وقد أشاح الدكتور عبد الله علي إبراهيم بالحشمة الأكاديمية كما قال ، وهو لا ينسى أنه تربى في الحركة الماركسية ، ولا يخفي إعجابه بأمهات المكتبات الغربية ، في لندن وواشنطن ، لأنه وجد فيهما علماً منيراً !! ، هذا العلم أصبح منيراً لأن هناك من قال شيئاً يذم شخص دكتور منصور خالد ؟؟ وفي إطار تقييمه للتاريخ ، نسي الدكتور عبد الله علي إبراهيم ، أن يقول لنا ما هي صلة الوصل بين الشيوعيين في السودان ومنارتهم في موسكو ؟؟ وهل يا ترى كانوا أيضاً يتجسسون لصالح الكي .بي .بي جي ، ويعطونها معلومات قيمة عن العناصر اليمينية الرجعية في السودان؟؟ أم أن مكتبة موسكو أصبحت لا تقدم الشاى والجاتوه فهجرها روادها من يساري الأمس ، بعد أن عرفوا أن العلم المنير هو فقط في واشنطن ولندن وليس في موسكوا أو هافانا .
الإخاء الوطني مفقود في السودان قبل أن يكون الدكتور منصور خالد هو السبب فيه ، وهو يعرف أكثر من غيره إن إنقلاب مايو 69 وإنقلاب الجبهة الإسلامية في يونيو 89 ، هما سبباً مباشراً لكل أزمات الصراع في السودان ، هما اللذان ولدا الحقد والكراهية وثقافة إستئصال الآخر عن طريق التعذيب والقتل والصالح العام ، (فطويس الأوس والخزرج ) هو من قال : نحن وصلنا للسلطة بقوة السلاح ..ومن أراد أن ينزعها عنا عليه أن يلجأ للسلاح ، أو هو القائل : أن المعارضة يجب أن تغتسل عن ذنوبها البحر قبل أن تصافح يد الإنقاذ ، هذا الحديث موجود في المكتبة السودانية ، فعلى الأقل سوف يكفينا شر الترحال ، لم نكن ننعم بالإخاء في الجنوب أو دارفور أو جبال النوبة ، الإخاء السوداني لم يكون موجوداً حتى في كجبار في الولاية الشمالية ، فكيف يُمكن أن يُتهم الدكتور منصور خالد بأنه عكّر الإخاء ؟؟ أن من عكّر هذه الحميدة هم من قتلوا الناس في الجزيرة أبا وود نوباوي ، وعكره رفاق الأمس الذين أقاموا لبعضهم المشانق كما حدث لعبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ .
نعم ، يجب أن ندين من يتعامل مع المخابرات الأمريكية ، لكن هذه التهمة لا يجب أن تكون حصرية ، فهناك من زار أمريكا قبل سنتين وهو محمول على طائرة تخص المخابرات الأمريكية ، فيجب أن نبدأ بهؤلاء قبل أن نغرق في مستنقع قاعه يصل إلي أكثر من نصف قرن .








[اضف رد] صفحة 1 من 1: << 1 >>




· · · أبحث · ملفك ·


الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها

© Copyright 2001-02 Sudanese Online All rights reserved.

http://www.sudaneseonline.com
Software Version 1.3.0 © 2N-com.de


Post: #124
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:39 AM
Parent: #123

مدير ( كوز) تفزعه كلمة (عملاء )

في أيام الإنقاذ الأولى ، عندما هيمن الملتحون على المؤسسات الوطنية ، بعد أن قضى قطار الصالح العام على كل من وقف في وجه النظام ، أستقر لهم الوضع وطاب بهم المكان ، فشرع الدخلاء الجدد في وضع لمساتهم الفنية في الوزارات والشركات التي وصلوا إليها ، وقد حدث أمر جلل في إحدى هذه الوزارات أصاب المنسوبين بالذعر ، ووضع كل من حضر الحادثة يده على قلبه وهو يتشهد ويدعوا الله قائماً وقاعداً : اللهم أجعل العواقب سليمة .
المدير الملتحي ولج إلي الوزارة مسرعاً ، فهو يحاول دائماً أن يُري من تبقى من منسوبي الشركة قوته وجبروته ، لذلك يقرع الأرض برجليه وهو يحدث جلبة عظيمة ، فيكف اللاعب ويسكت الناطق مخافة قطع لقمة العيش ، يفتح باب مكتبه بقوة ، وبعدها يبدأ في مقابلة الموظفين الواحد تلو الآخر ، لكنه في أغلب الأحيان يقدمُ إليه في البدء الذين هم من بطانته ، يرفعون له التقارير المطلوبة عن سلوك كل موظف ، تصرفاته ، وهل يصلي أم لا؟؟ وهل له أراء مغايرة لما يجري في الساحة من تغييرات سياسية هامة ؟؟
في ذلك اليوم رأي المدير المُلتحي لوحة صغيرة ، كُتبت بحبر أزرق وعُلقت على شباك المنتظرين ، كُتب عليها : شباك العملاء .
كلمة (العملاء ) أثارت غضب المدير الجديد ، وزاد حنقه حتى يبس لسانه ، فلم يقدر على أن يقول شيئاً ، حرك يده وهو يشير إلي اللوحة وقال وهو يصرعه الغيظ : أتوني بالفاعل ؟؟
ذُهل الحضور من ردة الفعل ، وحدث هرج ومرج ، فيا ترى من الذي أغضب السيد وجعله يخرج عن طوره ، وبدأ الجميع في طرح التساؤلات ، بعضهم رأي ربما تكون اللوحة قد كُتبت بخط غير واضح ، وبعضهم قال ربما يكون السبب أن المدير لا يطيق الكتابة في الحيطان ، لكن إذا عرفنا السبب بطل العجب ، جاء الخطاط وهو من حسن الحظ كان من ( الجماعة ) ، تبسم المدير في وجهه ضاحكاً وخاطبه : لولا ثقتي في إجتهادك وعلمي بحسن نيتك لكان لي معك شأن آخر
فالمدير الملتزم بخط الجبهة الإسلامية أفزعته عبارة ( العملاء ) والتي كان إعلام الإنقاذ يلوكها كل ما أراد الحديث عن التجمع الوطني الديمقراطي أو الحركة الشعبية ، وكانت هذه العبارات تأتي على النحو التالي : تجمع السفهاء الذين تنسيهم الراح بالليل ما يقولونه في وضح النهار ، ربيب الطائفية أو أحياناً صبي الطائفية المدلل ، تجمع المارقين والخونة ، قيادات الطابور الخامس والإرتزاق ، تجمع العملاء ، مهزوم بائد ، خشي المدير الجديد أن يكون أحد هولاء العملاء من مرتادي وزارته ..لذلك كان كل هذا الجزع .

Post: #125
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:40 AM
Parent: #124

قصة وزير دخل إلي قصر الإنقاذ ولم يخرج منه

كان الوسط الإجتماعي يتندر على وزير دخل حكومة الوطنية الأخيرة ، في يوم الإحتفال دخل هذا الوزير وهو يحتذي ( شبشب ) ، ويلبس قميصاً خفيفاً من كثرة الغسل والكوي ، لا يغطي هذا القميص الكثير من العيوب ، فيمكن رؤية شريطي ( الفنيلة ) الداخلية ، وهما يمتدان في ظهره كالحيات حتى يختفيان في طية البنطلون العتيق .
سأل بعض الشهود هذا الوزير الجديد : أنه يوم احتفال بالمنصب فلماذا لا ترتدي حلة تناسب المقام ؟؟
فرد عليهم : أعطوني شهر فقط .. وسوف لن تعرفوني
بالفعل وافق( شن ) طبقه ، كان للوزير ما أراد ، يدهن نفسه كل يوم ( بالساونة ) ، كثرت الثياب عنده فأمتلأ الدولاب إلي الآخر ، فقد طلّق ذلك الشبشب اليتيم ، لم تعد شرائط ( الفنيلة الداخلية ) تتعرجان على ظهره كما يفعل النيلين الأبيض والأزرق عند ملتقى الخرطوم ، أما ذلك البنطلون اليتيم ، في بداية الأمر أصبح ممسحة ، ثم تلاشى وقتها بعد أن حلت الثياب الباريسية في مكانه ، بالفعل لم يعد الناس يعرفونه فقد تغيرت هيئة الرجل تماماً ، أو كما قال الشيخ فرح : كل يا كمي قبال فمي .وعلى الرغم أن السودان بلد فقير ، وتطحنه الكوارث والحروب ، إلا أن مظهر الوزراء في الحكومة يجعلك تحس بأنك في امريكا إبان موسم الإنتخابات ، ربطات عنق حمراء ، أحذية باريسية ، حُلة الوزير الواحد ثمنها ينقذ بيت من الغرق ، ويكسو عشرة مشردين ، لا أقول أنه سوف يُطعم الجياع فراخاً ، فقد سمعت وعداً من أحد الإنقاذيين يقول فيه : أن كل فقراء السودان في عام 2010 سوف يأكلون الدجاج !! ، لا أقول : موت يا حمار بعد أن تنمو النجيلة كما يقول إخوتنا المصريين ، لكن سؤالي هو : يا ترى ماذا يتناول الفقراء الآن في وجبات طعامهم ؟؟ سؤالي لهذا الوزير المفطور على حب الدجاج ، فبعد ثلاثة سنوات كما قال الشيخ فرح :
أما هلك البعير
أو مات الفقير
أو قُبض الأمير
قصة هذا الوزير الذي تحسنت أحواله ذكرتني بقصة أخرى لا تقل طرافة ، وزير متوالي كان يعيش في لندن ، رأيته مرة أو مرتين هناك وهو يشتم النظام هناك بأبشع الألفاظ ، ويتحسر على الديمقراطية المؤودة ، علمت أنه تقدم لوظيفة في إحدى المؤسسات الدولية ، فطلبت منه هذه المؤسسة شهادة خبرة وهي أن يكون قد شغل منصباً كبيراً له علاقة بالجمهور ، قفزت لرأس هذا المناضل فكرة جهنمية ، فمعروفٌ عن السودان أنه بلد يعج بالوزراء ، فإن زاحمك الناس في الإستوزار فالطريق سالكٌ إلي المستشارية ، لا يهم المنصب ، بل ما يهم هو الراتب الحسن والبدلات والمركز الإجتماعي ، كما أن التعيينات تأتي من القصر مباشرةً ، إذاً لا مشقة في خوض الإنتخابات العسيرة ، كما أن شغل المنصب غير مربوطٍ بسقف زمني اللهم إلا إذا أدركك الموت ، كما أنك غير محاسب في حالة التقصير ، لا قدر الله ووقع ذلك ، فمصيرك إلا وزارة أخرى ، كالاسكندر الأكبر ، من نصر إلي نصر حتى لقي ربه ، هذا المناضل اللندني ولج إلي الوزارة وهو يمتطي حصان ( التوالي ) الذي صنعه الدكتور الترابي ، فجمع بعض الشعارات مثل أن الوطن في حاجةٍ إلي بنيه لأنه يتعرض للإستهداف ، فلذلك جاء داخلاً وهو يدفعه الحس الوطني وتقتله الرغبة العارمة في خدمة السودان ، لكنه قبل أن يغادر عاصمة الضباب أرسل برقية إلي المؤسسة الدولية التي كان ينوي العمل بها ، الرسالة كانت مختصرة : شهادة الخبرة سوف تصلكم بعد ستة أشهر ، إذاً صاحبنا لم يضيع ( البكار على طحال ) كما يقول المثل العربي ، وفي دنيا المال علمونا كيف نوزع المخاطر بشكل دقيق حتى نفوز بأفضل الفرص .
عاد صاحبنا إلي الخرطوم من بوابة كبار الزوار ، حفل الإستقبال كان جيداً ، الحضور كانوا في أحسن أُبهتهم ، أنصتوا له وهو يتكلم عن حجم المؤامرة التي رآها تُحاك ضد الوطن في الخارج ، فجاء إلي السودان بعد أن قرأ نداء القائد في الصحف : الوطن في حاجةٍ لكم ،فلبى النداء لأنه كره حياة الفرقة والشتات ، كما نوه بأنه فعل ذلك ليس بناءً على مصلحة شخصية ، فهو رجل عاش على المبادئ منذ نعومة أظفاره ، صفق له الحضور تصفيقاً حاداً ، فصاحبنا له صوت مميز ، يجعلك تحس بأنه صادق حتى ولو كان يكذب ويتحرى الكذب ، ملأت صوره أعمدة الصحف ، فدار همس في الكواليس مثل كيف يُمكن أن نستفيد منه ؟؟ أجتمع علية القوم في ركن قصى ، بعيداً عن الأعين تم إتخاذ قرار بتنصيبه وزيراً ، فالأمر لم يكن يحتاج إلي أكثر من قلم وورقة ، وبيان تقرأه المذيعة في نشرة الساعة العاشرة ، كان لصاحبنا ما أراده ، أصبح وزيراً بحق وحقيقة ، لم تسعه الدنيا من شدة الفرح ، جاب الأقطار في أيام ، يتنقل كالعصفور من غصن إلي غصن ، حاول ان يعطي نفسه ( كاريزما) وهو يتحدث في المؤتمرات الصحفية ، صوت خافض رقيق ، ويحشر بين الكلمات المنهمرة لفظة إنجليزية ، تجعلك مشدوهاً بحضور ذهنية المتكلم ، نسى صاحبنا كل العالم الذي تركه خلفه لكن هناك من لم ينساه ، في الغرب يتعلم الناس معنى المواعيد في الإنضباط والسلوك في العمل ، موظفة بريد في مؤسسة دولية عثرت على البرقية التي بعثها صاحبنا قبل أن يلج إلي الوزارة ، فقد وعد هذه المؤسسة- كما أسلفنا - بأنه سوف يعطيها شهادة خبرة في مدة أقصاها ستة أشهر ، قامت السكرتيرة ، المهمومة بالعمل ، بالإتصال على الرقم المكتوب في البرقية ، لم يجاوبها أحد على الخط ، قامت بإرسال رسالة بريدية مسجلة ، فعادت إليها الرسالة المسجلة لعدم معرفة عنوان المُرسل إليه ، فأحتارت ..يا ترى أين أختفى هذا الرجل ؟؟ ، فالرجل قد نسي الموعد ، بالأحرى لم يكن في حاجةٍ إليه ، أنه مشغول في العالم الجديد ، فقد خابت توقعاته ، الستة أشهر لم تكن كافية لقياس خبرته ، ولا زال صاحبنا يتعلم كل يوم درساً جديداً من دروس الحياة وهو يعمل بقول الشاعر :
قد يدرك المتأني بعض حاجته .. ... .. وقد يكون مع المستعجل الذلل

سارة عيسي
(عدل بواسطة SARA ISSA on 26-08-2007, 04:07 م)

Post: #126
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:45 AM
Parent: #125

حماس والإنقاذ : ما أشبه الليلة بالبارحة

لعلنا نذكر في العام الماضي عندما فازت حركة حماس في الإنتخابات الفلسطينية ، لم يخب ظني بأنها سوف تكون الإنتخابات الأخيرة في هذا الوطن المنكوب ، لم أكن متفائلة بهذا الفوز ، حتى وإن بدأ ناعماً كجلد الثعبان ، حتى ولو زكاها الإتحاد الأوربي وختم عليها بالختم الأحمر وقال أنه لا تدانيها تجربة في الصحة والدقة ، حتى ولو أشرف عليها جيمي كارتر وهو خريج مدرسة تربت على احترام حقوق الإنسان وتطوير الديمقراطية ، فتجربة السودان مع الجبهة الإسلامية تعطيك المختصر المفيد ، يكفي أنهم في السودان قسموا البلاد إلي دويلات ، ولا أظن أن القوات الدولية كانت بنفس حضورها الفاعل الآن قبل ليلة الثلاثين من يونيو عام 89 ، ربما يقول بعض القائلون ، ومن حقهم أن يقولوا طبعاً ، لماذا تنظرين إلي تجارب الإسلاميين الفاشلة في السودان والجزائر والعراق وأفغانستان والصومال ؟؟ يكفي فقط أن تنظري إلي الإنجازات التي حققها حزب العدالة والتنمية في تركيا ؟؟ ، نعم لقد حقق هذا الحزب نمواً إقتصاديا ً ملحوظاً ، وقد وفر فرص العمل ، وعمل على تماسك البلاد ، وسعى حثيثاً إلي تحقيق حلم الأتراك وهو الإنضمام إلي الإتحاد الأوربي ، كما أنه لم يصطدم بالنخبة العلمانية الممثلة في الجيش والحياة العامة ، ومن إنجازاته ايضاً ، تحسن نمو حقوق الإنسان ، بالذات نحو الأكراد ، إذاً هذا لا يدع مجالاً للشك بأن نقول بأن حزب العدالة والتنمية هو صورة مُستنسخة من حماس في فلسطين ، أو من الجبهة الإسلامية في السودان ، فلا شبه يربط التجربتين ، ولا حظ للمقارنة ، مع يقيني التام أن التحدي الذي يواجه حركة " حماس " أصعب بكثير من الذي يواجه حزب رجب طيب أرودغان في تركيا ، فحركة حماس تعيش بين طيات الإحتلال الإسرائيلي ، لكن هذا التحدي لم يمنعها من تسلق الاسوار وتنفيذ إنقلابها المشئوم ، على الرغم أن مساحة القطاع لا تؤهله لأن يكون دولة ، لكن حماس كونت فيه دولة وجيش وشرطة وإستخبارات ، فطوله أربعين ميلاً ، وعرضه لا يتجاوز العشرة أميال ، و يعج بمليون ونصف نسمة من السكان ، يقتاتون ، بعد إنقلاب حماس ، على معين المنظمات الأجنبية بشكل كامل ، هذه الدواعي لم تردع حماس من تنفيذ إنقلابها وتكوين كيانها الخاص وهي تستلهم النموذج الأفغاني . ولبس رجالها الثياب السوداء مثل جيش المهدي في العراق ، ليس من أجل تحرير الأرض كما هو مفترض ، بل لرصد الحشود والتجمعات المناوئة ، لمراقبة المصلين والذين تركوا لهم المساجد ، فراراً من لغة الشتم واللعن ، وهاموا في العراء من أجل تأدية شعيرة أفسدتها السياسة ، يقول سامي ابو زهري ، أحدة قادة الإنقلاب ، ليس لدينا مانع أن يؤدي الناس صلواتهم ..لكننا نمنع السياسة والتجمهرات !!! حتى إسرائيل ليس لديها مانع أن يؤدوا الناس صلواتهم بأدب وحشمة ..لكنها لا ترضى التجمهر والسياسة والفوضى !!!
في العام الماضي وفد إلينا خالد مشعل وهو في هودج صلاح الدين ، يبحث عن النصرة والمؤازرة ، يريد الدعم للحكومة المحاصرة ، كان في إستقباله حكيم الإنقاذ الدكتور غازي صلاح الدين العتباني ، ومن سيدات المؤتمر الوطني الدكتورة سعاد الفاتح ، في ليلة الإحتفاء بالزائر الكريم الذي يحمل سلة النصر ، ملكت المشاعر الدفاقة أحد الحاضرين ، فمضى يقبل يد خالد مشعل ، ليس هذا هو بيت القصيد ، لقد رأيت بعض الناس قبل ذلك يقبلون يد الدكتور حسن عبد الله الترابي ، واليوم يشتمونه و يدعون إليه ثبورا .
فالمشهد الهزلي بدأ عندما عرض السيد/خالد مشعل على محبيه من حزب المؤتمر الوطني ، وطلابهم ، مشروعاً سقفه الزمني عشرة أعوام ، وقال : أبشروا كثيراً ،كان أول من أعترض على السقف الزمني للمشروع الدكتوره سعاد الفاتح ، فقد أستطالت المدة ، ونزل السيد خالد مشعل على طوعها ، ووعد بتنفيذ المشروع في مدة لا تزيد عن خمس سنوات ، لكن الأيام كانت تخبئ لحركة حماس أكثر مما أعدته من خطط وبرامج ، هي الآن تفرض الإتاوات على المتظاهرين ، 250 دولاراً على متظاهر قابلة للرد بعد ستة أشهر في حالة تحسن السلوك ، ذلك عند المظاهرة الأولى ، وخمسمائة دولار غرامة ، وقابلة للزيادة ، إذا شاركت في المظاهرة الثانية ، لا أعرف كيف يقضي قادة حماس وقتهم وهم يستمتعون بالأموال التي يجمعونها من المتظاهرين ،وهي لا تصرف هذه الأموال على الإنتفاضة ، بل تصرفها على المليشيات التي تجوب الشوارع وهي تحصي أنفاس الناس ، وقد لاحظت أن حماس بعد الإنقلاب ، خففت من عملياتها ضد إسرائيل ، وهم معذورين ، لأنهم وجدوا عدواً داخل التراب الفلسطيني ، يكفيهم شر الترحال ومنازلة المحتل الغريم ، هذا هو المشروع الذي بشرنا به خالد مشعل ، نفذه في أقل من عام فماتت القضية الفلسطينية في المهد ، والشعب الفلسطيني لن يجد حتى شبحاً لابوعمار من أجل عودة الوشائج الممزقة ،فيا ليت رجال الإنقاذ يرضون بذلك .
سارة عيسي

Post: #127
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:46 AM
Parent: #126

أزمة مراسلي قناة الجزيرة في السودان



عندما رحل الشهيد جون قرنق في عام 2005 ، لعلنا نذكر في تلك السنة ، أن قناة الجزيرة كانت على وشك أن تجر البلاد إلي فتنة عظيمة ، في إطار رصدها لرد فعل الجنوبيين على ذلك الحادث المأوساوي ، تحدثت قناة الجزيرة عن وقوع حوادث إغتصاب لبعض القاصرات في إحدى المدارس بمنطقة الخرطوم جنوب ، وأجرت القناة مقابلة مع رجل بدأ عليه التأثر الشديد ، وقد حكى للمشاهدين كيفية قيام الجنوبيين بتمزيق ثياب الطالبات القاصرات ، ليس هذا فحسب ، أشارت القناة على طريقة خبر عاجل جداً ، أن هناك عمليات حرق للمساجد في الرنك وجوبا ، وهاتفت المذيعة الشامية القائد باقان أموم وطلبت منه تفسيراً لذلك بلهجة كيف تبرر ذلك ؟؟ مما جعل القائد باقان أموم يخرج من ثوب أحزانه ويقول لها : نحن أيضاً نعرف بأن هناك إعتداء منهجي على الجنوبيين في الخرطوم من قبل الميلشيات يحدث برضا أطراف في الحكومة .
كنا على وشك أن نقع في أتون الحرب الأهلية على الطريقة الرواندية ، فماذا تريد للحرب سبباً مقنعاً أكثر من الإنتصار للشرف والدين ؟؟ ونحن رأينا كيف دفع العراقيون ثمن أعمال الملثمين الذين كانت قناة الجزيرة تقوم ببث ألبومات الإرهاب الخاصة بهم ، ورأينا كيف نجحت في بث الفرقة بين الفلسطينيين ، فأحياناً يعطي الإعلام مبرراً للإختلاف والشقة يسبق حدة الصراع السياسي ، تجاوز الشعب السوداني تلك الفتنة المقيتة ، ونفت التقارير الحكومية وقوع جرائم إغتصاب ضد القصر كما زعمت هذه القناة ، وفي مدينة جوبا رصدت بعض القنوات الفضائية الأخرى المصلين وهم يؤدون شعيرتهم في هدوء يحسدهم عليه أهلنا في الثورة الحارة الأولى ، وود البخيت ، والجرافة ، وغيرها من أحياء الخرطوم التي شهدت قتل الناس الأبرياء في المساجد بلا مبرر ، وعادةً ما تغلق السلطات مثل هذا النوع الملفات من غير أن تقدم أجوبة واضحة تشفي غليل السائلين ، فيضيع دم المقتولين هدراً بين القبائل .
عالجت قناة الجزيرة هذا التحيز بتغيير مراسلها الطاهر المرضي الذي كاد أن يجر البلاد إلي هذه الفتنة ، أذكر في ذلك الوقت أنها قامت بإستجلاب مراسل تونسي نجح إلي حدٍ كبير في خلق التوازن الإخباري المطلوب وهو يغطي تداعيات حادثة رحيل الثائر قرنق ، وأذكر في ذلك اليوم أنه قام بتصوير مشاهد لمقرات الحركة الشعبية التي تعرضت للنهب والحرق والسرقة ، ولا أعرف على وجه التحديد لماذا تصر قناة الجزيرة على التمسك بلون واحد من المراسلين ، يراوحون بين المؤتمر الشعبي والوطني ، مع أن هذا الوطن يمر بتحولات كبيرة ، فلا يمر شهر واحد وإلا كان في جوانب بلادنا مسؤول أممي كبير أو وزير أوروبي ، وفي كل ربع سنة يصدر قرار من مجلس الأمن ضد النظام ، وعند كل ستة اشهر يعلن النظام إحباط محاولة إنقلابية حيكت في ليل دامس ضد رموزه ، وبعد مرور كل عام يعلن النظام توصله إلي اتفاق تاريخي مع مجموعة متمردة ليتقاسم معها السلطة والنفوذ والأموال على طريقة لي الأرنب والغزال والحمار ، إذاً نحن أمام تحولات عظيمة قلما تحدث في دولة من دول العالم ، لا أريد الخوض في تفاصيل الأخبار الخفيفة ، مثل المجازر التي يقوم بها النظام في كل مكان ، كما حدث في سوبا وبورتسودان والمهندسين وكجبار ، فالسودان هو سلة غذاء أخبار العالم السيئة ، فإن هدأت السياسة زمجرت الطبيعة وأرعدت ، فتركت لنا 400 ألف مشرد ، فنضيف رصيدهم إلي حساب المشردين في دارفور ، وبناءً على ذلك فإن قناة الجزيرة ليست في حاجة إلي مراسل مثل مصور حفلات الزواج الذي يحرص على التأنق أكثر من العريس ، أبعد نقطة ينطلق إليها هي مقر الحزب الحاكم في طريق المطار ، وأفضل ما عنده أن يتسكع بين بيوت النخب في الخرطوم ، ومقرات الأحزاب ، ليعرف وجهة نظرهم عن ما يجري في كبكابية وبرام وكتم ، لتغطية هذه الكومة الهائلة من الأخبار تحتاج قناة الجزيرة إلي مراسل محترف ، ليس أقل من تيسير علوني في تغطية ويلات الحروب ، وليس أقل ثقافة من حافظ الميرازي في إستقصاء وجهة نظر المسؤولين الغربيين ، وما أكثر هؤلاء في السودان ، ويقظاً مثل وليد العمري ، هذا الأخير في كل الأوقات تجده مستيقظاً ، يرد على هاتف المركز في الدوحة ، يحدد بدقة عدد القتلى وطريقة موتهم ، وهل ماتوا بصاروخ ؟؟ أم بسبب قذيفة هاون ؟؟ وهل هم صبية صغار كانوا يلعبون كرة القدم ؟؟ أم أنهم مقاومين رصدهم العدو وهم غافلون ؟؟ وهل هم يتبعون لحماس ؟؟ أم لفصيل مجهول لم يتم التأكد من اسمه بعد ؟؟ ، السودان يعتبر جنة لمثل هذا النوع من الأخبار ، فلذلك كان حري بقناة الجزيرة أن تفتح مكتباً في الخرطوم مثلما فعلت في العراق وفلسطين ومصر ، وفي الخرطوم يستطيع مراسلوها تغطية الأخبار الطازجة من جوبا وبرام وكادوقلي وأبيي وبانتيو وحسكنيتة وبورتسودان ، ومن الملاحظ أيضاً ، وهي ظاهرة نادرة الحدوث في الحقل الإعلامي ، أن كل الذين عملوا كمراسلين لقناة الجزيرة في السودان خاوي الوفاض من معين اللغة الإنجليزية ، وفي أغلب الأحيان عندما يقوم مسؤول غربي بزيارة السودان ، تعتمد قناة الجزيرة ، لتغطية هذا الحدث ، على فريق التحرير في الدوحة ، والذين يقومون من هناك بإجراء المقابلات عن طريق الهاتف وهي مصحوبة بالترجمة الفورية ، أما دور المراسل في الخرطوم فلا يتعدى ما يعرف في رحلات المتاع ب (loadmaster) ، مع علمي التام أن السودان بلد يعج بالمثقفين الذين يملكون ناصية اللغة ، لكن على ما يبدو أن سياسة قناة الجزيرة مع السودان لا تختلف كثيراً عن النظرة التقليدية التي ينظر بها أهل الشام للسودانيين ،فدون غيرنا من الشعوب ، فهم يرون بأننا أقوام ليس لنا حظ في الثقافة وقليلي الخبرة في مجال الإعلام .
سارة عيسي
(عدل بواسطة SARA ISSA on 04-09-2007, 10:39 ص)

Post: #128
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:47 AM
Parent: #127

الرد على الحلقة (14) ..هل قتل (المنصور ) المرحوم عبد الخالق محجوب ؟؟


أختلف الناس في صحبة عدي بن حجر للرسول ( ص ) ، فهناك من عده مع التابعين ، لكن صحائف التاريخ كلها أجمعت بزهده وورعه وتقواه ، وما أشتهر به أيضاً ، المحافظة على الطهارة في كل الأوقات ، فقد شغل هذا الرجل حيزاً كبيراً في الجدل الإسلامي ، بالذات فيما يتعلق بحرية التعبير ، فقد قُتل بأمر من معاوية بن أبي سفيان ، وكان ذنبه أنه حصب زياد بن أبيه في المسجد عندما أطال الأخير خطبة صلاة الجمعة ، ومما عُرف عن حجر بن عدي أن ثلثي أهل الكوفة كانوا يقفون في صفه ، مما جعل الأمويين يخافون من إتساع نفوذه بين الناس ، فعاقبوه بطريقة فيها الكثير من القسوة ، ولم تشفع له سابقته في الفتوحات الإسلامية ، ولا الورع والتقوى .
ذكرت بعض مراجع التاريخ الإسلامي أن عدي بن حجر كان مُجاب الدعوة ، وعندما أُرسل للشام ، في رحلة الموت الأخيرة ، طلب من حراسه أن يعطوه ماءً للغسل من حصته المخصصة للشراب ، فرد عليه الحراس : نخاف أن تموت عطشاً فيقتلنا معاوية ، وقد ورد في الأثر أنه دعا الله في ذلك اليوم فنزلت عليهم سحابة ممطرة ، وحينئذٍ طلب منه أصحابه أن يدعو لهم بالنجاة ، فدعا الله : اللهم خر لنا ، أختلفت الروايات التاريخية حول الأسباب التي دعت معاوية إلي قتل هذا الرجل الذي أشتهر بإسم الراهب من شدة زهده وورعه ، عكست هذا الإختلافات تنوع المصادر التاريخية بين السنة والشيعة في تناول هذه القضية ، وربطها بالإنقسام بين المذهبين ، فبعض الناس يرون أن قتل عدي بن حجر كان ضرورياً من أجل وأد الفتنة ووحدة الأمة ، وقد أستدل هؤلاء بالحوار الذي دار بين أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ومعاوية بني أبي سفيان في الحج عندما أنكرت عليه قتله ، فرد عليها دعينا أنا وهذا الرجل حتى نلقى الله ، فمعروف عن معاوية أنه كان رجل دولة وسياسة ، فهو يرى – لولا قتله لعدي – لنشأت فتنة عظيمة تُهرق فيها المزيد من الدماء ، أما المصادر الشيعية فقد أسمت عدي بن حجر بشهيد الولاء ، وقد عدته من شهداء الشيعة الذين وقفوا في وجه الأمويين .
لن أتوقف كثيراً أمام هذا الخلاف التاريخي ، وخلاصة ما سأقوله أن حجر بن عدي يُعتبر من شهداء الرأي في التاريخ الإسلامي ، وأن المدارس الفقهية التي بررت قتله ، تحت حجة الحفاظ على وحدة الصف الإسلامي ، هي نفس المدارس الفقهية التي تحكمنا الآن ، وهي لا زالت تبرر القتل والتعذيب بإسم وحدة الصف الإسلامي ومحاربة المارقين ، ولو بقي عدي حياً لفتحنا صفحة مشرقة من صفحات حرية التعبير في الدولة الإسلامية ، لكنه قُتل ، فأصبح قتله سُنة أتبعها كل حاكم ، في عالمنا الإسلامي ، يضيق بالرأي الآخر ، مما جعلنا لا نأتمن الإسلاميين على الحرية .
ما قادنا إلي هذا الحوار هو المقالات التي بدأ في نشرها الدكتور عبد الله علي إبراهيم في المواقع الإلكترونية ، لن أصفه بالماركسي السابق كما يقول أغلب الذين أمتطوا هذا الحصان في زمن الصبا ، لأن الرجل لا زال يفخر بكونه ماركسياً ولا يرى فيها شيئاً ينقص من مكانته ، و في نبشه لخزائن المخابرات الأمريكية ، نقل لنا معلومة واحدة ربما يكون فيها نوع من الصحة ، لولا أن مزجها بتسعة وتسعون كذبة ، لقد نُشرت وثيقة المستر ( سويني ) في موقع سودانيز أون لاينز ، وهي عبارة عن معلومات عامة ترصد نشاط الحزب الشيوعي في السودان في تلك الحقبة ، ولم يقل المستر ( سويني ) في وثيقته كيف جمع هذه المعلومات من هؤلاء الناس ؟؟ وهل وصلته في شكل تقارير مدفوعة الأجر ؟؟ أم أنها معلومات عامة أستقاها من الصحف ؟؟ وأغلب تلك المعلومات – كما درستها - لا ترقى لمستوى الوصف الذي ذكره الدكتور بأنها " معلومات إستخبارية " ، وقائمة مصادر المعلومات ضمت في طيتها كل من المرحوم عبد الله خليل وبروفيسور سعد الدين فوزي وعدد من رجال الصحافة الذين لا مجال للطعن في وطنيتهم ، والشخص الوحيد الذي قدم معلومات في شكل مدونات (leaflets) هو مفوض في جهاز الشرطة اسمه بابكر الديب ، وقد تم تداول اسمه في العديد من صفحات التقرير ، وشخصية ( الديب ) على الرغم من إسهامهاالواسع في تغذية المستر ( سويني ) بالمعلومات المطلوبة عن نشاط الحزب الشيوعي ، إلا أن الدكتور إبراهيم لم يتطرق إليها إطلاقاً ، فهو كان يصوب عدساته لرؤية الدكتور منصور خالد فقط من غير أن يتدارك بقية السياق ، مما جعل مقالاته تكون أقرب إلي المدونات التي نكتبها في المنتديات العامة ، حيث نمارس نوعاً من التحرر في الكتابة ، فرجل في مثل مكانته العلمية كان عليه أن يكتب من أجل التاريخ والإنسانية ، وأن يضع الحقيقة الموضوعية فوق قامة التحامل الشخصي الضيق .
فشل الدكتور عبد الله إبراهيم في تقديم قرائن تؤكد ما ذهب إليه من ظن فاسد بأن الدكتور منصور خالد هو العميل رقم (9) ، لأننا لو تمسكنا بهذا النهج لوضعنا السيد/عبد الله خليل على رأس قائمة العملاء ، وقد ذكر المستر سويني بأن عبد الله خليل زوده بمعلومات عن مصادر تمويل الحزب الشيوعي ، لكن حاشا والله ، السيد/عبد الله خليل هو مثال حي للوطنية الشريفة ، فهو الوحيد الذي حشد الجيوش من أجل تحرير حلايب عندما حاول جمال عبد الناصر إبتلاعها في ذلك الوقت ، وهو الوحيد الذي كان يطبق مبدأ السيادة الوطنية بلا فرز فوق التراب السوداني ، لذلك أغلق الدكتور إبراهيم هذا الباب ونقل صراعه الشخصي إلي بؤرة جديدة ، أنه يحمل الدكتور منصور خالد مسؤولية ما جرى للمرحوم عبد الخالق محجوب من إعدام على يد النميري ، وبأنه كان شامتاً بهم في تلك الليلة التي تخللها الرشق بالماء البارد وقتل المرحوم عبد الخالق محجوب وهو في أشد ( الخرمة ) لسيجارة واحدة تهون عليه هذا العذاب ، ومعذرة للقراء إذا استخدمت هذا اللفظ ( الخرمة ) وهو من لغة أهل الكيف والحشاشين ، لكنني نقلت لكم لغة الدكتور الأريب ( بذبابتها ) كما قال التلميذ العاجز .

أعتقد أن الظنون بدأت تفتك بموضوعية الدكتور إبراهيم ، فالذين قتلوا عبد الخالق محجوب والإمام الهادي ومحمد أحمد عمر والشفيع أحمد الشيخ لا زالوا على قيد الحياة و لم يحاكمهم أحد ، وأستغربت كثيراً للضجة التي أحدثتها قبل فترة الأستاذ/فاطمة أحمد إبراهيم عندما علمت في وقتٍ متأخر أن قبة المجلس الوطني تجمعها مع المايوي أبو القاسم محمد إبراهيم الذي قاد المذابح ضد الأنصار في الجزيرة أبا وود نوباوي ، وهو الذي نكّل بالشيوعيين بعد فشل إنقلاب هاشم عطا ، لكنه نفس الرجل الذي هتف له رفاق الأمس ..حاسم ..حاسم .. يا أبو القاسم ، فقد كانت للرجل سطوة أستخدمها ضد كل الذين وقفوا في وجه نظام النميري ، وحسب متابعتي ، أن أبو القاسم محمد إبراهيم عينته الإنقاذ في المجلس الوطني منذ عام 91 ، وفي إحدى المرات ترأس لجنة الدفاع ، وكان يحضر الجلسات وهو يرتدي الزي العسكري ، لا أعرف لماذا وصلت هذه المعلومة متأخرة للأستاذة/فاطمة وهي السياسية الحاضرة في تقلبات السياسة السودانية ، لن ألومها بالطبع إن كان مفكراً ماركسياً في قامة الدكتور إبراهيم لا يجد من يلومه على مقتل الأستاذ عبد الخالق محجوب سوى الدكتور منصور خالد ، فدكتور إبراهيم أصبح مهوساً (obsessed) بشئ اسمه منصور خالد ، يضعه سبباً لكل شئ يجهل كنهه ، فقد أفلت كل الجناة الذين تسببوا في مجزرة الشيوعيين علي يد نظام الرئيس النميري ، كما أفلت الشيوعيين من عقوبتهم على المجازر التي أرتكبوها في الجزيرة أبا ، ورفاق الأمس قد طووا هذه الصفحة ، فلماذا يُلام الدكتور منصور خالد بجريرة بأنه كان شامتاً بالذين لقوا حتفهم على نفس اليد التي قادوها إلي السلطة ؟؟ ويحاكمونه على المشاعر ولا يحاكمون القتلة الحقيقيين وهم يجلسون معهم في البرلمان ؟؟دعونا نقول الأشياء بأسمائها ، كل الناس شمتت بالشيوعيين أنذاك ، على خلفية إستيلائهم على السلطة ، و على خلفية تنكيلهم برموز العهد الديمقراطي من أمثال الزعيم الأزهري ومحمد أحمد محجوب ، هذه خطايا لا تُغتفر ، لكن المرحوم محمد أحمد محجوب غفرها لهم في كتابه " الديمقراطية في السودان " ، ووصف إعدام النميري لعبد الخالق محجوب بأنه نهاية " عهد الحلول الوسط " في السودان ، ما كان أحداً ليشفع لهم عند النميري ، ولن تنفعهم شفاعة المنصور ولا تضرهم شماتته ، فالنميري خرج من السجن وهو مدفوع بروح الثأر والانتقام ، فهم كانوا على وشك أن يفتكوا به ، وفي الأساس حاكمهم النميري بنفسه ولم يكن هناك قضاة أو شهود ، بنفس الكيفية التي ذكرها دكتور إبراهيم ، ما جرى أنذاك هو خلاف دامي بين الذين رسموا إنقلاب مايو وخططوا له ، و ما جرى كان عبارة عن ثأرات وتشفي وإنتقام بين الرفاق ، فالدكتور منصور خالد لم يكن من بين جوقة المنفذين ، صحيح أنه ورث مكان الشيوعيين بعد حملة النميري ، لكنه في تلك الفترة أسهم في صناعة السلام ولم يكن داعية حرب ، ومعروف عن منصور خالد أنه رجل يحترم الحوار ، وبعيدٌ كل البعد عن لغة العنف .
إذاً ، لا خلاف بيننا حول الأسباب التي أدت لإعدام المرحوم عبد الخالق كما أختلفنا حول نهاية حجر بن عدي مع الفرق الشاسع بين التكوين النفسي لكل الشخصيتين ، و لا توجد مدرستين متضادتين في السياسة السودانية تختلفان في رؤية حقيقة ما جرى لرموز الحزب الشيوعي على يد النميري . فهم الذين حملوه من الثكنات إلي القصر ، وهم الذين تآمروا عليه وخاطروا بوضع زعيمهم داخل ردهات القصر الجمهوري .
قبل أن يموت طلب حجر بن عدي من الحراس أن يمهلوه وقتاً لتأدية الصلاة ، فصلى صلاةً خفيفة ثم قال : لولا خشيتي أن تقولوا اني خفت من الموت لأطلت هذه الصلاة ، وقائع هذه المحاكمة جرت قبل ألف وأربعمائة عام ، مع ذلك بقيت محفوظة في أضابير التاريخ ، بقي الحوار خالداً على الرغم من تقادم السنين ، لكن السؤال الذي يلح علينا بالإجابة ..لماذا بقيت محاكمات عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ سر في طي الكتمان ، وكل ما نعرفه عن هذه المحاكمات لا يعدو عن صورة تضم الرئيس النميري والراحل عبد الخالق محجوب ، بدأ فيها الأخير يقف بين يدي النميري وهو مكتوف اليدين ، وكان يلبس ثوباً أبيضاً ، أما النميري فقد بدأ غاضباً وهو يضع قنينة "كونياك " على الطاولة ، وفي الصورة ظهرت سكرتيرة النميري وهي تطبع الحوار بين الرجلين على الآلة الكاتبة .. عندما رأيت تلك الصورة ..سألت نفسي ..لماذا لا نبحث عن تلك الفتاة التي ظهرت في الصورة وهي تطبع الحوار على الآلة الكاتبة ؟؟فعلى الأقل كانت ستعطينا وقائع ما جرى بين الرجلين من حوار ، ظنى بأنها سوف تكون أمينة في سرد الوقائع أكثر من الدكتور عبد الله علي إبراهيم الذي لا يعرف حتى اللحظة من الذي قتل عبد الخالق محجوب ؟؟
سارة عيسي
(عدل بواسطة SARA ISSA on 05-09-2007, 02:36 م)
(عدل بواسطة SARA ISSA on 05-09-2007, 03:03 م)

Post: #129
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:49 AM
Parent: #128

لو سألني أحد من أشعر العرب اليوم لقلت لا يوجد أحد ، وحتى أمير الشعراء المرحوم أحمد شوقي توقف الناس عند إنتاجه الأدبي وعابوا عليه الكثير من الأشياء ، طبعاً من بينها بعض مواقفه السياسية ، فهو الذي قال :
صغار في الذهاب والإياب
أهذا كل شأنك يا عرابي ؟؟
وهو الذي قال أيضاً :
رمضان ولى ..هاتها يا ساقي
مشتاقة تسعى إلي مشتاق
أما الشعر في السودان قد أرتبط بالسياسة ، فقد كانت قصائد الأستاذ/محجوب شريف تجوب أرض السودان في بداية عهد الإنقاذ ، لأن الرجل كان يعبر عن أحاسيس الشعب ، عذاباته ، الظلم الذي تعرض له ، غياب الحرية ، فقد تكلم اللأستاذ/محجوب شريف بلسان الكثيرين الذين أذتهم الإنقاذ وشرّدتهم .
أما روضة الحاج ، فهي كانت تستحق لقب ( خنساء ) الإنقاذ وليس أميرة الشعراء العرب ، هذه الشاعرة لم تكرس شعرها للحرية والتسامح ، فكلنا نذكر كيف كانت تهيج أفئدة الدبابين وتحرّضهم على القتال في أيام صيف العبور البائد ، لا أرى فرقاً إذا فازت بهذا اللقب أو خسرته لأن ما يهمنا هو الصوت الذي ينتصر للحرية والديمقراطية وليس الصوت الذي يجد نفسه في العدم والفناء ، فهناك شعراء سودانيين ذكروا في شعرهم ظلم المحبوب وموت الأمل وفراق الرفاق ..أما روضة الحاج فهي كانت شاعرة الموت والغضب وعدم التسامح . فكانت أشبه ب (black Widow) .

Post: #130
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:51 AM
Parent: #129

وزراء الإنقاذ وأكسير الخلد في سدة الحكم


قرأت في الأخبار ، أن نجم بولي وود الهندي المحبوب ، سلمان خان ، دخل السجن لأنه قتل غزالاً في منطقة يُحرم فيها الصيد ، شهرة النجم المحبوب لم تخرجه من القضبان ، فقضى أياماً في السجن ، وخرج بعد أن دفع الغرامة ، أما في أمريكا ، قرأت عن قصة تورط سيناتور أمريكي في قضية (molestation) ، حاول هذا السيناتور الذي وقف في يوم ما مع الرئيس في حملته الإنتخابية ، وفي إحدى دورات المياه ، حاول إغواء شرطي سري لممارسة الشذوذ الجنسي ، فما كان من الشرطي إلا أن اعتقله ، وعندما حاول الجاني إنقاذ نفسه عن طريق إظهار بطاقة الكونغرس جن جنون الشرطي فأقتاده إلي المخفر ، لا السلطة ولا النفوذ ، تستطيعان أن تنقذان أحداً من الجريمة في بلاد العام سام .ولو حدث ذلك في السودان ما كان أحداً سيعلم بذلك ، وعلى أسوأ الفروض سيجد ذلك الشرطي من يخفض رتبته ويحرمه من المعاش ، هنا في السودان خُلقت الأجهزة الأمنية من أجل حماية الدولة ورموزها .
في بنغلاديش أيضاً ، دخلت كل من الشيخة حسينة وخالدة ضياء السجن بسبب خلفيات عن تورطهما في قضايا فساد وإستغلال نفوذ ، نعود لنقرأ عن ما يجري في الشرق الأوسط ، أستقالت وزيرة الصحة المنتخبة من قبل الشعب ، ليس بسبب قيامها ببناء عمارة سكنية للطالبات بمواد فاسدة ، فأنهارت هذه العمارة فوق رؤوس الطالبات مخلفةً قتلى وجرحى كما يحدث في حوادث العمليات الإنتحارية ، ولم يكن السبب لأنها ضعيفة ولا تحمل المؤهل العلمي المطلوب ، بل السبب لأن هناك حادثة حريق وقعت في إحدى المستشفيات ، مات من جرائها شخصين بسبب الإختناق ، كان من الممكن أن نقول أنهما ماتا بسبب القضاء والقدر ولا دخل ( لسمو ) الوزيرة بالموضوع ، لكن السيدة/الوزيرة تحملت المسؤولية بشجاعة ، فوجدت في ترك المنصب سلواناً لها من البقاء فيه وهي تتذكر بأنها أهملت جانب الطوارئ في ترخيص بناء المستشفيات .
هذه الأشياء ، تجعلني أشعر أن المنصب الرسمي ( عزيز ) في السودان فقط ، فلا يحول بينه وبين صاحبه إلا القبر ، أو حوادث الموت السريع التي صاحبت رجال الإنقاذ في رحلتهم الأخيرة ، في خلال تسعة عشر عاماً لم يُقدم وزيراً واحداً للقضاء بسبب تورطه في قضايا فساد ..فهل يا ترى هذا الوطن تحكمه ملائكة ؟؟ وحتى الظن ممنوع ، وليس بمسموح للصحافة أن تخوض مع الخائضين ، بالذات فيما يتعلق بقضايا فساد المسؤولين ، لأن شرفهم مكلف وغالي ، فهم لهم الحق التظلم ورد الشرف ، مع العلم أن فترات عمل الوزراء في السودان تعتبر الأطول في العالم ، في أمريكا لا يستطيع الرئيس أن يحكم أكثر من ثمانية سنوات ، لكن في السودان يستطيع أن يحكم طالما أعطاه الله " النفس الطالع والنازل " ، يستطيع أن يحكم لكنه لا يستطيع أن يوّرث – ولو وجد سبيلاً لذلك لفعل ، وهذه من نعم الله علينا .
إذاً ، علينا أن لا ننطح الصخر ، علينا أن نؤمن بأن السودان تحكمه أيادي طاهرة لا تقرب الحرام ظاهراً وباطناً ، لكن لماذا يا ترى عم البلاء كل أنحاء السودان ؟؟ وغلبتنا مصائب الحياة ؟؟ فتفرق أبناء هذا الوطن بين أوصال الدنيا وهم يبحثون عن لقمة العيش ، فلماذا لم ينعكس ورع هؤلاء السادة الوزراء على البلاد أمناً وطمأنينةً ؟؟ يُعاني الناس في السودان من شح الرزق وعدم توفر العلاج والأمراض ، لن أشير للأمطار والفيضانات لأن هذا قضاء وقدر يجب على الناس تحمله ، ولن أجرؤ على القول بأن في دارفور أزمة لأن أرفع مسؤول تبرأ منها وقال أن السبب فيها هو إسرائيل والقوى التي لا تريد للسودان الخير !! أين الخير الذي تقوله يا ابن الحلال ؟؟
لذلك ، وضعت دراسة هي الآن تحت الإعداد ، عن كل الذين شغلوا الوزارات في عهد الإنقاذ ، في هذه الدراسة سوف تجدون عدد سنوات الخدمة ، أنواع الوزارات التي شغلوها ، محاسيبهم ، الشركات التي يملكونها ، أرصدة أموالهم في الخارج ، حالهم قبل يونيو 89 وبعده ، مستوي الإنحراف المعياري بين قبل /بعد الوزارة ، قبل أن أنشر هذه الدراسة الشيقة ، لكن تكون مفاجأة إذا قلت لكم أن هذا السودان الوطن الشاسع ، المتعدد الثقافات والأعراق ، تحكمه حفنة محدودة من الناس ، تتقلب في المناصب وتعتبر هذا الوطن ضيعة شخصية ، كما لا يوجد سقف زمني يحدد متى تنتهي ولاية هؤلاء الناس ، هذا ذكرني بمقولة شهيرة قالها أخي الدكتور الحاج حسين آدم ، وقتها كان من رعيل الإنقاذ ، تفوه بهذه المقولة في جامعة القاهرة فرع الخرطوم سابقاً حيث قال : لن نسلم هذه الحكومة إلا لعيسى عليه السلام ، هذه المقولة ذهبت مثلاً بين الناس أنذاك ، لكن الدكتور الحاج حسين آدم خرج منها كما ولدته أمه ، فهذه الحكومة التى تمنى لها الخلود وشرف تسليم الراية لسيدنا عيسى عليه السلام ، تسقي الآن أهله حميماً غساقا في دارفور وتضربهم بيدٍ من حديد ، فشرّدت من شرّدت ، وقتلت من قتلت ، وكل يوم يمر عليها وهي في الحكم يفقد الوطن جزءاً عزيزاً أو دماً غزيراً... اللهم لطفك ورحمتك .
سارة عيسي








10-09-2007, 08:22 ص

محمد عمر الفكي


.

تاريخ التسجيل: 15-10-2006
مجموع المشاركات: 1013
Re: وزراء الإنقاذ وأكسير الخلد في سدة الحكم (Re: SARA ISSA)

شكلك يا استاذة سارة ما سمعت عن الوزير القال الوزراء يحاسبهم الله يوم القيامة فقط







[اضف رد] صفحة 1 من 1: << 1 >>




· · · أبحث · ملفك ·


الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها

© Copyright 2001-02 Sudanese Online All rights reserved.

http://www.sudaneseonline.com
Software Version 1.3.0 © 2N-com.de


Post: #131
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:52 AM
Parent: #130

أصمت يا دكتور الهادي المهدي إن كنت لك من الناصحين


يا ترُى ما هو سبب الخلاف بين الرجلين ؟؟ فدكتور الصادق الهادي المهدي عمل نائباً للمتعافي لمدة أربعة أربعة سنوات ، وقد خرج في كل مظاهرات المؤتمر الوطني المنددة بقرارات الأمم المتحدة ، حتى قال الناس أنه ملكي أكثر من الملك ، فحسب المقال الذي كتبته الأخت أمل تبيدي أن دكتور الصادق فقد منصبه ، حيث أشارت إلي خلاف بين دكتور الصادق ورجل الإنقاذ القوي الوالي عبد الحليم المتعافي ، فلم يقوى دكتور الصادق على المواجهة فخرج من المعركة وهو يجرجر أذيال الهزيمة ، فلم يملك حجةً غير القول : أن هناك مراكز قوى داخل الإنقاذ ..أو أن المتعافي يتدخل في عمله بإستمرار ، نسى دكتور الصادق المهدي أنه كان أجيراً عند المتعافي وليس موظفاً حكومياً لدى الدولة ، فالسودان هو دولة الحزب وليس دولة الشعب ، فمن الطبيعي أن يتدخل المتعافي من أجل تصحيح سلوك موظفيه ، وهذا ما حدث بالتحديد ، أما حديثه أن هناك مراكز قوى داخل الإنقاذ فهذه حجة مردودة ، فالإنقاذ منذ نشأتها هي تمثل مراكز قوى جهوية معروفة من بينها المتعافي الذي أصبح رجل العقارات الأول في السودان .
قبل سنتين من الآن شرب الأخ مبارك الفاضل من نفس الكأس ، من صاحب ومساعد لرئيس الجمهورية يملأ الأفاق إلي سجين ومتآمر يرزح بين القضبان ، فعلى دكتور الهادي أن يصمت ولا ينبش قبر الأسرار العميق ، فهو دخل الإنقاذ نكايةً بالصادق المهدي ، حتى قال رجال الإنقاذ : من المحتمل أن يرث الدكتور الهادي عرش الأنصار إلي الأبد ، وهم ليسوا في حاجةٍ إليه بعد أن أكتشفوا أن دكتور الهادي لم يكن يمثل حتى عائلته ، أي أنه رجل لا يملك وزناً سوى تاريخ قديم يقول أنه ابن الشهيد السيد/الهادي المهدي .
إن كنت لك من الناصحين فأصمت يا دكتور الهادي ..وإلا قام الجماعة بدس اسمك وسط المجموعة التي يسمونها بالإنقلابية .عندها ستعرف أنك كنت جزءاً من عصابة مافيا وليس حزباً وطنياً يعرف عدم الفحش في الخصومة .

Post: #132
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:57 AM
Parent: #131

توقفت حماس منذ سيطرتها علي قطاع غزة عن إطلاق الصواريخ علي إسرائيل

ربما تكون مشغولة بغرض الغرامات على المصلين الذين يؤدون صلاتهم في العراء .. أو أنهم أعتبروا أن التحرير قد تم عندما استولوا على القطاع المنكوب ..هم يحرسون الشوارع الآن لمنع صلاة الجمعة ..لكن هذه العملية الأخيرة والتي نفذتها كل من كتائب الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية ، وضعتهم في موقع حرج ..فهل يا ترى سوف يتصدون على العدوان الإسرائيلي القادم ..وهم هذه المرة يملكون السلاح والمركبات ..كما لا يوجد جهاز الأمن الوقائي الذي كانوا يعتبرونه يقف في طريق المقاومة ..أم أنهم يقولون أن هذه العملية ليست من عندنا ..
ظني أن حماس لو نجت هذه المرة من تهديد باراك سوف تمنع إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل ..ها هي نهاية حركات الإسلام السياسي تتاجر بقضايا التحرير ..وعندما تصل للسلطة ( تبرك ) للمصالح الخاصة ..أتمنى أن يقوم ( قبضايات ) حماس بضرب الجنود الإسرائليين بنفس القسوة التي كانوا يضربون بها اخوتهم في حركة فتح ..
سوف نراقب كيف ستكون ردة فعلهم ..أو كيف سيتصرفون

Post: #133
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 02:59 AM
Parent: #132

الحركة الشعبية من الثورة إلي القصر
مقال (1)


قد كتبت في مقال سابق ، من ليالي الحزن التي عشتها في حياتي ليلتين ، ليلة سقوط مدينة توريت في يد ميليشيات الجبهة الإسلامية عام 92 ، والليلة الثانية هي موت الرفيق قرنق في حادثة تحطم الطائرة التي كانت تقله إلي الأرض التي رواها بدماء الشهداء ، هناك علاقة ظرفية بين الحادثتين ، فسقوط مدينة توريت في تلك الحقبة جاء بعد عدة تغييرات سياسية كان من أهمها الإنقسام الذي وقع داخل صفوف الحركة الشعبية ، أما الإختلال الثاني هو سقوط نظام مانغستو الذي كان يوفر الدعم المعنوي والإعلامي للحركة ، والعهدة على ( عراب الإنقاذ ) الدكتور حسن عبد الله الترابي ، أن هذه المدينة سقطت بعد أن تحالف السودان مع فصائل التيجراي في كل من أثيوبيا وأرتريا ، بموجب هذه الصفقة وفر السودان دعماً لوجستياً لهذه الفصائل ، مكنها من تسلم سدة الحكم في كل البلدين ، أما نصيب السودان هو التسور من وراء الحدود ومباغتة الحركة الشعبية من الخلف ، فقد أقام النظام أنذاك زخماً ومهرجاناً تبارى فيه أرباب الشعر كما تباروا في مارثون ( أمير الشعراء ) قبل أيام في الأمارات .
فأنشد أحدهم :
توريت يا توريت يا أرض الفدا
أقسمت أجعل منك مقبرة العدا
فخرج من لفيف المحتفلين عبد الباسط سبدرات ، ملكته روعة الحدث الجليل ، فالرجل كان شاعراً قبل أن يدلف طارقاً باب السياسة ، لكن ملكة الشعر تمنعت عليه وخانته الكلمات ، فلم يجد غير الهتاف :
الليلة مبيت في توريت
جناح توريت اصبح بلا توريت
وأنشدت إحدى أخوات نسيبة : الليلة يا قرنق أيامكن أنتهن
مرت تلك الليلة بغجرها وبجرها كما تقول العرب ، فكانت كليلة أمرؤ القيس عندما أنشد :
وليلٍ كموج البحر أرخى علىّ سدوله بأنواع الهموم ليبتلي
نعم عشت في هم وكرب ، لأني أعرف سلفاً ما يعنيه هذا الإنتصار ، سوف تكون من نتائجه أن تستعبد الجبهة الإسلامية كافة أبناء الشعب السوداني ، فعندما أستولوا على مدينة توريت كانت القوات المصرية تهتضم مثلث حلائب ، لكن لمدينة توريت مغزى في نفوسهم أكثر من حلايب ، بالنسبة لحلايب يمكنهم التغاضي عن الأمر طالما أن المصريين لا يهددون عرشهم في الخرطوم ، أما في توريت فهم يرون الثورة والنضال ، كانوا يخافون من المشروع الذي بشر به قرنق ، وهو التوازن بين أبناء الشعب الواحد في نيل المكاسب و الحقوق ، كان قرنق عصياً عليهم وقد أسهم في إجهاض مشروعهم الحضاري .هذا المشروع القائم على الظلم والإضطهاد ، يغصبون القمح من أصحابه وهو في سنبله ، ألقوا بآلاف الناس في بئر الصالح العام ، مارسوا التعذيب والقتل ومصادرة الأملاك .
عند سقوط مدينة مدينة توريت في أيديهم أعتقدوا أن هذه هي خاتمة مطاف الحركة الشعبية ، وقد أغوتهم الأماني ، لا توجد فنادق أو أبراج في توريت ، ولا تعانق سماها العمارات الشواهق ، لكنها كانت رمزاً للصمود والنضال ، فقد راق لرجال الإنقاذ هذا النصر ، وكتبوا في أعمدة الصحف أن المشروع الحضاري بدأ يتمدد من هناك وهناك ، وأنهم أصبحوا قطباً ثالثاً لا يشق له غبار ، وكيف لا ؟؟ وهم قد نصبوا رئيساً لتشاد ، ورئيسين أخرين لأثيوبيا وأرتريا ، ذكروني بقصة ذلك الرجل الأبله الذي كان يتفرج على سباق الخيل ، فطار من الفرح لأن أحد الأحصنة قد فاز ، سأله أحد من الحاضرين : هل تملك هذا الحصان ؟؟
فأجابه : لا ...لكنني أملك الحبل الذي يربطه !!
لكن قرنق لم ينتهي كما تمنت صاحبة الأهزوجة ، فلا شئ يعدل الصبر ، عادت الحركة الشعبية من جديد قوية وفتية ، وكذب المنجمون ولو صدقوا ، فالحركة الشعبية قواعدها ليس العسكر فقط ، هي مشروع كبير حارب من أجل الجميع ، فنبُل القضية جعل الحركة الشعبية تجمع أطرافها وترد الكيل وتزيده في عمليات الشرق عام 97 م ، هذه المرة الرفيق قرنق لم يكن يحارب في بيئة عرفها وعرفته كما كان يفعل سابقاً ، ولم تعد الغابات الكثيفة في الجنوب تشكل حمىً منيعاً يصد الأعداء ، فأرض الشرق كانت منبسطة ، هذه النقلة النوعية في ميدان القتال جعلت رموز النظام تحس بالرعب والفزع ، فالحرب بين الطرفين كانت أشبه بالحروب النظامية بين الدول ، فقد دخل سلاح المدرعات كعامل حاسم في تحرير الكرمك وقيسان من يد النظام الذي هربت فلوله وهي تتجرع كأس الهزيمة .
بعدها غير النظام من خطابه السياسي فلجأ لإسترضاء الأحزاب السياسية التي طالما ناصبها العداء ، بدأ رجال الإنقاذ يتحدثون عن حق تقرير مصير الجنوب ، بدأ فقهاء الحرب ينظرون إليها من صفحة الأرباح والخسائر بعد أن تنامى إلي سمعهم وجود إحتياطات وفيرة من النفط .فهم يسعون إلي جنوب آمن يضمن الإستثمار في هذا المجال ، وقد وصلوا إلي قناعة تامة أن الحرب وكلكلها يُمكن أن يدهنوا بها عناصرهم التي هجرها الوعي ، لكن الحرب مهما بدت فهي تمثل الأفق المسدود .

سارة عيسي

Post: #134
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:00 AM
Parent: #133

التشبث بأستار الفاتيكان
الحرب الشعبية من الثورة إلي القصر (2)



قول سائد بين الأصوليين ، وأعني بهؤلاء حركات الإسلامي السياسي الجهادية ، أن حرب أمريكا في أفغانستان والعراق هي حرب صليبية ، والدليل على ذلك أن الكنائس قُرعت أجراسها في أمريكا ليلة الحرب على حركة طالبان ، هذا التفسير التعسفي لأسباب الحروب هو منطق غلب على فكر رجال القاعدة ، ربما بسبب قلة الثقافة أوغياب الوعي ، و فقهاء القاعدة لا يرون في التاريخ الإنساني سوى صراع بين المسلمين والصليبيين ، هذه النظرية الضيقة عانينا منها في السودان ، فقد أختلفنا في تفسير أسباب حرب الجنوب قبل مجئ الإنقاذ ، فقد أقتصر الجدل قبلهم على عدة أسباب ، فهل هي حرب إجتماعية بين الشمال العربي والجنوب الأفريقي ؟؟ أم هي قضية ورثناها من المستعمر البريطاني ، وحديثنا عن حرب الجنوب كان يستقرأ إخفاقات حكومة المركز في التعامل مع مناطق الهامش حتى أمتد هذا الحريق ( اليوناني ) ليشمل الشرق ومناطق الأنقسنا وجبال النوبة ، ثم دارفور وأجزاء لا يُستهان بها من الشمال ، لكن التفسير القاطع لأزمة الجنوب بدأ بعد وصول الإنقاذ للحكم ، بالفعل أعلنت الإنقاذ هدنة مدتها ثلاثة شهور مع الحركة الشعبية ، وقد ألتزمت بهذه الهدنة لأنها كانت مشغولة بتطهير الجيش والخدمة المدنية من غير الموالين ، كان الرئيس قرنق حذراً كل الحذر في التعامل مع كل الإنقلابات العسكرية التي تقع في الخرطوم ، وهو الذي أطلق على جنرالات العهد الإنتقالي مصطلح ( مايو 2 ) ، لذلك لم يندفع نحو أحضان الثوريين الجدد على الرغم من تغريدهم بأهازيج السلام ، كان الراحل قرنق يملك قرني إستشعار ، وقد عرف منذ أول ليلة أن هذا الإنقلاب تقف من وراءه قوى تظهر خلاف ما تبطن .فقد كانت الحركة الشعبية تراقب عن كثب ما يدور في داخل القوات المسلحة ، وقد علمت بثورة التطهير داخل الخدمة المدنية .
وأول إدانة لعمليات الصالح العام والإعفاء من الخدمة ، بناءً على إختلاف اللون السياسي ، سمعتها من القائد ياسر عرمان عندما كان يتحدث من إذاعة الحركة الشعبية التي كانت تبث برامجها من أديس أببا ، بعد أن تمكنت الجبهة الإسلامية في الحكم وفرضت سيطرتها على كافة مناحي الحياة في السودان بدأنا نسمع تفسيراً جديداً لأسباب حرب الجنوب ، فقهاء الإنقاذ بدأوا يتهمون مجلس الكنائس العالمي بتوفير الدعم للحركة الشعبية ، وهناك من يرى أن الحركة الشعبية ليست إلا مخلب قط وظّفته الدوائر الإستعمارية لتمزيق أوصال السودان ، فقد أشتجر الحديث ونما وتعاظم ، وخرجت إلي الوجود رؤية جديدة ، أن الحركة الشعبية ومن خلفها الصهيونية العالمية تريدان أن تشكلا سداً يمنع المسلمين والعرب من التواصل مع النصف الجنوبي من القارة الأفريقية ، شكلت هذه الهواجس مادة في الصحف ، يكتبها من يُطلق عليهم ، تجاوزاً ، مفكريين إسترتيجيين ، فأنتقل الجدل بين وسط الطلاب في الجامعات ، فيا ترى ما هي الأسباب التي جعلت كل الحكومات الوطنية تفشل في القضاء على التمرد في الجنوب ؟؟ فنشأت نظرة جديدة ، فالسبب واحد ، وهو أن هذه الأنظمة كانت بعيدة عن الإسلام ، ومن هنا نشأ التصور الديني لحرب الجنوب فأضاف مأسآة لهذا الوطن وجرح لم يندمل حتى تاريخ كتابة هذه السطور ، أنطلقت كتائب المجاهدين من الساحة الخضراء في الخرطوم ، كتيبة الأهوال ، كتيبة الخرساء ، لواء القعقاع ، كتيبة المغيرات صبحاً ، فقد كانت الحرب –كما تقول هذه التصورات – بين البدريين ومشركي قريش ، وقد نجح مروجي الحروب عن طريق برنامج ساحات الفداء في إضفاء هالة مقدسة على هذه الحرب .وجرّ أبناء الوطن الواحد نحو مستنقع البغضاء والكراهية .
فمن المفارقات الغربية أن هذا التصور الجديد لحرب الجنوب قد خرج للسطح بعد زيارة البابا بولس الثاني للسودان في أوائل التسعينات ، كان رجال الإنقاذ يحاولون نفي شبهة أنهم يعلنون حرب دينية على الجنوب ، فمعروف عن البابا بولس أنه رجل سلام ، وقد وقف ضد غزو العراق ، وعندما زعم جورج بوش أن الله أمره بغزو العراق خرج البابا بتصريح خالد : أن الرب لا يأمر إلا بالسلام .
فبعد مرور سبعة عشر عاماً على هذه المناسبة نجد رجال الإنقاذ لم يراوحوا مكانهم من حيث بدأوا ، كأنّ هناك من علّق التاريخ بمسامير ثابتة ، فهذه المرة يطرحون على البابا أزمة دارفور، فهم لا يسألون صفحاً أو غفراناً ، ولم يجلسوا على (confession Stand) من أجل راحة الضمير المعذب ، ومن التناقضات البائنة ، إتهامهم للمنظمات الغربية العاملة في الحقل الإنساني في دارفور بأنها منظمات تبشيرية ومسيحية تريد أن تسلب المواطنين دينهم القويم، وفي نفس الوقت يريدون من البابا أن يخرجهم من هذا المأزق ، فهم يمارسون خطاباً مزودجاً حتى مع الحبر الأعظم ، فالجديد هذه المرة أنهم يطرحون قضية تخص المسلمين للفاتيكان ، وهذا أمر جدير بالإهتمام ويُعد سابقة يُشار إليها في تاريخ النزاعات بين الشعوب ، ذلك إذا خلصنا بالقول أن الفاتيكان ينظر فقط للجانب الإنساني من هذه الأزمة ، ولا يمكن أن يلعب دور الوسيط السياسي بين أوروبا والإنقاذ لأن ذلك يتعارض مع رسالته ، ولجوء رجال الإنقاذ إلي الفاتيكان كشف بجلاء ضعف المنظمات العربية والإسلامية ، مثل الأزهر والمؤتمر الإسلامي ، في إحتواء تداعيات هذه الأزمة ، ومن الممكن بعد تأدية رجال الإنقاذ لفرض هذه الزيارة أن يعودوا للحرب مرةً أخرى كما فعلوا مع الأب بولس الثاني في عام 91 ، فهل سيعيدونها جزعة ؟؟
سارة عيسي
(عدل بواسطة SARA ISSA on 16-09-2007, 10:33 ص)

Post: #135
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:02 AM
Parent: #134

شيوعيون في قطار الإنقاذ

بالفعل هناك وجه مقارنة كبير بين الجبهة الإسلامية القومية والحزب الشيوعي السوداني ، يُمكن حصر المقارنة فيما يلي :
كلاهما شارك في التجربة البرلمانية ، وكلاهما ساهم في إجهاضها .
كلاهما سعى للسيطرة على مقاعد النقابات
كلاهما حرص على نشر فكره بين الطلاب
كلاهما أرتكب الفظائع ونكّل بالخصوم
كلاهما عمل على تسييس الخدمة المدنية وإنهاء الخصوم عن طريق الصالع العام
كلاهما عمل على كبت الحريات ومصادرة حرية الفكر والتعبير
أما من ناحية التكوين ، تُعتبر معظم قيادات الحزب الشيوعي من الشمال النيلي ، فلا أثر له في غرب السودان ، الجبهة الإسلامية قبل يونيو 89 نجحت في إستمالة بعض أبناء غرب السودان ، وفئة قليلة جداً من الجنوبيين ، وبعد المفاصلة الشهيرة بين البشير والترابي أنكفأ حزب المؤتمر الوطني على الشمال .
ومن أوجه الشبه أن كل التنظيمين قادا السودان نحو الفوضى ، وساهما بصورة مباشرة في الأزمة التي يعاني منها السودان الآن .
لذلك ليس غريباً أن تجد شيوعيين في برلمان الإنقاذ ،

Post: #136
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:03 AM
Parent: #135

في رحاب قلم الجنرال معاش حسن ضحوي

بالفعل أنه عهد المهازل ، الطبيب في عهد الإنقاذ يتحول إلي رجل أمن ، يتخصص في خلع الأظافر والضرب والتعذيب ، ومن المفارقات أيضاً ، أن يتحول رجل الأمن إلي طبيب ، فيشرف على علاج نوع مميت من الأمراض وهو مرض القلب ، ويدير مستشفى يعج بالأطباء ، فكلمته مسموعة لأن للرجل ماضياً يفتخر به في مجال التعذيب ، فهو الوحيد الذي يجعل ضحيته تبكي وتولول ليومين من دون إنقطاع ، ولا نعلم فهل يشفع لهذه الضحية البكاء والعويل أم على القلوب أقفالها ، بل هي كالحجارة أو اشد قسوة ، وإن من الحجارة ما يتشقق ويخرج منه الماء .
فقد قرأت ، إن صح التعبير ، مقال اللواء معاش حسن ضحوي ، هذا الرجل الذي كسب سمعة سيئة في مجال زهق الأنفس وتعذيب الأبرياء ، وحزنت أشد الحزن ، وتأسفت أشد الأسف ، عندما ذكر بأنه يتولى شئون مرضى القلب في مستشفى السلاح الطبي ، من بلا قلب يشرف على مرضى القلب ، بالفعل هذا هو زمن المهازل ، لكن الجنرال الوفي أهانته الإنقاذ ، فسيفه الذي يقطع الحديد لم تعد في حاجةٍ إليه ، بالفعل هو موظف إداري يعيش على فتات الترهل الوظيفي ، بعيداً عن السلطة والأضواء ، لا يجد في قبر العزلة الموحش سوى قلم لعله يصطاد به خصوم الأمس القريب الذي أعيوه بالبقاء على قيد الحياة ، هذه المرة لا يملك الجنرال سكيناً أو سيفاً ، ولا يملك سوطاً كهربائياً ليمزق به جلد الضحية كما كان يفعل في السابق ، فقد كان بساديته يتلذذ بصوت الضحية وهي تولول وتنوح ، فلا يعير ذلك إنتباهاً ، ويعتبر هذا العمل رجولة وشجاعة .
وبما أن سعادة الجنرال قد أصبح من رواد القلم ، وبما أن طائرته هذه المرة لم تهبط في أويل أو ملكال في أيام السلطة والنفوذ ، فقد هبطت في موقع سودانيز أون لاينز ، فعلى سعادة الجنرال أن يحترم خصومه ، فمن يعيش على حفنة الدولارات الغربية أفضل من يعيش على مال الغلابة في السودان ، ليس هناك أمريكي يشكو من الملاريا ، ولا يوجد أمريكي يعيش في معسكرات النزوح ، ولا يعاني الأمريكان من الإسهال المائي والكوليرا ، وهم أعرف – وأعني الأمريكان – بالوجه الذي يصرفون به أموالهم ، فعندهم مشرعيين منتخبين من قبل الشعب يحددون تلك الأوجه مسبقاً ، ليس كحالنا عندما نشتري يختاً من أجل النزهة بينما نُغلق المستشفيات في وجه الفقراء .
نعم سعادة الجنرال مزهواً بنفسه ، فهو ضابط الجيش المتقاعد الذي يجلس من دون إذن على عرش الطبيب ، يحس بأن رتبته لا يدانيها أحد ، وأخلاقه مثل الأنبياء في الطهر والإستقامة ، فهو كنز من المعرفة التي تدخل إلي عقول الناس ، فهو قد نسى بأنه لا يقود لواءً مدرعاً في الفاشر أو الجنينة ليقيم به سداً بيننا وبين القوات الدولية ، بل هو يقبع في مكتب مكيف ، يستشنق رائحة الفورمالين و يتبختر بين جمهور الأطباء الذين يتعاملون معه كأمر واقع ، فهو عالة على المستشفى والمرضى ، ويا ليته كان مثل الفريق عبود الذي أفتتح طاحونة من مال المعاش حتى لا يمد يده لمال السلطة ، والجنرال ضحوي لن يماثل الفريق العبود ، لا في الرتبة العسكرية ، ولا في الأخلاق والطهر والإستقامة .
ويا ليت سعادة الجنرال لم ينقب في ملفات زملاء المهنة في القوات المسلحة ، ليستخدمها كنوع من الحجج ، هذه الملفات هي سر بين الطبيب والمريض ، وليس من المفترض أن يطلع عليها احد سواهما ، لكن سعادة الجنرال فعل ذلك ليثبت أن خصية غريمه ضاعت قديماً تلفاً قبل أن تأتي الإنقاذ ، فها هي الملفات الطبية لضباط القوات المسلحة بين يدي الجنرال ، يعيث فيها ، و يستخدمها في ترويض وإبتزاز خصومه كيف شاء ...فهل يا ترى سوف يفعلها مع رواده من مرضى القلب ؟؟ الذين يدعي بأنه يشرف على علاجهم ؟؟
سارة عيسى

Post: #137
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:12 AM
Parent: #136

روضة الحاج لخضر عطا المنان:والدي جعلي قح بدوي.. و أمي من كردفان وليس من دارفور..

بما أن الحديث يطول عن مأساة دارفور الجريحة .. فأنت كنت – كما ذكر البعض – قد أنشدت شعرا تمجدين فيه ما قام به أولئك الذين كانوا سببا في تلك المأساة .. وهناك أصوات تتحدث أيضا عن انتمائك العرقي لدارفور.. ما مدى صحة ذلك ؟
أشكرك أولا على هذا السؤال الهام .. وأرجو منك أن تعمل على نقل قولي كما هو ..فأنا لا صلة لي أبدا بهذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد .. وهناك من يخلط الأمور حول خلفيتي الدارفورية كما تقول .. أشرحها لك الآن :
فأنا والدي من منطقة اسمها ( التراجمة ) ريفي شندي .. فهو جعلي قح بدوي ..وقد عرفت مؤخرا جدا أن هناك منطقة أو قبيلة في اقليم دارفور تسمى ( الترجم ) وهي ليست لها علاقة بالجعليين .. وبذا فأنا جعلية الأب .

ثم ماذا عن الوالدة ؟
أمي جذورها من جنوب كردفان وليست دارفور .. ولكنها وأمها ولدتا في مدينة كسلا .. وأنا حينما أتحدث عن علاقتي بغرب السودان فانني أعني كردفان وليست دافور التي لا تربطني بها أية صلة دم البتة .

هل معنى ذلك أنك لم تكتبين شعرا حول دارفور أبدا ؟
لا .. عدا ذلك البيت في احدى قصائدي – وأنا أتحدث عن أحزان الوطن العربي من بغداد الى فلسطين
وحينما وصلت الى دارفور قلت :
ودافور كاسية البيت في خرق باليات ..
وأنا هنا أعبر عن حزني وألمي لما يحدث في منطقة عزيزة على قلبي كانت ذات يوم تكسو الكعبة المشرفة وهي الآن في حالها الذي آلت اليه .





Post: #138
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:13 AM
Parent: #137

هجوم حسكنيتة بين الفاعل والمفعول

لا احد يلومني إذا زعمت أن السودان أصبح سلة العالم للأخبار السيئة ، فهو دائماً يسبق تغطيات أحداث العالم الأخرى ، فقد أنتهت ثورة الرهبان في بورما ، ومرور الأيام جعل الناس ينسون ولو قليلاً ما يحدث في العراق من قتل وتدمير ، أما التجاذب الفلسطيني بين فتح وحماس فقد هدأ تحت ظل التسويات الخفية ، وقد حرّك الشيخ بن لادن موجة الأخبار من جديد ، لكن تسجيله الجديد لم يجد الترحيب والتهليل الذي كان يتوقعه ، فالناس كانوا يتوقعون أن يروا اسامة بن لادن وهو يمتطي الحصان أو يداعب زناد بندقية الكلاشنكوف ، لكن الصورة التي رأيناه بها كانت لرجل عجوز قد طعن في السن ، وهو من مخبئه الخفي يطلب من الغربيين دخول الإسلام ، وربما يكون الشيخ الطريد قد نسي أن الرسول ( ص) في غزوة حنين خرج للقتال وقال : (أنا النبي لا أكذب، أنا ابن عبد المطلب، اللهم أنزل نصرك).فمن يريد نشر الإسلام لا يعكتف في كهف حريز ، بل يخرج للناس إما قاتلٌ أو مقتول .
نعود من جديد لتشعب القضية السودانية من وادي إلي وادى ، من ضيق إلي أضيق ، ومن كربة إلي كربة اشد وأعم ، فما زال الموفدون والحكماء الدوليون يتوافدون إلي العاصمة الخرطوم ، فأزمة دارفور فتحت صدر العالم للإنقاذ ، وعلمتهم الحديث في المنابر الدولية ، ورحلة هؤلاء الزوار العالميين أتخذت مساراً واحداً وهو الخرطوم الفاشر جوبا ، هذا مثلث جديد يرسم خطوط كنتور الوطن الجديد ، خرج الموفد الأمريكي ، فدخل علينا حكماء أفريقية وأمريكا ، ذكروني بالقصة القديمة التي لا تحدها نهاية : دخلت نملة وأخذت حبة وخرجت ..هذه هي المتوالية الهندسية في عالم السياسة السودانية ، فلا الزمن يغير الناس ولا الجغرافية تقرب المسافات ، وفي كل يوم سفينة الوطن تبحر بعيداً عن شاطئ الوحدة والوئام ، فعدوى المطالبة بالإنفصال أنتقلت إلي دارفور ، وكما قال امروء القيس : فيا ليتها نفوس تموت سويةً ... ولكنها نفس تساقط أنفسا
من بين الأحداث المؤسفة التي جذبت الإنتباه للملف السوداني ، الإعتداء المؤسف الذي تعرضت له قوات الاتحاد الأفريقي في ( رمادي ) دارفور قرية حسكنيتة ، هذه القرية الصغيرة التي تشكو التهميش وضعت نفسها مع مدن العالم الملتهبة كديالي والفلوجة والأنبار وهلمند ، فهي عادةً ما تتعرض للقصف الجوي والمدفعي من قبل الجيش الحكومي ، لكن هذه المرة فأننا أمام معادلة جديدة ، فمن يفترض به أن يحمي السلام طعنته حربة هذه الحرب لأنه كان يغطي في نوم عميق ، نومٍ كنوم أهل الكهف فلا يحس أهله بنمو الشعور أو الأظافر ولم يبادر كلبهم إلي النبيح ، وبينما هم في ثياب النوم طاف عليهم طائف ، سيطر المهاجمون على المعسكر ونهبوه ، وأحرقوا المصفحات التي صدئت من القدم وعدم الإستعمال ، ونقل المهاجمون للعالم رسالة مهمة وهي : أن قوات الاتحاد الأفريقي غير قادرة حتى على حماية معسكرها ..فكيف يُطلب منها حماية إقليم في مساحة غرب أوروبا ؟؟
وبدأ قادة هذه القوات في غاية الغضب ، لكنهم في خاتمة المطاف أعترفوا بالتقصير ونقص الإمكانيات ، هذا هو السودان في عهد الإنقاذ ، يتحدث جنرال نيجيري عن كيفية الهجوم الذي حدث وعن عدد المهاجمين ، في بلدٍ تُصرف فيه الأموال الغالية على الجيش والشرطة والأمن ، وغداً سوف يكون في السودان ناطق رسمي بإسم قوات التحالف مثل ريكاردو سانشيز ومارك كيمت وباتريوس ، ولا أظن أن باطن الأرض بالنسبة لقادة الإنقاذ سوف يكون أطيب من ظهرها كما يقولون ، فهم أسرع الناس تأقلماً مع تغير الأوضاع ، وقتها لا ندري ماذا سنفعل بالجيش السوداني ، لكن من الأفضل لقادته أن يعملوا في رصف شواطئ النيل ليحموا الناس من خطر الفيضان ، وليعطوا زيهم لتلاميذ المدارس الفقراء ، وليعطوا شاراتهم الذهبية التي تزين أكتافهم ،و التي نالوها من جدارة في الحرب ، لمحلات زينة العرائس .
ومن المؤسف أن رجال الإنقاذ ينظرون لهذا الحدث من ناحية واحدة ، فهم يريدون من مجلس الأمن أن يفرض العقوبات على المهاجمين الذين لا زالوا خيالاً في نظر الذين تابعوا هذا الحدث ، ويقود هذا التيار كل من الدكتور لام أكول وعبد المحمود عبد الحليم والسماني الوسيلة ، فهم يرون بأن الإنقاذ قد ظُلمت في ردة فعلها العنيفة في التعامل مع المتمردين ، فهم يريدون من المجتمع الدولي أن يعطيهم شيكاً على بياض ، عن طريقه يُمكن تكرار تجربة القتل والقصف التي لا تميز بين البرئ والسقيم ، وتأخذ المقيم بالظاعن كما قال طاغية العرب الحجاج بن يوسف ، لكن الرياح أتت بغير ما يشتهون ، فالحديث الآن يدور في أروقة الكونغرس الأمريكي عن فرض المزيد من القيود على السودان ، ولا أحد سوف يسمح للإنقاذ بتكرار التجربة حتى ولو هُلكت كل قوات الاتحاد الأفريقي في بيت واحد ، فهؤلاء جنود ومن المفترض أن يراعوا المهمة التي جاءوا لأجلها ، وما يلقاه الجندي في أرض الوغى يأخذ أجراً عليه ، فلنتحسر على يموت من أبناء الوطن قبل أن نذرف دموع التماسيح على من نظن أنه جاء من أجل حفظ السلام .
سارة عيسي

Post: #139
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:15 AM
Parent: #138

عبد الواحد نور ، الشروط الأربعة أو سيف العقوبات


شاء الله أن لا يجمعني بالمناضل عبد الواحد محمد نور في أيام الدراسة بجامعة الخرطوم ، لكنني سمعت عنه الكثير بعد تخرجي من هذه المؤسسة ،وغير أنه شجاع وجرئ ، فهو أيضاً من النوع الذي يعتد برأيه ويؤمن به لدرجة أنه يمكن أن يخسر الكثير مقابل صمود هذا الرأي ، والدليل على ذلك الضغط الهائل الذي يتعرض إليه في هذه الأيام مقابل الذهاب إلي طرابلس ، لكن عبد الواحد حدد مطالبه قبل المراوحة ، وهي مطالب يصعب تحقيقها إذا نظرنا إلي تجارب الإنقاذ في الإيفاء بالوعود السابقة ، وقد قدم لهم الأخ عبد الواحد هذه السلة من المطالب :
أولاً نزع سلاح الجنجويد :-
هذا الطلب غير قابل للتحقق ، فنظام الخرطوم ينكر دوره في توفير الدعم للجنجويد ، كما أن قوات الجنجويد تم دمجها في الأجهزة الرسمية السودانية من جيش وشرطة وأمن ، فقد ذابوا في مؤسسات الدولة السودانية ، وقد أصبحوا يمتلكون سلاحاً مرخصاً ورتباً رفيعة ، وهم أشبه بالبركان الخامد ، في يومٍ ما سوف تخرج الحمم من فوهته وتحرق دارفور من جديد ، فالحل هنا لا يكمن في نزع سلاح مليشيا الجنجويد وكفى ، لكن الحل يكمن في رحيل هذا الجيش الفيدرالي برمته من أرض دارفور ، فما الفائدة منه ؟؟ إن كان غير مرجواً منه حماية شرف العذارى اللائي يتعرضن للإغتصاب ، وما الفائدة منه إذا كان جل هذا الشعب يرزح في المعسكرات وينتظر حلماً بعيد المنال اسمه القوات الدولية .
ثانياً طرد المستوطنين الجدد :-
وهذه قبائل عربية نزحت من النيجر وتشاد على خلفية صراعات عرقية دارت في هذه الدول ، وأستغلت هذه القبائل الوضع الديمغرافي في دارفور ، فوجدت دعماً ومساندة من بعض القبائل العربية في دارفور ، فعوضاً عن معاملة هذه القبائل كقبائل نازحة ، حيث من المفترض أن تُستضاف في معسكرات لجوء خاصة بها ، نجد أن نظام الإنقاذ قام بتوريثها الأرض التي كان يملكها سكان المنطقة الأصليين والذين فروا منها بسبب الحملات العسكرية الحكومية ، هؤلاء المستوطنون الجدد قد استولوا على هذه الأراضي وباتوا يفلحون الأرض ويرجون منها الحصاد المثمر ، بينما يتفرج المُلاك الحقيقيين على هذا الإحلال وهم خلف اسوار المخيمات ، هذه الظاهرة يجب أن نقف عند حدها ، فاللعب على وتر الإثنيات جرّ كل أبناء دارفور إلي هذه الحرب اللعينة التي لا يموت فيها سوى مواطن دارفور ، ولذلك ليس من المقبول أن يُستوفد لنا ( لعيبة ) من خارج السودان حتى يشعلوا هذه النار من جديد .
ثالثاً دخول القوات الأممية :-
هذا الدخول مشترطٌ بتوفر الأمن ، لكن قائد هذه القوات طلب من المجتمع الدولي بأن لا يرفع سقف توقعاته ، فهو محق وواقعي ، والسبب بسيط إذا علمنا أن هذه القوات يتشكل قوامها من الدول الافريقية ، وتعاني هذه القوات نقصاً في المعدات والتدريب ، وجنودها يتعاملون مع المسألة الإنسانية في دارفور على أساس أنها سبيل لكسب الرزق ، فإن إنقطع التمويل الدولي أو تأخر صرف المرتبات ، فسوف نجد أن هذه القوات أول من يركب زورق النجاة وهو ينشد الآمان من سفينة ( تايتنك ) دارفور الغارقة ، فقد كشفت السنوات الماضية أن هذه القوات كانت تقف في طابور المتفرجين على الماسآة ، والإعتماد على القوات الافريقية هو حل سياسي في المقام الأول قبل أن يكون حلاً أمنياً ، ونظام الخرطوم يتمسك بهذه القوات لأنه يعلم بأنها عاجزة ، وبأنها لن تقف في طريقه وهو يشن هجماته الجوية على القرى الأمنة .
رابعاً عودة النازحين وبحث مسألة التعويضات :-

وهذا هو بيت القصيد ، فهناك 4.50 مليون يعتبرون الآن من المشردين ، وهو رقم مهوّل إذا تمسكنا بنظرية النسبية لنعرف كم يمثل هذا الرقم من إجمالي سكان دارفور ، ربما يصل إلي أكثر من 70 % ، وهناك قرى دٌمرت وأُحرقت بالكامل ، ولا توجد مدارس أو مستشفيات ، وبالنسبة للصحة فقد تكفلت بها المنظمات الغربية ، فحكومة الإنقاذ معفية من فاتورة خدمات مواطن دارفور ، وإن كسبت سعةً من المال فهي سوف تدخره من أجل تطوير المقاتلات الحربية لتصل إلي أبعد نقطةٍ في السموات ليمكنها من هناك قتل كل مظهر من مظاهر الحياة في دارفور ، وقد أخفق إتفاق أبوجا في التجاوب مع هذا المطلب ، وقد زاد عدد النازحين بعد توقيع هذا الإتفاق الذي تم تحت حراب الضغط والتهديد بالعقوبات .
هذه الشروط الأربعة هي مشروع سياسي كبير ، وقد وضع الأخ عبد الواحد محمد نور المجتمع الدولي في وضع حرج ، فهو لايأبه للعقوبات الدولية ، فهو يقول أن العقوبات قد فُرضت بالفعل على شعبه بالكامل ولذلك لا يخاف أن ينتقل سوط العقوبات إلي ظهره ، وقد شعر وزير الخارجية الفرنسي بالحرج حيال طرح العقوبات وقد قال وهو يقصد عبد الواحد : نعم يمكنني ترحيله ولكنني لن أفعل ذلك .
فالعقوبات تخيف نظام الإنقاذ لأنه يملك الصروح الإقتصادية ودور المال والحسابات البنكية ، أما بالنسبة للمناضلين من أمثال عبد الواحد فهي أشبه بمن يهدد السمكة بالماء ، فهو كما قال يعتمد على إرادة شعبه ونبل قضيته ، وقضية دارفور في أوروبا هي من هواجس هذا المواطن المتحضر الذي يصنع الحكومات التي تصدر هذه القرارات .
سارة عيسي

Post: #140
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:16 AM
Parent: #139

الدكتور عبد الله علي إبراهيم ( الغواصة )


المكان : جامعة الخرطوم ، ميدان كلية القانون ، بالقرب من وحدة اللغة الفرنسية
الزمان : مساء مميز من عام 90
الموضوع : ندوة نظمها إتحاد طلاب جامعة الخرطوم والذي كان يسيطر عليه الإتجاه الإسلامي ، ما يُعرف وقتها بإتحاد حمدي خليل .
موضوع الندوة كان مناقشة الوضع السياسي الراهن في السودان ، وللدعاية للندوة كتب الإتجاه الإسلامي ملحوظة تحت الإعلان : يُشارك في النقاش مفكرين يساريين ، ووضع تحت مفردتي ( مفكرين يساريين ) خطاً أحمر يميز السياق الأزرق الذي يميز كتابات الإتجاه الإسلامي .
كان الجو السياسي محتقناً في الخارج ، بعد أحداث عام ديسمبر 89 والتي أستشهد فيها كل من بشير وسليم والتاية ، ومجالس الجامعة كانت تتحدث عن تعذيب الدكتور علي فضل حتى الموت ، وهناك حكم بالإعدام صدر بحق الدكتور مأمون حسين ، فأعتبرت الأمر كذبة أبريل إذا شارك الشيوعيين في هذه الندوة ، اللهم إلا إذا كانوا ( غواصات ) ، ومن أدبيات الأمن السياسي في الجامعة أن الغواصة يبرز إلي السطح بعد تخرجه من الجامعة ، لذلك من المستحيل أن يكون الغواصة في مقام أستاذ جامعي .
المهم دلفت إلي الندوة ، فوجدت معظم الحضور من الكوادر الخطابية للإتجاه الإسلامي ، صديق عثمان ، علي عبد الفتاح ، التيجاني المشرف ، حاج ماجد سوار ، ومحمد أحمد حاج ماجد ، وهذا الأخير كان نعله معلقاً في قهوة النشاط بعد أن فرّ من معركة المفاصلة الشهيرة مع الطلاب المحايدين في عام 91 .
سألت بعض الزملاء : هل سيحاضر في هذه الندوة البروفيسور محمد سعيد القدال ؟؟ فحسب معلوماتي فهو رهن الإعتقال ،..أم دكتور فاروق كدودة ؟؟ صمت الجميع ورمقوني بحذر .
غنى الأستاذ سيد خليفة في بداية الندوة ، فكان الأمر أشبه بتناول المقبلات ، أشترط عليه المنظمون أن يغني أغاني وطنية فقط ، فمعروف أن الإتجاه الإسلامي يميل إلي أغاني المرحوم سيد خليفة ، ذلك على خلفية أن المرحوم كانت تربطه علاقة بالعسكر في أيام الرئيس النميري ، أقتربت (برلومة ) من المنصة وهي كانت جاهلة ببرتكولات الإتجاه الإسلامي الذي يعد ( الطبخة ) مسبقاً ،فدست هذه البرلومة ورقة صغيرة في يد المرحوم سيد خليفة ، كتبت فيها : رجاءً ثم رجاءً أغنية .. يوم ظليل ، وهي أغنية من أغاني الرومانسية ، بالفعل لبى المرحوم سيد خليفة الطلب ، وبدأ في الغناء ، وبصورة هستيرية تمكن الفنيون من تنظيم الإتجاه الإسلامي من قطع الميكرفون ، فأصبح صوت الأستاذ سيد خليفة كمن يهمس مع ضجيج الطاحونة ، أعتذر الأستاذ /سيد خليفة عن قطع الأغنية وجمع حاجياته ثم رحل ، وقد حدث مرج وهرج بين مؤيد لهذا التصرف وبين معارض له ، لم يأبه المنظمون لصوت الإحتجاجات المتصاعدة .
بالفعل ، كان من بين المحاضرين شيوعي سابق اسمه محمد أحمد طه ، عرفت لاحقاً أنه قضى في طائرة السلام التي كانت تقل أحمد الرضي جابر وفضل السيد أبوقصيصة ، ثم جاء دور د.تيسير محمد أحمد والذي تحدث فقط عن عيوب الديمقراطية الثالثة ، طبعاً من غير أن يدين الإنقلاب ، والجدير بالذكر أن عنوان الندوة هو الظرف السياسي الراهن ، كان أفراد الإتجاه الإسلامي يسمعون إليه بإهتمام بالغ ويعتبرون كل ما يقوله حجةً على الشيوعيين عى طريقة ( فشهد شاهد من أهلها ) .
ثم جاء دور شخص ثالث ، وهو أستاذ جامعي وتم تقديمه على أساس أنه يساري ، وقد كان مغموراً وقتها ولذا لم أحفظ اسمه ، لكنني بعد رأيت صورة الدكتور عبد الله علي إبراهيم أيقنت أنه نفس ذلك الشخص ، فقد استخدم نفس الأسلوب وهو يجلد تجربة الديمقراطية الثالثة ، وقد أتهم الأحزاب السياسية بأنها تآمرت على الجبهة الإسلامية عندما قررت المضي قدماً في التفاوض مع الحركة الشعبية ، وقد قارن بين الدعوة للمؤتمر الدستوري الجامع المزمع عقده في أيام الديمقراطية الثالثة وبين جلسة البرلمان التي أدت لاحقاً إلي حل الحزب الشيوعي في عام 69م، وقد توصل إلي نتيجة هامة وهي الإنقلاب على السلطة عندما تشعر بالخطر ، وذكر بالتحديد أنه لو عُقد المؤتمر الدستوري الجامع لأنتهت الجبهة الإسلامية ، لأنه وقتها يستحيل الإنقلاب على السلطة الدستورية لذلك لجأت الجبهة الإسلامية إلي تنفيذه قاطعة الطريق على إنعقاد المؤتمر ، بدأ على الرجل الهدوء وهو يتحدث بثقة تامة ، وقد عمد إلي قطع الميكرفون تحت حجة أنه يكره الضجيج مما جعله حضوره من الإسلاميين يزحفون على العشب فجلسوا قريباً منه ليسمعوا منه وهو يطريهم بالحديث الطيب ، فهو يقول لهم ما يريدونه بعد أن غلّف رؤيته بالعلم والحياد ، أنه هو د.عبد الله على إبراهيم ،يحرق قلمه وهو ينبش ماضي الآخرين ، لكنه ينسى أنه له ماضياً ..أقل ما يُقال عنه أنه ( غواصة ) إتجاه إسلامي مع سبق الإصرار والترصد .

Post: #141
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:22 AM
Parent: #140

ما بين لاجيء فلسطين الذين قبلت بهم الإنقاذ ولاجيء أهل السودان الذين طردتهم إلي دول الجوار

أخيراً وافقت حكومة السودان بقيادة الإنقاذ على استضافة 1550 لاجئ فلسطيني من العالقين على الحدود السورية العراقية ، ذلك بناءً على مناشدات من حركتي حماس وفتح ، وقد سمحت سوريا بإدخال أربعة لاجئين فقط في العام الماضي بسبب ظروفهم الصحية .

نعم ، عندها سوف نرى الكرم الحاتمي ، سوف يهب رجال الإنقاذ من أجل نجدة أخوتهم من فلسطين ، بدل الخيام سوف يعطونهم بيوت جاهزة ، معفية من فاتورة الكهرباء والمياه ، ولا أعرف كيف قبلت الإنقاذ بهذه الإستضافة بينما هناك دول غنية مثل ليبيا طردت الفلسطينيين وألقت بهم في العراء من غير أن تستجيب للمناشدات الدولية ، وحتى دول تُسمي نفسها دول الضد مثل سوريا وإيران لم تقبل بهم فكيف قبل بهم السودان وهو البلد الذي يعيش فيه أكثر من سبعة مليون في مخيمات النزوح ، والمجتمع الفلسطيني الذي يعيش في المهجر في غاية السوء ، وراينا ماذا فعلوا في الكويت من نهب وسرقة في ايام الغزو العراقي ، وكيف تسببوا في مشكلة أمنية في لبنان أدت إلي مقتل أكثر من مائة وخمسين جندياً لبنانياً في معركة نهر البارد ، وهم في دول الخليج يحملون ضغينة وحقداً دفيناً على السودانيين بالذات ، مبعثه الرؤية الشامية التقليدية لأهل السودان ، وأزمة هذا المجتمع أنه لن يرضى بالعيشة في معسكرات النزوح ، ولا يرضى بأن تُطلق عليه كلمة لاجئ ، سوف تروا بأعينكم كيف ستفتح لهم المراكز الاستثمارية ..سوف ينافسون الأتراك في المخابز ودور اللهو والكافتريات ، فالشامي العيب عنده أن يكون فقيراً وليس نقص الشرف

Post: #142
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:25 AM
Parent: #141

هل هناك تحالف بين الإنقاذ والجنجويد وقوات الإتحاد الأفريقي من أجل حرق قرية حسكنيتة ؟؟؟

الآن قرية حسكنيتة في قبضة الجيش السوداني ، لواء يتكوّن من ثمانمائة جندي يرابط عند مدخل القرية ، و قد أُحرقت القرية بالكامل ، وقد تبقى من اطلالها جدار مدرسة آئل للسقوط ، ومسجد من الطوب يذكر الناس بالأمان المفقود في بلد المليون ميل مربع ، وقد تكرر نفس السيناريو القديم ، كما يفعل المغول في حروبهم عبر التاريخ ، حرقٌ ، قتلٌ ، ثم إغتصاب ، وقد قُتل في عملية السيطرة على قرية حسكنيتة مائة مواطن ، وقد فرّ أغلب السكان من قريتهم ، وموظفي الأمم المتحدة أعترفوا – من غير أن يذكروا أسماؤهم – بمشاركة قوات الجنجويد في الحملة ، أما المتحدثة باسم الأمم المتحدة الأستاذة راضية عاشور فقد قالت لوكالة الصحافة الفرنسية : أنه ليس من صلاحية الأمم المتحدة التحقيق في الحوادث الأمنية ، أما قوات الاتحاد الأفريقي فقد أنتظرت عملية التحرير بفارغ الصبر ، فهي الآن تنعم بالحماية التي يوفرها الجيش السوداني الذي أحرق لها قرية كاملة من أجل أن تبني قاعدتها العسكرية ، ومن الملاحظ أيضاً ، صمت الأمم المتحدة ، وعويل قيادات الاتحاد الأفريقي ، على ما أصاب هذه القرية المنكوبة من حرق وتقتيل ، ولقد غضت الطرف عما جرى ، وسط شكوك تقول أن قوات الاتحاد الأفريقي أصبحت تمتطي صهوة جيش الجنجويد الذي يفتح لها مسالك المخاطر في طرق دارفور الوعرة .فالبكاء والنحيب دائماً على موت العسكر ، أما المواطن ، فلا حول له ولا قوة .
سارة عيسي






Post: #143
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:29 AM
Parent: #142

أزمة مراسلي هيئة الاذاعة البريطانية في السودان

ليس قناة الجزيرة وحدها التي تُعاني شحاً في المراسلين ، لأنها وظفت بعض المغمورين لتغطية أحداث مهمة مثل التي يمر بها السودان الآن ، وقد ذكرت في مقال سابق ، أن السودان هو سلة العالم للأخبار السيئة ، حرب أهلية في الجنوب دامت لأكثر من عشرين عاماً ، أنتهت باتفاقية سلام يكاد أن ينهد في هذه الأيام ، وصراع ناشئ في دار فور أدخل السودان من جديد في بوابة الاهتمام الدولي ، فقد مُورس الضغط على حكومة الإنقاذ حتى قبلت بدخول القوات الأممية ، هذه هي إستراتيجية كاتبة خطابات الرئيس بوش السيدة /كوندانيزا رايس ، فهي صاحبة العبارة المشهورة التي أصبحت مثلاً : على دول العالم أن تختار بين أمريكا أوالإرهاب ، يشد من أزرها في هذا السعي رجل المخابرات القوي السيد نغروبونتي ، فقد عرفه رواد قاعة الأمم المتحدة بالمستر (No) ، ذلك لكثرة إعتراضاته على كل قرار يصدر ضد مصلحة إسرائيل ، ولوقوفه ضد كل قرار يقول : لا لغزو العراق ، فكما كان السيد نغربونتي ناجحاً في أمريكا الجنوبية ، حينما رعى أنظمة دكتاتورية من أجل محاربة المد الشيوعي ، فهو اليوم حاضر في أزمة دارفور ، وقد نجح في تركيع الإنقاذ ، فهي الآن تنتظر الفرج من القوات الأممية القادمة والتي وافقت على دخولها من غير إستحياء ، حتى من غير أن تبر القسم الثلاثي ، ذلك القسم المتين الذي لا يبرده إلا الغموس في النار ، فهو هين على رجال الإنقاذ إن سلكوا طرق النجاة لكنه عند الله عظيم ، ومن المفارقات الغربية ، أن الضغط الدولي على الرغم من شدته وتنوعه ، لم يفلح إلي الآن في تركيع حركات دارفور وجرجرتها من دون رغبتها إلي منتجع سرت .
هذه الصورة الزاهية من الأخبار والتعقيدات الجمة تحتاج لمراسل فطن ، يغوص في جوهر القضية ، يحلل ويقارن ، يقرأ تداعيات المستقبل وهو يستخدم محددات الحاضر ، هذا ما لم تفعله قناة الجزيرة ، التي أكتفت بمراسل يتجول بين القصر الجمهوري ومقر المؤتمر الوطني ودار حزب الأمة في أمدرمان وهو يلقط كالحدأة التصريحات من أفواه القادة الحزبيين ، وقد وقعت محطة البي بي سي البريطانية في نفس الخطأ ، فكمال حامد هو شخصية مجتمع ولكنه ليس ضليعاً في قراءة الواقع السياسي وما يتطلبه من أخبار ، هو ناجح في تتبع أخبار كرة القدم و تقديم دراسة تحليلية عن الفرق الفائزة ، لكنه ليس بالتأكيد ناجح في عمله كمراسل اخباري يغطي شئون الساحة الملتهبة في السودان ، وهذا القصور غطته هذه المحطة الشهيرة بتعيين مراسل أجنبي من أجل تغطية الأحداث التي تقع في آخر بقعة من هامش السودان .
فقد فشل كمال حامد في تغطية تداعيات الهجوم الذي تعرّضت له قاعدة قوات الإتحاد الأفريقي قرب بلدة حسكنيتة ، كما لم يغطي الهجوم المضاد الذي قام به الجيش السوداني على هذه البلدة المنكوبة ، وعندما تم تطوير الهجوم ليشمل بلدة مهاجرينا برز كمال حامد وهو ينقل تصريح الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني والذي نفى حدوث الهجوم ، لكن كمال حامد من أجل إثبات النفي قام بالإتصال على والي جنوب دارفور والذي أكد على حسب تعبيره أن القتال الدائر الآن هو بين المجموعات المتمردة الهاربة والفارة !!! ولا أعلم كيف تقدم مجموعات فارة على محاربة بعضها لكن ما نقله كمال حامد يشبه مفردات كرة القدم التي نستخدمها في الدلالة على هزيمة الفريق المنافس في اللقاء ، مما جعل عدم التوازن يفوح من رائحة الخبر ، ولا أظن من عمل المراسل ، الإتصال على مسؤول في دائرة محلية من أجل تأكيد خبر رسمي ، وبما أنه مسؤول في الدولة فروايته لن تختلف بطبيعة الحال عن رواية الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ، فالخبر اليقين يأتي من ميدان المعركة وليس من تابع في الدولة ، فأنا أعلم أن الأخ كمال حامد الذي أعتاد على العيش في الخرطوم لن يطيق متاعب رحلة الذهاب إلي دارفور ، حتى ولو كان الثمن هو جلب الحقيقة للمستمعين ، ونحن نحترم رغبته في إيثار السلامة ، لكن في نفس الوقت ليس مطلوباً منه نقل الروايات الرسمية للناطقين الحكوميين ، فهو بهذا العمل يطعن في حياديته كمراسل كان عليه نقل وجهات نظر مختلفة ، ثم أن الحكومة السودانية تملك عدة منابر إعلامية ، لذلك هي ليست في حاجةٍ إلي بوق جديد يكرر نفس الكلام النمطي المألوف .
سارة عيسي
(عدل بواسطة SARA ISSA on 10-10-2007, 08:57 ص)

Post: #144
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:30 AM
Parent: #143

يا أهل فلسطين ..هلموا إلي السودان ..أنه وطن بلا شعب

" يوم القدس " احتفال جاء به أية الله الخميني ، وهو يوازي به يوم الأرض الذي يحتفل به الفلسطينيون في كل عام ، فقد كانت القضية الفلسطينية محطة تجاذب بين الأنظمة العربية ، وكان على مرشد الثورة الإسلامية أية الله الخميني أن يدخل هذه الحلبة بعد أن شاهد غريمه ، الرئيس العراقي صدام حسين ، يدخل بيوت الفلسطينيين في بغداد ويتقاسم معهم لقمة العيش ، وبما أن صدام حسين دخل إلي بيوت الفلسطينيين من بوابة العروبة ، دخل الخميني إليهم من بوابة الحركات الإسلامية ، والمنظمات الفلسطينية لم تتعامل بحذر مع هذا التجاذب ، فبدلاً من إستثماره من أجل خدمة قضيتهم ، أصبحوا أدوات في يد هذه الأنظمة ، يحققون لها ما ترجوه من طموحات ، وفي نفس الوقت أصبحوا طرفاً في النزاعات التي تقع داخل الدول التي يقطنون فيها ، مما جر عليهم نقمة كبيرة ، ولاحقهم سوط التشريد من بلد إلي آخر حتى تحول الوجود الفلسطيني إلي لعنة تحل على كل دولة تقدم على استضافتهم ، وجدير بالملاحظة أن العراق تحكمه طوائف مذهبية مثل التي أنتجت عيد " يوم القدس " ، لكن هذه الطوائف وعن طريق لمليشيات عمدت إلي إقتلاع الفلسطينيين من التراب العراقي ، وقد فسّر البعض حدوث ذلك إلي موقف الفلسطينيين الداعم لنظام صدام حسين ، لذلك لجأت المجموعات الجديدة التي وصلت إلي سدة الحكم إلي معاقبتهم ، ونتيجة لهذا العقاب نزح فلسطينو العراق إلي حدود سوريا والأردن ، لكن إذا أمعنا النظر ملياً في هذه المسألة ربما نجد تفسيراً آخر لهذا النزوح ، فالمواطن العراقي نفسه يعاني من عدم الاستقرار ، فلماذا لا يكون النازح الفلسطيني يريد واقعاً معيناً في ظل هذه الظروف لا يجده حتى ابن البلد في بلاد الرافدين ؟؟
وعملية تجمعهم قرب الحدود السورية أشبه بمظاهر الاحتجاج والغضب ، أو ربما يحاولون الضغط على دول الجوار حتى تقبل باستضافتهم ، فالأردن لن يجازف ، فهو قد تحمل " اللعنة " الفلسطينية في السبعينات ، " ولعنة نهر البارد " لا زالت ترفرف في الفضاء اللبناني ، أما سوريا فهي مثقلة باللاجئين العراقيين ، وهذه الدول تُعتبر ملائمة للوجود الفلسطيني إذا أخذنا في الإعتبار التداخل الاجتماعي والثقافة المتقاربة فلماذا وقعت القرعة على السودان ؟؟ وهو بلد في أيام الفيضان يتحول فيه أربعمائة ألف مواطن إلي نازحين بلا مأوي أو معين ؟؟ لن أشير إلي ظاهرة النزوح الجماعي التي ولدها العنف في دارفور والجنوب ، فعدد النازحين هناك أكثر من عدد سكان دول الهلال الخصيب ، كما أن السودان يواجه أهله شظفاً في العيش ونقصاً في الخدمات ، إذا قارنا كل ذلك بما يجده الفلسطينون في معسكر " التنف " قرب الحدود السورية ، سوف نجد أنهم يعيشون في نعمة وبحبوحة من العيش ، لذلك رفضوا عرض حكومة الإنقاذ المغري والتي بعثت إليهم رسولاً يستجدي قدومهم ، هم لا يريدون تكرار نفس الخطأ ، وللأسف الشديد أنهم وعوا الواقع الحالي في السودان أكثر من الذين يحكمون بلادنا ، بالفعل السودان يعيش فوق فوهة برهان ، ويكفي الآن فقط أن تهاجم قوات الشرطة السودانية أحد مقرات الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح سلفاكير ، أو حركة تحرير السودان جناح أركوي مناوي ليندلع القتال في شوارع الخرطوم ، فهناك إحتقان وجو مسموم يسود كالضباب فوق سماء الخرطوم وعلى هذا الموفد الحكومي أن يعود إلي أدراجه ويترك أزمة هؤلاء اللاجئين لبشار الأسد والسنيورة والملك عبد الله الثاني ، فما أعجز هؤلاء العرب لن تصل إليه الإنقاذ التي تأنف من خدمة شعبها .
سارة عيسي

Post: #145
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:33 AM
Parent: #144

أخيراً .. فعلها الفريق سلفاكير

خروج حزب الحركة الشعبية من حكومة الوحدة الوطنية كان متوقعاً ، وهنالك عدة إرهاصات أشارت إلي ذلك ، من بينها تعليق المفوض الأمريكي الذي صرح بأن الجو بين الشركاء أصبح مسموماً ، وبأن الشريكين أصبحا يتشاكسان بدلاً من السير سوياً في طريق السلام ، وهناك تعليق مشهود للقائد سلفاكير ذكر فيه بأن الطريق إلي الحرب أقرب منه إلي السلام ، ربما يكون توقيت القرار هو الذي باغت الجميع بما فيهم نظام الإنقاذ والذي أرخى سدوله وهو يحزم أمتعته بغية السفر إلي خليج سرت بليبيا ، فالتوقيت جاء في وقت حرج بالنسبة للإنقاذ ، فعليهم الآن ترميم السلام القديم قبل الشروع في طبخ سلام جديد لن يُكتب له النجاح تحت ظل هذه الظروف ، وكنت أتوقع خروج الحركة الشعبية من هذه الحكومة منذ مداهمة مقراتها في الخرطوم ، فالرسالة كانت واضحة ، فقادة المؤتمر الوطني لم يكونوا يبحثون عن السلاح بقدر ما كانوا يبحثون عن ذريعة تجهض اتفاق السلام ، ولقد تحقق مرادهم الآن ، ففي داخل الإنقاذ هناك تيار متشدد ، وصقور يعملون ليل نهار من أجل تصفية هذه الاتفاقية والعودة بالسودان إلي مربع الحرب ، كان هناك تحريض يُمارس ضد الحركة الشعبية في وسائل الإعلام ، وهناك محطات إعلامية وصحف متخصصة ، رُصدت لها ميزانيات عظيمة ، وقد عملت في الفترة الماضية على بث الفتن والإشاعات وتعكير جو السلام بالأخبار الكاذبة ، فحرب الجنوب إن كانت في نظرنا هي خسارة لكل الشعب السوداني بمختلف مكوناته ، فإن هذه الحرب كانت توفر لبعض الأطراف مصالح جمة ، ففي عهدها عاش الناس مناخ الدولة البوليسية ، وفي أيام الحرب عشنا الإرهاب بكل مراحله ومصادرة الكلمة الحرة ، فقد كانوا يقولون لنا : لا صوت يعلو فوق صوت المعركة .
والآن قد وضعت الحركة الشعبية شروطها لتعود من جديد إلي صحن الشراكة ، ومن باريس وضع عبد الوحد نور شروطه من أجل المضي للتفاوض ، والخطوة التي أقدمت عليها الحركة الشعبية سوف تقوي موقعه التفاوضي ، فعلى الذين يجلسون في طاولة الإنقاذ أن يمدوا أرجلهم بروية ، ويرضوا كل من ثار ضدهم ، عليهم تحقيق ذلك في وقت قياسي ذكرني بإمتحان مادة الكيمياء في المرحلة الثانوية ، فإما أن تكون ملماً بالإجابة الصحيحة وإما أن يأخذ التلكؤ من وقتك الثمين فيضيع الزمن هدراً قبل أن تصل إلي الأسئلة السهلة ، فمطالب الحركة الشعبية واضحة ، تسليم أبيي ، سحب القوات الحكومية من الجنوب ، إجراء تعديلات في أسماء الوزراء الذين يشغلون حقائب وزارية من حصة الحركة ، التدقيق في حسابات النفط ، وقف الحملات الإعلامية ضد الحركة الشعبية ، دعم التوجه الديمقراطي في البلاد ، وهذه ليست مطالب بل حقوق نصت عليها اتفاقية نيفاشا ، فالحركة الشعبية تريد أن تكون شريكاً فاعلاً في القرار ولا تريد أن تكون متفرجة على المشهد .
سارة عيسي

Post: #146
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:39 AM
Parent: #145

المؤتمر الوطني : و الإيغال في نقض المواثيق والعهود



لقد رأينا المظاهر الاحتفالية لأعضاء حزب المؤتمر الوطني في عام 2005 ، رقصوا على أنغام الموسيقار محمد وردي ، ورددوا نشيد : اليوم نرفع راية استقلالنا ، ولأول مرة في التاريخ يصوت أعضاء حزب بنسبة مائة لمائة لصالح اتفاقية ، كشفت الأيام لاحقاً أنها محل جدل وخلاف ، فروح الطمع وإيثار النفس كشفتهما عملية تقاسم المناصب ، المالية للإنقاذ ، الطاقة للإنقاذ ، الدفاع للإنقاذ ، الداخلية للإنقاذ ، أما وزارة الخارجية فقد شغلها شخص له ماضي عريق في إزدواجية الولاءات ، وهو الدكتور لام أكول صاحب سلام الداخل وشريك الدكتور الترابي في ذلك الاتفاق الميت ، رضيت الحركة الشعبية بهذه القسمة ( الضيزي ) وقبلت كما قالت العرب :
لقد أكلت قليل أرزٍ فأكثرت منه
وأنا أرى أن ما قامت به كان تضحية لا تستحقها الإنقاذ ، زهدت الحركة في المناصب ، لدرجة أنها لم تقف في صف الدكتور محمد يوسف مصطفى وهو يواجه حملات التهميش والإقصاء ، رفع الدكتور محمد يوسف قضية المفصولين من الخدمة بسبب سياسة الصالح العام التي أنتهجتها الإنقاذ ، هؤلاء كانوا يعدون بالآف ، وهذه كانت بداية جيدة نحو رأب الصدع والقضاء على المظالم ، لكن رجال الأعمال في حزب المؤتمر الوطني وقفوا ضد طموحات السيد الوزير ، وبقيت الحركة الشعبية عاجزة عن نصرته ، كل ذلك خوف من موت طفل الأنبوب الذي يُسمى " اتفاقية سلام نيفاشا " ، عمل حزب المؤتمر الوطني على تحييد وزراء الحركة أو أستمالتهم ، ثم لجأ لخيار ثالث وهو طردهم من البرلمان كما فعل مع القائد ياسر عرمان ، بالفعل ، أصبحت الحركة الشعبية إمتداداً لحزب المؤتمر الوطني ، لذلك طوّر حزب المؤتمر الوطني من حملته فكان الهجوم المباغت على مقرات الحركة الشعبية داخل الخرطوم ، وقد عمدت امبراطورية الشرطة إلي تحطيم المقرات ومصادرة بعض المواد ، في حين يعتذر الدكتور على نافع من وجه ، يصعد وزير الداخلية ويبرر ذرائع الحملة فيرفض الإعتذار من وجه آخر ، كلٌ ملكُ ، وكلٌ امبراطور يتصرف في خلق الله كيف يشاء ، نعم نحن ضد أن يكون هناك سلاحاً غير مرخص به ينتشر في الخرطوم ، لكن ما فعله وزير الداخلية سوف يجرنا إلي مستنقع الحرب من جديد ، فمقرات الحركة الشعبية ليست حانات يدور فيها الراح أو أوكار تُمارس فيها الرذيلة ، وحتى هذه البيوت يطرقها الناس من أبوابها ، نتيجة للإستفزاز من المحتمل أن ننتقل لمربع الحرب من الجديد ، فتكون عندنا خرطوم آمنة وخالية من السلاح لكن يفصلها عنا جنوب مشتعل يموت فيه ملايين الناس ، وبهذا نكون قد توصلنا لنفس النتيجة ، وهناك سوف يتساوى الناس في الموت سواء أكانوا من الخرطوم أو غيرها من المدن ، لا يجب أن يكون في السودان بقع مقدسة وبقع مدنسة ، فالأمن يجب أن لا تنعم به الخرطوم فقط ، نريد الأمن في كل بقاع السودان ، في حسكنيتة ومهاجرينا وجوبا ، فلماذا لم تصعد وزارة الداخلية حملتها في هذه المناطق ؟؟ أم أن السودان أصبح هو الخرطوم ، حيث الأبراج التجارية والمصارف التي تغذي خزينة الحزب ، والقصور التي بُنيت على حساب الآبار المُعطلة .
لقد كان الراحل قرنق يخشى من إستيعاب الحركة في أجهزة الحزب الحاكم (incorporation ) ، لذلك رفض التسويات خلال عشرين عاماً ، رفض التفاوض مع العديد من الأنظمة التي حكمت الخرطوم ، فهناك اعتقاد يسود في مخيلة أهل المركز وهو أن الجنوبيين طلاب سلطة ، إذا أعطيتهم منصباً أو قصراً سوف يأتونك رجالاً وعلى كل ضامر ، هذا الاعتقاد ربما يكون صحيحاً إذا نظرنا لبعض الجنوبيين الذين أشتركوا في حكومة الإنقاذ ، وحب السلطة مرض أصاب أهل المركز قبل أن يصيب أهل الهامش ، فوزراء المؤتمر الوطني الحاليين بقوا في مناصبهم منذ ليلة الإنقلاب وحتى كتابة هذه السطور ، في سبيل الإحتفاظ بالسلطة قتلوا كل من يقف في طريقهم ، خاضوا حربين ، الأولى في الجنوب فخسروها ، والثانية في دارفور وهم يُحاسبون عليها الآن ، بين يوم وآخر ينهش مجلس الأمن في جلدهم ويمزقهم بسياط القرارات ، وبين فينة ولآخرى تنتقدهم منظمات حقوق الإنسان على سجلهم المخزئ في دارفور ، وهناك أيضاً محقق دولي يلحف في السؤال ويمد قائمةً من المطلوبين تضم وزيراً من حكومة الوحدة الوطنية و التي كان حرياً بها أن تمد للشعب عنق التصالح وليس عنق الثأر ، كل ذلك جرى في عهد الإنقاذ من غير أن يتغير الوزراء الذين يراوحون بين الوزارات المختلفة ، أنها " الكنكشة " بالسلطة كما أسماها السيد/الصادق المهدي .لذا ، علينا تقييم الجنوبيين الذين شاركوا الإنقاذ في الحكم بمعيار وزنهم السياسي في الجنوب وليس بمعيار أنهم جنوبيين فقط .
سارة عيسي

Post: #147
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:41 AM
Parent: #146

ردة فعل حزب المؤتمر الوطني على مذكرة الحركة الشعبية بين الهستيريا ودق طبول الحرب


تابعت ردة فعل حزب المؤتمر الوطني على قرار تجميد الشراكة الذي أتخذته الحركة الشعبية ، نعم ، كان قرار التجميد مباغتاً ، وقد أُخذ حزب المؤتمر الوطني على حين غرة ، فقد كانت وفوده تتأهب للذهاب إلي سرت ، وعليها الآن تغيير مسار الرحلة إلي جوبا ، لكن ما يجب أن نقوله ، ما هي الفائدة المرجوة من الذهاب إلي سرت إن كان اتفاقاً مهماً مثل نيفاشا أصبح في مهب الريح ؟؟ وما هي الفائدة من الاحتفالات بتوقيع الاتفاقيات إن كانت المحصلة النهائية هي التراجع عن كل ما اتفقنا عليه ؟؟ بذلك يكون الذهاب مضيعة للوقت ، فالسودان الآن ليس في حاجةٍ إلي اتفاقيات جديدة ، بل ما نحتاجه هو إعادة صياغة الأسلوب الذي يُحكم به السودان ، فالديمقراطية هي الخيار الوحيد الذي يعطي الأقليات حقوقها ، وهي المعادلة الصحيحة لتقسيم السلطة والثروة بشكل عادل مما يجعلنا لا نعود من جديد لمربع الحرب ، لقد أتخذت الحركة الشعبية قرارها في ليلة العيد ، فلم يأتي هذا التوقيت من باب المصادفة ، وإن كان البعض حاول تشبيهه بفجر إعدام صدام حسين ، في هذه الليلة بالذات هناك من هم خلف قضبان السجون ، فقد ذكرت الحركة الشعبية من بين مطالبها قضية التحول الديمقراطي ، فليسأل حزب المؤتمر الوطني نفسه ، لماذا لم يُقدم الأستاذ/علي محمود حسنين إلي المحاكمة أو يُطلق سراحه ؟؟ فشهر رمضان هو شهر توبة وغفران وصفح ، وهو بداية للتسامح ، فماذا كان سيحدث لو أصدر رئيس الجمهورية قراراً رئاسياً أمر بإخلاء سبيل كل المحبوسين في قضية الإنقلاب ؟؟ وهذا لم يحدث ولن يحدث إذا علمنا أن قادة الإنقاذ لا يضعون إعتباراً للمناسبات الدينية والوطنية عندما يقدمون على إتخاذ أي قرار ، وكلنا نعلم كيف أُعدم ضباط حركة 28 رمضان عام 1990 في شهر رمضان من غير تداركٍ لحرمة هذا الشهر والصدمة التي أحدثتها العقوبة القاسية في نفوس ذوي هؤلاء الضباط ، فعقلية الثأر والتشفي والإنتقام لا زالت تسيطر على عقلية حزب المؤتمر الوطني ، فنحن اليوم أبعد ما نكون من الشاطئ الديمقراطي عن ذي قبل ، فالحركة الشعبية لا تريد أن تكون شريكاً صامتاً في إدارة بلد كبير مثل السودان ، يغلي كالمرجل من كثرة الأزمات .كما أنها لا تريد أن تكون إمتداداً لسياسات حزب المؤتمر الوطني وهو يشعل الحروب في كل بقاع السودان .
هذه الأزمة بين الشريكين ، فتحت الأبواب من جديد لأعداء السلام الذين خرجوا من جحورهم الضيقة بعد أن شرّدهم ضياء نيفاشا ، عادت نفس الأبواق التي كانت تطبل للحرب في الزمان السابق ، يقول الأستاذ/عبد الرحمن الزومة أنه لا يخاف الحرب إذا وقعت !! ووصف ما حدث بالإنقلاب !! وبأن حزبه لن يخضع للإبتزاز !! ، هذا النوع من الثقافة يجب أن يندثر ، نحن نخاف الحرب لأننا بشر ، ولأن لنا أخوة أكلتهم بكلكلها وهم في عز أيام الشباب ، نحن لا نرى في الحرب مشروعاً إنسانياً يطوّر البشرية ، وهي ليست مصلاً واقياً يصد عن السودانيين مرض الملاريا والتيفويد والبلهارسية ، كما أن الحرب في السودان لا تنتهي بمنتصر ومهزوم ، والحركة الشعبية لم تبتز حزب المؤتمر الوطني لأن توقيت القرار تزامن مع قرب موعدهم في سرت ، فأزمة دارفور هي من صنع حزب المؤتمر الوطني ، ومع كل ذلك حاولت الحركة الشعبية استخدام صلاتها السابقة مع أبناء دارفور لتجمعهم مع الإنقاذ في مظلة الحوار ، بل الحركة الشعبية في أيام الراحل قرنق عرضت نشر قوات مشتركة ، قوامها من الجيش والسوداني والحركة الشعبية من أجل تأمين سلامة المدنيين في دارفور ، لكن هذا الاقتراح قد أُهمل كما أُهملت مذكرة التعديلات الوزارية في القصر الجمهوري لأكثر من ثلاثة أشهر ، وقد صدق السيد/الصادق المهدي عندما قال أن هذا النظام لا يستجيب للمبادرات التي تخرج من داخل السودان ، فهو يفضل عليها القرارات الدولية التي تأتي بفعل الضغوط من الخارج عملاً بالمقولة ( الكلب بريد خانقو ) .
في ردة الفعل ، لجأ حزب المؤتمر الوطني لوسائل الإعلام التي يملكها ، جمع السفراء العرب وخاطبهم كأنه يريد خوض حرب 6 أكتوبر ، أن العرب غير معنيين بهذا الاتفاق ، فهذا الاتفاق شهدت عليه خمس دول ليس من بينها دولة عربية واحدة ، يقول أحد وزراء الدولة الكثر وهو يقرأ من ورقة ، مفنداً ، مذكرة الحركة الشعبية : أن الجيش الشعبي يتحصل الجمارك في الجنوب ، ربما لا يعلم السيد الوزير بنفير شرطة المرور في العاصمة الخرطوم ، فغير بعيدٍ عن القصر الرئاسي تجد ضباط الشرطة وجنودها وهم يقبضون المبالغ المالية من المواطنين ، يحررون المخالفات المرورية ويصدرون إذن الإستلام المالي في نفس اللحظة ، ودائماً يكون توقيت هذه الحملات قبل موعد المرتبات بأسبوع ، وهناك مكافآت تُدفع لمن يجمع مبالغ كبيرة ، ويقول السيد الوزير وهو يسرد الأحداث : أن الجيش لا يتدخل في السياسة ...ثم سيتدرك قائلاً : طبعاً إلا في حالة الطوارئ !!


سارة عيسي
(عدل بواسطة SARA ISSA on 15-10-2007, 07:22 م)

Post: #148
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:42 AM
Parent: #147

المؤتمر الوطني ..الحركة الشعبية : من الذي يريد قتل الأوزة التي تبيض ذهباً


ما يمر به حزب المؤتمر الوطني الحاكم من ضغوط بسبب إنسحاب وزراء الحركة الشعبية من حكومة الوحدة الوطنية يذكرني بمسابقة المليون ريال التي يقدمها اللبناني جورج قرداحي على شاشة تلفزيون MBC ، ففي هذا البرنامج أحياناً تكلفك مغامرة الولوج إلي المراحل المتقدمة خسارة بعض النقاط في المراحل السهلة ، ومن الممكن أن تخرج من البرنامج وأنت صفر اليدين بسبب التحليق في سماء المراحل المتقدمة وانت لا تملك زاداً من الإجابات ، حاول حزب المؤتمر الوطني إستغلال مناخ العقوبات الذي حاولت بعض الحكومات الغربية فرضه على نشطاء دارفور في الخارج ، بغرض تركيعهم وجرّهم ( بالعافية ) إلي مصيدة ( سرت ) ، في سبيل ذلك كان من الممكن أن يتنازل حزب المؤتمر الوطني عن بعض النقاط لصالح الحركة الشعبية ، مقابل أن يُفسح له المجال بالقيام بإخماد النيران المشتعلة في دارفور ، فهو يرى أن أزمة دارفور تشكل خطراً على النظام أكثر مما تشكله الحركة الشعبية التي يكبلها إتفاق نيفاشا من ممارسة أي ضغوط على الحكومة ، وهذا خطأ إستراتيجي وقع فيه حزب المؤتمر الوطني ، فقد استأمن جانب الحركة الشعبية على أمل أن يغلق ملف أزمة دارفور بسرعة ، والآن قد خسر الرهان على الحصانين ، فأزمة دارفور لن تجد طريقها للحل ، وظني أن عبد الواحد نور سوف يستشهد بما جرى لإتفاق نيفاشا ، فلا جدوى من التفاوض إن كان ما حدث اليوم هو جل ما سنصل إليه بعد التفاوض ، ولا ننسى أن اتفاق نيفاشا رعته دول كبرى ، ووجد زخماً إعلامياً منقطع النظير ، وكان من الممكن أن ينجح هذا الاتفاق لولا عقلية حزب المؤتمر الوطني التي أجهضته وهو في المهد ، إذاً مكمن الداء هو الحزب الحاكم ، وكلنا نعلم أن حزب المؤتمر الوطني أو الجبهة الإسلامية سابقاً غير معتاد على ثقافة السلام ، وله باع طويل في نقض المواثيق والعهود حتى مع القوى الشمالية التي تشاطره في التاريخ والجغرافيا ، فكلنا نعلم أن الجبهة الإسلامية القومية كانت طرفاً في التجربة الديمقراطية الأخيرة ، وقد شغل نوابها عدد من الوزارات في الحكومات التي شكلها السيد/الصادق المهدي ، وقد تمتعت بجو الحريات الذي كرسته هذه التجربة القصيرة ، لكن هذه الإيجابيات التي قلما تتوفر لحزب إسلامي في دولة عربية ، لم تمنع الجبهة الإسلامية من إرتكاب مغامرة خطيرة تسببت الآن في تمزيق السودان ، وهي الإنقلاب على الديمقراطية وإدارة البلاد بسياسة الحزب الواحد ، هذا بلد متنوع الثقافات والأعراق ، تعتمل في جغرافيته أزمات عميقة ولا يُمكن أن يُحكم بثقافة مركزية ، لكن الجبهة الإسلامية فعلت ذلك وسبحت عكس التيار ، فأنتهى بها المطاف في نيفاشا وأبوجا وأسمرة وسرت وهي تستجدي الحلول من الخارج ، فقد أصبحت القضية السودانية ، من ناحية تعدد المشارب ضيفاً ثقيلاً على دول الجوار ، فهناك من لام الحركة الشعبية لأنها أتخذت قرار الإنسحاب في وقت حرج لأن وفود النظام كانت – كالعريس في زفته – تتأهب للذهاب إلي سرت ، وقد ردت الحركة الشعبية على هذا الزعم بلسان مالك عقار ، وهو أحد القادة الواقعيين في الحركة الشعبية ، ففي رده على هذه الملاحظة في راديو الإذاعة البريطانية قال السيد/مالك عقار : أن السودان منذ أن نال استقلاله عام 56 لم يخرج من هذا الظرف الحرج . ولن يخرج السودان من الظرف الحرج طالما قبع حزب المؤتمر الوطني في سدة الحكم .
إذاً ، إن كان حزب المؤتمر الوطني بهذه العقلية الملوثه بثقافة الحرب والتراجع عن العهود فلماذا يا ترى هرول نحو نيفاشا ووقع اتفاقية سلام مع الحركة الشعبية ؟؟ ولماذا طلب من نوابه في المجلس الوطني التصويت بنسبة مائة في المائه على تمرير بنود الاتفاقية ؟؟ بينما هو في الواقع له تفسيرات مختلفة عن الحركة في قراءة التفاصيل ؟؟
لأجل القيام بهذا التحليل ، علينا أن نضع في الاعتبار الظروف التي أحاطت بهذا الاتفاق الذي يشتجر عليه الشركاء اليوم ، هذا الاتفاق جاء تحت رياح ضغوط دولية من بينها قانون سلام السودان الذي أقره الكونغرس الأمريكي في عام 2004 ، فالإدارة الجمهورية في البيت الأبيض بقيادة الرئيس بوش كانت تريد تلميع نفسها في القارة الأفريقية ، فهي لا تريد أن تكون عقدة الصومال عائقاً يمنعها من إرتياد هذه المنطقة ، لذلك وضعت من أولوياتها حل النزاع السوداني بشتى صوره وأشكاله . ومن المحتمل أن الولايات المتحدة مارست ضغوطاً على الحركة الشعبية أكثر مما فعلته مع حزب المؤتمر الوطني ، فمنذ عام 2001 أصبح حزب المؤتمر الوطني من أهم الداعمين لسياسة محافظي البيت الأبيض في حربهم ضد الإرهاب والقاعدة ، كانت اتفاقية نيفاشا بمثابة طوق النجاه بالنسبة لحزب المؤتمر الوطني والذي أصبح متحرراً ، فعن طريقها نجح في فك طوق العزلة المفروض عليه منذ عام 1989 ، ومناخ الاستقرار الذي كرّسته الاتفاقية جذب المزيد من الأموال العربية نحو السودان ، وهذه الأموال كانت تُستثمر في الشمال ، والمكاسب تٌقتسم بالمحاصصة بين المستثمرين وشركائهم من الحزب الحاكم ، فقد عادت لهم اتفاقية نيفاشا بالنفع أكثر من الضرر ، لكن حزب المؤتمر الوطني كان يطمح إلي المزيد ، كان يريد قتل الأوزة التي تبيض ذهباً كل يوم ، فهو يُعلى المصلحة الحزبية على حساب المصلحة الوطنية ، لذلك أنتكس هذا الاتفاق ، فهذا الحزب يُمارس لعبة إغواء خصومه بالمناصب من أجل كسب الوقت ، نهاية هذه اللعبة إما أن تنتهي بك سجيناً كما حدث للسيد/مبارك الفاضل ، وهو كان أحد مستشاري القصر ، أو مهمشاً وبعيداً عن مركز القرار كما حدث للأخ أركو مناوي والذي يأتي في المرتبة الرابعة في أخبار الساعة العاشرة التي يقرأها تلفزيون السودان .
سبب آخر جعل حزب المؤتمر الوطني يشد رحاله إلي نيفاشا ويبني عليها قصور الرمال ، غير الضغوط الخارجية التي أشرنا إليها في بداية المقال ، أن حزب المؤتمر في أرض المعركة لم يكن يملك زمام المبادرة العسكرية ، وقد تسبب إنشقاق الدكتور الترابي في تدمير نفسية المحاربين ، هذا إذا علمنا أن الدبابين و هم جيل مقاتل في الحركة الإسلامية يرجع فضل صناعتها إلي عراب الإنقاذ ، فقد كان الدكتور الترابي بفتاويه المثيرة للجدل يشكل العمود الفكري لإلهام المقاتلين وتحفيزهم نحو الجهاد والإستشهاد ، فهو كان يعقد زيجاتهم على الحور العين وهم على قيد الحياة ، فخروجه كان إئذاناً بسقوط العقلية التي كانت تتكفل بالجانب الديني في حرب الجنوب ، فلم تعد حرب الجنوب هي صراع بين المسلمين والمسيحيين كما كان يصورها إعلام الإنقاذ ، فكل الذين ورثوا عرش الترابي فشلوا في تسويق هذه النظرية ، هذا التحول إنعكس على أرض الواقع ، كما أن أمريكا التي تغاضت عن الإنقاذ في الوقت السابق ، ما كانت لترضى بعد سبتمبر 2001 بإستخدام الشعارات الدينية في الحروب ، جانب آخر إذا درسنا مساحات إنتشار الجيش الحكومي في الجنوب ، وقارناها بالأجزاء التي تسيطر عليها الحركة الشعبية فسوف نلاحظ أن الحركة قد سيطرت على أجزاء واسعة في محور القتال ، ومعظم هذه الأجزاء سيطرت عليها الحركة الشعبية بعد عام 1989 ، وأعني بهذه الأجزاء مناطق الأنقسنا وهمشكوريب وجنوب كردفان . وهذا التوسع يكشف بجلاء أن الحرب كانت تسير في طريق معاكس لرغبات الحزب الحاكم .
دافع آخر يجب أن ندرسه ، لمعرفة لماذا وقع حزب المؤتمر الوطني سلاماً مزيفاً مع الحركة الشعبية ؟؟ هذا الحزب كان يعتقد بأن الإنشقاقات سوف تحل كالبلاء على جسد الحركة الشعبية ، كان يتوقع أن تدور حرب بين الجنوبيين تحت مسميات القبائل ، وهو في هذه الحالة سوف يدعم الطرف الذي يؤمن له مصالحه ، وكان يتوقع أن يسقط قواد الحركة الشعبية سريعاً تحت عجلات قطار الإستوزار ، فيتحولون من مناضلين حاربوا في الغابة من أجل قضية شعب إلي موظفين بيروقراطيين لا يهمهم سوى الحصول على المكيف والسيارة الفارهة ، أوقصراً مشيداً بكافوري ، هذه ما نسميها ( بأحلام زلوط ) ، هذا الاعتقاد أتسع بعد رحيل مؤسس الحركة الشعبية القائد جون قرنق ، فعمد إعلام حزب المؤتمر الوطني إلي تقسيم تركيبة الحركة الشعبية إلي صقور وحمائم ، وإلي شماليين وجنوبيين ، وينسج القصص عن نزاع يدور بين أبناء جون قرنق وأبناء سلفاكير ، وكيف أن القائد ياسر عرمان سوف يعود إلي حضن الشمال الدافئ ويرتدي العمامة والثوب الأبيض ، ويمنطق وسطه بالشال السويسري ويمسك بعصاة محدودبة من الأمام ويهتف من خلف القائد سير ...سير ، هذه الصورة رسمها الفنانون في حزب المؤتمر الوطني ، يتخيلون الأشياء ثم يركضون من خلفها كأنها حقيقة ، فقادة الحركة الشعبية يمثلون النسيج المختلف من مقومات الشخصية السودانية ، وحتى كتابة هذه السطور تتحدث وسائل إعلام حزب المؤتمر عن تمرد وزراء الحركة على القائد سلفاكير لأنهم رفضوا تأدية القسم ، نحن في هذا المحك وتحيط بنا النوائب من كل مكان ، لكن المراهقة السياسية لحزب المؤتمر الوطني تجعله يسير على حبل الأماني من غير أن ينظر إلي الهاوية السحيقة التي تفصل بين الوهم والحقيقة .
سارة عيسي
(عدل بواسطة SARA ISSA on 19-10-2007, 05:49 م)

Post: #149
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:45 AM
Parent: #148

ما هي قصة القنوات التلفزيونية السودانية التي غزت الفضاء الأن؟

قناة هارموني ، قناة الشروق ، نساء يرقصن ( الرقبة ) ، رجال حولهن يلعبون بالسيف ، مديح نبوي بالموسيقي يتمايل معه بعض الصبية ، فنانون هجروا الغناء وتحولوا لمادحين ، ذكروني بقصة شهيرة للشيخ أبو زيد محمد حمزة مع أحد الفنانين ، هذا الفنان الواعد جاء للشيخ أبو زيد وقال له أنني تركت الغناء وتبت لوجه الله ، ومن أجل تكفير سيئاتي سوف أمتهن المديح النبوي :-
رد عليه الشيخ أبو زيد : يا ولدي يا ريت لو بقيت في غناك .. الآن بقيت شحاذ ومبتدع !!
إحدي القنوات يُقال أنها مملوكة لرجل المال والرياضة جمال الوالي ، فقد أسماها ( الشروق ) ، وهي تضم نفس الوجوه التي كانت في تلفزيون السودان ، الفارق الوحيد أنه اضاف ليها بعض ( الشوام البيض ) ، ولا ادري هل يتساوى هؤلاء في الرواتب والمخصصات ؟؟ أم يجري عليهم ما حدث للسودانيين في قناة الجزيرة ، التغطيات الأخبارية الأولى يقرأها جمال ريان وجمانة نمور وليلى الشايب ، أما الزبير نايل فيقرأ موجز الأخبار بعد أن ينام الناس ، الغريب في الأمر وجدت حسين خوجلي وهو يلبس ثياب أبطال المسلسلات التاريخية ، يقوم بمدح هذه القناة ، يتبعه في ذلك أمين حسن عمر ، والقناة تقول أنها سوف تنشر شبكة مراسلين في كل أنحاء العالم .
أما قناة ( هارموني ) فلا أعرف لها أباً أو أماً ، ما عدا بعض الصبية الذين يتمايلون ..لا أعرف هل هذا غناء أم مديح ؟؟

Post: #150
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:47 AM
Parent: #149

قراءة للمؤتمر الصحفي الذي عقده النائب الثاني ..تكريس للشقاق

من مميزات عصرنا الحالي المؤتمرات الصحفية ، فهي كالعادة تكون موجزة في المضمون ، ولا يدخل سياقها في تحليل المواقف السياسية بمزيد من الإسهاب ، أو الدخول في تفاصيل دقيقة تجعل السامعين يملون الحديث ، كما جرت العادة أن يُسمح للصحفيين بعمل عدد من المداخلات ، هذا التفاعل مطلوب بين المسؤول وجمهور السامعين ، توقعت أن يحدث هذا يوم أمس عندما عقد النائب الثاني لرئيس الجمهورية الأستاذ/علي عثمان محمد طه مؤتمره الصحفي ، ما أتضح لي أن ما قام به ليس بمؤتمر صحفي بل ندوة سياسية أو " ركن نقاش " إذا صح التعبير ، الحديث كان مطولاً ودخل الأستاذ طه في تفاصيل مملة ، وحصيلة ما قدمه لوسائل الإعلام لا يزيد عن كونه ملخص كامل للهجمة التي يمارسها حزب المؤتمر الوطني على الحركة الشعبية .
مما جاء في المؤتمر أن حزب المؤتمر الوطني حوّل أكثر من ثلاثة مليار دولار لحكومة الجنوب ، ويسأل الأستاذ طه أين ذهبت هذه الأموال ؟؟ وبنفس المستوى المواطن في الشمال أين ذهبت حصته من هذا المال ؟؟ فمن أجل معالجة الأوضاع في دارفور تبرعت حكومة الإنقاذ بثلاثين مليون دولار فقط كما جاء في إتفاق أبوجا ، وألتزمت للرئيس كارتر بدفع ثلاثمائة مليون دولار من بينها مائتي مليون دولار قرض قدمته الحكومة الصينية ،و في كارثة الفيضانات الأخيرة في الشمال لم يجد الناس مساعدة من الحكومة ، ومن أعان الناس حقاً هو المنظمات الإنسانية التي توفر الخيام والدواء ، لذلك ليس مطلوب من التنفيذيين في حزب المؤتمر الوطني الحديث عن مصالح الجنوبيين ، لأن ما قدمه لهم حزبه هو الحرب والفناء وتدمير البنية التحتية ، هذه الثلاثة مليارات لن تبني أرضاً مُورست فيها الحرب خلال عدة عقود وبمختلف الأشكال التي تتنوع بين عرقية ودينية ، فخلال الفترة الممتدة بين 1989 إلي 2005 ما هي إنجازات حزب المؤتمر الوطني في الجنوب ؟؟ كم عدد المدارس التي بناها ؟؟ وكم عدد المستشفيات التي شيدها ؟؟ ، أنا متفائلة بالوضع الحالي في الجنوب ، وما نجده من خلل نعزوه إلي حداثة التجربة ، ولقد قرأت تقريراً أن ستمائة ألف تلميذ في الجنوب أنتظموا في سلك المدارس خلال هذا العام ، وهناك عودة طوعية لسكان الجنوب ، وهناك وعي بين الجنوبيين بأن من يمثلهم " علي علاته " أفضل من الدخلاء الذين لم يعطوهم سوى الحرب والنزوح .
أمر ثاني أشار إليه النائب الثاني ، وهو أن رجال المؤتمر الوطني لا يتكالبون على السلطة ، هذه فرضية تدحضها الوقائع ، فمنذ عام 1989 وحتى تاريخ كتابة هذه السطور لا زال حكم السودان حكراً بين مجموعة قليلة من ثلة المؤتمر الوطني ، والتعديل الوحيد الذي طرأ هو خروج الوجوه التي كانت مؤيدة للدكتور الترابي ، فإذا أخذنا النائب الثاني كمثال فهو لم يبارح السلطة ، بدأ كوزير للتخطيط الإجتماعي ثم وزيراً للخارجية ، وأستقر الآن على نائب ثاني ، فالإستئثار بالسلطة هو الذي دفع الجبهة الإسلامية القومية إلي تنفيذ هذا الإنقلاب ، ومن أجل الهيمنة وفرض الرؤي السياسية دخلت الإنقاذ في حرب الجنوب ، وصراع الحزب الحاكم وتشرذمه بين مجموعتي القصرو المنشية سببه الخلاف حول منصب نائب الرئيس الذي يشغله الأستاذ/طه الآن ، ليس علينا أن نذهب بعيداً ، فلماذا لا نأخذ تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية الحالية كمثال للتكالب على السلطة ؟؟ فالحركة الشعبية لا تشغل سوى منصب سيادي واحد ووهو وزارة الخارجية ، وهذه الوزارة يشغلها عضو في الحركة يعاني من (conflict of interest) تجعله أقرب لحزب المؤتمر الوطني من الحركة الشعبية ، غير ذلك ، فهو محاط بعدد كبير من المستشاريين الرئاسيين المنتمين لحزب المؤتمر الوطني وبصلاحيات كبيرة تتجاوز صلاحيات الوزير المفوض ، وهذا الأمر أشار إليه القائد سلفاكير عندما تبرم من طرد المسؤوليين الأممين من البلاد من دون التشاور معه .
سارة عيسي

Post: #151
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:49 AM
Parent: #150

القائد سلفاكير و علي سالم البيض من الوحدة إلي الإعتكاف

يُعرف عن القائد سلفاكير بأنه من دعاة الوحدة بين الجنوب والشمال ، ووقف مع قرنق وحارب الإنفصاليين في بداية التسعينات ، أما الأستاذ/علي سالم البيض ، الأمين العام للحزب الإشتراكي في اليمن الجنوبي ، كان هو صاحب فكرة توحيد شطري اليمن ، فكما حدث في السودان ، قامت الوحدة في اليمن على الشعارات البراقة ، ولم يرجع الحزبين إلي القواعد الشعبية ، كان جنوب اليمن يحظى بنظام إداري جيد ، مما جعل العامل القبلي يذوب قليلاً ، على العكس مما يحدث في الشمال ، فالنظام في صنعاء قام أساس القبيلة والمصاهرة ، بدأ الخلاف بين صالح والبيض عندما طلب الأخير عرض منصب نائب الرئيس للإنتخاب المباشر ، حينها شعر الرئيس صالح بالخطر فهو هذه المرة مهدد بمنافس قوى يقاسمه ورق اللعبة ، فرفض هذا الإقتراح ، بعد ذلك شهدت اليمن سلسلة من الإغتيالات والتفجيرات تُبودلت فيها الاتهامات عن من المسؤول ، راح ضحيتها عدد من منسوبي الحزبين ، وسط هذا الجو المشحون بالتوتر وعدم الثقة عمد حزب التجمع اليمني للإصلاح إلي صب الوقود في النار ، وبدأ يستخدم السلاح الديني في مواجهة الحزب الإشتراكي ووصف قادته " بالكفرة " و " الزناديق " و " الزنوة " ، أعتكف نائب الرئيس علي سالم البيض في عدن ورفض ممارسه مهامه كنائب رئيس ، ولا زالت الصورة غير واضحة على الرغم من مرور وقت طويل عن الكيفية التي تم بها إعلان الإنفصال ، فالرجل لجأ إلي سلطنة عمان بعد الهزيمة وترك للمؤرخين مهمة توثيق تلك الحرب والتي عُرفت في القاموس اليمني بحرب صيف 1994 ، هناك عوامل أدت إلي هزيمة الإشتراكيين في اليمن الجنوبي ، من بينها أنهم حاربوا القبائل والعشائر قبل الوحدة ، وهذا السلاح استخدمه خصومهم في الشمال ببراعة ، وزادوا على ذلك ، الإستعانة بالمجموعات الإسلامية التي كان يمثلها حزب التجمع الوطني للإصلاح بقيادة عبد المجيد الزنداني ، فلم يجد قادة الحزب الاشتراكي في اليمن الجنوبي دعم من القاعدة العشائرية أو إعتراف دولي ، وحتى الدول العربية التي أعترفت بهم ضمنياً تراجعت عن ذلك بعد أن تلقت عدة تطمينات من اليمن من الرئيس صالح ، وبقيت الولايات المتحدة علي الحياد ، أنتهت تجربة الوحدة في اليمن بالحرب والدمار ، وكرست نظام الحزب الواحد ، وحتى الإسلاميين الذين ورثوا حصة الحزب الإشتراكي لم يقطفوا ثمار الحرب ، فقد تحالف الرئيس صالح ضدهم عندما أعلنت أمريكا الحرب على الإرهاب ، وأصبح يصفهم في خطاباته الجماهيرية بالخونة والمخربين والعملاء والزنادقة والخوارج .
أمر يجب أن أطلع القراء عليه زاد من عمق الأزمة في اليمن ، وهو الإنتشار العسكري المتبادل بين الشريكين في الشمال والجنوب ، فعندما أنطلقت شرارة الحرب ، قام كل طرف بالقضاء على قوات الطرف الآخر المتواجدة داخل حدوده ، وهنا لا بد من الإشارة إلي قوات الحركة الشعبية المنتشرة في الشمال ، وقوات حزب المؤتمر الوطني المنتشرة في الجنوب ، وسط هذا التصعيد الإعلامي ، وإن غلّب الشريكان سياسة العنف على مبدأ الحوار فسوف تحل كارثة على السودان تُزهق فيها المزيد من الدماء التي لن يشتريها النفط .
لكن مهما بدأ الأمر هناك فرقٌ بين الحركة الشعبية في السودان والحزب الإشتراكي في اليمن الجنوبي ، نعم أعتكف القائد سلفاكير في جوبا وسحب طاقمه الوزاري من حكومة الوحدة الوطنية لكنه لم يعلن الإنفصال عن الشمال بل طلب من الشريك الآخر عدم التلكؤ في تنفيذ الاتفاق ، هنا يُكمن التشابه بين التجربتين ، ما عدا جانب واحد ، وهو أن مبدأ الإنفصال مُضمن في اتفاقية نيفاشا بعد أن رُبط بفترة زمنية تصل إلي ستة سنوات ، والفارق الثاني أن الحركة الشعبية تُجاور محيطاً أفريقياً متناغم معها إذا بادرت إلي الخطوة الثانية وهي الإنفصال المبكر ، سوف يتوفر لها الإعتراف الإقليمي ، أما بالنسبة للإعتراف الدولي فإن للحركة الشعبية توجد دبلوماسي ملحوظ في الدول الغربية والولايات المتحدة ، ولها علاقات خارجية حتى مع الصين الداعم الأول لحزب المؤتمر الوطني ، والصينيون لن يضعوا بيضهم كله في سلة الإنقاذ وهم يقيناً يعلمون أن الجنوب سوف ينفصل بعد أربعة سنوات ، عندها ، لن يعودوا في حاجةٍ لحزب المؤتمر الوطني والذي أرتبط في إستراتجيتهم بمصالحهم النفطية في السودان .
تباين جوهري آخر ، وهو أن اليمن الشمالي كان موحداً عندما خاض حرب صيف 1994 ، أما حزب المؤتمر الوطني فيُعتبر تعيساً في هذا الجانب ، فهو يواجه وضعاً معقداً في دارفور ، وقد رمى بمعظم قواته في هذا الإقليم ولم يضع في حساباته أن العلاقة سوف تسوء مع الحركة الشعبية في الجنوب ، وحرب دارفور تشكل خطورة أكبر على النظام من حرب الجنوب ، إذا وضعنا في الإعتبار إتساع ميدان القتال الذي يتاخم مدن إستراتيجية تُعتبر في عمق الشمال مثل الخرطوم والأبيض ودنقلا ، وليس من المستبعد أن يشتعل الشرق من جديد إذا شعر القادمون الجديد أن هيكل الحزب الحاكم بدأ يتهاوى في الغرب والجنوب ..فلماذا لا يستغلون هذا الوضع الطارئ ويطالبون بحصتهم كاملة من ريع الذهب و ميناء بورتسودان ؟؟ فقد خسر حزب المؤتمر الوطني القوى السياسية في الشمال عندما وضعها في خانة " خبر كان " .
ومن أوجه الإختلاف أيضاً أن اليمن الجنوبي لم يكن محكوماً من قِبل الشمال قبل إعلان الوحدة ، ولم تكن هناك حرب بين المتجاورين ، هذا العامل غير متوفر في الجنوب ، لأن أهل هذا الإقليم حُكموا من قبل الشمال لأكثر من نصف قرن ، ولم يُقدم الشمال لهم سوى الحرب والدمار ، فهو الآن يطلب من الحركة الشعبية أن تنفذ في سنتين أعمال عجز عنها لمدة نصف قرن ، ولا ننسى أن الحرب الماضية دارت رحاها في أرض الجنوب ، فدفع ثمنها المواطن العادي والحجر والشجر والحيوان ، فهيمنة الشمال على الجنوب أدت إلي إلتفاف الشعب هناك حول الحركة الشعبية ، والمسيرات الشعبية التي أنتظمت مدينة جوبا خير دليل على ذلك .
سارة عيسي

Post: #152
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:50 AM
Parent: #151

حزب المؤتمر الوطني : لا أرضاً قطع ..ولا ظهراً أبقى

أحد المستبصرين من رجال الإنقاذ ، في بداية عنفوانها وثورتها ، تنبأ بأن الإنقاذ سوف تبقى في الحكم لمدة أربعين عاماً ، فمن المفترض أن تذهب الإنقاذ في عام 2029 م كما اشارت تلك التوقعات ، لعلي نسيت إسم هذا الشيخ القارئ للغيب لكنني أظنه الآن مع مجموعة الدكتور الترابي يقاسي الأمرين ، فالنسبة له الإنقاذ قد سقطت بعد خروج الشيخ ، أي بعد عشرة سنوات من تاريخ النبوءة ، وقد دعم أصحاب هذه النبوءة وجهة نظرهم بمقارنة تاريخية هامة وهي إن كان النميري قد حكم السودان من غير حزب عقائدي لمدة ستة عشر عاماً ، فما المانع أن يحكم الإسلاميون لمدة أربعين عاماً وهم يملكون الحزب العقائدي والخبرة والثروة ؟؟ هذه النظرية يعارضها رأي آخر وهو أن النميري قد حافظ على قومية الخدمة المدنية ، وربما يكون لهذا السبب بقى لمدةٍ أطول في السلطة ، كما أنه حافظ على الوحدة الوطنية ولم يقسم البلاد جنوباً وشرقاً وغرباً ، وبما أنه لم يكن مقيداً بسياسة حزبية فإنه تغاضى عن الكثير من الأشياء التي فعلتها الاشياء الجبهة الغسلامية ، من بينها عدم تسييس الجيش والخدمة المدنية ، كما أنه لم يكن في حالة صدام مع الدول الغربية ، فهناك من يقول أن الأحزاب التي تصالح معها النميري تسببت في سقوطه ، ولولاها لبقى في الحكم من غير أن ينازعه عليه أحد . فحرب الجنوب الثانية قامت لأن النميري طبق المشروع السياسي للأخوان المسلمين ، هذا العامل ولحق به التراجع عن اتفاقية أديس اببا هما اللذان دفعا الحرب إلي الأمام .
وتجربة الأحزاب الشمولية في حكم العالم العربي والأفريقي عادةً ما تنتهي بكارثة ، فعلينا أن نستوحي تجربة الكونغو زائير والصومال والعراق ، عندما سقط الحزب تفككت الدولة ، فملأت فراغ الدولة القبائل والعشائر ، و أخشى أن تكون نهايتنا في السودان على هذا النحو ، فحزب المؤتمر الوطني لا يقر إلا بوجوده في السلطة ، ورفض أي صيغة لحكم السودان تضعه في رف التاريخ ، إذاً لم تعد عندنا دولة بالمعنى المفهوم بين الشعوب ، ومصير الحزب الحاكم كما قال الحكماء أصبح مربوطاً بمصير الشعب السوداني ، فلا أمل في عودة الحريات طالما هناك رجال ينحني لهم التاريخ مثل على محمود حسنين في غياهب السجون فالإنقاذ لا يترك رجالها الأحقاد والثأرات والسودان في أحلك لياليه التاريخية ، وتجميد الحركة الشعبية لمشاركتها في حكومة الوحدة الوطنية أصابت النظام في مقتل ، وحار المنظرون في كيفية الخروج من هذه المعضلة ، ولم تفلح المناشدات أو التوسلات في جلب قادة الحركة الشعبية إلي القصر ، ومؤتمرات قاعة الصداقة جعلت الحركة الشعبية تتصلب وتضع المزيد من الشروط مقابل العودة ، والوقت يمر بسرعة البرق ، وأيام قلائل و سوف يدهم الوقت حزب المؤتمر الوطني ، فلا يدري هل سيسير إلي سرت وهو مهيض الجناح ؟؟ أم سيبقى في الخرطوم من أجل حل هذه الأزمة الناشئة ؟؟
أتضح بأن ما تطالب به الحركة الشعبية ليس التعديل الوزاري كما أعتقد منظرو الإنقاذ ، ففي السودان من السهل جداً أن تصبح وزيراً ، وليس كل الاشخاص الذين يشغلون مناصب في حكومة الإنقاذ كانوا يملكون وزناً في الشارع ، أو لهم قواعد حزبية رشحتهم لهذه المناصب ، كمثال فلنأخذ حزب مجموعة الهندي أو حزب المناصب كما يسمونه في مجالس الخرطوم ، فعدد أعضائه لا يزيدون عن ألف شخص ، و95% من هؤلاء الأعضاء يشغلون مناصب في الدولة على مختلف المراحل ، لكن إذا نظرنا إلي تمثيله في الحكومة ، لن أطلق سراً إذا قلت أن حصتهم أفضل من الحركة الشعبية ، لأن الحركة الشعبية نالت حصتها في هذه الحكومة بعد أن قدمت الشهداء والدماء ، أما هؤلاء فقد أتوا من فنادق لندن والقاهرة كما كان يقول إعلام الإنقاذ فوجدوها جاهزة على طبق من ذهب .
سارة عيسي

Post: #153
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:02 AM
Parent: #152

محمد خير فتح الرحمن,رئيس إتحاد التزوير في جامعة الخرطوم عام93:هو مدير مكتب قناة الشروق

عام 1992 قام الإسلاميون بحل تنظيم الإتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم ، كما تم خلق بديل آخر يقوم بنفس المهمة تحت مسمى حركة الإسلاميين الوطنيين " حاو " ، هذا أتى بعد عاصفة أحداث عام سبتمبر 1991 والتي أنتفض فيها الطلاب على تنظيم السلطة في الجامعة ، فطردوهم من الجامعة والداخليات ، مما جعل قيادات " أصلب العناصر لأصلب المواقف " تتشرد ، تنام وهي ذليلة ، خاضعة ، في مسجد الجامعة الذي لم يسع الأعداد المتكومة حتى أُوصدت الأبواب في وجه المصلين ، لئلا يرى الناس الفضيحة ، حُظرت صحيفة " آخر لحظة " من الصدور في مقهى النشاط ، وكل من حامت حوله شبهة الإنتماء " للكيزان " قابله الطلاب بالضرب المبرح والطرد من المجمع السكني .
هذه الحادثة كلفت الإتجاه الإسلامي جلده الذي كان يعتز به ، فكما تم تغيير مُسمى الجبهة الإسلامية إلي المؤتمر الوطني ، بنفس خروف " السماية " أخذ الإتجاه الإسلامي إسماً جديداً وهو كما أشرنا حركة " حاو " والتي كانت خليطاً من أبناء رجال الأعمال وقدامى منتسبي الإتجاه الإسلامي ، سايرهم في الركب طالبي الوظائف والشهرة وأصحاب الحاجات .
محمد خير فتح الرحمن ، طالبٌ بكلية الهندسة ، وهو من أبناء كوستي ، صحيح أنه ينتمي للإتجاه الإسلامي لكنه كان في القيادات الدنيا ، فالرجل كان خاملاً وليس له اي نشاط واضح مثل علي عبد الفتاح وحاج ماجد ، تطور الأحداث أفضى أن يصبح محمد خير فتح الرحمن أميناً عاماً لحركة الإسلاميين الوطنيين ، هذا التغيير جاء لأن قيادات الإتجاه الإسلامي القديمة أصبحت مبغوضة في الجامعة بسبب تأييدها الأعمى لسياسات النظام داخل الجامعة ، ومباركتها لقتل الطلاب وتعذيبهم ومصادرة حقي السكن والإعاشة ، لذلك تم إنتداب محمد خير ، على فرضية أنه شخصية مغمورة ومجهولة بالنسبة للطلاب ، ربما تنجح في توسعة القاعدة الشعبية لتنظيم الإتجاه الإسلامي تحت اسمه الجديد .
المحطة الثانية عام 1993 ، بعد أن قامت السلطة بحل إتحاد حاتم المهدي الذي كان يقوده المحايدون ، تم الإعلان عن إنتخابات جديدة ، المنافسة كانت حادة بين قائمة المحايدين وقائمة " حاو " بقيادة محمد خير فتح الرحمن ، كاد المحايدين على وشك إعلان فوزهم في الإنتخابات لولا وقوع طارئ بسيط ، قام د.زيدان ، وهو رئيس إتحاد سابق وعضو في الجبهة الإسلامية ، بإجراء عملية تبديل "Switch" لصناديق الإقتراع ، وبمساعدة من قبل جهاز الأمن تمكن من كسر الحاجز من المصنوع من خشب " البوسنايد " والذي كان يفصل بين الغرفة التي كانت موضوعة بها صناديق الإقتراع و كافتريا دار الإتحاد ، وتم التزوير في الصناديق التي كانت تخص كلية الإقتصاد والطب ، حيث فازت فيها حركت " حاو " بالتزكية وهذا أمر لم يحدث حتى في أيام عنفوان الإتجاه الإسلامي .
هذه العملية نتج عنها إتحاد منسي عن الذاكرة الطلابية ، وقد عُرف في قاموس جامعة الخرطوم بإتحاد " المزورين " أو " إتحاد الهمبرجر " لأنه كان يقدم هذا النوع من السندوتشات في حفلات إستقبال الطلاب الجدد ، كان البرالمة يسخرون من هذا النوع من الضيافة ووصفوها " بالعشاء الأخير للسيد المسيح " ، رئيس هذا الإتحاد هو محمد خير فتح الرحمن ، وهو الآن يشغل منصب مدير مكتب قناة " الشروق " في الخرطوم ، رأيته في هذه القناة وقد ملأه اللحم وكساه الشحم وهو يتحدث عن عكس الثقافة المتنوعة للشعب السوداني في قناة الشروق ، وحسب علمي أن الأخلاق لا تتجزأ ، وأن الضمير لونه واحد لا يتغير ، فإن وصل هذا الرجل إلي مقعد رئيس إتحاد طلاب جامعة الخرطوم تحت جنح ظلام التزوير فهل يا ترى سوف يكون صادقاً في عكس ثقافة التنوع في السودان ؟؟ هذه الثقافة التي تجعل أهلنا في الجنوب وغرب السودان لا يفعلون شيئاً سوى الرقص و " التنطيط " أمام كل زائر يطرق بابنا هو يعرض الوساطات ويقدم لنا الحلول ويعدنا بالمن والسلوى ، كأننا أداةٌ للهو والتسلية لا يُحفل لأمرنا إلا عند وصول الزوار العرب ؟؟
(عدل بواسطة SARA ISSA on 01-11-2007, 07:05 ص)

Post: #154
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:04 AM
Parent: #153

قصة الأطفال المختطفين في تشاد وقراءة الزوبعة في الفنجان

خلال الخمس سنوات الماضية تابعنا في ليبيا قصة الخمس ممرضات والطبيب الفلسطيني ، تحدث الإعلام العربي الذي ينصب نفسه قاضياً وجلاداً ومراقباً للضمير في آن واحد ، عن إقدام هؤلاء النسوة بحقن 400 طفل ليبي بدم ملوث بفيروس الأيدز ، وتباينت ردود الفعل في عالمنا العربي ، بين هل يستحق الجناة عقوبة الإعدام أم السجن المؤبد ، وتوصل مراقبي الضمير في الصحافة العربية إلي رأي واحد ، وهو من حق ليبيا تطبيق الحكم على المتهمين بما يناسب الجريمة البشعة ، فالمجني عليه هنا طفل لم يفارق خدر البراءة ، ونحن في العالم العربي لا نحزن على أطفالنا الصغار إذا ماتوا بسبب الكوليرا أو سوء التغذية ، لكن هذا لن يمنعنا أن نقيم المناحة إذا قتلهم أحد من خارج ديارنا وهو يستخدم داء العصر الحديث الذي يفضي بصاحبه إلي هازم اللذات ومفرق الجماعات ، ومخرب القصور ومُعمر القبور ، هكذا يصف صاحب " الف ليلة وليلة " الموت ، وسط الهيجان العاطفي ، ودغدغة المشاعر وإطلاق سيل الدموع المنهارة ، تموت الإجابة عن عدد من التساؤلات ، من بينها كيف عملت هؤلاء النسوة البلغاريات في مستشفي حكومي ؟؟ وقبل توظيفهن هل تأكدت السلطات الليبية من خلو ملفهن الطبي السابق من جرائم الإهمال المتعمد ؟؟ وكيف يُمكن لهؤلاء الممرضات أن يقمن بإتخاذ أربعمائة قرار نقل الدم من دون علم إدارة المستشفى ؟؟ فأين دور الليبيين في هذا التقصير ؟؟ هذا إذا لم نسأل ..كيف دخل هذا الدم الملوث إلي ليبيا من غير أن يخضع للفحص والتدقيق ؟؟
هذه التساؤلات المنطقية لم تجد حظها عند حفظة الضمير ، فقد وجه الإعلام العربي ، المُتمترس خلف جدران نظرية المؤامرة ، الرأي العام العربي نحو هدف آخر ، فبما أن المُتهمات بلغاريات فلماذا لا ندخل هذه الأزمة في بوابة الصراع الحضاري بين الشرق والغرب ، فلماذا لا يكون المقصود هو قتل الطفولة العربية وهي في المهد قبل أن تنشأ وتترعرع لتهز عرش الكيان الصهيوني كما يُعلّم سعادة/العقيد شعبه في كتابه الأخضر ؟؟ ولا ننسى أنه الرئيس الوحيد في عالمنا العربي ، الخانع ، الذي وضع يافطة ( طُز في أمريكا) في الشوارع ، لم يقل أحد أن هناك إهمالاً من قبل وزارة الصحة الليبية لأنها هي التي جلبت هؤلاء الممرضات ، ولأنها هي التي سمحت بدخول هذا الدم الملوث من غير أن تعرضه على الفحص ، أو تحمل المسؤولية للمصدر ، تاجر الإعلام الليبي بقضية الممرضات ، وقد نجحت " طليقة " الرئيس ساركوزي في عقد صفقة في الخفاء مع النظام الليبي ، بموجبها تم إخلاء طرف الممرضات البلغاريات ، وبموجبها ألتزمت فرنسا بتزويد ليبيا ببعض المقاتلات الجوية لعلها تطفئ شغف العقيد ورغبته في التملك ، فطموح العظمة والقوة والجبروت هو الذي بدد المال العربي ، وهو الذي جعل الدم العربي مُسترخصاً ومباحاً من قبل الجميع ؟؟ فطموح العظمة هو الذي جعل ليبيا تدفع أربعة مليارات دولار لذوي عائلات ضحايا " لوكربي " ، هذا المبلغ كان كافياً لعلاج كافة أبناء الشعب الليبي في مستشفى " مايوكلينك " في أمريكا لعدد من السنين .الإعلام العربي تجاهل تصريحات سيف الإسلام القذافي الذي أعترف بأن هذه القضية كانت مُفبركة ولا اساس للإتهامات التي سيقت في وجه المتهمين لأن إعترافات الجناة تمت، كما هو معروف في العالم العربي ، تحت وطأة التعذيب .
يقول لينين : أن التاريخ لا يُمكن أن يعود للوراء ، لكن التاريخ في عالمنا العربي لا يعود للوراء وكفى ، بل أحياناً يعود إلي عهود تاريخية ممتدة الجذور في أرض التاريخ ، ليس عيباً أن نعود للوراء إن كان ذلك يهدينا للمستقبل ، لكن أن العيب أن يكون الوراء معضلة تحول بيننا وبين المستقبل ، وقد عدنا للوراء مجدداً في تشاد ونحن نتناول رواية الأطفال المختطفين ، حتى الآن لم ندخل الرواية الوليدة كما ينبغي ، ولا زال التضارب في القصص الصحفية يسد رؤيتنا لنعرف حقيقة ما جرى هناك ، فهل الأطفال المعنيون بقصة الخطف تشاديون أم سودانيون ؟؟ وهل هم أيتام بالفعل ؟؟ أم أن ذويهم باعوهم لهذه المنظمة مقابل مبالغ مالية ؟؟ ووضعهم في الدول الغربية أيضاً ..فهل سيعيشون تحت كفالة أسر متعاطفة مع وضعهم الإنساني ؟؟ أم أنهم عرضة للبيع وأعمال السخرية ؟؟ ويقول محامو المنظمة أنهم يملكون تصريحاً من السلطات التشادية يسمح لهم بتنفيذ العملية مما يعطي الإنطباع أن بعض عمليات النقل قد تمت في وقتٍ سابق تحت سمع ومرأى السلطات التشادية .
لقد سمعنا قصص كثيرة وروايات متعددة لنفس الحدث ، وركبت الإنقاذ الحصان الأبيض ، كالشاطر حسن الذي خاطر بحياته من أجل إنقاذ الأميرة بدر البدور ، تحدثت وزيرة الشئون الإجتماعية عن الأزمة وطالبت بتقديم الجناة للمحاكمة العادلة ، بسرعة تم تكوين عدد من اللجان تضم وزراء من الدفاع والداخلية ، أنها معركةٌ في غير مُعترك ، على هؤلاء الرسميين أن يسألوا أنفسهم ..ما الذي أودي بمائتي طفل مشرد إلي تشاد ؟؟ وهل سألوا أنفسهم وهم يتقلبون على فرشهم الوثير في " كافوري " و " يثرب " أن آلاف الأطفال مثل هؤلاء وليس مئاتاً ، يواجهون أوضاعاً مأساوية محزنة أسوأ بكثير من هذه الحادثة ، وهناك المئات منهم يموتون من نقص الغذاء والدواء يومياً ، لكن لا بواكي عليهم لأنهم بعيدين عن بؤر الإعلام ، نقتل ذويهم بدمٍ بارد ، نحرق قراهم ، نصادر الثمر ، نغتصب النساء ، نترك الجناة يفرون من يد العدالة ، ليس هذا فحسب ، بل نضع الجناة في كرسي الإنسانية ، ونطلب من الجزار أن يرأف بالشاة ويشحذ السكين حتى لا تشعر بالألم ، لكن هذا لا يمنعنا أن نركب الموجة مع الراكبين ، فنبكي على الإنسانية المهدرة في دارفور ، نطلق البيانات الصحفية ونكوّن اللجان ونتحدث بحرقة وألم لوسائل الإعلام عن ما جرى وعن ما سنفعله ، حتى هذه اللحظة لم تطالب حكومة الإنقاذ بإستعادة هؤلاء الأطفال ، أو على الأقل تتحقق من هوياتهم هل هم سودانيين بالفعل أم تشاديين ؟؟ ، فقد تجاوزت الواقع الإنساني وأختارت المضي إلي مربع التنديد وإجراء المحاكمات ، والإنقاذ شريكة في كل كارثة تحدث في دارفور .وإن كان لا بد من المحاكمات فلنبدأ برموزها لانهم صنعوا هذه الكارثة .
سارة عيسي
(عدل بواسطة SARA ISSA on 05-11-2007, 08:47 ص)

Post: #155
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:08 AM
Parent: #154

إعدام المتهمين من دارفور رميا بالرصاص,هل نحن أمام عدالة منظمة كوكس كلان العنصرية؟


قاعدة قانونية مهمة في مجال القضاء ، أن بشاعة الجريمة يجب أن لا تصرفنا عن تحقيق العدالة وحفظ حقوق المتهمين .
القاعدة الثانية أن تكون هناك مساواة في تطبيق الأحكام ، فليس من العدل تطبيق الأحكام في " زيد " من الناس بسبب لونهم العرقي ، بينما " عبيدٌ " من الناس يمرحون ، يرتكبون العديد من الجرائم ولكن حبل العدالة لا يصل إليهم لأن لونهم العرقي جعلهم من فئة " النخبة " . كما جاء في قول الرسول ( ص ) : إذا سرق الشريف فيهم تركوه ، وإذا سرق الضعيف منهم أقاموا عليه الحد .
لو خرجت العدالة عن هاتين القاعدتين ، لن يكون الذي بأيدينا هو القانون ، بل ردة فعل يحركها الثأر والتشفي والإنتقام ، وما جرى للمتهمين من محاكمات في قتل محمد طه محمد أحمد أشبه بما كان يجري للسود في الولايات الجنوبية من أمريكا على يد منظمة كوكس كلان العنصرية ، عندما يتحرش أسود بإمراة بيضاء فإن جزاؤه القتل ، أما إذا فعل الأبيض ذلك بإمراة سوداء فعليه أن يدفع غرامة مالية ، ليس بسبب قضية التحرش ، بل لأن نفسه لم تمنعه من الهبوط إلي درجة دنيا ، فهو بهذا العمل يسئ إلي الجنس الأبيض الناصع والذي يأتي في قمة الهرم الإجتماعي .
نعم سُيست قضية محمد طه محمد أحمد لأبعد الحدود ، ولقد قرأنا تفاصيل الحكم في صفحات الجرايد قبل عام قبل أن يأخذ منطوقه من فم القاضي ، وقد تابعنا المؤتمرات الصحفية المتتالية التي كان يعقدها وكلاء النيابة ، وقد سمعنا العديد من الروايات المتناقضة والتي تحجب بعضها بعضاً ، لكنها كانت تجذب إنتباه الرأي العام نحو هدف بعيد ، و قد أستبعدت المحكمة خصوم محمد طه السياسيين وركزت على فئة إجتماعية واحدة ، فعلى سبيل المثال تعرّض محمد طه محمد أحمد للإغتيال مرتين ، مرة على يد عصام حسن الترابي ، وقد وقع ذلك في عام في منتصف التسعينات عندما عرض محمد طه بعصام الترابي في صحيفة الإنقاذ الوطني ، مما دعي الأخير أن يحمل سلاحاً نارياً ويداهم مقر الصحيفة ويقوم بإطلاق النار عليه ، ومرةً كادت عربة مُسرعة أن تدهسه في حادثة أُعتبرت أيضاً من التداعيات التي أعقبت إنشقاق الحزب الحاكم إلي قصر ومنشية ، ولا ننسى مجموعة د.عبد الحي يوسف التي أطلقت فتاوي التكفير والتحريض على القتل بسبب ما نشره المرحوم من مقالات حول نسب الرسول ( ص ) ، أعني بذلك أن محمد طه بقلمه وفر بيئة مناسبة للأعداء الديناميكيين والذين يملكون عدة أسباب للنيل منه ، لكن القضاء المُسيس تجاوز هذه البيئة المعادية عن قصد ، و مضى وهو يستخدم سلاح الإعلام في تركيب مسرح الجريمة على النحو الذي يريده ، صحيح أن الحكم الصادر وهو الإعدام رمياً بالرصاص بحق كل المتهمين بما فيهم فتى يبلغ السادسة عشر من العمر ، جاء وفق رغبات بعض الشرائح الإجتماعية المحسوبة على جهة معينة ، بحكم أن محمد طه من الشمال ، بينما أن الجناة من دارفور ، بذلك يكون النظام قد حكم على كل الدارفوريين من حسكنيتا وتلس وإلي الخرطوم بجريرة واحدة ، الفارق الوحيد أن النظام في الخرطوم أقام محاكمة صورية ، لكن نتائج أحكامها لم تختلف عن نهج العقوبة الذي تمارسه ضد أهل دارفور وهو القتل عن طريق القاذفات والقنابل والرصاص ، ما يعني أن عقوبة كل دارفوري هي القتل ووسيلة التنفيذ هي الرصاص .
كلنا نٌذكر الجريمة التي أرتكبها الأصولي العربي الخليفي عام 1993 م ، فقد قام بإعدام خمسة وعشرون مواطناً سودانياً وهم يؤدون صلاة الجمعة ، أذكر وقتها أن لمحمد طه رؤية مختلفة لهذه الجريمة ، حيث زعم بأنها صراع بين الجماعة حول " الأرزاق " التي تأتيهم من السعودية ، المحصلة النهائية أن هذا المتهم العربي الأصولي وجد كل حقوق المحاكمة العادلة ، وقد أُعدم في سجن كوبر شنقاً حتى الموت ، فهو أجنبي ، وقد قتل 25 مواطناً سودانيا في مسجد ...فكيف يُحكم عليه بالشنق بينما المتهمين من دارفور جزاؤهم القتل رمياً بالرصاص ؟؟
هذا يعني أن الدم السوداني متفاوت في قيمته ، هناك دم غال ،كما هناك دم رخيص ، والآن قد أقتصت الإنقاذ لأحد رموزها ، وقد أختارت سبيل التشفي والإنتقام ، فيا ترى متى ستعقد المحاكمات للذين أحرقوا القرى وقتلوا الأطفال وأغتصبوا النساء في دارفور ، لن تُعقد بأي حال من الأحوال ، لقد قلت لكم هناك فرق ، وتفاوت في سعر الدماء في سودان الإنقاذ .

Post: #156
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:09 AM
Parent: #155

أشهر غواصات الإتجاه الإسلامي في جامعة الخرطوم


الغواصة اسم أشتهر به المخبرين في جامعة الخرطوم ، هم في العادة طلاب عاديين يمشون في شارع المين رود ويأكلون في ( بيت القزاز ) ، يسكنون مع الطلاب في داخلية واحدة ، ولهم نشاط إجتماعي متميز مثل الدخول في الروابط الإقليمية والأكاديمية وحضور المنتديات ومشاهدة الأفلام في سينما النيل الأزرق ، لكن هذه الصورة الإجتماعية الزاهية يفسدها شئ واحد وهو أن هؤلاء الناس يتجسسون على زملائهم ، يقدمون إلي الأجهزة الأمنية بيانات كاملة عن كل طالب له لون سياسي ، قبل حكومة الإنقاذ لم يكن هناك ضرر كبير يقع على الطالب المُتحرى عنه ، فعادةً ما تسقط بيانات العضو المراقب بمجرد تخرجه من الجامعة ، بعد الإنقاذ تحوّل كل أعضاء الإتجاه الإسلامي إلي مخبرين وشرطة سرية ، وأصبحت المعلومات لا تنتهي بتخرج الشخص المراقب من الجامعة ، هذه المعلومات سوف تلاحقه إلي قبره ، وحتى أهله وجيرانه سوف يصبحون أهداف محتملة ، وبياناته مُعممة في كل مكان ، بداية من لجنة الإختيار للخدمة المدنية ونهايةً بقريته الصغيرة ، التنسيق بين جهاز الأمن في الخارج وتنظيم الإتجاه الإسلامي في جامعة الخرطوم أتسع مداه بعد عام 1989 ، فقد أشرف على تأسيس جهاز الأمن قسم الطلاب عبد الغفار الشريف الشهير بصاحب " البنطال المتسخ " ، وهو من أبناء شندي ، هذا الشخص كما قال الذين عرفوه يعاني من إضطرابات نفسية في طفولته ، فحمل معه حقداً هائلاً لكل من عرفه ولكل من زامله في الدراسة ، أتته الفرصة بعد وصول الإنقاذ للحكم فولج لجهاز الأمن والذي لا زال يعمل فيه حتى كتابة هذه السطور ، في أحداث ديسمبر عام 1989 التي استشهد فيها كل من بشير الطيب والتاية أبو عاقلة وسليم أبو بكر كان جهاز الأمن الطلابي فاعلاً في تلك الأحداث ، فقد أستفاد الإتجاه الإسلامي من خبرته السابقة في تنظيم المظاهرات ، فوضع جهازه الأمني خطة محكمة لاحتواء الغضب الطلابي ، فقد عمل أعضاء التنظيم كمرشدين للشرطة وهم يدلونها على المخارج التي ينفذ منها الطلاب ، دخلت الشرطة من باب النشاط وبدأت في رمي الجميع ، لجأ الطلاب المذعورين إلي شارع النيل وبوابة كلية الهندسة فراراً من النيران الكثيفة ، هناك كانت في إنتظارهم المفاجأة ، من بين أشجار الموز التي تزين ضفة النيل الأزرق خرجت سيارات الأمن " بكاسي " ، وبدأت في إعتقال كل من تجده في عرض الشارع ، ومن مدرسة مريدي للبنات خرجت مفرزة من جهاز الأمن ، قامت بإختراق سور مدرسة الخرطوم القديمة وتسللت للبركس من ناحية الجنوب ، وبدأ أفرادها أيضاً في إستقبال كل من لجأ للبركس ، كانوا يحملون قوائم جاهزة للإعتقال تضم أسماء عدد من الطلاب ، وكانوا يعرفون حتى أرقام الغرف ، وفي حرم الجامعة هناك ، وبينما دماء الطلاب تسيل زكيةً وتلطخ الجدر والأرصفة كان المجاهدين يطلبون من الأجهزة تضييق الخناق ، يأتي في رأس قائمة المخبرين ، علي عبد الفتاح والتجاني المشرف ومحمد أحمد حاج ماجد وإبراهيم الكناني وصديق محمد عثمان ،
وسوف نواصل

Post: #157
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:12 AM
Parent: #156

خبر سار, الرئيس البشير لقناة الجزيرة أتمني أن أكون رئيسا سابقا.


بدأ الرئيس البشير حديثه عن أزمة المياه في دارفور التي زعم أدت إلي نشوء ت التمرد ، هذه المرة لم يشر إلي حادثة بعير الرزيقات ، والذي تقول الرواية الإنقاذية أنه فر إلي أرض الأفارقة مما جعل الحرب تشتعل بين بين العرب والأفارقة ، وكرر نفس الكلام السابق بأن الإنقاذ فتحت الجامعات بصيغة ما قبل الثورة وبعد الثورة .
لكن الرئيس البشير أنكر قسمه الغليظ ، وذكر للجزيرة كلاماً مختلفاًً ، حيث قال أنه وافق على القرار 1769 على شرط أن تكون القوات القادمة من أفريقيا على أن يكون التمويل والقيادة من الأمم المتحدة ، وحسب ذاكرتي أن الرئيس البشير أقسم بعدم قبول قوات الأمم المتحدة من غير أستثناء ، وأقسم بالحرف الواحد أن أي " بوريه " غير " بوريه " قوات الإتحاد الأفريقي مرفوض ، وقبول ذلك " لحسة كوع " .
الآن الرئيس البشير كما يزعم يتمنى أن يكون رئيس سابق ، وأن يقوم بتولي المهام في منظمة خيرية ، لا أعلم ما هو العسل الذي يوجد في رئاسة المنظمات الخيرية ، سوار الذهب ومنظمة الدعوة الإسلامية ، وحتى لواء التعذيب حسن ضحوي يدعي بأنه يرأس خمسة منظمات خيرية ، و ها هو الرئيس البشير يسير على نفس الدرب ، مع علمي التام أن الحزب الحاكم لا يملك ورقة غير الرئيس البشير ،

Post: #158
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:13 AM
Parent: #157

الهندي عزالدين وزاوج " أبو درداق " من القمرة


تملكني الأسف الشديد وأنا اقرأ تقرير منظمة الصحة العالمية وهي تطلب من وسائل الإعلام بما فيها خطباء المساجد ، تطلب منهم تنوير الناس بمرض حمى الوادي المتصدع ، فقد حصد المرض ما يُقارب الثلاثمائة من الأرواح ، وعندما قرأت صحف الخرطوم تملكني العجب والإستغراب ، شعرت بأن هناك هوة واسعة بين الصحافة وهموم الشارع السوداني ، فما هذه الحملة المسعورة التي يقودها صحفي الدفاع الشعبي الهندي عز الدين على موقع سوانيز أولاينز ؟؟ فهل أنقضت كل الأزمات في السودان ولم يتبقى لنا إلا الفضاء الإسفيري ؟؟ بالتأكيد لا ، فهناك ثلاثة أزمات تعصف بالسودان الآن ، قضية دارفور والشراكة مع الحركة الشعبية والأوبئة التي تأكل من لحم الناس ، رغماً عن كل ذلك وجد الهندي عزالدين من يسمع له ، فحجر يرمي به مجنون يرهق مائة عاقل ، وها قد استجاب البعض لنداء الواجب والوطن ، فدخل الشيخ أبو زيد محمد حمزة مع الداخلين في حملة القضاء على سودانيز أونلاينز ، فهو لم يخطب في الناس لمحاربة الرذيلة المتفشية نهاراً جهاراً في شارع العرضة بأمدرمان بالقرب من جامع فيصل ، وفتيات الليل الراجلات اللائي ينتظرن طلاب الهوي وهن مرصوصات على قارعة الطريق ، وقصص الزواج العرفي وحمل السفاح ، هذا لم يفزع الشيخ أبو زيد ولم يحرك له ساكناً لأنه أصبح يعيش في حجر عزله عن المحيط الإجتماعي الذي يعيش فيه ، ولم تفزعه قصص إغتصاب القاصرات في مجتمع وصفته الإنقاذ بالرسالي ، ولم يشد أبو زيد الرحال إلي دارفور ليعرف كيف أصبح القتل في هذا الإقليم شريعةً وعادة فقدت بريق المهابة ، وقع كل ذلك لأن الخطباء في المساجد لم ينصحوا الحاكم أن حرمة الدم المسلم أكبر عند الله من حرمة البيت العتيق ، هنا النصيحة قد تدفع بصاحبها نحو التهلكة ولا أحد يستعجل الموت ، ومن الممكن أن تتسبب في قطع عيشه ورزقه ولا أحد يطيق الفقر ، أنا أحترم الشيخ أبو زيد أشد الإحترام ، لكن ذلك لا يمنعني أن أقول أنه شخص متسرع وعاطفي في نظرته للأمور ، وربما يكون هذا هو سبب خلافه الحقيقي مع شيخ الهدية الذي أشتهر بالتوازن والتريث في إبداء المواقف ، وقد شيعنا شيخ الهدية في سودانيز أولاينز وقد أنصفنا سيرته العطرة بين الناس ، الشيخ أبو زيد لا يعرف عن موقع سودانيز أونلانيز شيئاً غير المزاعم التي نشرها الهندي عزالدين في صفحات آخر لحظة ، وأعرف عن الشيخ أبو زيد حرصه وتشدده في عدم التساهل مع كل تقنية جديدة ، وأشك أن يكون في بيته مذياع أو تلفاز ، إذاً ، فبدلاً من الدعاء للهندي عزالدين فيا ليته لو رفع يديه للسماء ودعا لنا بالقول :
اللهم أرفع عنا البلاء والمحن والفتن
اللهم أرفع عنا حمي الوداي المتصدع
اللهم أرفع عنا الكوليرا والحمي النزفية
اللهم فرج كرب أهل دارفور
حيث يكون البلاء يكون الدعاء ، وحيث يكون الكرب تكون الإستجابة ، وخلافات الهندي عزالدين ليست مع موقع سودانيز أولانيز بسبب العقيدة الإسلامية ، بل بسبب تناول هذا الموقع لقضايا الفساد التي تمس السلطة ، ولأن هذا الموقع نجح في كشف مكامن الفساد وتحدى بإمكاناته البسيطة إعلام السلطة ، حتى ولو حُجب الموقع في السودان فهناك آلاف الطرق للوصول إليه ،السودان ليس مينامار ، فنحن ليس جزيرة معزولة عن العالم ، والقيم السودانية لن يرفعها الحجب ومذكرات المصادرة ، هذا الموقع يملك تأثيراً قوياً على السودانيين في المهجر ، وهذه النخبة يصل عددها إلي عشرة ملايين على أقل التقديرات ، وهو مرجع لوكالات الأنباء العالمية ، هذه الحملة قد تضر بالقارئ في داخل السودان وتحرمه من التواصل لبعض الوقت ، لكن هذا لا يضعف إنتشار الموقع في خارج السودان اللهم إلا إذا وقع السودان اتفاقيات مع كل دول العالم يطلب فيها إدراج هذا الموقع في القوائم السوداء ، كما أن هناك مواقع تنقل عن سودانيز أونلانيز ، هذا غير القوائم البريدية التي من خلالها يُمكن تمرير كافة المقالات المحجوبة ..شاء الهندي عز الدين أم أبي .
الهندي أزمته مع أهل دارفور عرقية ، وأزمته مع الحركة الشعبية دينية ، ومعركته مع سودانيز اون لانيز كالذي يصارع طواحين الهواء .والهندي عزالدين ظاهرة سطحية مؤقتة وجدت حظها من الشهرة بسبب تضييق الحريات ومصادرة الكلمة الحرة ، هذه الظاهرة في طريقها إلي الزوال بمجرد وميض برق الحرية ، وما يفعله الهندي عزالدين يذكرني بقصة " أبو العفين " أو الظربان كما تصفه العرب ، كلما ضاقت عليه المخارج لجأ للرائحة التي تُزكم الأنوف ، هكذا وصف السيد/الصادق المهدي رجال الإنقاذ ، كلما ضاق حول رقبتهم الحبل عمدوا إلي تضييق الحريات وفتح السجون وبيوت التعذيب .
سارة عيسي
(عدل بواسطة SARA ISSA on 17-11-2007, 02:51 م)

Post: #159
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:16 AM
Parent: #158

إسم في حياتنا: فهل هو المسئوول عن حفظ حقوق الملكية الفكرية في الأمم المتحدة؟

يختار عمر الجزلي ، المذيع المتحذلق والمتصابي ، كالشمطاء التي يهولها الشيب ، يختار لبرنامجه المسمى " أسماء في حياتنا " صنف محدود من الزبائن ، فهم نوع محدد من عبدة الذات وطلاب الشهرة ، كأنهم يمشون على الماء أو قد أرتقوا سلماً في السماء أو نفقاً في الأرض . فمعظهم إما من الإنقاذ أو من المايويين السابقين ، وأستغرب لوجود عبد المجيد الزنداني من بينهم ، وكيف يكون هذا الرجل اسم في حياتنا وهو لم يدخل السودان إلا زائراً ينام في القصور الحكومية ، ولا يلتقي إلا من يقاربونه في الفكر السياسي .
الآن أطل علينا نجم جديد وهو كامل إدريس وقد قدمه البرنامج على أساس أنه مفكر وبروفيسور وعالم ، هذه الكلمات أصبحت مبتذلة وتُطلق على كل من هب ودب ، فما هي مؤلفات الدكتور كامل التي كتبها بيده ؟؟ وتُدرس في أي جامعة من جامعات العالم ؟؟ وما هي مساهماته في مجال الفكر والأدب والثقافة ؟؟
سؤالي هو ، وحتى لا أتسرع في إطلاق الإتهامات ..أليس هو المسؤول عن حفظ حقوق الملكية الفكرية ؟؟ قد قرأت مساهمة للأخ هشام هباني في المنبر قبل مدة من الزمن ، فيها أن هذا العالم والمفكر والبروفيسور قام بتزوير شهادة ميلاده من أجل الحصول على هذه الوظيفة في الأمم المتحدة ، وقد نُشرت مقتطفات من مجلة سويسرية على ما أذكر تبين أن هذا المفكر ساعة إلتحاقه بالوظيفة كان عمره 19 عاماً ، أي أقل من عمره الحقيقي وقتها بتسع سنوات ، فهل هو نفس الرجل أم أن البقر تشابه علينا ؟؟

Post: #160
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:18 AM
Parent: #159

الشيخ أبو زيد محمد حمزة في ركب الهندي عزالدين

الحملة التي يقودها الهندي عز الدين ضد موقع سودانيز أونلاينز يجب أن لا نفصلها عن ما يجري في الساحة السياسية في السودان ، إنهيار وشيك في اتفاقية نيفاشا ، وعادت إلي العلن ظاهرة الدبابين وأجواء الحرب التي ألفناها في السنوات الماضية ، رجعت إلينا الخطب الحماسية في الميادين العامة وترديد أهازيج الحرب الكارثية ، وهناك إلتفاف على الحريات ، الأستاذين /محجوب عروة ونور الدين مدني داخل السجن ، غير بعيد عن ذلك ، السيدين/مبارك الفاضل وعلي محمود حسنين وراء القضبان على خلفية مزاعم مفبركة وتهم مُصطنعة بأنهما كانا ينويان تدبير إنقلاب ضد سلطة الإنقاذ ، هناك " ردة " على مناخ الحريات الذي توفر في السودان بعد اتفاقية نيفاشا ، وقد حملت الأشواق الإنقاذيين إلي مربعات التسعينات من القرن الماضي ، لذا ، فحملة التأجيج ضد موقع سودانيز أون لاينز لا تخرج عن هذا الجو المشحون ضد حرية التعبير ، ربما وجد الهندي عز الدين من يسمع له في مجتمع أعتاد على الضجيج في الصغائر والسكوت عند الكبائر ، فنحن في عهد يتولى فيه " الرويبضة " شئون العامة ، هو الذي يختار المعارك الوهمية ثم يطلب من الفقهاء أن يقفوا في صفه ، نعم هب الشيخ أبو زيد محمد حمزة وناصر الهندي وسخر له الدعاء من ظهر الغيب ، فإن وجد " الهندي " من الشيخ أبو زيد ما يريده ..فهل وجد الشيخ أبو زيد عند " الهندي " مبتغاه ، فقبل أيام حاولت مجموعته الإستيلاء على المركز العام ودور الجماعة والثرى الذي يحيط بقبر الشيخ الهدية لم تجرفه الرياح ، فما وجد عند الإنقاذ غير الحسم ، فمنعت قوات الشرطة مجموعة أبو زيد من تسور دور الجماعة التي أنشطرت إلي " جبليين " و إنقاذيين " ، ربما يريد الشيخ أبو زيد أن يستعيد الدور المفقودة عن طريق حملة " الهندي " ضد سودانيز أولاينز ، وموقف الشيخ أبو زيد من هذا الموقع لا يختلف عن موقف الشيخ عطية صاحب فتوى إرضاع الكبير التي خلقت هزة كبيرة وتندر واسع في المجتمع المصري ، وموقفه أيضاً لا يختلف عن موقف ذلك الشيخ الأزهري الذي أفتى بعدم شهادة من يموتون غرقاً في البحر ، هكذا تم تدجين الرموز الدينية في العالم العربي لينصرفوا إلي الصغائر وليتجاوز أزمات المجتمع ، حتى الرهبان في بورما خرجوا للشوارع وتظاهروا ضد الجوع والغلاء والتعذيب والإضطهاد ، بينما علمائنا لم يبارحوا فتاوي التكفير وإثارة المجتمع بقضايا لا تمت إليه بصلة .
لا أحد يتحدث عن الحريات الغائبة في السودان ، ولا عن التعذيب وطارقي الليل الذين يجوبون الأحياء وهم يحملون قوائم الإعتقال ، نعم لقد عاد السودان إلي ذلك المربع الأسود ، وكيف سيخوضون حربهم هذه المرة ؟؟ وضد من ؟؟ ،هل سيلجأون للخطاب الديني كما فعلوا سابقاً عندما كانوا يرددون :
فليعد للدين مجده
أو ترق منا الدماء
أو تُرق كل الدماء
المجتمع الدولي لن يقبل هذه الشعارات ، وإن ظنوا أنهم افلتوا من التداعيات التي تلت الحادي عشر من سبتمبر تحت جناح التعاون مع المخابرات الأمريكية ، فإنهم هذه المرة كمن سعت لحتفها بظلفها ، وإن حربهم موجهة ضد الحركة الشعبية فإنهم الآن يتعاملون مع دولة وليس مع جيش تحرير ، هذه الحراب التي يرفعونها سوف ترتد على نحورهم ، لن يقودوا الناس كالخراف إلي ميادين القتال كما فعلوا في السابق ، الشعب قد سئم هذه الحرب ، والشعب السوداني كما ضحى بالدماء من أجل السلام ، فمن حقه أن يضحي بالنفط مقابل صون الدماء .
سألني أحد الظرفاء : كم عدد الصحفيين الذين ماتوا في حرب الجنوب ؟؟
أجبته لا أحد ..فإن ماتوا في الحرب فمن الذي يذكرنا بها أو يدعونا إليها .
سارة عيسى

Post: #161
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:21 AM
Parent: #160

الدفاع الشعبي وقصته مع داخلية " تهراقا" بجامعة الخرطوم

كان حديث الإنقاذ عن العودة لتجميع المجاهدين داوياً في أجهزة الإعلام العالمية ، وقد تصدرت تصريحات الرئيس البشير معظم صفحات الصحف العالمية ، وقد أرفقت بعضها تعريفاً مبسطاً عن قوات الدفاع الشعبي ، فوصفتها بالمليشيا العربية الإسلامية التي كانت تقاتل في السابق المسيحيين الجنوبيين ، أما صحيفة الواشنطن بوست فقد تحدثت عن دور قوات الدفاع الشعبي في إقليم دارفور ، حيث أعتبرتها طرفاً في النزاع الذي يدور هناك ، فقوات الدفاع الشعبي هي الجيش الحقيقي لحكومة الإنقاذ ، ولذلك أرتبط تاريخ تأسيسها بعمر حزب المؤتمر الوطني في السلطة ، لذلك يُقال في وسائل إعلام حكومة الإنقاذ : العيد الثامن عشر لقوات الدفاع الشعبي .
والدفاع الشعبي قوات عقائدية وتتغذى بفكر تنظيمي واحد ، ويتمتع قادتها بسطوة حتى على قوات الجيش السوداني ، يقول الإنقاذيون أن تكوين هذه المليشيا جاء من أجل توفير السند الشعبي للجيش السوداني ، لكن ضباط الجيش السوداني الذين أجبرتهم ظروف الحرب في الجنوب على التعامل مع هذه المليشيا ، يقولون أنا قرار المبادأة بالهجوم والإنسحاب أثناء العمليات العسكرية يقوم بإتخاذه قادة قوات الدفاع الشعبي وليس ضباط الجيش السوداني . كما أن هذه القوات تتمتع بزخم إعلامي وسند مالي يبرره قربها من مراكز القرار في الخرطوم ، هذا الجيش البديل تعرض لهزة عنيفةبسبب إتفاقية نيفاشا أدت إلي تحجيم دوره وتقليل الحظوة التي كان يتمتع بها ، فكلنا نعرف أن قوات الدفاع الشعبي استمدت قدسيتها من طول أمد حرب الجنوب ، لذلك عندما وضع قرنق في بنود اتفاقية شرط تعريف القوات المشمولة ، حيث قسمها إلي الجيش الحكومي وجيش الحركة الشعبية والقوات المشتركة فهو كان يعني بالتحديد تحجيم قوات الدفاع الشعبي ، فهو كان يعلم أكثر من غيره أن هذه المليشيا الحزبية قد أرتكبت فظائع وجرائم حرب في حق الجنوبيين ، ما يؤيد هذا الإنطباع هو خلو عهدة القوات المسلحة من أي أسير حرب جنوبي ، فالقاعدة التي كان تتبعها قوات الدفاع الشعبي مع الجنوبيين هي " أحسنوا الذبحة " .لذلك تحفظ الراحل قرنق على توصيفها كقوات لها مشروعية في إتفاقية نيفاشا ، على الرغم أن الإعلام الحكومي في الشمال كان يؤكد في بياناته العسكرية أن قوات الدفاع الشعبي قد قتلت كذا ..ودمرت كذا معسكر ...و لكنه لم يكون يقول أسرنا كذا من جنود الحركة الشعبية ، وقد كان قتلى الدفاع الشعبي يجدون التبجيل والإحترام من قبل منظري الحرب ، وتُعلق صورهم في الشوارع والميادين العامة .وفي العادة يتم نسيان أو تجاهل شهداء القوات المسلحة ، هذه الحرب مات فيها أكثر من مليونين من السودانيين ، لكن إعلام الإنقاذ لا يعرف فيهم غير خمسين شخصاً ، يمثلون المكون العقائدي لهذه الحرب اللعينة .
قبل أيام أحتفل المهندسون السودانيون بعيدهم ، ربما يكون هذا الموضوع غير ذي صلة بالسياق الخاص بقوات الدفاع الشعبي ، لكن العلاقة تتضح أكثر فأكثر إذا علمنا أن جمعية المهندسين السودانيين هي التي قامت بإنشاء داخلية " تهراقا" سابقاً بجامعة الخرطوم ، هذه الداخلية كانت مخصصة لطلاب السنة الخامسة بكلية الهندسة ، وهي مكونة من غرف يُطلق عليها (deluxe) بلغة العقار اليوم ، يسكنها كحد أقصى إثنان من الطلاب ، ذلك على خلفية أن طالب السنة الأخيرة بكلية الهندسة يحتاج لنوع محدد من الهدوء ، في أيام ثورة التعليم العالي قامت الإنقاذ بحرمان طلاب كلية الهندسة من هذا الإمتياز ، فقد أستولى الصندوق القومي للطلاب على هذه على المبنى ثم قام بتأجيره للميسورين من طلاب الشهادة العربية ، والتبرير لذلك أنه يجمع المال من الأغنياء ليصرفه على الطلاب الفقراء ، ليس هذا هو بيت القصيد كما قالت العرب ، فقد أتضحت الصورة أكثر فأكثر ، لأن الطلاب الفقراء أيضاً كانوا يدفعون لهذا الصندوق الذي تحوّل إلي مكتب عقار ناجح في تحصيل الإيجارات و يعج بالموظفين الفاسدين ، فعلاقته مع الطلاب كانت كعلاقة بين المستأجر والمُؤجر منه تبدأ عند الدفع وتنتهي عند التعثر في السداد ، إذاً ضاعت في السراب أسطورة " روبن هود " الذي يسرق أموال الأغنياء ليقوم بتوزيعها على الفقراء ، هنا اللص يسرق من الجميع بلا تفرقة .
أستولى الصندوق القومي لدعم الطلاب على داخلية " تهراقا " ، تحت مسميات تقسيم السلطة والثروة كما أسلفنا ، وفي إطار ثورة التأصيل وطمس الهوية التاريخية للمجتمع السوداني أمرت قوات الدفاع الشعبي بتحويل مسمى الداخلية من " تهراقا" إلي " أبو دجانة " تجاوباً مع ثورة التأصيل والعودة إلي الجذور ، سألناهم ما العيب في إسم " تهراقا " ؟؟ فهو كملك لعب دوراً بارزاً في تاريخ السودان ، فقد أنشأ مملكة عظيمة وهزم المصريين ، فأبو دجانة كان طالباً بكلية التربية ، وقد تأثر بالفكر الجهادي منذ نعومة أظفاره ، وقد ذهب إلي ربه بما كان يراه صحيحاً في تلك الحرب التي فرضتها الإنقاذ على الجميع ، لكن ليس بالضرورة أن نتفق معه في أفكاره ، ودوره مهما تعمقنا في فهم دواعي الحرب لن يصل به إلي مكانة " تهراقا" الملك ، فإعلان الجهاد وهو شعيرة إسلامية على مواطن سوداني مبدأ يرفضه الجميع الآن . كان رفضهم لمسمى " تهراقا" على أساس أنه ملك غير مسلم ، وقبولهم لمسمى " أبو دجانة " على أساس أنه مجاهد مسلم حارب الكفار في جنوب كردفان حتى لقي ربه ، ربما لا يعلم الإنقاذيون أن التاريخ القبطي والفرعوني بقي في مصر سليماً لم يمسه أحد في كل العصور الإسلامية ، فعمرو بن العاص لم يهدم تمثال أبو الهول ، ولم ينهب المسلمون الأوائل الكنوز الفرعونية .
(عدل بواسطة SARA ISSA on 22-11-2007, 06:41 ص)

Post: #162
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:22 AM
Parent: #161

من الذي سيربط الجرس حول عنق حزب المؤتمر الوطني ؟؟

في الدولة المتقدمة ، حيث تسود الديمقراطية الحقيقية في تلك المجتمعات المتحضرة ، يُعتبر إستخدام الإعلام القومي من أجل ترويج البرامج الحزبية جريمة يُعاقب عليها القانون ، كما أن الحملات الحزبية تُمول من جيوب الناخبين الذين يؤيدون برامج الحزب ، فُفجعت وانا أرى حزب المؤتمر الوطني وهو يبدد مال الشعب السوداني على مؤتمره الثاني ، عرفت حجم المسافة التي تفصل بيننا وبين تلك الدول المتقدمة التي أسست لديمقراطية حقيقية تجيز تداول السلطة من غير عنف أو إراقة دماء ، ستة ألاف قد حضروا المؤتمر وهم في أحسن زينتهم ، وقد كستهم علامات رغد العيش وطيب الإقامة في بلدٍ يتسول دول العالم من أجل مكافحة وباء الملاريا ، هذا هو السودان ، ليس عليك أن تشاهده في الفضائية السودانية ، ذات النرجسية ،بخيال واسع لم نراه حتى في أفلام " هاري بوتر " ، ولا في مؤتمرات الحزب الحاكم التي أصبحت تعج بالفنانين وضاربي المزمار الذين هبوا من كل صوب وحدب ، فكأن المؤتمر كأنه ليلة عرس تمت من دون حضور " الغلابة " ، حيث أمنت تقارير الحكومة أن مائة منهم فقط ماتوا بحى الوادي المتصدع ، إذا أردت معرفة السودان على حقيقته عليك قراءة التقارير التي تنشرها منظمة الصحة العالمية ، الحمى النزفية ، الوادي المتصدع ، الإسهال المائي ، وغيرها من الأفات التي تطحن هذا الشعب المغلوب على أمره .

المؤتمر الوطني ليس بحزب سياسي ، هو آلة متحركة تملك مفاصل الدولة بالكامل ، ويذكرني تأسيسه بقصة الحجاج عندما أتمنه الأمويين على حكم العراق ، سأله أهل الكوفة ..ما هو نسبك وحسبك ؟؟
فأخرج سيفه من غمده وقال لهم هذا نسبي
ونثر فوقهم الدنانير وقال لهم هذا حسبي
فحزب المؤتمر الوطني يستمد شرعيته من شيئين ليس من بينهم حرية الناخب ، يستمد شرعيته من المؤسسة الأمنية والتي تطارد الآن رؤساء تحرير الصحف ، وتعاقبهم على كل مقال يتم نشره من دون أن يمر على مقص الرقيب ، أما المشروعية الثانية هي شراء الذمم بالمال والمناصب ، لذلك أستوعب حزب المؤتمر في بوتقته الخارجين على الأحزاب الكبرى والمغامرين وطلاب السلطة ، كما ضم إليهم النخب المايوية التي شاركت في عهد الرئيس النميري ، وهناك أمر خطير في تركيبة حزب المؤتمر الوطني ، فهو يخاطب في الناس الجهوية ويزرعها فيهم ، لذلك أبتدع في كسبه السياسي على ما يُسمى " ببيعة القبائل " ، وقد رأيت رجلاً طاعن في السن وهو يقف بين يدي الزعيم في الحزب الحاكم وهو يردد :
أنا وزوجتي وأبنائي
وقبيلتي وعشيرتي
نبايع حزب المؤتمر الوطني في السر والعلن ، وفي السراء والضراء
بينما يصيح الغوغاء من خلفه وهم يهتفون :
الله أكبر
الله أكبر
وصحيفة حكومية تتحدث عن مبايعة كافة أبناء العشيرة لحزب المؤتمر الوطني !!
إن كانت كل قبائل السودان قد بايعت هذا الحزب الهلامي فما الداعي للإنتخابات ؟؟ وإن كان الشعب السوداني قد قال كلمته وأختار ممثله قبل مجئ موعد الإنتخابات بعدة سنين فلماذا يدعو المؤتمر الوطني القوى السياسية الأخرى إلي التنافس ؟؟
فحزب المؤتمر الوطني رفض الشراكة حتى مع الحركة الشعبية التي حملت في وجهه السلاح ، وقادته يقولون أنهم سوف يمضون في طريقهم من دون شريك حتى عام 2011 !! إذا ً من الذي يقف في وجه حزب المؤتمر الوطني ؟؟ فهو يملك السلطة والمال والإعلام ، وفكرة حزب المؤتمر الوطني مستوحاة من التجربة المصرية ، وهي تجربة شمولية فيها يحصد الحزب الحاكم نسبة 99.99 % من أصوات الناخبين ، كما قال السادات : كل الشعب قال نعم ماعدا 1% من الخونة والمأجورين والعملاء .
سارة عيسي

Post: #163
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:24 AM
Parent: #162

الصامتون والثائرون في معركة الهندي عزالدين

بدأت الحملة ضد موقع سودانيزأونلانيز تحت قيادة الهندي عزالدين ، ومن خلال تتبعي لما كتبه الهندي في صحيفة آخر لحظة أحس بأن له مشكلة شخصية مع أمين الموقع الأخ بكري أبو بكر، ربما يكون مردها الكيد أو الحسد ، فالأخ بكري رجل ناجح بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني ، لأنه نجح في جذب رموز الفكر وأمراء الثقافة من السودانيين ، وعبر الدول والقارات ، للكتابة في هذا الموقع ، سودانيز أولاينز وطن سوداني مُصّغر ، لأنه يجمع الجنوبي مع الشمالي ، وأهل الغرب مع أهل الشرق ، عن طريق الكتابة والحوار ، فقد عجزت كافة المؤسسات الوطنية في السودان عن تجميع السودانيين بواسطة أفكارهم ، حتى صحف الخرطوم لا يكتب فيها الشلكاوي أو التاماوي ، أو الزغاوي ، فهي لا تمثل في كتاباتها إلا شريطاً محدوداً من المثقفين ، فإن أساء أحد للدينكا أو "الفور" فبالتأكيد لن تحدث هذه الضجة ، فقد عشنا هذه التجربة مع صحيفة الوفاق مع أيام المرحوم محمد طه محمد أحمد ، قد نجح الأخ بكري وعن طريق إستثمار وقته الخاص من تجميع سوداني الشتات ، وخلق منهم رأياً عاماً يطوف بكل أزمات السودان ، فليس من الغريب أن يحسده بعض الذين يستمدون نفسهم من وجود السلطة ،وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها الإنقاذ طمس هذا الموقع تحت ذرائع محاربة الفكر الهدام أو الحفاظ على الفضيلة المنكوبة ، ومن خلال تجربتي مع رموز الإتجاه الإسلامي سابقاً ، والمؤتمر حالياً ، أنهم يدخلون الخاص مع العام ، ويزجون بالسلطة والإعلام في نزاعاتهم الشخصية .
حاول الهندي عز الدين توريط الشيخ أبو زيد في هذه المعركة ، لكن على ما يبدو أن الشيخ بحسه الفطن قد عمد إلي التراجع ، فهو كما يقول لم يدعو إلي تدمير المنبر العام بقوة السلاح كما نقلت لنا صحيفة " آخر لحظة " بل بقوة الحوار ، وهذا أمر عملنا على تكريسه في المنبر العام ، فالأفكار طيور حرة طليقة ، تقفز من غصن إلي غصن ، بلا سياج أو أقفاص ، كما أن الشيخ أبو زيد في مراجعاته أعترف بأنه لم يطلع على سودانيز أولاينز إلا من خلال ما كتبه الهندي ، تماماً كما قالت العرب :
يا أبو ذيل ..عندما شاهدك أبو الحصن قال ذيلي
كما أنه لم يكن يعرف أن بعض أفراد الجماعة يكتبون فيه ، إذاً تعرض الشيخ أبو زيد إلي حملة تضليل بإستغلال عدم إطلاعه على الطريقة التي تُدار بها المنتديات في الشبكة العنكبوتية ، حيث يأتي مقص الرقيب متأخراً وبعد ردود المتداخلين ، لكن الشيخ ابو زيد لم يتراجع عن الدعاء للهندي عز الدين والطلب من الله أن ينصره ، مع علمي التام أن الأخير لم يقم بهذا العمل من أجل الله سبحانه وتعالى ، فهو كما أسلفت له حسابات شخصية وعدائيات مع هذا الموقع ، والدليل على ذلك أن هذه الحملة لم تُثار ضد المواقع الإباحية ، أو مواقع السحر والدجل والشعوذة ، فهذه المواقع من السهل إستجلابها في السودان ، لكن مع ذلك لم تستهدفها الحملة ، وهناك مواقع لبعض غلاة الشيعة ، تتحدث عن الكثير من القصص من بينها تكفير الصحابة ، وتتحدث عن الذات الألهية بشيء لا يرضاه الشيخ أبو زيد أو عبيد ، إذاً فالمعركة ليست من أجل الدين أو حفظ الفضيلة .
جانب آخر من الأزمة ، هو إستخدام الهندي عزالدين لخطباء المساجد في حملته ، البداية كانت من مسجد الشيخ أبو زيد ، والنهاية كانت بمسجد أرباب العقائد في الخرطوم ، فقد نشرت صحيفة " آخر لحظة " مراسليها في هذه المساجد لتنقل للقراء الجديد من الفتاوي الخاصة بتدمير سودانيز أولاينز ، ما فات على الهندي عز الدين أن خطباء المساجد لم تعد لهم مصداقية في عهد الإنقاذ لأنهم اصبحوا جزءاً من السلطة ويتقاضون منها الرواتب والمخصصات ، وهذا واضح من تنديده بهيئة علماء المسلمين لأنها كما يزعم وقفت تتفرج على المشهد ولم تُفسق أو تُكفر الذين يكتبون في المنبر العام ، أي أنه لافرق بين مواقفهم وبين ما يُكتب في " آخر لحظة " ، هذه الحملات ساعدت في إنتشار الموقع بعد إفراد كل من البي.بي .سي وقناة العربية مساحة للحوار خاصة بهذا الإشتجار ، الآن هناك أطراف بقت على الحياد ، أحمد علي الإمام مستشار الـتأصيل لم يقول كلمته بعد ، وهناك الشيخ عبد الجليل الكاروري ، فهو يحتاج إلي خمس من خطب الجمعة ، سعة كل خطبة 3.50 ساعات لإثبات أن من يشرفون على هذا المنبر صنعتهم الإمبريالية والصهيونية العالمية ، ولا زال د.عبد الحي يوسف يرقد في ثباته (not summoned ) ، لم يجيب على نداء الفضيلة الذي يهزه الهندي عزالدين ، مجموعة الشيخ ربما تكون تحت التهيئة والإعداد ، على طريقة " العونيين " في لبنان ، ثورة من أجل اللا شيء ، هذا هو الواقع السوداني البائس يصنع من الحبة قبة ، يهيل التراب على الحقائق ويصنع عوضاً عنها تماثيل الثلج في عز حر الصيف .
سارة عيسي
(عدل بواسطة SARA ISSA on 25-11-2007, 08:20 ص)

Post: #164
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:26 AM
Parent: #163

لقد قرأت هذه القصة في موقع رويتر للأنباء ، وحسب رواية الموقع أن هذه المدرسة كانت تطلب من التلاميذ إحضار بعض الدمي في الفصل ، وهذه الدمى خاصة بالحيوانات المعنية بالدراسة ، في ذلك اليوم طلبت من التلاميذ إحضار دمية للدب ، وطلبت من التلاميذ أن يختاروا إسم للدمية عن الطريق التصويت ، فقام التلاميذ بإختيار الأسماء التالية "
محمد
عبد الله
حسين
من عدد أربعة وعشرين من التلاميذ صوّت عشرين لاسم محمد ، فقبلت المدرسة بهذه النتيجة ، فشكى بعض أولياء التلاميذ من ذلك ، وتدخلت الشرطة السودانية قامت بمداهمة المدرسة وإعتقلت المدرسة ، وحسب القانون السوداني من المفترض أن تُدان بالمادة 125 وهي الإساءة إلي الأديان ، مدرسة الوحدة الثانوية تأسست في عام 1905 ويدرس فيها أساتذة مسلمون ومسيحيون ، وهي تسير على النهج البريطاني في التعليم .

لا أستطيع أن أحكم على هذه الواقعة ..لكن من واقع التجربة أن الإنقاذ سوف تستخدمها من أجل تصفية حساباتها مع بريطانية ، فهي تبحث عن أزمات بهذا النوع من أجل المساومة على موقفها في دارفور

Post: #165
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:30 AM
Parent: #164

تصدر هذا الخبر معظم المواقع الإخبارية ، وتداخل مع تواريخ مثل تطبيق الشريعة الإسلامية ، وعلاقة الإنقاذ باسامة بن لادن ، وموقف النظام من المرأة ، حيث وصفته بأنه يُجبر النساء على تغطية روؤسهن ، أغلقت هذه المدرسة خوفاً من التهديدات ، لأن هناك مجموعات أحاطت بالمدرسة ونادت بقتل المدرسة ، مما خلق هلعاً في نفوس ذوي الطلاب ، ثم قام المدير بإغلاق أبواب المدرسة حرصاً على سلامة التلاميذ .
ربما تُحاكم هذه المدرسة بالجلد 40 سوطاً ومدة زمنية في السجن أقلاها سنتين
أجمع كل من مدير المدرسة وزملاؤها في المهنة وبعض أولياء الطلبة أن هذه المدرسة فعلت هذا بحسن النية ولم تقصد الإهانة .."وكان من الممكن قبول إعتذارها لأن الإسلام أمر بالصفح والعفو " هذا القول منسوب لأحد أمهات التلاميذ .
مدرسة الوحدة الثانوية من العهد الفيكتوري ، كان يدرس بها أبناء الحكام الإنجليز في السودان ، وكانت تدرس الجبر وهندسة المثلثات واللغة اللاتينية .
الآن يدرس بها أبناء الذوات "High heeled Class"من الأجانب الذين يعملون في شركات البترول والمنظمات الأجنبية .
جليان جوبونز ، وهو إسم المدرسة ، ذات الأربعة وخمسين عاماً أتت للسودان في شهر أغسطس الماضي بعد أن تركت وظيفتها في ليفربول


في المجتمعات الغربية لا توجد حساسية في تجسيد الرموز المسيحية ، فهناك من رسموا صورة السيد المسيح عليه السلام وأمه مريم . ولا يحمل الإسم عندهم دلالة دينية كما يحدث عندنا في جبال النوبة ، ربما تجد مسيحي اسمه محمد علي بشير .. والعكس تماماً ..والدليل على ذلك تركيبة إسم الأب فيليب عباس غبوش ..

الإسلام لا يجيز التصوير أو التجسيد ..حتى بالنسبة للصحابة ..لكن في العراق هناك صور تُباع في الأساس على اساس أنها لسيدنا علي وابنه الحسين عليهم رضوان الله ، ذلك مخافة أن يشوه المصّور الصورة الأصلية .
أغلب الظن أن هذه المدرسة أخطأت بحسن نية ..فنظام التعليم في بريطانيا يُجاري الطلاب في آرائهم ..الخطأ لم يكن مقصود ..لكن هناك من يخلق من الحبة قبة ..هذه المدرسة حديثة في عملها بالسودان فهي لا زالت في نمو التجربة ، لكن ردة الفعل البوليسية القاسية من قبل السلطة فسوف تجعل من هذه القضية اشبه بقضية الممرضات البلغاريات ..ضجة كبيرة والنهاية معروفة ..فليست الإنقاذ هي الحامي الوحيد الدين الإسلامي ..في قانون المدارس هناك شيء اسمه إنذار ..مجلس تأديب ..فصل من الخدمة ..هل لجأت وزارة التربية والتعليم إلي هذه الوسائل قبل التقدم بشكواها للشرطة ؟؟؟




Post: #166
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:32 AM
Parent: #165

في لقاء خاص مع قناة العربية ، أفاض المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية ، السيد/لورنس أوكمبو ، بالعديد من الإفادات ، وكشف أن الحكومة السودانية كانت متعاونة في التحقيقات في بداية الأمر ، لكن بعد صدور مذكرات الإعتقال بحقي كوشيب وأحمد هارون تراجعت عن ذلك التعاون ، وبالنسبة لأحمد هارون يقول أن هناك مائة شاهد ضده راؤه وهو يوزع الأموال ويصدر الأوامر للجنجويد ، كما أن هناك وثائق عن تورّط قيادات عليا في الحكومة السودانية في هذه الجرائم ، لكنه فضل أن يبدأ بأحمد هارون وكوشيب ، وعن طبيعة هذه الوثائق والمستندات وصحتها تحدث قائلاً :
They should come to the court to judge them" "
من خلال هذا اللقاء يبدو أن المجتمع الدولي مُصر على المضي في طريق المحاكمة ، وهناك في الخرطوم من يطلع المحقق الدولي بتحركات المشبوهين ، فكيف عرف السيد/أوكمبو أن أحمد هارون كان ينوي أداء فريضة الحج بجواز سفر مزور ؟؟ أو أن أحمد كوشيب حر طليق ؟؟
فهناك جهة داخل نظام الإنقاذ تساوم بهذه المعلومات ، وكانت على وشك أن تعد هذا الكمين لأحمد هارون والذي يبدو أنه عدل عن فكرة الحج في اللحظة الأخيرة ، فقد أقسم قادة الإنقاذ على عدم تسليمه إلي المحكمة الدولية ، ولكن لا يدخل في إلتزامات هذا القسم إن قبض الأنتربول على أحمد هارون وهو خارج البلاد ، فكلنا نعلم أن المملكة العربية السعودية ملتزمة بالقانون الدولي ، فهي لن تتردد في تسليم أحمد هارون إلي الأنتربول إذا طالبها بذلك .
بدا المحقق الدولي واثقاً من أقواله في برنامج "لقاء خاص " مع قناة العربية ، وختم حديثه عن أحمد هارون قائلاً :-
" سوف يحمونه مؤقتاً ولكن لن يحمونه إلي الأبد "

Post: #167
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:33 AM
Parent: #166

المُدرسة جليان ومظاهرات " شراب الدم " في العاصمة الخرطوم

قضية المُدرسة جليان ، وردات الفعل التي تبعتها ، لا زالت محل جدل في الشارع السوداني ، بين مُكذب ومصدق وحائر ، فكيف خرجت هذه القضية من مؤسسات وزارة التربية والتعليم ، لتحط الرحال في مراكز الشرطة والمباحث وأروقة المحاكم ، هذه الحادثة وقعت في شهر سبتمبر الماضي ، لكنها لم تخرج إلي العلن إلا في هذا الشهر ، مما يضع علامات إستفهامات كبيرة تقول بأن هذه القضية كانت مُدخرة للوقت المناسب ، فهي تدخل في بوابة الصراع الكبير بين حزب المؤتمر الوطني وقوى المجتمع الدولي ، الضجة التي أثارتها قضية المُدرسة جليان تُعبر عن حالة اليأس والقنوط التي أصابت هذا الحزب ، فهو لم يستثمر القضية في الداخل على أساس أنه حزب إسلامي يُطبق حدود الله ولا يخاف في الله لومة لائم ، لأن الحكم جاء رمزياً في الشكل والمضمون ، فإن كانت المُدرسة جليان قد أهانت الرسول ( ص ) بالفعل فليس من المفترض أن تُعاقب بالسجن لمدة 15 يوماً فقط ، لذلك غضب الغوغاء وتحركوا في شوارع الخرطوم وطالبوا بقتل هذه المُدرسة ، هتفوا وهم يحملون المدي والسكاكين ، هذه المظاهرات اليتيمة لم تجد حظها المناسب من الإهتمام ، فصحيفة " الغارديان " رصدت سيارات البيك أب التي كانت تنقل المتظاهرين ، كما رصدت موقف قوات الشرطة التي لم تتحرك لردع الجموع كما كانت تفعل عندما يتظاهر الناس ضد النظام وهم يطالبون بالحرية أو الخبز ، إذاً ، الذين خرجوا يوم الجمعة الذي تلى محاكمة المُدرسة جليان هم من الفصيل المُتطرف في الحزب الحاكم ، وهم لا يمثلون تيار الإسلام السوداني المتسامح الذي لا يعرف " العكاكيز " والسكاكين كوسيلة للحوار ، وشرب دم الضحية ليس من صفات المسلمين ، بالإضافة إلي كل ذلك، فقدت التظاهرة الروح العفوية التي تقود الناس إلي الشارع ، فلذلك تحدثت وسائل الإعلام العالمية عن مئات الناس فقط وليس عن ملايين ثائرة ومتجمهرة .ففي العادة كان رجال الإنقاذ يستخدمون نظام (Magnification ) في تضخيم الأرقام ، فعندما يتحدثون عن ندوة فيشيرون إليها بأنها " ندوى كبرى " وعندما يتحدثون عن مظاهرة يصفونها بأنها " مليونية " ، قد علّق أحد أبناء الجنوب في جامعة الخرطوم وهو الأخ : مادوت دينق على هذه الظاهرة قائلاً : أن الجبهة الإسلامية عندها مشكلة مع "calculation & Figures "
لذلك كان عدد الذين تظاهروا ضد المُدرسة جليان أقلّ بكثير عن عدد الذين تظاهروا ضد القرار الأممي رقم 1593 ، مع الفارق الكبير بين المناسبتين ، فعندما يتعلق الأمر بروؤس رجال حزب المؤتمر الوطني يكون الضجيج أكثر ، ويعلو الصراخ والزعيق ، على المستوى الخارجي لم يستثمر الحزب الحاكم في هذه الأزمة بالشكل الذي يريده ، فبريطانيا واصلت الضغط على سفير الإنقاذ الحائر في لندن ، وقد أستدعته أكثر من مرة ، ولم تُلقي بثقلها الدبلوماسي بأكمله، فأرسلت إلي الإنقاذ مفاوضين مسلمين لا يحملون أي صفة دبلوماسية ، كل الدول الأوربية وقفت في مربع التنديد بالمحاكمة ولم تُقدم للإنقاذ شعائر الولاء والطاعة ، بل تنبهت القوى الغربية إلي مسألة نشر القوات الأممية في دارفور ، بعد أن غاب لعدة أيام عاد المحقق الدولي لورنس أكمبو من جديد وهو يقدم عريضة بأسماء المطلوبين ، رجال الإنقاذ مثل الشاة التي لقت حتفها بسبب ظلفها كما يقول المثل العربي ، يقيمون المحاكم ضد الأبرياء وينسون أنهم أول من تطلبه المحاكم .

Post: #168
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:37 AM
Parent: #167

في أيام الإنقاذ الأولى قرأت لكاتب اسمه د.خالد المبارك ، كان يكتب عن الأصولية الإسلامية والتطرف وإنغلاق الفكر ، من خلال متابعتي لأزمة المُدرسة جليان لفت إنتباهي وجود شخص يعمل في السفارة السودانية بلندن اسمه خالد المبارك أستضافه تلفزيون البي .بي .سي من أجل تقصي وجهة نظره ، وقد أكد في المقابلة أن الحكومية السودانية لن تقدم عى توجيه أي تهمة للمُدرسة جليان ..فهل هو نفس الشخص الذي كان يكتب سابقاً عن خطر الأصولية الإسلامية ؟؟ أم أن البقر تشابه علينا ؟؟

بالفعل هذا الرجل مفكر إستراتيجي وقد كتب مقالاً في صحيفة الرأي العام وهو ينكر هذه المقابلة ، والحقيقة لم تكن هناك ترجمة ، كما هو معروف أن تلفزيون البي.بي سي.يبث باللغة الإنجليزية ، إليكم ما كتبه هذا المفكر

عنوان المقال : قالو وقلنا


وصلتني عبر السفارة شكوى اليكترونية غاضبة ينتقد كاتبها الاستاذ أزرق بعض ما صرحت به لوسائل الإعلام البريطانية والعالمية حول إعتقال ومحاكمة المعلمة جيليان جيبونز .. بالرسالة سباب سأتجاهله وأركز على المسألة الجوهرية.

لم أدل بأي تصريح لقناة «العربية» أو لأية قناة ناطقة باللغة العربية ولست مسؤولاً عن أية ترجمة مختلة أو خاطئة.

ما حرصت عليه هو ادراك الفرق بين الجمهور المتلقى الغربي «البريطاني» الذى نستهدفه وبين الخطاب للساحة السودانية المحلية. هذا هو ما دفعني لأن اقول ما يبين زوايا قد لا تلتفت لها وسائل الاعلام الغربية.

هذا هو السياق الذى قلت فيه ان مجرد وجود هذه المعلمة بالسودان دليل على ان بلادنا بها مدارس مسيحية أو مسيحية الادارة وان المسلمين لا يرون غضاضة في ان يتعلم ابناؤهم وبناتهم بها وان هذه المدارس لم تحرق أو تدمر بعد استقلال السودان وحتى يومنا هذا. ذكرت ايضاً ان وجود جيليان جيبونز في السودان ناجم عن الاهتمام المتزايد باللغة الانجليزية وعن حرص حكومة الوحدة الوطنية على تعزيز مكانة الانجليزية كلغة تعليم وادارة مثل اللغة العربية، الامر الذى سوف يصب في مصلحة عملية التنمية والإنفتاح على احدث التقنيات العالمية. ذكرت ايضاً ان القانون الذى اعتقلت بموجبه المعلمة لم يفصل للمسلمين وحدهم بل يرمي إلى حماية وتوقير المسيحية واليهودية والاديان الأفريقية الارواحية.

التاريخ معيار صادق وقد قلت لكل من حاول استفزازي من مقدمي البرامج اننا في السودان عرفنا المسيحية قبل بعض الدول الأوروبية وإن تراثنا المسيحي محفوظ في متحفنا الوطني مع الآثار المروية والاسلامية. كما قلت ان النائب الأول لرئيس الجمهورية مسيحي وان عدداً من الوزراء الاتحاديين يدينون بالمسيحية ايضاً.

قلت أيضاً لاحد الذين حاولوا استفزازي ان العاملين بالتعليم في السودان بينهم بعض الذين ينتمون إلى كنائس عرفت المسيحية قبل انجلترا.

قلت أيضاً ان المعلمة البريطانية عوملت معاملة حسنة وانها وجدت رعاية من السفارة البريطانية وزيارات منتظمة وانها تحظى بدفاع محامين سودانيين. ذكرت أيضاً ان الادارة الاستعمارية كان بها مستشرقون يعلمون العادات المحلية والتقاليد بل يمتحنون مفتشي المراكز في اللغة العربية وان مثل هذه الاستعدادات ضرورية لتفادي الازمات أو المواجهات في المستقبل كما شرحت ان الدب حيوان لا وجود له في غابات السودان ولا يعتبر رمزاً محبباً في ثقافتنا.

صحيح أنني لم اتحدث عن القضية القانونية التزاماً بالبعد عن «المحاكمة عبر وسائل الاعلام» كما لم أعلق على قرار القاضي الموقر. المنطلق الذى يفسر كل ما قلت ولم اقل هو انني اخاطب جمهوراً غير سوداني وقليل المعلومات عن السودان.

قد لا يعلم كاتب الرسالة الاليكترونية أن السودان تعرض لحملة مغرضة حاولت فيها بعض وسائل الاعلام ان تصور ما حدث لجيليان حيبونز بأنه تآمر مدبر من قبل الحكومة السودانية رداً على موقف بريطانيا من ازمة دارفور!.

وهذا هو السياق الذى قلت فيه أكثر من مرة أن لا صلة بين اعتقال المعلمة وازمة دارفور لأن السودان يقدر المساعدة التى قدمتها بريطانيا في الاتصالات التى افضت الى توقيع اتفاق ابوجا 2006م والاتصالات اللاحقة والمستمرة للتوصل إلى سلام، والاغاثة التي تقدم لنا. قلت أيضاً ان الحكومة لا تستطيع ان تصدر «أوامر» الى القضاء السوداني وان كل الاحتمالات واردة قبل اصدار الحكم وإننا ينبغي ان ننتظر حكم القضاء الذى يوفر حق الاستئناف.

سئلت عن التظاهر الذى حدث بالخرطوم احتجاجاً على الحكم الذى صدر فقلت اننا ينبغي ان نتذكر ان المناخ العام قد تلوث بعد ارهاب الحادي عشر من سبتمبر 2001م ونشر افكار واعمال في الغرب تنادي بصدام الحضارات وتسئ الى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهي خلفية مهمة لمن يشاهد المتظاهرين ويعبر عن الاستغراب.

بإختصار - ما يقال للخواجات - يختلف عما يقال داخل السودان. والخط الاعلامي ليس اجتهاداً فردياً بل يعتمد على تشاور وتوجهات يتفق عليها لاحراز افضل النتائج للوطن وتعزيز العلاقات السودانية البريطانية والحؤول دون ان يؤثر خطأ فردي ناجم عن الجهل على وشائج مهمة وحيوية.







03-12-2007, 08:43 ص

SARA ISSA


.

تاريخ التسجيل: 29-11-2004
مجموع المشاركات: 1322
Re: موظف في سفارتنا بلندن :يا ترى هل هو نفسه د.خالد المبارك الذي كان يكتب عن الأصولية الإسلامية (Re: SARA ISSA)

بالفعل وبناءً عن المعلومات التي جمعتها عن هذا المفكر اللندني والذي دخل تواً في بئر الإنقاذ، فهو كان يحمل ماضياً جمهورياً ، وعاش في الكويت وكتب مقالات ضد الإنقاذ ، بعد الغزو العراقي لهذا البلد لجأ هذا المفكر الإستراتيجي للأردن ، وبناءً على المقالات التي كتبها ضد سياسة التمكين التي أنتهجتها الإنقاذ أستطاع أن يحصل على صفة لجوء سياسي في بريطانيا له ولأسرته ، المفارقة كيف قبل د.خالد المبارك بهذا الوضع ..فهل هو يعتقد أن بأن بريطانيا سوف تنصت لصوته وترضخ للإنقاذ ؟؟فالرجل عند نفى فرضية المحاكمة كان يدافع عن وجوده في لندن أكثر من دفاعه عن النظام




Post: #169
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:39 AM
Parent: #168

اخيرا وصلت المدرسة جليان إلي لندن ، في مطار هيثرو تحدثت عن تجربها ، فهي ذهبت للسودان من أجل المغامرة لكنها وُجهت بأمر لم تكن تتوقعه ، ونوهت أن ما مر بها لا يجب أن يمنع الآخرين من الذهاب للسودان ، تحدثت عن المعاملة الجيدة التي حظيت بها في السجن ، في الايام الأولى وُضعت في سجن عادي ، مثلها ومثل أي سجين سوداني ، ثم نُقلت لسجن آخر ، حيث أرسل لها وزير الداخلية سرير وصفته " بأنه أجمل هدية رايتها في حياتي "
سُئلت عن التهمة التي وُجهت إليها قالت : انها غير ملمة به حتى تعلق عليه لأنه نقطة صعبة وسهلة في نفس الوقت

Post: #170
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:40 AM
Parent: #169

رحلتي مع " الكماسرة " وحزني على محجوب عبد الحفيظ

عندما تشاهد برامج الفضائية السودانية ، تجدها تهتم كثيراً بالتغطيات السياسية ، فالضغوط التي يتعرض لها النظام من الخارج ، وطبيعة التعقيدات التي يواجهها في الداخل ، إنعكست على على وسائل الإعلام المملوكة بالكامل للدولة ، فالثقافة السودانية الواسعة في المعنى والمضمون غائبة عن التناول ، مرة سألني أحد الأخوان ، لماذا لا نرى في التلفزيون السوداني غير بروفيسور أو طبيب أو مفكر ، يحكون لنا سير حياتهم الذاتية ؟؟ هذه إحدى الآفات التي أصبحنا نعاني منها في السودان ، هذه الألقاب العلمية أصبحت هدفاً في حد ذاتها ، أصبحنا لا ننظر إلي العطاء الذي يقدمه أصحاب هذه الألقاب الفخمة بل ننظر إلي حرف ( الدال ) الذي يسبق أسماؤهم ، لذلك غابت عن شاشتنا الثقافية والإجتماعية الكثير من فئات الشعب السوداني ، الشماسة ، بائعات الشاي والكسرة ، النقلتية ، باعة المياه المتجولين ، الكماسرة ، المعوقين ، هذه الفئات المُهمشة لم تجد حظها من الإهتمام ، لذلك راسلني الكثيرون على بريدي الخاص وطلبوا مني التوثيق لهذه الفئات المهضومة الحقوق ، والمُجردة من أبسط الحقوق الإنسانية ، لا أحد أحد يسأل من أين جاوؤا ؟؟ وكيف قبلوا بهذه الأعمال التي لا تسد الرمق ؟؟ أين يسكنون ؟؟ وكيف يتلقون العلاج ؟؟ ، أحسبهم مثل الأخ عبد السلام الذي أستضافته قناة العربية ، فقد نقل لنا ما يقوله لهم ديوان الزكاة إذا هرعوا إليه وهم يطلبون الغوث و المساعدة ، يقول لهم مكتب الزكاة : أنتا جاي برجليك وتطلب الزكاة !! أي يستكثرون عليه نعمة الصحة في البدن ، يا هؤلاء ..من الذي قال أن الزكاة تُدفع فقط للمبتورين وناقصي الأطراف ؟؟فإن كان يُدفع منها بدل السكن والإجازة والهاتف للعاملين عليها ..فلماذا لا ندفع للإنسان الصحيح قبل أن يسقط في السقم والمرض !!
هذه الفئة المُهمشة من الناس هي أفضل ناقل للمعاناة اليومية السودانية ، لكن رحل المغني ، وحلقت حمائمه في سماء النسيان ، في هذه الوهدة علينا أن نتذكر الإنسان محجوب عبد الحفيظ ، صاحب الصلاة الطيبة والذي نذر حياته للفئات المغلوبة من المجتمع السوداني ، ولو كان من بيننا عشرة اشخاص من لحمه ودمه لما عرف السودان الحروب المتوالية ودعوات المُطالبة بالإنصاف وإرجاع الحقوق ، بكلمة طيبة يمكننا أن نصد زخات الرصاص ، وبإعتراف متواضع بحقوق اللآخرين يُمكننا إسكات صوت المدافع إلي الأبد ، لكن سنة الله في خلقه أخذت الأخيار ، ولم يبقي في الديار الخربة سوى طائر البوم الذي ينعق من جوانبنا ويذكرنا بالحروب الأليمة .
عاش الكماسرة مجدهم الذهبي مع دخول باصات " التاتا " إلي السودان ، يقومون بتحصيل المبالغ من الركاب ، وفي العادة يقومون بتسليم الحصيلة النقدية للسواق والذي أحياناً يلعب دور الرقيب ، ومن خلال الخبرة والملاحظة يستطيع أن يعرف ما نسميه في لغة القانون التجاري "cash abstract" ، وهي أن يقوم الكمساري بالتلاعب في النقدية ، لكن الضحايا في الغالب هم الركاب ، فالتعلل بعدم وجود " الفكة " يتسبب في عدم إرجاع الباقي للزبون .
أكثر ما يخشاه " الكماسرة " هو العاملين في المؤسسة العسكرية وقطاع الطلاب ، هؤلاء يدفعون نصف القيمة بحكم أن الدولة في السابق كانت تدعم سلعة البنزين ، هؤلاء الكماسرة أيضاً لهم حظ من التعليم في حدود عملهم ، فمثلاً كانوا يرفضون بطاقات الدفاع الشعبي أو الشرطة الشعبية ، ومن المُمكن أن يرد عليهم الكمساري بحدة بقوله : انتو ما مشيتو الجهاد عشان تركبوا بلاش ..انتا مش جيش ، ولا يقبل الكماسرة أيضاً بطاقات الطلاب التي تصدر من المعاهد الأهلية الخاصة ، فيردون على حامليها بقولهم : انتو مش في مدارس حكومية ..انتو بتقروا بقروش "
لذلك ينال إمتياز سعر نصف القيمة من هم يعملون في القوات النظامية ، ومن الطلاب من هم يدرسون بالمدارس الحكومية ، هذا الإمتياز قد سقط بالنسبة لهذه الفئات الآن ، وأنحسر دور باصات " التاتا " في الثورات ، فقد قضت الأمجاد والميلاد على أحلام جيل كامل من الكماسرة ، بسبب التردي الإقتصادي وإتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء ، أصبح معظم ملاك المركبات الكبيرة سائقين لها ، وحلّ إبن المالك في مكان الكمساري ، لأن الحصيلة الشحيحة بسبب غلاء الوقود وكثرة المخالفات المرورية أصبحت بالكاد تغطي تكاليف المركبة المباشرة ، هذه الشريحة التي كنا نقابلها في الذهاب والإياب ، وفي الصباح والمساء ، تلاشت من حياتنا من حياتنا الإجتماعية من غير أن يحس بها أحد .
كثيراً ما كان الكمساري يواجه الإحتجاجات التي تقابله من الركاب بسبب زيادة التعريفة بشيء من الحكمة والتريث ، فيقول لهم : انتو ما بتقروا الجرايد ؟؟ وعندما يردون عليه بالإيجاب يخاطبهم قائلاً : طيب أسمعوا الإذاعة .. والما عندو ينزل ؟؟
هناك بعض الركاب يحاولون دفع نصف القيمة لأنهم راكبين " شماعة " حسب زعمهم ، لكن الكمساري الفطن لا يقبل بهذه الفرضية المميتة ، لأن معظم الركاب هم من شاغلي مساحة "الشماعة " ، فإن قبل بهذا المنطق الذي يميل إلي التجزئة فإنه سوف يخسر الكثير ، لذلك نجده يرد على أصحاب هذه المقولة : نحن مش في طيارة ..درجة أولى وثانية ...البص دا كلوا واحد ..و في هذه النزاعات يقف السائق إلي جانب الكمساري .
الآن ، نحن في زمان مختلف ، أخذ رجال السياسة كل شيء ، صرنا نجهل كل ما يحيط بنا ولكننا نعلم بأدق تفاصيل حياتهم ، فالنزاع لم يعد بين الراكب والكساري حول سعر " التعريفة " ، بل النزاع أصبح بين القطط السمان حول عائدات النفط ، مليارات الدولارات في خانة " الشلن " والريال " و " الطرادة " ، هذا هو السودان الجديد لكنه ليس السودان الذي خصاه الراحل قرنق بثورته .
سارة عيسي

Post: #171
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:43 AM
Parent: #170

الشماسة " كما أعتاد الناس أن يسموهم في السودان هم جزء من نسيجنا الإجتماعي ، سواء جعلنا هذا نشعر بالفخر أو الخجل ، وهذه الظاهرة هي ردة فعل طبيعية لحالة عدم الإستقرار والحروب الداخلية التي خاضها السودان ، فالحروب المتوالية أدت إلي ظاهرة النزوح نحو المدن ، وأدت أيضاً للتفكك الأسري ، فالحرب لن تمنحك الوقت الكافي لتجمع كل ما تعتز به من متاع ، حتى ولو كان أماً أو إبناً ، قبل الإنقاذ كان النسيج الإجتماعي للشماسة يتكون من أبناء الجنوب ، وبما أن مجتمع الخرطوم لفظهم ، كما أن السلطة الإدارية بسبب رواسب الحرب أصبحت تكن لهم العداء ، تطاردهم في الطرقات بغرض تجنيدهم في الجيش وإرسالهم إلي ميادين القتال ، عاش " الشماسة " في فتحات المجاري ، وفي المباني المهجورة ، وأحياناً حتى في الأسواق المزدحمة ، يتخذون من ورق الكرتون المقوى فرشاً ينامون عليه ، يقتاتون على ما نسميه " الكرتة " وهو فتات طعام المطاعم ، يستنشقون " السلسيون " وفي حالة العدم " البنزين " الذي يحصلون عليه من عملهم في غسيل السيارات ، يُمارس " الشماسة " لعبة " الملوص " ، وهي لعبة فيها نوع من الغش التجاري حيث يستطيعون خدعة الداخل الجديد للخرطوم بعد إغرائه بالمكاسب في بداية الأمر ، وفي كلامهم يستخدمون لغة " الرندوك " ، فيستخدمون لفظة " الفارة " للضحية ، وعدما يقولون " دقس الرافة " فهم يقصدون تدبير مقلب لها و " شامل نيو " وهم يقصدون إلي أين تذهب .
هذا المجتمع المملوء بالحرمان والغدر الإجتماعي من قبل الدولة ، رفدت إليه فئة جديدة من دارفور وكردفان ، فقد غطى الأخ/سعد الدين مراسل قناة العربية الفجوات العميقة في هذا المجتمع المنبوذ ، في " مهمته الخاصة " واجه الأخ سعدالدين بعض الصعاب ، فقد رفضت السلطات الأمنية السماح له بتسجيل هذا البرنامج ، لأن إعلام الإنقاذ يتجاهل حقوق هذه الفئة المجردة من أبسط الحقوق الإنسانية ، فهو يرى أن تناول هذه الظاهرة سوف يسئ إلي مكانة السودان السامية في المحافل الدولية ، والصعوبة الثانية التي واجهت الأخ سعدالدين هي مسألة الثقة المفقودة بين مجتمع " الشماسة " وبين أجهزة الدولة الإعلامية ، فهناك توجس بأنهم ربما يثساقون إلي كمين محكم ، لذلك أستعان الأخ سعد الدين بباحثة إجتماعية لها باع طويل في التعامل مع هذا المجتمع .
كما أسلفنا ، هناك إضافة جديدة لهذه الشريحة ، مصدرها دارفور وكردفان ، فحروب النظام المتنقلة تزيد من عدد البؤساء ، وقد خاض النظام حروباً ركز فيها على الجهد العسكري الذي يفضي إلي النصر من غير دراسة التوابع الإجتماعية لهذه الحروب ، فليست هناك مؤسسات تعني بشئون المشردين ، ودوائر الدولة رفضت أن تقوم قناة العربية بعمل جولة في بعض المراكز التي زعمت الدولة أنها قامت بإفتتاحها من أجل إستيعاب هذه الفئة ، فالحس الأمني والتكتم الشديد صفتان لازمتا الدولة في تعاملها مع أزمة المشردين .
في فرح عامر يعج بالسيارات الفخمة أصطادت كاميرة الأخ سعد الدين بعض الشماسة وهم يقومون بحصاد الفتات من فضلات المعازيم ، وقد أستطاع أن يجمع بين " جنوبي " و " تعايشي " و " زغاوي " في مشهد واحد ، وقد حكى كل واحد منهم محنته ومأساته ، كيف تفرقت بهم السبل ؟؟ وكيف فارق الإبن أمه وأباه ؟؟
المشهد الأليم كان لشخص يسكن في قارب يطفو فوق مياه نهر النيل ، يعمل في النهار " ماسحاً للورنيش " ، وفي الليل يجمع أطرافه وينام في هذا القارب المهجور ، وهو يعاني من عاهة في فمه تجعله عاجز عن أكل الطعام بالطريقة التي يقوم بها الناس ، وقد حفظ مقطعاً من نشيد : أبقى زولاً ليه قيمة ، ردد المقطع فسالت الدموع من مقلتي الأخ سعد الدين .
المشهد الأخير كان قسمة الغنائم في المقابر ، قرب قبر لشخصية إعلامية مشهورة حدث عراك بين الشماسة حول قسمة الحصاد ، وهو عبارة عن فتات من الخبز وبقايا طعام زهدت فيها حتى الكلاب ، أحدهم خاطب زميله : شوف لك قبر تاني نوم عليهو !!
هذا هو السودان ، النصف الآخر من القمر الذي لا يريد أحد رؤيته ، نخاف أن تنهار سمعتنا أمام المستثمرين العرب ، فندس روؤسنا في الرمال ، فنطوي ألم الذين لا نحس بهم ، فقد أنتهى العزاء بمراسم الدفن ، وربما سمع من في القبور بعذاب من هم على ظاهر الأرض ..فمتى نشعر نحن الأحياء بألآم غيرنا ومعاناتهم ؟؟
سارة عيسي

Post: #172
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:44 AM
Parent: #171

دروس وعبر من " جليان قيت "

ظاهرة محاكمة الرعايا الغربيين بدأت في العراق ، كان الملثمون يقومون بتصوير الضحية وهي تستغيث وتطلب النجدة والمساعدة ، فيتم بعدها بث هذا الشريط عبر قناة الجزيرة والتي برعت في ترويج هذا النوع من الثقافة القاتلة ، يحدد الخاطفون مطالبهم ، فتهرع الدول الغربية وتحت الضغط الشعبي إلي تلبية مطالب الخاطفين ، وفي الغالب يتم دفع الفدية مقابل إطلاق سراح الرهائن ، هذا المسلسل أحياناً ينتهي مثل الأفلام الهندية ، يتم إطلاق سراح الرهينة وسط جو إحتفالي بهيج ، يتم منح الرهينة مصحف ومسبحة ، وفي المؤتمر الصحفي تؤكد الرهينة أنها وجدت كل معاملة طيبة من قبل الخاطفين ، أما دولتها فتنكر أنها دفعت فدية مقابل ذلك ، وأن موقفها ثابت ولا يمكن أن تخضع للإبتزاز من قبل أي طرف ، وأحياناً يتحول هذا المشهد إلي صورة بشعة من أفلام الرعب ، مثل التي يُطلق عليها سلسلة " جايسون " ، تنتهي بقتل الضحية بصورة مريعة ، يتم ذبح الضحية كالخروف وتصويرها وهي تصرخ من الألم ، بعدها يتم بث هذا المشهد في المواقع الإلكترونية ، هذه الصورة الوحشية أشرف على تكريسها لدى العالم الغربي أمير دولة الإسلام في العراق أبو مصعب الزرقاوي والذي لم يكن يستثني حتى المسلمين من هذا العقاب القاسي ، وكلنا نعرف ما جرى للمرحومة أطوار بهجت ، مراسلة قناة العربية التي ساقها الحظر العاثر في الوقوع في يد هذه المجموعات التي شوهت صورة ديننا الذي يُحرم حتى قتل المرأة الغير مسلمة والطفل الصغير في الحرب ، وكما حدث أيضاً لسفير مصر في العراق ، وقد قتله هذه المجاميع بدم بارد ولم تشفع له التوسلات التي أطلقته أسرته من أجل إطلاق سراحه .
قصة إعتقال المُدرسة جليان في السودان لا تخرج عن نفس السياق ، الفارق الوحيد أن التيار الذي يقود هذا النوع من الثقافة في السودان له دولة يخاف عليها من السقوط ، لذلك لم يجنح إلي معاقبة المُدرسة جليان بنفس الكيفية التي كان يقوم بها الزرقاوي ، وقد رأينا في المشاهد التي نقلتها قنوات التلفزة العالمية المجاميع التي تحمل المدي والسكاكين وتطالب بقتل هذه المُدرسة التي جاءت من وطنها ، وتركت الحياة الرغيدة هناك ، لتُعلم أطفالنا الصغار نفس اللغة التي يتحدث بها رموز نظامنا الحاكم عندما يحطون الرحال في هذه الدول الغربية ، لم يفلح الحزب الحاكم في ترويج هذه القضية بين الجمهور العربي الذي يتعطش لسماع مثل هذا النوع من المزاعم ، المسلمون في الدول الغربية أدانوا هذه المحاكمة وأثبتوا لحكوماتهم أنهم مع الدولة التي توفر لهم حق العيش الكريم والإقامة ، والأمن والعلاج ، وليس مع الدولة التي تتاجر بالدين ولا تهبهم غير الشعارات الكذابة .
خسرت الإنقاذ في هذه القضية ، وأكتشف العالم الخلل الذي نعاني منه في القضاء وأجهزتنا العدلية الأخرى ، قضاء يصدر الحكم اليقين ، ورئيس جمهورية يتجاوز ذلك بالعفو الرئاسي في أقل من يومين من تاريخ بدء تنفيذ العقوبة ، هذه الحظوة لم يجدها رجل شريف وطاعن في السن مثل الأستاذ/علي محمود حسنين ،فمن غير محاكمة قعد في السجن بضعة أشهر وهناك من يتحدث إلي إستقلالية القضاء السوداني ، ونزاهته وعدله في القضايا التي يبت فيها ، هذه الضجة قد ماتت في المهد ، فوشاية في مدرسة لتعليم الصغار قادتنا إلي هذا المأزق ، أظهرتنا بصورة المسلمين المتوحشين الذي لا يعرفون التسامح عندما سجنا المُدرسة جليان ، وأظهرتنا بصورة الجبناء الذين يحيدون عن المبدأ عندما عفونا عنها ، تماماً مثل المنبت الذي لا أرضاً قطع ..ولا ظهراً أبقى
سارة عيسي

Post: #173
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:47 AM
Parent: #172

السماني الوسيلة في غاية الغضب


هذا الإسم الجديد من رعيل الإنقاذ في الألفية الثالثة ، هو حريص على مصلحة الإنقاذ كما يحرص على المقعد الذي يجلس عليه ، لا ننسى أنه من حزب " الباكو " الذين أنشقوا عن الحزب الإتحادي الأم وأنضموا لحزب المؤتمر الوطني تحت مسمى "الحزب الإتحادي جناح الهندي " من غرائب هذا الحزب مع أن عدد كوادره لا يزيدون عن الألف إلا أنهم يعملون في أجهزة الدولة بنسبة 99% .
بدأ السماني الوسيلة حياته في لندن ، هناك من يقول أنه من الذين تنعموا بصفة لاجئ في بريطانيا ، وصرف مثل غيره الإعاشة وبدل العطالة إلا أن فتح الله عليهم بدخول جنة الإنقاذ ، وهناك من يقول أن الرجل كان يعمل سائق بص " ابو دورين " .
السماني الوسيلة يسوق نفسه للإنقاذ بأنه قادر على فك طوق العزلة الذي فرضتها عليه أمريكا ، وقد ذهب لأمريكا من أجل هذا الغرض ، ومن التقاه هناك ذكر بأن الرجل ذهب إلي رحلة علاقات إجتماعية ، وقد عاد من واشنطن بخفي حنين ،
اليوم ظهر السماني الوسيلة في قناة العربية وقد بدأ عليه الغضب الشديد والإنفعال لأن المحققي الدولي طالب بتسلم أحمد هارون وعلي كوشيب ، يدعي السماني الوسيلة أن القضاء في السودان مستقل ...وأن السودان صمم الأنظمة القضائية في دول الخليج ..وعن الأدلة ضد ضد هارون يقول مولانا الوسيلةأنها جُمعت من طالبي اللجوء السياسي ...وعن مهمة المحقق الدولي يقول مولانا السماني الوسيلة ..أن هذا الرجل كان عليه أن يبدأ مهمته في العراق وفلسطين !! هذا هو السماني الوسيلة المحامي الذي يدافع عن الإنقاذ بمذهب السياسة ..لعن الله المنصب ...لماذا لا يتعظ هؤلاء من ميتة القاضي جلال علي لطفي والذي لم يسامحه خصومه حتى بعد موته

Post: #174
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:50 AM
Parent: #173

السماني الوسيلة مُرتزق سياسي ، مثله ومثل عبد الباسط سبدرات وإسماعيل الحاج موسى وطيب الذكر عبد الله محمد أحمد ، وشقيق السماني الوسيلة هو اللواء حاتم الوسيلة الذي الذي قاد المجزرة ضد الأبرياء في بورتسودان عندما كان والياً على البحر الأحمر ، صحيح سمعت أن السماني الوسيلة كان رجل أعمال في لندن ، وهذا غير صحيح إطلاقاً وكلمة ممثل تجاري كل شخص يستطيع الحصول عليها..هناك ساعاتي جنوبي قرب البوستة بأمدرمان كتب على طاولته " أعمال روجر التجارية ، فالسماني الوسيلة تمتع بصفة اللجوء السياسي في بريطانيا وعاش لمدة من الزمن على فتات دافع الضرائب البريطاني .
أنا لا أحسده على النعمة التي يتقلب عليها هو وأخوته في فرش الإنقاذ ، لأن ثمن ذلك كان تدمير الحزب الإتحادي الديمقراطي ،وثمن ذلك هو بيع الضمير والمتاجرة بدماء الأبرياء من أهلنا في دارفور ، فهو من أجل البقاء في منصبه يتبنى مواقف متصلبة ضد أهل دارفور ، وليس من حقه أن يشهد كذباً وزوراً بأن القضاء السوداني مستقل .. ، وليس من حقه أيضاً أن يشكك في الأدلة التي جُمعت عن أحمد هارون وكشيب على أساس أن مصدرها لاجئين سودانيين ..فما العيب في اللجوء السياسي ..فالسماني الوسيلة من غير أن يتعرض لأذى من الإنقاذ نال هذا الحق وتمتع به حتى فتح له دخوله في الإنقاذ

Post: #175
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:52 AM
Parent: #174

بعد صدور فتوى تحريم الدراسة في المدارس الأجنبية ...لماذا أختار التكفيرون جامعة الخرطوم ؟؟


لم تجد الندوة التي أقامها التكفيريون في الميدان الشرقي بجامعة الخرطوم حظها من الإهتمام المناسب ، على الرغم أن التكفيريون هذه المرة أتخذوا موقفاً حاسماً في قضية هي من إختصاص وزارة التربية والتعليم ، فقد حرّمت جماعات الهوس الديني الإلتحاق بالمدارس الأجنبية ، على أساس أن ذلك فيه تشبه بالكفار ومخافة أن يتعرض النشء الصغار للتنصير كما زعموا ، ولا أظن أن أحداً قد أهتم بهذه الفتوي الرخيصة لولا أن موقع سودانايل قد تحمل العناء وقام بنشرها للقراء ، هذه الفتوى الغريبة تدل على المسافة الكبيرة التي تفصل بين أدعياء الدين والوقع الذي نعيشه ، فجامعة الخرطوم التي أُقيمت فيها الندوة هي ثمرة العدو الغربي النصراني إذا قبلنا بنفس القياس ، كما أن معظم أساتذتها نالوا تعليمهم الفوق الجامعي في لندن وأمريكا وباريس ، ليس هذا فحسب ، فهناك من تخصص في اللغة العربية والدراسات الإسلامية في لندن وليس في جامعة أم القرى بالعربية السعودية أو الأزهر الشريف بمصر المؤمنة بأهل الله ، إذاً ، كيف أصبح الإلتحاق في المدارس الأجنبية حراماً بينما هناك مئات الأساتيذ السودانيين الذين يحملون شهادات دكتوراة وماجستير من جامعات غربية ؟؟
فنحن نعيش في عهد غياب العقل السليم ، وظاهرة الفتاوي المثيرة للجدل طغت على الكثير من الأحداث المهمة ، ففتوى إرضاع الكبير لا زالت محل تندر وضحك في الشارع المصري ، يُقال أن ربة بيت مصرية سألت سألت زوجها ماذا يحب أن يأكل في طعام الإفطار ؟؟
فرد عليها ببرود ؟؟ معليش ..مش عايز حاجة .. أصلي أنا عندي " رضعة " في المكتب !!
وهناك فتوى في أندونيسيا حرّمت أكل السمك على أساس أنه تغذى على جثث الذين ماتوا غرقاً بسبب فيضان تسونامي ، هذه الفتوى أُستعلمت في العراق أيضاً ، فقد حرّم العلماء و الذين بالتأكيد يهمهم أمر المسلمين في كل مكان ، أكل سمك نهر دجلة والفرات ، لأنه تغذى أيضاً على الجثث البشرية التي لقى أصحابها الموت على يد المليشيات الطائفية ، هكذا وجد السمك حظه من الأمان في أندونيسيا والعراق ، وياليت هؤلاء العلماء لم يشغلوا أنفسهم كثيراً بأمر السمك ، فكان عليهم في المقام الأول تحريم قتل النفس المسلمة ، وإن حدث ذلك فعليهم تحريم رميها في النهر ، وحض الناس على دفنها مع التكريم والتبجيل والدعاء الصالح . كما أن هناك عالماً آخر قد أفتى بخلو ماشيتنا من مرض حمى الوادي المتصدع !! ولو أستمرينا على هذا المنوال سوف نجد من يفتي لنا في كيفية إعداد طبق اليوم .. وفي الحفاظ الذي يلائم أطفالنا الصغار ..وهل يجوز استخدام العدسات اللاصقة ؟؟ وكيف ومتى ؟؟
ونحن في السودان أصبحت لنا اليد الطولى في هذا النوع من الفتاوى ، فهناك من أفتى بجهاد الجنوبيين الكفار ، مات بسبب هذه الحرب مليونين من البشر لم يكن من بينهم أحد هؤلاء العلماء الأفاضل الذين زينوا لنا صورة الحرب بأنها قادسية جديدة ، هذا الهوس محله الخرطوم لكن من يدفع ثمنه هم أهل الأصقاع النائية في الوطن المترامي الأطراف ، هذه الثقافة الإستئصالية المنفرة ولجت إلي بلادنا مع وصول الإنقاذ إلي سدة الحكم ، فحصدت أرواح المصلين في مسجد الثورة الحارة الأولى بأمدرمان ، ومات الفنان خوجلي عثمان مطعوناً على يد مهوس نجهل حتى هذه اللحظة اسم الشخص الذي أعطاه فكرة أن قتل الفنان يُقلل الرذيلة والفاحشة في المجتمع .
التكفيريون في السودان لا يحاربون في الغابات والجبال والمزارع كما يفعل نظراؤهم في العراق والجزائر ومصر ، لأنهم في السودان موظفين في الدولة ويتمتعون في بيوتهم بتقنيات الحياة الحديثة ، ولذلك كان تظاهرهم ضد المُدرسة جليان بين القصر الجمهوري وميدان الأمم المتحدة ، فهم كما أسلفنا يشغلون وظائف كبيرة في المؤسسات الدينية الخاضعة للدولة وينالون مخصصات تجعلهم في مصاف الوزراء ، وهذه الحادثة لو وقعت في الجنينة أو " الليري " لما عرفوا بها ، فهم لا يعرفون في السودان غير المكان الذي يقبضون من الراتب .

لهؤلاء العلماء الذين قاموا بالسطو على أمور حياتنا الدينية .. نسألهم .. لماذا لا تفتون بحرمة الدم المسلم في دارفور ؟؟ ولماذا لا تحرّمون إستخدام الإغتصاب الجماعي للمسلمات الحرائر كنوع من فنون القتال ؟؟ ولماذا لا تحرمون بناء القصور الشاهقة والصرف البذخي من المال العام الذي يموت مستحقيه أمام المستشفيات بسبب عدم إمتلاكهم لثمن الدواء ؟؟ الآن قد رحلت المُدرسة جليان إلي وطنها ، وهدأت العاصفة ..فهل ذلك يعني أن أزماتنا كمسلمين داخل السودان قد أنتهت ؟؟
(عدل بواسطة SARA ISSA on 08-12-2007, 10:38 ص)

Post: #176
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:56 AM
Parent: #175

الشعلة...السينما الهندية ايم زمان...


في ذلك الزمن ، كان عندما تفتح أوراق الصحيفة اليومية ، تجد إعلاناً تحت اسم أين تسهر اليوم ؟؟ سينما الوطنية أمدرمان ، الوطنية بحري ، كلوزيوم ، العرضة ، بانت ، الحلفايا ، وسينما النخبة النيل الأزرق والتي أرتبط إسمها بطلاب جامعة الخرطوم ، كانت دور السينما تروّج لأفلامها بصورة جاذبة ، فالفلم الهندي يُوصف بالتحفة الهندية الرائعة ..غناء ..رقص ..ضرب من البداية حتى النهاية ، أما أفلام (Action) فيُطلق عليها إسم أفلام الجاسوسية ، ومن أفلام (wild West) عرفنا جاك بلانس وجون أوين وكيرك دوغلاس ، ومن أفلام المطاردة عرفنا شارلز برونسون وروجر مور ، كانت السينمات تنشر مادتها في الورقة الأخيرة من الصحف اليومية ، هذا قبل أن يطل علينا شبح المشروع الحضاري الذي جعل السودانيون يغلقون أبوابهم من السابعة مساءً ، ولم تعد التحفة الهندية الرائعة إلي مكانها الصحيح ، فبدلاً منها أصبحنا نجد في الصحف صور الساسة الذين يبشروننا بثقافة الموت والدمار ، وقد أمتلأت الوريقات العجاف بكلمات الرثاء والنعي والحزن لمن فقدناهم في هذه الحروب اللعينة ، والصفحة الأخيرة قد أمتلأت بإعلانات بنك السودان وهو يعلن آخر موعد لتقديم عطاء شراء الورق أو الأثاث المنزلي .
كانت السينما تشعرنا بوجود نقلة نوعية في حياتنا عند آخر الأسبوع والذي ننتظره بفارغ الصبر ، فليس صحيحاً أن الشعب السوداني متطرف دينياً ويكره أن يعيش الحياة كما هي عليه وليس كما هو مطلوب منه كما يقول صُناع الإنسان الجديد ، كنا نتفاعل مع الأفلام الهندية ، فيها كنا نجد قصص الحب والوفاء والشجاعة ، يتعاطف الناس مع البطل بالتصفيق ، ويمقتون " الخائن " Villain ويهتفون في وجهه بالصفير الداوي ، ويكره الجمهور الخاتمة التي تنتهي بموت البطل ، فالسينما الهندية كانت تدعو إلي القيم الجميلة ، الحب والتفاني وإحترام الأسرة والقانون ونبذ الأشرار والفاسدين ،
شاهدت أكثر من مرة فلم " الشعلة " الذي أنتجته بوليود عام 1975 والذي أستغرق إنتاجه أكثر من عامين ، حياة النجوم الذين لعبوا الأدوار في هذا الفلم أصبحت أسطورة يتناولها ناس من زمن إلي زمن ، تزوج دهرامندر من هيمامليني ، وتزوج أميتاب باتشان من جيا بهادوري ، أما المكان الذي دارت فيه أحداث الفلم (SET) بالقرب من بلدة بنقلور فقد تحول إلي مزار سياحي يؤمه الناس ، لازالت الشعلة حية في أذهان الذين شاهدوها ، قبل عدة سنوات رشحت قناة البي بي سي فلم الشعلة إلي جائزة الألفية الثالثة ، فقد عُرض هذا الفلم لمدة 286 أسبوعاً متوالية في دور العرض الهندية .
الشعلة يتحدث عن قصة (Rampage) في المجتمعات الريفية النائية ، فقدم قام الشقي جبار سنج بفرض الأتاوة على الفقراء ، كما أنه نكّل بالمفتش ثاكور بقطع ذراعيه وقتل كافة أفراد أسرته ، عقد المفتش ثاكور صفقة مع شقيين من الصنف الذي نطلق عليه "Soft criminal" ، بموجبها يقومان بمواجهة الشقي جبار سنج ، يعيش الشقيين في البلدة الصغيرة ، حياة بسيطة ، برئية ، لم يألفاها من قبل ، يدخلان في صدام مع الشقي جبار ، وقد نجح الراحل أمجد خان في تمثيل هذا الدور ، كنت أغالب البكاء عندما أراه يأمر هيماليني بأن ترقص كي لا يقتل حبيبها ، ترقص وهي تغالب الإجهاد ، فيطلب جبار القاسي من مساعده "أروساما " بأن يلقي قناني الخمر تحت أقدامها ليعجزها عن الرقص ، فترقص بعد كل ذلك والدم يسيل من قدميها .
قمة الوفاء تتجلى عندما يقترع الصديقان على الموت ..أيهما يذهب لطلب النجدة أو البقاء في خندق المقاومة لمواجهة جبار وعصابته ، يستخدم (Jiadev ) وهو إسم أميتاب باتشان في الفلم ، يستخدم قطعة نقود مغشوشة حتى يفدي صديقه (Veeru) دهرامندر . و الذي عندما يعود يجده في النزع الأخير .
ما أريد أن أكتب عنه ليس فصول فلم الشعلة كاملةً ، بل أخص بالتعليق النهايتين لهذا الفلم ، ففي النهاية الأولى ظهر المفتش ثاكور وهو يقوم بالإنتقام من جبار سنج عن طريق الدوس على ذراعيه عن طريق حذاء مملوء بالمسامير خصصه لمثل هذا اليوم ، هذا المشهد أحدث ضجة في الأوساط الحكومية ، لأنه أظهر رجل الشرطة هو يأخذ القانون بيديه ، وهذا شيء مرفوض حتى ولو من باب الخيال ، فعمدت بوليود إلي تغيير الخاتمة ، فظهر المفتش ثاكور وهو يقوم بالقبض على المجرم جبار ويسلمه للدولة .
هكذا يحافظ الهنود على هيبة الدولة والقانون ، ليس كما يحدث في السودان ، فنحن هنا لا نجنح إلي خيال بوليوود الواسع في رصد الوقائع ،لأننا نعيش الواقع كما في الأفلام ، في أيام الإنقاذ الأولى شاهدت مسرحية عن الدبابين ، ظهر فيها الدباب المجاهد وهو يقتل بشراسة أعدائه من " الطرف الآخر " ، وعندما فرغت ذخيرته أستل سيفه وبدأ يصيح الله أكبر في وجه خصومه من " الطرف الآخر " ، وقد عمل فيهم قتلاً وذبحاً وسط تهليل الحاضرين ، لذلك قلت لكم بأننا نعيش واقعاً أغرب من الخيال ، فقد قضت ثقافة الموت على ثقافة الحياة .
سارة عيسي

Post: #177
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 04:59 AM
Parent: #176

المُعلمة جليان على صفحات الغارديان : ثمانية أيام من الخوف في السودان


هدأت ضجة المُعلمة جليان في العاصمة الخرطوم ولكنها لم تهدأ إعلامياً في أوروبا ، لا زالت كبريات الصحف البريطانية مثل الأوبزفر والغارديان تناولان هذه الحادثة بمزيد من التشويق والإثارة ، وتكشفان لنا كل يوم ما غاب عن الرصد والتحليل ، فالصورة التي يخرج بها القارئ الغربي من خلال مطالعته لهذه الصحف هي أن السودان هو وطن الرعاع (Mobs) الذين لا يعرفون عن مدنية الحياة سوى القتل والطعن والذبح ، فقد حكت المُعلمة جليان لأهلها كل شيء ، وعن كيفية حصولها على هذه الوظيفة ، مأسآة هذه المُعلمة بدأت قبل عام ، عندما بعثر الطلاق عش الزوجية السعيد والذي دام لمدة ثلاثة عقود ونيف من الزمن ، وقد حصدت منه ابنتها جيسيكا ( 27 ) عاماً و جون (25 ) عاماً ، مات أخاها الأكبر الذي كان يُصارع مرض سرطان البنكرياس ، فوجدت جليان نفسها بلا زوج أو قريب يمد لها يد المساعدة ، فقررت ترتيب حياتها من جديد وعندما لاحت لها فرصة العمل في السودان لم تتردد في الذهاب ، شدت الرحال إلي العاصمة السودانية الخرطوم ، درست القليل عن الإسلام بحكم أن عملها يقع في وسط بيئة مسلمة لكنها لم تقرأ القرآءن ، تصفحت المواقع الإلكترونية لتعرف المزيد عن المعلومات عن هذا البلد ، أشترت بعض كتب السفر ، وقد وجدت الخرطوم عند رؤيتها لها للمرة الأولى مثل أفلام مايكل بالن ، مدينة شبيهة بليفربول ، متسخة ، فوضوية ، تعلوها الأدخنة ، لكنها مكان رائع وجميل .
حُدد الراتب على أن يكون 450 جنيه إسترليني ، وهو راتب متواضع في مدرسة خاصة يدخلها أبناء الذوات ، لذلك تكلفت إدارة المدرسة بالسكن فمنحتها شقة داخل المجمع ، بالفعل بدأت جليان في التأقلم رويداً رويداً مع الوضع الجديد ، فأشترت أثاث للغرفة وطلت جدرانها بلون جديد ، ونجحت في خلق بعض الصداقات ، وهي كانت محبوبة في عملها ولها خبرة في تدريس الصغار تستشفها من خلال نظرتك لملامحها البريئة ، لذلك وقف معها بعض أولياء التلاميذ في هذه المحنة ، وقد أبتسم لها أحدهم في المحكمة ، وقد شعرت بالإمتنان ، فهي كانت في غمرة الخوف والرعب من المصير الذي سوف تواجهه . فقد كان الغوغاء يصرخون في الشوارع ويطالبون بإعدامها .
فقد ندمت الُمعلمة جليان على ما فعلت ، وهي حتى هذه اللحظة لا تستوعب ما جرى ، ولم تلوم أحداً ، فقد لامت نفسها فقط على ما فعلت ، فالجهل بالقانون كما قالت ليس بدفاع "Ignorance of the law is no defense" .
تقول الغارديان : أن ما حدث للمُعلمة جليان كان أشبه بالنكتة السخيفة التي يتداولها الموظفين الذين يملون من العمل المكتبي عن طريق البريد الإلكتروني ، لكن ما حدث لها لا يدخل في هذا الباب ، لأن الأمر برمته تحول إلي جموع هادرة تطالب بإعدامها ، فلا أحد كان يعلم أن وتيرة الأحداث سوف تتصاعد إلي هذه الدرجة .
المُعلمة جليان كانت تعتبر الدب " تيدي " فرد من أفراد العائلة ، وتسميته محمد لم يكن مقصوداً بها الرسول (ص ) ، بل مقصودٌ بها الطالب الذي أحضر دمية الدب ، هذه التسمية الغير موفقة حدثت قبل شهرين من تفجر الأحداث ، أول من تنبه لهذا الأمر هو سكرتيرة المدرسة سارة الخواض والتي كانت في إحتدام دائم مع المدير ، عالج مدير المدرسة هذه الأزمة بهدوء وتريث ، أستوضح جليان عن إطلاق إسم محمد على اللعبة فأعتذرت له بأنها لم تقصد إهانة المسلمين ، خاصةً أنه لم يعترض أحد على التسمية ، لا المدرسين ولا أولياء التلاميذ ، فأعتبرت أن ما قامت به مقبولاً ولا يجرح عقيدة أحد ، قبل المدير بهذا الإعتذار ، بعد شهرين من التسمية سارع أحد الأشخاص إلي إبلاغ وزارة التربية والتعليم .
في صباح 25 نوفمبر وصلت عربة للشرطة إلي المدرسة ، بها خمسة جنود مدججين بالسلاح ، قامت وزارة التربية بإغلاق أبواب المدرسة خوفاً من ردات الفعل ، وسط ذهول المدرسين والطلاب قامت هذه المفرزة بإعتقال المُعلمة جليان وتم حملها في سيارة ذات نوافذ سوداء من الخارج ، وقد تم إيداعها في أحد الحراسات القريبة في العاصمة الخرطوم ، عاجلها الإعتقال السريع لدرجة لم تمكنها من أخذ حقيبة أغراضها ، فهي كانت تعتقد أن الموضوع لن يستغرق أكثر من ساعة من الزمن ، وصفت محتويات الزنزانة ، قذراتها ، دبيب الفيران ، والضوء الخافض الذي جذب الناموس والحشرات ، قعقعة سلاح الجنود ، وكانت تتوقع أن يقوم أحدهم بتلقين هذه " الكافرة البيضاء " درساً ، تخيلت تعرضها للإغتصاب لكنها لم تجد تبريراً لذلك ، تم التحقيق معها لساعات طويلة ، فهي قد درست بعض الأشياء في اللغة العربية لم يكن بينها أسلوب الرد على المحققين ، وصلتها بعض السندوشات التي أرسلها لها بعض زملاؤها في المدرسة .
المحاكمة و حضور الدب " تيد :-
في المحاكمة حاولت جليان أن تدافع عن نفسها بأنها لم تقصد إيذاء أحد ، وقد حضر الدب تيد إلي قاعة المحكمة ، فقد قام الحاجب بفتح حقيبة ، كما يفعل الحواة عندما يخرجون الأرنب من القبعة ، خرج الدب تيد من الحقيبة وقد بدأ عليه الخوف الشديد كما وصفته ، تجلى ذلك عندما أشار القاضي بغضب إلي الدب قائلاً : هل هذا هو الدب ؟؟ كأن الدب يُحاكم أيضاً . هذه جعلني أضحك ..مع أن الموقف ليس مضحكاً .بعد مداولات في المحكمة أستمرت 10 ساعات قرر القاضي حكمها بالسجن لمدة 15 يوماً ، قامت بالبكاء والنحيب سألها الحراس لماذا تبكين ؟؟ قالت لهم :
فقدت بيتي
فقدت عملي
وسوف أدخل السجن
وهناك أناسٌ يطالبون بقتلي
وسوف أُبعد من البلاد
بعد ذلك تسألونني لماذا أبكي !!
لم تٌنقل المُعلمة جليان إلي سجن أمدرمان الرهيب ، حفاظاً على سلامتها وُضعت في عدة أمكنة مختلفة تحت حراسة الشرطة ، تحسنت معاملتها بصورة كبيرة بعد وصول إثنين من أعضاء مجلس اللوردات المسلمين ، فقد تم إرسال بعض الأشياء لها ، في ذلك اليوم أطلعها القنصل البريطاني بأنه سوف يُطلق سراحهها بناءً على عفو خاص من الرئيس البشير ، وأخبرها أيضاً أن هناك مؤتمر صحفي سوف يعقد في تمام الساعة 11 صباحاً يُؤكد ذلك ، في ذلك اليوم سمح لها الحراس بمشاهدة التلفزيون ولكن إنقطاع التيار الكهربائي حال دون ذلك .
خرجت المُعلمة جليان من سجنها ، لتروي للصحافة الغربية كيف تُدار شئون هذا البلد ، في رحلة العودة إلي بلادها عن طريق دبي تمتعت بوجبة شهية مكونة من البطاطس وأذناب جراد البحر ، فقد تركت شرب الكحول من زمن لكنها شربت نخب الخروج من السجن ، شعرت بالحرج لأنها شربت الفودكا ذلك امام اللوردين المسلمين ، لكنها كانت ترى أن المناسبة تستحق ذلك ، مغامرة أخرى في إنتظار المٌعلمة جليان ، فربما تحظى بفرصة عمل في الصين ، فهل يا ترى سوف تتذكر هناك ..قعقعة السلاح ..صياح الغوغاء وهم يطالبون بقتلها ..نظرة القاضي القاسية للدب تيد ..دبيب الفيران ..قرص النمل ..وغيرها من الذكريات التي حملتها من الأرض السودانية

Post: #178
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 05:00 AM
Parent: #177

أكاد أجزم أن جنرالات العهد الإنتقالي هم البذرة الأولى لإنقلاب الجبهة الإسلامية القومية ، فالجنرال عبد الرحمن سوار الذهب هو موظف لدى هذا النظام ، يتقاضى مرتباً ومخصصات ، تُستأجر له طائرة خاصة لتطوف به في الفضاء العربي ، يُعين إبنه في سلك الوظائف الرفيعة ، إذاً فالرجل يتحرك في محيط مصالحه الخاصة عندما يحاول إنقاذ الإنقاذ ، ويعاونه الآن الجنرال عثمان عبد الله محمد في هيئتهم التي أسموها بهيئة جمع الصف الوطني ، وهي هيئة مشبوهة تسعى في المقام الأول إلي توحيد الشمال ضد الجنوب والغرب ، وفي المقام الثاني تسعى إلي إنقاذ الإنقاذ من خطرأن تطيح بها القوة الدولية ، لذلك لا تتحرك هذه الهيئة إلا عند صدور قرارات الأمم المتحدة ضد النظام ، وهي هيئة تتكون من نخب الشمال النيلي التي لها مصالح مباشرة من بقاء نظلم الإنقاذ في الحكم .
من المدنيين الذين مثلونا في العهد الإنتقالي الدكتور الجزولي دفع الله ، بعد تمرير قوائم الصالح العام ، ودفن مئات القتلى في الحروب ، بعد مضي ما يقارب العقدين من ليالي التعذيب وهتك الحريات ، استيقظ الدكتور الجزولي دفع الله ، يُقدم مذكرة لرئيس الجمهورية مشفوعة – كما تقول قناة الجزيرة –بتوقيع 25 مؤسسة وهيئة مدنية ، وهي أيضاً تُطالب بالإصلاحات ورتق الفتق وجمع الصفي الوطني لمواجهة التحديات التي تواجه المواطن ، السؤال يقودنا إلي الأتي : أين كان دكتور الجزولي دفع الله طوال كل هذه السنين ؟؟ ولماذا أستيقظ فقط –كما فعل المشير سوار الدهب – عندما تتعرض الإنقاذ للخطر ..فهم لا يرون الخطر الذي أحدق بالشعب السوداني بسبب الإنقاذ ، حرب عبثية في الجنوبية ، وحرب عنصرية ضد أهل دارفور ، لماذا لا يقف هؤلاء الحكماء مع الحق والفضيلة مع غض النظر عن الإمتداد الإثني ؟؟ لماذا يُسارعون إلي حماية الصنم – مع أنه ليس في حاجةٍ إلي مساعدتهم – قبل حماية الأبرياء والمغبونين من أهل دارفور ؟؟

Post: #179
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 05:08 AM
Parent: #178

رسالة من مشاهد يداوم على مشاهدة قناة الشروق



تحية طيبة اختي الكريمة سارة
أولا اعرفك بنفسي بأنني من المغتربين السودانين بالخارج وفي المملكة العربية السعودية بالتحديد
قرأت مقالك عن قناة الشروق في العيد ووجدت أنك ربما تريدين فقط إثارة بعض المشاكل من وجهة نظري الشخصية وأن هنا لست مدافعا عن قناة الشروق و لا انتمي إليها وليس لي أحد من أقاربي أو أصحابي يعملون بهذه القناة فقط ومن باب أننا سودانيون ونعيش في غربة وجدنا ان هذه القناة تجعلنا نعيش وكأننا في وطننا السودان في كثير من برامجها المميزة التي غطت على كثيرمن القنوات الأخرى دون ذكر أسماء والدليل على ذلك أن معظم بل غالبية الذين أقابلهم يؤيدونني الرأي فقناة الشروق جمعت كل الفئات السودانية بمختلف أعراقها . ثانياً أن القناة ليست وحدها التي تأتي بمذيعات من الخارج وتزج بهم في تقديم برامجها خذي مثال على ذلك برنامج التحقيق فهو برنامج ناجح بكل المقاييس بالرغم من واحدة من مقدمي البرنامج ليست سودانية وبالتحديد مصرية الجنسية وهي تعرف كيف تناقش الضيف أو الشخص المحقق معه وطبعا هذا يندرج تحت إعداد ومعد البرنامج وفنيات البرنامج وأمور لانعرفعها نحن المشاهدين ولكن مااردت أن أوصله لك من هذه المعلومة هو فقط أن بعض المشاهدين من غير السودانيين أبدو إعجابهم بالقناة من خلال التنوع في البرامج وإضافة كوادر غير سودانية للعمل بالقناة وهذا يدل على أن القناة تعمل بمبدأ التنوع ليس فقط في البرامج وإنما أيضاً في تنوع مذيعي القناة ، نتعرج قليلا لحديثك عن ( نكاتي القناة ) كما ذكرت في مقالك فهذا الشخص محبوب لكافة المجتمع السوداني بكل فئاته وانا هنا لست مدافعاً عنه أيضاً ولكن لا أذيع لك سراً إذا قلت لك من خلال برامجه هذه تعرفت على كثير من المعلومات التي كنت لا أعرفها عن بلدي السودان وخاصة وأن أشاهد البرنامج ومعي زوجتي وأطفالي الذين اعجبوا بتلك المعلومات من خلال برنامج قناة الشروق مرت من هنا وهذا طبعا رأي شخصي في نطاق أسرتي وحتى أن إبني الصغير الذي لا يملك المقدرة على التحدث بطلاقة لصغر سنه يقول لي يا بابا افتح لنا مرت من هنا يقصد بذلك قناة الشروق وبرنامج الشروق مرت من هنا لكي تعرف على المعلومات التي تأتي في البرامج من خلال سماعه للإجابات عن طريق إخوته الكبار.
لاتنسي أيضا برامج الأطفال وبرامج الأخبار وكثير من البرامج التي نالت إعجاب الكثيرين من المشاهدين لهذه القناة الرائعة والحديث يطول عن وودت فقط أن أناقشك بكل روح رياضية وأتبادل الرأي معك حول هذا الموضوع ولك التحية والإجلال
خالد صالح
العربية السعودية

هذه الرسالة وصلتني من الأخ خالد صالح من العربية السعودية ، وبما أنه تجشم التعب وراسلني على بريدي الخاص ، شعرت أنه من الواجب أن أرد عليه ، هذا من باب حرصي على تنوع الآراء ، فالأخ خالد يخطب التنوع في قناة الشروق ، فهو كما يقول في رسالته أن التنوع هو ديدن الإعلام اليوم ، كما يحدث الآن في قناة الجزيرة والتي يهيمن على إدارتها أهل الشام ، لكن قناة الجزيرة – ربما عن قصد – لا يريد القيمون عليها تناول شأن الدولة المضيفة ، فشعب قطر كما قال المرحوم الشيخ زائد كمن يعيش في فندق إذا قارناهم بسكان دولة كبيرة مثل مصر ، وربما يكون المواطن القطري زاهد في العمل الإعلامي ، أو أنه لا يملك المهارة المطلوبة ، لذلك قفز هؤلاء الشوام " المؤدلجين " في مكانه .
الواقع في السودان يختلف عن قطر التي يعيش أهلها في بحبوحة من العيش ، وتأسيس قناة فضائية في هذه الجزيرة الصغيرة يُعد من باب الإستثمار أو ملء الفراغ ، السودان وطن كالقارة ، وكلمة التنوع عندي هي الجمع بين الدينكاوي ، الحلفاوي ، الفوراوي ، النوبي ، أو غيرها من قوميات السودان الغنية بالثقافة والتراث في وعاء واحد ، والتنوع ليس هو الجمع بين السوداني ،الأردني ، الفلسطيني ، المصري ، كما تفعل قناة الشروق ، فمن لا يشعر بقيمة ثقافة بلده لا يصلح أن يكون رسولاً للثقافة ، ومن يرى عيباً في نقل الإحتفالات بالعيد في جوبا والجنينة لن تحلق به أجنحته بعيداً وهو ينقل لنا ما يجري في إمارات الخليج .
قصة بائع النكات السخيفة الذي تحول إلي مقدم برنامج وهو يطوف بسيارة الجوائز في حي الصافية ويسأل الناس عن شخص د.عون الشريف قاسم !! فما هو السر الكبير الذي عرفته من هذا العبط ؟؟ وما هي المعلومة التي غابت عنك وعن أبنائك ووصلت إليها عن طريق هذا الُمنكت الذي أشتهر بنكاته العنصرية ضد " العوض " الغلابة ، وحسب علمي أن هذا المُنكت الشهير لا يملك حتى شهادة ثانوية عامة .
سارة عيسي

Post: #180
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 05:10 AM
Parent: #179

السودان في ثالوث الدين والعرق والنفط

عندما كانت المتحركات العسكرية تنطلق من الخرطوم وهي تتوجه صوب الجنوب ظن البعض أن حكومة الإنقاذ تحارب من أجل رفعة الدين وتطبيق الشريعة الإسلامية ، الشعارات المرفوعة كانت تؤكد ذلك ، والشعراء كانوا ينظمون الأبيات حول نهاية قرنق العميل ، ومغنى الإنقاذ يترنم :-
الليل ولى وجاء دورك يا صباح
سفينة الإنقاذ سارت لا تبالي بالرياح
أذكر في هذا المقام سجال دار في مقهى النشاط بجامعة الخرطوم بين الأخ عبد الله محمد حربكانين والدكتور ابوعبيدة ، الأخير كان عضواً في الإتجاه الإسلامي ثم تحوّر إلي قيادي في حركة الإسلاميين الوطنيين " حاو " ، بعدها أبتعثته المرحومة الدكتورة زكية ساتي إلي الخارج لنيل درجة الدكتوراة ، وحسب علمي أن الدكتور أبوعبيدة الآن ينتمي لحزب المؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور حسن عبد الله الترابي ، في صحيفته " الفجر المرتقب " والتي تصدر في مقهى النشاط كتب الأخ حربكانين مقالاً عن ظاهرة " عسكرة الجامعة مما جعل الأخ عبيد الله الثائر يستشيط غضباً فيجهر بمقال مضاد يفتتحه بمقولة : يا حربكانين أركب معنا ولا تكن مع القاعدين
فيرد عليه الأخ حربكانين : أنك تركب سفينة ضلال لا يُحمل عليها إلا أمثالك
فقد مضى على هذه الواقعة سبعة عشر عاماً ، فهي كانت تشهد بثقافة طالب جامعة الخرطوم وحضوره الذهني ومقارعته الحجة بالحجة قبل أن يألف الناس ذلك في الفضائيات ، فقد كان أبو عبيدة متحمساً للإتجاه الإسلامي ويصف حزبي الأمة والإتحادي بالجمعيات التعاونية ، وكان يفاخر بأهله المسيرية ويقول : أن المسيرية وحدهم يكفون أهل السودان الجهاد ويقومون " بدرش " الحركة الشعبية .
هكذا أستغلت النخب الشمالية أهل الهامش فوظفتهم في حروبها ضد الحركة الشعبية ، مع أن الرزيقات المحاميد والمسيرية يشكلون جزءاً أصيلاً من أهل الهامش ، فلا زالت مناطقهم ترزح تحت وطأة الفقر والجوع والمرض ، وما تصرفه حكومة المركز على شندي والجيلي وحوش بانقا وأم ضريوة لا يُقارن من حيث الضخامة بما تصرفه على أقاليم متسعة المساحة مثل كردفان ودارفور وجبال النوبة ، بفضل عائدات النفط تحولت الولاية الشمالية إلي ما يشبه الإمارة الخليجية ، ذلك من ناحية توفر الخدمات من صحة وإتصالات وتعليم وطرق معبدة ومشاريع إسثتمارية ، المجال الوحيد الذي فتحته النخب الشمالية الحاكمة لأهل الهامش هو المؤسسة العسكرية ، فقد ضمت القوات المسلحة في صفوفها العديد من الضباط الذين ينحدرون من قبيلة المسيرية الذين شكلوا رأس الرمح في محاربة الحركة الشعبية في الجنوب ، فقد كانت الحكومات الشمالية تلعب على وتر بث المخاوف في مناطق التماس ، لذلك وجدت في قبيلة المسيرية وقود حرب جاهز ، فقد أفتخر الدكتور عبيد الله عندما كان طالباً في جامعة الخرطوم بأن المسيرية وحدهم سوف يتكفلون بشعيرة الجهاد .لكن تلك الحرب الضروس أخطأ كل من أسماها جهاداً لأنها كانت حرباً لأجل النفط ، وداست الإنقاذ على كل الذين وظفتهم في هذه الحرب ، ولم تأبه لأمر قبيلة المسيرية عندما قررت التفاوض مع الحركة الشعبية ، ولو قبلت الحركة الشعبية بمبدأ تقاسم عوائد النفط المُستخرج من " أبي " مع حكومة الإنقاذ بعد الإنفصال فسوف لن نجد لهذه القضية شأن يُذكر ، فالمهم ليس الإنسان والشجر والبيئة والحيوان ، بل المهم الكسب السريع من الذهب الأسود وهجر المنطقة بعد نفاذ الكميات المخزونة ، حاول الراحل قرنق أن يجد مخرجاً للجميع ، فدعا إلي وجود جيشين فقط في المنطقة وهما الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية ، دعا قرنق إلي تسمية منطقة " أبي " بمنطقة الإختلاط "mixtures area " بدلاً من مسمى الفصل العنصري القديم منطقة التماس "Tangent area"
فمستقبل أهلنا المسيرية هو في منطقتهم التي يعيشون فيها وليس في القرير وشندي وحوش بانقا ، مستقبلهم يقع في الجنوب حيث المطر والخضرة والعشب الذي يقي ماشيهم شر النفوق وليس في الصحاري والوديان القاحلة التي يعيش أهلها من ثمن الحروب ، وقد أستخدمت الإنقاذ نفس المعادلة في حرب دارفور ، فقد ورّطت بعض وجهاء القبائل بعد أن أوحت لهم بأنهم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح ، وبأنهم الفرسان العرب الذين يستأصلون شأفة الزنج الآبقين من أسيادهم ، سوف تخرج الإنقاذ من دارفور كما خرجت من الجنوب وهي تجر أذيال الهزيمة ، وسوف تترك أمر القبائل العربية التي حاربت معها لظروف القدر وتقلبات الزمان .

Post: #181
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 05:15 AM
Parent: #180

قناة الشروق لا تعرف أن الطيب محمد الطيب قد مات !!

تحياتي لك أختي سارة، في إحدى حلقات برنامجه السخيف في الأسبوع الماضي سأل هذا( النُكتنجي ) سؤالاً حول إسم مبدعنا العظيم كرومة والذي إسمه كما تعلمين عبد الكريم عبد الله مختار وفي حين أجابت إحدى الآنسات بالإجابة الصحيحة أعطى هذا الدعي الجائزة لشخص ذكر أن إسم كرومة هو عبد الله عبد الكريم مختار ، وفي برنامج آخر تطلب المذيعة من الجمهور توقع إسم الضيف القادم للمشاركة في البرنامج وتعطيهم عدة خيارات وفي تلك الحلقة كان الضيف المتوقع مشاركته هو د. عبد المطلب الفحل وقد أعطتهم المذيعة ثلاثة خيارات بأسماء ثلاثة أدباء ذكرت منهم الطيب أحمد الطيب ، لاحظي أولا أن أديبنا الوارد ضمن الخيارات هو الطيب محمد الطيب وليس الطيب أحمد الطيب وثانياً أنه متوفي ونسأل الله له الرحمة فكيف يكون ضمن المتوقع مشاركتهم في برنامج هذه المذيعة الأريبة التي لا فض فوها ومات من الضحك حاسدوها على قول أستاذنا الكبير السر قدور ، أما عن نطق المذيعات غير السودانيات للأسماء السودانية فحدث و لا حرج فالفكي ينطق كنطق (الفك + ي ) وحسب الرسول ينطق كنطقنا لحسب في حسبي الله ونعم الوكيل وفعلا حسبنا الله ونعم الوكيل فقد انتظرنا مخاض الجبل ولكنه تمخض وولد أم سلمبوية، والحكاية كلها لم تتعد عملية إستنساخ للمحطة الأولى الأسخف وكل عام وأنت بخير .
مع تحياتي / محمد أحمد الشريف
مسقط سلطنة عمان

ذكرتني عملية توزيع الجوائز في برنامج " الشروق مرت من هنا " ، بأمر آخر له علاقة بإثنين من القائمين على أمر هذه القناة ، وهما الوليد محمد أحمد فايت مساعد رئيس مجلس الإدارة ، والمهندس محمد خير فتح الرحمن الذي يشغل منصب مدير مكتب القناة في الخرطوم ، هذين المؤسسين هما اللذين توليا عملية تغيير جلد تنظيم الإتجاه الإسلامي في جامعة الخرطوم في عام 93 ، حيث تمت تسميته بحركة الإسلاميين الوطنيين الشهيرة بين الطلاب بإسم " حاو " ، تحت ظروف التزوير والإرهاب وصل محمد خير فتح الرحمن إلي رئاسة إتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، فقد أبتكر هذا التنظيم الوليد بدعة جديدة من أجل جذب الطلاب لنشاطه ، فعند تعليق إعلانات الدعاية للندوات الفكرية ، والتي كان بطلها وقتذاك العميد/محمد الأمين خليفة ، كان يُكتب تحت البوستر : يوجد عشاء مجاني ومواصلات بعد بعد نهاية الندوة ، ولو حالفك الحظ وحضرت الندوة المهيبة سوف تُرزق بوجبة هامبر مجانية مع مشروب كوكاكولا ، أخي محمد الحوري وهو من أبناء الأبيض ، وكان يدرس بكلية الإقتصاد سمى هذه الوجبة المجانية بالعشاء الأخير للسيد/المسيح ، فهذين الشخصين لهما خبرة في هذا النوع من الدعاية الذي يخاطب العوز وإستغلال الحاجة ، وما يقدمانه للناس من هدايا أشبه بطُعم السمكة الذي يقودها للهلاك .
ولقد توقف الناس كثيراً أمام هذه القناة والتي ترسم عن السودان صورة أشبه بعالم هاري بوتر الخيالي ، فهي ترسم عن السودان صورةً وردية ، مُضللة ، لا تكشف للناس وجه الحقيقة ، فبدلاً من أن تنقل واقع السودان للمغتربين العاملين في الخارج ، أصبحت تنقل إلي أهل الداخل كل ما يفعله أهل الخارج في بيوتهم ، ومقدمي البرامج في قناة الشروق تحولوا إلي سواح من الدرجة الأولي ، وتفرقوا بين العواصم الخليجية وهم يستضيفون فقط من تربطهم به صلة الرحم أو العلاقة التنظيمية .
الأخ محمد أحمد شريف من سلطنة عمان كشف لنا بجلاء أن الذين أخذتهم ظروف السودان القاسية إلي أرض المهجر لا يعني ذلك بأنهم بلا ذاكرة ، أو لا يعوون تراثهم الغزير ، وما كتبه الأخ شريف فيما يخص كرومة والمرحوم الطيب محمد الطيب أمر غاب عن المحررين لهذه القناة وإلا كانوا أكتشفوا هذه الأخطاء ساعة وقوعها ، فبائع النكات السخيفة الذي نصبته قناة الشروق كمقدم برنامج يكشف أن الغرض من هذه القناة هو الدعاية وليس تعميق الثقافة السودانية .فبعد المرحوم الطيب محمد الطيب والمرحوم البروفيسور على الملك والأديب الطيب صالح وعوض بابكر جاء زمن آخر ، أصبحنا نستقي فيه ثقافتنا من أصحاب باعة النكات المتجولة ، وجد رجلٌ في العهد الذي أعقب وفاة سيدنا عمر الخطاب الشاعر الحطيئة وهو يقوم بهجاء بعض الناس ، وكما هو معلوم أن أمير المؤمنين عمر قام بشراء أعراض الناس منه مقابل ثلاثة آلاف درهم ، فذّكر هذا الرجل الحطيئة بالعهد الذي قطعه لعمر بن الخطاب ، فترحم الحطيئة على الخليفة عمر وقال لو كان هذا الرجل حياً لما فعلت هذا .
سارة عيسي

Post: #182
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 05:18 AM
Parent: #181

درسٌ في الشجاعة كتبته بدمها إبنة المصير السيدة بنازير بوتو


لا أحد يتذكر السيدة بوتو وإلا تذكر معها قيم الثورة و الحرية والديمقراطية والوقوف بشجاعة في وجه العسكر ، وإلا تذكر معها رياح الديمقراطية التي هبت في الثمانينات في أسيا والسودان ، السيدة بوتو في باكستان ، كروزان أكينو في الفلبين ، الصادق المهدي في السودان ، هؤلاء وصلوا إلي سدة الحكم عن طريق الصوت الإنتخابي ، وورثوا عرش العسكر بعد بذل التضحيات الجسام ، فقدت بوتو والدها الذي أعدمه الجنرال محمد ضياء الحق عام 79 ، لكن هذا لم يمنعها من المجازفة عندما أتخذت قرار العودة ، فالشجاعة أمر لا يكتسبه الإنسان بل يرثه ، فقد مات والدها ذو الفقار على بوتو على حبل المشنقة من غير أن يرف له جفن ، ودبابات الجنرال، الذي أحترق في حادث غامض ، لم تمنع هذا الصوت الأنثوي المنادي بالحرية من الوثوب ، تذكرت مقولة والدها عندما لاقى الجنرال حتفه في طائرة الموت : على القيصر أن يحذر من حراسه .وفي أرخبيل الفلبين عادت كروزان أكينو وهي يقتلها الحزن ، فقد نالت مقصلة الدكتاتور ماركوس من رأس زوجها ، فورثت الحزن ، وورثت معه حكم شعب مغلوب وفقير أكتوى بنار الظلم .
في السودان تغلّب الشعب على حكم الطغاة ، أصبح السيد /الصادق المهدي رئيساً للوزراء ، خشى النميري من العودة فبقى في مصر ، هذا هو ديدن الطغاة ، نجدهم كباراً وهم في سدة الحكم ، يتباهون بزيهم العسكري وأوسمتهم الرفيعة التي صنعوها لأنفسم عندما يحين عيد ثورتهم ، لكنهم جبناء في لحظة الإمتحان ، والصادق المهدي أيضاً فقد عمه السيد/الهادي المهدي في مجزرة الجزيرة أبا ، والقاسم بين السيدة/بنازير والسيد/الصادق المهدي هو أكسفورد والتاريخ ألاسري العريق الذي أرتبط بحكم بلاد إسلامية تعج بالقوميات والطوائف الغير متجانسة .
كان هناك رابط يجمع بين الطغاة الثلاثة ، ماركوس وضياء الحق والنميري ، رابط غير الفساد والإستبداد وظلم العباد وهو أنهم كانوا أدواتٌ للولايات المتحدة ، الجنرال ضياء الحق حارب نيابةً عنها في أفغانستان ، ومات وهو محترقاً بصحبة السفير الأمريكي ، وماركوس سمح لها ببناء القواعد العسكرية ، والنميري كان يتوق لأن يكون رجل أمريكا الأول في أفريقيا ، هذه الأمنية دفعته لأن يتعامل مع إسرائيل ويقوم بتهريب يهود الفلاشا حتى يحظى بهذه المرتبة .
عائلة بوتو تذكرني بعائلة كل من غاندي وكينيدي ، فقد تخطفهم الحظ العاثر الواحد تلو الآخر وهم في قمة عطائهم السياسي ، والآن رحلت عنا السيدة بوتو ، رفيقة الفقراء ونصيرة الحرية والديمقراطية ، ماتت بشرف بين أبناء شعبها ولم تحتمي بالدروع الواقية والسيارات المصفحة ، ضحت بنفسها من أجل الحرية والديمقراطية بعد أن أعطتنا درساً في الشجاعة ، عاش العسكر في حصونهم بلا معركة ، يقاومون الموت بتشديد الحراسات والتلويح بسلاح الطوارئ كلما أدلهمت عليهم الخطوب ، ولكنهم لا يملكون ظفراً من شجاعة السيدة/بنازير ، فليرحمك الله ، وليحشرك بين الصديقين والشهداء ، وعلى جنس أمثالك فلتبكي البواكي .
سارة عيسى

Post: #183
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 05:24 AM
Parent: #182

تضارب الروايات حول مقتل الدبلوماسي الأمريكي


إ غتيال الدبلوماسي الأمريكي جون غرينفيل في وضح النهار ، وفي وسط العاصمة الخرطوم ، لن يكون حدثاً بلا تداعيات ، لقد تريثت الإدارة الأمريكية في إصدار أي نوع من الإتهام ، فهي تريد سماع كل الروايات الرسمية ، فقد أعطت الإنقاذ إلي الآن تفسيرين للحادث ، التفسير الأول مصدره وسائل الإعلام المُقربة للحكومة ، وهو أن هناك ردة فعل تجاه القرار الذي أصدره الرئيس الأمريكي جورج بوش قبل يوم من وقوع الحادث ، والقاضي بحظر الإستثمار الأمريكي في السودان ، ذلك بالإضافة إلي دخول القوات الأممية لأرض دار فور ، وهذا أمر كانت تدعو إليه الإدارة الأمريكية بإستمرار ، هذا التفسير يُعد الأقرب إلي الواقع إذا قارناه بمظاهرات التحريض على الولايات المتحدة ، وترديد الساسة الرسميين بإستمرار أن السودان سوف يتحول إلي عراق آخر إذا وطأته أقدام القوات الدولية ، من المحتمل ، أن تكون الإدارة الأمريكية في السابق قد تعاملت مع تصريحات الرسميين بهذا الخصوص على اساس أنها مادة للإستهلاك الإعلامي المحلي ، خاصةً وأن السودان يأتي في قائمة الدول التي أعانت الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب ، لذلك لم تحذر الولايات المتحدة رعاياها من مغبة التجول في شوارع العاصمة الخرطوم .
التفسير الثاني لهذه الحادثة يأتي في غاية البساطة ، وسهل ، وقد تبنته وزارة الخارجية السودانية ، فهو يفيد بأن للحادث روابط إجرامية خالية من البعد السياسي ، وهو خلاف في أوليات السير في الطريق ، لأن شوارع الخرطوم في يوم الجريمة كانت مزدحمة بالسيارات بسبب تقاطر المواطنيين السودانيين والذين قدموا من كل مكان بغرض الإحتفال بعيدي رأس السنة والإستقلال ، نتج عن هذا الإزدحام إحتكاك بين أحد الدبلوماسي القتيل ومواطن سوداني ، نتج عنه قيام الأخير بإخراج سلاح ناري وإطلاق الرصاص على الدبلوماسي فأراده قتيلاً ثم لاذ بالفرار . أي أن للحادث ظلالاً شخصية أكثر مما هي سياسية ، بإختصار أن دوافع الحادث كانت شخصية فأدت إلي " شجار " ثم جريمة .
هذا التفسير المبسط ذكرني بتفسير أجهزة الأمن الباكستانية لجريمة إغتيال الراحلة بنازير بوتو ، حيث أدعت أن القتيلة ماتت بسبب إرتطام رأسها بسقف السيارة التي كانت تقلها وليس بسبب طلق ناري ، بالتأكيد لن تقبل الولايات المتحدة بهذا التفسير وهي لها تداخل واسع في المحيط السوداني ، وحسب علمي أن الخرطوم عاصمة بلا سلاح إذا رجعنا إلي الحملة التي قامت بها وزارة الداخلية السودانية التي شملت حتى مكاتب الحركة الشعبية فجردتها حتى من السلاح الشخص ، وما يطعن في سياق هذه الرواية أن هناك شهود عيان رأوا الرصاص ينهمر من سيارة مسرعة على سيارة القتيل والذي أصيب في كتفه وبطنه ويده في آن، مما يدل أنها جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد .
نعود لنتعرف قليلاً على شخصية القتيل ، وهو رجل في بداية العقد الرابع من العمر ، وقد عمل في عدة بلدان أفريقية ، عندما قُتل كان يعمل في الوكالة الأمريكية للتنمية ، وهي وكالة معنية بتطبيق إتفاق نيفاشا ، وقد عملت على نشر ثقافة السلام في مجتمع الجنوب الخارج للتو من الحرب ، وقد قامت بتمليك مواطني الجنوب أجهزة راديو ، لم تشر التقارير أن هذا القتيل كانت له بعض العداوات أو أنه تعرّض للتهديد ، فظروف الحرب على الإرهاب جعلت الأمريكيين أكثر حذراً في علاقاتهم الإجتماعية مع مواطني الدول المضيفة ، هذا الحادث له أبعاداً سياسية ، ويعطي الدليل بأن هناك مجموعات منفلتة تعمل داخل العاصمة الخرطوم ، ربما تتمكن – إذا تم التستر عليها – إلي جر السودان إلي مستنقع الفوضى كما حدث في العراق ، الشفافية هي المخرج الوحيد من هذا المأزق ، ولا ينفع مبدأ الإنكار أو منح تفسيرات لا يقبلها العقل .

سارة عيسي








0

Post: #184
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 05:26 AM
Parent: #183

قناة الشروق والقائد ياسر عرمان


عندما أشاهد الأستاذ/ياسر عرمان أو الدكتور منصور خالد وهما يتحدثان عن أزمات السودان ، أشعر بأن هناك أملاً في بقاء السودان موحداً ، متماسكاً رغم دعوات الإنفصاليين الذين لا يعرفون عن فضل هذا الوطن سوى صحيفة أو محطة فضائية . يكتبون من داخل بيوتهم الفارهة في الخرطوم عن وطنٍ لا زال قارةً مجهولة لم تطأها قدم من قبل ، الدكتور منصور خالد و الأستاذ ياسر عرمان صنف نادر في الحياة السياسية في السودان ، صحيح أن لهما كثير الأعداء ، والحساد الذين يحلموا بأن يكون هذان الرجلان في كنبة الإنتظار (Bench) ، بلا شغل ويقتلهما الفراغ ، يتفحصون قائمة وزراء الحركة ليعرفوا فقط أين ياسر عرمان في هذه التشكيلة؟؟ وهل خطف المنصور منهم وزارة الخارجية ؟؟ وقد تناسى هؤلاء أن هذا الجيل من المحاربين الذي وقف مع خانة السودان الموحد لم يكن همهم المناصب ، هذا جيل يقاتل من أجل رؤية سياسية ، وربما لا يعرف حسادهم أن الدكتور منصور خالد شغل منصب وزير الخارجية في أيام الحرب الباردة وعمره لم يكن يتجاوز الأربعين ، وقد كان ناجحاً في عمله ، وإذا أردنا قياس عمله بما يحدث الآن علينا بإحصاء القرارات التي صدرت ضد السودان في عهده وبين القرارات الأممية المتتالية التي صدرت ضد السودان في الفترة ما بين عامي 2000 و2007م ، ونحن الآن نستشرف عيد الإستقلال بوصول ستة وعشرون ألف جندي أممي ، وطأت أقدامهم أرض دارفور من أجل توفير الحماية للمدنيين السودانيين ، وهذه سابقة جديدة في عالم السياسة السودانية ، بل سابقة في القارة الإفريقية جمعاء تؤكد أن نفوذ الدولة السودانية بدأ في الإضمحلال في هذا العهد ، وهاهي الأمم المتحدة تتولى مشقة توفير الحماية للمدنيين في دارفور ، والمحكمة الدولية توفر لنا القضاء العادل ، فيا ترى ماذا تبقى من الدولة السودانية المتهالكة ؟؟ غداً سوف يأتيهم قرار أممي بضرورة تقنين عائدات النفط ، رويداً رويداً سوف لا يجدون من جسد السودان الممزق سوى قناة فضائية أو صحيفة مغمورة تحكيان لنا عن تاريخ تلاشى ودولة ذهبت بلا رجعة كان اسمها السودان .
فالإنقاذ هي التي وضعت مبدأ رفع السلاح مقابل تداول السلطة ، وهي التي وظّفت الإثنيات في حروبها العبثية ، نتيجةً لذلك إنهار النسيج الإجتماعي في دارفور ، وها هي الآن تسعى إلي نشر نفس النموذج البغيض في جنوب كردفان .علينا أن نعترف بحدوث بعض الأخطاء ، نتج عنها إراقة الدماء الزكية ، لكن هذا لا يعني أن نُريق المزيد من الدماء ، هذا لن يقودنا إلي الحل ، ودعوات الثأر التي تنتشر في الفضائيات والمنتديات لن تزيد النار إلا وقوداً ، عندها وعند وقوع الكارثة علينا أن نوقد الشموع على أروح المئات من الموتى بدلاً من العشرات ، سوف لن تسع الأرض القبور الجديدة ، من السهل إطلاق الرصاصة الأولى ، لكن من الصعب إسكات صوت المدفعية إلي الأبد ، الحرب في السودان ليست نزهة ، فهي تستغرق نصف قرن في المكوث ، وعلى هؤلاء الذين ركبوا حصان الفتنة أن يرحموا هذا الشعب والذي نعم تواً بالسلام ، وقد استفدنا من درس الحرب التي أستمرت خمسين عاماً في أرض الجنوب ، بأن السلام – مهما كانت كلفة التنازلات – هو أقصر الطرق لصون الدماء ، وأن الحرب مهما بدت جذابة وسهلة فهي أكثر الطرق وعورة للوصول إلي الحل .

نعم ، حدتث بعض الأحداث المؤسفة في جنوب كردفان ، من غير أن تحرك الحكومة ساكناً مما عداه الأخ ياسر عرمان نوعاً من التقصير المريب ، هذا التقصير غطته قناة الجزيرة ، وأنضمت إليها الآن قناة " الشروق " وهما تبثان مشاهد من النوع الذي يُقال لها : حرك لها حوارها تحن ، أنه قميص عثمان الذي استخدمه الأمويون في الدعوة لحروبهم ، تقومان بنشر بيانات الفتنة ، مما يوحي بأن الحرب قادمة إلي جنوب كردفان لا محالة ، ووصلت بقناة " الشروق " الجرأة بأن تسضيف القائد ياسر عرمان وتعقد له محاكمة بعد أن قرأت على مسامعه بيانات الفتنة المجهولة ، رفض الأخ ياسر مبدأ توصيف النزاع في جنوب كردفان بأنه نزاع عرقي بين المسيرية والدينكا ، بحكم أن هناك تاريخ مشترك بين هذه المجموعات ، وأن الحركة الشعبية هي الخاسر الوحيد إذا دار نزاع بهذا الشكل في منطقة بحر الغزال لأنها تقع في نطاق إدارتها ويهمها أن تستقر الأحوال في هذه المنطقة ، لكن معد البرنامج ، سعد ابو عرب ، كان منفعلاً ويقاطع حديث الأخ ياسر بإستمرار وهو يمسك ببيان تبنته إحدى الجهات المجهولة التي تسمى نفسها بإتحاد المسيرية ، وفي خاتمة الحلقة يُعلق هذا المذيع المُؤدلج على حديث القائد ياسر عرمان قائلاً : أن ما تقوله ليس مقنعاً بالنسبة لي ؟؟ وكأن الحوار هو بين شخصين فقط وليس أمام جمهور من المشاهدين ، وفي عالم الحوار يتم تلطيف الجو بين المذيع الذي يعد البرنامج والضيف الذي يتعرض للاسئلة الساخنة ، والكلمة الأخيرة هي للضيف بينما يقوم المذيع بشكره على قبول الدعوة ، لكن ما حدث مع الأخ ياسر كان في غاية السخف والفظاظة ، فالمذيع قال كلمته في رؤية الأخ ياسر عرمان لهذه الأزمة بكلمة " ما تقوله ليس مقنعاً بالنسبة لي " وجرت العادة مما نشاهده من حوارات أن يُترك هذا الحكم للمشاهد .
سارة عيسي

Post: #185
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 05:38 AM
Parent: #184

الجلابة بين الأمس واليوم

قبل أيام شاهدت في إحدي الفضائيات السودانية فقرة إعلانية تقول : فلة ديلوكس فاخرة ، توجد بها مظلة للسيارة ، غرفة للحارس ، وغرفة للخادمة وصالة أنترنت ، هذه الفلة المحروسة لا توجد في دبي أو الشارقة حيث يشعر المواطن بثروته النفطية في كل شيء يريده ، بل في السودان هذا البلد الذي يموت فيه الناس شهداءً أمام أبواب المستشفيات بسبب عدم إمتلاكهم لثمن تذكرة الطبيب ، كنا في الماضي نعرف أن البيت السوداني متاح دخوله لكل القادمين ، ولا توجد خصوصية في البيوت بالشكل الذي أفاض فيه الإعلان ، كنا نتجنب حتي إستخدام كلمة " خادمة " والتي تعني في الثقافة الخليجية أمرٌ قريب من العبودية والسخرية ، ففي العادة كنا نستخدم لفظ " البنت الشغالة " لنتجنب الإلتباس في فهم المقصد وهي تشاركنا نفس السقف الذي نعيش فيه ، كما هي في أغلب الأحيان تمت لنا بصلة القرابة أو من المنطقة ، وفي بيوتنا ، كان من العيب إتخاذ حارس ليلي ، بسبب أن البيوت السودانية كانت تعج بالضيوف والطلاب ومرتادي المستشفيات وأرباب المعاشات ، فيتميز البيت السوداني –مهما علا شأن صاحبه - بالحركة البشرية ، لذلك كان اللصوص يتهيبون الإقتراب منه ، ففي العادة يتفرق هؤلاء الضيوف بين الحوش والديوان وغرف المنزل ، وإذا ضاقت المساحة نلجأ إلي فزعة الجار والذي يهب داره بطيب نفس ، هي حراسة مائة بالمائة تجمع بين الإلفة الإجتماعية وبين التعاضد والتماسك الذي كان يسود في المجتمع السوداني أنذاك قبل أن تهب علينا الرياح النفطية التي تركت الفقير يزداد فقراً والغني مثل قارون لا يعرف ماذا يفعل بأمواله ، فيطلع بأبهته على الفضائيات ويدعي أنه جمع ماله بعلم من عنده ، من حق الأثرياء في الخرطوم إستخدام الحراس الأمنيين حتى ولو كانت أجورهم تضاهي أجور منظمة بلاك ووتر ، فقد عاب أحد الخلفاء على أبو دلامة جبنه في الحروب ، فرد عليه أبو دلامة : يا أمير المؤمنين أنها نفس واحدة لا أملك غيرها ، بعد ما شاعت في الخرطوم جرائم القتل البشعة والإغتصاب والنهب أصبح من حق كل غني أن يستعين بحارس أمني مهما زادت الكلفة ، وزارة الداخلية لا تحمي المواطن قبل وقوع الجريمة لكنها تبرع في عقد المؤتمرات الصحفية ونسج الحكايات المثيرة ، أنها نفس واحدة كما قال أبو دلامة ، نعم ، بسبب أموال النفط المتدفقة تغير نمط الحياة الإقتصادية في السودان مما جعل رموز الرأسمالية الوطنية يخرجون من الساحة و يحل مكانهم جيل فضائي جديد من الشباب المسيسين ، هذا الجيل أتى بالشركات الأمنية مع إستقدام الخادمات من أندونيسيا والفلبين ، فالجلابة ليسوا في الجنوب فقط ، بل أصبحوا ينتشرون في كل مكان و لكن برؤية جديدة ومع طموح أكبر من السابق .
في جنوب السودان كان من الممكن التعرف على هيئة الجلابي من ملبسه ، جلابية عريضة وعمامة ، شال في الوسط ، جزمة من جلد النمر ، يركب سيارة نقل من موديل بدفورد معبأة بكراتين الصابون والبسكويت وزيت الطبخ ، هذه الصورة الكلاسيكية للجلابة قد أنتهت ، كما أن نشاطهم لم يعد يقتصر على الجنوب كما كان يحدث في السابق ، الجلابة العصريين هم الذين يسكنون في تلك القصور الفاخرة التي خصصت غرفة للخادمة والحارس ، يتنقلون بسيارات الهمر داخل شوارع الخرطوم الضيقة ، يطلون على شاشة الفضائيات ووجوهم تكسوها المساحيق ، يرتدون الأزياء الباريسية ، في إحدى المرات فاز أحدهم بجائزة في مسابقة نظمتها إحدى الفضائيات ، وعندما تسلم الجائزة أمسك بشدة بيد مقدمة البرنامج وقال لها :-
أنا إذا دخلت صفقة لازم ( اشيلا ) كلها !!
أشيلا كلها ، انا أستحي من الخوض في الإيحاء الضمني لهذه العبارة التي جعلت المذيعة في صندوق الهدايا ، لكن هذا يكشف البون الشاسع بين جلابة اليوم والأمس ، فجلابة الجنوب كانوا طبقة من الناس نشأت تحت ظروف الحرب والحاجة ، أما جلابة الخرطوم فهم الدولة والحزب والإعلام ، يتعاملون مع الشعب السوداني بصيغة البائع والمشتري وقيمة البضاعة ، نعم ، لقد أحزنني ما حدث في كينيا ، هذا البلد وقف معنا في ترسيم السلام ، لذلك لن نشمت على أهله وهم يسقطون قتلى في الميادين العامة بسبب التجاذب السياسي ، لكن ما حدث في كينيا هو أفضل من السكوت على الخطأ ، نعم ، فلنقل أن هناك ضحايا سقطوا وقُدر عددهم بثلاثمائة شهيد ، لكن نحن في السودان سكتنا وقبلنا بالجلابة يحكموننا بقوة السلاح ، فمات بسبب حرب الجنوب مليونان من السودانيين ، وتشرّد ما يقارب الستة ملايين كنازحين بين دول الجوار ، السكوت على حرب الجنوب قاد الجلابة إلي تكرار نفس التجربة في دارفور ، فقتلوا خمسمائة ألف شخص ، وأحرقوا القرى والمدارس وشردوا أربعة ملايين إنسان ، هم قالوها منذ البداية : من أجل الثورة يجب أن يموت ثلثي أبناء الشعب السوداني ليبقى ثلث واحد يقوم بالحكم .
سارة عيسي
(عدل بواسطة SARA ISSA on 15-01-2008, 08:04 ص)

Post: #186
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 05:39 AM
Parent: #185

حديثٌ مع الجلابة

توقفت كثيراً أمام مصطلح ساد في فترة الحرب بين الجنوب والشمال وهو مصطلح " الجلابة " ، فيا ترى ماذا يُقصد به ؟؟ ومن هم الجلابة ؟؟ ومن أي المكونات العرقية في السودان ينحدرون ؟؟ ، لا أحد يستطيع أن يجد التعريف المناسب لهذا المصطلح والذي أخذ حيزاً في مساحة إذاعة الحركة الشعبية عندما كانت تخاطب مستمعيها من أديس أببا ، لكن في كل الأحوال هذا المصطلح يرمز إلي المواقع المختل في السودان فيما يتعلق بتقاسم السلطة والثروة ، فالجلابي في أدبيات أهل الجنوب هو التاجر الجشع القادم من الشمال وهو يبيع لأهل الجنوب الملح والدواء والسكر بأسعار خرافية ، كانت هناك طُرفة تقول أن الجلابي يشتري من أهل الجنوب ديك الدجاج بقرش ويبيعهم ريشه بعشرة قروش ، فهناك قرى ومدن في السودان نمت وترعرعت بسبب تجارة الجنوب والعوائد الوفيرة التي تحققت لهم ، فمواطن الجنوب المحاصر بالحرب وطرق المواصلات الرديئة كان عليه التأقلم مع النظام الإقتصادي الذي وضعه " الجلابة " ، لذلك لم تسلم هذه الفئة من غضبة المحاربين ، لأنها كانت تُعتبر محسوبة على النظام المركزي في الشمال ، وبسبب الحرب وخطورة الأوضاع الأمنية فقد أنقرضت هذه الفئة ولم يعد لها وجود يُذكر في مجتمع الجنوب ، وهناك من توقع عودتها مجدداً بعد توقيع إتفاقية نيفاشا ، وقد أعتبر البعض أن تلاشي هذه الفئة الإقتصادية يُعد خسارة للجميع ، لأن الجلابة كانوا هم حلقة التواصل بين الشمال والجنوب ، وهم كانوا الأمل الوحيد في تأسيس السودان المُوحد القائم على مبدأ الإعتراف بالمصالح المتبادلة .
فبعد توقيع معاهدة السلام بين الشمال والجنوب فقد أنتهى فصل في العلاقات بين الجارين ، وبخروج الجيش الإتحادي من الجنوب ، يكون الطريق ممهداً لقيام دولة جديدة في جنوب السودان رغم أنف المحللين الإستراتيجيين الذين تعج بهم الساحة السودانية ، فأنا لا أتحدث عن دولة ذات حدود جغرافية محددة بقدر ما أعني قيام كيان إجتماعي إقتصادي جديد في جنوب السودان ، هذا الكيان سوف يرتبط بدول الجوار الأفريقي أكثر من إرتباطه بالسودان دولة الوطن الأم ،و بسبب عدم الثقة وتدافع أجهزة إعلام حزب المؤتمر الوطني للنيل من هذا الكيان ، فليس من المستبعد أن يتحول هذا الكيان إلي دولة يحتاج فيه القادم من الشمال إلي تأشيرة دخول مسبقة من سفارة الجنوب في الخرطوم ، فهناك من يلعب بوتر الإختلافات العرقية والثقافية في السودان ، ويعتبر أنها الوسيلة المناسبة لتحقيق الغايات السياسية ، فقد راهن المحللون الإنقاذيون أن الرياح سوف تفتك بسفن الحركة الشعبية بعد رحيل القائد قرنق ، لكن الأيام أثبتت عكس ما يتوق إليه رجال السياسة ، نجحت الحركة الشعبية في تمثيل النسيج الإجتماعي في الجنوب ، بينما أخفق الشمال في الحفاظ على إقليم دارفور ، وهناك من زعم أن التدافع في قصعة الإستوزار سوف يقسم الحركة الشعبية إلي بؤر تقاتل بعضها بعضاً ، لكن حركة التاريخ قالت أن حرب المصالح الخاصة والتكالب على المناصب قسمت الجبهة الإسلامية إلي مؤتمرين شعبي ووطني ، ونفس الوباء قد سرى في جسد أحزاب الشمال من أمة وإتحادي ، فبعضهم لحق بالإنقاذ ، وبعضهم ينتظر العودة المجيدة التي تتأجل كل يوم ، وغابت عن شمال السودان الرؤية السياسية الشاملة التي توحد الجميع وطغت على مجتمعه الرؤية الجهوية التي تتعاطى مع القبيلة أكثر من الحزب .
"كذب المنجمون لو صدقوا" ، كل من درسوا التاريخ وأستبصروا الغيب راهنوا على تدهور الأحوال في الجنوب تحت زعامة الحركة الشعبية ، لكنهم لا ينظرون في المقابل إلي ما يحدث في الشمال الآن ، في قضية مقتل الدبلوماسي الأمريكي جون غرينفيل وصل أربعين عنصراً من أفراد الشرطة الفديرالية ألأمريكية إلي الخرطوم ، وبينما يتباهى أبناء الشمال بصنع الدبابة والصاروخ في الساحة الخضراء بدأت طلائع القوات الدولية تتهافت على إقليم دارفور ، لكن هذا التطور لم يمنع النخب السياسية في الشمال من التطلع لزوال الحركة الشعبية في الجنوب ، هم الآن يراهنون على تدهور الأوضاع الأمنية في كينيا ، وبأنها الجنوب سوف يتحول إلي معيل للفارين من كينيا ، هكذا يعتقد منظري قناة " الشروق " ، يقول هؤلاء المستبصرون أن الأحوال المعيشية في الجنوب قد تدهورت بسبب الغلاء الفاحش وبسبب أن الجنوب قد فقد مصدراً مهما للمواد الغذائية وهو كينيا ،وقد تناسى هؤلاء المنظرين أن الغلاء هو ظاهرة عالمية لا يعاني منها الجنوب فقط بل كل العالم ، ومهما ساءت الأحوال في الجنوب نقول لهؤلاء المنظرين أن الجنوبيين لن يعودوا إلي القاعدة الإقتصادية التي تقول أبتاع الديك بقرش وبع ريشه بعشرة قروش
سارة عيسي

Post: #187
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 05:42 AM
Parent: #186

لماذا رمى الصادق المهدي الإنقاذ بفلذات أكباده

هناك جدل واسع يدور في المجالس السياسية في الخرطوم الآن ، وقد بدأ هذا الجدل بتصريح أطلقه السيد/الصادق المهدي قبل ايام نعت فيه نظام الإنقاذ " بالنصف شمولي " ، تلا ذلك التصريح خبر صحفي نشرته صحيفة " الإنتباهة " ، مفاده أن أحد أنجال الإمام قد تم تعيينه في جهاز الأمن الوطني والمخابرات ، ليس هذا فحسب ، فهناك ظنون ليست أكيدة ، بأن السيدة/رباح الصادق المهدي ربما تركب ايضاً قطار الإنقاذ السريع الذي يوصل بسرعة إلي محطة المصالح الذاتية ، فقد قيل أنها سوف تحظى بمنصب وزير دولة بوزارة الطاقة والتعدين ، هذه الوزارة التي تُعد من أقوى حصون الإنقاذ بعد الجيش وجهاز المخابرات ، موقف الحزب عن هذه التسريبات غير معروف ، فالإمام يجول في العواصم الأوربية يقول المراقبون أن هدف جولته غير معلن ، لكن من خلال هذه التسريبات بإمكاننا أن نستشف أن السيد/الصادق المهدي يحاول إستغلال العزلة الدولية المفروضة على النظام للترويج عن نفسه كبديل مقبول لدى الدول الغربية ، بل كشريك فاعل في نظام الإنقاذ مثلما فعلت الراحلة بنازير بوتو مع الجنرال برويز مشرف في باكستان ، أول الغيث كان دخول نجله المؤسسة العسكرية للإنقاذ مع أنه لم يتخرج من المؤسسة العسكرية السودانية ، وكلنا نذكر الضجة التي أثارتها الجبهة الإسلامية القومية في عهد الديمقراطية الثالثة عندما تم إلحاق عبد الرحمن الصادق المهدي بسلك القوات المسلحة بشهادة عسكرية من الأردن ، حيث قالت صحافة الجبهة الإسلامية أنذاك أن " ابن السيد " دخل من باب المحسوبية –لأن والده رئيس وزراء -لأنه لم يردد جلالات القوات المسلحة في كرري والمرخيات :
يا زول يا زول انتا وين ماشي
انا ماشي الجيش أبقي جياشي
أنها مصنع الرجال وعرين الأبطال ، لذلك لم يُفصل عبد الرحمن الصادق المهدي من الجيش بسبب الغطاء السياسي ، بل أن الإنقلابيين زعموا أن " ابن السيد " دخل الجيش عن طريق الواسطة لذلك فصلوه عن الخدمة ، لذلك من الخطل في الرأي أن نتصور أن إلحاق ابن الزعيم بأكبر المؤسسات الأمنية في نظام الإنقاذ جاء من باب المصادفة ، فرائحة الطبخة بدت تفوح عندما قال السيد/الصادق المهدي أن نظام الإنقاذ نصف شمولي ، وهو سوف يسعى لتنقيته من غبار الشمولية حتى يصير نظام نظيف كامل لا تشوبه شائبة ، لذلك رمى السيد /الصادق المهدي الإنقاذ بفلذات أكباده ، دار حزب الأمة كذبت الخبر بطريقة لطيفة : أن السيد/بشري لم يلتحق بجهاز الأمن والمخابرات ، بل ألتحق بفرع الإستخبارات العسكرية ، مما يعني أن هناك تباين في الأجهزة الأمنية داخل نظام الإنقاذ ، من يعمل في الإستخبارات العسكرية فهو وطني يريد أن يخدم بلاده ، أما من يعمل في جهاز الأمن والمخابرات فهو من باب الضرورة يجب أن يكون من طائفة النظام ، وعليه أيضاً أن يخلع قميص الأخلاق في سبيل حماية النظام حتى ولو تطلب ذلك إستخدام وسائل غير إنسانية مثل التعذيب وتلفيق التهم والقتل ، والمفارقة الثانية أن هذا الخبر نُشر في صحيفة الإنتباهة ، وكما هو متعارف عليه أن القانون في معظم دول العالم يحظر نشر أسماء المنتسبين لجهاز المخابرات العسكرية في وسائل الإعلام ، الإنقاذ تريد علاقة في العلن مبنية على مبدأ المصالح وتبادل المنافع ، لذلك أقتضى الوضع نشر الخبر ، بينما يريد السيد/الصادق المهدي التلويح بالعصاتين ، عصاة المعارضة عن طريق تقديم نفسه كالساحر الذي سوف يحل أزمة دارفور بحكم إرتباط حزبه التاريخي بهذا الإقليم ، وفي نفس الوقت يريد السيد/الصادق المهدي أن يستبق الوقت قبل عودة الميرغني ، ليعقد صفقة تمهد حسب ما يعتقد إلي تحويل نظام الإنقاذ من شمولي بنسبة 50 % إلي نظام تعددي بنسبة مائة في المائة ، هذا التحول الذي يقوده الصادق المهدي ذكرني بالمساجلات الشهيرة التي وقعت بينه وبين الراحل قرنق في أيام حربهما ضد النظام من اسمرا والقاهرة ، الراحل قرنق بخبرته الكبيرة كان قارئاً جيداً لمواقف الأحزاب الوطنية في الشمال ، كان يعلم أن المناصب ولا المبادئ هي التي تحدد برامج هذه الأحزاب ، وأنها يُمكن أن تنقلب عليه في أي لحظة ، وبهذا التحول سوف يصبح حزب الأمة صورة من نسخة القيادة الجماعية أو الإصلاح والتجديد ، أنها أحزاب قائمة على مواقف الأشخاص وليس على المبادئ .
سارة عيسي

Post: #188
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 05:46 AM
Parent: #187

موسى هلال ورحلة التحول من سجين إلي مجرم حرب ثم مستشار رئاسي

لاحظ أحد المهتمين أن قناة الشروق عندما بدأت الترويج لبرامجها كانت تعرض مقطعاً للراحل قرنق يتخلله صوت المذيع وهو يقول " رجال صنعوا الأحداث ، وبعده تعرض القناة مقطعٌ آخر للقائد سلفاكير بمقطع صوتي يقول : رجالٌ صنعتهم الأحداث " ، هذا هو رأي الأجهزة الإعلامية لحزب المؤتمر الوطني لشخص القائد سلفاكير ، وهذا هو رأيهم في القائد باقان أموم وغيرهم من قيادات الحركة الشعبية عندما يصفونهم " بأبناء جون " ومع ذلك يثور الأستاذ/الطيب مصطفى ويصف الحركة الشعبية بالعداء للتحول الديمقراطي ، وبأن الولايات المتحدة حرّضت الحركة الشعبية على إغلاق صحيفته العنصرية ، والأستاذ/الطيب مصطفى يعلم أكثر من غيره أن الحريات المتوفرة في السودان الآن هي من صناعة الحركة الشعبية ، وأنه لولا بندقية قرنق الشريفة لبقيت الإنقاذ تحكم الشعب السوداني بالحديد والنار كما كانت تفعل في التسعينات عندما كان الأستاذ/الطيب مصطفى أحد رموزها ، و الأستاذ/الطيب مصطفى عندما كان وزيراً للإتصالات وضع للشعب السوداني نظاماً تربوياً قاسياً مصدره ثقافة أحادية لا تمثل كافة النسيج الإجتماعي في السودان ، وأذكر في تلك الفترة أن تلفزيونه أخترع ما يُعرف بالحجاب الإلكتروني لتغطية أقدام الممثلات اللائي يظهرن في المسلسات مخافة أن يقع أبناء الشعب السوداني فريسة الشهوة التي يولدها النظر والتطلع ، فهو كان وصياُ على شعب كامل وليس صحيفة مغمورة لا تصل إلي أطراف العاصمة ، ولا يقرأها إلا من يشاركون سعادة الوزير السابق الحنين إلي أيام التمكين والإستعلاء ، ولا أظن أن توصيف وزير في حكومة الوحدة الوطنية بأنه " الكافر الذي يتمايل مع النفحات الصوفية " بالأمر اللائق ، أو النيل من المستشار الرئاسي الدكتور منصور خالد ونعته بالعميل للمخابرات الأمريكية ، فلماذا لا يشمل هذا النقد والتهكم رموز المؤتمر الوطني في حكومة الوحدة الوطنية ؟؟ ولماذا الإصرار فقط على النيل إعلامياً من رموز الحركة الشعبية مع أنها صاحبة التمثيل الضعيف في الحكومة ؟؟ ، أنه حزب المؤتمر الوطني الذي يمارس دوره من وراء الكواليس ، ينفق الأموال لإنشاء أوعية إعلامية تُكرس للفرقة والشتات والكراهية ، أنه حنين جارف إلي أيام مؤسسة الفداء للإنتاج الإعلامي ، تلك الأيام لن تعود حتى ولو ولج الجمل في سم الخياط . لا أحد يرغب الموت في حروب أتت محصلتها لزيد من الناس ، ليس كل الذين أغتنوا من مال البترول السوداني بالضرورة أن يكونوا قد حاربوا في الجنوب ، وليس بالضرورة أن تكون مناطق المحاربين قد حظيت بالتنمية والتقاسم العادل للسلطة والثروة ، وقد رأينا بهرجة الإنقاذ في الولاية الشمالية عندما تم إفتتاح مطار مروي الدولي ، فقد تساءلنا لماذا لم يكن هذا المطار في كوستي أو الأبيض ؟؟ خاصةً إذا توصلنا إلي نتيجة مهمة وهي أن الطرق البرية سالكة إلي الولاية الشمالية ، لكن يعفينا عن الإجابة والتساؤل أن الدولة السودانية في عهد الإنقاذ تتمسك بالحدود التي رسمها عبد الرحيم حمدي في ورقته الإقتصادية ، الترويج لمحور الشمال في الخارج وتقسيم الهبات الواصلة على المناطق التي يصوت أصحابها لحزب المؤتمر الوطني ، فهناك من يزعم أن أغنياء الخليج قد دعموا هذه المشاريع التي تكرس للإنفصال وتولد الغبن ، أي أن الدولة غير معنية بتوزيع هذه الهبات ، هذا الزعم يسقط إذا علمنا أن هؤلاء الخليجيين قدموا هذا الدعم إلي السودان كوطن شامل وليس عن طريق نافذة الجهوية والقبائل .ومهمة الحكومة المركزية أن توزع هذه الهدايا بالتساوي على أقاليم السودان المختلفة ، فلا توجد تنمية في سنار والدمازين والروصيرص والقضارف ، على الرغم أن هذه الأقليم تمد السودان بالذرة والطاقة .
هذا الحديث لن يجرني بعيداً من الحديث عما يجري في دارفور ، من التنمية المتوازنة نلنا تعيين موسى هلال كمستشار إتحادي في حكومة الوحدة الوطنية ، لا نعرف المعايير لإختيار المستشارين في القصر الجمهوري لكن هذا القرار هو تحدي جديد بالنسبة للمحكمة الجنائية الدولية التي عجزت عن زحزحة أحمد هارون من منصبه كوزير للشئون الإنسانية ، وها هي تُفاجأ الآن بموسى هلال مستشاراً للرئيس البشير ، الصحافة الغربية وصفت هذا القرار بالترقية (Promotion ) لأن السيد هلال كان موجوداً في كل قرارات الحرب التي أتخذتها الإنقاذ في دارفور وتنسيقه لعمليات التطهير العرقي في شمال هذا الإقليم ، وينكر السيد/هلال التهم المنسوبة إليه ويحصر دوره في تحريضه لأتباعه من أبناء القبيلة بضرورة الإنضمام لقوات الدفاع الشعبي ، المليشيا الشبه حكومية و إحدى الأجهزة الأمنية لنظام الإنقاذ ، موسى هلال محظور من السفر بقائمة قدمتها الأمم المتحدة ، وفي عام 2003م كان سجيناً في بورتسودان إلي أن أطلقت سراحه السلطات عن طريق صفقة بموجبها شارك في حرب دارفور في الفترة ما بين 2003 إلي 2004م ، وهي الفترة التي شهدت أكبر عملية نزوح جماعي للسكان في تاريخ الإقليم ، وفيها أُرتكبت جرائم ضد الإنسانية مثل الحرق والإغتصاب والنهب . إذاً قررت الإنقاذ المضي في مواجهة المجتمع الدولي بعد أن ضمت في طاقمها الرئاسي كل الفريق الذي شارك في الحرب والإبادة الجماعية ، هذا القرار كما قالت منظمة هيومان رايتس وتش يُعد صفعة قوية لضحايا الحرب في دارفور ، المستشار موسى هلال بدأ حياته من سجين إلي مجرم حرب ، ثم ترقى ليصبح مستشاراً رئاسياً في حكومة الإنقاذ ، هذا التحول الكبير في حياة الرجل لم يصنعه بيديه بل صنعته الأحداث كما قالت قناة الشروق .
سارة عيسي

Post: #189
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 05:49 AM
Parent: #188

الجامعة العربية بين شعب غزة وشعب دارفور

يُعتبر خالد مشعل من مرتادي نادي الديماغوجية العربية في الخطاب السياسي ، إذا سألته عن شيء واحد أعطاك مائة إجابة لا تجد من بينها إجابة دقيقة ، عندما دخلت حماس المعترك السياسي سأله الناس : كيف تتبنى حركة حماس خيار المقاومة وهي قد صعدت إلي السلطة عن طريق صناديق " أوسلو " ، رد عليهم بقوله : أن حركة حماس سوف تمارس الدورين المقاومة والسلطة لتحقيق الأهداف الفلسطينية ، قد وصلت حركة حماس إلي مبتغاها ، بعد أن وعدت الناس بالمن والسلوى ، وبأنها سوف توزع الأموال التي كان ينهبها رجال فتح على أسر الشهداء والمعوزين ، خطاب حماس السياسي يذكرني بخطاب الإنقاذ في السودان عندما وصلت إلي السلطة في عام 89، وعود وردية وأحلام مكذوبة ، من لا يملك قوته لا يملك قراره ، والثمن مقابل تلك الشعارات البراقة تمزيق الوحدة الوطنية وتفتيت النسيج الإجتماعي ، وظّفت حركة حماس مشروعها السياسي لصالح الأجندة الخارجية ، وفي أزمة الحصار المفروض على غزة كادت المجموعة العربية في مجلس الأمن أن تصدر قراراً يدين إسرائيل لولا تدخل خالد مشعل ، فمن دمشق أعلن أن قصف الصواريخ سوف يستمر مما جعل الولايات المتحدة تجهض قرار الإدانة ، وتشترط إضافة فقرة جديدة وهي إيقاف صواريخ القسام .
التجاذب داخل البيت الفلسطيني هو سبب أزمة غزة ، وقد سُفك الدم الفلسطيني في أيام الإنقلاب الذي نفذته حماس وقد أكملت إسرائيل باقي المهمة ، هذا التجاذب يعيدنا إلي نموذج الإنقاذ الأم في السودان ، فهناك تشابه بين المشروعين في تعريف البطل والضحية ونوع العدالة ، ترى الإنقاذ في القائد القبلي موسى هلال صورة رجل السلام الذي يملك تأثيراً ونفوذاً في دارفور ، ومن غير محاكمة أو إجراء تحقيق يرى قادة الإنقاذ أن موسى هلال برئ من كل التهم المنسوبة إليه ، فمن قام بالقتل والحرق والإغتصاب – كما يرى رجال الإنقاذ- هم الدول الغربية ، والمُدهش في الأمر أن موسى هلال لم ينكر كل التهم المنسوبة إليه حتى ينال صك البراءة بالمجان ، فهو يعترف بأنه قام بتحريض رجاله للإنضمام لقوات الدفاع الشعبي ، وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة النيويورك تايمز قبل عام أعترف بأنه نفذ ما تطلبه منه الحكومة ، وهذا الخيط الرفيع هو الذي أقلق المتنفذين في الخرطوم ، فعرضوا على شيخ القبيلة المنصب من غير أن يطلبه ، فالرجل لا يملك المؤهلات التي تجعله مستشاراً للرئيس في شئون الحكم الإتحادي ، لكن تم منحه هذا المنصب شراءاً لسكوته ، ومهما كان موسى هلال جاهلاً بشئون السياسة إلا أنه ليس بالغباء الذي يجعله يقدم نفسه قرباناً مجانياً من أجل حماية روؤس الذين منحوه التسهيلات ومدوه بالإسلحة ، هو لن يتحمل وحده وزر هذه الحرب ، فمن المؤكد أنه سوف يتكلم ، وإذا تكلم سوف يجر معه الكثير من الروؤس العزيزة .
نعم تحرك العرب من أجل شعب غزة ، وتجاوب الإعلام العربي مع تداعيات الأزمة ، فالفلسطينيون دائماً يُعاملون كضحايا ، خرجت النساء في غزة وهن يطالبن بالغاز والكهرباء والطحين ، فأين نساء دارفور من متطلبات الغاز والكهرباء والطحين ؟؟ ولماذا لا يتجاوب الإعلام العربي مع معاناتنا ونحن كما تقول صحائف الإنقاذ : أعضاء في الجامعة العربية ؟؟

Post: #190
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 05:52 AM
Parent: #189

فصل المظالم في السودان
كان الراحل قرنق يحمل بين جوانحه رؤية حالمة للسودان الوطن الكبير ، فقد كان يتوق لبناء وطن واحد يضم في أطيافه جميع مكونات المجتمع السوداني بلا إستثناء ، كان يريد أن يكون حق المواطنة هو الممر الوحيد لنيل الحقوق وتسليم الواجبات ، قد كفر الراحل قرنق بالأحزاب السياسية وهو كان محق في هذا التصرف ، لذلك حاربت الحركة الشعبية كل حكومات المركز في الشمال ، لأن هذه الحكومات ربما تكون مختلفة عن بعضها البعض في عدد من القضايا ولكنها تحمل تصوراً واحداً لقضية الجنوب ، بعد وصول الجبهة الإسلامية للحكم وبعثرتها للبيوتات الحزبية الكبيرة أتُيحت للتنظيمات السياسية في الشمال فرصة الإلتقاء مع الحركة الشعبية ، هذه الوحدة كانت من أجل إسقاط النظام ، لكن الآليات لعمل ذلك كانت تختلف بين الطرفين ، التجمع الوطني كان يراهن على إنتفاضة شعبية مسنودة من الخارج تعيد الشرعية المفقودة بينما كانت الحركة الشعبية تراهن على البندقية من أجل نيل الحقوق وإرساء قيم المساواة ، فإنتفاضتي أكتوبر 64 ورجب 85 غيرتا أنظمة مستبدة ، فاسدة ، لكنهما لم تغيران النظرة التقليدية لأهل الشمال نحو أهل الجنوب ، وحرب الجنوب الأخيرة بدأت في عهد السيد/الصادق المهدي ، وبرنامج الحرب الشهير " في ساحات الفداء " بدأ بثه في العهد الديمقراطي ، لذلك ليس من الغريب أن يعلن السيد/الصادق المهدي أن نظام الإنقاذ شمولي بنسبة خمسين في المائة ، وما يقوله أو يفعله اليوم لن يختلف عن ما قاله أو فعله مع نظام النميري ، فالتاريخ يعيد نفسه ، ورؤية حزب الأمة لأزمتي دارفور والجنوب لا تختلف عن رؤية الجبهة الإسلامية القومية ، ففي عهد السيد/الصادق المهدي كانت صحف الخرطوم تنشر في صفحاتها الأولى أخبار وصول أسلحة من العراق وإيران تدعم الجيش السوداني لمحاربة الحركة الشعبية ، وجمعية نساء " رائدات النهضة " كانت تجمع المصاغ والحلي من النساء من أجل دعم الحرب ، في هذا الجو المشحون بالكراهية لم يسأل أحد : لماذا تحاربون قرنق في الجنوب ؟؟ فالسؤال المطروح في تلك الساعات هو : انتو يا جماعة قرنق دا عايز يحرر السودان من شنو ؟؟؟
الراحل قرنق كان يريد تحرير إرادة السودانيين من الخوف والتسلط ، كان يريد تحرير السودان من الظلم والإضطهاد ، كان يريد تحريره من سياسة الإستعلاء والإفقار التي كررتها كل الأنظمة التي تعاقبت على حكم السودان ، في السياسة السودانية محظور على أهل دارفور وكردفان والجنوب والشرق أن يكون منهم رئيس للسودان ، والحركة الإسلامية أنشقت في عهد الإنقاذ بسبب هذه القضية ، فقد تم إقصاء الدكتور علي الحاج محمد عن منصب نائب الرئيس بسبب كونه من دارفور وعوضاً عنه تم إختيار الأستاذ/علي عثمان محمد طه ، وتمت مطاردة علي الحاج بتهم الفساد والإختلاس وتوقف العمل في طريق الإنقاذ الغربي ، تم إهمال إقليم كامل وتفريغه من السكان ، الشمال في عهد الإنقاذ حظي بالتنمية ، ربط مدنه بالجسور والطرق البرية ، بناء المستشفيات وخزانات المياه ، هذه النهضة بدأت بعد إستخراج البترول ، وهذه النهضة تمت على حساب مدن مثل بانتيو وملكال وجوبا ، فإستخراج البترول بدأ في عام 98 ..فيا ترى ماذا قدمت الإنقاذ لأهل هذه الآبار ؟؟ فكم عدد المستشفيات في بانتيو ؟؟ وكم عدد الجامعات في جوبا ؟؟ وهل يا ترى تم بناء مطار دولي في ملكال ؟؟ كل ذلك لم يحدث ، نُهبت ثروة الجنوب في وضح النهار ، ولم ينال أهل الجنوب ودارفور وبقية مناطق السودان المُهمشة حتى خطاب تعزية ، أبناء الشمال عندما يفتتحون مشاريع التنمية لأهلهم في كريمة ومروي وشندي يرتدون الزي المدني كأنهم في ليلة عرس ، وعندما يزورون المناطق المهمشة في الجنوب ودارفور يرتدون الزي العسكري ، يحيون ظلامات الحروب وينشدون الشعر ويتعاهدون بجعل مناطقنا دار مستدامة للوغى .
سارة عيسي

Post: #191
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:00 AM
Parent: #190

الطريق إلي أنجمينا (1)

قبل عدة أعوام سقطت بغداد حاضرة البعث العربي وعاصمة الخلافة الإسلامية في العهد العباسي ،و وجدت قوات المارنز الطريق ممهداً إلي عاصمة الرشيد ، الرئيس العراقي صدام حسين لم يقاتل الغزاة كما ينبغي ، تبخر هو وقيادته القطرية وتركوا القصور الرئاسية لتومي فرانك وجنوده والذين ناموا على سريره وشربوا من الخمر خاصته ، ودخنوا آخر سيجارات أحتفظ بها من الرفيقة كوبا ، الرئيس إدريس دبي حالة خاصة في الوضع الذي يعيشه الآن ، فقد منحه الغزاة طريقاً ليهرب ، لكن الجنرال العنيد رفض هذه المعالجة ، بقي في القصر وهو ممسك بالبندقية ، سوف يحارب الجنرال دبي حتى الطلقة الأخيرة ، على الرغم أن عجلة المعركة قد مضت بعيداً في قلب العاصمة أنجمينا ، النموذج الفوضوي الجديد في الحروب بدأ يلوح في سماء تشاد ، نهب للمحلات والدور الحكومية ، وجثث محروقة ملقاةعلى قارعة الطرقات ، قريباً سوف تبدأ ممارسات التهجير والقتل على خلفية العرق واللون إذا خسر الرئيس هذه الحرب ، فالذين أرسلوا هذه الهدايا لشعب تشاد لن تسعهم الفرحة طويلاً ، فهم يحاربون عدواً وهمياً اسمه الزغاوة ، انا لست بصدد الحديث عن أسطورة دولة الزغاوة الكبرى التي تروّج لها المخابرات السودانية ، فالزغاوة هم جزء من المكونات الإجتماعية لثلاثة دول وهي السودان وليبيا وتشاد ، مثلها ومثل قبيلة ( شمر ) والتي تمتد بين العراق والسعودية وسوريا ، وأزمة نظام الخرطوم ليست مع قبيلة الزغاوة فقط ، فنظام الخرطوم يعادي كل الألوان الزنجية من نوبا وشلك ونوير ودينكا ودلامة وهمج وفونج وفور ويعتبرهم وجودهم على أرض السودان نكسة لمشروعه القومي العربي والثقافي ، لكن صراع النظام مع الزغاوة تاه بين الحدود وأمتد ليصل إلي تشاد ، من يزرع الرياح يحصد الأعاصير ، فالمخابرات السودانية نجحت في تصدير الأزمة إلي تشاد ، لكنها ماذا ستحصد من هذا العمل ؟؟ الأشياء التي بين أيدينا تؤكد أن الإنقاذ لن تنال شيئاً في المقابل سوى فرحة عابرة ، وشماتة ، وتأييد ضمني وضع هذه التطورات في ميزان حسناتهم ، المتمردون أعلنوا أنهم لن يمنعوا القوات الدولية من الإنتشار في شرق تشاد، وهذه أول لطمة ، وهم ليسوا ضد فرنسا والتي وقفت قواتها على الحياد في هذه الحرب ، وهم في حاجة إلي إعتراف من المجتمع الدولي ، وقلب المجتمع الدولي هو أزمة دارفور ، وصراع المتمردين مع إدريس دبي ليس لأنه زغاوي ، بل هو صراع من أجل تقاسم السلطة والثروة ، استفاد المتمردون من الدعم اللوجستي الذي وفرته المخابرات السودانية ، لكن هذا لا يعني أن السودان قد أمتلك ناصية المتمردين إلي الأبد ، فالرئيس إدريس دبي نفسه كما يقول الذين عايشوا تجربته أنه أحد صنائع المخابرات السودانية ، لكن السحر أنقلب على الساحر ، ونفس التجربة تكررت في أثيوبيا وأرتريا ، وشواهد التاريخ أن علاقة الإنقاذ مع قادة الأنظمة التي صنعوها تحولت إلي عداء سافر في أقل من عام .
سارة عيسي

Post: #192
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:04 AM
Parent: #191

الطريق إلي أنجمينا : سقوط نظرية الحديقة الخلفية

أخيراً ظهر الرئيس إدريس دبي وهو في كامل صحته الجسدية ، غير مصاب ، ولا يتوكأ على عكازتين ، أعترف الرئيس دبي بأنه يحتفظ الآن فقط بربع حكومته السابقة ، فقد تعرض الرجل للخيانة في أصعب الظروف ، فهناك الكثيرون الذين راهنوا على نجاح حركة التمرد ، من بينهم الأصدقاء مثل ليبيا ، ومن بينهم الحلفاء مثل فرنسا ، أما الأعداء مثل نظام قادة الإنقاذ قد عدوا العصافير وهي في غصن الشجرة ، ماتت الأحلام وهي في المهد ، عاد الرئيس دبي وهو أقوى من الأول ، وعاد النازحون التشاديون إلي بيوتهم وقراهم ، في أقل من يوم عمدت السلطات التشادية ، وجيشها ينزف بعد أن قدم الشهداء الأبطال ، عمدت إلي إشعار المواطنين بالطمأنينة ودعتهم عبر مكبرات الصوت للعودة ، ما حدث بفعل ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ، نجح وزير الخارجية التشادي أحمد علامي والسيد /محمد أدم بشير ، سفير دولة تشاد في أمريكا ، نجحا في فرض العزلة الدولية على المتمردين ، فقد كان السيد/محمد أدم بشير متماسكاً وقد خاض المعركة ببرودة أعصاب هائلة ولم يقبل بالهزيمة على الرغم من الضجيج الإعلامي والإشاعات التي بثها المتمردون في قناة الجزيرة ، عبارة " أن اللعبة قد أنتهت " التي قالها العراقي محمد الدوري وهو يصف سقوط بغداد ، هذه العبارة لا تدخل في القاموس التشادي ، وأستغرب كثيراً لمفكري الإنقاذ وهم كما يقولون يريدون تأسيس إمارة عربية في وسط أفريقيا بينما تسقط بغداد عاصمة الرشيد في يد قوات المارنز بلا ثمن أو مقاومة ومن غير أن يستشيط أحداً من الغضب ، ودولة قطر التي ينطلق منها صوت قناة الجزيرة هي أيضاً قطر التي أنطلق منها صوت الجنرالات من أمثال جون أبو زيد ، تومي فرانك ، فنست بروكس ، وهم يطيحون بدولة البعث العربية على مسمع وعيون جمال ريان وخديجة بن قنة وأحمد منصور .
هزيمة المتمردين وخروجهم من أنجمينا أكد بشهادة الجميع أن تشاد لم تعد الحديقة الخلفية لآمراء الحرب في الخرطوم ، كما أن الرئيس إدريس دبي الثعلب المراوغ قادر على خداع خصومه وإيهامهم بالنصر القريب ، بل جعلهم يعتقدون بأنه قُتل أو جُرح ، فقد أسترسل المتمردون في أحلامهم ، فقد سألت خديجة بن قنة أحد قادة المتمردين بغضب : يا ترى ماذا جرى بالضبط ؟؟
سارة عيسي

Post: #193
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:06 AM
Parent: #192

الطريق إلي أنجمينا : وتبدل الموقف الفرنسي

أعرف أن السودان في عهد الإنقاذ تعج ساحته بالمحللين السياسيين الكثر والذين أصبح معظمهم يعملون في مستشارية القصر الرئاسي في الخرطوم ، عبد الله مسار يؤكد أن قائد الأركان التشادي قد قُتل في المعارك ، والسماني الوسيلة يشرح ملابسات هروب الرئيس إدريس دبي إلي الجنوب التشادي ، ووزير أمني يعد حكومته بسماع أخبار سارة في القريب العاجل ، وقد أنضم إلي هؤلاء المستشارين والوزراء الحالمين ،الوزير الجديد ، ومطلوب العدالة الدولية الذي ملأ دارفور بالقتل والدماء ، القائد القبلي موسى هلال ، والذي أكد للجميع : بأن ما يجري في تشاد سوف يأتي بالخير للسودان ؟؟ خير السودان أصبح لا يراه العلماء والمثقفين بل أصبح يراه شيوخ القبائل المتعنصرين للعرق والقبيلة ، لن أتعمق في دحض هذه الآراء الحالمة ، فتغيير الحكم في التشاد أو بقائه في يد الرئيس دبي لن يفيد السودان في شيء ، أزمة السودان معقدة في الداخل أكثر من الخارج ، فهناك أزمات تجتاح السودان من أقصى الشمال إلي الجنوب ، ومن الشرق إلي أقصى الغرب ، هؤلاء المستشارين الكثر كان عليهم النظر إلي أزمات السودان الداخلية والعمل على حلها عوضاً عن طرح الرؤساء المناسبين لتشاد ، ما صدر عن نظام الإنقاذ من تصريحات يؤكد أن لنظام الإنقاذ العنصري دخلاً في كل ما جرى في تشاد ، والمتمردون لم يدخلوا أنجمينا على مركبات فضائية بل كانوا محمولين على ثلاثمائة عربة عسكرية كلها أنطلقت من السودان ، فرنسا لم تتدخل وهي بالتأكيد تعلم بدخول هذا الجيش العرمرم إلي تشاد من ناحية الحدود السودانية ، فطائرة ميراج واحدة كانت قادرة على ضغط الزر وتحويل هذا المتحرك إلي اشلاء محروقة وسيارات محطمة- ذلك لو كانت فرنسا بالفعل تدعم نظام الرئيس دبي ، وأول بيان للمتمردين صدر من فرنسا حيث ظهر أحد قادة المتمردين وهو يبث صور الزحف من جهاز كمبيوتر محمول فضائي ، ثم كشف الفرنسيون أوراقهم عندما بدأوا يغازلون المتمردين ويصفونهم بأنهم مواطنين تشاديين ولم تقول الحكومة الفرنسية أنهم قوات مرتزقة قدموا من دولة مجاورة وقد قاموا بالإعتداء على نظام شرعي معترف به من قبل دول العالم ، كان المطلوب من فرنسا أن تقف بشدة ضد الجرائم التي أرتكبها المتمردين مثل القتل والسحل وترويع المدنيين ونهب المحلات ، النقمة الفرنسية على الرئيس دبي سببها قيام تشاد بمحاكمة الفرنسيين المتورطين في قضية تهريب الأطفال وعرض ذلك على وسائل الإعلام ورفض تشاد كل الضغوط وجهود الوساطة لطي ملف المحاكمة .
حاول نظام الإنقاذ بكل السبل إنكار تورطه في هذه المسألة ، ذلك بعد أن رأي ردة فعل المجتمع الدولي الغاضبة ، وقرار الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، والإتحاد الأفريقي ، بضرورة دعم النظام الشرعي في تشاد ، ففي عام 1990 وقفت كل دول العالم ضد إحتلال الكويت ، وأخرجت الغزاة الذين كونوا حكومة عميلة جعلوا على رأس قيادتها ضابط كويتي برتبة ملازم . الرئيس دبي لم يحتاج إلي هذا الدعم العسكري لتحرير بلاده من دنس الغزاة ، فقط أحتاج إلي الشجاعة والصبر ، حدث هرج ومرج في صفوف المتمردين ، بعد أعلنوا أنهم سوف يعمدون إلي وقف إطلاق النار مقابل تخلي الرئيس دبي عن الرئاسة ، عادوا ليقولوا أن الرئيس دبي ربما يكون قد قُتل أو أصيب بجرح بالغ في العمليات ، عزفت وسائل الإعلام العالمية عن النظر إلي هذه الرواية و تصريحات المتمردين وبياناتهم العسكرية التي تضطرب من حين لآخر ، لم تعد هناك حرب غير ترويج الإشاعات وتداول الكذب ، أنتهى المتمردون وهم ينتظرون مصيرهم القاتل على مشارف العاصمة أنجمينا ، وكل يوم يمر سوف يكون لصالح الرئيس دبي الذي أمتلك زمام المبادرة فأربك حسابات المعتدين ومن يقف في خلفهم .أنتهت أزمة إحتلال أنجمينا بالفشل لكن الكوابيس المزعجة سوف تطارد أولئك الذين أعتقدوا أنهم قد حصدوا الثمار فلم يحصدوا سوى الخيبة والهزيمة .
(عدل بواسطة SARA ISSA on 06-02-2008, 08:15 ص)

Post: #194
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:09 AM
Parent: #193

دكتور كمال العبيد ، الفريق عبد الرحيم محمد حسين ، الفريق صلاح عبد الله ، أنها بالفعل ليلة الأحياء الأموات ، أعتقدت أنه مؤتمر لولاية نهر النيل وليس مؤتمر يمثل أهله كل السودان ، كاد المريب أن يقول خذوني ، وردت عبارة قبيلة الزغاوة في المؤتمر أكثر من 15 مرة ، كما وردت أسماء قبائل أخرى مثل المساليت .... القرعان ... التاما ...القبائل العربية .. والغريب في الأمر أن صلاح قوش يقول أنه هو الذي طلب من المهاجمين الإنسحاب من العاصمة ..وتضارب قوله مع تصريح للمتمردين بأنهم أنسحبهم لإعادة ترتيب صفوفهم وتزويد جيشهم بالمؤن والذخائر ، مصنع جياد كان يزود الجيش التشادي بالأسلحة ، هذه المعلومة الوحيدة التي أستفدتها من المؤتمر ، وبما أن الحرب أصبحت حرب قبائل فما هي قبائل السادة الذين عقدوا هذا المؤتمر ؟؟ وما هو حجمهم في غرب أفريقيا ؟؟؟

Post: #195
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:12 AM
Parent: #194

شيء في غاية الغرابة ، هؤلاء المتمردين كان هدفهم الإطاحة بالرئيس دبي ، وهاجموا العاصمة وقتلوا بعض الناس الأبرياء ، وهم كانوا يحاصرون القصر الرئاسي كما كانت تروج قناة الجزيرة ، فكيف يقبلون بالإنسحاب بناءً على مكالمة هاتفية من السيد|صلاح قوش ؟؟ عبد الرحيم حسين أنكر تصريحه ال1ي قال فيه : انكم سوف تسمعون بأخبار سارة قريباً وأتهم الصحافة بتحريف أقواله ، وصلاح قوش يقول أن المتمردين أتوا من جنوب تشاد وفي نفس الوقت السماني الوسيلة يقول أن الرئيس دبي هرب نحو جنوب تشاد ، هناك الكثير من التناقضات ، هذه العملية الفاشلة أربكت حسابات رجال الإنقاذ لذلك عقدوا هذا المؤتمر الهزيل وهم يدافعون عن أنفسهم

المحاولة الإنقلابية التي رعتها الإنقاذ في تشاد سرعت قدوم القوات الدولية ، في هذ المؤتمر حاول صلاح قوش تملق الرئيس التشادي ووصفه بالرجل المهم لملف دارفور المعقد ، لكن الرئيس التشادي لن يخدعه هذا الغزل الذي أتي من غير ميعاده ، رمى صلاح قوش كل الأزمة في بيت أعيان الزغاوة ، ولا ننسى أن الإنقاذ حولت تصدير نموذجها الجهوي إلي دارفور

Post: #196
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:22 AM
Parent: #195

من الذي قتل جون غرينفيل ؟؟

في القانون الأمريكي توجد مادة ضد من يضللون العدالة (obstruction of justice) ، يُعاقب بها الذين يعيقون مجرى التحقيقات ، أو يخفون معلومات في غاية الأهمية كان من الممكن أن تقود للجناة بالسرعة المطلوبة ، وحتى نشر المعلومات الكاذبة حول سير التحقيقات يضر بالعدالة ، وفي قضية المرحوم محمد طه محمد أحمد ، وعبر الصحف ، أستمعنا لروايات مختلفة لحادث واحد ، عرفنا حتى نوع الأحكام التي سوف تصدر ضد الجناة ، جنسياتهم وأعراقهم ، تباعدت الروايات حول مقتل الأستاذ/محمد طه محمد أحمد ، وأصبحت لغزاً محيراً يُضاف إلي ألغاز طبيعة الموت المثيرة للجدل في عالم الحياة السياسية المعقدة ، في قضية المرحوم محمد طه أستطاع إعلام السلطة أن يحدد الجناة وكيفية وقوع الجريمة وأستبعد الخصوم الكثر لمحمد طه محمد أحمد ومن بينهم الجماعات التكفيرية التي وضعت رأسه في قائمة المطالب ، فإثبات التهمة على بعض المنتمين لإقليم دارفور أدخلت قضية المرحوم محمد طه في وعاء الصراع بين المركز والهامش ، وقد جاءت أحكام الإعدام قاسية ومتلقفة لرغبات شارع يتوق إلي التوصيف الجهوي للجريمة في غياب تام لمجموعات حقوق الإنسان والتي كان من المفترض أن تراقب مجريات التحقيق وتدعم المحاكمات النزيهة لان هناك إعترافات أُخذت عن طريق التعذيب ، في أمريكا أيضاً ، لا يستطيع قاضي أبيض ، إن ثبت في ماضيه العنصرية ضد السود ، أن يبت في قضية فيها طرف أسود ، في قضية المرحوم محمد طه محمد أحمد ألهمت الصحافة القضاة والمحققين بنوعية الحكم الذي سوف يصدر ، ولم يكن هناك توازن بين القضاة والمدعين والمحققين والذين أعتبرناهم يمثلون طيفاً محدداً من الواقع الجديد في السودان ، هذا الإنحراف في مجرى العدالة هو الذي مهد لجريمة رأس الميلادية الحالية والتي راح ضحيتها مواطني أمريكي جاء إلي بلادنا وهو يسعى إلي ترسيخ ثقافة السلام والوعي في بلد عاث فيه السياسيون فساداً كبيراً ، جون غرينفيل ليس بدبلوماسي كما جرى توصيفه – خطأً-حتى في الصحافة الغربية ، فهو رجل نذر نفسه للعمل في أفريقيا وقد كان يعلم بحجم الأخطار التي تُحدق به أين ما حل وأين ما ذهب ، والذين قتلوه هم الذين يكرهون ثقافة الحياة والأمل والإنسانية .

مجدداً ، يعود السودان إلي بؤرة الإهتمام الدولي ، وبينما يباهي النظام بجبروت إمبراطورية الشرطة ، تُرتكب هذه الجريمة البشعة في وسط الخرطوم ، يقول الأستاذ/ياسر عرمان : أن الشرطة في السودان تحولت إلي جيش نظامي ، نعم تحوّلت إلي جيش نظامي ولكن الغرض منه ليس حماية المواطن السوداني ورعاية أمنه ، فبينما كانت تقوم بوضع المتاريس في التقاطعات لصد المظاهرات في الخرطوم ، تمكن قتلة المرحوم محمد طه من مداهمة منزله وإعتقاله من بين أفراد أسرته والهرب به نحو جهة مجهولة مع تنفيذ الجريمة ، من أقصى شمال العاصمة إلي أقصى جنوبها حدث كل ذلك وإمبراطورية الشرطة تنام كنوم قرير العين هانيها ، نحن لا نريد من وزارة الداخلية بياناً تؤكد فيه – كما أعتدنا أن نسمع – بأنها توصلت للجناة بالسرعة المطلوبة ، بل نريد ما يُعرف في عالم الجريمة بالإجراءات الإحترازية (Preemptive measures) ، هذه الكثافة البشرية من الجنود يُمكنها منع الجريمة قبل وقوعها ، لكن الإنتشار الأمني لهذه القوات كما أسلفت الغرض منه تأمين حماية النظام فقط ، والمواطن البسيط غير معني بذلك ، لذلك ألفنا وقوع جرائم القتل وإغتصاب القصر والنصب والإحتيال .
نفس السيناريو تكرر في قضية الراحل جون غرينفيل ، بسرعة وجيزة أستطاعت وزارة الخارجية أن تحدد الجهة المسؤولة ، خناقة سير عادية في منتصف الليل ، دعمتها روايات في الصحف عن ترجل فتاتين من سيارة القتيل ، سيارة بيضاء بها أجانب وسيارة بيضاء بها سودانيين ، الإيحاء من هذا التوصيف يعوّل على إمكانية أن القتيل ربما يكون راح ضحية قضية ثأر كما يحدث في صعيد مصر ، رأي أحد السودانيين الغيوريين على العفة والشرف هذا المشهد فثار الدم في عروقه وغلى ، فأقدم على قتل الأمريكي وسائقه إنتقاماً للشرف السوداني المسلوب ، لكنه لم يقتل الفتاتين كما جرت العادة في صعيد مصر ، فربما تركهما لعقاب الضمير الذي لا يرحم .
رواية وزارة الخارجية أدخلت النظام في حرج بالغ ، صحيح أنها حاولت صد تهمة الإرهاب عن هذا العمل لكنها أثبتت أن الفاعل هو سوداني الجنسية ، وأن المسافة بينه وبين العدالة هي مدة القبض عليه ، إذاً قطعت جهيزة قول كل خطيب ، كان من الممكن رمي قميص الإتهام على تنظيم القاعدة ، لكن تنظيم القاعدة أعتاد على تبني العمليات التي ينفذها لحظة وقوعها ، ويقوم بنعي المنفذين كما حدث في المغرب ولا يمنعه عن ذلك حرج ، فهو ينشر بياناته في شبكة الأنترنت بحرية تامة ، فإن لم يرتكب تنظيم القاعدة هذه الجريمة فيا ترى من قام بها ؟؟ الصحافة العنصرية في الخرطوم روّجت لفكرة أن الفاعلين ربما يكونوا من دارفور كما حدث في قضية المرحوم محمد طه ، لكن هذا الإفتراض يُعزز فكرة أن الفاعل سوداني وهو أمر لا تريده حكومة الخرطوم ، وهناك أمر آخر ، فبما أن المجني عليه يحمل الجنسية الأمريكية فإن الولايات المتحدة سوف تطالب بتسلم القاتل ومحاكمته في أراضيها بعد أن يقبع لفترة في غوانتامو ، إذاً فلا مجال لإدخال جناة مفترضين لم يقوموا بإرتكاب الجريمة .
هذا هو السبب الذي جعلت السلطات تبحث عن مخرج آخر ، فلماذا لا يكون الفاعل غربي الجنسية ؟؟ أنهم ثلة من الرعايا الغربيين ، إجتمعوا وهم يحتفلون بليلة رأس السنة ، رقص وغناء وخمر وميسر ونساء ، يعود غرينيفل وهو منهك من هذه الحفلة الصاخبة وقد غنم مبالغ كبيرة من صالة القمار ، يلحق به خصومه الذين خسروا أموالهم ، لا يقتلونه في مكان الإحتفال ، بل يطاردونه في وسط الخرطوم ويردونه قتيلاً هو وسائقه ، ومن العجلة ينسون أخذ محفظته ، هذه الرواية أيضاً غير مستساغة ، ولا يقبلها عقل ، فإن علم الذين روجوا لهذه الكذبة بما كان يفعله المستر غرينفيل في مكان الإحتفال ، وهو مكان خاص وفقاً لما نُشر ، فلماذا لا يسمون لنا الجاني ويقطعون الشك باليقين ويريحون السلطات من عناء البحث .
نأتي لرواية تنظيم جند التوحيد والذين ذكروا في بيانهم أنهم يحاربون التبشير المسيحي في السودان ؟؟ وبأنهم قتلوا السائق السوداني لأنه باع دينه بدنياه ، والسؤال البديهي ..لماذا تأخر هذا البيان كل هذا الوقت ، ومن أين لهذه الجماعة بعربة بيضاء تشبه سيارة القتيل كما اشارت وزارة الخارجية ؟؟ كما أن السودان بلد مختلط الديانات يُرفع فيه الآذان وتُقرع فيه أجراس الكنائس فهل سوف ينقل هذا التنظيم نمط حربه الجديدة إلي المسيحيين في السودان ؟؟ ، هذا البيان مفبرك والغرض منه خلط الأوراق وتشتيت الأنظار ، فالجهة التي أغتالت غرينفيل كانت تراقبه وتعرف الدور الذي يمارسه في السودان ، فلنبحث بين أعداء السلام في السودان لنعرف الجاني والذي بالتأكيد سوف يكرر فعلته من جديد ، خاصةً وأن هناك مسؤول أمني في حكومة الإنقاذ ، تعهد في السنة الماضية بقتل قادة الأحزاب السياسية إذا وافقوا على دخول القوات الأممية إلي دارفور .
سارة عيسي








0

Post: #197
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:23 AM
Parent: #196

هناك أمر في غاية الغرابة ، أن الذين يدافعون عن نظام الإنقاذ بهذه الطريقة السمجة هم ليسوا من الجبهة الإسلامية ، وحتى داخل تنظيم المؤتمر الوطني فإن عضويتهم مكتوبة بقلم الرصاص ، كالعادة لم يعلق على هذه الحادثة علي كرتي أو مصطفي عثمان أو مطرف صديق ، فخبرتهم التنظيمية علمتهم تجنب مثل هذا الحرج ، لكنهم دفعوا بعلي الصادق لإلقاء هذا التصريح الذي أستغرب له المراقبين للشأن السوداني ، حتى الولايات المتحدة دخلت في حيرة شديدة ورفضت إلي هذه اللحظة إبداء أي نوع من التعليق ، كما أنها لم ترمي بالتهمة على تنظيم القاعدة كما كان متوقعاً ، ويبدو أنها تمسكت برواية علي الصادق التي تؤكد أن الفاعل سوداني الجنسية .
الجيل الأخير في حزب المؤتمر الوطني أو ما نسميه في عالم المشتقات الصناعية ب (By product) هم الذين وضعوا نفسهم في رأس حربة الدفاع عن النظام
د.الزهاوي إبراهيم مالك أعلن رفض السودان للقرار الأممي رقم 1593 ثم جاء علي عثمان ووافق عليه .
من شلة لندن الدكتور خالد المبارك أعلن لتلفزيون البي بي سي أن المعلمة جليان لن تمثل للمحاكمة ..لكن الإنقاذ حاكمتها وسجنتها .
يقول علي الصادق أن عملية إغتيال جون غرنيفيل عمل إجرامي بلا ظلال سياسية ودافع الجريمة هو التنازع على أوليات السير في خرطوم مزدحمة ، وقد أكد أن الجناة من السودانيين ..لكننا نسمع اليوم رواية مختلفة وهي أن سبب الجريمة هو التكالب على حصيلة صالة القمار ..


Post: #198
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:29 AM
Parent: #197

التعديل الوزاري الآخير والمزيد من غياهب التهميش


عندما أتابع أخبار دارفور في وسائل الإعلام العالمية ، أسمع بأن طائرات الإنقاذ قد قصفت ثلاثة قرى في دارفور و فقتلت من أهلها مائتين ، وماكينة الدعاية الحربية في الخرطوم تزعم أن هذه الطائرات قتلت متمردين كانوا متنكرين في ثياب مدنية عندما باغتهم الموت ، التحريف الإعلامي لم يستثني النساء والأطفال والعجزة من الجزم بأنهم مقاتلين ، فقانون الإنقاذ أشبه بالموت الرحيم (delicate Death) في أوروبا الذي يضع حداً لحياة المريض عن طريق حقنه البوتاسيوم في الوريد ، وحياة هؤلاء الناس التعساء لا تجعل الموتى يطمحون في البقاء على قيد الحياة ، وما حدث من حرقٍ لثلاثة قرى مدنية ، آهلة بالسكان ، لا يخرج عن إطار نقمة رجال الإنقاذ على أهل دارفور بعد فشل غزوة أنجمينا وردة الرئيس إدريس دبي الفعل القاسية تجاه الغزاة ، تستطيع الإنقاذ أن تعامل أهل دارفور بأنهم أجانب لا يستحقون حقوق المواطنة ، أو تشاديون كما تغمز صحافتها الصفراء في الخرطوم ، فقتلهم بالطائرات يحول دون حملهم للجنسية المزدوجة ، ، لكن هذا لا يمنع أن نقول أيضاً – أن رجال الإنقاذ - غرباء على هذا الإقليم ، وأنهم لا يحملون لأهله أي مشروع إنساني يفضي إلي الرخاء والمدنية ، أنهم يحاربون هذا الإقليم بالحصار والقصف الجوي وتمزيق النسيج الإجتماعي ،و لا يتعاملون مع المواطنين في هذه المنطقة بأنهم سودانيين يشاركونهم في التاريخ والجغرافيا حتى ولو من باب الإفتراض ، بل حتى التعامل الإنساني الموروث بالفطرة أصبح مفقوداً ، من بين جيوش الأمم المتحدة ، وتحت سمع ومرأى منظمات حقوق الإنسان ، هجمت الطائرات الحكومية على المواطنيين العزل في دارفور ، تقتل كما تريد أن تقتل ، وتحرق كما تريد أن تحرق ، من غير أن يتحرك أي صوت دولي يحمي هذا الشعب من سعير البطش والتنكيل ، فالكل يحرص على مد غزة في فلسطين بالكهرباء والدقيق والزعتر وماكينات الحلاقة ، والطلب من إسرائيل بإلحاح مستمر أن بأن ترفع يدها عن الفلسطينيين ، لكن من الذي يطلب ذلك من نظام الخرطوم ؟؟ مع أن المواطن هناك لا يريد منها كهرباء أو زعتر أو طحيناً ، لا يريد منها غير أن توقف هذا الطيران المجنون ، والمدفوع بروح التشفي والإنتقام ، أن يوقف هذا القتل العشوائي الذي لا يميز بين الجدار والشجرة ، ولا يميز بين الطفل والشيخ الكبير ، أنه هولوكوست عنصري مقيت ، فوزير الحرب يُرقي إلي وزيرٍ للشئون الإنسانية ، وقائد مليشيا قبلية ، مطلوب للعدالة الدولة ، يتحول إلي مستشار للحكم الإتحادي ، فهم يذكرونني بخطبة الحجاج عندما أستخلف أخيه على حكم العراق : "لقد أمرته أن يسئ إلي محسنكم ولا يتجاوز عن مسيئكم "
هذه المعادلة المفروضة على أهل دارفور لا تساعد في بقاء السودان موحداً ، فالدولة السودانية أصبحت جزءهً اصيلاً من التجاذبات الإجتماعية التي يعج بها السودان الآن ، فهي لا ترعى لم الشمل بقدر ما تتدخل فتنصر هذا ضد ذاك وهي تستخدم مفردات لم تكن متضادة مثل العرب والأفارقة ، أو المسيحية والإسلام ، فهي بهذه الصورة لا تمثل كل من يعيش في السودان ، وأزمة دارفور بدأت في شكل خلاف نظري بين الدكتور علي الحاج محمد وبين علي عثمان محمد طه ، كما أن هناك خلاف دار بين صلاح عبد الله ، رئيس المخابرات ، وبين الدكتور خليل إبراهيم ، عندما كان هذا الأخير في السجن ، وهذا الخلاف هو الذي يفسر نظرة الفريق صلاح عبد الله لقبيلة الزغاوة والتي يراها راعية للتمرد ، هذا الخلاف سوف اشير إليه في مقال آخر ، وهو كان خلافاً حاداً توعد فيه كل طرف بالقضاء على إثنية الآخر ، أنها صورة طبق الأصل لما جري بين النميري والدكتور دريج عندما كان الآخير حاكماً لإقليم دارفور ، حاول دريج أن يقنع الرئيس النميري بضرورة إعلان دارفور منطقة منكوبة بسبب المجاعة والتصحر ، لكن منظري الإتحادي الإشتراكي رأوا أن نشر هذا الخبر سوف يضر بسمعة السودان لدى الدول العربية ، هذا التجاذب هو الذي أعاد نفس القادة العسكريين الشماليين - الذين كنا نراهم في برنامج ساحات الفداء - إلي دارفور وهم ينشرون بيانات النصر الكاذبة والقضاء على فلول الخوارج ، بينما هم يخرقون الشرف العسكري بإستهدافهم لعناصر مدنية ، أنهم نفس الشخوص وتكسوهم نفس السحنة ويمثلون السودان القديم القائم على ثقافة الإستعلاء وإنكار حقوق الآخرين .
ما يجري في دارفور لا يمنعني عن الحديث عن ما يجري في مدينتي كسلا وبورتسودان ، فقد أنتقلت حمى التهميش المقرونة بسفك الدماء إلي الإقليم الشرقي ، فقد جرت العادة أن يتم قتل المواطنين بالرصاص إذا طالبوا بشغل مهن " حمالين " في الميناء ، الوالي ينفذ من فعلته وأخوه يبقى كوزير دولة يحلم كل يوم بموت الرئيس إدريس دبي وهو طريداً ، شريداً في جنوب تشاد ، لكنه لن يرى غير دبي " الشبح " الذي يطيل السهاد ويطرد النوم ، ومن أجل بناء مستوصف ينقذ مرضى الكلى تهرع السلطات إلي تقديم القرابين والضحايا ، فتقدم من أجل هذا المشروع المبارك بعض الجثث البشرية ، في بورتسودان نسمع عن شح المياه ، إرتفاع أسعار الخبز ، إغلاق المستشفي الوحيد في المدينة ، هذا يحدث كله بينما ينام إقليم واحد في السودان فوق ثروات السودان وينشر فصول الحرب غرباً ، وشرقاً وجنوباً ، ، أنه سودان القبيلة الجشع الذي لا يعرف أن هذا السلوك سوف يؤدي إلي تفكيك الوطن ، وتحت غياب الحريات وعدم عدالة توزيع السلطة والثروة سوف يتحول كل أهل السودان إلي مجاميع مسلحة ترفع رايات مصلحة القبيلة وتكفر بالدولة الوطنية ، وفي كل يومٍ يثبت رجال الإنقاذ عنصريتهم وتمسكهم بمبادئ ورقة حمدي الإقتصادية ، فالتعديل الوزاري الأخير ، الذي أخرج حمد وأتى بحاج حمد أعتمد نفس المعادلة القديمة في تقسيم المناصب ، وغاب أبناء دارفور وكردفان والنوبة والأنقسنا – كالعادة - عن هذه التشكيلة ، كما أبقت الإنقاذ على نفس طاقمها الحربي المعادي لأهل دارفور ، وبعد فشل غزوة أنجمينا كان عليها إقالة كل من وزيري والدفاع والمخابرات . سوف يبقى هؤلاء السادة في مناصبهم لأن الإنقاذ لا تملك غيرهم ، بينما يدفع المواطن السوداني فاتورة مغامراتهم الفاشلة .
سارة عيسي
(عدل بواسطة SARA ISSA on 19-02-2008, 10:26 ص)




Post: #199
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:33 AM
Parent: #198

HONG KONG, Feb. 15 (UPI) -- China has exported more advanced weapon systems to Sudan.

TV video footage of a military parade during the 52nd anniversary of Sudanese independence last year shows that the country already had new-generation Chinese T96 and upgraded T59D main battle tanks and T92 wheeled infantry fighting vehicles fitted with Russian 2A72 30-mm cannon guns.

China acquired the technology from Russia to produce 2A72 30-mm cannon guns, which is believed to have been used to upgrade the Chinese PLA ground forces' T86 infantry fighting vehicles, or IFVs. Installing 2A72 guns on T92 wheeled IFVs for export to Sudan is a recent development. So far the T-92 wheeled IFVs have been known to be provided only to the Chinese No.38 Group Army.

This appears to be the first time China has exported T92 wheeled IFVs and T96 MBTs to an African nation. The technological standard of this equipment is far superior to ground force equipment China has previously exported to Africa.

At the International Defense Exhibition and Conference 2007 held in Abu Dhabi last year, China introduced the upgraded variant of the T59D tank. African countries that are now using T59 tanks include Zambia and Tanzania.

In recent years, China has largely reinforced military cooperation with African countries through the strategy of trading oil for weapons. Both Sudan and Nigeria have purchased China-made F7M fighters. In 2005 Sudan exported to China 6.62 million tons of crude oil, about 5.2 percent of China's total oil imports that year. China has a 40-percent stake in Sudan's largest international oil consortium.

Other Chinese weapons currently in service in the Sudanese forces include Type 54 122-mm howitzers, Type 59-I 130-mm cannons, Type 81 122-mm rocket guns, Type 59 57-mm air-defense guns, mortars of different calibers, eight J-6 fighters and a number of J-7M fighters.

Sudan has also expressed interest in purchasing 12 Chinese FC1 fighters, and the two sides are now negotiating technical details of the deal. In 1996 Sudan purchased six F7M fighters from China, and another two Y8 transport aircraft are also in service. Western military observers believe that those Chinese weapons were paid for with Sudanese oil.
The Sudan military parade in 2007 had a strong Chinese color, as most of the armored weapons were from China. The same parade revealed that the Sudan air force had Chinese-made K8 military trainers. Three K8 trainers and three MiG-29s flew over the capital during the parade. Images from the parade have revealed to the world that the Sudanese army resembles a second Chinese Liberation Army.--

(Andrei Chang is editor in chief of Kanwa Defense Review Monthly, registered in Toronto.)

كنت أتوقع من المتداخلين حجةً أكثر من الجنوح إلي فهم معاني الترجمة ، فهل المقصود كان طائرات تدريب صينية ؟؟ أم أن الصينين هم الذين قادوا تلك الطائرات وقاموا بالتحليق فوق سماء الخرطوم بالصورة التي رأيناها ، المقال أشار إلي نقطة هامة وهي أن هذا السلاح المتطور تمت مقايضته بالنفط ، بالتحديد " نفط الجنوب " ، ومن هذا المال تم شراء السلاح الصيني لقبائل المسيرية ليقاتلوا الحركة الشعبية ، ومن هذا المال ، وعن طريق هذا السلاح أصبح موسى هلال يتنقل بهذه الطائرات الصينية في إقليم دارفور ويأمر قواته بالهجوم على المدنيين وإغتصاب نسائهم وحرق قراهم ، أي ان هذا السلاح لا تملكه دولة قومية ، بل يملكه نظام جهوي عنصري ، وقد رأينا هذا السلاح في غزوة أنجمينا الفاشلة .
والآن قد أنتهت حرب الجنوب كما يُقال ، ودارفور تحرسها قوات الأمم المتحدة ، فما الفائدة من هذا السلاح ؟؟ وسوف يستخدمونه ضد من ؟؟ هذا هو السؤال الحقيقي ، أضف إلي ذلك أن رموز حزب المؤتمر الوطني أدعوا أم مصنع جياد قام بصنع هذه الأسلحة !! حتى فضحهم هذا المحلل العسكري الذي رأي أن الجيش السوداني أصبح صورة منسوخة من الجيش الأحمر الصيني ..
سؤال : من الطيار الذي كان يقود الطائرة التي أحترق في بطنها قائد الحرب إبراهيم شمس الدين ؟؟؟

Post: #200
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:37 AM
Parent: #199

تجربة أبناء دارفور مع الحركة الإسلامية


أشتهر أهل دارفور بالتدين والورع ، وتدريس الدين الإسلامي ونشر مبادئه هما من سمات المواطن هناك ، فهم يحملون نزعة الإسلام المتسامحة ، فخلاوي القرآن تفتح أبوابها للجميع ، والمدارس الصوفية تعيش في آلفة وتحاب ، وأول من راهن على تدين أهل دارفور هو الإمام محمد أحمد المهدي ، لذلك أختارهم لتحقيق ثورته ، فحول مشاعرهم الدينية وإيمانهم العميق بالدين الإسلامي إلي ثورة تحمل في طياتها التحرر والإنعتاق وطرد الغزاة المستعمرين ، فالإمام المهدى يُعتبر نموذجاً للقائد الوطني الذي يجمع ولا يفرق ، وقد بنى قواعد الدولة السودانية من غير معين المكون العرقي الذي أصبح الآن السمة البارزة للسياسة السودانية ، نعم ، فراسة الإمام المهدي دفعته للإستعانة بالمتدينين من أهل دارفور وكردفان ، فأهله في الشمال حاربوا مشروعه السياسي بالفتاوى التي دفع ثمنها الإنجليز . فقد حمل – أهله في الشمال – العداء للدولة المهدية منذ نشأتها ، وصحايف التاريخ لم تحتمل صفقة الخيانة والتآمر مع حملة اللورد كتشنر التي أعادت السودان من جديد إلي حظيرة المحتل الإنجليزي ، قاوم الدينكا العدو المحتل لفترة طويلة ، لكن المؤرخين المؤدلجين والمحسوبين على الشمال النيلي لم تروقهم مجاهدات القائد الجنوبي "دينق " الذي ماتت ثورته ليس بسبب نقص الشجاعة ، بل بسبب أن هناك من يكتب تاريخ السودان بالحبر الذي يروق له ، هذا القلم الذي يُمجد المك " نمر " لكنه لا يقول شيئاً عن السلطان الذي مات واقفاً علي دينار ، لقد قامت دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر بترجمة كتاب سلاطين باشا آلاف المرات ودعمت نشره وتوزيعه بسعر أشبه بالمجاني وأعتبرته أحد المصادر التاريخية الهامة ، كل ذلك التهافت لأن الرجل أطلق لسانه في حق الدولة المهدية . أنصب العداء على الدولة المهدية لأنها تعاملت مع الواقع السياسي الحقيقي في تقاسم السلطة والثروة ، ولأن الدولة المهدية نبذت رهن السلطة إلا لمن هو أصلح وأتقى ، وأهل الشمال كانوا يكنون حقداً دفيناً على الخليفة عبد الله " الغرابي " ولم يخفوا إستعانتهم وصلاتهم مع الإنجليز من أجل إسقاط حكمه ، أتضح هذا التعاون في مد الجيش الغازي بالمؤن والمعلومات المخابراتية ، كما عملوا على تركيب خط السكة حديد الذي أسهم بصورة مباشرة في توفير الدعم لجيش الجنرال كتشنر حتى بلوغه أطراف مدينة أمدرمان ، هذا الجيش لم يجد أي مقاومة في الشمال فسار على إيقاعات الطنبور وضرب الدفوف حتى بلغ مدينة عطبرة ، والمعركة الوحيدة التي وقعت كانت بين القائد الشهيد محمود ود أحمد والجيش الإنجليزي في موقعة النخيلة الشهيرة والتي غطت عليها أحداث ما يُعرف في تقويم أهل الشمال النيلي " بمذبحة المتمة " ، تفاصيل الحادثة الأخيرة ، والتي أتت في إطار وأد الخيانة ، غطت على أحداث معركتي النخيلة وتوشكي ، وربما يُعتبر هذا هو السبب الرئيسي لتمجيد شخصية المك نمر وإطلاق اسمها على الشوارع والكباري وقاعات الدرس بالشكل الذي نراه اليوم ، مع أن المك نمر لم يفعل شيئاً سوى أنه أستعان "بالراح " لتخدير خصومه الذين وثقوا به ، ثم هرب إلي أثيوبيا مع أهله وزوجاته خوفاً من العواقب .ثم دفع الحسانية البسطاء في مناطق النيل الأبيض ثمن فعلة المك نمر ، فقد عمل محمد الدفتردار على إستئصالهم ، وهناك من يتهكم عليه ويصفهم بأنهم شُغلوا عن نصرة الثورة المهدية لأنهم كانوا يتبارون في سباق الحمير .لم يقولوا حتى سباق خيل ، بل إمعاناً في هدم مكانتهم أختاروا لهم الحمار من سائر الحيوانات التي تليق بشجاعة الإنسان المحارب .
ونواصل .
سارة عيسي

Post: #201
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:43 AM
Parent: #200

كيف تعاقب الشريعة الإسلامية من يذيب وجه زوجته بالأسيد

قرأت قصة الأخت سناء في موقع سودانيزأونلاينز ، هذه الفتاة الشجاعة التي وقعت ضحية لثقافة دخيلة، عنيفة ، غزت مجتمعنا في عهد الإنقاذ البغيض ، وهي ثقافة العنف الموجه ضد المرأة ، هذا العنف تحميه قوانين وأجهزة دولة ، فكيف خرج زوج سناء من هذه الفعلة بتسوية مالية قدرها واحد عشرون الفاً من الجنيهات ؟؟ وعلى أي أساس أعتمد القاضي في منطوقه القانوني عندما أصدر حكم البراءة ؟؟ فهذا الزوج الإفتراضي أرتكب جريمة في غاية البشاعة على الرغم من أنه رجل متعلم و يحمل شهادة في القانون من جامعة النيلين ، مثل هذه الجريمة لا يرتكبها إلا المرضى النفسيون ، لكن ما يثير الغضب والإستغراب في وقت واحد أن نظام العدالة في السودان برّأه من الجريمة البشعة ، فهل واحد وعشرون الفاً هي ثمن إذابة الوجه والشعر وإتلاف العينين ؟؟!!! لقد ملكت الأخت سناء الشجاعة في البوح بما تعانيه ، وقد شكت مصيبتها للصحافة الواعية بعد أن خذلها القانون الرسالي ، أنها مأسآة واحدة من آلاف المآسي التي تتعرض لها المرأة السودانية في هذا العهد من غير أن نشعر بذلك ، ولقد فتحت لنا الأخت سناء الطريق ، وقد فضحت الوجه المظلم في مجتمعنا السوداني .
كان المرحوم الشاعر صلاح أحمد إبراهيم يفتخر بأنه " أخو فاطنة " في إشارة إلي تقديره وحبه لأخته والأستاذة المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم ، " أخو فاطنة " لن يكون أسطورة من الماضي ، ولقد ذرفت الدموع وأنا أطالع المواقف الإنسانية التي بدرت من " أخوان فاطنة " في كل مكان و من كل دول العالم وهم يمدون يد المساعدة من أجل إنقاذ سناء ، من أمريكا وكندا والسعودية وإيرلندا ، هؤلاء هم رسل الضمير الحي والإنسانية " الحقة ، وهم " أخوان فاطنة " الذين أفزعهم ما تعرضت له الأخت سناء ، نعم قضت الإنقاذ على الأخضر واليابس من حياتنا الإجتماعية ، لكن النار لن تفقد معدن الذهب رونقه وجماله ، رغم ظروف الحرب والدمار والكراهية التي كرستها بيننا إلا أن قيمنا الإجتماعية بقيت سليمة ومتماسكة ، هذه الخطوة الإنسانية تنم عن روح غامرة من التضامن المفقود ، وتحيتي الخاصة " لأخو فاطنة " الكبير الأستاذ بكري أبو بكر ووقفته الرائعة كما عودنا من أجل الإنسانية ، وزادت فرحتي عندما علمت أن الأب الجسور علي محمود حسنين تولى المرافعة في قضية الأخت سناء ، أنها قضية معقدة وشائكة لأنها قضية ضد مجتمع وثقافة في الأساس الأول قبل أن تكون قضية جنائية ، أنها قضية ضد مقام القاضي الظالم الذي فصل في الحكم وقبل بالتسوية الرخيصة من غير أن ينظر للحق العام بأن هناك إمرأة – بسبب الجرم – فقدت نعماً وهبها لها الله ولا يحق لإنسان تجريدها منهم ، و أنها قضية ضد أؤلئك الذين بشرونا بالمشروع الرسالي الذي يحكم أهل الأرض بقانون السماء ، أن الشريعة تقول العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم ، فكل عقوبة غير ذلك لا تستحق أن نتوقف عندها .
سارة عيسي
(عدل بواسطة SARA ISSA on 01-03-2008, 07:35 ص)

Post: #202
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:45 AM
Parent: #201

شيء يدعو للغرابة أو الدهشة

لا زال السودان يحتفظ بسفيره في الأرض النجسة الدنمارك ؟؟
الدنمارك تطلب من السودان 405 مليون دولار ؟؟
في عام 2006 منحت الدنمارك السودان 26 مليون دولار ؟؟؟
هناك جدولة تمتد إلي عام 2009 بموجبها يتم منح السودان 100 مليون دولار ؟؟

يعني الجماعة حرموا جبنة " البقرة " ولهفوا ملايين الدولارات من الدنمارك
فعلاً شيء عجيب

Post: #203
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:48 AM
Parent: #202

حزب المؤتمر الوطني وفن صناعة مسيرات الغضب المليونية

شاهدت الحشود الجماهيرية التي نظمها حزب المؤتمر الوطني يوم أمس ، والمُنددة بالرسومات الكاركاتيرية المسيئة لشخص الرسول (ص ) ، علىّ في المقام الأول أن أعترف أن هؤلاء الذين خرجوا يوم أمس لا يعرفون بالضبط أين نُشرت هذه الرسومات ، ولا يعرفون بالتحديد إمتداد مصطلح الدول الأسكندنافية الذي أطلقه الذين خاطبوا تلك المسيرة في إشارة واضحة لتوسيع رقعة الصراع بين العالم الإسلامي والغربي ، غير كل ذلك ، أن هؤلاء الذين خرجوا يشكلون الكادر البشري الذي يمثل العمود الفقري للخدمة المدنية المُسيسة في عهد الإنقاذ ، إذاً المسيرة لم تكن عفوية ، بل هي مسيرة سياسية تحولت إلي مؤتمر صحفي حددت فيه الإنقاذ موقفها من دخول القوات الأممية إلي أرض دارفور ، فعبارة " لن نسمح بمواطني هذه الدول بتدنيس أرض السودان " سمعناها أكثر من مرة ولكن في غير هذا الإطار ، وكانت تأتي مقرونة مع مفردات مثل حماية العزة والسيادة الوطنية نعم ركب قادة حزب المؤتمر الوطني الحصان الخطأ لتجاوز المنعطف الخطير الذي يحيط بقضية دارفور ، أن الله قد عصم الرسول (ص ) من الناس ، وهؤلاء الذين تولوا نشر تلك الرسومات جهلة وقد أنتقدهم المجتمع الغربي على هذا العمل ، فحرية التدين وإحترام الأديان مُبجلة في الدول الغربية أكثر منها في الدول العربية والإسلامية ، فهناك من دخل السجن بسبب رفع هذا الشعار في الدول العربية ، و يكفي المجتمع الغربي سماحةً أن هناك قسيساً بريطانياً طالب بالسماح للمسلمين بتطبيق الشريعة الإسلامية في حدود القضايا التي تخصهم ، ومن يريد إحترام الرسول ( ص ) عليه أن يتبع تعاليمه وأن لا يعمل على عكس صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين ، وأن لا يمارس القتل والإغتصاب والفساد بإسم الدين الإسلامي ، هؤلاء الذين خرجوا تحت حراب التغرير و " قلة الشغلة " كان عليهم أن يتذكروا أن هناك 500 ألف مواطني مسلم يحبون الرسول ( ص ) قتلهم الإنقاذ في دارفور بلا ذنب أو جريرة ، وكان عليهم أن يحصوا عدد المشردين الذين وصل عددهم هناك إلي أكثر من أربعة ملايين إنسان ، كلهم يحبون نبي الرحمة الكريم لكنهم بلا مأوى أو طعام ، لا يرحمهم أحد سوى المجتمع الغربي الذي وضعته حكومة الإنقاذ في قائمة المحرمات التي يُحظر التعامل معها ، من السهل إثبات حبنا لرسول ( ص ) بوسائل أخرى غير التشنج والإنفعال وترقب أخطاء الغير ، نعم عن طريق وقف سفك دم المسلمين يمكننا أن نثبت أن الإسلام دين رحمة وإنسانية ، ، عن طريق وقف الطائرات التي تحرق بنيرانها القرى والشجر يُمكننا أن نثبت إن الإسلام دين بناء وليس هدم ، وقد وجد قادة المؤتمر الوطني وقتاً للخروج في سبيل الله كما زعموا ، لكنهم لا يملكون وقتاً لحل أزمات الشعب السوداني ، وقد كنت أتوقع منهم أن يخرجوا وينصروا شعب كوسوفو الذي نال إستقلاله للتو من صربيا ، فقد عشنا في السودان لعقد من الزمان ونحن نسمع خطباء المساجد في الخرطوم يثرثرون بضرورة نصرة المستضعفين البوسنة والهرسك وكوسوفو والشيشان ، و لم يخرجوا للتظاهر فرحاً في ذلك اليوم لأن ذلك سوف يضر بمصالحهم النفطية مع روسيا والصين ، ولو نُشرت هذه الرسومات في الصين لوجدنا منهم من يقول أن هذا عمل فردي ليست له علاقة بتعاملنا مع حكومة الصين ، وقد رأيت المنتجات الدنماركية التي أُمرنا بمقاطعتها ، المضحك في الأمر أننا في طور المقاطعة لهذه المنتجات قبل وقت طويل من الزمن ، هذه المنتجات متاحة فقط للفاسدين الذين عبثوا بأموال البترول السوداني ولكنها ليست متاحة للغلابة في حسكنيتة وكبكابية والجنينة .ربما يكون هناك بالفعل من خرج للتنديد بتلك الرسومات المسيئة ، ويخرج من هذا الإستثناء رجال الإنقاذ الذين تخفوا وسط شعارات الحشود ليذكروا المجتمع الدولي بعنادهم وموقفهم من قضية دارفور ، فهم جبناء في المواجهة الصريحة وأذكياء في الإلتفاف حول النقاط ، بالتأكيد لم تكن هجرتهم لأجل لله ورسوله ، بل كانت من أجل تضييق الخناق على أهل دارفور .
سارة عيسي
(عدل بواسطة SARA ISSA on 28-02-2008, 08:47 ص)

Post: #204
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:51 AM
Parent: #203

العنوان : قصة الوزير سبدرات مع أهل الانقاذ

كلنا نعرف السيد عبد الباسط سبدرات ، هذا الرجل الذي تقلب في كل وزارات الانقاذ وأصبح فصيحها المفوه وخطيبها عند أوان المصائب والحروب ، واذا بحثت في تاريخ هذا الرجل فلن تجد فيه شيئا يذكر سوي أنه كان أحد المبهورين بالتجربة الشيوعية في فترة دراسته الجامعية ، ولعل أبرز المحطات في حياة وزيرنا سبدرات هو دفاعه المستميت عن المايويين في فترة الديمقراطية الثالثة ، ويري بعض الناس أنه شاعر تحت الطلب واخرين يرون أنه صوفي من الدرجة الاولي ولكن المتفق عليه أن سبدرات يجيد لعبة القفز بالزانة للوصول الي مبتغاه ، واذكر للوزير سبدرت ثلاثة مواقف مهمة كان هو الناطق فيها بلسان الانقاذ ، الموقف الاول كان اذاعته لبيان اغلاق صحيفة ( السوداني الدولية ) والتي كان يراس تحريرها الاستاذ محجوب عروة ، والموقف الثاني كان اذاعته لبيان الانقلاب ضد ولي نعمته الدكتور حسن الترابي ، والموقف الاخير هو تبنيه لخطاب المصادمة مع الامم المتحدة حيث اعلن رفض السودان للقرار رقم 1593 ، وقصة عبد الباسط سبدرات مع نظام الانقاذ اشبه بقصة الحجاج بن يوسف مع الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان ، وقف الحجاج بن يوسف في مجلس الخليفة الاموي وزعم أنه رأي نفسه في المنام يذبح عبد الله بن الزبير بن العوام ، فأمر عبد الملك بن مروان بتولية الحجاج امرة الجيش المتحرك الي مكة المكرمة لقتال ابن الزبير ، فانتصر الحجاج في المعركة وحقق حلمه وصلب عبد الله بن الزبير ، يمكن أن تكون المقارنة بين الرجلين غير متوازنة في بعض النواحي ويكمن التشابه في تملق الرجلين للحكام ، فالحجاج استغل نقطة ضعف الامويين وهي خوفهم من تزايد نفوذ عبد الله بن الزبير في اقليم الحجاز وسبدرات أستغل نقطة ضعف نظام الانقاذ وهي حاجتها الي ادلاء السوء من خارج حلقة التنظيم المغلقة ليدافعوا عن عن برامج الانقاذ ، وكما نجح الحجاج في مهمته وصلب أول مولود بعد هجرة النبي في المدينة وهو ابن الزبير فقد نجح عبد الباسط سبدرات ايضا في حملته وذبح الديمقراطية والحرية باسم الحرص علي الوطنية السودانية ، وطريق سبدرات الي السلطة لا يختلف عن طريق الحجاج في شئ حيث يحكي الرواة أنه أخذ معه ابناؤه الثلاثة وذهب بهم الي منزل الترابي في المنشية ، كان الترابي وقتها يمسك بصولجان سلطة الانقاذ ولا تقف في وجهه عقبة ولا تحد نفوذه حدود ، رحب الشيخ الترابي بالزيارة الميمونة وأعتبرها زيارة عادية لا تزيد عن كونها مجاملة عادية وتواصل داب السودانيون علي القيام به في أيام الاعياد والمناسبات ، وكان يمكن لهذه الزيارة أن تنتهي علي هذا النحو لولا أن أستعمل سبدرات لباقته المعهودة والقي علي مسامع الترابي أمرا في غاية الغرابة وقال له ( يا شيخ الترابي أنا خايف علي أولادي يبقوا مثلي ) ، استغرب د.الترابي وتعجب من كلام الضيف اللبق وقال له ( ما شابه اباه ما ظلم فما الضير في ذلك ) فاقترب سبدرات قليلا من المكان الذي يجلس فيه الترابي وبدا يسرد عليه أمورا جعلت د.الترابي يضحك حتي بانت نواجذه ولكنه ربت علي كتف سبدرات ووعده خيرا ، لم يعرف الذين حضروا هذه الواقعة قصة الهمس الذي دار بين الرجلين ، ولكن الذي جري أن سبدرات كان يحكي للشيخ الترابي مخاوفه أن يصبح ابناؤه شيوعيون مثله بسبب اهمال الحركة الاسلامية لهم وضرب سبدرات مثلا بنفسه وقال (( أنا كنت شيوعيا لأن الحركة الاسلامية لم تهتم بي قط ) ، وكانت غرض سبدرات من الترابي اشبه بغرض أبو دلامة عند الخليفة هارون الرشيد ، طلب أبو دلامة من الخليفة كلبا فقط ولكنه نجح في انتزاع فرس ودار وجارية وأعطية مع نفس الطلب ، لأن الكلب اذا اصطاد الفريسة فلا بد من ملاحقته بالفرس ، واذا أمسكت بالفريسة فتحتاج لجارية لتعد الطبخ ، فاذا كان عندك جارية وحصان وكلب فأنت في حاجة الي دار لتجمع كل هولاء ، واذا حصلت علي الدار فأنت في حاجة الي أعطية ثابتة من أجل الصرف علي كل الذين يجمعهم سقف الدار ، كان أبو دلامة ذكيا وبدأ طلباته بأيسرها تحققا وترك الصعب منها في أخر القائمة حتي لا يمل الخليفة من كثرة طلباته وكذلك فعل الوزير سبدرات مع الشيخ الترابي حيث طلب منه التوسط من أجل ادخال ابناؤه مدارس المركز الاسلامي الافريقي ليقيهم شر فتنة الوقوع بين براثن الشيوعيين ، وفهم الشيخ الترابي مغزي الطلب البسيط واوعز بالاستعانة بخبرات عبد الباسط سبدرات القانونية في أروقة المجلس الوطني وكانت هذه بداية الانطلاق وبعدها فتحت له دنيا السلطة أوسع ابوابها ، فهجر مهنة المحاماه وتفرغ للعمل السياسي في نظام الانقاذ بحماسة شديدة ، وشغل العديد من المناصب خلال خمسة عشر عاما من غير أن يتعرض للاقصاء أو التنحية ، أدرك عبد الباسط سبدرات بحسه الذكي من أين تؤكل الكتف ولجأ لزعيم الجبهة الاسلامية ورجلها القوي أنذاك لينال جزءا ولو يسيرا من كعكة السلطة التي تقسمها الانقاذ بين محبيها وخدامها ، ومن القرارات المثيرة للجدل والتي أتخذها عبد الباسط سبدرات نيابة عن سلطة الانقاذ هو قراره بارسال طلاب الشهادة السودانية المتدربين في معسكرات الدفاع الشعبي الي مناطق التماس في الجنوب وذلك عندما كان وزيرا للتربية والتعليم ، سبب هذا القرار أزمة نفسية وصدمة للأمهات وتحت ضغط شعبي تراجعت الدولة عن هذا القرار ولكن الوزير الهمام كان يري أن الدولة حرمت الطلاب من نيل الشهادة في سبيل الله ، كان سبدرات متحمسا لبرامج الانقاذ أكثر من الانقاذ نفسها ، وعندما بدأت تطل نذر الخلاف بين الترابي وتلامذته انتظر سبدرات هدوء العاصفة حتي ترسي سفينة السلطة علي شاطئ واحد ، وكما نعلم كانت الغلبة للمؤتمر الوطني وعندها قرر سبدرات مواصلة عمله مع الفريق الفائز و الكفر بأنعم الدكتور حسن الترابي والذي أوصله الي هذه المكانة الرفيعة ، اختار سبدرات الجانب الذي يضمن له أن يكون خادم الانقاذ لبقية حياته ولم يختر جانب الاحتراب ومواجهة الدولة ، أثبت سبدرات أنه اذكي من الجميع ، والتقلبات الجديدة حولته الي نجم ساطع يلمع في سماء الانقاذ ، يقول المثل ان القداسة تموت في ابواب السياسة وهذا هو حال النخب السودانية علي الدوام ، لم يعرفوا القداسة طيلة حياتهم والسياسة عندهم هي الجلوس علي كرسي السلطة الدوار حتي ولو للحظات قليلة ، نسي سبدرات أنه سعي الي الشيخ برجليه من أجل أن يخلص ابنائه من شبح الشيوعية فقام الشيخ بالواجب وزاد عليه كيل بعير وجعله جزءا من منظومة الانقاذ ، ولكن سبدرات لا يعتبر أن جزاء الحسنة حسنة مثلها ولذلك قرأ خطاب تنحية الترابي عن سدة رئاسة المجلس الوطني ، وهناك طرفة يحكيها الذين زاملوا سبدرات في الجامعة بأنه طلب من الذين يشاركونه السكن نشر خبر كاذب في الجامعة مفاده بأن سبدرات قد مات !! وذلك ليعرف وقع الخبر علي الجنس اللطيف وليعرف ايضا كيف تبكي عليه البنات في الجامعة !!! و ليس غريبا أن تضم الانقاذ في تركيبتها السحرية شخصا غريب الاطوار مثل عبد الباسط سبدرات ولو بحثنا تاريخ كل الذين عملوا معها فسوف تجدهم لا يقلون غرابة في السلوك عن وزيرنا سبدرات

ولنا عودة

سارة عيسي

[email protected]

Post: #205
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:52 AM
Parent: #204

قصة مولانا/محمد علي المرضي مع أهل الانقاذ

لقد شاهدت يوم أمس برنامج الواجهة الاسبوعي والذي يعده الاستاذ/أحمد البلال الطيب ، وضيف حلقة الامس كان مولانا/محمد علي المرضي وزير العدل في حكومة الوحدة الوطنية ، ومن خلال الحلقة شرح الاستاذ/المرضي عملية انتقاله السلس من تنظيم حزب الامة الي تنظيم المؤتمر الوطني ، وحالة مولانا المرضي في انضمامه للحزب الحاكم لا تختلف في فصولها عن حالة الوزير عبد الباسط سبدرات ، فقد أجمعت الحالتان علي النقر في طبل الدين لجعل أهل المؤتمر الوطني يشعرون بتدينهم وعواطفهم الروحية ، طرق عبد الباسط سبدرات باب الدكتور/الترابي عارضا عليه أبنائه الثلاثة ليكونوا كما قالت السيدة/الخنساء فخرا له وزادا للحركة الاسلامية ، قبل الترابي بهدية سبدرات وعلي طريقة العباسيين أنعم عليه بالمناصب الوزارية حتي أضحي يعرف بوزير الانقاذ الاوحد ، ومولانا محمد المرضي يري نفسه بانها قريبة من الحركة الاسلامية ، كيف لا وهو كان مواظبا علي حضور حلقة القرآن لمدة تزيد عن أربعين عاما حتي تمت ترقيته الي شيخ حلقة ، ولا أعتقد أن المؤتمر الوطني موديل 2005 يقبل الناس بناء علي الورع أو التدين الشديد ، ربما كان هذا الشرط مطلوبا في عهد الانقاذ الاول قبل أن تتفرق بها السبل الي شيعيتن متناحرتين ، وقتها كان يطلب من المنضمين الجديد الانضواء ألوية الدفاع الشعبي ومحاربة الحركة الشعبية في الجنوب ، ومن ينجو من هذه المعارك فله حق التنعم بالمناصب والمراكز الرفيعة ، وبذك يكون أستاذنا/المرضي محظوظا لأنه ولج الي الانقاذ في عهد نعمة وسلام ولم تطأ قدماه غمار حرب الجنوب الدامية ، فالامر كما وصفه مولانا المرضي لا يحتاج سوي ورقة ووقلم لكتابة بيان رصين الكلمات تتم تلاوته أمام البروفيسور ابراهيم أحمد أحمد ليهتف الحضور بعدها هي لله .. هي لله ويباركون الزواج السعيد ، ويبث الاعلام الرسمي بيانات الانضمام والتحول ، ويسرد الاعضاء الجدد بصورة درامية اسباب انضمامهم لحزب المؤتمر الوطني متعللين بأسباب مختلفة ، بعضهم يقول بأنه أقدم علي التحول لأنه اقتنع بعبثية حزب القديم ، وبعضهم يدعي بأنه يريد أن يخدم منطقته من خلال حزب المؤتمر الوطني ، وبأن الانسلاخ من الحزب القديم والانضمام لهذا الوعاء الوطني الجامع ليس مرده الي الطمع في المغانم وقد قالها استاذنا المرضي أمام ابراهيم أحمد عمر : (( نحن انضممنا لحزب المؤتمر ليس طمعا في مغنم ولا خوفا من مغرم )) ، والمظاهر الاحتفالية بمناسبة انضمام الاعضاء الجدد لحزب السلطة أصبحت لها طقوس اشبه بما يعرف في المسيحية بالتطهير (Purification) ، لأن العضو الجديد يطلب منه ذم زعيمه السابق ووصفه بالفوقية وعدم ممارسة الشوري ، كما يترتب عليه التسليم بكل ما تقوله الانقاذ من حجج ، ولا يسمح له برؤية الاشياء علي الطبيعة لأن عليه استخدام عدسات تحدد الرؤية كما خطط لها الامراء الكبار من حزب المؤتمر الوطني .

ومولانا / محمد علي المرضي دخل في تنظيم الانقاذ من غير أن يمر بالمراحل المعروفة ، وطرق الباب الكبير منذ أول وهلة ، فهو ليس في حاجة الي تكوين حزب متوالي وصغير علي الرغم أن هذا الاجراء يتبع عادة حتي يبطئ عملية الانزلاق ، يصعب علي بعض الناس الانضمام لحزب المؤتمر من أول يوم ومن غير اسباب مقنعة ، ولذلك سلك البعض طريق الاحزاب المتوالية علي طريقة لعبة البنات السودانية ( الريكا عمياء ) ، وليس المهم أن ينضم هذا الشخص لهذا الحزب أو ذاك ، لأن العبرة بالمبادئ والمثل ، وقد ظلم استاذنا/المرضي نفسه عندما رضي بأقل درجة تنظيمية في الحزب الحاكم ، وهو أرتأي ذلك حتي لا يقال أن (( أن دجاجة الخلا طردت دجاجة البيت )) ، وهذا نوع من التأدب فقدته أدبيات السياسة السودانية ، لأن هناك أناس وفدوا الي بلادنا من مصر وتركيا وانجلترا ويطالبون بطرد أهل الهامش من حزام العاصمة السودانية ، وللأسف الكبير أن هولاء الناس أعلي مرتبة في التنظيم من مولانا المرضي ، وصوتهم مسموع ويضعون الخطط والاستراتيجيات ولا يتحفظون في ابداء وجهات نظرهم وهم يقسمون السودان الكبير الي محاور ودويلات ، وعلي المهموم أن استاذنا المرضي تنازل عن أريعين عاما من النضال السياسي ليبدأ عهده الجديد برتبة صغيرة في حزب المؤتمر الوطني ، ولو كنت مكانه لرضيت من الغنيمة بالاياب ولاعتزلت العمل السياسي فاتحا الباب أمام الأجيال الجديدة ، فقد رفضت هند بنت النعمان بن المنذر بن ماء السماء أن تتزوج المغيرة بن شعبة عندما قالت له : (( ماذا تريد من امرأة ضاع منها الجمال والملك وأظنك تريد أن يقال عنك أنك تزوجت أبنة النعمان بن المنذر)) ، فالجلوس في حلقة القرأن أفضل واشرف بكثير مما أرتضاه مولانا المرضي لنفسه .

ولنترك هذا الجانب ، وأنا أؤمن بحق الناس في اختيار المذاهب والنحل، والعبرة بالنتائج ، ولنري كيف يقيس مولانا/المرضي أزمات السودان العدلية ، ونحن نعلم يقينا بأنه لا توجد عدالة في السودان ، بل هناك تنظيم يقيم العدالة وفقا لأجندة سياسية ليس بالضرورة خضوعها لمقاييس العدالة المتعارف عليها ، أولا أن لمولانا المرضي الان أربعة مواقف من المحكمة الدولية لجرائم الحرب والتي كونها مجلس الامن من أجل ارساء العدالة في دارفور ، موقف رافض لها وموقف موافق ثم رافض بشروط ثم موافق بشروط ، ولا أدري ما هو سر هذا التعدد في المواقف ، فالقضية واضحة ولا تحتاج لأي عذر سياسي أو مواربة مخجلة ، فهذه المحكمة كونت بقرار من مجلس الامن ، والامر بيد الحكومة وليس بيد وزير العدل ، وهذه محاكمة لنظام كامل وليس لأفراد ، والجريمة التي وقعت ارتكبت في حق شعب كامل وليست جريمة تزوير في سجلات الاراضي ، والكرة الان في ملعب النظام والذي يتوجب عليه سلوك أحد الطريقين ، اما طريقة المواجهة وعدم الاذعان كما فعل صدام حسين في العراق ، واما اتباع الطريقة السورية وهي الرضوخ بعد الممانعة وهي طريقة أسلم من الاولي لأنها تمنح النظام بعض الوقت من أجل المناورة ، وهناك خطأ آخر وقع فيه مولانا المرضي وهو يدافع عن الحكومة ويبرر فظائعها في دارفور ، في البداية أنكر الهجمات الجوية التي استهدفت المدنيين علي الرغم أن النظام أعترف بذلك علي لسان الفريق صلاح قوش رئيس الاستخبارات السودانية ، وهناك اعتراف أيضا مصدره الفريق/عبد الرحيم محمد حسين عندما كان وزير للداخلية ، ولا أظن ان الهجمات الحربية هي مثار جدل لأنها أمر واقع ، والادلة الحسية موجودة في معسكرات النازحين في تشاد والجنينة والفاشر ، وزيارة واحدة لاقليم دارفور تكفي الوزير شر التشكيك وان كان ذلك بدواعي رد المكرمة للانقاذ ، وهناك مصطلح جديد وحجة أستحدثها مولانا المرضي وهو يبرر جرائم النظام في هذا الاقليم المنكوب ، فقد أطلق مصطلح ( ضحايا الحروب ) علي الذين نالتهم طائرات الانقاذ الحربية بحممها الملتهبة ، وقال أن هولاء الضحايا مثل ضحايا نيكسون في فيتنام وضحايا بوتين في الشيشان وضحايا بوش في العراق .. فلماذا لا يحاكم كل هولاء قبل محاكمة رجال الانقاذ ؟؟!!ولكن مولانا المرضي نسي أن الانقاذ قالت أنها تختلف عن هولاء لأنها صاحبة المشروع الحضاري الذي يملأ الارض عدلا بعد ان ملئت جورا ، ولا أعتقد أن هذه المقارنة السياسية هي جزء من عمل وزير العدل

Post: #206
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:54 AM
Parent: #205

حركة تحرير السودان ومكتب إسرائيل : توافق مصالح أم بداية تطبيع

أستضافت الفضائية السودانية كل من مولانا إبراهيم يحي ، القيادي السابق في حركة العدل والمساواة ، كما أستضافت المستشار الرئاسي عبد الله مسار ، وقضية البرنامج كانت الخطوة التي أقدم عليها/عبد الواحد محمد نور عندما قرر فتح مكتب لحركته في دولة إسرائيل ، المبررات التي ساقها الأخ عبد الواحد إنسانية بحكم أن هناك مواطنين من دارفور يعيشون في هذا البلد ، وما قام به لا يختلف عن ما قامت به دولة قطر قبل عدة سنوات والتي سمحت بفتح مكتب تمثيل تجاري في العاصمة القطرية الدوحة ، وقد أغلقت هذا المكتب بسبب الإنتقادات التي تعرضت لها أيام نشوب إنتفاضة الأقصى ، من الناحية النظرية لا توجد علاقات مباشرة بين إسرائيل والدول العربية ، ما عدا الدول الموقعة على إتفاقيات سلام مثل الأردن ومصر ، لكن من الناحية العملية ، وفي الخفاء ، هناك إتصالات واسعة بين الدول العربية وإسرائيل ، هذه الإتصالات تشمل تونس وليبيا واليمن والمغرب ، اما موريتانيا فقد أقامت علاقات كاملة ، معظم الدول العربية والمُشار إليها في علاقاتها مع إسرائيل كانت تستعين بالكتمان ، وهذا ما لم يفعله الأخ عبد الواحد نور الذي أعلن أمام الملأ مبرراته ، فهناك من يشاركونه نفس الرؤية بأننا معنيين بالدم الذي ينزف في السودان أكثر من الدم الفلسطيني ، فإن قتلت إسرائيل في توغلها الأخير 65 فلسطينياً جلهم من المدنيين علينا أن ندين هذه الجريمة بكل ما نملك ، لكن ما المانع أن ندين قيام الطيران الحكومي قبل أيام بقتل 114 مواطن من أهل دارفور في ما عُرف بحملة " التطهير " التي قادها الجيش السوداني في غرب الجنينة ، الفارق الوحيد بين ما جرى في غزة ودارفور أنه في الأخيرة لم يكن هناك تركيز إعلامي مثلما حدث في غزة .أمر آخر علينا أن نتذكره ، أن الإنقاذ في كل حروبها السابقة كانت تدعي أنها تحارب الصهيونية العالمية ، حتى حروبها مع المعركة الشعبية لم تسلم من هذا المعيار ، وهذه الحساسية الزائدة تجاه إسرائيل تستخدم في السودان أكثر من الدول العربية نفسها ، كما أن القضية الفلسطينية تأخذ في الإعلام السوداني حيزاً أكبر من الحيز الذي تأخذه قضايا الساعة الداخلية التي تخص أهل البلد ، والدليل على ذلك أن الحكومة السودانية أستجدت اللاجئين الفلسطينيين العالقين قرب الحدود بين العراق وسوريا من أجل المجئ إلي السودان ، وقد رفض هؤلاء هذه الدعوة الكريمة تحت حجة أن وضعهم الحالي في الحدود لن يختلف كثيراً عن وضعهم في السودان ، فهم بالتأكيد قد سمعوا أو علموا من الأخبار أن وضع السودان متردئ حتى بالنسبة للذين يعيشون فيه ، والشخص الوحيد الغائب عن هذه المعرفة هو نظام الإنقاذ .

نعود لحلقة التلفزيون السوداني والتي أتت بعبد الله مسار وهو طرف في الأزمة وليس طرف في الحل وطلبت منه تحليل هذه القضية ، بينما يُعتبر مولانا إبراهيم يحي منشق عن فصيل منافس وهو حركة العدل المساواة ، إذاً هؤلاء الضيوف يمثلون وجهة نظرهم الذاتية في النزاع منذ نشأته ، وبالتأكيد لن يحرسوا الموضوعية وهم يقدمون التحليلات السياسية الغير مبنية على أسس الحياد ، وقد أتفق الإثنين مقدم البرنامج وعبد الله مسار أن عبد الواحد يُمكن معاملته كعميل ، أما مولانا إبراهيم يحي فقد وصفه بفاقد البوصلة ، ويدعي عبد الله مسار أن لجوء بعض الدارفوريين إلي إسرائيل كانت عملية منظمة ، لكن فات عليه أن هذه الهجرات بدأت بعد المجزرة البشعة التي قامت بها قوات الأمن المصرية ضد اللاجئين السودانيين في ميدان المهندسين ، ومعلوم لدينا أن إسرائيل قد قبلت إيوائهم بغرض المتاجرة ، فهي أوصلت رسالة مهمة أن النظام العربي والإسلامي لا يرحم مواطنيه ، وبما أنها تعلم حجم التعاطف الدولي مع أهل دارفور فهي لن تدخر وسعاً في وضع نفسها في خانة الدول المساهمة في حل هذه الأزمة إنسانياً بعد أن رفضت مصر إستضافة هؤلاء اللاجئين ، غير ذلك ترى إسرائيل أن أهل دارفور تعرضوا لنفس المحرقة (Shoa) التي تعرض لها اليهود على يد الألمان النازيين في الحرب العالمية الثانية ، ولا أحد يستطيع أن يضغط على إسرائيل لكي لا تستغل هذا الوضع ، كما لا يستطيع أحد أن يضغط على نظام الإنقاذ بضرورة معاملة مواطنيه بصورة إنسانية ، هذا كان سيكفينا شر السؤال ، وحلقة البرنامج التلفزيوني بالطريقة الدعائية لبرنامج ساحات الفداء عمدت إلي بث المقاطع من المؤتمر الذي عقده الأخ عبد الواحد وتكرار تصريحاته مع الدبلجة وإتهامه بالمشاركة في كل كا يجري في غزة ، ونسى هؤلاء الضيوف أن علاقات السودان مع إسرائيل قد بدأت قبل هذا التاريخ ، بدأت في شكل صفقة سرية تم بموجبها توريد كادر بشري للدولة العبرية مقابل عمولات ورشاوي ، نعم بالفعل قامت حكومة الإنتفاضة بمحاكمة هؤلاء النفر وإيداعهم السجن ، لكن الإنقاذ أطلقت سراحهم ، بل بعضهم ترقى لمناصب عليا في الدولة ومثل السودان خارجياً ، إذاً لم يكن هناك ضير في هذه المسألة ، فإن تفهمنا دواعي الإنقاذ للإستعانة بهؤلاء العملاء فمن باب أولى أن نتفهم دواعي الأخ عبد الواحد الذي كرر أكثر من مرة أن الخطوة التي قام بها هي من أجل الوصول إلي ابناء شعبه المتواجدين في إسرائيل ، وهو تواصل محدود و غير مرهون بإتفاقيات تحدد سقفه الزمني .
حاول عبد الله مسار أن يضرب على وتر الفور بأنهم أصحاب دولة إسلامية عريقة وأخلاقهم لا تسمح بما قام به عبد الواحد ، الشيء الذي فات على المستشار عبد الله مسار أن هناك الكثير من المسلمات في السودان قد تغيرت ، وأن التاريخ والثقافة لا تشفعان لأحد وإلا لما كان الفور قد أُخرجوا من ديارهم وهم أكثر الناس تعلقاً بحب الأرض والوطن ، وعليه أن يقرأ ماذا كتبت صحيفة " الوفاق " عن نساء دارفور لنعرف هل الإنقاذ تعترف بماضي الفور وتاريخهم ودينهم .. أم لا ؟
سارة عيسي

Post: #207
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 06:56 AM
Parent: #206

في مظاهرات المؤتمر الوطني الأخيرة ، رأيت أمريكي أسود وسط الحشود ، وقد استضافته الفضائية السودانية ، وغير الدراويش الكثر ظهرت دكتورة الإرهاب سعاد الفاتح بدوي وهي متحمسة وتردد بعنف كل كلمة يقولها المشير البشير ، المنظر كان أشبه بالراقصة والطبال وقد بدت الدكتور سعاد بصحة جيدة ولياقة عالية ، حسادها يقولون أن هذه العافية مصدرها الحليب النماركي ..الأجبان ...القشطة ، فكل جسم نما من السحت فالنار أولى به ..فيا ترى ما حكم الذين أقترفوا إثم أكل المنتجات الدنماركية قبل قرار المقاطعة ؟؟

Post: #208
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 07:00 AM
Parent: #207

القضايا التي تزعجهم :-
الحديث عن الفساد الحكومي
الحديث عن ملف الجهاد في جنوب السودان
الكتابة عن قضية دارفور
من خلال تحليلي للكتابات في هذا البوست أكتشفت أن معظم المندسين من الكيزان ينكرون ميولهمالإيجابية تجاه نظام الإنقاذ ، والغالبية منهم تعيش خارج السودان ، ولا تستغرب إذا وجدت أحدهم يحمل رخصة لاجئ سياسي .وهم يحاولون في كثير من الأحيان لعب دور الحياد . أضف إلي ذلك أن الكيزان في هذا المنبر ليسوا من الجيل الذي عرفته بجامعة الخرطوم ، فهم ليسوا بمحاربين ، من الممكن أن يكونوا من مدمني مشاهدة برنامج في ساحات الفداء في وقته ، فلا يوجد في المنبر كوز حقيقي بكل ما تعني هذه الكلمة ، الإضافة الوحيدة كانت دكتور التيجاني المشرف ، فهو كان رئيس إتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، وقائد كتيبة الخرساء ، ومن العناصر الخطابية الهامة في فترة التسعينات ، وقد كان يسمى نفسه " رئيس حكومة الطلاب " ، فمن يتواجدون هنا من الكيزان تحس بأنهم ركاب مطايا مصالح لا مبادئ ، فالكوزنة تتيح لهم وضع إجتماعي متميز من خلاله يستطيعون توسعة فرصهم الحياتية ، صلاح غريبة كمثال ، لا تحس بأنه كوز ، فالمسألة بالنسبة إليه مجرد مظهر إجتماعي وملء فراغ ،فهو خالي الوفاض من الفكر والأدب السياسي ، هناك من يقول محمد حامد جمعة بأنه كوز حقيقي ، هذا الشخص المنتسب للصحافة " بالعافية " والملاحظ دايماً أنه يظهر ًفي المنبر عندما تنشب أزمة بين السودان و تشاد ، كان لي معرفة سابقة بالمرحوم محمد طه محمد أحمد ، عبد الرحمن أحمدون ، عبد الرحمن محمد علي ، الماحي أبشر الصائم ، أشتات محمد أشتات ،كنت أعرف حتى الذين يحررون صحيفة " آخر لحظة التي كانت ترفع شعار " اصلب العناصر لأصلب المواقف " لكن محمد حامد جمعة لم أسمع به إلا في المنبر العام ، فتحس أيضاً بأنه "كوز مسوح " ، يعني بالحرف العريض تنطبق عليه المقولة " دعوني أعيش "
أخطر فصيلة من عناكب الكيزان التي تنشر خيوطها في هذا المنبر النوع " الأمني " الذي يسألك من أنت ؟؟ ومن أين تكتب ؟؟ أو يفترض أنك شخص معين ، مثل الأغبياء الذين افترضوا أنني منصور خالد ثم فجأة أكتشفوا أنني ضعيفة في اللغة العربية والإنجليزية ولا يمكن أن اصل لقامة رجل مثل الدكتور خالد ، ولا أظن أن السودان بثروته البشرية الحالية يستطيع أن ينجب شخصاً يملك المقومات الثقافية لهذا الرجل ، هذا الخطأ الذي وقعوا فيه يكشف بجلاء اننا نتعامل مع جهلة وسذج وعابري سبيل في الكتابة !!
(عدل بواسطة SARA ISSA on 03-03-2008, 07:02 ص)
(عدل بواسطة SARA ISSA on 03-03-2008, 07:11 ص)

Post: #209
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 07:03 AM
Parent: #208

القضية الفلسطينية وتداخلها مع الشأن السوداني


لم تنتهي الضجة التي خلقها قرار عبد الواحد نور بفتح مكتب للإتصال في إسرائيل ، فهي ضجة إعلامية في المقام الأول لذلك أخذت كل هذا الحيز والضجيج ، وهي لن تنتهي إن كان هناك فراغ كبير وزهد في تناول قضايا الساحة الداخلية ، نعم تبارى المحللون من شتى الأطياف ، وحدثونا عن الممكن وغير الممكن ، وعزفوا لنا لحن الوطنية المشروخ ، وذرفوا الدموع الغزيرة على الشعب الفلسطيني الذي مات بسبب الصواريخ الإسرائيلية ، وقد زادته خطوة عبد الواحد التي أقدم عليها حسرةً وغماً ، لا أحد يلوم أردن الهاشميين ، أو مصر الكنانة حيث يرفرف العلم الإسرائيلي عالياً في السماء ، لا يتحدثون عن الغاز الذي يتدفق على إسرائيل من مصر بينما حُرم منه شعب غزة ، الحديث فقط عن مكتب عبد الواحد الذي فتحه من أجل التواصل مع أبناء دارفور الذين دفعهم جور السلطان إلي طرق أبواب العدو . أمتلأت الصحف في الخرطوم بالرسومات التي تسخر من شخص عبد الواحد وهيئته الأفريقية ، هذه الصحافة الرسالية لم تتحدث إلي أزدياد معدلات الإصابة بالأيدز في السودان التي وصلت إلي 1.6 في المائة ، وهو معدل كما يقول خبراء الصحة يجعل السودان يرتقي إلي درجة الوباء في سلم إنتشار المرض ، وهناك معركة خفية في منطقة " أبي " بين الحركة الشعبية وقبيلة المسيرية مات فيها بعض الناس ، لكن نظام الإنقاذ والنخب التي تشايعه لا يرون في قضايا الساحة الداخلية أي شيء يستحق الإهتمام ، فالأولوية الآن للقضية الفلسطينية ، قادتنا في الخرطوم يريدون تحرير القدس من الساحة الخضراء ، وسلاحهم في هذه المعركة الهتاف والضجيج .
نعم ، أنظمة مستبدة مثل نظام الإنقاذ في السودان وصدام حسين في العراق أفسدا القضية الفلسطينية ، إنهما طرحا قضية تحرير القدس ولكن شعوبهم التي يحكمونها رزحت تحت الظلم والتهميش والمهانة ، ما وجده الأكراد من نظام صدام حسين ، وما وجده أهل دارفور من نظام الإنقاذ لا يُقارن – من حيث السوء - بما فعلته إسرائيل مع الفلسطينيين ، وإسرائيل بالنسبة للقارئ للأوضاع الحالية في العالم العربي هي جزء مهم في الجغرافيا السياسية ، هذه الأهمية أكتسبتها بعد سقوط نظام صدام حسين وتعاظم دور إيران في المنطقة ، وهذه الأهمية تفسر موقف الدول العربية من الحرب التي خاضها حزب الله ضد إسرائيل في عام 2006 ، حيث لم تكن راغبة في تلك الحرب وعدتها مغامرة غير محسوبة النتائج ، وفي الحرب الأخيرة التي قادتها حركة حماس في غزة بقيت الدول العربية على حيادها وتمسكت بحل أزمة لبنان قبل كل أزمة ، فالنظام العربي يرى أن الحربين – حرب حزب الله في لبنان وحرب خالد مشعل في غزة هي حروب بالوكالة وقعت خارج التراب الإيراني ، هذه الحروب إذا أفضت إلي إنتصار إسرائيل، محصلتها إضعاف اليد الإيرانية في لبنان ، وضعف اليد الإيرانية – حماس – في غزة سوف يؤدي إلي تعزيز سلطة الرئيس أبو مازن ، فيصبح بالإمكان البدء في التفاوض ، فإذا قبلت إسرائيل بالمبادرة العربية وتحقق حلم الدولتين المتجاورتين سوف تحظى إسرائيل بإعتراف كامل من قبل الدول العربية ، وسوف تصبح جزءاً من المنظومة العربية ، أو إذا صح التعبير جزء الشرق الأوسط الجديد الذي يقف في وجه تزايد النفوذ الإيراني .
أمر آخر ، هناك من دق أجراس الخطر لأن الشارع العربي هذه المرة لم يتفاعل مع إنتفاضة حماس التي قادتها في غزة كما فعل قبل عدة سنوات في عهد الرئيس أبو عمار ، مزاج الشارع العربي قد تغير بسبب الظروف الإقتصادية القاسية التي يعيشها الآن ، كما أنه – الشارع العربي – أكتسب وعياً ولم تعد تنطلي عليه حيلة الشعارات البراقة ، رأى الناس كيف تعاملت حركة حماس مع غرمائها المنتسبين لحركة فتح عندما وصلت للسلطة ، قتلتهم في الشوارع ، وضعتهم في السجون ، جرّدتهم من السلاح ، حركة حماس لها سجون في غزة تُمارس فيها التعذيب بمختلف صوره يطلق عليها الفلسطينيون أسماء مثل غوانتامو ، أبو غريب ، المشتل ، إذاً القضية الفلسطينية ماتت في الداخل ولم تعد تحرك الشارع العربي كما كان يحدث في السابق ، لكن ما سر تعلق نظام الخرطوم بهذه القضية لدرجة يجعلها في قمة إهتماماته ؟؟ الفراغ كما أسلفت ، فالسودان الآن يقفز فوق رمال متحركة وقضيته معقدة أكثر من قضية فلسطين ، والأخ عبد الواحد تخرج من جامعة الخرطوم ، وقد عمل كمحامي في زالنجي ، وهو كان الأقرب لنظام الإنقاذ ، لذلك هو يدرك عواقب ما فعله ، وهو بالتأكيد لن ينتظر مدحاً من الأقلام السوداء التي تكتب في الصحف السودانية ، أو نظرة حنان من مرتادي نوادي " الساونا " الذين يخاطبوننا في الفضائيات ، المعضلة الكبرى لم تبدأ بعد ، وهي تبدأ عندما يحين موعد التفاوض مع حركة عبد الواحد ، فهل ستفاوضه الإنقاذ ؟؟ أم سترفض لأن يده أضحت ملوثة وخائنة ؟؟ أم أن السياط الدولية سوف ترغم الإنقاذ على التزاوج وليس المصافحة كما فعلت معها عندما ألزمتها بقبول القوات الأممية ، والعقبة الثانية إذا أقامت الحركة الشعبية علاقات مع إسرائيل فيا ترى ماذا ستفعل الإنقاذ ؟؟ حتى هذه اللحظة وقائع الحال تقول لا مانع يقف في طريق هذه العلاقة على الأقل في المدى الطويل .
سارة عيسي

Post: #210
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 07:07 AM
Parent: #209

الدكتور/أحمد الربعي موت الإنسان وليس موت القلم

رحل عن دنيانا الفانية الدكتور أحمد الربعي ، الوزير السابق ، وعضو مجلس الأمة الكويتي ، وفارس الصحافة الذي يتسلح بالقلم ، كهذا عرفنا دكتور الربعي ، الرجل الهادئ الذي ينطق لسانه بالحكمة في مجتمع مضطرب سادت فيه ثقافة العنف والضجيج ، يمثل الدكتور الربعي جيلين من المثقفين العرب ، فهو من الجيل الأول الذي عاصر القضية العربية بمختلف تقلباتها ، بحكم أن الكويت كانت تستقبل أكبر جالية فلسطينية في العالم العربي ، وقد أعطت دولة الكويت أكثر مما أخذت ، هذا العطاء لم يشفع لها في عام 1990 عندا أقدم صدام حسين على إجتياح هذا البلد ، فوجد تصفيقاً حاراً من الذين ساعدتهم الكويت وأوتهم عند الضيق ، فأنتقل الدكتور الربعي من الجيل الأول الذي كان يتحمس ويدافع عن القضايا العربية ، فأصبح من الجيل الثاني الذي يتعامل مع الوطن الجغرافي الذي يحيط به قبل أن يغرق في محيط وطن ، إفتراضي كبير ، لا يعرف له قرار أو مستوى ، ما فعله صدام جعل الدكتور الربعي لا يثق في الصنم الجديد الذي تولى قيادة قضايانا في العالم العربي ، فقد قضى منظر الدبابات العراقية وهي تجتاح الكويت على الأمل في التوحد ورص الصفوف ، فقد تمزق شعار الوحدة العربية ، رغماً عن ذلك بقى الدكتور الربعي مهموماً بالقضايا العربية ويحس بها ولكن على طريقته ، قام بإجراء تغيير طفيف في الوسائل ولكنه لم يغير الأهداف ، سلاحه في هذه المعركة الفكر والقلم ، حاول – عليه رحمة الله – أن يعلمنا سبل الحوار وتطليق لغة الضجيج والتشنج ، فقد كان نعم المعلم ونعم الأستاذ ، فالرجل خريج هارفارد ، وهارفارد تعني النخبة في الولايات المتحدة ، لكن الربعي عاش كل التقلبات الإجتماعية الحادة التي سادت في العالم العربي ولم يعش في برج عاجي يحبسه عن هموم الناس في المشرق والمغرب ، ونجح في أن يبحر بزورق الفكر من غير أن يصطدم بصخور " "Peak و " Trough" ، فالصعود والنزول هي سمة الساسة في عهدنا الحالي ، فقد كان الرجل متوازناً في أفكاره ، وعندما يحدثك عن الدين تجد نفسك أمام فقيه يلازمه الكتاب أينما حل ، وعندما يحدثك عن السياسة تشعر بتغلبه عليك ، فهو يرى الشجر السائر من عدة أميال ، كمن يغرف من بحر مقارنةً بمن ينبش في الصخر .
عاش الدكتور الربعي مأساتنا في دارفور ، عاشها ليس كمثقف يثرثر فوق النيل ويمد هامته لمن يريدها من الحكام ، أو كمثل ذلك النوع من المثقفين الذين زاروا دارفور على صهوة السمتيات الحكومية ، فعاينوها من قمرة الطيار ، فعادوا إلي أهلهم وقد أزدادوا كيل بعير ، فكتبوا في الصحف ..كلوا سليم يا بشا .. وتمام التمام ، بل عاش هذه الرواية وقرأها بفصولها المفزعة ، طاف بقلمه حول ظلم الإنقاذ ، ورثى المشردين في المعسكرات ، وسخر من الذين قالوا أن أزمة دارفور سببها بعير هائج ، ضل طريقه في القفار فقتله الزنج ، فهب لثأره مائة ألف سيف مضري ، فكان الجواب كما رأيناه وليس كما سمعناه ، وقد رأينا الجواب في موت 500 ألف شخص ، ونزوح أكثر من أربعة ملايين إنسان ، الكارثة الإنسانية الوحيدة التي تفوقت على نكبة الفلسطينيين في عام 1948 ، نعم رحل الدكتور الربعي الإنسان ، ولكن فكره واسلوبه في الحوار لم يرحلا معه ، نال السرطان من جسده وأنهكه ولكنه لم ينال من إرادته كإنسان مفكر ، يعيش هواجس الأمة وينصف هذا ويقتص لذاك ، في زمنٍ عاشت فيه الصحافة على رزق القلم ، الحواجز والمحيطات والدم العربي الأصيل ، كلها لم تحذره من الوقوف مع أهل دارفور ومصارحة السلطان بسوء ما يعمله مع أبناء شعبه ، هذه التعازي لأبناء الشعب الكويتي ، ولأسرة الدكتور الربعي ، ومحبي قلمه – وأنا منهم – في كل مكان في المعمورة ، وتعازي موصولة لكل الذين فقدوا هذا الرجل ، بإسمي وبإسم كل من وقف معهم بقلمه ضد البطش والعدوان ، أتقدم بحزني وشجني ..اللهم أرحمه ..آمين .
سارة عيسي

Post: #211
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 07:11 AM
Parent: #210

رداً على د. محمد وقيع الله
أحلام وقيع الله التي تحققت ..!!


خالد أبواحمد [email protected]
صُدمت كما صُدم غيري من الصورة التي أعتبرها قبيحة تلك التي ظهر بها د. محمد وقيع الله والتي لا اعتبرها ذلة قلم بل هي مكمن الداء للكثير من دعاة التبصر، الذين يرون أن علومهم النظرية التي تلقوها تجعلهم على بصيرة من أمور الحياة أكثر من غيرهم، ولو كان الاخرين قد اعتمدوا على التجربة بالبرهان والدليل العملي بعيدا عن التنظير.
كنت أضع في ذهني صورة جميلة للغاية عن د. محمد وقيع الله ولو أنني لم ألتقي به إلا مرات قليلة وعلى عجالة أيام فترة التنظير للحركة الاسلامية في منتصف الثمانينيات وكنت أقرأ له كثيراً عندما يكتب عن الفكر الإسلامي،وتشدني مقالاته الرصينة، ولا زلت استمتع بها بين الفينة والأخرى أطالعها عبر موقع الجالية السودانية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفي فترة من الفترات أيام الديمقراطية الثالثة كانت هناك أقوال تتداول داخل مجتمعات الحركة الإسلامية مفادها أن د. حسن الترابي سئل ذات مرة عن خليفته في قيادة الحركة، وتقول الرواية أن الترابي قال "محمد وقيع الله- التجاني عبد القادر- أمين حسن عمر"، وفي رواية أخرى قيل "أحمد عثمان مكي قائد ثورة شعبان عليه رحمة الله ومغفرته- محمد وقيع الله – المحبوب عبد السلام" وهنالك روايات أخرى، والشاهد في المسألة أن اسم محمد وقيع الله ورد في كل الروايات المتداولة الأمر الذي جعل له حظوة واحترام القاعدة له وتقديره، ونحن السودانيون جميعنا نحتفي بالعُلماء وأهل الذكر، ونطرب لمطالعة إنتاجهم الفكري والأدبي مثلما أطربتنا من قبل مقالات مالك بن نبي ومحمد عبده والإمام حسن البنا إلخ، وقبل عقود من الزمان كان هذا الإنتاج له قيمته الفكرية والحضارية ولعب دوراً كبيراً في فتح الآفاق نحو التزود بالعلم وبالمزيد من التفكر والتأمل في هذا الكون العجيب.
المهم كان محمد وقيع الله يمثل بالنسبة للشباب الإسلامي القدوة الحسنى والأمل المُرتجى، وشخصي الضعيف سعدت أيما سعادة لكون واحداً من نخبة الإسلاميين الشباب يتزود بالعمل من الجامعات الأمريكية والغربية بحيث يُصبح رصيداً للحركة الإسلامية مع باقي الكفاءات والكوادر التي تقود دولاب العمل الإسلامي، لكني لم أتوقع ألبته أن أفجع في محمد وقيع الله هذه الفجيعة،لكن..
ولكن هذه تقطع القلب .. وتهده هداً..!
وعندما جاءت مساجلة د. وقيع الله مع د. الأفندي سقط في مخيلتي ذلك (المثال) الجميل والذي كنت أحبه وأترقبه كلما أصدر نتاجاً،،، مقالاً كان أو محاضرة تتداولها المجتمعات بالرصد والإعجاب والمفاخرة.
ولكنه سقط تماماً مثل أصنام كفار قريش، كانوا يصنعون التماثيل من العجوة، وعندما يجوع أحدهم يأكله ويسد به رمقه، أو صنماً من الخشب عندما تضيق به الدنيا يكسره ويرفسه رفساً برجليه..!.
كنت أقرأ ردود د. محمد وقيع الله باندهاش شديد وما فيها من سب وشتيمة وهمز ولمز لا تليق أبدا بالعُلماء ولا بالسنوات الطويلة والعجاف التي قارع فيها وقيع الله المكتبات وأُمهات الكُتب والمراجع، وحقيقة لم يسقط في يدي بل في يد الجميع الذين أتوقع أن يكونوا قد صُدموا أكثر مني، وعندما يكون السب والشتم وعدم المصداقية ديدن العالم (بكسر اللام) فما شان ضئيلي المعرفة من أمثالي، ليته وقف عند سب وشتم (الأفندي) إذا به يُعدد خمسون انجازاً لحكم (الإنقاذ) ليس هذا فحسب بل طفق ينتقد مواقف الآخرين من القائمين على السلطة التي قال فيها من لم يقله مالك في الخمر..
ومبعث الألم هنا أنني يوما ما كنت أظن و(أن بعض الظن اثم) أن الاسلاميين أكثر من غيرهم إعمالاً لأدب الحوار تنزيلاً لكل معاني الدين القيم على أرض الخلافات، لكن للأسف بالدليل العملي سقطت لدي هذه النظرية وخاب ظني تماماً خاصة في مرحلة الخلافات فيما عرف بالرابع من رمضان، ثم جاء د. محمد وقيع الله ليؤكد أنه حتى قادة الشباب من المفكرين هم على الدرب سائرون ومُقتدون..!!
ويوماً ما تابعت بسعادة غامرة مساجلات تحلت بالأدب الرصين والاخلاق الاسلامية الحقة في حوارات جمعت د.منصور خالد والاستاذ محمد ابوالقاسم حاج حمد عليه الرحمة والمغفرة، تعلمت منها الكثير من القيم والمبادئ، ثم تابعت مساجلات اخي العزيز المرحوم طه أبوقرجة مع د. خالد المبارك وما اتسمت به من أخلاق رفيعة في أدب الحوار، ثم أصبحت أقرأ لـ د. الطيب زين العابدين و للاستاذة أبوبكر القاضي و كمال الجزولي والحاج وراق وعثمان ميرغني، وجدت واقعية وأدب حقيقي في التناول جاء به الاسلام، لكنني لم اتوقع أبدا أن تكون هنالك مساجلة لـ د.محمد وقيع الله بهذا المستوى من الانحطاط بل الحقد والكراهية على كاتب عالم ومفكر بسبب أنه انتقد النظام نقد موضوعي وبأدب اسلامي رصين، ولم يجنح إلى الشتيمة والهمز واللمز.
لا أحمل كراهية ضد الأخ محمد وقيع الله ولا أعتبر نفسي في هذا المحك مُنافساً له فهو رجل قد رزقه الله تعالى ويسر له الدراسة وتلقي العلوم حتى نال درجة الدكتوراه وهنيئاً له بذلك، أما العبد الفقير لله لم أنل حظاً من العلم الأكاديمي كما أوتي وقيع الله، والآن أسابق الزمن مع أولادي لتلقي العلم، لكنني أفتخر بتجاربي في الحياة وخبرتي الطويلة في المجال الإعلامي والحمد لله التي بلغت قرابة الربع قرن من الزمان، واعتبر نفسي استفدت من الحركة الإسلامية أكثر بكثير من أخي وقيع الله لأن تجربتي هنا تجربة متكاملة نظرية وصقلت بالعمل في ظل (الإنقاذ) التي عصفت بنا في كل أرجاء السودان شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً وهذا فضل من الله لا يُقدّر بثمن، ونلت معرفة لم ينلها الأخ وقيع الله، فكل دراسته الأكاديمية المرتبطة بجوانب الفكر الإسلامي ما هي إلا تجارب نظرية فقط، مهما وصل صاحبها من علوم نظرية لا يمكن باي حال من الأحوال أن يصل للنتائج التي وصلنا إليها نحن الذين عشنا فترة التنظير والتطبيق، وشاهدنا بأم أعيننا مخازي ومآسي وكوارث التطبيق.

السقوط المدوي
والدكتور محمد وقيع الله في موقفه من تقييم نظام (الإنقاذ الوطني) مثل ذلك الطالب الذي غاب عن الدراسة سنوات طويلة ثم رغب آخيراً في مواصلة دراسته لكن مع دفعته الدراسية، وأصر إصراراً شديداً على أن يمتحن معهم ففعل لكنه سقط سقوطاً مدوياً..!!
شخصياً أحسب أن الحركة الإسلامية في السودان مدرسة كبيرة نال كل منا نصيبه من المعرفة حسب استعداده الشخصي وميوله والبيئة التي عاش فيها، لكن أخينا محمد وقيع الله غاب عن هذه المدرسة سنوات طويلة وحضر معنا مرحلة من مراحل التنظير، وقبل مرحلة التطبيق بكثير غادر السودان ولم يعش معنا مراحل الابتلاءات ولا مراحل الفتن، وجاء مُؤخراً في مرحلة السقوط والانهيار لمبادئ الحركة، يُريد أن يغالط الحقائق والواقع والمنطق والشواهد التي لا ينكرها إلا عليل سقيم، وكان يكفيه فقط أن يذهب الى تجمعات جرحي الحرب من ضحايا الألغام يدرك حجم الأسى وحجم ما وقعت فيه (الانقاذ) وكان يكفي محمد وقيع الله أن يذهب الى منظمة الشهيد ويفتح الملفات ليعرف الأعداد الحقيقية لضحايا الحرب في السودان من الكفاءات والخبرات ومن طلبة الجامعات في كل التخصصات ليدرك بوعي كامل حجم الدمار والخسارة التي اوقعتها (الانقاذ) في السودان.
وعندما يُعدد الأخ وقيع الله انجازات (الإنقاذ) المادية فإنه لم يأتي بجديد ولم ينكر أي من المعارضين للحُكم هذه (الانجازات) المادية التي أبعد ما تكون من جوهر ما جاءت به الحركة بعد الانقلاب المشئوم في 1989م، كما انه ليس من المنطقي أن نُحاكم النظام بالانجازات التي ذكرها وقيع الله، حتى الانجازات التي تحدث عنها وقيع الله إذا تطرقنا فيها إلى التفاصيل سنثبت الكثير من الأخطاء والعواقب المستقبلية التي تحيطها والقنابل المؤقوتة في أكثر من مكان، لكن السودانيين يحاسبون النظام بالنهج الذي جاء به، وبالبرنامج الذي أعلنه من خلال حركته اليومية في الإعلام والعلاقات الدولية والدبلوماسية، كما لم يكن في حسابات الذين اجتمعوا في ذلك الشهر من العام 1989م ليقرروا ما إذا كانت ساعة التغيير حانت أم لا أن يضعوا الانجازات المذكورة في حساباتهم، أبداً كان الهم الكبير يتلخص في (التمكين لدين الله في السودان)، وقد طالع القُراء مقالات محمد وقيع الله التي عدّد فيها انجازات النظام انه هرب بشكل واضح وجلي من التطرق إلى نتائج الحكم في تردي الأخلاق وانتشار الدعارة بكل أنواعها والجريمة المنظمة، والزيادة الفلكية في أعداد المصابين بالإيدز (الآن يعقد في العاصمة الخرطوم مؤتمر دولي يبحث مشكلة انتشار المرض في السودان) وانتشار المخدرات بين طلبة الجامعات، والازياد الخطير في معدلات الطلاق، والهجرة الى الخارج، وهرب د. محمد وقيع الله هروب النعامة من الملفات التي تتحدث عنها الصحافة السودانية في ذات الايام التي كان صاحبنا يدبج في مقالاته مُعدداً إنجازات دولة بني أمية في السودان، هارباً من ملف (الأطفال مجهولي الوالدين) وموتهم بالعشرات يومياً ودفنهم بعيداً عن الأعين.
انجازات (الإنقاذ)
تحدث وقيع الله عن انجازات النظام على محيط (التدين) والارتقاء بالإنسان السوداني، هذا هو المحك الحقيقي لكنني هنا لا بد أن أقدم مختصراً للدروس العملية التي غاب عنها الأخ وقيع الله سنين عدداً، وشخصي صحفي وإعلامي وحركي غصت في أعمق مؤسسات الحركة الإعلامية والجهادية والتنظيمية، الأمر الذي يؤكد أن ما أقوله ليس أكاذيب ولا إملاءات من أحد انما أحداث عشتها لحظة بلحظة.

التجاوزات الإنسانية وانتهاك التشريعات الإسلامية والدولية..!!
كل السودان عاش سنوات الحديث عن تمسك الحكومة بالإسلام بل والدفاع عنه من كيد المتربصين، لكن من خلال معايشة في "مؤسسة الفداء للإنتاج الإعلامي" كمعد للبرنامج التلفزيوني الشهير بدأت تتكشف لي من خلال الأشرطة الخام التي كانت تأتينا من مناطق القتال ما لا يمكن أن يتصوره عاقل، و تحديداً من أحد الأشرطة الخام التي جاءتنا من منطقة شمال أعالي النيل متحرك (هدير الحق) عندما دخلوا منطقة شالي في النصف الثاني من التسعينات وهرب جنود الحركة الشعبية كان هناك طفل في الـ 14 أو 15 من عمره لم يتمكن من الهرب قاموا بقتله مع صيحات التكبير والتهليل وتم قتل كل الأسرى الذين كانوا داخل المعسكرات، وكان الشريط الخام يحتوي على مشاهد ليس لها أي علاقة بمن يدين بالإسلام ديناً، وعندما كنت أشاهد الشريط لفت بي الدنيا وكنت أحسب نفسي في كابوس لكنها كانت الحقيقة، علماً أن الأشرطة التي كانت تصلنا من مناطق القتال لا يشاهدها إلا مُعد الحلقة والمخرج، ويمنع منعاً باتاً للآخرين مشاهدتها لما فيها من تجاوزات.
وفي الكثير من الأشرطة التي كانت موجودة في مكتبة المؤسسة كانت مشاهد دخول القوات الحكومية إلى بعض القرى في جنوب السودان منظراً لا يمكن أن يُنسى من ذاكرتي أبداً، حيث يتم حرق البيوت المصنوعة من القش في مشاهد همجية وأحياناً يكون هناك بشر داخل هذه البيوت وتسمع صراخ العساكر وهم في حالة هستيريا ويطلقون النار عشوائياً، لا يمكن أبداً أن يكون ذلك إسلاماً مهما كانت المبررات، وضرب القرآن الكريم والحديث النبوي الواضح عرض الحائط إذ يقول النبي الأمي صلى الله عليه وسلم:
"لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليداً ولا إمرأة ولا شيخاً فانياً ولا مُنعزلاً بصومعته, ولا تحرقوا نخلاً ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بناء"، لكنهم يا رسول الله عليك أفضل الصلاة وأتم التسليم فعلوا أكثر من ذلك بكثير...
المؤسسة نفسها (ساحات الفداء) تعج بالفساد المالي والإداري وكان يرأس مجلس إدارتها الوزير الحالي أسامة عبد الله محمد وزير الدولة بالري المسئول الأول عن خزان مروي، ويديرها مدير مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة حالياً كمال حسن علي، وكان نفر من السُراق يلعبون بالمال لعباً باعتبار المؤسسة فوق الجميع، والكُل يخاف منها حتى رئاسة الجمهورية كانت تخشى سؤال القائمين على أمر المؤسسة خوفاً من ردة الفعل، حيث كان القائمين على المؤسسة يذكرون للبعض أن (ساحات الفداء تابعة لأمن الثورة) وكان البعض يقول (ساحات الفداء تابعة لإبراهيم شمس الدين) في حين أن المرحوم العقيد إبراهيم شمس الدين نفسه كان يتحفظ على ما يحدث في المؤسسة من تصرفات ومن ألاعيب.
ويوماً ما كان لدي عمل مع الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اللواء آنذاك عبد الرحمن سرالختم باعتباره المسئول عن التوجيه المعنوي وكان اللقاء بخصوص إنتاج حلقة خاصة بمناسبة عيد الجيش الذي يحتفل به سنوياً في 14 أغسطس، وبعد الانتهاء من الحديث والنقاش حول الحلقة، قام سرالختم بإغلاق باب مكتبه فقال ليّ ضاحكاً ( وهو الآن حي يُرزق) " ياخي بكل الصراحة أنا عاوز أعرف إنتو تابعين لمنو..؟؟" فضحكت ولم أرد، فكرر سؤاله مرة أخرى "إنتو تابعين لمنو ومن حقي أن أعرف انتو تقوموا بشغلنا ونحن سعيدين بذلك لإمكانياتكم الضخمة وعملكم المُتقن، وانا ما عارف انتو مدنيين ولا عسكريين، لكن قول لي انتو مع سعادة إبراهيم شمس الدين..؟؟ ولا تابعين للتنظيم؟؟"، ومن هنا يدرك القاري كيف أن القائمون على المؤسسة كانوا يلعبون على ضبابية أيلولة المؤسسة، وهذه المسألة كانت تعود بالفائدة على هولاء من كل النواحي الاجتماعية والأدبية والمالية.
فعلاً كانت أسئلة عبدالرحمن سرالختم وجيهة للغاية وقد لا يتصور المرء المنصب الكبير للناطق الرسمي والمكانة الكبيرة التي يتميز بها ومدير المكتب برتية عميد والموظفين العسكريين بالرتب العالية، ورتبة لواء في الجيش السوداني ليس بالأمر الهين، كونه لا يعلم شيئاً عن جهاز إعلامي كبير يتقمص دور إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة، وليس له أي سلطان عليه، والميزانية كانت مفتوحة ويتم شراء الأجهزة من دبي بدون مناقصات، وقد أثري مجموعة من ثلاثة أو اربعة أشخاص ثراءً كبيراً بسبب موجات الشراء العشوائية، وتم نشر كل ما يتعلق بالفضائح المالية، ولا حياة لمن تنادي ذلك لأن الفساد انتشر في السواد الأعظم من دولاب الدولة، فيما مؤسسات الحركة (الإسلامية) بعيدة كل البعد عن الرقابة المالية، ليس هذا فحسب بل مؤسسة مثل (ساحات الفداء) يخاف منها الكثير من الناس، الأمر الذي جعل وزارة المالية تصرف للمؤسسة شهريا مبلغاً كبيراً بدون وجه حق، في حين أن الامكانيات التي تزخر بها المؤسسة يجعلها داعمة وليس تتلقى الدعم، لا رقابة مالية ولا إدارية والمسئول الأول من المؤسسة أحد (رجالات) علي عثمان محمد طه ومرفوع عنه القلم..!!

دولة العدل الرشيدة..!!
وقد لا يصدق المرء أن القائمين على هذه المؤسسة هم أنفسم القائمين على أرواح أبناءنا في معسكرات الخدمة الالزامية، فمجموعة من رجال المستقبل طلاب على وجه الجامعات ماتوا ضرباً مبرحاً داخل معسكرات الخدمة (الوطنية) الإلزامية، وعندما ذهبت إحدى أسر الضحايا إلى وزيرالعدل تشتكي القوات المسلحة بعد أن أكد تقرير الطبيب الشرعي د.عبد الله عقيل بمشرحة مستشفى الخرطوم أن الوفاة كانت لنتيجة ضرب في أماكن مختلفة من الجسم، قال لهم وزير العدل آنذاك (عل محمد عثمان ياسين)" أذهبوا أن القوات المسلحة مؤسسة سيادية لا أحد يستطيع محاكمتها".
اخي وقيع الله التقرير الطبي موجود والشهود موجودين والدكتور الطبيب الشرعي عبد الله عقيل سوار موجود، ليس قضية واحدة بل قضايا كثيرة..!! هذه دولة الإنقاذ التي تدافع عنها وتطلب وُدها..!!
كلما أسرد هذه الواقعة أتذكر نفسي وأنا انشد وأهتف باندفاع الشباب
لا أبالي لا أبالي انني شعبُ رسالي********** قد تربى بين قرآن وساحات القتال
مسلم قالت جموعي لست بعثي لا شيوعي *** عانقت أصلي فروعي رافضاً أي انفصال
سوف نبني بالعقيدة دولة العدل الرشيدة****** لا دويلات عديدة شيدت فوق الرمال
قد عشقت البندقية هاتفاً عندي قضية ******سحق حزب الماركسية انه حزب ضلالي
وقد بان أن كل ماكانت تخالفه الابيات أصبح واقعاً..
السودان وقد أصبح دويلات عديدة- انفصل عن كل تجاربه السياسية السابقة وعن محيطه الاسلامي بهذه التجربة التي لا يمكن أبداً أن نجد لها وصفاً يمكن ان يليق بما فعلته في السودان- حزب الماركسية الشيوعي السوداني ما أظن أنه اذا استلم الُسلطة يوماً أن يفعل في السودان ما فعلته (الانقاذ) وأهم شئ أنه سوف لا يتاجر بالدين ولا يرفع شعار الاسلام، وأن البندقية التي استخدمتها الحركة الاسلامية لم تجلب لنا إلا الدمار والقتل والابادة الجماعية التي أصبحت وصمة عار في جبين الحكم وهو يتحدث ويرفع شعار الاسلام، وقد بان واضحاً أن القضية هي الانتصار للنفس وقد سادت عقلية (التكويش) وقريباً ستظهر العقارات التي تم شراؤها في تركيا وفي ماليزيا، حتى زوجة الرئيس الجديدة أصبحت تنافس كبار التجار في العاصمة وقد تم إعطاؤها مشروع صالات وقاعات كبيرة لعدد من الجامعات، ثو قامت بشراء منتجع كبير في إحدى دول النمور الآسيوية، وبعد أن كانت محبوسة بين جدران بيوت جهاز الأمن بالقرب من المطار أصبحت ست أعمال كبيرة تتحدث بالارقام الكبيرة، فيما تم إعطاء أصغر أشقاء الرئيس رخصة لتصدير الماشية السودانية التي أصبحت حكراً على أشخاص بعينهم.. رحمك الله أخي عثمان حسن البشير طبت في علياءك بًعداً عن أكل السحت وقد كنت تقود الموتر (السوزوكي الأسود) وتجتهد في تعليم الناس قراءة (القرآن الكريم) وتحتفل وتسعد عندما تجد الجميع قد جلس على الأرض وبدأت التلاوة وزرفت الدموع الحرى محبة في الحبيب المصطفى.

فساد المهندس..!!
وثالثة الأثافي أن (المهندس) المدير العام لمجموعة شركات أحد البنوك السودانية المشهورة قد أفسد فساداً ليس له نظير في تاريخ السودان، وقد كُنا في الوسط الصحفي في فترة ( 1994-1998) نتبادل وثائق فضائحه المالية ونحن صحفيي الحركة (الإسلامية) نعرفه جيداً ونعرف الفاسدين معه وعندما أصبحت المسالة حديث كل مجالس الحركة الإسلامية قررت أحد الجهات وضع حداً لفساد الرجل المهندس فتم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، وأعرف شخصياً رئيسها وقدم ملف الفساد بالأدلة إلى ديوان الثراء الحرام وأثناء البحث والتقصي ودراسة القضية جاء وفد من جهة عليا وطلب ملف المهندس الفاسد وعرّف أحدهم نفسه بأنه مرسل من (رئاسة الجمهورية) لاستلام ملف فساد الشخصي المعني بل قام بتأنيب القائمين على أمر الديوان على فعلتهم ونيتهم في محاسبة الرجل.. وإلى هذه اللحظة لم يُقدم الرجل للمحاكمة أما مجموعة البنك فقد راحت في خبر كان، هذه قصة يعرفها كل قيادات وأعضاء الحركة الإسلامية وكل المنتمين للمؤتمرين الوطني والشعبي..!!.

هذا قليل من كثير..!!
هرب وقيع الله هروباً مخزياً عن ملفات الفساد المالي ووهنا أقتبس فقرة من مقال الاستاذ أسامة بابكر حسن في رده على وقيع الله "فطوال عمرنا هذا لم نسمع بأي مسئول، صغيراً أو كبيراً في حكومة الإنقاذ وقف أمام محكمة في أي قضية، بينما وقف الإمام العظيم أستاذ الإنسانية علي بن أبي طالب الذي منحهالرسول (ص) صفة " أقضى الناس" أمام قاضي دولته في خلاف مع يهودي على درع، والإمام يعلم كذب اليهودي في دعواه، لكنه وقف أمام القاضي لكي تنتظم ثقافة العدل المجتمع ليثبت في المجتمع حديث الرسول (( الناس سواسية))، ولكن حدث ذلك في أمريكا في عهد كلينتون الذي لا يحكم بالإسلام ووقف حاكم أكبر دولة في العصر الحديث أمام المحكمة وهو لم يضع قانوناً للحسبة شرط به أئمة المساجد آذان الناس تنظيراً".!!
أطفال جيش الرب
بطبيعة الحال أن كل الذين شاركوا في الحرب اللعينة التي قتل فيها السوداني أخوه (السوداني) سواء في جنوب، أو في شرق أو غرب السودان، تمر عليهم الكثير من الذكريات المؤلمة، أنني شخصيا أشعر بتأنيب ضمير شديد عندما كنت في جنوب السودان في ديسمبر من العام 1995م فيما يعرف برد الهجوم الذي أطلقت عليه الحركة الشعبية (الأمطار الغزيرة) هذه العملية العسكرية الكبيرة والتي قتل فيها المئات بل آلاف السودانيين من الجانبين، تختلف عن كل العمليات العسكرية في جنوب السودان لما فيها من مفارقات وتجاوزات إنسانية، تجعل من الهدف الكبير للحرب ضد (المتمردين) علامات استفهام كبيرة متمثلة في الموقف اللا إنساني للحكومة السودانية إذ استعانت لفترات طويلة بجيش الرب اليوغندي الذي يتزعمه المتمرد اليوغندي جوزيف كوني وهذا الجيش للأسف استعان بمشاركته إلى جانبنا بحوالي الألف طفل من مجموع 2000 طفل كان موجودين تحت قيادة جيش الرب في المنطقة الاستوائية، والأطفال اليوغندين التابعين لجيش الرب الذين كانوا معنا في ذلك اليوم تبلغ أعمارهم ما بين الثامنة والرابعة عشرة عاماً من الجنسين، وبالكاد تميز الذكر من الأنثى.
كانت لحظات محزنة وشعرت فيها بالألم النفسي لوجود هولاء الأطفال معنا في مكان واحد وكان منظرهم يُدمي القلوب وهو يحملون الآليات والأسلحة الثقيلة، ومهما يحاول المرء لا يمكن أبدا أن يصور هذه المناظر المرعبة، عشرات من الأنفس البريئة كانت تطوف حولنا في مساء يوم بارد استعدادا للهجوم على أكبر معسكرات (الحركة الشعبية) في الميل 72 في طريق مدينة نمولي الحدودية مع يوغندا تحديداً يوم الأربعاء الموافق 12 ديسمبر 1995م، أطفال في سن البراءة الواحد منهم يحمل فوق طاقته وما زنته 40 كيلو جرام أو أكثر من العتاد العسكري الثقيل وصناديق الذخيرة، والذين حملوا مثل هذه الصناديق يعرفون كم هي قاسية الحمل في مسيرة قد تبلغ الساعات الطوال، وأحيانا اياما من السير في الطرق الوعرة، والرطوبة العالية حيث تتبلي الملابس تماما مما تُصيب المرء بالإعياء وفي الغالب التهاب الصدر و المفاصل الذي يعيق الحركة، وهذا ما حدث لي شخصيا، فكيف بالأطفال، بينما هي في الخفاء وهناك على بعد 72 ميلا من عاصمة جنوب السودان
... يا إلهي.. انه أمر فظيع..
مهما أحاول لا يمكن أن أصور شكل الدموع الجافة على وجوه الصغار لا أجد لذلك سبيلا، ولم يكن هناك جنودا كبار السن وهولاء لا يتعدون العشرين من بين المئات من الجنود (الصغار) يساقون كالقطيع تماما يشهد الله على ذلك، وعلى بعد كل مائة (طفل) هناك جندي يوغندي يحث الأطفال بسرعة التحرك، و يضرب أحيانا الطفل في مؤخرته أو ظهره كي يستعجل ولا يبطي، في أجواء غريبة على عالم الطفولة، صوت الدبابات والمجنزرات وهي تتحرك إلى مكان قريب من بداية المعركة، مع صوت أجهزة الاتصالات اللاسلكية،، لحظات من التوجس والترقب والأوامر العسكرية من القادة هنا وهناك بالعجلة، وطقطقة الأسلحة الشخصية كل هذه الضجة تجعل المحارب يعيش في لحظات غريبة، والمحارب أو المقاتل قاب قوسين أو أدنى من الموت،، لحظات صعبة حتى على كبار السن،، فكيف بالأطفال الصغار الذين استخدمهم (الانقاذ) يا د. محمد وقيع الله..!!
تصور يا وقيع الله كم هي مكلفة تلك الحملة التي اقامتها حكومة (الانقاذ) عندما تم خطف أطفال دارفور من قبل منظمة فرنسية..؟؟ تتذكر كيف أن الحكومة السودانية جيشت الإعلام والرجرجة والدهماء وتباكت على الأطفال والطفولة البريئة، وكيف أن التلفزيون السودان جند كل برامجه ضد المنظمة الفرنسية المسكينة لخطفها الأطفال..!!
دارفور وأحداث تشاد
د. محمد وقيع الله لم يعش معنا المرحلة العملية في حياة الحركة الإسلامية التي نعتبرها الميدان الحقيقي للكفاءة والانقياد لأوامر الدين الحنيف، ومرحلة التنظير كانت جميلة وزاهية ولكن ميدان العمل أظهر أننا ضُعاف أمام حقائق الحياة، نعم هناك انجازات مادية ولكنها لا تساوي شيئاً ألبته مع الكوارث والمآسي التي جلبتها (الإنقاذ) للشعب السوداني ومهما حدث من انجازات في نظره ونظر الآخرين لا يمكن أبداً رُؤيتها عندما ننظر إلى كارثة دارفور، أخي وقيع بكل الأمانة والصدق أن قادة (الانقاذ) هم الذين تسببوا في اندلاع شرارة مشكلة دارفور،كنت أعمل في صحيفة (دارفور الجديدة) ليس لي مصلحة في أن أكذب على النظام لكن الحقيقة الساطعة كالشمس أن الذين تذكر انجازاتهم عندما غرتهم الحياة الدنيا لم يتحملوا مطالبة الأهل في دارفور بحقوقهم، فقاموا بضربهم بالطائرات قاذفة اللهب وحرقت بيوتهم، وأظنك طالعت أحاديث د.علي الحاج في صحيفة (الصحافة) في اللقاء الصحفي وكيف أن عنجهية أهلنا الشماليين وعنصريتهم هي التي كبدتنا جميعاً ملايين الضحايا في الجنوب والغرب ومكنت من دخول القوات الدولية بلادنا..!!.
ومن إنجازات (الانقاذ) التي تحدث عنها وقيع الله هي أن الشرخ بل الجرح الكبير الذي حدث في السودان بسبب مشكلة دارفور لا يمكن ألبته علاجه بالساهل ويحتاج لعقود من الزمان بعد حل المشكلة (إذا تم حلها)، ولدي الكثير من الاخوة الاعزاء من أبناء دارفور الذين راحت أسرهم ضحايا لمجازر القوات المسلحة السودانية على قراهم، أحد الاخوة قد وصل الى السويد من بعد معاناة ومطاردة من أجهزة الأمن السودانية الى تشاد ثم الى الكاميرون ثم الى فرنسا فالسويد واتصل بي من هنا بتوقيت مكة المكرمة الساعة الثانية صباحاً حكى لي كيف ان طائرات الجيش غارت على منطقتهم في غرب الجنينة وكان سارحاً مع الماشية وعندما رأي الطائرة في الجو تدق الارض بقذائفها جرى مسرعاً إلى منطقته ثم الى بيت فرأى والدته وشقيقاته على الأرض والدماء قد أغرقت المكان، وكان يحكي لي ويبكي بأعلي صوته ويسألني " أبواحمد انت عشت معنا هل نحن انفصاليين..؟؟" و"هل نحن أشرار يرسل أخواننا في الخرطوم الطائرات لتقتلنا..؟؟" كانت لحظات صعبة للغاية ولم أنم ليلتها ولم أهنى بالنوم منذ تلك المكالمة قبل أكثر من 3 سنوات.
الآن في الوقت الراهن كل العالم أصبح يدرك بوعي تام أن الحكومة السودانية لا تريد حسم قضية دارفور، وقد كشفت التقارير الإخبارية أن أيادي حكومة النظام في أحداث شاد كانت واضحة جدا جداً وقد راح ضحية لذلك عشرات الأنفس البريئة، وعندما حاولت بعض الصحف نشر جزء بسيط جداً من معلومات خاصة بتدخل أيادي حكومية في أحداث تشاد تم اعتقال رُؤساء تحرير تلك الصحف، وأفرج عنهم بعد ضغوط شديدة من الحركة الصحفية في بلادنا وقد أصبحوا هم خط الدفاع الأول عن السودان وليس الحكومة التي تدافع عن انجازاتها.

محاولة اغتيال مبارك في أثيوبيا 1995م
من أكثر الفترات العصيبة التي مر بها السودان كونه يتهم لأول مرة في تاريخه الطويل بمحاولة اغتيال رئيس دولة مجاورة هو محمد حسني مبارك في أثيوبيا، وأتذكر أن الرئيس البشير ود.حسن الترابي كانا قد أقسما بالله قسماً غليظاً بأن السودان برئ من محاولة اغتيال الرئيس مبارك لكن المخابرات المصرية قد قامت بخديعة مخابراتية تم الكشف بعدها على الذين قاموا بالمحاولة من أكبرهم الى أصغرهم، وتم تصفية عدد من (الصغار) وفي وضح النهار، وقد كسبت مصر (أخت بلادي) معركتها ضد السودان التي استمرت آلاف السنين وانتصرت آخيراً حيث وضعت السودان في (مُخباها) بالمعنى البحريني وفي (جيبها) بالمعنى السوداني تلعب به كما تشاء، وبسبب محاولة الاغتيال هذا نالت مصر ما لم تنله من السودان لآلاف السنين وهي الآن تدافع عن السودان دفاعاً مستميتاً وقد وُهبت الأرض في الشمال وأدخلت شركاتها العقارية للعمل في السودان (عايرة وأدوها صوت) لتبني لنا المباني الفخمة الخدمية منها والعامة..!!.
أحلامنا التي .....
لا يستحي د. محمد وقيع الله عندما يقول أن "أحلامنا تحققت" ... يا الله.. يا الله....كم هذا الكلام مُقزز ومُبكي..إذن كان حلم وقيع الله كابوس في ليلة شديدة العتمة نام صاحبها نجساً والعياذ بالله ويمضي ويقول:
"لكن الحركة الإسلامية ماضية تحقق إنجازاتها غير مبالية بهم كثيرا أو قليلا"،
قد يكون قد تحققت لـ د.محمد وقيع الله كل أمنياته لكن أعضاء الحركة الإسلامية المنتشرين في كل بقاع العالم يؤكدون عكس ذلك تماماً فالانجازات لا تتعدى البترول الذي لم ينتفع به الشعب السوداني ولا من المؤمل ان ينتفع به في القريب، الخدمة المدنية وقد دُمرت تماماً فحتى درجة وكيل الوزارة أصبحت وظيفة سياسية بالتعيين السياسي وقد كانت هي المرجعية المهنية والقانونية في كل وزارة، وكان وكيل الوزارة دائما هو القبلة التي يتجه اليها الجميع في كل شئ، هو الأب والأخ والصديق والزميل وهو المسئول الأول الأب الروحي للجميع بدون فرز، أما وأن (الانقاذ) قد أحالت هذه الخاصية إلى الصالح العام، وأصبحت الوزارات تدار بالكذب والنفاق والتملق، والخدمة المدنية ليس بالشي الهين الذي نتقاضى الحديث عنه، فهي العمود الفقري للتطور البشري على مر العصور.
وعن مشاريع التنمية حدث ولا حرج وقد بيعت كل المشاريع التي كانت تُوفر الغذاء للمواطنين (الرهد الزراعي- النيل الازرق- النيل الابيض – السوكي – الشمالية-إلخ).
التجارة أصبحت فقط للموالين للنظام وكذلك التصدير والاستيراد لقادة النظام وأعضاء المؤتمر الوطني من العضوية النشطة سياسياً واقتصادياً، منظمات النفع العام جميعها للموالين، أما التي يقودها غير موالين للحكم توضع العقبات في طريقهم ثم لا يستمرون في العمل.
الصناعات كذلك غالبيتها لأعضاء النظام خاصة القطاعات المؤثرة وهولاء تُوفر لهم التمويلات المصرفية وتزال أمامهم كل المعوقات.
التعليم والتعليم العالي.. لا يحتاج مني لحديث فالكل يعلم والأمر جلي للعامة وباعتراف الكثير من المسؤولين في النظام.
الدبلوماسية أيضاً كتاب فاضح مفتوح الكل قرأه ويكفي فصيحة قنصلية دبي فقط، وقد تحولت السفارات جميعها الى مراكز مخابرات في الخارج والعمل القنصلي ما هو إلا ديكور، والعقلاء من السودانيين في الخارج يعرفون حتى رتب الدبوماسيين الأمنية وتخصصاتهم الأمنية، والآن قد عرف السودانيين من خلال ما ينشر في الاعلام أن ضباط الأمن هم الذين يتولون منصب (القنصل) في غالبية سفارات السودان في الخارج.
ومن هنا لا أرى أي انجازات غير استخراج البترول وتصديره، دون أن يرفع من المستوى المعيشي للمواطنين.
لكن حلمنا في الدولة الاسلامية قد تحول إلى كابوس، بل أصبحت دولة مافيا اقتصادية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
هذا الحديث يذكرني أحد الاخوة من الصادقين عندما كنا في انتخابات الإعادة في دائرة أمبدة 1988م بعد وفاة نائبها المرحوم صلاح الصديق المهدي كنا في مدينة امدرمان مستنفرين للعمل في هذا الدائرة التي تنافس فيها الشيخ صادق الكاروري من الجبهة مع أحد قادة حزب الأمة، وعندما كانت تأتي بنا الحافلة في منتصف الليل او الساعات الأولى في الصباح كان يحدثني أخي ويقول الظاهر قصة الدولة الاسلامية بعيدة جدا" وروحنا نتذكر الصحابة الأجلاء ثم شهداء الحركة أمثال عبدالإله خوجلي و حسن سليمان و عبدالله ميرغني والامام الهادي المهدي (تقبلهم الله في الخالدين)، فبكي أخي بكاءً كثيراً ، وحقيقة أن أشواقنا للدولة الإسلامية الحقة لا يمكن أن يصفها إنسان، فهي دولة العدل.. ودولة الدين.. دولة الرحمة.. دولة الصدق.. ودولة التسامح الديني، دولة نعيش فيها كلنا مسلمين ومسيحيين ويهودا ووثنيين في مكان واحد، نعم نختلف في عقائدنا لكن نحتمي ببعضنا البعض ونهرب من بعضنا لبعضنا البعض لا تفرق بيننا المناطق ولا الجهويات ولا القبليات ولا الكسب الدنيوي.
ترى كم من الآلاف من كادر الحركة الذين خرجوا من النظام مبكراً عندما تأكد لهم أن النظام يسير نحو عكس ما كانوا يعملوا من أجله السنين الطوال..؟؟؟ ترى كم من الشباب الذين غادروا محطة (الانقاذ) وهربوا بدينهم من جحيم زيد وعبيد، نرى كم من الآلاف الذين قدمتهم الحركة في جنوب السودان ، مسيرة طويلة من الصديقين والشهداء الذين عافت أنفسهم نعيم الدنيا من شهداء 1973م إلى عبيد ختم البدوي وأحمد عثمان مكي ومحمد عثمان محجوب مرورا بالهيثم عبدالهادي الحسن ويوسف سيد والبادرابي والمنصوري وعلي عبدالفتاح، وعبدالله جابر وعبدالله بابكر، وحسين سرالختم وشقيقه خالد، والكثير من الذين لا يعرفهم د.محمد وقيع الله باعوا حياتهم رخيصة من أجل دولة العدل الرشيدة.
ومن هنا أسأل الله للدكتور محمد وقيع الله أن تكون هذه شهادته لـ (الانقاذ) فيُبعث بها يوم القيامة يوم تصطف الخلائق جميعها أمام رب العزة والجلالة كل بمظلمته وذنوبه،حينها يكون الكثير من الناس في موقف لا يحسدون عليه، فشهادة للنظام الذي قتل الأبرياء في الجنوب وفي دارفور والشرق وداخل المعتقلات وداخل معسكرات الخدمة الإلزامية لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن يكون من أهل الجحيم لأن ما قاموا به من مجازر حقيقة وليس إدعاء كاذب، كل الشواهد والأدلة ستقف أمام رب العالمين في يوم يخسر فيه الظالمين ومن أيدهم وساندهم.
فإذا كنت قد دافعت عن (الانقاذ) كل هذا الدفاع (بالصح والكضب) فمن الذي يدافع عنهم يوم العرض..يوم الدين.. يوم الحساب،وإذا كان للنظام أقلامه وكُتابه وقنواته الفضائية تمجد كل أعماله وتصدق أكاذيبه فتذكر أخي د. محمد وقيع الله قول الله عز وجل وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء [ابراهيم:43،42]..
وقوله سبحانه: أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى [القيامة:36].
وقوله تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [القلم:45،44]. وقوله : إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102].
وفي يقيني التام أن الظالم مهما مكث في كرسي الحكم يوما ماً سيطاله الحساب في الدنيا والاخرة والتجارب علمتنا ذلك من الديكتاتورصدام حسين الذي أصبح يمثل أكبر النماذج القريبة جدا لعالمنا ولواقعنا، وأمامنا قوله تعالى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ الشعراء:227
هذه بعض من صفحات من تاريخ النظام المخزي كُتبت بصدق وبأمانة ويكفي أن كاتبها خارج السودان يعاني البعد عن الأهل وعن الأسرة، ويُعرف لدى الجميع في البحرين أنه أبعد الناس عن ممثلية النظام وحتى عن مقر الجالية، سبعة سنوات خارج الوطن..
أتمنى من الاخ د. محمد وقيع الله أن يطالع هذه السيرة وان يسأل عن كاتبها وعن صحة ما كتبه
وإذا ادعت الامور لكي أزيد فيما كتبت فسوف آتي لا محالة..

Post: #212
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 07:15 AM
Parent: #211

عبد الله مسار ، يونس محمود الإنقاذ في الألفية الثالثة ، بدأ متوتراً ، منفعلاً ، وهو يخاطب السيد/عبد الواحد بصفة شخصية ، مع الإنفعال ورذاذ البصاق يتطاير من فمه طار ميكرفون قناة الجزيرة ، مع ذلك بقى صوته عالياً ، حتى دعا الله المذيع النصراني - سامي حداد بالخير والبركة .. ما شاء الله عليك صوتك كان مسموعاً من غير ميكرفون بسبب حماستك للقضية .
طلب منه سامي حداد أن يناقش قضية اللاجئين السودانيين في إسرائيل في أقل من دقيقة
رد مسار : انا عندي سبعة نقاط .
رد عليه سامي حداد : الله يرضى عليك خليهم إثنين !!
عبد الواحد كان متماسكاً ونجح في توظيف الحلقة لصالح قضيته ، وجوده فقط كاد أن يتسبب في جلب سكتة قلبية لعبد الله مسار ،
التحية للأستاذ حاتم السر ، كما عودنا دائماً ، أنه الرجل الوطني ، المتزن ، الموضوعي ، أكثر الله من أمثاله ، حيث قال : لو تم حل القضية السودانية كما جاء في إتفاقية الميرغني قرنق لما أحتجنا إلي تقرير المصير ..أزمة دارفور ...أو مكتب اللاجئين السودانيين في إسرائيل .
في الحلقة لم يتم تناول عملية تهريب الفلاشا والتي حدثت في فترة مايو ، عبد الله مسار ذكر أن المتورطين قد تمت محاكمتهم ، لكنه تجاهل نقطة أن الإنقاذ شملتهم العفو الرئاسي وقلدت قائدهم الفاتح عروة كمندوب للسودان في مجلس الأمن .

Post: #213
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 07:21 AM
Parent: #212

محطات :
1-1984 " عملية موسى " تهجير عدد من اليهود الفلاشا إلي إسرائيل
2-1985 " عملية سبأ " تحت إشراف الرئيس الأمريكي الأب جورج بوش عندما زار السودان ، وقتها كان يشغل منصب نائب الرئيس ، من مطار " العزازا بشرق السودان قامت القوات الأمريكية بعمل النقل
* المشاركين في العملية ودورهم..
* العدد الذي نُقل وكيف آثر في الديمغرافية السكانية
* الثمن المقبوض .. والتداعيات
* كيف تسرب الخبر إلي وسائل الإعلام
* الدور المصري في العملية
* لماذا رفضت أثيوبيا أن تتم عملية النقل مباشرةً من أراضيها إلي تل أبيب
* الجريمة والعقاب
* المحاكمات الصورية .. المحامين .. حكم المحكمة .. العفو الرئاسي
* أبطال العملية ..أين هم الآن ؟؟
هذه هي عناصر المقال حتى يكتمل
إعتماد مستندي ، بوليصة شحن صادرة من الخرطوم ..النقد مقابل البضاعة

تقول الوثائق الإسرائيلية أن الغرض من هذه العملية ، عملية موسى "Mosses" ، هو إنقاذ اليهود الفلاشا من خطر المجاعة ، العملية بدأت سلسة وتمت بيسر تحت إشراف الرئيس الأمريكي الأب جورج بوش ،بدأت في 18 نوفمبر 1984 وأنتهت في 5 يناير 1985 ، اي خلال ستة اسابيع فقط وقد قامت المخابرات الأمريكية بتنفيذ الدور المطلوب منها في عملية أطلقت عليها (Beta) ، الإعتراض الوحيد الذي بدر من الرئيس النميري هو ترحيل هؤلاء الناس إلي إسرائيل عبر بلد ثالث ، من المفترض أن يكون مالطا ، لكن المخابرات الأمريكية قامت بنقلهم إلي النقب مباشرةً ولم توفي بوعدها للرئيس النميري ، تسرب الخبر في 6 ديسمبر 1984 عندما قامت مجموعة يهودية بوضع إعلان في المجلة الأسبوعية لليهود في واشنطن .
صحيفة النيو يورك تايمز 1984

سمح النميري بترحيل اليهود الفلاشا إلي أوروبا ولكن ليس إلي إسرائيل ، الرئيس المصري حسني مبارك أبدي تخوفه من العملية إذا أدت إلي توطينهم في الضفة الغربية ، نال السودان مساعدات بقيمة 200 مليون دولار ، وأخرى عاجلة بمبلغ 60 مليون دولار

Post: #214
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-08-2008, 03:45 PM
Parent: #213

up

Post: #216
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-09-2008, 07:07 PM
Parent: #214

up

Post: #217
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-10-2008, 02:26 AM
Parent: #216

up

Post: #218
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-10-2008, 03:30 PM
Parent: #217

up

Post: #219
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-10-2008, 09:06 PM
Parent: #218

up

Post: #220
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-11-2008, 06:41 PM
Parent: #219

.

Post: #221
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-12-2008, 06:31 PM
Parent: #220

up

Post: #222
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: هشام مدنى
Date: 03-13-2008, 00:07 AM
Parent: #221

Quote: up

Post: #223
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: خالد العبيد
Date: 03-13-2008, 02:00 AM
Parent: #1

العزيز سيف
تحياتي
وتبقى الحقيقة ناصعة
سارة زولة كتااابة
اقرأ لها باستمرار واحتفظ بكثير من مقالاتها
تحية وود ليها

Post: #224
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Sabri Elshareef
Date: 03-13-2008, 02:58 AM
Parent: #1

انا من معجبي ساره وكتاباتها وهي قلم شجاع ولها معلومة جيده سعيد بقراءة اي موضوع لها

Post: #225
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-13-2008, 04:06 AM
Parent: #224

ود العبيد..

وصبري ..

أنا أشارككم الراي..

معا لكشف دجل الإنقاذ..

مودتي

سيف

Post: #226
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: الفاتح ميرغني
Date: 03-13-2008, 07:24 AM
Parent: #225

الحقيقة التي قد لا نختلف عليها هو أن الاخت سارة عيسى تملك أدوات تحليلية عالية وقدرة سردية مشوقة وهو ما اعطى مقالاتها عن ازمات السودان في عهد الإنقاذ بعدا دراميا جعل البعض يجنج للتشكيك في شخصيتها حيث رأووا هؤلاء أن سارة عيسى في الواقع هي منصور خالد لما يملكه يتميز به هذا الاخير من مقدرات تحليلية ولغوية وإلمام بالتاريخ يصل حد الإسكار والإبهار.
شكرا أخ سيف اليزل وأنت تحتفي بقلم الأخت سارة

Post: #227
Title: Re: سارة عيسي..قلم جدير بالإحترام والتقدير...
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-13-2008, 08:35 AM
Parent: #226

أخونا الفاتح
الأخت سارة قلم يعبر عن ما يجيش في دواخلنا..
لها التحية أينما كانت

مودتي

سيف