دموع الكومبيتر منقول عن الميدان

دموع الكومبيتر منقول عن الميدان
للكاتب أبوريم
السيد حمدان العامل الغلبان فى
حكومة السودان وليس لديه في هذه
الدنيا الفانية غير راتبه الشهري
الذي يقبضه كل شهر بانتظام ..
وهذا الغلبان ارتفع صافي راتبه الي
ان بلغ ٢٠٠ جنيه بعد خصم
استقطاعات المعاش وتبرعه
الإجباري من اجل السيول وحفر
اﻟﻤﺠاري وتسديد رسوم مسح دموع
اليتيم وتخفيف إحزان المعلمين
وتضميد جراح المحاربين !؟
» وأخذنا راتب هذا ؟ الغلبان
الشهري وأدخلناه في جوف
الكمبيوتر ليقوم بتوزيعه علي
» حمدان » ضروريات الإنسان
وأسرته المكونة من زوجته الصبورة
المقهورة وطفليه محمد وحنان ..
وانتبه الكمبيوتر لهذه الحالة
وتلألأت أنواره الحمراء والخضراء
وسرت الكهرباء في عروقه وأسلاكه
وبدأنا علي بركة الله في توزيع
اﻟﻤﺨصصات علي الضروريات :
× ٤ أشخاص × ١/ الخبز : ٣رغيفة
٣٠ يوماً × ٢٥ قرش
× ٩٠ جنيه ٢/ اللبن : رطل واحد =
٣٠ يوماً = ٣٠ × ١جنيه
قشاش كيلو » ٣/ اللحمة : بقري
١٠ جنيه × ٤ أسابيع × في الأسبوع
٤٠ =
٥٠ قرش للطفل » ٤/ فطور الأطفال
٢٦ يوماً = ٢٦ ×٢×
٥/ ترحيل : ترحيل السيد حمدان
لمكان العمل والعودة للبيت
بالبصات
وعربات الكارو لتكملة المشوار
٥٢ =
٦/ وجبة فطور في العمل: فول او
٢٦ يوماً = ٢٦ × عدس ١جنيه
× ٧/ سكر : رطل واحد في اليوم
٣٠ يوماً = ٣٠ × ١جنيه
× الأسبوع × ٨/ زيت طعام : أرطل
٠ ٢ جنيه = ٨ × ٤ أسابيع
٩/ بهرات ضرورية: ( بصل + ملح+
توم ) = ٠٢
١٠ / إيجارات : إيجار الخرابة التي
يسكنها في الحي العشوائي = ١٠
١١ / الماء : ماء للشرب والغسيل
٥× ٤ أسابيع × الأسبوع × برميل
جنيه - ٢٠
١٢ / الكهرباء : لاتوجد بحمد لله

١٣ / رسوم نفايات : يتعايشون
معها في امن وأمان

جملة المصروفات : = ٣٣٤
وهنا خرج صوت صافرة من داخل
الكمبيوتر وظهرت علي شاشته
علامة حمراء وظهر معها الرقم ١٣٤
جنيه عجز .. وصار يتكرر ١٣٤ جنيه
عجز أفيدونا أفادكم الله !؟
وبعد تفكير أدخلنا في جوف
الكمبيوتر معلومة عاجلة وسريعة
في كثير من » حمدان » بان العامل
الأحيان يمد يده لأهله ومعارفه من
الأصدقاء والجيران فشخر الكمبيوتر
واختفي مبلغ العجز من الشاشة !!
وتلألأت الأنوار الحمراء من جديد
وظهر علي الشاشة وبخط عريض
سوال .. أين مصروفات علاج هذه
الأسرة ؟
وكان ردنا سريعاً بان هذه الأسرة
السعيدة لاتمرض ولا يصيب احد
إفرادها تبارك الله أي صداع
اوزكام ومحروسة من رب العالمين
من النزلات المعوية والملا ريا وهنا
صاح الكمبيوتر هذا مستحيل هذا
تضليل . ودخل الجهاز في موجة
من السعال والأنين وبعد ان هدأ
نادي بصوت مبحوح .. أين
مخصصات الملابس للسيد حمدان
وأسرته .. وكيف يتحملون زمهرير
البرد ولفحة الصيف وزيفة الخريف
؟!
وأسرعنا كالعادة بالرد بان هذه
الأسرة تعتمد في كسوتها ولبسها
علي ما يجود به المغتربون في
رسائلهم او عند حضورهم في
إجازاتهم السنوية !؟
فخرجت من جوف الكمبيوتر آهة
وزفرة حارة وشب بعدها واقفاً وظهر
علي شاشته بالخط العريض سؤال
عاجل!
هذه الأسرة التعيسة لا تأكل
خضاراً ولأتعرف الفاكهة وليس لها
الحق في التسلية والترفيه وزيارة
الأهل والأحباب !؟
فاجبنا بسرعة علي هذا الجهاز
المنحاز ان هذا ترف وإسراف ورجس
من عمل الشيطان وتبذير والله لا
يحب المبذرين !؟
فصاح الكمبيوتر بغضب أين الوقود
والفحم وأين الصابون وأين
البسكويت والحلوى لهؤلاء الأطفال
الصغار .. حرام عليكم دي عيشة دي
!؟ فصمتنا وأصابنا الوجوم وسرحنا
مع تأنيب الضمير والإحساس
بحجم المأساة وفجأة خرجت من
الجهاز صرخة مدوية وأعقبها نحيب
وبكاء بصوت مسموع وقبل ان نفيق
من الألم والحسرة كدنا نموت من
الحيرة والدهشة فقد تبلل كل الجهاز
بالدموع !؟
°

دى يحلوها كيف?

تذكرت نكته الطفل الذى الح على والده:_
- يابا أدينى ألف جنيه.
- تعمل بيهاشنو يا ولدى?
- قالوا لينا جيبوها للمدرسه عشان نتفرج على الحاوى..
- ياولدى انا باخد فى الشهر150 الف مهيه ,وبصرف على البيت فى الشهر 600 الف.. فى حاوى اكبر من ابوك?

............
بفضل السياسيات الخرقاء المتعمده صار معظم السودانيون ..حواة