محرقة الاجور والنقابات الباردة في السودان

* عرفت جماهير الحركة النقابية بمبادرات حيال قضايا المعيشة والأجور وشروط الخدمة وقد سجل تاريخ الحركة النقابية كثير من المواقف التي تؤكد ذلك وقد كانت بدايته في عاصمة الحديد والنار عطبرة واضراب الثلاثة وثلاثون يوما مروراً بالاضرابات المطلبية وحتى تجربة الاضراب عن اللحوم التي وصل تعداد المقاطعة لها خمسة وخمسون يوماً وعلى نطاق عموم الحركة النقابية نجد كثير من المواقف في سبيل تحسين الأجور ورفع معدلات الدخول وما اضراب الفنيين وفني الاشعة وعمال مشروع الجزيرة وعمال القطاع الزراعي في سابق الأيام الا تجارب تستمد منها الحركة العالمية مواقفها الطبيعية جهة قضاياها وقضايا العمل عموماً وتطويره وقد جاء يوماً على الحركة النقابية الا وقد كان هنالك مؤتمراً أو جمعية عمومية أو اجتماعاً لمجالس ادارات النقابات العامة بدعوة من الاتحاد العام وقد كانت هذه الاجتماعات تخرج بتوصيات وقرارات تقوم النقابات فوراً بتنفيذها لكون انها خارجة من برلمان العاملين وليس هناك حديث بعده الا ماتقتضيه ظروف المفاوضات الجماعية واتفاقيات شروط الخدمة إلا اننا نجد ان العاملين لصيقين باخبار التفاوض ومسيرته وطرائقه.
* الآن مجموع جماهير الحركة النقابية في حالة مخاض رغم تلك التعقيدات والعقابيل التي تواجهها فقد استعادت – جماهير العاملين- حق الاضراب والذي كانت عقوبته عند مجئ الانقاذ الاعدام شنقاً. وصارت وبذلك السلاح تسترد حقوقها المهضومة وتقوم بطي ملفات متأخراتها ومكتسباتها المتراكمة وبذلك تكون جماهير الحركة النقابية قد كسرت الحاجز النفسي الذي كان سداً بينها ومطالبها المشروعة وتقدمت خطوات في سبيل ان تسترد بقية المستحقات الاخرى وتعدي على ماهو مطلوب جهة القضايا والمستحقات التي فرضتها التحولات والاجراءات الظرفية الحالية فقد واصل ترمومتر ارتفاع معدلات المعيشة ارتفاعه وبذلك حول حزم الأجور الحالية إلى (ربطة) جنيهات ماعادت تعالج باسلوب الزيادة المتبعة التي تقدمها الحكومة كل عام (عطية مزين) فقد جاء الوقت ان تنتبه قواعد الحركة النقابية إلى انه ماعاد المطلب الوحيد هو استيفاء الاجر في أوانه فقط فهذا صار مقدور عليه بل اصبح من الضروري النظر إلى ابعد من ذلك كالتفاكر بجدية من خلال الجمعيات العمومية في شروط الخدمة والتي والتي تحكم العقود والاجور والانتاج وكيفية المفاوضة الجماعية حولها وايضاً من أهم مستجدات الحالة الاقتصادية ضرورة الحوار في ارتفاع تكاليف المعيشة والاستقطاعات والرسوم الاخرى التي يتواجه بها العاملون في المحليات وتواجد سكنهم وتأتي أيضاً الخصخصة واعادة الهيكلة والعديد من القضايا والفواتير التي تجعل من العاملين ان لايقفوا في محطة الاجور فقط.
* للحركة النقابية موروثاتها وتقاليدها التي تنطلق منها وهي لاتجامل عندما يصل السيل الذبا وماانتفاضة عمال السكة الحديد في دورة محمد الحسن عبدالله الاخيرة الا دليل بين لحضور القاعدة الاصيلة للقواعد والتي لا تتوانى في سبيل مصالحها ومطالبها في عزل اي متخازل ومتراخي جهة تلك القضايا وتسلمه للتاريح مرفقاً مع صحائفه.
( ناشط في الحقوق النقابية وحقوق الانسان)

منذ قديم الزمان كان للحركه النقابيه تقاليدها وموروثاتها ، وكانت الحركه النقابيه السودانيه من اقوى الحركات فى العالم لتماسكها ووعيها بحقوقها ولأن الحركه النقابيه ديمقراطيه بطبعها فكانت من اول الحركات استهدافا من الانظمه الديكتاتوريه بل ان حتى الانظمه الديمقراطيه التى على رأسها وكلاء الرأسمال يخافون من الحركات النقابيه ويسعون دائما لعرقلة مسيرتها تارة بالقوانين وتارة بالتآمر ، لقد كان شعار الحركه النقابيه دائما لكل حزبه وللجميع النقابه ، ولأن النقابه توحد فأن الانظمه لا تحب الوحده بل تسعى للتفرق لأنها تسود فى التفرق ، كما ان لانظمه الديكتاتوريه تخاف من الوعى والواعين فى الحركات النقابيه وتخاف من الشرفاء الذين لا تستطيع ان تشتريهم او ترشيهم ولذلك تسعى الى تدميرهم والتآمر ضدهم ، والانقاذ من الامثله الساطعه لعمليات استعمال القوه والقانون الجائر والتآمر ضد النقابيين الشرفاء والنقابات التى تسعى الى التوحد وحقوق العاملين .
نتمنى ان تسترد الحركه النقابيه السودانيه عافيتها وقوتها ووحدتها وديمقراطيتها وحريتها وحقوقها .