عندما تصدح فيروز: سألونى الناس عنك يا حبيبى

سألونى الناس عنك يا حبيبى
كتبوا المكاتيب و اخدها الهوى
بيعز علىّ غّنى يا حبيى و لاول مـــرة مـا بنكون ســــوا
سألونى الناس عنك سألونى اٍلتلهم راجع و اوعا تلومـونى
غمضت عيونى خوفى لـَ الناس يشوفــــوك مـــخباء بعيونى

نهاد وديع حداد، الشهيره بفيروز، تجمّلت الدنيا بطلتها البهية فى 21 نوفمبر من العام 1935، فيروز صاحبة صوت ملائكى ينقل المستمع الى الى عوالم من الوجد و الطرب العميق، نبرة حزن خفية تُطوف بالعالمين فى مراقى الجذب الصوفى وصولا الى حال اشبه بالاتحاد مع العالم او السياحة فى فضاءات الاكوان اللانهائية.
تعرفت على صوت فيروز عن طريق القسم العربى للاذاعة البريطانية لندن، و ثم بداءت رحلة ارتباطى باغنياتها حتى اليوم، اول كاسيت لفيروز امتلكته كان باسم "كيفك انت" بعد قليل من الاستقلال الاقتصادى و انا على اعتاب الجامعه، فقد كان فرحتى عظيمه بهذا الشريط و ظللت احتفظ به حتى الان رغم اندثار ثقافة الكاسيت و حلول الدقيتال ميديا مكانها.
لشد ما لفت انتباهى شئ فى تجربة فيروز الغنائية تمثل لى فى تعاونها الفنى "شعرا و موسيقى" مع زوجها عاصى الرحبانى و شقيقه منصور، و مواصلة لذلك تعاونها مع ابنها الملحن زياد الذى قام بتلحين كثيرا من اغنياتها الجديدة نسبيا.
نعم لفتت نظرى هذه السماحة الاجتماعة و سعة الافق التى تحترم الابداع الفنى و تتضامن الاسر بصورة بديعة لدعم افرادها فى مشاوريهم الفنية. و عندما تقارن مثل هذه التجارب ببلادنا تجد الفوارق الكبيرة اذ تجد ان الاسر السودانية لا تتقبل فكرة احتراف العمل الفنى بالساهل بل و يجد البعض كثير من المضايقات من الاسرة لانها واقعة تحت ظروف الضغوط الاجتماعة التى لا ترى فى الفنون خاصة الغناء سوى مجرد صعلكة، و يصعب الامر اكثر اذا كان المغنى امراة !! . رغم ان هنالك تجربة مشرقة للاستاذ شرحبيل احمد الذى اشرك زوجته معه فى مسيره الابداعية و قدمها فى كثير من الاحيان للجمهور ضمن فرقته المصاحبة الا ان هذه التجربة فى تقديرى تمثل حالة خاصة جدا و متفرده عن مجمل بنى الثقافة السودانية فى النسخة الاسلاموعروبية منها.
المقطع الذى اوردته فى بداية المقال و من اغنية سألونى، و التى غنتها فيروز لزوجها عاصى الرحبانى حينما اقعده المرض عن ملازمتها فى حفلاتها العامة لاول مرة منذ زواجهما و تعاونهما الفنى، و على ما اعتقد ان الاغنية من كلمات الابن زياد الرحبانى و ان كنت غير واثق من ذلك

شكرا راوية العباسى على الملف، جميل صوت الفيروز و هى تصدح

باٍحساس مليان دفء و حنين، و حاجات سمحة. شكرا مرة تانية يا ستى