حفل تأبين الأب فيليب عباس غبوش بالرياض - الحزب القومي السوداني المتحد بالخليج (توجد صور)

في إستراحة ماجك بمخرج 18 بمدينة الرياض
المملكة العربية السعودية هرعت أعداد غفيرة
من أبناء لسودان يتقدمهم سعادة السفير
وقيادات العمل العام ومنظمات المجتمع المدني
والمنظمات النسوية وجمهور غفير لتأبين فقيد
الوطن الأب فيليب عباس غبوش .. وقد ألقيت في
الحفل العديد من الكلمات المؤثرة المعبرة
التي تعدد مناقب الفقيد

بسم الله ثم باسم الوطن
الحمد لله ...
يهب الحياة لمن يشاء من خلقه ...
وينزعها ممن يشاء ...
وهو الحي الاحد الذي لا يموت
الحمد لله .... قبل كل شيء ....
والحمد لله ... بعد كل شيء
له ما أعطى ... وله ما أخذ وهو القادر على كل شيء
واليه ترجع الامور


سعادة قنصل جمهورية السودان بالمملكة العربية السعودية
وصحبه اركان السفارة
الاخوة رؤساء الكيانات السياسية
الاخوة رؤساء منظمات المجتمع المدني
الاخوة والاخوات
الحفل الكريم

اما بعد ..
فقد كان يوم الاحد الماضي 3 فبراير 2008 موعدا مع القدر ... حين غيب المنون زعيما وقائدا كان سنبلة خير هذا السودان المعطاء ببالغ الحزن والاسى رحل فقيد الوطن و الامة الزعيم فيليب عباس غبوش بلندن ووري الثرى بقرية حجر السلطان بجوار قبر جده السلطان عجبنة . ووتقبل العزاء برئاسة أبرشية الكنيسة الأسقفية السودانية بأم درمان و بقرية حجر السلطان بجبال النوبة جنوب مدينة الدلنج بجنوب كردفان

فوجعت البلاد برحيل الاب فيليب عباس غبوش في غمرة التحضيرات الجارية على عجل لارساء دعائم السلام والاستقرار في البلاد عقب توقيع اتفاقية السلام وتشكيل مؤسسات الحكم الدستورية في المركز والاقاليم فجعت البلاد في وقت ما يزال السودان في امس الحاجة الى امثاله.


لقد ضجت لوفاة الفقيد أقلام وحناجر ، وسوف تطوى الصحف وتجف المحابر فتلك غاية النفوس ومنتهاها :

كل حي على المنية غادي تتوالى الركاب والموت حادي
ذهب الاولون قرنا فقرنا لم يدم حاضر ولم يبق بــــادي
هل ترى منهم وتسمع عنهم غير باقي مآثر وايـــــــــــادي

الاخوة والاخوات
مكتب الحزب القومي السوداني المتحد بالخليج اذ ينعي الاسقف فيليب للشعب السوداني وللمجتمع الافريقي انما ينعي سودانيته الاصيلة وايمانه الصادق الذي لا يتزحزح بوحده السودان باسره فقد افني زهرة شبابه وربيع وخريف عمره في الدفاع عن حقوق المساكين والمهمشين والمحروميين من ابناء الشعب السوداني وناضل من اجل سودان يتساوي فيه الجميع دون تميز بسبب الدين او العرق او الجنس او اللون. نادى بسودان الوحدة والعدالة.

رحم الله الاسقف فيليب غبوش رحمة واسعة بقدر ما قدم لوطنه من تضحيات جسام وان يجعل البركة في زريته وان يلهمهم ويلهمنا الصبر والسلوان

السيدات والسادة
المطران غبوش زعيم الحزب القومى السودانى المتحد شخصية غنية عن التعريف, و لكن مع ذلك لا بد من توثيق سيرته الذاتية حتى يلم الجيل المعاصر ببعض من سيرته الذاتية على ان يتم التسجيل الكامل لسيرته فى كتاب لتتنتفع به الاجيال القادمة, و تتعرف على شخصية هذا القائد الاسطورة و على بصماته الواضحة فى تأريخ السودان المعاصر بصفة عامة و تاريخ النوبة النضالى بصفة خاصة.

ولد المطران فيليب عباس غبوش عام 1922م بامدرمان ببانت غرب( جوار الصهريج). و تلقى تعليمه الاولى فى مدينة الدلنج و اكمله فى قرية سلارا ثم انتقل الى مدرسة كاتشا حيث اكمل تعليمه الاوسط. و من كاتشا تم قبوله فى مدرسة كوين كولج فى الجنوب و عندما كان هو فى السنة الرابعة اندلعت الحرب فى الجنوب و على اثر ذلك قفلت المدرسة و ذهب هو الى ام درمان. بعد ان هدأت الاحوال رجع الى الجنوب و انهى دراسته و من هناك سافر الى كينيا حيث التحق بتيرينتى كولج ، اكمل دراسته فيها و تخرج ليكون قسيسا, لكن ولعه بالسياسة وبقضايا المهمشين جعله يترك هذا المجال ويتجه للمجال السياسي.

بدأ المطران فيليب عباس غبوش عمله السياسى منذ ان كان عمره ستة عشر عاما. ففى الاربعينيات من القرن الماضى, وبالتحديد عام 1944م كان عضوا فى تنظيم الكتلة السوداء الذى كان اول نواة للعمل السياسى للسودانيين الافارقة ثم بدأ فى تنظيم النوبة فى مدن السودان المختلفة مثل الخرطوم و مدنى و بورتسودان و عطبرة و الابيض و كادقلى فى روابط صغيرة تحولت هذه الروابط فى عام 1964م الى اتحاد عام جبال النوبة فى مؤتمر جامع فى مدينة كادقلى حضره كثير من السياسين و المهتمين بقضايا الهامش نذكر منهم هلرى باولو لوقالى ممثل حزب سانو الجنوبى.

الحضور الكريم
كمحارب, انضم المطران غبوش للانانيا ون و كان من الذين لهم عظيم الشرف فى تكوين تلك الحركة المسلحة, و لعب دورا بارزا فى استنفار ابناء النوبة للانضمام اليها. و بعد الانقسام الشهيرفى اتحاد عام جبال النوبة عام 1967م ترأس المطران غبوش الفصيل الرئيسى الذى كان ينادى بافريقية السودان.
و بدأ يخطط للقيام بانقلات عسكري فى مايو 1969م الا ان العقيد جعفر محمد نميرى سبقه و قام بانقلاب 25 مايو 1969م. و بعد فشل الانقلاب خرج المطران فيليب لمواصلة المعارضة من الخارج مؤتلفا مع الجنوبيين و كان بصحبته سكرتيره الخاص محمد شرف الدين شارف. لكنة عاد الى السودان عام 1973 بعد المصالحة الوطنية و تم تعيينه عضوا فى المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكى السودانى. و ترشح لمجلس الشعب بعد عام واحد من عودته و فاز هو و سكرتيره الخاص.

بداية العام 1985 اعلن جهاز امن النميرى تورط المطران فيليب عباس غبوش فى محاولة انقلابية وصفت بانها عنصرية, ولكن تمت تبرئته من تلك التهمة و مارس نشاطه كمواطن عادى حتى قيام الانتفاضة عام 1985م. بعد الانتفاضة كون المطران فيليب عباس غبوش الحزب القومى السوداني. و بينما كان حزبه يستعد للانتخابات البرلمانية, القي القبض عليه بواسطة سلطة الحكومة الانتقالية بتهمة التصرف فى بعض مواد الاغاثة بصورة غير شرعية, الا انه تم اطلاق صراحه و مع ذلك استطاع ان يفوز فى احدى دوائر الحاج يوسف فى العاصة القومية و يمثل الحزب فى البرلمان. الجدير بالذكر ان المطران غبوش يعتبر من اقدم البرلمانيين السودانيين و قد مثل فى البرلمانات الثلاثة. و هذه تعتبر اكثر المرات الذى يمثل فيها شخص فى البرلمان فى السودان حيث لم يسبقه احد الى ذلك و هذا شرف له و حده.

بعد اعتلى حكومة الانقاذ على سنام النظام في السودان, خرج المطران غبوش الى جمهورية المانيا الاتحادية ، الا انه لم يمكث فيها كثيرا حيث عاد الى السودان. و قد بقى سجينا فى منزله غير مسموح له بالخروج من السودان. و فى خلال هذه الفترة كون الحزب القومي السودانى الحر و سجله من ضمن احزاب التوالى. الا انه اتته فرصة ذهبية عندما دعته منظمة بان افركا الى الحضور الى اوغندا للمشاركة فى ورشة لمناقشة قضايا المناطق الثلاثة, ابييى و النيل الازرق و جبال النوبة. و بعد نهاية الورشة ذهب الى كينيا و من هناك الى الاراضى المحررة فى جبال النوبة و فى مدينة كاودا و فى ذلك المؤتمر التأريخيى الجامع للنوبة تم اختياره بالاجماع رئيسا للحزب القومى السودانى المتحد الذى كان نتاجا لاندماج الاحزاب الاربعة الرئيسية و هى اتحاد عام جبال النوبة و الحزب القومى السودانى و الحزب القومى القيادة الجماعية و الحزب القومى الحر فى حزب واحد و هو الحزب القومى السودانى المتحد.

سيداتي وسادتي
بعد مؤتمر كاودا ذهب المطران غبوش الى كينيا و كان يترأس اللجنة الفنية لوفد الحركة فى التفاوض. و قد غادر كينيا الى امريكا بعد ان تم التوقيع على الترتيبات الامنيه. و فور وصوله الى امريكا بدأ هو و بالتنسيق مع رابطة جبال النوبة العالمية بعكس قضية جبال النوبة للحكومة و الشعب الامريكى. كما انه قد زار بعض الولايات و قام بألقاء بعض المحاضرات امام السودانيين المتواجدين فى امريكا.

بعد اتفاق الحكومة السودانية مع التجمع الوطني الديمقراطي في القاهرة 2005 مثل الحزب القومي السوداني المتحد في كتلة التجمع في البرلمان للمرة الرابعة وهذا رقم قياسي لم يناله سوداني الا هو .

اما ايها القائد فيليب غبوش قد استأثر الله بما أعطى فليس لنا الا ان نستمطر عليك شأبيب رحمته ورضوانه ، وصبرا واحتسابا لمحبيك وابنائك وبناتك و احفادك وكل افراد اسرتك وشعبك ايها القائد الذي قامتك بقامة الوطن وعزاؤنا ان هذا طريق مسلوك ...... وانا لله وانا اليه راجعون . مع خالص تحياتي واحترامي .....

الحزب القومي السوداني المتحد بالخليج
عاصمة البلد المضيف
15 فبراير 2008
عنهم/ الامين العام - هاشم طيار

تحدث عدد كبير من الحضور عن الأب فيليب عباس غبوش
عنه كأول من تحدث عن المهمشين في تاريخ السودان
عنه كرجل يحمل هموم البسطاء ويتميز بالدعابة في
كل الظروف والمحن .. عنه كقائد عاش وسط البســطاء
يلهمهم يحرضهم يضيء وعيهم، وما فوزه في دائرة الحاج
يوسف إلا دليل على أنه قائد استثنائي تجاوز العنصرية
التي أنطلق منها ولكنه تجاوزه ليكسب ثقة جميع أهل
السودان .. أنه الآب فيليب عباس غبوش .. نسأل الله
له الرحمة والمغفرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

تحول التأبين إلى حكاوى وتجارب وعلاقات
جمعت بعض المتحدثين بالأب فيليب عباس
غبوش وحديث ثقافي عن التهميش والنضال
الطويل للأب فيليب من مناد بحقوق لمنطقة
معينة ليتطور إلى حزب قومي .. تحدثت
كوثر بخيت الليدر وقالت أنا هنا أمامكم
أتكلم بفضل هذاالأب فيليب علي وعلى كثيرات
علمنا كيف نقف على أقدامنا ونثق بأنفسنا
ونتحدث ملء الفم والقلب، كان نصيرا
للمرأة أولا ولجميع المهمشين .. وكان
قائدا يدخل القلوب ويبقى فيها وكانت
تتحدث ودموعها تسيل، تأثر الجميع تأثراً
بالغاً وقالت لقد ذهب فليب .. وانا
فيليبه وانت فليب وذاك فيليب يجب أن تبقى
المعانى الإنسانية التي عاش من أجلها
هذا الرجل .

لا تصدق عيونك وانت ترى حفل تأبين الأب فيليب عباس غبوش
في إستراحة ماجك جاء الجميع من كل أقاليم السودان وهم يحملون
حزنهم ظاهرا على فقدان الأب فيليب عباس غبوش، غريب أمر أهل
السودان، ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم رغم ما أعترى واقعهم من حروب خاسرة،
ويتأكد كل صباح أن أكثر القادة قرباً لقلوب الجماهير وأطولهم
بقاءاً في وجدانها هم من يتحدثون بهموم البسطاء بصدق جاد وفعال
كما كان يفعل فيليب عباس غبوش طوال مسيرته.

كان ينادي بصوته الجهير موقظا المهمشين بأن
هبوا لنيل حقوقكم، فالحقوق لا ينالها مستحقوها
إلا غلابا هذا ما يؤكده سفر التاريخ الإنساني

وعاش عمره المديد واضحاً رافعا صوته
في كل منبر متاح للحديث عن المشاكل
التي تفل عضد الوطن، وذهب تاركـــا
بصماته على كل قضايا جماهير الفقراء
في السودان.

ليصبح الأب فيليب عباس غبوش أحد علامات
السودان الفارقة بعد أن قدم عمراً كاملاً
في طرح الوعي الاجتماعي في ظروف تشبه
المستحيل.

الأخ - علاء الدين تمبس،
أتوقع أن يقوم الزميل علاء الدين تمبس
بإنزال الصور.

أصبح من أكبر رموز الكشف عن طبيعة
الصراع، متجاوزاً غيره بأستخدام لغة
عامية بسيطة لكي لا يكون للنــــاس
الذين خاطبتهم حجة في التقاعس.

الاستاذ هاشم الطيار أمين الحزب القومي المتحد السوداني بالخليج

Quote: أصبح من أكبر رموز الكشف عن طبيعة الصراع، متجاوزاً غيره بأستخدام لغة عامية بسيطة لكي لا يكون للنــــاس الذين خاطبتهم حجة في التقاعس.