صعوبة الممارسة الديمقراطية (محاولة خاصة جدا).

صعوبة الممارسة الديمقراطية (محاولة خاصة جدا).


02-12-2008, 11:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1202812267&rn=0


Post: #1
Title: صعوبة الممارسة الديمقراطية (محاولة خاصة جدا).
Author: الرفاعي عبدالعاطي حجر
Date: 02-12-2008, 11:31 AM

حكمة أطلقها الزعيم الأزهري اول رئيس سوداني ديمقراطي قال الحرية نار ونور فمن اراد نورها فليكتوي بنارها , وحسب السياق كان الازهري رحمه الله يعني حرية الشعوب ونيل الاستقلال والانفكاك من نير الاستعمار ولكن يتعميم بسيط في مضمون المعني من العبارة نجد أن الديمقراطية هي الحرية الشخصية دون المساس بحرية الاخرين التي عندها تقف حريتك , والمعني في حفظ لمضمون مقولة الزعيم وتطوير لمعني الحرية أن الديمقراطية في المحيط الفردي أعتقد أنها صعبة المراس وليس كل من يتشدق بالديمقراطية هو ديمقراطي فالديمقراطية في قمة معناها أن تحتمل الخلاف وتضمن حق الأخرين في الخلاف معك بل تحترم رأي الآخر وتستوعبه وتنزل عند حدود تفكيره وتخالف بكل رؤية ثاقبة. الديمقراطية هي معادلة ذات أبعاد متباينة في الواقع فمعنى الديمقراطية أن تكون ديمقراطي في مسلكك هو أن تكون قابل ومقبول في محيطك . أن تطرح رأيك دونما كرباج او تسليط صوت العقاب والوعيد والتهديد كان ذلك الصوت ماديا ام معنويا فالأمر سيان , أن تكون ديمقراطيا يعني أن تقود الاخرين لقناعاتك وفق الاقناع مع حفظ كامل التقدير لمن يخالفك القناعة او لم يستوعب رأيك بمعنى أخر أن تكون في محاولة دائمة ومستبسلة لا لإثبات صحة قناعاتك بقدرما تجهد استبسالك في البحث عن صحة مواقف مخالفك وتبحث في دواخل قناعاته بالأخر ... الديمقراطية هي أن تحلم بوطن كبير يسع كل الافكار ويؤمن بحرية الناس ويؤمن بمعتقدات الناس ويؤمن بتباين أفكار الناس .
ربما من السهل على المرء أن يكون ديكتاتوريا في أعلى مراحل التصلب والإعتداد بالرأي صوابه وغوابه ولكن ليس من السهل النزول عند رأي المخالفين , مرحلة الوصول للشمولية والديكتاتورية في الرأي تبدأ من البيت والتربية فمن لايملك اليعطي !!! كيف تريدني أن أحترم الرأي المخالف وام أدرب عليه او أقتدي به منذ النشأة الاولى !! تلك أم المعضلات فلنبتدع منهج تعليمي تربوي منزلي ومدرسي لممارسة الديمقراطية وقبل الديمقراطية التدرب على أحترام حرية الأخرين وعدم التفريط في حرياتنا.
أعتقد أن من السهل التزمت والتعالي ومنع الناس حقها لكن من الصعب التواضع للناس بالمعرفة والنزول عن رأي الآخر قبل رؤية او تكوين طرح مضاد قبل هضم وإستيعاب الآخر , تلك ازمات نعيشها ونعايشها لا دعي الكمال بقدرما نحاول أن نتعلم من الأخرين ونفهم معنى أن تكون حراً وتساهم في نيل نفسك حريتها من خلال منحك للأخرين مساحة ممارسة حرياتهم.
من السهل اللجوء لإلجام الناس بالحجج الواهية عن مقارعتك الحجة ولكن ليس من السهل تنوير الطريق للأخرين بهذا المخزون المعرفي لينال الجميع حقه في ذلك .
لنكن مؤمنيين بحرية الأخرين لنتمكن من ممارسة حرياتنا .
الديمقراطية ليست بحال من الأحوال هي صندوق الاقتراع ففي زمن المغريات والسوق المفتوح لشراء وبيع القيم وغياب الضمير ليست بأي حال أعلى معايير الديمقراطية في صندوق الاقتراع بقدرما في معرفة ماهي الديمقراطية وماهو هي الحرية ومن أين تبدأ أولى موجبات عقدها ؟ الاخلاقي والانساني ؟؟؟ فالديمقراطية صعبة على النفس وقاسية على الترويض والشمولية سهلة هي ممارسة نوع من السلطوية وفق ماهو متاح لك في محيطك بالمال وسطوته بالقوة وقهرها للإرادات الضعيفة بالتحايل والذكاء ... ولكن بالضمير الحي والوعي الكامل تكون الديمقراطية هي المبتغى المنشود في الذات القويمة والوجدان السليم .
.................................................................حجر.