Post: #1
Title: كجبار ... وشيئ من حتى للشهداء ... قصيدة
Author: Mannan
Date: 01-19-2008, 06:27 PM
كجبار.. وشيئ من حتى للشهداء
*******
هرع الشهداء الى كجبار
وصالوا بين النخل وبين النهر
وتعالى صوت النوبة فوق أزيز رصاص الغدر
وفوق خرير النيل
وفى جنبات "كدين تكار"
وقام إله الشمس وهز الجذع
تدفق منه دم الشهداء وخضب سعف النخل
فاورقت الاشجار
طرحت فى الارض ثمار الثورة
فازدهت الارض بحلتها كعروس النيل
نبتت ازهار الثورة فى كجبار
***
يا لورى "جن الليل" توقف.. مهلا
إنى اسمع صوت الشادى "احمد آغا"
يملأ هذا الوادى شدوا نوبيا لا يوصف
و"ألالا" يعزف احزان النوبة بالطمبور
ويوقظ كل الكنداكات
يجئن خفافا فى كجبار
وعروس النيل تجلت فى ازهى حلتها قبل الموت
ودارت ساقية الاحزان
وناحت ام " فقيرنتود"
سقط الشهداء..
"ويرا.. اووو .. تسكو... كمسو"
و"كدن تكار"
حبلت بالغضب النوبى الجبار
تمدد فوق بيوت الطين
وحوم كالعنقاء
والشيخ يحدق فى استخفاف
ويقول لطفل اشعث اغبر: مم تخاف؟
ومم يخاف المحرومون؟
لن تفقد اكثر مما فقد الآباء
اجدادك سادوا الارض
وشادوا الإهرامات
وغطوا عين الشمس.. تجلوا فى الآفاق
ورموا بالنبل عيون الاعداء
وخاضوا بحر الروم
وهزوا عرش نبوخذنصر وهانيبال
يا إبنى كان الاجداد متاريسا ونبال
فتقدم كالسهم النوبى يشق لبان الريح
وازمنة الحرمان
***
الموعد كان "كدين تكَار"
وعويل الريح خيول تصهل فى ليل العتمور
وصدى وقع حوافرها فى كجبار
وفى جنبات التاريخ الكوشى
ورمال ترقد وادعة فى صدر النيل
لو تدرى ان الحزن النوبى ثقيل
وان الليل النوبى طويل وطويل
يمتد كاحزان التربال
وان النيل حزين يذرف دمع الماء على الشلال
ويسكبه من ساقية غنت للدنيا موال
لبكى مثلى صبية كجبار المغدورين
الليل طويل يا مولاى
واللحن حزين يا مولاى
يتدفق من اوتار الطمبور النوبى
فاسكب فى كاس الاحزان قليلا من صهباء "الدكاى"
على امسح عنى احزانا ترقد فوق قفاى
يوجعنى صوت الطمبور النوبى ويؤلم قافيتى
يترك وقرا فى القلب ووخزا فى اعصاب الشعر
وعلى الآذان طنينا ممزوجا بعويل نساء فى فريق
وفى مشكيلة حيث تخيم ارواح الشهداء
والصبح تنفس يستقبل ازهار البستان الحالم فى كجبار
والنخل تمايل عشقا ارخى سعف الحب
ضفائر فوق جروف النيل
وداعبها موج شفاف
شكل من اركان القلب ضفاف
****
ها جئت وفى قلبى "شيئ من حتى" للشهداء
وضممت يدى فلم تخرج بيضاء
شلت من طول الصمت .. من الإعياء
ضاعت اقواسك يا كوشى على ابواب البركل ذات مساء
ومنذ فقأت عيون معاوية بن خديج
وشكوندة فوق خيول بن ابى السرح
كوشى فى ثوب عربى
ولسان نوبى عجمى
ينفر منه حرف الضاد وحرف العين
فكفاه ما فقأت اقواس رماة الحدق المنسيين
لم تر عينك من قبل كما فى دنقلة التاريخ
وعار"شكوندة" يخنقنى يتبعنى كالظل
وخيل جريس "تعركس" فى كل الانحاء
عليها فرسان ترمى بالنبل
قدر ان يقتلنا رجرجة القوم ويدهمنا الدهماء
****
يا كوش تعال فما فى القلب سوى كوم الاحزان وحفنة
تاريخ منسى
فانا الآن كما ولدتنى امى عار لا احمل إلا عارى
احيا فى الزمن العكسى
لا احمل فى جعبة احزانى قوسى
انتعل الشوك وارقص كالمذبوح قريبا من رمسى
فاليوم تنكر لى تاريخى غادرنى امسى
فى ارض "نب" المصهور وآلهة الشمس
لا اعرف اين انا لا اعرف صوتى من همسى
اصبحت غريبا فى وطنى وغريبا عن نفسى
***
نورالدين منان – واشنطن 19 يناير 2008
|
|