إنفجـــار الخرطـــوم ......

صارت الخرطوم من أكثر العواصم إكتظاظاً
بالبشر والسيارات والمبانى، فالناظر
لـ "وجه" الخرطوم لا يمنع نفسه من الحسّرة
على مآل عاصمة كانت من أجمل وأنظف العواصم
الأفريقية والعربية، إمتلأت الشوارع بالبشر
الذين كدّستهم سياسات الحكومة فى فراندات
وشوارع المدينة ، والتى لم تتوسع حدودها،
ولم تزد فرسخاً عمّا قام بتخطيطه المهندس الإنجليزى
الذى خططها على خطوط الـ(يونيون جاك) أى العلم
البريطانى .
السنوات الأخيرة جلبت للخرطوم آفة أخرى تزيدها
ضيقاً وإزدحاماً وأعنى بها أرتال السيارات التى
تجوب شوارعها الضيقة بفعل أخواتها "المركونة"
على جوانب الطرقات، والتى باتت تشبه الأزقة الضيقة
بفعل التكدس والزحام حتى أن الحكومة أصبحت فى مأزق
عميق دفعها لإتخاذ تدابير لا دستورية فى محاولة منها
لفك إختناق العاصمة، مثل عدم السماح لبعض أنواع
المركبات العامة من إستخدام المعابر وبعض الطرق، بل
ومن الدخول لقلب الخرطوم فى خرق صريح لحرية الحركة
والتنقّل، والذى يكفله الدستور لكافة المواطنين .
ما تحتاجه الخرطوم هو ضبط الإنفجار السياراتى و
(تنظيم نسل) السيارات بما يضمن إنسياب وسلاسة الحركة فى
الشوارع والطرقات فى قلب الخرطوم ، أما فيما يخص الإنفجار
الاخر وأعنى الإنفجار السكانى فى حدود العاصمة المثلثة،
فإن الأمر يحتاج لكل جهد الحكومة فى مراجعة سياسات
التنمية الريفية بما يضمن عودة الكثيرين إلى مشاريعهم
الزراعية والرعوية، وإلى مشاريع أخرى صناعية، زراعية
إستثمارية وخلافه عليها إنشاؤها حتى يتجه الناس نحو الريف
مرة أخرى بإعتباره منبع الإنتاج الحقيقى، ومصدر الثروة القومية،
فالسودان لايعانى من الإنفجار السكانى إلآ داخل الخرطوم
وحدها، ولا أعتقدنا فى حاجة لتحديد نسل أو تنظيم بعد إذ أن تعدادنا
لا يتجاوز الأربعين مليون نسمة، إذن فلا حاجة لنا إلآ لتنظيم وضبط
مدينة الخرطوم .

الاخ عبدالله

امس فقط كان ر صديق يذهب بانتظام الي السودان يحاول وصف اماكن كثيرة لم استدل عليها حيث طالت غيبتي وبحكم المهنة فلقد كنت اعرف حجم العاصمة المثلثة عندما تركتها قبل 3 عقود ولكن امس وانا احاول ان استدل مستعينا بقوقل راعني ما شاهدت فالخرطوم ربما هي اكثر عواصم العالم امتدادا افقيا مما يجعل الرقعة التي تحتلها مع عدد السكان فيها (حوالي ثلث سكان السودان اي عشرة مليون ) رقعة كبيرة تصعب السيطرة عليها ويمكن مطالعة ذلك في الخريطة ادناه :

http://maps.google.com/maps/empw?url=http:%2F%2Fmaps.go...CCFHt9W4bBN7yg&hl=en

أخى أبوبكر، التحية .

أطراف الخرطوم تمددت بصورة سرطانية لملاقاة
حاجة الملايين التى دفعتها الحاجة للبحث عن
مقومات الحياة المنعدمة فى الريف والأقاليم
للإتجاه إلى العاصمة المتكدّس بها كل دواوين
السلطة وكل المناطق الصناعية، والمتوفر بها
أكثر فرص النشاط الطفيلى الغير منتج كالبيع
على الأرصفة والطرقات، أوالإنضواء تحت رايات
شركات التهليب الوهمية والسمسرة والثلاث ورقات،
لكن ماذا يفعل الناس وقد إنعدمت حتى الحياة نفسها
فى قراهم ومدنهم الصغيرة وتفتت "المشاريع" التى
كانت تمثل نشاطهم الإقتصادى فيما مضى ، ماذا يفعلون؟؟ .

الخرطوم التى أحكى عنها هى الخرطوم القديمة، والتى
يحدها من الشمال نهر النيل، ومن الجنوب شريط السكة
حديد، من الغرب شارع الغابة، ومن الشرق شريط السكة
حديد أيضاً، هذه هى الخرطوم التى عنيتها، والتى بات
التحرك فيها متعزّراً راجلاً كنت أم راكباً، فأعداد الناس
مهولة، والسيارات أكثر من كثيرة، أما الكتلة العمرانية
فهى أيضاً تتمدد دون تخطيط ولا دراسة ولا رؤية، فأغلب المبانى
التى تنشأ لا يتم عمل مواقف (باركنج) بها مما يدفع بشاغليها
وزوارها لركن سياراتهم فى مجرى الطريق العام والمساهمة بتضييقه.
معضلة كبير والله

قرار نقل مواقف المواصلات العامة من وسط الخرطوم
إلى ميادين بعيدة لم يكتمل حتى تجهيزها بعد
لإستقبال الملايين التى تستخدم هذه المواصلات
كان قراراً غريباً ويخبرنا كيف "تخطط" حكومتنا
أمور الناس الجوهرية، فلو كان قرار النقل هذا
سليماً مثلاً (وهو غير ذلك) فما العجلة لتنفيذه،
أما كان حرياً بالجهة المختصة مثلاً إعداد مكان يليق
بكرامة المواطن وصحته بدلاً عن تلك الرقعة الغير منبسطة
وغير مسطحة، ولا مستوية وأكثر ما يميزها هو الغبار العالق
فى سماءها بفعل السيارات وأرجل المارة، ودعوات الناس على
من رمى بهم مثل هذه "الرمية السودا"

فى كل الدنيا، وكل العواصم التى تحترم
مواطنها، وتعمل على رفاه إنسانها وراحته
تدخل المواصلات العامة إلى قلب المدن، بل
أن بعضها له مسارات خاصة لاتستخدمها السيارات
الأخرى مثل بصات مدينة لندن الحمراء مثلاً
Double Deck ، وفى كل الدنيا قد تمنع السيارات
الخاصة من دخول السنتر لقلة المواقف الخاصة بها
Parking فى السنتر وإنتشارها فيما حوله، فمعروف
أنه ليس كل مواطن يملك سيارة، لكن كل مواطن يمكنه
إستخدام المواصلات العامة، حتى مالكى السيارات
أنفسهم، حتى فى مصر القريبة هذه، "يركن" الناس
سياراتهم أمام محطات المترو ليستخدمونه فى دخولهم
وخروجهم من وإلى قلب القاهرة.
جوار الجامع الكبير، رأيت سيارات التاكسى "طرحة"
ينادى سائقيها (أستاد أستاد أستاد)، يعنى أن
على المواطن الغلبان، المريض أو الكهل، الطفل أو
السيدة، عليهم أن يركبوا "طرحة" إلى موقف الحافلات
فى الأستاد !!!!!

شكرا عبدالله للتنويير ..فامر هذا البلد( السودان) الذي انحشر في ثلاث مدن (العاصمة) حالة متفردة كما هو حال ساستنا وحكامنا ...
ومن العجب العجاب ما سمعته من شخص شاهدته في التلفزيون قدم علي انه معتمد العاصمة حين قال انه يطور الخرطوم لتكون في مستوي مدن العالم المتطورة ؟؟ قال هذا وهو يدافع دون منطق قراره بنقل مواقف الباصات ...؟؟؟

مرحبا أبوبكر .


كان من الأولى أن يعلم هذا المعتمد أن المدن
تتطور بتطور مواطنها، فالتطور هو سلوك قبل
أن يكون يداً طولى تمنع، وبكل صلف ما كفله
القانون والدستور .
تصور أن هذه الدولة المتطورة لم تكلف نفسها
ولا مجرد تسطيح موقف الإستاد، أو ميدان جاكسون،
أو حتى منطقة السكة حديد التى أزالت الحكومة
مبانيها، تاركةً ما تبقى م أنقاض يمشى فيها
الناس، وبكل مشقة حتى وسط البلد !!!!
تابعت تحويل موقف مواصلات رمسيس إلى ميدان
أحمد حلمى، سبقت العملية شرح من رجال
المرور، ومهندسي البلدية والمسؤولين فى مجالس
المدينة حول كيفية الدخول والخروج من/إلى الميدان
وتم تحديد مدة أسبوع لتنفيذ عملية نقل الموقف،
والذى تم فى أحد أيام الجمعة، فوجئ الناس بأن
ميدان أحمد حلمى كان جاهزاً لأستقبالهم، المظلات
الموزعة على أرصفة بها لوحات تحمل أرقام البصات
والمناطق الذاهبة لها، على الناحية الجنوبية دورات
مياه للرجال والسيدات، جنوبهم موقف الحافلات الصغيرة،
نقطة شرطة، كافتيريا، ونفق خاص يقود لمحطة مترو رمسيس،
ومحطة سكة حديد مصر، هذا فى مصر القريبة هذه ،ألا يخجل
هذا المعتمد، فعن أى حضارة وتطور يتحدث، عن حضارة إلقاء
الناس فى قارعة اللآمكان ؟؟؟ .

دمت أبوبكر

فيما خلا ما تحت كوباكوبانا/الأتنىَّ،
وعمارة بنك البركة، ليس بالخرطوم
كلها عمارة بها موقف للسيارات!!!!!!

عزيزي عبدالله ز.انا معماري ومخطط ومدير تطوير ومشاريع قديم وعايشت لمدة ثلاث عقود تجربة البلد الذي اعيش فيه من تخطيط وعمران واعادة تخطيط وتاهييل والان افعل ذلك في شركة تطوير عمراني رائدة ادير بعض من مشاريعها الكبيرة ... في سبيل تطويير منطقة معينة في احد مشاريع اديرها كان لابد من هدم مبني قائم يقع في وسط المشروع وكان لابد ان ابدء اعمال المشروع وفي ذات الوقت اتابع عملية هدم المبني الصغير ..اليوم ولقد مضت 4 اشهر منذ ان بدات التطويير والبناء فانا اتابع كعملية خلع الضرس لمن يعاني من امراض في القلب..الخ امر هدم المبني وفقا لشروط كثيرة تتعلق بالسلامة والخدمات التي بها من كهرباء واتصال ووو ووفق شروط من يزودها بالخدمات ودون تعطيل تطويير المشروع ودون ازعاج القاطنيين حوله وكثير من المحاذيير ..الخ فما بالك بامر الغاء مواقف لكل باصات وحافلات مدينة يتجاوز عدد سكانها العشر ملايين وفي يوم واحد(العاصمة ) ؟؟ اية عبقرية هندسية هذه يالسيد المعتمد ؟؟؟

Quote: فانا اتابع كعملية خلع الضرس لمن يعاني من امراض في القلب..الخ امر هدم المبني وفقا لشروط كثيرة تتعلق بالسلامة والخدمات التي بها من كهرباء واتصال ووو ووفق شروط من يزودها بالخدمات ودون تعطيل تطويير المشروع ودون ازعاج القاطنيين حوله وكثير من المحاذيير ..الخ

هذا ما يجب توخيه، وتوقعه من جهة تعمل بمهنية
عالية، و وفقاً للوائح والطرق المتبعة،
لكننا تعودنا أن تتم أشيائنا بهذه الهرجلة، والفوضى،
و"الزندية" المعجونة بالجهل وبالعنجهية، والغباااااء.

قال لى أحد المقربين، والإنقاذ فى حقبة ونهج (رامبو)
الذى كان قدوتها برعونة قراراته، وطريقة الكاوبوى
التى كان يتبعها فى إنفاذ أفكاره الجنونية، قال لى
"أنا خايف رامبو يمشى فينيسيا ويجى يغرّق لينا البلد بالموية" .
وقال لى أن ضابطاً "عظيماً" أمر بأن يشيد له حمام فى يوم واحد،
وأنه يود إستخدامه بنهاية دوام العمل، وحين حاول البناؤون
شرح إستحالة ذلك له، قال لهم "دى أوامر"، وبنهاية يوم العمل
جاءه رئيس البنائين وحياه قائلاً "تمام سيادتك، بنينا الحمام و
وقع كمان" !!!!!!. هذه هى الطريقة، وهذا هو نهج وديدن الإنقاذ،
ومنذ قدومها فى التعاطى مع كل قضايا الوطن، فما أكثر الحمامات
التى إنهارت جراء الجهل والعنجهية البليدة .

مِحَن يا أبوبكر، ربى يقيل عشرتنا

معروف أن كل الأنظمة التى تعاقبت على السودان
قد فشلت فى حل ضائقة المواصلات، بما فيهاالحكومة
الحالية، لكن السنوات الأخيرة شهدت إنفراجاً فى
وضعية وعددية المركبات العامة العاملة فى مجال
النقل، فقد نجح القطاع الخاص فى فك إختناق
قطاع المواصلات بما دفع من سيارات مختلفة النوع
إلى سوق المواصلات ولم نشهد مركبة، أو حافلة حكومية
تعمل فى نقل الناس، لكن الان، وحين ثبت نجاح
وسائط النقل كوسيلة إستثمارية، هاهى الحكومة
تدخل ذلك القطاع، بنفسها أو من خلال رموزها، لكنها
لا تنسى أن "تطرد" كل منافسة ممكنة لها وذلك بمنع
الكثير من المركبات العامة من العمل فى وسط الخرطوم.
لدى سؤال برئ للحكومة وواليها الهمام، أى شوارع تلك
التى ستسع بصاتكم من بعد عجزها عن إستيعاب مركبات
النقل الوسيط الصغيرة الحجم والمساحة، وهل نجح "إغلاق العاصمة"
فى توفير ولو أمتار معدودة من الشوارع المكتظة أصلاً
بسيل العربات الخاصة والحكومية، .... هل؟؟؟!!!!

ثم تأتى ثالثة أثافى الحرب على وسائل المواصلات، وهى قضية تحديد
حركة سيارات النقل الوسيط(أمجاد والحافلات 14 راكب) داخل
حدود المحليات الثلاث الخرطوم/بحرى/أمدرمان، وأن يتم طلاء
هذه السيارات باللون الأخضر والأصفر ولا أذكر ماهو الثالث،
على ألآ تعبر هذه المركبات الكبارى فيما بين المحليات الثلاث !!!!!!.

السؤال هو :-

لمصلحة من تتم كل هذه الإجراءات، فالواضح
أنها لم تتخذ لفائدة المواطن، لا أصحاب
سيارات الأجرة، ولا الركاب الذين يستقلونها،
إذن من المستفيد من هذه التدابير؟؟!!!!

بماذا سيتحرك المريض والشيخ والعاجز،
والذين ليست لهم سيارات خاصة فى وسط
الخرطوم، فالمعروف أن سيارات الأجرة الصفراء
قد تهالكت ، أو إختفت تماماً من الشوارع،
فكيف سيتنقّل الناس ؟؟؟!!!!