إلى حنان ...فى عام صمتها الرابع

إلى حنان ...فى عام صمتها الرابع


01-17-2008, 12:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1200570771&rn=0


Post: #1
Title: إلى حنان ...فى عام صمتها الرابع
Author: walid taha
Date: 01-17-2008, 12:52 PM

ترحلين فى مسارب الصمت...
ويبقى صوتك ملء الأسماع والأشواق والترقب....يبقى شريكاً ثالثاً لثنائي الرئة . الشهيق والزفير يبقى يقظة ما تراءى البنفسج مد الرؤى والآماد... يبقى حلماً ما إنتصبت الشحارير والعنادل فى دجى الليلات ..يبقى ماءاً ما سالت الاودية والبطاح بدمع السماء...يبقى هواء ما تغشت الأنسام حقول الياسمين ...يبقى ملاذاً ما لعلعت البنادق وأسرج الخوف خيل الدماء ..يبقى ضحكاً ما شرخ الصمت رنين البراءة من رضيع.
ويبقى...
تخيرناك رسولة لامة الأنغام..وعكفنا على لحونك سامعين ...كنا نرقص وصوتك الطروب يلونَ الدنيا بالفراشات والازهار....كنا نبكى وهمسك المجروح يحكى عنوجع فى الجوارح والشعور ...وكنا نحلق حينما تتزيأيين بزى الحكمة والتأمل .
اطلالتك على العيون..كانت إعلاناً أخير عن مهرجان بهيج ..كانت عيداًَ تناظره الامنيات وترقب بدره الخلجات ...كانت زورقاً فى مساء ربيعي النسيم .
ما انتبهنا إذ ملأنا اللحظات زقزقة ولهفة ..ما انتبهنا إذ عببنا من دن حاضرك اللذيذ ...ما انتبهنا إذ حسبنا أن فجرك آت عند ميقات الشروق ..
لكنه كان ترحالاً أخيراً ...كان آخر ما بقى عمر شمسك فى الغروب ...وأنت من ملأ الدنيا وجيعاً بالوداع ..ما امهلتنا كيما نودعك ..لات حين وداع ..مددت يدك ودون نمة او رنين ..ضغطتى على زر الضياء فأنداح فى الدنيا الظلام ...ثم أسدلتى الستار على ملايين القلوب النائحات ..الثاكلات ..قبل ما يمضى بنا شوط الرضاعة للختام ..وقبلما يأتى لنا زمن الفطام .
اني هنا – عنى وعن كل الذين ظلمتهم – أستحلفك ..ألا رعيتى جميل رفقتنا الحبيبة ببعض قول ..ببعض بوح ربما يشفى عن سر القطيعة هذه ..او ربما يبقى أمانياً كالتى تقول بها امهان الراحلين الى البعيد.
اننى -ومنذ أن هبط المساء- مازلت على تلك الروابي والمشارف انتظر ..احمل رايتى ..بيدى المزمار أرقب ثم ارقب بزوغ فجرك يا حنان .
وفى المساء وما زالت الايام تسرح فى ظلام سرمدي أنصت الى قول الطبيعة وانتبه ...اصيغ فى شوق (بنت داؤود) بنتك من رحم المزامير الشجية واللحون ..امد هام الشوق تواقاً الى صوتها المعطون فى يم النداوة والحنين...فيرتد شوقى وقد تحطمت القوى ..وغابت آخر معالمك الوضيئة يا حنان.
أعوام أربعة قد مضت من عيد صمتك المحزون يا بنت المنابع والندى ..مرت على –ذاهلاً – اعيد انتاج التساؤل والأسى ..هل ترى سر صوتها قد سرى ..ام ترى رفع الرنين – رنينها- الى السماوات العلى ..ام قد ترى سئمت سماحته المسامع ( عزة) عن الحضور فى الزمن القمئ ..أم تراه قد انفرط عقد الحناجر فأنسرب فلك المحنة فى غناك الى حيثما تأوى الحمائم والطيور..أو ربما أقرب ضى النجيمات البعيد مناجياً ..أو قد يكون - تشوقاً من ارتقى – الى سمع الملائكة مهموماً بالتراتيل والسجع الجميل .
مرّت الأيام سادتى الشهور والأعوام ..منذ ان جفت منابع لحنها الموسوم فى دنيا الغناء تفرداً وسماحة وتكسراً ..والىن ومن فجاج الحزن أبعث إليك – حنان النيل – ما استطعت إليه سبيلا ..هى التحايا والمعزّة ..معزة يعلم الله العلي انها تعتمل فى أعماق من بالشجو انتى غمرتهم ووهبتهم صفو اللحون .
لك التحية والخلود ...لك الأمنيات الصادقات بالتبوء والريادة فى كل أزمنة الحضور ..فى كل امكنة الحضور ..الى ان نغيب أجداثاً الى حيث القبور ...الى يوم النشور.

كمال عمر
مجلة المنتدى