حديثٌ مع الجلابة

حديثٌ مع الجلابة

توقفت كثيراً أمام مصطلح ساد في فترة الحرب بين الجنوب والشمال وهو مصطلح " الجلابة " ، فيا ترى ماذا يُقصد به ؟؟ ومن هم الجلابة ؟؟ ومن أي المكونات العرقية في السودان ينحدرون ؟؟ ، لا أحد يستطيع أن يجد التعريف المناسب لهذا المصطلح والذي أخذ حيزاً في مساحة إذاعة الحركة الشعبية عندما كانت تخاطب مستمعيها من أديس أببا ، لكن في كل الأحوال هذا المصطلح يرمز إلي المواقع المختل في السودان فيما يتعلق بتقاسم السلطة والثروة ، فالجلابي في أدبيات أهل الجنوب هو التاجر الجشع القادم من الشمال وهو يبيع لأهل الجنوب الملح والدواء والسكر بأسعار خرافية ، كانت هناك طُرفة تقول أن الجلابي يشتري من أهل الجنوب ديك الدجاج بقرش ويبيعهم ريشه بعشرة قروش ، فهناك قرى ومدن في السودان نمت وترعرعت بسبب تجارة الجنوب والعوائد الوفيرة التي تحققت لهم ، فمواطن الجنوب المحاصر بالحرب وطرق المواصلات الرديئة كان عليه التأقلم مع النظام الإقتصادي الذي وضعه " الجلابة " ، لذلك لم تسلم هذه الفئة من غضبة المحاربين ، لأنها كانت تُعتبر محسوبة على النظام المركزي في الشمال ، وبسبب الحرب وخطورة الأوضاع الأمنية فقد أنقرضت هذه الفئة ولم يعد لها وجود يُذكر في مجتمع الجنوب ، وهناك من توقع عودتها مجدداً بعد توقيع إتفاقية نيفاشا ، وقد أعتبر البعض أن تلاشي هذه الفئة الإقتصادية يُعد خسارة للجميع ، لأن الجلابة كانوا هم حلقة التواصل بين الشمال والجنوب ، وهم كانوا الأمل الوحيد في تأسيس السودان المُوحد القائم على مبدأ الإعتراف بالمصالح المتبادلة .
فبعد توقيع معاهدة السلام بين الشمال والجنوب فقد أنتهى فصل في العلاقات بين الجارين ، وبخروج الجيش الإتحادي من الجنوب ، يكون الطريق ممهداً لقيام دولة جديدة في جنوب السودان رغم أنف المحللين الإستراتيجيين الذين تعج بهم الساحة السودانية ، فأنا لا أتحدث عن دولة ذات حدود جغرافية محددة بقدر ما أعني قيام كيان إجتماعي إقتصادي جديد في جنوب السودان ، هذا الكيان سوف يرتبط بدول الجوار الأفريقي أكثر من إرتباطه بالسودان دولة الوطن الأم ،و بسبب عدم الثقة وتدافع أجهزة إعلام حزب المؤتمر الوطني للنيل من هذا الكيان ، فليس من المستبعد أن يتحول هذا الكيان إلي دولة يحتاج فيه القادم من الشمال إلي تأشيرة دخول مسبقة من سفارة الجنوب في الخرطوم ، فهناك من يلعب بوتر الإختلافات العرقية والثقافية في السودان ، ويعتبر أنها الوسيلة المناسبة لتحقيق الغايات السياسية ، فقد راهن المحللون الإنقاذيون أن الرياح سوف تفتك بسفن الحركة الشعبية بعد رحيل القائد قرنق ، لكن الأيام أثبتت عكس ما يتوق إليه رجال السياسة ، نجحت الحركة الشعبية في تمثيل النسيج الإجتماعي في الجنوب ، بينما أخفق الشمال في الحفاظ على إقليم دارفور ، وهناك من زعم أن التدافع في قصعة الإستوزار سوف يقسم الحركة الشعبية إلي بؤر تقاتل بعضها بعضاً ، لكن حركة التاريخ قالت أن حرب المصالح الخاصة والتكالب على المناصب قسمت الجبهة الإسلامية إلي مؤتمرين شعبي ووطني ، ونفس الوباء قد سرى في جسد أحزاب الشمال من أمة وإتحادي ، فبعضهم لحق بالإنقاذ ، وبعضهم ينتظر العودة المجيدة التي تتأجل كل يوم ، وغابت عن شمال السودان الرؤية السياسية الشاملة التي توحد الجميع وطغت على مجتمعه الرؤية الجهوية التي تتعاطى مع القبيلة أكثر من الحزب .
"كذب المنجمون لو صدقوا" ، كل من درسوا التاريخ وأستبصروا الغيب راهنوا على تدهور الأحوال في الجنوب تحت زعامة الحركة الشعبية ، لكنهم لا ينظرون في المقابل إلي ما يحدث في الشمال الآن ، في قضية مقتل الدبلوماسي الأمريكي جون غرينفيل وصل أربعين عنصراً من أفراد الشرطة الفديرالية ألأمريكية إلي الخرطوم ، وبينما يتباهى أبناء الشمال بصنع الدبابة والصاروخ في الساحة الخضراء بدأت طلائع القوات الدولية تتهافت على إقليم دارفور ، لكن هذا التطور لم يمنع النخب السياسية في الشمال من التطلع لزوال الحركة الشعبية في الجنوب ، هم الآن يراهنون على تدهور الأوضاع الأمنية في كينيا ، وبأنها الجنوب سوف يتحول إلي معيل للفارين من كينيا ، هكذا يعتقد منظري قناة " الشروق " ، يقول هؤلاء المستبصرون أن الأحوال المعيشية في الجنوب قد تدهورت بسبب الغلاء الفاحش وبسبب أن الجنوب قد فقد مصدراً مهما للمواد الغذائية وهو كينيا ،وقد تناسى هؤلاء المنظرين أن الغلاء هو ظاهرة عالمية لا يعاني منها الجنوب فقط بل كل العالم ، ومهما ساءت الأحوال في الجنوب نقول لهؤلاء المنظرين أن الجنوبيين لن يعودوا إلي القاعدة الإقتصادية التي تقول أبتاع الديك بقرش وبع ريشه بعشرة قروش
سارة عيسي

الاخت سارة
اشكرك على هذا المقال الهام الا اننى اجد نفسى اختلف معك فى ان عمق ابناء الجنوب الحقيقى هو الشمال واشواق كل ابناء الجنوب هى نحو ابناء الشمال لا دول الجنوب الافريقى ..
ولو تم استطلاع للسودانيين الجنوبيين ممن كان يقيم فى هذه الدول المجاورة لحكوا قصصا وحكايات لا تصدق من تلك المعاملات القاسية التى وجدوها هناك ..
وانا لى علاقات مع كافة ابناء الجنوب من السياسيين حكوا لى عن الفارق الكبير بين انسان الشمال فى السودان والانسان فى كل من كينيا واوغندة وزا ئير وكيف عانى ابناء الجنوب هناك جراء الاستغلال البشع لهم نتيجة لجوئهم مضطرين ..
ولا تصدقى اى قول اخر فى اشواق ابناء جنوب السودان فهم ابناء حقيقيون للسودان ككل ولهم الان فرصتهم كاملة التى انتزعوها بنضالهم ليحكموه من جوبا الى حلفا واتمنى الا تقل اشواقهم حيث تريدين... مع تحاتى لك

Quote: لهذا المصطلح والذي أخذ حيزاً في مساحة إذاعة الحركة الشعبية عندما كانت تخاطب مستمعيها من أديس أببا

الأستاذه / ساره ... سلام
أختلف معاك في الكلام أعلاه .
درسنا في الجنوب ... كما سمعنا الإذاعة في الشمال في فترة الحرب .. ولم يكن أبداً مصطلح (جلابة ) موجود في ذاك الزمان .


-

ايه رأيك قبل أيام ومن خلال رصدي لقناة الشروق ، نقلت المحطة تصريحات القائد في الجيش الشعبي الذي أشرف على تخريج 6000 جندي ، نقلت تصريح له عن إدعاء " الجلابة " ان المناطق المتنازع عليها في بحر العرب تتبع لهم
وحتى وزير المالية في حكومة الجنوب عرّف الجلابة بأنهم نوع من التجار يفترشون في الجنوب حصيرة ويتغطون بكرتونة بينما هم أغنى الناس في الشمال ..وكمثال وردت منطقة أم دوم كإحدي المناطق التي أثرى أهلها من تجارة الجنوب .
مصطلح الجلابة قديم وهم كانوا مستهدفين من قبل الجيش الشعبي لتحرير السودان ، وقد مات منهم أناس في هذه الحرب ، وقد تطور مصطلح الجلابة من فئة هؤلاء التجار المنتفعين ليشمل كل من ينتمي للشمال ، وقد عرّف الرئيس قرنق المصطلح بأنهم " أناس جُلبوا " من مناطق أخرى بغرض خلق توازن سكاني في الجنوب ، ولعله كان يقصد العرب المراحيل الذين لعبوا دوراً بارزاً في الحرب ضد الحركة الشعبية سواء في عهد الصادق المهدي أو في عهد النظام الحالي

الأستاذه / ساره .... كلامك متناقض تماماً
كتبت في البداية :-

Quote: مصطلح ساد في فترة الحرب بين الجنوب والشمال وهو مصطلح " الجلابة

Quote: المصطلح والذي أخذ حيزاً في مساحة إذاعة الحركة الشعبية عندما كانت تخاطب مستمعيها من أديس أببا

يعنى كلامك عن ظهور المصطلح في فترة الحرب ....
وكان ردي إننا عشنا مع الدينكا بالذات في فترة الحرب ... وكانوا يستخدمون كلمة مندكورو فقط ..

وبعديها كلامك إتغير للإستعمال الحالي لمصطلح جلابة :-

Quote: قبل أيام ومن خلال رصدي لقناة الشروق

Quote: وحتى وزير المالية في حكومة الجنوب عرّف الجلابة

كلام قناة الشروق لا يعتد به ... متى ظهرت قناة الشروق نفسها ؟؟؟
ومتى تكونت حكومة جنوب السودان ؟؟

الأستاذه / ساره ...كلامك في بداياته يبدو عليه الموضوعية والعلميه ... لكن الواضح إنك بتحاولي توصيل شئ محدد
لا علاقة له بالموضوعية .
-

سارة عيسى تهوى من جوة قلبها أن يتفتت
السودان ،
وتعشق أن تكون آكلة أكباد الجلابة يوم
أن تدور الدوائر،،

سارة،،
السودان بخير والله وسيفوت الفرصة على كل
متآمر،،

الجنوب غني من زمان وكان ذلك إغراء للتجار
أن يخاطروا في زمن الحروب فمالذي يمنعهم
من الإستثمار في زمن السلم؟؟؟

يكفينا إنهيار كينيا أجمل النماذج الأفريقية
بين ليلة وضحاها بسبب الشعارات الزائفة
كالتي تروجين لمثلها هنا ،،

سارة عيسى لم يبرا قلمك بعد من الشطط والجموح والمقالات التى تجعل الاكف

تبتهل ضارعة بان يستل الله غوائل حقدك وكراهيتك على طائفة تقطن شمال الديار

شفاك الله ايتها الاريبة

well said Sarra

Elbagir Musa

الجلابي مصطلح طبيعي يرمز الي من يرتدي الجلابيه
ولكن بعض من الناس اختار ان يميز به التجار الشماليين في الجنوب
وصار هذا المصطلح متداولا وببراءه دون ان يغضب احدا
ولكن
قام جيل من الناس يري ان الجلابه هم اس البلاء والدمار في الجنوب
انهم جيل عنصري حاقد لايري الا ما يصوره لهم عقلهم المريض
وبدون خجل او حياء اصبحوا يتحدثون عن هؤلاء الناس بالشر والكراهيه
ارفض من يقول هذا القول او يدعوا اليه

ودمتم بالف خير
ابوتسابيح

Quote: مصطلح الجلابة قديم وهم كانوا مستهدفين من قبل الجيش الشعبي لتحرير السودان ، وقد مات منهم أناس في هذه الحرب ، وقد تطور مصطلح الجلابة من فئة هؤلاء التجار المنتفعين ليشمل كل من ينتمي للشمال ، وقد عرّف الرئيس قرنق المصطلح بأنهم " أناس جُلبوا " من مناطق أخرى بغرض خلق توازن سكاني في الجنوب ، ولعله كان يقصد العرب المراحيل الذين لعبوا دوراً بارزاً في الحرب ضد الحركة الشعبية سواء في عهد الصادق المهدي أو في عهد النظام الحالي

ما هذه الدعوة المريضة حد الوباء سيدتى , ما هذا...ثم:

Quote: لذلك لم تسلم هذه الفئة من غضبة المحاربين ، لأنها كانت تُعتبر محسوبة على النظام المركزي في الشمال ، وبسبب الحرب وخطورة الأوضاع الأمنية فقد أنقرضت هذه الفئة ولم يعد لها وجود يُذكر في مجتمع الجنوب ، وهناك من توقع عودتها مجدداً بعد توقيع إتفاقية نيفاشا ، وقد أعتبر البعض أن تلاشي هذه الفئة الإقتصادية يُعد خسارة للجميع ، لأن الجلابة كانوا هم حلقة التواصل بين الشمال والجنوب ، وهم كانوا الأمل الوحيد في تأسيس السودان المُوحد القائم على مبدأ الإعتراف بالمصالح المتبادلة .

غير إذاعة الحركة الشعبية من أين تغذين معلوماتك الواهنة حد سوء التغذية هذه, وايضا:

Quote: ومهما ساءت الأحوال في الجنوب نقول لهؤلاء المنظرين أن الجنوبيين لن يعودوا إلي القاعدة الإقتصادية التي تقول أبتاع الديك بقرش وبع ريشه بعشرة قروش

والمدهش هذه:

Quote: وقد عرّف الرئيس قرنق المصطلح بأنهم " أناس جُلبوا " من مناطق أخرى بغرض خلق توازن سكاني في الجنوب ، ولعله كان يقصد العرب المراحيل الذين لعبوا دوراً بارزاً في الحرب ضد الحركة الشعبية سواء في عهد الصادق المهدي أو في عهد النظام الحالي

فقط الرئيس قرنق أرسطو يا سيدتى وليس منظر ...

سأحاول ان اتناولك انتى من وجهة أقصى حقد عندما ترفعين اصبع الاتهام فى وجهنا كجلادى عنصرية يا سيدتى , ما هذا البؤس؟

سأعود اليك ..

Quote: وحتى وزير المالية في حكومة الجنوب عرّف الجلابة بأنهم نوع من التجار يفترشون في الجنوب حصيرة ويتغطون بكرتونة بينما هم أغنى الناس في الشمال ..وكمثال وردت منطقة أم دوم كإحدي المناطق التي أثرى أهلها من تجارة الجنوب .

وين انتى


مقال جميل جدا , رائع , لا يخلو من نكهة ابدا , يا ريت لو تجيبى معاك المطبلاتية وتجى...