ما أحلى القهوه عند فَرَج حَبَش...!

ما أحلى القهوه عند فَرَج حَبَش...!


12-30-2007, 10:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1199006802&rn=1


Post: #1
Title: ما أحلى القهوه عند فَرَج حَبَش...!
Author: mekki
Date: 12-30-2007, 10:26 AM
Parent: #0


زيارتى لدولة الأمارات الشقيقه على وشك الإنتهاء...وإذ أتأهبُ لشد نُوقِى الى الوطن العزيز..أبت نفسى-الشليقه- إلا وأن (أداعبُ) إخوتى من المغتربين...!
ودولة الأمارات-أو سودان ما قبل 83 كما يحلو لى تسميتها- هى دوله فتيه أسست على النهج العلمى...فصلت فيها –بشفافيه- الألوان عن بعضها البعض...دونما رماديه فى الخطوط الفاصله...!
فصلت الأشياء عن الأشياء... فتوجهت البلاد-والحديث عن الأمارات- الى رحاب العلم والنماء...والسلم الإجتماعى والأمن والطمأنينه
فسهلٌ على المرء-هنا- أن يترك باب شقته دونما إقفال...يذهب الى العمل...بغيرما خوفٍ من طارقٍ- جائع- يطرق بغير ما إستئذان...
أمن وسلام دونما حالة طوارئ...وقوانين بتر وإخصاء...ودونما دوريات نجده بهراوات غليظه...وكلاشنكوفات دائمة التعمير..!
رتب الهرم الإجتماعى فى تناسق وسلاسه...وفق ما أراد له الخالق القدير...فإختفى الحسد من القلوب...وشفيت الصدور من الغِل والبغضاء...كلٍ راضٍ..بما قسمته له السماء من بقعه فى تسلسل الإنتماء...
عَرِفَ رجالات الدين حدودهم...فإمتلأت المساجد بالمصلين...وغُضت الأبصار فى الشارع العام...وإنعدمت حوادث إغتصاب الأطفال...وتركت النفس البشريه تختار طريقها وفق ما رسم لها من تركيبه ثقافيه وسيكولوجيه دونما وصايةٌ وتسلط...ومنٌ وأذى..!
وقد جُبل الإنسان على فعل الخير وحب الحياه...والمجتمعات هى وحدها المنوط بها سن قوانينها التى تحمى وجودها...دونما دبابات عسكر...أو دور عبادةٍ..وبِيَعٌ تتفجر...
وقد تميزت بلاد الأمارات بتسامحها الثقافى..فعاشت كل عرقيات الدنيا فى تناغم... وتآلف...تميز كلٍ بمقدرته الذهنيه والسلوكيه...وفكرهِ الإحترافى...فإنعدمت لغة الإستعلاء الإثنى الفطيره...واختفت مركبات النقص التناسليه المُضيره...لا هجرات جلابه إستعلائيه غرباً...ولا ثقه فى النفس -جهلولية الطابع- شرقاً..!
وقد وفرت قيادة الدوله-وفق منهج إدارى علمى عميق- لكل قوميه وإثنيه مستلزماتها الحياتيه من دور عباده...ومدارس تعليم...وحوجات روحيه...وإنسانيه..!
وعلى ذكر الحوجات الإنسانيه أشتهر اهلنا-هنا- بولعهم الشديد بالأحباش وشرب القهوه من على أيدى (بنَيّاتهم)...!
والعماله السودانيه -ما زالت- تعرف بالإنتاجيه الجيّده...والإنسان السودانى -ما زال- يوصف بالنباهه والذكاء..وحُسن الإنصياع للأوامر الإداريه...بالرغم من التفلتات الصغيره... هنا... وهناك..!
وقد صنفت قيادة الدوله الأماراتيه السودانيين كعماله إيجابيه...وعملت على تلبية رغباتهم الثقافيه والإنسانيه..فإنتشرت الأنديه السودانيه...ومحلات بيع الفول بالطعميه...وإزداد تعداد الإثنيات المقربه من الشعب السودانى...!
وحُبنا للأحباش هو تاريخى...موثقٌ له منذ عهد المك نِمِر...!...بل ويتعدى ذلك إلى دهاليز تاريخيه سحيقة القِدم...
حبٌ عميقٌ دفين إضطر-على إثره-رجالات ديننا الأشاوس غض الطرف عنه...فجاءت الفرق الحبشيه- الغنائيه- الى بلادنا زرافات ووحدانا...غير واجِله من معاكسات تطرف كتلك التى حدثت للفنانه –العربيه- أصاله نصرى...!
ولكى لا تجزع زوجات المغتربين من الأمر...ونتهم- نحنُ- ببذر بذور الشقاق وسط الأسر السعيده...نقول أن الأزواج السودانيين عادة ما يكتفون بشرب القهوه...ودفعات الحنان التى يُنفَحُون بها من (بعيد لى بعيد)...!
ودفعات الحنان-هذه- هى دونما شك شئٌ مفقود وسط أسرنا الكريمه..من بعد تحول الحياه الى مطلبيه-نقابيه بحته ترأسها زوجةٍ عَضُود..!
ولكى تتم ملافاة أمر هروب الرجال مبتغين دفءً حبشى الطابع ...لابد أن تتخلى المرأه السودانيه عن جزء-ولو يسير- من غشامتها القديمه..فمعظم الأزواج يستمعون لأغانى الحقيبه من باب الذكرى-تلكم- التى –كان- ينتفعُ بها المؤمنين...!
والرجل السودانى-بطبيعة حاله-نشأ على بَطَر..مُحاصراً بكميه لا بأس بها من حنان الأمهات..ودَلَع الحبوبات...وما زلتُ-والحديثُ لى- أحنُ لحضن حبوبتى شريفه بت قاسم-رحمها الله-الدافئ...!
كل أسر العالم تنعمُ بتبادل عبارات الغزل الرفيع...غير آبهه بتقدم السنين...وإبيضاض خصلات الشَعَر...عدا نحنُ-ذكرنا الله بالخير- نغلفُ مشاعرنا فى قالب من البرود المتجمد..واحيانا بثها فى مشاعر عدائيه عكسيه...مداراة لكلمة حُبٍ حَيْرى تحوم حول شفاه -جافه- خاليه من كِرِيمات التلطيف...!
مع تحياتى للجميع...!

Post: #2
Title: Re: ما أحلى القهوه عند فَرَج حَبَش...!
Author: mekki
Date: 12-31-2007, 07:33 AM


فرج حَبَش هى سودنه لفَرَج مَرَر وهى منطقه فى دبى اشتهرت بإنتشار القهاوى الحبشيه فيها...
ومسألة العمل على نشر الثقافه السودانيه فى التسميه والألفاظ هى مسأله حميده... تدل على الثقه فى النفس وترفعُ من قدرنا...على العكس من مسألة التنكر لأشيائنا وثقافتنا...والتشبه بكلام ولهجات الغير...
ونحن السودانيين دائما نأخذ أكثر مما نعطى...وسهل على لساننا الإعوجاج الى اللهجه المصريه أو الخليجيه..او حتى البتّانيه...
وقد لاحظت ان القوميات الآسيويه من هنود وباكستان محتفظين بطريقة نطقهم ومخارجهم للحروف...بل وساهموا حتى فى نشر تسميتهم للأشياء...فتجد "الشاى الساده" مسمى هنا "بالسليمانى."..وكلمة "دوغرى" إنقلبت الى "سيدا"...
وعلى ذكر "سيدا" أذكر انه فى بداية قدومى للأمارات ركبت مع سائق باكستانى وتونسنا عن السودان وباكستان..وسألته أسئلتى المعهوده عن من يؤيد من الساسه الباكستانيين...وفجأه وصلنا ("دوّار") الذى هو عندنا "الصينيه"..فسألنى "سيدا"؟!...فطربتُ فرحاً...وقلت له وإنت ذاتك كمان بى تعرفو...وكنت قد ظننت أنه يقصد "هيثم مصطفى"....!
تحياتى مره أخرى