دروس من حرب العبور: رمضان أكتوبر1973... الصادق المهدي

دروس من حرب العبور: رمضان أكتوبر1973... الصادق المهدي


10-09-2005, 02:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=146&msg=1139257279&rn=3


Post: #1
Title: دروس من حرب العبور: رمضان أكتوبر1973... الصادق المهدي
Author: إسماعيل وراق
Date: 10-09-2005, 02:03 AM
Parent: #0


منذ قرنين من الزمان كانت المواجهات العسكرية بيننا وبين الغرب مساجلات غير متكافئة تدل على ذلك واقعات التل الكبير بمصر، وكرري بالسودان، وكافة الغزوات التي شنها الاستعمار الأوروبي الذي قال عنه صمويل هنتنجتون إنه «حقق سيطرته على العالم بموجب التفوق العسكري لا الديني ولا الثقافي ولا الفكري».
كان غرس إسرائيل في فلسطين جهداً صهيونيا، وجد دعماً دولياً قادته بريطانيا ثم أميركا ثم سائر المنظومة الدولية التي اتخذت قرار قيام إسرائيل عام 1948م. تداعيات الحرب الباردة، والموقف التحرري الذي اتخذته قيادة القومية العربية أدى منذ الستينات من القرن العشرين إلى تمكين إسرائيل كحليف استراتيجي للولايات المتحدة وجزء لا يتجزأ من جبهة المواجهة بين الغرب والشرق.
كان مشهد يونيو 1967م دليلاً على سوء إدارة المواجهة سياسيا وعسكرياً، فأدى ذلك إلى إهانة وهزيمة الموقف القومي العربي وإلى تعزيز التحالف الإستراتيجي الإسرائيلي الغربي. وينبغي أن تحسب حرب الأيام الستة ضمن عدد المواجهات العسكرية المذلة للمنطقة.
كان التقصير في 1967م سياسياً، لأن القيادة السياسية انفردت بالقرار السياسي الخالي من المشاركة والمساءلة مع الشفافية. وكان التقصير عسكرياً لأن الجيوش التي تتحول لأحزاب سياسية لا تحارب، لأنها تشغل نفسها بما لا يعنيها، وبما لا تحسنه وتنصرف عن ما يعنيها وما تحسنه إن شغلت نفسها بالانضباط والتدريب على نحو ما تفعل القوات المسلحة في البلدان الديمقراطية. لا أجد في دفاتر الأدب السياسي المعاصر تعبيراً عن هذه الحقيقة ابلغ مما جاء على لسان الشاعر المصري أمل دنقل إذ قال:
قلت لكم مرارا
إن الطوابير التي تمر
في استعراض عيد الفطر والجلاء
فتهتف النساء في النوافذ انبهارا
لا تصنع انتصارا
إن المدافع التي تصطف
على الحدود والصحاري
لا تطلق النيران إلا حين تستدير للوراء
إن الرصاصة التي ندفع فيها.. ثمن الكسرة والدواء:
لا تقتل الأعداء
لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهارا
تقتلنا وتقتل الصغارا!!
ولكن منذ كارثة 1967م قررت القيادة المصرية نهجا جديداً، ووضعت على قيادة القوات المسلحة قيادة ملتزمة بمهنية المؤسسة العسكرية، بعيدة عن الخوض في قضايا الحكم والسياسة. لذلك كان أداؤها في أكتوبر 1973م أداءً عسكريا مميزاً.
حرب أكتوبر/ رمضان 1973م تلقى علينا أربعة دروس:
الأول: أن التفوق العسكري الغربي كما تمثله إسرائيل والحلف الذي يدعمها ليس مطلقا بل يمكن قهره.
والثاني: أن الجيوش التي تقاتل حقيقة هي التي يعصمها الضبط والتدريب عن الخوض في الحكم والسياسة. ولكن انتصار أكتوبر سلب من كثير من ثماره السياسية والدبلوماسية..
الدرس الثالث: هو أن قرار الفرد في المجال السياسي معرض للخطر. ينبغي أن يصحب إبعاد القوات المسلحة عن القرار السياسي والحكم إيجاد آلية للمشاركة والمساءلة. إن غياب هذه الآلية رهن القرار السياسي للانفراد المحفوف بالمخاطر وعرض القيادة السياسية للخداع الذي تعرضت له القيادة المصرية. وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر خدع الرئيس أنور السادات.
الدرس الأخير: الدول العربية تقف اليوم غالبا مشلولة إزاء أهم القضايا التي تهم المنطقة لأسباب:
» تفجر مشاكلها الداخلية.
» تناقض مواقفها مع حليفها الإستراتيجي الأميركي الذي صار موقفة خطراً على سلامتها لسببين:
الأول: لتبنيه التحول الديمقراطي.
والثاني: لتطابق موقفة مع إسرائيل وتأثره سلباً بسياساتها في الأرض المحتلة.
العجز العربي الرسمي خلق فراغاً تمددت فيه حركات الاحتجاج الإسلاموية أي الغلاة. وتمددت فيه حركات التحرير بأساليبها الراديكالية حيثما يوجد احتلال أجنبي.
تراجع الموقف الرسمي أفسح المجال للحركات الراديكالية الشعبية للتعبير عن الاحتجاج، وتطلعات التحرير الراديكالية الإسلامية العربية هي المقابل الاستراتيجي للراديكالية الغربية الإسرائيلية. وهما في الوقت نفسه يفسران بعضهما بعضا، بل ويبرران بعضهما بعضاً ومهما كانت مساجلات العنف فإن فلسفة الطرفين توجب المواجهة حتى النهاية على نحو ما جاء في أقوالهم:
> المسلمون لا يعادوننا بسبب أفعالنا أو سياساتنا إنهم ضدنا لذواتنا.
> الغرب لا يعادينا بسبب سياساتنا ولكنها ابنة صليبية متأصلة (محمد قطب).
هنالك خيار ثالث مقدماته على الصعيد السياسي استنارة واعتدال السياسة الغربية ملحقة معها الإسرائيلية، وانعتاق شعوب المنطقة بحيث يؤدي اجتهادها السياسي الحر وتمكينها الديمقراطي من صنع القرار فيمثل بديلا عن العجز الرسمي الحالي وبديلا عن أطروحات الغلاة. إن لهذا الرأي صلة مباشرة بذكرى حرب رمضان/أكتوبر، لأن إيجابيات ما تحقق فيها تمثل شقاً من قرار إبعاد المؤسسة العسكرية من الحكم والسياسة لتجيد أداءها، والشق الآخر هو فتح باب الاجتهاد السياسي والمشاركة والمساءلة الديمقراطية لكي تتمكن الشعوب من التخلص من رأي الفرد وخطورته لتنعم بالقرارات الصائبة.
هذا ما يوجبه النقل والعقل.
قال تعالى: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) ـ سورة الشورى الآية 38. وعَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ (مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ مَشُورَةً لِأَصْحَابِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّم) رواه أحمد والترمذي. وقال المصطفى صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا «لَوِ اجْتَمَعْتُمَا فِي مَشُورَةٍ مَا خَالَفْتُكُمَا». وجاء في الأثر: نصف رأيك عند أخيك، وما خاب من استشار. وقال الحكيم:
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به
رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها.


المصدر: الشرق الأوسط
http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&artic...327476&issue=9812[/B]

Post: #2
Title: Re: دروس من حرب العبور: رمضان أكتوبر1973... الصادق المهدي
Author: منصور شاشاتي
Date: 10-09-2005, 06:28 AM
Parent: #1

الاستاذ اسماعيل

هذه مقالة من المقالات الجيدة للسيد الصادق
قراتها مثلك في الشرق الأوسط ثم قرأتها ثانية معك فلك الشكر وتعليقي عليها:
نحن معكم سيدي الصادق : الديمقراطية هي الحل ، وعودة العسكر الي ثكناته بل وأن تكون ثكناته عند الحدود لا في قلب المدن هي الطريق السالك نحو مجتمع أكثر تسامحا وعدلا . . نحن مقتنعون بذلك وبأكثر من ذلك ولكن من يقنع العسكر !! ..

Post: #3
Title: Re: دروس من حرب العبور: رمضان أكتوبر1973... الصادق المهدي
Author: saif massad ali
Date: 10-09-2005, 06:43 AM
Parent: #2

اسماعيل وراق
رمضان كريم

قلت ادخل عليك هنا,مدعوك في رمضان ده شغل عشرة و12ساعة بس برسل لك الاميل

الصادق بكتب كتابة ذات قراية صادقة

ولي فوق

Post: #4
Title: Re: دروس من حرب العبور: رمضان أكتوبر1973... الصادق المهدي
Author: إسماعيل وراق
Date: 10-09-2005, 12:52 PM
Parent: #2

الأستاذ منصور شاشاتي
رمضان كريم
Quote: هذه مقالة من المقالات الجيدة للسيد الصادق

ظللت لفترة طويلة أتابع كتابات السيد الصادق المهدي، الفكرية خاصة، فوجدته رجل رصين الكلمة عميق التحليل.

شكراً على مرورك الجميل.،

Post: #5
Title: Re: دروس من حرب العبور: رمضان أكتوبر1973... الصادق المهدي
Author: إسماعيل وراق
Date: 10-09-2005, 04:04 PM
Parent: #4

العزيز سيف ود عوج الدرب
تصوم وتفطر على خير

ما زلت في إنتظار رسالتك.،
صادق مودتي.،

Post: #6
Title: Re: دروس من حرب العبور: رمضان أكتوبر1973... الصادق المهدي
Author: charles deng
Date: 10-10-2005, 01:47 AM
Parent: #5

Al-Sadig bin al-Saddig bin al-Mahdi wants to solve world problems, including the Palestinian issue. The twice failed former prime minister of the Sudan is a confused politician, with no clear philosophy or vision. Al-sadig has yet to recognize that time has made him irrelevant; but who will convince him?!!

Post: #7
Title: Re: دروس من حرب العبور: رمضان أكتوبر1973... الصادق المهدي
Author: إسماعيل وراق
Date: 10-10-2005, 01:56 AM
Parent: #6

الأخ شارلس
سلام
القضية لا تنحصر في مسألة أن الصادق يريد حل مشاكل العالم بما فيها القضية الفلسطينية ولا بفشله مرة أو مرتين وأنما يجب النظر للرجل بصفته مفكر وسياسي له إسهام في كافة المجالات المحلية منها والإقليمية

شكراً على المرور.

Post: #8
Title: Re: دروس من حرب العبور: رمضان أكتوبر1973... الصادق المهدي
Author: charles deng
Date: 10-10-2005, 05:17 AM
Parent: #7

Dear Sir,
With due respect, I beg to disagree with you. If you cannot solve a single problem in your own country what is the use of talking and thinking. Don't you agree with me a thought which cannot solve a problem, is all garbage--garbage in garbage out?

Post: #9
Title: Re: دروس من حرب العبور: رمضان أكتوبر1973... الصادق المهدي
Author: إسماعيل وراق
Date: 10-11-2005, 12:34 PM
Parent: #8

العزيز شارلس
سلام وتحية
Quote: I beg to disagree with you. If you cannot solve a single problem in your own country what is the use of talking and thinking.

أخي العزيز الفكر منظومة متكاملة، وأتفق معك جزئياً أن الأولية لحل إشكالنا الداخلي ومن ثم الإسهام مع البشرية في حل إشكالياتها ولكن المقال الذي أوردناه يتحدث عن دروس وعبر من صميم مشاكلنا الداخلية منها تدخل الجيش في دنيا السياسة.

Post: #10
Title: Re: دروس من حرب العبور: رمضان أكتوبر1973... الصادق المهدي
Author: المهدي صالح آدم
Date: 10-11-2005, 03:50 PM
Parent: #9

سمعة كيف حالك يا رجل
رمضان كريم وكل سنة وانت طيب اخبارك والاهل والاسرة
ليك مدة ما بنتا؟؟

سأعود لمداخلة اوسع في هذا الموضوع الهام اذا توفر وقت
تحياتي

ورمضان الجابك للناس لينا ما جابك

Post: #11
Title: Re: دروس من حرب العبور: رمضان أكتوبر1973... الصادق المهدي
Author: إسماعيل وراق
Date: 10-12-2005, 01:44 AM
Parent: #10

الحبيب المهدي
سلام يا غالي
ورمضان كريم
وينك يا رجل
أظهر وبان ليك الأمان
أها يوم الخميس عندنا فطور تعال وشرف الأحباب بورداب الرياض

Post: #12
Title: Re: دروس من حرب العبور: رمضان أكتوبر1973... الصادق المهدي
Author: محسن عبدالقادر
Date: 10-14-2005, 08:16 AM
Parent: #11



الحبيب /اسماعيل وراق

لك التحية ايها البطل

لاشك اخي ان الحبيب الامام السيد الصادق المهدي رجل
صاحب فكر عمييييييييييييييق يغرق في خضمه كل ضحل ..
وهذا الرجل اخي وراق يفكر للعالم اجمع ولكن من ذا الذي يقرأ
ويأخذ العبر ويتعظ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نسال الله ان يطيل في عمره ويبقيه لنا ذخرا .... كما اطلب
منك اخي الحبيب ان تزين المنبر بهكذا مقالات

محبتي