أبنــــــــــــوسة ...

أبنــــــــــــوسة ...


04-22-2004, 01:38 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=141&msg=1142210303&rn=111


Post: #1
Title: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-22-2004, 01:38 AM
Parent: #0





أبنوسة

حينما كنت لا ازال متابعا فقط للبورد غير مشارك كانت كثيرا ما تستوقفني كتابات ومواضيع أبنوسة ... لعدة اسباب اولها واهمها هو طبيعة تلك المواضيع المتميزة والعميقة وثانيها ان ابنوسة ( ليلي ) لا تواصل الحوار مع المتداخلين الا نادرا او علي الاقل بصورة مختصرة وقد كان مفهوما بالنسبة لي انها لابما لا تجدا الوقت الكافي لحوارات مطولة وهذا يبدو طبيعيا مع مع متطلبات العمل والمنزل وبقية والرقاءة لكنها كانت مواصلة باستمرار
منذ فنرة طويلة توقفت عن الكتابة والذي يبحث عما كتبته في هذا العام سيجده نادرا جدا ومعظم كتاباتها عبارة عن مداخلات مختصرة جدا ... في الحقيقة اعتقد ان البورد افتقدها كثيرا ولكنني اكثر من يفتقدها او هذا ما ينتابني الان ... لم يعلق اسم اخر بذاكرتي اكثر من ابنوسة ربما اذافة الي مميزات المواضيع والاهتمامات هنالك تميز في الاسم لكن هنالك ايضا دافع اخر جعل ذلك الاسم محفورا بذاكرتي وهو انني في البدء اعتقدتها شخصا اعرفه ولذلك ايضا اثره ولكن بمرور الوقت تبين لي انني هنا اتعامل مع الاعلامية الاستاذة ليلي صلاح ...

مرة اخري لم التقيها ولم اشاركها في الحوار
التقيتها صدفة ... ودار بيننا حوار حول بعض الامور وخصوصا الغياب التام عن البورد والحوار والمشاركة وكان من الواضح ان الوقت هو المعضلة الكبري خصوصا وهي تبدأ الان طريقا جديدا تمنيت لها التوفيق ومن ثم اجلنا كل الامور الي أن يستقيم الطريق ...

مرة اخري اعتقد انها بدأت الطريق لانني اراها تعود خفية ثم تذهب طويلا واتمني ان تكون هذه بداية المشاركة الفاعلة

أنا هنا الان بصدد الحوار الصامت طالما نحتاج الي وقت اطول قليلا حتي نجدها تستعيد نشاطها بعد الخروج مت داشرة البدايات العملية المتوترة سوف استعير مفهوما ترسخ في البورد من خلال اعمال Sympatico الذي حيتاج شخصا ما ليكتب اعماله الكاملة سوف ابد انا ايضا في محاولة تجميع ما شاركت له ليلي صلاح ( ابنوسة خلال هذه الفترة وربما سوف ابدا باحصائية بسيطة او بعض المعلومات ريثما يتبرع احد لاكمالها .. لانني في الحقيقة لا املك الكثير عنهاولا اعرف سوي ما هو مكتوب هنا ولكنه يكفي لمعرفتها ...

اذا سوف نحاور ليلي غيابيا وبصمت هنا ...
لن تكون المسالة فقط نقل ولكنها محاولة تصنيف ومعرفة من خلال الكتابات
ولكل من لم يتابع كتابات الاستاذة ليلي
وللمشاركات المتميزة
تستحق ان نستعيدها مرة اخري هنا من خلال اهذا الحوار الصامت

.

.

Post: #2
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-22-2004, 02:33 AM
Parent: #1




لماذا كل هذا الصمت.....رغم حوجتنا الصراخ ..

في بحثي لخارطة للوطن الحبيب وبإستخدام موقع البحث قووووقل فوجئت بهذا الإختلاف في
خريطة الوطن الحبيب، فالبعض يرسمها وهي معدلة بعد أن يسقط جزء حبيب وهو "مثلث حلايب" والبعض يرسمها بالكامل، الأمر الذي أثار في التساؤل حد الصراخ " لماذا سكتنا عن حلايب" ولماذا نذهب في القضية بعيدا ورفع قضية المطالبة بها إلى المحاكمة الدولية ونرتضي بحكمها ولنا في الخلاف البحريني القطري أسوة حسنة، فقد إرتضى الطرفين حكم المحكمة وأحتفظا بعلاقاتهما وكل بما حكمت له المحكمة الدولية.
.
.

Post: #3
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: yumna guta
Date: 04-22-2004, 04:15 AM
Parent: #2

جعفر بشير سلامات

التحية ليك و لى ابنوسة

Post: #4
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: معاوية الزبير
Date: 04-22-2004, 06:47 AM
Parent: #3

نشاركك الإعجاب بالكتابات الناضجة للزميلة العزيزة ليلى صلاح الأبنوسية وفي افتقادها أيضا، كما نجد لها العذر في ندرة الكتابة بسبب العمل الصحفي الذي لا يترك وقتا خاصا للمهموم به فضلا عن هموم الأسرة. والعزيز نادوس يشارك هذين العذرين بالطبع .. ولكن ما عذر رقم صفر .. أم أنه التضامن الأسري؟
مستعدون لرفد الحوار الصامت

Post: #5
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-22-2004, 11:46 AM
Parent: #4




هالة قوتة

والتحية لك ايضا وانت تتابعين البورد وتشاركين رغم الضغط الاكاديمي


كل الود لك


عزيزي معاوية الزبير

في الحقيقة اعتقد ان هذا اقل ما يمكن فعله للاستاذة ليلي صلاح
واتمني ان تشاركني هذا الامر اذا قدر ان يكون لديك بعض الوقت

كل الود والحب

.
.

Post: #6
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: الجندرية
Date: 04-22-2004, 03:11 PM
Parent: #1

جعفر فيك الخير
البورد يتوهج هذه الايام بحضور ابنوستنا الجميلة
محبة واحترام لك ولها

Post: #7
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: صديق الموج
Date: 04-22-2004, 03:26 PM
Parent: #1

ابو ا منة العزيز تحياتى

انا ابصم على ما اوردت بالعشرة ان ابنوسه لها مداخلات راقيه وان كانت

مقله،انا اكنب ولا ادرى ابنوسة ان كانت ابنوسه او ابنوس ،لا يهم

ولكننى من المعجبين بتلك الكتابات ،عموما انت قلت ليلى على مسئوليتك

فيا ليلى لا تحرمينا من حرفك الندى وسلمتم،،،،،

Post: #8
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-22-2004, 08:05 PM
Parent: #7


أبنوسة ....




مسامرات الأموات
رجل الزورق والشعراء الموتى


محاكمات ساخرة :نوري الجراح (شاعر من سوريا يقيم في قبرص)




(المسامرة الاولى)

أنسي الحاج: الرأس المقطوع)
خارون: من هذا الراهب النازل على السلم وفي يده رأسه؟
النادل: إنه أنسي الحاج
خارون: وماذا يفعل في هذا النزل؟
النادل: لا يفعل شيئا، إنه ينتظر.
خارون: ماذا ينتظر وهو معتكف ! المعتكف يعتكف ليتذكر.
النادل: أو لينسى.
خارون: ماذا يريد أن يتذكر؟
النادل: إنه يحاول أن ينسى.
خارون: لبنان لا ينسى
أنسي الحاج: لبنان تركه في " لن " أتذكر شيئا و«لن » أحاول، حتى أن أتذكر، لسوف أبقى وحيدا وراء باب إلى أن تنفلق الصخرة تحت يدي ويتجلى الذي ظل عصيا كلى التجلي.

خارون: والعالم ؟
أنسي الحاج: العالم هو الوجه الأبشع للحقيقة.
خارون: لماذا تكره نرجسية الأخر؟
أنسي الحاج: لانها تمنع علي استمتاعي بنرجسيتي.
خارون: ما هو أكر ما يثير الرجل ؟
أنسي الحاج: المرأة الضحية.
خارون: لماذا؟
أنسي الحاج: لأنها مثيرة جنسيا.
خارون: لماذا ثانية ؟
أنسي الحاج: لأنها تؤنسنه وتحيونه.
خارون: لماذا ثالثة ؟
أنسي الحاج: لانه يصير أداة لها من حيث يظن انها جاريته.
خارون: لمن أنت مدين ؟
أنسي الحاج: للذين، من زمان، تحدثوا الي بالقليل والغامض أكثرمما أنا مدين للذين علموني طويلا وبوضوح.

خارون: إنك مصر على أن تصعد وتهبط ورأسك على يدك، ما معنى هذا؟

أنسي الحاج: معناه أنني ولدت من نفسي، وأنني طالما حفرت قبري بيدي، بحنيني، بشغفي، ومازلت أحفر وكلما حفرت وجدت سماء أجمل.

خارون: ما الذي يفسد الكتابة ؟
أنسي الحاج: وعيك لقرائها.
خارون: من هو "الناقد"؟
أنسي الحاج: هو الشخص الذي لا يعرف أن يمدحك إلا إذا ذم غيرك، يسبح في البغض كالسمكة في الماء واذا غادره قليلا الى الاعجاب يختنق بلسانه.

خارون: ما الذي يرعبك ؟
أنسي الحاج: ان أقرأ اسمي بين اسماء شعراء أخرين.
خارون: ما هو الاكتشاف الجدير بالكلام عليه هنا؟
أنسي الحاج: اكتشافي ان اللذة برهان ديني.
خارون: كيف ؟
أنسي الحاج: اكتشفت ان اللذة الجسدية روحية أجل، والمتعة الجنسية ليست محض لحم ودم، اطلاقا بل هي برهان على أن الحسد هو بداية لا نهاية، وان المادي ممر شكل الروحي، هو شكلا فقط لا بديله ولا نقيضه.

خارون: ما هي الحرية يا أنسي؟
أنسي الحاج: ان تكون وحشيا.
خارون: ما هو الأهم من المهم ؟
أنسي الحاج: أن أقول مثلا: أهم من كتابة أثر خالد، العيش ابعد من الكلمات، لان الكتابة هي صوت واحد من أصوات كثيرة.

خارون: أتحدث اليك، بينما نحن نتأهب لنستقل المركب ونبحر في مدى السعادة بعد التطوع القصير في نهر الظلمات، أقول، إنني أتحدث اليك بصفتك مجددا أعني شاعرا، ما الذي تشتهيه لنفسك وتحس فيه شيئا من السخف أنسي الحاج: أن أكون ابديا..

خارون: والنعمة، متى يصيب المرء النعمة ؟
أنسي الحاج: يوم يرى اللحظات التي تسمه فيها الحجارة وتبصر وتتغير.
خارون: من هم الأبناء في الشعر؟
أنسي الحاج: هم الأشخاص الذين لم يولدوا شعراء.
خارون: إنك توصفهم بقليل من الحب.
أنسي الحاج: بل بكثير من الاشفاق.
خارون: لو وجدت نفسك في جزيرة وما من قارب للعودة الى سطح العالم. ما الكتاب الذي تشتهي ان يكون معك لتظل تقرأ ؟

انسي الحاج: يداي الخاليتان.
خارون: ما هو تفسيرك لإيثار الشعراء كتابك "لن " على شعرك الأخر؟
أنسي الحاج: رغبتهم في الانتقام من الكتاب المقدس.
خارون: الا يخيفك أن تصبح حكيما؟
أنسي الحاج. بلى.
خارون: الا تلمس ضربا من الحكمة في "خواتمك "؟
أنسي الحاج: بلى.
خارون: أما يخالف هذا تمرد شعرك على الحكمة ؟ أنسي الحاج: يخالفه بالضرورة، وما أنا إلا بشر وتاريخ من التخالف والمتعارض، ولم يحصل تجنب الخوف، ولعلي ولعت به، وها أنا أمضي الى زورقك يا خارون خائفا قليلا، ومغتبطا قليلا، وعزائي فيما يمكن أن أخلد اليه من سكينة وتأمل وراحة وتطلع، ضاربا (وشاقا) بيدي الجسد عن الروح، ومحررا عيني، لأكون في طواف خفيف، هازئا حتى بالعصيان الذي تحررت من صخرته، لأنال في النسيان حصتي الكبرى من جمال البياض.

خارون، هل أنت من قال:
أخذت ما يؤخذ وما لا يؤخذ
وتركت ما يترك وما لا يترك
وحين حصلت على الأكثر من أحلامي
حصلت على الأكثر من الصحراء
أنسي الحاج: أنا هو.
خارون: اذن، تفضل أيها الشاعر، لقد حررت لك زورقي، ولن أتقاضى منك قرشا واحدا عن الرحلة.
.
.

Post: #9
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-22-2004, 08:24 PM
Parent: #8


(المسامرة الثانية
(
محمود درويش: الشاعر الميت والحمار الحي
(الشخصات: خارون، محمود درويش)
خارون: من هناك يطرق بابي في هذا الوقت المبكر؟
محمود درويش: افتح، أنا محمود درويش.
خارون: أسف لم يأت دورك، ما يزال وتجارب مؤلمة وبلدان تتشرف
بمعرفتك، أنت وشعبك، عد من حيث أتيت واتركني أواصل نومي.

محمود درويش: لا مكان لي لأعود اليه ء وما أضيق الأرض التي لا أرض فيها كلحنين إلى أحد، جهز زورقك ياخارون، واحملني إلى فلسطين، أريد أن أمشي على أرض فلسطين من النهر الى البحر وأذهب لأولد مجددا في قرية صغيرة، واشب وأصبح معلم مدرسة، تحبني طالبة صغيرة ويكون لي بيت وأخت وخال يجر حصانا إلى الماء، وقمر يرشف ماء التوت عن شفتين.

عيا يا خارون، أيها الأنبل بين من عرفت، ولا تنس أن تعرج بي على مساكن أصدقائي في عالمك، سألتقي غسان وماجد وتوفيق وعز الدين وراشد ومعين، وأنا مستمد ,لان أحمل رسائلهم الى الأهل.

خارون: لقد طيرت النوم من عيني، سيما وأنك لتهج بذكر هذه النخبة المغدورة من الرجال، امهلني ريثما أضيء شمعتي، فالظلام مازال وغبش الفجر لم ينجل.

محمود درويش: خذ وقتك يا خارون، فلقد مشيت الليل بطوله اليك.
خارون: لعمري، لكأني أنظر صورة فارقتها الروح، انك نحيل كخيال، ماذا استطيع ان أفعل من أجلك ؟

محمود درويش، جهز زورقك واحملني الى فلسطين، مذ خرجت منها لم أنم ليلتين في سرير واحد.

خارون:أسف أن أقول لك أن زورقي لا يبحر الى تلك الوجهة، اذهب بالطائرة.
محمود درويش: الطائرات تحتج على وجودي في أراضيها.
خارون:اذهب بالسفينة.
محمود درويش: السفن تمر بالموانئ وصوري مغلقة في كل ميناء ولم يبق لي الا زورقي، يا خارون.
خارون: مستحيل، زورقي مخصص للنقل الخارجي وانت تقصد الديار المقدسة وهي ديار داخلية، فتش لك عن وسيلة أخرى.
محمود درويش: خلني اضع قدمي في زورقك وسوف أكرس له ولك قصيدة عالية تخلدكما أبد الدهر.
خارون: من يضع قدمه في هذا الزورق يخرج من العالم المرئي ويذهب في الحلم، ولا سبيل الى هذا السبيل إلا لمن رن جرسه، وأنت على رغم شخوصك أمامي، الأن

كخيال، إلا أنك مازلت حيا!

محمود درويش: أريد أن أموت.
خارون: الحمار الحي خير من شاعر ميت.
محمود درويش:إنك تستعير كلماتي لتنتصر بها علي؟
خارون: غريب امرك، أيها الشاعر، الشعراء يساقون الي مكبلين بالحبال وبعضهم مغلولا بالحديد، يسبقهم الي بكاؤهم ورجاؤهم ء أن أرحم مصائرنا، يا خارون، وأجل نزولنا إلى عالمك، وأنت تقاتلني لتدخل !

محمود درويش: خلك شهما ودعني أمر.
خارون: إنك تضعني في موقف عصيب، بل إنك لتغامر بمستقبلي إذ كح على المسمى قبل ان تدق سامحتك ولو انسقت وراء كلامك لسوف أفقد زورقي ومرتبي ولا أنال بعد خدمتي الطويلة في العالم السفلي إلا اللعنات، ليس أعمامك إلا أن تتريث.

محمود درويش: لا أستطيع، إنني محروم من متعة التخطيط لسبعة أيام مقبلة، أنني مخطوف، دائما، الى لا مكان.
خارون: مظهرك يشي بخيبة أمل كبيرة هل أنت نادم على شيء؟
فمحمود درويش: أبدا، حاجتي إلى المكان هي التي قادتني اليك، أريد مكانا في المكان لأعود إلى ذاتي، لاضع الورق على خشب أصلب، لاكتب رسالة أطول، لأعلق لوحة على جدار لي لأرتب ملابسي، لأعطي عنواني لامرأة أو صديق، لأربي نبتة منزلية، لأزرع حوضا من النعناع، لأنتظر المطر الأول، كل شيء خارج المكان عابر وسومح الزوال، ذلك هو ما يجعلني عاجزا عن الرحيل الحر وقادما اليك لتعيدني إلى بلادي ولو مكفنا بالخشب.

خارون: انك توجع قلبي بطلبك اطلب شيئا أخر.
محمود درويش: طلبي الوحيد هو المثول امام السرير الاول في الغرفة الاولى قبالة النافذة الصغيرة على المنظر الأول.
خارون: لماذا تصر على إبداء الشعور بالوحدة فما تخلو قصيدة لك من مفرداتها؟
فمحمود درويش: لكثرة أصدقائي صرت يتيما.
خارون: ولديك إحساس أنك فريد؟
محمود درويش: كل زي مصير هو شخص فريد.
خارون: لماذا تورطت بـ "وطني ليس حقيبة، وأنا لست مسافر".
محمود درويش: لأكون العبرة فلا يعتبرني أحد.
خارون: ما هي أجمل قصائدك ؟
محمود درويش: "سجل أنا عربي".
خارون: وابلغها؟
محمود درويش: "عابرون في كلام عابر".
خارون: ماذا اذن تكره الأولى وتتجاهل الثانية:
محمود درويش:....
خارون: لمن أجمل الأصوات طرا ؟
محمود درويش: لي أنا، فهو صوتي وقت لا نامة تسمع ولا شيء يرى، صوتي وقت يتنبه مذعورا لينبه في وجودي.
خارون: ما القصيدة لك ؟
محمود درويش: تعويذة خائف.
خارون: هل انت موسيقي؟
محمود درويش: أنا شاعر جوال أتعبه بياض العشق.
خارون: إذن، أنت أندلسي، على عرفت السيد فدريكولوركا؟محمود درويش: التقيته مرة راجعا من قرطبة، وكنت أمشي في حلم طويل فصار زقاقا، ورأيت في يدي قمرا. فأخفيت يدي.
خارون: لماذا تحب الاطالة في الشعر؟
محمود درويش: لأطيل حياتي على طريق، وليسبقني صوتي على تلك الطريق.
خارون: والأن؟
محمود درويش: مذ تركت بيروت، رغبت بالأقل: يوم اقل، خبز أقل, ورد اقل.
خارون: هل انت فنان تشكيلي؟
محمود درويش: أنا ترو بادور فلسطيني من ايبيريا العربية.
خارون: لم أسمع بهذه البلاد، أين تقع ؟
محمود درويش: في قلب العالم، كانت تقع في قلب اله لم.
خارون: والأن،
محمود درويش: في مؤخرة جمجمته، فكرة في اللاوعي، ما ان يلتقطها العقل حتى تتحول الى لابوس.
خارون: وشعبها، أين يسكن ؟
محمود درويش: في صفحات الجرائد.
خارون: أشعب هو أم أخبار مجموعة ؟
محمود درويش: شعب في الأخبار أندلس في الأوكسجين.
خارون: ونحت المثقفة أين هي؟
محمود درويش: في الطائرات، يأكلون ويشربون ويفكرون ويكتبون، ويمزقون ما كتبوا، ويحلمون في الطائرات وعندما يموتون، يدفنون في الطائرات، وان عاشوا في الهواء طويلا فإنهم ما أن تطأ أقدامهم الأرض حتى ينهمر عليهم الرصاص.
خارون: أشعب هذا أم ميثولوجيا؟
محمود درويش: إنهم فكرة بريئة يلهو بها قدر شرير، أما الارومة الشعبية فهي زمر من الاهلين باتوا ضيوفا على الممالك في سجونها وحقولها ومراتع الامها، ولو لم أكن أتيتك في عجلة من أمري لاستعرت صوت:هوميروس ونايه ورويت لك ما يروى وما لا يروى.

خارون: عرفت هوميروس، إنه صاحب سيرة مؤثرة ومشؤومة.
محمود درويش: والأن، أما تفتح لي هذه البوابة الصغيرة وتتركني أتنير سبيلي؟
خارون: أسف، لا استطيع، مازالت لك في الدنيا كأس ماء.
محمود درويش: لا اريدها.
خارون: ولقصتك بقية.
محمود درويش: يا أخي، أنا يائس، وما أظنك تجهل قوة اليأس في شخص. خارون: لا تجرح المجرح في، أنا نفسي أقف على أرض اليأس، وما كلامي غير شيء من عسل الموت، لكنك تعاند القدر، وهذا لا يعاند!
محمود درويش: يعاند من لا يعاند.
خارون: انك تبدو كمن يريد فلسطين كاملة.
محمود درويش: أريدها كاملة.
خارون: ما أشبه الوضع البشري بالعماء الأول، وما أشبهنا بشخوص يخلقهم قدر وتسوغ مصائرهم المأساة، إنك يا صديقي كمن يجرب ان يزحزح صخرة عملاقة، فإن كنت مصرا على سلوك مسلك الحاسم امرا فما عليك إلا أن تصعد هذا الجبل، وتطير من على قمته العالية، كلامك وخلاك وخطاك وما ان تمسك الأرض، حتى تكون يدي في يدك، حينئذ تصير معي الى زورقي، ومن هناك معا، إلى ديار ما رأتها عين،تلك هي ديار الشعر الكبير.
====

Post: #10
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-22-2004, 08:25 PM
Parent: #8

( المسامرة الثالثة)

السياب وحاوي: لقاء غير متوقع
(الشخصيات، بدر شاكر السياب، خليل حاوي)
(بينما كان خارون يربط زورقه في وتد عند هاوية المنتحرين، ويحاول اتزود ببعنص الماء العذب، قبل ان يعود الى الدنيا ليصطحب معه ميتا جديدا من موتى الشعراء هو ادونيس، وقعت مفاجأة سارة لبدر شاكر السياب).
بدر شاكر السياب: بربك ألست انت الاخ خليل حاوي؟

لعمري إنك لتشبهه كثيرا، ان لم تكن هو بعينه كيف حالك ياخليل، لقد كنت شخصا لطيفا، رغم ان أهلك - ايليا خصوصا- قاتلوا بك كثيرا، ولمعوك ليحطوا من شأني، الا تتذكرني.. انا بدر يا خليل !

خيل حاوي: بدر؟ بدر من؟
بدر شاكر السياب: ولكن ما لها جمجمتك يا خليل. انها مفتوحة كما لو كانت ثقبت بماسورة مياه، وما الذي تفعله هنا عند نهر المنتحرين، لا تقل لي انك انتحرت، والا اعتبرتك كبير الحمقى بين شعراء الحداثة أجمعين.

خليل حاوي: اعتبرني ما تعتبرني، ولكن لا تعتبرني شاعرا حداثيا!
بدر شاكر السياب: الحداثة تذكرني بلبنان، كيف هو لبنان ؟
خليل حاوي: انتحر هو ايضا.
بدر شاكر السياب: حرامات لبنان ! ويوسف، كيف هي أحوال يوسف كتبت اليه ومسالة من درام، ولم أتلق جوابا عليها، (يستدرك) هل قلت ان لبنان انتحر؟!
خليل حاوي: نشبت فيه حرب أهلية من الداخل، وقامت عليه حرب من الخارج فقام وانتحر بلا رجعة.
بدر شاكر السياب: حرب في لبنان، من المؤكد انك تمزح..
كيف يمكن لبلد صغير وجميل مثل لبنان ان ينتحر؟ لا أصدق !
خليل حاوي: مزقوا اربا اربا ورموه لليهود.
بدر شاكر السياب: من هم ؟
خليل حاوي: أبناؤه الأشاوس.
بدر شاكر السياب: مستحيل !
خليل حاوي: يجب ان تصدق.
بدر شاكر السياب: وهل مات فؤاد رفقة ؟
خيل حاوي: كلا.
بدر شاكر السياب: وشوقي ابي شقرا؟
خيل حاوي: كلا.
بدر شاكر السياب: وادونيس ؟
خليل حاوي: كلا.
بدر شاكر الساب: والشاعر السوداني صاحب " اذكريني يا أفريقيا" ما
اسمه.. ذكرني به.
خليل حاوي: تقصد محمد الفيتوري؟
بدر شاكر السياب: الفيتوري، نعم الفيتوري كيف هو:
خليل حاوي: أصبح ليبيا.
بدر شاكر السياب: مستحيل، كيف ؟!
خليل حاوي: كان يجب أن تعيش حتى. الثمانينات من قرن العشرين لتسمع وترى ما يجعلك تنفر من الدنيا ومن عليها!
بدر شاكر السياب. والمأغوط، حل مات الاغوط ؟
خليل حاوي: تركته في دمشق يرزق هو واريد لحام.
بدر شاكر السياب: أمازال فقيرا.
خليل حاوي: لست أدري.
بدر شاكر السياب: لقد اشتقت الى هذه العصابة الجميلة، عصابة
الحداثه، ولو سمح لي خارون وهرمس بالعودة الى الدنيا ليوم واحد، لما اخترت جهة أقصدها غير بيروت.
خليل حاوي: أنت واهم.. وضعيف العقل يا بدر، ومن المؤكد انك لم تعاشر هذه النخبة من المنافقين، ولو كنت فعلا عرفتهم، عن قرب، كما أنا، لما كان مصيرك بأفضل من مصيري، انظر الى جمجمتي، أترى الى الثمن، لقد ضاقت بي الدنيا في بيروت، ومللت الصعود الى (ضهور الشوبر) هاربا كل صيف من نقيق الشعراء، ومماحكاتهم ودسائسهم ومؤامراتهم، وتواطؤهم مع السيد ابن سينا فما برحت بي الحال حتى تناولت البندقية وحشوتها وتخلصت من الجميع.
بدر شاكر السياب: أخشي أنك تبالغ يا عزيزي وصديقي.
خليل حاوي: لا تقل عزيزي وصديقي، وأنتبه الى كلامك يا استاذبدر، فأنت شاعر حساس وأنا شاعر ورجل منطق وفلسفة، انك تستعمل مفردة تتقرب فيها من مشاعري، ولم تكن مشاعرك صافية نحوي أيام كنت في الدنيا، وليس من سبب لدي يجعلني اتقبل منك هذه العاطفة الداهمة نحوي وأنا ميت.

بدر شاكر السياب: نحن في حالة حرية، وليس من سبب يجعلني أتودد اليك غير الود الحقيقي الذي أشعره نحوك الأن، أيام كنا في الدنيا، كانت جرعة شعر تكرهك، وكنت أنت تكره أعضاءها، وبدوري كنت على صداقة مع الخال وادونيس، ولم اكن على عداء معك.

خيل حاوي: لكنك كنت تجاريهم في بغضهم لي، فتظهر الموافقة وربما كنت شاركت في ابداء موقف بائس مني، على أي حال مازلت اعتبرك شخصا عفويا، ومن المؤكد ان انجليزيتك ركيكة، رغم انك شاعر جيد، ولست أدري كيف كان ادونيس والخال يثقان بانجليزيتك، وهما اللذان دأبا على تزويدك،لكتب التي ترغب مؤسسة فرانكلين بترجمتها الى العربية.

بدر شاكر السياب: دع انجليزيتي جانبا، وكن على ثقة من انني أكن لك مشاعر الحب.

خليل حاوي: لا تجعلني أغضب، لا تجعلني أنادي على

خارون، ليذهب و،أتينا من الارشيف برسائلك الى يوسف الخال دع الحال مستورا وغير الموضوع، أو فلتذهب في سبيلك وتتركني في سبيلي.

بدر شاكر السياب: ولكن كيف حال يوسف الخال لم أتوصل بأخباره مذ وصلت هذا المكان.
خليل حاوي: لعله مات، من المؤكد انه مات، ولم لا يموت، مادام توفيق نفسه مات !
بدر شاكر السياب: وأدونيس هل مات هو الأخر؟
خيل حاوي: أدونيس لا يموت، أنه يحب الخلود لذلك فهو لن يموت.
بدر شاكر السياب. وتوفيق صائغ هل مازال في أمريكا؟
خليل حاوي: قلت لك انه مات، مات بالسكتة القلبية وهو في المصعد الكهربائي.
بدر شاكر السياب: حرامات توفيق... كنت معجبا بثقافته الجنسية، كانت ثقافة رفيعة جدا، وكنت تجد في مكتبته كل كتاب في الجنس، حتى لو طبع في الهند، ولو ان شعره كان موزونا لكان واحدا من افضل الشعراء العرب. لابد ان نبحث عنه، ونعثر عليه، عسانا نتوصل منه باخبار الخال.
خليل حاوي: انك تثير غضبي، يا سيد بدر، ولو كنت ستظل
تتقصى اثر "جماعة شعر"، في حديثك فلا تقترب مني، ولا تخالطني، فأنا شخص يهرب من المتاعب، وقد نلت نصيبي الوافر منها.
بدر شاكر السياب: كأني بك تتهم "جماعة شعر" بانتحارك.
خيل حاوي: هذا كلام فارغ، ما احلاني وانا منتحر من اجل بضعة شعارير صغارا لقد انتحرت لانني ضقت ذرعا ومللت من الوقوف على شاطئ البحر في منطقة المنارة، متطلعا في الفراغ.

كل شيء كان فراغا في تلك السنوات: الحب فراغ، الحرب فراغ، الماضي فراغ، المستقبل فراغ، الجامعة فراغ، التلاميذ فراغ، الفلسفة فراغ، كل شيء كان مجوفا وفارغا وخلوا من كل شيء.

بدر شاكر السياب: والشعر: الشعر أيضا كان فراغا؟
خليل حامد: ما هو الشعر، يا بدر، أليس الشاعر نفسه جوهره العميق، بصيرته الغريقة، تحت، بلا دليل. أليس الشعر هو نحن؟
بدر شاكر السياب: بلى.
خليل حامد: وعندما تكون هذه الانا هذه النحن شاعرة بفراغها وخلوها من كل ما هو حقيقي وسيق وجاذب. الا يعني هذا انه الموت ؟
بدر شاكر السياب: ربما!
خيل حاوي: بل، قل بلى.
بدر شاكر السياب: بلى.
خيل حاوي: اذن لماذا لا يتطابق ساعتها الجوهر والمصير، ويصبحان شيئا واحدا كاملا، مريحا، مستريحا!
بدر شاكر السياب: (باعجاب) أنت فيلسوف يا خليل ؟
خليل حاسد: بل شاعر، شاعر متشائم ولهذا أبدو لك فيلسوفا.
بدر شاكر السياب: هل تطمئن على أخيك ايليا؟
خليل حاوي: لا تذكرني به، فهو شخص أحق.
بدر شاكر السياب: بابا. عيني، خليل، هذا ما يجوز! ايليا يحبك كثيرا، وهو أخوك.
خليل حاوي: هذا لا يمنع انه أحمق، وان لم تصدقني فلسوف أنادي على خارون ليأتيك هن الارشيف بالكتب التي صدرها عني هادفا الى تخليدي، فاذا به يدفني ثانية!
بدر شاكر السياب: عجيب!

Post: #11
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-22-2004, 08:29 PM
Parent: #8

(المسامرة الرابعة)
نزار قباني: دليل العاشقين
(الشخصيات: نزار قباني، خارون)
نزار قباني: أنا نزار قباني، أم كلثوم الشعر العربي، اذاعت ولادتيمئذنة في دمشق وكتفتني امة جائعة الى الحب، أنا رسول أحلام العذارى، حامل اختام ورسائل المغرومين، موقع القاصرات في هوى البالغين، مدرب العاشقين، قارىء ابراج الحظ لغزاة المخادع، الملهم الملهم، من له الحظوة، لدى الجمهور، سرا وعلانية، في الدساكر والمتصرفيات والايالات والسناجق، يرهبني الحكام وتعشقني بناتهم فيخبئن اشعاري في ضفائرهن وقمصانهن، مؤخرا وصلتني رسالة من عاشقة كتبتها على ساقها خوفا من الرقيب (اذن) انا رسول الحرية.

خارون: مهلك، ودعني أسألك سؤالا مناسبا.
نزار قباني: (متابعا)... وأنا شاعر المرأة ولو كرد الكارهون قراء ونقادا ومتين، حيث حللت حل المجد، لم ألن في حياتي كلها لسلطان، إلا سلطان النوم، والأن واأسفي علي.

(يبكي) ها إن إلا سلطان زاهق الأرواح يسوقني اليك صاغرا ياخارون، متقلبا بي من النور الى الظلمة، ومن المجد الى العدم، فما من رجعة لنفسي، كأنني لم أولد ولم يكن لي في الدنيا وجود.

خارون: هدئ من روعك، يا نزار، فأنت قادم من دار الفناء الى دار الخلود.

نزار قباني: ليتني اقتنع، فما أنا بقنوع، ملأت الدنيا وشغلت الناس.. (يبكي)، ولسوف تستكثر علي، هنا ياخارون في عالم الاشباح، ما كان محتقرا لدي في دنيا الأحياء.

خارون: هون عليك وأجبني بربك إن كنت ترغب أن تشارك شاعرا او ناقدا سكناه، أم انك تفضل اعتكافا يتيح لك المتأمل ونظم الشعر؟

نزار قباني: كنت أفضل الا أضع قدمي في زورقك يا خارون، ولا أمر على هذا العالم أبدا، وما دامت حيلتي ضعيفة أمام سطوة الموت، فإن كل موضع صالح لاقامتي بشرط الا يقترب منه المدعو عبدالوهاب البياتي، فهو فار من الجندية ويائس، واخشي ان يرتكب حمافأ تزلزل بدني.

خارون: أضمن لك أن تكون اقامتك في مكان قصي، ولا أضمن عدم وصول السيد البياتي الى ذلك المكان، فالعالم السفلي، على رغم القوانين الصارمة التي تتحكم "، فهو بلاحدود أو حواجز.

نزار قباني: هوذا ما كنت أخشاه،فأنا شخص لطيف ومهذب وحروبي ضد الحكام وشعرائهم خضتها بقوة الكلمة، ولا استبعد ان يخرج البياتي لمواجهتي وفي يده غصن شجرة.

خارون: مالك والبياتي.. فهو اليوم مقيم تحت شجرة الانساب وقد سرق الحسنى ابتسامته وسيطرت عليه الكابة، يقلب (بمساعدة من ناقد اسمه محيي الدين صبحي)

أوراقا دونا عليها أسماء أجداده، يحسب ويجمع ولا يتوصل الى ما يرضيا ويفرج من غمه، ولا اظن انه سيكون متفرغا لشيء أخر غير نفسه.

نزار قباني: انت لا تعرفة، يا خارون ولا تعرف ناقده الذي ذكرت فهما من طينة غريبة.

خارون: ماذا تقصد؟

نزار قباني: أقصد انهما، هو وناقده، شخصان مواريان متواطئان ضدي، كما خارت هزيمة أداهما سنده الأخر، في الستينات، أذكر التاريخ تماما، نشر السيد محيي الدمن صبحي مقالا ناريا كشف فيه عن سرقة ارتكبها البياتي في مسرحيته "محاكمة في نيسابور" مستعملا في كشفه أرقاما ووثائق.

خارون: ومن كان المسروق ؟

نزار قباني: كاتب أوروبي اسمه هارولد بلوم، والسرقة وقعت من كتابه المسمى "عمر الخيام " والغريب ان البياتي الذي اكتشف فجأة، ناقدا يقف ضده، ظل وراء هذا "الناقد" مدة عشرين عام ونيف، حتى استماله اليه وكتبه رسالة دكتوراة

كاملة تحت عنوان ( الرؤيا في شعر البياتي).وقد حضر كاتب هذه المسامرة الوقائع الطريفة لمناقشتها في الجامعة الامريكية في بيروت من قبل عدد من الاساتذة، كان بينهم الفاضل محمد يوسف نجم، والالمعي نديم نعيمة، وقد ورد على لسانهما عبارات ألهبت القاعة بالسرور وندي لها جبين الناقد. والذي أدهشني في أمرهما- الناقد والشاعر- ليس انقلاب الاول، وانما دأب الثاني وصبره وحنكته:

وليس - ايضا- اعتبار الناقد شاعره المفضل البياتي وحيد عصره، وفريد زمانه، ولا شبيه له، وكل هذا مدون في "الرؤيا في شعر البياتي"، وانما البياتي نفسه.، وهو يعرف انه ليس هكذا، ولن يكون له هذا أبدا، وان ما كتبه هذا الناقد ليس غير كلام يسهل محوه !

المهم يا سيد خارون، انني بازاء جنابك أقف، وما من شرط لي فير أن تجنبني هذا الشاعر، ولا مانع لدي في ان استقبل السيد محيي الدين صبحي تائبا. فهو ما يزال مقبولا من جانبي خصوصا انه صنف كتابا كاملا أوقفه على شعري وأطلق عليه

عنوانا لن أنساه ما حييت: "الكون الشعري عند نزار قباني".

خارون: سوف أكون مساعدك، ولن أتخلى عنك، ليس لانحيازي ,الى جانبك بازاء ما ذكرت من ترهات النقاد وأوهام شعراء أصابهم بؤس الخلود، فارتكبوا في الشعر أفعالا غريبة عليه وإنما لأنك أنزلت القصيدة العربية من عليائها وأجلستها على ركبتك كطفل، مرحت تدللها، المي أن كبرت فأطلقتها لتكون كائنا بين الناس منظورا ومحبوبا.

نزار قباني: لا اقبل أن يكون السبب هذا فقط، وأحب منك ان تقول مثلا: ولكوني، أيضا حررت القلوب من الاقفال ورميت بسهم شعري كل مراهق، ولما بلغ العمر مني مبلغ الحكيم، وجاءت على العرب نكسة حزيران (يونيو)، تركت قافية الحب، واشعلت الأرض بالحاكمين.

خارون: خلني أخالفك لنكون صديقين، وتسامح ولا تغضب اذ اقول لك، انك لمم تكتب بيتا من الشعر اللامع العظيم منذ نكسة حزيران ( يونيو) وحتى اليوم، وكان يكفيك ما بنيت للشعر من قبل لان كل سطر أسلمت فيه الشعر الى السياسة عرض ويعرض عمارتك الشعرية الصرفة للهدم.

نزار قباني: هذا كلام مخيفا ومؤثر، وهو يحزنني ويطربني، فهو يعطيني حقي من المجد، ويجعلني أقف على اخطائي، التي طالما عرفتها وتجاهلتها، فلقد هيجت الجمهور من حيث شئت وقسطت، وما هكذا كان قصدي قبل حزيران، كنت

قبله شاعر القصيدة والجمال وأصبحت بعده هجاء بلا شعر.. ولسوف أقبل كل نصح منك يا خارون، فأنت شخص عادل، وكلامك طالع من المحب.

خارون: تعال الأن، إلى زورقي، أيها الشاعر، لسوف أكلل جبينك بالغار، فأنت منتصر وما ان تضع قدمك في هذا الزورق الخشبي الصغير، حتى ينفتح باب التاريخ ويتقبلك كأول شاعر حديث احبته العرب واختلفت عليه بعد الشاعر المتنبي، من رئيس الجمهورية المي طالب الاعدادية، ومن الملك الى موظف الاعلانات،

ولا تبتئس، لان حسناتك غالبة سيئاتك واعترافا مني بشا عريتك سوف أتقاضى منك نصف ما أتقاضاه عادة من زبائني، أما إكليل الغار فقد سددت ثمنه سلفا.

إرشارة:
هذه المحاورات كتبها الشاعر نوري الجراح سنة 1989 وهي من أصل 25 محاورة متخيلة مع شعراء عرب أحياء ومترفين يضمها كتاب سيصدر هذا العام في بيروت تحت عنوان (رجل الزورق - مسامرات الأموات).

في هذه المحاورات يستوحي الشاعر الحديث طريقة الفيلسوف والأديب السوري- اليوناني القديم الساخر لوقيانوس السميساطي في كتابه "محاورات الموتى" وقد نشر بعض هذه المسامرات في الصحافة اليومية اللندنية تحت عنوان جامع هو "مسامرات الاموات " في هذه المسامرات يتوارى الشاعر وراء قناع خارون الشخصية الميثولوجية الاغريقية ليستضيف في كل محاورة شاعرا عربيا ويعرضه المساءلة النقدية الطريفة، اما خارون فتقول الاسطورة الاغريقية انه يحق بزورقه العالم ألحي الى عالم الفناء عبر نهر ستيكس ومعه الموتى العظام واللئام معا، وكانت هذه المسامرات قد انقطع نشهما أواخر الثمانينات بسبب المشكلات التي عرضت لكاتبها من الشعراء الذين كان أغلبهم ما يزال حيا، كالقباني، والحيدري، والبياتي، والذين لم يتورع خارون، على رغم كل ما لهم من سطوة، عن نقلهم بزورقه أحياء، ومحا كمتهم نقديا خلال الرحلة، وذلك من قبل أن يرحلوا عن عالمنا، ويعتبروا من كبار شخصيات العصر.

Post: #13
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-22-2004, 09:38 PM
Parent: #8


نبدا هنا ببعضالصرخات من اجل الوطن ...
الذي اصبح حتي لا يملك خارطة ...

كانت هي اولي المشاركات في 2003 ..
الملاحظة غريبة والفكرة اكثر غرابة ..
بحثت كثيرا في الانترنت عن خارطة السودان ولم الحظ الفرق ...

ولكن نحن هنا امام شخص يستطيع رؤية الاشياء بطريقة علي الاقل مختلفة
ولكنيا ايضا افهم انه لو لم يكن الوطن في القلب والعقل معا لما كانت تلك الملاحظة بذات اهمية
.
..



ثم الي الادب

مسامرات
نزار قباني
بدر شاكر السياب
انسي الحاج

اعتقد ان مابين الاهتمامين تبدو الاستاذة ليلي نموذجا للمثقف الشامل كما يمكنني ان اطلق عليها ..
بكل تأكيد نحن هنا امام اعلامية سواء في مجال الصحافة او التلفزيون ولكن كم شخص هنالك في مئلا الاعلاميين يعتبر مثقفا او يمتلك المعرفة ... المتنوعة ..
ربما لاحقا نستطيع ان نتعرف علي جوانب اخري ... ولكن هنا ايضا الاشارة ليست فقط الي المواضيع الادبية فهذه المسامرات ... هي في الحقيقة قطعة حوار رائعة جدا وهذا هو الجانب الذي اعتقد انه لا يقل اهمية عن المحتوي والمتحاورين ...

قرأت للاستاذة ليلي اكثر من حوار وسوف احاول ايجادهم لنري هذه المقدرة المتميزة ...
.
.

Post: #12
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: بهاء بكري
Date: 04-22-2004, 09:19 PM
Parent: #1

ابو امنه يامكتشف النجوم , فقد نبهت من قبل الزميلات والزملاء لقراءة العزيزه مبسون النجومي وكانت لفته موفقه منك . والان انت تعيد قراءة الصديقه الابنوسه . وليلي يابوامنه شخصيه جديره بالاحترام فهي انسان خاص جدا , فهي مثلت اضافه ضخمه لكل من عرفها

Post: #14
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-22-2004, 10:27 PM
Parent: #12



العزيزة الجندرية

دعيني اقول لك سرا ... انها محاولات لغسل وجه هذا البورد ... وجه القهوة التركية .. الذي طالما ازعجك في الفترة السابقة

كل الود لك
.
.

Post: #20
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-24-2004, 11:33 AM
Parent: #14


Post: #15
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-22-2004, 10:30 PM
Parent: #12


صديق الموج

جاري الذي لم اقابله قط ...

سنلتقي قريبا

وللصغار سلامي ..

في الحقيقة الاستاذة ليلي ... تستحق اكثر من ذلك وانا الان ربما متخوف بعض الشيئ من انني ربما لا اكون علي قدر هذه القامة ولكني في النهاية احاول ..
.
.

Post: #16
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-23-2004, 01:10 PM
Parent: #15

شكرا يا ابو آمنه على هذا البوست القيم
كم نحتاج مثله لنعيد للبورد رونق جديته

ابنوسة مميزة بطرحها الجاد الواضح الرؤية والخطى


لكل ذلك ينبغى ان يبقى فوووووووووووووووووووووق



ام واصل

Post: #17
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-23-2004, 02:48 PM
Parent: #16



يا ياقوت العرش ( ابنوسة .0. الفيتوري )


هنا اشارة محددة من خلال الحوار الذي دار ما بين نصار الحاج واالاستاذة ليلي ... اذا انهما يتفقان علي ان الفيتوري يرتمي في احضان ( البشير وغيره ) ولكنها تستطيع الفصل تماما ما بين سلوكه اليومي وما بين مقدرته الابداعية شعريا ... ربما يختلف البعض في سلوك الشاعر الفينوري ولكن حقا ان لا اظن ان هنالك شخصان يختلفان في مقدرته المتميزة ..
ولكن ربما ما يجعل نصار الحاج يذهب الي ذلك هو في محاولة الاستاذة ليلي صلاح ان تبرز الشاعر الفيتوري في ثوب المدافع عن الحقوق والحريات .. وهنا يمكنني ان اختلف معها قليلا اذ ان المسالة ليست مجرد استغلال المقدرة او الموهبة في صنع قصائد للاحداث نقول فيها ما لا يشبه سلوكنا اليومي وبالتالي فان ذلك يعني ان ايماننا بما جاء في قصائدنا هو من اجل السوق ربما او من اجل ذر الرماد في الاعين ... ولا اتوقع من شخص يتجول من البلاط الليبي الي البلاط السوداني ان تكون المسالة لديه ايمان عنيق لان الايمان العميق دائما ما يتجسد في السلوك ...

في النهاية يبقي الشاعر الفيتوري كما قالت الاستاذة ليلي هو احد أبرز الاعلام في العصر الحديث ولا ينتقص من مقدرته الشعرية مواقفه السياسية والانتماء والسلوك اليومي ..

هنا هذه القصيدة التي في الحقيقة احببتها كما احببت كثيرا من قصائد الفيتوري .. وهنا ايضا درس جديد من الاستاذة ليلي فلفصل ما بين الاشيء واجب وعلينا ان نعترف للاخرين بحقوقهم قبل ان نختلف او نتفق معهم في جانب اخر من حياتهم .. فبهذا وحده نستطيع ان نصل الي الرؤية الاكثر وضوحا ... ولا يجب ان نصادر او ننكر كل ما قدموه في جانب محدد لاختلافنا معهم في جانب آخر .. وهذا يمثل احدي ركائز ودعائم الحوار المفيد والراقي وهي الاستاذة ليلي تتجه في محاولة لفرض سلطة هذا النوع من الحوار .. وليت كل حواراتنا تتسم علي الاقل بابجدية الحوار وهي سماع الاخر حينما يتحدث ..

وهنا القصيدة
xt




ياقوت العرش
محمّد الفيتوري


دنيا لا يملكها من يملكها
أغنى أهليها سادتها الفقراء
الخاسر من لم يأخذ منها
ما تعطيه على استيحاء
والغافل من ظنّ الأشياء
هي الأشياء!
تاج السلطان الغاشم تفاحه
تتأرجح أعلى سارية الساحة
تاج الصوفي يضيء
على سجادة قش
صدقني يا ياقوت العرش
أن الموتى ليسوا هم
هاتيك الموتى
والراحة ليست
هاتيك الراحة
***
عن أي بحار العالم تسألني يا محبوبي
عن حوت
قدماه من صخر
عيناه من ياقوت
عن سُحُبٍ من نيران
وجزائر من مرجان
عن ميت يحمل جثته
ويهرول حيث يموت
لا تعجب يا ياقوت
الأعظم من قدر الإنسان هو الإنسان
القاضي يغزل شاربه المغنية الحانة
وحكيم القرية مشنوق
والقردة تلهو في السوق
يا محبوبي ..
ذهب المُضْطَّر نحاس
قاضيكم مشدود في مقعده المسروق
يقضي ما بين الناس
ويجرّ عباءته كبراً في الجبانه
***
لن تبصرنا بمآقٍ غير مآقينا
لن تعرفنا
ما لم نجذبك فتعرفنا وتكاشفنا
أدنى ما فينا قد يعلونا
يا قوت
فكن الأدنى
تكن الأعلى فينا
***
وتجف مياه البحر
وتقطع هجرتها أسراب الطير
والغربال المثقوب على كتفيك
وحزنك في عينيك
جبال
ومقادير
وأجيال
يا محبوبي
لا تبكيني
يكفيك ويكفيني
فالحزن الأكبر ليس يقال.
محمد الفيتورى (1932 - )
• درس في الأزهر
• عمل بالصحافة في القاهرة والخرطوم وبيروت
• أصدر عدة. دواوين أهمها:
• أغاني أفريقيا
• واذكريني يا أفريقيا
• معزوفة لدرويش متجول.



Post: #18
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-23-2004, 02:49 PM
Parent: #16

بهاء بكري ...

كل الحب والود ...
انهم نجوم واعلام علي رأسها نار ... كل ما افعله هو استدعاؤهم كلما أطالوا الغياب حتي نخرج من خلالهم من هذه الدوامة الغريبة .. سنظل نستدعيهم في كل مرة نحس بأن الامور ليست علي ما يرام وان غترة الغياب اكثر مما يحتمل .. انها مسالة تشبه كثيرا استدعاء روح الاسلاف في الديانات الافريقية والهندية ... روح الاسلاف من أجل اعطائنا مزيدا من القوة والصمود .. فالايمان بعودة الاسلاف كلما اردنا ذلك دائما هو الذي يعطينا السبب لنظل واقفين وصامدين .. ويخلق في دواخلنا الرغبة للتقدم الي الامام
هنا استدعي الاستاذة ليلي صلاح مرة اخري من خلال كتاباتها .. وحدث ان استدعيت ميسون التي ظلت تهرب علي الدوام وتأتي احيانا وحدث ان استدعيت الهام عبد الخالق ولكنها ايضا لا تستطيع التواجد باستمرار ...
وطالما ظل الغياب حاضرا سيكون الحضور من اجل الغياب حاضرا علي الدوام ..

كل الحب والود

Post: #19
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-23-2004, 06:56 PM
Parent: #18


العزيزة اشرقة مصطفي

سالت منك كثيرا بطريقتي الخاصة ....
والان يزدادد البورد بك القا وبابنوسة ...


ٍكل الحب والود

Post: #21
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Alsadig Alraady
Date: 04-24-2004, 09:06 PM
Parent: #19

---

Post: #22
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: sympatico
Date: 04-24-2004, 09:14 PM
Parent: #21

الأخ العزيز ابو آمنة
تحياتي

وشكرا على الاشارة اللطيفة الى شخصي - فهذا لطف وحسن ظن منك بي فأنا لم اقدم شيئا يذكر مقارنة بكثير من الاخوة والاخوات هنا .

اتفق معك ومع المتداخلين في هذا البوست الجميل ان الاخت ابنوسة او ليلى ، انسانة مثقفة يبدو ذلك من اختياراتها الرفيعة التي تأتينا بها بين الحين والآخر رغم قلتها الا انها دائما تكون ملأى بالجميل والجيد.
واتفق ايضا ان عامل الزمن ربما لم يتح لهاان تقدم لنا ما تختزن من طاقات ، فهناك جانب فيها لم يظهر هنافي المنبر وهو انها قاصة، وانا من هنا ادعوها أن تقدم لنا بعض قصصها حتى نتعرف على هذا الجانب واستعين هنا بالأخ نادوس ان يحفزها ويساعدها في ذلك .
التحية لأبنوسة
ولنادوس
ولك اخي جعفر

Post: #23
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-25-2004, 00:29 AM
Parent: #22

أبنــوســــــــــــــــــة


كتابات ابداعية
الخرطوم تزداد نظافة وحداثة تليق بمدينة رأسمالية في القرن الواحد والعشرين بينما يزداد الناس فقرًا. جامعة القاهرة بالخرطوم

مكتظة بالطلبة كالعادة . الضجيع يملأ المكان، أحد الأركان السياسية مزدحم بالفتيات والفتيان يجلسون غير مهتمين بمظهرهم

وغير مكترثين بمكان جلوسهم، يتبادلون الأحاديث بأصوات مرتفعة، بالقرب منهم جلس مصطفى ذو اللحية الكثة ونظراته التي تشبه

نظرات ذئب في لحظة قنص يتبادل مع أمل الحديث، أمل مثقفة تنظر كثيراً في كل شيء. وهي تبحث عن واقع وصلت إليه
بعقلها ولا تجده في وجوده المادي، في مكان ليس بعيد جلس أحمد يرمق الكل بشك هو جزء من شكه في الوجود بأكمله هم جميعاً
أصدقاء أعزاء .
كنت جالسة والأصدقاء انتصار سلمى وسنهوري وعبد الله نتبادل الحديث كالمعتاد وفي يدي مجموعة من الكتب برزت من بينها
مجلة الصغار " ميكي" التي ظلت أحد ما تبقى لي من طفولتي . بالقرب منا كانت تجلس مجموعة بينهم طفل في حوالي
العاشرة من عمره. كان صوتنا يعلو بالجدل حول قناعات المثقف حين تصطدم بثوابت المجتمع هل يتوجب عليه أن يحارب من
أجلها أم يهادن المجتمع ؟ .
انتبهت إلى أن المجموعة التي بالقرب مني ترمقني بنظرات فاحصة وما أن التفت إليها حتى تعود لمواصلة حديثها، دخلني القلق

وبدأت أرقبهم من طرف خفي ، كانوا أربعة، شابين وفتاة وطفل بدأ أكثرهم إصرارًا على التحديق بي ومتابعة ما يدور من حديث

بيني وأصدقائي ، عدت أسرح بأفكاري هل هؤلاء هم مرة أخرى ؟ هل هذا يا ترى أسلوب جديد للمتابعة ؟ بمساندة طفل ! .
الطفل كان بين الحين والآخر يلكز أحد الذين قربه ويتحدث إليه همسا ثم ينظرون إليّ بإلحاح . ازدادت دقات قلبي ، جف ريقي

. ترى ماذا يريدون مني ثانية ألا يكفيهم أن الخوف أصبح رفيقاً دائما لي ؟ .. عدت أنظر إليهم ، الصبي يلفت نظر الفتاة ،

الفتاة ترمقني ثم تستدير نحو الرجلين . عدت أفكر ماذا أفعل الآن هل أنقل مخاوفي لمن معي ؟ وماذا أقول لهم ؟ سأصبح فقط

موضع سخرية وتندر .
أحسست بأنني ابتعدت بفكري كثيراً عن الذين معي حاولت أن أجاريهم لكنني فشلت .
سامية أين أنت ؟.. عبد الله يسألك عن رأيك .
أفقت على صوت انتصار .
- آه رأيي إن المثقف عندما تتعارض قناعاته والمجتمع ينبغي أن يهادن نعم يهادن " وإلا حيروح في ستين داهية " …
نظرت إليهم . الطفل ينظر إلي ثم يعود للهمس للآخرين . المكان ضاق بي على سعته . كل الذين حولي تلاشت أجسادهم

ليصيروا فقط عيونا .. عيونا .. عيون مرعبة ، ترمقني من كل اتجاه لم أطق صبراً حملت حقيبتي وذهبت باتجاههم

سألتهم عن الساعة ، أجابني أحدهم بأنها الواحدة ظهراً .
الطفل كان يبتسم وهو ينظر إليّ ، داعبته ، في رأسه بيدي قائلة :
هل أشبه أحداً تعرفه .
أجابت الفتاة .
- هو فقط يرغب في مجلة ميكي التي بيدك وخجل في أن يطلبها منك لذلك يحاول أن يوسطنا لهذا الأمر .
أعطيته المجلة وأنا أقهقه ضاحكة بسخرية من نفسي .




قراءة خاصة ...


هنا نحن مع قطعة من كتابات الاستاذة ليلي صلاح تماما كما طالب العزيزي Sympatico

وربما اكون كلاسيكيا وربما ليس لدي الادوات اللازمة للتعامل مع النصوص الادبية ولكن القطعة اعلاه لم استطع وضعها في اية

تصنيفات ادبية معروفة ولذا اطلقت عليها كتابة ابداعية ... أعلم جيدا انه ليس علي ان احاول صب الامور في قوالب جاهزة ولكن ايضا اعرف جيدا انه حينما اطلق علي شيئ ما رواية ان تكون علي الاقل تستوفي بعض الشروط العامة ... عموما لن اصنف هذا الشيئ المكتوب ولكن الذي اود قوله هو في الحقيقة المثقف الشامل الذي يقرأ ويمتلك المعرفة المختلفة ومن ثم يستطيع الانتاج باسلوبه الخاص

من خلال الحوار الذي دار حول هذه القطعة يتضح انه تم تصنيفها من قبل الاستاذة ليلي ... اذن هي قصة قصيرة بحسب ما كتبته ... اورد رأي الاستاذة تماضر شيخ الدين التي علقت علي ضعف هذه ( القصة القصيرة ) متعللة بأن الكشف عن المجلة منذ البدء أضعف تلك القصة واصبحت كعمل غير ناضج ( هذه اضافة من عندي )
حسنا هنا تقول الاستاذة ليلي انها تعلم جيدا ان هنالك ضعف في القصة ولكنها كتبتها منذ فترة وارادت ان تنشرها كما هي ...

عموما يسير الحوار في اتجاهه وحواراته ولكن ما يخخمنا هنا هو مسالة الانتاج ... فبجانب المعرفة التي تتسلح بها الاستاذة ليلي هي تحاول الانتاج واعتقد ان ذلك هو رأس الرمح في مسالة المعرفة والانتاج ليس مربوطا بشكل محدد يمكن ان يكون اية نوع طالما كانت هنالك المقدرة اتلابداعية ونحن دائما نسير ونخوض التجارب لنعرف مدي مقدراتنا وامكاناتنا التي تتحدد وفقا لحوارنا مع الاخرين
في النهاية تظل تجربة ومحاولة للانتاج علينا ان نسندها بالنقد ونحاول تقويمها كلما امتلكنا الادوات والمقدرة ...

Post: #24
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-25-2004, 10:49 AM
Parent: #23

عزيزي Sympatico

تحية طيبة

أرحب في البدء بك وبنادوس هنا
في الحقيقة ليلي ملأي بالجميل والجيد هذا ما اكتشفه كلما تابعت كتاباتها
ومرة أخري لا استطيع ان اطلب من الأخ نادوس محاولة اقناعها باعتبار ان ذلك قد يكون مزعجا بعض الشيئ او مرهقا او مقيدا ولكني اطلب منه ان يمدنا اذا امكن ببعض تلك الكتابات ...
عموما يا سيدي

مرة أخري مرحبا بك الي هنا
والتحية لليلي ولنادوس

Post: #25
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-26-2004, 00:59 AM
Parent: #24



أبنوسة

طينة الأسى: ثم صاح الخيال كوني وطناً

د. عبد الله علي إبراهيم
[email protected]


قد تذكر جماعة مِنْ مَنْ تحدثت اليهم في السودان في زياراتي له أنني قلت لهم "السودان بلد محروس ان شاء الله" كل ما أفرطوا في الخوف ان يطير الوطن شعاعاً من فرط الخلاف والحرب والعنت السياسي. وكانت هذه العبارة ، من جهة، هي حيلتي في التفاؤل بالوطن واستباق الخيرات له. وهو تفاؤل ذكرنا الدكتور خالد المبارك أن لا حياة لأمة بدونه. وكانت العبارة، من الجهة الأخرى، هي قناعة مني أن السودان بلد مؤمن بعزته على اهله. فقد ظللنا منذ جيلين نتحاذر انفراط عقد الوطن. فقد خشينا عليه في السبعينات ان تدور به دوائر اللبننة حين كانت لبنان عرضاً مرضياً في الخلاف المؤدي الى ذهاب ريح البلاد. كما خشينا عليه من الصوملة في التسعينات حين تهافتت دولة الصومال تهافتها المشهور. ولم يتلبنن السودان ولم يتصومل والحمد لله.

وثبتني على عقيدتي في تنزيه السودان عن الشتات أننا لم نتوقف يوماً عن إعادة التفاوض في ما تكون عليه دولة السودان الوطنية الموروثة عن الاستعمار. فقد ظلت هذه الدولة في قفص الاتهام منذ "تمرد 1955" في الجنوب حتى "تمرد" جبل مرة. ولم نتأخر كثيراً كما وقع في دول أخرى في الوعي بمأزق هذه الدولة أو في إعادة التفاوض حولها. فقد كانت ثورة أكتوبر 1964 هي الخط الفاصل بين تمسكنا بالدولة الموروثة عن الاستعمار وبين الاعتراف بأنها مما يحتاج الى تعديل جذري او جدي. وتأخرت عن ذلك دول أخرى كانت حتى عهد قريب مضرب المثل في الاستقرار السياسي المحسود. ويبدو ان استقرارها كان مثل شحم المتنبيء: ولا تحسبن الشحم في من شحمه ورم. وقد عادتني هذه الخاطرة وأنا اتابع اخبار ساحل العاج وحربها الأهلية المنذرة. فقد كانت ساحل العاج مما يضرب به المثل في الديمقراطية والرأسمالية والاستقرار. وعلى ضوء تمرد شمالها المسلم في الغالب في العام الماضي بدا للجميع أن صفوة البلد الجنوبية المسيحية قد تعامت طويلاً عن فساد التركيبة السياسية والاجتماعية الموروثة عن الاستعمار. وقد رأينا كيف ثار جنوب البلاد المتنفذ ثورة عارمة على اتفاق سلام كانت عرابه فرنسا. ومع ان المتمردين قد تنازلوا عن مزايا كبرى منحهم لها ذلك الاتفاق الا ان الجنوب لا يزال في البادي غير مصدق أنه سيجدد التفاوض مع رعايا له في وطن تعود أن تكون له فيه الوجاهة والصدارة. ربما كان هذا التعامي أيضاً ما ساق ليبيريا الى حتفها حين تعامت صفوتها المسيحية الحاكمة ذات الاصول الامريكية عن مظالم الافارقة من اهل البلد الاصليين من كل الملل والنحل. وسترينا الايام المخبوء في سياسات دول افريقية أخرى سمينا السودان لما رأينا استقرارها بـ"مريض افريقيا" وما علمنا أن مرضها مدسوس في حين كشفنا عن علتنا للعالمين ووضعنا قضايانا كبيرها وصغيرها على طاولة مفاوضات الوطن الجديد.

لم يكن إعادة التفاوض بشأن الامة الموروثة سهلاً أو ذكياً في أغلب الاحوال لكننا لم نكف عنه جدلاً بالرصاص أو الكلمات. فقد اسفت مثلاً كيف فرطنا في عقد المؤتمر الدستوري الذي كان مدار الأمل عقب انتفاضة 1985 في اعادة تفاوض شاملة حول دولة ما بعد الاستعمار. وأتأسف اكثر حين أرى ما انتهينا اليه من مؤتمر دستوري بالتجزئة تدور وقائعه في مشاكوس وكرن وكرنوي وغيرها. واخشى على هذه المفاوضات من منهجها في التجاحد اي الانشغال بعلم قسمة السلطة وأنصبة الموارد حتى ذاعت في الاحتجاج على اضطراب القسمة العبارة العربية الكلاسيكية "قسمة ضيزى"، على سقمها، واصبحت رمزاً لمحتوى ومستقبل ما يجري في المفاوضات الجارية.

ليست من مفاوضات الا انشغلت بما انشغلت به مفاوضات السودانيين الحالية. غير أنه يصح أن نسأل: من يريد ان ينبني وطنه على "مقايضة" لا عهدا وعلى كراس حساب لا على قصيدة؟ إذا أراد الله خيراً لنا ولبلدنا وقانا شح انفسنا وهدانا الى استصحاب رأسمالنا الرمزي الى استيلاد الوطن الآمن. وهذه مهمة للخيال وهو ملكة حظنا فيها شحيح لما سبق من قولي عن تعطل بئر السياسة ومناهل الخيال فيها في البلد على بقاء القصور الحزبية المشيدة. وقد ازعجني كيف ساد حساب الأنصبة حتى في مصائر التشريع في البلاد بغير حاجة ملجئة الا لتمكن التجاحد في مفاوضينا. لقد بدا لي اننا قد بلغنا من الوعي بلزوم التفاوض من جديد في السودان مرتبة علىا واستثمرنا فيها اعماراً ومالاً وانفساً وأرواحاً. وأخشى ما اخشى إذا ما تمكن التجاحد منا ان يخرج علىنا وطناً مثل جدول اللوغريثمات ما أصابته علة في المستقبل حتى فتحنا الكتاب او استللنا السيوف. هذا وطن بائخ. وقد بدا لي أن اخصص حديثي اليوم عن منزلة الخيال في بناء الأمة.

ينشغل الباحثون على أيامنا هذه في تشخيص أزمة الدولة الوطنية في البلاد التي استقلت منذ حين من الاستعمار الأوربي حتى تهافتت فيها الدولة وتهاوت كما في الصومال. واقترنت عودة الباحثين لتجديد النظر في بؤس هذه الدولة بقناعة مؤادها أن تهافت هذه الأمم الجديدة مردود إلى أزمة ناشبة في خيال المستعمرين . وقد وطدت هذه القناعة عنصر الخيال ، الذي ظل حكراً لعلوم الشعر والغواية ، في علم السياسة. واسترداد الخيال الى علم وعمل السياسة مما اوحى به كتاب جليل الخطر في مفهوم الأمة ونشأتها صدر لبنديكت اندرسون عام 1983 وعنوانه جماعات بنت الخيال: نظرات في أصل القومية وانتشارها. فلم تعد الأمة كما جرى تعريفها قبل أندرسون بأنها نتاج ملموس واقعي حتمي تأسست عمداً أو "موضوعياً" بفضل عوامل مثل وحدة اللغة والاقتصاد والتاريخ وأشجار نسب أهلها وغيرها. وهذا تعريف يجعل من الأمة حدثاً سعيدا كامنا ينتظر لحظة الميلاد. غير أن الأمر خلاف ذلك . فالأمة ، حسب رأي أندرسون، تحققت في الواقع بمحض نفثات خيال أهلها وقادتهم. ولذا كان قصورنا في المستعمرات السابقة عن بناء الامة الجديدة عرضاً من أعراض داء عضال أصاب خيالنا الذي به تصنع الأمم.

وبناء على قول أندرسون لا تبدو خيبتنا في بناء الدولة الوطنية مردودة الى جهل منا بحرفة صناعة الدولة وإن كان من الواقعي ان نعترف بما شاب تلك الحرفة عندنا من نقص وقصور. انما اصل خيبتنا حقاً اننا لم نصطحب الخيال في بنائها. فالصفوة في الدول المستعمرة قد تربت على فكرة أن الغرب هو النموذج الأمثل ومسك الختام للتقدم . وقد أفرغ هذا الاعتقاد المثقف من كل قوة وحيلة ونباهة. ولعله من سوء الصدف ان تزامن استقلال افريقيا، بما استتبعه من بناء للدولة الوطنية، مع اندلاع الحرب الباردة. فقد افسدت هذه الحرب خيال بناة الامة الآخذة في التحرر فساداً كبيرا. وكانت هذه الحرب في جوهرها سوقاً يعرض فيه كل من المعسكرين، الرأسمالي والاشتراكي، مشروعيهما الايدلوجيين ونمط دولتيهما كنماذج مضمونة النجاح متى ما اخذ بها، او قلدها، الأفارقة وغير الأفارقة في بناء الامة. وكان من شأن هذا الترويج للنظامين ودولتيهما كنهجين لا معقب عليهما (على بناة الامة الجديدة ان تأخذ بواحدهما ولا مزيد)، في قول بازل ديفدسون، مؤرخ افريقيا ذي النظر السمح الدقيق، أن عكر صفاء افريقيا في التفكير المعزز بالخيال الخصب الطازج في حقائق ودقائق الاستعمار وعواقبه لبناء الامة بابداع وللمدى الطويل. واضاف ديفدسون أن حمى ولاءات واستقطابات الحرب الباردة خنقت في المهد كل جدل بذهن مفتوح في شكل ومحتوى ومآل الدولة الوطنية الناشئة او في ابتكار نظم لم تخطر لبشر من قبل. وقد استغرب ديفدسون كيف ان الدولتين الكبيرتين، أمريكا والاتحاد السوفيتي قد جردتا الأفارقة ومن لف لفهم من المستعمرين السابقين من ملكة تجذير ابداعهما في اممهم الجديدة. والعهد بامريكا أنها كانت رائدة التقدم والجذرية السياسية والاجتماعية في القرن التاسع عشر وكان الاتحاد السوفيتي قد راد هذه التقدمية و الجذرية في أوائل القرن العشرين. فقد حالت المصالح الاستراتيجية دون أمريكا ودون الإذن للأفارقة استصحاب إبداعهم السياسي الثوري لبناة الأمم الجديدة. ومن الجهة الأخرى تناقصت جذرية الاتحاد السوفيتي بالذهنية الامبرالية التي ورطته فيها الستالينية، التي انقطعت عن نبض الثورة الأولي، واستعانت بالمخابرات في مشروعها السياسي العالمي بدلا عن محص ثقتها للتقدمية الاجتماعية حيث كانت واحترام تجلياتها العديدة في الدنيا.

ولما اسلمت الصفوة زمام خيالها للنموذج الأوربي من نقل كربون لوستمنستر أو السوفيتات او الرأسمالية اصبحت مهمة بناء الدولة "نقشاً" من هذه النماذج لا استجوابا ومحاكمة واستنفاعاً منها. ولذا تساءل بارثا جاترجي، الكاتب الهندي المشهور، وحال المثقف المستعمر على ما رأينا من بؤس وفساد خيال ، عما تبقى لهذه الصفوة من مخيلة حين لم تزد مهمتهم عن " تخيل" أمتهم من نماذج كان الغرب أنشأها أول مرة.

وقد وجدت مصداقاً لقول اندرسون في تأمل غير خبير للتجربة الامريكية في بناء امتها ودولتها. فلم يكن مقدوراً في لوح السياسة المحفوظ ان تكون الولايات المتحدة هي البلد الواحد الذي عليه حالها اليوم. ولو لم يسعف الخيال والأريحية آباءها المؤسسين لكانت الولايات المتحدة ولايات متناثرة. فقد واجهت أمريكا في 1787 مأزقاً سياسياً صعباً بعد نجاح ثورتها وحصولها على استقلالها من انجلترا. فقد تفرق أهلها شيعا لما زال العدو الذي جمعهم على عروة وثقى. فقد كان منهم من يريد للبلد ان يكون دولة واحدة كما كان منهم من يريد لها أن تتفرق ايدي سبأ وان تستقل كل ولاية بأمرها. وكانت الولايات على تلك الأيام (13) ولاية في حين بلغت الآن (50) ولاية. واتسعت شقة الخلاف للدرجة التي عجزت بها الحكومة الفدرالية، بقيادة واشنطون، عن تصريف امور الحكم. وباعتراف بالعجز غير مسبوق اصدرت تلك الحكومة مرسوماً في 21 فبراير 1787 علقت فيه مسئولياتها جملة واحدة حتى يتراضى الامريكيون على ميثاق جديد لدولة فدرالية إن شاءوا.

نبهني الى مأثرة هذا التواضع السياسي الجليل الكس دي توكفيل (1805-1859) الفرنسي الذي زار الولايات المتحدة مبعوثاً من مصلحة السجون الفرنسية ليتعرف على نظم الجريمة والعقاب فيها. غير ان توكفيل سرعان ما نما شغفاً بدراسة الديمقراطية الامريكية. وكان أن ادار ظهره لبؤر التضييق والعقاب التي كانت أصل مهمته الاولى وانجذب الى منابر الحرية في أمريكا يدرس صحوها وعافيتها. وكتب توكفيل الجزء الاول من كتابه الديمقراطية في امريكا ونشره في 1835 بينما صدر الجزء الثاني منه في1840. وهو كتاب يعتمده الامريكيون حتى في يومنا الراهن مرجعاً عمدة في نظمهم السياسية.

تأنى توكفيل متأملاً تعطيل الحكومة الفدرالية الامريكية لاشغالها حتى تعود الامة الى بينة من امرها. وقد عادت الامة الي هذه البينة في 1789بعد عامين من انعقاد مؤتمر مندوبي الولايات الذي تراضى على أصل دستور الولايات المتحدة الحالي. واستحوذت حادثة استعفاء الحكومة الفدرالية على لب وخاطر توكفيل. فقد رأها أبهى ما مر بالقطر من الايام. فحتى حرب الاستقلال الامريكية، في رأي توكفيل، تقصر عن نبل لحظة إحالة الحكومة الفدرالية نفسها للإستيداع. فمن رأي توكفيل ان نصر الامريكيين على البريطانيين لم يكن معجزاً وقد ظاهرتهم عليه فرنسا القوىة وكان بينهم وبين الدولة البريطانية مسافة باذخة فوق هول المحيط الاطلنطي. ولم ير توكفيل، من الجهة الثانية، في حرب الاستقلال الامريكي بأساً لم يقع اشد منه في الثورة الفرنسية. غير ان قلبه وعقله وقلمه تعلق بعظمة استعفاء الحكومة الفدرالية حين هان امرها على الناس. لم يكترث توكفيل للمقاومة و أهازيج الحرية ورفع العلم في الرابع من يوليو بل للحظة التي قررت الحكومة أن الحل في الحل "وهجست" بعدها الامة تفاوض في خلقها من جديد. وسيكون قريباً من زاوية نظر توكفيل هذه لو استصفى ورثة الزعيم الازهري يوم استقالة وزارته في 1956 رضوخاً لإرادة الامة الممثلة في البرلمان بدلاً من يوم رفع العلم. أو لو كنا قبلنا اقتراح الجنوبيين بالفدرالية اساساً لبناء أمة ما بعد الاستعمار بدلا عن هذا التاريخ الحزين الآخر. لما استصفى توكفيل لحظة تهافت الحكومة الفدرالية كلحظة الخلق الحق لأمريكا قال فيها مايفوق الشعر في الثناء عليها:

(فمن الطارف في تاريخ المجتمعات ان ترى شعباً عظيماً يعيد النظر بعين ثاقبة في نظم حكمه حين اتفق للسلطة الشرعية القائمة ان عجلة الحكم قد غاصت في الوحل وتوقفت. من النادر ان ترى مثل هذا الشعب يدير هذه العين اليقظة في سعة ولؤم الشر المحدق به، ويصبر خلال سنتين طويلتين حتى يعثر للداء السياسي على الدواء الناجع. وقد اقبل هذا الشعب يتجرع غصص مرارات هذا الدواء بغير ان تذرف البشرية دمعة واحدة أو ان تتفصد قطرة دم. ولقد امتلكت امريكا ناصية ميزتين لما انكشف لها قصور دستورها الأول عن الوفاء بالحاجة وهما الصفاء الهادئ الذي جاء في أعقاب صخب وهيجان الثورة وفريق حاذق من الرجال الذين قادوا الثورة حتى بلغت مراميها.)

كانت مأثرة بناة الدولة الامريكية، الذين وصفهم توكفيل بالحذاق، موضوع كتاب جديد للمؤرخ الامريكي بيرنارد بيلن عنوانه بدء العالم من أول جديد . فقد جاء الكتاب بآيات إبداع هولاء الرجال الذين تخيلوا الامة واقعاً مجسداً من عدم. فقد قال إنهم تجرأوا حتى اشتغلوا باكتشاف الغموض المحير الذي يلتبس بقيم الحرية. فلم تكن أمريكا شيئاً مذكوراً على ذلك العهد. فقد كانت مجرد إقليم على هامش اوربا العتيقة المستنيرة. ولم تفت هذه الريفية في عضد فكرها وخيالها بل استثمرت طزاجتها البدوية هذه ولم تسمح للعقائد الأوربية التليدة المعتقة في صوالين الفكر بخنقها او مصادرتها. وقد علق من استعرض كتاب بيلن لجريدة النيورك تايمز قائلاً:

كان الآباء المؤسسون للدولة الامريكية من أكثر الجماعات حذاقة في التاريخ الحديث. فقد جرى تحذيرهم مراراً وتكراراً من قبل الاوربيين من الشطح وتحدي ما اتفق لأوربا من تقاليد وعقائد. لم يكن لاوربا ان تصدق أن بوسع هؤلاء الامريكيين القاطنين براري العالم أن يأتوا بشئ لم تأته أوائل أوربا من أهل السند والمدد. ولم تصدق اوربا ايضاً انهم سيبتدعون نظاماً للحكم أوفر حرية وابقى على الزمن مما اتفق لحواضر أوربا الباذخة." فلقد تداعى هؤلاء الآباء الى ابتداع الامة وتداولوا الأمر بينهم طويلاً حتى بلغوا معاً الى القناعة بأنه بالوسع تأمين الحرية الفردية في نظام معقد من توازن وفصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والولائية في إطار دستور جامع. وقد لاحق الآباء الدستور بالتعديل والاصلاح حتى جعلوا منه عهداً في توازن القوى وعهداً في حقوق المواطن.

وتبقى ما تزال مهمة تخيل الأمة وبنائها من واقع الحطام المشاهد في معظم البلاد التي استقلت من الاستعمار الأوربي. ويحتاج هذا الى نظرية غراء للتحرر الوطني. وأول أمر هذه النظرية هو استرداد خيالنا (وهو طاقة لا تعني "تراثنا" وإن التبست به بوجوه عديدة) بإزالة الأثر الاستعماري استرداداً قائماً، في وصف احدهم، على "منطق من الجرأة". وقد قال بازل ديفيدسن ، ذو الكتابات المؤثرة عن أفريقيا ، بشيء قريب من هذا . فقد قارن ديفيدسن هذه الجرأة بالجنون مستفيداً من كلمة مروية عن توماس سانكرا ، رئيس دولة بوركينا فاسو القتيل في آخر الثمانينات ، دعا فيها الأفارقة إلى التحلي بدرجة مناسبة من الجنون ليقووا على تغيير أفريقيا. وقال سانكرا إن هذا الجنون لابد أن يأتي من الشجاعة التي تجعل المرء يدير ظهره للصيغ القديمة ، ومن التقحم الجريء لمروج المستقبل. فالمهمة الراهنة ، في نظر سانكرا ، هي اختراع المستقبل.

من لنا بجرعة من جنون سانكرا العذب القتيل


Post: #26
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-26-2004, 09:13 PM
Parent: #25


أبنـــوسة

لاهوتُ البَيْتِ الأَبْيَض!
كمال الجزولى

[email protected]

(1)

(1/1) عبَّر الأب القمص فيلوثاوس فرج ، كاهن كنيسة الشهيدين بالخرطوم ، عن سعادته الغامرة بالفرصة التى أتيحت له لحضور "فطور الصلاة القومى" بواشنطن يوم الخميس 6/2/2003م ، ضمن ثلاثة آلاف شخصية من مائة وأربع وخمسين دولة ، بمشاركة ثلاثة رؤساء، وواحد وعشرين وزيراً ، وحشد من أعضاء برلمانات العالم ، بالاضافة إلى عدد كبير من السناتورات وأعضاء الكونغرس الأمريكى. ووصف أبونا المحترم كيف جلسوا كل عشرة إلى مائدة ، وكيف دخل الرئيس بوش عليهم فى موكب "هادئ" من أعضاء حكومته "العسكرية" ، وكيف تحول اللقاء إلى "كنيسة مؤمنة" تبارى "رجال الدولة الأمريكية" فى إلقاء "مواعظهم الروحية" من على منبرها ، وهم يطلبون من الحاضرين أن "يصلوا" لأجل أمريكا ، فكل "موعظة" تنتهى "بصلاة" ، وبين كل مقطع وآخر فى "الصلاة" تصدح "الأناشيد" و"الترانيم". ولم يفت أبانا المبجل أن يبدى إعجابه الشديد بتلك "الخلفية اللاهوتية" ، ولكنه خص بالاعجاب "موعظة" الرئيس الأمريكى التى استندت إلى "العظة على الجبل" ، ومنها: "كونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم. ولا تدينوا فلا تدانوا. ولا تقضوا على أحد فلا يقضى عليكم. أغفروا يغفر لكم" (إنجيل لوقا الطبيب ، الاصحاح السادس) وإلى ذلك إعجابه أيضاً "بموعظة" مدير جهاز الأمن الأمريكى التى استند فيها ، بصفته "صاحب أمر ونهى" ، إلى قصة القائد العسكرى وعبده المريض مع السيد المسيح (إنجيل لوقا ، الاصحاح السابع) ، مما جعل البعض يرى فى الكلمة دليل "إيمان قوى" ، وآخرين يرون فيها استعراضاً "لقوة المخابرات" ، ولكن الأب القمص يرى أن "الأمر واضح ، وهو أن الله بيده أمور حياتنا لأنه ضابط الكل". ويختم مقاله بأن الصلاة لم تقتصر على حضور الافطار وحدهم ، بل كان ثمة ، فى الواقع ، "عشرة آلاف فى واشنطن يحنون ركبهم أمام الرب الجالس على عرشه لكى يحفظ أمريكا .. ويعطيها سلامها المنشود ، ويضمِّد جراحات اليوم المشئوم الحادى عشر من سبتمبر ، والله مجيب الدعوات (الأيام 16/3/2003م).

(1/2) وابتداءً نهنئ أبانا بسلامة الوصول ، ونردد خلفه الدعوات الطيبات بأن يضمِّد الله جراح أمريكا ويمُنَّ عليها بسلامها المفقود وطمأنينتها الضائعة. ولكنا نستميحه العفو أن نتودد إليه بعتاب رقيق ، فبعد ما لا يزيد على الأسبوعين من انفضاض مائدة "اللاهوت" البديعة تلك، وما لا يتجاوز الأربعة أيام على نشر مقالته المشار إليها ، وقعت المأساة التى ظل العالم يتوقعها بقلوب واجفة ، ويسعى لتداركها بالظفر والناب ، حيث انطلق "كرادلة" البيت الأبيض الجدد ، و"كهنته" و"قساوسته" و"شمامسته" ، يفتحون أبواب الجحيم كلها على ملايين الناس فى العراق ، ويصُبُّون فوق رءوسهم نيران أبشع آلة حربية عرفها التاريخ البشرى ، تشوى أجسادهم ، وتسيِّح أمخاخهم ، وتفتت عظامهم ، وتمضغ لحومهم وتثفلها ، بين كلِّ ثانية وأخرى ، على حين لا تكفُّ "أبرشية" الرعب هذه عن ترديد زعمها بأنها إنما تفعل ذلك لإنقاذ هؤلاء الناس بإخراجهم من "نير" الدكتاتورية والقمع إلى "نور" الديموقراطية والسلام! ومع ذلك فقد خلت مقالة أبينا ، تماماً ، من أىِّ توقع ، ولو باهت ، لسيرة هذه الرحمة المُهدرة ، والدم المسفوح ، والأرواح المستباحة ، دع عنك أوهَى إشارة ، ولو عابرة ، لما جرى ويجرى فى بيت المقدس ، وبيت لحم ، وجنين ، وحيفا ، وغزة ، بل وفى "كنيسة القيامة" ذاتها ، بينما "يهوذا" يرفل ، ما يزال ، فى قميص "الناصرىِّ" ، يستقبل ضيوفه ، بهدوء "القديسين" وسكينتهم ووقارهم ، ليعظهم على "فطور الصلاة" بألا "يقضوا" على أحدٍ ، ولا "يدينوا" أحداً ، وأن يكونوا "رحماء" .. مثلما الرب رحيم!

(1/3) مهما يكن من أمر ، وكى لا ينخدعنَّ منخدع بشكلانية الخطاب الدينى الذى ظل يستخدمه هؤلاء "الأنبياء الكَذَبَة" ، فقد أعلن كاردينال كنيسة روما أن تنفيذ الادارة الأمريكية لقرارها بشن الحرب على العراق لا يعتبر ، فحسب ، خيانة لمبادئ الشرعية الدولية والسلام العالمى ، وإنما أيضاً ، وفوق ذلك ، بل قبل ذلك كله ، خيانة "للانجيل" نفسه (راديو مونتى كارلو ، ظهر20/3/2003م).

(2)

(2/1) المأساة ، من هذه الزاوية التى انتبه إليها كاردينال روما على عكس كاهن كنيسة الشهيدين بالخرطوم ، لم تقع بغتة أو على حين غرة. وثمة كتابات الآن في الصحافة الأمريكية تهتم بالأثر الذى يطبعه ، فى الوقت الراهن ، نمط التديُّن الشخصى أو التصوُّر الدينى الخاص، على الدوافع والمحفزات التى تشكل الخلفية الفكرية والأيديولوجية لصانعى القرار السياسى والاقتصادى والعسكرى الأمريكى ، مع التركيز ، بوجه خاص ، على بوش الابن. ولعل أهم هذه المواد الملف الوافى الذى نشرته "نيوزويك" في عددها الصادر بتاريخ 10/3/2003م ، والذى ساهم فى إعداده إثنان من كبار الكتاب المشاركين بالمجلة هما هاوارد فاينمان بمقالته "بوش والرب" ، وكينيث وودوارد بمقالته "البيت الأبيض: إنجيل على نهر البوتوماك" ، بالاضافة إلى القسيس مارتن مارتي ، الأستاذ بجامعة شيكاغو والرئيس السابق للجمعية التاريخية الكاثوليكية الأمريكية ، بمقالته "خطيئة التكبر". كما نشير أيضاً لمقالة القسيس فريتس ريتشس "عن الرب والإنسان في المكتب البيضاوي" والتى نشرتها "واشنطن بوست" بتاريخ 2/3/3003م، وغيرها.

(2/2) ومن أبرز ما يمكن استخلاصه من جملة ما توفره هذه المواد من وقائع ومعطيات تاريخية أن التديُّن الذى شكل مدخلاً شخصياً لبوش الابن للتخلص من إدمان الكحول الذى كاد يعصف بحياته العائلية قبل العام 1986م ، تاريخ إقلاعه عنه وهو فى الأربعين من عمره ، شكل ، فى ذات الوقت ، أحد أهم مداخله للانخراط فى العمل العام ، أو بالاحرى مداخل بعض المحيطين به من ممثلى القوى الاجتماعية المتحلقة حول اليمين المسيحى الصهيونى فى الولايات المتحدة لتوجيه نمط تديُّنه الشخصى فى الاتجاه الذى يخدم المصالح العليا لتلك الفئات والشرائح ، وذلك بالنظر إلى خصائصه العائلية المائزة التى ظلت تؤهله منذ وقت باكر ، كما فى التقليد الأمريكى ، للعب أدوار مُقدَّرة الأثر والخطر فى الحقل السياسى. وقد كان هو نفسه، بطبيعة الحال ، واعياً بتلك الخصائص العائلية ، على نحو ما ، وبمستوى غذى لديه دائماً الشعور "بالحق فى القيادة". ويتكون هذا التيار الأصولى ، بشكل أساسى ، من خليط من رجال المال والصناعة (النفط بالأخص) والدوائر البنكية ، من البروتستانت ، البيض فى الغالب ، أتباع الكنيسة المعمدانية Babtist أو المنهجية Methodist التي ينتمي إليها بوش ، ودوائر وقوى ضغط صهيونية نافذة فى ذات المجالات الاقتصادية ، وتضع فى رأس أولوياتها إعادة ترسيم المنطقتين العربية والاسلامية ، وتقسيمهما إلى كانتونات صغيرة فى محيط الامبرطورية الاسرائيلية (الرومانية الجديدة) التى تأمل فى إقامتها على رقعة من الأرض لا تحدها ، بالضرورة ، فلسطين المحتلة ، بما فى ذلك الضغة الغربية نفسها. ويلاحظ كثير من الباحثين أن لهذا الفريق اليد العليا فى رسم سياسات هذا التحالف اليمينى المسيحى الصهيونى. أما أتباع الكنيسة الكاثوليكية (قرابة 60 مليون) ، فليس ثمة ما يقرِّب بينهم وبين هذا الحلف لعوامل سياسية ودينية تاريخية.

(3/2) الثابت أن بوش ، الذى يقف الآن على رأس هذا التحالف ، لم يكن يولى الجانب الدينى، فى مقتبل عمره ، اهتماماً يذكر ، وإن كانت والدته المتديِّنة باربارا قد حاولت ، مؤخراً ، أن تتباهى ، على خلاف الحقيقة ، بأنه كان يميل لقراءة الانجيل فى صباه ، غير أنه، عندما سمع قولها ، علق ، مبتسماً ، بأنه لا يذكر شيئاً من ذلك! ولعل دون إيفانز ، صديق عمره المقرب ووزير التجارة الحالى فى حكومته ، قد لعب دوراً مهماً فى حفز توجهاته الدينية المحددة ، حيث استطاع إقناعه عام 1975م بالانضمام معه إلى حلقة دراسة جماعية للانجيل بواشنطن. وكان البرنامج يقتضى دراسة نص واحد من "العهد الجديد" ، بحيث يتم إكمال فقرة فى كل أسبوع. وبانقضاء عامين من ذلك كان بوش ، مع إيفانز وثمانية زملاء آخرين ، قد أكملوا تدارس "إنجيل لوقا". ويشدد فاينمان ، هنا ، على أمر فى غاية الأهمية ، وهو أثر تلك الفترة على التكوين الثقافى لرئيس الولايات المتحدة القادم. فها هو نتاج التعليم النخبوى العلمانى هذا ، من أندوفر إلى ييل إلى هارفرد ، يطالع باهتمام ، لأول مرة ، كتاباً بأكمله من الغلاف إلى الغلاف هو الانجيل (!) هكذا منحه برنامج الدراسة الجماعية للانجيل رؤية فكرية لم تتح له من قبل ، بالمقارنة مع زملائه الآخرين الذين ربما كانت قد أتيحت لهم مصادر معرفية أخرى فى السابق. فإذا أضفنا إلى ذلك أنه قد قرأ ، لاحقاً ، ما ظل يعتبره ، منذ ذلك الوقت ، كتابه المفضل الذى لا ينام ليلة دون أن يطالع صفحات منه ، إلى جانب الانجيل (!) وهو كتاب القسيس أوزوالد شامبرز الذي توفى في مصر عام 1917 بينما كان منكباً على "وعظ" الجنود البريطانيين والأستراليين بالزحف على القدس (!) لتكوَّنت لدينا فكرة واضحة عن ثقافة وفكر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، وما يعنيه البعض حين يصفونه بأنه ثمرة الانجيل. يتبقى ، بعد ذلك ، أن نتدبر ما إذا كان هذا الوصف قائماً على جوهر حقيقى أم محض رؤية شكلانية للانجيل ولعلاقة الانسان بالرب

(نواصل)

شاموق .. وأنا!

كتب الأستاذ أحمد محمد شاموق فى عموده "بين النقاط والحروف" (20/3/2003م)، معقباً تحت عنوان "كمال الجزولى وجه من وجوه الصراع" على مقالى بعنوان "دارفور: كيلا نمسح الدهن فوق الصوف" ، والذى نشر الأسبوع الماضى فى هذا المكان (17/3/2003م)، وسأتجاوز عما بدا لى غير لائق فى كلمة شاموق من وصف لما ورد فى مقالى "بالغمز واللمز"، رغم أن هذا مما يغضب من كان مثلى يتوكل على الحى الذى لا يموت ويكتب بصريح العبارة.. نعم سأتجاوز لكى أنفذ إلى عرض حال مشكلة قائمة بينى وبين الأستاذ شاموق، وهى أنه "اعتاد" ، فى ما يبدو ، على "اختراع وقائع" عنى لا تمت إلى الحقيقة بصلة. فقد أصدر قبل سنوات طوال كتاباً عن بعض الشخصيات الفكرية والسياسية والثقافية فى السودان ، وفى الجزء الذى خصصه للكتابة عن شخصى المتواضع نسب إلىَّ عائلة ليست عائلتى ، وأولاداً لم أخلفهم فى حياتى ، وكتباً لم تصدر عنى بعد! وبلغ الأمر حداً من الخطر أن وثق البروفيسير عون الشريف قاسم فى الكتاب فنقل منه عنى فى موسوعته للأنساب .. وشرب المقلب! وإذا كنت أشكر للبروفيسير زيارته الكريمة لى للاعتذار والحصول على الحقائق لأغراض الطبعة القادمة ، فإننى أستغرب أن يعود الأستاذ شاموق ليقول بالحرف فى تعقيبه على مقالى: "من إيجابيات المقال إنه قال لنا إن الانقاذ تلعب السياسة بكفاءة عالية ، وإنها تملك القدرة على مراجعة نفسها والتراجع عن ما لزم بعض مراحلها من سلبيات ، وإنها تملك المرونة وهى تنظر هنا وهناك ، وتلتفت أحياناً إلى القادم البعيد لتقدر متى يصلها"!! إنتهى. ويا أخى شاموق (ورب أخ لك لم تلده أمك) أنا لم أقل حرفاً مما "قوَّلتنى"! أنا قلت عكس هذا الكلام حرفاً حرفاً ، فاترك لى كلامى ، ولا تنسب لى غيره مثلما سبق أن نسبت لى أهلاً غير أهلى وعملاً غير عملى .. أرجوك!
.
.

Post: #27
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-28-2004, 00:26 AM
Parent: #26



أبنـــوسة


القرآن نص تاريخي وثقافي
مقابلة مع نصر حامد أبو زيد

هذه المقابلة الدمشقية مع د. نصر حامد أبو زيد حملتُها بين أوراقي شهوراً عدة، وكنت أتمني أن تُنشَر في مصر التي يحملها أبو زيد في قلبه، رغم المنفى. أما الجولة الصغيرة في أحياء دمشق القديمة، وصولاً إلى مقبرة باب الصغير، حيث يرقد جثمان الشاعر نزار قباني، فآهٍ لو أنها كانت ممكنة في شوارع مدينة القاهرة! لكن مصر النهضة والثقافة والمؤسَّسة الجامعية باتت اليوم تضيق ليس فقط بفكر نصر حامد أبو زيد، بل بوجوده الجسدي على أرضها، وحتى بكتبه التي سُحِبَت من المكتبة العامة في الجامعة.
قد يقول قائل إن الفكر الحرَّ والنقدي محكوم عليه أن يبقى أقلَّوياً، لكن المصيبة الكبرى أن عناصر التخلف والتقليد الأعمى واللاعقلانية صارت اليوم ثقافة تلفزيونية جامعة يروِّج لها في أوساط الملايين أشخاصٌ من أمثال الداعية عمرو خالد، ومن قبله الشيخ محمد متولي الشعراوي؛ هذا في الوقت الذي تُغلَق فيه أبواب المؤسَّسات الأكاديمية العربية، وعلى رأسها الجامعة المصرية، في وجه آخر ممثلي تيار النهضة العربية الذي بدأ بالشيخ محمد عبده وطه حسين، ويجب أن لا ينتهي مع نصر حامد أبو زيد. لكن هذا الأخير لم يُحرَم فقط من بلده وأهله ومنصبه الأكاديمي، لكنه حُرِمَ أيضاً من طلابه ومُنِعَ، زوراً وبهتاناً، من أن يزرع في عقول الأجيال الجديدة الفكر النقدي العقلاني الذي أخذه عمَّن سبقوه وطوَّره، والذي بدونه لا قيامة للعرب وللمسلمين من سباتهم الطويل.
محنة نصر حامد أبو زيد هي محنة الثقافة العربية في عصرنا الراهن؛ وكرامة أستاذ الجامعة الجريحة هي كرامة البحث العلمي واستقلاليَّته المستباحة على مذبح الإيديولوجيا القروسطوية بمكوِّنيها الرئيسين: السلطة السياسية المستبدة، والسلطة الدينية المتحجِّرة. ورهان نصر حامد أبو زيد هو رهان المستقبل، والإسلام المنفتح، والتسامح الديني، والحرية المستعادة.
يبقى رجاءٌ أخير عند قراءة هذه المقابلة: أن لا يستلَّ جندُ الظلمات والتكفير سيوفهم من أغمادها ويصرخون مجدداً: "وإسلاماه!" ولعلهم يقبلون – ولو لمرة! – أن يفتحوا عقولهم للتأمل والنقاش. فالقلم ينادي القلم، والفكر ينادي الفكر. وأين للسيوف الصدئة أن تنال من هذا الفكر المتألق!
محمد علي الأتاسي
.




.

Post: #28
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Nada Amin
Date: 04-28-2004, 04:24 PM
Parent: #1


أنا معجبة جدا بأبنوسة و اسهاماتها معنا على المنبر الحر، أتمنى أن يسعفها الوقت للمشاركة أكثر فنحن نستفيد حقا من كتاباتها الرصينة.

شكرا يا جعفر بشير على هذه الاضاءات و اتعشم أن تتحفنا بسيرة ذاتية مختصرة عن أبنوسة لو امكن.

Post: #29
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-29-2004, 01:13 AM
Parent: #28


ندي أمين

تحياتي

أعتقد أن الاستاذة ليلي صلاح تمتلك ذلك النوع من السيرة الذاتية الذي يمكن أن يصبح في حد ذاته قطعة ابداعية ...

لن اعدك الا بشيئ واحد
لن تكون أبدا مختصرة ...


كل الود
.
.

Post: #30
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 04-30-2004, 00:29 AM
Parent: #29



مرة اخري مع الأستاذة ليلي

هنا نوع آخر من القضايا وبغض النظر عن الاشخاص والظروف المحيطة والجهات التي تمسها الا ان القضية تعتبر في مجملها حرية التعبير والفكر.
وهي ليست بقضية بسيطة اذ ان هنالك الكثير جدا من القضايا المشابهة في الوطن العربي والاسلامي بصورة محددة وفي العالم بصورة عامة.
ان حرية الفكر والتعبير هي جوهر الديموقراطية وهي قيمة جوهرية في كل الاديان وقيمة مكفولة للجميع بداهة ولكن العامل السياسي والنزعة السلطوية لدي الجماعات الدينية حولت هذا الحق البديهي والذي نصت عليه كل الأديان والاعراف الي هبة ومنحة يعطي لمن رضي عنه ويمنع عمن لا يتفق مع اراء تلك السلطة او الجماعة وليست المسالة هي حالة فردية فيما يخص مجتمعاتنا اناه في الحقيقة وللأسف الحالة العامة.

هذه القضية تعتبر أساسية وجوهرية اكثر لكل من يعمل في مجال الاعلام اذ ان سلاحه الفعال الذي يعتمد عليه هو حرية التعبير ويكل تأكيد فانه يمكن أن يشعل حربا في حالة اية محاولة لتجرديه من هذا السلاح .. اذا ليس الأمر غريبا ان تهتم الأستاذة ليلي بهذا الجانب بل بالعكس اعتقد أن هذه المسالة من المفترض أن تكون أولي أولوياتها.

ولكن هنا فرق أيضا واثارة لقضية أخري..
ان هذه السلطة السياسية والسلطة الدينية لا يمكنها بمفردها ان تقمع الاخرين وأن تصادر حرية الراي وفي ذات الوقت لا يمكنها الاسغناء عن الاعلام مطلقا في عالم اليوم.
وبالتالي هنالك نوع من هؤلاء الاعلاميين الذين يتواطأون من السلطتين الدينية والسياسية في مصادرة حرية الاخرين وقمعهم ...
اذا بغض النظر عن اختلافنا الفكري مع الاخرين لا اعتقد انه علينا أن نتواطأ في قمع أحد أو أن نصادر حرية أحد طالما لم تتلوث يداه مع هذه السلطة التي تحاول قمعه في كل ما تلوثت به اذ أنه في هذه الحالة يكون هو مشاركا اصيلا في الفعل ... ةجزءا من ذلك النظام وتكون المسالة هنا عبارة عن خلافات داخلية وليست قضية حرية أو رأي ...

اذن مرة اخري نلتقي مع الاستاذة ليلي في قضية مختلفة تحتاج لوحدها ان نفتح الاف الملفات ... ملفات الحريات الاساسية في المجال الاعلامي والفكري ...

جانب آخر من جوانب الأستاذة ليلي



Post: #31
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: أبنوسة
Date: 04-30-2004, 12:51 PM
Parent: #30

أخي أبو آمنة

دعني أقول شكراً، وأنا أنحني لتقلد هذا العقد الذي طوقت
به عنقي، أعلم تماماً أنني أتقاصر أمام هذه الصورة التي
رسمتها


، وليس في الأمر إدعاء للتواضع، فقد حملني هذا
البوست مسئولية كبيرة سأسعى أن أكون قدرها.
منذ بداية دخول هذا العالم والذي ربطني بأصدقاء
أعزاء، ووجدت فيه متنفس، أو لك أن تقول طوق نجاة من
عوالم النساء الفارهات "والتعبير لنادوس ويعني به بعض
نساء مغتربي الخليج"- ولم يكن الامر طوق نجاة لي وحدي
فقد كان أيضاً لأخريات يشاركن هنا وأجد في مشاركاتهن
النضج والمثابرة، خاصة أنني حضرت أو أحضرت إلى الخليج
على حين غرة، فقد إلتقيت ونادوسي على هامش منتدى جامعة
القاهرة فرع الخرطوم، وقصيدة ورواية فحديث وإبتسام لأضبط
نفسي متلبسة بحالة حب، وبجنونه الذي يجيد إخفاؤه خلف
مظهره الهادي الأنيق جمع أصدقائي وصديقاتي، وفجأني
وفاجأهم حين طلب إيدي منهم.
كنا وقتها وبعض صديقاتي قد أعلنا تضامنا مع سلمى بعد
إنهيار برج عشقها، ليس كما إنهارت أبراج نيويورك، ولكن
بفعل تخلي حبيبها عنها، فأنهار النموذج بدواخلنا، ففي
إطار هذا التعاطف وروح التمرد التي تتملكنا أعلنا
جمعيتنا "أعلنت طريقي لا وهم....ولا رجل"والتي إنهارت
بإعلاني الإستسلام والدخول في عوالم الرجل وإن بقت اللا
الأولى "لا وهم"، وتبعتني إنتصار والتي إستسلمت على يدي
صديقنا الصادق ثم تبعتها الأخريات.
أخي أبو آمنة ومن شرفوني بهذا الإطراء

دعوني أتدثر بأبيات الصديق الصادق الرضي، ومن غيره يرسم
قلق هذا الجيل فأكون أنا

كنت وراء الصدفة
نفسي ورائي ولي فوانيس أراك !
كنت أقصى دهاليز المملكة
ألملم زكائب البصيرة
على عكاز الحس
أرتب بداهات لا تصلح إلا للخرق
وكنت دانية

تبعت حبيبي إلى الأقاصي، ودائماً على
إستعداد إلى الذهاب برفقته إلى حافة الرحيل، (آمل ألا
أخيب ظن الجندريات)، فنادوس رجل بقامة وطن وصديق برقة
الطفل. أهداني شهد ومحمد ومؤيد ومكتبة يقل عدد الكتب بها
عن 500 كتاب بقليل، ونصفها من الكاسيتات معظمها لمصطفى
سيد أحمد (صديقه الذي رحل دون أن يودعه)، وبعض الأصدقاء
والصديقات.
أتيت الدوحة ولا أحمل سوى قلب عاشقة، وأشواق لحبيبي،
وذكريات فتاة تتمسح غبار الخرطوم وتهوى التسكع في أضابير
الكتب والطريق الذي يصل بين الإتحاد والداخلية، وتجربة
متواضعة في العمل الصحفي برفقة أصدقاء ولدوا عمالقة
فزاملت الصادق الرضي بصحيفة الغد ورغم أنه نديدي ولكن
تفصل بيني وبينه إبداعياً عدد من السنين الضوئية، وعادل
عبدالرحمن.
أتيت بهذا الرصيد ودلفت به إلى عدد من الصحف القطرية حيث
عملت بالوطن لفترة ثم إنتقلت إلى الشرق فالراية، وكانت
كل منها تجربة لها نكهتها الخاصة بها، فالبن الحبشي له
مذاقه وللبرازيلي طعمه.

=================================
وسأحاول المتابعة، رغم هروبي ولك ولخاطر ندا هذا بعض مني

Post: #32
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Nada Amin
Date: 04-30-2004, 04:04 PM
Parent: #1


أها.....

Post: #33
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: أبنوسة
Date: 04-30-2004, 06:10 PM
Parent: #32

عفوا لهذا الخطأ الفني.

Post: #34
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: أبنوسة
Date: 04-30-2004, 06:11 PM
Parent: #32

نص


كنا نضحك بغلٍ ...الأشياء حولنا كما هي ..السيارات التي أكثر من البشر ..الضجيج والشمس تصب جام غضبها علينا .. الضحك كان عادة نمارسها بدون أدني دلالة أو طعم ربما كنا بالتحديد نضحك من أنفسنا..
تلفت باحثة بعينيّّّّّ عن سلمي ورغم إنها كانت أكثرنا سخافة لكنها كانت المسكن الوحيد دواء السأم المنعش، إستهتارها كان خير عزاء لما كنا نعانية من خواء .. هاهي سلمي منهمكة في الحديث مع أحدهم لم يعنيني هو، تأملتها تتحدث وتمارس عادة الضحك الأبله، ربما كانت تجتر أحد الأراء التي سمعتها دون تفكير كالببغاء تماما ..كانت تدهشني مقدرتها المرعبة للتآلف مع الأحداث والأشياء إذ لم يكن يعنيها شيء البتة سوى إمتاع نفسها، والتنصل من أي مسئولية حتي تجاه ذاتها وخياراتها.
يوسف لم يستطع إخراجها من دائرة اللامبالاة هذه فتركها، لم تكن مكتوية بالنار مثل سارة (ضبطت نفسي أمارس هواية التحليل النفسي التي حاولت مراراً التخلي عنها).
إنتهي يوم جامعي آخر ممل، بدأت رحلة العودة برفقة رعد والذي عادة يبدأ في الحديث ولا يترك لي سوا الإندهاش لكل حكاية، فرعد لم يكن مجرد صديقي فقط وإنما نصف إله ايضاً.

- فاطمة أنت لا تحبين نفسك؟
-بلي أحبها
-كاذبة ولن أتحدث معكي إذا لم تكوني صادقة.
-أنا صادقة والل..
(تاملني قبل أن أكمل حديثي وأشاح بوجهه بعيداًعنيّ بأسف جعلني أبلع بقية قسمي)
(صمت لفترة)
-أعترف أنني لا اطيق نفسي لأنني لأنني......
-ليس مهماًلماذا ولكن لكي تحبي الأخرين ينبغي أن تحبي نفس أولاً(أعجبني هذا الإحتفال بالذات)تاملته مجدداًهذا الرجل النصف إله وأنا المراة المفتتنه التي بنصف قلب.
-حسناًأعدك بانني ساعيد صياغة خياراتي
-أيهم الفكرية أم العاطفية
-الفكرية طبعاٍ أما العاطفية فتعرف إنني إمرأة بلا قلب.
-أنتي ناقصة الأنوثة إذن.
-لاينقصني سوي ذاتي.
-أحس بأنك أدمنتي السؤال وبدون داعي أحيانا.
-أعرف أزمتي جيداً فانا أرفض فقط وبدون اي بدائل موضوعية.
-مادمتي تعرفين أزمتك فقد قطعت نصف الطريق نحو الحل.
-أخشي أن اكون حبيسة بالون فارغ؟
...........
لا أدري لماذا توقفت عن الحديث فجاءة لأتامل رعد.. الرجل الذي كان دوماً بجواري حتي صار كالهواء أتنفسه من دون أن أجرؤ علي لمسه أو إمساكه .. دوماً كان بقربي كان أكبر من ان أحس بانه بداية طريقي ..ما الذي أوقفني فجأة لست أدري ؟
فقط أدركت بانة هو....
لتنتقل اليه عدوى الصمت أيضاً ويلتقط نظرتي ويدي معاً فأتشبث بخياري وأكف عن طرح الأسئلة ........

Post: #35
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: أبنوسة
Date: 04-30-2004, 06:17 PM
Parent: #32


Post: #36
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Muna Abdelhafeez
Date: 05-01-2004, 07:58 AM
Parent: #35

أها .....
يا قول ندى أمين ..
ما زال الرعد داوي.. وكلنا تبلل بالمطر

Post: #37
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: HAMZA SULIMAN
Date: 05-01-2004, 09:03 AM
Parent: #36

ابنوسة
هى الالق الجميل
الله يحفظها ويرعاها

Post: #38
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: nadus2000
Date: 05-01-2004, 06:09 PM
Parent: #37

الأخ أبو آمنة
الأخت ندا
الأخوان معاوية وبهاء
والأخ الرائع حمزة

شكرا على هذا الإطراء الجميل، وإن كان له إفرازاته، حيث أن الطربقة بدأت، فعلى مستوى البيت أصبحنا أنا والعيال ما قادرين نتكلم معاها، وعلى مستوى البورد، أظنكم شايفين الرد أعلاه والذي تكرر إنزاله أكثر من مرة وتم مسحه.
الله يخلي ليك آمنة يا أبو آمنة ويديك العافية.

Post: #39
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-02-2004, 00:35 AM
Parent: #38



يا للسعادة

بيتنا الان القرنفل
قاع منزلنا البهار
وسقفنا الغيم الحنون

في البدء

يجب أن ابرئ نفسي ... ( بما يشبه الادانة )

عزيزي نادوس

الله يخلي ليك الصغار وأمهم ....
لكن بيني وبينك المسألة دي عايزة بحث دقيق ( قضايا الجندر وكدة ) وياخوي أعفيني من الباقي لانو نحنا علي الهواء السيبيري مباشرة والكلام ده بنقدر عليهو بيني وبينك لكن في البث المباشر ده صعبة
طبعا لازم اصلح معاك علاقاتي لانو كان حاولت تتآمر مع ام آمنة ... حاقع في شر أعمالي ... ولو قلنا حلينا مشكلتك يا ربي الصغار ديل .. عارف الا اجيب ليهم آمنة ... تتضامن معاهم

لكن في الاخر اعتمادا علي شهادة ابنوسة

أعلنا
جمعيتنا "أعلنت طريقي لا وهم....ولا رجل"والتي إنهارت
بإعلاني الإستسلام والدخول في عوالم الرجل وإن بقت اللا
الأولى "لا وهم"، وتبعتني إنتصار والتي إستسلمت على يدي
صديقنا الصادق ثم تبعتها الأخريات.


احييك علي هذا المجهود الذي يوازي طائرتين في مبني التجارة

لكن بيني وبينك يا نادوس كان أم آمنة بتعرف تقول كلام زي ده:

لأضبط
نفسي متلبسة بحالة حب، وبجنونه الذي يجيد إخفاؤه خلف
مظهره الهادي الأنيق جمع أصدقائي وصديقاتي، وفجأني
وفاجأهم حين طلب إيدي منهم.


ما أظني أصمد كتير معاك يعني من هسي انا معاك لكن شوف ليك حليف استراتيجي لانو أنا مرحلي يازول مالك علينا هسي ما كنا هاديين

الله يخليهم ليك يا سيدي كلهم

أها يا ربي برأت نفسي ولا أدنتها
غايتو ما عارف لكن البجي في راسي كلو بكتبو بدون مراجعة
.
.

Post: #40
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-02-2004, 00:41 AM
Parent: #38



ندي أمين ...

بدينا ...


مني عبد الحفيظ

وينك زمن ما ظاهرة
أكيد عارفة انو محتاجين ليك في البورد كتيير ...

عموما المشغوليات مفهومة ... واتمني المشاركة بفعالية اكتر ..

هذا هو سقفنا
الغيم الحنون

( بدون زعل يا نادوس دي مني عبد الحفيظ ما انا )
.
.

Post: #41
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-02-2004, 01:49 AM
Parent: #40




العزيز حمزة سليمان

دائماً هي الألق الجميل

وربنا يحفظك

Post: #42
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-04-2004, 10:29 AM
Parent: #41



الرائعة أبنوسة: كيف يبتدئ الحديث ...


أراني أحمل وردا
يصعق كاهلي..اخطو ثقيلا
اطرحه..
فأمسك صبارا يشاكسني..
يدمي الإلفة...تبعدني بحار الأحمر..
تنسيني حسي !
أعود أراود الوردة بتفكيري!

أحمد أسد


تشكيل

هو حلمها الضوئى
ياتى من بيارق فجرها اللونى
ذاك امتزاج الحبر بالكون
تتخلق الان الحياة
من اين تبدا اللقيا
التوقع والحدوث
الركض يفتح بابه الازلى
فى الرؤيا
وينطلق الزمان
الجامح الغجرى
يفتح الف نافذة
ويصرع الف باب فى الخفاء
لتئن فى وجع
اساور حزنها الليلى
ويهتف عمقهاالابدى
فى حزن
يا قلب من رات التسكع
وانقسام الليل
بين عيونها
والسنة النهارات المجوس
يامن تهاجمت السيوف
على مشانق عودها البرى
ولم ترنح لضربة
خنجر مسموم
وقفت تراقب ظلها المخفى
مابين الجوانح.. والمكانات البعيدة
لتبقى مثل
نخلة مريم العذراء
تبدا دورة الكون الجديدة
يتمدد البحر الرضيع
ويلثم من ضراعات الحياة

.........
عبد المنعم سيد أحمد
وكلاهما غائب


احتاج مني الأمر طويلا جدا حتي أستطيع أن اكتب احتفاء بوجودك ,لأأ أعرف حتي الان ان كنت أوفيك حقا ( الأمر الذي ظللت مهجس به طوال هذه الرحلة والذي سيستمر معي الي النهاية .

يتـــــــــــــبع

Post: #43
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-05-2004, 08:44 AM
Parent: #42

كنا وقتها وبعض صديقاتي قد أعلنا تضامنا مع سلمى بعد
إنهيار برج عشقها، ليس كما إنهارت أبراج نيويورك، ولكن
بفعل تخلي حبيبها عنها، فأنهار النموذج بدواخلنا، ففي
إطار هذا التعاطف وروح التمرد التي تتملكنا أعلنا
جمعيتنا "أعلنت طريقي لا وهم....ولا رجل"


هذه العبارات تعيد إلي ذكري الجامعة مرة أخري ... إلي صديق لا زال هائما علي وجهه في بلاد العم سام ... اسماعيل السيد والي كل الاصدقاء والرفقاء الذين ما زالوا مشردين في العالم .... بكري الجاك ... أبكر ادم اسماعيل ... فايز الشيخ السليك ....

كان هذا الصديق هو الرئيس والعضو المنتدب والجمعية العمومية لجمعية انشأها بنفسه أو فلنقل أسماها وحدة مكافحة العصافير .... وبكل تأكيد هنالك شخص واحد كان خارج دائرة الملاحقة ...
ولكنه لم يستطع الصمود طويلا بعد التخرج ... حينما وجد نفسه يحتاج الي من يشكو له طوب الأرض وطبعا نحنا ما فاضيين ... وانهارت وحدة المكافحة ( بكل تأكيد جزء منها كان مؤامرت لتقويض الوحدة من الداخل ).


شكرا للعودة الي الايام الجميلة ( برغم رداءة الطقس )

وهاهي كما قلت يا ندي أمين قطعة أدبية أخري من مشوار طويل قطعته ليلي ما بين الاصدقاء والصحف ودفاتر العشق ...
لكني في الحقيقة تفاجأت بما خطته يداها عن تجربتها مع نادوس وعن كل هذا الحب .. ولا اعتقد أن هنالك مشكلة مع الجندريات فالمسالة هنا اختيار حر مطلق في حدود خاصة جدا تعتمد علي عنصرين فقط اذا اختل احدهما ربما تختل المعادلة وهي حالة خاصة جدا وليست دعوة عامة علي ما أظن ...

قالت رجاء العباسي حينما رحبت بميسون ان الجندر ليس ضد الحب ولكنه ضد فرض الاخر ( الرجل ) ومصادرة حق الزوجة ...
عموما

أنت الان تردين علي نادوس الذي اشتكي لطوب الأرض ... اها خيرا تعمل شرا تلقي ( دي مؤامرة مستلفة من اساليب وحدة مكافحة العصافير .. اسماعيل السيد )


يتـــــــــــــبع
.
.

Post: #44
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: nadus2000
Date: 05-05-2004, 05:13 PM
Parent: #43

الصديق ابو آمنة

يا أخوي نحن كتبنا ليك،عشان تخفف وخاصة ان السيدة حرمنا رأسها كبر،
وأصبحت تمشي في الأرض مرحا، والله ميدو (أصغرهم)حيفتح فيك بلاغ.

Post: #45
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-05-2004, 06:15 PM
Parent: #44


يا نادوس ياخي ما بالغت معاي ... جابت ليها بلاغات كمان

الكلام الفوق ده كان تمويه بس يعني لازم نشغلها شوية بالشعر والادب عشان هي ما تعرف خيوط المؤامرة الأنا بحيك فيها ....

أها خلاص بعد كدة اللعب حايكون علي المكشوف

قول ليهو مافينا بلاغات ياخي ... بس شيل الصبر

كدي خلينا في المهم هسي
انت معاي في المؤامرة دي ولا ما معاي
انا برسل ليك رسالة في المسنجر اوضح ليك فيها الخيوط

انشالله يكون بيناتكم استقلالية مسنجرية ( عشان ما نتورط ) ... اها ولازم تكون في سرية تامة ... وقول لي ميدو والباقيين شيلو الصبر بعد شوية الكتوف بتتلاحق !!!
أها خلاص بعد ما أكمل ردي عليها واضللها بتكون خيوط المؤامرة اكتملت ...


Post: #118
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 08-03-2004, 01:53 AM
Parent: #35

up

Post: #46
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: الجندرية
Date: 05-05-2004, 08:32 PM
Parent: #1

بالله يا نادوس بطل الحسادة وامور الرجال دي
خلينا نحتفل بابنوستنا الزينة وعاجبانا

قال اصغرهم حيفتح بلاغ قال
اوعك تتحامى في الشفع كمان
قول كلام براك

وابنوستنا والله ما بتعرف المشي مرحاً
اصلاً هي جذرها ضارب في الارض السمراء عميقاً
ودا سر محبتنا ليها

الله يخليها ويحفظها

ابو امنة طلعت بتاع مؤامرات ؟!!!!
سمح

Post: #47
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-05-2004, 09:08 PM
Parent: #46





آهااااااااااااااااااا ...... علي قول ندا أمين ورزاز المطر بقي معاهو عطر ياسمين ... (بدون تملق ) ... وجات الجندرية أخيراً

في شر أعمالك يا نادوس

جندرية انتي بتعرفيني كويس ...... أنا بتاع مؤامرات برضو

بس دا كلام ساكت عشان اسكت بيهو نادوس .... وينتهي الموضوع ده علي خير من غير قضايا ومحاكم .... وبعدين الأطفال ديل مافي زول زاتو بصدق انهم غلطانين خلي كمان اقيف قدامهم في محكمة بعدين هم بستعملوا أسلحة غير شريفة اطلاقا وغير عادلة في الخصومة ... يعني هسي لو قعدوا يبكوا في المحكمة ساكت أنا اقنع القاضي انو دي دموع تماسيح كيف يعني


انتي عارفة انو انا نصير المرأة وقضايا الجندر

مؤامرات شنو كمان أنا بتاع مؤامرات برضو .
.
.

Post: #48
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: أبنوسة
Date: 05-05-2004, 10:36 PM
Parent: #47

تجربة

وبيني وبين التجريب مسافة يشتهي الغرقان شهيق "هل أدركتم عمق هذه المسافة"، سأكتبني ولكي أختي "باقةالأماني" التي تأبى أن تتحقق، ولا نقنع بخفي الحنين "بفتح الحاء وليس بضمها" وللحرف ندى حين تستقبل الأشواق القبلة ولا تصل.

عفوا حبيبي لقد مشيت بين نديداتي مرحا، وأنا أحتفي بكل رسالة، وأستمتع بمشوار الطريق إلى صديقنا صاحب عنوان البريد، وتغرورق عيوني بالدموع،وأنا أفض مظروف رسالتك، وهكذا نحن نبكي فرحا ونحزن ضحكاً، وبين هذه وتلك يقف هؤلاء الذين تسميهم حبوبتي "مقطوعين الطاري" وما زال سؤال الطيب صالح معلقاُ على رقاب الإستفهام، أو لعله الإستنكار.
إحتضنتي جامعة القاهرة وكأنها تؤكد لي أنها حنينة، ومنحتني صحبة إخوة وأخوات يقطرون أدبا، ولماذا لا أمشي مرحا وأنا بصحبتهم، وقد أتيت الفرع وأنا مملوءة بكلمات الإطراء والإعجاب من مدرساتي المتوسطة والثانوي، عرفت لاحقاُ أنها جزء من واجب يأدونه إلى كل طالبة، كنت فرحة بنظرات الإعجاب في عيون والدي "عليه رحمة الله" وأنا ما زلت يافعة تحتفي بهديته اليومية، عددين من صحيفتي الأيام والصحافة التي كانتا تكفيان لنشر زيارات وإحتفالات وحجارة الأساس التي وضعها الرئيس، وماذا تلبس مرأة الرئيس لهذا المساء، "آسفة مساء الامس" وما تبقى من صفحات هاتين الصحيفتين تكفي لتقديم وجبات دسمة من الثقافة والأدب والإبداع بكل ضروبه، أجل كانت كاملة الدسم، وتتبارى هاتين الصحيفتين في إستقطاب أعمال رجال ونساء بعظمة الوطن مثل علي المك "يرحمه الله" ومحمد المهدي المجذوب "يرحمه الله" مرورا بناس بولا وناس هاشم صديق وتستحي هذه الصحب فتأتي ببعض من محجوب شريف مدسوس بين سطور مقال. آه لماذا تثيرون كل هذا الحنين الموجع.

دلفت إلى بوابة جامعة القاهرة لأجد نفسي بين طلاب كلية التجارة، وهو ما لم أخطط له يوماُ، بل دخولي هذه الكلية إحدى مفارقات الزمن أو بعض ما نمارسه في حق ذواتنا، فكم منا إختار كليته ومهنته، فقد ظلت صلاتي بالرياضيات غير طيبة على الدوام، ولكن أين المفر، فقد وجدت أنني في مواجهتها "فيس تو فيس".
خفف من هذه المواجهة أول زيارة لي لدار الإتحاد، والتي إلتقيت فيها ببعض القامات الأدبية التي كنت أقرأ لها في صحف تلك الأيام، وفجأة وجدت نفسي بينهم، وأنا التي لم أنشر لي أي عمل، فبدأت كتاباتي تخضع لمشارط النقد، وكان معظمهم ممن لا يجامل، وكم مرة ألقيت بما كتبته بعض ان تناوله هؤلاء بالنقد القاسي، وساعتها قلت لعله هذا ما يسمونه بالنقد البناء.
دعوني أحي الأصدقاء والصديقات الأعزاء أعضاء المنتدى الأدبي لجامعة القاهرة فرع الخرطوم، ومن ثم النيلين.

ولي عودة.

Post: #49
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-06-2004, 00:39 AM
Parent: #48



طبعا يا نادوس

عبارة ولي عودة بتاعت أبنوسة دي انا قريتها ليك في الأول
وان عدتم عدنا؟؟؟

اها حتي لو بقت ولي عودة زي ماهي كدة وقعها ما جميل ... يعني ـربط الحزام .... وانتظر

لكن لو لقيت ليك قصيدة جميلة كدة تهدي بيه الامور حبتين بكون كويس شايف الجندرية مصعدة المسالة خالص واحتمال يتم تدويلها ... ولا اظنك بقيت ما واثق من كلامي
ياخوي الزول ما بعرفوهو من كلامو البقولو ... انما الأعمال بالنيات .. واخير لينا .. النية واصلة

Post: #50
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: nadus2000
Date: 05-06-2004, 05:02 PM
Parent: #49

يا أبو آمنة

والله شكلو حريشك جاب نفع، إنت ما شايف عبارة "مشيت مرحا" دي والتي وإن سبقتها "يا حبيبي" التي لم تستطع أن تخفي نبرة التحدي.
والله يا هو كمان.
غايتو الله يجازي الكان السبب، فأخوك ما صدق الفترة الفاتت كنت مستمع بالإنترنت ومصاقرة الكمبيوتر، حسع بقت تقول ليك كدي زح، النشوف ناسي ديل، ناس الجندرية وندا.

Post: #51
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: بهاء بكري
Date: 05-06-2004, 09:13 PM
Parent: #1

الصديق ابوامنه.... انا مع نادوس وقد نبهته الي التغيير الذي طرأ علي سلوك ابنوستنا , يعني خمسه ايام وانا احاول الاتصال بها وبرضو بدون فائده . يعني يابوامنه ماعملت فينا معروف . قبل البوست الابنوسه متواجده بانتظام , بعد الخمسه ايام سالتها الابنوسه الموبايل ده مامعاك قالت معاها لكن المشغوليات كثيره ؟ اها نبقي في جنس ده .

Post: #52
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: dreams
Date: 05-06-2004, 11:27 PM
Parent: #51

فى احدى زنقات الكرسى الساخن للزميلة شجون (الله يطراها بالخير) بادرتنى الابنوسة بعبارة (انتى بتشبيهنى كتير) ثم استرسلت فى حديث ووصف رسم لوحتها فى مخيلتى دون اطار ليقينى بانها اكبر من سجنها فى اى مساحة حتى وان كانت لوحة محبة تلقائية

ثم ...

لقاء الخرطوم

انسانة .. لا تفارقها الابتسامة ... احسست الطفولة فى نبرة صوتها وفى تعابيرها احسست البساطة ولعينيها كان الارتياح نصيباً

ابو امنة

شكرا يا منقب الكنوز ...بالامس نجلاء ...واليوم ابنوسة

نادوس

يا بختك

تسلمو كلكم

Post: #53
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-07-2004, 02:20 AM
Parent: #52


غايتو الله يجازي الكان السبب، فأخوك ما صدق الفترة الفاتت كنت مستمع بالإنترنت ومصاقرة الكمبيوتر، حسع بقت تقول ليك كدي زح، النشوف ناسي ديل، ناس الجندرية وندا.


يعني يا نادوس انتو الاتنين عندكم كمبيوتر واحد ... غايتو الله يكضب الشينة لكن ياخوي ما كان تكلمني قبل ما ارسل ليك في المسنجر ... عموما مافي مشكلة .... نحنا بنخاف من ناس الجندر كمان ؟؟


وبعدين قصة تاسي ديل اظنها من الحاجات الجديدة ... يعني باقي ليك بكونوا رموا طوبتي ولا كيف الكلام دا ...

أها انا زاتي معاك .... الله يجازي الكان السبب .. بس انت صبر لي ميدو والمعاهو عشان ما يتم تدويل القضية ...

Post: #54
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-07-2004, 12:59 PM
Parent: #53



بهاء بكري ....

في بيتنا ... بهاء

عارف طبعا انا في البداية قلت زي كلام الجندرية انو صاحبك نادوس ده بكون غيرة ساكت وكلام رجال زي ما قالت الجندرية ... لانو انا زاتي لو في مكانو كان قطعت صفق الشجر كلو ( دي عادة ققديمة لما اكون زعلان في الجامعة ) .... لكن ما دام جابت ليها لوبي فيهو نادوس وبهاء بكري كمان وما عارف تاني منو ... تبقي لي الشغلانة

قلبي مع ابنوسة وسيفي مع نادوس ...

لكن لازم بعد كدة ما دام اللعب بقي علي المكشوف نحاول ننظم صفوفنا ...

قلت لي خمسة يوم ما قادر تلقاها ... ياخي الاستتابة ثلاثة ايام ... وبعدها موت كمان مرقت في خمسة ايام ... بس عليك ( الصبر والاحتساب ) ... لكن لازم تكون مشارك معانا في مؤامراتنا ... يعني ما تحرشنا ساكت وبعدين نقع فيها برانا ... في الحقيقة يقع فيها نادوس براهو ...


الله يخليك

Post: #55
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-07-2004, 01:17 PM
Parent: #54

انا مفتكر انك صاحبة نجلاء بس ....
طلعتي كمان هنا وفيها شبه ...
في الحقيقة بديت احاول ارسم ليك صورة برضو لكن ما قادر .. ما بين نجلاء وأبنوسة وشجون والبقية بكون شكلك اقرب الي Dreams من الحقيقة .... صديقة كل المبدعين وكمان لازم تكوني صديقة نادوس ( ما تدخلينا في متاهات ) ... وفرضا عليك تكوني صديقة ميدو ولا فيها قضايا كمان .... شفتي جنس الجرجرة دي ...
انسانة .. لا تفارقها الابتسامة ... احسست الطفولة فى نبرة صوتها وفى تعابيرها احسست البساطة ولعينيها كان الارتياح نصيباً

غايتو الكلام ده أنا ما قلتو وحاعمل ليك عليهو حقوق نشر عشان بعدين لما نتجرجر في المحاكم بنكروا عديل وانتي شيلي شيلتك....
دربمز
في الحقيقة انهم نجوم في وجودهم وغيابهم ... نجلاء ...ليلي والكثيرن جدا الذين يحتاجون منا علي الأقل لتذكيرهم كل فترة بأننا ننتظر منهم جديدا ... وخليهم يبطلوا الكسل البعملوا فيهو دة ويمرقوا من المطبخ شوية .. كفاية خدمة ...
( ده برضو ما قلتو أنا .... منقول من موقع آخر )

تسلمي يا دريمز

Post: #56
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: nadus2000
Date: 05-07-2004, 01:26 PM
Parent: #55

الأحلام الجميلة دريمز
شكرا لكي ,انتي المبدعة وليس مجرد صديقة المبدعات يا أبو آمنة.

الأخ أبو آمنة
Quote: وخليهم يبطلوا الكسل البعملوا فيهو دة ويمرقوا من المطبخ شوية .. كفاية خدمة ...

يا أخوي المرة دي جابة ليها سلاح تجويع، ودي تستدعي تدخل "ليس قوى واحدة ولكنها قوى ثلاثية، وعلى رأسها شوشو "وهي دلوعة أبوها وأمها" وحمودي الجنو أكتر مني جني البورد.كل شيء وسنرفع لافتاتنا البطون المطبخ أولا، يمكن نطلع أحسن من عرفات وناخد الإتنين.

Post: #57
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: sympatico
Date: 05-07-2004, 02:04 PM
Parent: #56

الاخ العزيز ابو آمنة

يعجبني اسلوبك في الدخول الى عوالم المبدعين ومن ثم هذه التقاطعات والتداخلات والمحفزات التي تؤتي أكلها ثمرا جنيا
با\لمس كما قالت الاخت دريمز - وهي مبدعة وصديقة مبدعين كثر وربما يكون الدور عليه في سلسلتك الجميلة-
ها نحن كما قرأنا محاورتك لنجلاء نجد انفسنا اما ما كان غائب عنا في سيرة ابنوسة
ثمة اشياء ومعلومات تسيل بين المداخلات
ثمة انتاج لم ينشر يجد طريقه الى السطح
ثمة تداعيات
وفي المنتهى نحن الرابحون
شكرا لك ابو آمنة
شكرا لك أبنوسة
وشكرا لك نادوس
وواصلوا النقش الجميل

Post: #58
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-08-2004, 00:35 AM
Parent: #57




Sympatico الحبيب

الكسل عدو المبدعين ( ما عارف كان سمعتها في مكان ولا نجرتها ليك ) ... لكن اعتقد ان وتيرة الحياة والعمل تخلق في الجميع قيودا يصعب الانفلات منها بسهولة خصوصا اذا ما اعتمدت علي المقدرات الذاتية التي سرعان ما تتجاوب مع هذه الوتيرة وتبدأ في التراخي ... ولكن علينا بين كل فترة وأخري ان نهزم هذا القيد وننفلت منه الي عوالم أحري نستعيد فيها جزءا ولو يسيرا من اشياءنا التي تبعثرت علي ذلك الطريق الطويل ...
هذا يحتاج الي محاولة تحفيز خارجي يجعلنا نسقط كل تلك الأشياء عنهم ( وبكل تأكيد هي اشياء حقيقية ) ولكن الاستسلام وحده هو الذي لا يجعلنا نرتبها جيدا لنخلق وقتا للابداع ... مختلفا ...

لكن بيني وبينك طبعا ابنوسة طلعت أحرف مني كتير ...
أنا أصلا كنت محضر ليها حوار صعب جدا .. وشرس للغاية ... بس قلت اخليها تفضي وفي الوقت ده الملم ليها الحاجات بتاعتها دي في مكان واحد ومنو نقرأ ونتنور ...

أها واخوك بدا زي الحمل الوديع في القصة دي ... لكن المود بسيط جدا ومافيهو ايي مشاكل ولا ايي حاجة .. وطبعا مريح خالص ... مافي زول مترصد ليها ولا في زول منتظر تجاوب عشان يديها ليك سؤال تاني .... يعني ماخدة راحتها خالص ...

بالمناسبة طبعا ده ليهو فائدة برضو ... وهو ما تحدثت أنت عنه وأسميته

ثمة اشياء ومعلومات تسيل بين المداخلات
ثمة انتاج لم ينشر يجد طريقه الى السطح
ثمة تداعيات
وفي المنتهى نحن الرابحون


يعني أنا ونادوس أخوي دا معذبين نفسنا في حياكة المؤامرات ... وهي ما شغالة بينا الشغلة ... دي اها يا سيمبتيكو ( معانا ولا معاهم انت ) ... طبعا السكات علامة الرضي ( انو معانا ) .. ولا شنو علي قول ميسون النجومي ...

أما دريمز يا سيدي ففي الحقيقة تحتاج الي تحية أخري لمبدعة أخري .. فأينما ذهبت أجدها هنالك خطواتها تسبق خطواتي ....

ولربما التقينا ... من يدري

كل الود والحب

Post: #59
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-08-2004, 00:48 AM
Parent: #57




قلت لي يا نادوس بقي فيها أسلحة دمار شامل

تجويع وكدة ...

لكن انت بيني وبينك الموضوع ده مش مفروض تكون عامل ليهو حساب .... يعني أسلحة مضادة .... يعني الواحد فينا زمان بكون بيتهم قريب يمشي يعيش عزابي ...
3 سنين في الثانوي 5 سنين ( وفي مقولة أخري أكتر ) في الجامعة ... 5 سنين في الشغل قبل الاغتراب و5 سنين في الغربة القفص يعني علي الأقل 16 سنة القعدها نميري ددي في راسنا نحنا عديناها قعاد بيوت عزابة وداخليات ... العزوبية دي كلها انت قايلة لي شنو .... ما عشان يوم زي ده ... ولو ما كدة البخلينا الستيت دي كلها قاعدين برانا شنو ... لكن اظنك ما ختيت ليها ...

عموما يا سيدي ... انشالله قوات حفظ الطعام تكون جاهزة .... لكن عايز أسالك سؤال ... ما دام هي بتستعمل أسلحة محظورة عائليا طيب انت مافي ايدك اوراق ضغط قوية جدا .... يعني شوشو دي هسي براها ما صواريخ مضادة .... يعني زعلة واحدة وصرة وش ... تلقي البين بقي مطعم
لكن عارفك ... كويس دائما بتلتزم بالقوانين حتي في الحروب الكونية ( ونصيحة ليك ده بضيعك ) ... ( ولا خايف من شنو انت ) .... ولا دي ( زي البترول العربي) .




Post: #60
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-08-2004, 10:31 AM
Parent: #59


أبنـــــــــــوسة

النور عثمان أبكر.........هذا الباحث عن وجوده في ذاتنا؟؟؟؟؟؟؟


المنفى والمملكة


لم أهجر يوما دار أبى
لأهيم بكهف فى الصحراء
أتدثر ما نسجته أكف الريح على منوال الصمت
وأطعم من مائدة الرب
وأصيخ السمع وأنشر شارية الأبصار لعلّ الدرب
يتمخض مهرا يطوى بى ، فى غمضة عين ، كل جواء الدنيا
والآخرة المرجوة والرؤيا
واذا ما عدت بسطت لكم سر اللقيا
وحلفت بخطِّ الشيب برأس أبى ، وبحرمة أمى :
أن ملاك الرب أتانى ليلا
شق الصدر وغرق فى بحر دماى أنامله
فانتزع الخوف وريح اللعنة ، فك لجام لسانى
عمّـــدنى
وأراح جبينى ، حرَّرنى
من قهر الحاجة والزمن
ورويت لكم ما تعيا عنه الفطنة ، تعيا عنه الحيل المطلية
من أنى شارفت رفاه الأبدية
فى حضن الشفق الأبدى سُقيتُ الخمر بأكواب الفضة
من أيدى الولدان الغضة
ندمائى رُسل المشرق والمغرب
ما بح اللحن ولم نتعب
ولأن الخمرَ بها أنهار
والحورُ العينُ تروح ، تجىء بغير إزار
أغوانى الظلُّ ، فأقصيتُ
****
قدستم رفقة :
دار أبى
مهدى ،
منفاى ومملكتى
فيها عانيت مجاهيل المحظور ،
وجئت أعمدكم


Post: #61
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: dreams
Date: 05-08-2004, 12:20 PM
Parent: #60

ابو امنة

نادوس

سمبتيكو

هى من نعم المولى على ان بقدر ما منحنى الاحساس بالجمال

ايضا قد انعم على بصحبة الجميلين وتبصر دروبهم والسير من خلفهم

لكن فكرة ان اجاورهم واصبح واحدة منهم فهى اطول من قامة محاولاتى

او مطالعاتى المتواضعة

ابو امنة

حتما سنلتقى

نادوس

برا الموضوع ... العريس خبرو شنو؟ سلامات له

تسلمو

Post: #62
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-08-2004, 08:39 PM
Parent: #61




دريمز

عادة لا استند علي جدار الحتمية لأانه واهن جدا ...
لوكن بما أنك وضعتي الجدار
يقينا سوف افعل ما في وسعي تجاه هذه الحتمية

دمتي يا عزيزة

Post: #63
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: dreams
Date: 05-08-2004, 11:14 PM
Parent: #62

الحتمية لدى تستمد قواها من سند الامل وتتمسك باعمدة اليقين حينما يشيده التواصل

ما دون ذلك غيبيات وحده المولى يملك نواصيها

تسلم ابو امنة

Post: #64
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Rawia
Date: 05-08-2004, 11:48 PM
Parent: #1


ابنوسه كل الود لك انت ونادوس
وكل المنى بحاه سعيده
اسفه للتأخير لم اكن أدرى ان هذا البوست احتفاء بك
كل المنى بالسعاده مره ثانيه
وشكرا يا جعفر


Post: #65
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Rawia
Date: 05-08-2004, 11:49 PM
Parent: #1


ابنوسه كل الود لك انت ونادوس
وكل المنى بحياه سعيده
اسفه للتأخير لم اكن أدرى ان هذا البوست احتفاء بك
كل المنى بالسعاده مره ثانيه
وشكرا يا جعفر


Post: #66
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-09-2004, 11:28 AM
Parent: #65



راوية العباسي هنا ..

طبعا الواحد اتعود في الفترة الفاتت علي عبارة بنات العباسي ... خصوصا بعد موضوع زمراوي انتو شنو يابنات العباسي بتردوا ورا بعض خلاص علقت معاي ..

ولي نص ساعة عايز اكتب راوية وما قادر لانو كل مرة بكتب بنات العباسي ...

طيب مرحب بيكم الاتنين

وكل المني يا راوية

Post: #67
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-09-2004, 04:26 PM
Parent: #66



أبنـــــوسة





بسم الله الرحمن الرحيم

الأبعاد الخفية لاختيار عواصم الثقافة العربية


( 1 - 3 )

الحمد لله جل شانه وتقدست أسماؤه ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، وبعد ..
فمن الملاحظ انه في الآونة الأخيرة ، قد أحدثت قضايا و أمور جعلت الحليم يقف أمامها محتارا عاجزا ، لا يدري ماهيتها ، وما هدفها .. وما النتاج الذي تطمح إليه ..

فتجده إما أن ينساق مع التيار ، وإما ان يقف موقف المشاهد ذا الأيد المكتوفة .. أو أن يمارس مهنة التصفيق والتطبيل ، ويطبق قول القائل : وهل أنا إلا من غزية ...
ومن هذا المنطلق أردت التوضيح والبيان لقضية هامة جداً ، ستعرف حقيقتها - أخي الكريم - من خلال قراءتك (( المتأنية )) للأسطر القادمة ، وأرجو أن تعذرني على الإطالة والاستطراد فالقضية تستحق ذلك ، وخوفا من ان يدب الملل إلى مقلتيك وفكرك رأيت أن أعرض الموضوع في ثلاث حلقات ..
الحلقة الأولى : نبذة عامة .
الحلقة الثانية : التقرير والحقائق .
الحلقة الثالثة : ماذا نريد ؟
والله أسأل التوفيق ، فأقول وبعون الله :
منذ سنوات قليلة, و على وجه التحديد في العام الهجري 1407هـ, الموافق 1986م صدر عن ( المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ) التابعة لجامعة الدول العربية ما أسمته ( الخطة الشاملة للثقافة العربية ) ..

و هذه الخطة قد أتت بناء على توصيات المؤتمر الثاني للوزراء العرب المسؤولين عن ( الشؤون الثقافية ) و المنعقد في العاصمة الليبية ( طرابلس ) عام 1979 تحت شعار ( نحو استراتيجية للثقافة العربية ) وقد تكونت لجنة متخصصة لإنجاز هذا العمل ..اختارها الوزراء العرب بأنفسهم ، وكان في مقدمتهم :
الدكتور احمد كمال أبو المجد المستشار القانوني لأمير الكويت
والدكتور شاكر مصطفى الوزير السوري السابق
والطيب صالح الروائي السوداني ويمثل المستشار الإقليمي للاتصال في الدول العربية واليونسكو
والدكتور عبدالعزيز المقالح الشاعر اليمني ومدير جامعة صنعاء
وعبدالكريم غلاب الكاتب والوزير المنتدب بالمغرب .

وقد قامت اللجنة المذكورة و المنتقاة من السلطات العربية بتوجيه الدعوة إلى أكثر من ستمائة باحث و مفكر عربي لكي يشاركوا في وضع ( استراتيجية الثقافة العربية ).. حسبك في شم ريح التآمر ألا يكون بينهم عالم مسلم واحد تتفضل عليه ( لجنة السلطات العربية ) لصياغة أو للمشاركة في صياغة مستقبل الثقافة العربية..

ناهيك عن ملاحظة المنحى الفكري المعروف لمن تقدم ذكره من أعضاء (اللجنة ) المنتقاة من السلطات العربية لأنه - في الحقيقة - لم يثر انتباهنا ألا يكون فيها عالم مسلم واحد بل (( إن العرف الثقافي الدارج في الحياة العربية المعاصرة جعل عكس ذلك هو المثير للانتباه بمعنى أنه إذا حدث فلتة أو غفلة أن شارك إسلامي باحث أو عالم في مؤتمرات أو لجان الثقافة العربية فإن الأمر يثير الغرابة و التفكير و الشك و الارتياب في هذا الحدث الفريد ))..

وحسبك - أيضا - لإدراك ريح التآمر على عقل الأمة و مستقبل الثقافة فيها أن يكون موضوع ( الفكر الإسلامي ) الذي مثل محورا أساسياً لنقاشات اللجان الموقرة و المنتقاة من السلطات العربية أن يكون الممثل فيه و المعبر عنه و المتحدث باسمه اثنان :
أولهما الدكتور محمد أركون الباحث الجزائري ..و الذي يتبوأ كرسي الأستاذية في السوربون الفرنسية و له كتاباته المشهورة في الطعن في القرآن الكريم و الدعوة لإخضاعه للدراسة الألسنية و نقد آياته وفق المناهج الإيبستمولوجيه و الأنثروبولوجيه .
و أما الثاني فهو الدكتور ( حسن حنفي ) تلميذ فلسفة ( باروخ اسبينوزا ) و الذي اكتشف - بعد دراسات معمقة - ان القرآن الكريم كان علمانيا قبل أن يحوله المسلمون إلى الوجهة الدينية ، والذي يدعو الان إلى إحياء فكرة (( وحدة الوجود )) حيث لاإله – سبحانه الله – خارج الانسان ، ويصف الإحياء الإسلامي الجديد بانه (( ردة حضارية )) !

هذان الباحثان – دون مئات علماء الإسلام ومفكريه على امتداد العالم العربي الكبير – هما من وقع عليها اختيار (( لجنة السلطة )) التي مثلها كمال ابو المجد والمقالح والطيب صالح وغلاب ومن تقدم ذكره ، وهم ممن اعرف ، ويعرف الفطن المسلم .

وبعد فراغ اللجنة من جهودها التي استمرت حوالي ثمان سنين ، كان الغش والضلال – ولا أقول غير ذلك – قد اعماها فيهم عن أدراك الحقائق ، صاغت اللجنة تقريرها النهائي ، حيث رفعته إلى قيادتها (( الوزراء العرب المسؤولين عن الشؤون الثقافية )) الذي أصدر قراره بتاريخ 26 نوفمبر 1985 الموافق 16 ربيع الأول 1406 .. والذي جاء فيه :
وهو ما سنتعرض إليه في المقال القادم إن شاء الله .




يتــــبع
(2-3 )
(3-3 )

Post: #68
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: nadus2000
Date: 05-09-2004, 04:54 PM
Parent: #67

Quote:
وقد قامت اللجنة المذكورة و المنتقاة من السلطات العربية بتوجيه الدعوة إلى أكثر من ستمائة باحث و مفكر عربي لكي يشاركوا في وضع ( استراتيجية الثقافة العربية ).. حسبك في شم ريح التآمر ألا يكون بينهم عالم مسلم واحد تتفضل عليه ( لجنة السلطات العربية ) لصياغة أو للمشاركة في صياغة مستقبل الثقافة العربية..
.

شايف يا أبو آمنة الجماعة ديل شمامين كيف!!!!!!!!!!

Quote:
ناهيك عن ملاحظة المنحى الفكري المعروف لمن تقدم ذكره من أعضاء (اللجنة ) المنتقاة من السلطات العربية لأنه - في الحقيقة - لم يثر انتباهنا ألا يكون فيها عالم مسلم واحد بل (( إن العرف الثقافي الدارج في الحياة العربية المعاصرة جعل عكس ذلك هو المثير للانتباه بمعنى أنه إذا حدث فلتة أو غفلة أن شارك إسلامي باحث أو عالم في مؤتمرات أو لجان الثقافة العربية فإن الأمر يثير الغرابة و التفكير و الشك و الارتياب في هذا الحدث الفريد ))..(3-3 )


أول مرة أعرف أن الأستاذ الطيب صالح مش مسلم!!!!!!!!!!!!!

Post: #69
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-09-2004, 08:48 PM
Parent: #68




عارف يا نادوس

الموضوع ده بالتحديد عايز ليهو قعدة عديل كدة ... يعني تفضي نفسك من كل حاجة وتقعد ليهو ... بعدين طبعاً هو 3 أجزاء ... حاكملهم كلهم وبعد كدة لأتفرغ ليهم واحد واحد ... اتمني انو يكون عندك الوقت الكافي عشان تواصل متابعتهم لحدي ما اكملهم يوم أو يومين ...

تسلم

Post: #70
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-10-2004, 00:46 AM
Parent: #69


( 2 - 3 )



تحدثنا في المقال السابق عن نبذة عامة ، ومن ثم وقفنا عند القرارات التي تبنتها (( المنظمة العربية للثقافة والعلوم )) وهي :

أ - الموافقة على هذه الخطة باعتبارها دراسة أساسية و مبدئية شاملة يسترشد بها في العمل الثقافي على المستوين القومي و القطري في المدى القريب و المتوسط و البعيد.
ب - دعوة المدير العام للمنظمة إلى اتخاذ الوسائل الكفيلة بنشر هذه الخطة و تعميمها و التوعية بها على أوسع نطاق ممكن و على المستويات القومية و القطرية حتى يتسنى دراستها.
ج - دعوة الدول إلى الأخذ بهذه الخطة في خططها للتنمية الثقافية وفقاً لإمكاناتها.
د - دعوة المنظمة إلى متابعة تقديم التصورات و الإجراءات المعينة على تنفيذ هذه الخطة على المستويين القطري و القومي إلى اللجنة الدائمة للثقافة العربية ( أبو المجد و غلاب و رفاقهم ) و إلى المؤتمر في الدورات القادمة .
هـ - اعتبار هذه الوثيقة و البرامج التي تنبثق منها إسهاماً من الدول العربية و المنظمة في العقد العالمي لتنمية الثقافة الذي سيبدأ سنة 1988 ، على ان تعين في بداية كل سنة ميلادية عاصمة عربية تحمل لقب : عاصمة الثقافة العربية .

ثم اختتم التقرير قراراته بالإنعام على اللجنة و رئيس اللجنة تقديراً لجهودهم المخلصة في خدمة مشروعات السلطات العربية! و قد أعقب ذلك صدور قرار ( المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ) برقم م . ع \ د . ع 8 ( 1985 ) ق 21 الذي جاءت بنوده مطابقة حرفياً مع قرار السادة الوزراء و قد اختتم المؤتمر قراره بتوجيه الشكر و الامتنان إلى السادة أصحاب الإنعام لما قدموه من ( معونة و ضيافة كريمة ) .

هذا هو المدخل الذي نحب أن يطلع عليه المسلم الغيور قبل أن يقرأ و يتابع معنا طروحات ( الاستراتيجية العربية الثقافية ) و هو مدخل أحببنا من تقديمه إلى إلقاء الأضواء حول عدد من الحقائق لا تقبل إنكاراً أو جحوداً :
الحقيقة الأولى : أن المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم لا تمثل الشعوب العربية و لا تبحث في هموم المواطن العربي و إنما هي أداة لممارسة ( القهر الفكري ) ( و غسيل المخ ) لخدمة بعض الأنظمة العربية المسلم و من أبرز ما يدلنا على ذلك هذه الفضيحة التي تمت في ندوة ( الفكر الإسلامي ) .

الحقيقة الثانية: أن هناك تنظيماً سرياً فكرياً ينتهج أساليب ( الماسونية ) في فرض وجوده على المستويات الثقافية العربية العليا بما يضمن عدم نفاذ ( تيارات فكرية ثقافية ) بعينها إلى مجال الشريحة السيادية في التوجيه الثقافي و يمكن ملاحظة هذه الحقيقة من خلال متابعة المؤتمرات أو ( المؤامرات ) التي تنظمها ( اليسكو ) و المؤتمرات المشابهة و التي تعالج ( التطور الحضاري في الوطن العربي ) و التي بدأ عقدها في الكويت عام 1974 - ولنا حديث خاص حوله وعن مسبباته في مقال قادم إن شاء الله - و تتابعت في اليمن و القاهرة و تونس و عمان و غيرها من مدائن العرب فالوجوه هي الوجوه و الأفكار هي الأفكار و النتائج هي النتائج و المنفيون هم المنفيون و المغضوب عليهم لا يتغيرون! .

الحقيقة الثالثة : أن هناك دوائر ثقافية عديدة تدرك حقيقة هذا ( التآمر ) في المنظمة العربية ولكن - لسبب ما - لا تتم المواجهة الصريحة لكشف المخبوء و من أوضح ما يدلنا على ذلك قيام المنظمة الإسلامية للتربية و الثقافة و العلوم بتكوين لجان خاصة لوضع مشروع خاص لمستقبل الثقافة العربية الإسلامية رداً على مؤامرة ( المنظمة العربية ) و قد حاول مدير ( اليسكو ) احتواء هذا المؤتمر الثاني أو بمعنى أوضح احتواء الفضيحة بيد أن تلك قصة أخرى ربما كان مكانها في موقف آخر في مواجهة ( الهدامين ) .

تلك هي بعض من الحقائق الغير منكرة ، وفي مقالنا القادم سنسلط الضوء على المشروع التنظيمي ، ماذا حقق ؟ وماذا نريد نحن



نواصـــــل
(3-3)

Post: #71
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-10-2004, 03:47 PM
Parent: #70


( 3 - 3 )


استعرضنا في مجمل حديثنا السابق المخطط المقدم من قبل ( المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ) .. وذكرنا بعض الحقائق الهامة حولها ، ومن ثم سنعرج في مقالنا هذا الأخير إلى قضية : ماذا نريد ؟

فأقول وبعون الله :
من خلال ما استعرضناه في المقالين السابقين ، نجد ان هناك محاولات جادة من قبل اللجنة المنبثقة والمؤصلة للمنظمة لإعطاء المظلة الرسمية لحفنة من رواد الإفساد ، ودعاة ( التمرد على عبادة التراث والأسلاف ) من أجل أن يمارسوا أنشطتهم بكل حرية ، وبعيدا عن أي قيود تفرض عليهم من خلال ( السلطات الإسلامية ) وأصحاب ( الفكر الجمودي المتحجر ) ..

جاء في التقرير (( إن التفكير في الغد يحيلنا مباشرة إلى التفكير بالأمس و ما من قضية من قضايا الفكر العربي المعاصر إلا و كان الماضي حاضراً فيها بوصفة الطرف المنافس. )) فيا ترى ما المقصود
(( بالماضي )) ولماذا ينعت هنا (( بالطرف المنافس )) ؟؟

وفعلا بدأ النشاط يتمثل بطرائق شتى ومتعددة فعلى سبيل المثال لا الحصر :
فمنها :
تنفيذ التوصية (( توصية عبدالعزيز مقالح وباقي الرفاق )) باتخاذ عاصمة ثقافية (( عربية )) مع بداية كل سنة (( ميلادية )) , والتي علم ما يكتنفها من حقائق خفية ذكرت في مقال سابق ، والتي من أبرزها إعطاء الصبغة الرسمية لتحركات الحداثيين والعلمانيين ، وكذلك إعطاء المظلة المشروعة لبرامجهم .
ومنها أيضا :
القيام باعتماد فكرة ملحق (( كتاب في جريدة )) وهو ملحق شهري تتبناه (( اليونسكو )).. والتي كانوا يدعمون وبقوة مرشحهم (( غازي )) لنيل منصب رئاستها .

وفكرته تقوم على إلحاق ملف لعمل روائي أو شعري أو نثري شهريا ، بشكل مجاني .. مع أحد الصحف التي تتبنى الفكر الحداثي او العلماني وتدعو إليه ..
ويستمر عرضها من عام 1998 إلى عام 2002 .

ولعلك - أخي القارئ - تتأمل معي في الأسماء المشكلة للجنة (( الهيئة الاستشارية )) لهذه المشروع :
أدونيس - جابر عصفور - عبدالعزيز المقالح - عبدالله الغذامي - محمود درويش ...

وإلى وقت كتابة مقالي هذا صدر من هذه السلسلة (( المجانية )) 32 عدد ، من ابرز المؤلفين الذين عرض نتاجهم أو سيعرض :
نجيب محفوظ ، أمل دنقل ، الطيب صالح ، نزار قباني ، إلياس الخوري ، صلاح عبدالصبور ، عبدالمجيد بن جلون ، طه حسين ، عبدالوهاب البياتي ، عبدالرحمن منيف ، جبران خليل جبران ، أدونيس ، نازك الملائكة ، محمود درويش ، محمد زفزاف ...

أما الصحف التي تستضيف هذا الملحق :
المغرب : صحيفة الاتحاد ((الاشتراكي )) ، السعودية : الرياض ،اليمن : الثورة !! ، لبنان : السفير ... وغيرها من صحف البلاد العربية .

إذن .. هل أنا بحاجة إلى مزيد من التعليق ، أم ان ما عرضته يكفيني المؤونة ؟

ومن مشاريعهم أيضا :
محاولة الزج بمفهوم جديد وهو مفهوم (( ما بعد الحداثة )) .. وهي قضية لجأ إليها (( حداثيوا الخليج )) وذلك بعد فضح مخططهم الحداثي مع بداية التسعينيات ، فبحثوا عن البديل لكي يقحموه ، وحانت لهم الفرصة التي يعبرون من خلالها عن هذا المفهوم (( من تحت المظلة الرسمية )) ، وبتحليلي لااتوقع

ان اختيارهم كان عشوائيا عندما اختاروا في الأعوام الثلاثة الأخيرة ثلاث عواصم للثقافة العربية تنتمي جميعها للإقليم الخليجي وهي : الشارقة والرياض والكويت ..

وهي محاولة منهم لبدء مشروع جديد يسعون من خلاله ربط هذه القضية بالعولمة ، والنهضة العمرانية التي تصاحب بعض العواصم .. كتعبير منهم ان القضية شمولية لا تشمل جانب واحد فحسب ..

وأتمنى في نهاية هذه السلسلة اني كشفت بعضا من الغموض الذي يكتنف هذه القضية ..

والله المستعان .

المراجع :
الغارة على التراث الإسلامي : أ. جمال سلطان .
دورية قراءات .
كتاب في جريدة .

Post: #72
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-11-2004, 11:31 AM
Parent: #71



تقول أبنوسة في داخل الحوار ...



ولكن نحن هنا في الحقيقة لا نواجه أفرادا ولكننا نواجه عقلية وايدودلوجيا كاملة تقوم علي منهج داخلي محض ( خيالي لا يخضع الي اية شروط للمنطق والصحة ولا يقبل

الاخر الا باعتبار المتآمر الذي يستوجب الجهاد)...

ان تحليل هذه العقيلة يتطلب وقتا وجدها كبيرا اذ أن المسالة ليست فقط مجرد رأي أو مجرد شخص يعيش ارج دائرة التاريخ ... ان فكرة المؤامرة علي الاسلام والمسلمين

هي فكرة أصيلة لدي معظم المسلمين وهنا لا نجد سوي تطرفا في استخدام الفكرة .. وهذ يعني أننا في الحقيقة لا نضع الامور بشكلها الصحيح فالعالم كله في صراع مع

بعضه البعض وبينهم مصالح مشتركة وحروب وما الي غيره من تلك التقاطعات ... ولكن كل ذلك لا يوضع في اطاره الصحيح ويتم التعامل معه كشماعة لتعليق كل

عجزنا وهزيمتنا أمام الواقع الحديث ... فقط مجرد أنه يعطينا شعورا بالرضا بديلا عن الانتاج والاجتهاد والتفكير .. فكل ذلك هراء طالما العالم يتآمر علينا ويبقي أنه من

أولي اولوياتنا كشف هذا التامر الذي نجده في كل شيئ بدءا من حرب العراق الي كوب الماء الذي نشربه ...

هذه العقلية لم تتكون في يوم واحد بل هنالك الاف السنوات التي أسهمت في تكوينها ... وما لم نستطع أن نذهب بعيدا جدا الي بدايات تكوينها يبقي تناولها سطحيا ولا يؤدي

الي شيئ سوي مماحكات واتهامات تلقي هنا وهنالك ....

مرة أخري ليلي تلقي الضوء علي هذه العقلية ...

سنعود مرة أخري للتعامل مع بعض النصوص الواردة في هذه المقالات

Post: #73
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-12-2004, 08:29 AM
Parent: #72

الفكرة المحورية :

في الحقيقة لم يكتب هذا الموضوع لمناقشة اختيار العواصم الثقافية ولكن كتب هذا الموضوع فقط كتأكيد لفكرة المؤلمرة تجاه الاسلام والمسلمين ولذلك كان كاتبه أعمي منذ البدء وحتي النهاية وكأنه في الحقيقة يعيش في كوكب آخر مما لا يترك لنا سوي سوي خيار أوحد ... وهو سوء القصد وحسن القصد فلو كان سئي القصد لكان الأمر مفروغ منه تماما ( حسب تعابيره ) ولكنه لا يترك لنا مجالا حين يتحث باسم الدين تضليلا ولكن دعنا نقبل هذا التضليل ... لنصل الي الخيار الاخهر وهو جهله بكل ما كتبه وعدم معرفته ووعيه عما يكتب ...

سوف نستعرض الان الفكرة الجوهرية في المقال:



الدكتور احمد كمال أبو المجد المستشار القانوني لأمير الكويت
والدكتور شاكر مصطفى الوزير السوري السابق
والطيب صالح الروائي السوداني ويمثل المستشار الإقليمي للاتصال في الدول العربية واليونسكو
والدكتور عبدالعزيز المقالح الشاعر اليمني ومدير جامعة صنعاء
وعبدالكريم غلاب الكاتب والوزير المنتدب بالمغرب

حسبك في شم ريح التآمر ألا يكون بينهم عالم مسلم واحد تتفضل عليه ( لجنة السلطات العربية ) لصياغة أو للمشاركة في صياغة مستقبل الثقافة العربية..


وحسبك - أيضا - لإدراك ريح التآمر على عقل الأمة و مستقبل الثقافة فيها أن يكون موضوع ( الفكر الإسلامي ) الذي مثل محورا أساسياً لنقاشات اللجان الموقرة و المنتقاة من السلطات العربية أن يكون الممثل فيه و المعبر عنه و المتحدث باسمه اثنان :
أولهما الدكتور محمد أركون الباحث الجزائري ..و الذي يتبوأ كرسي الأستاذية في السوربون الفرنسية و له كتاباته المشهورة في الطعن في القرآن الكريم و الدعوة لإخضاعه للدراسة الألسنية و نقد آياته وفق المناهج الإيبستمولوجيه و الأنثروبولوجيه

هذا هو المدخل الذي نحب أن يطلع عليه المسلم الغيور قبل أن يقرأ و يتابع معنا طروحات ( الاستراتيجية العربية الثقافية ) و هو مدخل أحببنا من تقديمه إلى إلقاء الأضواء حول عدد من الحقائق لا تقبل إنكاراً أو جحوداً :

أن المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم لا تمثل الشعوب العربية و لا تبحث في هموم المواطن العربي و إنما هي أداة لممارسة ( القهر الفكري ) ( و غسيل المخ ) لخدمة بعض الأنظمة العربية المسلم و من أبرز ما يدلنا على ذلك هذه الفضيحة التي تمت في ندوة ( الفكر الإسلامي ) .

أن هناك تنظيماً سرياً فكرياً ينتهج أساليب ( الماسونية ) في فرض وجوده على المستويات الثقافية العربية العليا بما يضمن عدم نفاذ ( تيارات فكرية ثقافية ) بعينها إلى مجال الشريحة السيادية في التوجيه الثقافي و يمكن ملاحظة هذه الحقيقة من خلال متابعة المؤتمرات أو ( المؤامرات ) التي تنظمها ( اليسكو ) و المؤتمرات المشابهة و التي تعالج ( التطور الحضاري في الوطن العربي ) و التي بدأ عقدها في الكويت عام 1974


أن هناك دوائر ثقافية عديدة تدرك حقيقة هذا ( التآمر ) في المنظمة العربية ولكن - لسبب ما - لا تتم المواجهة الصريحة لكشف المخبوء

استعرضنا في مجمل حديثنا السابق المخطط المقدم من قبل ( المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم )



من خلال كل ذلك التآمر ( المفترض يصل الكاتب الي اكتشاف مذهل جدا ....



من خلال ما استعرضناه في المقالين السابقين ، نجد ان هناك محاولات جادة من قبل اللجنة المنبثقة والمؤصلة للمنظمة لإعطاء المظلة الرسمية لحفنة من رواد الإفساد ، ودعاة ( التمرد على عبادة التراث والأسلاف ) من أجل أن يمارسوا أنشطتهم بكل حرية ، وبعيدا عن أي قيود تفرض عليهم من خلال ( السلطات الإسلامية ) وأصحاب ( الفكر الجمودي المتحجر ) ..

ثم ادعاء الموضوعية التي من خلالها توصل الي تلك النتائج
وبتحليلي لااتوقع
ان اختيارهم كان عشوائيا عندما اختاروا في الأعوام الثلاثة الأخيرة ثلاث عواصم للثقافة العربية تنتمي جميعها للإقليم الخليجي وهي : الشارقة والرياض والكويت ..

ثم يأتي لمقولته الأخيرة


وأتمنى في نهاية هذه السلسلة اني كشفت بعضا من الغموض الذي يكتنف هذه القضية ..



من الواضح أنه ليس هنالك قضية في الحقيقة ولكن كان كل الموضوع مبنيا علي فكرة التآمر بطريقة عمياء يسوق الادلة كيفما اتفق بلا اية معرفةبصحتها أو خطأها وكأنما نحن هنا أمام كائن فضائي لم يحيا يوم واحد في عالمنا هذا وأن المعلومات ترسل اليه خارج الكرة الأرضية ...

ولكن ليس الأمر هو اسم محدد أو كاتب واحد انها عقلية كاملة وايدولوجيا تطورت عبر مئات الأعوام .... مرة أخري لا يمكن التعامل معها بطريقة تفنيد مزاعم الاخر ولكن البحث العميق المتواصل في هذه المسالة لمعالجتها ...



تقول الأستاذة ليلي من خلال نقاش هذا الموضوع ...

آه حين يصبغ البعض أوهامهم ويحاول عرضها في بترينة المنطق

ونجد أنفسنا مرة أخري ...
مع الأستاذة ليلي في محاولة لعرض الراي الاخر ومن ثم تحليله أو علي الأقل ابداء الرأيفيه بوضوح ..

وربما يلفت النظر هنا أنه وخلال ما استعرضناه حتي الان ... لم نقابل مقالا تحليلياكرد علي كاتب او مفكر ... ولا ادري ماهو السبب في ذلك .. فقد كانت كل مداخلات الاستاذة ليلي هي فقط تعليقات أو نشر المواضيع دون الخوض في مسالة تحليلة واذا أخذنا في الاعتبار مسالة الوقت والزمن فربما نجد بعض العذر ولكنه بكل تأكيد لا ينجح معنا باستمرار .... فهي مطالبة علي الأقل بمحاولة تحليل اي مقال وفي رأيي بمعدل موضوع واحد في الشهر علي الأقل ....
فهي اعلامية ومسالة التحليل تعني قراءة الاخرين بهدوء ومحاولة فهمهم ..
ولا أعرف ان كانت تلك المسألة من قبيل التراخي أو من قبيل امسؤوليات التي لا تترك وقتا ولكني أعتقد ان هذه المسألة من الاولويات ( غير اليومية ) ويمكن أن يتوفر لها الوقت الكافي اذا ما أردنا ذلك ..

Post: #74
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 05-15-2004, 08:07 AM
Parent: #73

أبنوسة ....


Post: #75
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: بكرى ابوبكر
Date: 06-01-2004, 08:06 AM
Parent: #74

up

Post: #76
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 06-01-2004, 08:12 AM
Parent: #75



شكرا عزيزي بكري أبو بكر فالزميلة ليلي صلاح تستحق منا كل ذلك

وشوف اعيد نشر أتلفه التحويل


كل الود

Post: #77
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: nassar elhaj
Date: 06-01-2004, 09:01 AM
Parent: #76

المبدع والماهر في التقاط الكائنات النضيرة / ( جعفر بشير ) أبو آمنة .. عظيم هذا الجهد الذي تقوم به وهذا الرصد الجاد لمساهمات الأخت / ليلى صلاح ( أبنوسة ) - ومن خلال هذا البوست فقط عرفت أن ابونسة هي ليلى صلاح، مع اني اتابع مساهماتها بجدية واهتمام ك " أبنوسة " وبحق هي مساهمات جديرة بالاحتفاء، وهذا ما يتطابق تماما مع ليلى صلاح التي حدثني عنها أحد الاصدقاء المبدعين جدا والذي أثق بشدة في قدراته وحين يبدي رايا في كتابة ما بايجابية ومحبة تكون بالفعل تلك الكتابة وذلك الشخص بمقدار الانتباه له، هذا الصديق ربما في منتصف التسعينات أخبرني بصحفية متميزة اسمها ليلى صلاح كانت لها مساهمات مبشرة وجميلة لكنها اختفت ! وكان لا يعرف اين هي وهو يعرفها شخصيا بوصفه ايضا شاعر وقاص وناقد .
المهم كل هذه الصورة النضيرة متكونة لدي عن ليلى صلاح قبل المنبر الحر وتمام الصورة حققتها ابنوسة هنا في المنبر الحر .
أعود بعجل الى نقطة أشرت لها أنت صديقي ابوآمنة في متن هذه الكتابة والرصد لمساهمات أبنوسة :
Quote: هنا اشارة محددة من خلال الحوار الذي دار ما بين نصار الحاج واالاستاذة ليلي ... اذا انهما يتفقان علي ان الفيتوري يرتمي في احضان ( البشير وغيره ) ولكنها تستطيع الفصل تماما ما بين سلوكه اليومي وما بين مقدرته الابداعية شعريا ... ربما يختلف البعض في سلوك الشاعر الفينوري ولكن حقا ان لا اظن ان هنالك شخصان يختلفان في مقدرته المتميزة ..
ولكن ربما ما يجعل نصار الحاج يذهب الي ذلك هو في محاولة الاستاذة ليلي صلاح ان تبرز الشاعر الفيتوري في ثوب المدافع عن الحقوق والحريات .

نعم يا اخي هذا بالضبط ما اعنيه، ولا أعتقد ان ليلى تختلف معنا في هذا، رغم أني أذكر اشارة لي في هذا المعنى لكني لا اذكر مع من كانت فها أنت تعيد ترميم ذاكرتي، فالذي كان كان يهمني توصيل فكرتي في سياق الحوار الذي كان دائرا وقتها في ذلك البوست .
بالنسبة لي ايضا اقول الفيتوري شاعر عظيم لكن لايمكن ان نتعامل مع شعره تحديدا بالنسبة له شخصيا على انه رسالة أو مشروع يتبناه ويعمل له على مستواه الحياتي والفكري، فاذا كان يرى ان نظام الانقاذ ديمقراطيا وان نظام معمر القذافي ديمقراطيا، يصبح الامر مؤلما وقاسيا جدا ويشكك هذا في مدى قدرته الشخصية في الدفاع عن الرفض والعصيان والثورة التي تبناها شعريا.
لكن شعريا يظل علامة كبيرة وتجربة ثرة وغنية، فاناأول كتاب أشتريته في حياتي لوحدي دون تأشير من أحد أو ان يجلبه لي أحد وكان ذلك من مصروف المدرسة حيث كنت اسكن بالداخلية والمصروف فقط يكفي لركوب اللواري ذهابا وايابا وهامشا ضئيلا جدا، استنفدته في ديوان " معزوفة لدرويش متجول - الفيتوري " وديوان لمحمود درويش حيث اشتريت الكتابين بجنيهين فقط ( 2 جنيه ) وديوان درويش لم اقراه حيث استلفه مني طالبا معي بالمدرسة ولم يعيده لي حتى اللحظة ولم اعد اذكر اسم ذلك الديوان ، أما ديوان معزوفة لدرويش متجول والذي احتفظ به حتى الان كان أول كتابة شعرية تعصف بالكثير من اليقينيات الشعرية التي كانت متراكمة في ذهني وانا ابن القرية القادم توي الى مدينة كوستي وظللت اقرأ الفيتوري وحتى الان .
ولكم : جعفر بشير وليلى صلاح وكل من ساهم هنا مودتي ومحبتي العالية .

Post: #78
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: أبنوسة
Date: 06-01-2004, 12:22 PM
Parent: #77

من أين لي بباقة من التحيات الزاكيات لإخواتي العزيزات اللائي إزدان بهن هذا البوست، فعفوا إن قلت شكراً صمتاً، ولذت بكن منكن. فالتحية ليمنة قوتة ولأماني "الجندرية" وإشراقة مصطفى وندا أمين والأخت منى عبدالحفيظ التي فاتني الترحيب بها عند مقدمها المبشر بالكثير، وصديقتي الجميلة دريمز والغالية راوية العباسي، وكل بنات العباسي

وشكرا لأخواني، "إخيان البنات" بهاء "أبو خالد" وصديق الموج وحمزة سليمان وسايمباتيكو وللمبدع وصديق الايام الجميلة الصادق الرضي "لعله الآن يحتفي بعروسته وتحتفي به.
والشكر للأخ الصديق بكري "سيد الحوش الواحد وليس التلاتة" وللشاعر المبدع نصار الحاج
فشكرا لكم جميعا لهذه الكلمات الطيبات، وآمل أن اكون قدرها.

ولأخي بكري :

لولا حياء بي لطلبت منك أن تفك أسر هذا البوست، حيث أنني لاحظت أن الجميلة ميرفت كانت قد زارته، كآخر مداخلة قبل الأرشفة، إلا أنني لم أجد مداخلتها هذه، ولما لهذه البنت من معزة لدي، دخلت أبحث عنها، فلم أجدها ولكن وجدت أنني في ضيافة أخوات عزيزات، وأخوان أعزاء.
والشكر أجزله للأخ جعفر البشير

Post: #79
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: أبنوسة
Date: 06-01-2004, 12:41 PM
Parent: #78

Quote: ومن خلال هذا البوست فقط عرفت أن ابنوسة هي ليلى صلاح، مع اني اتابع مساهماتها بجدية واهتمام ك " أبنوسة " وبحق هي مساهمات جديرة بالاحتفاء، وهذا ما يتطابق تماما مع ليلى صلاح التي حدثني عنها أحد الاصدقاء المبدعين جدا والذي أثق بشدة في قدراته وحين يبدي رايا في كتابة ما بايجابية ومحبة تكون بالفعل تلك الكتابة وذلك الشخص بمقدار الانتباه له، هذا الصديق ربما في منتصف التسعينات أخبرني بصحفية متميزة اسمها ليلى صلاح كانت لها مساهمات مبشرة وجميلة لكنها اختفت ! وكان لا يعرف اين هي وهو يعرفها شخصيا بوصفه ايضا شاعر وقاص وناقد .

أخي نصار الحاج

شكرا لتحيتك، وليتك تفصح أكثر،عسى ولعلي أعرف من هو هذا الصديق الذي يجمع بيننا، وما أسعدني بمعرفتك وأنا ومنذ فترة طويلة إستوقفني عمل منشور في احد المواقع فأتيت به إلى هذا المنبر، إستوقفتني تلك الشاعرية الجزلة، وهأنذا أكتشف حبال سرية توصل بيننا "أنا ونادوس" وبينك، ألا وهو صلتك بتلك "المدينة التي أحببت" كوستي المدينة التي أنجبت وما فتئت تنجب أجمل شباب وشابات الوطن، ورفدت هذا المنبر ببعضهم كخير النماذج إشراقة مصطفى وميرفت وسمندلها، ونادوس وكوستاوي الحاضر الغائب، وزيكو ورقم صفر أل يكفيها ذلك فخراً.
أعلم تماما أنني لا أملك قدرات إشراقة أو ميرفت وإلا ملأتكم حكي عن هذه المدينة، التي عشت فيها بعض من عمري وغادرتها وأنا ما ذالت يافعة يتدلى ذيل الحصان من رأسي، وشريط أبيض يطوقه....حيث رحلت إلى جارتها اللدودة مدينة الدويم....وبين كوستي والدويم الكثير والمثير ويا ريت إشراقة تكتب عنه.

Post: #80
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 06-01-2004, 01:21 PM
Parent: #79



العزيزة ليلي


لفت نظري ايضا وجود العزيزة ميرفت ولكن حينما حاولت البحث لم اجد مداخلتها وكان ذلك اشد ما يحزنني لانه برغم ضياع الكثير من الاشياء هنا الا انه يمكن استعادتها ... عدا هذه المداخلة وأتمني ان نراها مرة أخري بيننا ...


في الحقيقة لم احاول استباق الأحداث في المطالبة بارجاع هذا الموضوع وكنت اعتقد ان هنالك عدد من المواضيع سوف يتم ارجاعها تلقائيا وايضا لم أشا ان افتح موضوعا جديدا ( حياءا ايضا ) وفكرت في مخاطبة الأخ بكري عبر رسالة داخلية حينما تأخر الأمر ولكنه في الحقيقة لم يقصر حينما استجاب في طرح موضوعه ... للاجاية علي الاسئلة ..

كل الود

Post: #95
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: TahaElham
Date: 06-20-2004, 03:49 PM
Parent: #70

العزيز جعفر لك وضيفتك الغالية ابنوسة وكل الشباب ..من وين ابداكم ؟ ماعارفة كل العارفاه انو معاكم...

مسحت الصداء عن بابي ..
ورجعت جمعت صوابي ..
من تاني فتحت كتابي
والشمس اهي بتصابي
النيل مجراه اعصابي
بالسماحسيث يادابي
وبالعالم عالم تاني
مليان بالفرح الدايم

حتة من احساس الانسان (محجوب شريف )وهو بيشابي برة عبر (طاقة ) من طاقات كوبر وسيل الجماهير يحملو ويضعه تحت الشمس الواضحة .
الروعة الان في هذا الحشد الجميل من الاصدقاء والصديقات وهذه التداعيات الرائعة.
ابنوسة اتمني ان التقيك
ابو امنة مازلت احس بالخجل لعدم قدرتي علي قهر المحيط والاستمرار ..اعدك ان نلتقي في مساحة ما.

الهام عبد الخالق

Post: #81
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: أبو ساندرا
Date: 06-01-2004, 09:24 PM
Parent: #1

شكرآ ابوآمنة ،، فالأبنوسة تستحق هذا وأكثر ، كنت محظوظآ بقدر مناسب حين أتيحت لي فرصة الأطلاع على بعض كتاباتها الباكرة وحينها أدركت أنني ازاء قلم له قدرة كثيفة على الابداع ويتجلى بخاصة في الحوارات التي أجرتها مع عدد من المبدعين القامات فأدهشتني بقدرتها على المحاورة في ملعب درسته وأعدت له جيدآ ، أتمنى ان تسمح لها ظروف العمل حتى نرى قلمها ذي النكهة الخاصة يعطر أرجاءالبورد ، ولها التحية

Post: #82
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 06-02-2004, 01:44 PM
Parent: #81



العزيز ابوساندرا

مرحبا بك هنا

اعلم أن البنوسة تمتلك مقدرة عالية في الحوار ..
وهنالك عدد من الحوارات التي أجرتها تستحق ان يعاد نشرها في كل مرة ولكن حتي الان في محاولة الارشفةفي شودانيز اونلاين لم اتعثر بهذه الحوارات ولكن حتي لو وجدت خاج سودانيز اونلاين سوف اتي بها هنا

كل الود لك ولها

Post: #83
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: nassar elhaj
Date: 06-02-2004, 07:16 PM
Parent: #82

العزيزة / ليلى

لك التحية
أما الصديق المشترك فهو الدكتور هاشم ميرغني الحاج الشاعر والقاص والناقد والاستاذ حاليا بكلية الدراما والموسيقى .
كما أن كوستي بحق مدينة تمنح الحب دون شروط لكل من يتمهل قليلا ويجلس بها، أنا جمعتني بكوستي الدراسة الثانوية وتلك كانت من أجمل الايام التي لن تبرح ذاكرتي مطلقا، كثيرا ما يكره الناس المدن التي يدرسون بها، خصوصا في تلك السن المبكرة حيث تكون طبيعة التشدد والضوابط والرسميات التي تكون سائدة في المدرسة تطغى على جماليات المدينة ولا تفسح للطالب فرصة التعرف على المدينة، لكن كوستي / وطبعاناسها/ استطاعت ان تمنحنا محبتهاوأن تظل سنواتي بها من اغنى سنوات العمر .
وأيضا يبدو أن الدويم هي الأخرى حاضرة بيننا فهي المدينة الأقرب لقريتي مبروكة الواقعة بجزيرة أم جر، وهي ايضا قرية مثلت اضافة انسانية ومحبة غير عادية، مع اننا تركناها منذ ما يزيد على العشرين عاما الى أم درمان التي أحبها ايضا، لكن لم أغب عن قريتي تلك كثيرا ومن ثم الدويم هي طريق الوصول الى هناك .. كذلك كوستي بعد انتهاء سنواتي الدراسية بها زرتها ومررت بها كثيرا .
وشكرا لفتح هذا الباب من تداعي الايام الخضراء .
ومحبتي كلها لك، لكوستي وأهلها ولأصدقائي هنا في البورد، من يشكلون حضورا نقيا وابداعا رائعا وشفافا هنا : اشراقة، ميرفت ، سمندل، نادوس، كوستاوي، والآخرون .

Post: #84
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 06-04-2004, 08:31 PM
Parent: #83



عزيزي نصار

مرحبا بك الي هنا ليزداد ليزداد المكان ضياءا ... علي ضياء ليلي ..

في الحقيقة ربما لا نمتلك الشجاعة الكافية فقط للحديث عن رموز يمتلكون جدرانا فاصلو ما بين ما يكتبونه وما بين سلوكهم ..

وتأخذني الحيرة في الحقيقة حينما اتساءل طالما هم يمتلكون كل هذه المعرفة ... لماذا لا يتم ترجمتها في السلوك ومتي يحدث ذلك ..

عموما يا عزيزي اظننا القينا بعض الاضاءات فقط ولا اعتقد ان هنالك خلافا بين ثلاثتنا ...

مرحبا بك الي هنا مرة اخري
وكل الحب

Post: #85
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 06-05-2004, 03:38 PM
Parent: #84



ابنـــــوسة

بغداد بعيون
عبدالوهاب البياتي



إلى نادوس بمناسبة عودته سالماً




ـ 1 ـ
في طفولتي كانت علاقتي بالقرية أكثر من علاقتي بالمدينة، لأنني كنت أذهب مع والدي في العطل الصيفية الى الريف حيث السماء الزرقاء وحقول القمح المترامية الأطراف والطيور بكافة اشكالها، فكنت أتوحد مع الطبيعة ومخلوقاتها التي قلما كنت اراها في المدينة. وعندما قل ذهاب الى القرية صيفا بعد صيف لأن والدي كان قد شغل بأمور اخرى ولم يعد يجد وقتاً لزيارة اخوته وأعمامه، واجهت في تلك الآونة محنة اكتشاف المدينة واكتشاف اسرارها وممراتها السرية وضواحيها، والخيوط الخفية التي تربطها بالماضي.


كانت بغداد ولا تزال تحمل في وجهها عذرية الزمن وعطره، ورائحة القباب، والمآذن الشاخصة التي ينتمي بعضها الى العصر العباسي وخاصة العصر العباسي الاخير، كانت تستهوني فكنت اطوف حولها، كما كان يطوف نهر دجلة. في مدينة بغداد، كنت اقرأ الشواهد المدونة على متونها واكتشفت في احدى جولاتي ان البعض قد ازاح بعض المتون ومحاها بغية كتابة تواريخ اخرى مزورة وأسماء لا تنتمي الى العصر الذي فيه هذه الآثار الباقية. وكانت مقبرة الإمام الغزالي التي تقع بالقرب من محلة باب الشيخ التي ولدت فيها في بغداد احدى محطاتي وبخاصة قبيل الغروب، حيث كان يلتقي بين القبور أو على أطراف منها بعض الاعراب الذين جاءوا المدينة ليبيعوا اغنامهم وبعض الباعة الصغار الذين كانوا يسرقون بعض ما يحمله هؤلاء الاعراب ويفرون به كما كان البعض يبيع طيوراً بأقفاصها أو بدون أقفاص وهي مربوطة بخيوط بالية.


أما المحطة الثانية في تجوالي فقد كانت بعيدة نسبياً وهي مقبرة السهروردي حيث تقع بجوارها مقابر اليهود وكان القدم يظهر على هذه المقبرة من رائحة التربة والحجارة وبعض الاشجار الهزيلة التي كان يحتطبها الفقراء.


كنت أقف قبالة مسجد المقبرة الذي كان شبه مهجور وأحاول استقراء ما جرى له دون جدوى وكنت أحياناً أسأل بعض سكان القبور الذين لا يعرفون شيئاً. وعندما كنت أعود الى البيت كنت ألوذ بجدي لكي يشرح لي بعض غوامض ما رأيت وما شاهدت، وأحياناً وأنا أعرج على هاتين المحطتين أذهب الى نهر دجلة من الباب الشرقي لبغداد وبخاصة أيام الفيضان حيث كان النهر محصناً بأكياس الرمل خوفاً من غرق المدينة، وما أكثر ما كان الماء يعلو ويطفو فوق الأكياس وينساب إلى الشوارع وكانت الشرطة عندما يبلغ النهر هذا المستوى تلقي القبض على كل من يمر بالشارع لأخذه للسخرة، وكان مشهداً مؤلماً حيث كان البعض يشكو من انه ذاهب لشراء دواء لوالده المريض.. ولكن الشرطة كانت تقسو ولا تسمع هذه الاحتجاجات.


ـ 2 ـ


كنت أرى الكثير من الأجانب الذين يزورون قناصل الدول الاجنبية يطوفون بسياراتهم ليراقبوا الفيضان وكان بعضهم يقهقه ويضحك على منظر الذين تختطفهم الشرطة لتأخذهم الى الأماكن التي تخترق فيها مياه النهر ضفافه وكم كنت أتمنى لو كنت أملك القوة لأمنع هؤلاء الذين كانوا يسخرون من المدينة وبؤسها وتعرضها للخطر.


في فجر أيام العيدين: عيد الأضحى وعيد الفطر كان معظم سكان بغداد في تلك السنوات يذهبون لزيارة موتاهم في قبورهم وكانوا يحملون بعض الاطعمة ليقدموها الى الفقراء الذين كانوا يجتمعون بأعداد كبيرة هناك وعندما كنت أعود مع جدتي وأمي أجد جدي وهو يعد فطور الصباح ويهيئ قهوته وأرجيلته وكان يسألني وهو يبتسم: كيف كانت الأحوال، فأبتسم أيضاً دون أن أجيب. وذات صباح عيد سألت جدي قبل أن يتحدث معي: لماذا لا نزور أقرباءنا الفقراء بجانب زيارة أقاربنا الموتى، وكان يقول لي إنك عندما تكبر سوف تفهم السبب وتتألم كثيراً. كان يغير الحديث فيقدم لي كتاباً ويقول لي هل قرأت هذا الكتاب فأقول له إني قرأت بعض سطوره بدون استئذانك ولم أفهم شيئاً فيقول لي اختر بعض الجمل منه التي لا تستطيع فك حروفها حتى أشرحها لك وكنت لا أفهم شرحه أحياناً ولكنني كنت أدعي الفهم خوفاً من سخريته المبطنة. ويظهر ان بعض البشر يريدون ان يفهموا من الآخرين كل شيء بغض النظر عن عمرهم.


في امتداد شارع الكيلاني الذي يتصل بشارع الرشيد كان هناك «مسجد الخلاني» وكان يضم مكتبة كبيرة جداً تضم مختلف الكتب، حتى الحديثة مثل مؤلفات طه حسين وأشعار شوقي والرصافي وعشرات الأدباء العراقيين والعرب، وقد هداني إلى هذه المكتبة صديق العمر الكاتب القصصي الراحل غائب طعمة فرمان فذهبت الى أمين المكتبة وقال: ماذا ستفغل بهذا الكتاب، قلت له لا أدري ولكنني سأروي لك نكتة عن مؤلف هذا الكتاب، هذه النكتة تقول انه عندما يسأل عن شيء ما كان يجيب (لما انشوف) برغم عماه ويظهر انه لم ير شيئاً حتى تأليفه هذا الكتاب فاكتشفت ان أمين المكتبة كان معادياً للأدب الحديث، وكان يتمنى لو انني استعير ديوان صفي الدين الحلي، أو الحبوبي لأنه وضع أمامي هذين الكتابين ولكنني تجاهلت وجودهما وأصررت على استعارة كتب الأيام، عند ذاك طلب مني الهوية وقلت له إنني لا أملك هوية فتدخل الصديق غائب طعمة فرمان وقال إنني أكفله، فقال أمين المكتبة ان الكفالة ليست بالكلمات وعليكما ان تدفعا ديناراً، ولكننا استعدنا الدينار سريعاً لأنني لم أنم طوال الليل وأكملت الكتاب، ورابطت بالقرب من مكتبة المسجد الى أن جاء واستعدت الدينار وحاولت اكتشاف مكتبة أخرى ليس فيها أمين كهذا الرجل الذي كان يكره طه حسين.


ـ 3 ـ


في تلك المرحلة كنت أنا وصديقي غائب طعمة فرمان نحاول كتابة الشعر، وذات يوك كتب «غائب» قصيدة مكونة من 100 بيت فحاولت مجاراته ولكنني فشلت وتوقفت عند البيت الثلاثين. والغريب ان (غائب) هجر الشعر وتوجه الى كتابة القصة القصيرة والرواية فيما بعد وعندما اكتشف انني لم أحب أمين مكتبة جامع الخلاني قال لي استعد في يوم الجمعة للذهاب الى سوق السراي وسوق السراي من اهم الاسواق الشعبية والقديمة في بغداد، ويضم عشرات المكتبات التي تبيع الكتب القديمة أو المستعملة أي التي قرئت، وذعبت معه فعلاً في يوم جمعة منذ الصباح الباكر ومعنا بعض النقود فاشترينا بعض كتب جبران خليل جبران، وبعض الروايات المترجمة الى الغربية، ولكن جمال السوق وجمال المكتبات ورائحة الماضي التي تعبق بين جنباته جذبتنا وأغرتنا بالجلوس لأول مرة في أحد مقاهيه، واكتشفنا أن بعض الأدباء العراقيين والصحافيين يجلسون في ذلك النهار، وكان المقهى مشهوراً بتقديم الشاي على الطريقة العراقية. وأذكر أن رجلاً يضع نظارات سوداء نظر الى الكتب التي كانت معنا،


وطلب أن يقلبها وعندما رأى أسماء مؤلفيها هز رأسه بسرور وقال عن نفسه انه صحافي وأديب وكان هذا الشخص هو مشكور الأسدي الذي أصبح من أشد أعدائنا بعد سنوات قليلة لأنه عمل رقيباً على المطبوعات، وكان يمنع كل الكتب الجيدة وخصوصاً المترجمة الى العربية، وقام بتأديبه ذات يوم أحد أصدقائنا وهو الشاعر العراقي الراحل كاظم جواد بعد منعه لإحدى المجلات التي نشرت قصيدة له اذا سكب قدح الشاي الساخن على رأسه الصلع، وهرب.


منذ تلك الزياة الأولى أصبح سوق السراي منجماً كبيراً لنا نلتقط منه الكتب النادرة التي غذت مخيلتنا ولعبت دوراً في التكوين الثقافي لجيل الأربعينيات والخمسينيات.


والغريب ان الشرطة كانت تغض النظر عن الكثير من الكتب التي كانت تمنع، ولكننا كنا نجدها في مكتبات هذا السوق، فاكتشفنا ان بعض الموظفين في دائرة المبطوعات يسرقون هذه الكتب ويبيعونها لأصحاب هذه المكتبات. وقد وقع حادث طريف آخر ذات يوم، عندما ذهبت مع صديقي الشاعر كاظم جواد الى المكتبة العصرية التي كانت تقع خارج سوق السراي أي في شارع المتنبي، وسألناه عن كتب «الأم» لمكسيم غوركي وكان صدر في دمشق عن دار اليقظة العربية، فقال لنا إنه يعتقد ان الرقابة ستمنعه، وأعطانا نسخة وقال بإمكانكما ان تقرآ هذه النسخة معاً، لكن صديقي كاظم قال إنه سيأخذ النسخة في اليوم التالي الى الرقيب لرغمه على الموافقة على تداولها وكانت بغداد تئن تحت الحكم العسكري، وكان الرقيب ضابطاً وعندما ذهبنا اليه في اليوم التالي، قال لنا الجندي المكلف بخدمته انه ذهب الى مكان ما وسيعود بعد قليل وقلنا له إننا اصدقاء الضابط، فقال تفضلا الى أن يأتي فما كان من كاظم الا ان ذهب الى طاولة الضابط فوجد الختم المدونة عليه الموافقة وختم النسخة التي كانت معنا.


عدنا الى المكتبة العصرية وقلنا له ان الرقابة قد وافقت على الكتاب، وكان لديه خمسون نسخة فقط، وما هي الا ساعات حتى بيعت النسخ جميعاً، وكنا نراقب الأمر عن كثب فبعد قليل رأينا سيارة عسكرية تقف في باب المكتبة وطلبوا من صاحبها ان يذهب معهم فاحتج وأراهم النسخة المختومة ولكنهم لم يقتنعوا بأقواله.


وقد أوقف صاحب المكتبة ثلاثة ايام وأطلق سراحه بأمر من رئيس الوزراء، وأصبحنا أنا وصديقي نخاف من المرور من أمام المكتبة الى ان ضبطونا ذات يوم ونحن نمر من أمامها، وقال لنا انكما شجعان وقد غفرت لكما ما حلّ بي، ولولا علاقتي برئيس الوزراء لما أطلق سراحي حتى اليوم.

Post: #86
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 06-05-2004, 03:40 PM
Parent: #84


Post: #87
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 06-06-2004, 03:07 PM
Parent: #86


أبنــــوسة



تستوقفني المجلات الأدبية، وأمارس هواية أو عشق البحث عن إسم سوداني، أو كاتب أصبح لي مع إبدعاته إرتباط خاص، وتزيد فرحتي حين اجد من يجمع بين الحالتين، وتضاعف هذه الفرحة حين أقرأ لكاتب أو كاتبة إلتقيتها تعرفت عليها، والآن أخوض تجربة جديدة وفرحة لا تحدها حدود حين وجدت إسم أحد زملاء هذا المنبر أو الحوش الكبير كما يدلعه بعض الإخوة والأخوات بالبورد.

فقد وقفت لأشتري مجلة الرافد-مجلة ثقافية تصدر من الشارقة-وهي إحدى المجلات التى تستوقفني كثيرا مع أختها مجلة "نزوى العمانية" وفي إفتتاحيتها طالعتني صورة عميد عمداء الأدب العربي الفقيد بروفيسور عبدالله الطيب، ومقال للدكتور عمر عبدالعزيز يرثي فيها الراحل بعنوان "آخر الراحلين"ه

وفي صفحة 105 من العدد نفسه مقال بعنوان:

التناص بين إليوت وصلاح عبدالصبور
المشتركات الفلسفية والنزعة التأملية كانت أساس لقاء الرمزين


والذي كشف لي عن مبدع ثالث يقف في المسافة بين هذين الرمزين وهو الأخ عبدالمنعم عجب الفياوالذي غاص في إبداع الرمزين ليقدم لنا دراسة موضوعية ممنهجة تكشف عن هذا التناص، وقد بحثت عن موقع للمجلة حتى آتيك بهذه الدراسة القيمة إلا أنني لم أجده، ولهذا أرجو من الأخ الفيا، بإنزال هذا العمل المبدع ليزين به الصفحة الأولى من البورد
وذلك تعميما للفائدة

وياريت يا أخ عبدالمنعم أن تتناول أعمال بعض مبدعي هذا البورد بدراسة وذلك تعميما للفائدة وأهديك بعضا منهم على سبيل المثال لا الحصر
د.إسماعيل آدم أبكر
محمد الحسن بكري
أحمد الملك
الأخ الزميل عماد البليك
وآسف لمن فاتني ذكر أسماؤهم

Post: #88
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 06-09-2004, 06:04 AM
Parent: #87

مقال للأستاذ عيسى الحلو
قد أعدته الأبنوسة للنشر قبل سفرها، وأنشره هنا بناءا على طلبها
=================


النص واحتمالات تأويل المعنى
بثينة تجعل من الجنس مدخلاً للبحث عن الهوية الثقافية
بقلم عيسي الحلو





مقدمة
:
القاصة والروائية «بثينة خضر مكي» استطاعت بمثابرتها الابداعية ان تنال مكانة ادبية مرموقة، داخل وطنها السودان، كما حظيت بشهرة ادبية داخل الاوساط الثقافية العربية، اذ كتب عن اعمالها الروائية بعض كبار النقاد العرب. واخيراً نالت جائزة الشهيد الزبير للآداب. وازاء هذا كله كان لابد من قراءة اعمال الكاتبة والوقوف عندها، خاصة انها تمثل مرحلة من مراحل نضوج الكتابة النسوية في السودان، كما يمكن اعتبارها امتداداً ابداعياً متطوراً لمسار الروائية السودانية الراحلة «ملكة الدار محمد» صاحبة رواية «الفراغ العريض». وحتى نلقى مزيداً من الضوء على أدب «بثينة خضر مكي» سنعقد ندوة لمناقشة هذا الادب.. بمشاركة كبار نقادنا الادبيين من خلال اعدادنا القادمة.


والآن نبدأ بقراءة مجموعتها القصصية «اهزوجة المكان» وروايتيهما «صهيل النهر» و«اغنية النار». وذلك باعتبار ان «اهزوجة المكان هو النص القصصي الذي يبلور العالم الفني للكاتبة في اساسه المبدئي. والذي يمثل الرؤية الفكرية والجمالية التي هي خلاصة وعي الكاتبة للعالم.
ومن هذا الوعي الفني والفكري تنطلق كل اعمال الكاتبة. ومن خلال هذا الموقف تمر نصوص الكاتبة بمرحلتين من حيث ارتباط هذه الاعمال بالمكان . فالمرحلة الاولى «اهزوجة المكان» «1997» تلخص ارتباط نصوص المجموعة بالريف، حينما تستدعي الكاتبة انطباعاتها الاولى التي تكونت في قرى شمال السودان. وهي مرحلة يمكن ان نعتبرها بدايات لصياغات الاسئلة حول قضية المرأة المحاطة بثقافة تحدد الحرام والحلال.. الطيب والخبيث.. انها اذن مرحلة سؤال الجنس والأخلاق.. وهنا تحدد الكاتبة اولى الخطوات في بحثها عن علاقة الرجل والمرأة، ثم تتلاحق مراحل صياغات اخرى لذات السؤال. وهكذا تتواجه القيم وتتصادم بين مكانين حضاريين«المدينة من جهة والريفي من جهة».
هذه هي الخطوط الاساسية التي تحدد العالم الفني لبثينة خضر مكي.. ولكنها خطوط تزداد تشابكاً وتعقيداً كلما تقدمت الكاتبة في مشروعها الروائي.
عالم «بثينة» الابداعي
الكاتبة بثينة هي اصلاً دارسة لعلم الاجتماع.. ومن هنا يستمد موقفها الابداعي كل مقوماته الفكرية والجمالية. وربما كان اختيارها لهذه الدراسة لارتباطها التاريخي بالقرية والريف السوداني، فهي قد نشأت في احدى قرى شمال السودان «منطقة شندي» فكان ارتباطها المبكر هذا يعبر عن ارتباط الكاتبة بالثقافة السودانية الغالبة في وسط السودان «الثقافة الاسلامية العربية» مما ولد هذا الصراع العاطفي الوجداني الطهراني الذي يمثل وجدان كل بطلاتها الروائية والقصصية. وهذا ما نجده بتمامه في مجموعتها القصصية «اهزوجة المكان» والتي انطلقت منها كل اعمالها اللاحقة فيما بعد.
و«اهزوجة المكان» .. هي الفضاء الاساسي عند الكاتبة فالانسان هنا .. رجلاً كان او امرأة يتشكل بناءً على شكل المكان وعلى روح الزمان «الثقافة».. ففي قصتها «روائح مختلفة» «اهزوجة المكان» ص «13» يأتي على لسان الروائي قوله..«انهن مخبولات طوال النهار امام مواقد الفحم والحطب. يصنعن الكسرة والملاح ويطبخن اللحوم لأكل ازواجهن. وما ان يأتي المساء حتى يبدأن في شوي اجسادهن على دخان اخشاب الطلح والشاف الزكية الرائحة، ثم يبذلن الجهد الكثير في تدليك اجسادهن بعجائن الطيب والزيوت العطرية. ويغرقن اجسادهن في عطور مختلفة الرائحة».. في هذه الفقرة يركز السرد القصصي على مشهد ريفي.. المرأة التي تقوم بواجباتها الاساسية.. اطعام الزوج واشباع حاجته البايولوجية.. فهي «الكاتبة» اذاً تضع القيم الاخلاقية داخل اطارها الثقافي الذي شكلها.. وبذا تصبح جذور الثقافة السودانية الاساسية هي جذور ريفية.. ومن هنا.. وقليلاً تنسرب الكاتبة لاهم محاور اعمالها الابداعية. وهذه المحاور تمثل «الثيمات» الاساسية التي طبقت هذه الاعمال بطابعها. وبما ان «الجنس» يمثل اهم الثيمات عند كاتبتنا، فقد اتخذت منه مدخلاً في بحثها عن الهوية الثقافية من خلال هذا المحور. وهي في مرحلتها الابداعية الثانية كانت قد انتقلت بفكرة الجنس «كثيمة» درامية من المحيط الاجتماعي الريفي الى المحيط الاجتماعي «المدني».. ففي قصتها «زواج لاجئة» نفس المرجع السابق/ص 17» تقول بطلة القصة «حينما دعاني الى زيارة منزله ذهبت في غير حماس، هذا الرجل يحبني ويطلبني للزواج. ترددت في الذهاب. وفي ذاكرتي صوت امي يأتيني هامساً محذراً «ما اجتمع رجل وامرأة الا وكان الشيطان ثالثهما».
ويتدفق منولوج البطلة الداخلي في صهيل شعوري مصطرع بين السمو والانحطاط. بين التحليق والسمو الاخلاقي والخوف من السقوط. ولكن الكاتبة هنا تتقدم بالفكرة الاخلاقية لاوضاع اكثر تعقيداً.. فالعلاقة بين الرجل والمرأة ان لم تكن زواجاً فهي سقوط اخلاقي «العلاقة الجسدية» كما ان العلاقة بينهما «الرجل والمرأة» ان لم يكن رابطها الحب فهي ايضاً سقوط اخلاقي.. وفي ذات القصة «زواج لاجئة» «نفس المرجع ص 18» تقول بطلة القصة: «سمعته وهو يغلق باب غرفته.. وبقيت وحدي- التهم الجاتو» في شراهة وكأنني الهي بها نفسي عن التفكير.. هل اتزوج مبارك.. انه يكبرني بخمسة وعشرين عاماً.. هل اعطيه شبابي مقابل رغد العيش الذي سيوفره لي؟
هنا بالضبط تضع الكاتبة يدها على اهم التعقيدات في علاقة المرأة والرجل، داخل نطاق بناء اجتماع تتخلف فيه علاقة المرأة بالرجل بسبب تخلف العوامل الحضارية المادية والروحية.
فالمرأة بسبب هذا التخلف الاجتماعي تجد نفسيها عند اسفل السلم الاجتماعي.. فالرجل هو السيد. وسيادته تأتي بسبب انه هو الذي يمتلك زمام العلاقة على المستوى الاقتصادي، فتدني وضع المرأة الاجتماعي كما ترى الكاتبة- يأتي لمجموعة اوضاع اجتماعية متضافرة، منها سيادة الرجل الاقتصادية والثقافية، فالاقتصاد في المجتمعات المتخلفة بيد الرجل. والثقافة السائدة هي ثقافة مذكرة «ثقافة الرجل» وكل ذلك لان الرجل هو الذي يمسك بكل مفاتيح جسد المرأة، فهو صاحب المبادرة الجنسية وهو صاحب الفعالية الدينماكية. وان تمنعت النساء.. «فيتمنعن وهن الراغبات».
ان عالم «بثينة خضر مكي» يبدأ في النمو والتفتح على كل هذه القضايا عبر ذاكرة الجسد.. وبطلاتها في نصوصها المفتاحية الاولى «اهزوج المكان» يبدأن بالبحث عن هذه المعاني وعن القضية الكبرى «الجنس» الذي يشكل عالم المرأة الخاص بوصفها كائناً بايولوجياً وسايكلوجياً.. وانسانياً في نهاية الامر.. والروائية «بثينة» تعرف ان الحراك الاجتماعي هو الذي يصوغ كل هذه الاسئلة الحائرة.. ولهذا السبب ذاته نجد ان بطلات «بثينة مكي» محاصرات بهذه الاسئلة «الجسد/ القيم/الموقف الحضاري».
رواية صهيل النهر:
هذه الرواية تعبر عن الازمة الحضارية التي تمر بها المرأة السودانية، حيث تناضل المرأة ضد السقوط مسنودة بالتمسك بالقيم الاخلاقية المستنبطة من منظومة القيم الاخلاقية الاجتماعية.. وامام هذه الازمة تعاني الشخصيات الروائية صراعاً وجودياً واخلاقياً قاسياً بين مطالب الجسد ومطالب الروح.
وهذا ما تعبر عنه الكاتبة في مفتتح رواية «صهيل النهر».. اذ تقول البطلة «تمنيت لو كان بامكاني التقاط الذرات الهوائية المشبعة بتوتر الشوق الناري المتوهج لحد الانطفاء. ووددت لو استطيع اقتلاع الجدران والمرايا والستائر وضغطها في اشرطة ممغنطة احملها في حقيبتي حيثما اذهب .. اليوم سافر زوجي عاصم .. سافر بعد ان ايقظ جذوة الحياة في نفسي وقد خبا بريقها. كنت طوال وجوده معي اتفادى الحديث عن عودتي معه الى السعودية - لا اتصور نفسي زوجة ثانية، لا استطيع ان اضع نفسي على هامش حكاية كنت انا العنوان والتفاصيل الحرة فيها» رواية صهيل النهر ص 7».
الكاتبة تتحول ببؤرة الصراع العاطفي الجسدي الانثوي مع الرجل الى معضلة اخرى تواجه علاقة المرأة والرجل في مجتمعاتنا العربية عموماً.. وهي مسألة الزوجة الثانية» حينما يتزوج الرجل مرة ثانية لانه يريد مولوداً ذكراً لم تستطع الزوجة الاولى ان تمنحه اياه.. ولهذا السبب تعاني الزوجة الاولى، فيشتد الصراع العاطفي وينساب منولوج البطلة العاشقة لزوجها، حيث تخشى ان تفتقده بسبب عدم سفرها معه للسعودية. فتقول محدثة نفسها «كان من الممكن ان اكون معه الآن .. لماذا المكابرة. وليس في بقية العمر سعة لتباريح الهجوع.. آه تباً لي .. لماذا ..لماذا تمنعن وهن الراغبات». وفي فقرة ثانية من ذات الصفحة من ذات الرواية ص «10» تقول البطلة:« هل يمكنني ان اتخذ قراراً حاسماً بترك عاصم «الزوج»؟ ان انسى انه تزوج اخرى.. رغم كل المبررات الشرعية والاجتماعية.. اعود الى بيتي في وقت متأخر،اعدل وضع المفتاح في ثقب الباب. استعدل وضعه ثم اديره تتشبث يدي بقوة على مقبض الباب..ادفع الباب برفق.. الج الى الداخل ولك ان تتأمل هذا المقطع الاستيهامي ودلالاته الايروسية».
العشق على الطريقة السودانية:
ان بطلة رواية «صهيل النهر» شديدة التوله بزوجها. وهذا الوله السوداني تعاظم بسبب استحالة امتلاك الزوج.. انها ذات الاستحالة التي جعلت بطلة اغنية محجوب شريف بقوله تؤكد استحالة استعادة الحب القديم والاحتفاظ بالجميلة المستحيلة. ان هذا الوجدان الشقي هو من تأثيرات الشعر الصوفي.. وهو اعلاء للغريزة الجنسية والارتفاع بها عن الارواء الجسدي.. وهذا ما نجده في الكثير من التراث الابداعي السوداني.. قصة تاجوج والمحلق واغلب اغاني المطربين السودانيين.
ولكن السؤال المهم هنا.. لماذا لم تستطع الكاتبة النفاذ الى جوهر هذا التعقيد الوجداني؟ لماذا كانت هذه العاطفة التي ولدتها اشواق الجسد لم تجد من الكاتبة اهتماماً بالتحليل النفساني حتى تستطيع الروائية التعرف على عوالم بطلاتها.. تلك العوالم الداخلية العميقة كما يفعل كل كتاب الرواية المعاصرة في عالمنا اليوم؟
يبدو ان المنهج البنائي والتشكيلي الذي اختارته بثينة خضر مكي كان منهجاً واقعياً بحتاً، حيث اهتمت بوصفها دارسة لعلم الاجتماع بالنظر للظواهر الاجتماعية من النظرة الخارجية للظاهرة.. وبوصف الظاهرة وارجاعها للمحيط الاجتماعي الذي شكلها فقط.
وكان من الممكن ان تنظر الكاتبة في بنية هذا الوله «العشق الجسدي» كنزوع وجداني داخلي بوصفه نزوعاً وجودياً يرتبط باطاره الاجتماعي. وهذا ما فعله كثير من كتاب الرواية العالمية المعاصرين. هو بالضبط ما فعله الطيب صالح في موسم الهجرة الى الشمال، حيث شرح لنا هذا العشق الذي يعاني منه مصطفى سعيد على المستويين ا لمستوى الخارجي الظاهري المرتبط بالحراك الاجتماعي والمستوى السايكولوجي .. تلك الدوافع الشعورية والعاطفية .. فكانت الشخصية الروائية شخصية كاملة ومحددة. ومن ثم استطاعت في النهاية ان توصل لنا «الثيمة» التي ارادت الرواية معالجتها وتوصيلها.
ولكن «بثينة» كانت مصرة اصراراً عنيداً على ان تنظر لفكرة «الجنس» من زوايتها الظاهرية فقط. ولهذا احتلت قصة «فاطمة السمحة» ثلث مخطط الرواية، مما جعل حركة الفكرة في تجسدها وحركتها الدرامية بطيئة الايقاع. وهذا ما جعل الخط الاول للرواية لا ينسجم مع الجزء الخاص بحكاية «فاطمة السمحة».
ويبدو لي ان هذا الخلل التقني كان قد تسرب الى الرواية، لان الرواية لم تكن تمتلك مخططاً اولياً، بل كتبت بعفوية انفعالية كما تكتب قصيدة.
وكما سبق ان اشرنا كان يمكن لهذه الرواية ان تصل القمة الابداعية لولا هذه النظرة الخارجية التي لم تستطع ان تنفذ لاغوار الشخصيات، كما انها لم تستطع ان تنفذ الى فكرة العشق والوله الجسدي بوصفه ظاهرة نفسانية وجودية الى جانب انها ظاهرة اجتماعية.
وهذا ما حاولت «بثينة» استدراكه في روايتها الاخيرة اغنية النار» حينما تحولت بطلة هذه الرواية لباحثة باطنية سايكولوجية تنظر في عالم «الرجولة» علها تكتشف كنه هذه التعقيدات التي تحيط «الجنس» وتجعله لغزاً انسانياً تكتب حوله الروايات والقصائد.. وتبحثه علوم النفس والاجتماع. «بثينة» كاتبة جادة لها عالم ابداعي غني. وتجتهد في صياغة اسئلتها حتى وان لم تصل الآن لاجابات.. ولكن هذه الجدية وهذه الموهبة تحملان كاتبتنا الى مصاف الكاتبات الجيدات.

Post: #89
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: ميرفت
Date: 06-09-2004, 03:59 PM
Parent: #1

تحتلني كوستي .بجيوش حزنها وفرحها وطقوس سكانها الأوفياء ل "كآبتها" الجميلة ،،أصدقاء الملاريا ومرض الكلى والتهاب القولون و فلتان الأعصاب..عشاق المسرح والفنون .
وهو احتلال لا فكاك منه ولا عاد يزعجني ،
لأن مقاومتي الذاتية تتآمر ضدي بكامل وعيي ولا وعيي ،،
ويحيلني كل وجعٍ في كوستي إلى امرأة مسكونة بالحب ،،
ومنذورة للنايات ..
هبةً للنهر كي يهدأ ويكف عن إغرائي بالرحيل ..

في كل منعطف من تاريخها ، لي ذكريات .
في كل شارع أصدقاء .
في كل بيت " كباية شاي " شربتها قبل قليل،
ودموع مواساة ، أو فرح ، تلتمع كفراشة محشورة بين خاصرة الضوء ، وضلع السماء ..
هي كوستي . هي نفسها . غيمة حزينة ، وتائهة .. تتمطى في حقل شارد الوجدان ،، متأرجح بين جنوبٍ يرفّ كخاطرة ،، وشمالٍ ( مصاب بالديانات ) ولا يحفظ السر ،، وغربٍ يحث السير نحو شرقٍ ذاهب بكامل سمسمه جهة البحر .
هي نفسها . أنشودة صباحية لصغار ، في حوش مدرستهم العارية .
ذيل حصان " أبنوسة " الراكضة في بستان طفولتها، و" نادوس " يلتقط ـ والحب يسنده ـ ما يتساقط من شقاوتها الجميلة، تذكاراتٍ لأطفالهما القادمين .
هي كوستي . هي نفسها . مفردة طاعنة في الحب . ترميها علينا إشراقة مصطفى من مسامها كلما اشتد الحنين .
هي بوصلة ، بيد " نصار الحاج " تدل قصيدته إلى عكس " بحور الخليل " .. فلا يأبه بعد ذلك إلى وزن غير ما يعتمل داخله من حريق لا يغفر للمثقف انفصال سلوكه الشخصي عن مشروعه الكتابي.
هي ليمون قديم . عمّقه في الشرايين عبد الرحيم أبو ذكرى .. وأسكنته الضلوع وسائر البدن والروح ليلى عبد المجيد .. وأفــلتـه ( كخرافة لا نهاية لحكمة هذيانها ) السمندل ، هواءً في الهواء الأخير .. وبالغ في إحكام خضرته عيسى تيراب وعيسى ( وصديق ) الحلو .. ونقله للسماوات العلا مازجاً خضرته بحمرة وردة الدم عمر أحمد العالم .. وكثيرين /ات ، لا تعرفونهم .. سكنوا المكان أو عبروه وصارت رائحة الليمون عالقة بكل أطرافهم ..
هيّجتي عليّ ليمون كوستي يا ابنوسة ، فكان هذا .
هل عبّرتُ جيداً عن حبي الكبير لكِ ، ولمتقاسم فرحك وحزنك نادوس ؟
تحية خاصة لابو آمنة .. ونصار الحاج



ميرفت

Post: #90
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 06-12-2004, 09:41 AM
Parent: #89



عزيزتي ميرفت ...

طوال الايام الماضية وانا عاجز عن الترحيب بهذا الفيض والألق ...


هنيئا لكوستي بميرفت وهنيئا لميرفت بها ..

ولا اعرف ان لم يكن هذا هو التعبير عن الحب ... اذا كيف يكون

تحية لك مرة اخري
حتي نلتقي

Post: #91
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 06-13-2004, 08:00 AM
Parent: #90


أبنـــــــوسة


حميد ومدني النخلي والمكاشفي في ليلة من ليالي سودان الديمقراطية



: الصادق الرضي

إحتشد جمهور غفير في باحة مسرح صحيفة المشاهد مساء الاحد 17 اغسطس 2003 حيث جرى اعداد المكان لفعالية ثقافية وفنية متميزة وقد كان الجمهور على موعد للالتقاء مع كوكبة من نجوم الشعر الزواهر التي غابت عن سماء الوطن ردحاً من الزمان ولم تغب عن أجوائه ومناخاته الثقافية، رغم المسافات .

السر الطيب والمكاشفي

صعد الى المنبر، في مستهل الأمسية، الشاعر ازهري محمد علي، صاحب وضاحة، بصوته الأنيق وحضوره المميز حيث تلا على السامعين بعضاً من آي الذكر الحكميم ثم انبري مرحباً بالجمهور وبالشعراء والمشاركين وقد اعلن عن حضور الهرم فنان السودان وافريقيا الاول محمد وردي كـ(ضيف شرف) للأمسية ثم قدم الشاعر السر الطيب، في اول قراءة في الأمسية، وقد تحدث الشاعر حينما صعد الى المنصة عن الشاعر حميد وبدأ بقراءة احدى قصائد حميد، قبل ان يشرع في تقديم قصائده التي نالت قدراً من الاستحسان والقبول من الجمهور العريض، الذي كان نجماً حقيقياً للأمسية . وفي ختام مشاركته خص الاستاذ محمد وردي بإحدي قصائده.

صعد الى المنبر مرة اخرى الشاعر ازهري محمد علي لتقديم أحد الاصوات الشعرية المميزة والذي غيبته الغربة ولكن بقيت روحه الابداعية بيننا كان ذلك هو الشاعر المكاشفي محمد بخيت الذي قرأ مجموعة من نصوصه الشعرية الجميلة والتي قوبلت بدورها من الجمهور بموجات متدافعة من التصفيق، اعقب الشاعر المكاشفي محمد بخيت على المنبر الشاعر محمد عبد الله برقاوي الذي قرأ على الجمهور عدداً من القصائد التي نالت رضا واستحسان الجمهور.

واقف براك والهم عصف

حين بدأ الشاعر ازهري محمد علي تعديد جوانب من انجازات الشاعر الذي يوشك على إعتلاء المنبر، كان الجمهور يصفق لفرط ما كانت انجازاته ذات أثر على الوجدانعلمي العيوني السفر)، ( لو متلي هداك الحزن)، ( واقف براك) ولم يكن ازهري محمد علي بعد ذلك في حاجة لأن يقول مدني النخيلي) غاب لاكثر من خمسة عشر عاماً عن الوطن والمنابر وحضرت قصائده الحسان على القلوب، وهاهو على المنبر، يقرأ ماتيسر من شعره بصوت عميق وهدوء آخاذ أسر به جمهور تلك الامسية الحاشد.

الرجعة للبيت القديم

لم يجد مقدم الامسية، حيث اراد ان يقدم الشاعر محمد الحسن سالم حميد إلا ان يدعو الفنان عاطف أنيس ليقدم عملاً غنائياً لتهيئة النفوس استقبالاً لحميد ولكن بعد حديث هامس بين الشاعر حميد والفنان عاطف انيس صعد بين تصفيق الجمهور الحاد، الذي وقف محبة وتقديراً للشاعر لدقائق، صعد الشاعر محمد الحسن سالم حميد معلناً انه سيغني للسلام وقدم قراءة شعرية مميزة إذ كان قد اعلن عن قراءاته الشعرية أكثر من مرة ولم يصدق الوعد إلا في هذه الامسية، قدم الشاعر حميد الفنان عاطف أنيس على وعد تقديم قراءة ثانية وبالفعل صعد حميد للمرة الثانية بعد أن قدم بصوت متفرد لحناً من إبداعه لكلمات حميد:

أنا اتيقنت من تالاك

ولا آسف ولا محزون

على العمر السفكتو وراك

وكان السكة حارت بي

براي باقي الدرب بمشي

صعد الشاعر حميد مرة اخرى وقدم من قراءاته الشعرية مطولة (الرجعة للبيت القديم) كختامة لأمسية ثقافية استعاد فيها الشعر الكثير من عافيته المستلبة واستعاد فيها جمهور الشعر نبض شاعر كبير غاب عن المنابر لفترة ليست وجيزة وصحبة نجوم زهر في فضاء الكلمة ذات العمق والجمال.


Post: #92
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 06-17-2004, 09:39 AM
Parent: #91



أبنوسة


القاص والشاعر السوداني يحيي فضل الله :

أنتمي إلي خطاب قصصي مفتوح علي التأويل

حاوره: سعد جاسم

يحيي فضل الله: قاص وروائي وشاعر ومسرحي سوداني.. صدرت له الأعمال القصصية والكتب التالية: حكايات لم تثمر ــ 1988 ــ تداعيات ــ 1995 ــ حكايات وأساطير سودانية ــ 1999 ــ وقد عمل ممثلاً ومخرجاً في المسرح القومي السوداني ورئيساً لوحدة المسرح التجريبي بأمانة المسرح، ومديراً للورشة المسرحية بالمركز السوداني للثقافة والإعلام في القاهرة..
وهو شاعر يكتب بالفصحى والعامية السودانية وله منجز غنائي متميز مع الفنان السوداني المعروف مصطفي سيد أحمد.. التقينا في منفاه الكندي في العاصمة أوتاوا ــ وكان هذا الحوار:

أنت متعدد الاشتغالات في العملية الأدبية والمسرحية، حيث تكتب القصة وأصدرت مجموعتين قصصيتين هما:
حكايات وأحاديث لم تثمر و تداعيات، وأنت شاعر نشرت الكثير من النصوص الشعرية. ومخرج مسرحي أخرجت مجموعة من المسرحيات المهمة، فلماذا هذه التعددية؟ وأين تجد ذاتك أكثر؟ وهل تري أن التعددية تشتيت للجهد الإبداعي؟

ــ أنا أنتمي لتلك الطاقة الإبداعية، الطاقة السحرية (الدراما) وأعلن الآن دراميتي فقد كانت علاقتي بالدراما ككل وكتفاصيل، هي طاقة واحدة لكنها متعددة، وأنت تعرف ــ يا صديقي لتخصصك في فنون المسرح ــ إن فنون المسرح ــ التمثيل والإخراج و.. و.. هي الدراما في مجمل ما توصف به. إنها بؤرة تتماهى فيها الأشكال الإبداعية، التي تتجاور وتختلف في نسيج هذه الطاقة، الحكي، الشعر، المسرح بمختلف تمازج الثيمات الفنية فيه، فنون الكتابة، الفنون البصرية الصارخة مثل الباليه، والفنون السمعية كالأغنية مثلاً، أنا أستطيع أن أعلن ان الدراما الكثيفة قد تجملت عندنا بهذا الملمح في الأغنية، أنا أتعدد وأحاول أن أتهدد وأتسكع في حقول وبراري الدراما وأهرب من ذلك السجن التعبيري، أنا لا أعرف حتى كيف اختار لقصيدتي العامية والفصحى هذا الاختيار، مثلاً إذا سُئلت لماذا هذه القصيدة كتبتها بالعامية السودانية وتلك كانت بالفصحى، صدقني لا أعرف، يبدو أن القصيدة لها قدرة أن تختار مصيرها وتحاول أن تتنفس بملامحها، حسب اختيارها وقديماً عندنا، قال شاعر الأغنية السودانية المعروف سيد عبد العزيز:

ملكة وجمالها فريد
خلقوها زي ما تريد

لذلك لم أتوان مطلقاً في أن أحاول أن أمرح في هذا الحقل الفسيح، الدراما حيث ألجأ إلي التشخيص فأنا ممثل ويداهمني التشخيص نفسه ويتسلل إلي كتاباتي القصية. فتراني أتقمص الشخوص فأعود هنا إلي فكرة جوهرية في فن التمثيل (التشخيص)، فكرة التقمص، فهناك شبكة من الهارموني أحسها في هذا الاشتباك بين هذه التجليات الدرامية، علائق شفيفة في هذا النسيج، نسيج الذاكرة الدرامية التي تميز ظلال النار في الغابات من ظلال لمبات كهرباء المدن، تلك التي تزيفت الآن، بالمناسبة الذاكرة الدرامية ليست ذاكرة فتوغرافية وفيها صفات ذلك الحقل الفسيح، صفات الانفلات والخروج والتمرد وتلك الشهوة المختومة بكل أحلام الإنسانية، شهوة إصلاح العالم كما يقول الشاعر صلاح عبد الصبور.
علي أي حال لقد كان هذا الاحتفاء بحالة كوني كائناً درامياً، إلا أنني احلم بأن أكون مفيداً في هذا المجال الذي يراهن علي المتعة ويخيّل إليّ بأنني وجدت كي أنتمي إلي التجليات الدرامية.


السينما مدخلي الى الأدب


* متي بدأت علاقتك بعالم القصة؟

ــ منذ الطفولة حيث يُحكي عني بأنني كنت طفلاً مشاغباً، وكنت أعرف ذلك بخبث طفولي ملتبس بالاكتشاف كأن أتناول حذاء أمي وأقذف به في بئر الأدبخانة، هل تراني أحتاج هنا لأن أقول بلا مؤاخذة ؟ ــ كنت أقذف بالأحذية في تلك البئر محاولاً أن أسمع صوت ارتطام الحذاء بذلك العمق اللزج، دخلت السينما، بل دخلتني السينما وأنا في السادسة من عمري، إذ أن والدي كان يدير بوفيه ومطعم السينما وكنت أدخل إلي صالة العرض بالباب الذي يدخل به النادل الجرسون وكنت أتوغل حتى الطابق الثاني كي أعرف سر ذلك الشعاع الذي حين يسقط علي الحائط الأبيض يضج بالحركة وبالناس والحيوانات والأشجار، أزعج عمي الطيب الذي يدير الشريط بتساؤلاتي الكثيرة، كنت أريد أن أعرف سر هذا الشريط، ما زلت أحاول أن أنبش ذاكرتي و الهبات الحمراء والصفراء والزرقاء والخضراء والبرتقالية تتلامع ملونة أيام الأعياد، هناك في ليل مهمل، سينما كادقلي لصاحبها عمر الخليفة. تأسس في العام 1956 (كادقلي) هي مدينة تخصني هي عاصمة إقليم جنوب كرفان أو جبال النوبة. السينما كانت إحدي أهم مداخلي إلي هذه البوابة المرمزة وأهم مخارجي نحو الحكي، نحو السرد، كنت أحكي الفيلم الذي أشاهده... وكان لي جمهور صغير، أتباهي عليه بهذا التميز، قدرة أن تشاهد فيلماً، كنت أحاول أن أكون طرزان بين أشجار الجوافة، كنت أستمع لحكايات الناس علي مقهى ومطعم والدي، كنت أحاول امتصاص الشخصيات التي أصادفها في كل مكان وزمان، أحكي عنها، طبعاً ــ مع تعديلات طفيفة حتى أخفي متعتي أو حتى لا أتماهى مع الواقع، المرجعية الواقعية للشخصية في القصة لابد أن تخفي هناك في الخبايا ولكنني لابد أن أذكر عالماً آخر، له في الدهشة مقام، هو عالم الجدات (الحبوبات)، حبوبتي السرة بنت عبد السلام أم والدتي وحبوبتي بنت مدني أم والدي، هذا العالم كثيف الرؤى، نقي السرد، يلوذ بالأحلام والكوابيس والهواجس المطلقة، عالم من الحكي والأحاجي، والحجوة، وسحرني الحسن البصري لاحقاً وحين أفقت من هذا السحر وراجعت حكايات السرة بنت عبد السلام حاولت أن أحوّل الأحاجي إلي شهرية، أنا أري الآن وأشاهد الآن رجلاً يحترق بالنار ويجري الرجل إلي النهر، كي يطفئ الماء النار ولكن الماء لم يستطع إطفاء النار، فاشتعلت بكثافة ليتحول ذلك الرجل إلي رماد ينتمي إلي التيار وتبقي علي سطح النهر شعلة من ذلك اللهيب لتخبو تدريجياً، هذه احدي عوالم الجدة السرة بنت عبد السلام وتراني الآن أحاول أن أسطر اليومي منتمياً إلي ذلك الحكاء. وعندي تجربة مهمة وهي أنني أقرأ نصوصي القصصية للجمهور، أحكيها وأوظف في ذلك قدراتي من التمثيل وتجولت لا حكي في مدن وقري وجامعات ومجالس صغيرة.
وقد كنت أحاول اقتفاء أثر ذلك الوناس السوداني. ونّاس من الأنس والاستئناس وتعني الذي يعرف كيف يحكي، وما زلت أقتفي ذلك الأثر وقد لا أصل إلي نهايته ولكنه يخصني من باب الانتماء والمتابعة ولي مشروع سردي سميته تداعيات أجرّب فيه نوعاً من السرد يحتفي حتى بالنكتة والحكاية والطرفة السياسية والحكايات الشعبية وتشغلني الآن شخصية غرائبية هي البعاتي وهو المنبعث أي ذلك العائد من الموت، شخصية بها من الرعب الميتافيزيقي الذي في خبايا الجدل الأزلي بين الموت والحياة، ولا أنسي أن أذكر شلة الأصدقاء، الأصدقاء القدامى والجدد المتعبين كما يقول الشاعر محمد محيي الدين، أصدقاء مختبري التجريبي لكل حالات انتمائي للدراما.
إن علاقتي بالقصة في مقام الشهيق والزفير. وقد حاولت التوغل أكثر في هذا العالم فأنجزت رواية تحولات في مملكة الأحلام وهي مخطوطة تحت الطبع. وأتورط أكثر في هذا العالم حيث أشتغل الآن علي مشروع سردي جديد تحت مسمي منمنمات سردية .


الانفصال عن النص


* الخطاب القصصي لديك استبطان لأفق وجودي... وبهذا أنت تتقاطع مع الأطروحة الرؤيوية للخطاب القصصي
السوداني في الستينيات، فما هي أبعاد هذا الخطاب؟

ــ أظن أن من الصعب أن يحدد قاص ما أبعاد خطابه القصصي، لأنه لو استطاع أن يحدد هذه الأبعاد فهذا يعني أن مشروعه اكتمل وطالما أن المشروع الإبداعي يشتهي دائماً الكمال فجذوته تكمن في هذه الشهوة، شهوة لا تحد، لذلك فأنا أراهن علي الخطاب القصصي المفتوح علي التأويل دون التخلي عن نقاء السرد وخشونته وبهذا يتهمني بعض النقاد بأني أحاور ما هو يومي في نصوصي القصصية. فسألتهم عما لو أنّ في السودان أزمة حادة في الخبز، أزمة الخبز هذه موضوعه يومية ولكن ما الذي يمنع أن تكون موضوعة كونية؟ ما الذي يستطيع أن يعطيني الآن وجداناً نقياً لم تخربشه التفاصيل اليومية، للبعد الدرامي، حرية أن يكون بسيطاً إلي درجة الكونية، أما أن يستبطن خطابي القصصي لأفق وجودي فهذه عندي من البداهات لأن النص الإبداعي، أي نص إبداعي هو ثمرة ذلك الحوار الحميم بين الإنسان والوجود. والنص الإبداعي يخفي دائماً قدراته علي الخلود وراء امتصاصه لتفاصيل الوجود، ان الوجود كمفهوم هو وجود دائم في المطلق الملغز أو المطلق الواضح الصريح كالموت مثلاً، حين انفصل عن نصي الذي كتبته.
وأتحول إلي قارئ يدّعي الحياد أحس بأن النص قد انفتح عليّ أكثر وأتحسس تفاصيل إخفاء صنعتي ككاتب، أتواري خلف الشخصيات، استنطقها وأحاصرها وتحاصرني في الأمكنة والأزمة وهنا لا مناص من الاستناد علي ذائقة مدربة.
ولابد أن أتقاطع مع رؤية الخطاب القصصي الستيني، لأنني خارج هذا التحديد الزمني ـ الستينيات، مع أن هنالك ثمة ملاحظة وهي أن ذاكرتي، ذاكرة الطفولة تحديداً، ذاكرة ستينية بمعني أنني عايشت الحياة في الستينيات كطفل وذاكرة الطفولة تفيض بمخزون جوهري للذاكرة الإبداعية، إذن الستينيات هي في مقام الذاكرة التي أعايش بها الراهن الآن أو راهن السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات. وهنا أنا أدخل بها الألفية الثالثة، هذا الصراع بين الذاكرة والراهن يمنحني الحق بأن أتقاطع والحرية أن أشاكس ذلك التراكم الجميل من السرد السوداني.


* تتميز نصوصك القصصية ببناء شخصية محورية تصنع الحدث وتتمفصل باقي الأحداث والمواقف حولها، ألا تري بأن هذا يعتبر ضعفاً؟ وما هي المستويات التي تتحرك شخصياتك القصصية من خلالها؟

ــ أنا مهتم بالبناء الدرامي للشخصية القصصية ولن يعمل هذا الاهتمام علي إهمال الحدث الدرامي والموقف والبعد الزمكاني، الشخصية القصصية من الممكن أن تكون فانوساً أو أن تكون مكاناً، طاحونة مثلاً، أنا هنا لا أتحدث عن مركز القصة أو البؤرة أو بمفهوم النجومية البطل، قد اختار تكنيك المنولوج أو الحوار أو استخدم الراوي أو أن أخلط وبمتعة سردية بين الراوي والشخصية القصصية أو أمارس ذلك التهاون بين الأزمنة والأمكنة، الزمن الدرامي والمكان الدرامي، استخدم هذا الأسلوب وبشكل ملاحظ في مجموعتي القصصية الأولي الصادرة عن دار النشر (جامعة الخرطوم) حكايات وأحاديث لم تثمر كنت مغرماً بأن أتقمص الشخصية أو تتقمصني الشخصية أو نلتقي أنا والشخصية في مفترق الطرق وتدخلني مضيفة إلي هذا التقمص شخصيات أخري وتفاصيل مشهدية كثيفة الانتماء وذلك البحث الخفي عن الصورة، عن اللقطة السينمائية الكادر والعلائق الشفيفة بين الشخصية وهي تقتحم عالم القارئ بنفسها وبين التفاصيل وهي تتقاطع وتتداعي من الداخل كي تجادل الخارج من خلال الحوار الداخلي أو المنولوج كنت أعرف أنني انتمي إلي تركيبية خاصة، وأعني بذلك التركيب بين تفاصيل النص القصصي من خلال عبارة قصصية لها ملمح مميز، العبارة القصصية هي قدرة امتلاك القارئ بواسطة اللغة، لغة النص القصصي متاهة لا يعرف سراديبها إلا الذين يمتلكون هذه الميزة ــ (ذاكرة تركيبية)، الذاكرة البسيطة والمسطحة تبتذل النص القصصي، لابد من ذاكرة مركبة، ذاكرة نقية الانتماء للنص القصصي، ذاكرة خشنة وشرهة في تخزينها للتفاصيل، ولا أظن أن ذلك يعتبر ضعفاً والدليل أن الأحداث والمواقف تتمفصل علي حد تعبير الصديق الناقد أحمد طه امغريب، حول الشخصية المحور، أي أن المحور متحرك بهذا التمفصل وخاصة أن معيار هذا التمفصل هو التناثر في التفاصيل، علي كلّ أنا لم أسجن نفسي في أسلوب ولكني أجرب وأحتشد بهروبات صغيرة وكبيرة من نصي المنجز، يقلقني جداً النص الذي أنجزه ولي تمارين خاصة ليست للنشر إلا إذا توافرت لها قدرات تقذف بي نحو سريالية منفلتة، ربما، ما زلت أتوغل في مشروعي السردي تداعيات الذي نشرت منه نصوصاً في كتاب أول وعلي وشك الصدور الكتاب الثاني، هذا المشروع أتوغل فيه مانحاً نفسي حريات أكثر بحكم التداعي والمزج بين أساليب وثيمات وملامح في الكتابة وصولاً إلي عبارة قصصية تمتلك قدرة أن تشاكس قارئها إلي درجة التأهل، ومن هنا يستطيع الخطاب القصصي أن يمارس وجوده المشروع والجدلي بين القارئ والكاتب.


تري ما هي مستويات شخصياتي القصصية؟ النص القصصي مقذوف في الاحتمال، فهو مشروع جمالي محتمل، محتمل لدي الكاتب محتمل لدي القارئ ومحتمل في المسافة بينهما فهو محمول جمالي وجماليته تحتمل تعدد التأويل. ولأن نظرية محاكاة الواقع أصبحت لا تحتمل فكرة التأويل المتعدد والمفتوح. ومن هنا يأتي مقام المستويات، مستويات النص القصصي وليست مستويات الشخوص القصصية، فالمستويات التي يحشد بها نص قصصي تدخل في ذلك المطلق، كأن نقرأ نصاً عن عامود كهرباء في شارع ما، فنقول كن العامود مستو والشارع مستو وننسي أن هناك مستوي ثالثاً ورابعاً وخامساً ومستوي مبهماً ومستوي خفياً ومستوي مرمزاً ومستوي اشارياً وهكذا، النص القصصي مستويات وتلك المقولة البنيوية من قبل البنيوية وأظنها منسوبة للإمام علي بن أبي طالب النص حمال أوجه فأنا أستعيرها وأقول إن النص القصصي حمال مستويات.


* ان شخوص نصوصك ديناميكية ومنتجة رغم ما تعيشه وما يحيط بها من أفق مغيب اجتماعياً ومهمش اقتصادياً من قبل المركز السلطوي داخل النص، فكيف استطعت المزاوجة بين أفعال شخصياتك وما تعانيه من تغييب وتهميش؟

ــ ديناميكية الشخصية وحيويتها داخل النص ترجع إلي الشخصية نفسها، الشخصية التي تم اختيارها كي تتحرك في فضاء النص، لابد من شخصية ذات حيوية، الشخصية العادية لا تستفزني، يستفزني ككاتب قصصي ما هو منفلت وما هو خارج السياق المألوف، أنا مع ذلك المغني خارج السرب، لذلك يتأتى لي أن أقول وبمرجعية بسيطة إن الشخصية القصصية مختومة بالقول القصصي أو الخطاب القصصي إن شئت. والسؤال الجوهري الذي يشاكس النص الإبداعي، هو، ما الذي يريد أن يقوله النص ــ مقام القول باعتبار أن القص يتوسل بالقول المنطوق أو المقروء، ويمكنك أن تحس بذلك وأنت تتذوق نصاً قصصياً له قدرة أن يستفزك، أن يرمي بك في التهلكة، أن يعريك من ورق توت السائد والبديهي، هذا النص القصصي لا بد لي من حيوية، هي حيوية الشخصية القصصية، ديناميكية الشخصية القصصية، أياً كانت تفاصيل هذه الشخصية، أياً كان احتشادها بالفعل العادي كي تصارع ذلك المركز السلطوي وهي شخصية لها قدرة علي أن تتفاعل مع نسيج القمع والقهر والتهميش، تفاعلاً إلي حد الانتماء مع التضاد. وهنا استند الى ذلك الموظف المغيب المهمش في قصة الكاتب الروسي، المخلص الأعظم، تشيخوف ــ (موت موظف) ــ ذلك الموظف الذي راح ضحية إثر عطسة لم تمهله طويلاً ومات وهو يحاول الاعتذار ويبدو فيه للشخصية التي هي المركز السلطوي المصاب، واعتذر حتى مات، تري كيف عبرت هذه الشخصية (الموظف) عن ذلك الوصول إلي تلك الحتمية الموت ؟ قلت سابقاً وفي هذا الحوار أن بي رغبة حارقة ومتعمدة في الذهاب نحو الأسطورة، أسطورة اليومي، أساطير وأساطير فيما يتعلق بما هو يومي، أنا أنتمي إلي هذه الرغبة الحميمة، ان أحاول اسطر اليومي، لذلك فان شخصياتي القصصية تحاول هزيمة هذا التهميش والتغييب بفضح السلطة أياً كانت هذه السلطة التي سلطت علي أفكارنا وبمحاولات خبيثة ومتعمدة تسعي في أن تتسلط علي خيالنا ولكن هيهات.


التقارب بين العاميات


* أنت كثير الاهتمام بتوظيف جماليات الحكي والسرد في نصوصك، ألا تري أن الحكي والعامي منه خاصة سيجعل من نصوصك شديدة المحلية وعويصة علي القارئ العربي الآخر؟

ــ أولاً، من الذي.. يجترح نصي القصصي؟ أنا طبعاً، طيب، من أنا؟ هل أنا كائن يفترض فيه أن تكون قدراته التعبيرية من خلال ما أنتج من كتابة، قدرات واصلة، قدرات عالمية، أنا من نسيج عوالمي وعوالمي هي ذات انتماء وثيق إلي محلي، أين هو محلي الآن؟ هل أنا صاحب محل كي أصبح محلياً، أنا الآن لا أستطيع أن أجد أو اكتشف محلي لإصابتي بداء الغربة ومعاقرة المهاجر والمنافي، لا أخجل إطلاقا من استخدام العامية السودانية وأؤمن ان العامية السودانية هي أقرب إلي الفصحى، قبلها الطيب صالح انتمي إلي هجين اللغة. و إبراهيم إسحاق احتفظ بعامية أهالي دارفور ــ دارفور إقليم في غرب السودان ــ وحين تم فحصه ــ اعني الروائي السوداني إبراهيم إسحاق لاذ بوليم فوكنر الكاتب الروائي الأمريكي الذي جعل شخصيات رواياته تستخدم العامية الإنكليزية الأمريكية، أنا أنتمي إلي فكرة أن اللغة كائن متحرك وله قدرة امتصاص نبض المجتمع، اللغة كائن اجتماعي لا أستطيع ان أخون هذه الفكرة لذلك تجدني غير منزعج من أن أكون كاتباً محلياً ولا أظن أنه من الصعوبة علي قارئ عربي آخر أن يقرأ لي وأحيلك الآن إلي ما بيننا من نقاشات حول التقاربات والاختلافات بين العامية السودانية والعامية العراقية مثلاً، في لحظة كتابتي للنص لا أحدد نوع القارئ ولكنني أستطيع أن أقول إنني منشغل في ذلك الوقت ــ لحظة الكتابة ــ بالنص وعلائقه الشائكة، واللغة كائن هزم فكرج التحنيط في نسيج التفاعل بين الثيمات، هل تراني أحتاج أن أكتب بتلك اللغة التي سأل فيها المعري الغاز الوجود؟ لا أعتقد ذلك، أنا أنتمي للغتي انتماء العطر للورد، انتماء الحرف للفكرة.


الإفادة من المسرح


* لقد استطعت الاستفادة من دراستك للمسرح في توظيف الحوار المسرحي، المنولوج الداخلي للشخصيات، فما هو مدي ومعطيات هذا الاشتغال الدرامي في النص القصصي الجديد؟

ــ دراستي للمسرح رتبت تفكيري الدرامي باعتباري مشتغلاً بالدراما ولي فيها منجز في تجلياتها المختلفة كممثل ومخرج، لذلك كان من البديهي أن أستفيد من تلك الحيوية لدراستي للمسرح، ولم أكتف بتوظيف الحوار والمنولوج فقط ولكنني توغلت في كتابتي القصصية إلي أبعد من ذلك، فتجدني أستفيد من تكوين المشهد المسرحي في تكوين مشهد قصصي عبر اللغة، أمتطي اللغة كي أصل إلي المشهد، المشهدية، أن تشاهد، أن تري ولكن ليس عبر الأداة المعروفة العين بل عبر علائق في الخيال والذاكرة. لو تحدثت عن جولة لي في شارع الرشيد ــ بغداد ــ تري هل يشاهد ذلك من يقرأوني؟ لذلك أقول المشهدية عبر اللغة، عبر القول وهذا في مقام الاحتفاء بالمكان، حين زرت خان الخليلي كان ذلك بتحريض من نجيب محفوظ ولكني لم أجد ذلك المشهد الذي نقله لي محفوظ عبر اللغة، وجدت مشهداً آخر مختلفاً ولكني أحب مشهد نجيب محفوظ أكثر من خان الخليلي الذي تسكعت فيه؟ ربما لأنه مرجعيتي، علي كل، استفدت من دراستي للمسرح في بناء الشخصية الدرامية وتحليلها وكيف اختفي كسارد أو حكاء أو راو أو حتى نكتنجي ــ من نكتة ــ بإقصاء صنعتي وقديماً قالوا: المسرح أبو الفنون يبدو أنني لم أضل الطريق لأن دراستي للمسرح قربتني أكثر من سر اللعبة، سر اللعبة هو عنصر التكوين، كيف تكون نصاً إبداعيا، التكوين هو حرفة الانسجام بين الثيمات بحيث لا تخون ثيمة محددة رفيقتها في سياق العمل الإبداعي، التكوين جوهرة النص الإبداعي، اللوحة، القصيدة، العرض المسرحي، القصة، الحكاية، النكتة، المسرحية، التكوين عنصر مشترك بين كل هذه التجليات الإبداعية وبانتمائي لفن المسرح دراسة وممارسة أجدني قد امتلكت مفاتيح قد تفتح أبواباً وقد تغلق أبواباً، أما عن معطيات هذا الاشتغال الدرامي في النص القصصي الجديد، فهي معطيات مجانية اذ لابد لأي نص قصصي من اشتغال علي الدراما وإلا أصبح هذا النص ــ جديداً أو قديماً ــ معلقاً هناك علي حبال الموات. النص القصصي الذي لا يستفيد من الدراما نص عقيم، نص خارج خصوبة أن ينتمي إلي تلاقح الأفكار.


الكوميديا السوداء

* نطوي معظم نصوصك القصصية علي سخرية وكوميديا سوداء، فهل هي سخرية من الواقع المعاش تتعالي لإعادة إنتاجه كواقع حر وإنساني يحفل بالجمال ؟

ــ هناك كوميديا سوداء وهذا يعني بالتضاد التلقائي وهنالك كوميديا بيضاء، وأياً كان تلوين هذه الكوميديا، فإنني أجترح كوميديا ذات لون آخر، وأحسب أنني أحاول الانتماء إليها وهي الكوميديا الرمادية، بين الأبيض والأسود، هذا لا يعني الحياد ولكن في مقام النص الإبداعي هي حالة جدلية، هي ما تجلي من الرماد، هي الحالة بين اللهب والانطفاء، تري أين يمكن أن نجد الدراما النقية إن لم نجدها هنا في هذه المنطقة الغريبة، منطقة بين اللهب والانطفاء، وهنا يمكن أن نحقق ذلك الوجود الكوميدي الساخر، وقديماً اذكر نكتة تنتمي إلي هذه الكوميديا الرمادية، قيل إن أحدهم قابل أحدهم، لاحظ، أحدهم قابل أحدهم، بدون أسماء، هنا الرماد، أحدهم قابل أحدهم فسأله: هل أسرع الحصان أم هذه البئر أعمق؟
فردّ ذلك الأحدهم قائلاً: لا، أبداً، أجمل هذا الرغيف.
الكوميديا السوداء أو ما يسمي بالتراجيكوميدي ذلك الخليط بين المأساة والملهاة، بين ما هو مأساوي وما هو مفرح ومضحك، حتى ذلك الخليط الذي حسبه نقاد وأصحاب نظريات المسرح بمعيار لم يعد كافياً كي يمتص هذا الواقع الذي صارعت تفاصيله تفاصيل الخيال، نعم، أنا كاتب ذو سخرية وأحب أن أسخر ولكن السخرية لم تعد تكفي لأنها قد تتحول إلي أداة تفريغ، لذلك تدعم هذه السخرية بالتأمل وتبقي هي سخرية متأملة، مجادلة، مناهضة، مقاطعة ومكاجرة ومشاترة، وهي بالتأكيد سخرية متأملة لا تتعالي كي تعيد الواقع بل هي تندغم في الواقع كي لا تعيده كما هو بل إلي ما هو أفضل وأكثر إشراقا وأكثر إنسانية.


الكائن الغنائي

* ما الذي ورطك في هذا العالم الشائك: الشعر، وما هي جدواه بالنسبة لك وللمتلقي الآن في عصر العولمة ووسائل الاتصال الحديثة؟

ــ الشعر هو تاريخ انفعالي بالكون، هو النقاء الدرامي الذي أنتمي إليه، ان لحظة القصيدة، أميل إلي التجريد، هي لحظة ولكنها بحساب الزمن المألوف تساوي سنيناً. وهي لحظة الوهج الكاشف للأغوار السحيقة، لحظة تلك الشهقة التي يعجز عن إطفائها كل ظلام العالم. من ورطني في هذا العالم؟ يخيل إلي أنني ورطة ذاتها، أنا الورطة، اكتب الشعر بالفصحى وبالعامية السودانية التي انحاز إليها حين أرغب في الغناء ولي في مجال الأغنية منجز اتباهى به ويوثق هذا التباهي مصطفي سيد أحمد ذلك المغني الذي علمنا ان نتآلف مع الاستثناءات ونجافي العادي والمألوف فكان أن خصّني بغناء قصائدي بالفصحى والعامية، دائماً أحسب نفسي كائناً غنائياً حتى حين أكتب نصي القصصي. لا أدري.. ولكن بي ذلك المس من الغناء ولا اعتقد ان عصر العولمة سيهزم هذا الغناء وذلك الشعر، بل يمكن لوسائل الاتصال الحديثة ان تكثف هذا النشاط الجميل وقديماً قال المفكر العالم قريتي والعولمة تلك التي خنقها الشعار السياسي من هذا العالم، وأنا أحس بان مدينة أوتاوا بكندا تخصّني بالقدر الذي تخصني فيه قرية كركراية بجنوب كردفان. لذلك سأغني عن هذا العالم الذي يخصني، سأكتب قصيدتي عن هذا العالم الذي هو قريتي، فأنا كائن عالمي بملامحي الخاصة.
----------------------------------
المصدر : جريدة (الزمان)

Post: #93
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: أبنوسة
Date: 06-17-2004, 11:43 AM
Parent: #92

Quote:

كنت طفلاً مشاغباً، وكنت أعرف ذلك بخبث طفولي ملتبس بالاكتشاف كأن أتناول حذاء أمي وأقذف به في بئر الأدبخانة، هل تراني أحتاج هنا لأن أقول بلا مؤاخذة
؟




وهل تراني أحتاج أن أعرب ما تحته خط؟؟؟


الأخ أبو آمنة

ظل يحيى فضل الله وبعض قلة من أولئك مبدعي جيله، علامة فارقة أو متكأ، لنا حين نرسل البصر كرتين
في فيافي منتوجنا الإبداعي، يعود إلينا غير حسير بعد أن يغشى يحيى وقاسم أبو زيد وعبدالله شمو وتماضر ورقية وراق ونجاة عثمان، وعند حميد تصمت وتصمد لحظات التثاقف التأملي.....وآخرين قلة

Post: #94
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 06-20-2004, 09:40 AM
Parent: #93



الأستاذة ليلي


في الحقيقة ربما ندين كثيرا لهذا المنتدي الوطن سودانيز اونلاين في غربتنا ان جعلنا في تواصل مع مبدعينا والمتميزين خلال تاريخنا الحديث ... والأمر الذي لا يقل اهمية هو من خلاله التقينا بعدد من القامات التي توازي الوطن شموخا ...

فهل ربما ياتي الوقت الذي نستطيع ان نقدم لهم ولو ما يعبر عن امتنانا لهم لما قدموه من اجلنا ومن اجل الوطن ..

التحية لكل اولئك السامقين

Post: #96
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 06-20-2004, 05:34 PM
Parent: #94


اعادة لما سطرته الرائعة الهام عبد الخالق

حتي لا يضيع في الأعلي
وسوف اعود لاحقا للاحتفاء بكل هذا البهاء




العزيز جعفر لك وضيفتك الغالية ابنوسة وكل الشباب ..من وين ابداكم ؟ ماعارفة كل العارفاه انو معاكم...

مسحت الصداء عن بابي ..
ورجعت جمعت صوابي ..
من تاني فتحت كتابي
والشمس اهي بتصابي
النيل مجراه اعصابي
بالسماحسيث يادابي
وبالعالم عالم تاني
مليان بالفرح الدايم

حتة من احساس الانسان (محجوب شريف )وهو بيشابي برة عبر (طاقة ) من طاقات كوبر وسيل الجماهير يحملو ويضعه تحت الشمس الواضحة .
الروعة الان في هذا الحشد الجميل من الاصدقاء والصديقات وهذه التداعيات الرائعة.
ابنوسة اتمني ان التقيك
ابو امنة مازلت احس بالخجل لعدم قدرتي علي قهر المحيط والاستمرار ..اعدك ان نلتقي في مساحة ما.

الهام عبد الخالق ..

Post: #97
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 06-23-2004, 09:09 AM
Parent: #96

.

الهام عبد الخالق

جوهر صدر المحافل

كان هذا ما خطته يداك في بداية المشوار لا زلت اذكره ...

جبار الكسور
هجتني القوافي
نكرني الحنين
رماني التواصل
سبتني الشوارع..وكتين تبين
وابت ما تبين
بيني وبينك جسور الانين
مرافيء وبعيدة وساهرة المنارة
تصد في الحياري ..وعاصية البحور
ابييييت لي عديل؟
نكرني الحرف عشقني التجافي
اهداني الرمال ..
تعال لي تعال
نلم العيال نلملم شتاتم
وماانكسار
بكون ليك صبية وسبية
..........




يااصدقائي من وراء الباب في اي عصر نحن ؟اطل برآسي من وراء باب لطالما ظل مواربآ منذ تاريخ بعيدعندما كنا نهم بالعودة من مدني فاذا بسوبا مغلقة الي اجل غير مسمي لن استرسل فربما هذه لن تكون اخر زلة قلم لي
اسمعنا ياليل السجون
نحن بنحب شاي الصباح
والمغربية مع الولاد
والزوجة والام الحنون
والاصدقاء ... فاالي اللقاء



ومنذ ذلك الوقت نتوسد هذا ال ( الي اللقاء ) حتي اليوم وكلما اجتاحك الحنين لبعض الدفاتر القديمة عودي فلا زلنا نتمسك بهذا الوعد ...
ويقيني باننا سنخلق هذه المساحة كلما اردنا ذلك

هذا الحشد الجميل من الاصدقاء والصديقات وهذه التداعيات الرائعة هي زادنا في الطريق الطويل ..

حتما ستلتقيك ابنوسة ...

كل الحب والود حتي ينكسر السياج

Post: #98
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 06-26-2004, 02:42 PM
Parent: #97












شكرا على هذا الإطراء الجميل، وإن كان له إفرازاته، حيث أن الطربقة بدأت، فعلى مستوى البيت أصبحنا أنا والعيال ما قادرين نتكلم معاها، وعلى مستوى البورد، أظنكم شايفين الرد أعلاه والذي تكرر إنزاله أكثر من مرة وتم مسحه.




اها يا نادوس خلي الأولاد شوية كدة ترتفع المعنويات ويلحقوا يكلموها كلمتين ..
بالمناسبة حاخلي ليك البطاقات التعريفية للاولاد ..
الموضوع في بوست منفصل مرة تانية يعني التعريف مرتين


Post: #99
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: alsara
Date: 06-26-2004, 08:22 PM
Parent: #98






أبنوسة

Sudanese


Monday
Oct 22, 2001
13:44:10 GMT
Subject: سيرة السرَّة بت عوض الكريم
Posted From IP Address: 194.72.9.37

Message:

إلى ألأخ كلتش عسى ولعلنا نجد سبب للكفرنة وفورة الزهج...ولهذه السرة ألف سلام


جات داخُلِي ، زيْ مرْقَةْ غضَبْ
من جُوف حليم في زمن صعبْ ..
رَمَت السلامْ زيْ شنْطَة من كتفْ المسافر .. بي تَعَبْ .
زيْ رُدخَة ربّ ..
الله يا ربّ ..
قعدت على طرف العنيقريب المحاذي الواطة
ضايرت التراب كُسر العويش الفوقو .. شالت باصبعه
وشخَتتْ شخِيت
الله يا ربّ …
عاينَّا فيها نكُوس سبب
للكفرنة وفورة الزهجْ
من دروة البال الوهيط ..
ماعودتنا تدس عوج
تكتم فرح
زيْ حالة الزول البسيط ..

ونواصل...



بت السودان أصيل


أعلاه
مقتطفات من تاريخ الأبنوسة النخلة

شكرا أبو آمنة على أستفزازك الجميل لأبنوسة... حد الرجوع

Post: #100
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 06-27-2004, 06:40 AM
Parent: #99



مرحبا السارة ...

شكرا للاضافة الي ابنوستنا

وترحيب مرة اخري كمشارك قديم جديد نتمني ان يتواصل التفاعل وفي الحقيقة شكرا للابنوسة لاستفزازها الجميل لك ...

Post: #101
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: أبنوسة
Date: 06-27-2004, 09:52 AM
Parent: #100

الأخ العزيز جعفر

لقد عقدت الدهشة لساني "قلمي" أو على الأصح كي بوردي، فيا لها من مفاجأة أن أجد صور
فلذات أكبادي "شهد ومحمد ومؤيد"، وسأعود لك للتعليق...ويبدو أن هذه المؤامرة الجميلة قد
حيكت خيوطها مع نادووس.


الأخت الجميلة إلهام عبدالخالق
بيني وبينك يتمدد الإعتزاز، "بريدك من قبل ما أعرفك"، فإلهام هذا الإسم الجميل حملته شقيقيتي الأصغر، وقاسمتك المعزة والإسم، "عبدالخالق" لا أجد إلا أن أعيد كلمات أستاذنا بشرى الفاضل التي صدر بها كتابه "حكاية البنت التي طارت عصافيرها" "صبرا آل عبدالخالق" وكلنا آل عبدالخالق.....
وقرأت ملامح محمد عبدالخالق -والذي أعتقد أنه شقيقك حسب ما تم الإشارة له في بوست قديم -من خلال نثره هنا وهناك وخاصة ما جادت به جريدة الخرطوم "في عهدها الذي كان.

أجمل البشرات "سارا"
أحمد الله وأحمد لهذا المنبر أنه ما زال يحتفظ بمثلك، منذ فترة طويلة لم أقرأكي، وعزيت ذلك لغيابي أنا ولكن بإعمال آلة البحث وجدت أنكي قد غبتي لفترة طويلة ثم عدتي لنا فهنيئا لنا بكي.


Post: #102
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: أبنوسة
Date: 06-27-2004, 05:21 PM
Parent: #101

آآآآه أخي الطيب

كيف أبدأ التعريف، ولن أستطيع تجاوز بنتي البكر "شهد" فشهد إبنتنا البكر، أردناها بنتا ونحن ندعو الله أن يكمل علاقتنا وصولا لبيت السعادة، أسماها والدها "نادوس" عسل "وذلك إختصارا لأسماء مجموعة العسل قروب كما يحب أن يدللنا نادوس "عواطف وسلمى وليلى" فهكذا هو كريم جدا في عواطفه لتشمل كل من حولي، حيث أنه أخذ الحرف الاول لكل منا وأطلقه على المجموعة، وحين أتت شهد بحثنا عن مترادفة لكلمة "عسل" فكانت شهد -6 سنوات- لظروف خاصة ونتيجة لخطأ طبي تعرضت له إصيبت بضعف في عضلات الجانب الأيمن سبب لها إعاقة خفيفة في الجانب الايمن عوضها الله عنه ذكاءاً حادا عجز عن تفسيره أطباء مستشفى حمد.
خضنا معها مغامرة الدراسة باللغة الإنجليزية رغم إعتراض بعض الإخصائيين حيث أنها ظلت تخضع لعلاج وظائفي يتعلق بالنطق، ولكنها كعادتها تجاوزت حتى توقعاتنا لتجيد اللغتين وبطلاقة.....

تخطو الآن خطوتها نحو (Grade 1) بإجتيازها وبتفوق للمراحل الأولية للأكاديمية الأمريكية بالدوحة.
عفوا إخوتي وأخوتي
سأعود لكم فيما بعد


Post: #103
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: أبنوسة
Date: 07-03-2004, 12:02 PM
Parent: #102

الأخ الطيب البشير أبو آمنة

لماذا الغياب المفاجيء، ما زال هناك كثير من الحوارات تنتظر، فدوزنة هذا المنبر وإعادة الإيقاع تحتاج إلى ضابط إيقاع بحنكتك.

هلا عدت !!!!!!!!!!!!

Post: #104
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: معتز تروتسكى
Date: 07-03-2004, 12:21 PM
Parent: #103

التحايا النواضر
الاخ العزيز الطيب البشير أبو آمنة
وكل من هنا
خالص التحايا النواضر
ياعزيز
نفتقدك بشده..

Post: #105
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 07-05-2004, 11:29 PM
Parent: #104




العزيزة أبنوسة


مرة أخري نعود لمواصلة المشوار وعذرا للغياب وشكرا كثيرا علي الاهتمام الذي منحتيني اياه وذلك الوصف الذي اتمني ان اكون بقامته ...



Post: #106
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 07-05-2004, 11:37 PM
Parent: #104




العزيز معتز تروتسكي

شكرا لك كثيرا وهانذا اعود الان

لنواصل ما انقطع من مشوار


Post: #107
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 07-06-2004, 11:35 PM
Parent: #106


أبنــوسة


لم يبق ثمة شيء يستحق ان نساوم من اجله

مظــــفر الــــنواب

لندن - كرم نعمة:


دخل علينا بقامة فارعة هي المعادل لقامته الشعرية، وبرباطة جأش منطوية على ذاتها، فمظفر النواب شاعر اكثر من كونه شاعراً..! تحدث بهدوء مفرط وبثقة لا يبدو أنها ستغادره، فأعاد تشكيل الحلم في مخيلتي الصحفية عنه: الشاعر المتمرد، الثائر، المطارد، الحزين، الملتاع...انه ببساطة صورة لإنسان داخل شاعر وشاعر داخل إنسان، مظفر النواب زاهد في كل شيء إلا الشعر، وهكذا كان علي ان أضع (لعبتي الصحفية) جانبا فهو لا يمت بصلة لمن يتوجب على المحاور ان يدخله في شراك لعبته. مظفر النواب خارج سياق المقدمات وتفاصيلها، لأن الأسئلة تتصاعد أمامه منذ ان أوقد شمعة الأمل في السجن وحتى قصيدته التي لم تكتب بعد.. كذلك قلت له:

- دعنا نتحدث أولاً عن علاقتك بالمتلقي، ويصح مع تجربتك استخدام كلمة الجمهور- فالعراقيون يحبونك كشاعر شعبي والعرب يرون فيك الضمير المعبر عن صرخة الشارع بوجه السياسة، فهل تعتقد ان علاقتك بالجمهور تكتفي بهذه الحدود؟
- لا أعتقد ان علاقتي بالجمهور العراقي تقتصر على القصائد الشعبية ولا حتى مع الجمهور العربي حيث السمة السياسية، أما لماذا طغيان هذا الجانب، فلأن الهم السياسي دائم الحضور فيلقى متابعة مستمرة، لكن ثمة جوانب أخرى في شعري منها ما هو جمالي وصوفي تجد من يهتم بها من القراء، وثمة دراسات كتبت تحديداً عن هذا الجانب، وربما المداخل السياسية الحادة تقود إلى التساؤل اكثر وخصوصا بعد إلقاء القصيدة أو عند الاستماع إليها مسجلة ومن بعد لابد ان يبحث عن الجماليات والرؤى في متن القصيدة ، الشاعر رائي وثمة كثير من القراء يلتفتون إلى الرؤى، خصوصاً عن قصيدة ألقيت قبل ثلاثين سنة مثلاً وكأنها تتجسد اليوم.

- حسناً، ألا تعتقد ان ردة فعل المتلقي المتواصلة على قصائدك القديمة باتت حاجزاً أمام استقبال جديدك ، فكثير لا يعرف مظفر النواب إلا مع قصيدة الوتريات مثلاً؟
- أبداً، والمحك في ذلك الأمسيات التي القي فيها قصائدي الجديدة، فردة فعل الجمهور لا تختلف كثيرا ان لم تتجاوز عن جماهيرية قصيدة الوتريات، فهي كانت صرخة في وقتها، والآن ثمة قصائد خصوصا السياسية التي تعالج الوضع الفلسطيني المتردي ان لم يترد الوضع اكثر، اشعر ان الجمهور يتلقاها بالمشاعر نفسها مع انني لم أنشرها لكنها تنتقل عبر الأشرطة المسموعة، وحتى القصائد غير السياسية، وهذا ما حدث في المهرجان الذي أقيم مؤخراً في دمشق حيث ابتدأت بقصائد تحمل زمانيات معينة بعيدة إلى حد ما عن السياسة وتفاعل معها الجمهور بتذوق خاص.

- هل تعتقد ان وظيفة الشعر تبقى مرتهنة بإلقاء الشاعر لقصائده من على المنصة، وغالباً ما تقوم أنت بذلك ربما لان شعرك مصادر في أغلب البلدان العربية؟
- أعتقد ذلك وتحديداً الشعر العربي، ويمكن ان نلاحظ ذلك عندما يقال وقف المتنبي بين يدي سيف الدولة وانشد شعره ولا يقال قرأ المتنبي، وهذا الإنشاد يلعب دوراً مهماً كون اللغة العربية تحمل موسيقى تفتقرها كثير من اللغات الأخرى ، أما الجانب الثاني فهو خشية الأنظمة من التفاعل أو الجو الذي تخلقه القصيدة داخل القاعات والذي يختلف بالتأكيد عما اذا كان قارئ واحد يقرأ قصيدة في منزله، جو قاعات الشعر هو جو متكهرب يدفع إلى الرفض والتحدي والوعي، وهنا لا أقول أنها الوظيفة الاساس للقصيدة، بل هي إحدى وظائفها، فالقصيدة التي تقال الآن لها تأثير وأبعاد قد تظهر بعد سنين عدة، والشاعر لا يحمل مهمة السياسي في الخطاب المباشر، وارى ان الإلقاء وإقامة الأمسيات الشعرية أمراً مهماً وتبدو أهميته خشية الأنظمة العربية منه.

- يبدو ان ثمة جانبا في السؤال السابق لم نتطرق له، قلت ان العراقيين يحبونك كشاعر شعبي، فهل مازالت تكتب القصيدة الشعبية العراقية مع تنقلك في اكثر من بلد عربي؟
- لا، لم أقلل من كتابة هذا النوع من الشعر لكنني لا القي كثيراً من القصائد العامية، ومازلت اكتب شعراً عامياً اكثر مما اكتبه بالفصحى، ففي أمسية مدينة مانشستر الأخيرة قرأت في قسمها الأول قصائد فصحى وانتقلت إلى القصائد العامية خلال القسم الثاني، إلا ان طلبات الحاضرين الذين هم من اقطار عربية مختلفة كانت تشدد على الشعر الفصيح لصعوبة فهم العامية العراقية. قد يبدو الطريق سهلاً أمام الشعر الشعبي العراقي في سوريا والأردن وفلسطين ودول الخليج العربي.

- ثمة آراء يتبناها نخبة من الشعراء مفادها ان وظيفة الشاعر ما عادت تقتصر على الوقوف خلف المنصة وأمام متلق عادي، بل اختلف الحال عما كان عليه في زمن المتنبي وسيف الدولة، ويأملون في القصيدة بعثاً جديداً وتأثيراً مختلفاً، كيف تنظر إلى الأمر وأنت اكثر من يقرأ شعره أمام الجمهور؟
- قبل كل شيء، أرفض وبشكل مطلق اتهام الجمهور وهذا من اخطر ما يمارس في الوطن العربي ضد الجمهور، في حين ان أيدي الاتهام يجب ان توجه إلى مكان آخر، أما الإيغال بالغموض بدعوى الحداثة فهو ما يصد ويبعد الجمهور عن كثير من النتاجات، إذن لمن يكتب هؤلاء؟ الشاعر يكتب لزمانه ويمتلك رؤى مستمدة من واقعة ومبنية عليه.
والأمر غير الصحيح هو المصطلح السائد عن الرغبة في الغموض وكأنه كلما أوغلت فيه كلما كنت في مستوى أعلى. ولا اعتقد ان القارئ الجاد يختلف كثيرا مع القارئ العادي في تذوق الجماليات التي تمنحها القصائد الشعبية، لكن أصحاب الرأي المتبني فكرة الغموض لا يطبقون هذا الأمر على تلك القصائد، لأنه في الاساس ليس ميدانهم، فيعكسونه على ما اكتبه بالفصحى. والأمر ليس تنافساً، وأنا ضد التنافس في الشعر، لأنني اكتب ما ينتابني من إحساس وعلاقتي بالناس وبالعصر، أقوله وامشي، أما من الذي يقول شيئا آخر، فذلك عظيم لأنه يؤدي دوره شرط ألا يرمي تهويمات بالفراغ.
وإذا كان المثقفون لا يتصدون للصراع في اصعب مرحلة نمر بها فلماذا نلوم الجماهير؟

- حسناً، هل تعتقد ان وظيفة المثقف هي وظيفة السياسي أو الجندي؟
- هي ليست كذلك، إنها وظيفة أخرى لها علاقة بالصراع الذي يدور، والمفروض بالشاعر طبقاً لتركيبته وحساسيته وحدسه ألا يتعالى على قضايا الناس، نحن أمة مهددة بكوارث ونرى ماذا يحدث، فإذا بقي المثقفون جالسين في منازلهم لكتابة قصائد تقرأ في الليل على ضوء خافت وموسيقى ناعمة، فأين نحن من الصراع، بل أين نحن كأمة؟ وفي كل ذلك لا أنكر وجود جماليات في بعض النصوص ولكن اذا كانت متعالية على الناس لماذا تنشر ولماذا تطبع في ديوان؟ هؤلاء أنفسهم يشكون من عزوف القراء عن الشعر، وان زمن الشعر انتهى، هذا الكلام غير صحيح لأنه ليس ثمة عزوف عن الشعر ولم ينته زمنه، لكن الناس لا تهتم بمن لا يهتم بها.

- حسناً، هل تستطيع ان تحدد لنا كم من الشعراء الذين يحضر لسماعهم الآلاف عند إقامة أمسية شعرية، كما يحدث غالباً مع مظفر النواب؟
- نزار قباني له جمهور واسع وكذلك محمود درويش، الجواهري أيضا.

- هل أنت نادم على كونك شاعراً؟
- لا، أبداً، واشعر ان الأشياء التي انتابتني أبعدتني عن أماكن عديدة كي اذهب إلى الشعر، ربما هنالك قصدا جهولاً يقودك كي تكتب القصيدة.

- ألم تكبلك القصيدة بالأحزان؟
- على العكس، وحتى في أقصى حالات الحزن اجدني فرحاً، وثمة قصيدة لي يقول مطلعها (مو حزن لكن حزين)، فالشعر يحوي فرحه الخاص ، ورغم كل مصاعب حياتي أجد ان الكتابة هي أمتع ما عندي، وحتى ما بعدها وما تؤول إليه، إنها باختصار أمتع حالات حياتي.

- لكن كل نصوصك مفعمة بالحزن، ولا يبدو أنها تأمل بمغادرته.؟
- السعادة تعني تحقيق الذات، فعندما تمر على الكرة الأرضية يجدر بك ان تكون قد تركت شيئا كي تكون سعيدا، وثمة فرح يكمن داخل النص الحزين، وهذا ما تحسه في حالة النشوة والطرب عند سماع أغنية حزينة.

- إذاً هل أنت سعيد بعد كل هذا الشتات والمطاردة والغربة والبعد..؟
- ثمة هم وحيد لا يوازيه هم، هو البعد عن العراق ــ لكن تبقى الأشياء الأخرى تحمل فرحها الخاص، وبالذات حب الناس لي، هناك حب هائل بيني وبينهم في الشارع والمقهى، ألا يكفي ان يحقق الشعر هذه المحبة؟

- بشأن الغربة عن العراق، يقال انك لم تغادره كمعارض سياسي وان رئيس الدولة هو الذي سهل لك الخروج حينها، فهل صحيح هذا الكلام؟
- لم يسهل لي الخروج، والجانب السياسي هو الاساس في مغادرتي العراق، إذ كان الصراع محتدماً آنذاك وقبل خروجي كنت معتقلاً فترة من الزمن، وفي السجن الانفرادي، وتحديدا عام 1969. نعم، صحيح بعدها أرسلوا لي من القصر الجمهوري وطلبوا مني ان أتبوأ المركز الذي ارغب فيه، لكنني تكلمت باللغة التالية: أنا مقتنع بما عليه بين الناس ولا يهمني المركز أو المنصب، وكان الرد أننا لا ننوي البيع والشراء معك. حكيت قناعاتي بوضوح تام ولم أخف حرفاً واحداً حتى وان كان يؤدي إلى كارثة، ولا أنكر الاستقبال الجيد الذي حظيت به آنذاك إذ كانت الأمور وقتها في بداية الاحتدام ولم تكن حادة جدا. إذن الجانب السياسي كان موجوداً في مغادرتي العراق، وقبلها كنت قد طلبت الموافقة على طبع مجموعتي "الريل وحمد" في بيروت و أسافر كي أتابعها وبالفعل سافرت ولم اعد.

- هل وجهت لك دعوات رسمية لزيارة العراق بعدها، وكيف كنت ترد عليها؟
- نعم، كثيرة، وكنت أرد على شيء أساس لأنهم كانوا يقولون اكتب ما تريده كي نحققه لك قبل عودتك إلى العراق. والحقيقة انني لا امتلك مطالب بقدر ما هي مطالب الشعب الذي أنا جزء منه، وسأعود إلى العراق عندما تعود للإنسان كرامته ولا أحد يعتدي عليه، فالكرامة قضية أساسية، وحدث ان كان وقتها أحد طلابي يحمل مسدساً داخل الصف الدراسي فاستأت كثيراً لكونه طفلاً وطلقة واحدة منه تؤدي إلى كارثة غير متوقعة. إذن كان المطلب الوحيد هو مطلب الشعب برمته وليس لي مطالب خاصة، وكرامة الإنسان فوق كل شيء ويجب ألا يعتدى عليها، قد نختلف في الصراع السياسي والتوجهات، لكن سأحترم هذا الصراع عندما تحترمه السلطة، وهي اجدر بان تقوم أولا بذلك لأنها تمتلك القوة وأنا لا أمتلكها .

- ثمة خلط تأسيساً على ما قلته بين مظفر النواب الشاعر والسياسي، فأيهما يتغلب على الآخر فيك؟
- لا يمكن الفصل بين الاثنين، أنا أرسم، واكتب الشعر الفصيح والعامي وأحياناً أغني، وفي كل ذلك أبقى الشخص نفسه.

- لكن ألا تعتقد ان الشعر لا يلتقي بالسياسة غالباً، لم نجد هنا في بريطانيا مثلاً ان اهتم الشعر كثيراً بالسياسة؟
- لا يمكن القياس على المجتمع البريطاني لأسباب عديدة منها الحرية المتاحة له وانتقاد السلطة والإشهار برأيه دون خوف أو بتظاهر وقتما يشاء، وهو الأمر غير الموجود في مجتمعاتنا العربية . أما ان اترك الحبل على الغارب، فلمن؟ أنا ابن هذا الشعب الذي تربيت في أحضانه، وابن البيئة التي تنفست هواءها، فحبي له يدفعني إلى الدفاع عنه لأنني اعرف الحال التي وصل إليها.

- مع كل ذلك يؤخذ عليك علاقاتك القوية مع بعض الزعماء العرب، وهم غالباً لا يختلفون مع الزعماء الذين تعارضهم؟
- ليس لدى علاقة مع حكام بمعنى العلاقة المتعارف عليها، ربما التقيت برئيس دولة أو اثنين، ثلاثة،، لكن قلت رأيي أمامهم بوضوح كما قلته عندما كنت في العراق، نعم التقيت بالعديد منهم لكن كل هذه اللقاءات تمخضت عن قول أقصى ما امتلكه من رأي وبقناعاتي الخاصة ولو حتم ذلك إخراجي من بلد هذا الرئيس أو ذاك، مع انه لم يحدث مثل هذا الأمر.

- لكن ثمة من يتحدث عن علاقة وثيقة تربطك بمعمر القذافي، هل هذا صحيح؟
- نعم صحيح، وثمة أشياء لا تقال الآن.. أنا مع الناس ومع الذين مع الناس، ولا يمكن ان تكون علاقتي بحاكم ما قوية اذا كان متسلطاً على شعبه، لا يمكن ذلك أبداً. مهدت لي ظروف معينة ان التقي بحكام عرب، لكن قلت رأيي بوضوح تام ودون ان اطلب شيئا، وعرض علي كثير سواء في العراق أو خارجه، لكن دعني أقول انني مترفع عن هذه الأشياء، ولا اعتقد ان من قضى هذه المسيرة الحياتية الطويلة لا يمكن ان يساوم، لم يبق ثمة شيء يستحق ان نساوم من اجله.

- دعنا نسألك عن الطقوس الخاصة التي تمارسها في الكتابة، فهناك من يتخيل انك تعيش في عالم بخصوصية محطة لا تنطبق على شاعر آخر، فهل تمارس طقوساً طبيعية، كيف تعيش يومك؟
ــ قد تكون هذه التصورات محقة في جانب معين، ومبالغة في جوانب أخرى. يحدث أحياناً ألا أنام أو اسهر طويلاً، وقد تستيقظ بي ذكرى من الماضي وأنا في قمة النعاس، عندها اضطر إلى الخروج إلى الشارع فجراً كي أتخلص من الوحشة..
لست مع الطقوسية الصارمة في الحياة والكتابة، لكن ثمة شيء في حياتي له علاقة بالمجاهيل. وقد يبدو الحديث عنها اليوم غير ذي جدوى في وقت الصراع الذي نعيشه والذي يجب ان نكرس له كل جهودنا، لكي لا نشغل الناس عما يعيشونه بالفعل.
لقد عشت تجربة موت سريري في عدن والرؤى التي انتابتني حينها، تماما مثل ما عاشه محمود درويش بعد الجلطة القلبية، اذا كان فرحا بعد الاستيقاظ لأنه رأى شيئا ما أثناء فترة الغيبوبة، لكنه في مرة أخرى قد كان حزيناً لرؤيته شيئا آخر تماما، دنيا سوداء. أيضا من الأشياء التي ترافقني لا اكتب إلا بقلم قطر ريشته 105 مليمترا ولا أحبذ الكتابة بغيره، ربما يساعدني على التركيز ولا اعرف سببا آخر لذلك، لأنه كلما صغرت الكلمة كلما دخلت اكثر في الصورة، وكأن شكل الحرف يساعد على إيجاد شكل للكتابة ، للصورة، للمعنى..

- هل نبكي كثيرا؟
ــ عندما انفعل نعم! اليوم مثلا كنت في منزل العازف احمد مختار وبطريقة غير مقصودة اسمعني شريطاً لجنازة المفتي الراحل رياض احمد. فغالبتني الدموع، بكيت، نعم بكيت..

- هل تصلك صورة الوله الذي ينتاب العراقيين تحديداً مع سماع نصوصك الشعبية؟ هل تتحسس وطأتها عليهم وأنت البعيد القريب عنهم؟
ــ نعم، تصلني وبشكل دائم خصوصاً بعد موجة سفر العراقيين، وحديثهم معي أينما نلتقي، أحياناً نتحول إلى مناحات معبرة عن حالهم في الغربة .

- هل كتبت نصاً شعبياً بمستوى النصوص القديمة التي لا تغادر الذاكرة؟
ــ بشأن المستوى فلا يمكن تحديد ذلك، لكنني أحاول وطبقا للحالة التي تنتابني وقدرتها على استفزازي مع بداية الدفعة التي ستشكل زخمها وإلى أين ستمتد، وأحيانا وأثناء المداخل أجد ان هذا النص لا يفيد فأمزقه، ليس له زخم، لقد أتلفت كثير مما كتبته، والقصيدة الجيدة هي التي تكتب نفسها في ما بعد، وما كتبته أنت يكتب معاك، تحدث هذه الحالة لنثمر اجمل أنواع القصائد، و أحيانا وبعد الاستيقاظ عن سطوة الكتابة تستغرب كيف كتبت ما كتبت، لكونك تمارس الرقابة على ذلك، فثمة من يكتب فيك وثمة من يراقب في ما بعد على النحو واللغة.

- هل تعرف ان ثمة ما يشبه الأساطير احبط ببعض قصائدك وأجواء كتابتها، فحيك حولها الكثير من القصص، هل تتذكر مثلا أجواء قصيدة (البنفسج) مثلا متى كتبتها، من قرأها أولا..؟
ــ لا أُؤرخ كثيراً لقصائدي ربما لأنني اعتبر القصيدة عالماً لا ينتهي، لا بأس بكل ما قلته.. لكنني لا أتذكر وقت أو حالة كتابة (البنفسج) .. الصورة الشعرية تأتي نتيجة حسابات معقدة لا نفهمها، أقرأ حاليا كتاباً عن التزامن يتحدث عن تصادف تتالي حدوث أشياء معينة دون سبب، فالحديث قائم اليوم عن علاقات مجهولة غير العلاقات المستمرة، لذلك عندما نفسر أجواء كتابة القصيدة وميزة تلك اللحظة، فأنا لا أتذكر شيئا أو لا أملك الآن على الأقل تفسيراً لذلك، لان ثمة كما هائلاً من التركيبات لعشرات الأعوام الماضية هي التي منحتك هذه البناء أشهر.

- أنت شاعر بقيت صلته عميقة مع نصوصه الأولى، لأن اغلب الشعراء يشعرون بالخجل إزاء ما كتبوه في سنوات تجربتهم الأولى؟
ــ أنا لا أتبرأ من أي جانب من جوانبي إطلاقا، مع ذلك أنا مازلت اكتب قصائد جديدة وربما لا تصل إلى القارئ بسبب الظروف التي تحيط بنا، وهنالك سيرورة للتطور جانب منها عقلي، لكن المنطق لا يفعل شيئا في عالم الشعر الذي يعتمد على الحدس والمجاهيل، ثمة شيء يتطور و أحيانا ينشطر الشاعر إلى اثنين: الشاعر والرقيب ، واشعر بالسعادة عندما تتناول قصائدي جوانب جديدة، اعني ثمة شيء ينمو ويتطور، والقصائد التي اكتبها الآن هي بنفس البذرة التي كانت في مظفر الطفل وصار بعد ذلك، والمسيرة الحياتية للإنسان فيّ هي مسيرة الشعر نفسه، لذلك تراني لا أتنصل من أي قصائدي القديمة.

- لو تسنى لك ان تنظر لشعرك، ماذا ستقول؟
ــ لا أميل كثيراً لهذا الجانب واكتفي بالكتابة وحدها، وعندما أسأل عن شعري أحاول ان أجد تفسيرات ربما لا تكون كما يعهدها القارئ. اعتقد ان النقد ليس مهمتي، على الرغم من ضرورته في تربية أذواق الأجيال، وربما الجأ إليه بعد ان تتوقف بذرة الشعر بسبب العمر. وغالبا ما أسأل عن عدم طبع مجاميع شعرية، والسبب ببساطة انني كلما بدأت بإعادة كتابة قصائدي القديمة كوني اكتب بخط ناعم جدا، لا استمر في ذلك بل اشرع بكتابة قصيدة جديدة، وهكذا..

- هل تعتقد ان النقد مارس دوراً موضوعياً على نصوصك؟
ــ لا يمكن البت بالموضوعية من عدمها، لأنه لم يكن هنالك نقد أصلا على شعري، لكن ثمة كتابات كانت شفافة وجميلة مثل ما كتبه الناقد محمد مبارك. أما كثير مما كتب فلا يرقى إلى مرتبة النقد بأبعاده وأدواته، وهناك بعض المخاوف تراود النقاد وتمنعهم من تناول قصائدي بسبب تناولها السياسي، وأيضا هناك بعض المواقف المتحاملة علي من بعض كتاب الصحف، و آخر شيء كان على أمسية أقمتها في مبنى اليونيسكو في بيروت وبدعوة من لجنة مكافحة التطبيع وغصت القاعة بالجمهور وحتى المداخل ، كنت منقاداً لقناعاتي وحدها فقرأت قصائد مداخلها خمرية وسياسية ، فكتب ناقد أو هكذا يدعي، مستثيرا شدي الأنظمة السياسية ورجال الدين، فلم يحدث ذلك أبداً. وقال انني منذ عشرين سنة لم أتغير ومازلت أخاطب الأنظمة باللهجة نفسها، في ما هي تغيرت وتطورت، بينما واقع الحال يقول ليس هناك تغير أو تطور اذا لم نكن قد تراجعنا إلى الوراء. وقال انني لم احترم المقامات الدينية لكوني قرأت مطالع خمرية متناسياً ان الشعر العربي يحفل بذلك ، وهناك رجال دين كتبوا مثل هذه القصائد، وحتى الخمبني نفسه في ديوانه كتب قصائد غزل صوفي وخمريات تصوفية وعرفانية.

- وهل ثمة أسباب أخرى غير ما قلته عن عدم جمع قصائدك في مجاميع مطبوعة؟
- السبب الرئيس هو ما قلته أما الأسباب الثانوية فهي ما يتعلق بدور النشر التي لا تحترم شيئاً، عندما تعد بطبع ألف نسخة من كتاب، في ما تقوم بطبع أضعاف هذا الرقم وهذا ما حدث معي بالفعل. ويوجد حالياً في مكتبات القاهرة وكندا وأمريكا وغيرها ما يسمى بالمجموعة الكاملة لمظفر النواب، وليس لي أي صلة بطبع هذا الكتاب لأنه صادر عن دار نشر وهمية اسمها دار فنبر لم أجد لها أي اثر ويباع بثمن غال جداً ووجدته أيضا هنا في مكتبات لندن، والكتاب سيئ لكونه مليئاً بالأخطاء اللغوية فضلا عن طباعته الرديئة. أيضا هناك صحيفة تصدر في شيكاغو نشرت إعلانا تزعم فيه ان من يريد المجموعة الكاملة المسجلة لمظفر النواب أو محمود درويش فعليه ان يدفع 57 دولاراً للحصول عليها، ومن دون ان اعرف كيف حصلوا على هذا التخويل.

الخميس 21 مارس 2002


Post: #108
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 07-12-2004, 05:55 AM
Parent: #107


أبنــوسة


صاحب آية جيم: المجددون في الشعر العربي فشلوا

الشاعر حسن طلب





يعتقد الشاعر المصري حسن طلب أن الثقافة العربية تمر في مرحلة خواء، متهما دعاة التجديد بتنفير الناس من الشعر. وقال في مقابلة أجرتها معه الجزيرة نت في الدوحة على هامش الدورة الرابعة عشرة لمعرض الكتاب في العاصمة القطرية إن الشعر العربي المعاصر لم يعد شعر قضايا كبرى وإنما شعر اللحظات الخاصة واللاوعي، كما لم يتبق منه لا الوزن ولا اللغة ولا الإيقاع، مشددا على أن القارئ حين يجد شعرا فارغا من كل هذا فإنه بالطبع سينفر.


الشاعر حسن طلب نسألك في البداية كشاعر وناقد ما نظرتك للساحة الشعرية؟.

الساحة الشعرية تمر بمرحلة تحول من الناحية السياسية والاجتماعية وتحول من الناحية الثقافية، فوسائط الثقافة تتغير والطرق القديمة تتغير والأجيال الحديثة تبدي انبهارها واستجابتها، علما بأن هذه الفترات عشناها قبل 50 سنة، ولكن تبلورت هناك مشكلة الصراع بين المجددين أصحاب الشعر الحر والمحافظين أصحاب الشعر العمودي القديم، وقد انتصر في التحول الأول المجددون لأن المجتمع العربي كان مشتاقا إلى ما هو قادر على أن يشد الذوق والمثقف إلى المستقبل، ورأى أن الشعر القديم قد يثبت لحظة الماضي، ولكن في هذا التحول الجديد الذي نمر به -وقد انعكس على الشعر- نجد أن مجددي هذه الفترة لم يستطيعوا حسم المعركة مثل الأوائل، وذلك لأن التحول السابق قبل نصف قرن كان تعبيرا عن تطلع الجماهير الواسعة وعن شوق شعبي للتحرر من هذه الأغلال وهذه الثوابت الجامدة التي أطرت ورصدت وجمدت وعيه الجمالي والسياسي في قوالب جاهزة، وحتى عندما ننظر بتمعن في هذه الفترة نجد أن الشعر ليس هو وحده الذي انتصر بل انتصر الفكر الليبرالي وزعماء الإصلاح وتحرير المرأة، أما الآن فنحن نجد أن الشعر يفرغ من طاقته الشعرية لأنه ليس شعر قضايا كبرى وإنما شعر اللحظات الخاصة واللاوعي كما لم يتبق منه لا الوزن ولا اللغة ولا الإيقاع، كما أنهم يدعون إلى إبطال الدلالة عن اللغة العربية وهذا كلام مستورد من صيحات عدمية التجريب، والقارئ حينما يجد شعرا فارغا من كل هذا فإنه بالطبع سينفر فهذا التحول سلبي يسحب البساط من تحت كل فن شعري جاد، لأن هؤلاء الذين يحملون شعار التجديد الآن لا يعبرون عن وجدان الناس، فنحن لا زلنا مرتبطين بقضايانا الكبرى والتي تتحول فينا إلى قضايا ذاتية، فأنا كشاعر مثلا أنفعل مرغما لما يحدث للفلسطينيين وعلى أميركا عندما تفرض علينا أفكارها.

ما الحل في رأيك لهذه المشكلة؟.

الحل هو أن نعود إلى التراث لا لكي نقلد أو نحاكي بل لكي نبدع، وللناقد الراحل شكري عياد عبارة جميلة يقول فيها إنه لا بد لكل إنسان يريد أن يبدع في لغته من رحلة إلى التراث بشرط أن يذهب بتذكرة ذهاب وعودة حتى لا ينسى نفسه هناك.


نأتي للسؤال المهم عن الضجة التي أثارها ديوان "آية جيم" الذي نشرته في شكل تناص مع القرآن.

ديوان" آية جيم" هو قصيدة كتبتها سنة 1988، وقد صودر بمجرد أن نشر بأسبوع، وقد حاولوا استغلال الدين حيث كان عنوانه الفرعي "أعوذ بالشعب من السلطان الغشيم"، علما بأنني قصدت فيه الدلالة السياسية وليس الدينية فهو طعن في السلطة ومواجهتها وليس طعنا في الدين، لكنهم استندوا إلى هذه الصيغة التشكيلية علما بأن التناص مع القران إذا أجيد فإنه يدفع بالشعر إلى القمة ويربط الناس أكثر بلغة القرآن فهو نوع من الاستعانة وليس محاكاة، كما أنني أردت أن أضفي شيئا من القداسة على مقاومة السلطة الغاشمة، ومن ناحية أخرى هناك فكرة الحرف وكيف يمكن أن يقيم الشاعر أو أن يبني من حرف واحد قصيدة طويلة أو ديوان وهو ما أردت به أن أفتح مساحات من الرمز لا نهاية لتأويلها.

ولا أخفي هنا أنني كنت أقتفي أثر الصوفية من غير أن أكون صوفيا، إذ إنهم يتحدثون دائما عن الحروف ويعتبرونها كما عند ابن عربي أمة من الأمم وأن الألف هو رمز الله والميم رمز لمحمد صلى الله عليه وسلم وهكذا فهي عندهم صوتية أولا وعددية رمزية من ناحية ثانية.


دعنا نسألك عن ضحالة الساحة ونختصر السؤال عن العمل الذي قرأته وأعجبك خلال السنة الماضية؟.

الشاعر حسن طلب: أعجبتني مجموعة عفيفي مطر التي صدرت في سبتمبر/ أيلول الماضي عن مكتبة دار الأسرة والتي كانت اختيارا من كل تجربته الشعرية الماضية فقد أعطت للقارئ في نظري فرصة لتتبع إنتاج عفيفي الشعري، كما قرأت كتاب أدونيس الجزء الثالث لكنني أحسست أنه تكرار ولم يأت بجديد عما جاء به في الجزء الثاني.


نريد أن تختم لنا بالمقطع الأول من "آية جيم"؟

أعوذ بالشعب من السلطان الغشيم
الجيم تاج الأبجدية وهي جوهرة الهجاء
جمانة اللهجات أو مرجانة الحاجات
أجرومية الهزج ارتجال جر بالمجتث هجهجة الرجز
والجيم جرأة من عجز
والجيم خنجر من تجبر
إنها حجر تفجر تحت إسفنج تحجر
إن جل الجيم يوجد في البياض الجم
أبيض ما تجيء الجيم إن جهرت
وأجهر ما تجيء الجيم إن رهجت


Post: #109
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 07-12-2004, 09:52 PM
Parent: #108


أبنــوسة


ثمَّة "أمل"... إن "دنا... قلْ" (!)

بقلم: أمين الإمام*


حقّاً إنّني أعيش في زمنٍ أسود
الكلمةُ الطيِّبة لا تجد من يسمعها
والجبهةُ الصافية تفضح الخيانة
والذي ما زال يضحك لم يسمع بعد بالنبأ الرهيب
أيُّ زمنٍ هذا؟
(الشاعر والمسرحي الألماني: برتولد بريخت)

ثمَّة صراع متكافئ بين الموت والشعر، هكذا قال الشاعر المصري أحمد عبدالمعطي حجازي، لدى موت مواطنه/القضيّة: أمل دنقل، ذلك "الصعيدي، القناوي، النحيل".
ثمَّة "تكفير" يمسّ إبداع القصيدة، كفصول الإبداع الأخرى، طالما هناك تيّار ضد "التفكير"... تأمّلوا المعادلة: "ما أسهل التكفير مِنْ قاتِل التفكير" (!).
ثمَّة تهميش لا متناهٍ، يطال المُبدِع أثناء حياته التعِسة. وثمَّة تعظيم لا حدود له، يرفع اسمه إلى "علِّيين" بعد مماته... إنّها العادة التي تعشقها "أمخاخ العرب" (!).
ثمَّة "أمل"، إن "دنا... قلْ".
## هلّ تذكرون أمل دنقل فعلاً (؟).
هناك احتفاليّة خاصّة بمناسبة مرور 20 عاماً، على رحيل أمل دنقل (مات صريعاً لمرض السرطان، في 21/5/1983)، تحت إشراف مجلس الثقافة بمصر، ما بين 18 و21/5/2003.
لا نختلف في أهمِّية تلك الاحتفاليّة، وإن لم تخرج من عادة "ما أروع المرحوم"، وهي تأتي في صيغة ندوة كبرى، تتناول بحوثاً ودراسات حول الشاعر، ترافقها أمسيات شعريّة، ومعرض تشكيلي، و"كونشيرتو موسيقي". إلاّ أنّ الرسم يأتي بنفس الريشات: أي إنَّ المدعوون، هم نفس الأسماء، التي تُدعَى لفعاليات مشابهة، تكرِّس سهرات التنظير المؤطَّر، في ظل فرصة اللُقيا. جميلٌ أن يلتقي المثقَّفون هكذا، خصوصاً في كنف ذكرى مبدع كـ"دنقل"، لكن لا يكفي تجمُّع المتشابهين من أبناء الجسد الواحد، إذ حان وقت إشراك "الآخر"، في إطار تقديم أصحاب الشهادات الكبرى ،مثل أمل دنقل، إلى هؤلاء. ما أود قوله، هو ضرورة ترجمة أبرز أعمال الرعيل الأوّل، من روّاد الأدب (في الإطارين: الكلاسيكي، والحداثي)، إلى عدد من اللغات الحيّة، ومن ثمَّ دعوة عدد من أبرز الأدباء العالميين، الذين تهمّهم قضايانا العربيّة، من طوكيو شرقاً إلى واشنطن غرباً... هل تفهمونني (؟).
[#].....................
لمن لا يعرفون أمل دنقل جيِّداً – بعيداً عن قصيدته/الظاهرة "لا تُصالح" – ينبغي البدء بهذا التكوين الساخر، الذي يروي تفاصيل كينونته كشاعر حقّاً، لمّا قال في قصيدته "من أوراق أبي نوّاس"، وهو يخاطب من يخاطبه في سجاليّة، أقلّ ما يُقال عنها، إنّها "سجاليّة اعتراف مُبطَّن":
"ملكٌ أم كتابة؟"
صِحتُ فيه بِدوْرِي
فرفْرفَ في مقلتيه الصبا والنجابة
وأجاب: "الملكْ"
(دون أن يتلعثم... أو يرتبكْ)
وفتحت يدي
كان نقش الكتابة
بارزاً في صلابة
... والآن أكرِّرها: ثمَّة "أمل"، إن "دنا... قل".
هذا هو أمل دنقل الحقيقي، يعطينا "الأمل" عبر صلابة "الكتابة"/ المصير، بعيداً عن صورة "الملك"/ الحاكم، إلاّ أن خوفنا، يكمن في الدنو، من ذلك الأمل، حينها قد يقل وينحسر، أو يتلاشى تماماً... أليس هذا جزءاً لا يتجزّأ، من واقعنا العربي (؟).
ولتأكيد ذلك "الأمل"، هذه مقاطع محدودة، يطالبنا فيها بـ"الحب، والعدل، والعقل"، في إطار قصيدته الجدليّة، الحاضرة في كلّ الأزمان وأحداثها: "سفر التكوين"، ضمن إصحاحها الثالث:
قلت:ُ فليكن الحبُّ في الأرضِ، لكنه لم يكن.
أصبح الحبُّ ملكاً لمن يملكون الثمن!
* * *
قلتُ: فليكن العدل في الأرض؛ عينٌ بعينٍ وسنٌّ بسن.ّ
قلت: هل يأكل الذئب ذئباً، أو الشاةُ شاة؟
ولا تضع السيفَ في عنق اثنين: طفلاً... وشيخاً مسن.ّ
ورأيت ابن آدم يردي ابن آدم، يشعل في المدن النارَ،
يغرسُ خنجرهُ في بطون الحواملِ،
يلقي أصابع أطفاله علفاًً للخيول،
يقصّ الشفاه وروداً تزيِّن مائدة النصر... وهي تئنّ.
* * *
قلتُ: فليكن العقل في الأرض...
تصغي إلى صوته المتزن.
قلتُ: هل يبتني الطيرُ أعشاشه في فم الأفعوان،
هل الدودُ يسكن في لهب النار،
والبومُ هل يضع الكحل في هدب عينيه،
هل يبذر الملح من يرتجي القمح حين يدور الزمن؟
لهذا عانى دنقل في حياته، من أسلحة "التكفير"، التي ترصّدته يميناً ويساراً، والآن تذكّروك، رغم كلّ شيء. ولهذا كان الراحل صادقاً، وهو يصف حالته الشعريّة:
- أيُّها الشعر... يا أيُّها الفرح المُختلَسْ
...
(كلّ ما كنت أكتب في هذه الصفحة الورقيّة صادرته العسسْ)
...
وتمادى في وصفه، بكل امتلاكات السخريّة الجريئة، التي تقود إلى "الغُرف المظلمة":
أبانا الذي في المباحث، نحن رعاياك
باقٍ لك الجبروت، باقٍ لنا الملكوت
وباقٍ لمن تحرس الرهبوت
تفرّدتَ وحدُك باليسر
إنَّ اليمين لفي الخُسْر
أمّا اليسار ففي العُسْر
إلاّ الذين يُماشون

[#].....................

لنعالج عادة "ما أروع المرحوم"، ونلفت الانتباه إلى شاعرين، على قيد "الكتابة"، لا يختلفان كثيراً عن دنقل، بل ويأتيان من نفس تربته "الصعيديّة". إنّهما: محمّد أبو دومة، وحسن طلب.
غير اجتماعها المرتبط ببعض الصيغ "الدنقليّة"، في قوالب الشعر، خصوصاً في الإطار الصوفي، وشعريّة "التناص" مع آيات القرآن، تجمع بين طلب و"أبو دومة" الصيغة الأكاديميّة، من خلال التدريس في قسم الفلسفة بكليّة الآداب، مع اختلاف جامعتيهما.
أبو دومة الذي اشتهر بإدارة ورعاية الأمسيات الشعريّة، المصاحبة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، مُقِلّ في شعره، لكن يمكنكم التعرُّف عليه، عبر هذا المقطع، الذي أسماه "تعليق"، ضمن مجموعة "الوقوف على حدِّ السكِّين":
- قيل لي: ساير القافلة
- قلت: لا علم لي بنباح الكلاب
- قيل لي: كُنْ دليلاً فكم في رفاقك صاروا أدلَّة
- قلت: أخطأت يا صاحبي في الحساب
- قيل لي: فاحذر الريح!
- قلت: للبيت بابٌ... وبابٌ... وبابْ
- قيل لي: أنت تمسك جمراً،
فقلت وشيكاً سيبكي عليها السحاب
قيل لي... قيل لي... قيل لي...
رُفِعَتْ ريشة الحرف
جفّ الكتاب!
ولمعرفته أكثر، اسمعوه يدعو بصيغة ذلك "الصوفي" العاشق، الذي يعشق مكنونات الحرف، وأسرار كلمة البدء والمُنتَهى:
أحيي إذن قلبي عشّاقا
وأدِمْ قلبي عشّاقا
وأمِتْ قلبي عشّاقا
وابعث قلبي عشّاقا
واحشره،
بزمرة العاشقين
آمين!
إذن، بصيغة ما يحيطنا من ذعرٍ و"تكفير" هذه الأيّام، فلن يسلم "أبو دومة"، مثلما لن يسلم صديقه حسن طلب، وهو من كتب عنواناً فرعيّاًَ، في ديوانه "آية جيم"، بهذه الصياغة "التناصيّة" الصارخة:
"أعوذ بالشعب من السلطان الغشيم" (!)
هذا هو حسن طلب، فقد اتضح من عنوانه، قبل أن تفهموه عبر مقطع آخر، من قصيدة "النيل ليس النيل"، من مجموعة "لا نيل إلاّ النيل":
قُلْ جاءَ الحقُّ وقُلْ زهقَ الشَّكٌّ
وتوطَّدَ عرْشُ البومْ
غنُّوا يا سادةَ مصرَ أو ابْكوا
فأنا المُنتصِر المهزومْ
لُوموني إنْ شطَّ بيَ الإفْكُ
من غيرُكُمُ سيلومْ؟
ومن قصيدته "عروبة البنفسج"، من ديوانه "سيرة البنفسج"، يتمظهر حسن طلب في إطار آخر، لا يختلف عن إطار دنقل:
في زمانِ التبرُّجِ
والسكوتِ الذليلْ
يستطيعُ البنفْسجُ
أن يكونَ البديلْ
يستطيعُ البنفسجُ أن يستهلْ
ويصنع خبزَ الرقاقْ
يستطيع إذا شاء أن يستدلْ
أن يجمع الملايين في غمضةٍ ومضة
فالبنفسجُ لا يُحبُّ الشِقاقْ

بعد "الأمل"، ثمّة "عمل" يجب أن يُنجَز... انتظروا الكتابة المقبلة.

* كاتب صحافي سوداني

Post: #110
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 07-17-2004, 00:14 AM
Parent: #109



العزيزة أبنـــوسة


لا يكتمل هذا الحوار الا بالبعد الثالث

أتمني ان يكون في استطاعتك ان تضيفيه لنا

فأنت الأكثر مقدرة

كل الود

Post: #111
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: tiger18
Date: 07-17-2004, 05:24 AM
Parent: #1

Quote: ثم استرسلت فى حديث ووصف رسم لوحتها فى مخيلتى دون اطار ليقينى بانها اكبر من سجنها فى اى مساحة حتى وان كانت لوحة محبة تلقائية

Post: #112
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 07-17-2004, 10:13 PM



عزيزي tiger


أنا ايضا برغم كل هذا لا ازال احاول ان ارسم ملامحها مرة واهرب من ذلك مرة اخري ... ثم اعود لتكرار الفعل والهروب ...


شكرا لمحاولة رسم تلك اللوحة

والهروب

Post: #113
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: بلدى يا حبوب
Date: 07-20-2004, 02:01 AM
Parent: #1

ابو امنه
لابنوسة ارفع قبعتى وانحنى تقديرا لها فما اغلى واثمن الابنوس الذى تحتفنا به عبر الحروف
فى الانتظار
تحياتى

Post: #114
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 07-20-2004, 10:33 PM
Parent: #113



يا بلدي يا حبوب


لو كانت كلماتك هي فقط كل ما كتب في حق الأبنوسة هنا ... لكفتها فخرا .. ولاصبحت قلادة وطنية علي جيدها كأجمل ما يمكن لامرأة مثلها ان تتزين .. بما هو اغلي واثمن من كل الاحجار الكريمة.


كل الود


Post: #115
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 07-20-2004, 10:51 PM
Parent: #114


أبنــوسة


فاطمة المرنيسي.....مرة أخرى إلى الجندرية وإشراقة وشيري ودوما وكل الأخوات (!)


بقلم: أبنوسة ... بعد نشرها خطأ باسم نادوس وتقول انه لم يحدث خلط وتعلل ذلك بانهما توحدا منذ زمن بعيد ... تري هل هنالك اكثر من أبنوسة واحدة في هذا العالم... ربما من يدري


الأخ بكري
لك الشكر ولباندوثك (كم يحلو لشيري)المعزة وهو يتيح لي أن هذا الفضاء الثري بإبداعات الإخوة والأخوات هنا، ولكني دعني أصرح بلعنتي عليه وقد حرمني من الرجوع لبوست قديم عن هذه المرأة المدهشة فاطمة المرنيسي
===============================================================

فاطمة المرنيسي تفوز بجائزة (أمير استورياس) للأدب - كاتبة تجاوزت عصر الحريم لتصل - الي السوربون نساء يتحدثن ولا احد يود الاستماع اليهن - ملك مصطفي
نالت الكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي جائزة أمير أستورياس للآداب، لعام 2003 الجائزة التي أعلن عنها في يوم 7ــ5 في مدينة اوبييدو (اقليم استورياس/شمال اسبانيا)، وكانت من نصيب الكاتبة المغربية، فاطمة المرنيسي، ونظيرتها الامريكية، سوزان سونتاغ . أعطيت لهما جائزة (امير استورياس) للادب لعام 2003، بعد أن ارتأت هيئة التحكيم أن عمل هاتين الاديبتين يناقش (مسائل جوهرية) في الواقع الراهن من منظور (تكاملي في الحوار بين الثقافات).
واتفقت هيئة التحكيم، التي يرأسها مدير الاكاديمية الملكية للغة الاسبانية بيكتور غارثيا دي لاكونتشا، بأغلبية عظمي علي منح الجائزة لهاتين الكاتبتين، بعد اجراء تحليل دقيق لما مجموعه 42 ترشيحا جري تقديمها لنيل هذه الجائزة.
وابرز محضر اجتماع هيئة التحكيم، الذي اعلن غارثيا دي لاكونتشا مضمونه في منتصف نهار الاربعاء، 7 ــ 5 من الشهر الحالي أن الكاتبتين الفائزتين تتوافقان في تطويرهما لعمل أدبي في مختلف الاجناس الادبية (بفكر عميق ونوعية جمالية).
وكان من بين المرشحين ايضا لنيل هذه الجائزة الاديب المصري نجيب محفوظ والكاتب اللبناني أمين معلوف ونظيره المغربي الطاهر بن جلون.
جدير بالذكر أن هذه هي ثاني جائزة يعلن عن الفائز بها لهذا العام من بين جوائز (امير استورياس) السنوية الثماني، وهي تتكون من مكافأة مالية قيمتها 50 الف اورو بالاضافة الي تمثال صممه خصيصا لهذه الجائزة الفنان والرسام الاسباني العالمي الراحل، جوان ميرو.
وكان من بين ابرز الذين حصلوا علي جائزة (امير استورياس) للأدب في دوراتها السابقة كتّاب كبار من قبيل الاديب الاسباني الراحل، كاميلو خوسيه ثيلا، والكاتب الامريكي، آرثر ميلر، الذي فاز بهذه الجائزة في العام الماضي.
وقد ابرز خبير الدراسات الاسلامية والعربية بجامعة اشبيلية الاسبانية، إميليو غونثاليث فيرين، بعد علمه بأن الكاتبة المغربية، فاطمة المرنيسي، ونظيرتها الامريكية، سوزان سونتاغ قد فازتا بجائزة (امير استورياس) للأدب لعام 2003 ، (الدور الاجتماعي) الذي عرفت كيف تنقله الاديبة المغربية، (وجمعها بين الأصالة والحداثة) في الوقت نفسه.
وقال فيرين ان الاديبة المغربية هي (كاتبة مقالات وروائية ايضا)، وارتأي أن (المهم في فاطمة المرنيسي هو موضوعيتها الاجتماعية، فهي تخوض مجال المقال والرسالة بصورة ادبية عالية للغاية، وتتوافق كثيرا في هذا الاتجاه مع سوزان سونتاغ).
واكد هذا الاستاذ الجامعي الاسباني، الذي شارك في عضوية هيئة التحكيم لهذه الجائزة، أن الكاتبة المغربية (هي مثقفة ذات سمعة طيبة في المغرب، وهي تجمع بين الأصالة والحداثة، وعندما تتحدث عن المرأة فهي لا تقف عند حد سلوك المدافعات عن المرأة، بل تستخدم رمزية المرأة للاشارة الي صراع الطبقات). وقد ابرز الاستاذ إميليو غونثاليث فيرين بوجه خاص عمل فاطمة المرنيسي، لأنها كاتبة (تستخدم مجاز شهرزاد، الراوية التي تنقذ حياتها بفضل الادب، لتخرج به الشعوب ايضا من قمعها ومن الحكم عليها بالاعدام).
وصرحت الكاتبة الامريكية سوزان سونتاغ التي حصلت علي جائزة استورياس للآداب لعام 2003 قائلة: ان هذه الجائزة تعد اعترافا (باهمية الادب وقوانينه الاكثر الحاحا) التي تأمل في (مواصلة خدمتها).
وقدأكدت الكاتبة عبر البريد الالكتروني الي مقر مؤسسة أمير استورياس في اوبييدو، ان تخصيصها بهذه الجائزة "شرف كبير).
وحصلت الكاتبتان الامريكية سوزان سونتاغ والمغربية فاطمة المرنيسي علي جائزة أمير استورياس بعد اعتبار لجنة المحلفين ان مجموع عمل الكاتبتين يبحث (مواضيع أساسية) في الوقت الحاضر من وجهة نظر متكاملة في اطار حوار.

عائلة ميسورة
ولدت الباحثة الاجتماعية والاستاذة الجامعية المغربية فاطمة المرنيسي في مدينة فاس (وسط المغرب) عام 1940 وتعد ناشطة بارزة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة في الاسلام، بعدما كسرت التقاليد الصارمة لتقفز من حريم الطفولة الي جامعة السوربون الباريسية.
وتقول المرنيسي ان من (الواضح ان ولوج الاسلام الحداثة سيأتي علي يد المرأة، المحرك الدينامي الذي سيدحر النظام الأبوي)، وهي تعتقد ــ كما قالت في إحدي المناسبات ــ ان الرجل باجباره المرأة علي وضع الحجاب يضع لنفسه حجابا آخر غير مرئي يمنعه من رؤية العالم.
ابنة وحفيدة لنساء لم يحظين بهبة التعليم إلا أنهن وعين الظروف التي تحيطهن ، ورأت فاطمة المرنيسي النور وسط عائلة ميسورة الحال تملك اراضي زراعية شاسعة ووفية للتقاليد الاسلامية، وقد عاشت طفولتها ومراهقتها وسط حريم مغربي، في عالم أطفال ونساء تخضع فيه الحدود لرقابة صارمة.
لم تكن المرنيسي تتقن سوي اللغة العربية، لدي بلوغها العشرين سنة الا انها وبدافع كسر الحاجز اللغوي لم تكتف فحسب بدراسة لغات أخري وانما لم تكتب ابدا بلغتها الأم.
وتمكنت المرنيسي مدفوعة بوالدتها من تجاوز (عتبة) الحريم وتقاليده الضيقة الصارمة لتصل الي جامعة السوربون الباريسية حيث نالت الإجازة في العلوم الاجتماعية وتحولت الي إمرأة متميزة في مجال الدفاع عن حقوق النساء والدفاع عنهن في الاسلام.
خلال السبعينيات عادت المرنيسي الي المغرب وقررت ان تدرس بتعمق النصوص القرآنية لتدافع عن حقوق المرأة في المجتمع الاسلامي.
ولم يصدر كتابها الأول (الحريم السياسي: النبي والنساء) قبل عام 1987 رغم انها انتهت من تحريره قبل ذلك بكثير وهي تسرد فيه الدور البارز الذي اضطلعت به نساء النبي وقد صادرته الرقابة المغربية علي غرار ما تم مع كاتبها الآخر (الحجاب والنخبة الذكورية).
وعن دفاعها العنيد عن المرأة في المجتمع الاسلامي، لم تتوقف فاطمة المرنيسي لحظة واحدة عن إصدار كتب لصالح المرأة. ففي عام 1991 صدر (المغرب عبر نسائه) والذي كانت قد انتهت من وضعه عام 1983 وهو يستند الي مقابلات اجرتها الباحثة مع قرويات وعاملات ومنجمات وخادمات بيوت: النساء اللائي يتحدثن، لكن لا أحد يود الاستماع اليهن، علي حد قول الكاتبة .
وفي عام 1992 قدمت في مدريد كتابها (الخوف من الحداثة: الاسلام والديموقراطية) الذي يعد دراسة نقدية للاستبداد الديني.
وفي عام 1995 رأت النور روايتها (نساء علي أجنحة الحلم) التي تعد بمثابة سيرة ذاتية ومن كتبها الأخري (شهرزاد ليست مغربية) و(شهرزاد تيمم غربا) و(سلطانات منسيات) و(هل انتم محصنون ضد الحريم؟) و(الجنس والايديولوجيا والاسلام).
وتدرّس فاطمة المرنيسي في جامعة محمد الخامس في الرباط وتعمل باحثة في المعهد الجامعي للبحوث العلمية بالمدينة نفسها.
كما تنتمي المرنيسي الي جانب الكاتب الايطالي اومبيرتو إيكو والباحث الاجتماعي الاسباني خوان دييث نيكولاس والفيلسوف المصري احمد كمال ضمن مثقفين آخرين الي (فريق الحكماء للحوار بين الشعوب والثقافات) الذي اختاره عام 2003 رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي بغية التأمل حول مستقبل العلاقات الاوروبية ــ المتوسطية.
المرنيسي هي ايضا مفوضة معرض اللوحات الزيتية والصّور حول اسطورة الحريم وافتتان الفنانين الغربيين به في القرنين الــ 19 والــ20 المقام ما بين 18 شباط (فبراير) و18 ايار (مايو) الجاري في مركز الثقافة المعاصرة بمدينة برشلونة الاسبانية.

مكافأة للشجاعة الفكرية
ومن ردود الفعل علي نيل المرنيسي الجائزة اكد وزير الثقافة المغربي، محمد الاشعري، ان جائزة امير استورياس للآداب التي منحت اياها فاطمة المرنيسي، هي مكافأة علي (الشجاعة الفكرية) لهذه الكاتبة وعالمة الاجتماع المغربية.
وابرز الاشعري، الذي الف عدة روايات وكتب شعرية والذي شغل منصب رئيس اتحاد كتاب المغرب، ان الجائزة مكافأة في الوقت نفسه للقريحة الكبيرة للمرنيسي وقدرتها العالية علي التواصل .
وفي تصريحات باللغة الفرنسية لوكالة (افي)، قال الوزير المغربي: (اعتقد ان هذه الجائزة امر مهم بالنسبة لفاطمة المرنيسي، واهنئها علي هذه المكافأة الكبيرة، واعتقد ايضا انه حدث استثنائي بالنسبة للآداب المغربية). واوضح الاشعري ان الأدب المغربي بدأ (حداثته) في عقد الخمسينات وانه (انطلاقا من تلك الفترة تحول الشعر الجديد والرواية الجديدة والمقالة وكذلك الدراسات الاجتماعية، الي التعابير الاكثر حيوية عن المغرب الثقافي). وأضاف الاشعري: (ان هذا التعبير الجديد كان دوما علي ارتباط متين بقيم الانفتاح والحوار الثقافيين)، وانه من اجل ذلك تمثل الجائزة التي منحت للمرنيسي (مكافأة كذلك عن روح انفتاح الادب المغربي وتمسكه الثابت بعصرنة عالم اليوم).
وابرز وزير الثقافة المغربي ان الجائزة ستساعد الاسبان والمغاربة علي (التفاهم اكثر) وانها ستسهم كذلك في نشر مؤلفات فاطمة المرنيسي في اسبانيا.
وعلق المسؤول قائلا : (مؤلفات المرنيسي مهمة جدا. اعتقد انها تمثل واحدا من وجوه مغرب اليوم واذا قرأنا مؤلفاتها سيكون بوسعنا فهم جانب من الواقع المغربي).
وقال الاشعري ان مؤلفات الكاتبة المغربية تساعد كذلك علي (فهم افضل للثقافة العربية الاسلامية التي ينتمي اليها المغرب تاريخيا واجتماعيا).
واوضح ان الكاتبة (قامت بكثير من الاعمال الميدانية، وتعرفت علي الكثير من نساء الارياف وعلي الكثير من ربات البيوت وسالت في كل مكان).
لذلك، يضيف الوزير، (نجدها تعرف جيدا تطور المرأة المغربية وواجباتها ومواطن القوة فيها ونقاط ضعفها).
واردف الوزير: (حاولت اقامة علاقة بين الوضع الحالي للمرأة ومحيطها التاريخي والثقافي).
وخلص الاشعري الي القول بان المرنيسي، المولودة بمدينة فاس عام 1940 انتقلت في مرحلة من حياتها (من البحث العلمي الي الأدب) وانه لهذا السبب نجد (رواياتها تتأثر كثيرا بالافكار التي تناولتها في بحوثها).
هذا وقد ابرزت وزيرة الثقافة الاسبانية بيلار ديل كاستييو الاشعاع الكبير الذي تمتّعت به في مجالات متباينة، اعمال (مناضلتين من اجل حقوق المرأة)، في اشارة الي الكاتبتين المغربية فاطمة المرنيسي، والامريكية سوزان سونتاغ، اللتين حصلتا علي جائزة امير استورياس للادب. ومنحت مؤسسة (امير استورياس) هذه الجائزة للمرنيسي لاهمية مساهمتها في العلوم الاجتماعية والتاريخية والانثروبولوجية، ولسونتاغ للنفوذ الكبير التي حظيت به قصصها ورواياتها. وفي صدد المرنيسي، شددت وزيرة الثقافة الاسبانية علي اهمية دفاعها عن حقوق المرأة (في مجتمع مازال امام هذا الاعتراف طريق يجب قطعه).
وفي مضمار سونتاغ، ذكّرت ديل كاستييو بانها (برزت في الاحتجاج علي فيديل كاسترو امام موجة القمع الاخيرة التي شهدتها هذه البلاد العظيمة).
واضافت المسؤولة الاسبانية: (هذا امر يشرفها)، في اشارة الي المداخلة العلنية التي قامت بها سونتاغ في ابريل (نيسان) الماضي خلال (معرض الكتاب لبوغوتا)، عندما انتقدت الكاتب الكولومبي غابريل غارثيا ماركيث لكونه يلتزم الصمت امام الاعدامات وعقوبات السجن الشديدة التي فرضها كاسترو علي المنشقين.

AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1508 --- Date 19/5/2003

جريدة (الزمان) --- العدد 1508 --- التاريخ 2003 - 5 - 19

AZP09
AYMK
MLMS

Post: #116
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 07-23-2004, 11:10 PM
Parent: #115



أبنــوسة


المرأة في إصدارات مختلفة...إليكن جميعا



المرأة والعنف

العنف الأسرى: الجريمة والعنف ضد المرأة / ليلى عبد الوهاب - بيروت: دار المدى للثقافة والنشر، 1994

عدالة من خلال عيون النساء: محكمة النساء - شهادات عن العنف المسلط على المرأة العربية / تونس: التايير، 1995

العنف / فيديريكو مايور - اليونسكو: منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، 1995

العنف ضد النساء: ظاهرة ضرب الزوجات، دراسة ميدانية في مدينة رام الله والمخيمات التابعة لها / رنا سلفيتي - بغداد: جامعة بغداد، 1996

ختان الإناث: دراسة علمية وشرعية / محمد رمضان – القاهرة: دار الوفاء، 1997

لا تراجع سنواصل ما بذلناه: كفاح قرية مصرية للقضاء على ختان الإناث / آمال عبد الهادي – القاهرة: مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، 1998

موقف الأطباء من ختان الإناث / آمال عبد الهادي، سهام عبد السلام – القاهرة: مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، 1998

دموع النساء / عزة أبو العز – القاهرة: مركز الراية للنشر والإعلام، 1998

ختان البنات بين الشرع والطب / محمد سيد الشناوي – مصر: دار القلم للتراث، 1997




المرأة والتنمية


المرأة والتنمية والتغييرات الاجتماعية المرافقة: دراسة اجتماعية ميدانية / ناصر ثابت - الكويت: منشورات دار السلاسل، 1983

المرأة ومعوقات التنمية: من العنف إلى التمييز التكنولوجي / مصر: مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية، 1996




المرأة والصحة


خدمات الصحة الإنجابية في أرياف الضفة الغربية: مؤشرات ترسم السياسات / عائشة الرفاعي أبو حويج - القدس: اتحاد لجان الإغاثة الطبية الفلسطينية، 1996




المرأة والتعليم


تعليم المرأة الكويتية ودوره في عملية التنمية: دراسة تحليلية مقارنة / أمل يوسف العربي الصباح - مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، 1989

الأمية في الوطن العربي / هاشم أبو زيد الصافي - عمان: منتدى الفكر العربي، 1989

المجتمع وتعليم الكبار / ويلبر هالبنك وآخرين - القاهرة: دار نهضة مصر، 1968

المرأة وتعليم الكبار: ورشة العمل المنعقدة في 27 و28 أيلول 1990 / مصر: مركز دراسات المرأة الجديدة، 1990

في التربية المستمرة ومحو الأمية وتعليم الكبار / عبد الغني عبود - القاهرة: دار النهضة المصرية، 1992

المرأة العربية في العلم والعمل / عدنان حمود وآخرين - بيروت: معهد الدراسات النسائية في العالم العربي، 1995

تعليم المرأة وأثره في مجتمعنا: وقائع الندوة المنعقدة في مدرسة المطران في القدس بتاريخ 12 تشرين الثاني 1987 / القدس: جمعية تنظيم وحماية الأسرة، 1987

المرأة السعودية العاملة في التعليم العالي / عائشة عبد الرحيم الحسيني - مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1987

استراتيجيات خطة عمل: نشاطات ما بعد مؤتمر بكين على المستوى الحكومي الفلسطيني حتى عام 2000 / القدس: د.ت

التقرير الوطني لدولة فلسطين: تقرير أولي: أوضاع المرأة داخل وخارج فلسطين / القدس: الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، د.ت

تعليم الفتاة وآفاق المرأة: تعليق على استفتاء بين الشباب/ كوستي بندلي - لبنان: جروس برس، 1998




المرأة والعمل

عمل المرأة في الميزان / محمد علي الباز - السعودية: الدار السعودية للنشر والتوزيع، 1984

المرأة والقانون والتنمية: ورشة عمل نظمها مركز دراسات المرأة الجديدة بالقاهرة / القاهرة: مركز دراسات المرأة الجديدة، 1997

حالة المنظمات النسوية العاملة في تأسيس وإدارة المشاريع الصغيرة المولدة للدخل / بيرزيت: جامعة بيرزيت، 1997

المرأة العربية في العلم والعمل / عدنان محمود وآخرون – بيروت: معهد الدراسات النسائية في العالم العربي، 1985

نساء ورجال في القطاع غير الرسمي في الضفة الغربية: عاملات وعمال البيوت العاملون في صناعة الخياطة / سهى هندية – القدس: مركز الدراسات النسوية، 1996

خريجو وخريجات إدارة الأعمال في سوق العمل بعد التخرج / القدس: مركز الدراسات النسوية، 1996

اعرفي حقوقك: الدليل الأول، حقوقك في العمل/ لور مغيزل– لبنان: الجمعية اللبنانية لحقوق النساء، د، ت

تنمية المرأة الريفية في الأردن / سلمى الخفيري – عمان: مركز دراسات المرأة، 1993




المرأة وعلم النفس

الأنثى هي الأصل / نوال السعداوي - بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1982

كيد النساء / عزت السعدني - القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1996

المرأة في المرآة / إسماعيل حلمي - مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1988

الجسد الأنثوي / عائشة بلعربي - الرباط: النشر ألفنك، د، ت

المراهقة والتحليل النفسي: ظواهر المراهقة ومشاكلها وخفاياها / عبد الغني الديدي - بيروت: دار الفكر اللبناني، 1995

العنوسة: مساحة أنثوية / كارين صادر - لبنان: دار المدى للثقافة والنشر، 1996

صحة النساء النفسية بين أهل العلم وأهل الدين: دراسة ميدانية في بيروت الكبرى / عزة شرارة بيضون، 1998

مشكلات المراهقة والسباب: التفسيرات والمشكلات والدراسات / فيصل محمد خير الزراد - بيروت: دار النفائس، 1997




المرأة والأدب

الجنس في أدب غادة السمان / وفيق نمريزي _ بيروت: 1994

أنثى ضد الأنوثة: دراسة تحليلية في أدب نوال السعداوي على ضوء التحليل النفسي / جورج طرابيشي - بيروت: دار الطليعة، 1995

القصة القصيرة في أدب المرأة السعودية / خالد محمد غازي - القاهرة: مكتب الأيام، 1994

قضايا عربية في أدب غادة السمان / حنان عواد - بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر، 1989

أدب المرأة في الجزيرة العربية والخليج العربي / ليلى محمد صالح - الكويت: ذات السلاسل، 1987

صوت الأنثى: دراسات في الكتابة النسوية العربية / نازك الاعرجي – دمشق: الأهالي للتوزيع، 1997

الذات الأنثوية: من خلال شاعرات حداثيات في الخليج العربي / ظبية خميس – بيروت: دار المدى، 1997

المرأة في وجدان الشاعر العربي / السعيد محمود عبد الله – القاهرة: دار المعارف، 1995

المرأة في التراث العربي / زينة أحمد – بيروت: دار المناهل، 1997

نماذج المرأة: البطل في الرواية الفلسطينية / فيحاء قاسم عبد الهادي – مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1997

لمرأة في أدب توفيق الحكيم / الرشيد بوشعير – دمشق: الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، 1996

صورة الرجل في القصص النسائي / سوسن ناجي – القاهرة: وكالة الأهرام، 1995



المرأة والسياسة والتاريخ والمجتمع

المرأة الفلسطينية ومجالس الحكم المحلي: التنمية والانتخابات / نادر عزت سعيد - رام الله: طاقم شؤون المرأة، 1996

المرأة التحرر الإبداع / فاطمة سعيد - الدار البيضاء: نشر ألفنك، 1991

المرأة في التاريخ والمجتمع / بشرى قبيسي - بيروت: أمواج للنشر والتوزيع، 1995

المرأة العربية بين الواقع والتصور / دلال البزري وفاطمة الزهراء أزوريل - القاهرة: دار المرأة العربية للنشر، 199

الهوية والاختلاف في المرأة الكتابة والهامش / محمد نور الدين افايه - الدار البيضاء: أفريقيا الشرق، 1988

قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة / محمد الغزالي - القاهرة: دار الشروق، 1994

المرأة المصرية في عهد الفراعنة / سيد كريم - القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1994

_ النساء الفلسطينيات والانتخابات / نادر عزت سعيد – رام الله: مواطن، ‏1999‏

_ أهلية المرأة لتولي السلطة / محمد مهدي شمس الدين – بيروت: المؤسسة الدولية للدراسات والنشر، 1995

_ المرأة وقانون الانتخاب / حسين أبو رمان - الأردن: مركز الأردن الجديد للدراسات، 1996

_ المرأة وأسس الديمقراطية في الفكر الديمقراطي / رجا بهلول – رام الله: مواطن، 1998

_ المرأة والعمل السياسي رؤية إسلامية / هبة رؤوف عزت – فرجينيا: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1995

_ المرأة والتطور السياسي في الوطن العربي: دراسة تطبيقية لتحليل السياسة التشريعية في الخبرة العراقية / منال يونس عبد الرزاق الألوسي – العراق: دار الشؤون الثقافية العامة، 1989

_ الأنثى في الجيش المصري: دراسة عن دور المرأة في العسكرية المصرية الحديثة / فاطمة سيد أحمد – القاهرة: دار الخيال، 1997

_ ورشة عمل: التأريخ الشفوي السياسي للمرأة الفلسطينية / فيحاء قاسم عبد الهادي – رام الله: إدارة تخطيط وتطوير مشاركة المرأة، 1999

_ المرأة المصرية والحياة العامة / سعد الدين إبراهيم – القاهرة: دار الأمين للنشر والتوزيع، 1997

_ المرأة العربية في الدين والمجتمع: عرض تاريخي / حسين العودات – دمشق: الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، 1996

_ العمل الاجتماعي والمرأة: قراءة في الدراسات العربية واللبنانية / دلال البرزري وعزة بيضون – بيروت: دار الجديد، 1998

_ التغييرات الاجتماعية: المجتمع والمرأة / بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1993

_ زوجات السفراء في إيران / سنثا هلمز – بيروت: دار المروج للطباعة والنشر والتوزيع، 1996

_ المرأة العربية بين ثقل الواقع وتطلعات التحرر / مريم سليم وآخرون – بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، ‏1999‏

_ المرأة في خطاب الأزمة / نصر حامد أبو زيد – دار نصوص للنشر، 1994



المرأة في الإسلام

رفيدة أول ممرضة في الإسلام / احمد شوقي الفنجري - الكويت: دار القلم للنشر والتوزيع، 1986

المرأة والحياة الاجتماعية في الإسلام / تغريد بيضون - بيروت: دار النهضة العربية، 1985

حماية الإسلام للمرأة / محمدين سعد الشويعر - القاهرة: دار الصحوة، 1985

المنجيات والمهلكات للنساء / مجدي فتحي السيد - طنطا: دار الصحابة للتراث، 1991

قولي في المرأة ومقارنته بأقوال مقلدة للغرب / مصطفى صبري - بيروت: دار القادري، 1993

المتبرجات / الزهراء بنت عبد الله - القاهرة: مكتبة السند، 1989

حقوق المرأة في الزواج / محمد بن عمر الفراوي - القاهرة: دار الاعتصام، د.ت

هل يعز في ميزان المتيقنين نقصان عقل المرأة في الدين / حسن زكريا فليفل - الإسكندرية: مكتبة الإيمان، 1991

الاتجاه الإسلامي يقدم المرأة بين تقاليد الدين وتقاليد المجتمع / حسن الترابي - جدة: الدار السعودية، 1984

المرأة في عالمي العرب والإسلام / عمر رضا كرادة - بيروت: مؤسسة الرسالة، 1981

هموم المرأة المسلمة والداعية زينب الغزالي / ابن الهاشمي - القاهرة: دار الاعتصام، 1989

نساء المسلمين، حوار بين كاتبة تركية مسلمة وراهبة فرنسية .. / فاطمة عليه هانم - القاهرة: مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع، 1990

حقوق المرأة بين الإسلام والديانات الأخرى / محمود عبد الحميد محمد - القاهرة: مكتبة مدبولي، 1990

خلف الحجاب: موقف الجماعات الإسلامية من قضية المرأة / سناء المصري - القدس: سينا للنشر، 1989

المرأة في سوق النحاسة العالمي / محمد أحمد معبد القحطاني - جدة: مكتبة دار الوفاء، 1986

الوضع المتسامي للمرأة في الإسلام، الرد على كتاب الوضع المتدني للمرأة في الإسلام / شمس الدين الفاسي - القاهرة: دار مايو الوطنية، -199

المرأة الكردية في التاريخ الإسلامي: تراجم لأميرات كرديات / محمد خير رمضان يوسف - بيروت: دار القادري، 1992

فاطمة الزهراء والفاطميون / عباس محمود العقاد - القاهرة: دار الشعب، 1990

نظام تعدد الزوجات في الإسلام / كوثر كامل علي - القاهرة: دار الاعتصام، 1985

الإسلام والمرأة: واقع وآفاق / خديجة صبار - الدار البيضاء: أفريقيا الشرق، 1992

مكانة المرأة بين الإسلام والقوانين العالمية / سالم البهنساوي - الكويت: دار القلم للنشر والتوزيع، 1986

حق تصرف الزوجة في مالها: حق شرعي وقيود تشريعية / فريدة بناني - مراكش: دار تينمل، 1995

الجنس كهندسة اجتماعية بين النص والواقع / فاطمة المرنيسي - الدار البيضاء: نشر الفنك، 1987

امرأتنا في الشريعة والمجتمع / الطاهر حداد - تونس: الدار التونسية، 1992

السلطانات المنسيات: نساء رئيسات دولة في الإسلام / فاطمة المرنيسي - دمشق: دار الحصاد، 1994

حقوق المرأة بين الشرع الإسلامي والشرعية العالمية لحقوق الإنسان / بيروت: مؤسسة المعارف، 1992

تحرير المرأة في عصر الرسالة: دراسة عن المرأة جامعة لنصوص القرآن الكريم وصبحي البخاري ومسلم / الكويت: دار القلم للنشر والتوزيع، 1990

المرأة في ظل الإسلام / عبد الأمير منصور الجميري - بيروت: دار ومكتبة الهلال، 1986

الصحوة الإسلامية والمرأة: مناقشة نقدية لكتاب قالوا في المرأة ولم أقل المرأة الكويتية الى أين؟ / خليل حيدر علي - الكويت: 1989

معضلات ومشكلات تواجه المرأة المسلمة المعاصرة / دمشق: دار الألباب، 1986

ماذا عن المرأة؟ / نور الدين زعتر - دمشق: دار الفكر، 1992

تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام / أحمد عبد الوهاب - القاهرة: مكتبة وهبة، 1989

أخبار النساء / ابن قيم الجوزيه - بيروت: منشورات دار ومكتبة الحياة، د.ت

شهيدات النساء العربيات والمسلمات / محمد رفعت - بيروت: مؤسسة عز الدين، 1991

مختصرات كتاب عشرة النساء / الإمام أبى عبد الرحمن - دمشق: دار المأمون للتراث، 1993

الحريم السياسي: النبي والنساء / فاطمة المرنيسي - دمشق: دار الحصاد، 1993

المرأة في جميع الأديان والعصور / محمد عبد المقصود - القاهرة: مكتبة مدبولي، 1983

استقلال المرأة في الإسلام / الغزالي حرب - القاهرة: دار المستقبل العربي، د.ت

حقوق المرأة بين الإسلام والديانات الأخرى / عبد الحميد محمد إبراهيم - الكويت: دار النشر الكويتية، 1986

المرأة المسلمة في تونس: بين توجهات القرآن وواقع المجتمع التونسي / راشد الفنوشي - الكويت: دار القلم للنشر والتوزيع، 1993

الخوف من الحداثة في الإسلام والديمقراطية / فاطمة المرنيسي - سوريا: دار الباحث، 1994

المرأة في ظل الحضارة الغربية / محسن عبد الحميد - صوت الحق، -19

فتاوى النساء لشيخ الإسلام الإمام أحمد بن تيميه / أحمد السايح - القاهرة، دار الأديان للتراث، 1987

نساء ورجال: التغيير الصعب / فاطمة الزهراء أزوريل - المغرب: نشر الفتك، 1992

المرأة / عبد الحافظ محمد سلامة - عمان: دار الفكر للنشر والتوزيع، 1994

المرأة بين طغيان النظام الغربي ولطائف التشريع الرباني / محمد سعيد رمضان البوطي - دمشق: دار الفكر، 1996

المرأة بين الشريعة الإسلامية والحضارة الغربية / حيدر الدين خان - القاهرة: دار الصحوة للنشر والتوزيع، 1994

الإسلام والحجاب: بين عصر الحريم وتحديات الحضارة / خديجة صبار - أفريقيا الشرق، 1994

الرأي في المرأة ... والحرية... والتراث : حول حوار الدكتور البوطي والصحفي فياض / سليم الجابي - بيروت: دار الجيل، 1995

أضواء على الحريم السياسي / خيرية السقا - بيروت: دار الفكر المعاصر، 1997

دليل الهداة إلى اختيار شريكة الحياة ج 1 المرأة في الإسلام / محمد مناع الموسوي - بيروت: مؤسسة الانتشار العربي، 1997

العلاقات الزوجية والحياة الأسرية من منظور إسلامي / عبد الحميد محمد عبد الفرير - القاهرة: الآفاق العلمية، 1995

المرأة المسلمة في مواجهة التحديات المعاصرة / شذى الدركزلي - عمان: روائع مجدلاوي، 1997

حكم النساء فيما يطلعن عليه غالباً / محمد حسن - عمان: دار اليازوري العلمية، 1997

حكم استمتاع الزوج بزوجته الحائض والنفاس والمستحاضة في الشريعة الإسلامية / محمد حسن - عمان: دار اليازوري العلمية، 1997

المرأة وحقوقها في الإسلام / محمد محمد عبد الهادي لافي - غزة: 1998

الحقوق العامة للمرأة / صلاح عبد الغني محمد - القاهرة: مكتبة الدار العربية للكتاب، 1996

وسائل الإسلام في الحفاظ على كرامة المرأة / صلاح عبد الغني محمد - القاهرة: مكتبة الدار العربية للكتاب، 1998

الزواج والحياة الزوجية / صلاح عبد الغني محمد - القاهرة: مكتبة الدار العربية للكتاب، 1998

السفور والحجاب: محاضرات ومناظرات مرماها تحرير المرأة والتجدد الاجتماعي في العالم الإسلامي / نظيرة زين الدين - سوريا: دار المدى للثقافة والنشر، 1998

أحوال المرأة في الإسلام / منصور فهمي - ألمانيا، 1997

الفتاة والشيوخ / نظيرة زين الدين - سوريا: دار المدى للثقافة والنشر، 1998

الإسلام والمرأة في رأي الإمام محمد عبده / محمد عمارة – القاهرة: دار الرشاد، 1997

موسوعة المرأة المسلمة: المرأة بين العبادات والبدع والكبائر / صلاح عبد الغني محمد – القاهرة: مكتبة الدار العربية للكتاب، 1998

المرأة في الإسلام وفي الفكر الغربي / فؤاد حيدر – بيروت: دار الفكر العربي، 1992

دوائر الخوف: قراءة في خطاب المرأة / نصر حامد أبو زيد – بيروت: المركز الثقافي العربي، ‏1999‏

نظام الأسرة عند المسلمين والمسيحيين فقهاً وقضاء / مصطفى الرافعي – لبنان: الشركة العالمية للكتاب، 1990

النسائيات: مجموعة مقالات نشرت في الجريدة في موضوع المرأة المصرية / ملك حفني ناصيف – القاهرة: ملتقى المرأة والذاكرة، 1998

المرأة في منهج الإمام الغزالي / سعيد الحسيني – القاهرة: دار الرشاد، 1998

ما وراء الحجاب: ديناميكيا الذكر – المؤنث في المجتمع الإسلامي الحديث / فاطمة المرنيسي، ترجمة أحمد صالح – سوريا: دار حوران، 1997

أخوات الظل واليقين: إسلاميات بين الحداثة والتقليد / دلال البرزي، ترجمة حسن قبيسي – بيروت: دار النهار للنشر، 1996

حوارات في قضايا المرأة والتراث والحرية / نبيل فياض – سوريا: 1997

موسوعة الحضارة العربية الإسلامية المرأة والمؤسسات الاجتماعية في الحضارة العربية / سعيد عاشور تونس: دار المعارف للطباعة والنشر، 1994

واقع المرأة الحضاري في ظل الإسلام منذ البعثة النبوية حتى نهاية الخلافة الراشدية / أمنه فتت مسيكه - بيروت: الشركة العالمية للكتاب، 1996

قضاء وحكومة وجهاد المرأة: رسالة بديعة في تفسير آية الرجال قوامون … / محمد السيد الحسيني الطهراني – بيروت: دار الحمية البيضاء، 1993



المرأة وحقوق الإنسان

واقع ومفهوم النساء بالمغرب: بمناسبة خمسينية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان / المغرب – الجمعية المغربية للدفاع هن حقوق النساء، 1998

حقوق المرأة بين المواثيق الدولية وفكر الحركات الإسلامية / عمر القراي – مصر: مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان. د،ت

الوجيز في حقوق الإنسان وحرياته الإسلامية / غازي حسين صباريني – عمان، مكتبة دار الثقافة القانوني والاجتماعي



المرأة والإعلام والصحافة

الصحافة النسائية في اليمن بعد ثورة 36 أيلول عام 1963 / توفيق حسن آغا – دمشق: دار الثقافة العربية، 1997

صورة المرأة في الإعلام العربي / أديب حفنور – دمشق: المكتبة الإعلامية، 1997

الصحافة النسائية في الوطن العربي / إسماعيل إبراهيم – القاهرة: الدار الدولية للنشر والتوزيع، 1996

قراءة في الصحف المحلية حول الصورة النمطية للمرأة / رام الله: إدارة تخطيط وتطوير المرأة، 1997

صحفيات ثائرات / إسماعيل إبراهيم – القاهرة: الدار المصرية للبنانية، 1997



المرأة في السينما

المرأة في السينما المصرية / محمود قاسم – الجيزة: دار الأمين، 1998



المرأة والإعاقة

أضواء على حياة نساء معوقات في المجتمع الفلسطيني / إعداد منى عودة سالم وعفاف الحاج علي – بيرزيت: جامعة بيرزيت، 1992

نساء ذوات احتياجات خاصة: نحو حقوق متساوية وفرص متساوية رام الله: مؤسسة الحق، 1996

حقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقة / أنجيلا جاف – رام الله: مؤسسة الحق، 1995

المرأة والإعاقة: منظمة العمل الدولية/ ترجمة ذيب زبيدي – الرياض: المكتب الإقليمي للجنة الشرق الأوسط لشؤون المكفوفين، 1991



إصـــدارات - لبنان

السفير – 17/5/1999 : المرأة العربية بين ثقل الواقع وتطلعات التحرر

في إطار سلسلة كتب المستقبل العربي التي يصدرها مركز دراسات الوحدة العربية ، صدر هذا الكتاب . تشارك في فصوله كل من : مريم سليم ، دلال البزري ، فوزية أبو خالد ، عبد القادر عرابي ، باقر سلمان النجار ، موزة غباش ، هنري عزام ، ليلى عبد الوهاب ، فهمية شرف الدين ، هدى زريق ، شهيدة الباز وهالة مقصود

يعالج الكتاب الأوضاع الإجتماعية والقانونية الخاصة بالمرأة من حيث المكانة والدور والحقوق ، كما يناقش تأثير التيارات الدينية ، وكذلك الأعراف والتراث في دور المرأة في مجالات العمل والمجالات الإقتصادية والتنموية

في شهر 6/1999 صدر في بيروت كتاب بعنوان حقوق المرأة – الإتفاقيات الدولية والثقافة الشعبية

للمؤلفين : غسان خليل ووليد عبدو مضمون الكتاب يقسَّم الى أربعة أقسام

حقوق المرأة والإنسان

الحقوق المدنية والسياسية للمرأة

الحقوق الإقتصادية – الإجتماعية والثقافية للمرأة

الحقوق الأسرية للمرأة

صدر في شهر 9/1999 كتاب بعنوان "حرية المرأة في التشريع الإسلامي

قراءة جديدة للزواج والطلاق والبنوة للمؤلفة سامية عبد المولى الشعار عن دار الفلاح – بيروت

Post: #117
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 07-27-2004, 03:16 AM
Parent: #116



أبنــوسة


عبدالباسط مريود...كاتب قصة إلى لبشرى واالصادق الرضي ويحيى فضل الله وكبر


حورية مريس
(4 قراءة - (1) تعليق واحد

قصة ، من : ع. الباسط مريود


كانت مريس إبزيماً حصيناً تتمدد وادعة، يوشمها النهر بوشم الخلود
،
عند منتصفها تماماً شيئاً خلاسياً على جسد خداري, يمتد من سرتها حتى ما بين فخذيها، يجري بالحياة وتجري الحياة على ضفتيه, فيجُرى الحياة على مريس وهي {امرأة عارية تنام على سرير البرق في انتظار بعلها الإلهي الذي يزور في الظلام }1, وتبحث مريس عن الرضا والاستقرار لأهلها من الأشباح المقنعة وتجار العاج والريحان وصائدي التماسيح والطيور والوعلان ،وترتسم ظلال الغابات الاستوائية المتشابكة من الطلح والسدر والقرض والحراز وشماً على جسدها , ويتخذها الناس مقيلاً من الوهج الصيفي الحارق ،وهي متوتده في الأبنية الجصية والأكواخ في حيها الجنوبي الصعداني الممتد ملاحقاً تكاتف الأشجار الشوكية والأعشاب المملوءة بالغزلان وتيوسها الوعلية وحمير الوحش ، ويمتد أدغالاً وسهوباً تمرح فيها الأفيال والفهود ، وتتقاتل الضواري فتفر من حمي وطيسها الأرانب والقنافذ والسحالي والصبر، ويشاء الله أن يجعل حيها الشمالي أو السافل كما ينعته أهل الصعيد، مشاتل من أشجار النخيل تتزاحم مشرئبة تعانق السماء وتلاحق الأكسجين الجوي ، فيرجف سعفها متساقطاً سلال وقفاف وبروش مزركشة تتقنها نساء الحي الشمالي ، فتكون مصدرا للرزق وطاقة على الصبر والكفاف لأهل السافل الممتد إلى طرف الصحراء القاحلة برمالها الحارقة ، فتبترد سواقي ودساكر ورزق فياض لأهل مريس ، جالبي البخور والصندل من مشارف الهند ، يتهادون المسابح الكهرمانية والأباريق ومصالى جلد الجاموس ومراكيب جلد الأصلات والنمور والسكسك والخرز .
كان لمريس بجانب النهر كمصدر للرزق والسقيا، طاحونة تتوسط سوقها المرتحل وبائعون يفترشون الأرض يعرضون الحليب والصوف والخرز والسروج، وقليل من الثمار البقولية والرطب ، في يوم السوق تصطف النساء خارج الطاحونة بقففهن وسلالهن المزركشة صفاً في انتظار طحين الذرة والقمح .

حملت مويجات النهر عبق جسد حورية وهى تستحم عارية إلى كل الضفاف، فنـزت عطور صندل رسمت البشر على وجوه أهالي مريس ، وهم يفلحون الأرض ويرعون الأبقار على الأبسطة الخضراء ، تمرح فيها السحالي والثعابين ، فتقف على أذنابها وترهف أسماعها وتستطيل مناخيرها باحثة عن مرافئ تلك العطور، فيرتسم مهرجان من الأبقار والحمير والإبل والشياه خلفها القنافذ والكلاب، تلهث فتقف عند حافة النهر فتهب حورية واقفة تداري سوءتها وشعرها يتقطر بالماء ، وتضاريس جسدها الخداري ترتسم معالم للشبق والعشق ، فارعة في صدرها حقين أبنوسيين كثمار الباذنجان.

انطلقت غيمه هامية تحجب لسع أشعة الشمس الاستوائية عن جسد متموج بوجه قمري و أسنان كاللبن ، وعينان يومضان بريقاً أخاذاً عصى الإمساك كوهج الحرائق ،حورية تقف بين الموجة والغيمة على ضفة النهر ، شامخة عطبول ، طلعها هضيم يشرأب عطبولها إلى سماء بعيدة تراقب قبلة عناق باهت بين الأرض والسماء ، يتمدد جسدها [أدغالا ، سهوباً، تمرح الأفيال تسترخي التماسيح ، الطيور تهب مثل غمامة ، والنحل مروحة يغني وهو يعسل في تجاويف الجبال]1 فيصير جسدها اللدن كساءً على مريس ، يشده الأهالي الغلابة غطاءً لشتاءٍ طويل، ينصبونه خيمة ظل ظليل لصيفٍ كسولْ .

كانت حورية كلمة لضوء البوح، ومنالُُ عصي، غابة من اللهب تحصب الأماني بالوعود ، بلوراً تطمس العين رؤيته، يحرق عصب البصر ، تلمع كإشراقة الذهب، طلبها صبية السوق النائمون في المجاري ، ورجل القصر الفسيح ، والزارع وطالب العلم ، ولكنها تعلقت دثاراً بأزيز الطائرات ورزيز العربات، وضجيج الحافلات و غبار الراجلين ، ثم انبرت نغماً شجياً في المصانع والمزارع ، وطارت في فضاء مريس الفسيح وتعلقت بنجمة صباحها المنتظر ، فخرجت ألوف العيون ترغبها في عرشها البهي ، حتى أصاب تلك العيون الرمد ، ففاضت غذىً أخضراً لبنياً صديدياً {كانت تحجل في دائرة النار وترقص في الأجراس وفي الديباج ، وتفتح باب النهر}1 وتدعو أهالي مريس سافلا وصعيدا للاغتسال بماء الطهر والتزكية ، كانت تتحزم بالقرمصيص وشعرها جدائل مدهونة بالودك المعجون بالمحاريب ، وجسدها ينز بالكركار ودخان الطلح .

قوم مريس العادون كبكبوا على نهرها بوجوههم الشاحبة ، وحورية باخعة نفسها عليهم، حتى أتاها عجيباً مُقدماً ورث ملكاً بالياً من مصاهرة بعيدة لأهله لملوك النوبة ، وكانت أمه ميرماً متنفذة وسط قومها أورثته المهابة، استخار في سكناه صعيداً أم سافلاً ،فدخل خلوته ثم خرج فحمل ركوته وذهب إلى خلاء بعيد ، فاجتمع بالنبي الخضر عليه السلام وقال له :سكنك واهلك مريس ، فسافر فوجدها شجراً وعراً ، فتح له أهلها أبوابها وقالت هيت لك ، فبنى مسجداً بعض حجارته ناء بحملها العصبة من الرجال ، وصار له حيران شربوا من معينه فصاروا يحملون النار جمراً و لا تأكلهم، ويملئون عماماتهم جمراً ويضعونها على رؤوسهم و يرقصون بالسيوف والحراب في ساحة الذكر.

كان عجيباً لساناً وترجماناً ومربياً وملجأ للفقراء والمساكين ، كان يلبس قميص بصراوي أخضر وعلى رأسه طربوش أحمر ويتعمم بالشاش وينتعل الصرموجية ويتبخر بالعود الهندي، و أستقر في الحال حتى كان يقول في حسرة (ركبت المعلوف وحقبت السيوف ولبست المندوف وتركت دراعة الصوف)2 ، تقدم لخطبة حورية فاستجابت قبل أن يستشيرها أبوها دخل بها فتنزلت الأنوار بهارجاً عمت القرية، واحتفل أهلها أسابيع ، نحرت فيها الذبائح وهلل الجيران وكبروا وانتظمت القرية حلقات الأذكار فأسرجت تقابات الخلاوي، وكانت حورية تدنيه من قطافها حيناً بعد حين ، كانت بكراً عوان تشتعل رغبة ونضجاً ، يتدفق منها الشباب المتوثب ، أعطته غاية ما تملك وهبت له دنها يتقطر عسلاً، ولكنه انشغل عنها إلى وصية شيخه فبنى له قبة احتار في لونها وعلوها وأين يفتح بابها، ومن سيخلفه بعد مماته وسار إلى الملوك يفتي فيهم يحلل ما حرم ويحرم ما حلل فتزوج عليها أختها الصغرى وامتدت زيجاته إلى فوق الأربعة ، وغدا ملاماتياً فأنجذب وكان يرقص في ساحة الذكر ويعطي حيرانه الشبال ، حتى قيل جن فقال

قولوا لي مجنون ، لاقوني ناس مكنون، سقوني عسلاً مشنون)2 فتقطع نياط قلب حورية خيبة وأسى على الحظ المائل ، فسرحها بإحسان .

تداعى أهالي السافل والصعيد يطلبون ودها وبركة عجيب، فانبرى لهم درويشاً مربوع القامة ينتهي نسبه إلى السلالة الشريفة كما يدَّعي هو ، عمل تربالاً في الجروف وحمالاً للحطب ، ثم نجاراً يتكسب معاشه من صناعة القوارب الشراعية لصائدي الأسماك من النهر الذي يتوسط مريس حتى أجرى الله الدنانير على يديه فأتاه في منامه من يبشره بالمُلك ، أن تزوج حورية ، فسعى بماله وصرفه على أهلها ، كان الدرويش شغوفاً بالعلم ، تدرج مدارج العلم في مريس من سافلها إلى صعيدها دارساً مبادئ الفقه والقرآن واللغة العربية ، واشتد عوده في المعارف الشرعية والنقلية وقارع عجيب الحجج وكان يخاطب

):أعلم أرشدني الله وإياك إلى الصواب والعمل بالسنة والكتاب ، أنه لا أثر بعد عين ، لا ظن بعد يقين ، إنما التمسك بالآثار بعد خفاء الأعيان، وبالظنون عند قاطع البرهان، وبنا ظهرت العين و زال عن طلاب الضوالع البين ، وظهر خالص الدين}3 وبنى على أنقاضه الزائلة إلفا مع حورية فرأت فيه مشروع تعويضي عن خطرفات وخرافات عجيب.

فاض النهر وحوصر أهالي مريس في أكواخهم ، وخوت أعجاز النخيل، تقدم الدرويش و أم القوم ، فانتظمت صفوفهم ، توحدوا صعيداً سافلاً ، و قويت عزائمهم يتدافعون متراصين يزودون عن مريس، يشيدون المتاريس حاملين الطواري والقفف ، مشمرين عن سواعد الجد ، والماء كثيف عنيف، يدخل الحواري والقطاطي والدرادر الجصية، ثم تغلغل في العروق والشرايين إلى الروح، والدرويش متحزماً متلزماً آماً القوم، ولكن المتفيقهون يناوشونه من حين لآخر، وفي عز حمي الوطيس والاستنفار يكون لهم سباق للحمير ، تتساقط البيوت ويحمل الماء في رحلته الغالي والنفيس، حتى مات الدرويش واقفاً.

انتظرت حورية مريس سنيناً عددا ، تبدل وتعدل في خططها للهروب من الوحدانية ، وهي التي ألفت أن تطلب كما ألفت البوخ والكبريت ، وهي ضوء للبوح ، وغاية من العشق اللانهائي ، يتساقط الرجال دونها وهي فرحة تبرق ثناياها المفلوجات ، فتعشقها قادمٌ من وراء البحار حيث الحيتان و الأسماك تموت من شدة الصقيع ، بعيون خضراء كعيون هرة مخلوعة ، دخل مريس ذات يوم وهي ترفل في ثوب من الغبار والكتاحة وذرات الحصى كحجارة السجيل، أحرقت أوراق الأشجار وسعف النخيل والكل يبحث عن ملجأ ، وحورية استعصمت بدارها فدخل عليها ، بهرها بشعاع براق يلمع من العينين الخضراوين وهي امرأة خبرت الرجال كثيراً، عبرتهم سهولاً وفيافي ثم انهاراً ووديان، ارتسمت على محياها علامات الاحتشام والخجل ، والرجل بأرداف عارية بيضاء نحاسية محروقة وشارب طويل كث احمراً ، وغليون تتبدله يداه يمنه ويسري، آوته وأطعمته و عند انمحاق الغبار والكتاحه وموت الريح ذهبت به إلى الضرا وسلمته كبير القوم

:هذا الرجل أوقعته الريح فينا وهو غريب وانتم أولى به

أدار معهم حوار الطرشان فلم يفهموه، أقام لهم ورشه علمهم النجارة والحدادة

وأعمال الخزف من طين النهر ، فكانت له لمسات واضحة في مريس ،إذ حذق المباني والأزياء وهندس لهم البساتين والسواقي ، وكان يرمي من وراء جده واجتهاده اكتساب ودهم ليصل إلى حورية التي ما إن رآها حتى كاد أن ينتحر تحت مطر الدهشة بالصمت ، وتفجرت فيه كتب النصوص اللاهوتية ، وانتهت لذائد الرضي ونشوة الاستحواذ ، تنزلت كلمات هيامه حتى التصقت بأرض مريس

واحتدمت نار في جوفها، وانسلت إلى قلب حوريه رغبة في التداوي من سابق الجرح وعند سكونه بها كان يهرب من تحاريق الصحراء وجلافة القوم وبدائية حوريه في علاقتها الخاصة ، وكان ينشطها بطقوسه فيضع علي عنقها عقد من العقيق الأزرق فيضئ صدرها الباذنجاني ،ويغسل بشرتها السمراء بالنبيذ ثم يملأ غليونه بالتبغ والحشيش ،فتتحول غرفة النوم إلي ساحة لعربة اللذة فتعربد جيادها وتركض بهما وتلهث كأنما تطاردها الشياطين ، وكان اختلاط بشرته البيضاء النحاسية بتلك البشرة الباذنجانية لحورية فيصير الخليط كاكاو يا ،تغلغل إلى مسارب الأرض والسماء وقلوب الناس في مريس، فارتخت وتكسرت علي صفحة النهر ظلال النخيل ،واحترقت غابات الأبنوس ،وفرت الأيائل والفهود،ومات الحلم وظل الأشياء علي حافة الشعاع بغياب الشمس والأرض .


مونستر ألمانيا
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
1.د.محمد عبد الحي - حديقة الورد الأخيرة
2.محمد بن ضيف الله – الطبقات
3.الإمام محمد احمد المهدي – قول مأثور



Post: #119
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: samo
Date: 08-03-2004, 04:02 AM
Parent: #1

up

Post: #120
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 08-05-2004, 00:31 AM
Parent: #119


بحثت عن مقال أتزين به في يوم إحتفالية البورد بهذا العملاق علي المك "عليه رحمة الله" وكتبت ومسحت فقد تقاصرت كل دواليب اللغة التي إختزنتها عن أن تجود بكلمات أتزين بها، رغم الإعلان المبكر لهذا اليوم، ولكننا كأمة قد أدمنا أن نفاجأ حتى بالعيد وشهر رمضان، فكيف لا نفاجأ، بهذه الإحتفالية، لتخليد راحلنا الجميل علي المك
فعفوا إخوتي وعفوا أخواتي
فقد أتيتكم أتزين بما إستعرته من د.منصور خالد، وأنا واثقة بأن في هذا الحوار الذي ترفرف بين حروفه روح الراحل علي المك، وإن أتى ذكره مرة، ولكني قد شعرت أن كل حرف فيه هو لعلي أو عن علي، وعفوا لكم إن لم تروا ما رأيت.


================================================================
الدكتور منصور خالد يفتح صندوق الذكريات الخاصة والعامة:الفن الغنائي لعب دوراً لم تلعبه السياسة في توحيد السودانيين


حوار: كمال حسن بخيت






وفي الحلقة السادسة والأخيرة في الحوار مع الدكتور منصور خالد.. نحاول ان نسبر اغواره الخاصة كيف يرى مسيرة حياته وما هي اهتماماته الخاصة.. نبهنا رثاؤه للفنان الراحل خوجلي عثمان إلى الجانب الآخر من الدكتور.. هل يستمع للغناء؟ هل احب؟.. من هم اصدقاؤه واحباؤه الذين يصطفيهم؟ وما موقعه من الذين يحرمون فن الغناء والرقص؟.. وكيف ينظر إلى المرأة.


وفي ثنايا ردوده يقول: لو كان لي ان اعاود حياتي لحرصت ان اكون اقل اهتماماً بالسياسة ويضيف «ما اكثر الكبار من ورثاء المرضى منْ مَنْ لم ينعم الله عليهم بالستر من بهدلة الكبر» ويتحدث عن الغناء الراحل خوجلي عثمان فيقول انه كان يضفي على حياتي نضارة يتباهج نوارها.


ويقول الدكتور خالد للذين يمنعون الغناء «احرقوا ديوان العرب» ويتساءل مستنكراً من أين اتى هؤلاء بتلك الطهرانية.. والسودان يمارس فيه الرقص المشترك؟! ـ من منظورك النقدي الراهن. كيف تنظر إلى مسيرة طبيعة حياتك؟ ـ احسبها طبيعية. فكل مرحلة لها ظروفها وبواعثها. ولربما لو كان لي ان اعاود حياتي من جديد لحرصت على ان اكون اقل اهتماماً بالسياسة. لا سيما السياسة التي خبرتها في السودان.


خاصة في الحاضر اكثر منه في الماضي. فأهل الماضي مع كل نقدي الاسترجاعي لممارساتهم كان يردعهم خلق قويم حتى رحلوا عن الدنيا خفافاً. كما كانوا يتناءون عن ما يعيب. عن اولئك عبر الشيخ الصادق محمد احمد المرضي عندما شهد بعض صحبه يتساقطون في عهد عبود فقال قولة شهيرة: «الله يسترنا من بهدلة الكبر». وما اكثر الكبار من ورثاء المرضى الذين لم ينعم الله عليهم بالستر من «البهدلة» ومن بلغ من الكبر عتيا.. وما اكثر غيرهم من بلاطجة السياسة في احزاب اخرى لا يحسن الواحد منهم الا الشر. مثله مثل عمرو بن العاص في قول عبدالله بن عباس: «له يدان يد لاتنبسط بخير ويد لا تكف عن شر». هذا دون ان تكون لذلك الشرير بلاغة عمرو او دهاؤه إلا ان حسبنا «التشاطر البدائي» دهاء سياساً. هذا البعض يصدق عليه كثيراً قول الرئيس ريغان «السياسة هي ثاني اقدم مهنة في التاريخ» ومن تجربتي الخاصة بين المهنة الاولى والمهنة الثانية وجه شبه كبير.


ـ كان أمراً ملفتاً عندما كتبت عن الفنان الراحل خوجلي عثمان.. ابان ان لك علاقة وثيقة بمحيط الفن والفنانين.. كيف تنظر الى موقع الفن ودوره في الحياة؟


ـ صحيح.. كتابتي عن خوجلي كانت تعبيراً عن الحزن على فقد صديق وديع بأسلوب جائر وهمجي، كما هو تعبير عن مرارة احسست بها من الانحدار الفكري الذي يقود له الهوس، خوجلي واحد من اهل كانوا ـ ومازال بعضهم ـ يضفون على حياتي نضارة يتباهج نوارها اما اكثرهم قرباً لي فكان ابو داوود ورفيقه برعي دفع الله وخله الوفي علي المك.. الفن الغنائي ـ كما قلت واقول ـ لعب دوراً في توحيد اهل السودان لم تلعبه السياسة، والفن وحد الوجدان، والسياسة ـ كما عرفناها ـ عملت على انشطاره. رويت من قبل قصة الحارس الذي يرافق قرنق، فتى من بور لا احسبه قد زار الخرطوم، كان يجلس في ركنه القصي يستمع لأغنية شدت انتباهي، فسألته من اي مكان الفنان؟


قال: حيدر بورتسودان، قلت لنفسي: فوق كل ذي علم عليم، فما عرفت قبلها ان بورتسودان قد انجبت لها حيدراً. فهذا الفتى نموذج لكثير غيره في الشرق والغرب والجنوب وحد الغناء وجدانهم.. الغناء السوداني، لا الغناء العربي أو الافريقي.


ـ ما هو رأيك في المواقف التي تعارض الفن، وتعمل على قمعه خاصة فني الغناء والرقص في السودان؟


ـ سؤالك هذا يعود بي إلى ما كتبت في رثاء خوجلي، بل رثاء الغناء السوداني كله بعد ما اصابه على يد مهووسين سعوا لتمزيق اوصاله باسم الفضيلة والطهرانية، لهؤلاء قلت احرقوا ديوان العرب كله بما فيه من خمريات، اذ لم يبلغ أي واحد من شعراء الغناء السوداني في تشبيهه وخمرياته ما بلغه امرؤ القيس وابو نواس وبشار، وحتى ما يسمونه الرقص المختلط لا يسميه هكذا إلا اصحاب العقول المخلاطة، اسمه الرقص المشترك، ففكرة الاختلاط تعكس النظرة الدونية للمرأة. عند هؤلاء، الرجل له المقام الأول حتى وان كان تيساً اقم «أي بدون قرون» والمرأة دونه حتى وان كانت في أدب مي زيادة وفدوى طوقان، تلك وايم الحق قسمة ضيزي.


أسأل من اين أتى هؤلاء بتلك الطهرانية؟.. أمِنْ السودان الذي يمارس فيه الرقص المشترك النوبيون والمسيرية والشايقية في الشمال كما الزاندي والدينكا والاشولي في الجنوب؟ أو أتوا به من المواريث العربية ـ الاسلامية القصية وهي التي عرفت القيان كما عرفت الحرائر اللائي امتهن بعضهن البروز للرجال لمطارحتهم في الشعر مثل سكينة بت الحسين بن علي، او الغناء مثل عبلة بنت الخليفة المهدي العباسي، «عباسيو» السودان يريدون ان يكونوا اكثر هاشمية من حفيدة علي، واكثر عباسية من حفيدة الحبر عبدالله بن عباس.


هذا طموح غريب وعملاق، وكلما امعنت النظر في مثل هذه الممارسات اقتنعت بأن اخوتنا هؤلاء لا يريدون للسودان بعد خمسة عشر قرناً من الهجرة إلا ان تحكمه قريش كما قلت، هذا طموح آخر لم يذهب إليه عجيب المانجلك أو عدلان الأحمر وكان السودان في عهدهما حديث عهد بالاسلام، من حقنا بالطبع ان نفاخر بالماضي التليد وان نستلهم منه العبر والدروس على ان نستذكر أيضاً ان ذلك الماضي كان مدركاً لواقعه ولهذا كان اكثر ثباتاً في اطاره التاريخي، وإذ نجيء اليوم لنمزق اوصال ذلك الماضي وننتقي منه ما نشاء لنفرضه على واقع غير واقعه ننتهي لا محالة إلى مسخ الماضي التليد إلى حاضر بليد.


ـ للمفكرين والساسة خاصة يدور الكثير من القيل والقال.. بعضهم يحيطها بسياج وبعضهم يكشفها، بل يكتبها وينشرها للناس.. حياتك الخاصة هل يمكن ان تكون موضوعاً في كتاب.. ثم لماذا يكون الحب والموسيقى والغناء ـ عادة ـ من اعمدة تلك الحياة.. ما موقع الحب في حياتك؟ هل احببت أو انجرحت؟ وهل ثمة فرق بين الحب في الخرطوم.. وفي بلاد بره؟


ـ بالطبع لكل منا حياته الخاصة التي لا يشاركه فيها إلا من يريد لهم أو لهن ان يشاركوه، وبالتالي لا يمكن ان تكون موضوعاً يجلى على عامة الناس. ولعل هذا ـ بجانب خشية الزهو ـ هو الذي يحملني على عدم الانصياع لمن يدعوني لتسجيل سيرة ذاتية.لو فعلت لقادتني الأمانة الفكرية لأن اقول ما لا اريد قوله لعامة الناس، أولاً لأنه لا يعنيهم، وثانياً لأنه يتناول اخرين ربما لا يريدون لشئونهم ان تكون مضغة في الافواه، قرأت الكثير من السير الذاتية وراعتني في بعضها صراحة كتابها، مثل الشيخ بابكر بدري الذي اورد ادق اسرار اسرته في مذكراته، وسعد زغلول الذي لم يستنكف الحديث عن ولعه بالمقامرة، وعن مجالس القمار التي كان يرتاد.


هذا كان من أمر الشأن الخاص، اما في العام فأنا متضامن مع نفسي، ولا ازدواج في شخصيتي، هناك درس تعلمته من الاستاذ محمود محمد طه، وكنت اسعى اليه دوماً للحوار معه حول بعض ارائه في القضايا العامة، سألته يوماً عن اسس اصطفائه للأخ الجمهوري قال: «ان يكون متمكناً من مهنته لأن الذي لا يفلح في مهنته لن يفلح في اقناع الآخرين بأي شيء آخر، وان يجيد التعبير عن نفسه ويملك القدرة على ضبط النفس وحسن الاستماع للآخر، لا يستفز ولا يُستفز، أهم من هذا أن لا يفعل في السر ما يستحي من فعله في العلانية، هذا ما أعنيه بالصدق مع النفس والطمأنينة الداخلية.


اقترب من سؤالك عن الحب بجانب الغناء والموسيقى، ثم سؤالك هل احببت؟ السؤال الأخير من نوع الاسئلة التي يوجهها الصحافيون لراغب علامة وديانا حداد فلتتجه به لهما أو لأضرابهما.. دعني اتناول الأمر تناولاً فلسفياً، القيم المطلقة عن الفلاسفة الاغريق.. ثلاث: الحق والخير والجمال، والجمال هو الصفة المائزة بين المخلوقات، يلحظها المرء فتبعث في نفسه الرضا والبهجة، ولعل هذا يكون اكثر ما يكون في الطبيعة والمرأة، ووحدهما اللتان يلجأ اليهما الانسان هروباً من تعب الحياة، انا اهوى الطبيعة بتنوعها البيولوجي الخلاق، واهوى النبات بصورة خاصة، ولهذا احيط به نفسي في الدار والمكتب، النبات هو المخلوق الوحيد غير الجاحد، يعطيك بقدر ما تعطيه بل اكثر مما تعطيه، ليس هذا هو حال الحيوان، فقد يعضك كلب، وليس هو حال الانسان ـ بل اكون اكثر صدقاً لو قلت الرجال بعض هؤلاء أفضل منهم بكثير الكلاب ـ وللامام الطبراني صاحب الكبير والاوسط في هذا المقال: «ان الناس مسخوا خنازير فمن وجد كلباً فليتمسك به».


اني أرى المرأة اكثر تعبيراً عن انسانية الانسان، لأن الانسان يخرج منها ولهذا فهي اكثر التصاقاً به، وتقديراً له وتعبيراً عنه. لن اتركك دون حديث عن الحب. الحب عندما ينبثق لا يخضع للتنظير رغم كل سياحتي الفكرية هذه عنه قالت عبلة بنت الخليفة المهدي، وهي التي خبرت الحب وتغنت به: ليس امر الهوى بخطب يسير لا ينبيك عنه مثل خبير انما الأمر في الهوى خطرات محدثات الأمور بعد الامور ثم نتساءل عن جراح القلب، وصورته في الأغنية السودانية وعن الحب «في بلاد بره» الحب لا وطن له، فالناس في هذا سواء، أما الجراح ـ كانت عند المحدثين مثل قولهم «تجربتي ليه وأنا كلي جراح»، أو من سبقهم مثل قول القائل «غوّر ياجرح» ـ فتلك صورة خاطئة ولعل لديوان العرب أثر فيها، فسهام الحب حميمة تخز ولا تؤذي، لأن الوخز طعن غير نافذ

Post: #121
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 08-10-2004, 01:29 AM
Parent: #120



شيرين عبادي تفوز بجائزة نوبل للسلام


أعلن اليوم الجمعة فوز المدافعة عن حقوق الإنسان في إيران المحامية
شيرين عبادي بجائزة نوبل للسلام




Moments after learning Friday that Shirin Ebadi was awarded the Nobel Peace Prize, the mother of the Iranian human rights lawyer prayed to Allah. Ebadi's husband, too, gave thanks for what may lie ahead.

"The reform movement is reborn," said Javad Tavassolian, the husband of Ebadi, the first Iranian and first Muslim woman to win the peace prize.

Ebadi - who also is Iran's first female judge - was hailed around the world as a courageous champion of political freedom after the Norwegian Nobel Committee honored her for promoting peaceful and democratic solutions in the struggle for human rights.

The prize, announced Friday in Oslo, Norway, also gave hope to the dispirited reformers challenging Iran's ruling clerics that the 56-year-old lawyer's newfound clout and international stature may breathe life into their tired ranks.


(AP) Iranian lawyer and activist Shirin Ebadi, smiles as she gets a bouquet of flowers prior a press conference in Paris, Friday, Oct. 10, 2003. Ebadi has been awarded on Friday the 2003 Nobel Peace Prize for her focus on human rights, especially on the struggle for the rights of women and children. (AP Photo/Francois Mori)
Full Image

"This prize doesn't belong to me only. It belongs to all people who work for human rights and democracy in Iran," Ebadi said in Paris, where she was attending a conference.

Ebadi, who was jailed for three weeks in 2000, has been a forceful advocate for women, children and those on the margins of society.

"As a lawyer, judge, lecturer, writer and activist, she has spoken out clearly and strongly in her country, Iran, far beyond its borders," the Nobel committee said in its citation.

Reformers in Iran may now expect even more: a firebrand willing to directly battle the powerful theocracy in the model of other history-shaping Nobel laureates such as Nelson Mandela and Lech Walesa.

"She is an international figure now," said Isa Saharqis, a prominent reformer and editor of the monthly political journal, Aftab, or Sun. "The conservatives cannot close their eyes to this."


(AP) Iranian lawyer and activist Shirin Ebadi, right, smiles as she gets a bouquet of flowers prior a press conference in Paris, Friday, Oct. 10, 2003. Ebadi has been awarded on Friday the 2003 Nobel Peace Prize for her focus on human rights, especially on the struggle for the rights of women and children. Behind is Antoine Bernard, executive directorof the International Federation for Human Rights. (AP Photo/Francois Mori)
Full Image

Iranian state media waited hours to report the Nobel committee's decision - and then only as the last item on the radio news update.

It was not until late Friday that Iran issued an official statement, with government spokesman Abdollah Ramezanzadeh congratulating Ebadi for her prize.

"We hope more attention will be paid to the opinions of Mrs. Ebadi both inside and outside Iran more than before," he said.

"In the name of the government of the Islamic Republic of Iran, I congratulate Mrs. Ebadi and all Iranian Muslim women," Ramezanzadeh told The Associated Press.

"We are happy that a Muslim Iranian woman has behaved, using the capabilities of the country in the fields of defending human rights, especially the rights of children and women, in a way that is appreciated by the peace-loving bodies around the world."


(AP) Iranian lawyer and activist Shirin Ebadi, gestures during a press conference in Paris, Friday, Oct. 10, 2003. Ebadi has been awarded on Friday the 2003 Nobel Peace Prize for her focus on human rights, especially on the struggle for the rights of women and children. (AP Photo/Francois Mori)
Full Image

Ramezanzadeh said the government is expected to send a top official to attend Ebadi's welcoming ceremony in Tehran on Tuesday.

At Ebadi's home, her family watched updates on international broadcasts via a satellite dish - technically illegal but recently tolerated as conservatives try to soften opposition.

Ebadi's 79-year-old mother, Minu Yamini, said the Nobel announcement was just the third time she cried for her daughter. The first was her university graduation; the second was when she was jailed.

Ebadi, who is often sharply criticized by Iran's hard-liners and conservative clerics, was convicted in a closed trial three years ago of slandering government officials. She was given a suspended sentence following her three weeks in jail.

At her news conference in Paris, Ebadi said Iran's most pressing human rights crisis is the lack of free speech, and she urged the government to immediately release prisoners jailed for expressing their opinions.

"There is no difference between Islam and human rights," said Ebadi, who was not wearing the Islamic head covering required for women in Iran.

"Therefore, the religious ones should also welcome this award," she added. "The prize means you can be a Muslim and at the same time have human rights."

Iran's reformist president, Mohammad Khatami, has often said the same in his vision of "Islamic democracy." But Khatami has been discredited in the eyes of many mainstream reformers for his unwillingness to press for rapid change. More radical activists are also disheartened by the failure of street protests, including a violent but short-lived confrontation with authorities in June.

Now, reformers appear ready to look for direction and unity from Ebadi, who is scheduled to return to Iran on Tuesday. One of the first tests could be February parliamentary elections, which many reformers have suggested they would shun as a show of frustration.

"Today is a happy day in Iranian history," said Saeed Pourazizi, a close ally of Khatami. "I don't hide my deep feelings of happiness."

The National Council of Resistance of Iran, a Paris-based group opposing the clerical establishment, called the Nobel award "an act against the religious fascism ruling Iran."

Although Iranian women serve in parliament and have far fewer limits than in other Middle Eastern nations such as Saudi Arabia, laws still impose some definite boundaries. An Iranian woman needs her husband's permission to work or travel abroad, and a man's court testimony is considered twice as important as that of a woman.

"The prize is an outcome of her relentless fight against inequality," said Azam Taleqani, leader of a women's rights group.

Ebadi served as Iran's first female judge in the waning years of the Western-backed monarchy, which was toppled by the Islamic Revolution of 1979, when she was forced to resign.

She turned her law office into a base for rights crusades and assaults on the establishment on issues such a persecution of dissidents and now-rare punishments such as stoning and flogging for social offenses.

She has taken cases dealing with domestic abuse and the rights of street children. Her writings have touched on rights for refugees, women and child laborers.

Last year's Nobel Peace Prize winner, former President Jimmy Carter, called Ebadi's work "an inspiration to people in Iran and around the world."

U.N. Secretary-General Kofi Annan said the award underscores "the importance of expanding human rights throughout the world."

White House spokesman Scott McClellan called her "a lifetime champion of the cause of human dignity and democracy."

This year's prize is worth $1.3 million. Speculation on winners this year had centered on former Czech President Vaclav Havel and Pope John Paul II.

Ebadi is the third Muslim to win. Yasser Arafat took the prize in 1994, sharing it with then-Israeli Foreign Minister Shimon Peres and Prime Minister Yitzhak Rabin. In 1978, Egyptian President Anwar Sadat shared the award with Israeli Prime Minister Menachem Begin for jointly negotiating peace between the two countries. Rabin and Sadat were assassinated after winning their prizes.

The Nobel Peace Prize will be presented in Oslo on Dec. 10, the anniversary of Nobel's death. The other prizes will be given that day in the Swedish capital, Stockholm.

---

Post: #122
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 08-21-2004, 01:39 AM
Parent: #121



ابنـــــوسة


جاء في الأنباء نعى الحس الصحفى ....مقال جميل للزميل إبراهيم بخيت


جاء في الأنباء نعى الحس الصحفى

ابراهيم بخيت [email protected]

جاء في الأنباء القادمة من السودان أن السلطات الأمنية وضعت يدها علي مخطط تخريبي ورصدت عدداً من الاجتماعات عقدتها المجموعة المسؤولة عن المخطط في كل من الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان وألقت القبض علي المتورطين وقدمتهم للمحاكمة.. ووجهت إليهم تهمة ممارسة أنشطة معادية للنظام والتخطيط لأعمال إرهابية وقد تجاهلت الأجهزة الإعلامية هذا الخبر المثير إعلامياً والمهدد للاستقرار والأمن الوطني علي وجه التحديد ، عوضاً عن أنه كما جاء في الأنباء أنه معادٍ للنظام !؟ وقد لفت هذا التجاهل نظر الأستاذ الموقر الفاتح التجاني الوكيل السابق لوزارة الثقافة والإعلام السودانية والإعلامي الصحفي العلم علي صفحات الصحف العربية وأجهزة إعلامها. تناول بحسه النافذ المرهف هذه القضية التي تجاهلتها أجهزة الإعلام السودانية، إما لعدم تقييمها التقييم الدقيق وإدراك ما وراءها، أو بغرض تجاهلها استناداً إلي حسابات خاطئة علّ مصدرها يكون أجهزة الأمن نفسها ، تلك الأجهزة التي جثمت علي صدور الصحفيين ومازالت حتي الآن حتي حرمتهم من استخدام الكلمات والعبارات الدالة.. وصار الصحفي يفر من الكتابة عن بعض الأحداث والمؤسسات والأشخاص كما يفر من المجزوم ، خوفاً من خدش صاحبة العفاف والصون المصلحة العامة والأمن القومي أو خوفاً من بطش الباطشين . لكنه لم يشر إلي أي من الأعذار التي منعت هذه الأجهزة من الغوص عميقاً في حيثيات هذه القضية رغماً عن خطورتها حسب ما يري.

الصحفيون والإعلاميون في السودان وطيلة عمر الانقاذ قد تشبعوا حتي التخمة بالمعارف عن السلاح والأسلحة وعن القتل والموت الطبيعي والجزافي. وتعدلت عندهم المفردات واختفت قواميس الحب والمحبة والود والوداد وتعودت آذانهم علي أصوات الدانات والمدافع إن لم تكن في ساحات المعركة الحقيقية فهي تلحقهم في ساحات الفداء التلفزيوني وحفظوا حتي التشبع جلالات الحرب والأهازيج والأناشيد الداعية إلي الموت والقتل منذ (أنا ماشي نيالا أو أو) وحتي (فلترق منا الدماء أو ترق منهم دماء أو ترق كل الدماء) كما تعودت أقلامهم أن تجري لوحدها علي الورق فتغير الأتراح إلي أعراس وتتقن تبديل الأفراح إلي أتراح عند الآخرين. وهكذا صيغ العقل الصحفي والإعلامي وسيق، منذ ظهور الانقاذ التي نفخت الرماد عن سياسة الإعلام النميرية وزادت عليها توجهاً حضارياً ضارباً حتي النخاع في ثوابت الأمة. كيف والحال ذلك أستاذي وتسأل عن الكلاشنكوف والقنابل والدوشكا والعلامات والرتب العسكرية وهي تزاحمك في الطريق وفي المواصلات العامة وحتي في المساجد.وانت فى تطوافك حول العالم هل لمحت عيناك مسرحا تحيطه الدشم والمتاريس العسكرية وتجثم على بواباته الدبابات والعربات المدرعة ؟ وتسأل عن الحس الصحفى !(الخرطوم عاصمة للثقافة العربية عام 2005) ألم تسمع استاذى برجال الاعلام الذين اجبروا على ترك القلم و المايكرفون والكاميرا وتدرعوا الكلاشنكوف يطوفون به فى الاستديوهات وغرف المونتاج زوتسأل اين الحس الصحفى !؟ ألم تسمع أستاذي بأطفال المدارس في كسلا الذين يلعبون بالقرنيت داخل الفصول فيقتلون ويقتلون ؟ وتسأل عن الحس الصحفي الذي يستشعر الإثارة من تجارة السلاح ومهددات الأمن الوطني وطبيعة التنظيمات الأجنبية التي تشارك في هذا الفعل. والحس الصحفي قد طاف عليه طائف من خوف أو بوار أو خمول أو اعتياديه ، فسنوات الانقاذ حفلت بمثل هذه التنظيمات المعادية المصنوعة كما حفلت بالتنظيمات المحلية المعروفة والمدججة حتي الحشاشة بأحدث الأسلحة و الأجهزة الالكترونية والتي تعمل لصالحها ولصالح الدولة ولصالح الأفراد ولصالح الأحزاب ولصالح الملل والنحل والقبائل والطوائف والمليشيات المنفلتة عن سيطرة الحكومة أو المدفوعة بإيعاز من الحكومة لتكفير الناس واصدار الأحكام بالردة والقتل، وتلك التي تتحرش بالعباد وتحاول هدم الأضرحة ومقابر أولياء الله الصالحين وكلها تنظيمات نمت وربت واشتد عودها في العقد الأخير من القرن الماضي. هذا هو الواقع استاذي والخطر الكامن الذي ينتظر السلام حين تحل الديمقراطية والشفافية مكان العتمة الإعلامية وتنعتق الأقلام من أغلالها وترفد الصحف بدماء جديدة وعقول حرة وتتغير الأيديولوجية الأمنية والاعلامية لتعمل علي صيانة الوطن أولاً حتي تصون النظام تبعاً لذلك.

صحفى الراية القطرية

Post: #123
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 08-21-2004, 11:57 PM
Parent: #122


أبنــــــوسة

دقيقة حداد على الكاتب الأسطوري محمد شكري....وحوار الأديب يوسف القعيد معه

فجعت أمس السبت الأوساط الأدبية برحيل الكاتب المغربي محمد شكري، صاحب الروايات الأكثر ضجة في تاريخ الرواية العربية (الخبز الحافي والشطار) والتي أورد فيها سيرته الذاتية بكثير من الجرأة والصراحة المتناهية، متجاوزا فيها كل التابوهات.

أسعدني الحظ بقراءة أربعة من رواياته الخبز الحافي والشطار وغواية الشحرور الأبيض ، وجوه
وله عدد من الروايات الأخرى التي لم أسعد بقراءتها أو حتى القراءة عنها كالخيمة والسوق الداخلي ومجنون الوردودراساته بولز وعزلة طنجة و(جان جينية في طنجة وتينسي وليمز في طنجة)

=====================================================================================
بعض ما كتب عن رواية الخبز الحافييطالع القارئ من خلال هذه الرواية سيرة الروائي الذاتية فقد أفصح عما لا يمكن أن يقال.. عن خفايا إنسانية لا يفصح عنها تبقى قيد الكتمان.

أتت الرواية لتحكي مأساة إنسان أبت ظروفه إلا أن يبقى في ظلمات الجهالة حتى العشرين من عمره فكانت حداثته انجرافاً في عالم البؤس حيث العنف وحده قوت المبعدين اليومي. لقد أتى النص مؤثراً حتى أن هذا العمل احتل موقعاً متميزاً في الأدب العالمي . وليس صدفة أن نشر بلغات أوروبية كثيرة قبل نشره بلغته العربية
=============================================================================================
وما كتب عن روايته الشطار

محمد شكري قلب غارق في الأحزان، وقلم سيّال غذته خيالات الهروب عبر الكلمات، وهو لا يحتاج إلى فن كثير ليحول بثه مشاهد وسيرته رواية، ذاك أنه، وهذه مفرداته، لا يرى الكتابة تنسيقاً وتأليفاً بل شهادة. وهو في روايته هذه وكما في روايته السابقة "الخبز الحافي" هو يستعيض بقوة الحياة من التفنن في الكتابة، وهذا لا يحصل إلا لمن كان مثل محمد شكري، غامضاً في الحياة، متوزعاً فيها، لكن في الوقت نفسه، يراقبها بعين خفية ساخطة.
===============================================================
شكري:
أنا الآن رجل مطارد بشهرتي حتى الازعاج
حاوره يوسف القعيد (كاتب وروائي من مصر)
--------------------------------------------------------------------------------
صوت نداء طنجة اسطوري ويجلب لها الناس مثل ساحرة عوليس. محمد برادة أول من شجعني. أخطأ الطاهر بن جلون في حقي عندما قال أن الخبز الحافي أمليتها على بول بولز وكفر عن خطيئته بترجمتها للفرنسية.
الرجل قبل حديثه..
- محمد شكري قبل أن نصل الى ما يقوله..
- ومحمد شكري يجلس معي تسبقه شهرته.. التي تولد حالة من الفضول إزاءه.

- وهو مثل الكتاب في العالم الثالث بسيط غسل نفسه من الغرور الذي يلازم بعض الكتاب. كان يرتدي بدلة بيضاء. وقميصا أبيض. وشعر رأسه أبيض. وعندما كتب اهداء لي على أحد كتبه. كتبه بقلم حبر أنيق. ولكنه وضع النظارة على عينيه قبل أن يكتب الاهداء الذي لم يخرج عن كلمات قليلة.

- قصة الوصول الى شكري في طنجة طويلة. ولكن لم يساعدني فيها كاتب مغربي واحد. والذين ساعدوني اما كتابا عربا مثل حسونة المصباحي. أو مواطنين مقاربة عاديين من أبناء طنجة.

- هذا ليس حديثا بقدر ما هو طرقات على الباب الذي يقود الى عالمه الداخلي. أو مصافحة أولى مع كاتب عرفناه قبل أن نعرفه. وقرأنا له قبل التلاقي معه.

- كان من حسن حظي أن اللقاء أصبح لقاء عريقا لقاء مع مدينته. ولقاء معه. فقد وصلت الى طنجة. وتجولت فيها. وجلست على مقاهيها ومطاعمها قبل أن ألقى شكري، ابن طنجة وكاتبها ومبدعها. وان هذا الحديث جرى في طنجة. كانت المدينة حول قصاصها. وكان الروائي في قلب المدينة حتى ونحن نجري هذا الحوار.

- أجريناه على حافة حمام سباحة. كان الوقت صباحا. ولم يستطع شكري الكلام الا بعد أن شرب زجاجة البيرة الأول. كما لو كانت قهوة الصباح الباكر. ومع الزجاجات الثانية والثالثة والرابعة بدأ يتجل في الحديث. - كل الذين مروا علينا من العاملين في الفندق صافحوه ورحبوا به.

والمدير انفعل وقرر أن تكون زجاجة البيرة الأول فقط هدية من الفندق. وتذكرت في هذه اللحظة أن صاحب نصف الفندق يهودي. أما صاحب النصف الثاني من الفندق الذي اشتراه حديثا فهو مسلم. وإن كان المالك عموما مازال يهوديا.

- لفت نظري ولاحظت أن شكري لم تلفت نظره طوال اجراء الحديث عرايا حمام سباحة الفندق. اللاتي كن حولنا.

- كان يتكلم بعربية سليمة، نطقها واضح وشكلها شديد الوضوح.. وأن معرفته بالتراث العربي لا بأس بها. وان كانت بعض التعبيرات يتوقف أمامها، وعندما يعجز عن العثور عليها. كان يفضل استخدام كلمات فرنسية أو اسبانية لحين الوصول اليها..

- ذلك هو محمد شكري صاحب الخبز الحال. والشطار أو زمن الأخطاء. والسوق الداخل وجان جينيه في طنجه. وتنس وليامز في طنجة. وبول بولز وعزلة طنجة.

وهذا هو حديثه..

* ما هو الجديد عندك؟!

- لي في المطبعة في الدار البيضاء كتاب فيه عدة أشياء أدبية. أنا لا يخضع لنهج أكاديمي في كتابة السيرة لقد كتبته عبارة عن سيرة لكاتب أمريكي معروف نوعا ما في العالم العربي.. وان كان معروفا أكثر في المغرب. لكنه بصفة عامة معروف بالسماع أكثر مما هو معروف بالقراءة. بمعنى أخر أن هناك قراء يقرأ ون عنه في مجلات وجرائد. ولكن القليل منهم الذين قرأوا كتبه.

والكتاب الجديد فيه شيء من سيرتي الذاتية وجزء من سيرة مدينتي. "يقصد مدينة طنجة" طنجة أمس. طنجة اليوم. وكما قلت فإن هذا الكتاب لم يكتب بطريقة أكاديمية. ليس هناك منهاج أكاديمي. ثمة سيرة عن الكاتب الامريكي بول بولز وزوجته جين بولز أولين من أوروبا نسبة الى عائلتها وجيله. أو إن شئت الدقة وجيلهما. إن الكتاب يقع في 170 صفحة.

* فيم يختلف هذا الكتاب عن كتابيك اللذين كتبتهما عن جان جينيه في طنجة وتنس وليامز في طنجة؟

- الكتابان السابقان هما عبارة عن مذكرات يومية ولم أتطرق الى تحليل كتبهما، اعتمدت فقط على ما كنت أدونه يوميا أثناء حواراتنا.

إن ذلك عكس كتابي عن بول بولز في هذا الكتاب تحليل لأعماله. وأيضا هناك رد على بعض أقواله التي قالها ضد العرب. فقد كان يشتم العرب كثيرا.

* ماذا كان يقول عن العرب؟

- من بين شتائمه الكبرى التي كان يقولها عن العرب. خاصة المغاربة. المغاربة الذين كان يقيم بينهم، إنه يقول دائما إن المغاربة لا يحبونني ولا يحبون اقامتي بينهم منذ أكثر من ستين سنة. واذا كان المغاربة لا يحبونه. فإنه هو أيضا لا يحبهم واذا هو لم يبذل جهدا لمحبتهم فكيف يتكرمون هم باستضافته وتكريمه الى غير ذلك.

هناك إذن. في هذا الكتاب رد اعتبار للمغاربة والعرب في مواجهة ما قاله بول بولز عنهم. وهذه الردود عليه. اعتمد فيها على مبدئيات وليست من عندياتي، وليست أيضا فقه من شهادات الذين عاشروه أو الذين كلموه. لا. هناك مرجعيات هناك قصصه ورواياته وهي تشهد على ما أقول وما أرد به عليه.

* هل كتابك اذن عن بول بولز كتاب انتقامي؟!

- لا. من الصعب القول عنه أنه كتاب انتقامي هذا غير صحيح. بعض الناس تعتقد أنني كتبت هذا الكتاب لكي أنتقم من بول بولز. لأنه اغتصب حقوقي التي استحقها عن بعض كتبي التي ترجمها الى الانجليزية.

* مع أنه ترجم لك أربعة كتب. وكان مشهورا أكثر منك واستفدت أنت من شهرته؟!

- نعم لقد ترجم لي بول بولز "الخبز الحافي" وترجم لي مجموعة قصصية، وترجم لي كتابي تنس وليامز في طنجة. وجان جينه في طنجة. وهذه الكتب الأربعة لم اتقاض عنها سوى "تسبيقات" أي مقدمات. وهو المبلع الذي يدفع في البداية وعند الاتفاق المبدئي. أما المبالغ التي تدفع بعد ذلك كنسب من التوزيع. فإنه لم يعطني منها أي شيء.

وفي ذات يوم قال له ونحيل أعمالي. وهو برازيلي الأصل: لماذا لا تعطي حقوق شكري. لأنه في حاجة اليها؟ فرد عليه بول بولز. ماذا يعمل شكري بالمال. هو سكير كبير وعندما لا يسكر يكتب جيدا يكتب أحسن.

* الحل إذن من وجهة نظره أن يحرمك من المال؟!

- من حقا أن يكون بخيلا. وبالمناسبة فهو بخيل جدا. ولكن ليس من حقه أن يسرق من الآخرين من حقه مثلا الا يكون فقيرا. ولكن ليس من حقه أن يحتقر الفقراء في كتاباته.

تنس وليامز
* معرفتك الشخصية بتنس وليامز ماذا اضافت لك أكثر من مجرد قراءته؟!

- معرفتي بتنس وليامز ينطبق عليها المثل العربي القديم "ان تسمع بالمعيدي خير من أن تراه"س.

قراءتنا له عن بعد تركت حالة من الاعجاب به. بمسرحه وكتاباته. وربما تأثر البعض به.

تنس وليامز ربما كان كاتبا تمريرا. ولكنه لا يتحدث الا نادرا عن الثقافة وعن الكتب هو رجل ابتهاجي يفجر الأفراح يريد الجلسة الحلوة فيها سكر فيها نكات فيها أحل ومرح ولا أكثر. لكن هو منضبط جدا في العمل. هو قال لي حرفيا. ورأيته أيضا هنا في طنجة. في فندق المنزه. يصحو باكرا ويسبح. صيفا وشتاء. ثم يتناول فطوره ثم يجلس من أجل الكتابة أو لتنقيح ما كتبه أمس مثلا.

* كان يقيم في المنزه؟!

- كان يفعل ذلك دائما وأبدا. لقد عرفته بعد السبعينات. وهان كلما عاد الى طنجة يقيم في المنزه. ومن قبل أقصد في نهاية الأربعينات والخمسينات كان يقيم في عدة فنادق أخرى. وأحيانا يكتري منزلا ويقيم فيه شهورا.

* من أين كان يعيش؟! هذا سؤال لا يسأله سوى كاتب عربي طبعا؟!

- كان يعيش من حقوقه العائدة له من كتبه. لقد مات تنس وليامز غنيا. لقد مات مليونيرا بالدولارات. وبول بولز أيضا سيموت غنيا رغم أنه عاش فقيرا. بمعنى الشح أو بمعنى البخل انه ينطبق عليه القول الذي يطلق على البخلاء يعيشون فقراء ويموتون أغنياء.

* هل كان تنس وليامز يكره العرب والمقاربة مثل بول بولز؟

- لا. لا. فقط كان عنده تخوف. وهو هستيري يعني متقلب جدا. في معاملاته وفي لقاءاته مع الناس. ولكن كما قلت هو كان عنده حذر من العلاقات مع المغاربة.

جان جينيه
* وجان جينيه؟

- يختلف تماما.

* في أي الأمور؟

- بمعنى جيد وايجابي. ليس سلبيا على الاطلاق ومواقفه معروفة عالميا.

* كان له موقف مع القضية الفلسطينية.

- بدون القضية الفلسطينية. لحانت له مواقف مع السود في أمريكا. بعض المنظمات المتطرفة في طلب حقوقها كان يقف معها. ويناصرها. كان ايجابيا عالميا مع كل الثورات. أحب المغاربة، بسطاءهم وفقراءهم. وبعض مثقفيهم. هو لم يتعرف الى فئة مثقفة أو نخبوية كثيرة. كانت له صلة ببعض الأدباء المغاربة. وان كانت محدودة.

* باستثنائك أنت؟!

- أنا عرفته عام 1968. ولم تنته علاقتنا على الاطلاق حتى مات. رأيته شهورا قبل أن يموت.

وكطرفة من الطرف انه جاء يبحث عني شهورا قبل أن يموت. كان يبحث عني في مقهى نجرسكو ولم يجدني. فتغدى هناك. ومزاحا منه ترك لي هناك كأس نبيذ وجريدة فرنسية. هي "فرانس سوار" تركها. وقال للنا دل الذي خدمه. عندما يجيء شكري أعط له هذا النبيذ و"فرانس سوار" ومعناها فرنسا المسائية.

هذا من طرفه ومن مزاحه معي. وبعد شهور علمت أنه مات. كان يعرف من الأدباء المغاربة محمد برادة الى حد أنه أسكنه معه في فيلته بالرباط وعرف أيضا بعمق ليلى شهيد زوجة برادة وكان يعرف أيضا الطاهر بن جلون.

هؤلاء عرفهم بعمق في المغرب وغيرهم لا أدري ربما يكون هناك بعض الأدباء الذين عرفهم. ولكن من خلال علاقات غير عميقة.

* لم يكن جان جينيه بخيلا؟!

- لا لا. لقد مات غنيا. ولكن أهواله لم يكن يعبدها كما يفعل بول بولز. الذي يعبد المال. ولا يصرف منه الا أقل من القليل.

* أين كان ينزل جان جينيه في طنجة؟!

- كان ينزل أساسا في فندق المنزه. وقلت له ذات يوم لماذا أنت مع المنبوذين والمهمشين والمشردين. وأنت تسكن في نفس الوقت في فندق فخم هكذا. الا يوجد في ذلك تناقض صارخ؟ قال لي أنا سأجيبك. أولا أنا صحتي الآن أصبحت تتطلب حمية خاصة من الأكل وأخذ حمام ساخن. يعني بعض الحاجيات التي تتطلبها صحتي هي التي ترغمني على السكن في هذا الفندق الفخم. والا كنت قد سكنت في الفنادق الفقيرة حتى أكون قريبا من تلك الأحياء الشعبية المحيطة بالسوق الداخل. وفي عمقه.

طنجة
* لماذا طنجة بالذات يأتي اليها أدباء الغرب الكبار هكذا؟!

- طبعا أسطورتها مغرية. وصوت ندائها يجلب مثل ساحرة عوليس. كل واحد كان يأتي بدافع شخص أو أدبي. هناك مثلا على ذكر بول بولز. لقد جاء ليدرس المجتمع المغربي. ربما هو رأى أن المجتمعات العربية استهلكت كثيرا من طرف الكتاب الفرنسيين والأمريكيين كان يعتبر أن المغرب بلد مازال بكرا في حاجة الى اكتشاف. فهو جاء بمثابة انثر بولوجي.

* وتنس وليامز؟!

- تنس وليامز لم يكتب شيئا عن المغرب إلا إشارات في رسائله الى أمه. وكان يجيء الى هنا ليكتب. أو يتم ما كتب. كتابات ليست عن المغرب ولا عن طنجة.

* وجان جينيه؟!

- جان جينيه أيضا لم يكتب شيئا عن طنجة أبدا. وعندما جاء الى طنجة كان قد وضع في مقبرة الأدب. كما قال لي. بمعنى أنه تخلى عن الكتابة. وآخر عمل كان قد كتبه. وصودر في فرنسا هي مسرحيته "الحواجز". وتوقف عن الكتابة. ولم يستأنفها الا في السبعينات عندما كتب الأسير العاشق عن القضية الفلسطينية. والذي صدر بعد موته كما هو معروف. لقد تخلى عن الكتابة لكي يتفرغ نهائيا للسياسة.

خوان غويتسولو
* لم يحضر بول بولز وجان جينيه وتنس وليامز الى طنجة في حين يذهب خوان غويتسولو الى مراكش؟

- هناك تحليل لهذا. كما قلت كل واحد عنده حوافز. وكل واحد عنده ظروف. خوان غويتسولو يعيش بين ثلاث محطات. أولا عنده مسكن ورثه من عائلته في برشلونة بالتحديد على بعد أر بعين كيلومترا خارج برشلونة وقد شاهدت هذا المنزل بنفسي عندما ذهبت الى اسبانيا ويعيش في باريس. عنده شقة يعيش فيها مع مونيك. وعنده منزل اشتراه في مراكش. هو يعاني من الربو. ومناخ مراكش وطقسها جاف جدا. ويلائم صحته. بالاضافة الى أنه أكثر من منضبط في الكتابة. هو مهووس بالكتابة. وأنا أعرفه لأنني عشت معه أسبوعين في برشلونة. من الممكن أن أقول أنه يشتغل حوالي ثماني أو تسع أو عشر ساعات كل يوم. بين الكتابة والقراءة وهو يحب العزلة ومراكش أهثر دعوة وترحيبا بالذين يحبون العزلة من طنجة. طالما أن العزلة أو الوحدة قد يخلقها الانسان أينما كان.

إنه يحب كثيرا ما نسميه عاميا الفولكلور "الأدب الشعبي" كحكايات وتقاليد وعادات. وهذه الأشياء موجودة أكثر الآن في مراكش أكثر من وجودها في طنجة.

* هو يذهب أيضا الى الأماكن الساخنة في العالم. سراييفو. الشيشان. هل لديك تفسير لذلك؟!

- ساخنة كطقس أم ساخنة بما فيها من أحداث؟

* أحداثها هي الساخنة.

- أنا أعتقد أنه كاتب ملتزم بصراحة بفكر سياسي وعنده تضامن كبير مع الشعوب المقهورة وأحيانا يعرض نفسه للخطر. عندما ذهب مثلا الى البوسنة وكتب شهادته. عما يجري هناك. كما فعل جان جينيه عندما كتب عن صبرا وشاتيلا. هو فعل نفس الشيء تماما.

ولا ننسى هنا أن جان جينيه أثر كثيرا على خوان غويتسولو باعتراف غويتسولو نفسه. اعترف أنه تأثر بفكر ومواقف وطريقة حياة جان جينيه.

الجزء الثالث

* الخبز الحافي. والشطار أليس لهما جزء ثالث؟!

- أنا لحد الآن لست متأكدا. هل سأكتب الجزء الثالث أم هناك محاذير. كل ما أستطيع قوله أن هناك مخاضا بداخلي. ولكن لم يأخذ بعد الشكل. هل سأكتب جزءا ثالثا أم رواية؟! أكيد أني ربما لن أكتب بعد القصة القصيرة لن أكتبها أبدا بعد الآن.

* مع أنك بدأت بكتابة القصة القصيرة؟!

- فعلا. وعندي مجموعتان من القصص القصيرة. وان كنت لا أعرف بالضبط. وان كان شعوري الآن أنني لن أعود الى كتابة القصة القصيرة أبدا.

ولكن القطيعة قد لا تكون نهائية. والقطيعة ليست لمجرد الرغبة في القطيعة. وان كانت القصة القصيرة لم تعد تستهويني. هواجس كتابتها مثل ما كان من قبل.

* هل تعرف السبب؟

- السبب... السبب ربما أنا مطالب الآن في الحقيقة بكتابة أعمال طويلة أكثر من القصة القصيرة. لأن هذه الأعمال هي شمولية. بينما القصة القصيرة هي مبنية دائما على حدث. أو لحظة من اللحظات أو فكرة أحدوثة. أنا أشعر أن هناك مخزونا من التجارب التي عشتها ولم أكتبها بعد. تجارب من السبعينات الى الآن.

هذه التجارب ربما تتطلب مني أن أكتب أعمالا روائية أو طويلة.

* أنت تعتبر الشطار هي الجزء الثاني للخبز الحافي؟!

- نعم.. نعم.

* لماذا نشرتها بعنوانين. في داخل المغرب الشطار. وفي خارج المغرب زمن الأخطاء؟

- سأوضح هذا بالطبع.

* خاصة أنه ليس من حق الكاتب أن ينشر عملا واحدا بعنوانين مختلفين؟!

- للحقيقة وللتاريخ الأدبي أقول أنني لا أوفق كثيرا في اختيار عناوين أعمالي الأدبية. والعنوان الأساسي لهذا الجزء الثاني هو الشطار وبهذا العنوان كتبت النص. وكنت سأنشره به سواء في المغرب أو دار الساقي في لندن. وأرسلته الى المطبعة. ولكن قبيل نشره في المغرب اقترح علي محمد برادة. قال لي أن الشطار كلمة تراثية. وهناك أناس قد لا يعرفون معنى هذه الكلمة. وهو يقصد بذلك القراء العاديين. الذين لا يحب أن نحرمهم من بعض القراءة التي تتطلب منهم جهدا. فلماذا لا تسمي هذا الجزء الثاني زمن الأخطاء. لأن عندك داخل الجزء الثاني عنوان فرعي هو "العيش في زمن الأخطاء". احذف العيش واترك زمن الأخطاء. ونحن نعيش كثيرا من الأخطاء. هي أخطاؤك وأخطاؤنا. والعالم في طريق التنقيح. طبعا أن لا أنقح العالم من خلال كتابي. ولكن جزءا من تجربتي فيها تنقيح لبعض الأشياء التي أراها بشكل يختلف.

إذن هذا هو السبب في صدور العمل في لندن تحت اسم الشطار. وكانوا قد بدأوا يطبعونه. وصدر في المغرب باسم زمن الأخطاء. هناك بعض الناس. وانطلاقا من نوايا سيئة. قالوا إنني أردت عن قصد أن أنشر هذا الكتاب بعنوانين حتى أوهم الناس أنني كتبت كتابين وهذه عملية تجارية.

طبعا أنا قلت لك هذه نوديا سيئة. وأن لم تكن لي هذه النوايا. ولم تكن هناك امكانية لتغيير عنوان الكتاب الذي صدر في لندن في ذلك الوقت. بعد أن اقتنعت بفكرة برادة.

* فكرة برادة الا تعد تدخلا في العملية الابداعية بالنسبة لك؟!

- لا. قد يكون اذا أقنعني أي واحد بدون أن يكون صديقا أنا أقتنع. ثم هو لا يلزمني بشيء ولا يلازمني في عملية الكتابة. إنها مجرد خدمة يزجيها لي. مجرد اقتراح لعنوان فقط والعنوان موجود عندي.

يا أخي عندما كتب اليوت الأرض الخراب وأعطاها لازرا باوند وأجرى عليها له بعض التعديلات. هل يعتبر هذا تدخلا منه؟ هل يعد هذا عيبا؟ ومحمد برادة لم ينقح لي الرواية. هو فقط اقترح أن يكون عنوان فرعي عنوانا للرواية.

المغرب
* لم تنشر نتاجاتك خارج المغرب وتقاطع الصحافة المغربية؟!

- تقصد أنني أولا عندما بدأت أنشر. نشرت في جريدة العلم. بعض القصص الأولى. وللحقيقة أقول لك أنها أول قصة نشرتها وقد كانت بدايتي القصصية التي رحب بها الكثيرون، هي العنف على الشاطيء. وهذه القصة نشرها لي الدكتور سهيل ادريس في مجلة الآداب. وبعث لي برسالة يقول فيها أعجبت بقصتك. وأشجعك على المضي في القراءة. كان عمري 31 سنة. وسنه 67 نشرت قصة ثانية في مجلة الآداب. وكانت في بداية عهد خاتم. كل واحد كان يريد أن ينشر فيها. يحصل على اعتراف أدبي. وكذلك كانت مجلة الأديب مثلا.

ولكن كان من حسن حظي أن كتاباتي في الستينات كان فيها نوع من الجرأة التي سماها الآخرون الوقاحة لأنني كنت أوظف الجنس في قصصي وان كنت لا أوظفه للاستعراض أو الاثارة. أو التهييج. ولكن بعض العقول لاحظت أنني أكتب كتابات اباحية مخلة بالآداب. ومع هذا جرى تشجيع هذه الكتابات. في سنة 1972. كتبت مقالا طويلا تحت عنوان "مفهوم التجربة الأدبية" وارسلته الى جريدة العلم. وقد تلقيت ردا من رئيس التحرير عبدالجبار السحيمي يقول فيه أن المقال طويل ومكتوب بطريقة انشائية. ومن الأفضل أن أعيد كتابته.

وقد أرسلت نفس المقال الى مجلة الآداب كما هو. وقد نشرته بعد صفحة الافتتاحية في سبع عشرة صفحة. وكان له صدى طيب. كان هذا هو السبب الذي دفعني الى النشر في بلاد مشرقية. خاصة انه في ذلك الوقت لم تكن عندنا مجلات متخصصة في نشر الابداع مثل مصر ولبنان والعراق. مثل المجلة أو الكاتب أو الهلال. وهذا هو السبب في انني نشرت خارج المغرب قبل النشر في المغرب نفسه.

السياسة
* ألا تنتمي الى أي حزب سياسي في المغرب؟!

- أبدا. لا أنتمي الى أي حزب سياسي في المغرب.

* لماذا؟!

- عندي دائما أن فكرة عضوية الحزب قد تؤثر على حريتي الشخصية. لا أحب أن أحاصر بأيديولوجية حزبية معينة وأبقى في محورها وتأطيرها. وهذا مصطلح جديد نستعمله نحن.

لقد رأيت كثيرا من الزملاء السياسيين كانوا ملتزمين جدا مع حزب معين، ثم جاءت فترة خذلوا في هذا الانتماء السياسي. إما خانوا أو خين بهم. انها لعبة قذرة جدا.

وهذا لا يعني رفضي لبعض المنتمين سياسيا، السياسة للمناضلين. كما أن الاجتهاد الديني للفقها، ولا أريد أن أشغل نفسي بهذا الانتماء السياسي على حساب ابداعي.

أنا أكتب سياسة ولكن بطريقة غير مباشرة. وذلك عندما أكتب عن المهمشين. انني بذلك أشجب الظلم وهذا موقف سياسي وليس مهما أن أكون منتميا الى يمين أو يسار.

* ومع أي القوى تتعاطف؟!

- مع الاتحاد الاشتراكي. ولكني لست منخرطا فيه ليست لي عضوية فيه. لا أقدر على ذلك. ان هذا يتجاوز قدرتي على الانضباط. ومع هذا كانت عندي معرفة بالزعيم علال الفاسي زعيم حزب الاستقلال عندما كان يأتي الى هنا في طنجة. كنت التحق به في فندق شهرزاد. وكنا نتحدث في الأدب. ولكني لم أتحدث معه في السياسة أبدا. ان ما أعجبني في هذا الزعيم انه زعيم سياسي ملم بالتراث الأدبي والفلسفة والدين. لم يكن يرفض الحوار مع بعض التيارات الأدبية منها ما هو مسيس ومنها ما هو أدبي محض مثل الوجودية.

كان يقبل الحوار مع المثقفين حول السوريالية والفوضوية والدادية. كنت اتحاور معه ولا أقول أتناقش. لأن النقاش يحتمل دائما سوء التفاهم. بدون مبالغة.

أنا كنت أمامه بمثابة التلميذ خاصة عندما كان يصوب لي بعض الأحكام والآراء الأدبية. وكنت أستفيد منه.

قابلت سياسيين ينتمون الى اليسار مثل عبدالرحيم بوعبيد البازغي عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكي. ومحمد برادة. وهو عضو مهم في الاتحاد الاشتراكي. ومحمد الاشعري رئيس اتحاد كتاب المغرب وهو عضو في الاتحاد الاشتراكي.

ولكن عندي علاقة مع يمينيين مثل المعطى بوعبيد الذي يشكل حزب الأحرار اليميني. وأجلس مع عبدالجبار السحيمي الذي ينتمي الى حزب الاستقلال. كان في المعارضة وأصبح الآن حزبا معتدلا. وبرادة صديقي رغم الخلاف في الانتماء السياسي.

ادباء المغرب
* وعلاقتك بأدباء المغرب؟!

- هناك درجة من الغيرة. وهذا يسبب لي حالة من التشطيب. ان يشطب عليك. مثل ما قالها أحمد المديني وغيره. عندما قالوا انني لا أستحق هذه الشهرة. وان هذه الشهرة جاءتني عن طريق علاقاتي. مثل علاقتي مع محمد برادة الذي كان أول من شجعني. وكان له فضل في نشر مجموعتي القصصية الأولى. نشرها عند سهيل ادريس في دار الآداب. وقام الطاهر بن جلون بترجمتها الى الفرنسية.

وعندما قال الطاهر بن جلون أن روايتي الخبز الحافي قد أمليتها على بول بولز شفافة. ولكن برادة قال له انه على خطأ في ذلك. وأقنعه أن الرواية مكتوبة بالعربية أولا، وقام بن جلون بترجمتها الى الفرنسية كنوع من التكفير عن خطئه. أنا عضو فقط في اتحاد الكتاب. عضو عادي ولا أصل الى أي منصب قيادي. لأن هذا لا يناسبني أبدا.

علاقتنا نحن أدباه المغرب لا تجد فيها سوى الغيرة القاتلة أما المنافسة أو الغبطة فهي قليلة جدا. ولكني في مواجهة هذه الأصوات الحاقدة أو الغيورة أو الحسودة. أحاول دائما أن أتجاوز نفسي في كتاباتي. وان يكون كل كتاب لي أفضل نوعا من السابق أو على الأقل في مستواه.

ان حياتي كلها مبنية على التحديات. التحدي الأول الخروج من سجن الأمية. التحدي الثاني أن التزم مه الكتابة أكثر من الالتزام مع تكوين أسرة على حساب ابداعي. التحدي الثالث. كل ما يعمل على احباطي اتحداه. ان الاستمرار في الانتاج هو تحدي عمري الأساسي والجوهري.

التوقف
* لقد توقفت عن الكتابة من 73 الى 1992 وهي أخصب سنوات عمرك؟!

- كتبت في هذه السنوات أربع قصص قصيرة في تسع عشرة سنة. أوافقك أنها كانت سنوات مهمة. ولكني عندما توقفت كانت هناك ظروف. لم أكن أجد ناشرا لكتبي. لقد رفض سهيل ادريس نشر الخبز الحافي لأنه كتاب مبتذل وينبغي أن تعاد كتابته. وأن علي أن أفلسفه وأن أفلسف حياتي فيه. ولكن في مؤتمر الرواية الذي عقد في المغرب سنة 1983. طلب مني سهيل ادريس أن ينشر الخبز الحافي على أساس أن يعمل رتوشات. فقلت له لا توجد رتوشات أبدا.إما أن ينشره كما هو أو لا.

أقول خلال هذه السنوات، كانت هناك بعض الموانع ولا أقول بعض الاحباطات حتى أتخلى عن الكتابة نهائيا. هذا التوقف جعلني أتساءل. هل أنا أهرب من الكتابة أو أن الكتابة هي التي تهرب مني؟

* هل كان لظروفك الحياتية دخل في ذلك؟!

- لقد كنت أكتب وفق شرط حياتي الخاصة لقد ولدت سنة 1935. ومع هذا لم أعرف الكتابة سوى متأخر. وعندما نشرت قصتي الأولى كان عندي 31 سنة. كان ذلك سنة 1966. لا يجب أن ننسى. ولا يجب أن ينسى أحد أنني عشت أميا حتى العشرين من عمري. من سنة 1935 حتى سنة 1955. في سنوات الأمية عندي قصة لم أحكها من قبل عندما كنت أبيع السجائر المهربة. كان لي حساب في البنك كنوع من التوفير. كنت أوقع بإبهامي كنت أضع إبهامي في المدادية أو المحبرة لكي أوقع في الاستمارة التي فيها المبلغ الذي أريد أن أسحبه. وفي هذه الأثناء قام أحد الذين كانوا يجلسون معي في المقهى بتعليمي كيف أوقع اسمي أو كيف أكتب امضائي. ذهبت ذات صباح الى البنك وأعلنت تعلمي قلت لهم. الآن أستطيع أن أوقع اسمي فأعطاني بطاقة جديدة ومزقوا القديمة التي فيها نموذج الابهام. وكتبت توقيعي على أساس أن كل مبلغ، سأسحبه لابد من التوقيع أمامه في الورقة التي تثبت إمضائي.

بعد أيام رجعت لهم أريد أن أسحب مبلغا من المال. ملأ الموظف الاستمارة، وقال لي وقع فوقعت. وان كنت قد نسيت الامضاء الذي علمني اياه هذا الرفيق الذي يجلس معي في المقهى. مدير البنك قال لي يمكنني اعطاؤك المبلغ لأن هذا التوقيع مخالف للتوقيع الذي وقعته من قبل. كان المحاسب قد رفض الأمر برمته. ولكن من حسن حظي أن المدير كنت أبيع له السجائر المهربة. ولذلك فهو يعرفني خير المعرفة.

قال لي نحن الآن في مواجهة مشكلة، ومن أجل حلها. من الأفضل أن تعود الى التوقيع بإبهامك، حتى نخرج من المشكلة قلت له. معنى هذا أنني عدت الى الأمية. التي كنت أتصور أنني خرجت منها.

* كيف كان حالك مع القراءة التي بدأتها متأخرا جدا..؟!

- قرأت مثلما كتبت بعد سن العشرين. كنت قارئا مجنونا ومهووسا بالقراءة الى حد الجنون لأنني بدأت متأخرا. كنت أقرأ ليل نهار. كنت أقرأ كلما فتحت عيني. الطريقة التي كنت أقرأ بها كانت طريقة انتقامية. كنت انتقم من السنوات التي مضت وأنا أمي.

قرأت جزءا من الأدب العربي القديم. كان عندي تصور أن الأدب كان موجودا في مصر ولبنان فقط. كنت أتصور أن العاصمة الثقافية لنا هي مصر.

فيما بعد اطلعت على أدباه عراقيين وسوريين لا يقلون عن المصريين واللبنانيين كثيرا.

وقرأت لنجيب محفوظ وربما يكون عندي رأي أفضل من كل ما يقال والكثير الذي قيل عنه. أنا أعتبره هرم الرواية الغربية. هو يتربع على القمة.

ولكني أخشى على بعض الروائيين العرب الأقل مستوى. أخشى بشكل محدد على الروائيين الشبان أن يكون هذا الهرم الذي هو نجيب محفوظ عائقا أمامهم يحول دون قدرتهم على الابتكار وخلق أعمال روائية في مستواه أو فيما يتجاوزه أخشى على بعض هؤلاء أن تعوقهم قمة نجيب محفوظ. ولا يخترقوا آفاقا جديدة في الرواية العربية.

* الا تخشى ذلك على نفسك أنت؟!

- أنا شخصيا لا أخشى شيئا ولا أقول أنني سأصبح أفضل منه. ان عبقرية نجيب محفوظ لا تشكل عائقا لمشواري الأدبي. هذه نقطة قد لا تعجب الكثيرين. انني عندما أقرأ نجيب محفوظ لا أجد فيه كل الزخم القاهري. أعتبره كاتبا قاهريا. انه لم يكتب عن مصر. ولكنه كتب فقط عن القاهرة. وفي بعض الأعمال يبدو كما لو كان يكتب عن قرية تتمدن.

* قاهرة نجيب محفوظ أدبيا لا تقل عن مدن الكتاب الآخرين ان لم تتفوق عليها والأمثلة كثيرة؟!

- لكل كاتب مدينته. روما مورافيا. اسكندرية لورانس داريل. سان فرانسيسكو. شتاينبيك. وهذا أفضل. هناك كتاب كونيون. عالميون أو شموليون مثل هيمنجواي الذي كتب عن مجاهل افريقيا. ومالرو الذي كتب عن شرق آسيا. كتاب جوالون.

* أرى ظلال لغات غير العربية في كلامك؟!

- أنا أتكلم الاسبانية أساسا. ثم الفرنسية. المنطقة التي درست فيها تقع بعد أصيلة. ولدت في الناضور. وقريتي هي بني شنكر. وأنا أمازيغي أتكلم البربرية. ثم درست العربية والاسبانية وبعدها الفرنسية. وقليلا من الانجليزية.

أنا موجود في طنجة. وهي مدينة تصب فيها كل الاجناس كيف لا يتعلم الانسان بعض اللغات. لو عشت في أصيلة أو العرائش. لما كانت هناك فرصة تعلم عدة لغات.

الشهرة

* يقول أدباه المغرب أن شهرتك جاءت من الغرب أساسا لسبب نوعية ما تكتبه؟

- شهرتي لم تكن قادمة من الغرب اطلاقا. بدايات شهرتي كانت من المشرق العربي. لبنان أساسا حيث نشرت في مجلة الآداب. ثم مجلات عراقية مثل الاقلام والطليعة الأدبية.

الآن فقط يمكن القول أن شهرتي قادمة من الغرب. عندما ترجمت الخبز الحافي الى الانجليزية.

* يقول بول بولز أنه عندما ترجم الخبز الحافي الى الانجليزية لم يكن هناك نص يترجم منه أفسد نصا مكتوبا؟

- أمليت النص عليه بالاسبانية. لأنه لم يكن يعرف العربية. يعرف فقط كلمات دارجة قليلة من العامية المغربية. وهذه الترجمة لم تحدث أي شهرة لي. الشهرة جاءت من الترجمة الفرنسية. وعندما ترجمها طاهر بن جلون كان أمامه نص مكتوب ومنثور بالعربية. وما نشره الطاهر بن جلون بالفرنسية هو أسلوبي أنا مترجم الى الفرنسية. وهو ليس أسلوبه. لأن الأسلوب هو الرجل. الطاهر بن جلون فاسي الأصل تربى في طنجة. وأنا ريفي الأصل تربيت وعشت في طنجة.

* من من النقاد ساعدك وكتب عنك وعرف الناس بك؟

- من النقاد الذين ساعدوني محمد برادة أولا. ثم صبري حافظ وفاروق عبدالقادر. صبري حافظ كتب عني عدة مرات. وكتب تحليلا نشر في نهاية رواية الشطار في حولي 30 صفحة. وصلاح فضل عمل تحليلا جيدا جدا ونشره في المصور لـ "زمن الأخطاء".. هناك بعض المبدعين الذين كتبوا عني جيدا مثل عالية ممدوح الكاتبة العراقية.

المشروع
* ما هو مشروع محمد شكري أساسا؟

- الكتابة حتى لو كتبت عن النفايات فلابد من الكتابة عنها بأسلوب سام وجمالي. وممتع بمعنى أن الكتابة حتى لو حملت كل ما هو قبيح في حياتنا. فلابد وأن يتم التعبير عن هذا بصورة جميلة ومبهجة.

أعتقد أنه ليست عندنا نفس الشروط التي كتبت بها مارسيل بروسة أو سارتر أو كامي. ولكن هذا لا يعني أنني كام. بمعنى أن الكتابة التي أكتبها هي مجرد احتجاج على ما هو مستغل أن هذا قد لا يكون أكثر من رؤية تمردية بالمعنى الوجودي وليس من خلال الطرح السياسي.

أنا لست ثوريا. لأن الثوري مرتبط بالالتزام السياسي. التمرد - من وجهة نظري - أهم من الثورة. أنا متمرد على الوظيفة التي طلقتها ومتمرد على الأسرة. التمرد حالة مستمرة فيها ديمومة. في حين أن الثورة قد تستكين عندما تحصل على انتصاراتها، الثورة محدودة بانتصاراتها أما التمرد فهو لا نهائي.

* ما هي مشاكلك الآن؟

- قد لا تصدق. أنا الآن رجل مطارد بشهرتي وذلك الى حد الازعاج. لا أقدر أن أجلس مستريحا في مكان عمومي. مثلا حدث أن ذهبت الى طلحة جبريل في فندق المنزه. كنا نريد أن نسجل سيرتي الشخصية.

وبدأنا نسجل وفتحنا الكاسيت. ولكن لم يمض أكثر من ربع ساعة. حتى كانت هناك عائلة تجلس بعيدا عنا ثم انتقلت الينا. وهكذا اكتشفت أن هذه العائلة الغريبة تنصت لما نقوله. فتوقفنا عن العمل. الناس العاديون لا يخدمون وحدة المبدعين. انني أتفادى المرور في الشارع الرئيسي. إن حدث وتمشيت في طنجة فإن ذلك يتم في الشوارع الخلفية، حتى لا يوقفني أحد ويسألني: هل عندك جديد؟ وان قلت له عندي يقول لك ما هو. وان قلت له لا. يسألك ولماذا ليس عندك جديد؟

ان عدوان علي. قد يكون عندي موعد هام قد أكون مشغولا بقضية تقلقني. ربما كان عندي موعد مع نفسي.

سأحكي لك قصة حدثت لي. قابلني أحد الناس وعزمني على فنجان قهوة في المقهى القريب. اعتذرت له قائلا انني عندي موعد مع جان بول سارتر. هنا في طنجة. فقال لي اذن أذهب معك اليه مادام هنا في طنجة. انها فرصة.

* هل للكتابة طقوس عندك؟

- عندي مراحل للكتابة وليست طقوسا، في الستينات كنت أنزل في الفنادق الصغيرة. وكنت أكتب في المقاهي والحانات والمطاعم. إن الصخب يملأ المقاهي. حتى لو كان زبائن المقهى يشاهدون مباراة لكرة القدم.

بعد الفنادق.. أصبح لي بيت صغير في الحي الشعبي الذي ارتبطت به، وعبرت عنه وهو سوق الداخل حتى اذا انتهيت من استهلاك هذه الأحياء أو هي استهلكتني. انتقلت الى المدينة الجديدة وانتقل من شقة الى أخرى.

* ولكنك الآن في شقة لها تليفون؟!

- هذه مرحلة الاستقرار. أنا في هذه الشقة منذ 1970. أي منذ حوالي 26 سنة. ربع قرن وسنة. وهي شقة مؤجرة. أدفع لها كراء رمزي قدره 250 درهما. حتى عندما أذهب الى الفنادق الصغيرة في الحي القديم، فإن هذا يتم لعدة أيام أعود بعدها الى شقتي حتى لا أمل.

* يقولون أنك تملي أدبك على كاسيت؟!

- هذا لا يحدث اطلاقا. أكتب بالقلم على الورق. ليس مهما بالنسبة لي الكتابة الأولى أبدا. المهم هو عمليات التنقيح التي تتسع أحيانا أعيد كتابة العمل أكثر من مرة. وقد تستمر هذه العملية حتى والعمل في المطبعة.

ولكن الكتابة الفعلية هي التي تتم في الذهن دائما يكون عندي ما يشغلني. ما أريد أن أقوله وأحيانا تظل القصة في ذهني فترة طويلة. أنام بها وأصحو وهي معي. وأتجول وهي تطن في أذني. وهكذا. أنا في هذه الأيام أستعد لنشر أول كتاب عبارة عن مقالات لي. عنوانه: تجربتي مع القراءة والكتابة. وهو كتاب سيثير العديد من القضايا. وربما النصائح.

ولن يقل رد فعله عن رواياتي أبدا.

Post: #124
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 08-22-2004, 00:01 AM
Parent: #122


أبنــــــوسة

حسن الترابي للشرق القطرية: لم أكن الرجل الثاني في السودان بل الأول




الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض الدكتور حسن الترابي يفتح قلبه لـ الشرق:

لم أكن الرجل الثاني في السودان بل الأول والبشير لم يشارك في الثورة

تاريخ النشر: الأحد 16 نوفمبر 2003, تمام الساعة 07:41 صباحاً بالتوقيت المحلي لمد ينة الدوحة

سعيد بأن تكون أول زيارة بعد السجن إلى قطر ولم تكن هناك شروط لخروجي من السودان
وفي رده على سؤال قال الدكتور حسن الترابي إنه لم يكن الرجل الثاني في السودان بل الأول لأن الحركة لم يقمها الرئيس البشير ولم يشترك في الثورة، بل أتي به من الخارج.
وأكد الدكتور حسن الترابي أن السلام في السودان سوف يتحقق مع بداية العام المقبل سواء رضيت الحكومة أم أبت، وقال ان الأمريكيين اتوا بالوثيقة الخاصة بالسلام وفرضت على الطرفين بالتوقيع من دون مناقشة، وقالت لهم «لو كنتم تريدون الاتفاق على شيء لكنتم اتفقتم عليه قبل كل هذه السنين، أنتم وقعوا فقط».
وعن طرد الحكومة السودانية لأحد قادة «حماس» اعترف الترابي ضمنياً بأن بلاده خضعت لضغوطات أمريكية وقال هي من قبل طردت الكثيرين من الذين اتوا من أفغانستان ولم يكونوا في الأصل إرهابيين.
وكشف الترابي عن أن اللقاء الرباعي الذي سيعقد بينه وبين قرنق والصادق والميرغني سيكون في باريس على الأرجح، وأضاف ان هذا الاجتماع سيحاول وضع الأسس لفتح باب المنافسة أمام جميع الأحزاب.
وهذه تفاصيل الحوار:

< في بداية الحوار.. دكتور حسن ماهو انطباعك بعد خروجك من السجن واستطاعتك أيضا الخروج من السودان؟

- أحمد الله على نعمة الخروج من السجن إلى ساحة الوطن وأحمده على امتداد الحرية إلى خارج حدود الوطن، وأنا سعيد ان تكون أول زيارة لي إلى قطر وإن كنت لم انقطع عنها عن طريق مشاركاتي في قناة الجزيرة، وزيارتي للدوحة تجدد لي علاقاتي بالعديد من الأصدقاء الموجودين في قطر، فأنا سعيد أن تكون أول زيارة لي خارج السودان تكون إلى قطر.

< لكن هل كان هذا الخروج باتفاق مع الحكومة السودانية أم أنه سمح لك بالتحرك؟

- دائماً يسألني الناس هل وضعت شروط حتى تستطيع التحرك والسفر خارج السودان، لكن أنا أقول: لا أعرف شروطاً إلا مع الله وهم يعرفونني جيداً «الحكومة» فأنا صاحب سوابق أرجو ان تكون في الخيارات وليس في الجرائم، فأنا لا أخرج بشروط متفق عليها مسبقاً ولا أوقع عهداً علي فإذا خرجت يكون خروجا من غير شروط، لذلك كان بعض من معي في القوى السياسية يخرجون ويدخلون. أما بعد خروجي أنا قامت الحكومة بفتح الحزب والصحيفة من جديد فجأة.

< لكن دكتور حسن السودان مُقدم الى مرحلة جديدة فكيف تنظر إلى السلام الذي ينتظر ان يتحقق في بداية العام المقبل؟

- أنا قوي العهد بالرئيس الجنوبي منذ عام 60 عندما كنت استاذا في الجامعة وكل الذين كانوا يفاوضون الجنوب كانوا معناً في السجن أو معزولين خارج السودان، ونحن لانسعى الى السلام بالمفاوضات والورق وإنما نحاول ان نبني جذور الصلة ما بين الشمال والجنوب، فحزبنا السياسي ليس شمالياً بل فيه جنوبيون في أعلى قمة الحزب، وهذا كان في السابق والآن، حتى نائب الأمين العام كان جنوبيا، لذلك عقدنا معهم الاتفاقية التي سجنا بسببها وظل اخواننا في الخارج موصولين بهم حتى اثناء المفاوضات فنحن مع السلام، ولكن نريد ان نؤمنه بأن يرسخ في كل نفوس السودان لأن بعض الظلمات هي لأطراف أخرى في السودان، حتى لايسكت الجنوب فتقوم ظلمات أخرى يقال عندها ان الحقوق لا تسترد إلا بالقوة، لذلك لانريد السلام يكون بين طرفين بشكل ثنائي، وان يكون مبسوطا لكل الناس ولو بادر به الجنوبيون ولو كان الفضل لهم في بدء المفاوضات وتحقيق السلام.

< يعني الفضل والمبادرة كانت من الجنوب؟

- نعم.. والضغوط كانت شديدة لاطلاق سراحنا من السجن فهم يعلمون اننا كنا اكثر وفاءً بالعهود معهم من آخرين في السلطة، وهم يقولون للحكومة انتم تسجنون الذين أوتو بكم شيوخاً ومنكم شماليون فكيف نؤمن بكم اذا فزتم بنا في الخرطوم والغرب قام بنفس الطريقة.

< لكن الحكومة تقول ان الإفراج عنكم اتى في اطار اصلاحات سياسية وانت تقول بأنه كان نتيجة ضغوطات من الجنوب؟

- هو في الحقيقة من الجنوب والغرب وبعض الضغوطات من الدول العربية.

< الحكومة السودانية تقول انك آخر المعتقلين السياسيين والآن السجون خالية من أي سجين سياسي؟

- لكن مايزال سيف الطوارىء مسلطاً علينا وقانون الطوارىء شاذ غير دستوري.

< هم يقولون ان خطوة إزالة الطوارىء ستأتي بعد تحقيق السلام في السودان؟

- نحن لم نفترق باتفاقية جون قرنق بل تم عقدها بعد الافتراق وكانت نقاط الاختلاف بيننا وبينهم هي نقص الحرية في السودان، وانه يجب ان تكون متوافرة للجميع مسلماً وغير مسلم ومعارضاً وغير معارض، اضافة الى اتاحة الفرصة للشعب حتى يختار قيادته في جميع القطاعات الاجتماعية مثل الولايات، لكن الحكومة تريد ان تقبض على السلطة في يدها.

< إذا سمحت دكتور ترابي ما هو سبب الخلاف بينك وبين البشير؟

- هذا هو الخلاف، فنحن نطالب بتطبيق الحرية وتعميمها على الجميع لكن الحكومة تعمل عكس ذلك خصوصاً وأن ديننا الإسلامي نادى بتطبيق الشورى بين الجميع وليس أن تكون حلقة مصغرة هي التي تحكم البلد حالياً.

< لكن أنت كنت ضمن هذه الحلقة الصغيرة التي تحكم البلد؟

- لا نحن أقمنا نظاما يعتمد على الشورى ما بين الجميع.

< أنت كنت الرجل الثاني ضمن العصبة التي تحكم السودان؟

- لم أكن الرجل الثاني، وإن كنت تريد الحق أنا كنت الرجل الأول في السودان لأن الحركة لم يقمها الرئيس ولم يشترك في الثورة بل أتت به من الخارج، وأقسم الإيمان بالقول أن الغربيين كلما اقتربنا من السلطة في السودان يأتون بواحد يمنعنا بالقوى المسلحة وفعلوها بالجيش الذي دخل على رئيس الوزراء وقال له اخرج هذه المجموعة وبوش جاء إلى نميري وطلب منه إخراج هذه المجموعة كما يفعلون في الجزائر وفي تركيا، لكن كنا عند موقفنا ثابتين وهو ان الحرية لا تأتي إلا بعد ان تدفع الثمن وفي نفس الوقت قلنا لا نريد ان نجعل البلاد دكتاتورية عسكرية أو طائفة لنا نحتكر من خلالها السلطة والمال وأقمنا كلنا وبرمجنا منهجنا، لكن كل خطوة كنا نتقدم فيها كانت الحكومة تتأخر ولما وضعناها في الدستور بدأت الصراعات وقلنا هل تتحرر الصحف، البرلمان قال نعم لكن الرئيس قال لا يريد ذلك، وهل ينتخب الناس ولاتهم بالبرلمان والحزب وافق على ذلك والرئيس رفضه، وقلنا هل نبسط اليد للجنوبيين لا بالسلاح وإنما بالمفاوضات أو السلام، الرئيس قال لا السلاح أولاً، وهكذا فالخلاف كان حول هذه المعاني، ونحن نرى أن بنية الدولة الإسلامية الحق الراشدة ليست الضالة هي أن تعطى الحرية للناس وأمرهم شورى بينهم، وان يتم الوفاء بالعقود التي تبرم سواء كانت سياسية أو دستورية أو صحفية أو مدنية كما فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا هو الخلاف الحقيقي بيننا.

< لكن الحكومة بدأت بتطبيق جميع هذه الخطوات؟

- هذا غير صحيح الخلاف معها أن تبدأ في ذلك فالأحزاب ماتزال خارج السودان لا تؤمن بالحكومة لأن القوانين ماتزال قائمة وقوانين الطوارئ تعطيهم سلطة مطلقة يفعلون كل ما يريدون.

< دكتور أنت تحاول أن تقلل من الإنجازات التي حققتها الحكومة على صعيد إطلاق سراح المعتقلين وإعطاء المزيد من حريات الصحافة؟

- لا حريات الصحافة هذا الموضوع غير صحيح.

< صحيفة حزبكم عادت إلى الصدور من جديد بقرار من الحكومة؟

- لا لم تعاود الصدور من جديد لأنها كانت مخربة كلها والصحف جميعها مراقبة من قبل الأمن وبعد الأمن تأتي وزارة العدل وتقيم التهم بأنك ضد الدولة وتوجه إليك تهما عديدة وإذا فعلت ما لا يرضي الحكومة فإن الإعلانات تصير كلها عنك لأنها كلها في يدها، في الواقع الحكومة مسيطرة على الإعلام فالإذاعة والتليفزيون في يد الحكومة إضافة إلى أن المؤسسات الحكومية لها مئات الشركات، فهي سيطرت على جميع الأموال وهذا ليس من الدين أن تسيطر الحكومة على كل الأموال فكيف تستطيع الأحزاب الأخرى أن تنافس والأموال والإعلام كله في يد الحكومة وهذا الموضوع يتفق عليه كل أقطاب المعارضة والشيوعي والأمة والاتحادي، يتفقون معنا على وضع هذه الأسس أولاً ثم إذا أردنا اللعب على أسس وأنماط معروفة بعدها يتنافس الناس بأن يعرضوا أنفسهم على الشعب ووقتها يكون حر الخيار يختار هذا أو يرفض الآخر.

< إذا كنت أنت الرجل الأول الذي يحكم السودان وأنت الذي أتيت بالبشير إلى السلطة فهل كنت تسعى إلى الوصول إلى منصب رئاسة الدولة؟

- لا إنما كما تقوم الثورات والديمقراطية في الغرب لم تأت بالتدرج لأن النظم القديمة كانت ترفض ذلك وكانت تستخدم القوى وكلها أتت بالثورات ونحن أردنا أن ندخل ذلك كما دخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة بالعهد ولكن المدينة لم تكن خاضعة للرومان أو الفرس لأنهم لن يأذنوا للرسول بالدخول، لكن الآن يأتي من الخارج ناس يفرضون علينا والدين ديمقراطية نعم لكن لا تفتح بابا للإسلام، وفعلناها وأقسمنا لهم الأيمان قبل أن تقوم الثورة والحركة وكتبنا الخطة مبرمجة بأوقاتها حتى لا يطول الأمر وفي كل مرة يقولون إن الوقت غير مناسب ويجب أن نؤجل الدستور وهنا كان موقع الصراع الحقيقي والخلاف.

< وما هو الخلاف الحقيقي؟

أن نسعى نحو الأهداف والحرية إلى الناس والشورى للشعب ولا مركزية في الحكم وسط السلطة والثورة لكل الناس والسلام مع الجميع داخل السودان وخارجه؟

< الحكومة كانت لا تريد ذلك؟

- كانت لا تريد ذلك لكن أكرهتها الظروف فهناك ضغوطات عالمية وقوة الجنوب والغرب في السودان.

< دكتور ترابي هل ترى أن السلام في السودان سوف يتحقق مع بداية العام المقبل؟

- غالباً سوف يتحقق ذلك رضت الحكومة أم أبت لأن جبال النوبة كأنها محمية أمريكية الآن.

< محمية أمريكية في أي جانب؟

- أتى الأمريكيون وتم وضع الوثيقة، وقال لو كنتم سوف تتفقون على شيء لكنتم اتفقتم عليه قبل كل هذه السنين وأنتم وقعوا فقط وبالفعل وقعوا والآن الوجود الأمريكي هو الذي يسيطر على الوضع وماذا تريد الحكومة.

< يعني هناك وجود أمريكي في السودان؟

- في جبال النوبة في داخل الشمال والجنوب يحدث فيه نفس الشيء باسم مراقبين وستتم السيطرة على الجيش، وفي جميع الظروف الحكومة ستوقع على السلام.

< الآن قلت إن الحكومة ستوقع وان السلام سوف يتحقق بعد ممارسة ضغوطات عليها، ما هو تصورك للمرحلة المقبلة بالنسبة للسودان هل ترى أن الدولة الإسلامية في السودان ستصبح أكثر انفتاحاً على الغرب وسيكون هنالك وجود أمريكي دائم؟

- طبعاً انا كنت أؤثر باتفاق أصيل بين الطرفين وأريك شار كان أشد تطرفاً من جون قرنق لكن لأنه غدر به أصبحوا لا يؤمنون إلا بضامن من الخارج والخارج جاء ليس لهم فكلهم أفارقة بالنسبة له، وهو يتخذهم بطاقة يتحكم فيها على السودان وسوف يفعل ذلك وأنا لا أؤمن بأن أمريكا كالرب قدره نافذ ولكن هي قوى عظمى الآن وتفرض نفسها وهذا وقف على الطرف الآخر يعني إذا رضى الكثيرون من العرب والمسلمين وسوف يسكتون لهذه الضغوط ويركعوا وبعدها سوف يسجدون وبعدها سينبطحون في الأرض لكن السودان لا أعتقد أن الوضع سيكون فيه بهذه الصورة.

< لماذا استثنيت السودان من جميع الدول العربية وهي يوم أمس استجابت للضغوطات الأمريكية وطردت أحد قادة حماس من أراضيها؟

- هي من قبل طردت الكثيرين من الذين أتوا من أفغانستان وكانت بلادهم لا تقبل استقبالهم وهم لم يكونوا إرهابيين بل أتوا حتى يعيشوا ويتزوجوا فكلهم أخرجوا والمؤتمر الشعبي الإسلامي أيضاً أخرج، والحكومة الآن تستكين لأنها معزولة وأنا لا أريد حتى اتفاقية السلام أن تكون بين الحكومة وبين فرد بل يجب أن تبسط للشعب فهي لا تنشر أصلاً في السودان لا في الإذاعة وفي الصحف والصحافيون الذين نشروا أخباراً عن السلام تم إيقاف صحفهم وما نريده أن يتم طرح القضايا للشعب وحلولها المناسبة، وإذا قامت الحكومة بقوة الشعب كله ستقاوم الضغوطات الأمريكية.

< هل تقول هذا الكلام للبحث عن دور سياسي سيساهم في تحقيق السلام في السودان؟

- ليس لنا بل لكل الشعب السوداني.

< لكن أنت تعارض أن يكون التفاوض بين الحكومة وبين الحركة الشعبية لماذا؟ ومن تريد أن يفاوض بدلاً عنهما؟.

- أريد أن تشارك كل القوى السودانية لأنه مصيرنا فهم يتحدثون عن دستور السودان وتوزيع الثروات والسلطات فهذا ليس ملكاً لهذا الطرف أو لذلك.

< هل دكتور أنت متحفظ على بعض بنود اتفاق السلام؟

- ليس على الأنصبة لكن على أن يظل الشمال يحتكر ما يحتكره الآن ويستبد فيه على ما يستبد ويفوز الجنوب بما سوف يفوز به.

< ولكن هل أنتم راضون عما تم التوصل إليه من اتفاق بين الطرفين؟

- نعم لكن الحكومة تصر على أن يكون الاتفاق ثنائيا بينها وبين الحركة.

< انا اقصد بنود الاتفاق؟

- لا ليست محل خلاف لكن القضايا المهمة لم يدخلوا فيها بعد مثل قضايا الثروة والسلطة والشريعة الاسلامية لم تحسم بعد.

< يعنى انتم متحفظون على مسألة عقد المفاوضات بين الطرفين فقط؟

- نعم فيجب ان تكون بين كل القوى السياسية وأن تنزل الى الشعب.

< يعني هل تريد أن تقول إن الشعب السوداني غير راض حتى الآن عما تم الاتفاق عليه؟

- الشعب السوداني يحب السلام لانه عانى كثيراً بسبب الحرب لكن يريد ان يعلم شروط السلام.

< هل يعقل ان السودانيين لا يعلمون شروط السلام التي اتفق عليها بين الطرفين؟

- لا لأنها لم تنشر اصلا فأنا تلقيتها من الاعلام العالمى فلا الصحف ولا الاعلام الرسمي تناول بنود الاتفاق.

< ذكر أنه سيعقد لقاء رباعي بينكم وبين قرنق والصادق والميرغني.. ما اهداف هذا اللقاء واين سيعقد؟

- سيكون في فرنسا وسنحاول وضع الاسس وبعدها سيفتح باب المنافسة لجميع الاحزاب سواء كان عن طريق الائتلاف بين حزبين او اكثر او حزب واحد فقط.

< أليس في اجتماعك بقرنق تناقض خصوصا وأنك كنت تعتبره عدوا والآن اصبح صديقا؟

- مهمة المسلمين ان لا يقتلوا العدو وانما يحولونه الى صديق ربما يقترب منك ويقبل ملتك، والجنوبيون الآن نحن اقرب الناس اليهم فهناك زيارات الى البيوت وتمثيل في الحزب ونحن لسنا شماليين فقط.

< لكن كنتم تدعون الى تحرير الجنوب؟

- كان ما ندعو اليه هو تحويل القوى المسلمة الى قوى جهادية وهي قوى أتقى يديرها شباب مثقفون وأطباء لا يهلكون كالقوات المسلحة التي تقتل وتهدم وتخرب، وما نريده ايضا حتى في حالة انتصار الجيش ان يعالج المريض ويعلم الطفل ويعالج مختلف القضايا والمجاهد لا يأتى لقتل الآخر بل يريد ان يكسب الاخر اذا تيسر ذلك، ولكن الجيش السوداني يظل جيشا غريباً يقتل ويبيد ويحرق من غير الضوابط الموجودة في القرآن والدين ككيفية التعامل مع الآخرين والجنوح الى السلام.

< قلت إن السلام سوف يتحقق بالضغوطات الامريكية لكن في الوقت نفسه كانت هنالك مبادرة عربية متمثلة في المبادرة المصرية الليبية ولكنها رفضت من قبل السودان؟

- لم ترفض ولكن العرب أبعدوا من قبل القوى التي تريد ان تسيطر على القضية وقالت لهم: انصرفوا.. فانصرفوا، والعرب انصرفوا عن فلسطين والعراق فكيف لا ينصرفون عن السودان، اما نحن فرحبنا بهذه المبادرة وكنا نريد شيئاً اصيلا منا، فاذا لم يكن منا فمن اقرب الناس إلينا، ولكن الحكم الذي يريد السيطرة صرف الجميع.

< ألا تفكر في إرجاع العلاقة الطبيعية مع الحكومة؟

- الاحزاب جميعها عندنا دينية والبنية السياسية للحكومة لم تعد اسلامية الآن وهي لا ترضى بالشورى وبالحرية ولا بالعهد واذا ثابوا الى هذه الاصول فنحن وهم سواء.

< ما اقصده: الى متى سيستمر خلافك مع الحكومة؟

- امل ان لا يرفعوا السلاح في وجهنا وان يتركوا الامر مجادلة ويظل الخلاف ماضيا بيننا.

< كما هو معروف فإن الخلاف بين الاحزاب يهدف في نهاية المطاف الى الوصول الى السلطة فهل انت تسعى الى ذلك؟

- لا اسعى أنا بل اسعى الى ان تقوم مبادىء معينة تحكم في البلاد.

< بعد وصولك الى السلطة يمكن ان تطبقها؟

- وصلت أنا أو وصل غيري ليس هذا هو المهم.

< في السودان هل يسمح بالترشيح الى منصب الرئاسة؟

- لا تحدثني عن الرئاسة لانى رأيي انه بعد الستينيات ينبغي ان ينصرف من وصلوا الى هذه السن عن المواقع التنفيذية في السلطة ويجب ان تترك للاجيال الشابة ولا يحتكرها شخص واحد.

< لكن ماتزال تمارس دورا سياسيا لم تنصرف عنه بعد؟

- بسبب تعطيل الحزب ولولا ذلك لكان هنالك اشخاص آخرون تولوا المواقع السياسية لكن سأستمر في الكتابة والحديث وهو دور فاعل على الصعيد السياسي والاجتماعي.

< هل ستفعّل دور صحيفة الحزب وهل ترى ان مناخ الحرية في السودان مناسب؟

- ما نتمناه هو عدم استعمال الحكومة للسلاح ونطالب بالمجادلة مهما كانت طبيعتها.

< هل ترى ان الحصار سوف يزال عن السودان ولن تصبح دولة ارهابية؟

- امريكا ليس لها امان فهى ضربت مصنع الشفاء للادوية وهو مصنع ساهم البريطانيون في بنائه، وامريكا الآن تخاف من الاسلام وبعد ان زال الاتحاد السوفييتي لم يرفع الامريكيون البندقية إلا ضد الاسلام واحيانا يسمونه الارهاب.

< اليس من الواجب على الدول الاسلامية ان تضع تعريفا مناسبا للارهاب؟

- نحن الآن لا نتحكم في انفسنا فهل نستطيع التحكم في لغة العالم، وحتى كلمة الاصولية اتت من امريكا والآن تغيرت الى الارهاب وخلقت شبحا يسمى القاعدة.

< ترى أن القاعدة غير موجودة؟

- انا اعرف هؤلاء والسعودية ليست بلد تنظيمات وانما القبيلة التي تجسد الحياة الاجتماعية فلا اظن ان هناك شبكة عالمية للقاعدة.

< يعني ترى ان العمليات التي تتم ليس المتسبب فيها اسامة بن لادن؟

- لا والاعلام هو الذي نصّبه بهذه الصورة ويرسم صورة البطل في مخيلة كل شاب بأن اسامة بطل استطاع ان يخيف العالم كله وبعدها ألقى الله الرعب في قلوب هؤلاء واصبحوا يرونه في كل مكان كالاشباح.

< ما هي نظرتك الراهنة لحال الامة الاسلامية؟

- الآن الاسلام مستهدف واوروبا جربت التعامل مع العالم الاسلامي، لكن امريكا جديدة مراهقة لا تعلم شيئاً، ستأخذ جولتها، ورغم كل ذلك تجد الصحوة الاسلامية منتشرة في العالم، لكني احذر منها لانها قد تنقلب على المسلمين فيما بين بعضهم مثلما حدث في افغانستان عندما لم يجدوا العدو السوفييتي.

< دكتور كم يوما قضيت في السجن؟

- 965 يوما في هذه المرة لكن جملة الايام التي قضيتها في السجن 3465 يوما.

< في الفترة الاخيرة كيف كانت المعاملة؟

- كانت سيئة جداً.. اسوأ مما ذقته من قبل.

< كيف كانت المعاملة؟

- كنت في سجن ولا تخرج الا اذا تحتاج الى قضاء حاجة ونمنع من الصلاة جماعة ولكن بعدها سمحت لنا وزارة العدل بالصلاة مع المتهمين.

< كيف كنت تقضي يومك في السجن؟

- لا يوجد غير قراءة القرآن حيث كانت الصحف ممنوعة وبعدها حوّلت الى السجن في بيت وهو ليس بيتي وانما بيت الحكومة وكان مسموحا لزوجتي ان تعيش معي وكنت اكتب حيث انتهيت من اعداد عدة كتب.




.

Post: #125
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: nadus2000
Date: 08-22-2004, 01:29 AM
Parent: #124

Quote:


< أنت كنت الرجل الثاني ضمن العصبة التي تحكم السودان؟

- لم أكن الرجل الثاني، وإن كنت تريد الحق أنا كنت الرجل الأول في السودان لأن الحركة لم يقمها الرئيس ولم يشترك في الثورة بل أتت به من الخارج، وأقسم الإيمان بالقول أن الغربيين كلما اقتربنا من السلطة في السودان يأتون بواحد يمنعنا بالقوى المسلحة وفعلوها بالجيش الذي دخل على رئيس الوزراء وقال له اخرج هذه المجموعة وبوش جاء إلى نميري وطلب منه إخراج هذه المجموعة كما يفعلون في الجزائر وفي تركيا، لكن كنا عند موقفنا ثابتين وهو ان الحرية لا تأتي إلا بعد ان تدفع الثمن وفي نفس الوقت قلنا لا نريد ان نجعل البلاد دكتاتورية عسكرية أو طائفة لنا نحتكر من خلالها السلطة والمال وأقمنا كلنا وبرمجنا منهجنا، لكن كل خطوة كنا نتقدم فيها كانت الحكومة تتأخر ولما وضعناها في الدستور بدأت الصراعات وقلنا هل تتحرر الصحف، البرلمان قال نعم لكن الرئيس قال لا يريد ذلك، وهل ينتخب الناس ولاتهم بالبرلمان والحزب وافق على ذلك والرئيس رفضه، وقلنا هل نبسط اليد للجنوبيين لا بالسلاح وإنما بالمفاوضات أو السلام، الرئيس قال لا السلاح أولاً، وهكذا فالخلاف كان حول هذه المعاني، ونحن نرى أن بنية الدولة الإسلامية الحق الراشدة ليست الضالة هي أن تعطى الحرية للناس وأمرهم شورى بينهم، وان يتم الوفاء بالعقود التي تبرم سواء كانت سياسية أو دستورية أو صحفية أو مدنية كما فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا هو الخلاف الحقيقي بيننا.


[/RED]


.

Post: #126
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 08-30-2004, 10:34 PM
Parent: #125


الولد ساخناً يكتب سيرته الوعرة
شعر نصار الحاج
(1)
حزَمَ قِـمْصانـهُ
وأجْـهَشَ بالسَّفر
جهة العَرَاء البعيد - كائن الحريَّة المُحْـتَمَل .

(2)

كان الطِّين في النّعل نطفته الجريحة
والنجمة الحمراء في السقف البعيد سقطتهُ الوحيدة
شذَّبته الرِّيـح يوماً بالنَّديهة في ضـريح الأمكنه .

(3)

الجِّـهةُ الحاسرة الأطراف
تحتـضن الرغبة في النهاية السعيدة
غريزة الحبر التي زفتها أصوات الكتابة في عزيف الليل
الدَّم الخارج من ترنيمة الزَّحف المقدَّس
صوب كائنات الرِّيـح العاصية
هشَّمَ الظَّـمأ العنيد
خرائط الصَّحراء في السَّفر البعيد
طـاهياً مرَق السؤال من شبق الشَّظايا الضوئية
عـارياً كي لا يُنْكِرهُ الفجر
بيدهِ بطـاقة من بصيرةِ القمر
وفُـرْشاة عـاصية .


(4)


عندمـا يفتح الليل أرخبيل سواده
ناقلات البضائع المحلِّـية منتصف الليل ،
تقـترف التهريب يومياً
بآخر الذين يشتهون السفر
خارجين من بركة الحنين البريـئة
مكدَّسين في ( تناكر ) الصَّفيح
يلعقون الروائح الكَّريهة
والأنين الصَّاعد من خياشيم المرْضَى
سعداء بالألم / قرين الحُلم والحريَّة المُـحْتَمَله
بيْـنما صحراء بيُّـوضَهْ
تنـوءُ بالميِّـتين والرَّاغبـين في النِّضـال
كأعواد سمراء شققتها صدمة الرياح الجافة
والحصى اليابس، رفيق الرمال في الوحشة
والعزوف عن أجساد المصطافين والنِّسـاء
أشـواق المارقينَ من شـجَرٍ
يلفظ أنفاسهُ على قـارعة الرِّيـحِ الضَّـريرة .


(5)

كما يفضـي النشيد إلى برْزخ النَّـجاةِ العنيـد
كان يطلي شـهوة الروح بالماء
رشفـة يضئ بهـا سحـابةً راكِـدَة
جَاوَرتْهـا بُقْعة الدُّخـان العقيمة
كأنثى النجم البعيدة
تنشر في البريّةِ سيرتها .


(6)


الصُّـورة
في الأوراق الخاصة بإعلان المهرِّبين
تبدو أنيقة .
أنيقةٌ جِــدَاً .


(7)


يحتضر الوقت ،
مثلما تتدحرج الكائنات نحو الرَّمق الأخير ،
تنشطُ الذاكرة / في صمتٍ ،
ترى مستنقعَ الماضي في حيادٍ نـزيهٍ
نجمةٌ تكْوِي خيام الليل
قمصـانَ أُنوثتـها
نطفةً للنُّور في عرقِ الطَّريق
ربَّمـا
يبجِّـل الضوء سيرة الحُلم الجديـدة .


(

مسـافِراً حتى يسْـدِل الوقت شهْـوته
والريـح تسجد في عراء الرَّصـيف
مرْوحـةً لأنفاقِ الحالمين بالنَّهـار الشَّفيف .
لحظة الهروب المضيئة،
اختار ناقلة
باعَها مُـحارِبٌ تركيٌ قديم
لتاجر المواشي الوحيد بالقرية .
قذَفَ حقيبتهُ الجلدية
وصعد النافذة برَغْـبةِ ضئيلة في الوداع .

(9)


جالساً على أريكة الفراغ ،
يشاهد سباق الشجر قرب أرصفة العَرَبات،
يدحرج بلور الفراغ عن ممرات الأسى
وأرصفة الرحيل ،
قارئاً سَرْدَ الذاكـرة
رحيقاً لسِـدْرة الغياب الجديدة
والنشيد الخالد عن مرايا العراة
فاكهة يُوازي بها ثرثرة المسافرين .


(10)

سيرتهُ الوعرة
كـثَّة الهـواجس
طويلة لأقصى بادية قـلَّدها المناخ
أثواب الخليقة والفراغ .


(11)

مدينة تخب في حوافِ شُرْفةِ الغبار .
وآخر الصباح
تخلع التراب عن نوافذ البيوتْ .
تستقْبل القادمين بوجهٍ نافِـرٍ
وأحضان دافـئة .
ذاهلين من شجر يظهر في الشوارع فجأةً .
وأرصفة تلبس البياض .
غرباء يحتسون دهشة المدينة
برشفةٍ بطيــــــئة .

(12)


الولـد ساخـناً
يحلم بالنزيف على سرير الورقة البيضاء .
راقِداً على حافَّة الرصيف يكتب سيرته الوَعِـرَه
مخـفوراً بأصدقائه الجُّدُدْ .
وملائكةٌ في الطرف الآخر من سجدة الوقت
يسكبون أحبار النِّهاية
على ورقٍ صَقَلتهُ ألواح الغياب المديدة .

========================================
وعفوا للزميل المبدع نصار الحاج، في نشر هذا النص دون أستأذن

وإليكم بعض سيرة الشاعر نصار الحاج وهو عضو بهذا المنبر
http://www.arabworldbooks.com/authors/nassar_elsadek.htm

Post: #127
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 08-30-2004, 10:37 PM
Parent: #125




أثارت الصورة التي ظهرت بها مذيعة قناة الجزيرة الفضائية ذات الطلة الجميلة الأستاذة خديجة بن قنة،كثير من ردود الأفعال، حيث أنها أطلت ظهر يوم الإثنين الماضي وهي ترتدي الحجاب (الصورة أعلاه) فرغم سخونة الأسبوع الماضي من حيث كم ونوع الأخبار.

وقد فاجأت هذه الصورة الجديدة مشاهدي القناة، وكذلك وسائل الإعلام الأخرى، حيث أن كثير من الصحف ومواقع الإنترنت قد أفردت مساحة لهذا الخبر، وكذلك بعض القنوات الفضائية، لم تفوت الفرصة للنيل من قناة الجزيرة، وقد أفردت قناة المستقلة إستطلاعا عن هذا الموضوع.
بل أن بعض وسائل الإعلام العربية قد فسرت الأمر على أساس أنه تأييد لخط داعم للحركات الإسلامية، بينما ذكرت النجمة خديجة بأن الأمر لا يتعدى أن يكون قرار شخصي صادر منها دون أي توجيه، وإليكم بعض ما ذكرته في حديث لأحد وسائل الإعلام:

-------------------------------------------------
خديجة بن قنة ترتدي الحجاب


اشهر مذيعات قناة الجزيرة تقرر ارتداء الحجاب بعد تردد دام ثلاث سنوات، وادارة الجزيرة لا تمانع من استمرارها في عملها.


الدوحة - قالت خديجة بن قنة المذيعة ومقدمة البرامج في قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية الثلاثاء بعد ظهورها الاثنين على شاشة التلفزيون بالحجاب ان قرارها "الحاسم" بالتحجب اتخذته منذ ثلاث سنوات بدون ان تطبقه، لكن لقاء داعية اسلامي الاحد شجعها على هذه الخطوة.

واضافت خديجة بن قنة ان فكرة وضع الحجاب "تراودها منذ ثلاث سنوات حيث فاتحت المدير العام السابق محمد جاسم العلي في الموضوع خلال رمضان قبل الماضي وطلبت منه استشراف رأي مجلس الادارة".

واضافت ان مجلس الادارة ابلغها ان "الامر شخصي و لا تقييم له الا من الزاوية المهنية (...) وطلبوا مني اجراء اختبار في تقديم الاخبار وانا بالحجاب ثم قبلوا بالطلب، لكنني ترددت ثم تراجعت عنه".

واوضحت ان لقاء مع الداعية الاسلامي المصري عمر عبد الكافي الاحد خلال زيارة له الى قناة "الجزيرة" للمشاركة في برنامج "الشريعة و الحياة" ساعدها في اتخاذ قرارها،مؤكدة انها "استطاعت بذلك ان تهزم الشيطان".

وقبل يوم واحد من عيد الفطر، ظهرت خديجة بن قنة الاثنين بالحجاب مما فاجأ المشاهدين و"جعلهم يتوهمون بان ادارة القناة تعاقدت مع مذيعة جديدة"، حسبما ذكرت صحف قطرية اليوم الثلاثاء.

لكن المذيعة الجزائرية ليست اول مذيعة في قناة "الجزيرة" تظهر بالحجاب.

فقد كانت المذيعة القطرية الهام بدر تقدم اخبار "الجزيرة" بالحجاب في بدايات بث القناة قبل ان تستقيل لمواصلة دراساتها العليا ثم
العودة للعمل في اذاعة قطر.



==================

والآن أصدقائي وصديقاتي ما رأيكم أنتم ؟؟؟؟

Post: #128
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 08-30-2004, 11:35 PM
Parent: #127



وعفوا صديقي الصادق
فمنك تعلمنا ألا نغسل أيدينا قبل الرسم، ومن أنفسنا تعلمنا ألا نستأذن حين نضيف (نا)وننسب لنا كل الفضل، ونهديه إلى من نحب، فما اعتدنا على ورق السلوفان وشرائط لف الهدايا، فعذرا لك ولهم أصدقاؤنا وصديقاتنا -الترتيب أبجدي- هأنذا آعيد عليكم بحروف من إبداعه.
وكل عام وأنتم بخير
======================================================================================
عتمات ـ بئر الأحاجي*
الصادق الرضي


(1)
كلّ شئ محطم سلفاً
ضوء تكسّره على فمك ، ماء
كله تطويه وتبقيه على التميمة
هل جمرة تقطع خيط العنق المتدلي بصوت الوقت
تقشّر النور قصاصات مرايا وصنوجْ
وهل واسعٌ كل هذا الخراب ولا تصلح الريح إلا لكنسه
لمسح سطوته بإعادته ـ حقاً ـ لسطوته ، واسعاً
عبر ثقب إبرة ، تنظم الريح ، ذاتها
باتجاه الخراب الكثيف
بخيط
الظلامْ ؟!

هل وجدتك تصغي وترزم
من كائن فيك ، ثم صيرتني وخرجت إلىّ
من الهيكل الكائن والأرض التي
تخلقها أنت حقاً بخطوتك الساكرة ؟!

هل أقول لك السرَّ
أُخرج بئر الأحاجي التي تتأكّد فيها خطوطك مرمية
لتعيد لىّ الشئ
في قامة الظلال الجريحة
وهي تسير بيننا لتصير غابات
وأناشيد من الأعالي للنقيض ؟!

كل
شئ
محطم
من سقوف ومهاوي
من الكهوف والأقبية من كرسي السلطان والخندق
كؤوس المريسة وآلات الطرب من شوارع وشبابيك
حتى هياكل الكائنات في الذاكرة حتى جواهر الكوكب
والتعب اليومي

من سلف
كل
شئ
محطم والظلامْ !

(2)
ليقول ، يكفي أن يفرغ صوته من النعاس
ويمضي بخفة شمعة
أو نجمة
وحدها بقيت
تمشط الغرفة كلها
أو تنقض الفضاءْ

هي
إبرة تطرز صمته
هذه المرآة ، بصبره ونفاذها في العين
وهو
سلطان يكابد صدفة ما
يجالد السلطة بكأس القطران
ليصرخ تكفي عناكب أصدق من صمتها
أو جنادب ميتة ـ حقاً
أو ضفادع ـ بالكاد ـ تكفي
ليبكي
لتبقى بغرفته نجمة وحيدة
أو شمعة
لفضاء دمعته

وهي ترهف جلدتها
حد تسقط بالقاع
من الكأس

هذه المرآة / هذا الضوء
هل تجرح / هل يضمد ذاكرة التي ،
وهي تذهب في العين ـ تذهب في مائه ؟!

أين أبصرتني
يا التي تسير بضوء الشرفة وتجلس على قمر الجيران
لماذا خرجت إلى النور وبعد لم نخلق الطائر الي ينطقه
وصعدت
إلى جبل الصدفة
قبل أن يحدث غفران
أو تجيئ خيوط
تعيد لك اللعنة الأبدية
في الليل الزائل والنهار المغسول بليل آخر
من وقت تمشين عليه
إلى الشرفة والجيران ؟!

لا عفوا
كنت وراء الصدفة
نفسي ورائي ولي فوانيس أراك !

كنت أقصى دهاليز المملكة
ألملم زكائب البصيرة
على عكاز الحس
أرتب بداهات لا تصلح إلا للخرق
وكنت دانية
تحسبين كل طرفة عين تقرب
وغفلين عن رعشات الأصابع
وتهدج الأنفاس بالقرب
من كثافة الظلمة !

( كل هذا الوصف
من جسد لاتساع العين ـ فيها
من رغبة في امتلاك الرؤيا
نسف السرد وتوابع الإستطراد ! )

(3)
فجوة
من الماضي ، ثقب
مبلل بأصوات الرياحين ، جرح
اللون
كلها
عناصر
المفاجأة الأولى
لإدراك البعد عن توقع النبؤة !

وها .. أنا أدهن ما تبقى لدى من الأعراس بما
تبقى منها لتسطع وردة أحزاني بما لا يقاس
من الرهافة والحنان أخبئ تحت سور السهو
كنز تشردي في متاهات اللغة وأقبية الشرود
أغطي
كل شيئ
باحتمال آخر
وأعطي للمعنى هباءات لا تحصى كمن يفسح
للظل مساحة ويترك الضوء واقفا مثله
أجعل الجرح يبرأ بالغنغرينة ولا أترك لأي صوت
سوى اعترافه بالفراغ !

أما النبؤة التي جعلتني أتسول السلوى فمن
فتوحات رمتني بأضدادها تعرف وهي التي تجعل
من نفسها صدفة قبل أن يحدث الإشراق
وتصدف المعرفة وتصطف الملائكة لاختبار
سلفت محابره في التقاط العبر والعظات !

هكذا لا أراني في لباس اليقين
إلا
أعري
كل شيئ
من احتماله
وأعيد لنفسي يقينا عميقا بقراءة الأشياء من
قلب اللغة تلك التي تعطي لك الأشياء من عمق
سحيق في البشاشة بالمعنى ، تعطيك من كل ما تمنع
حتى لتصرف أنت الأشياء نفسها كأنك تقرأ من نفسك .
أبصر
لكني مفتون بتيه مظلم في مكان بعيد
من العالم عنه أعبئ ذاكرتي بالحلازين
أفتحه كمكان قصي على أقرب نقطة
للتلاشي
لأناديك
مفتون بفجاج الماضي وبلل الأصوات ، بجروح اللون
والثقوب لأدعوك لأنك من عنصر المفاجأة ، لأنني من قصي ..
… ماسيقبل !

(4)
كل شيئ محطم
سلفا . وأنت حين تشرع في الإستيقاظ
لا تدرك عمق الصرخة حقا لصنوك
ذاك الذي يتألم في مكان بعيد ، يحاول ينهض
، كل شيئ محطم خلفه وأمامك سلفا . في
الظلام ـ مكان النور تحدق نبه ظلك النائم
احصد الفراشات التي تلفظها الأحلام
انقض دوائر السلاسة خطوط التوهج
لا تحترس !
المكان
الجديد ـ البعيد هوالصدفة التي تخططها و لاوقت يملأ الفراغ
بالحجرات المهجورة تحسب الأيام بالعناكب الثاكلة والجرزان
المريضة والضفدع الميت توا وهو يبحث عن حياة عميقة بالجوار
السري تشخبط في حطام الموقد ببدرة السلاحف سحر الثعابين التي
قضت لتعود في الممالك المفقودة بحكمة الذي لن يجئ
بصبر الدودة تحكم الإصغاء للصور التي ترعب وتغني مثل ذئب
جريح للأعالي للولائم المسمومة والنور الشحيح

أين كانت كل هذه الدمامل كيف صار لها لذع الخمر في الجوف
الملتهب ومن أين تأتي صور الطفولة كيف كل هذي القرى
تسكن رائحة البول التي تأتي عميقا مشربة بها روث البهائم كيف
تبدو دفعة واحدة تتكشف مخلوطة بلهاث المرأة الأولى على
حائط الحمام تسندها تشم لذوجة العرق وتدنيك !
لماذا كل هذا الشوك يطلب خطوة موسومة بالتيه كيف تولج كيف
تنضجها لأي قطاف هي الحرق الذي حدث أين الثقب ؟!

يبقى كل هذا الليل تبقى خبرة الرائي ولا تهتم ما يحترسون، كله
محطم سلفا أينه الفانوس الصدئ ؟!
هات الإبريق واغتسل من اللذة السالفة . ابتدر شمسا تخصك بحدس
الصرخة التي توقظ صنوك ذاك الذي يتحرق منها عميقا بمكان بعيد
تحاول تنهض لكنه يتبع ـ من ثقبه ـ صرخة المرأة
تصفح لكنها لن تعود ..
تغطي بصبرك
كل هذا الليل بالحبر
تغطي كل هذا الكون
بالليل تغطي نجمة بقيت
تغطي
كل هذا الليل
حتى جئت تغطي ظله
كل
هذا
الليل
تمنحه الحطام !

(5)
: الغابة في البئر تخش
من القمر هارب جدول ماء صاف
وراء الشجر العاري الذي يكسو حديقة
الماضي ويجعل الغابة أقرب من قرش
بعيد لا يرى في البئر
تجعل من ذكرى لقائنا نقطة عميقة
يتلاشى فيها عالم الرغبة فيه
تجهض ابكار الامانى
والتعرف بالظلال العذبة من تلاويح الخناجر
بحة الصمت الذى يشعل كل شىْ
في حطام تسطع الاشياء منه
كانه عيد ويعلن كى يعود لأي شئ ؟!

الغابة ـ السر الذي يحمل الأماني
وتحمله الفضيحة أو خوفها
تأتي إليك بكل هذا القطن
والسيرة التي ترعش الشفة العطنة
مقدمة كأس الموقف
من عسر التفاهم حول ذكرى

غابة تأتي من البئر التي ـ في دمعة ـ تغرق من ضؤ

ويأتي شارع الغابة والماضي
على كوب شاي أو تبادل أغنيات
تأتي ميادين المدينة
كلها
في هذه اللحظة
لكن كيف تأتين سافرة
من الموت العديد إلى صمت أثير
بين صوت البرق في المطر المفاجئ
أين أدعوك لكهف
نرتبه على هذا الخراب ؟!

أنا
أصدق كل هذا الموت
من أجل أن ألمح
النجمة
التي
تحفظ ل
لمعة دهشتي
حين ولدت !

ذاك يعني أن هذا العمر
أرهف من فراشة تأكلها النار
أو يسحقها العبير
أدق من سم إبرة النهد الذي لم يشهد
اللعق كثيرا
ذاك يوحي
بالتقعر تحت سن النور
بالحلم بالأشياء ناصعة وراء الليل
يعني أن هذا الجرح أبرأ
من طعنة العمر

أخرجي من جحيم المعجزات والتفرد نادمة
لن يعود اتساخ المرايا دليل انسجام
يعود الحطام ، بلا لعنة
ليقول أكثر من نعيم لا يقدس !



* من كتاب ( أقاصي شاشة الإصغاء

Post: #129
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 08-30-2004, 11:36 PM
Parent: #127



حواء بيتا بقى الطريق ... عبدالرحمن مكاوي

حواء بيتا بقي الطريق

وحالاً يغني عن السؤال

متلفحة الحنية شال

متوسدة الهم والنعال

وقبال "تاشر" لي تعال

في عيونا حسبت الدمع

بين الرموش قدامي سال

قالت كلام بعد السلام

مداني يا وليدي العمر

وصبح محال حتى الصبر

والحال كمان والله مر

اطفالي ايتام الزمن

نايمين وبايتين القوا

وصبح سراب حق الدواء

وغلبني حل المسألة

وصعبان علي حتى السؤال.

***

دي القصة كانت باختيار


تحت الهجير ما لاقية ضل

والفقر ذلاني ذل

والعيشة صبحت تلتلة

وحق الفطور بقي مشكلة

وبقت الشوارع مدرسة

بدل الدروس كان الأسى

ومين يحمي اطفال الجياع

من التشرد - و الضياع

قبال تفكر في المشي

ما دايره منك أي شئ

غير عني تكتب بس مقال

أو قصة أو مقطع شهر

دي امانة للناس انشرا

أو قولاً لو صعب النشر

لكن وحاتك ياجناي

رغم الاسى الجوه العيون

ورغم آهات الشجون

بتمني باكر لو.... يكون

إشراق أمل وصباح ..جديد

ونغني للفجر ..الوليد

رغم الشجون

لازم يكون

لازم يكون

Post: #130
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 08-31-2004, 07:36 AM
Parent: #129


" أبنوسة ونبيلة الزبير "

فاتني الكثير حين فاتني الترحيب بالشاعرة نبيلة الزبيلة، "ومن وين أجيب كلام، لمن كانت نسج المعاني وإعادة تشكيل اللغة حرفتها" عفوا أصدقائي الذين هم هنا والذين هم هناك.
ولأماني الجندرية طيب الأمنيات
"والزول الجابك لينا زاتو جميل"

وشكرا لها وهي تهدينا أجمل بنات اليمن، ومن يحاججني على أساس نسبية الجمال، فلينتظر حتى يكتشفوا مرآة ترسم الدواخل، وتفصح عن محتويات عقلنا، وحتى ذلك الحين وإلى ما بعده، تظل نبيلة إحدى جميلاتنا.
وعفوا إن أتيت متأخرة، ولكن ظروف عودتي غير الميمونة أو المأمونة لوظيفة تمنيتها، قد شغلتني، وشفاعتكم مأمولة.
وراجعة ليكم، وحتى ذلك الوقت فأوصيكم أن تيممو وجوهكم شطر اليمن السعيد.
فإن عدتم بأحد الحسنيين "نبيلة أو أماني" فأنتم الظافرون.

نبذة قصيرة جدا عن الشاعرة نبيلة الزبير "نقلا عن أحد المواقع"

شاعرة وروائية من اليمن



حائزة على الجائزة الأولى نجيب محفوظ في الرواية والقصة عن المجلس الأعلى للثقافة بمصر. لسنة 2002



إصداراتها الأدبية:

متواليات الكذبة الرائعة /شعر / د/المستقبل دمشق91 ط 1. ط2 عكرمة دمشق 97

ثمة بحر يعاودني / شعر /الفكر دمشق ط الأولى 97

محايا / شعر / الهيئة العامة للكتاب صنعاء 999

إنه جسدي / رواية / الهيئة العامة لقصور الثقافة - القاهرة - 2000

تنوين الغائب / شعر / دار الآفاق - صنعاء - ط1 . 2001.

إلا شهقة / مجموعة قصصية/ تحت الطبع

زوج حذاء لعائشة / رواية / تحت الطبع

=========================
ونص لها يعجبني

هاديس أو نون مقترحة للجحيم *


ستكسو وجهها الحمرة

الطفلة التي تقع على الأرض لمرة ليست الأولى كما تشعر

الطريق الثانية تنفض غبار ركبتيها



عربة ستقف

ليغسل الشرطي تعب نعليه


نافورة كانت بئرا

يحاذر الأطفال أن يدلوا رؤوسهم من فوهتها

تخرج العيون من منتصف قعرها

لترى كل شيء أصفر وغريبا


هرم هذا الفرن كثيرا

يتمتم الشحاذ

تلوي أذنها المرأة التي تبتاع كل يوم خمسة أرغفة


طفلان وجه أحدهما يلمع

فاترينة الكافتريا المجاورة هي التي تلحس لعاب الولد الآخر


هذه الجلبة والغبار

لمبنى انهدم أو سينهدم بعد قليل

النوافذ والأبواب وأخشاب السقوف

لا تسمّى سرقةً عادةُ جمع الأنقاض


صاحب هذه السيارة واقف

الزمامير تثبته في الناصية

ريثما ينتهي أحدهم من العبور

ستتكدس الإشارات الحمراء في فم الولد

ليبصق بها في الإشارة الثانية


سرب حقائبَ مدرسية

تحت آباط بدأ فوحانها يفضح الطريق..

ستتخبأ، أو ستحمل هذه الحقائبَ آباطٌ برائحة مذكرة


عصير يندلق من يد رجل يعابث جنبيته[1]

بعد قليل يصب لعناته على مرآة الناصية التي استنزفت عصيره



النساء لا يجلسن إلا

تحت شجرة الزقوم

أحدهم يدفع بها من ظهرها

لكنها تترنح وتجلس تحت جذع الطلحة



عربة خضروات تندس بين وركي ولد يركض

الولد الآخر مسموم بالفتارين التي أصبحت كلها شطيرة جبن


خردوات.. ألسنة لهيب تلتلهم شريحة من الفضة

مكبرات صوت فوق عربة مقلوبة

أكوام طلاءات جافة ومطموسة

قضم بازلت.. مكعبات ودوائر هواء منخور في قلب الآجر

شمسيات لم يتبق منها إلا مكبس الزرار الذي يطلقها فلا تنطلق وإلا قضبان حديد متباعدة ومعقوفة


شمس مكسورة عند أقدام الإسفلت

ستكسو وجهها الحمرة

تنفض عن سرتها غبار المرات الأولى

البنت التي تقع للتو



* هاديس العالم السفلي أو الجحيم عند قدامى الإغريق.

[1] الجنبية: خنجر بمقبض وغمد مزخرفين يثبت بحزام مذهب ويربط حول خاصرة الرجل اليمني.

Post: #131
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 08-31-2004, 11:21 PM
Parent: #130


وقعوا على حملة التضامن مع اليمنية ليلى ردمان عايش

الى سيادة الفريق علي عبدالله صالح الأكرم / رئيس الجمهورية اليمنية
بدء حملة التضامن
تشرين ثاني 17 ، 2002 عدد الموقعين
606 وضع الحملة
(مفتوحة حتى تحقيق المطالب الواردة فيها)


تحية وإحتراماً وبعد...

نتابع نحن الموقعون أدناه بقلق بالغ قضية المواطنة اليمنية - ليلى ردمان عايش - والتي صدر بحقها حكم عن محكمة عدن في القضية الجنائية الاستئنافية رقم 105 لسنة 2000 يقضي بـ رجمها بالحجارة حتى الموت لاقترافها جريمة الزنا وهي محصنة .

اننا اذ نؤكد تمسكنا بقيم مجتمعنا العربي الاصيلة وبعدالة الشريعة الاسلامية السمحة، نرى بأن هذا الحكم ينطوي على تجاهل تام لعدد من الحقائق الهامة ومن شأن تطبيقه ايقاع ظلم لا يرضاه اي صاحب ضمير حي ومن هذه الحقائق-

- ان ليلى ردمان كانت مجرد طفلة لم تبلغ الثامنة عشر من عمرها عندما وقعت ضحية اعتداء عليها ونسميه اعتداء لانها كانت امرأة صغيرة ، امية، وحيدة ومهجورة.

- انها وان كانت لا زالت على ذمة رجل، الا انه كان قد هجرها وتركها بلا معيل مدة طويلة سابقة على الفعل المسند اليها.

- ان شريكها في -الجريمة - تمكن من خلال الادعاء بانه طلق زوجته – وحتى دون ان يثبت ذلك – من الافلات من العقاب، وقد حكم عليه بالجلد والسجن سنة ونصف، وهو الآن حر طليق مع انه استغل وضع ليلى وحاجتها للمأوى والمأكل واقام معها علاقة غير مشروعة.

- ان ليلى لم تحظ بدفاع قانوني ولم تتح لها الفرصة لعرض حالتها بصورة عادلة خاصة لجهة حقها في الرجوع عن الإقرار أو اثبات الاكراه المعنوي الذي تعرضت له أوالغلط المادي الذي تمثل في اعتقادها ان مجرد تسجيل دعوى فسخ زواج بحق زوجها يمثل انفكاكا من رابطة الزوجية.

- ان ليلى ليست سوى -حدث- من المفروض ان تحظى بتطبيق الاحكام والمعايير الخاصة بالاحداث في مجال العدالة الجنائية.

- ان من الأسس الشرعية الهامة اتاحة الفرصة للتوبة والرحمة والعفو خاصة وأنه من غير المستبعد أن الإعتراف الذي أدلت به تم كرها وتحت ضغوط غير مشروعة.

- ان فرض العقوبات البدنية وعقوبة الاعدام رجما بالحجارة حتى الموت في ظل الظروف التي احاطت بالقضية ، وفي ظل الاوضاع المعاصرة تنطوي على تعذيب وتمييز وظلم ، وقد اجتهد العديد من علماء المسلمين بجواز الاخذ بأي من المذاهب المختلفة وبالاجتهادات الاكثر ملائمة لمصالح المجتمع طالما كان الهدف اقامة العدل ودرئ الظلم وهو ما اعتمده اليمن عندما امتنع عن تنفيذ هذه العقوبات ، حيث انه من غير الشائع عن اليمن لجوءه الى هذا النوع من العقوبات وهو أمر مستحسن وقد قبله المجتمع اليمني ومن الظلم تنفيذه بحق هذه الفتاة لأن في هذا التنفيذ إستثناء على الأصل الجاري العمل به فعلياً .

- ان اليمن الذي خطا خطوات ملموسة في مجال الالتزام بحقوق الانسان بما فيه حقوق الطفل والذي ينفذ برامج ومشاريع عديدة للحد من مخاطر الامية والجهل والتمييز وللحد من الآثار السلبية للزواج المبكر والتفكك الاسري، والذي بذل جهوداً ملموسة وأتخذ خطوات فعلية لتعزيز وتطوير سيادة القانون واقامة العدل لا يمكن ان يسمح بتظافر كل هذه الاسباب لتكون نتيجتها رجم امرأة صغيرة بالحجارة حتى الموت.

اننا يا سيادة الرئيس نتوجه اليكم ونحن على ثقة بحمكتكم وانسانيتكم وقدرتكم على اصدار عفو عن هذه المرأة ومنع تطبيق هذه العقوبة وضمان تطبيق حكم المادة 434 من القانون رقم 13 لسنة 1994 بشأن الإجراءات الجزائية ، كما نناشدكم بإستخدام صلاحياتكم بموجب المادة 478 والمادة 479 من ذات القانون بعدم المصادقة على الحكم والأخذ بالإعتبار ما ورد في حكم المادة 484 والإمكانية المشار إليها في المادة 493 المتعلقة بتقرير عقوبة تزيرية بديلة عن تنفيذ الحد لأسباب شرعية .

إن أملنا كبير في إستجابتكم خاصة في هذه الظروف التي تتعرض فيها منطقتنا ويتعرض بها الاسلام والمسلمون الى حملة تشويه واسعة تستهدف سماحة وعدالة الاسلام وقدرة احكامه على التلاؤم مع متطلبات ومعطيات الحياة المعاصرة وإلى مساعي تعمل على الصاق تهمة انتهاكات حقوق الانسان والارهاب بالاسلام والمسلمين ظلما وعدوانا فالاسلام والمسلمون براء من هذه التهم غير ان بعض التطبيقات والممارسات تسهم في هذه الحملة سواء بسوء نية او بحسن نية .

إننا نأمل يا سيادة الرئيس في اصدار عفو رئاسي عن هذه المرأة والاكتفاء بالمدة التي امضتها في السجن وإطلاق سراحها ، وعلى الاقل منع تنفيذ هذا الحكم الجائر، وحماية حق هذه المرأة بالتوبة والحياة وبتصويب مسار حياتها من خلال الارشاد والتعليم والتدريب والاصلاح.

واننا على ثقة بأن فخامتكم ستولون هذه القضية الاهتمام اللازم وستضعون حدا لهذه المأساة وتستجيبون لهذه المناشدة متطلعين الى سماع اخبار طيبة قريبا.

مع وافر الاحترام والتقدير...

آخر الموقعين

وللتوقيع على هذه الحملة :
إضغط على الرابط:
http://www.amanjordan.org/petition7/index7.php

Post: #132
Title: Re: أبنــــــــــــوسة ...
Author: Abo Amna
Date: 08-31-2004, 11:29 PM
Parent: #130




العزيزة ابنوسة
لك كل الحب والتقدير علي هذا الكم الهائل من الاسهامات في منبرنا الحر خلال العام 2003 ونتنمني أن يتواصل الاسهام والاضافة رغم الالتزامات والمسؤوليات الأخري.

كل الحب لك ولنادوس وللصغار
ودمتي لنا