وطن بين الكلمات..و يا للحسرة!

كنت صغيرا..وطنيا
علمني أستاذي
أن الوطن الحب..
الوطن الصدق..
وأجمل مافي وطني العدل
..
..
..
..
وكبرت سريعا جدا..
فرحا جدا..

أتذكر كل دروس الأستاذ عن الأوطان!
لكن ..فوجئت!
فقد كذب عليَ الأستاذ..
أو..خاف لأني لن أدرك معني كلمة (نام)
ماذا يحدث لو قال الصدق؟
لو قال بأن بلادي..
أحقر دول الكون جميعا!
ماذا يحدث؟
لو قال بأن الوطن الجــوع..
الوطن الفقر..المرض..القهر.
لعلي كنت سارسم (آثاري)
وأحدد موضع خطواتي..
وسأسقي نبت في قلبي
يشعرني أن غدا أجمل آت

لكني مازلت الآن..
ويا للحسرة!

أبحث عن وطن الاستاذ..

أو..

عن وطن في كلمـاتي!

خالد الطيب

وأنا لم يخبرني ذاك الأستاذ عن الأوطان ...
عن حب الأوطان ...
عن كلمات نشيد ...
معنى الكلمات ...
وعن موسيقى تعزف ... كنا نفهمها بالفطرة ...
فقد كان الأستاذ يغيب بلا سبب واضح ...
كنا نسمعها في الأعياد ...
وحين يمر العسكر ...
كنت أركز في الخوذات ..
ولماذا يٌدجج ..
كانت تشدهني ويلات الحرب ..
ولماذا يغيب الأستاذ ...
حتى نفهم ...
معني الحرب ..
والباب الأول في الوطنية ...

محمد ..

وأجتررت أنت معي
أيامك طالب..
لكن صدقني..
في نظري
أستاذ (غائب)..
أفضل بكثير
من ذاك (الكاذب)

Quote: وعن موسيقى تعزف ... كنا نفهمها بالفطرة ...

أما نحن فقد كذب الأستاذ علي فطرتنا..

عفوا أستاذي لكنك تكذب يوميا حتي:

كاد المعلم أن يكتب كذابا في دولتنا.

رمضان كريم استاذ خالد ..كل عام وانت بخير أنت وضيوفك ..

كل عام وانتم الى الله أقرب .. تقديرى ..

مرحبا و رمضان كريم يا هند..
وكل عام وأنت بخير..

وتعلمينا ما جهلناه صغارا وكبارا..
وما شوهه الأستاذ فينا .

وهو يكذب ويدعونا كل يوم لترديد:

قم للمعلم وفه التبجيلا..

كاد المعلم أن يكون رسولا..


وما بين (كذب) الأستاذ و(غيابه)..
نجدها تلك الرسالة , وذاك الرسول!

لك خالص التحية

ضيعت عمري في البحث عن وطنك يا أستاذي..

وطنك أكذوبة..وأنت تعلم جيدا ذلك..

دعني وحدي أبني وطني من لا شيء.

وأنطبق علي معلمنا قول أحمد شوقي:

وإذا المعلمُ لـم يكـن عـدلاً
مشـى روحُ العدالةِ فـي الشبـابِ ضئيـلا
وإذا المعلـمُ سـاء لحـظَ بصـيـرةٍ
جاءَت علـى يـدهِ البصائـرِ حـولا
واذا أتى الإرشاد من سبـبِ الهـوى
ومـن الغـرورِ فسَمـهِ التضلـيـلا
واذا أصيـب القـوم فـي أخلاقِهـم
فأقـم عليـهـم مأتـمـاً وعـويـلا

وقال أيضا:

يـا أرضُ مـذ فقـد المُعلـمُ نفسُـهُ
بين الشُموس وبيـن شرقِـكِ حيـلا
ذهب الذيـن حَمَـوا حقيقـة علمِهِـم
واستعذبـوا فيهـا العـذابِ وبـيـلا
فـي عالـمِ صَحِـبَ الحيـاة مُقيّـداً
بالفـردِ مخزومـاً بــه مغـلـولا
صرعتهُ دنيا المستبـدّ كمـا هَـوَت
من ضربة الشمسِ الرؤوسُ ذهـولا
سقراط أعطىَ الكـأسَ وهـي منيـة
شَفَتـيْ مُحِـب يَشتَهـي التَقبـيـلا
عَرَضوا الحياةَ عليـه وهـي غَبـاوةٌ
فأبـى وآثـرَ أن يـمـوتَ نبـيـلا
إن الشجاعـةَ فـي القلـوبِ كثيـرةٌ
و وجـدتُ شُجعـانَ العقـولِ قليـلا
إن الـذي خَلَـقَ الحقيقـةَ علقـمـاً
لم يُخل مـن أهـلِ الحقيقـةِ جيـلا
و لربمـا قتـلَ الغـرامُ رجالَـهـا
قُتِـلَ الغـرامُ كـم إستَبَـاح قتـيـلا

ليس اليتيمُ مـن إنتهـى أبـواه
مـن هــمِّ الحـيـاةِ وخلّـفـاهُ ذلـيـلا
فأصـابَ بالدنيـا الحكيمـةِ مِنهُمـا
وبِحُسـنِ تربيـةِ الـزمـان بـديـلا

...........

الأغرب أن أبيات أحمد شوقي التي تصف الحالة وضفا دقيقا تم حذفها في نشيدنا اعلاه!