وداعاً.. خليل إسماعيل.. يا نغم التينور العذب

وداعاً.. خليل إسماعيل.. يا نغم التينور العذب


09-01-2007, 07:58 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=140&msg=1188629919&rn=0


Post: #1
Title: وداعاً.. خليل إسماعيل.. يا نغم التينور العذب
Author: Badr Edinn Abdul Rahman
Date: 09-01-2007, 07:58 AM

ليه دا كلو يا حبيبي
بعض منو يجزي عنو
ليه دا كلو انت عارف
إني واله ودمعي زارف
قلبي مُعرض عني طارف
من زمان فارق محلو
ما عرفت إيه مرادك من عنادك وابتعادك!
هل تعود أيام ودادك؟
رحل الفنان الشفيف خليل إسماعيل الذي ظل يتربع حنيناً على امتداد الأغنية السودانية، فلا غرو فقد تدفق نبع الراحل المقيم خليل مصقولاً بفتنة أم درمان ومجتمعها الفريد الذي أضاف إليه بُعداً ثقافياً واجتماعياً، كونه اختلط بأغاريق حي كلزيوم، وصداقاته الواسعة التي شملت أيضاً كبار رجالات السياسة في البلد أمثال محمد أحمد المحجوب، وقد عُرف خليل بحسن هيئته وهندامه، فهو فنان يعشق النظام والترتيب، فقد هيأ منزله لكي يصبح جنة يبتكر فيها ألحانه ويصنع موسيقاه، ألا رحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً بقدر ما أعطى من فرح لهذا الوطن الجميل..

استعاد الراحل أغنيات خسفتها تلك الوعكة التي تسللت إلى بدنه الجميل، إلى رحل عن دنيانا الفانية محدثاً فراغاً كبيراً في الوسط فلا غرو فيهو يملك صوتاً متفرداً حتى العصافير فقدت وليفها، نتمنى أن يتغمدك الله بواسع رحمته وأن يلزمنا الصبر الجميل، فأنت يا مَنْ ملأت قلوبنا بالفرح والسعادة فحملت شعاع الأمل إلى دواخلنا المظلمة التي أضناها الوجد والتعب اللهم أرحمه وأغفر له.

عُرف خليل بأنه صاحب أداء استعراضي رائع وجادُ إلى حد بعيد في تنفيذ أعماله، ويحرض ملكاته وصوته الجميل، فعندما يتكلم المتخصصون في علم الأصوات عن صوت خليل إسماعيل فإنهم يصفونه بالصوت الأعلى حدة؛ ويذكرون أن للصوت الحاد أسس وتقاسيم فيطلقون "السوبرانو" على نوعية أصوات النساء والأطفال، أما التينور فهو للرجال؛ والتينور ينقسم إلى نوعين النوع الأول أكثر حدة والثاني أقل حدة وينتمي الراحل إلى النوع الأول وهو الأكثر حدة.

وقد استطاع خليل أن يوظف هذه الملكة توظيفاً رائعاً، فغنى للثورة وللجمال وللذين تحرقهم صبابة الهوى؛ فقد خص نسيج الشعب السوداني بكافة فئاته واتجاهاته وسحنه، حيث غنى من التاكا إلى جبل مرة ومن حلفا إلى نمولي.

مسيرة خليل إسماعيل مشرقة بتواصله الإنساني ومجاملاته مع كل أصدقائه وزملائه، فكثيراً ما شوهد وهو يغني بفرقة قوامها الثلاثين عازفاً، ويُعزى إلى أنه عندما يتحرك من دار الفنانين لأحياء حفل ما فإنه يلتفت يميناً ويساراً فإذا وجد بعض العازفين ليس لديهم عمل في تلك الليلة فيقوم باصطحابهم معه، وبالطبع فإن ذلك سوف يكون خصماً على نفسه؛ كم أنت رائع يا خليل!

في الختام نتضرع إلى المولى عز وجل أن ينزل عليه شآبيب رحمته عليه ونقول أن ثروة خليل إسماعيل الفنية نجوم لامعة بين كواكب الأغنية السودانية لم تنل ما تستحقه من اهتمام، فهلا أزحنا عنها الستار وحلقنا بها نحو العالمية، وليتنا نستطيع أن ننشأ مسرحاً جميلاً يحمل اسم الراحل وأن يعود ريع أعماله إلى اسرته... ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وسوف تبقى فينا ايها الراحل في الليل وحيداً، وسوف نحقق لك حلم بكرة وذكرى الأيام الخوالي التي غنيت لها...ولا يغشاك شر، فقد رحل أجمل الناس في وطني...