... ويتوالى ركب الاعتذار لأهلنا كافة

... ويتوالى ركب الاعتذار لأهلنا كافة


08-30-2007, 07:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=140&msg=1188498110&rn=0


Post: #1
Title: ... ويتوالى ركب الاعتذار لأهلنا كافة
Author: khalid kamtoor
Date: 08-30-2007, 07:21 PM

... ويتوالى ركب الاعتذار لأهلنا كافة
خالد أحمد بابكر


حين وقع نظري على كلمة الأستاذ محمد علي جادين بـ(السوداني 11 اغسطس 2007م)، تحت عنوان (باقان أموم والاعتذار السياسي) ظننت أن الأستاذ ربما استهجن مسألة الاعتذار، لكني تأكدت بعد قراءتي أن ركب الاعتذار يتواصل بقوة. وحسناً فعل الاستاذ والسياسي المعروف بأن وقف إلى صف الوحدة داعماً لكل مامن شأنه ان يعززها في ظل هجمة شمالية ضارية تقودها صحيفة (الانتباهة).
اذا كان الاعتذار لأهلنا في الجنوب يدعم مواقف الوحدة الجادة، فلاغضاضة فيه مهما قال عنه القائلون. ماذا يضير الشماليين اذا ما اعتذروا؟ وهل ينتقص ذلك منهم شيئاًَ؟ وما قيمة التعايش السلمي Co- existence بيننا إن لم يعتذر الاخ لاخيه؟ هناك رأي سائد في الأوساط الشمالية يرى ان الاخطاء التاريخية ارتكبتها الانظمة ولم يقترفها المواطن.. ونحن نقول ان اخطاء الشمال كثيرة وعظيمة لاينكرها إلا مخاتل، ولو اننا على صعيد الافراد لم نرتكب تلك الاخطاء، ولم ندعمها، ينبغي ان نعتذر عما فعلته الانظمة الشمالية ان كان ذلك يزيل ولو قليلاً من الغبن المحتقن داخل نفوس إخوتنا الجنوبيين.
وقد رأيت في قول الاستاذ جادين نظرة اكثر عمقاً من كثير مما ينظر إليه الشماليون حين يتحدثون عن جذور مسألة الجنوب، فهو قد قال: (ولذلك علينا جميعاً ان نعترف ان (مشكلة الجنوب) هي صناعة سودانية، تتحمل مسؤوليتها النخبة الشمالية المسيطرة- بشكل رئيسي- والقيادات السياسية الجنوبية بدرجة مقدرة - ومن هنا تنبع ضرورة الاعتذارات المتبادلة بين الطرفين بهدف كشف الاخطاء القاتلة التي ادت إلى وضعية الأزمة الراهنة وفتح الطريق لإجراء مصالحة وطنية تاريخية تضع الأساس لبناء سودان ديمقراطي موحد وفاعل في محيطه العربي والافريقي والدولي).
هناك تكريس للانفصال يبدو واضحاً من قبل المؤتمر الوطني وبعض المنتمين له، ناهيك عن الدعوة لمجرد الاعتذار عن التاريخ الآثم. والدليل على مانقوله هو مانطالعه كل صباح على صفحات (الانتباهة) والناعقين فيها. فقد كتب الكاتبون وهاجموا تصريحات (باقان أموم)، ومنهم من كان يكتب وكأنه أحرص من جميع أهل السودان على خير واستقرار هذا البلد، ولوشئت لأسميت هذه الخُشُب المسنَّدة، التي لاهم لها سوى الترصد لأهل الجنوب.
إننا نطالب كل الاحرار الأوفياء في بلد الاحرار ان يدعموا كل موقف يسعى لوحدة هذا البلد - بصرف النظر عن توجهات بعض الاحزاب والتيارات سواءً أكانت حاكمة أو متوالية – ينبغي على الجميع الوقوف ضد سطوة (الانتباهة) واعوانها من مجرمي الانفصال، فالطيب مصطفى وحده ليس السودان الشمالي، وباقان اموم ليس هو ابناء الجنوب.
كما علينا ان نعي ان الوطن باقٍ، بينما الساسة يذهبون مهما طال امدهم، وتبقى الوشائج والروابط الاصيلة بين ابناء البلد الواحد.. وتلك الاواصر لاتقوى الا بتقديم معينات لها كـ(الاعتذار).
ليس من حق احد ان يحرض الناس على الانفصال ويقلل من شأن الوحدة جرياً وراء مكاسب آنية تفرضها سياسات تخص أناساً يتكسبون وراءها. ومن هؤلاء من يرى ان امر هذا البلد لا يقوم الا بوجوده ومكوثه الطويل، وانه احرص على مصلحة الوطن من فلان وعلان.. هذه كلها تصورات زائفة تمليها بعض النفوس المريضة على اصحابها حتى يتسنى لهم التمسك بالسلطة أطول وقت ممكن.
إن من افيد الاعتذارات التي يجب ان نكفر عنها، هي تلك التي قادت للأسلمة القسرية للجنوب، سواءً اكانت على عهد (عصابة نوفمبر) أو على أيام التمكين الترابي. ولا زلنا نسمع من يدافع عن تلك الاخطاء، مع ان عرابها الدكتور الترابي قد تنازل عنها في عدة ندوات، لكن يبدو ان بعضهم (بابوي اكثر من البابا)!! وما اكثر الملكيين الذين هم اكثر حماسة في السوء - من الملك نفسه - تلك العينات من البشر هي التي جرجرتنا لأزمة دارفور الحالية بمماحكتها وتباطئها منذ بداية الازمة، وكان من الممكن في ذلك الوقت المبكر ان يجد القائمون على الامر مدخلاً لحل أزمة دارفور، لكن الحزب الحاكم ابطأ سرجه، وهكذا دوماً في كل الازمات يأتي حصانه في المؤخرة، وهذا يذكرني بقصيدة لشيخ الكلاسيكية في السودان محمد سعيد العباسي الذي يقول في بعض ابياتها مخاطباً فرسه:
لاتخشَ ريِّق كوثري
واذهب لشأنك يافُدَر
أنزلتك الظل الظليل
وعين ماء منهمر
حتى إذا ما صرت تمشي
مشية المرح البطر
واستحجرت بك كاذتاك
وزانك الكشح الضمِر
أُرسلت في خيل الرهان
فجئتني الحادي عشر
جاء حصان العباسي (الأخير)، بمعنى انه لم يكسب الرهان. وحصان الحكومة في دارفور جاء (الطيش) ولعل ذلك ماجعل الاستاذ جادين يقول: (وينطبق نفس هذا الحديث على أزمة دارفور المتصاعدة طوال السنوات الاربعة الماضية حتى تحولت إلى ازمة إقليمية دولية يشرف على معالجتها بالكامل الاتحاد الافريقي ومجلس الامن الدولي والدول الكبرى المؤثرة في المنطقة، وبذلك تتسبب نخبة الانقاذ المسيطرة في صناعة مشكلة اخرى، اكثر خطورة على مستقبل السودان من مشكلة الجنوب - والمفارقة ان هذه النخبة ترجع تصاعد هذه الازمة إلى (المؤامرات الدولية الامريكية) وتتجاهل دورها هي وإصرارها على عدم معالجتها بالسرعة والجدية اللازمة- وبعد مناورات واسعة هاهي تقبل القرار الدولي (1769) القاضي بنشر قوات دولية في المنطقة).
هذا تلخيص موضوعي لمسألة دارفور، ونضيف له ان بعض النخب الاسلامية المعارضة في الخارج، نبهت الحكومة للإسراع في تدارك دارفور قبل استفحالها، ولعل الدكتور عبدالوهاب الأفندي- الاسلامي المعارض- كان من الاوائل الذين حثوا الحكومة حول هذا الشأن، ليس لحرصها على ذلك الأمر والاسراع في حله، بل لانها لاتستبين النصح الا ضحى الغد، وان كل الناصحين لها، مهما كانوا ليسوا بأعلم منها في أمر دارفور! وتلك الغطرسة هي التي ورطتنا في الأزمة، فغرقوا حتى آذانهم.

Post: #2
Title: Re: ... ويتوالى ركب الاعتذار لأهلنا كافة
Author: Abdel Aati
Date: 08-31-2007, 10:23 AM
Parent: #1

تسلم خالد على المقال الرفيع ..