شـــكراً جزيـــلاً طالـــبان

طالبان تفرج عن 12 رهينة كوريا وبرلين ترفض التنازلات


الرهائن المفرج عنهم سلموا للجنة الدولية للصليب الأحمر بغزني (رويترز)

أفرجت حركة طالبان اليوم عن 12 من الرهائن الكوريين الجنوبيين على ثلاث دفعات, وفقا لاتفاق توصلت إليه الحركة أمس مع حكومة سول.

وقال قاري محمد بشير أحد المفاوضين من طالبان إن الدفعة الثالثة من الرهائن تتكون من ثلاث نساء ورجل, وذكر شهود عيان أن المفرج عنهم استقلوا سيارة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر بعد إطلاقهم.

كما أكد المتحدث باسم اللجنة الدولية بأفغانستان غريغ مولر إن المفرج عنهم بدا عليهم التوتر لكنهم بـ"صحة جيدة".

دفعتان سابقتان
ويأتي الإفراج عن هذه الدفعة بعد ساعات من إطلاق دفعتين من الرهائن البالغ عددهم 19, الأولى مكونة من ثلاث نساء والثانية من أربع نساء ورجل. وتم تسليم الثمانية لممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بولاية غزني.

وقال مراسل الجزيرة في أفغانستان إن العملية جرت بسلاسة وهدوء وحذر من جانب الحركة، وتوقع أن يتم إطلاق الجميع مساء اليوم.

وتأتي عملية إطلاق الرهائن الذين قضوا في الاحتجاز لدى طالبان ستة أسابيع تنفيذا لاتفاق بين الحركة وسول يتضمن إطلاق الرهائن مقابل انسحاب قوات كوريا الجنوبية من البلاد في نهاية العام الجاري، ومغادرة جميع الموظفين الكوريين الجنوبيين البلاد بنهاية أغسطس/ آب الجاري, وألا ترسل سول مبشرين مسيحيين في المستقبل إلى أفغانستان.

وكانت المفاوضات المباشرة التي بدأت في العاشر من أغسطس/ آب الجاري قد توقفت قبل أسبوعين في ظل إصرار الحكومة الأفغانية على رفض مطالب طالبان.

وخطفت طالبان 23 كوريا جنوبيا يعملون لحساب كنيسة إنجيلية من حافلة كانت تقلهم عبر ولاية غزني بجنوب أفغانستان، وقتلت اثنين منهم وأفرجت عن امرأتين مريضتين في 13 أغسطس/ آب الجاري.

المصدر: الجزيرة + وكالات

إطلاق الرهائن "هدية رمضان" لكوريا الجنوبية

أمير لطيف




ثلاثة من الرهائن اللاتي تم الإفراج عنهن
إسلام أباد- أطلق مسلحو حركة طالبان اليوم الأربعاء 12 من الرهائن الكوريين الـ19 المحتجزين لديها منذ نحو 6 أسابيع أثناء قيامهم بأنشطة تبشيرية، فيما اعتبرته الأقلية المسلمة في كوريا الجنوبية "هدية شهر رمضان" لكافة أفراد الشعب الكوري، وخطوة من شأنها إزالة سوء فهم الإسلام وتصحيح صورته، بحسب مراسل "إسلام أون لاين.نت".
جاء ذلك بعد يوم من مفاوضات "ماراثونية" مباشرة شملت ثلاث جولات بين وفد رسمي كوري جنوبي وحركة طالبان في مدينة غزني الباكستانية، انتهت أمس بالاتفاق على إطلاق سراح جميع الرهائن الـ19 ومن بينهم 14 سيدة.

وبموجب هذا الاتفاق أطلقت طالبان صباح اليوم 8 رهائن، وبعدها بقليل أفرجت عن 4 آخرين ليصل إجمالي المفرج عنهم إلى 12 رهينة، وعلى الفور نقل جميع الرهائن في سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي إلى المدينة استعدادا لإعادتهم إلى بلادهم، بحسب مراسل "إسلام أون لاين.نت".

وقف التبشير

وتعهدت حكومة كوريا الجنوبية خلال المفاوضات بالالتزام بالجدول المحدد بالفعل لانسحاب قواتها العاملة في أفغانستان (200 جندي) بحلول نهاية العام الحالي، ووافقت على إنهاء كافة الأنشطة التبشيرية في أفغانستان، فيما أبدت الكنائس الكورية التزامها بموقف الحكومة.

واحتجزت طالبان 23 مبشرا كوريا الجنوبية متطوعا يتبعون كنيسة "صامويل بريسبيتيريان" في سول يوم 19 يوليو الماضي، وقتلت اثنين منهم بعد رفض الحكومة الأفغانية تلبية مطالبها بالإفراج عن عدد من قادتها المسجونين، وأطلقت سراح امرأتين.

ومن جهته قال عبد الرحمن لي نائب إمام المسجد المركزي بالعاصمة الكورية الجنوبية "سول" في تصريحات لمراسل إسلام أون لاين.نت: "إن اختطاف الرهائن في أفغانستان أضر بأفراد الأقلية المسلمة في كوريا الجنوبية وجعلها غير مستقرة"، مضيفا: "إنهم سيتنفسون الصعداء بعد إطلاق سراح كافة الرهائن، وهو ما سيعد بمثابة هدية رمضان للكوريين".

ولاحتواء هذه الأزمة التي كانت لها انعكاسات سلبية على مسلمي كوريا الجنوبية قاد عبد الرحمن وفد منظمة "اتحاد مسلمي كوريا" المكون من 4 أفراد، والذي كان في زيارة لباكستان على مدار الأيام الأربعة الماضية للمساهمة في جهود الوساطة المكثفة الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن الكوريين في أفغانستان.

ويضم الوفد سليمان لي إمام المسجد المركزي، والقيادي المسلم زكي جيونج، وذو الفقار علي خان رجل الأعمال الباكستاني الأصل المقيم في كوريا الجنوبية.

والتقى الوفد قادة إسلاميين وزعماء قبائل يستطيعون التأثير على طالبان في قضية الرهائن.

وقال عبد الرحمن: "لقد التقينا مولانا سامي الحق زعيم جماعة علماء الإسلام، وخورشيد أحمد نائب زعيم جماعة "الإسلامي" وبعض النواب البرلمانيين المنتمين للقبائل، مثل صالح شاه ونور الله قاري ومولانا ميراجودين".

نتيجة مرضية

وفي السياق ذاته أبدى الوفد رضاه عن النتيجة التي أسفرت عنها اللقاءات وجهود الوساطة.

وقال عبد الرحمن: "نشعر بالامتنان لكل هؤلاء القادة والزعماء.. لقد سمعوا وجهة نظرنا باهتمام كبير، واتفقوا على أن إطلاق سراح الرهائن سيصب في مصلحة مسلمي كوريا".

ويرى زعماء الأقلية المسلمة في كوريا الجنوبية أن الإفراج عن الرهائن سوف يؤكد أن الإسلام هو دين السلام والأخوة، بحسب مراسل إسلام أون لاين.نت.

وأوضح عبد الرحمن أنه "في الإسلام.. من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا".

وأبدى أسفه الشديد لانتشار "صورة سلبية عن الإسلام بين الشعب الكوري، وتصاعد المشاعر المعادية للإسلام".

ولفت النظر إلى أن السلطات الكورية اضطرت لنشر أفراد الشرطة حول المسجد المركزي في سول، بعد أن ألقى بعض المواطنين الحجارة على المسجد وحطموا نوافذه احتجاجا على اختطاف الرهائن.

ذو الفقار علي خان الذي هاجر إلى سول قبل نحو 10 سنوات مع أسرته، قال إنهم مروا بأوقات عصيبة بعد الاختطاف، مشيرا إلى أن كثيرا من الكوريين كانوا يعاملونهم بازدراء.

وبينما قاربت الأزمة على الانفراج رأى عضو الوفد زكي جيونج أن خطوة الإفراج عن الرهائن ستساعد في تصحيح صورة الإسلام في كوريا.

وقال جيونج لمراسل إسلام أون لاين.نت: "في أعقاب مثل هذه الحوادث، أسيء فهم طبيعة الإسلام في كوريا الجنوبية.. وبالتالي فإن إطلاق سراح الرهائن مؤشر إيجابي، يسمح بفتح أبواب جديدة للتأثير في أوساط الكوريين".

ويبلغ إجمالي عدد مسلمي كوريا الجنوبية نحو 35 ألف مسلم من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 49 مليونًا و45 ألفًا، يقطن 15 ألفًا منهم في العاصمة سول.

وعلى الرغم من أن المسيحيين لا يمثلون سوى نحو ربع إجمالي سكان كوريا الجنوبية، فإنها باتت ثاني أكبر دولة مسيحية من حيث عدد المبشرين المسيحيين الذين يعملون خارج بلدهم بعد الولايات المتحدة (46 ألف مبشر)، حيث ينتشر حوالي 17 ألف مبشر كوري جنوبي في 173 دولة حول العالم بالشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا.

وتعد كوريا الجنوبية أكثر الدول الآسيوية اعتناقا للمسيحية في الوقت الراهن، حيث يمثل المسيحيون 26.3% ، وأغلب هؤلاء المسيحيين من البروتستانت 19.7% من السكان، ثم الكاثوليك 6.6%.

Quote: وتعهدت حكومة كوريا الجنوبية خلال المفاوضات بالالتزام بالجدول المحدد بالفعل لانسحاب قواتها العاملة في أفغانستان (200 جندي) بحلول نهاية العام الحالي، ووافقت على إنهاء كافة الأنشطة التبشيرية في أفغانستان، فيما أبدت الكنائس الكورية التزامها بموقف الحكومة.