نظرية المؤامرة

رغم اعترافي بأني لست من الجهابذة في السياسة وما وراء الأخبار والتصريحات والأحداث التي تجتاح العالم والوطن..ورغم سرعة الأخبار وتوفرها لدرجة التخمة والقنوات الفضائية الأخبارية والصحف والوجوه التي تطل علينا صباح مساء والتي تقتل التفاصيل تحليلاً..رغم كل ذلك يظل الاحساس بكل الحقيقة غائباً..الأعلام كسلاح تمارسه كل الأطراف القوي منها والضعيف يضيّـع الحقيقة..وأصبح في الامكان أن تسمع على هواك لدرجة "الشبع" وأنت تؤمن وتقسم بحياتك بأنها الحقيقة.
أنا أرفض من يتبنون نظرية المؤامرة ومن جعلوها "شماعة" وتفسير "جاهز" يمكن تفصيل كل الأحداث عليه. ولكنننا يمكن أن نتحدث عن الأجندة الخفية وعن أشياء تدار حول الأبواب المغلقة وعن حروب اعلامية صنعتها الكذب ، شعب الله المختار الذي يدير الأحداث وعن دولة ترعب العالم ويتبعها علناً وخفاءاً وقد استباحت كل الأراضي والنفوس بدون حسيب أو رقيب ، هذه أشياء نراها أمامنا..ولكن ماذا عن شيوخ دين يذكرون الناس بالفتن التي أتتنا آخر الزمان وعن جهلنا ونومنا في العسل ونحن لا نعرف ما يحاك ضدنا ، ماذا عن التقارير الاعلامية والمقالات وغيرها التي تجعلنا في دوار دائم وأن كل ما أمامك ليس كما يظهر وكما تراه عينك ، وأن ليس هناك حسن نوايا مثلاً من أولئك الناس وكل ما يفعلون هو شرير ، ماذا عن صناعة الخبر واستغلاله ثم طبيخه حتى يستحيل اللون والرائحة ويصبح جاهزاً لنتأكد بأن هناك من يود افتراسنا ، وبين هذا وهذا يمكنك أن تصدق وتكذب في دقيقة واحدة وربما تكذب وتصدق في الدقيقة التي تليها. وبين الجاهل ثم البسيط ثم المثقف ثم المثقف الواعي الخبير لا توجد فروقات كبيرة.


لنا عودة

لو الله مد في عمرنا ولو عرفنا "حبة حقيقة"