ماذا قالت الصحف المصرية عن المباراة ؟؟!!

صحيفة الأهرام :


في الجولة قبل الأخيرة بدور الثمانية لدوري أبطال إفريقيا

الأهلي يلقي هزيمة ثقيلة أمام الهلال السوداني‏3/‏ صفر بأم درمان‏!‏

حامل اللقب كان متواضعا وثقيلا ومنكمشا

وبدون خط وسط أمام منافس سريع ورشيق‏!!‏

رسالة السودان‏-‏عبد الشافي صادق‏:‏

هدف‏..‏ والثاني‏..‏ والثالث‏!!..‏ والحضري ينقذ الرابع والخامس‏..!!‏ خلال مباراة الأهلي والهلال السوداني التي انتهت بفوز الهلال صفر‏/3‏ أمس علي ملعب أم درمان ضمن الجولة قبل الأخيرة للمجموعة الثانية لدور الثمانية بدوري أبطال إفريقيا‏..‏ ولكن لماذا كل هذا؟

الأسباب معروفة وكانت واضحة خلال المباراة وأثمرت عن هذه الخسارة الثقيلة‏(‏ لحامل اللقب‏),‏ فالهلال كان متحمسا وسريعا ورشيقا كعادته علي ملعبه وسيقان لاعبيه تخطف الكرة وتمررها بشكل صحيح‏,‏ بينما كان الأهلي ثقيلا ومتراجعا ومنكمشا وبدون خط وسط ومهاجموه يدافعون ومدافعوه مرتبكين وبدون خطة تتلائم مع حماس منافسه أو حتي تستطيع إيقاف فيضانه‏!!‏

وترتب علي ذلك تراجع الأهلي للمركز الثاني برغم تساوي الهلال معه في رصيد‏9‏ نقاط لكل منهما بالمجموعة ولكن فارق الأهداف في لقائهما معا يرجح كفة الهلال للصدارة‏,‏ حيث خسر في القاهرة بهدفين فقط مقابل لاشيء‏,‏ وبذلك اشتعلت المنافسة في المجموعة من جديد خاصة بعد فوز أسيك الإيفواري أمس علي الترجي التونسي‏2/‏ صفر‏,‏ ليرتفع رصيد أسيك إلي‏7‏ نقاط ويحتفظ بأمله في التأهل واضعا آمالا كبيرة علي مباراته القادمة في الجولة الأخيرة مع الأهلي بالقاهرة‏.‏

فيضان هلالي‏!‏
جاءت بداية المباراة نتيجة طبيعية للأحداث الزجاجية التي سبقتها وتصريحات التار‏..‏ والنار التي ملأت الصحف السودانية وانتقل فيضان الحماس منها يلهب مدرجات ستاد أم درمان ويغمر أرضية ملعبه‏,‏ فبدأ أصحاب الأرض مبكرا يبحثون عن تحملهم سيقانهم الطويلة وعدوهم السريع يحملون جميع أسلحتهم وأوراقهم التي لم يدخر منها مدربهم شيئا أمام ضيفه القادم من القاهرة بخلطة سريطة خالية من الفلافيو‏!.‏

وهكذا بدأ الشوط الأول متوترا وحماسيا خاصة من قبل لاعبي الهلال الذين سيطروا كثيرا علي وسط الملعب بتقدم أكثر من لاعب للهجوم الذي لم يقتصر علي كلايتشي وجودوين فقط‏,‏ بل امتد ليظهر فيه جاستين وهيثم مصطفي وسيف مساوي ولم يقتصر الأمر علي ذلك فكان هناك المزيد من التقدم الهجومي للهلال الذي أتي بدوره علي انكماش وسط ملعب الأهلي‏,‏ بل اختفي تماما حسن مصطفي وحسام عاشور وبدأ المهاجمون يدافعون‏!!.‏

وهذا الشكل المندفع والضغط المستمر للاعبي الهلال وتسديدات جودوين وانفرادات كلاتشي والكرات العرضية لهيثم مصطفي وجاستين كانت وراء غياب السيطرة الأهلاوية‏,‏ وأظهرت الأخطاء الدفاعية خاصة الارتباك الذي يظهر في الكرات العرضية وتألق الحضري وبدأ يظهر دوره في أكثر من مشهد حصل فيه علي تصفيق الجماهير لبسالته في انقاذ مرماه‏.‏

ولعل تقدم أحمد عادل كثيرا فتح ثغرة خلفه استغلها الهلال كثيرا أيضا‏,‏ بالرغم أن أحمد عادل لم يقدم أي كرة لزملائه في الأمام‏..‏ فأين كان؟‏!..‏

يضاف إلي ذلك عدم قدرة أو وجود سرعة ملائمة لمهاجم الأهلي عماد متعب لاستغلال الفرص الكاملة وليس أنصافها لتشكيل خطورة علي مرمي المعز محجوب حارس الهلال‏,‏ فيبدو أن توقفه عن اللعب الفترة الماضية قلل من سرعته واتضح ذلك في الدقيقة الأولي المحتسبة من الوقت بدل الضائع عندما كان قريبا جدا من مرمي الهلال ولكن لعدم وجود طاقة وسرعة اضطر للسير عرضيا وانتظار مدافعي الهلال ليرسل الكرة إلي أبوتريكة الذي سدد في يد المعز محجوب‏.‏

بالفعل لقد كان شوطا حماسيا‏-‏ وشهد فيضانا هلاليا‏-‏ علي طريقة فيضان النيل الذي يغمر السودان الآن‏-‏ ظل يدفع لاعبو الأهلي للوراء كثيرا طوال دقائقه وكان نجمه عصام الحضري‏,‏ حيث لم يظهره مهاجمو الأهلي ولو حتي في اللقطات التي أتيحت لهما‏.‏

ثلاثة أهداف‏!!‏
ومع بداية الشوط الثاني لم يخطر ببال أحد أن ينتهي اللقاء بهذه الخسارة الثقيلة للأهلي بثلاثة أهداف لمصلحة الهلال السوداني‏,‏ حيث توسمت جماهير الأهلي أن يتحسن الحال في الشوط الثاني ويعدل الفريق موقفه ويدافع ويناور ويتصدي لحماس منافسه‏,‏ ولكن العكس تماما هو ماحدث حين إفتتح داريوكان أهداف الهلال في الدقيقة الـ‏13‏ من زمن الشوط الثاني عندما اخترق صفوف دفاع الأهلي متجها نحو الكرة برأسه ومسجلا في مرمي الحضري ويقف بجواره عماد النحاس متابعا فقط دون أن يفعل شيئا في بداية مرحلة توهان لاعبي الأهلي في الملعب وانتهاء الموقف تماما لمصلحة الهلال الذي ساندته الظروف ايضا بإصابة أبو تريكة ليختفي الأهلي تماما وتأتي بعد ذلك الأهداف تباعا‏,‏ فيسدد جورنجو من مسافة بعيدة كرة قوية مثل الرصاصة تخترق طريقها إلي شباك الحضري دون صعوبة لتعلن عن الهدف الثاني‏!!‏

وبرغم ان جوزيه حاول إيقاف النزيف والاكتفاء بالهدفين حتي لاتتحول الخسارة إلي ثقيلة وقام بتغييرات دفاعية بنزول وائل جمعة بدلا من بركات‏,‏ إلا أن جودوين كان له رأي آخر قبل نهاية اللقاء بأربع دقائق وتوغل وانفرد وسدد واحرز الهدف الثالث لترتفع النتيجة ويحقق الهلال فوزا كبيرا ويلحق بالأهلي خسارة ثقيلة في مباراة يستحق فيها بالفعل الفوز علي أدائه المتميز‏.‏