حلقة الإنشاد الصوفي... روحانية الكلمة والنغم مع عبد الغني كرم الله (تسجيل صوتي للحلقة)

حلقة الإنشاد الصوفي... روحانية الكلمة والنغم مع عبد الغني كرم الله (تسجيل صوتي للحلقة)


08-16-2007, 11:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=140&msg=1187260172&rn=0


Post: #1
Title: حلقة الإنشاد الصوفي... روحانية الكلمة والنغم مع عبد الغني كرم الله (تسجيل صوتي للحلقة)
Author: الطاهر عثمان
Date: 08-16-2007, 11:29 AM






رابط تحميل الملف الصوتي:

http://up1.m5zn.com/ghani.rm.htm

Post: #2
Title: Re: حلقة الإنشاد الصوفي... روحانية الكلمة والنغم مع عبد الغني كرم الله (تسجيل صوتي للحلقة)
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 08-19-2007, 07:58 AM
Parent: #1


عزيزي الطاهر..

فلنحكي عن الطفولة...

في قرية تنام، وتصحو، وتحلم، على ضفاف النيل الازرق، وفي ثلث الليل الداجي، نسمع:

يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا
واغفرلنا ما مضى ياواسع الكرم
مولاى صلى وسلم دائما ابدا على حبيبك خير الخلق كلهم
يا اكرم الخلق مالى من الوذ به
سواك عند حلول الحاث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بى
اذا الكريم تجلى باسم منتقم
فان من جودك الدنيا وضرتها
ومن علومك علم اللوح والقلم
يانفس لا تقنطى من ذلة عظمت
ان الكبائر فى الغفران كاللمم
على النبى بمنهل ومنسجم
مار نحت عذبات البان ريح صبا
واطرب العيس حادى العيس بالنغم
نعم
هو الحبيب الذى ترجى شفاعته
لكل هول من الاهوال مقتحم

يصدح بهذا الصوت، الامين، ذو صوت شجي، مع قرع الطبل، وحرق البخور في المسيد المجاور للبيت، ..

كان صوت الطبل، قويا، يهز ليل القرية، وحيواتها، بل تتوحد القرية، في صمتها القوي، مع هذا الصوت، تتسمك به، ينبض القلب مثله، دق دق دق، كنت صغيرا، اسمع وضوء امي يوشوش في الخارج، أحن لها، في شتاء قارس، وانا مندس في بطانية قديمة، خشنة، بها ثقب مثلث، صنعته المكوة (حين اهملت، كعادتها، اختي وهي تكوي لأخي المسافر لمدرسة الخرطوم القديمة، وهي تغني، أنها طفلة،)..

من الشباك الموارب، ارى النجوم، ساطعة، حزينة (لم؟)، حزن غريب، بل أقرب للجزن الجميل، من الحزن البيل، تومض النجوم بشكل غريب (أتسبح)، لمن؟، اسمع بول يندلق للارض من عنقريب مجاور، هناك همهمة من أخرى نائمة قربها، همهمة غريبة، تزيد من ذاك الحس، يقشعر جسدي، حين اسمع صوت الابريق وامي تتوضاء في الخارج، في الحوش، وقد ملأت الابرق (من برميل با رد في طرف الحوض)، وهي تهمهم، في تلك الظلمة، وتدعو لبناتها، وابنها الصغير، مم تخطاب، وبهذا الحضور، أهناك قوى تسمع، وتستجيب..

ثم تدخل الغرفة الطينية المظلمة، كي تصلي، وهي لا تخاف (من لعقارب والحشرات والعناكب)، في تلك الظلمة، من يحمي امي من هذه الاشياء، والتي كثيرا ما ارها، وانا انحشر تحت العنقاريب، أو الدولاب..

الدروايش في المسيد، اعطو انطباع بحب الله، وعشقه...هناك دوريش يصيح (واااااي كر أنا منو؟)، فعلا منه هو؟ وهو كبير السن، يصرخ، و يلف ويدور.. للطفولة اشجان، والحان، وجوى...

وجود المسيد، أثرى حياتي، بشكل جميل، اتمنى الكتابة عنه، أنه عالم، مجانين، وزوار، واضرحة، وطلاب ثم الكتب الصفراء الصغيرة تملأ البيت (مفتاح البصائر، وسراج السالكين للعبيد ودبدر، ثم "المعراج)، تلك الصورة الآخاذة، معراج لم نسمع به في المدراس، كان يحكي لنا في حوش رملي جميل، تغوص ارجلنا، ونحن نسمع قصة المعراج الطويلة، فيحلق الخيال، لهناك، لسماوات، وملائكة، وأنس وجن، وحور، وخمر، وموتى يتكلمون، وانبياء يغازلون، وفيوضات تغرق، ماهذا، أهكذا الحياة وسيعة.....

كانت طفولة دسمة، (الدقة صدرو، شيطانو قدرو)، راجل العيلفون الاسرع من التلفون، كنا نقف مع المعجزة، كجزء من نسيج القرية، لا استحالة في ثقافة القرية،نتكلم مع الموتى، نغشى ضريح ابو شملة، نسلم عليه، ونشكو له (الغنماية الخضراء راحت)، .... براح فكري (صار الباراسكوجلي(، اليوم يمتدحه، والاثير المفتوح (لقناة الجزيرة ومثيلاتها)، لم يعد ينكر : كسر العادة)..

ونحن اطفال يحكى لنا، عن الطفل، الذي حمته المطرة، وعن وعن وعن، واقعية تقوم على الاستحالة، وحفز الذات، لرؤية ما لايرى..


لك المحبة، اخي الطاهر،..