مـــن الإرشيــــف .. أسامـــــة معــاوية الطيـــــب ..

.


سمــــــاء الغرباء تمطر القرب

سماء الغرباء تمطر القرب

هل يخشى الماء أظافر السفن
حين يغلّفها الليل بسموم الرحيلْ
والبحر منذ خطيئته الأولى
- التحرّش باليابسة –
يشتكي ضيق أثوابه
ويتمطّى على حافة المستحيلْ
الأطفال يقذفونه
ببيوت الرمال
والأرجل الحافية
وهو يقذف الشاطئ بافتراق النخيلْ
الماء يسأل الليل
عن اللون ومفتاح الأوتار
ووقت جنوح الأطيار عن المعنى
ولكن الليل يخنق للماء
خيول أسئلته ويتسلّى بالصهيلْ

****

مشى يوما على جراح الأغنية
لحناً يتسلل من رموش القصائدْ
الوطن ساكنٌ
لا يبلّ صمت السؤال المجّنح بالوعد
يحشد لغائب الكلام
كل الأكاذيب والأساطير والموائدْ
عندما تخلف الريح مواعيد زيارتها للحقل
تكفكف النخلة أدمعها
فموسم الطلق عائدْ

****

عبر فصدمته السيّارةْ
لو وقع على الحلمِ أو الأمسِ
لمات
لكن الإسفلت الممتدّ بلا ماضٍ
في بعض الأوقات بشارةْ
دخل فلحقت هزّات العمرِ بخطوته
وتفرّق هذيان المارّةْ
خرج على شط التاريخ ليتمشّى
وأدته عبارةْ

****

كان عبد الواحد
مجتهداً في الحقل
يربّط أطراف الثوب
بفتلة عشبٍ رطبةْ
ويغني في آذان الوقت
حصاد الأيام الخضراء
والجدول مشغولٌ
بأغاني الماء وخطوتها التَعِبةْ
ينكسر فيغرق ذهن الدرب
بقافية الإعياء
وعبد الواحد في وحدته
لا يهتم بشوك الشمس على ظهره
لكن الدينُ على الرقبة
ما أنفكّ ينغِّز في الرقبةْ
والموسم جاء
وغداً تمتلئ مسام مخازنه الخرِبةْ
كان المعول مشغولٌ
بعبوسِ ( الدِّية)
- عبد الواحد كان كثير الأسماء -
فالموسم جاء
لكن حصاد الموسم
ما سرّ مخازنه الخرِبةْ
دفّق من فوق سقوف البنك
ونضّر وجه الشرفات المحتجبةْ
وعبد الواحد في الظلِّ
ينغّز شوك الشمس على يده
والديْنُ على الرقبةْ
والجدول مجتهدٌ
يسقي في الحقل
لزارعه كذِباً كذِبا
ويحمّل كل زكائبه للبنك وللشرفات المحتجبةْ
المعول منكفئٌ
يبكي
يا كبد الأرض الملتهبةْ

****
الرجل يطعم الحمام بيديه
في ساحة الميادين الكبيرةْ
الرجل في الحقل
يقتسم مع أسراب الطيور
قمحه وشعيرهْ
الرجل في الغابة
يستظل بشجرة الأسود
هائماً على وجه حيلته
- حين تخرج الثعابين من قمصانها
في أول الغدر –
ثم يواصل المسيرةْ
الرجل هالةٌ من المعاني
والكون حالةٌ من ارتداده للبصيرةْ
***
نسمّي الطفل جدّه
وقد فات الوقت والأحلام
يطلي الشيخ ضحكته
برياح البحر
وغناء السواقي كقطارٍ يطارد العيد
والحفيد
يشاكس الأيام بالعصافير في أقفاصها
والورود في حديقتها تراشق الندى على فراشها الجديد
قطعة من البحر
كان يرتادها جدّه حافياً
ظمآن يتشهى المنام
يجلبها له أبوه بأسماكها – يا مقرّب البعيد –
في غرفته عدوّة الظلام
نسمّي الطفل جدّه
وما قام على حقول ذاكرته
واشتعل في مرافئ الوريد
يعدّ الحكايا وقصص الجدّ
من عاشر الأوهام
الطفل والجدّ
شوكتا ساعة النشيد
يدوران في أزمانها
وينضمّان في الختام

***
الجرحُ أن يبيعَ خاطر الغريقْ
لحظة المماتِ
بالحياةِ الوهمْ
الجرحُ أن يضيعَ صبركَ الصديقْ
بزمان الحواةِْ
في مهبّ الألمْْ
الجرحُ أن يذيعَ سرّك السحيق
قبل أوان الفواتْ
لبنات الندمْ
الجرح فوق ما تطيق
تحتويك القيودْ
إلى حدود العدمْ
خلف كلّ ضيق
ازرع الوجودْ
باتساع القلمْ
أسامة معاوية الطيب

أخونا معاوية:

سلامات ..

Quote: والبحر منذ خطيئته الأولى - التحرّش باليابسة – يشتكي ضيق أثوابه

أعجبتني الصورة هنا.

أظن و بعض الظن إثم أن هذا النص لو تحرر من القافية لصار أجمل.

أسامة صاحبنا الذي ببلاد الفرس

يا سلام و يا حليله يا كرفس

الأخ كرفس

ياخي الله يديك العافية
..
شقي الحال ده مش الكسرة هنا في
الوداهو للـ (كسرى) الهناك شنو؟
..
.

الجرحُ أن يبيعَ خاطر الغريقْ
لحظة المماتِ
بالحياةِ الوهمْ
الجرحُ أن يضيعَ صبركَ الصديقْ
بزمان الحواةِْ
في مهبّ الألمْْ
الجرحُ أن يذيعَ سرّك السحيق
قبل أوان الفواتْ
لبنات الندمْ
الجرح فوق ما تطيق
تحتويك القيودْ
إلى حدود العدمْ
خلف كلّ ضيق
ازرع الوجودْ
باتساع القلمْ


لاول مرة مرة اتنشق عبير
كلمات في هذا البورد

شكرا معاوية
وشكرا مرتين خدر