عدم زيارة المعسكرات في دارفور كانت خطوة في منتهى الواقعية !!!!!!

عدم زيارة المعسكرات في دارفور كانت خطوة في منتهى الواقعية !!!!!!


07-30-2007, 11:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=140&msg=1185792269&rn=0


Post: #1
Title: عدم زيارة المعسكرات في دارفور كانت خطوة في منتهى الواقعية !!!!!!
Author: Abubaker Ahmed
Date: 07-30-2007, 11:44 AM

حاطب ليـــــــل

عبد اللطيف البوني


عساكر ومعسكرات



أفاض الإعلام المحلي في كشف المكاسب التي تحققت من زيارة السيد رئيس الجمهورية لولايات دارفور، حيث ذهب «سيادته بجماعتو» وعاد بعد أن أرسلهم أمامه فطالما أن الأمركذلك فلماذا لا يجعل سيادته الفاشر أو نيالا عاصمة ثانية للبلاد تمضي فيها الحكومة كذا أسبوع بين الفينة والأخرى ولتقليل تكلفة الترحيل نقترح تنشيط السكة الحديد ليعود قطار نيالا الى سابق عهده وأتمنى من كل قلبي أن يكون كل الأكل والشرب في الزيارة السابقة والزيارات اللاحقة محلياً أي لا رغيفة ولا زجاجة ماء من العاصمة ولكن أن لم تخني عيناي فقد لحظت في التلفزيون أن هناك مشروبات غازية من بنات الكولا وقوارير ماء من شركات المياه إياها وفي تقديري أن أسوأ صناعة شهدتها بلادنا في الأعوام الأخيرة هي صناعة تنقية المياه ، فمياه سليل الفراديس كان ينبغي أن يشربها الجميع صفواً من حنفياتهم ولكن ما في نصيب وهذا موضوع آخر.. فذهاب أي طبيخ أو طباخ لدارفور لتقديم الخدمة لأي زائر يعتبر جريمة لأن نساء دارفور من أمهر نساء السودان في فن الطبخ ولو كنت مندوب السودان في الأمم المتحدة لاشترطت على القوات الهجين عدم استيراد أي أكل أو مشروب من خارج دارفور«فالعاجبو يجي والما عاجبو مايجي» وأؤكد لكم أن المليارات السبعة المرصودة للهجين سوف يذهب معظمها في الأكل و«الشراب» الملايين في الشراب مهمة جداً والترفيه بما فيه الحاجات التانية الحامياني.

عودة الى موضوعنا وإن لم نخرج منه أصلاً فأجمل ما في رحلة السيد رئيس الجمهورية لدارفور هي عدم زيارته للمعسكرات لأن المعسكرات كما هو معلوم معبأة بمشاعر عدائية شديدة ليست تجاه الحكومة فقط بل تجاه أي قادم من وسط السودان ومعلومة قصة العسكري الذي قتلته النساء بالضرب بالعصي كما الكلاب الضالة ولم يكتفين بقتله بل قلعن آلية الذكورة فيه ووضعنها في فمه. وذكرنا من قبل في هذا العمود كيف أن الأطفال عندما يأتي أوربي للمعسكر يلتفون حوله ويصيحون «خواجة»(OK) وعندما يأتي سوداني من الوسط

يشيعونه قائلين «نو أوكي » (NO O.K) لا أحد يلوم قاطني المعسكرات على ما هم فيه من مرارات،
فالمعاناة التي أودت بهم الى المعسكرات لا أحد ينكرها فلو أصر أي مسؤول حكومي على دخول المعسكرات سيؤدي ذلك الى تكلفة أمنية باهظة ولن تجدي وستؤدي الى إشعال فتنة لا يعلم مداها إلا الله، فكلنا يذكر أحداث الجزيرة أبا في العام1970، فالرئيس نميري يومها أصر على زيارة مناطق الأنصار في النيل الأبيض وهو يعلم التعبئة التي كان يقوم بها الإمام الهادي المهدي عليه رحمة الله، فكان حادث الشوال الشهير وما تبع ذلك في الجزيرة أباوودنوباوي، فالزائر مهما كانت مكانته عليه التأكد أولاًمن ترحيب المزارين به، فالمعارض الذي استنطقته الجزيرة قال إنه يتمنى لو كان الرئيس قد زار المعسكرات، ولا أظن أنه يريد ذلك حباً في المعسكرات.

عدم زيار المعسكرات كانت خطوة في منتهى الواقعية ولكن هذا يعني أن هذه المعسكرات هي عقدة العقد في دارفور وأنها نواة مشكلة دارفور وأي جهد لحل مشكلة دارفور لايركز على هذه المعسكرات سوف يتبخر في الهواء قبل أن ينزل على الأرض، دراسات كثيرة أطلعت عليها تؤكد أن متغيرات سكانية وهويوية واجتماعية ونفسية عنيفة قد حدثت في هذه المعسكرات ولكن لابد من أن يبدأ الحل بالنواحي السياسية فهؤلاء الناس قضيتهم واضحة جداً انهم يجب أن يرجعوا الى ديارهم وهذا لا يتأتى إلا بتوفير الأمن وبقية متطلبات الاستقرار، وأخشى ما أخشاه أن تكون هناك مطلوبات قد استجدت بفعل الحياة في المعسكرات