قارئة الفنجان

قارئة الفنجان


07-22-2007, 11:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=140&msg=1185143322&rn=0


Post: #1
Title: قارئة الفنجان
Author: elnawrani margan
Date: 07-22-2007, 11:28 PM

تحدث السيد صفي الرحمن المباركفوري رحمه الله في كتابة القيم (الرحيق المختوم) عن ديانات العرب في الجاهلية قال ما نصه:
وكانوا يؤمنون بأخبار الكهنة والعرافين والمنجمين، والكاهن: هو من يتعاطى الأخبار عن الكوائن في المستقبل، ويدعي معرفة الأسرار، ومن الكهنة من يزعم إدراك الغيب بفهم المطية ومنهم من يدعي معرفة أمور بمقدمات وأسباب يستدل بها علي مواقعها من كلام من يسأله أو فعله أو حاله، وهذا القسم يسمي عرافاً، كمن يدعي معرفة المسروق ومكان السرقة والضالة ونحوهما. والمنجم: من ينظر في النجوم أي الكواكب، ويحسب سيرها ومواقيتها، ليعلم بها أحوال العالم وحوادثه التي تقع في المستقبل. والتصديق بأخبار المنجمين هو الحقيقة إيمان بالنجوم، وكان من إيمانهم بالنجوم الإيمان بالأنواء، فكانوا يقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا. انتهى كلامه.
وقليل من التأمل في حال مجتمعنا السوداني يجعلنا ندرك سريعاً أن ما كان يؤمن به العرب في جاهليتهم ما زال مستشرياً في واقعنا المعيش! فالمجتمع- بكل أطيافه يحوي أعداداً معتبرة من الذين يؤمنون بالكهانة أو العرافة أو التنجيم، تشاهد ذلك في قطاعات المثقفين والعوام والرياضيين وأهل الفن والغناء.
فالمثقفون في بلادنا دأبوا علي قراءة صفحات (أنت والنجوم)... (حظك اليوم)... (حظك من السماء) في الصحف والمجلات السيارة، وهذه الأبواب وإن اختلفت أسماؤها إلا أن فكرتها واحدة... فهي تتكهن لكل مجموعة من الناس حسب (البرج) الذي ولدوا فيه: برج الحمل، برج الدلو، برج القوس... الخ. وإذا رجعت إلى أول المقال تجد أن تعريف التنجيم والكهانة ينطبق علي أمثال هؤلاء الذين تقول لهم صفحة الأبراج: (مفاجأة سعيدة تنتظرك هذا الأسبوع).. ويظل "المثقف" ينتظر المفاجأة ولا تأتي! ولكن ينطبق عليه حديث الرسول صلي الله عليه وسلم: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه، لا تقبل له صلاة أربعين يوماً) فإذا كان هذا حال المثقفين الذين يقرأون فكيف بالعوام الذين (يتحكّرون) عند راميات الودع وضاربي الرمل وباعة (العروق)؟.
أما الرياضيون فلهم نصيبهم من هذا الاعتقاد الفاسد كبير، ولا تفتأ المجتمعات الرياضية تتحدث عن "الأناطين" والهمس دائماً يدور حول (لعيبة كبار) لا ينزلون الميدان أبداً إلا إذا تأكدوا أن المباراة (مكتفة).. والجمهور على هذا الحال ما أن يرى كرة أخطأت طريقها إلى المرمى حتى (يحلف) بأن الكورة فيها فكي!!.
أما أهل الشعر الغنائي فحدث ولا حرج، وكأن من مكملات المغني السوداني ولوازمه أن يغني (لست الودع) لكي تخبره أين ذهب محبوبه؟ وهو هنا ينسب علم الغيب لتلك المرأة العجوز (المشلخة) التي تسكن في كوخ حقير في أطراف المدينة- تعالي الله عما يقولون.
وقد طرب من طرب بقصيدة نزار قباني ( قارئة الفنجان)... التي قالت له (الحب عليك هو المكتوب يا ولدي) فصدق تلك المرأة الغجرية الجاهلة التي جعلها تشارك الله جل وعلا في علمه بالغيب.
وقد يقول قائل: إنه يتغنى فقط... بكلام من (الطوق ولي فوق) فنقول: كل إناء بما فيه ينضح!! وأمور العقيدة الجادة يجب ألا تخضع لمثل هذه الألاعيب.
(هذا المقال لداعيه سودانى)...............................ابومحمد