عراك المنبر يشبه عراك قرانا أيام الديمقراطية

يتغير شكل رتابة حياة القرى أيام الانتخابات في العهود الديمقراطية
يستدعي الناس مواقفهم القديمة .. قبل أن يحل عليهم نظام العسكر
ويظهر المرشحون بملابسهم الأنيقة وعرباتهم وتواضعهـم المصطنع
وإدعاء التفاعل مع قضايا الريف .. كهرباء .. موية .. مدارس .. شفخانات
مراكز صحية .. شارع ظلط .. شريعة إسلامية .. ويزدهر فـي
تلك الأيام تجار السياسة الريفيين الذي يشحذون ألسنتهم لإقناع
المرشحين بأنهم الأكثر قدرة على حشد الأصوات ليتكسبوا ببيع
أصوات ذويهم ومن يستطيعون إقناعهم بدريهمات لا تقيم أصلابهم ..
.. وتسؤ العلاقات الإجتماعية بين الأهل وتسمع ألفاظاً جارحة وإتهامات
وتسمع قصصاً كثيرة عن أن فلان أدوه قروش .. وأن المرشح رسل
3 لواري قش لبهائم العرب الرُحل وخلاص ضمن أصواتم ..
والبعض يحذر .. ما تصدقوا المرشحين ديل وتخربوا علاقتكم ساكت
والله البفوز تاني ما تشوفوهو .. وتبدأ وتائر الصراع في التعالي
حتى لتظن أن الانتخابات ستعطي القرية كل طلباتها لحدي حق
تقرير المصير .. ويتكشف كل مافي علاقات الناس من هشاشة
وما في نفوس البعض من ضعف تجاه كل مصلحة تأتي حتى ولو
كانت تافهة ولا تستحق أن ترتفع فيها الأصوات أو تسؤ العلاقات ..
ونواصل ..

أذكر أن أكثر الناس حماسة هم أكثرهم فقراً .. أولئك
الذين لا يملكون (قوت يومهم) .. تعتريهم حالة مــــن
الحماس وإستعداداً زائدا لتطوير الصراع .. كحـــــال
من ليس لديه ما يخسره .. يراوده أمل رياح التغييــر
التي ضربت سكينة القرية وأحالت هدوئها إلى هيجان ..
وتنتهي الإنتخابات خلال أيام .. ويفوز من يفوز ويحتضن
وظيفته السندسية ويصبح نجماً .. ويظل أهل القرى حيناً
من الدهر تسيطر عليهم حالة من التوتر جراء ما أسمعوا
بعضهم من تجريح .. وأحياناً تصل المسألة حد أن ينـزع
أصحاب الأراضي أراضيهم من مستأجريها إن لم يكونـــوا
قد أطاعوا أوامرهم في التصويت للمرشح الذي أشــاروا
به عليهم، ويجد بعض المزارعين أنفسهم عاطلين عــــن
العمل فيلعنوا أبو الإنتخابات ويضطروا لإعادة طلــــب
إستئجار الأرض ولو ببعض التنازل وبعض إراقة ماء الوجوه
الذي لا يطيقونه ولكن ماذا يفعلوا عندما تضيق الخيارات
وأشياء كثيرة بعضها مضحك وبعضها يبعث على
البكاء .. فبعض الناس يمعن في القرصنة في أيـــام
الإنتخابات الديمقراطية فتجده يرددلا بارك الله في قوم
ولوا أمرهم إمرأة)عندما تكون هناك مرشحة كل ذنبها
أن الله قد خلقها أنثى .. ونواصل.

الثقافة الديمقراطية التي تمارس في القرى
على أيام الإنتخابات لا تسندها برامــــــج
إنتخابية ولا أفاق حلول للقضايا العالقــة
والحارقة .. والحوارات التي تجري هي أشبه
للمعارك منها للحوارات مثل كثير مـــــن
حوارات المنبر .. ومحصلتها أن تفسد علاقات
أهل الريف .. دون أن يكون لها أي مــردود
إيجابي على شكل حياتهم .. ونواصل ..