الوحدة لها متطلبات لا يدركه بل لا يقبله احباب الوحدة

الوحدة لها متطلبات لا يدركه بل لا يقبله احباب الوحدة من القطب الشمالي السوداني.
الحديث عن وحدة السودان امر شيق للمثقفين عموما, ولكن تراهم يتغاضون النظر عن اسس الوحدة ومتطلباتها ليس عمدا لكن ربما لانهم يستصغرون هذه الامور الهام او لان الحديث عنها قد تزيد من الفجوة بين العناصر المراد توحيدها ويؤدي الي تنافر هذين القطبين التين تمثلان السودان بثقله التاريخي وابعاده المعاصرة .

ان فهم كلمة الوحدة اسما وفعلا يحتاج الي تسليط الضوء عليها ووضعها تحت مجهر الواقع السوداني حتي نستطيع تحقيق هذه الوحدة. فامر الوحدة في قطر قبلي حتي النقاع كالسودان امر كان يحسب ضمن المستحيلات لان الرفض القبلي للاخر كان ولا يزال العمود الفقري للتجمعات القبلية السودانية, ومن محاسن هذه التجمعات انها لا تستعي الي نفي الاخر وابادته بل كان بعترف بالاخر كعنصر لايمكن الاندماج او اتحاد معه.
ولكن والحمد لله هذه الظاهرة ومسوغاتها علي وشك الاندثار ويعود الفضل في ذلك للحرب بالنسبة لابناء الجنوب وسوء الاحوال الاقتصادية لكل من ابناء الشرق والغرب فئة قليلة من ابناء الشمال.
ولمزيد من الايضاح فان نزوح الكثيرين للمركز وانعزالهم في ضواحيها وعشوائيات المركز كسر الكثير من الحواجز وجعلهم يقبلون بعضهم نتيجة لرفض الاخر لهم.
وهذه الظاهرة لا تقتصر فقط علي المركز بل قد شملت الكثير من مدن الوسط والشمال العربي الذي يطلق علي هذه التجمعات السكنية اسم الكمبو!!!.

داخل هذه المنافي اختلط الكل جزئيا وصار القيم القبلية الرافضة للغير خرافات لا يعرف لها موضع اللهم الا في عقول الكبار من الجيل العتيق!!
ورغم البلاء نصف النعمة الا ان عاملا مهما وجزء اصيل في تكوين العنصر السوداني المتحد ما زال ولن يقبل التغيير!!!
هذا العامل الصلب الذي يخر له كل من يؤمن به حتي يفعل بعقله ما فعله العرب ببناتهم اي ما يعرف بالواد!!!

انه القلاع الاخير والحصن الذي لن يدقه كافة الاسلحة والمعاول الساعية لبناء السودان الواحد.
ان حصن العقيدة والدين, ورغم انه ابعد الامور التي تقبل المناقشة الا ان ذكره جاء لضرورة التعجيز!!!
اما بقية الحصون التي لايمكن مسها فهي تاتي ضمن ثقافة العروبة السودانية التي لا ترحم حتي الكثير من ابناء جلدتهم بل تعيبهم بعبارة" فلان دا حبوبته خادمة وماهو عربي حر".
هذه العبارة قد تنفي المنعوت بها وتذفه خارج الجسم العربي الحر كما يدعي هولاء!!
ويا للعجب!!!

ان نفس هذا الفكر هو الذي يقسم السودانيين الي عبيد واحرار خدم وسادة!!!
انها هي التي ترسم التجمعات السكنية وتحدد مصير الكل!!!

هكذا يقول الواقع ... لا تداخل... لا اختلاط ... و مساواة

لا ت.... في الجحر ولا تامن العبد

الجحر حساي والعبد نساي
انها الثقافة الامثال الغناء الشعر

قد نقول ان كل ما ذكرت اساطير الاولين ليس الا

فلنعود لهذا السؤال الذي يقول:
هل تقبل ان خطوبة اختك او ابنتك او قريبتك من رجل اسود!!

لا بل ذيد عليه نعت مسيحي او كتابي او نصراني "دا طبعا مع الاحترام"
او قل كافر "من غير مجاملة واحترام"

ورغم المراوغة الا ان الاجابة دون جهد بحث وعناء تفكير هي:لا والف لا

وما ان نعود ونسال عن الوحدة تاتي الاجابة دون حياء وبوجه برئ يرتسم عليه البسمة ليكون: نعم ودشليون نعم.

اين بنات افكارنا?!!
انها بالواد المقدس طوي

God bless you all