عن أحوال حزب أهل العله في الليلة الماطرة

سلام للجميع



...

هذه خواطر متفرقة وهي عبارة عن تعليقات كتبتها علي

هامش مساعي الحزب الشيوعي لتجديد نفسه , لكن كما سنلاحظ

لاحقا فهي تفوت هذا المسعي لتتجول هنا وهناك لكنها لا تغادر

البيت الشيوعي أبدا ولا هم أن ينعدل الحزب ويطيب ويكون كما

كان دائما مدافعا أصيلا عن حقوق الناس في وجه هجمة اللصوص

الملتحية وسلطتهم الدكتاتورية ..

قلت أنها _ أي الكتابة _ ستتجول بين مواضيع عديدة شأن

كتابة المفكرات والهوامش . وسأعتذر إذا بدا عليها القسوة

لكن يجب أن تفهم الكتابة في سياقها وعلي

حرصنا ألا يعدم أهل العلة أحد أدواتهم المهمة لمحو سفه

سلطة الأغنياء وإقامة مكانها ديمقراطية راسخة وتنمية عادلة

وسلم وطيد .

أبوعبيدة

الجواد والسيف المكسور:

كنت أتمني أن تحلق حكوماتنا فوق حزبيتها حين تتعامل مع هموم المبدعين
وقضاياهم . لكنها لم تفعل . لم أكن غبيا فأنا أعرف إنهم لن يفعلوا .
لكن هذا كان سيتوافق مع دعاوييهم الكاذبة بقومية دولهم ووطنيتها ودفاعها
عن مصالح الكل .. وهذه فرية يقول بها أهل اليمين كلهم, تستهدف ديمومة
الكراسي وتشديد النهب المنظم علي الخلق والبلاد . فقد قصرت حكومات الصادق
الكثيرة في حق هؤلاء . لن أتكلم عن حكومات الجند , فهذي تعاملها وحيد.
فإما أن يكون معها لخدمة مشروعها الثقافي وإلا ستشرده وتجوعه وتقتله أن
أصر علي موقف مضاد, وفي تجربة الإسلاميين الكذبة مع هذه الدوائر عبرة للذي
لا يعتبر .. ما ألمني في هذا السياق, رسالة شاعرنا جيلي عبدالرحمن للميدان
والتي أعلن فيها رفضه لكل مساعدة من دولة إلا دولته, وغاب عنه رحمه الله
إنها ليست دولته فالتحزب قائم ويشق كبدة البلاد كلها ..! ولم يكن شاعرنا
الكبير الكبير محقا في رفضه .. فأموال الخزينة العامة من عرق الشعب
الذي أحبه وغني له ورثي شهدائه وليس من جيوب تجار العملة والمضاربين
في أقوات الناس , ففي أنظمة كهذي ينهب هؤلاء الخزينة العامة في الوقت
الذي لا يساهموا فيها ولا بي فريني . ولماذا إلا دولتك ? سألته سؤالي هذا
لأن جيلي ساهم في نماء وتطور الحركة الثقافية في مصر والجزائر والتي
أشتغل في جامعتها أستاذا للأدب المقارن . أينما وضعت إصبعك علي وجه
الخريطة فثمة وجه حكومات كحكومات الصادق تتكلم عن خدمتها لكل الناس
بينما هي كاذبة .
وبالرغم من الرسالة كانت مؤثرة هزت وجدان الذين يعرفون جيلي إلا الصادق
وصحبه من الوزراء فهؤلاء سدوا عيونهم وآذانهم بالطين والعجين حتي أفترس
المرض جيلي فرحل تاركا وراءه عبقه ,وكأني به يرثي نفسه حين رثي عبدالخالق :

أين أخفوا زهرة الليمون
والعطر حدائق ..
لكنا سنستولد جوادنا بإذن الناس وسنخلق سيوفنا التي لا تنكسر .

.....

.....

رحم الله جيلي بقدر ما قدم لوطنه وللثقافة الديمقراطية .. بقدر إثرائه
لوجدان الناس بأشعاره الجميلة . إني أحمل المنفي والعساكر والصادق موته
فقد كان قلب جيلي رهيفا رهافة قلب الأم الرؤوم وهذا ما وشي به شعره


سأواصل

أبوعبيدة

واصل...ياعربى...

وشوك الشوق من هنا لى عندك

... وجيلي ظلموه كثيرا . فحين قرر المرحوم الرجوع للإستقرار في البلاد أراد الإستمرار في مهنته كأستاذ جامعي فقدم أوراقه للتدريس بجامعة
الخرطوم فرفض طلبه ومر أمر شاعرنا في صمت لا يليق بتجربته وعلمه وأثره
البالغ في مسيرة الشعر السوداني المعاصر .. وخلت أن أمر رفض طلبه
للإلتحاق بهيئة التدريس في جامعة الخرطوم سيفجر لا محالة قضية لا بد من
بحثها يوما تتعلق بالشروط البليدة للإستخدام خاصة في بعض أقسام كلية
الآداب وبعض المعاهد التابعة كمعهد الدراسات الأسيوية والأفريقية .. إنني
لا أعرف في الحقيقة حيثيات رفضه , لكني أشتم لا رائحة عزل سياسي فحسب
بل حتي عزلا علي أساس قلة كفاءة لا يعرف الناس خارج الجامعة من وضع شروطها
ومعايير قياسها .. أقول أن الأمر مر في صمت بلا أية محاولة ولو خجولة
للإحتجاج والمقاومة وكانت الجامعة بخير حينها تضج بالأساتذة الشيوعيين
والديمقراطيين وبقامات ثقافية بارزة كدكتور عبدالله علي إبراهيم ممن
يعرفون قدر جيلي .. لم يتضامن مع جيلي أحد لا إتحاد الكتاب ولا محرري
الصفحات الثقافية ولا المكتب الثقافي لحزب الشيوعيين .. تركوه هكذا بغفلة
لا تليق بهم لأيادي الكتبة في جامعة الخرطوم والذين يليقون بالعمل في
مصلحة الإحصاء .. مسجونين بين الدفاتر لا العمل بالجامعة .

.....

.....

وجيلي متعلم لا يرقي شك في أكادميته إلا لأولئك الذين ما زالوا يعتقدون بأن
العلم والثقافة تقدمها جامعة الخرطوم لا غيرها من جامعات الدنيا أب قدود
وهذه إستنامة أستطابها بعض الشطار في بلادنا فتبلدوا .. ومثل هؤلاء لا
يعرفون أن الجامعات الأمريكية تستخدم وتتعاقد مع مثقفين مشهورين من جهات
الدنيا الأربعة دون أن تعبأ أحيانا بلقب أكاديمي .. فقد درس إنشتين ما
يعرفه زمنا طويل وكلنا نعرف دراسته ونتائجه .. كما حاضر روائي كصنع الله
وهو لم يفلح حتي في التخرج من كلية الحقوق بسبب إعتقالات عبد الناصر
للشيوعيين المصريين في الستينات .


سأواصل

أبوعبيدة

ولا أعرف ما الذي يعجب حزبنا فيه حتي يتفردوا عن شيوعيي العالم كله
بتأييده التأييد الحار تحت دعوي منافحته للإستعمار والإمبريالية وبتغاضي
كامل عن إنتهاكاته الفظة لحقوق الإنسان , تعذيبه غير المعقول للشيوعيين
وللأخوان فيما بعد .. جزء كبير ومؤثر من شيوعيي مصر كان مؤيدا
لسياسته كالسودانيين بالرغم من الإعتقال والتعذيب والمحاكمات الجائرة
المفتقدة لأبسط قواعد العدالة . ولشهدي عطية كلمة شهيرة في دفاعه أمام
إحدي تلك المحاكم :

كيف أقف ضد سلطة بنت السد العالي .!?

لكن تأييد شيوعي مصر بناء السد العالي فيه شبهة الخطأ لأن مياه السد
غمرت لا حيازات الناس فحسب لكن معظم الآثار الشاهدة علي أسبقية الحضارة
النوبية لما يسمي بالحضارة المصرية وهذه حقيقة يثبتها كل إكتشاف جديد
في حقل علم الآثار .. أي أن شيوعيي مصر نظروا لمصالح شعبهم فحسب لكن
لم يأخذوا في الإعتبار مصلحة شعب السودان . والأغرب أن حزبنا كان في
مقدمة القوي التي ناهضت قيام السد في بلادنا .. لكن لم يقع في يدي أية
محاولة مكتوبة للإحتجاج لدي السلطات المصرية آنذاك إلا إنتباه من نقد
قبل شهور قليلة يقول فيه ما معناه أن التغاضي عن أخطاء عبد الناصر
في مجال حقوق الإنسان تحت زريعة التنمية والعداء للإمبريالية ليس سليما.


سأواصل

أبوعبيدة

.. معظم أساتذة الجامعة بلا دور ملموس في الحركة الثقافية , ما عدا قلة
ناشطة في اليسار , وظل الآخرون إلا إستثناءات قليلة من الإسلاميين مجهولين
ككتبة مخازن لا تفتح أبوابها للجمهور , قنعون بالمكاتب التي عزلتهم من
ضجيج الدنيا . لقد ظنوا آثمين إنهم حازوا منافع العلم كله بينما هم لا
يعرفون إلا بشكل شائه تاريخ هذه العلوم , وأغلب هؤلاء شاع عنهم حسدهم وتآمرهم ضد النابغة والشطار من الطلاب . إن الجامعة تحفظ من هذا الشعر
أبيات تحكي حكايات نادرة لا يجترحها حتي قساوسة محاكم التفتيش , وأن تنجح
في هذا العالم الفاشل يعني غالبا إنك لا بد أن تطيع وتحفظ وتكرر كالببغاء
حتي إذا ما جاء موعد الإمتحان تقول ما قيل لك , لكن , أن تتسائل وتحتج
وتطرح أراء مخالفة لآراء دكاترة بحور العلم هؤلاء فهذا يعني إنك تستثير
حقدا وكرها لا يتصوران لشخصك .. فهم أعداء أصيلين للتميز والإبداع , لذا
أبعدوا جيلي رحمه الله فلو أنه دخل عالم التجهيل لتقرح قلبه ولما عصمه
إلا عاصم صحبه عارفي قدره . إني لا أتجني علي أحد فكل من دخل الجامعة وخرج
يستطيع أن يحكي عشرات القصص ولولا خشيتي من جرح مشاعر الناس لكتبت هنا
حكاوي تشيب لها الولدان . وهي حكاوي حقيقية يصعب تصديقها وضحاياها
أصدقاء ومعارف وزملاء وأبطالها أسماء معروفة وأخري مجهولة وكلها لا تعلم
بقدر ما إنها تفسد , تشيع الحسد وتبيع الغرور .

....

...

وشعبنا إذا ما أنتصر لقوي الديمقراطية والسلام سيمن علي جامعاتنا بخير
وفير .. ويكفي أن تراجع قوانينها ولوائحها لتكون حرة وتكون منظمات
الطلبة عيون ساهرة عليها .. حتي لا يقفلوها هكذا في وجه الشعب .



أبوعبيدة

ناصر

صاحبنا زمان

تسرني متابعتك ..

سأتوقع إسهام منك قدام

سلامي للأسرة

العربي

واصل ياعربي(.)

كمان عن أهوال
اهل الملة
في العيلة
المالكة..


وبعدين وينك
الأربعاء الأخير

جاييك راجع ..
المرة القادمة
حاأكون جادي.
منعم

أكثر ما يعجبني في الشيوعيين هو ثقتهم الكبيرة في الحركة الجماهيرية
وهي ثقة زادت في زيادة الخطاب المناهض للعمل الإنقلابي كوسيلة وصول
للسلطة .. لكن إرادة الحركة الجماهيرية ستلجم كما يعلمنا التاريخ الحديث
للشعوب بالجيش والشرطة وبحملة العكاكيز الذين يبحثون في العاصمة عن
حلة الشيوعيين !! صحيح أن الحزب الشيوعي تكلم كثيرا عن ضيق القوي
التقليدية بالديمقراطية لكن وقف هنا وأكتفي بالإشارة للمعضلة دون إسهام
حتي في مناقشته العامة يتلمس دربا لحل هذا الإشكال .. قلت أن الحركة
الجماهيرية ستلجم إرادتها إذا ما كان خيارها الإنتصار للبرنامج الوطني
الديمقراطي وقواه الإجتماعية المكونة لسلطته .. إذا ما شعرت القوي التي تداولت
الحكم منذ إستقلال بلادنا أن عسل السلطة يتسرب من بين يديها .. إن الحزب
يغض الطرف عن هذا بالرغم من إنها مسألة أساسية تواجه الناس في أفق
عملها اليومي .. أها ما العمل ? هل نعتقد إنه سؤال سابق لأوانه ? وإن
الحركة الجماهيرية ستدبر أدوات حماية إنتصارها براها? لكن النوم علي
مخدة قدرة الحركة الجماهيرية غير صحيح تماما ? إذا كان ذلك صحيحا تماما,
فلماذا لم يستطيع الشيليون حماية خيارهم الديمقراطي ??

....

....

أنا مع التداول السلمي للسلطة , لكن فهم القوي التقليدية لهذا التداول
مختلف عن فهمنا له كشيوعيين . إنه تداول فيما بينهم يذهب الإتحادي ليجئ
الأمة ويذهب هذا ليحل محله أحد المؤتمرين . أي إنه تداول لا يمس المصالح
الإقتصادية لهذا النادي .. بالرغم من حادثة تسليم خليل السلطة للعساكر
تطعن في إمكان هذا التداول السلمي المقفول . لكن تداول سلمي يجئ بقوي
البرنامج الوطني الديمقراطي أشك فيه .. يمكن أن تجيئك متداولة فتحكم
لكن شرط إستمرارك هو الكف أن تكون شيوعيا ببرنامج وطني ديمقراطي ..


فما هو رأيكم ?

أبوعبيدة

مرحب

منعم

يا زول والله أنا

عارف رأسي من قعري

سأنتظر عودتك الجادة

سلامي للأسرة

أبوعبيدة

سنجعلهم أئمة وسنجعلهم الوارثين





عندي أن قمة التدين هو الإصطفاف ليقيم الشعب أوده ويتخلص من جوعه
الفقر والجوع جلابي شرور . ولا أعرف كيف خف الإنحياز الإجتماعي للخلق
في الدين , لكني أرجح أن ذلك تم حين وقع الدين بين أيادي الأغنياء
فركبوه مطية لتحقيق مصالحهم , ومصالح هؤلاء لا تساوي مصالح الخلق .
بل إن الأخيرة تداس لتشهق الأولي وتكبر بالرغم من أن الأخيرة أوجب
وأعدل وأوفق مع مضامين دين ما قبل الوقوع في أيادي الموسرين .
وكلي إستغراب من إنه تسني للمتدين أن يخطب في الخلق أن السرقة حرام
حرام حرام وكل شئ يدعو عباده للخروج شاهرين سيوفهم .إن متعلمة الأغنياء
المتدينين تقصد ذلك في تكريسها للدين أداة لمضاعفة الثروات من ظهر
الخلق وتأبيد سلطة الإسلاميين الكذبة , لذا تزيد في الخطاب الديني
لهؤلاء نغمة الترهيب بالحساب والعقاب وشرور عذاب القبر لإفشاء المسكنة
والرضي بالمكتوب , والمكتوب هذا لم يكتبه الله في دفتر عباده .. فهم
كتبته . إن القول عن حال شعبنا البائس بأنه مكتوب الله وتقريره خاطئ ,
فهذا هو تقرير الأغنياء وكتابتهم بالسيوف , لأن الله في ضمير خلقه الكادحة
لا يرضي لهم سوي اللين والشبع وهذا من باب مغفرته الوسيع .أما ما
يقوله شيوخ الأغنياء بأن حال عباده هي إمتحانه لهم حتي يكشف عن
جسارتها فهو غير معقول البتة لأن سبحانه لم يعدم إمتحانات أقل وطأة
لا تسيئ لعباده , إنني سأسلهم كما سأل غيري : إذا كانت الحاجة هي
عقاب الله لعباده الكبار فما هو ذنب الأطفال إذن ?



أبوعبيدة