خلاف ليبي سوداني بسبب تشاد ... السودان يطرد القنصل الليبي في الخرطوم

خلاف ليبي سوداني بسبب تشاد ... السودان يطرد القنصل الليبي في الخرطوم


06-30-2007, 11:27 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=140&msg=1183199259&rn=0


Post: #1
Title: خلاف ليبي سوداني بسبب تشاد ... السودان يطرد القنصل الليبي في الخرطوم
Author: Frankly
Date: 06-30-2007, 11:27 AM

خلاف ليبي سوداني بسبب تشاد
29-06-2007

إذاعة هولندا العالمية:

بعد يوم واحد من وفاة مجذوب الخليفة المسئول السوداني عن ملف دارفور، وكبير مفاوضي الخرطوم، قررت الحكومة السودانية طرد القنصل الليبي في الخرطوم عبد الرزاق علي، ويأتي القرار بعد خلافات ظلت تحت الرماد حتى كشفها القرا ر السوداني الأخير. كانت الخلافات قد بدأت بين البلدين بتوقيع السودان وتشاد على اتفاقية مصالحة في الجنادرية بالسعودية تحت إشراف العاهل السعودي، وهو ما أثار غضب العقيد معمر القذافي، الذي اعتبر التدخل السعودي "مضحك دبلوماسيا"، وكان السودان وتشاد قد وقعا على اتفاقية مصالحة في طرابلس في فبراير 2006، وبالرغم من أنه تمت الإشارة في الاتفاقية التي رعتها السعودية إلى الدور الليبي وأهميته، إلا أن ذلك كان مجرد محاولة وخاصة من السودان للخروج من وساطة القذافي التي يرى أنها ليس في صالحه، خاصة وأن ليبيا تستضيف منذ أيام محادثات بين فصائل المعارضة التشادية من أجل إنهاء النزاع بينها وبين حكومة الرئيس إدريس ديبي، والاندماج في العمل السياسي السلمي، الأمر الذي ترى فيه الخرطوم إضعافا لموقفها، وتقوية لموقف خصمها التشادي، خاصة وأن السودان كان قد وجه دعوة للرئيس ديبي لزيارة الخرطوم، وكان من المفروض أن تتم الزيارة خلال الأسبوع الماضي، ولكنها تأجلت بمبادرة من تشاد دون الإفصاح عن الأسباب.

وبدأت الخلافات بين البلدين تتضح بعد اعتذار ليبيا عن استقبال نائب الرئيس السوداني سيلفا كير ميارديت عن زيارة كانت مبرمجة إلى ليبيا خلال هذا الأسبوع، وبررت ليبيا تأجيل الزيارة بسبب انشغال العقيد القذافي بجولة إلى غرب افري قيا.

وفي خطوة فسرت على أنها تصعيد للخلاف بين ليبيا والسودان، أعلن علي عبد السلام التريكي أمين شئون الاتحاد الإفريقي بالخارجية الليبية عن انعقاد مؤتمر دولي في ليبيا حول دارفور الشهر المقبل، وذلك امتداد للمؤتمر الذي عقد خلال شهر أبريل الماضي.

وكان مجذوب الخليفة الذي توفي وشقيقه في حادث مرور أمس الأول، قد نجح في التوقيع مع فصيل واحد فقط من بين الفصائل المتمردة في دارفور على اتفاق ينهي تمرده، و تم بموجب الاتفاق تعيين قائد حركة تحرير السودان مني أركو مناوي نائبا لرئيس الجمهورية.

خلال هذا الأسبوع انشق 3 من كبار القادة العسكريين للحركة، مع 35 جنديا والتحقوا بالمتمردين احتجاجا على " تردي الأوضاع الغذائية لجنود الحركة في الميدان وتجاهل القيادة السياسية لهم".

من ناحية أخرى لم تسفر المحادثات بين الحكومة، وفصائل المعارضة التشادية الجارية في طرابلس عن تقدم يذكر، وذلك بسبب إصرار الحكومة على انضمام المعارضين إلى الحكومة دون شروط، وهو ما ترفضه الحركات المسلحة، وتقترح بدلا عن ذلك إجراء حوار وطني شامل يمهد إلى انتخابات عامة، وتشارك في المفاوضات جبهة الوفاق الوطني التشادي، واتحاد القوى من أجل الديمقراطية والتنمية، وتجمع القوى من أجل التغيير، واتحاد القوى من أجل الديمقراطية. وتتخذ هذه الحركات جميعها من السودان مقرا لها، وإذا فقدت السودان هذه الورقة فإن موقفها سيكون ضعيفا، في حين سيحسن ذلك من موقف الحكومة التشادية.

وتنظر الحكومة السودانية بغضب للمواقف الليبية التي خرجت عن موقفها كوسيط محايد، لتقف بكل قوة مع الحكومة التشادية، وخاصة بعد الكلمة التي تحدث فيها العقيد القذافي أمام ممثلي المعارضة المسلحة التشادية، في بداية المحادثات مع ممثلي الحكومة، عندما عرض العقيد القذافي على المعارضة التشادية شراء كل أسلحتهم، وقال القذافي أن ليبيا ستقوم بشراء وتخزين هذه الأسلحة حتى عودة الهدؤ والاستقرار إلى تشاد، وأضاف القذافي أن "أسلوب تغيير الأنظمة السياسية بقوة السلاح أمر مرفوض وغير مقبول"، داعيا المعارضة التشادية إلى تشكيل جبهة واحدة لمواجهة الرئيس ديبي في الانتخابات القادمة وقال القذافي إن "من يلجأ إلى السلاح لا يملك حجة أو قضية وإنما يريد أن يفرض نفسه بقوة السلاح على الشعب التشادي". وشارك في الاجتماع زعماء جبهة اتحاد القوى الديمقراطية محمد نوري وتجمع القوى من أجل التغيير عثمان أزدمي وحركة الوفاق الوطني التشادي حسين الجنيدي واتحاد القوى للتنمية والديمقراطية عبد الواحد عبود.

وكان اتحاد قوى الديمقراطية والتنمية قد وقع في ديسمبر/كانون الأول 2006 اتفاقا مع أبرز حركات التمرد التشادية بهدف تنسيق عملياتهم العسكرية على حكومة نجامينا.

كل هذا جعل الحكومة السودانية تتأكد من أن العقيد القذافي لم يعد الوسيط النزيه، وأن خلافه مع العاهل السعودي سينعكس بالضرر على مصالح السودان في دارفور، وتفضل السودان الوساطة السعودية عن الوساطة الليبية، وسيكون لموقف مصر التأثير الحاسم في الاستقطابات الجارية حول ملف دارفور، وإذا تبنت مصر الموقف الليبي كما يدعي علي عبد السلام التريكي من أن هناك تنسيقا مع مصر في دارفور، فستزداد الضغوط على الحكومة السودانية، التي لم يبق لها من حليف سواء الصين في مواجهة العالم أجمع، خاصة بعد أن رفض الرئيس السوداني هذا الأسبوع وجود عسكريين أوروبيين في القوات المختلطة المقرر نشرها في الإقليم، أما إذا انحازت مصر إلى الموقف السعودي، فسيكون ذلك مكسبا للسودان، ولكنه سيعمل على جعل ليبيا تضع العثرات من خلال تأليبها للمتمردين في دارفور، وحتى الآن لم تتخذ ليبيا أي إجراء ردا على طرد قنصلها من الخرطوم، ويبدو أن سبب ذلك هو تواجد العقيد القذافي خارج البلاد التي يقول إعلامها الرسمي أنها محكومة من طرف المؤتمرات الشعبية.