لماذا يريد الاخوةالجنوبيين الانفصال ويخشونه في نفس الوقت? توجد دراسة تحليلة بالداخل,,,,,,,,,,

حاطب ليـــــــل

عبد اللطيف البوني


23/6/2007

دي يحلوها كيف؟؟



بعد الاطلاع على دراستين قيمتين عن التوجهات الوحدوية والانفصالية وسط الإخوة الجنوبيين المقيمين بالشمال عامة وبالعاصمة خاصة وجدت نفسي أمام نتيجة مركبة في غاية الضبابية. ففي حالة طرح سؤال عن اختيار الجنوبي بين الوحدة والانفصال «تقرير المصير» النتيجة الكاسحة تقول إن الجنوبيين سوف يختارون الانفصال. وفي حالة السؤال إن كان الجنوبيون واثقين من قيام دولة مستقلة في جنوب السودان نجد الإجابة بأنهم غير واثقين إذ أن هناك تخوفات كبيرة حقيقية كانت أم متوهمة. وفي حالة السؤال إذا قُدر لهم أن يختاروا جهة للانضمام إليها فضل معظم المستطلعين شمال السودان. فشمال السودان رغم كل شئ هو الأقرب والأنسب لهم من يوغندا وكينيا.

إذن، ومما تقدم يمكننا أن نلخص المسألة في (1) الجنوب يريد الانفصال عن الشمال، (2) الجنوب يتخوف من دولة مستقلة، (3) الجنوب يختار الشمال لتشكيل دولة موحدة أ.هـ. رغم أن الاستبيان لا يعطي صورة قاطعة لما هو عليه الحال فظروف العينة المبحوثة قد لا تنطبق على الكل ولكن في كل الأحوال إن الاستبيان يعطي مؤشرات في حالة تعذر استفتاء الكل أو حالة الاستباق لما هو قادم، فإذا اعتبرنا أن نتيجة الدراستين أعلاه تعبر عن الرأي العام الجنوبي فإن هذا يعني أنه يجب أن يجري استفتاء تقرير المصير في مواعيده وأن الجنوب سوف يختار الانفصال ثم نصبر عدة سنوات على دولتين متجاورتين -ولا سمح الله - سوف لن تصمد الدولة الجنوبية وربما ولا حتى الشمالية، فقد تظهر عدوى الانفصال لدى أقاليم أخرى أو دعونا نتفاءل ونتكهن بأن تنشأ علاقة حميمة بين الدولتين فيتوحدان من جديد ولو بحرب محدودة كما هو الحال في اليمن.

إذا كان الأمر كذلك فلماذا الإصرار على هذه الرحلة الطويلة والشاقة والمكلفة؟! إذن، ما هو البديل؟ البديل في تقديري هو الإبقاء على الوضع الكونفدرالي الحالي لأطول مدة ممكنة. فالجنوبيون كانوا وما زالوا مهجسين بالاستعمار الشمالي، فالوضع الكونفدرالي الحالي أعطاهم حرية كاملة لإدارة شؤونهم، كذلك الجنوبيون يرون أن الشماليين ينظرون اليهم كمواطنين درجة ثانية «فرانسيس دينق» الوضع الكونفدرالي الحالي يتيح لهم الاشتراك بفعالية في حكم الشمال أي دولة السودان ما قبل التفكيك.

في تقديرنا إذا استمر الوضع الكونفدرالي الحالي ولمدة طويلة وباتفاق قومي جديد فإن النفوس سوف تهدأ ويتذوق الجميع طعم السلام وربما التنمية وتنشأ متغيرات اجتماعية تمتن لحمة النسيج الاجتماعي وبعد ذلك يمكن للجنوبيين أن يتخذوا قراراهم وفي ظروف أحسن من هذه.

من الاسباب التي تجعلني اتمنى و اُيد الوحدة هي مضار الانفصال من كل النواحي واهمها العسكري والاقتصادي وحاجات تانية حامياني مثلا هويه السودان المستقبلية، ولك ان تحدد من سيحتفظ بالاسم عندها.


المجتمعات الاكثر تنوعا عرقيا و ثقافيا و دينيناو ايدولوجيا هي الاقدر علي النمو والتحضر و تطوير الحداثة، ولديك امثلة كثيرة منها اغلب دول الغرب الديموقراطية.

اذا اردنا فصل الجنوب فاننا نقوم بذلك علي اساس عرقي او ديني او الاثنين مجتمعين ، و قد نبدأ بدولتين و ننتهي ب 4895 دوله وذلك لوجود هذا الكم من الدول في السودان التي يمكن ان تقوم علي هذا الاساس سؤاءً في الجنوب او في الشمال.

بناء الثقة هو الحل الوحيد ، و العمل علي بلاد موحده هو الخيار الاستراتيجي ، قد يكون خياراً صعبا لكنه هو الأفضل ، اذا حدث و انفصل الجنوب لن يكون لهذا الحدث حديث سوى......... وربنا يكضب الشينة.

ابوبكر