نهاية نهار شيوعي جميل..

أذكره الآن، ولا يفارق مخيلتي وجهه المنحوت وإبتسامته العذبة الآسرة..

التيجاني الطيب بابكر.. إنسان من أندر الناس إتساقاً مع الذات وأكثرهم
بأسأوقوة شكيمة وصبراً.
كم يشق علي نعي هذا الرجل.
خبر موته جرح قلبي وسمم فؤادي.

قامة كبيرة وعالية كان أجدر بهذا الوطن أن يسقيها ويفيض عليها من حنانه
لكن لؤم الدنيا ولؤم البلاد جعلت من حياة هذا الإنسان سلسلة من التضحيات
والمقاومة المتواصلة في مواجهة كل ما جاد به علينا تاريخنا الوطني من عسف
وجور.

معدن نفيس من معادن البشر.
عرفته في القاهرة في المنتصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي في مجال العمل
الخارجي للحزب الشيوعي السوداني أيام كانت القاهرة تعج بالمغادرين والمهاجرين
والمنفيين من السودانيين الذين عصفت بهم أحوال بلادهم السياسية الميالة للسوء
وحشف الكيل.
كنت في أول عهدي بالعمل التنظيمي بالحزب، وإلتقيت به لأول مرة بشقة صغيرة في إجتماع
صغير.. كان صامتاً طوال الإجتماع، ينظر إلى المتحدثين بهدوء. ليلتها بدأت علاقتي به،
وإعجابي الإنساني به، ومحبتي له.
كان بسيطاً وواضحاً وقادر على توجيه الناس والتأثير عليهم.
كان فرع القاهرة بالحزب الشيوعي السوداني من أنشط الفروع الحزبية على مد خطوط الطول
والعرض في العالم، بسبب مجموعة من الأفراد من الرجال والنساء الذين وهبوا عمرهم حقيقة
للقضية التي آمنوا بها، فضخوا في شرايين الناس أملاً زاهياً بقدرة البشر على التحرر
وبقدرتهم على صناعة حياتهم، أذكر منهم الأستاذ محجوب عثمان والأستاذ أمين مكي مدني
والأستاذ حسين شريف.
في تلك الفترة التي لم يتحدث عنها التاريخ بعد بشكل واف، لعبت المعارضة دوراً شديد
الحيوية والإلهام. وشكلت بصورة إيجابية وعي مجموع كبير من الشباب. وإستطاع السودانيون
أيامها إبتكار صيغ مبتكره على كافة جبهات النضال السياسي والقانوني والعسكري.
كانت أيام مجيدة لم تمتد.

التيجاني الطيب أحد المؤسسين الأوائل للحزب الشيوعي السوداني، وهو أحد الذين خاضوا
معاركاً شرسة على مستوى المقاومة المدنية والحياة اليومية لترسيخ مبدأ الحياة العادلة.

تعلمت على يد الأستاذ التيجاني الطيب الشيء الكثير، عملت ببعضه وتركت بعضه الآخر لأسباب
تقنية تتعلق بقدراتي وطاقتي..
على يد التيجاني الطيب تعلمت أشياء تخص تجويد الأداء التنظيمي، وهو شيء لم أستمر فيه
كثيراً لإرتفاع معايير الإنفلات في دمي، لكن ما رسخ وبقي لدي هو الإيمان العميق بأن في الدنيا
بشر أقوياء:
بشر قادرين على مواجهة أشد الظروف بأساً والسير في أكثر الليالي حلكة.

تأملي لقصة خروجه من السودان (وكامل الدولة تطارده ).مراقبته للعمل الخارجي.
إنضباطه المعيشي. تقشفه. إلتزامه الروحي بما يعتمل في قلبه من مباديء وصبره
على المكاره.
كل هذا كان شيئاً عجيباً بالنسبة لي وأنا أتأمله في تلك العمر وأنا في بدايات حياتي
سمحت لي الظروف أن أتعاون معه في الإصدارة الحزبية التي كان يرأس تحريرها، مجلة
"قضايا سودانية"، المجلة التي حوت معظم محاورات ومساجلات ما عُرف بالمناقشة العامة،
التي كانت إحدى المحطات الرئيسية في التحولات العاصفة وغير العاصفة التي حدث بالحزب.
أذكر أيامها تلك النقمة التي كانت تجيش بصور الشيوعيين الحزبيين تجاه أولئك الذين
أداروا ظهورهم للحزب، منتقدين توجهاته وإستمرائه في الماركسية، أو معترضين على أساليب
عمله العام. كما اذكر كل محاولات الدفاع المستميت ضراوة في الدفاع عن "جسد الحزب" وعن
"خطه العام"- كان ذلك في التسعينيات- تلك المحاولات التي لم تنتهي بالحوار بل إمتدت إلى
إلصاق التهم، وصبغ ألوان الخيانة على سيرة كل من إستفتى قلبه أو عقله (أو غادر بهدوء)،
كانت حرباً ضروس مطعمة بالعصبية والتشنج والمزاج الطفولي، وهي أشياء ونزعات ضاعف من امرها
حرارة دم شهداء شعب السودان في المعتقلات والغزوات الحربية المسلحة، وكم العذاب الجسدي
المريع الذي سامه السودانيون الحاكمون للسودانيين المحكومين أيامها. كان الحزب الشيوعي
يتنفس بصعوبة وتحت ضغط عالي، ضغط مقاومة الدكتاتورية والملاحقة والتعذيب، وضغط النقد
والإنفراط.
كان ذلك، لو تذكرون، في منتصف التسعينيات.

في تلك الأيام، عجبت لكون التيجاني يقدم دعوة مفتوحة للدكتور فاروق محمد إبراهيم،
للحوار على مجلة "قضايا سودانية" حول "إنهيار المشروع الوطني" الذي طرحه الحزب الشيوعي
السوداني منذ الأربعينيات، وهي الدعوة التي تلقفها دكتور فاروق بنشر أطروحته حول "الحزب
الشيوعي وقيام حزب جديد".
الشاهد أن العملية الممثلة في دعوة أستاذ التيجاني، ورد دكتور فاروق القوي الأخاذ، ونشر
ذلك في مجلة الحزب، جعلتني أنتبه في ذلك الوقت إلى ثقة الأستاذ التيجاني في معتقده، والأهم
والأبقى كان ثقتي في أهمية الحوار الديموقراطي ونجاعته.
متابعتي لهذه الحوارية المنشورة في العدد الرابع من مجلة قضايا سودانية عمقت لدي الإحترام
للنقاش الفكري داخل الحزب في تلك المرحلة. حيث كان بإستطاعة التيجاني أن يجعل من المجلة
بصفته رئيساً لتحريرها مجرد بوق دعائي للخط العام والتيار القوي.
من تمنياتي أن يخرج حزب الشيوعيين السودانيين على الناس في السودان بهذه المنشورات،
وإن كان لا طائل من ورائها، لكن من شأن هذا الخروج بتلك الأوراق والمنشورات أن يبين للناس
ما كان يعتمل بين جنبات الماركسيين والشيوعيين المنظمين وغير المنظمين من أفكار ونباهة
وحذق للديالكتيك وقضايا الجماهير، ذلك جنباً إلى حنب معزتهم الصادقة الحنون لبلدهم المحبوب،
وسهمهم العالي في الركون إلى العقل.
بمناهضته للإستعمار البريطاني، وكفاحه ضد الديكتاتوريات المحلية التي سلبت الشعب السوداني
عمراً عزيزاً، طوال ما يزيد عن النصف قرن من الزمان، مرازياً لـ عبود والنميري والبشير، أرى
في التيجاني الطيب رمزاً لنضال السودانيين في سبيل التحرر والديمقراطية والسيادة الوطنية.
بكل ما قدمه من زهد شخصي، ونضال روحي، ومناولات نظرية، مؤسساً من مؤسسي حزب ماركسي، رئيساً
لتحرير صحيفة حزبية في أسوأ الظروف، عضواً للجنة مركزية لحزب غاب عنه في ليلة وضحاها العشرات
بالقتل، ثم مواصلته للعمل في مجتمع لا يرحم، صادحاً بالحق الذي يعتقده، محباً للناس وللخير لهم
وفيهم.
لقد فقد الناس في السودان إنساناً رؤوفاً شديد الرأفة بهم، يحلم منذ نعومة أحلامة بيسر الحال
للمغلوبين على أمرهم، وينظر بعين العطوف إلى حالهم.
بموت التيجاني الطيب إنطفأت في قلبي وقلب محبيه شمعه شديدة الوهج والإبتسام، وغاب عنا بموت
التيجاني الكثير من الكلام ما إستطعنا إليه توثيقا.. إلا ان غيابه القاسي المؤلم اللمُنتظر
يفتح في قلبي شهية الحياة والإنتظار.
سأحب الحياة، وأنتظر.
سأنتظر سوداناً أكثر جلالاً وجمالاً..
وسأحول الكثير من الذكريات إلى أسلوب حياة.. وأنتظر:
سوداناً أكثر بهاءاً ، يافع الألوان..
ولن أنسى أبداً أن الإشتراكية والعدالة الإجتماعية قيم من الحق بمكان
شكراً لك يالتيجاني
شكراً لك..

...
طلال

Quote: لقد فقد الناس في السودان إنساناً رؤوفاً شديد الرأفة بهم، يحلم منذ نعومة أحلامة بيسر الحال للمغلوبين على أمرهم، وينظر بعين العطوف إلى حالهم.

كنت أعلم بأنه سيُعيدك الي المنبر يا طلال ...

كان باسماً
مثل ريح الصندل ،
مثل " قِربة" ماء تنتظر العِطشى .
مثل أيقونة فرح حفِظ للوطنية مهابتها ،
وللأرض رونقها ،
وللبشر : حُب المستضعفين .
رحيل مهيب ...

Quote: تعلمت على يد الأستاذ التيجاني الطيب الشيء الكثير، عملت ببعضه وتركت بعضه الآخر لأسباب تقنية تتعلق بقدراتي وطاقتي.. على يد التيجاني الطيب تعلمت أشياء تخص تجويد الأداء التنظيمي، وهو شيء لم أستمر فيه كثيراً لإرتفاع معايير الإنفلات في دمي، لكن ما رسخ وبقي لدي هو الإيمان العميق بأن في الدنيا بشر أقوياء: بشر قادرين على مواجهة أشد الظروف بأساً والسير في أكثر الليالي حلكة. تأملي لقصة خروجه من السودان (وكامل الدولة تطارده ).مراقبته للعمل الخارجي. إنضباطه المعيشي. تقشفه. إلتزامه الروحي بما يعتمل في قلبه من مباديء وصبره على المكاره.

وهدا هو الانجازالحقيقى الدى يتقدمه وهدة هى الدكرى التى تخلده وهكدا الانسان يعيش ويحيا ليكون
ربنا يرحمه ويتقبله قبولا حسنا

كنت اتمنى ان اكون حاضرا ولكن ما باليد حيلة

تعازينا للجميع وارجو ان تمكن من التواجد يوم الـتأبين


محمد

طلال، لعل كلماتك عن التحاني تفتح شهية كل من عرف التجاني وتحثه على الكتابة عنه
فهو أسطورة سودانية نريد أن تظل ملهمة لكل أجيالنا القادمة.

في اَخر زيارة للتجاني في منزله وكنت لم أقابله لسنوات،
تلقاني بفرحة طفل صغير، أحسست وكأنه بفرحه ذلك يود
ربط ما فاتنا من لقاءات وبما هو قادم، فهو كان يدرك تماما
أن أيام اقامتي في السودان معدودة. جلسنا، دردشنا في وجود
عزة وفتحية وبعض حفيداته. لم أكن أدرك أن ذلك سيكون اّخر لقاء
لي مع التحاني.
هكذا كان التجاني في جميع علاقاته مع رفاقة وأصدقائة وأهله،
ينعامل ببراءة الأطفال وصدقهم.
العزاء لكل من عرف التجاني ولأفراد أسرته ورفاقه

جمال الدين بلال

Quote: بموت التيجاني الطيب إنطفأت في قلبي وقلب محبيه شمعه شديدة الوهج والإبتسام، وغاب عنا بموت التيجاني الكثير من الكلام ما إستطعنا إليه توثيقا.. إلا ان غيابه القاسي المؤلم اللمُنتظر يفتح في قلبي شهية الحياة والإنتظار.

Quote: قامة كبيرة وعالية كان أجدر بهذا الوطن أن يسقيها ويفيض عليها من حنانه لكن لؤم الدنيا ولؤم البلاد جعلت من حياة هذا الإنسان سلسلة من التضحيات والمقاومة المتواصلة في مواجهة كل ما جاد به علينا تاريخنا الوطني من عسف وجور. معدن نفيس من معادن البشر.

بموت التيجاني الطيب إنطفأت في قلبي وقلب محبيه شمعه شديدة الوهج والإبتسام، وغاب عنا بموت
التيجاني الكثير من الكلام ما إستطعنا إليه توثيقا.. إلا ان غيابه القاسي المؤلم اللمُنتظر
يفتح في قلبي شهية الحياة والإنتظار.
سأحب الحياة، وأنتظر.
سأنتظر سوداناً أكثر جلالاً وجمالاً..
وسأحول الكثير من الذكريات إلى أسلوب حياة.. وأنتظر:
سوداناً أكثر بهاءاً ، يافع الألوان..



حزن عميق يا طلال تقبل تعازي الحارة .

Quote: . كان باسماً مثل ريح الصندل ، مثل " قِربة" ماء تنتظر العِطشى . مثل أيقونة فرح حفِظ للوطنية مهابتها ، وللأرض رونقها ، وللبشر : حُب المستضعفين . رحيل مهيب

أحر التعازي يا طلال
ومنه ستظلُ شامخة خضراء كل هذه الأشجار
التي نبتت من غرسه
واشاعها في الكثيرين
سيبقى خالداً جداً ..

حزن عميق يا طلال

Quote: كان باسماً مثل ريح الصندل ، مثل " قِربة" ماء تنتظر العِطشى . مثل أيقونة فرح حفِظ للوطنية مهابتها ، وللأرض رونقها ، وللبشر : حُب المستضعفين . رحيل مهيب

نسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته وانا لله وانا إليه راجعون .
خبر مؤسف ولكن هذه حال الدنيا فقد عاش الرجل من أجل السودان وحافظ على مبادئة ولم تهزه الظروف ، لقد كان مدرسة في الاشتراكية والديمقراطية ومات ولم تتحقق طموحاته لبناء سودان شامخ ديمقراطي حر يسع لكل الاعراق والديانات ولكن قطعا سوف يأتى اليوم الذي تتحقق فيه ما تمناه الراحل .

اللهم ارحمه وادخله الفردوس وتجاوز عن خطاياه .

اخر الرجال المحترمين
كان كبيرا كاليقين

له الخلود والمحبه

الاخ طلال
صادق العزاء واسمح لى بنقل تعازى حركة القوى الجديدة الديمقراطية حق
لكل الرفاق الشيوعين فى الفقد الكبير
والقامة الوطنية السامقة المناضل بحق التيجانى الطيب بابكر

حركة (حق) : تنعى المناضل الذى ما لان ولا انحنى ولاانكسر ولا ساوم .

غيب الموت اليوم عنا المناضل الفذ وأحد القادة المؤسسين للحزب الشيوعي السوداني،
التيجاني الطيب بابكر، ولكن ذكرى التيجاني الناصعة تبقى حية لا تغيب.
لقد وهب التيجاني الطيب عمره كله منذ عهد الطلبة للوطن وللشعب،
وعاش حياة عامرة بالبذل والعطاء والجسارة والتضحية، وغنية بالمعتقلات والمحاكمات
والاختفاء القسري والسجون والتشريد والمنافي، فما لان ولا انحنى ولا انكسر ولا ساوم.
حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) لا تملك في هذا الفقد العظيم إلا أن تتقدم
بحار العزاء لأسرة المناضل الفقيد، ولزملائنا في الحزب الشيوعي السوداني،
ولكل الوطنيين والديمقراطيين والمناضلين في سبيل حرية بلادنا وتقدم شعبنا.

(ماشى وين آ زول أقيف!)

يا رفاقا... الضُراع شِدُوهو،
سِّدُوا الفرقة، رقراقاً بجيب الريحْ
وكفكِفُوا الدّمع البِسيل وشّالُوا
يترِس موجة الحُزْن النويحْ
) أبو عازة (ما مات
كضّبْ الرادى المخاتل وإتوهمّ (الصايح) البِصيِّح
)أبو عازة( ما خِدّ ليه غفوة
(هسع عيتى) يجينا بى سمتو المريح
وبإنضباطُو وإحتياطُو
يفتح المحضر ويخطط
وينّطِقْ القلم الفصيح
ويضوى للناس المسالك العتّمة
نورالعِرّفة، جدلّ الثورة والفهم الصحيح.

ماشى وين آ زول أقيفْ! ماشى وين؟
والسكة قدامنا بترارى
وداك مُشْرَع الحِلم اليَسّارى
ومرفأ الأمل الفسيح
ماشى وين آ زول أقيفْ!
لسانا بدرى على غيابكْ
لسه ما أبت الكُتال فى الحق حُرابكْ
ولسه مليان بالمعانى الحُرة والثورات جُرابكْ
وهاداك عدو الشِغِيلة مِتْوهوِقْ جرِيحْ
يا زميل قوماكا نهتِفّْ
(يلا يا اولاد المشارِق
أنهمُوا العزّم البِدافِرْ واركُلُو الوهَمّ المُرِيحْ).

يا رفاقا لو يغيب عن مركز الحِزب (عمّنا)
(عم تيجانى) الكان ضراهُو بِضُّمنا
والقناديل التشِعّ من جبهتُّو
العصافير الترِكْ فى ضحكتُّو
والصرامة الحانية تتخلل حديثُو ونظرتُو
باقية فينا وفى عقولنا وفى قلوبنا ودمّنا
والوصية الكلمة زى النجمة تلمع
(خلو همّ الشعب أولّ ......
خلو همّ الشعب أولّ....ويبقى (نادُوس) همّنا).
(يا تيجانى) يازميل (الكِليتُّون) حالو ظابطة مؤمنة
نوم قرير العين ومرتاح السريرة يا صميم القلب نفاذ البصيرة
الدرُوبْ للثورة والثوارمصيرا تلِمّنا
ومابنفرط فى الهِداية وما بنبضِعّ فى الرِباية
يا أبونا يا رفيقنا
ويا صّديقنا وعَمّنا.

راشد سيد أحمد الشيخ
24 نوفمبر 2011

(ماشى وين آ زول أقيف!)

يا رفاقا... الضُراع شِدُوهو،
سِّدُوا الفرقة، رقراقاً بجيب الريحْ
وكفكِفُوا الدّمع البِسيل وشّالُوا
يترِس موجة الحُزْن النويحْ
) أبو عازة (ما مات
كضّبْ الرادى المخاتل وإتوهمّ (الصايح) البِصيِّح
)أبو عازة( ما خِدّ ليه غفوة
(هسع عيتى) يجينا بى سمتو المريح
وبإنضباطُو وإحتياطُو
يفتح المحضر ويخطط
وينّطِقْ القلم الفصيح
ويضوى للناس المسالك العتّمة
نورالعِرّفة، جدلّ الثورة والفهم الصحيح.

ماشى وين آ زول أقيفْ! ماشى وين؟
والسكة قدامنا بترارى
وداك مُشْرَع الحِلم اليَسّارى
ومرفأ الأمل الفسيح
ماشى وين آ زول أقيفْ!
لسانا بدرى على غيابكْ
لسه ما أبت الكُتال فى الحق حُرابكْ
ولسه مليان بالمعانى الحُرة والثورات جُرابكْ
وهاداك عدو الشِغِيلة مِتْوهوِقْ جرِيحْ
يا زميل قوماكا نهتِفّْ
(يلا يا اولاد المشارِق
أنهمُوا العزّم البِدافِرْ واركُلُو الوهَمّ المُرِيحْ).

يا رفاقا لو يغيب عن مركز الحِزب (عمّنا)
(عم تيجانى) الكان ضراهُو بِضُّمنا
والقناديل التشِعّ من جبهتُّو
العصافير الترِكْ فى ضحكتُّو
والصرامة الحانية تتخلل حديثُو ونظرتُو
باقية فينا وفى عقولنا وفى قلوبنا ودمّنا
والوصية الكلمة زى النجمة تلمع
(خلو همّ الشعب أولّ ......
خلو همّ الشعب أولّ....ويبقى (نادُوس) همّنا).
(يا تيجانى) يازميل (الكِليتُّون) حالو ظابطة مؤمنة
نوم قرير العين ومرتاح السريرة يا صميم القلب نفاذ البصيرة
الدرُوبْ للثورة والثوارمصيرا تلِمّنا
ومابنفرط فى الهِداية وما بنبضِعّ فى الرِباية
يا أبونا يا رفيقنا
ويا صّديقنا وعَمّنا.

راشد سيد أحمد الشيخ
24 نوفمبر 2011



انا عارفة يا رشودة حزنك ح يكون كتر عشان كدا عزيتك براك يا ود امى .

البركة فيكم يا طلال
والفقد فقد للوطن
______________________________________________________


في الحزن المطير
يا كالنخلة هامة
قامة واستقامة
هيبة مع البساطة
اصدق ما يكون

راحة ايديك تماماً متل الضفتين
ضلك كم ترامى حضناً لليتامى
خبزاً للذين هم لا يملكون
بنفس البساطة والهمس الحنون
ترحل يا حبيبي من باب الحياة لباب المنون

روحك كالحمامة بترفرف هناك
كم سيرة وسريرا من حولك ضراك
والناس الذين خليتم وراك
وعيونم حزينة بتبلل ثراك
ابواب المدينة بتسلم عليك
والشارع يتاوق يتنفس هواك

يا حليلك حليلك يا حليل الحكاوي
تتونس كانك يوم ما كنت ناوي
تجمع لم تفرق بين الناس تساوي
نارك ما بتحرق ما بتشد تلاوي
ما بتحب تفرق من جيبك تداوي
الحلم الجماعي والعدل اجتماعي والروح السماوي
والحب الكبير

في الزمن المكندك والحزن الاضافي
جينا نقول نفرق نجي نلقاه مافي
لا سافر مشرق لافتران وغافي
وين عمي البطرق جواي القوافي
يا كرسيه وسريرو هل ما زلت دافي
يا مرتبتو امكن في مكتبتو قاعد يقرا وزهنو صافي

يا تلك الترامس وينو الصوتو هامس
كالمترار يساسق يمشي كما الحفيف
كم في الذهن عالق ثرثرة المعالق والشاي اللطيف
تصطف الكبابي اجمل من صبايا
بينات الروابي والضل الوريف
احمر زاهي باهي يلفت انتباهي
هل سكر زيادة ام سكر خفيف
ينده للبنية يديها الحلاوة
والخاطر يطيب
يدخل جنو منو محبوب الشقاوة
يستنى النصيب

الدفو والنداوة السنا والعبير
كالغزلان هناك في الوادي الخصيب
حيث الموية عذبة والغصن الرطيب
كم تحت المخدة اكتر من مودة
للجنا والغريب
عش وعشب اخضر جدول من حليب
يابا ابوي يا يابا
الشمس البتطلع بلت منو ريقا
والنجمة البتسطع فيه تشوف بريقا
الندى في حركتو يطفيها الحريقة
ننهل من بركتو زي شيخ الطريقة
شاييهو وطرقتو والايدي الصديقة
يلا نسد فرقتو حب الناس درقتو
يا موت لو تركتو مننا قد سرقتو
كنا نقول ده وقتو لكنك حقيقة

النفاجو فاتح ما بين دين ودين
نفحة محمدية دفئاً كالضريح
ميضنة كم تلالي جيداً في اليالي
مجداً في الاعالي
مريم والمسيح

قلباً نبضو واصل ما بين جيل جيل
ما بين كان وحاصل او ما قد يكون
ما بتشوف فواصل الا الذكريات
وآلام المفاصل بعضاً من شجون
يابا مع السلامة يا سكة سلامة
في الحزن المطير

البركة فيكم يا طلال

برغم كبر سنه ومحصارة الأمن له نجح فى الخروج من السودان عبر الصحراء لمصر فى سبيل وطنه وشعبه, بعد استقراره فى مصر وصلنا خطاب من سكرتارية الحزب, منصوص عليه تكليف الزميل خوجلى(الأسم الحركى للمناضل التجاني الطيب) بمهام فكرية وسياسية وتنظيمية فى الخارج ,نجح فى التكاليف التى اوكلت اليه فى الجانب التنظيمي ساهم مع رفاق وفق خبرته فى ايجاد صيغة لربط الداخل مع الخارج بوجد مكتب التنسيق وشرع هذا المكتب بتأسيس افرع للحزب فى كل بقعة من بقاع العالم يتوجد فيها سودانيين ابتدع وساهم فى موضوع الصلة مابين الداخل والخارج واستفاد من سلبيات الانظمة القمعية السابقة وهجومها على الحزب بشل القدرات التنظيمية, تم عقد ثلاثة مؤتمرات لفروع الحزب بالخارج.
فى مهامه الفكرية ومع انهيار المنظومةالأشتراكية وانعكاسها على مسيرة الحزب وطرح بعد الأفكار لتصفية الحزب بصبر حكيم اشرف على الاصدارة (قضايا سودانية) وكانت قمة الديمقراطية للحوار للشيوعيين والديمقراطيين واصدقاء الحزب بطرح افكارهم بحرية فى كل القضايا التى تخص الحزب وقضايا العصر, كللت نجاح الأصدارة وتلخيصها فى معالجة القضايا الفكرية فى مؤتمر الحزب الخامس.
فى مهامه السياسية كان هنالك الدور المبادر للحزب فى التجمع عبر لجنتة السياسية راحلنا تجاني ناضل حتى اخر لحظات التجمع من اجل وحدة الوطن برغم مهندسى التفاوض حصرهما للحوار فى غرف مغلقة للشريكيين فقط,مناضلنا تجاني يحرص للحضور ولايغيب من خارج الغرف لمتابعة الحوار من اجل وحدة الوطن.
الى جنات الخلد ايها المناضل العظيم

فقد كبير يا طلال
جمع الى قلبه كل الفئات من الناس
شبابا وشيبا
آلف بينهم
ومنحهم الابوة والاخوة
يا لحزنى على عم تجانى

رحم الله المناضل العم التجاني الطيب بابكر .. أنطوت مسيرة خمسون عامآ من النضال من أجل وطن حر ديموقراطي عاتي .. خمسون عامآ واجه فيها صنوف من العذابات والضيم والآلام واصل رسالته بصبر وإيمان لم يتزحزح ولم يشترى أو ينال .. كان كأحد إنبياء هذا الزمان السياسي المتقلب والمقلق .. كان صوفي زاهدآ في المناصب التي يتكالب عليها الآخرون ويتنازعون فيها .. مع كل مشاغله كان إجتماعيا نشطآ وأبآ وعمآ وخالآ للكثيرين .. حمل بعدين بداخله ..
البعد الثوري والأبوي ليشكل مادة في الإنضباط بغير مغالاة ولا تثريب للآخرين .
كانت مسيرة حياته كشاهد على عصره وكاتب للتاريخ السياسي المعاصر لبلادنا
وآمل أن تنشر مدوناته التي كتبها عبر مسيرته .. دعوني أتقدم بالعزاء لأسرته الأولى السودان وللحزب الشيوعي السوداني ولكافة آل الطيب بابكر والأخ الأكبر الدكتور أحمد الطيب بابكر ولأبناء وأسرة الفقيد ولأسرة التحالف الديموقراطي بأميركا..

إن علاقة الكاتب طلال والمثقف النبيل التيجاني في الدروب مثل علاقة الجد والابن ، تذكّرني تعبير للروائي الطيب صالح حين استنطقه شاعران في حوار . تحدث هو عن أنه حفر في أحد رواياته في صخر العلاقة القوية بين الابن والجد ، وترك الأب رمادياً .
وإن خبز الثقافة وتدفق شلالات مياهها من نبيل في قامة " جد " ومثقف في قامة " حفيد " ، تفتح لنا الأبواب لنثير الوفاء الذي تفضل " طلال " بكاتبته العذبة عن هذا النبيل الذي رحل ...

*

الأستاذ طلال

العم تجاني رجل لم تلد مثله حواء الكثير ، جاد في حياته مرح محب للكل في حب الوطن ،، كارها للأنتهازيين بشكل واضح ..

لربما أراد الله أن يصطفيه في زمان أنحطاط الرجال في هذا البلد التعيس ،،،

أذكر كلمته ياأبني لا تثق في كل الناس بسهولة عليك معرفتهم أولا ،،،،

رحمك الله عم تجاني ،،رحمك الله

عودة محارب للجروف ..تجانى ياملح الارض ..لك الرحمة بقدر ما قدمت
سويت العليك يابا وزيادة ..مع السلامة ....وداعا ..يا تـــــــــــــــرس

هذا الجيل من الرواد --تعلمنا منهم الكثير

الصمود

عدم التردد
والشجاعه
ولكن كما قلت لؤم الدنيا ولؤم البلاد سلسلة من المقاومه

تحياتي طلال

هذا البوست يا طلال جميل رغم الأسى الذي يحمله

فهو يوثق لرجل افتقدته بالأمس الأمة

ما سمعنا منه سوى عُصارة الفكر العالِم المؤدب الذي ان قال

لا أحسست انك يجب ان تقول : شكراً!


آجَرنا الله في هذا الفقد العظيم

وأبدله بجنات الخُالدين.

والزم أهل بيته الصبر وحُسن العزاء.

أوقد العمر شموعا

ولم يلعن الظلام...قط

فقد عاش موقنا بان دامت الارض لنا ولاعداء العصافير كفن ..

ولا السياط بتهد يقين لاسجون العتمة بتودر طريق الكادحين،

وبعد ان كان مطلوبا حيا أو ميتا عاد علي عناق الهتاف. .

ولم تمنعه الغابة يوما من رؤية الاشجار...

فقد رأي منذ نعومه اظافره غابة تسير في عتمة الاشجار..

نحو افق من يري علي سفوح الارض

ما لايراه المبصرون من قمة جبال

له التحية والتجلة يا طلال فقد كان منارا يضيء

مسار ان الدنيا مازالت بخير

Quote: لقد فقد الناس في السودان إنساناً رؤوفاً شديد الرأفة بهم، يحلم منذ نعومة أحلامة بيسر الحال للمغلوبين على أمرهم، وينظر بعين العطوف إلى حالهم. بموت التيجاني الطيب إنطفأت في قلبي وقلب محبيه شمعه شديدة الوهج والإبتسام، وغاب عنا بموت التيجاني الكثير من الكلام ما إستطعنا إليه توثيقا.. إلا ان غيابه القاسي المؤلم اللمُنتظر يفتح في قلبي شهية الحياة والإنتظار. سأحب الحياة، وأنتظر. سأنتظر سوداناً أكثر جلالاً وجمالاً.. وسأحول الكثير من الذكريات إلى أسلوب حياة.. وأنتظر: سوداناً أكثر بهاءاً ، يافع الألوان.. ولن أنسى أبداً أن الإشتراكية والعدالة الإجتماعية قيم من الحق بمكان

وعلى هذا نبني سوداننا
أكثر بهاءًا .. يافع الألوان
ثمُ اننا ننتظر معك ميلاد الوطن الذي يحملُ كلّ ملامح عمنا التيجاني الطيب
الف رحمة ونور تغشى قلبه الطاهر
شكراً ياطلال على هذه الكتابة الأليفة

طب في الخالدين يا عم تجاني

ودعناك يا الترس البحد غايلة دفوع المد
ابو عازه اللزوم وكت الرجال تنهد
تلباً مو هوان درقة حمول الصد
اب قلماً نصيح و مناقبه ما بتنعد

Quote: سه ما أبت الكُتال فى الحق حُرابكْ ولسه مليان بالمعانى الحُرة والثورات جُرابكْ

رحمه الله بقدر ما قدم لهذا الوطن وغفر له وأسكنه فسيح الجنات

Quote: كان باسماً مثل ريح الصندل ، مثل " قِربة" ماء تنتظر العِطشى . مثل أيقونة فرح حفِظ للوطنية مهابتها ، وللأرض رونقها ، وللبشر : حُب المستضعفين . رحيل مهيب

Quote: طب في الخالدين يا عم تجاني ودعناك يا الترس البحد غايلة دفوع المد ابو عازه اللزوم وكت الرجال تنهد تلباً مو هوان درقة حمول الصد اب قلماً نصيح و مناقبه ما بتنعد

يا للحزن
انا لله وانا اليه لراجعون
فقد كبير للوطن والإنسانية

التجاني الطيب رجل نبيل بحق وحقيقة
رحمة الله رحمة واسعة واسكنه مع الشهداء والصديقين
وهو أهل،بإذن الله، لذلك

مكي الاحمدي

Quote: لقد فقد الناس في السودان إنساناً رؤوفاً شديد الرأفة بهم، يحلم منذ نعومة أحلامة بيسر الحال للمغلوبين على أمرهم، وينظر بعين العطوف إلى حالهم. بموت التيجاني الطيب إنطفأت في قلبي وقلب محبيه شمعه شديدة الوهج والإبتسام، وغاب عنا بموت التيجاني الكثير من الكلام ما إستطعنا إليه توثيقا.. إلا ان غيابه القاسي المؤلم اللمُنتظر يفتح في قلبي شهية الحياة والإنتظار. سأحب الحياة، وأنتظر. سأنتظر سوداناً أكثر جلالاً وجمالاً.. وسأحول الكثير من الذكريات إلى أسلوب حياة.. وأنتظر: سوداناً أكثر بهاءاً ، يافع الألوان.. ولن أنسى أبداً أن الإشتراكية والعدالة الإجتماعية قيم من الحق بمكان

شكرا يا طلال
عبرت عن الجميع فما استطاع معظمنا هنا الا اقتباس حزنك النبيل

عم تجانى فقد مهول.
كان والد الجميع, بما
فيهم الحزب العتيد.

له الرحمة والمغفرة

شكراً ليكم جميعاً، وربنا يحسن عزاؤكم
كل المتداخلين والقراء: لقد ساعدتدموني في مجاورة الألم والحزن الرهيب.

التيجاني في العيد الخمسين

Quote: قامة كبيرة وعالية كان أجدر بهذا الوطن أن يسقيها ويفيض عليها من حنانه لكن لؤم الدنيا ولؤم البلاد جعلت من حياة هذا الإنسان سلسلة من التضحيات والمقاومة المتواصلة في مواجهة كل ما جاد به علينا تاريخنا الوطني من عسف وجور.

فقد جلل ..
ألف رحمة ونور على قبر المناضل العم التجاني الطيب ..
لن أنسى وصيته لنا عند وداعنا أنا وزوجي وابنائي
ونحن نشد الرحال إلى أستراليا يا له من إنسان لقد كان
رجلاً والرجال قليل ..
سيبقي خالداً في وجدان كل محبي الحرية والديمقراطية..
لقد سطر أسمه في سجل الخالدين في تاريخنا بمواقفة
البطولية و إنحيازه لاهلنا الغبش ..
أحر التعازي للوطن..
البركة فيكم الأخ طلال ..
" إنا لله وإنا إليه راجعون "

ما أنبل هذا الحزن يا عفيفي

سأحب الحياة، وأنتظر.
سأنتظر سوداناً أكثر جلالاً وجمالاً..
وسأحول الكثير من الذكريات إلى أسلوب حياة.. وأنتظر:
سوداناً أكثر بهاءاً ، يافع الألوان..
ولن أنسى أبداً أن الإشتراكية والعدالة الإجتماعية قيم من الحق بمكان
شكراً لك يالتيجاني
شكراً لك 'طلال
ضوء ثم خفوت
ضوء وذكرى
ساطعة ابدا
فمن يملك مثل هذه
الابتسامة
ليس له سوى الخلود

رحم الله العم التجاني
و بارك الله فيك أخي طلال .
أكتب عنه أخي .
أذكره لنا
أكتب عن تجاني الرجل الرمز . المفكر صاحب
القدرات العالية والعجيبة في التنظيم . أكتب عنه وعن سجونه المختلفة
وعن شجاعته وعن جماله وصبره
أذكره لنا بارك الله فيك أخي طلال .
التعازي موصولة الي أسرة المرحوم المهندس / أحمد الطيب بابكر
والتعازي الي عمنا المهندس / الرشيد الطيب بابكر
والتعازي الي عمنا الأستاذ مختار الطيب بابكر
والي الأخوان طارق وعمر وسارة وعموم الأهل بشندي والخرطوم